Professional Documents
Culture Documents
الملخص:
يهدف هذا المقال إلى دراسة مدى نجاعة اإلصالحات الضريبية التي انتهجتها
الجزائر منذ التسعينات ،وذلك من خالل عرض حصيلة الضرائب المستحدثة من ضريبة
على الدخل اإلجمالي وضرائب على أرباح الشركات ورسم على القيمة المضافة ،التي
أثبتت الدراسة أهمية مساهمتها في حصيلة الجباية العادية ،لكن في المقابل ال يزال النظام
الجبائي الجزائري بحاجة إلى إصالحات أعمق لتحقيق األهداف اإلستراتيجية المتمثلة في
إحالل الجباية العادية محل الجباية البترولية ،وهذا ال يتأتى إال عن طريق مجموعة من
اإلجراءات أهمها تبسيط النظام الجبائي الجزائري الذي يتميز بالتعقيد وكثرة التعديالت،
ونشر الوعي الضريبي وعصرنة اإلدارة الجبائية لتصبح أكثر قدرة على التكيف مع
المتغيرات المتسارعة التي يعرفها االقتصاد العالمي.
الكلمات المفتاحية :المنظومة الجبائية؛ النجاعة؛ اإلصالح الضريبي؛ الجزائر.
Résumé :
Cet article vise à examiner l'efficacité des réformes fiscales menées
par l'Algérie depuis les années quatre-vingts, et en offrant de nouvelles
recettes fiscales de l'impôt sur le revenu brut et les impôts sur les
bénéfices des entreprises et tirer parti de la valeur ajoutée, l'étude a
démontré l'importance de leur contribution à l'issue de la fiscalité
ordinaire, mais en retour, ne le font pas système fiscal algérien a encore
besoin de réformes plus profondes pour atteindre les objectifs
stratégiques de la mise en place de la fiscalité ordinaire remplacer la
fiscalité pétrolière, et cela peut être réalisé que par un ensemble de
71
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
مقدمة:
تعمل األنظمة الجبائية في بيئة اقتصادية منفتحة على العالم نتيجة انتماء الدول إلى
المنظمات الدولية وااللتزام اتجاهها ،وتعرف االقتصاديات في العادة من فترة إلى أخرى
موجة من اإلصالحات في المجال الضريبي ال يمكن تجاهلها ،ومن ثم ال بد من مراجعة
تصميم الهياكل الضريبية وفقها.
ويتم عادة تصميم األنظمة الجبائية لتحقيق أهداف السياسة الجبائية التي يتم تحديدها
على أساس األوضاع االقتصادية واالجتماعية والسياسية القائمة ،لكن هذه األوضاع تتغير
باستمرار بفعل عديد العوامل ،مما يجعل األنظمة الجبائية عاجزة عن تحقيق األهداف
المنوطة بها ،وهذا ما يستدعي إصالحها باستمرار ،ولقد شهد النظام الجبائي الجزائري عدة
إصالحات وتعديالت من خالل قوانين المالية السنوية والتكميلية بغية الرفع من معدالت
التنمية االقتصادية وتشجيع االستثمارات األجنبية والمحلية ،وما يجب أن نشير إليه أن
اإلصالحات لم تأت دفعة واحدة بل كانت هناك تعديالت عديدة جاءت بعد إصالحات سنة
،1992وعلى العموم فقد تضمن اإلصالح الضريبي استحداث ثالثة أنواع من الضرائب
هي الضريبة على الدخل اإلجمالي والضريبة على أرباح الشركات والرسم على القيمة
المضافة.
أهمية الدراسة:
تبرز أهمية هذا البحث من خالل إبراز الدور الذي تلعبه اإلصالحات الجبائية في
توفير الحصيلة المالية من الضرائب التي تعد من أهم مصادر اإليرادات العامة في الجزائر،
فمن أهداف اإلصالح الضريبي زيادة النمو االقتصادي والرفع من عائدات الضرائب لكن
ليس بسبب ارتفاع معدالتها ،بل نتيجة زيادة النشاط االقتصادي وارتفاع الدخول الحقيقية
للمؤسسات ،مع مراعاة تحقيق العدالة وفرض الضريبة على القادرين على دفعها وتخفيف
آثارها على الفئات غير القادرة.
أهداف الدراسة:
يهدف هذا البحث إلى دراسة أهم المشكالت والعوائق التي تحد من نجاعة النظام
الجبائي الجزائري وتجعله بعيدا ً عن النتائج المرجوة منه ،فبالرغم من اإلصالحات
المجلد /7العـــدد ،)2018( 2 :ص.ص93 -71 . مجلة دراسات جبائية
الضريبية التي انتهجتها الجزائر منذ التسعينات إال أن هذا النظام ما زال بحاجة إلى
إصالحات أعمق وأشمل للرفع من حصيلة الجباية العادية وإحاللها محل الجباية البترولية.
ومن خالل هذا العرض الموجز تتبلور معالم إشكالية بحثنا التي يمكن صياغتها كما
يلي :ما مدى نجاعة اإلصالحات الضريبية في الرفع من أداء المنظومة الجبائية في
الجزائر؟
ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة ارتأينا تقسيم بحثنا إلى المحاور التالية:
أوالً :ماهية النظام الجبائي ؛
ثانياً :محددات نجاعة النظام الجبائي؛
ثالثاً :عوائق نجاعة النظام الجبائي؛
رابعاً :تقييم اإلصالحات الضريبية في الجزائر.
73
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
ومن هنا نقول أن النظام الجبائي يرتبط ارتباطا ً وثيقا ً بالسياسة الضريبية للمجتمع من
أجل تحقيق أهدافها ،وتعتبر السياسة الضريبية للمجتمع جزءا ً من سياسته االقتصادية ،وهي
مجموعة البرامج المتكاملة التي تخططها وتنفذها الدولة مستخدمة كافة مصادرها الضريبية
الفعلية والمحتملة ،إلحداث آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية مرغوبة ،وتجنب آثار غير
3
مرغوبة للمساهمة في تحقيق أهداف المجتمع.
✓ أن يتسم النظام الجبائي بالوضوح من أجل استيعاب معالمه ،وسهولة فهمه من
طرف الموظفين الجدد ،وتخفيض نسبة التهرب الناتجة عن استغالل مختلف
6
الثغرات فيه.
فبتحديد الضريبة بصورة قاطعة دون أي غموض أو إبهام يكون المكلف متيقنا ً
بمدى التزامه بأدائها بصورة واضحة ال لبس فيها ،ومن ثم يمكنه أن يعرف مسبقا ً
موقفه الضريبي من حيث الضرائب الملزم بأدائها ومعدلها وكافة األحكام القانونية
المتعلقة بها وغير ذلك من المسائل التقنية المتعلقة بالضريبة ،إلى جانب معرفته
لحقوقه نحو إدارة الضرائب والدفاع عنها ،حيث أن عدم الوضوح يؤدي إلى حذر
7
المكلفين من النظام الجبائي.
