Professional Documents
Culture Documents
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋري
ﻣﻘدﻣﺔ
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ ﻣﻧذ ﺳﻧوات ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻗﺗﻧﺎء أﻧظﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ وﻣﺗطورة ،ھدف ﻟدى اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
ﺻﺔ ،وإن ﻛﺎﻧت ﺑدرﺟﺔ أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻷﺧﯾر.
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﻌﻣوم ﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ واﻟﺧﺎ ّ
ﻓ ّﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﮫ ،أن ﺗﺣﺻﯾل وأﻧظﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ،ﻟﮫ ﻣن اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﻛﺛﯾرة ﻋﻠﻰ ﻛل
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﺑل ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻻ ﻣﻧﺎص ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺿرﻧﺎ ،وﺧﯾر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ،أنّ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
،2021ﻗد ﻓرض ﻏراﻣﺔ ﺟدّ ﻣﻌﺗﺑرة ﻗد ﺗﺻ ّل إﻟﻰ ـ 1.000.000دج ،ﻟﻣن ﻻ ﯾﺻرح ﺑﺎﻟﻛﺷف
اﻟﺗﻠﺧﯾﺻﻲ اﻟﺳﻧوي ،ERAوﻣﺎ ھذا إﻻ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم رﻗﻣﻧﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷرﺑﺎح ﻣن طرف اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻟذا اﺣﺗﺎﺟت اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﺗﺷرﯾﻊ ﯾﻌﺎﻗب ﺑﻐراﻣﺔ
ﻣﻌﺗﺑرة ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺳﯾطﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻣﺎ زاﻟت ﺗدﻓﻊ
ﻓﻲ ﺷﻛﻠﮭﺎ اﻟورﻗﻲ ﻟﻺدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ.
وھذا اﻷﻣر ﻻ ﯾﺧص ﻓﻘط اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﺑل ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﻣﺛﺎل ،ﺗﻧﻘﻠتُ اﻟﺑﺎرﺣﺔ ﻓﻘط ﻟﺗﺳدﯾد ﻓﺎﺗورة اﺳﺗﮭﻼك اﻟﻣﺎء ،ﻓطﻠب ﻣﻧّﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺻﻧدوق ،ﺗﺳدﯾدھﺎ
ﻲ اﻟذي أﻗطن ﻓﯾﮫ ،ﻓﻠﻣﺎ ﺳﺄﻟﺗﮫ أﻟﻰ ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﻛم اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﻓﺄﺟﺎﺑﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔﻲ !.
ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺣ ّ
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب اﻹﺷﺎرة ،إﻟﻰ أنّ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻣرّ ت ﺑﮭﺎ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﺧوّ ﺻﺻﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺗﺄﺧر اﻻﻧطﻼق ﻓﻲ ﺗﺣدﯾث اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ،
وﺗطوﯾرھﺎ واﻗﺗﻧﺎﺋﮭﺎ ،ﻓﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻣﻌروض ﻟﻠﺧوّ ﺻﺻﺔ،
ﻓﻠم ﯾﻛن ھﻧﺎك دواﻓﻊ وﺣﻣﺎس ﻟدى اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﺣوﻛﻣﺔ اﻟﺷرﻛﺎت ،ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ واﻻھﺗﻣﺎم ﺑﮭذا اﻟﺟﺎﻧب ،ﻣﺎ دام أن ﻣﺂﻟﮭﺎ ﺳﯾﻛون ﺑﺎﻧﺗﻘﺎﻟﮭﺎ ﻟﻠﻐﯾر.
