You are on page 1of 23

‫المجلد ‪ /7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص‪.‬ص‪93 -71 .

‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬


‫‪Algeria's tax system: problems and the need for‬‬
‫‪reform‬‬

‫أ‪.‬جازية أمير‪ ،‬طالبة دكتوراه‪ ،‬جامعة المدية‬


‫البريد االلكتروني‪amirdjazia@gmail.com :‬‬
‫د‪.‬عاشور يوسفي‪ ،‬أستاذ محاضر "أ"‪ ،‬جامعة المدية‬
‫البريد االلكتروني‪yousfiachour76@gmail.com :‬‬

‫تاريخ القبول‪2019-2-5 :‬‬ ‫تاريخ اإليداع‪2018-5-15 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫يهدف هذا المقال إلى دراسة مدى نجاعة اإلصالحات الضريبية التي انتهجتها‬
‫الجزائر منذ التسعينات‪ ،‬وذلك من خالل عرض حصيلة الضرائب المستحدثة من ضريبة‬
‫على الدخل اإلجمالي وضرائب على أرباح الشركات ورسم على القيمة المضافة‪ ،‬التي‬
‫أثبتت الدراسة أهمية مساهمتها في حصيلة الجباية العادية‪ ،‬لكن في المقابل ال يزال النظام‬
‫الجبائي الجزائري بحاجة إلى إصالحات أعمق لتحقيق األهداف اإلستراتيجية المتمثلة في‬
‫إحالل الجباية العادية محل الجباية البترولية‪ ،‬وهذا ال يتأتى إال عن طريق مجموعة من‬
‫اإلجراءات أهمها تبسيط النظام الجبائي الجزائري الذي يتميز بالتعقيد وكثرة التعديالت‪،‬‬
‫ونشر الوعي الضريبي وعصرنة اإلدارة الجبائية لتصبح أكثر قدرة على التكيف مع‬
‫المتغيرات المتسارعة التي يعرفها االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المنظومة الجبائية؛ النجاعة؛ اإلصالح الضريبي؛ الجزائر‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬
‫‪Cet article vise à examiner l'efficacité des réformes fiscales menées‬‬
‫‪par l'Algérie depuis les années quatre-vingts, et en offrant de nouvelles‬‬
‫‪recettes fiscales de l'impôt sur le revenu brut et les impôts sur les‬‬
‫‪bénéfices des entreprises et tirer parti de la valeur ajoutée, l'étude a‬‬
‫‪démontré l'importance de leur contribution à l'issue de la fiscalité‬‬
‫‪ordinaire, mais en retour, ne le font pas système fiscal algérien a encore‬‬
‫‪besoin de réformes plus profondes pour atteindre les objectifs‬‬
‫‪stratégiques de la mise en place de la fiscalité ordinaire remplacer la‬‬
‫‪fiscalité pétrolière, et cela peut être réalisé que par un ensemble de‬‬
‫‪71‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫‪mesures visant à simplifier le plus important système fiscal algérien, qui‬‬


‫‪se caractérise par le complexe et le grand nombre d'amendements Et‬‬
‫‪pour augmenter la conscience fiscale et moderniser l'administration‬‬
‫‪fiscale pour devenir plus capable de s'adapter aux changements‬‬
‫‪accélérateurs que connaît l'économie mondiale.‬‬
‫‪Mots-clés: système fiscal ; efficacité ; réforme fiscale ; Algérie.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعمل األنظمة الجبائية في بيئة اقتصادية منفتحة على العالم نتيجة انتماء الدول إلى‬
‫المنظمات الدولية وااللتزام اتجاهها‪ ،‬وتعرف االقتصاديات في العادة من فترة إلى أخرى‬
‫موجة من اإلصالحات في المجال الضريبي ال يمكن تجاهلها‪ ،‬ومن ثم ال بد من مراجعة‬
‫تصميم الهياكل الضريبية وفقها‪.‬‬
‫ويتم عادة تصميم األنظمة الجبائية لتحقيق أهداف السياسة الجبائية التي يتم تحديدها‬
‫على أساس األوضاع االقتصادية واالجتماعية والسياسية القائمة‪ ،‬لكن هذه األوضاع تتغير‬
‫باستمرار بفعل عديد العوامل‪ ،‬مما يجعل األنظمة الجبائية عاجزة عن تحقيق األهداف‬
‫المنوطة بها‪ ،‬وهذا ما يستدعي إصالحها باستمرار‪ ،‬ولقد شهد النظام الجبائي الجزائري عدة‬
‫إصالحات وتعديالت من خالل قوانين المالية السنوية والتكميلية بغية الرفع من معدالت‬
‫التنمية االقتصادية وتشجيع االستثمارات األجنبية والمحلية‪ ،‬وما يجب أن نشير إليه أن‬
‫اإلصالحات لم تأت دفعة واحدة بل كانت هناك تعديالت عديدة جاءت بعد إصالحات سنة‬
‫‪ ،1992‬وعلى العموم فقد تضمن اإلصالح الضريبي استحداث ثالثة أنواع من الضرائب‬
‫هي الضريبة على الدخل اإلجمالي والضريبة على أرباح الشركات والرسم على القيمة‬
‫المضافة‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تبرز أهمية هذا البحث من خالل إبراز الدور الذي تلعبه اإلصالحات الجبائية في‬
‫توفير الحصيلة المالية من الضرائب التي تعد من أهم مصادر اإليرادات العامة في الجزائر‪،‬‬
‫فمن أهداف اإلصالح الضريبي زيادة النمو االقتصادي والرفع من عائدات الضرائب لكن‬
‫ليس بسبب ارتفاع معدالتها‪ ،‬بل نتيجة زيادة النشاط االقتصادي وارتفاع الدخول الحقيقية‬
‫للمؤسسات‪ ،‬مع مراعاة تحقيق العدالة وفرض الضريبة على القادرين على دفعها وتخفيف‬
‫آثارها على الفئات غير القادرة‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى دراسة أهم المشكالت والعوائق التي تحد من نجاعة النظام‬
‫الجبائي الجزائري وتجعله بعيدا ً عن النتائج المرجوة منه‪ ،‬فبالرغم من اإلصالحات‬
‫المجلد ‪ /7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص‪.‬ص‪93 -71 .‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫الضريبية التي انتهجتها الجزائر منذ التسعينات إال أن هذا النظام ما زال بحاجة إلى‬
‫إصالحات أعمق وأشمل للرفع من حصيلة الجباية العادية وإحاللها محل الجباية البترولية‪.‬‬
‫ومن خالل هذا العرض الموجز تتبلور معالم إشكالية بحثنا التي يمكن صياغتها كما‬
‫يلي‪ :‬ما مدى نجاعة اإلصالحات الضريبية في الرفع من أداء المنظومة الجبائية في‬
‫الجزائر؟‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة ارتأينا تقسيم بحثنا إلى المحاور التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ماهية النظام الجبائي ؛‬
‫ثانياً‪ :‬محددات نجاعة النظام الجبائي؛‬
‫ثالثاً‪ :‬عوائق نجاعة النظام الجبائي؛‬
‫رابعاً‪ :‬تقييم اإلصالحات الضريبية في الجزائر‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬ماهية النظام الجبائي‬


‫يعتبر النظام مجموعة من العناصر والعالقات‪ ،‬إذ العناصر هي األجزاء المكونة‪ ،‬أما‬
‫العالقات فهي التي تربط العناصر المكونة لهذا النظام‪ ،‬وبالنسبة للنظام الجبائي فقد تعددت‬
‫تعريفاته في الكتابات العربية واألجنبية‪ ،‬فاختالف النظم الضريبية بين الدول يرجع أساسا ً‬
‫إلى اختالف طبيعة النظم االقتصادية في تلك الدول‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم النظام الجبائي‪:‬‬
‫يرى البعض أن مفهوم النظام الجبائي يتراوح بين مفهوم واسع ومفهوم ضيق‪ ،‬ووفقا ً‬
‫للمفهوم الواسع فإن النظام الجبائي هو" مجموعة العناصر اإليديولوجية واالقتصادية والفنية‬
‫والتي يؤدي تراكبها إلى كيان ضريبي معين‪ ،‬ذلك الكيان الذي يمثل الواجهة الحسية للنظام‪،‬‬
‫والذي تختلف مالمحه بالضرورة في مجتمع متقدم اقتصاديا ً عن صورته في مجتمع‬
‫متخلف"‪.‬‬
‫أما المفهوم الضيق فهو يعني" مجموعة القواعد القانونية والفنية التي تمكن من االستقطاع‬
‫‪1‬‬
‫الضريبي في مراحله المتتالية من التشريع إلى الربط والتحصيل"‪.‬‬
‫وعادة ما يتم استخدام السياسة الضريبية في إطار نظام جبائي معين‪ ،‬وبالتالي يشكل‬
‫النظام الج بائي الترجمة العملية للسياسة الضريبية‪ ،‬وعليه يمثل النظام الجبائي مجموعة‬
‫محددة ومختارة من الصور الفنية للضرائب تتالءم مع الوضع االقتصادي واالجتماعي‬
‫والسياسي للمجتمع‪ ،‬تشكل في مجموعها هيكالً ضريبيا متكامال‪ ،‬يعمل بطريقة محددة من‬
‫خالل التشريعات والقوانين الضريبية واللوائح التنفيذية من أجل تحقيق أهداف السياسة‬
‫‪2‬‬
‫الجبائية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫ومن هنا نقول أن النظام الجبائي يرتبط ارتباطا ً وثيقا ً بالسياسة الضريبية للمجتمع من‬
‫أجل تحقيق أهدافها‪ ،‬وتعتبر السياسة الضريبية للمجتمع جزءا ً من سياسته االقتصادية‪ ،‬وهي‬
‫مجموعة البرامج المتكاملة التي تخططها وتنفذها الدولة مستخدمة كافة مصادرها الضريبية‬
‫الفعلية والمحتملة‪ ،‬إلحداث آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية مرغوبة‪ ،‬وتجنب آثار غير‬
‫‪3‬‬
‫مرغوبة للمساهمة في تحقيق أهداف المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬خصائص النظام الجبائي‪:‬‬