ثانياً :محددات نجاعة النظام الجبائي
يهتم الكثير من الباحثين بدراسة نجاعة النظام الجبائي وذلك في جميع الدول سواءا ً
المتقدمة أو النامية ،إذ تعتبر النجاعة إحدى المؤشرات الهامة التي يتم من خاللها الحكم على
مدى نجاح أو فشل السياسة الجبائية ألي دولة ،وباعتبار السياسة الجبائية جزء من السياسة
المالية فإن نجاعتها تؤثر على النجاعة االقتصادية لهذه الدولة ،ويرتكز قياس النجاعة على
قياس األداء الكلي للنظام الجبائي ومعرفة مدى التقدم المحقق ،وذلك طبقا ً لمجموعة من
المحددات التي تتالءم مع طبيعة النشاط محل القياس ،ويمثل مفهوم النجاعة وطرق قياسها
والصعوبات المرتبطة بعملية القياس ضرورة يفرضها واقع الدراسة.
-1مفهوم نجاعة النظام الجبائي وقياسها :نظرا ً لتعقد مفهوم النجاعة سنستعرض مفهوم
النجاعة بصفة عامة ثم نحاول تحديد مفهوم نجاعة النظام الجبائي ،ومن ثم التطرق إلى
مختلف طرق قياس تلك النجاعة.
1-1مفهوم النجاعة :يتصف مفهوم النجاعة بالتعقيد لوجود العديد من العالقات المتداخلة
والمتشابكة بين نجاعة المنظمة من ناحية وبين العوامل المؤثرة أو المحددة لها من ناحية
أخرى ،ويمكن تعريف النجاعة على أنها ":قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها التشغيلية"،
وتعبر األهداف التشغيلية عن الناتج النهائي الذي يرتبط بالسياسات التي تتبعها المنظمة ،أي
ما تحاول المنظمة تحقيقه في الواقع العملي وعلى ضوء متغيرات البيئة الداخلية والخارجية
المحيطة بها ،كما أن استخدام األهداف التشغيلية في قياس النجاعة يحقق المرونة بما يتالءم
8
مع الهيكل التنظيمي والبيئة.
2-1مفهوم نجاعة النظام الجبائي :يقصد بنجاعة النظام الجبائي مدى قدرته على تحقيق
أهدافه بشكل متوازن حيث أن تلك األهداف قد تتعارض فيما بينها ،فالهدف المالي للضريبة
قد يتعارض مع الهدف االقتصادي نتيجة تدعيم الدولة لبعض القطاعات من خالل إعفائها
كليا ً أو جزئيا ً من الضريبة ،كما قد يتعارض الهدف المالي مع الهدف االجتماعي.
75
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
فالنظام الجبائي باعتباره مجموعة من الضرائب التي يلتزم بها أفراد الدولة في زمن
محدد ويدفعونها إلى السلطة العمومية ،سواءا ً كانت مركزية أم محلية ،يعبر عن الوضع
االقتصادي للدولة لحظة تطبيقه ،ويقتضي في سعيه لتجسيد هذا النظام مراعاة تحقيق
األهداف المالية واالجتماعية واالقتصادية ،أي مراعاة مصلحة الدولة ومصلحة المكلف
ومصلحة المجتمع 9،وذلك كما يلي:
-مصلحة الدولة :تتحقق مصلحة الدولة بما توفره الضريبة من أموال تساهم في
تغطية نفقاتها المختلفة وبالقدر الذي يساعد على تحقيق سياستها االقتصادية
واالجتماعية.
-مصلحة المكلف :تتحقق مصلحة المكلف من فرض الضريبة بالقدر الذي ال تكون
فيه الضريبة عائقا ً أمام طموحاته والعوائد التي يحققها من استثماراته ،كما تتحقق
مصلحة المكلف من خالل ما يوفره فرض الضريبة من مساعدة للمكلف على
تأدية أعماله عن طريق حمايته من المنافسة الخارجية.
-مصلحة المجتمع :تتحقق مصلحة المجتمع من فرض الضريبة من خالل اآلثار
االيجابية التي تترتب على فرض الضريبة مثل استخدام حصيلة الضريبة في
تحسين الخدمات المجانية التي تقدمها الدولة من شق الطرق وتوفير اإلنارة
العمومية والتعليم والصحة ،أي تحقيق رفاهية المجتمع باإلضافة إلى الحد من
بعض العادات السيئة غير المرغوب فيها في المجتمع.
ونشير أن التوفيق بين المصالح الثالث السابقة صعب التحقيق ،لذلك من واجب
10
المشرع أن يحدث تقارب وتوازن فيما بينها على ضوء األولويات والظروف المحيطة به.
3-1قياس نجاعة النظام الجبائي :لقياس نجاعة النظام الجبائي نعتمد على ثالث مداخل:
مدخل األهداف ومدخل الموارد والمدخل المالي.
1-3-1مدخل األهداف :وفق هذا المدخل تقاس نجاعة النظام الجبائي بناءا ً على مدى
تحقيقه لألهداف التي تبرز وجوده ،وفي هذا المجال نواجه عدة تساؤالت نجملها فيما يلي:
-هل نأخذ باألهداف الرسمية أي المعلن عنها أو األهداف العملية التي تعبر عن الناتج
النهائي الذي يرتبط بالسياسة الجبائية الفعلية؟
-كيف يمكن التوفيق بين األهداف المتعارضة للنظام الجبائي؟
-ما هو معيار األهمية النسبية لألهداف؟ وهل نقيس النجاعة بمدى تحقيق النظام الجبائي
ألهم األهداف أو بمدى تحقيقه ألكثر من هدف؟
ولإلجابة على التساؤالت السابقة نستعرض المداخل الفرعية لمدخل األهداف على النحو
التالي:
المجلد /7العـــدد ،)2018( 2 :ص.ص93 -71 . مجلة دراسات جبائية
✓ مدخل الهدف السائد :يقصد بالهدف السائد بأنه الهدف الرسمي المعلن مثل حجم
الحصيلة الجبائية المنتظر تحصيلها ،أو عدد المشاريع االستثمارية الواجب انجازها
نتيجة التحريض الضريبي* لالستثمار.
✓ مدخل تعدد األهداف :قد يسعى النظام الجبائي إلى تحقيق أكثر من هدف في وقت
واحد ،لذا فإن حجم الحصيلة الجبائية ال يمثل القياس الكامل للنجاعة الجبائية
وبالتالي يمكن قياس تلك النجاعة بقدرة النظام الجبائي على تحقيق أكثر من هدف
مثل تحقيق حصيلة جبائية غزيرة ،وكسب رضا موظفي إدارة الضرائب وكذا ثقة
المكلفين ،إال أن تحقيق جميع تلك األهداف صعب ،لذلك يتعين على المشرع تحديد
األهداف األكثر أهمية دون إهمال باقي األهداف ،أي ترتيب ثم تحقيق أهداف النظام
الجبائي حسب األولوية ،وذلك وفق الظروف االقتصادية واالجتماعية السائدة.
✓ مدخل األهداف المرحلية :يستند هذا المدخل على أن للنظام الجبائي مجموعة من
األهداف يسعى إلى تحقيقها ،هذه األهداف مقسمة من الناحية الزمنية إلى أهداف
قصيرة ومتوسطة وطويلة األجل ،وبالتالي تقاس نجاعة النظام الجبائي بقدرته على
تحقيق هذه األهداف المرحلية ،أي اتخاذ الزمن كمعيار لقياس نجاعة النظام
الجبائي.
77
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
النجاعة المالية للنظام الجبائي= حصيلة االقتطاعات الجبائية الفعلية /حصيلة االقتطاعات
الجبائية التقديرية
من خالل العالقة السابقة ،تكون النجاعة المالية للنظام الجبائي جيدة كلما اقتربت أو
تجاوزت حصيلة االقتطاعات الجبائية الفعلية من حصيلة االقتطاعات الجبائية التقديرية ،أما
في حالة العكس فيؤدي إلى عدم نجاعة النظام الجبائي ،ويجب مقارنة ذلك المعدل مع
معدالت السنوات السابقة حتى يتم متابعة تطور النجاعة المالية للنظام الجبائي عبر التاريخ
11
أي تحليل ديناميكي ،باإلضافة إلى مقارنته مع معدالت الدول المتقدمة والنامية.
مما سبق ،نستنتج أن عملية قياس نجاعة النظام الجبائي صعبة التحقيق حيث تواجه
عدة مشاكل ،فهي تختلف باختالف وجهة النظر ،فالنظام الجبائي قد يكون فعاالً بالنسبة
لدولة ما لكنه ليس كذلك بالنسبة للمكلف ،لذلك يجب تحقيق درجة من التكامل بين هذه
المداخل حتى نتمكن من مواجهة مشاكل قياس نجاعة النظام الجبائي.
-2مقومات نجاعة النظام الجبائي:
*
الكتشاف مدى جودة ونجاعة نظام جبائي معين ،يقترح فيتو تانزي ()V. TANZI
12
ثمانية اختبارات تشخيصية ندرجها فيما يلي:
• مؤشر التركز :ويقضي هذا المؤشر بأن يأتي جزء كبير من إجمالي اإليراد
الضريبي من عدد ضئيل نسبيا ً من الضرائب والمعدالت الضريبية ،ألن ذلك
من شأنه أن يساهم في تخفيض تكاليف اإلدارة والتنفيذ ،فتجنب وجود عدد
كبير من الضرائب وجداول المعدالت التي تغل إيرادات محدودة يمكن أن
يؤدي إلى تسهيل تقييم آثار تغييرات السياسة وتفادي خلق االنطباع بأن
الضرائب مفرطة.
• مؤشر التشتت :ويتعلق األمر بما إذا كانت هناك ضرائب مزعجة قليلة
اإليراد ،وإذا كانت موجودة هل عددها قليل .فمثل هذا النوع من الضرائب
يجب التخلص منه سعيا ً لتبسيط النظام الجبائي دون أن يكون لحذفه أثر على
مردودية النظام.
• مؤشر التآكل :ويتعلق األمر بما إذا كانت األوعية الضريبية الفعلية قريبة من
األوعية الممكنة ،ألن اتساع الوعاء الضريبي يمكن من زيادة اإليرادات رغم
اعتماد معدالت منخفضة نسبياً ،وإذا ابتعدت األوعية الضريبية الفعلية عن
الممكنة بفعل اإلفراط في منح اإلعفاءات لألنشطة والقطاعات فإن ذلك يؤدي
إلى تآكل الوعاء الضريبي .وهذا ما يدفع إلى رفع المعدالت طمعا ً في
تعويض النقص الحاصل في اإليرادات ومثل هذا المسعى (رفع المعدالت)
من شأنه أن يحفز على التهرب الضريبي.
المجلد /7العـــدد ،)2018( 2 :ص.ص93 -71 . مجلة دراسات جبائية
مؤشر تأخرات التحصيل :ويتعلق األمر بوضع اآلليات الدافعة إلى جعل •
المكلفين يدفعون المستحقات الضريبية في آجالها ،ألن التأخر يؤدي إلى
انخفاض القيمة الحقيقية للمتحصالت الضريبية بفعل التضخم ،ولهذا ال بد أن
يتضمن النظام الجبائي عقوبات صارمة تحد من الميل إلى التأخر في دفع
المستحقات.
مؤشر التحديد :ويتعلق األمر بمدى اعتماد النظام الجبائي على عدد قليل من •
الضرائب ذات المعدالت المحددة ،وهذا ال ينفي في الواقع إمكانية إحالل
بعض الضرائب بضرائب أخرى .فمثالً يمكن إحالل الضريبة على أرباح
الشركات والضريبة على الدخل بضريبة واحدة على كامل الثروة ذات معدل
منخفض.
مؤشر الموضوعية :ويتعلق األمر بضرورة جباية الضرائب من أوعية يتم •
قياسها بموضوعية ،بما يضمن للمكلفين التقدير بشكل واضح اللتزاماتهم
الضريبية على ضوء أنشطتهم التي يخططون لها ،ويصب هذا ضمن مبدأ
اليقين الذي يقضي حسب آدم سميث بأن تكون الضريبة الملزم بدفعها
المواطن محددة على سبيل اليقين دونما غموض أو تحكم ،بحيث يكون ميعاد
الدفع وطريقته والمبلغ المطلوب دفعه واضحا ً ومعلوما ً للمكلف أو ألي
شخص آخر .وهذا ما يمكن المكلف من الدفاع عن حقوقه ضد أي تعسف أو
سوء استعمال للسلطة من قبل اإلدارة الضريبية.
مؤشر التنفيذ :ويتعلق بمدى تنفيذ النظام الجبائي بالكامل وبفعالية ،وهذا •
يتعلق أيضا ً بمدى سالمة التقديرات والتنبؤات ،ومستوى تأهيل اإلدارة
الضريبية ألنها القائم األساسي على التنفيذ ،فضالً عن مدى معقولية
التشريعات وقابليتها للتنفيذ على ضوء الواقع االجتماعي واالقتصادي.
مؤشر تكلفة التحصيل :وهو مؤشر مشتق من مبدأ االقتصاد في الجباية •
والنفقة ،وهذا يجعل تكلفة تحصيل الضرائب أقل ما يمكن ،حتى ال ينعكس
ذلك سلبا ً على مستوى الحصيلة الضريبية.
79
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
حول المشكالت التشريعية والمشكالت المرتبطة بالتحكم في نظم المعلومات وكذا الفساد
االقتصادي ،باإلضافة إلى ارتفاع مستوى الضغط الضريبي.