وﻗﺑل اﻟوﻟوج ﻓﻲ ﺻﻠب اﻟﻣوﺿوع ،أرى ﻟزاﻣﺎ ﻋرض ﺑﻌض اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،ﺑﻧﺟﺎﻋﺔ
وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ وإﺳﮭﺎﻣﺎت اﻟﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر "اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﺎدﻗﺔ واﻟﻣﺗﺳﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ
اﻟﻣوﺛوﻗﯾﺔ واﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﻌﺑّرة ﻋن اﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻗرب ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻛون" ،واﻟﺗﻲ
ﻟﺧﺻﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻋواﻣل ھﻲ:
اﻟﻌﺎﻣل اﻷول :ﻣﺎ ﻣدى ﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ ؟
إنّ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ،ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮫ ،وﻟﻛن ﻷھداف ﺗﺗﻌﻠﻖ
ﺑﻣﺧرﺟﺎﺗﮫ ،ﻣن ﻛﺷوف ﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﻘﺎرﯾر ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب وﻓﻲ أﺳرع ﻓﺗرة ،ﻣﻣّﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ
ﺗﺣﺳﯾن أداء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻣن ﺧﻼل اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺳﯾﯾرھﺎ ﻣن طرف اﻹدارة وھﯾﺋﺎت
ﺗﺳﯾﯾر ـ ﻣﺟﻠس اﻹدارة وﻧﺣوه ،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ـ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ـ ،وﻛذا اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻣن طرف ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﻲ اﻟﻛﺷوف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وھذا اﻟﮭدف اﻷﺧﯾر ،ھو
ﻣﺎ ﯾﺻﺑو اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻣن ﺧﻼل إطﺎره اﻟﺗﺻوري ،ﻣن ﺧﻼل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺑﺎدئ
واﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،واﻟﺗﻲ ﺗﮭدف ﻣن ﺧﻼﻟﮭم إﻟﻰ اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ ﻛﺷوف ﻣﺎﻟﯾﺔ أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ّ ذاﺗﮭﺎ ،ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزات واﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ
ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﺗﺻوري ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻏﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻣﺎ ﻧصّ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺈن إﺿﺎﻓﺎت اﻟﻧظم
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ) ،ﻣن ﺳرﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ،واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﺷوف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدورﯾﺔ ﻓﻲ أﻗﺻر ﻣدة ،وﺗﺟﻧب ﻛﺛرة اﻷﺧطﺎء اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ،
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻛرارا ﺗﺳﺟﯾﻠﮭﺎ ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف وظﺎﺋف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ- ،ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﺳﮭل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎﻓظﻲ
اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣﮭﺎم ﺗدﺧﻼﺗﮭم وﺗﺧﻔﯾض ﻣﺳﺗوى اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﺗدﻗﯾﻖ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﺣﺻﺎر ﻣﺳﺗوى وﻗوع
اﻷﺧطﺎء ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻛﺛرة ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻛررة ،وﺗدﺧل اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﻓﯾﮭﺎ،( -
ﻟن ﺗﻛون ذات ﺟدوى وذات أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣﺧرﺟﺎت ھﺎﺗﮫ اﻟﻧظم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﻓﻊ أداء
وﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻛذا اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧذھﺎ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﻲ اﻟﻛﺷوف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻖ اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ.
ﻓﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻔردي واﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻣن ﻟﮭم ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ،
اﻟﻣﻛﺛف ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻓﮭم واﺳﺗﯾﻌﺎب ،ﻻ ﻣﻧﺎص ﻟﮫ.
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺎ ﻣدى اﻟﺗزام اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ ؟
وھﺎﺗﮫ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﺗﻔرﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻷوﻟﻰ ،أردتُ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺗرﻛﯾز ،ﻋﻠﻰ ﻧﻘطﺔ ﻟم ﯾﺳﻠط ﻋﻠﯾﮭﺎ
اﻟﺿوء ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻓﻲ أﻛﺛر اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ،أﻟﻰ وھﻲ واﻗﻊ ﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎصّ ،واﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐرى
واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ـ ﻣن 90إﻟﻰ 95ﻓﻲ اﻟﻣﺋﺔ.
ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺗطﺑﯾﻖ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن ﻣؤﺳﺳﺎت ھذا اﻟﻘطﺎع ،ﯾﻠﺣظ
ﻋدم ﺗطﺑﯾﻖ ﻣﻌظم ﻣﺑﺎدئ واﻟﻣﻔﺎھﯾم واﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث
ﯾﻧﺣﺻر ھدف ودور اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺟرد ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻹدارة اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ،ﻣﻣّﺎ ﯾُﻔرّ غ ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ھذا
اﻟﻘطﺎع ﻣن أﺳﺎﺳﯾﺎت وأھداف اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ اﻹطﺎر اﻟﺗﺻوري ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ
اﻟﻣﺎﻟﻲ ،واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﺟﻣﺎﻻ ،ﻣﻣّﺎ ﯾﻌود ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺻداﻗﯾﺔ اﻟﻛﺷوف واﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ،ﻓﺈنّ ﻣن اﻟﻣﻔﺎرﻗﺎت ،أن ﺗﺑﻧّت اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﻷﻧظﻣﺔ
ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ وﻣﺗطورة ERPوﻏﯾرھﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،وﺑﺧﺎﺻﺔ
اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ ،إﻻ أنّ اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﮭﺎ ﻻ ﺗ ُﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ إﺻدار اﻟﻛﺷوف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ،
واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﯾﺗ ّم ﻋرض اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﺗم
إﺷﮭﺎرھﺎ !.