‫بعد تعرفنا على مفهوم النظام الجبائي من الواسع إلى الضيق نتعرف فيما يلي على‬
‫مختلف الخصائص الواجب توفرها في النظام الجبائي من أجل تحقيقه لألهداف المرغوبة‬
‫وتتمثل هذه الخصائص في‪:‬‬
‫✓ أن يمتاز النظام الجبائي بقدرته على تحقيق الهدف وبمختلف المكونات المساعدة‬
‫على بلوغ هذا الهدف‪ ،‬حيث يختلف هدف النظام الجبائي حسب نوع النظام‬
‫االقتصادي (اشتراكي أو رأسمالي)‪.‬‬
‫✓ أن يراعى في النظام الجبائي مقدرة المكلفين على الدفع‪ ،‬وأال يثقل عليهم بعبء‬
‫الضريبة وبأسعارها المرتفعة‪ ،‬وعدم اإلكثار من فرضها ومراعاة الحاالت‬
‫الشخصية لألفراد المكلفين بها‪ ،‬وفرض ضرائب تتماشى وإمكاناتهم لتفادي الوقوع‬
‫في مشكل التهرب من دفعها‪ ،‬وألن إرهاق المكلفين بفرض ضرائب كثيرة وذات‬
‫أسعار مرتفعة يؤدي إلى التأثير على رأسمال المكلف‪ ،‬وبالتالي نفاذه تدريجيا ً إلى‬
‫أن يؤثر على نشاط المكلف‪ ،‬وقد ينتج عن ذلك إنهاء المشروع وبالتالي عرقلة النمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫✓ أن يتصف النظام الجبائي بالعدالة بأن يخضع جميع أفراد المجتمع للضريبة كل‬
‫حسب مقدرته‪ ،‬أي أن يساهموا كلهم في أعباء النفقات العامة‪ 4.‬والهدف من هذه‬
‫الخاصية هو القضاء على االمتيازات التي كانت سائدة في األنظمة السياسية‬
‫القديمة‪ ،‬أين كانت بعض الطبقات المحظوظة معفاة من دفع الضرائب‪ ،‬إذ ال يوجد‬
‫مبرر لعدم إخضاع فئة دون أخرى‪ ،‬كما أن كل امتياز ممنوح لفئة اجتماعية معينة‬
‫‪5‬‬
‫سيثقل العبء الضريبي للفئات األخرى من المجتمع‪.‬‬
‫✓ أن يكون النظام الجبائي مرنا ً وقابالً إلخضاع نشاط جديد للضريبة أو إعفاء نشاط‬
‫آخر منها حسب الظروف االقتصادية واالجتماعية السائدة لفترة معينة‪ ،‬ولكن دون‬
‫أن يؤثر هذا التغيير على جوهر النظام الضريبي بحيث يبقى أساسه قائماً‪.‬‬
‫✓ توثيق الصلة بين المكلف بالضريبة والخزانة العامة ومحاولة التقليل من التوتر‬
‫والخالف بينهما بهدف السعي إلى تحقيق المصالح العامة‪.‬‬
‫المجلد ‪ /7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص‪.‬ص‪93 -71 .‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫✓ أن يتسم النظام الجبائي بالوضوح من أجل استيعاب معالمه‪ ،‬وسهولة فهمه من‬
‫طرف الموظفين الجدد‪ ،‬وتخفيض نسبة التهرب الناتجة عن استغالل مختلف‬
‫‪6‬‬
‫الثغرات فيه‪.‬‬
‫فبتحديد الضريبة بصورة قاطعة دون أي غموض أو إبهام يكون المكلف متيقنا ً‬
‫بمدى التزامه بأدائها بصورة واضحة ال لبس فيها‪ ،‬ومن ثم يمكنه أن يعرف مسبقا ً‬
‫موقفه الضريبي من حيث الضرائب الملزم بأدائها ومعدلها وكافة األحكام القانونية‬
‫المتعلقة بها وغير ذلك من المسائل التقنية المتعلقة بالضريبة‪ ،‬إلى جانب معرفته‬
‫لحقوقه نحو إدارة الضرائب والدفاع عنها‪ ،‬حيث أن عدم الوضوح يؤدي إلى حذر‬
‫‪7‬‬
‫المكلفين من النظام الجبائي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬محددات نجاعة النظام الجبائي‬
‫يهتم الكثير من الباحثين بدراسة نجاعة النظام الجبائي وذلك في جميع الدول سواءا ً‬
‫المتقدمة أو النامية‪ ،‬إذ تعتبر النجاعة إحدى المؤشرات الهامة التي يتم من خاللها الحكم على‬
‫مدى نجاح أو فشل السياسة الجبائية ألي دولة‪ ،‬وباعتبار السياسة الجبائية جزء من السياسة‬
‫المالية فإن نجاعتها تؤثر على النجاعة االقتصادية لهذه الدولة‪ ،‬ويرتكز قياس النجاعة على‬
‫قياس األداء الكلي للنظام الجبائي ومعرفة مدى التقدم المحقق‪ ،‬وذلك طبقا ً لمجموعة من‬
‫المحددات التي تتالءم مع طبيعة النشاط محل القياس‪ ،‬ويمثل مفهوم النجاعة وطرق قياسها‬
‫والصعوبات المرتبطة بعملية القياس ضرورة يفرضها واقع الدراسة‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم نجاعة النظام الجبائي وقياسها‪ :‬نظرا ً لتعقد مفهوم النجاعة سنستعرض مفهوم‬
‫النجاعة بصفة عامة ثم نحاول تحديد مفهوم نجاعة النظام الجبائي‪ ،‬ومن ثم التطرق إلى‬
‫مختلف طرق قياس تلك النجاعة‪.‬‬
‫‪ 1-1‬مفهوم النجاعة‪ :‬يتصف مفهوم النجاعة بالتعقيد لوجود العديد من العالقات المتداخلة‬
‫والمتشابكة بين نجاعة المنظمة من ناحية وبين العوامل المؤثرة أو المحددة لها من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬ويمكن تعريف النجاعة على أنها‪ ":‬قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها التشغيلية"‪،‬‬
‫وتعبر األهداف التشغيلية عن الناتج النهائي الذي يرتبط بالسياسات التي تتبعها المنظمة‪ ،‬أي‬
‫ما تحاول المنظمة تحقيقه في الواقع العملي وعلى ضوء متغيرات البيئة الداخلية والخارجية‬
‫المحيطة بها‪ ،‬كما أن استخدام األهداف التشغيلية في قياس النجاعة يحقق المرونة بما يتالءم‬
‫‪8‬‬
‫مع الهيكل التنظيمي والبيئة‪.‬‬
‫‪ 2-1‬مفهوم نجاعة النظام الجبائي‪ :‬يقصد بنجاعة النظام الجبائي مدى قدرته على تحقيق‬
‫أهدافه بشكل متوازن حيث أن تلك األهداف قد تتعارض فيما بينها‪ ،‬فالهدف المالي للضريبة‬
‫قد يتعارض مع الهدف االقتصادي نتيجة تدعيم الدولة لبعض القطاعات من خالل إعفائها‬
‫كليا ً أو جزئيا ً من الضريبة‪ ،‬كما قد يتعارض الهدف المالي مع الهدف االجتماعي‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫فالنظام الجبائي باعتباره مجموعة من الضرائب التي يلتزم بها أفراد الدولة في زمن‬
‫محدد ويدفعونها إلى السلطة العمومية‪ ،‬سواءا ً كانت مركزية أم محلية‪ ،‬يعبر عن الوضع‬
‫االقتصادي للدولة لحظة تطبيقه‪ ،‬ويقتضي في سعيه لتجسيد هذا النظام مراعاة تحقيق‬
‫األهداف المالية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬أي مراعاة مصلحة الدولة ومصلحة المكلف‬
‫ومصلحة المجتمع‪ 9،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مصلحة الدولة‪ :‬تتحقق مصلحة الدولة بما توفره الضريبة من أموال تساهم في‬
‫تغطية نفقاتها المختلفة وبالقدر الذي يساعد على تحقيق سياستها االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة المكلف‪ :‬تتحقق مصلحة المكلف من فرض الضريبة بالقدر الذي ال تكون‬
‫فيه الضريبة عائقا ً أمام طموحاته والعوائد التي يحققها من استثماراته‪ ،‬كما تتحقق‬
‫مصلحة المكلف من خالل ما يوفره فرض الضريبة من مساعدة للمكلف على‬
‫تأدية أعماله عن طريق حمايته من المنافسة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة المجتمع‪ :‬تتحقق مصلحة المجتمع من فرض الضريبة من خالل اآلثار‬
‫االيجابية التي تترتب على فرض الضريبة مثل استخدام حصيلة الضريبة في‬
‫تحسين الخدمات المجانية التي تقدمها الدولة من شق الطرق وتوفير اإلنارة‬
‫العمومية والتعليم والصحة‪ ،‬أي تحقيق رفاهية المجتمع باإلضافة إلى الحد من‬
‫بعض العادات السيئة غير المرغوب فيها في المجتمع‪.‬‬
‫ونشير أن التوفيق بين المصالح الثالث السابقة صعب التحقيق‪ ،‬لذلك من واجب‬
‫‪10‬‬
‫المشرع أن يحدث تقارب وتوازن فيما بينها على ضوء األولويات والظروف المحيطة به‪.‬‬
‫‪ 3-1‬قياس نجاعة النظام الجبائي‪ :‬لقياس نجاعة النظام الجبائي نعتمد على ثالث مداخل‪:‬‬
‫مدخل األهداف ومدخل الموارد والمدخل المالي‪.‬‬
‫‪ 1-3-1‬مدخل األهداف‪ :‬وفق هذا المدخل تقاس نجاعة النظام الجبائي بناءا ً على مدى‬
‫تحقيقه لألهداف التي تبرز وجوده‪ ،‬وفي هذا المجال نواجه عدة تساؤالت نجملها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬هل نأخذ باألهداف الرسمية أي المعلن عنها أو األهداف العملية التي تعبر عن الناتج‬
‫النهائي الذي يرتبط بالسياسة الجبائية الفعلية؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن التوفيق بين األهداف المتعارضة للنظام الجبائي؟‬
‫‪ -‬ما هو معيار األهمية النسبية لألهداف؟ وهل نقيس النجاعة بمدى تحقيق النظام الجبائي‬
‫ألهم األهداف أو بمدى تحقيقه ألكثر من هدف؟‬
‫ولإلجابة على التساؤالت السابقة نستعرض المداخل الفرعية لمدخل األهداف على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫المجلد ‪ /7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص‪.‬ص‪93 -71 .‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫✓ مدخل الهدف السائد‪ :‬يقصد بالهدف السائد بأنه الهدف الرسمي المعلن مثل حجم‬
‫الحصيلة الجبائية المنتظر تحصيلها‪ ،‬أو عدد المشاريع االستثمارية الواجب انجازها‬
‫نتيجة التحريض الضريبي* لالستثمار‪.‬‬
‫✓ مدخل تعدد األهداف‪ :‬قد يسعى النظام الجبائي إلى تحقيق أكثر من هدف في وقت‬
‫واحد‪ ،‬لذا فإن حجم الحصيلة الجبائية ال يمثل القياس الكامل للنجاعة الجبائية‬
‫وبالتالي يمكن قياس تلك النجاعة بقدرة النظام الجبائي على تحقيق أكثر من هدف‬
‫مثل تحقيق حصيلة جبائية غزيرة‪ ،‬وكسب رضا موظفي إدارة الضرائب وكذا ثقة‬
‫المكلفين‪ ،‬إال أن تحقيق جميع تلك األهداف صعب‪ ،‬لذلك يتعين على المشرع تحديد‬
‫األهداف األكثر أهمية دون إهمال باقي األهداف‪ ،‬أي ترتيب ثم تحقيق أهداف النظام‬
‫الجبائي حسب األولوية‪ ،‬وذلك وفق الظروف االقتصادية واالجتماعية السائدة‪.‬‬
‫✓ مدخل األهداف المرحلية‪ :‬يستند هذا المدخل على أن للنظام الجبائي مجموعة من‬
‫األهداف يسعى إلى تحقيقها‪ ،‬هذه األهداف مقسمة من الناحية الزمنية إلى أهداف‬
‫قصيرة ومتوسطة وطويلة األجل‪ ،‬وبالتالي تقاس نجاعة النظام الجبائي بقدرته على‬
‫تحقيق هذه األهداف المرحلية‪ ،‬أي اتخاذ الزمن كمعيار لقياس نجاعة النظام‬
‫الجبائي‪.‬‬

‫‪ 2-3-1‬مدخل الموارد‪ :‬يستند هذا المدخل على افتراضين هما‪:‬‬


‫‪ -‬أن النظام الجبائي هو نظام مفتوح يؤثر ويتأثر بالبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬تتوقف نجاعة النظام الجبائي على قدرته على توفير احتياجاته المادية والبشرية‬
‫في ظل المتغيرات االقتصادية واالجتماعية والسياسية المحيطة به‪ ،‬أي كلما‬
‫استطاع النظام توفير احتياجاته من الموارد المادية والبشرية واألدوات المساعدة‬
‫لالستخدام األمثل لهذه الموارد كلما زادت نجاعته واستطاع تحقيق األهداف‬
‫المحددة‪.‬‬
‫ورغم أهمية مدخل الموارد في قياس نجاعة النظام الجبائي إال أن درجة توافر‬
‫الموارد المادية والبشرية مسألة نسبية‪ ،‬كما أن استخدامها قد يتصف بالقصور وعدم الرشد‬
‫والذي يرجع ألسباب تنظيمية أو سلوكية أو بيئية‪.‬‬
‫‪ 3-3-1‬المدخل المالي‪ :‬يستند المدخل المالي على القياس الكمي لنجاعة النظام الجبائي‪،‬‬
‫وذلك بمقارنة حصيلة االقتطاعات الجبائية الفعلية مع حصيلة االقتطاعات الجبائية التقديرية‪،‬‬
‫ويمكن صياغة هذا المقياس كما يلي‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫النجاعة المالية للنظام الجبائي= حصيلة االقتطاعات الجبائية الفعلية‪ /‬حصيلة االقتطاعات‬
‫الجبائية التقديرية‬
‫من خالل العالقة السابقة‪ ،‬تكون النجاعة المالية للنظام الجبائي جيدة كلما اقتربت أو‬
‫تجاوزت حصيلة االقتطاعات الجبائية الفعلية من حصيلة االقتطاعات الجبائية التقديرية‪ ،‬أما‬
‫في حالة العكس فيؤدي إلى عدم نجاعة النظام الجبائي‪ ،‬ويجب مقارنة ذلك المعدل مع‬
‫معدالت السنوات السابقة حتى يتم متابعة تطور النجاعة المالية للنظام الجبائي عبر التاريخ‬
‫‪11‬‬
‫أي تحليل ديناميكي‪ ،‬باإلضافة إلى مقارنته مع معدالت الدول المتقدمة والنامية‪.‬‬
‫مما سبق‪ ،‬نستنتج أن عملية قياس نجاعة النظام الجبائي صعبة التحقيق حيث تواجه‬
‫عدة مشاكل‪ ،‬فهي تختلف باختالف وجهة النظر‪ ،‬فالنظام الجبائي قد يكون فعاالً بالنسبة‬
‫لدولة ما لكنه ليس كذلك بالنسبة للمكلف‪ ،‬لذلك يجب تحقيق درجة من التكامل بين هذه‬
‫المداخل حتى نتمكن من مواجهة مشاكل قياس نجاعة النظام الجبائي‪.‬‬
‫‪ -2‬مقومات نجاعة النظام الجبائي‪:‬‬
‫*‬
‫الكتشاف مدى جودة ونجاعة نظام جبائي معين‪ ،‬يقترح فيتو تانزي (‪)V. TANZI‬‬
‫‪12‬‬
‫ثمانية اختبارات تشخيصية ندرجها فيما يلي‪:‬‬
‫• مؤشر التركز‪ :‬ويقضي هذا المؤشر بأن يأتي جزء كبير من إجمالي اإليراد‬
‫الضريبي من عدد ضئيل نسبيا ً من الضرائب والمعدالت الضريبية‪ ،‬ألن ذلك‬
‫من شأنه أن يساهم في تخفيض تكاليف اإلدارة والتنفيذ‪ ،‬فتجنب وجود عدد‬
‫كبير من الضرائب وجداول المعدالت التي تغل إيرادات محدودة يمكن أن‬
‫يؤدي إلى تسهيل تقييم آثار تغييرات السياسة وتفادي خلق االنطباع بأن‬
‫الضرائب مفرطة‪.‬‬
‫• مؤشر التشتت‪ :‬ويتعلق األمر بما إذا كانت هناك ضرائب مزعجة قليلة‬
‫اإليراد‪ ،‬وإذا كانت موجودة هل عددها قليل‪ .‬فمثل هذا النوع من الضرائب‬
‫يجب التخلص منه سعيا ً لتبسيط النظام الجبائي دون أن يكون لحذفه أثر على‬
‫مردودية النظام‪.‬‬
‫• مؤشر التآكل‪ :‬ويتعلق األمر بما إذا كانت األوعية الضريبية الفعلية قريبة من‬
‫األوعية الممكنة‪ ،‬ألن اتساع الوعاء الضريبي يمكن من زيادة اإليرادات رغم‬
‫اعتماد معدالت منخفضة نسبياً‪ ،‬وإذا ابتعدت األوعية الضريبية الفعلية عن‬
‫الممكنة بفعل اإلفراط في منح اإلعفاءات لألنشطة والقطاعات فإن ذلك يؤدي‬
‫إلى تآكل الوعاء الضريبي‪ .‬وهذا ما يدفع إلى رفع المعدالت طمعا ً في‬
‫تعويض النقص الحاصل في اإليرادات ومثل هذا المسعى (رفع المعدالت)‬
‫من شأنه أن يحفز على التهرب الضريبي‪.‬‬
‫المجلد ‪ /7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص‪.‬ص‪93 -71 .‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫مؤشر تأخرات التحصيل‪ :‬ويتعلق األمر بوضع اآلليات الدافعة إلى جعل‬ ‫•‬
‫المكلفين يدفعون المستحقات الضريبية في آجالها‪ ،‬ألن التأخر يؤدي إلى‬
‫انخفاض القيمة الحقيقية للمتحصالت الضريبية بفعل التضخم‪ ،‬ولهذا ال بد أن‬
‫يتضمن النظام الجبائي عقوبات صارمة تحد من الميل إلى التأخر في دفع‬
‫المستحقات‪.‬‬
‫مؤشر التحديد‪ :‬ويتعلق األمر بمدى اعتماد النظام الجبائي على عدد قليل من‬ ‫•‬
‫الضرائب ذات المعدالت المحددة‪ ،‬وهذا ال ينفي في الواقع إمكانية إحالل‬
‫بعض الضرائب بضرائب أخرى‪ .‬فمثالً يمكن إحالل الضريبة على أرباح‬
‫الشركات والضريبة على الدخل بضريبة واحدة على كامل الثروة ذات معدل‬
‫منخفض‪.‬‬
‫مؤشر الموضوعية‪ :‬ويتعلق األمر بضرورة جباية الضرائب من أوعية يتم‬ ‫•‬
‫قياسها بموضوعية‪ ،‬بما يضمن للمكلفين التقدير بشكل واضح اللتزاماتهم‬
‫الضريبية على ضوء أنشطتهم التي يخططون لها‪ ،‬ويصب هذا ضمن مبدأ‬
‫اليقين الذي يقضي حسب آدم سميث بأن تكون الضريبة الملزم بدفعها‬
‫المواطن محددة على سبيل اليقين دونما غموض أو تحكم‪ ،‬بحيث يكون ميعاد‬
‫الدفع وطريقته والمبلغ المطلوب دفعه واضحا ً ومعلوما ً للمكلف أو ألي‬
‫شخص آخر‪ .‬وهذا ما يمكن المكلف من الدفاع عن حقوقه ضد أي تعسف أو‬
‫سوء استعمال للسلطة من قبل اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫مؤشر التنفيذ‪ :‬ويتعلق بمدى تنفيذ النظام الجبائي بالكامل وبفعالية‪ ،‬وهذا‬ ‫•‬
‫يتعلق أيضا ً بمدى سالمة التقديرات والتنبؤات‪ ،‬ومستوى تأهيل اإلدارة‬
‫الضريبية ألنها القائم األساسي على التنفيذ‪ ،‬فضالً عن مدى معقولية‬
‫التشريعات وقابليتها للتنفيذ على ضوء الواقع االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫مؤشر تكلفة التحصيل‪ :‬وهو مؤشر مشتق من مبدأ االقتصاد في الجباية‬ ‫•‬
‫والنفقة‪ ،‬وهذا يجعل تكلفة تحصيل الضرائب أقل ما يمكن‪ ،‬حتى ال ينعكس‬
‫ذلك سلبا ً على مستوى الحصيلة الضريبية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬عوائق نجاعة النظام الجبائي‬


‫توجد عدة عوامل تعيق نجاعة النظام الجبائي مما ينعكس سلبا ً على دور وأهمية‬
‫الضريبة في المجتمع‪ ،‬لذلك يجب معالجتها وتجنبها قدر اإلمكان‪ ،‬وتتمحور هذه العوامل‬

‫‪79‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫حول المشكالت التشريعية والمشكالت المرتبطة بالتحكم في نظم المعلومات وكذا الفساد‬
‫االقتصادي‪ ،‬باإلضافة إلى ارتفاع مستوى الضغط الضريبي‪.‬‬
‫‪ -1‬المشكالت التشريعية‪ :‬يعاني النظام الجبائي في الجزائر باألساس من مشكالت من‬
‫شأنها أن تعوق تطبيق السياسة الضريبية ككثرة التعديالت المستمرة والمتعددة من خالل‬
‫قوانين المالية العادية والتكميلية‪ ،‬كما أن بعض الصياغات القانونية غير الواضحة بشكل‬
‫دقيق لهذه القوانين مع كثرة بنودها أدى إلى عدم وضوح الرؤية لدى األطراف الفاعلة في‬
‫المنظومة الجبائية‪ ،‬وخلق نوعا ً من التذبذب في تنفيذ واستمرارية المنظومة التشريعية‬
‫الجبائية‪.‬‬
‫حيث أظهرت الكثير من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أن مشكلة عدم نجاعة‬
‫النظام الجبائي تكمن في عدم قدرته على التخلص من عادة التعديالت المستمرة بمناسبة‬
‫إعداد قوانين المالية‪ ،‬رغم أن هذه اإلجراءات الضريبية تضمنت بعض االتجاهات اإليجابية‬
‫للنظام الجبائي كتخفيض نسبة الضريبة على أرباح الشركات‪ ،‬وتخفيض معدالت الرسم على‬
‫‪13‬‬
‫القيمة المضافة وإلغاء االزدواج الضريبي على المداخيل المتأتية من توزيع الدخول‪.‬‬
‫ويوضح الجدول التالي عدد اإلجراءات الضريبية التي انتهجتها الجزائر ما بين إلغاء‬
‫وتعديل وإتمام في القوانين المالية للفترة ( ‪.)2017-2006‬‬
‫جدول رقم (‪ :)01‬عدد اإلجراءات الضريبية ما بين إلغاء وتعديل وإتمام في القوانين‬
‫المالية للفترة ( ‪)2017-2006‬‬
‫اإلج راءات الضريبية‬ ‫قانون املالية‬ ‫اإلج راءات الضريبية‬ ‫قانون املالية‬
‫‪51‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪2011‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين بناءاً على قوانين المالية للسنوات (‪ ،)2017-2006‬متاحة على الموقع‬
‫اإللكتروني‪https://www.mfdgi.gov.dz :‬‬
‫‪ -2‬المشكالت المرتبطة بالتحكم في نظم المعلومات‪ :‬إلى وقت قريب جدا ً لم تساير اإلدارة‬
‫الجبائية في الجزائر التطورات الحاصلة في تكنولوجيا اإلعالم اآللي واستخداماتها في‬
‫عملية معالجة البيانات‪ ،‬مما أثر على األداء وبالتالي أخر االنطالق في مشروع اإلدارة‬
‫الضريبية اإللكترونية‪ ، 14‬ولقد شرعت اإلدارة الضريبية في عملية العصرنة بداية من‬
‫تاريخ ‪ 21‬جويلية ‪ ، 2013‬حيث تم تخصيص نافذة للمكلفين بالضريبة التابعين لمديرية‬
‫كبريات المؤسسات تسمح لهم بالقيام بتصريحاتهم الجبائية الشهرية وذلك عبر الموقع‬
‫اإللكتروني‪ ،www.jibayatic.dz :‬إال أن هذا الموقع ال يعرف استخداما ً واسعا ً من قبل‬
‫‪15‬‬
‫المكلفين بالضريبة‪.‬‬
‫المجلد ‪ /7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص‪.‬ص‪93 -71 .‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫وال شك أن هذا التأخر قد فوت الفرصة على اإلدارة الجبائية للتأقلم السريع مع التطورات‬
‫الحاصلة وقد أدى إلى اإلختالالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود قاعدة بيانات قوية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم السرعة والدقة وارتفاع تكلفة االحتفاظ بالمعلومات الجبائية مما يؤثر على األوعية‬
‫والتحصيل‪.‬‬
‫‪ -‬تعقد اإلجراءات الجبائية لعدم توفر المعلومة الجبائية‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬انخفاض الوعي الجبائي لدى المكلف بالضريبة‪.‬‬
‫‪ -3‬الفساد االقتصادي‪ :‬تعاني مختلف الدول سواءا ً المتقدمة أو النامية من وجود نشاطات‬
‫خفية وغير شرعية‪ ،‬والتي ال تخضع ألي نوع من الضرائب‪ ،‬وتعكس هذه النشاطات‬
‫المرتبطة بظاهرة الفساد انحراف اآلليات االقتصادية التي نرجعها إلى األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االستهتار بهيبة الدولة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬تفاقم ظواهر الالتكافؤ االقتصادي‪.‬‬
‫وترتبط ظاهرة الفساد بالبعد األخالقي المنحرف‪ ،‬ويعتبر القطاع الضريبي من أكثر‬
‫القطاعات تعرضا ً لمختلف أشكال الفساد االقتصادي‪ ،‬لكونه من أهم مصادر إيرادات الدولة‪،‬‬
‫حيث يشكل الفساد إحدى العقبات الكبيرة التي تعرقل نجاعة النظام الجبائي‪ ،‬إذ تشجع‬
‫التهرب الضريبي‪ ،‬وتفسد الحوافز الضريبية‪ ،‬وتعمل على توزيع الحصيلة الضريبية لصالح‬
‫غير المستحقين لها‪ ،‬مما يشل أهداف السياسة الجبائية‪ ،‬ومن أهم مظاهر الفساد االقتصادي‬
‫نجد‪ :‬البيروقراطية‪ ،‬المحسوبية‪ ،‬الرشوة‪ ،‬استغالل النفوذ السياسي‪ ،‬استخدام الوظيفة العامة‬
‫لتحقيق المصالح الخاصة ووجود السوق السوداء‪.‬‬
‫ولمواجهة هذا الوضع يجب إعداد التدابير المناهضة للفساد واستئصاله من جذوره‬
‫عن طريق رفع الوعي المدني‪ ،‬ثم جعل الحكومات أقل قابلية للفساد وأخيرا ً التصدي‬
‫لألنظمة الفاسدة‪ ،‬لكن كثيرا ً ما يتم تسييس الوكاالت الوطنية التي تكافح الفساد مما يعرقل‬
‫مسعاها‪ ،‬ولقد أصبحت التحديات التي تواجه الحد من الفساد أكثر تعقيداً‪ ،‬إذ تؤكد هيئة‬
‫الشفافية الدولية أن العدد المتزايد من مبادرات مكافحة الفساد التي يجري القيام بها يصطدم‬
‫بجدار ضخم من ممارسات الفساد‪ ،‬كما تشهد معظم الدول النامية اتساع نطاق الرشوة‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى ضعف أجور القطاع العام‪ ،‬وحصانة كبار الموظفين ورجال السياسة من‬
‫‪18‬‬
‫المتابعة‪.‬‬
‫*‬
‫وحسب هيئة الشفافية الدولية تحتل الجزائر مراتب غير مشرفة وفق مؤشر مدركات الفساد‬
‫من بين ‪ 167‬دولة‪ ،‬كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬ترتيب الجزائر وفق مؤشر مدركات الفساد (‪ )CPI‬لمنظمة الشفافية‬
‫الدولية‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫السنوات‬
‫‪105‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪88‬‬ ‫ال رتبة‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫السنوات‬
‫‪112‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪94‬‬ ‫ال رتبة‬
‫المصدر‪ :‬احصائيات هيئة الشفافية الدولية‪ ،‬متاحة على الموقع‬
‫اإللكتروني‪www.transparency.org/search‬‬
‫تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪.2018/05/ 05‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول أعاله أن ترتيب الجزائر وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية‬
‫تراوح بين الرتبة ‪ 84‬والرتبة ‪ 112‬في سلم الفساد وذلك خالل الفترة ( ‪،)2017-2003‬‬
‫حيث تجاوزت المرتبة ‪ 100‬بدءا ً من سنة ‪ 2009‬وهذا يعني أن النظام العام في الجزائر‬
‫يعاني من فساد شديد في شتى المجاالت‪ ،‬يترجم في تفشي الرشوة والبيروقراطية والمحاباة‬
‫واالختالس والغش الضريبي وغسيل األموال وتجارة المخدرات‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -4‬ارتفاع مستوى الضغط الضريبي‪ :‬تعتبر الضريبة متغيرا ً اقتصاديا ً تحدث عدة تغييرات‬
‫في سلوك األفراد تختلف إيجابا ً أو سلبا ً تبعا ً لحجم االقتطاعات الضريبية‪ ،‬لذلك يوجد حدود‬
‫يجب مراعاتها عند زيادة مستوى تلك االقتطاعات‪ ،‬وفي حالة تجاوز تلك الحدود سيعرقل‬
‫نشاط االقتصاد الوطني ويحد من نجاعة النظام الجبائي‪ ،‬لذلك لتحرير القوى اإلنتاجية‬
‫‪19‬‬
‫لالقتصاد والمساعدة على الخروج من األزمة يجب تخفيض مستوى الضغط الضريبي‪.‬‬
‫ويعبر مستوى الضغط الضريبي عن العالقة الموجودة بين اإليرادات الضريبية‬
‫والثروة المنتجة المعبر عنها بالناتج المحلي الخام‪ ،‬حيث تستعمل الكثير من المصطلحات‬
‫لتعريف وفهم هته العالقة‪ ،‬فالبعض يطلق عليها الضغط الضريبي كما هو عند منظمة‬
‫التنمية والتعاون االقتصادي (‪ ،)O.C.D.E‬والبعض مستوى الجباية (المجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي بفرنسا)‪ ،‬وعند آخرين‪ :‬معدل االقتطاع اإلجباري‪ ،‬والعبء الذي يحدثه‬
‫االقتطاع الضريبي على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ومهما اختلفت التسميات‪ ،‬فإن الضغط الضريبي يعتبر مؤشرا ً للتقدير الكلي للضرائب‬
‫على مستوى االقتصاد الوطني‪ ،‬ويعد من أهم المؤشرات الكمية المستخدمة لتقييم النظم‬
‫الضريبية‪ ،‬فهو يبحث عن اإلمكانيات المتاحة لالقتطاعات الضريبية لتحقيق أكبر حصيلة‬
‫ممكنة دون إحداث ضرر في االقتصاد الوطني‪ ،‬ولقد حدد االقتصادي األسترالي كولن‬
‫‪20‬‬
‫كالرك (‪ )Colin-Clark‬مستوى الضغط الضريبي النموذجي بـ ‪.% 25‬‬
‫ويتم قياس مستوى الضغط الضريبي كما يلي‪:‬‬
‫مجموع الضرائب)مباشرة و غير مباشرة(‬
‫معدل الضغط الضريبي =‬
‫الناتج المحلي الخام‬
‫المجلد ‪ /7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص‪.‬ص‪93 -71 .‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫حيث يمثل الناتج المحلي الخام مجموع السلع والخدمات اإلنتاجية التي تم إنتاجها من قبل‬
‫الوحدات المقيمة والتي تكون موضوعا ً لالستخدامات النهائية فقط‪.‬‬

‫‪La PIB= ∑VAB+∑TVA+∑DD‬‬


‫‪ :La PIB‬الناتج المحلي الخام‪.‬‬
‫‪ :∑VAB‬مجموع القيم المضافة اإلجمالية‪.‬‬
‫‪ : ∑TVA‬مجموع الرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ :∑DD‬مجموع الحقوق الجمركية‪.‬‬
‫ويثير حساب معدل الضغط الضريبي مشكلة مزدوجة‪ ،‬فالدولة تسعى من جهة إلى‬
‫تعظيم مواردها لتغطية التدخالت العمومية‪ ،‬ومن جهة أخرى تسعى إلى تمكين األفراد من‬
‫القيام باإلجراءات الالزمة لالستثمار والتوظيف‪ ،‬وضمان مستويات مرتفعة من الطلب‪،‬‬
‫حيث يرتبط المعدل األمثل للضغط الضريبي باآلثار التي يتركها على الناتج المحلي الخام‪،‬‬
‫فالمعدل األمثل هو ذلك المعدل الذي يجعل الناتج المحلي الخام في أعلى مستوياته‪ ،‬هذا من‬
‫الناحية االقتصادية‪ ،‬أما من الناحية المالية فإن المعدل األمثل هو ذلك المعدل الذي يجعل‬
‫الحصيلة الضريبية في أعلى مستوياتها‪.‬‬
‫*‬
‫ولقد حاول األستاذ ‪ Arther laffer‬من خالل المنحنى المسمى باسمه إبراز العالقة‬
‫بين اإليرادات الضريبية ومستوى الضغط الضريبي من خالل المنحنى الموالي والذي مفاده‬
‫أن "كثرة الضريبة تقتل الضريبة "‪ ،" Trop d’impôt tue l’impôt‬أي أن تعدي‬
‫‪22‬‬
‫الضغط الضريبي لعتبة معينة يمكن أن يخفض الموارد المالية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫الشكل رقم (‪ :)01‬منحنى الفر ‪ laffer‬مردودية الضريبة بداللة تغير المعدالت‬


‫الحصيلة‬
‫الضريبية‬
‫‪T‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪B‬‬
‫‪A‬‬

‫معدالت االقتطاع‬ ‫‪'A‬‬ ‫‪'C‬‬ ‫‪'B‬‬


‫المصدر‪ :‬قدي عبد المجيد ‪"،‬مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية – دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2006 ،‬ص ‪.162‬‬

‫يوضح المنحنى بطريقة بسيطة أن هناك حدودا ً مثلى للضغط الضريبي يؤدي‬
‫تجاوزها إلى انخفاض الحصيلة الضريبية‪ ،‬حيث يمكن تقسيم منحنى الفر ‪ laffer‬إلى‬
‫مرحلتين‪ :‬في المرحلة األولى تكون العالقة طردية بين معدل االقتطاع والحصيلة الضريبية‬
‫حتى تصل إلى مستوى أمثل من الضغط (النقطة ‪ ،)C'C‬أما في المرحلة الثانية تصبح تلك‬
‫العالقة عكسية‪ ،‬بحيث أي زيادة في الضرائب تؤثر سلبا ً على النشاط االقتصادي مما يقلل‬
‫من األوعية الضريبية فتنخفض حصيلة الضرائب‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق أنه كلما كانت اإليرادات الضريبية في تزايد بالموازاة مع زيادة‬
‫العبء الضريبي فإن مستوى الضغط الضريبي األمثل لم يتحقق بعد‪ ،‬أما في حالة انخفاض‬
‫‪23‬‬
‫اإليرادات الضريبية فإن هذا يدل على تجاوز مستوى الضغط الضريبي األمثل‪.‬‬
‫أما عن الضغط الضريبي في الجزائر فإنه يواجه مشكلة طبيعة اإليرادات الضريبية‪،‬‬
‫حيث أنه إذا أدرجت إيرادات الجباية البترولية فإن مستويات الضغط الضريبي ترتفع‪ ،‬كما‬
‫هو موضح في الجدول ‪.3‬‬

‫نالحظ من الجدول ‪ 3‬أن مستوى الضغط الضريبي في الجزائر مرتفع جدا ً في حالة‬
‫إدراج إيرادات الجباية البترولية‪ ،‬حيث في سنة ‪ 2014‬بلغت نسبة الضغط الضريبي‬
‫اإلجمالي ‪ ،% 31.79‬أما في حالة عدم إدراج الجباية البترولية فإن قيمة تلك النسبة تساوي‬
‫‪ % 16.61‬وهو مستوى مقبول‪ ،‬لكن نشير أن اإلحصائيات الرسمية وقوانين المالية‬
‫السنوية تأخذ بعين االعتبار الجباية البترولية ضمن اإليرادات الضريبية‪ ،‬إال أن معدل‬
‫المجلد ‪ /7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص‪.‬ص‪93 -71 .‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫الضغط الضريبي خارج المحروقات يعد أكثر داللة لما يتحمله االقتصاد الوطني‪ ،‬ويعتبر‬
‫ضعيفا ً مقارنة مع المستوى الذي حدده كوالن كالرك بـــــ ‪ .% 25‬وعلى هذا األساس قد‬
‫يفهم من انخفاض الضغط الضريبي خارج المحروقات انخفاض االقتطاعات الضريبية بفعل‬
‫انخفاض المقدرة التكلفية للدخل الوطني ( الناتج المحلي اإلجمالي)‪ ،‬وبذلك االنخفاض في‬
‫الدخل الفردي‪ ،‬كما يساهم انتشار االقتصاد الموازي وظاهرة البطالة في انخفاض الضغط‬
‫الضريبي حيث أن فئة معتبرة من أفراد المجتمع ال يخضعون للضرائب‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫جدول رقم (‪ :)03‬تطور مستويات الضغط الضريبي في الجزائر للفترة (‪ )2016-2006‬الوحدة‪ :‬مليار دج‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫البيان‬
‫السنوات‬
‫‪3075.7‬‬ ‫‪2968‬‬ ‫‪2091.4‬‬ ‫‪2031‬‬ ‫‪1908.6‬‬ ‫‪1527.1‬‬ ‫‪1297.9‬‬ ‫‪1146.6‬‬ ‫‪965.2‬‬ ‫‪766.7‬‬ ‫‪720.8‬‬ ‫اجلباية العادية‬
‫‪1781.1‬‬ ‫‪2275.1‬‬ ‫‪3390.4‬‬ ‫‪3678.1‬‬ ‫‪4054.3‬‬ ‫‪3829.7‬‬ ‫‪2820‬‬ ‫‪2327.6‬‬ ‫‪4003.5‬‬ ‫‪2711.8‬‬ ‫‪2714‬‬ ‫اجلباية البرتولية‬
‫‪4856.8‬‬ ‫‪5243.1‬‬ ‫‪5481.8‬‬ ‫‪5709‬‬ ‫‪5962.9‬‬ ‫‪5356.8‬‬ ‫‪4117.9‬‬ ‫‪3474.2‬‬ ‫‪4968.8‬‬ ‫‪3478.6‬‬ ‫‪3434.8‬‬ ‫إمجايل اجلباية‬
‫‪17406.‬‬ ‫‪16766.‬‬ ‫‪17242.‬‬ ‫‪16650.‬‬ ‫‪16208.‬‬ ‫‪14588.‬‬ ‫‪12049.‬‬ ‫‪10034.‬‬ ‫‪11042.‬‬ ‫‪9408.3‬‬ ‫‪8501.6‬‬ ‫احمللي‬ ‫الناتج‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪27.9‬‬ ‫‪31.2‬‬ ‫‪31.7‬‬ ‫‪32.1‬‬ ‫‪37.6‬‬ ‫‪36.8‬‬ ‫‪34.3‬‬ ‫‪34.8‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪37.1‬‬ ‫‪40.4‬‬ ‫الضغط الضرييب‬
‫اإلمجايل ‪%‬‬
‫‪3075.7‬‬ ‫‪2968‬‬ ‫‪2091.4‬‬ ‫‪2031‬‬ ‫‪1908.6‬‬ ‫‪1527.1‬‬ ‫‪1297.9‬‬ ‫‪1146.6‬‬ ‫‪965.2‬‬ ‫‪766.7‬‬ ‫‪720.8‬‬ ‫خارج‬ ‫اجلباية‬
‫احملروقات‬
‫‪13042.‬‬ ‫‪13521.‬‬ ‫‪12584.‬‬ ‫‪11682.‬‬ ‫‪10872.‬‬ ‫‪9346.5‬‬ ‫‪7811.1‬‬ ‫‪6925.3‬‬ ‫‪6042.7‬‬ ‫‪5319‬‬ ‫‪4619.4‬‬ ‫احمللي‬ ‫الناتج‬
‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫خارج‬ ‫اإلمجايل‬
‫احملروقات‬
‫‪23.58‬‬ ‫‪21.94‬‬ ‫‪16.61‬‬ ‫‪17.38‬‬ ‫‪17.55‬‬ ‫‪16.33‬‬ ‫‪16.61‬‬ ‫‪16.55‬‬ ‫‪15.97‬‬ ‫‪14.41‬‬ ‫‪15.54‬‬ ‫الضغط الضرييب‬
‫خارج‬
‫احملروقات ‪%‬‬

‫المصدر‪ - :‬بنك الجزائر‪ ،‬التقارير السنوية ( ‪ )2016-2006‬متاحة على الموقع اإللكتروني‪http://www.bank-of-algeria.dz :‬‬
‫‪ -‬وزارة المالية‪ ،‬المديرية العامة للضرائب‪ ،‬متاحة على الموقع اإللكتروني‪https://www.mfdgi.gov.dz :‬‬

‫‪86‬‬
‫المجلد ‪ / 7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص ‪93 -71‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫ولمعرفة المستوى الحقيقي للضغط الضريبي في الجزائر سوف نحاول مقارنته مع‬
‫بعض الدول آخذين سنة ‪ 2014‬كمرجع‪ ،‬حيث ستتم المقارنة مع البلدان التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تونس‪ ،‬المغرب‪ ،‬ليبيا (بلدان مجاورة)‪.‬‬
‫‪ -‬نيجيريا‪ ،‬العربية السعودية‪ ،‬النرويج ( بلدان بترولية)‪.‬‬
‫‪ -‬اسبانيا وفرنسا ( بلدان الحوض المتوسط)‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :)04‬معدل الضغط الضريبي لبعض الدول في سنة ‪2014‬‬
‫معدل الضغط الض رييب ‪%‬‬ ‫البلد‬
‫‪31.79‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪32.50‬‬ ‫تونس‬
‫‪29‬‬ ‫املغرب‬
‫‪69.40‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪51.80‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪37.00‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪55.70‬‬ ‫النرويج‬
‫‪46.00‬‬ ‫العربية السعودية‬
‫‪34.40‬‬ ‫نيجرياي‬
‫‪Source :Goumeziane Boudjema, Bouzida Hamid, « étude des différents‬‬
‫)‪niveaux de la pression fiscale en Algérie pour la période (2002-2016‬‬
‫‪en comparaison avec d’autre pays », revue de recherches , N 11.Tome‬‬
‫‪3, p 282.‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬معدل الضغط الضريبي في الجزائر(‪ )% 31.79‬مقارنة مع الدول المصدرة للبترول‬
‫منخفض‪ ،‬السعودية ‪ ،% 46‬نيجيريا ‪ ،% 34.40‬النرويج ‪.%55.70‬‬
‫‪ -‬معدل الضغط الضريبي في الجزائر متقارب مع البلد المجاور تونس (‪،)% 32.50‬‬
‫ومرتفع مقارنة بالمغرب (‪.)%29‬‬
‫‪ -‬معدل الضغط الضريبي منخفض مقارنة مع دول الحوض المتوسط‪ ،‬فرنسا ‪،%51.80‬‬
‫اسبانيا ‪.% 37.00‬‬

‫رابعاً‪ :‬تقييم اإلصالحات الضريبية في الجزائر‪:‬‬


‫أصبح من الضروري اللجوء إلى اإلصالح الضريبي في جل الدول النامية بما فيها‬
‫الجزائر بغية مراجعة أنظمتها الضريبية بما يتوافق والبيئة المحيطة بها‪ ،‬لما لذلك من أهمية‬

‫‪87‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫في زيادة معدالت التنمية االقتصادية وتشجيع االستثمارات األجنبية والمحلية‪ ،‬فما المقصود‬
‫باإلصالح الضريبي؟ وما مدى نجاعة اإلصالحات الضريبية التي طبقتها الجزائر؟‬
‫‪ - 1‬تعريف اإلصالح الضريبي‪ :‬يقصد باإلصالح الضريبي إدخال تغييرات نحو األحسن‪،‬‬
‫وعليه هو العمل على سد الفراغات والثغرات القانونية الموجودة بالنظام الضريبي السابق‬
‫من أجل الرفع من مردوده‪ ،‬ومحاولة زيادة فعاليته بما يخدم االقتصاد الوطني العام‬
‫والخاص‪.‬‬
‫والمقصود أيضا ً هو إصالح النظام الضريبي ألي دولة بشكل يجعله ينسجم مع سياستها‬
‫العامة ومع حاجة االقتصاد‪ ،‬وذلك بإدخال ضرائب أكثر تطورا ً والبحث عن آليات ضريبية‬
‫تضمن العدالة االجتماعية‪ ،‬وإعادة توزيع الدخل والثروة وإلغاء الضرائب التي تشوه صورة‬
‫االقتصاد‪ ،‬واختيار أشخاص مؤهلين علميا ً وفنيا ً وأخالقيا ً يشكلون الجهاز الضريبي‪ ،‬وهو ما‬
‫‪24‬‬
‫يمكن الدولة من القضاء على الغش الضريبي‪.‬‬
‫مما سبق يمكن اعتبار اإلصالح الضريبي مجموعة من اإلجراءات والسياسات التي تعتمدها‬
‫الدولة والتي تمس المنظومة الضريبية‪ ،‬بهدف إزالة االختالالت الجبائية من خالل استحداث‬
‫ضرائب جديدة‪ ،‬وإزالة ضرائب أخرى قديمة ال تواكب التغيرات الحاصلة‪ ،‬وتبسيط قوانين‬
‫الضرائب ورفع كفاءة الجهاز اإلداري من أجل ضمان وفرة في الحصيلة الضريبية تضمن‬
‫للدولة الوفاء بالتزاماتها اتجاه مواطنيها وتلبية احتياجاتهم‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلصالحات الضريبية في الجزائر‪:‬‬


‫عرف النظام الجبائي الجزائري عدة تغييرات نظرا ً للتطورات االقتصادية والسياسية‬
‫واالجتماعية التي عرفتها البيئة المحيطة به‪ ،‬حيث تم خالل سنة ‪ 1987‬استحداث لجنة‬
‫وطنية إلصالح النظام الضريبي الجزائري مكونة من المتخصصين في الضرائب ومن‬
‫موظفي إدارة الضرائب ووزارة المالية‪ ،‬وما يجب أن نشير إليه أن اإلصالحات لم تأت‬
‫دفعة واحدة بل كانت هناك تعديالت عديدة جاءت بعد إصالحات سنة ‪ ،1992‬وعلى العموم‬
‫فقد تضمن اإلصالح الضريبي استحداث ثالثة أنواع من الضرائب هي الضريبة على الدخل‬
‫اإلجمالي والضريبة على أرباح الشركات والرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫وجاءت هذه الضرائب لمواجهة التحديات الجبائية وإلضفاء نوع من البساطة والشفافية على‬
‫النظام الضريبي الجزائري ولتحسينه وتطويره وجعله يتماشى ومقتضيات التطورات‬
‫الراهنة‪ ،‬وبما أن الهدف الرئيسي لإلصالحات الضريبية هو الرفع من حصيلة الجباية‬
‫العادية سوف نتطرق لتطورات حصيلة هته األخيرة مقارنة بالجباية البترولية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫المجلد ‪ / 7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص ‪93 -71‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫جدول رقم (‪ :)05‬تطور الجباية العادية والجباية البترولية في الجزائر خالل الفترة(‬
‫‪ )2015-2005‬الوحدة مليار دج‬
‫إجمالي الجباية‬ ‫الجباية البترولية‬ ‫الجباية العادية‬ ‫البيان‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫السنوات‬
‫‪100‬‬ ‫‪2908.312‬‬ ‫‪77.97‬‬ ‫‪2267.84‬‬ ‫‪22.02‬‬ ‫‪640.472 2005‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪3434.884‬‬ ‫‪78.45‬‬ ‫‪2714.00‬‬ ‫‪21.55‬‬ ‫‪720.884 2006‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪3478.6‬‬ ‫‪79.01‬‬ ‫‪2711.85‬‬ ‫‪20.98‬‬ ‫‪766.750 2007‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪4968.849‬‬ ‫‪80.57‬‬ ‫‪4003.56‬‬ ‫‪19.42‬‬ ‫‪965.289 2008‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪3474.282‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪2327.67‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪1146.612 2009‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪4117.954‬‬ ‫‪68.48‬‬ ‫‪2820.01‬‬ ‫‪31.52 1297.944 2010‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪5356.84‬‬ ‫‪71.49‬‬ ‫‪3829.74‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪1527.1 2011‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪5962.95‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪4054.35‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪1908.6 2012‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪5709.014‬‬ ‫‪64.42‬‬ ‫‪3678.13‬‬ ‫‪35.57 2031.019 2013‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪5481.876‬‬ ‫‪61.84‬‬ ‫‪3390.42‬‬ ‫‪38.15 2091.456 2014‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪4280.2‬‬ ‫‪40.25‬‬ ‫‪1722.9‬‬ ‫‪59.74‬‬ ‫‪2557.3 2015‬‬
‫المصدر‪:‬من إعداد الباحثين اعتمادا على‪:‬‬
‫‪ -‬تقارير الديوان الوطني لإلحصائيات وتقارير بنك الجزائر‪.‬‬
‫عرفت حصيلة الجباية بصفة عامة زيادة مستمرة خالل الفترة ‪ ،2015-2005‬إال‬
‫أننا نالحظ تراجعا ً في نسبة مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العامة‪ ،‬حيث انتقلت هذه‬
‫النسبة من‪ % 77.34‬سنة ‪ 2005‬إلى ‪ % 40.25‬سنة ‪ 2015‬وهذا راجع إلى انخفاض‬
‫أسعار المحروقات وعدم استقرارها في اآلونة األخيرة‪ ،‬وهذا مؤشر جيد يقابله ارتفاع‬
‫تدريجي في نسبة مساهمة الجباية العادية حيث بلغت حصيلتها ‪ 2557.3‬مليار دينار‬
‫جزائري خالل سنة ‪ 2015‬أي نسبة ‪ % 59.74‬من إجمالي اإليرادات‪ ،‬لكن رغم هذا‬
‫التطور االيجابي في إيرادات الجباية العادية إال أنها لم ترق إلى المستوى المطلوب‪ ،‬ألن‬
‫هذا التطور راجع كما أشرنا سابقا ً إلى انخفاض أسعار البترول الخام في األسواق الدولية‬
‫وليس الرتفاع حصيلة الجباية العادية كما هو موضح في الجدول أعاله‪ ،‬حيث انخفضت‬
‫الجباية البترولية من ‪ 5514.88‬مليار دج سنة ‪ 2014‬إلى ‪ 4280.2‬مليار دج في سنة‬
‫‪.2015‬‬
‫ويرجع تواضع حصيلة الجباية العادية إلى عدة عوامل نذكر منها‪ :‬كثرة حاالت الغش‬
‫والتهرب الضريبي نتيجة لغياب الوعي الضريبي وعدم قدرة اإلدارة على محاربة هذه‬
‫الظاهرة الفتقارها لإلمكانيات المادية والبشرية الالزمة وكونها الزالت تستخدم طرق تسيير‬
‫تقليدية‪ ،‬وقد أثر ذلك على نجاعة اإلدارة في التحصيل‪ ،‬باإلضافة إلى تزايد حجم اإلعفاءات‬
‫الضريبية الممنوحة في إطار سياسة الدولة لتشجيع االستثمار‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫ولمعرفة أثر اإلصالحات الضريبية على مردودية الجباية العادية سوف نتطرق ألثر‬
‫كل ضريبة من الضرائب المستحدثة على حدى كما يلي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)06‬نسبة تطور حصيلة كل من الضريبة على الدخل اإلجمالي والضريبة‬
‫على أرباح الشركات والرسم على القيمة المضافة للفترة ‪ 2014-2005‬الوحدة مليار‬
‫دج‬
‫نسبة‬ ‫نسبة تطور‬ ‫حصيلة‬ ‫نسبة تطور‬ ‫حصيلة‬ ‫نسبة تطور‬ ‫حصيلة‬
‫مساهمة‬ ‫الحصيلة‬ ‫الرسم على‬ ‫الحصيلة‬ ‫الضريبة‬ ‫الحصيلة‬ ‫الضريبة‬ ‫البيان‬
‫الضرائب‬ ‫المالية‬ ‫القيمة‬ ‫المالية‬ ‫على أرباح‬ ‫المالية‬ ‫على الدخل‬
‫الثالث في‬ ‫للرسم على‬ ‫المضافة‬ ‫للضريبة‬ ‫الشركات‬ ‫للضريبة‬ ‫اإلجمالي‬ ‫السنوات‬
‫الجباية‬ ‫القيمة‬ ‫على أرباح‬ ‫على الدخل‬
‫العادية‬ ‫المضافة‬ ‫الشركات‬ ‫اإلجمالي‬
‫‪% 63.7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪239.78‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪62.64‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪105.6‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪%69.27‬‬ ‫‪% 8.1‬‬ ‫‪259.21‬‬ ‫‪% 88.88‬‬ ‫‪118.32‬‬ ‫‪%15.37‬‬ ‫‪121.84‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪%73.44‬‬ ‫‪% 18.49‬‬ ‫‪307.13‬‬ ‫‪-17.68‬‬ ‫‪97.4‬‬ ‫‪% 30.17‬‬ ‫‪158.6‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪%‬‬
‫‪%74.05‬‬ ‫‪%26.13‬‬ ‫‪387.4‬‬ ‫‪% 37.06‬‬ ‫‪133.5‬‬ ‫‪% 22.25‬‬ ‫‪193.9‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪%77.76‬‬ ‫‪%12.12‬‬ ‫‪434.36‬‬ ‫‪% 71.55‬‬ ‫‪229.03‬‬ ‫‪% 17.75‬‬ ‫‪228.32‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪%77.71‬‬ ‫‪%4.17‬‬ ‫‪452.5‬‬ ‫‪% 11.55‬‬ ‫‪255.5‬‬ ‫‪% 31.67‬‬ ‫‪300.65‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪%77.66‬‬ ‫‪%11.52‬‬ ‫‪504.9‬‬ ‫‪% -3.75‬‬ ‫‪245.9‬‬ ‫‪% 44.74‬‬ ‫‪435.16‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪%75.84‬‬ ‫‪%17.42‬‬ ‫‪592.9‬‬ ‫‪% 0.93‬‬ ‫‪248.20‬‬ ‫‪% 39.38‬‬ ‫‪606.54‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪%73.42‬‬ ‫‪%14.08‬‬ ‫‪676.43‬‬ ‫‪% 4.01‬‬ ‫‪258.17‬‬ ‫‪- 8.20‬‬ ‫‪556.77‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪%‬‬
‫‪%75.46‬‬ ‫‪%4.38‬‬ ‫‪706.1‬‬ ‫‪% 4.24‬‬ ‫‪269.62‬‬ ‫‪% 8.22‬‬ ‫‪602.53‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثين اعتمادا على‪:‬‬
‫‪ -‬معطيات الجدول األول‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الهادي مختار‪ "،‬اإلصالحات الجبائية ودورها في تحقيق العدالة االجتماعية في الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2016/ 2015 ،‬ص ‪.155‬‬

‫أ‪ -‬تطور حصيلة الضريبة على الدخل اإلجمالي‪ :‬نجحت جهود اإلصالح الضريبي في‬
‫تحسين إيرادات الضريبة على الدخل اإلجمالي‪ ،‬حيث أن أهم ما ميز هذه األخيرة هو‬
‫التعديالت التي شملتها تبعا ً لقوانين المالية‪ ،‬وما هو جدير بالتذكير هو أن الضريبة على‬
‫الدخل اإلجمالي تخضع لها العديد من المداخيل كاألرباح المهنية والمداخيل الفالحية‬
‫ومداخيل إيجار العقارات المبنية وغير المبنية وعائدات رؤوس األموال المنقولة والمرتبات‬
‫واألجور وعائدات فائض التنازل عن العقارات‪ ، 25‬كل هذا انجر عنه وفرة في حصيلتها‬
‫كما يوضحه الجدول أعاله‪ ،‬فمن خالل معطيات الجدول السابق نالحظ أن حصيلة الضريبة‬
‫على الدخل اإلجمالي في تزايد مستمر خالل الفترة ‪ 2014-2005‬ماعدا سنة ‪ 2013‬أين‬
‫عرفت تراجعا ً بمقدار ‪ ،% 8.20‬وكانت أعلى نسبة قد سجلت سنة ‪ 2011‬بمقدار ‪44.74‬‬
‫‪ ،%‬وسببها الزيادة التي مست أجور العمال خالل سنة ‪.2011‬‬
‫ب‪ -‬تطور حصيلة الضريبة على أرباح الشركات‪ :‬أهم ما يميز الضريبة على أرباح‬
‫الشركات أنها ضريبة سنوية مباشرة تفرض على الدخل الصافي بعد خصم جميع األعباء‬
‫والتكاليف التي يقرها قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪ ،‬ويخضع لها األشخاص‬
‫المعنويين‪ ،‬وقد شملتها العديد من التعديالت منذ بداية تطبيقها فيما يخص معدالتها‬
‫‪90‬‬
‫المجلد ‪ / 7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص ‪93 -71‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫والمداخيل الخاضعة لها‪ ،‬وما يمكننا استخالصه من خالل قراءتنا لمعطيات الجدول السابق‬
‫هو التزايد المستمر لحصيلة الضريبة على أرباح الشركات بالرغم من تراجعها أحيانا ً‬
‫ألسباب قد تختلف من سنة إلى أخرى‪ ،‬ويمكن إرجاع ذلك إلى إفالس بعض المؤسسات أو‬
‫تهربها أحيانا ً أخرى‪ ،‬وعموما ً فإن تطور الضريبة على أرباح الشركات إن دل على شيء‬
‫إنما يدل على نجاعة إصالحات هذا النوع من الضرائب‪.‬‬
‫ج‪ -‬تطور حصيلة الرسم على القيمة المضافة‪ :‬يخضع للرسم على القيمة المضافة كل السلع‬
‫والخدمات الداخلية المنتجة محليا ً وكذا السلع والخدمات المستوردة‪ ،‬وهذا ما ساهم بشكل أو‬
‫بآخر في الرفع من الحصيلة المالية لهذا الرسم‪ ،‬إذ يعتبر من أهم إيرادات الدولة وأكثرها‬
‫حصيلة مقارنة بحصيلة الضريبة على الدخل اإلجمالي والضريبة على أرباح الشركات‪.‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬يمكن القول أن اإلصالحات الضريبية التي انتهجتها الجزائر‪ -‬بما فيها‬
‫استحداث الثالث أنواع من الضرائب ‪ -‬قد وصلت إلى نتائج يمكن استحسانها‪ ،‬وهذا ما‬
‫يظهره الجدول رقم (‪ )06‬حيث لم تقل نسبة مساهمة هذه الضرائب في الجباية العادية عن‬
‫‪ % 63.7‬وهي نسبة مهمة جداً‪ ،‬إال أن حصيلة الجباية العادية ككل ال تزال ضئيلة مقارنة‬
‫بالجباية البترولية وهذا ما يظهره الجدول رقم (‪ )05‬وهذا راجع كما أشرنا سابقا ً إلى عدة‬
‫عوامل‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫رغم اإلصالحات الجبائية التي قامت بها الجزائر إال أن نظامها الضريبي الحالي ال‬
‫زال يعاني من العديد من النقائص أهمها‪ :‬عدم االستقرار وهذا ما تظهره كثرة التعديالت‬
‫الجبائية‪ ،‬باإلضافة إلى انتشار ظاهرة الغش الضريبي واالقتصاد الموازي ‪ ،‬فاإلصالحات‬
‫التي تمت في السنوات األخيرة لم تعتن بتطوير الموارد البشرية العاملة في المجال‬
‫الضريبي من موظفين ومراقبين وذلك من أجل رفع كفاءة المنظومة الجبائية‪ ،‬لذلك ال بد من‬
‫اتخاذ مجموعة من اإلجراءات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬الحد من االستمرار في إدخال التعديالت على القوانين الضريبية وإعطاء فترة‬
‫زمنية كافية للتأكد من حدوث األثر االقتصادي واالجتماعي المرجو من هذه‬
‫التعديالت‪ ،‬ألن كثرة التعديالت تعطي االنطباع بعدم العدالة وبأن الهدف منها هو‬
‫زيادة الجباية فقط‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء التضارب والتعارض والغموض الذي يكتنف العديد من النصوص التشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬إزالة الحاجز النفسي بين اإلدارة الضريبية والمكلف وخلق الثقة‪ ،‬وتحسيسه بأهمية‬
‫اإليرادات الضريبية في تمويل اإلنفاق العام‪.‬‬
‫‪ -‬على الجزائر التخلي عن المنهجية التقليدية المتبعة من قبل اإلدارة الضريبية وأن‬
‫تعمل على تحديثها وعصرنتها بما يتماشى والتوجهات العصرية‪ ،‬وهذا يتطلب إرادة‬
‫سياسية وتدابير مؤسسية‪ ،‬ولعل الخطوة األولى هي دراسة المهام والواجبات‬
‫المسندة للقائمين على التسيير أو الجهة الرقابية ككل‪ ،‬ومن ثم إيجاد آليات مناسبة‬
‫لالتصال وتبادل المعلومات مع كافة األجهزة المعنية‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫المنظومة الجبائية في الجزائر‪ :‬المشاكل وضرورة اإلصالح‬ ‫جازية أمير‪ ،‬عاشور يوسفي‬

‫‪ -‬إن مسألة اإلصالح الضريبي باتت من المسائل الملحة التي يتوجب إيجاد الحلول‬
‫المنطقية والعملية لها‪ ،‬وتجمع كافة اآلراء ليس فقط على ضرورة اإلصالح‬
‫الضريبي وتحديث الضرائب التي مضى على صدور بعضها أكثر من ثالثون سنة‪،‬‬
‫بشرائحها ومعدالتها التي كانت تالءم الظروف السائدة وقت صدورها‪ ،‬وإنما تجمع‬
‫أيضا ً على ضرورة اإلسراع في البدء بهذا اإلصالح ال سيما في الوقت الراهن‬
‫الذي تعتمد فيه الدولة سياسة التحديث واإلصالح للبنية الكلية لسائر قطاعات‬
‫االقتصاد‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬يونس أحمد البطريق‪" ،‬النظم الضريبية"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬عزوز علي‪"،‬آليات ومتطلبات تفعيل التنسيق الضريبي العربي – الواقع والتحديات"‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي –الشلف‪ ،2014/2013 ،‬ص‪.06‬‬
‫‪ -3‬سعيد عبد العزيز عثمان‪" ،‬النظم الضريبية‪ -‬مدخل تحليلي مقارن"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.13‬‬
‫‪ -4‬رحمة نابتي‪" ،‬النظام الضريبي بين الفكر المالي المعاصر والفكر المالي اإلسالمي‪ -‬دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫رسالة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2014/2013 ،2‬ص‪.07‬‬
‫‪ -5‬محمد عباس محرزي‪" ،‬اقتصاديات الجباية والضرائب"‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪.25‬‬
‫‪ -6‬رحمة نابتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪ -7‬محمد عباس محرزي‪ "،‬اقتصاديات الجباية والضرائب"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -8‬ناصر مراد‪" ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪ -‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ -9‬بوزيدة حميد‪ " ،‬النظام الضريبي الجزائري وتحديات اإلصالح االقتصادي في الفترة (‪-1992‬‬
‫‪ ،)2004‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006/2005 ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ -10‬ناصر مراد‪" ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫*‪ -‬التحريض الضريبي‪ :‬هو تخفيف في معدل الضرائب‪ ،‬القاعدة الضريبية أو االلتزامات الجبائية التي‬
‫تمنح للمستفيد بشرط تقيده بعدة مقاييس‪.‬‬
‫‪ -11‬ناصر مراد‪" ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.79 -78‬‬
‫* ‪ -‬فيتو تانزي‪ :‬مواطن أمريكي يعمل مديرا ً إلدارة الشؤون المالية في صندوق النقد الدولي‪ ،‬أصدر عدة‬
‫كتب ومقاالت خاصة في مجلة التمويل والتنمية‪.‬‬
‫‪ -12‬عبد المجيد قدي‪ " ،‬مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ -‬دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2006 ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -13‬بومدين حسني‪ ،‬بن شعيب نصر الدين‪ ،‬بومدين حممد‪ " ،‬تقييم فعالية النظام الض رييب يف اجل زائر"‪ ،‬جملة االبتكار والتسويق‪،‬‬
‫العدد الثاين‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ -14‬وهلي بوعالم‪ " ،‬مالمح الن ظام الضرييب اجل زائري يف ظل التحدايت االقتصادية"‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2012 ،12‬ص‪.145‬‬

‫‪92‬‬
‫المجلد ‪ / 7‬العـــدد‪ ،)2018( 2 :‬ص ‪93 -71‬‬ ‫مجلة دراسات جبائية‬

‫‪1‬‬
‫‪5 - Ministère des finances, la lettre de la DGI, N 69, 2013.‬‬
‫‪ -16‬وهلي بوعالم‪ " ،‬مالمح النظام الضرييب اجل زائري يف ظل التحدايت االقتصادية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ -17‬ناصر مراد‪ ،‬بن عياد سمير‪"،‬شروط فعالية النظام الضريبي الجزائري"‪ ،‬مجلة دراسات جبائية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،03‬ديسمبر ‪ ،2013‬ص‪.400‬‬
‫‪ -18‬ناصر مراد‪ ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫*‪ -‬مؤشر مدركات الفساد‪ :‬هو مؤشر يقيس حالة إدراك الفساد في أغلب دول العالم‪ ،‬يقع بين الصفر كحد‬
‫أدنى وعشرة درجات كحد أقصى‪ ،‬تستخدمه هيئة الشفافية الدولية ( منظمة غير حكومية‪ ،‬أنشأت سنة‬
‫‪ 1993‬ويوجد مقرها في برلين) لغرض تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد‪.‬‬
‫‪ -19‬ناصر مراد‪" ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -20‬بوزيدة حميد‪ " ،‬الضغط الضريبي في الجزائر"‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ص‬
‫‪.282‬‬
‫‪ -21‬ناصر مراد‪" ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫*‪ :Arther laffer -‬اقتصادي أمريكي‪ ،‬ولد سنة ‪.1941‬‬
‫‪ -22‬قدي عبد المجيد ‪"،‬مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫‪ -23‬ناصر مراد‪" ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ -24‬عبد الهادي مختار‪ " ،‬اإلصالحات الجبائية ودورها في تحقيق العدالة االجتماعية في‬
‫الجزائر"‪،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2016/2015 ،‬ص‬
‫‪.77‬‬
‫‪-25‬أنظر المادة ‪ 02‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة من األمر رقم ‪ 101-76‬المؤرخ ب‬
‫‪ 1976/12/09‬والمتضمن قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة‪.‬‬

‫‪93‬‬

You might also like