-1المشكالت التشريعية :يعاني النظام الجبائي في الجزائر باألساس من مشكالت من
شأنها أن تعوق تطبيق السياسة الضريبية ككثرة التعديالت المستمرة والمتعددة من خالل
قوانين المالية العادية والتكميلية ،كما أن بعض الصياغات القانونية غير الواضحة بشكل
دقيق لهذه القوانين مع كثرة بنودها أدى إلى عدم وضوح الرؤية لدى األطراف الفاعلة في
المنظومة الجبائية ،وخلق نوعا ً من التذبذب في تنفيذ واستمرارية المنظومة التشريعية
الجبائية.
حيث أظهرت الكثير من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أن مشكلة عدم نجاعة
النظام الجبائي تكمن في عدم قدرته على التخلص من عادة التعديالت المستمرة بمناسبة
إعداد قوانين المالية ،رغم أن هذه اإلجراءات الضريبية تضمنت بعض االتجاهات اإليجابية
للنظام الجبائي كتخفيض نسبة الضريبة على أرباح الشركات ،وتخفيض معدالت الرسم على
13
القيمة المضافة وإلغاء االزدواج الضريبي على المداخيل المتأتية من توزيع الدخول.
ويوضح الجدول التالي عدد اإلجراءات الضريبية التي انتهجتها الجزائر ما بين إلغاء
وتعديل وإتمام في القوانين المالية للفترة ( .)2017-2006
جدول رقم ( :)01عدد اإلجراءات الضريبية ما بين إلغاء وتعديل وإتمام في القوانين
المالية للفترة ( )2017-2006
اإلج راءات الضريبية قانون املالية اإلج راءات الضريبية قانون املالية
51 2012 51 2006
20 2013 58 2007
29 2014 37 2008
51 2015 43 2009
36 2016 36 2010
76 2017 56 2011
المصدر :من إعداد الباحثين بناءاً على قوانين المالية للسنوات ( ،)2017-2006متاحة على الموقع
اإللكترونيhttps://www.mfdgi.gov.dz :
-2المشكالت المرتبطة بالتحكم في نظم المعلومات :إلى وقت قريب جدا ً لم تساير اإلدارة
الجبائية في الجزائر التطورات الحاصلة في تكنولوجيا اإلعالم اآللي واستخداماتها في
عملية معالجة البيانات ،مما أثر على األداء وبالتالي أخر االنطالق في مشروع اإلدارة
الضريبية اإللكترونية ، 14ولقد شرعت اإلدارة الضريبية في عملية العصرنة بداية من
تاريخ 21جويلية ، 2013حيث تم تخصيص نافذة للمكلفين بالضريبة التابعين لمديرية
كبريات المؤسسات تسمح لهم بالقيام بتصريحاتهم الجبائية الشهرية وذلك عبر الموقع
اإللكتروني ،www.jibayatic.dz :إال أن هذا الموقع ال يعرف استخداما ً واسعا ً من قبل
15
المكلفين بالضريبة.
المجلد /7العـــدد ،)2018( 2 :ص.ص93 -71 . مجلة دراسات جبائية
وال شك أن هذا التأخر قد فوت الفرصة على اإلدارة الجبائية للتأقلم السريع مع التطورات
الحاصلة وقد أدى إلى اإلختالالت التالية:
-عدم وجود قاعدة بيانات قوية.
-عدم السرعة والدقة وارتفاع تكلفة االحتفاظ بالمعلومات الجبائية مما يؤثر على األوعية
والتحصيل.
-تعقد اإلجراءات الجبائية لعدم توفر المعلومة الجبائية.
16
-انخفاض الوعي الجبائي لدى المكلف بالضريبة.
-3الفساد االقتصادي :تعاني مختلف الدول سواءا ً المتقدمة أو النامية من وجود نشاطات
خفية وغير شرعية ،والتي ال تخضع ألي نوع من الضرائب ،وتعكس هذه النشاطات
المرتبطة بظاهرة الفساد انحراف اآلليات االقتصادية التي نرجعها إلى األسباب التالية:
-االستهتار بهيبة الدولة.
17
-تفاقم ظواهر الالتكافؤ االقتصادي.
وترتبط ظاهرة الفساد بالبعد األخالقي المنحرف ،ويعتبر القطاع الضريبي من أكثر
القطاعات تعرضا ً لمختلف أشكال الفساد االقتصادي ،لكونه من أهم مصادر إيرادات الدولة،
حيث يشكل الفساد إحدى العقبات الكبيرة التي تعرقل نجاعة النظام الجبائي ،إذ تشجع
التهرب الضريبي ،وتفسد الحوافز الضريبية ،وتعمل على توزيع الحصيلة الضريبية لصالح
غير المستحقين لها ،مما يشل أهداف السياسة الجبائية ،ومن أهم مظاهر الفساد االقتصادي
نجد :البيروقراطية ،المحسوبية ،الرشوة ،استغالل النفوذ السياسي ،استخدام الوظيفة العامة
لتحقيق المصالح الخاصة ووجود السوق السوداء.
ولمواجهة هذا الوضع يجب إعداد التدابير المناهضة للفساد واستئصاله من جذوره
عن طريق رفع الوعي المدني ،ثم جعل الحكومات أقل قابلية للفساد وأخيرا ً التصدي
لألنظمة الفاسدة ،لكن كثيرا ً ما يتم تسييس الوكاالت الوطنية التي تكافح الفساد مما يعرقل
مسعاها ،ولقد أصبحت التحديات التي تواجه الحد من الفساد أكثر تعقيداً ،إذ تؤكد هيئة
الشفافية الدولية أن العدد المتزايد من مبادرات مكافحة الفساد التي يجري القيام بها يصطدم
بجدار ضخم من ممارسات الفساد ،كما تشهد معظم الدول النامية اتساع نطاق الرشوة،
ويرجع ذلك إلى ضعف أجور القطاع العام ،وحصانة كبار الموظفين ورجال السياسة من
18
المتابعة.
*
وحسب هيئة الشفافية الدولية تحتل الجزائر مراتب غير مشرفة وفق مؤشر مدركات الفساد
من بين 167دولة ،كما هو موضح في الجدول التالي:
81
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
الجدول رقم ( :)02ترتيب الجزائر وفق مؤشر مدركات الفساد ( )CPIلمنظمة الشفافية
الدولية
2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 السنوات
105 112 105 111 92 99 84 97 97 88 ال رتبة
2017 2016 2015 2014 2013 السنوات
112 108 88 100 94 ال رتبة
المصدر :احصائيات هيئة الشفافية الدولية ،متاحة على الموقع
اإللكترونيwww.transparency.org/search
تم اإلطالع عليه بتاريخ .2018/05/ 05
نالحظ من خالل الجدول أعاله أن ترتيب الجزائر وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية
تراوح بين الرتبة 84والرتبة 112في سلم الفساد وذلك خالل الفترة ( ،)2017-2003
حيث تجاوزت المرتبة 100بدءا ً من سنة 2009وهذا يعني أن النظام العام في الجزائر
يعاني من فساد شديد في شتى المجاالت ،يترجم في تفشي الرشوة والبيروقراطية والمحاباة
واالختالس والغش الضريبي وغسيل األموال وتجارة المخدرات...الخ.
-4ارتفاع مستوى الضغط الضريبي :تعتبر الضريبة متغيرا ً اقتصاديا ً تحدث عدة تغييرات
في سلوك األفراد تختلف إيجابا ً أو سلبا ً تبعا ً لحجم االقتطاعات الضريبية ،لذلك يوجد حدود
يجب مراعاتها عند زيادة مستوى تلك االقتطاعات ،وفي حالة تجاوز تلك الحدود سيعرقل
نشاط االقتصاد الوطني ويحد من نجاعة النظام الجبائي ،لذلك لتحرير القوى اإلنتاجية
19
لالقتصاد والمساعدة على الخروج من األزمة يجب تخفيض مستوى الضغط الضريبي.
ويعبر مستوى الضغط الضريبي عن العالقة الموجودة بين اإليرادات الضريبية
والثروة المنتجة المعبر عنها بالناتج المحلي الخام ،حيث تستعمل الكثير من المصطلحات
لتعريف وفهم هته العالقة ،فالبعض يطلق عليها الضغط الضريبي كما هو عند منظمة
التنمية والتعاون االقتصادي ( ،)O.C.D.Eوالبعض مستوى الجباية (المجلس االقتصادي
واالجتماعي بفرنسا) ،وعند آخرين :معدل االقتطاع اإلجباري ،والعبء الذي يحدثه
االقتطاع الضريبي على االقتصاد الوطني.
ومهما اختلفت التسميات ،فإن الضغط الضريبي يعتبر مؤشرا ً للتقدير الكلي للضرائب
على مستوى االقتصاد الوطني ،ويعد من أهم المؤشرات الكمية المستخدمة لتقييم النظم
الضريبية ،فهو يبحث عن اإلمكانيات المتاحة لالقتطاعات الضريبية لتحقيق أكبر حصيلة
ممكنة دون إحداث ضرر في االقتصاد الوطني ،ولقد حدد االقتصادي األسترالي كولن
20
كالرك ( )Colin-Clarkمستوى الضغط الضريبي النموذجي بـ .% 25
ويتم قياس مستوى الضغط الضريبي كما يلي:
مجموع الضرائب)مباشرة و غير مباشرة(
معدل الضغط الضريبي =
الناتج المحلي الخام
المجلد /7العـــدد ،)2018( 2 :ص.ص93 -71 . مجلة دراسات جبائية
حيث يمثل الناتج المحلي الخام مجموع السلع والخدمات اإلنتاجية التي تم إنتاجها من قبل
الوحدات المقيمة والتي تكون موضوعا ً لالستخدامات النهائية فقط.
83
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
B
A
يوضح المنحنى بطريقة بسيطة أن هناك حدودا ً مثلى للضغط الضريبي يؤدي
تجاوزها إلى انخفاض الحصيلة الضريبية ،حيث يمكن تقسيم منحنى الفر lafferإلى
مرحلتين :في المرحلة األولى تكون العالقة طردية بين معدل االقتطاع والحصيلة الضريبية
حتى تصل إلى مستوى أمثل من الضغط (النقطة ،)C'Cأما في المرحلة الثانية تصبح تلك
العالقة عكسية ،بحيث أي زيادة في الضرائب تؤثر سلبا ً على النشاط االقتصادي مما يقلل
من األوعية الضريبية فتنخفض حصيلة الضرائب.
نستنتج مما سبق أنه كلما كانت اإليرادات الضريبية في تزايد بالموازاة مع زيادة
العبء الضريبي فإن مستوى الضغط الضريبي األمثل لم يتحقق بعد ،أما في حالة انخفاض
23
اإليرادات الضريبية فإن هذا يدل على تجاوز مستوى الضغط الضريبي األمثل.
أما عن الضغط الضريبي في الجزائر فإنه يواجه مشكلة طبيعة اإليرادات الضريبية،
حيث أنه إذا أدرجت إيرادات الجباية البترولية فإن مستويات الضغط الضريبي ترتفع ،كما
هو موضح في الجدول .3
نالحظ من الجدول 3أن مستوى الضغط الضريبي في الجزائر مرتفع جدا ً في حالة
إدراج إيرادات الجباية البترولية ،حيث في سنة 2014بلغت نسبة الضغط الضريبي
اإلجمالي ،% 31.79أما في حالة عدم إدراج الجباية البترولية فإن قيمة تلك النسبة تساوي
% 16.61وهو مستوى مقبول ،لكن نشير أن اإلحصائيات الرسمية وقوانين المالية
السنوية تأخذ بعين االعتبار الجباية البترولية ضمن اإليرادات الضريبية ،إال أن معدل
المجلد /7العـــدد ،)2018( 2 :ص.ص93 -71 . مجلة دراسات جبائية
الضغط الضريبي خارج المحروقات يعد أكثر داللة لما يتحمله االقتصاد الوطني ،ويعتبر
ضعيفا ً مقارنة مع المستوى الذي حدده كوالن كالرك بـــــ .% 25وعلى هذا األساس قد
يفهم من انخفاض الضغط الضريبي خارج المحروقات انخفاض االقتطاعات الضريبية بفعل
انخفاض المقدرة التكلفية للدخل الوطني ( الناتج المحلي اإلجمالي) ،وبذلك االنخفاض في
الدخل الفردي ،كما يساهم انتشار االقتصاد الموازي وظاهرة البطالة في انخفاض الضغط
الضريبي حيث أن فئة معتبرة من أفراد المجتمع ال يخضعون للضرائب.
85
جدول رقم ( :)03تطور مستويات الضغط الضريبي في الجزائر للفترة ( )2016-2006الوحدة :مليار دج
2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 البيان
السنوات
3075.7 2968 2091.4 2031 1908.6 1527.1 1297.9 1146.6 965.2 766.7 720.8 اجلباية العادية
1781.1 2275.1 3390.4 3678.1 4054.3 3829.7 2820 2327.6 4003.5 2711.8 2714 اجلباية البرتولية
4856.8 5243.1 5481.8 5709 5962.9 5356.8 4117.9 3474.2 4968.8 3478.6 3434.8 إمجايل اجلباية
17406. 16766. 17242. 16650. 16208. 14588. 12049. 10034. 11042. 9408.3 8501.6 احمللي الناتج
8 1 5 2 7 6 5 4 8 اإلمجايل
27.9 31.2 31.7 32.1 37.6 36.8 34.3 34.8 45 37.1 40.4 الضغط الضرييب
اإلمجايل %
3075.7 2968 2091.4 2031 1908.6 1527.1 1297.9 1146.6 965.2 766.7 720.8 خارج اجلباية
احملروقات
13042. 13521. 12584. 11682. 10872. 9346.5 7811.1 6925.3 6042.7 5319 4619.4 احمللي الناتج
1 9 7 2 3 خارج اإلمجايل
احملروقات
23.58 21.94 16.61 17.38 17.55 16.33 16.61 16.55 15.97 14.41 15.54 الضغط الضرييب
خارج
احملروقات %
المصدر - :بنك الجزائر ،التقارير السنوية ( )2016-2006متاحة على الموقع اإللكترونيhttp://www.bank-of-algeria.dz :
-وزارة المالية ،المديرية العامة للضرائب ،متاحة على الموقع اإللكترونيhttps://www.mfdgi.gov.dz :
86
المجلد / 7العـــدد ،)2018( 2 :ص 93 -71 مجلة دراسات جبائية
ولمعرفة المستوى الحقيقي للضغط الضريبي في الجزائر سوف نحاول مقارنته مع
بعض الدول آخذين سنة 2014كمرجع ،حيث ستتم المقارنة مع البلدان التالية:
-تونس ،المغرب ،ليبيا (بلدان مجاورة).
-نيجيريا ،العربية السعودية ،النرويج ( بلدان بترولية).
-اسبانيا وفرنسا ( بلدان الحوض المتوسط).
جدول رقم ( :)04معدل الضغط الضريبي لبعض الدول في سنة 2014
معدل الضغط الض رييب % البلد
31.79 اجلزائر
32.50 تونس
29 املغرب
69.40 ليبيا
51.80 فرنسا
37.00 اسبانيا
55.70 النرويج
46.00 العربية السعودية
34.40 نيجرياي
Source :Goumeziane Boudjema, Bouzida Hamid, « étude des différents
)niveaux de la pression fiscale en Algérie pour la période (2002-2016
en comparaison avec d’autre pays », revue de recherches , N 11.Tome
3, p 282.
نالحظ من خالل الجدول ما يلي:
-معدل الضغط الضريبي في الجزائر( )% 31.79مقارنة مع الدول المصدرة للبترول
منخفض ،السعودية ،% 46نيجيريا ،% 34.40النرويج .%55.70
-معدل الضغط الضريبي في الجزائر متقارب مع البلد المجاور تونس (،)% 32.50
ومرتفع مقارنة بالمغرب (.)%29
-معدل الضغط الضريبي منخفض مقارنة مع دول الحوض المتوسط ،فرنسا ،%51.80
اسبانيا .% 37.00
87
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
في زيادة معدالت التنمية االقتصادية وتشجيع االستثمارات األجنبية والمحلية ،فما المقصود
باإلصالح الضريبي؟ وما مدى نجاعة اإلصالحات الضريبية التي طبقتها الجزائر؟
- 1تعريف اإلصالح الضريبي :يقصد باإلصالح الضريبي إدخال تغييرات نحو األحسن،
وعليه هو العمل على سد الفراغات والثغرات القانونية الموجودة بالنظام الضريبي السابق
من أجل الرفع من مردوده ،ومحاولة زيادة فعاليته بما يخدم االقتصاد الوطني العام
والخاص.
والمقصود أيضا ً هو إصالح النظام الضريبي ألي دولة بشكل يجعله ينسجم مع سياستها
العامة ومع حاجة االقتصاد ،وذلك بإدخال ضرائب أكثر تطورا ً والبحث عن آليات ضريبية
تضمن العدالة االجتماعية ،وإعادة توزيع الدخل والثروة وإلغاء الضرائب التي تشوه صورة
االقتصاد ،واختيار أشخاص مؤهلين علميا ً وفنيا ً وأخالقيا ً يشكلون الجهاز الضريبي ،وهو ما
24
يمكن الدولة من القضاء على الغش الضريبي.
مما سبق يمكن اعتبار اإلصالح الضريبي مجموعة من اإلجراءات والسياسات التي تعتمدها
الدولة والتي تمس المنظومة الضريبية ،بهدف إزالة االختالالت الجبائية من خالل استحداث
ضرائب جديدة ،وإزالة ضرائب أخرى قديمة ال تواكب التغيرات الحاصلة ،وتبسيط قوانين
الضرائب ورفع كفاءة الجهاز اإلداري من أجل ضمان وفرة في الحصيلة الضريبية تضمن
للدولة الوفاء بالتزاماتها اتجاه مواطنيها وتلبية احتياجاتهم.
88
المجلد / 7العـــدد ،)2018( 2 :ص 93 -71 مجلة دراسات جبائية
جدول رقم ( :)05تطور الجباية العادية والجباية البترولية في الجزائر خالل الفترة(
)2015-2005الوحدة مليار دج
إجمالي الجباية الجباية البترولية الجباية العادية البيان
النسبة% القيمة النسبة% القيمة النسبة% القيمة السنوات
100 2908.312 77.97 2267.84 22.02 640.472 2005
100 3434.884 78.45 2714.00 21.55 720.884 2006
100 3478.6 79.01 2711.85 20.98 766.750 2007
100 4968.849 80.57 4003.56 19.42 965.289 2008
100 3474.282 67 2327.67 33 1146.612 2009
100 4117.954 68.48 2820.01 31.52 1297.944 2010
100 5356.84 71.49 3829.74 28.5 1527.1 2011
100 5962.95 68 4054.35 32 1908.6 2012
100 5709.014 64.42 3678.13 35.57 2031.019 2013
100 5481.876 61.84 3390.42 38.15 2091.456 2014
100 4280.2 40.25 1722.9 59.74 2557.3 2015
المصدر:من إعداد الباحثين اعتمادا على:
-تقارير الديوان الوطني لإلحصائيات وتقارير بنك الجزائر.
عرفت حصيلة الجباية بصفة عامة زيادة مستمرة خالل الفترة ،2015-2005إال
أننا نالحظ تراجعا ً في نسبة مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العامة ،حيث انتقلت هذه
النسبة من % 77.34سنة 2005إلى % 40.25سنة 2015وهذا راجع إلى انخفاض
أسعار المحروقات وعدم استقرارها في اآلونة األخيرة ،وهذا مؤشر جيد يقابله ارتفاع
تدريجي في نسبة مساهمة الجباية العادية حيث بلغت حصيلتها 2557.3مليار دينار
جزائري خالل سنة 2015أي نسبة % 59.74من إجمالي اإليرادات ،لكن رغم هذا
التطور االيجابي في إيرادات الجباية العادية إال أنها لم ترق إلى المستوى المطلوب ،ألن
هذا التطور راجع كما أشرنا سابقا ً إلى انخفاض أسعار البترول الخام في األسواق الدولية
وليس الرتفاع حصيلة الجباية العادية كما هو موضح في الجدول أعاله ،حيث انخفضت
الجباية البترولية من 5514.88مليار دج سنة 2014إلى 4280.2مليار دج في سنة
.2015
ويرجع تواضع حصيلة الجباية العادية إلى عدة عوامل نذكر منها :كثرة حاالت الغش
والتهرب الضريبي نتيجة لغياب الوعي الضريبي وعدم قدرة اإلدارة على محاربة هذه
الظاهرة الفتقارها لإلمكانيات المادية والبشرية الالزمة وكونها الزالت تستخدم طرق تسيير
تقليدية ،وقد أثر ذلك على نجاعة اإلدارة في التحصيل ،باإلضافة إلى تزايد حجم اإلعفاءات
الضريبية الممنوحة في إطار سياسة الدولة لتشجيع االستثمار.
89
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
ولمعرفة أثر اإلصالحات الضريبية على مردودية الجباية العادية سوف نتطرق ألثر
كل ضريبة من الضرائب المستحدثة على حدى كما يلي:
جدول رقم ( :)06نسبة تطور حصيلة كل من الضريبة على الدخل اإلجمالي والضريبة
على أرباح الشركات والرسم على القيمة المضافة للفترة 2014-2005الوحدة مليار
دج
نسبة نسبة تطور حصيلة نسبة تطور حصيلة نسبة تطور حصيلة
مساهمة الحصيلة الرسم على الحصيلة الضريبة الحصيلة الضريبة البيان
الضرائب المالية القيمة المالية على أرباح المالية على الدخل
الثالث في للرسم على المضافة للضريبة الشركات للضريبة اإلجمالي السنوات
الجباية القيمة على أرباح على الدخل
العادية المضافة الشركات اإلجمالي
% 63.7 - 239.78 - 62.64 - 105.6 2005
%69.27 % 8.1 259.21 % 88.88 118.32 %15.37 121.84 2006
%73.44 % 18.49 307.13 -17.68 97.4 % 30.17 158.6 2007
%
%74.05 %26.13 387.4 % 37.06 133.5 % 22.25 193.9 2008
%77.76 %12.12 434.36 % 71.55 229.03 % 17.75 228.32 2009
%77.71 %4.17 452.5 % 11.55 255.5 % 31.67 300.65 2010
%77.66 %11.52 504.9 % -3.75 245.9 % 44.74 435.16 2011
%75.84 %17.42 592.9 % 0.93 248.20 % 39.38 606.54 2012
%73.42 %14.08 676.43 % 4.01 258.17 - 8.20 556.77 2013
%
%75.46 %4.38 706.1 % 4.24 269.62 % 8.22 602.53 2014
المصدر :من إعداد الباحثين اعتمادا على:
-معطيات الجدول األول.
-عبد الهادي مختار "،اإلصالحات الجبائية ودورها في تحقيق العدالة االجتماعية في الجزائر" ،أطروحة دكتوراه في
العلوم االقتصادية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2016/ 2015 ،ص .155
أ -تطور حصيلة الضريبة على الدخل اإلجمالي :نجحت جهود اإلصالح الضريبي في
تحسين إيرادات الضريبة على الدخل اإلجمالي ،حيث أن أهم ما ميز هذه األخيرة هو
التعديالت التي شملتها تبعا ً لقوانين المالية ،وما هو جدير بالتذكير هو أن الضريبة على
الدخل اإلجمالي تخضع لها العديد من المداخيل كاألرباح المهنية والمداخيل الفالحية
ومداخيل إيجار العقارات المبنية وغير المبنية وعائدات رؤوس األموال المنقولة والمرتبات
واألجور وعائدات فائض التنازل عن العقارات ، 25كل هذا انجر عنه وفرة في حصيلتها
كما يوضحه الجدول أعاله ،فمن خالل معطيات الجدول السابق نالحظ أن حصيلة الضريبة
على الدخل اإلجمالي في تزايد مستمر خالل الفترة 2014-2005ماعدا سنة 2013أين
عرفت تراجعا ً بمقدار ،% 8.20وكانت أعلى نسبة قد سجلت سنة 2011بمقدار 44.74
،%وسببها الزيادة التي مست أجور العمال خالل سنة .2011
ب -تطور حصيلة الضريبة على أرباح الشركات :أهم ما يميز الضريبة على أرباح
الشركات أنها ضريبة سنوية مباشرة تفرض على الدخل الصافي بعد خصم جميع األعباء
والتكاليف التي يقرها قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة ،ويخضع لها األشخاص
المعنويين ،وقد شملتها العديد من التعديالت منذ بداية تطبيقها فيما يخص معدالتها
90
المجلد / 7العـــدد ،)2018( 2 :ص 93 -71 مجلة دراسات جبائية
والمداخيل الخاضعة لها ،وما يمكننا استخالصه من خالل قراءتنا لمعطيات الجدول السابق
هو التزايد المستمر لحصيلة الضريبة على أرباح الشركات بالرغم من تراجعها أحيانا ً
ألسباب قد تختلف من سنة إلى أخرى ،ويمكن إرجاع ذلك إلى إفالس بعض المؤسسات أو
تهربها أحيانا ً أخرى ،وعموما ً فإن تطور الضريبة على أرباح الشركات إن دل على شيء
إنما يدل على نجاعة إصالحات هذا النوع من الضرائب.
ج -تطور حصيلة الرسم على القيمة المضافة :يخضع للرسم على القيمة المضافة كل السلع
والخدمات الداخلية المنتجة محليا ً وكذا السلع والخدمات المستوردة ،وهذا ما ساهم بشكل أو
بآخر في الرفع من الحصيلة المالية لهذا الرسم ،إذ يعتبر من أهم إيرادات الدولة وأكثرها
حصيلة مقارنة بحصيلة الضريبة على الدخل اإلجمالي والضريبة على أرباح الشركات.
وعلى العموم ،يمكن القول أن اإلصالحات الضريبية التي انتهجتها الجزائر -بما فيها
استحداث الثالث أنواع من الضرائب -قد وصلت إلى نتائج يمكن استحسانها ،وهذا ما
يظهره الجدول رقم ( )06حيث لم تقل نسبة مساهمة هذه الضرائب في الجباية العادية عن
% 63.7وهي نسبة مهمة جداً ،إال أن حصيلة الجباية العادية ككل ال تزال ضئيلة مقارنة
بالجباية البترولية وهذا ما يظهره الجدول رقم ( )05وهذا راجع كما أشرنا سابقا ً إلى عدة
عوامل.
خاتمة:
رغم اإلصالحات الجبائية التي قامت بها الجزائر إال أن نظامها الضريبي الحالي ال
زال يعاني من العديد من النقائص أهمها :عدم االستقرار وهذا ما تظهره كثرة التعديالت
الجبائية ،باإلضافة إلى انتشار ظاهرة الغش الضريبي واالقتصاد الموازي ،فاإلصالحات
التي تمت في السنوات األخيرة لم تعتن بتطوير الموارد البشرية العاملة في المجال
الضريبي من موظفين ومراقبين وذلك من أجل رفع كفاءة المنظومة الجبائية ،لذلك ال بد من
اتخاذ مجموعة من اإلجراءات نذكر منها:
-الحد من االستمرار في إدخال التعديالت على القوانين الضريبية وإعطاء فترة
زمنية كافية للتأكد من حدوث األثر االقتصادي واالجتماعي المرجو من هذه
التعديالت ،ألن كثرة التعديالت تعطي االنطباع بعدم العدالة وبأن الهدف منها هو
زيادة الجباية فقط.
-إلغاء التضارب والتعارض والغموض الذي يكتنف العديد من النصوص التشريعية.
-إزالة الحاجز النفسي بين اإلدارة الضريبية والمكلف وخلق الثقة ،وتحسيسه بأهمية
اإليرادات الضريبية في تمويل اإلنفاق العام.
-على الجزائر التخلي عن المنهجية التقليدية المتبعة من قبل اإلدارة الضريبية وأن
تعمل على تحديثها وعصرنتها بما يتماشى والتوجهات العصرية ،وهذا يتطلب إرادة
سياسية وتدابير مؤسسية ،ولعل الخطوة األولى هي دراسة المهام والواجبات
المسندة للقائمين على التسيير أو الجهة الرقابية ككل ،ومن ثم إيجاد آليات مناسبة
لالتصال وتبادل المعلومات مع كافة األجهزة المعنية.
91
المنظومة الجبائية في الجزائر :المشاكل وضرورة اإلصالح جازية أمير ،عاشور يوسفي
-إن مسألة اإلصالح الضريبي باتت من المسائل الملحة التي يتوجب إيجاد الحلول
المنطقية والعملية لها ،وتجمع كافة اآلراء ليس فقط على ضرورة اإلصالح
الضريبي وتحديث الضرائب التي مضى على صدور بعضها أكثر من ثالثون سنة،
بشرائحها ومعدالتها التي كانت تالءم الظروف السائدة وقت صدورها ،وإنما تجمع
أيضا ً على ضرورة اإلسراع في البدء بهذا اإلصالح ال سيما في الوقت الراهن
الذي تعتمد فيه الدولة سياسة التحديث واإلصالح للبنية الكلية لسائر قطاعات
االقتصاد.
المراجع:
-1يونس أحمد البطريق" ،النظم الضريبية" ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2001 ،ص .19
-2عزوز علي"،آليات ومتطلبات تفعيل التنسيق الضريبي العربي – الواقع والتحديات" ،أطروحة
دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة حسيبة بن بوعلي –الشلف ،2014/2013 ،ص.06
-3سعيد عبد العزيز عثمان" ،النظم الضريبية -مدخل تحليلي مقارن" ،الدار الجامعية ،االسكندرية،
،2000ص.13
-4رحمة نابتي" ،النظام الضريبي بين الفكر المالي المعاصر والفكر المالي اإلسالمي -دراسة مقارنة"،
رسالة ماجستير في علوم التسيير ،جامعة قسنطينة ،2014/2013 ،2ص.07
-5محمد عباس محرزي" ،اقتصاديات الجباية والضرائب" ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثالثة،
،2003ص.25
-6رحمة نابتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.07
-7محمد عباس محرزي "،اقتصاديات الجباية والضرائب" ،مرجع سبق ذكره ،ص.29
-8ناصر مراد" ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن
عكنون -الجزائر ،2011 ،ص.74
-9بوزيدة حميد " ،النظام الضريبي الجزائري وتحديات اإلصالح االقتصادي في الفترة (-1992
،)2004أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر ،2006/2005 ،ص .147
-10ناصر مراد" ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق" ،مرجع سبق ذكره ،ص.76
* -التحريض الضريبي :هو تخفيف في معدل الضرائب ،القاعدة الضريبية أو االلتزامات الجبائية التي
تمنح للمستفيد بشرط تقيده بعدة مقاييس.
-11ناصر مراد" ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق" ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.79 -78
* -فيتو تانزي :مواطن أمريكي يعمل مديرا ً إلدارة الشؤون المالية في صندوق النقد الدولي ،أصدر عدة
كتب ومقاالت خاصة في مجلة التمويل والتنمية.
-12عبد المجيد قدي " ،مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية -دراسة تحليلية تقييمية" ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر ،الطبعة الثالثة ،2006 ،ص .165
-13بومدين حسني ،بن شعيب نصر الدين ،بومدين حممد " ،تقييم فعالية النظام الض رييب يف اجل زائر" ،جملة االبتكار والتسويق،
العدد الثاين ،ص.167
-14وهلي بوعالم " ،مالمح الن ظام الضرييب اجل زائري يف ظل التحدايت االقتصادية" ،جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري،
العدد ،2012 ،12ص.145
92
المجلد / 7العـــدد ،)2018( 2 :ص 93 -71 مجلة دراسات جبائية
1
5 - Ministère des finances, la lettre de la DGI, N 69, 2013.
-16وهلي بوعالم " ،مالمح النظام الضرييب اجل زائري يف ظل التحدايت االقتصادية" ،مرجع سبق ذكره ،ص.145
-17ناصر مراد ،بن عياد سمير"،شروط فعالية النظام الضريبي الجزائري" ،مجلة دراسات جبائية ،العدد
،03ديسمبر ،2013ص.400
-18ناصر مراد ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق" ،مرجع سبق ذكره ،ص .149
* -مؤشر مدركات الفساد :هو مؤشر يقيس حالة إدراك الفساد في أغلب دول العالم ،يقع بين الصفر كحد
أدنى وعشرة درجات كحد أقصى ،تستخدمه هيئة الشفافية الدولية ( منظمة غير حكومية ،أنشأت سنة
1993ويوجد مقرها في برلين) لغرض تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد.
-19ناصر مراد" ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق" ،مرجع سبق ذكره ،ص .131
-20بوزيدة حميد " ،الضغط الضريبي في الجزائر" ،مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ،العدد الرابع ،ص
.282
-21ناصر مراد" ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق" ،مرجع سبق ذكره ،ص .136
* :Arther laffer -اقتصادي أمريكي ،ولد سنة .1941
-22قدي عبد المجيد "،مدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية" ،مرجع سبق ذكره ،ص.161
-23ناصر مراد" ،فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق" ،مرجع سبق ذكره ،ص .141
-24عبد الهادي مختار " ،اإلصالحات الجبائية ودورها في تحقيق العدالة االجتماعية في
الجزائر"،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2016/2015 ،ص
.77
-25أنظر المادة 02من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة من األمر رقم 101-76المؤرخ ب
1976/12/09والمتضمن قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة.
93