ﺗﺳﻣﺢ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺧﺻوﺻﺎ ،ﺑﺄﺧذ اﻟﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﻧﺳب ﻟﮫ وﺑﻛل ﺿﻣﺎن،
ﻣﻣّﺎ ﯾﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،اﻟﻘﯾﺎم واﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣﺧرﺟﺎت
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،ذات ﻣﺻداﻗﯾﺔ وﻣوﺛوﻗﯾﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ،وﺗﻣﺛل اﻷﻗرب ﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﻠواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
ﻣﻣّﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﺗﺣﺳﯾن ﻋرض ھﺎﺗﮫ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد إﻟﺣﺎح اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ،ﻟﺗوﻓﯾر
اﻟﻣﺧرﺟﺎت واﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣوﺻﻔﺎت وﺗﻔﺎﺻﯾل ﻣﻌﯾﻧﺔ.
وھذا ﯾﻘودﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى وﺟود ﻣﻧﺎخ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ووﺟود ﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻓﻣن اﻟﻣﻼﺣظ ﻏﯾﺎب ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻣوﻣﺎ ،وھو ﻣﺎ
ظﮭر ﺟﻠﯾّﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋدم ﻧﺟﺎح ﻋﻣﻠﯾﺔ دﺧول ﺑورﺻﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻟﺷرﻛﺔ اﻹﺳﻣﻧت ﻋﯾن ﻟﻛﺑﯾرة ،اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻣﺟﻣﻊ GIKAﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2016ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ رﻓﻊ رأس ﻣﺎﻟﮭﺎ ب 35ﻓﻲ اﻟﻣﺋﺔ ،رﻏم اﻋﺗﺑﺎرھﺎ
ﻣن أﻧﺟﻊ اﻟﺷرﻛﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وذات ﻣردودﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻟﻸﺳﮭم.
ﻓﺎﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻌدم ﻧﺟﺎح اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﻧﻘص وﻏﯾﺎب ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر )ﻟﻺﺷﺎرة ﻓﺈنّ
دوﻟﺔ ﻣﺛل روﺳﯾﺎ أدﺧﻠت ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾس ﻣﺎدة " ﻣﺣو اﻷﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ "( ،وھذا اﻷﻣر ﯾﺗوﺟبّ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑدراﺳﺎت أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﻠﯾل أﺳﺑﺎب ﻏﯾﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وطرق وأدوات ﺗﻔﻌﻠﯾﮭﺎ وإرﺳﺎﺋﮭﺎ وﻧﺷرھﺎ.
وﻣن ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،اﺣﺗﺳﺎب أﻗﺳﺎط اﻻھﺗﻼﻛﺎت ﻟﻠﺗﺛﺑﯾﺗﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻘوم
ﺑﮭﺎ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ ﺑﺎﺣﺗﺳﺎﺑﮭﺎ ﺑﺷﻛل آﻟﻲ ،ـ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﺳب ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﻧصّ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ ،وﻟﯾس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣدة اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻔرﺿﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ ـ ﻣﻣّﺎ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ وﺑﻧﺳﺑﺔ
ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﻣﺻداﻗﯾﺔ اﻟﻛﺷوف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺻورة اﻟﺻﺎدﻗﺔ ﻟﻠوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
وﻣن ذﻟك أﯾﺿﺎ ،ﻋدم ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ "ن ،"1-واﻟﺗﻲ ﺗظﮭر ﻓﻲ اﻟﻛﺷوف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺑﺻورة ﺷﻛﻠﯾﺔ proformaﻛﻣﺎ ﻧصّ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ ﻟﻸﻋﺑﺎء واﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت ﻟﻠﺳﻧوات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أو ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ )ﻗرار 26ﺟوان
،2008اﻟﻣﺎدة .(4-138
وھذا ﻣﺎ ﯾﺧ ّل ﺑﻘﺎﻋدة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ " اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ" ﺑﯾن اﻟﻣﻌطﯾﺎت
اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أو اﻟﺳﻧوات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻣ ّﻣﺎ ﻗد ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻓﻲ أﺧذ اﻟﻘرار
ﻲ اﻟﻛﺷوف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص )ﻣرﺳوم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣن طرف ﻣﺳﺗﻌﻣﻠ ّ
156-08ﺟوان ،2008اﻟﻣﺎدة .(8
وھذا ﻛﻠﮫ ،ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺻداﻗﯾﺔ اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ ﻣﺧرﺟﺎت اﻷﻧظﻣﺔ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ.
ﻟذا ،وﺟب إﯾﺟﺎد اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ،ﻟﻣراﻗﺑﺔ ھذا اﻟﺑراﻣﺞ وﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ ﻣرﺳوم
،110.09ﻣن وﺟوب اﺣﺗرام واﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻹطﺎر اﻟﺗﺻوّ ري ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﻲ
اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن ﻣﻔﺎھﯾم ﺟدﯾدة.
واﻟﺷﻲء ﻧﻔﺳﮫ ﯾﻘﺎل ﺣول ﺑراﻣﺞ اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻣﺟ ّﻣﻌﺔ comptes
consolidésﻓﻲ ﻛل اﻟﻣراﺣل ـ ﻣن إﻟﻐﺎء اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟداﺋﻧﺔ واﻟدﯾون ،واﻷﻋﺑﺎء واﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت
وھواﻣش اﻟرﺑﺢ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ،ﺑﺻﻔﺔ آﻟﯾﺔ ،أﻟﺦ...ﻣﻣّﺎ ﯾﺷوب
اﻟﻛﺷوف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺟﻣّﻌﺔ ﻋﻧﺻر اﻟﻣوﺛوﻗﯾﺔ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣراﺣل اﻟﻣﮭﻣّﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ
ﺑﺷﻛل آﻟﻲ ﻋن طرﯾﻖ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟﻺﻋﻼم اﻷﻟﻲ.
وھذا ﯾد ّل ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﺗﻘﺎرب واﻟﺗﻌﺎون وﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎرب ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺧص ﺟﺎﻧب اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ،وﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻘﺎﺑﺿﺔ ﻟﮭﺎﺗﮫ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أو
اﻟوزرات اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺿوي ﺗﺣﺗﮭﺎ ھﺎﺗﮫ اﻟﺷرﻛﺎت ،وﻋدم وﺟود اﻟﺗواﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻻ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ
ھذا اﻟﺟﺎﻧب ﻓﻘط ،ﺑل ﻓﻲ ﻛﺛﯾر اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﻓﻘد ﺗطرق رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻣﻧذ أﯾﺎم ﺣول اﺳﺗﯾراد ﺷرﻛﺔ
،ENEL T.O.Zﻟﻣﺣرﻛﺎت ﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ ،رﻏم ﺗﺻﻧﯾﻌﮭﺎ ﻣﺣﻠﯾﺎ ،ﻣﻣّﺎ ﺳﺑﺑّﺎ ﻧزﯾف ﻟﻠﻌﻠﻣﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟدر اﻟﺗﻧﺑﯾﮫ ،إﻟﻰ ﻋدم اﺳﺗﻐﻼل ﻓرﺻﺔ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻟزﻣﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷرﻛﺎت
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ،2014-2012ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوﻓّر ﺑﺣﺑوﺣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ آﻧذاك ،ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﺗﺣﺻﯾل ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗم إﻏﻔﺎل ھذا اﻟﺟﺎﻧب ﻓﻲ ﻣﻌظم ﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺷرﻛﺎت وﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺟدﯾد وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج واﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
ﻓﯾﺟب ﺧﻠﻖ آﻟﯾﺎت اﻟﺗواﺻل واﻟﺗﻘﺎرب ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎرب واﻟﺧﺑرات ،ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
-وﻣن ﻣﻌوﻗﺎت ﺗطﺑﯾﻖ ERPﻓﻲ ﺑﻌض ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ـ ﻋﻛس ﻣﺎ ﻧﺟده ﻓﻲ
اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ـ ﻣﻣﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ،اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف طﺑﻘﺎت وﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻣﺎل ،ﻓﻲ ﻋدم
ﺗﻘﺑّل ھذا اﻟﻧظﺎم ،وﻋدم اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺟﺎﺣﮫ ﺑﺎﻟطرق اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻟﻣﺎ ﯾؤل إﻟﯾﮫ ﻣن
اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف ،وھذا ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗوﻋﯾﺔ وإﻋطﺎء اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ،ﺑﻌدم اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﯾد
اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،أو إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺗرﺿﻲ اﻟﻣﺳﺗﺧدم وإﯾّﺎھم.
-وﻣن ﻣﻌوﻗﺎت ﺗطﺑﯾﻖ ERPأﯾﺿﺎ ،ﻧﻘص اﻟﻛﻔﺎءات ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﺣﺗﻰ اﻹطﺎرات ،ﻟﻣﺳﺎﯾرة
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻣﻣّﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﺗﻛوﯾن ﻣﻛﺛف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل أﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﻏﯾﺎب اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺧﺎرﺣﻲ ﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
ﻻ ﻧﺟد اھﺗﻣﺎم اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت ،ﺑﺗﻘﯾﯾم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﻛﺎﺗب
اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،وھذا ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺷرﻛﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﯾﻣﻛن ﻛﺷف ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف
واﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﻣوﺟودة وﻛذا اﻟﻧﻘﺎﺋص ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ،ﻣﻣّﺎ ﯾﻣ ّﻛن اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﺗﺻﺣﯾﺣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ وإﺿﺎﻓﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺣﺳﯾن أداء اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ.