You are on page 1of 35

‫ماستر تدبير المالية العمومية‬

‫الفوج الثالث‬
‫)التوقيت الميسر(‬

‫وحدة النظام الجبائي الجمركي الوطني والدولي‬

‫‪:‬تحت إشراف‬ ‫‪:‬من إنجاز‬

‫‪ ‬الدكتور محمد بولغالغ‬ ‫أسامة الحجوي‬ ‫‪‬‬


‫عثمان الوزاني الشاهدي‬ ‫‪‬‬
‫عبد الغاني قشاش‬ ‫‪‬‬
‫إسماعيل مسرة‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‪2024-2023:‬‬
‫‪:‬مقدمة‬
‫يلعب النظ ام الجم ركي دورا هام ا في تنظيم وتوجي ه السياس ة الجمركي ة ال تي ت ؤثر بش كل مباش ر في السياس ة‬
‫االقتصادية العامة‪ ،‬وذل ك عبر تحقيق األه داف املتوخاة‪ ،‬وال تي ترتبط باألساس بتزوي د الخزينة العامة للمملكة‬
‫ب أكبر ق در من املداخيل الجبائي ة الجمركي ة‪ ،‬وإنج از األه داف االقتص ادية ومراقب ة التب ادل التج اري الخ ارجي‪،‬‬
‫وتطبيق التشريعات الخاصة املوكلة إلدارة الجمارك‪.‬‬

‫إن كلمة "ديوانة" لها نفس املعنى لكلمة "ديوان‪ "DIWAN‬الفارسية والتي كانت تعني مكان اجتماع متصرفي املالية‬
‫‪ ،))ADMINISTRATION DES FINANCES‬وق د ج اءت إلين ا من الكلم ة املعرب ة "دي وان" واإليطالي ة ‪DOANA,‬‬
‫‪1 . DOGANA‬أم ا كلم ة جم ارك ‪ CUSTOM‬باإلنجليزي ة و‪ DOUANE‬بالفرنس ية فهي تعب ير ن وعي يس تخدم ليع ني‬
‫الخدمة الحكومي ة املس ؤولة عن اإلدارة التشريعية املتعلقة ب الواردات والص ادرات من البض ائع ولفرض تحصيل‬
‫االي راد الناشئ من ف رض رس م ال واردات والض رائب عليه ا‪ ،‬ويس تخدم أيض ا عن د اإلش ارة الى أي ج زء من خدم ة‬
‫الجمارك او مكاتبها اإلضافية‪.2‬‬

‫فكلمة جمارك إذن توحي بوجود حدود فاصلة بين دولة وأخرى ال يمكن تجاوزها إال طبقا لقوانين وتنظيمات‬
‫خاصة‪ ،‬ووجود هياكل إدارية منظمة تخضع للقانون في سلطتها وواجباتها‪ ،‬كما توحي كذلك بسياسة جمركية تهدف‬
‫التخاذ مجموعة من اإلجراءات الحمائية من أجل مراقبة وتحديد املبادالت الخارجية بهدف الحفاظ على السيادة‬
‫‪3‬‬
‫الوطنية وحماية املنتجات الوطنية وتشجيع االستثمارات ‪.‬‬

‫ويشكل التنظيم الجمركي إطارا أساسيا لتنظيم وتحديد مهام إدارة الجمارك ومجال عملها‪ ،‬باعتبارها إحدى‬
‫أهم املؤسس ات املكلف ة بالت دبير املالي الجم ركي‪ ،‬كم ا يع د اإلط ار الخص ب لتنظيم اإلج راءات الجمركي ة وتحدي د‬
‫األنظم ة الجمركي ة ال تي تمنح امتي ازات خاص ة لفائ دة البض ائع املس تفيدة أو األشخاص املس تفيدين‪ ،‬حيث تساهم‬
‫تلك األنظمة في تحقيق االقالع االقتصادي وتنمية التجارة الخارجية من خالل انعاش الصادرات الوطنية‪ ،‬وتنمية‬
‫االستثمارات وتشجيع املبادرات الخاصة وتوجيهها نحو املجاالت التي تتماشى مع الخط العام الذي يطبع السياسة‬
‫االقتصادية واالجتماعية للدولة‪.‬‬

‫وترج ع الب وادر األولى لظه ور النظ ام الجم ركي إلى ف ترة الحماي ة الفرنس ية‪ ،‬حيث ورث املغ رب املس تقل نظام ا‬
‫مستنسخا في مجمله عن النظام الجمركي الفرنسي في آلياته وفي القضايا التي يهتم بها‪ ،‬فعمل على تحديثه وتطويره‬
‫وإعطائه مضامين جديدة مع الحفاظ على تقنياته العامة ليخدم األهداف الجديدة املتمثلة في االستقالل بالقرار‬
‫السياسي عبر السيطرة على عمليات صنع القرار االقتصادي‪ ،‬وتحقيق أهداف سياسية بعودة سياسته على تجارته‬
‫الخارجية‪ ،‬بحكم أن النظام الجمركي يضرب جدوره في عمق تاريخ املمارسة االقتصادية للمجتمعات املنظمة كما‬
‫يجسد سيادة الدولة على إقليمها‪.‬‬

‫فتعزيزا ملظاهر السيادة الوطنية‪ ،‬عملت الدولة املغربية على إعادة النظر في النظام الجمركي‪ ،‬فسارعت إلى‬
‫تحقيق وحدة جمركية حقيقية في إطار نظام جمركي موحد يخدم األهداف االقتصادية للمغرب املستقل واملتمثلة‬
‫‪1‬‬
‫‪Bastid Jeand Deminese j.p « la douane que sais-je » p :1‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عبد هللا عمر‪ ،‬التشريع الجمركي والمنازعات القضائية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬سنة ‪ ،1978‬ص ‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫د فاطمة الحمدان بحير‪ ،‬السياسة الجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬منشورات الزمن سنة ‪ ،2005‬ص‪.75:‬‬
‫في تشجيع االستثمار‪ ،‬وض مان آلي ات التجه يز‪ ،‬وتزوي د الس وق الداخلي ة ب املواد األساس ية والتحكم في دواليب‬
‫التج ارة الخارجي ة إلى ج انب العوائ د املحص ل عليه ا من ه ذه الرس وم الجمركي ة‪ ،‬وذل ك عن طري ق وض ع تعرف ة‬
‫جمركية تفاضلية تعبر عن السيادة الوطنية احدثت بموجب ظهير ‪ 24‬ماي ‪ ،1957‬عند كل استيراد أو تصدير‪.‬‬

‫حيث كان الهدف الجبائي من بين أهداف هذه التعرفة الجمركية والذي تتجلى أهميته في تحصيل أكبر قدر من‬
‫املوارد من أجل تمويل الخزينة العامة‪ .‬ومنذ حصول املغرب على استقالله اعتمد على الرسوم الجمركية للحصول‬
‫على أك بر ق در تموي ل ممكن للخزين ة‪ ،‬ففي الف ترة املمت دة م ا بين ‪ 1956/1961‬كانت الض رائب غ ير املباش رة تمث ل‬
‫‪ %65‬من مجموع الضرائب موزعة بنسبة ‪ %28‬من الرسوم الجمركية و‪ %39‬على الرسوم الداخلية لالستهالك‪.4‬‬
‫كم ا اس تخدم السياس ة الجمركي ة كوس يلة لحماي ة ص ناعته الناش ئة عن طري ق وض ع مجموع ة من الرس وم‬
‫الجمركية املرتفعة الى جانب الحواجز الجمركية‪ ،‬حيث تعتبر الرسوم الجمركية املظهر األول للحمائية لكونها تأخذ‬
‫بعين االعتب ار مص لحة الص ناعة الوطني ة واآلث ار ال تي تخلفه ا املنافس ة االقتص ادية غ ير املتوازن ة‪ ،‬كم ا تعت بر أداة‬
‫جبائي ة ل دعم املداخيل العمومي ة ب النظر لحرك ة املب ادالت التجاري ة الدولي ة من جه ة‪ ،‬ومن جه ة أخ رى لس هولة‬
‫تحصيلها مقارنة مع باقي أنواع الضرائب‪ ،‬وهكذا أصبحت تمثل الحقوق والرسوم الجمركية مصدرا ماليا هاما‬
‫للدولة‪ ،‬وجزءا كبيرا من ميزانيتها‪.‬‬

‫ومن هن ا ب اتت تنمي ة املوارد املالي ة للدول ة الوظيف ة األساس ية لإلدارة الجمركي ة‪ ،‬فال غراب ة أن يحت ل ت أمين‬
‫املوارد املالية للدولة صدارة اهتمام إدارة الجمارك والضرائب غير املباشرة‪ ،‬لكونها تشكل حيزا هاما من ميزانية‬
‫الدول ة‪ ،‬وراف دا من رواف د الخزين ة العام ة الناتج ة عن اس تخالص الرس وم واملكوس املفروض ة على الص ادرات‬
‫والواردات باإلضافة إلى الضرائب غير املباشرة‪.‬‬

‫ولت دبير العم ل املالي الجم ركي ألقى املش رع الجم ركي على ع اتق إدارة الجم ارك والض رائب غ ير املباش رة مهم ة‬
‫الس هر على س ير العم ل الجم ركي باعتباره ا مرفق ا عام ا وإدارة مواطن ة‪ ،‬وه ذه املؤسس ة تتحم ل مهم ة جليل ة من‬
‫خالل الرقابة التي تفرضها لتحقيق أهداف سياسية وأخرى أمنية فهي من خالل مجموعة من اإلجراءات التي تقوم‬
‫به ا تس اهم بش كل مباش ر في حماي ة االقتص اد الوط ني وذل ك بالح د من االس تيراد بف رض الرس وم الجمركي ة‪ ،‬فهي‬
‫تتولى الخدمة الرامية الى تصفية وتحصيل اإليرادات الضريبية الناشئة على البضائع موضوع االستيراد والتصدير‪،‬‬
‫عبر خطوط التماس الحدودية إضافة الى الضرائب الداخلية على االستهالك‪ ، 5‬في إطار نظام جمركي يعهد بتنظيم‬
‫وظائف ه وف ق مع ايير معين ة إلى إدارة الجم ارك‪ ،‬مم ا ي بز أهمي ة ه ذه االج راءات والتقني ات املتبع ة لتحدي د وع اء‬
‫الجبايات الجمركية واستخالصها‪.‬‬

‫ويتمح ور املوض وع ال ذي نحن بص دد دراس ته ح ول إش كالية م دى مس اهمة التش ريعات الجمركي ة املتعلق ة‬
‫بالوعاء والتحصيل في حفظ الحقوق املالية للخزينة من جهة والحقوق املالية للملزم من جهة ثانية‪.‬‬

‫وملناقش ة ه ذه اإلش كالية اعتم دنا تص ميما س نحاول من خالل ه التط رق ألن واع الجباي ات الجمركي ة وتقني ات‬
‫تحديد وعائها كمبحث أول‪ ،‬فيما سنتناول في املبحث الثاني تقنيات تصفية الجبايات الجمركية واستخالصها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Najib Akesbi, « l’impôt, l’état, et l’ajustement », p :251‬‬
‫‪5‬‬
‫عبد العزيز العراش‪ ،‬النظام الجمركي ومسألة التنمية االقتصادية‪ ،‬دكتوراه الدولة في القانون العام‪ ،‬جامعة الحسن الثاني كلية الحقوق الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪ 1999‬ص‪15:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أنواع الجبايات الجمركية وتقنيات تحديد وعائها‬
‫تعت بر الض ريبة الجمركي ة هي تل ك الض ريبة ال تي تحص لها الدول ة على الس لعة عن د مروره ا من مختل ف النق ط‬
‫الحدودية‪ ،‬وقبل وضع أي تضريب البد من تحديد مجموع املجال الترابي الوطني الذي يخضع للضرائب‪.‬‬

‫وقد تولت مدونة الجمارك‪ 6‬هذا األمر بحيث قامت بتحديد هذا املجال وتقسيمه إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫املجال الجمركي ‪ :‬ويتضمن مجموع تراب اململكة بما فيه املياه اإلقليمية واملجال الجوي اإلقليمي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫والقانون الجمركي يطبق على مجموع التراب الوطني‪.‬‬

‫املج‪BB‬ال الخاض‪BB‬ع للق‪BB‬انون الجم‪BB‬ركي ويع‪BB‬ني القس‪BB‬م األرضي من املج‪BB‬ال الجم‪BB‬ركي باستثناء املن‪BB‬اطق الح‪BB‬رة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وبالت‪BB‬الي كل م‪BB‬ا ي‪BB‬دخل من س‪BB‬لع له‪BB‬ذا املج‪BB‬ال يعت‪BB‬بر مس‪BB‬توردا س‪BB‬واء تم إدخال‪BB‬ه من الخ‪BB‬ارج أو من املنطق‪BB‬ة الح‪BB‬رة‪.‬‬
‫كما تعتبر كل السلع التي تخرج من نطاق هذا املجال صادرات وليس واردات‪.‬‬

‫الخط الجمركي‪ : 7‬ويعني تكوين مناطق خاصة للحراسة على طول النقط الحدودية األرضية والبحري‪BB‬ة‬ ‫‪-3‬‬
‫على السواء‪ ،‬والهدف من هذا الخط هو مراقبة التحركات وتهريب البضائع‪.‬‬

‫بعد التعرف على املجال الوطني الذي يخضع للضرائب الجمركية‪ ،‬سنعرج في املطلب األول على أنواع الجبايات‬
‫الجمركية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع الجبايات الجمركية‬


‫تتكون الجبايات الجمركية من عدة أنواع من الرسوم والضرائب الجمركية‪ ،‬ولم يميز بينها املشرع في التسميات‬
‫إذ ال ف رق عن ده بين الض ريبة والح ق واالقتط اع واملكس والعوائ د‪ .8‬والض ريبة الجمركي ة هي ال تي تف رض على‬
‫الس لعة عن د مروره ا من مختل ف النق ط الحدودي ة س واء أكانت بري ة‪ ،‬بحري ة أم جوي ة‪ .‬وتس مى عن د فرض ها على‬
‫دخول البضاعة رسما واردا وعند خروجها رسما صادرا‪.‬‬

‫وتتكون الض رائب الجمركي ة من مجموع ة متنوع ة من الرس وم واملكوس‪ .‬يمث ل بعض ها الرس وم ذات األهمي ة‬
‫القصوى‪ .‬بينما يمثل البعض اآلخر الرس وم التكميلية؛ كما يمكن تقسيم هذه الرس وم إلى رسوم لالستيراد كما‬
‫سنرى في املطلب األول وأخرى للتصدير في املطلب الثاني‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الرسوم الجمركية عند االستيراد‬

‫لق د ع رفت الرس وم املطبق ة على االس تيراد ع دة تغي يرات من ذ االس تقالل الى اآلن ف إلى غاي ة الثمانين ات‬
‫والتشكيلة الضريبية على االستيراد تتكون من األمور التالية‪:‬‬

‫‪ 6‬الفقرة األولى من مدونة الجمارك‬


‫‪ 7‬أول ظهير نظم الخط الجمركي ووضع التنظيمات الخاصة بالشرطة الجمركية كان في ‪ 29‬نونبر ‪ ،1948‬وغير هذا الظهير بظهير رقم ‪ 052.58.1‬الصادر في ‪ 14‬فبراير‬
‫‪.1958‬‬
‫‪ 8‬عبد العزيز العراش‪ ،‬النظام الجمركي ومسألة التنمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.109:‬‬
‫‪9‬‬
‫‪KACEM JAJ, « de douanement des marchandises au maroc », guide pratique :174‬‬
‫الحقوق الجمركية عند االستيراد‬ ‫‪-‬‬

‫الضريبة على املنتجات والخدمات‬ ‫‪-‬‬

‫املكس الخاص‬ ‫‪-‬‬

‫رسم التنبر الجمركي‪ ،‬ويمثل نسبة ‪ %10‬من مجموع الرسوم واملكوس‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وابتداء من سنة ‪ 1986‬تم تعويض الضريبة على املنتجات والخدمات بالضريبة على القيمة املضافة‪ ،‬وفي سنة‬
‫‪ 1988‬تم تعويض املكس الخاص باالقتطاع الضريبي عند االستيراد‪ .‬وهكذا أصبحت التركيبة الجديدة على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫الرسم الجمركي عند االستيراد‬ ‫‪-‬‬

‫االقتطاع الضريبي عند االستيراد‬ ‫‪-‬‬

‫الضريبة على القيمة املضافة‬ ‫‪-‬‬

‫املكس الداخلي لالستهالك‬ ‫‪-‬‬

‫ويمكن اعتب ار ه ذه املجموع ة من الض رائب هي الض رائب األساس ية بالنس بة لالقتطاع ات الجمركي ة‪ ،‬ويتم‬
‫تكملته ا بمجموع ة أخ رى من الرس وم التكميلي ة‪ .‬وس نرى في الفق رة األولى الرس وم األساس ية على أن نتع رف في‬
‫الفقرة الثانية على الرسوم اإلضافية عند االستيراد‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرسوم األساسية‬

‫تعتبر هذه الرسوم بمثابة العمود الفقري للنشاط الضريبي املغربي‪ .‬واملورد األساسي لها من حيث املردودية‪،‬‬
‫كما يمكن استعمالها لتحديد السياسة االقتصادية للدول‪ .‬وتتكون هذه الرسوم من الضرائب التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحق الجمركي عند االستيراد‬

‫الب د للبض ائع املس توردة من الخض وع للق وانين الجمركي ة املح ددة في املدون ة العام ة للجم ارك‪ .‬ويتم إخض اع‬
‫البضاعة لتعرفة الرسوم الجمركية‪ ،‬بعد أن تخضع لعملية تحديد السلعة في أحد السطور التعريفية للمسمية‪.‬‬
‫كم ا أقره ا مجلس التع اون الجم ركي‪ ،‬وذل ك من أج ل توحي د نظ ام تع يين البض ائع بين ال دول وتطبيق ه حس ب‬
‫النظام املتناسق‪ .‬كما يسمح هذا التصنيف بتحديد النسبة املفروضة على كل سلعة مستوردة‪ ،‬إذ يمكن أن تتغير‬
‫هذه النسبة من منتوج آلخر حسب تق ديرات اإلدارة الجمركي ة‪ .‬ويمكن تقسيم الحق الجمركي كرسم جبائي إلى‬
‫أربع معدالت‪:10‬‬

‫املعدل العام‪ :‬وهو سعر عام يعادل عدة مرات سعر املعدل األدنى‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬‬

‫املعدل األدنى ويختلف سعره من سلعة إلى أخرى‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬‬

‫‪10‬‬
‫‪KACEM JAJ, « de douanement des marchandises au Maroc », op, cit, p :176.‬‬
‫املع دل التفض يلي ويع ني اإلعف اء من الح ق الجم ركي وتس تفيد من ه الس لع املس توردة حس ب االتفاقي ات‬ ‫ت‌‪-‬‬
‫الدولية‪.‬‬

‫املعدل املنخفض ويعني تخفيض سعر الحق الجمركي‪.‬‬ ‫ث‌‪-‬‬

‫لقد عرفت مبالغ الحق الجمركي تنوعا كبيرا من سنة ‪ 1957‬إلى اليوم‪ ،‬فقد تأرجحت هذه املبالغ ما بين ‪%450‬‬
‫واإلعف اء‪ .‬وب دأت مرتفع ة لتع رف انخفاض ات متوالي ة بع د األخ ذ بسياس ة التق ويم الهيكلي‪ ،‬خاص ة بع د دخ ول‬
‫املغرب ملنظمة الغات (‪ .)GATT‬وقد استقرت أخيرا في نسبة ‪ %35‬باستثناء املنتوجات الفالحية التي تتمتع بحماية‬
‫جد مرتفعة عن طريق رفع سعر الحق الجمركي عند استيرادها‪ ،‬إذ تتراوح نسبته ما بين ‪ 35‬و‪ .%365‬إلى جانب‬
‫ه ذا نج د مجموع ة اإلعف اءات من الح ق الجم ركي ال تي خص ت مجموع ة من الس لع والبض ائع الض رورية‪ ،‬مث ل‬
‫الحبوب خاصة حبوب البذور‪ .‬كما يتم إعفاء السلع واملنتجات التي تخضع ألنظمة تعريفية تفضيلية‪ ،‬تم إقرارها‬
‫عن طريق معاهدات واتفاقيات مع الدول األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االقتطاع الضريبي عند االستيراد‬

‫لقد حل هذا االقتطاع الضريبي محل ضريبتي املكس الخاص والتنبر الجمركي‪ ،‬وقد تم إحداثه بقانون املالية‬
‫لسنة ‪ ، 1988‬وعرف تطورا منذ تلك الفترة إلى اآلن‪ .‬فبعد أن كان وسيلة لجلب اإليرادات فقط من أجل الحد من‬
‫وهك ذا أص بح الس عر‬ ‫عج ز امليزاني ة‪ ،‬تم إعط اؤه بع دا اقتص اديا وإن كان بمس توى أق ل من ال دور الجب ائي‪.‬‬
‫ال تي تمتعت إم ا باإلعفاء أو‬ ‫الع ادي لالقتط اع ه و ‪ %15‬وتخضع ل ه جمي ع الس لع‪ ،‬باستثناء مجموع ة من الس لع‬
‫بنسب منخفضة‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫سعر‪ % 12,5‬ويخص السلع الصيدلية واملوارد األولية التي تدخل في صناعة أو تلفيف املواد الصيدلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫س عر ‪ %10‬عن د اس تيراد املع دات واألدوات والس لع التجهيزي ة ال تي ت دخل في إط ار برن امج استثماري‪ .‬أم ا‬ ‫‪-‬‬
‫بالنسبة للسلع املعفاة من الخضوع لالقتطاع الضريبي عند االستيراد‪ ،‬فهناك السلع املعفاة كليا من أداء الرسوم‬
‫الجمركية‪ ،‬ومنها الكتب والصحف واألفالم السينمائية الوثائقية والتربوية‪ ،‬وكذلك األسمدة واملواد الكيماوية التي‬
‫تستعمل في الزراعة‪ .11‬أما املواد املعفاة جزئيا من االقتطاع الضريبي عند االستيراد فمنها األقنعة املهنية الفردية‬
‫وكرتوشات التغيير وصناديق وعلب الفلترات‪ ،‬وأقنعة فردية عازلة لتجميع أو إنتاج الهواء سواء بدواليب مفتوحة‬
‫ال تي تقيس وتض بط م واد األش عة‪ .‬إلى ج انب ه ذا نجد س لعا ومنتج ات ال تخضع‬ ‫أو مغلق ة‪ ،‬ومجم وع األجه زة‬
‫لالقتطاع الضريبي عند االستيراد وفقا التفاقيات دولية‪ ،‬تعفي كل السلع املتأصلة من أحد البلدين واملتوجهة إلى‬
‫البلد اآلخر الطرف في االتفاقية‪ ،‬من أداء رسوم االقتطاع الضريبي عند االستيراد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضريبة على القيمة املضافة‬

‫لق د تب نى املغ رب نظ ام الض ريبة على القيم ة املض افة ابت داء من س نة ‪ ،1986‬وذل ك في إط ار مجموع ة من‬
‫اإلص الحات الجبائي ة ال تي همت الض ريبة العام ة على ال دخل والض ريبة على الش ركات‪ ،‬وال تي ش كلت رهان ا جبائي ا‬
‫واقتصاديا من أجل انطالق سياسة مالية واقتصادية جديدة كانت تتطلبها الوضعية االقتصادية املقلقة للمغرب‪،‬‬

‫‪ 11‬فاطمة الحمدان بحير‪ ،‬السياسة الجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬منشورات الزمن سنة ‪ 2005‬ص‪.99:‬‬
‫وتفرض ها املؤسس ات الدولي ة للق روض كص ندوق النق د ال دولي والبن ك ال دولي‪ .‬وق د حلت الض ريبة على القيم ة‬
‫املضافة محل الضريبة على املنتوجات والخدمات (‪ 12.)T.P.S‬ومن أهم مميزات الضريبة على القيمة املضافة‪ ،‬أنها‬
‫اإلنتاج والتوزيع إلى مرحلة االستهالك النهائي‪،‬‬ ‫تمكن بفضل آلية الخصم من تحويل العبء الجبائي من مرحلتي‬
‫وبالتالي اكتسبت صفة االقتطاع غير املباشر على االستهالك‪ .‬وباإلضافة لتشجيع االستثمار على املستوى الداخلي‪،‬‬
‫ته دف الض ريبة على القيم ة املض افة إلى تشجيع التج ارة الدولي ة على املس توى الخ ارجي‪ ،‬إذ ترتك ز على عنص ر‬
‫مقي اس االس تهالك النه ائي كوع اء لتط بيق الض ريبة ومن تم تق رر إعف اء الص ادرات‬ ‫التط بيق ال ترابي‪ ،‬وتتخ ذ‬
‫وإخضاع الواردات لهذه الضريبة‪.‬‬

‫لقد هدف املشرع املغربي من وراء تبنيه لهذه الضريبة‪ ،‬في فترة كانت تخضع فيها هياكله لبرنامج التقويم الهيكلي‪،‬‬
‫إلى مساهمة هذه األخيرة في تجاوز الصعوبات الظرفية والهيكلية لالقتصاد املغربي‪ .‬فالضريبة على القيمة املضافة‬
‫ترتك ز على تقني ة الحي اد الجب ائي ال تي كانت تفتق ده الض ريبة على املنتوج ات والخ دمات‪ .13‬وه ذا الحي اد يض من‬
‫للتجارة الخارجية مكانة متميزة‪ ،‬ويستجيب لألهداف الجبائية التي تنادي بها معاهدة الغات‪ ،‬خصوصا بعد انضمام‬
‫املغ رب له ذه املعاه دة س نة ‪ 1987‬وال تي ش كلت بداي ة تح ول نح و انفت اح أك بر على األس واق الخارجي ة‪ ،‬وإلى نهج‬
‫سياسة اقتصادية جديدة تهدف إلى إضعاف السياسات الحمائية وتشجيع املبادالت الدولية‪.‬‬

‫إخضاع الواردات للضريبة على القيمة املضافة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تتميز الواردات من الناحية الضريبية بازدواجية‪ 14‬التطبيق‪ ،‬فمن ناحية يتم إخضاع املنتوج املستورد للضريبة‬
‫عند الحدود من طرف إدارة الجمارك التي تقوم بتحصيل الضريبة على القيمة املضافة قبل ولوج املنتوج األجنبي‬
‫للمجال اإلقليمي املغربي‪ ،‬ومن ناحية أخرى يتم فرض الضرائب الداخلية تبعا للعمليات االقتصادية التي تتم داخل‬
‫املجال الترابي في إطار الدورة االقتصادية التي يسلكها هذا املنتوج‪ ،‬وفي الحالتين فإن مقياس االستهالك النهائي هو‬
‫الذي يحدد عنصر اإلخضاع للضريبة على القيمة املضافة‪.‬‬

‫تشكل قاعدة املجال اإلقليمي أساس ملبدأ اإلخضاع الضريبي‪ .‬ذلك أن عملية االستيراد تصبح ملزمة بأداء الضريبة‬
‫إلدارة الجمارك بمجرد تسويق املنتوج املستورد داخل املغرب قصد االستهالك واالستعمال‪ .‬وتخضع ملقتضيات‬
‫وتقني ات قانوني ة متم يزة ومختلف ة عن القواع د العام ة املعم ول به ا في إط ار نظ ام التط بيق ال داخلي للض ريبة على‬
‫القيمة املضافة‪.‬‬

‫لقد نص املشرع على ما يلي‪:15‬‬

‫تفرض على رقم املعامالت ضريبة تسمى الضريبة على القيمة املضافة‪ ،‬وتطبق على العمليات التالية‪:‬‬

‫العملي ات املنج زة ب املغرب س واء كانت بطبيعته ا ص ناعية أم تجاري ة أم حرفي ة أم كانت داخل ة في نط اق‬ ‫أ‌‪-‬‬
‫مزاولة مهنة حرة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 847.85.1‬صادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 1985‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 85.30‬المتعلق بفرض الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫عبد الكريم التبيلي‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬ص‪.4:‬‬
‫‪14‬‬
‫عبد الكريم التبيلي‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة في مجال التجارة الخارجية‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪15‬‬
‫المادة األولى‪ ،‬الفقرة األولى‪ ،‬من نظام الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫عمليات االستيراد‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬‬

‫لق د نص املش رع على عملي ات االس تيراد في فق رة منف ردة‪ .‬وه و تك ريس لش مولية وعمومي ة إخض اع عملي ات‬
‫كافي ة‬ ‫االس تيراد للقيم ة املض افة‪ .‬ول و لم تكتسي طابع ا اقتص اديا فق د اعت بر املش رع عملي ة االس تيراد نسبيا‬
‫لتكريس إلزامية الضريبة‪.‬‬

‫إعفاء الصادرات من الضريبة على القيمة املضافة ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫إن إعف اء الص ادرات من الض ريبة ه و بمثاب ة تطه ير ل رقم املع امالت الخاص ة بالتص دير من العبء الجب ائي ال ذي‬
‫يشكله إخضاعها للضريبة‪ .‬وتفاديا للوقوع في مشكل االزدواج الضريبي على الصعيد العالمي فقد نص املشرع في‬
‫القانون املنظم للضريبة على القيمة املضافة على ما يلي‪:‬‬

‫تعفى من الض ريبة على القيم ة املض افة م ع االس تفادة من الح ق في الخص م املنص وص علي ه في املادة ‪ 17‬من ه ذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫املنتجات التي يسلمها والخدمات التي يقدمها للتصدير الخاضعون للضريبة‪.16‬‬ ‫أ‌‪-‬‬

‫ويطبق اإلعفاء على آخر بيع أنجز‪ ،‬وآخر خدمة مقدمة في املغرب‪ ،‬ونتج عنهما التصدير بصورة مباشرة وفورية ‪.‬‬

‫من خالل ه ذه الفق رة يتبين أن ه للتمت ع ب العفو م ع ح ق الخص م الب د من إنج از عملي ة التص دير‪ ،‬وي راد بالتص دير‬
‫خروج البضاعة املصدرة وكذا الخدمات املرتبطة بالتصدير تعني عمليات النقل والشحن واإلفراغ والتصدير‪.‬‬

‫يهم الخص م جمي ع مب الغ الض ريبة على القيم ة املض افة ال تي تحملته ا العناص ر املكون ة للمنت وج‪ ،‬أي ال تي‬ ‫ب‌‪-‬‬
‫ارتبطت بمسلسل إنتاجه‪.‬‬

‫استعمال الخدمات املرتبطة بها خارج املجال اإلقليمي املغربي‪ ،‬ويتم إثبات ذلك بواسطة مستندات النقل وفاتورة‬
‫البيع واإليصال الجمركي‪...‬‬

‫وبالنسبة للخدمات يتم تبريرها بفاتورة محررة في اسم الزبون األجنبي‪ ،‬والوثائق الكفيلة بإثبات أداء قيمة الفاتورة‬
‫مصادق عليها من مكتب الصرف‪.‬‬

‫باإلضافة إلى هذا‪ ،‬يمكن للمصدر االستفادة من نظام اإلرجاع والنظام الواقف‪ .‬ويهدف النظام الواقف إلى تيسير‬
‫عملي ة التزوي د ب املواد األولية املرتبط ة بعمليات التص دير‪ .‬وفي ه ذا اإلطار ينص الفص ل التاس ع من ق انون ‪85-30‬‬
‫املعدل سنة ‪ 1995‬على ما يلي‪" :‬يؤذن للمؤسسات املصدرة واملستفيدة من اإلعفاء املنصوص عليه في الفقرة األولى‬
‫من املادة الثامن ة‪ ،‬بن اء على طلب منه ا وفي ح دود مجم وع رقم املع امالت ال ذي أنجزت ه خالل السنة املنصرمة فيم ا‬
‫على القيمة املضافة في الداخل‪ ،‬البضائع واملواد‬ ‫يتعلق بأعمال التصدير أن تتسلم‪ ،‬مع وقف استيفاء الضريبة‬
‫األولية واللفائف غير املرجعة والخدمات الالزمة للتصدير"‪. 17‬‬

‫‪16‬‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 30.85‬نظام الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل التاسع مكرر من القانون رقم ‪ 30.85‬نظام الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫أم ا نظ ام اإلرج اع ال وارد مقتض ياته في الفص ول ‪ 20-19-18-17‬من نظ ام الض ريبة على القيم ة املض افة فيخ ول‬
‫للمص در إمكاني ة اس ترداد دين الض ريبة ال ذي لم يس تطع اس تنزاله على الض ريبة املس تحقة برس م مبيعات ه في‬
‫ال داخل‪ .‬وتتم يز مس طرة اإلرج اع بثقله ا وتعقي دها س واء من حيث إثب ات أداء الض ريبة املراد اس تردادها أو من‬
‫‪18‬‬
‫حيث املدة الزمنية التي تستغرقها‪.‬‬

‫من خالل م ا س بق‪ ،‬يمكن الق ول ب أن الض ريبة على القيم ة املض افة ذات آلي ات وتقني ات مهم ة لتف ادي مش كل‬
‫اإلخضاع املزدوج للمعامالت الضريبية الدولية‪ ،‬وإلرساء نوع من الحياد الجبائي على املستوى التجاري الدولي‪ ،‬من‬
‫خالل إخضاع الواردات وإخضاع الصادرات مع الحفاظ على السيادة الجبائية لكل دولة داخل مجالها اإلقليمي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الرسم الداخلي على االستهالك‬

‫أش ار الفص ل ‪ 229‬من مدون ة الجم ارك إلى أن ه ذه اإلدارة هي املكلف ة بتص فية واستيفاء املكوس الداخلي ة على‬
‫االستهالك عن البضائع واملصوغات املستوردة من الخارج‪ ،‬أو املنتجة بالتراب الجمركي‪ .‬وقد قامت املدونة بحصر‬
‫أنواع البضائع الخاضعة للمكوس الداخلية على االستهالك‪ 19‬وهي‪:‬‬

‫أنواع الليمونادا‪ ،‬واملياه الغازية أو غي الغازية‪ ،‬واملياه املعدنية‪ ،‬ومياه املائدة وغيرها معطرة كانت أم غير‬ ‫‪-‬‬
‫معطرة‪.‬‬

‫الجعة‬ ‫‪-‬‬

‫الخمور والكحول‬ ‫‪-‬‬

‫السكر واملنتجات املحالة بالسكر وثفل الشمندر الجاف‬ ‫‪-‬‬

‫املنتجات املطاطية واألحزمة‪ ،‬الصفاقات الهوائية واإلطارات املطاطية‬ ‫‪-‬‬

‫عود الثقاب‬ ‫‪-‬‬

‫املواد األجنبية‬ ‫‪-‬‬

‫املص وغات املس توردة أو املنتج ة ب التراب الخاض ع‪ .‬تخض ع ه ذه البض ائع بمج رد اس تيرادها للمكوس‬ ‫‪-‬‬
‫الداخلي ة على االس تهالك‪ .‬وق د تن اول الج زء الث اني من مرس وم تط بيق مدون ة الجم ارك في الفص ل ‪ 9‬ج داول ه ذه‬
‫البضائع املصوغات واملقادير املطبقة عليها‪.‬‬

‫وم ا يمكن مالحظت ه على الض ريبة ه و االستثناء ال ذي خص ب ه املش رع املص وغات الذهبي ة والبالتيني ة والفض ية‪،‬‬
‫حيث تخضع للمكوس الداخلية على االستهالك سواء تم استيرادها من الخارج أو من املناطق الحرة‪ ،‬أو تم إنتاجها‬
‫في التراب الخاضع‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫فاطمة الحمدان بحير‪ ،‬السياسة الجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103:‬‬
‫‪19‬‬
‫الفقرة األولى أ من الفصل ‪ 128‬من مرسوم تطبيق مدونة الجمارك‪.‬‬
‫فقد نص الفصل ‪ 44‬من مرسوم تطبيق مدونة الجمارك على وجوب تقديم املصوغات من البالتين أو الذهب أو‬
‫الفض ة املس توردة إلى املغ رب أو املص نوعة في ه إلى مكاتب الض مانة الجمركي ة لكي تخت بر فيه ا وتوض ع عليه ا دمغ ة‬
‫الضمانة‪.‬‬

‫ويكون ملزما ب أداء الكوس الداخلي ة لالس تهالك على املص وغات البالتيني ة والذهبية والفض ية املصرح ال ذي يقوم‬
‫بتصريح مسبق لدى إدارة الجمارك‪ ،‬ويسمى التصريح بالحيازة‪ .‬وتصفى املكوس الداخلية ابتداء من تاريخ تسجيل‬
‫التصريح املفصل‪. 20‬‬

‫إن أهم ما يميز هذه الضريبة هو سهولة حسابها وتصفيتها وتحصيلها ووفرة محصولها‪ ،‬مما يخولها مكانة جد هامة‬
‫ضمن مجم وع الضرائب غير املباشرة‪ ،‬وه ذه األهمية تضاعفت مع بداية العم ل ببرن امج التق ويم الهيكلي وتركيز‬
‫النظام الضريبي على قطاعي اإلنتاج واالستهالك ومنح الرأسمال مكانة تفضيلية‪.‬‬

‫إلى ج انب ه ذه الرس وم األساس ية‪ ،‬نج د مجموع ة من الرس وم اإلض افية ال تي يتم أداؤه ا عن د االس تيراد وال تي‬
‫سنحاول التعريج عليها في الفقرة الثانية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرسوم اإلضافية عند االستيراد‬

‫وتضم مجموعة من الرسوم غير املباشرة وهي كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رسوم التسجيل والتنبر(أي الدمغة)‬

‫ما يهمنا في هذه الرسوم هو رسوم التنبر الخاص املرتبط بالعمل الجمركي ويمكن تقسيمه إلى أربعة أنواع‪:‬‬

‫سندات الشحن‪: 21‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وتخضع لها اإلرساليات بواسطة املالحة الكبرى أعالي البحار‪ ،‬ويبلغ مقدار هذا الرسم ‪ 10‬دراهم عن اإلرساليات‪،‬‬
‫عندما ال يحرر منها أكثر من أربعة أصول‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫وصوالت نقل البضائع ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تخض ع لرس وم التن بر الخاص ة بطاق ات الس يارات والوص والت ال تي س لمها املكتب الوط ني للس كك الحديدي ة‬
‫واملق اوالت العام ة أو الخاص ة للنق ل ال بري‪ ،‬بم ا في ذل ك رس م اإلف راغ‪ ،‬س واء أكان النق ل بواس طة القط ارات‬
‫السريعة أو العادية‪ ،‬ويبلغ مقدار السعر ‪ 0,50‬درهم‪.‬‬

‫املخالصات واإليرادات‪: 23‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ي ؤدي ه ذا الرس م عن املخالص ات واإلي رادات ال تي تقي د أس فل الف اتورات وق وائم املص اريف واملخالص ات‬
‫والوصوالت واإليرادات من مبالغ نقدية وبوجه عام جميع السندات املتضمنة ملخالصة أو توصل أو إيراد سواء‬

‫‪ 20‬فاطمة الحمدان بحير‪ ،‬السياسةالجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104:‬‬
‫‪21‬ا لباب الثالث‪ ،‬المادة ‪ ،8‬ال قسم‪ 1‬من مدونة التسجيل والتنبر‪.‬‬
‫‪ 22‬الباب الثالث‪ ،‬المادة ‪ ،8‬القسم‪ 2‬من مدونة التسجيل‪.‬‬
‫‪ 23‬الباب الثالث‪ ،‬المادة ‪ ،8‬القسم ‪ 3‬من مدونة التسجيل‪.‬‬
‫أكانت موقع ة أو غ ير موقع ة‪ .‬فمن املب الغ أو القيم ال تي تتج اوز درهم ا واح دا وال تتع دى ‪ 10‬دراهم ي ؤدى رس م‬
‫مق داره ‪ 0,10‬ويرتف ع ه ذا الرس م من ‪ 0,25‬درهم إلى ‪ 0,50‬درهم إلى ‪ 1,25‬درهم إلى أن يص ل ‪ 1,60‬درهم وذل ك‬
‫حسب املبالغ أو القيم موضوع هذه الوثائق‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫سندات اإلستيراد‬ ‫‪-4‬‬

‫املستورد‬ ‫تخضع سندات االستيراد التي تتجاوز قيمتها ‪ 2000‬درهم لرسم تنبر خاص قدره ‪ 50‬درهما‪ ،‬يؤديه‬
‫على نم وذج الس ند املخص ص ل ه عن د تع يين م وطن الوف اء بأح د األبن اك‪ .‬ويوض ع ه ذا التن بر على جمي ع بي ان‬
‫االستيراد‪ ،‬وتعفى محاضر الجمرك من إجراءات التسجيل والتنبر‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫رسوم التشريفات‬ ‫‪-5‬‬

‫تخض ع له ذا الرس م الب واخر املغربي ة واألجنبي ة إذا م ا ق امت في مين اء أجن بي بشحن س لع أو أشخاص في اتج اه‬
‫املغ رب‪ .‬وي تراوح مق دار ه ذا الرس م‪ ،‬واملطب ق على شحن الب واخر بالس لع بين ‪ 0,20‬و‪ 0,25‬درهم ا للطن‪ ،‬إذا كانت‬
‫تحمل العلم املغربي‪ ،‬مع تحديد سقف ضريبي قدره ‪ 1000‬درهم في الحالة األولى و‪ 25000‬درهما في الحالة الثانية‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫الرسوم على النقل الخصوصي للسلع‬ ‫‪-6‬‬

‫تق وم إدارة الجم ارك بتحص يل رس م ي ومي مق داره ‪ 5‬دراهم للطن أو ج زء من الطن من ال وزن الكلي للش احنة أو‬
‫مجم وع الش احنة‪ .‬وتخض ع له ذا املكس وس ائل النق ل الخصوص ية واملسجلة بالخ ارج والخاض عة لالل تزام برخصة‬
‫املرور وذلك أثناء مقامها في املغرب‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫رسوم املالحة البحرية ورخص الصيد‬ ‫‪-7‬‬

‫وتتكون من ثالث مجموعات من املكوس واالقتطاعات وهي‪:‬‬

‫املجموعة األولى‪:‬‬ ‫أ‌‪-‬‬

‫وتتكون من مكوس املالحة التي تنقسم إلى رسم التجهيز وحق اإلذن باإلبحار‪ ،‬وسجل نوتية املركب أو دفتر أسماء‬
‫مالحي املركب‪.‬‬

‫رسم التجهيز‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫اليمكن للب واخر أو املراكب كيفم ا كان نوعه ا أن تحم ل العلم املغ ربي وتس تفيد من املزاي ا والحماي ة ال تي تمنحه ا‬
‫املالح ة املغربي ة إال إذا أدت حق وق التجه يز وال ذي يح دد س عره حس ب س عة الس فن اإلجمالي ة‪ ،‬وال ذي ي تراوح‬
‫مقداره بين ‪ 0,10‬و‪ 120‬درهم‪.‬‬

‫حق جواز اإلبحار‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 24‬الباب الثالث‪ ،‬المادة ‪ ،8‬القسم ‪ 26‬من مدونة التسجيل والتنبر‪ ،‬الفصل ‪ 241‬من مدونة الجمارك‪.‬‬
‫‪ 25‬مرسوم ‪ )10.10.1989( 246.89.2‬الجريدة الرسمية عدد‪ )1948.11.01(4018‬المعدل لمرسوم ‪ 834.84.2‬بتاريخ ‪ ،1989.11.01‬المعدل لمرسوم ‪ 834.84.2‬بتاريخ‬
‫(‪ )1948.12.28‬المعدل لمرسوم ‪ 646.70.2‬بتاريخ ‪.1972.12.30‬‬
‫‪ 26‬المرسوم الملكي بمثابة قانون( ‪ )1968.8.5‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 2914‬بتاريخ( ‪ )1968.9.4‬المتعلق بحركة شاحنات النقل الخصوصي لليبضائع‪.‬‬
‫‪ 27‬األساس القانوني لهذه الرسوم تحددها مجموعة من الظهائر التي تم تعديلها على مر السننوات وهي‪( :‬ظهير‪ 1957.8.3‬و‪ 1973.11.23‬و‪.)1984.4,27‬‬
‫وجواز‬ ‫وهي الرسوم السنوية التي تحدد عن كل سفينة تستوفيها مصالح الجمارك عند تسليم اإلذن باإلبحار‪،‬‬
‫اإلبحار هو الوثيقة التي تسلمها مصلحة املالحة في ميناء التسجيل لتثبت أن السفينة مازالت تتمتع بالحق في رفع‬
‫العلم املغربي‪ .‬والجواز صالح ملدة سنة ويتراوح سعر هذا الحق بين ‪ 2‬درهم للطنة و‪ 100‬درهم بالنسبة للبواخر‬
‫التي تتجاوز ‪ 500‬طنة‪ .‬أما السفن والزوارق املعدة للنزهة فتؤدي رسما قدره ‪ 3000‬درهم‪.‬‬

‫سجل نوتية املركب‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يمنح لكل ب اخرة ترف ع العلم املغ ربي سجل م رقم وموق ع ويتم وض ع تأش يرات وص ول وذه اب الب واخر ويح دد‬
‫اإلقتطاع بهذا الرسم بقدر نسبته ‪ 0,50‬لكل ورقة يتم استعمالها‪.‬‬

‫املجموعة الثانية‪:‬‬ ‫ب‌‪-‬‬

‫وتضم رخصة الصيد والرسم اإلضافي على اإلقتطاع على رخصة الصيد في البحر والرسوم الخاصة على السمك‬
‫املدعو صناعي‪ .‬ويمكن بيان أسماء ومفردات هذه املجموعة فيما يلي‪:‬‬

‫رخصة الصيد‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫البد ملمارسة حق الصيد في املنطقة االقتصادية ‪ 200‬ميل من الحصول على رخصة الصيد‪ ،‬والصالحة ملدة سنة‬
‫شمسية‪ .‬ومنح هذه الرخصة يؤدي إلى أداء رسم يتراوح ما بين ‪ 75‬درهما للبواخر التي تصل سعتها اإلجمالية إلى ‪2‬‬
‫طنة أو أقل‪ ،‬وما بين ‪ 40000,00‬درهما إذا كان عدد الطنات يتجاوز ‪ 1000‬وحدة‪.‬‬

‫الرسم اإلضافي على اإلقتطاع على رخصة الصيد في البحر‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يتم حسابه على مبلغ الرسم املستحق بخصوص منح وتجديد رخصة الصيد ويتراوح مقدار الرسم تبعا لسعة‬
‫الجماعة التي‬ ‫السفن اإلجمالية من ‪ %5‬إلى حدود ‪ %30‬وتمنح مداخيل هذه الرسوم شهريا لصندوق قابض‬
‫يوجد على أرضها امليناء‪.‬‬

‫رسم تفتيش بواخر التجارة والصيد وبواخر النزهة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تخض ع الب واخر لزي ارات س نوية للتأك د من صحة ص يانة الب واخر وم دى ص الحيتها لإلبح ار واملالح ة‪ ،‬وه ذه‬
‫الزيارات هي األعمال املنشئة للضريبة‪ ،‬ويكون الرسم سنويا يتحدد بسعر يتراوح مقداره بين ‪ 10‬و‪ 500,00‬درهم‬
‫حسب عدد الطنات‪.‬‬

‫رسم الخزن‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يتم فرض مكس عن خزن البضائع والسلع في أماكن الجمارك من مباني ومراسي ومخازن والساحات التي تمارس‬
‫فيها إدارة الجمارك أعمالها وتتراوح قيمة هذا املكس ما بين ‪ %2‬و‪ %10‬حسب مدة تخزين البضاعة‪.‬‬

‫املكوس شبه الضريبية املطبقة على الخمور والجعة‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫على‬ ‫يف رض ه ذا املكس على الخم ور والجع ة املس توردة أو املنتج ة محلي ا ويح دد مق دار س عر ه ذه الض ريبة‬
‫الض ريبة‬ ‫أس اس ن وعي وه و ‪ 5‬دراهم للهيكتل ترحجم من الجع ة والخم ور بجمي ع أش كالها‪ .‬ويح ول م دخول ه ذه‬
‫لصالح مؤسسة الهالل األحمر املغربي‪.‬‬

‫الرسم على األخشاب املستوردة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫بدأ العمل في تطبيق هذا الرسم ابتداء‪ 1/1/1986‬بمبلغ قدره ‪ %6‬على األخشاب الخام باستثناء املنتوجات‬
‫الخشبية‪ .‬ويحول مدخول هذا الرسم لحساب الصندوق الوطني الغابوي‪.‬‬

‫رسم املراقبة والدمغة املطبقة على الزرابي املستوردة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يقصد بالزربية تلك التي توضع تحث االرجل‪ ،‬فالقانون يستثني زربية الحائط واملائدة والحمام وزربية األلعاب‪.‬‬

‫تخضع الزرابي املستوردة إلى رسم دمغة ومراقبة ويحدد السعر في ‪ %5‬قيمية‪.‬‬

‫الرسم شبه الضريبي على االستيراد‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫جاء هذا الرسم ليحل محل الرسم التصديري الذي كانت تحول إيراداته لصالح مكتب التسويق والتصدير) نسبة‬
‫‪28‬‬
‫‪ % 1‬من قيمة البضائع)‪ ،‬وتقدر قيمة الرسم شبه الضريبي عند االستيراد بنسبة ‪ %0,25‬من القيمة لدى الجمارك‬
‫‪.‬‬

‫بع د أن تطرقن ا للرس وم الجمركي ة عن د االس تيراد في املطلب األول‪ ،‬ننتق ل للح ديث عن الرس وم الجمركي ة عن د‬
‫التصدير في املطلب الثاني‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الرسوم الجمركية عند التصدير‬

‫ينظم الفصل الرابع من مدون ة الجمارك والضرائب غير املباشرة مجم وع الرس وم واملكوس املستحقة من عملية‬
‫التصدير‪ .‬غير أن أغلب هذه البضائع ال تخضع لوحدة الرسوم نظرا للنهج الليبرالي الذي يسير عليه املغرب في إطار‬
‫تشجيع الصادرات‬
‫‪29‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أنواع الرسوم املستحقة من عمليات التصدير‬

‫تتكون هذه الرسوم من التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رسم تصدير املواد املعدنية‬

‫تخضع هذه الضريبة لرسم قيمي محدد ب ‪ %5‬ويتم تحصيل هذا الرسم على منتجات املعادن الخام املخصبة أو‬
‫املصفاة أو التي تم تحويلها إلى معدن خام أو خليط مركب‪ ،‬وذلك عند تصديرها مع استثناء الفوسفاط‪.‬‬

‫‪ 28‬فاطمة الحمدان بحير‪ ،‬السياسة الجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108:‬‬
‫‪ 29‬األسس القانونية المنظمة لهذا الرسم‪ :‬الفصل ‪ 121‬من ظهير ‪16‬ابريل ‪ ،1951‬منشور في الجريدة الرسمية عدد‪ 2021‬بتاريخ ‪ 1951.5.18‬معدل بقانوني المالية لسنة‪1970‬‬
‫ولسنة ‪.1992‬‬
‫واملص در مل زم بالتص ريح في بي ان التص دير بجمي ع املعلوم ات املتعلق ة ب املنجم ال ذي تم في ه إنت اج املواد املراد‬
‫تصديرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسم املطبق على الذرة وقصب السكر املصدر‪:‬‬

‫يخضع لهذا الرسم الذرة املصدرة ويحدد مقداره في ‪ 0,50‬درهما للقنطار الخالص‪ .‬أما بالنسبة لقصب السكر‬
‫املصدر فتختلف نسبة الرسم باختالف قيمة قصب السكر‪ .‬ويتم تخصيص هذه املوارد لصالح الصندوق الوطني‬
‫للقرض الفالحي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلقتطاع على السبيب النباتي املصدر‬

‫النباتي‪.‬‬ ‫يقدر هذا االقتطاع ب ‪ 7‬دراهم للطن ويتم تصفية وتحصيل هذا املكس لصالح صندوق تنمية السبيب‬
‫وقد ثم إحداث هذا االقتطاع بظهير ‪ 341-61-1‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬ديسمبر ‪.1961‬‬

‫رابعا‪ :‬املستحقات الخاصة على استغالل الفوسفاط‬

‫يتم تحصيل هذا االقتطاع عند تصدير الفوسفاط الخام أو الذي يتم تحويله بتطبيق مبلغ قدره ‪ 34‬درهما للطن‬
‫الفوسفاط الخام‪.‬‬ ‫في‬

‫خامسا‪ :‬رسم خاص لفائدة لفائدة مكتب التجارة والتصدير‪:‬‬

‫يتم تحص يل ه ذا االقتط اع بسبب عملي ات املراقب ة ال تي يتم القي ام به ا من ط رف ه ذا املكتب على بعض منتوج ات‬
‫الحوامض والبواكر ومستخرجاتها وتحدد قيمة هذا الرسم في نسبة ‪.%1‬‬

‫إلى جانب هذه الرسوم نجد مجموعة من الرسوم املشتركة عند التصدير وعند االستيراد وهي‪:‬‬

‫رسم التفتيش الصحي على النباتات‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يطب ق ه ذا الرس م على جمي ع النبات ات واملنتج ات النباتي ة والطفيلي ات النباتي ة عن د اس تيرادها وتص ديرها‬
‫وعبورها التراب الوطني‪.‬‬

‫االقتطاعات من أجل مصاريف تبخير النباتات‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫لق د تم تحدي د س عر االقتطاع ات املؤداة إلدارة الجم ارك بقيم ة مص اريف تبخ ير النبات ات واملنتج ات النباتي ة‬
‫املستوردة أو املعدة للتصدير وتحدد هذه املصاريف بعد كل عملية حسب القوة االستيعابية الكلية ملكان التبخير‬
‫كيفم ا كان حجم الس لع املعالج ة‪ .‬وذل ك حس ب س عر موح د ق دره ‪ 10‬دراهم للم تر املكعب وكيفم ا كانت املادة‬
‫املبخرة‪.‬‬

‫رسم التفتيش الصحي على الحيوانات‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أثناء اجتياز الحيوانات الحية واملنتجات الحيوانية واملنتجات ذات األصل الحيواني ومنتجات التناسل الحيواني‪،‬‬
‫ومنتجات البحر وامليه العذبة وأعالف الحيوانات‪ ،‬نقط الحدود عند اإلستيراد أو التصدير‪ ،‬وبمناسبة خضوعها‬
‫إلج راءات املراقبة الصحية ي ؤدى عن ه ذه املواد والحيوانات رسم ي تراوح ق دره بين ‪ 0,20‬درهم ا لل رأس بالنسبة‬
‫للطي ور مثال‪ ،‬و‪ 0,40‬درهم ا للكيل وغرام الواح د بالنس بة لبعض منتج ات الحيوان ات كالص وف والجل د وال بيض‬
‫والعسل واملنتجات الحليبية إذا كان الوزن يتجاوز في العملية الجمركية الواحدة ‪ 5000‬كلغرام‪ ،‬تكون الحيوانات‬
‫املستوردة واملصدرة مرفقة بشهادة صحية بيطرية من دولة األصل‪ ،‬كما يتم احتجاز الحيوانات عند استيرادها‬
‫ملدة أربعين يوما للتأكد من خلوها من األمراض‪.‬‬

‫إن أهم ما يمكن مالحظته على هذه االقتطاعات هو نبل أهدافها‪ ،‬املتمثلة في الحفاظ على الصحة العامة عن طريق‬
‫حماي ة ال ثروة الحيواني ة والنباتي ة من املخ اطر ومن كل الع دوات القادم ة من الخ ارج على ش كل خالي ا نباتي ة‬
‫وحيوانية قد تسبب انتشار األمراض املعدية والوبائية‪.‬‬

‫إلى جانب هذه الرسوم نجد مجموعة أخرى من الرسوم واالقتطاعات التي تقوم بها إدارة الجمارك وتسمى رسوم‬
‫امليناء وتخضع لها السلع والبواخر والبضائع والركاب واملعمول بها في بعض املوانئ ‪.‬‬

‫لق د ق ام املش رع بتصنيف مختل ف الس لع والبض ائع إلى ع دة أص ناف‪ ،‬فهن اك الس لع العادي ة ويتم قياس ها ب الطن‬
‫وي تراوح س عرها بين ‪ 1,10‬درهم للمنقل ة‪ ،‬و‪ 165,00‬درهم ا بالنس بة للق اطرة‪ ،‬وهن اك الحيوان ات الحي ة‪ ،‬ويطب ق‬
‫عليها ‪ 0,30‬درهما للخروف كحد أدنى وسعر ‪ 9,90‬درهما للفرس كحد أقصى‪ ،‬إلى جاب هذا نجد مجموعة أخرى‬
‫متعددة من السلع تختلف في وحدة القياس وسعر الرسم‪.‬‬

‫وقد خصص املشرع إيرادات هذه الرسوم لخدمة املرافق العامة للموانئ‪ ،‬بحيث أدخلها بامليزانية امللحقة للموانئ‬
‫حتى يتم تهيئة وصيانة البنيات الضرورية للمرافئ‪ ،‬الستقبال البواخر وتنمية التبادل التجاري وتنشيطه عبر البحر‪.‬‬

‫بع د تطرقن ا في الف رع األول ملختل ف أن واع الجباي ات الجمركي ة‪ ،‬س نحاول التع ريج في الف رع الث اني على التقني ات‬
‫املتبعة لتحديد وعائها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقنيات تحديد وعاء الجبايات الجمركية‬

‫بع د توقي ع املغ رب على االتف اق الخ اص بالعم ل بالفص ل الس ابع من االتفاقي ة العام ة بش أن الرس وم الجمركي ة‬
‫والتجارة ‪ Gatt‬املوقعة بمراكش سنة ‪ 1944‬تم إدماج مقتضيات هذه االتفاقية في التشريع الوطني الخاص بتحديد‬
‫القيمة في الجمرك‬

‫ته دف ه ذه االتفاقي ة الى خل ق نظ ام جدي د للقيم ة في الجم رك ويعم ل الى تس هيل وتبس يط املب ادالت التجاري ة‬
‫الدولية ‪ ،‬وذلك بخلق نظام موحد بين جميع الدول األعضاء في االتفاقية ‪ ،‬وتنسيق التجارة على املستوى الدولي ‪،‬‬
‫والغاء اساليب التقييم املتعارضة التي من شأنها ان تضر بنمو املبادالت التجارية‪ ،‬وذلك باعتماد قواعد جديدة‬
‫واكثر انفتاح ا ومس اهمة في دعم تنافسية املقاول ة املغربي ة ‪ ،‬وتعتم د القيم ة ل دى الجم رك على نظ امين هم ا نظ ام‬
‫تحديد القيمة على اساس قيمة البضاعة وهو النظام املعمول به في املغرب‪ ،‬ونظام تحديد القيمة على اساس نوعي‬
‫ويرتكز على عناصر الوزن والعدد واملساحة والطول‬

‫ونظرا ألهمية القيمة في تحديد قيمة الجبايات الجمركية وتغذية خزينة الدولة‪.‬‬
‫فموضوع عرضنا يتطلب منا الوقوف على طرق واساليب حديدها سواء عند االستيراد او التصدير‬

‫وقبل التطرق الى أساليب التحديد الجبائي نذك بما يلي‪:‬‬

‫الرس وم تع ني الض ريبة فاملش رع لم يم يز بين تس ميات االن واع الض ريبية اذ ال ف رق عن ده بين الض ريبة والح ق‬
‫واالقتط اع واملكس والعوائ د‪ ،‬والض ريبة الجمركي ة هي ال تي تف رض على الس لعة عن د مروره ا من مختل ف النق ط‬
‫الحدودية سواء اكانت برية‪ ،‬بحرية‪ ،‬او جوية‪ ،‬وتسمى عند فرضها على دخول البضاعة رسما واردا وعند خروجها‬
‫رسما صادرا‪.‬‬

‫وتتكون الض رائب الجمركي ة من مجموع ة متنوع ة من الرس وم واملكوس‪ ،‬ويمث ل بعض ها الرس وم ذات األهمي ة‬
‫القصوى‪ ،‬بينما يمثل البعض اآلخر الرسوم التكميلية‪ ،‬كما يمكن تقسيم هذه الرسوم الى رسوم االستيراد واخرى‬
‫التصدير‬

‫ويمث ل الرس م الجم ركي عن د االس تيراد واالقتط اع الض ريبي عن د االس تيراد الض ريبة على القيم ة املضافة واملكس‬
‫الداخلي الستهالك‬

‫وتمث ل ه ذه املجموع ة الض رائب االساس ية بالنس بة االقتطاع ات الجمركي ة ويتم تكميله ا بمجموع ة اخ رى من‬
‫‪30‬‬
‫الرسوم التكميلية‬

‫ونظ را ألهمي ة القيم ة في تحدي د قيم ة الجباي ات الجمركي ة وتغذي ة خزين ة الدول ة فموض وع عرض نا يتطلب من ا‬
‫الوقوف على طرق واساليب تحديدها سواء عند االستيراد او التصدير‪:‬‬

‫تحديد القيمة في الجمرك‪:‬‬

‫تعتبر القيمة في الجمرك العنصر االساسي لتحديد الوعاء الضريبي الرسوم الجمركية وفق معايير محددة بمدونة‬
‫الجم ارك‪ ،‬اال ان تحدي د ه ذه القيم ة يختل ف بحس ب العملي ة التجاري ة للمقاول ة وال تي تختل ف حس ب اس تيرادها‬
‫بضائع معينة أو تصديرها‬

‫اوال القيمة عند االستيراد‬

‫عرف الفصل ‪ 20‬في فقرته االولى من مدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة القيمة لدى الجمرك عند االستيراد‬
‫بأنها القيمة التعاقدية‪ ،‬اي الثمن االجمالي املدفوع فعال او الذي سيدفعه املشتري للبائع ملصلحة هذا األخير مقابل‬
‫البضائع املستوردة الى التراب الخاضع املغربي‪ ،‬وتضاف اليه بعض االعباء التي تتحملها املقاولة كمصاريف النقل‬
‫والشحن والتفريغ وكلفة التامين والعموالت ومصاريف السمسرة‪. 31‬‬

‫‪ 30‬الفصل ‪ 20‬مكرر مرتين من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة وال يجوز إضافة أي عنصر إلى الثمن الموضوع حقا أو المستحق غير العناصر المشار إليها في هذا الصدد‬
‫كالعناصر التي يتحملها المشتري دون أن تكون مدرجة في الثمن المدفوع فعال أو المستحق عن البضائع ( كلفة المتعينة‪ ،‬كلفة الحاويات‪....‬‬
‫‪ -‬انظر الفصل ‪ 20‬من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬حددت الفقرة ‪ 06‬من الفصل ‪ 20‬مكرر ثمانية مرات من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة األشخاص المرتبطين وصنفتهم في ثمانية مراتب كما إذا كانوا من أفراد نفس األسرة‪،‬‬
‫أو إذا كان أحدهم مستغال آلخر‪ ،‬أو إذا كان أحدهما يراقب اآلخر بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬أو إذا كان معترفا لهم قانونا بصفة شركاء فيما بينهم‪.‬‬
‫القيمة التعاقدية ليست بالضرورة هي الثمن المسجل في الفاتورة‪ ،‬فهذا األخير يمكن إال يتضمن سوى جزء من الثمن اإلجمالي للصفقة‬
‫‪ -‬أمويني نعيمة‪ ،‬تحرير التجارة الخارجية منذ سنة ‪ 1984‬والمكانة التمويلية للضرائب الجمركية رسالة لليل دبلوم الدراسات العلياء شعبة القانون العام ‪ ،1994‬جامعة‬
‫الحسن الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬ص‪91 :‬‬
‫‪ 31‬فؤاد أنوار‪ ,‬التخليص الجمركي للبضائع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪309 :‬‬
‫‪ -‬تتمثل في تقديم تصريح غير صحيح وهي مخالفة من الدرجة الثانية حسب الفصل ‪ 294‬من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫اال ان التصريح املفصل املكتتب من قبل املصرح او املقاولة املستوردة يتضمن قيمة البضائع املعبر عنها بالعملة‬
‫الوطنية كأهم العناصر لتحديد الوعاء الضريبي للرسوم الجمركية املفروضة على املقاولة‪ ،‬حيث يتم تحديد هذه‬
‫القيمة بالعملة الوطنية‪ ،‬وبعد اضافة العناصر األخرى املكونة للقيمة كمصاريف النقل والشحن والتامين‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن كل اغفال يتعلق بعدم إدماج واحد او أكثر من العناصر في القيمة املصرح بها يشكل مخالفة جمركية‬

‫القيمة عند التصدير‬

‫حدد الفصل ‪ 21‬من مدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة ‪ ،‬القيمة في الجمرك عند التصدير في " قيمة البضائع‬
‫ناجزة البيع بالجملة في نقطة الخروج مجردة من رسوم ومكوس التصدير ‪ ،‬بالقيمة بالجمرك يجب ان تطابق ثمن‬
‫ال بيع ب الجمرك بالس وق املحلي للبض ائع عن د خروجه ا من ال تراب الخاض ع مج ردة من الرس وم واملكوس عن د‬
‫التصدير ‪ ،‬وفي هذا الصدد يعتبر نظام " فوب" اكثر األنظمة او املصطلحات التجارية الدولية استعماال من طرف‬
‫املقاوالت املغربية املصدرة ‪ ،‬من اجل التأكد من قيمة البضاعة ‪ ،‬ق د تطلب إدارة الجم ارك من املقاول ة املصدرة‬
‫االدالء ببعض الوثائق املثبتة للعملية التجارية مثل الفاتورات واملستندات التجارية األخرى‬

‫ويلزم املصدر او املصرح بعدم اجراء اي تغيير أو تعديل في هذه العناصر بين اوقات إجراء املعاينة ووقت خروج‬
‫البضاعة من التراب الوطني ‪ ,‬مع ضرورة األخذ بعين االعتبار كل نقص في القيمة التي تتعرض لها البضاعة بسبب‬
‫فساد او ضياع شريطة القيام بتقديم طلب من املصرح او امللزم الى املكتب الجمركي املختص ‪ ،‬وإثبات ان النقص‬
‫الحاصل في القيمة حدث بعد عملية املعاينة وقبل خروج البضائع من التراب الوطني ‪ ،‬وهدف املشرع الجمركي في‬
‫تحدي د القيم ة عن د التص دير هي مس اعدة املق اوالت على مس ايرة التنافس ية الدولي ة من خالل تشجيعها على‬
‫التصدير‬

‫اساليب تحديد قيمة الوعاء في الجمرك‬

‫نصت املدونة الجمارك بالتسلسل على خمسة اساليب لتحديد قيمة الوعاء على البضائع عن‪ .‬االستيراد كما اوجبت‬
‫احترام هذا التسلسل في تقييم البضائع‪ ،‬وهذا يفترض بعض الدقة والصرامة في معالجة القيمة في الجمرك‬

‫أوال‪ :‬القيمة التعاقدية لبضائع مطابقة‬

‫إذا تعذر تحديد القيمة بتطبيق أحكام الفصل ‪ 20‬من مدونة الجمارك‪ ،‬فإن القيمة التي يجب اعتمادها هي القيمة‬
‫التعاقدي ة لبض ائع مطابق ة تم بيعه ا من اج ل التص دير في اتج اه ال تراب الوط ني‪ ،‬وص درت في نفس ت اريخ تص دير‬
‫البضائع محل التقييم‬

‫ويقصد هنا بالبضائع املطابقة البضائع املستوردة التي تتطابق في كل نواحي بما في ذلك الخصائص املادية والجودة‬
‫والسمعة باملقارنة مع البضائع التي يجري تقييمها ‪ ،‬وال تؤدي االختالالت البسيطة في املظهر الى استبعاد البضائع‬
‫املتوافق ة او املطابق ة ‪ ،‬وتعت بر بض ائع مطابق ة تل ك املنتج ة في نفس البل د ال ذي انتجت في ه البض ائع ال تي يج ري‬
‫يعني تسليم البضاعة فوق ظهر السفينة في ميناء الشحن حيث يكون على عاتق البائع إحضار البضاعة وتسليمها بوضعها على ظهر السفينة التي يعينها المشتري‪ ،‬ويتحمل البائع‬
‫مصاريف بقاء البضاعة على الرصيف في انتظار شحنها‪.‬‬
‫للمزيد في هذا اإلطار نظرا محمد برادة غزيول التصدير واالستيراد واإلشكاليات القانونية دراسة وتطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫فؤاد أنوار التخليص الجمركي للبضائع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪- 310‬‬
‫المصلحة المكلفة بمراقبة القيمة بإدارة الجمارك‪.‬‬
‫يمكن اإلثبات بالمستندات الملحقة بالتصريح أو بالشهادة المثبتة لنتائج الفحص المقررة من طرف العون المكلف بالفحص والمعاينة‪.‬‬
‫تقييمها وانتجت من طرف الشخص الذي قام بإنتاج البضائع التي يجري تقييمها ‪ ،‬في حالة عدم وجود مثل هذه‬
‫البضائع تؤخذ بعين االعتبار البضائع التي انتجها شخص اخر‪ ،‬وتقوم هذه الطريقة على إجراء مقارنة بين املعاملة‬
‫التجاري ة مح ل التق ييم ومعامل ة تجاري ة س ابقة اس توفت اركان القيم ة التعاقدي ة ‪ ،‬لكن م ع ض رورة ت وافر بعض‬
‫الشروط ‪ ،‬كأن يتحقق تزامن او تقارب زمني بين العملتين موضوع املقارنة‪ ،‬وان تكون البضاعة محل التقييم من‬
‫نفس البلد املصدر و موجهة نحو نفس البلد املستورد ‪ ،‬ثم ان تتطابق البضائع املقارنة سواء في خصائصها املادية‬
‫أو النوعية كالسمعة والجودة والكمية‬

‫وملا كان املش رع املغ ربي ق د أش ار إلى إش كالية تواج د اك ثر من قيم ة تعاقدي ة لبض ائع مطابق ة تختل ف فيم ا بينه ا‪،‬‬
‫فيؤخ ذ بالقيم ة التعاقدي ة االدنى‪ ،‬ودال ك اعم اال ملقتض يات الفق رة األخ يرة من الفص ل ‪ 20‬مك رر اربع م رات من‬
‫املدونة‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬في الحالة التي يمكن تحديد القيمة بتطبيق أحكام الفصلين ‪ 20‬و‪ 20‬مكرر أربع مرات‪،‬‬

‫فإن القيمة في الجمرك التي يتعين األخذ بها هي القيمة التعاقدية لبضائع مماثلة وبيعت للتصدير في اتجاه التراب‬
‫الوطني وصدرت في نفس تاريخ تصدير البضاعة التي يجري تقييمها‪ ،‬حيث ان هذا االسلوب ال يختلف عن أسلوب‬
‫القيمة التعاقدية لبضائع مطابقة سوى فينا يتعلق بالبضاعة موضوع املقارنة‪ ،‬ذلك انه في غياب التطابق التام بين‬
‫السلع فيكون هناك تماثل او تشابه بين املنتجات او مكوناتها األساسية‬

‫وهنا نقصد بالبضائع املماثلة البضائع املستوردة والتي وان لم تكن مشابهة في كل النواحي فإن لها خصائص مشابهة‬
‫مع تلك البضائع موضوع تحديد القيمة‪ ،‬وبالتالي مكونة من مواد مماثلة تمكنها من أداء نفس وظائفها ومن قابليتها‬
‫للتب ادل معه ا تجاري ا‪ ،‬او انتجت في نفس البل د ال ذي انتجت في ه البض ائع ال تي يج ري تقييمه ا‪ ،‬او انتجت من ط رف‬
‫نفس الشخص ال ذي ق ام بإنت اج البض ائع ال تي يج ري تقييمه ا‪ ،‬وفي حال ة وج ود ه ذه البض ائع تؤخ ذ بعين االعتب ار‬
‫البضائع التي انتجها شخص اخر‪،‬‬

‫ثالثا‪ :‬القيمة املحددة وفق أسلوب االستنباط‬

‫إذا تع ذر تق ييم البض اعة باعتم اد القيم ة التعاقدي ة العادي ة أو املعتم دة على بض ائع مطابق ة او مماثل ة‪ ،‬ف إن قيم ة‬
‫البضائع محل التقييم تستند إلى أسلوب االستنباط الذي يفترض احدى الحالتين‪:‬‬

‫تمثل االولى في اذا تم بيع داخل التراب الجمركي البضائع املستوردة او بضائع مطابقة او مماثلة على حالتها ‪ ،‬فإن‬
‫احتس اب القيم ة تعتم د على اس اس س عر الوح دة ال ذي بيعت ب ه اك بر حص ة إجمالي ة من البض ائع املس توردة او‬
‫املطابق ة او املماثل ة لفائ دة اشخاص غ ير م رتبطين ببائعيه ا ‪ ،‬وذل ك في نفس ال وقت ال ذي وردت في ه البض ائع ال تي‬
‫يج ري تقييمه ا ‪ ،‬او في اق رب وقت يلي ه ‪ ،‬دون ان يتع دى اج ل ‪ 90‬يوم ا من ت اريخ االس تيراد ‪ ،‬ام ا الحال ة الثاني ة‬
‫فتتمثل في اذا لم يتم بيع السلع املستوردة او املطابقة او املماثلة على حالتها داخل التراب الجمركي ‪ ،‬فإن القيمة‬
‫تح دد باالرتكاز على س عر الوح دة ل تي بيعت ب ه اك بر كمي ة اجمالي ة ‪ ،‬من ه ذه البض ائع ألشخاص غ ير م رتبطين‬
‫بالبائعين وذلك بعد صياغتها او تحويلها‪ ،‬وتؤخذ بعين االعتبار القيمة املضافة املترتبة على الصياغة او التحويل ‪،‬‬
‫كما تخصم العموالت ومصاريف النقل وكلفة التامين ‪ ،‬وكذا مبالغ الضرائب املفروضة عند استيراد البضائع أو‬
‫بيعها املؤداة داخل التراب الخاضع‬

‫في كلت ا الح التين تق وم إدارة الجم ارك بخص م العناص ر املتعلق ة ب العموالت ومص اريف النق ل والت امين ومب الغ‬
‫الرسوم واملكوس املستحقة بسبب استيراد البضائع محل التقييم‪ ،‬ويعتبر هذا الخصم امتياز ممنوح للمقاوالت‬
‫املس توردة س واء بيعت البض ائع املس توردة على حالته ا او على غ ير حالته ا‪ ،‬بغي ة تبس يط وتس هيل تحدي د القيم ة في‬
‫الجمرك‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القيمة املحددة وفق القيمة املحتسبة‬

‫في الحال ة ال تي يتع ذر تق ييم البض ائع بتط بيق االس اليب س الفة ال ذكر ف إن تحدي د القيم ة في الجم رك للبض ائع‬
‫املس توردة يتم وف ق أس لوب القيم ة املحتس بة‪ ،‬وهي قيم ة تتكون من ع دة عناص ر اهمه ا قيم ة املواد وكلف ة عملي ة‬
‫التصنيع وغيره ا من العملي ات املتطلب ة في انت اج البض ائع املس توردة‪ ،‬ثم مقاب ل االرب اح واملص اريف العام ة ال ذي‬
‫يع ادل املبل غ ال ذي ي دخل ع ادة في مبيع ات البض ائع من نفس الن وع واملنتج ة بال دول املص درة‪ ،‬وكلف ة او قيم ة‬
‫مصاريف النقل والشحن والتفريغ واملناولة املرتبطة بالبضائع املستوردة‬

‫خامسا‪ , :‬القيمة املحددة وفق أسلوب الحل االخير‬

‫اذا تع ذر تحدي د القيم ة وف ق املن اهج الس الفة‪ ،‬ف إن إدارة الجم ارك تح ددها وف ق اس اليب معقول ة تنسجم م ع‬
‫مقتضيات املدونة ‪ ،‬وتتماشى مع أحكام الفصل ‪ 07‬من االتفاقية العامة حول التعريفات الجمركية والتجارة لسنة‬
‫‪ ، 1994‬وكذا العمل على اساس املعطيات املتاحة في السوق الداخلية املغرب وتسمح هذه الوسيلة املحددة للقيمة‬
‫في الجم رك إدارة الجم ارك باس تعمال س لطتها واالجته اد في تحدي د القيم ة ويض ل للمل زم الح ق في منازع ة اإلدارة‬
‫حول هذا التحديد امام الهيئات االدارية او الجهات القضائية‬
‫تحديد قيمة البضائع وطرقه‬

‫يختلف تحديد قيمة البضائع حسب عمليات االستيراد والتصدير‪.‬‬

‫بالنسبة إلى التصدير‪:‬‬

‫يحدد الفصل ‪ 21‬من قانون الجماركّ والضرائب غير املباشرة القيمةّ الخاصة بهذهّ العملية‪ .‬وينص الفصل على‬
‫أن ه” عن د التص دير تكون القيم ة في الجم رك هي قيم ة البض ائع ن اجزة ال بيع بالجمل ة في نقط ة الخ روج مج ردة من‬
‫رس وم ومكوس التص دير‪ ." .‬ه ذه هي القيم ة الخاض عة للض ريبة املس تخدمة كأس اس لحس اب الرس وم والض رائب‬
‫على الص ادرات‪ .‬يتم تحدي د ه ذه القيم ة "عن د نقط ة الخ روج" ويجب أن تتواف ق ع ادة م ع‪ – :‬س عر ال بيع بالجمل ة‬
‫والس عر الف وري في الس وق املحلي ة ص اف من أي خص ومات‪/‬تخفيض ات تمنح للمش ترين األج انب؛ – زي ادة س عر‬
‫جميع الخدمات املقدمة حتى عرض البضائع عند "نقطة الخروج" بما في ذلك تكاليف التحميل‪ .‬يجب علىِّ املشغل‬
‫االقتص ادي أنّ يص رح بقيم ة س لعه عن د التص دير على النح و املح دد أعال ه وبالعمل ة الوطني ة م ع اإلش ارة إلى‬
‫املعلومات الواردة في الفواتير والوثائق التجارية األخرى‪ .‬في الحالة التي تكون فيها الفواتير املذكورة مقومة بالعملة‬
‫األجنبي ة للبل د املقص ود املوجه ة‪ ،‬يجب على املص در تق ديم القيم ة املعادل ة بال درهم واإلش ارة إلى س عر الص رف‬
‫املستخدم واليوم‪.32‬‬

‫عند االستيراد‪:‬‬

‫يتم تحديد القيمة عمال بما ورد بدءا من الفصل ‪ 20‬وصوال إلى الفصل ‪ ّ20‬املكرر إحدى عشرةّ مرة من قانون‬
‫الجماركّ والضرائب غير املباشرة‪ .‬ويستند هذا التحديد على األحكامّ التعهدية الواردة في اتفاق منظمة التجارة‬
‫العاملية بشأن التقييم الجمركي للبضائع املستوردة‪،‬‬

‫وهناك العديد من طرق تقييم البضائع املستوردة وتبقىّ الطريقة الرئيسية للتقييم هي قيمة الصفقة‪/‬التعامل أي‬
‫الثمن املدفوع فع ال أوّ املس تحقّ ي ترتف ع بالنفق ات اإلض افية ال تي يتكب دها املش غل‪ ،‬وال تي لم تكن مدرج ة في‬
‫السعر املحسوب‪ ّ،‬وتتضمن‪ :‬من قبل املشغل لشراء البضائع‪ ،‬والت – تكلفة الحاويات والتغليف؛ – تكاليف النقل‬
‫وتكلف ة الت أمين؛ – رس وم الشحن والتفريغ واملناول ة املتعلق ة بالنق ل‪ ّ.‬ر تط بيق قيم ة الص فقة بسبب ع دم وج ودّ ‬
‫عملية بيع في املعاملة التجارية) كما هو الحال للهدايا أو العينات أو املواد املستوردة من قبل املسافرين‪ ،‬وفي حالة‬
‫تعذّ رت نتيجة عوامل من قبيل أن يكون املشتري إلخ( أو في حالة رفض قيمة الصفقة من قبل اإلدارة‪ ،‬وعلى وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬عندما يثبتّ أن هذه القيمة قد تأتّ جوء‪ ،‬لتحديد القيمة الجمركية‪ ،‬إلى تطبيق والبائع مرتبطين أو‬
‫القي ود أو الش روط املفروض ة على البض ائع املس توردة وال تي ال يمكن تق ييم قيمته ا‪ .‬وب ذلكّ يتم ال ل ط رق تق ييم‬
‫أخ رى تس مى "بديل ة"‪ ّ.‬الي‪ .‬أوال‪ ،‬هن اك الطريق ة املقارن ة من خالل تحدي د القيم ة الجمركي ة للس لعة املس توردة‬
‫بمقارنتها بقيمة ويجب تطبيق الطرق البديلة حسب ترتيب ذكرها الت الصفقة لبضائع مطابقة أو مماثلة‪ .‬ثم هناك‬
‫اللجوء إلى الطريقة االستنتاجية التي تمكن من استخالص القيمة الجمركية للبضاعة املستوردة انطالقا من سعر‬
‫إع ادة ال بيع في الس وق املحلي للبض ائع املس توردة أو‪ ،‬في حال ة ع دم وج ود ذل ك‪ ،‬للبض اعة املطابق ة أو املماثل ة‬
‫املستوردة بعد خصم هامش الربح والنفقاتّ املتكبدة بعد االستيراد‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬هناك الطريقة املحسوبة التي‬
‫تس اوي مجم وع العناص ر التالي ة‪ – :‬تكلف ة املوادّ الخ امّ وكاف ة العملي اتّ ال تي تس تعمل في تصنيع البض اعة‬
‫املس توردة؛ – املبل غ ال ذي يمث ل األرب اح واملص اريف العام ة بم ا في ذل ك تكلف ة الت أمينّ الخاص ة ب املنتج؛ – رس وم‬
‫النق ل والتحمي ل والتفريغ واملناول ة املتعلق ة بالنق ل‪ .‬وأخ يرا‪ ،‬هن اك م ا يس مى بالطريق ة "املعقول ة" ال تي تتمث ل في‬
‫تحدي د القيم ة الجمركي ة ب الرجوع‪ ،‬على وج ه الخص وص‪ ،‬إلى االتفاقي ات الدولي ة والقيم املسجلة) حال ة املع دات‬
‫واملركبات والدراجات النارية املستعملة‪ .(...‬وتعترف الجمارك املغربية بالطرق الستة ‪ )6‬املختلفة للتقييم الجمركي)‬
‫انظر الجدول ‪ .)3.2‬في عالقتها مع املشغل االقتصادي وهي‪:‬‬

‫اإلطار‪ 2.3.‬طرق تحديد قيمة البضائع‬

‫معلومات تكميلية‬ ‫معلومات أساسية‬ ‫املرحلة‬


‫إذا كانت لدى الجمارك شكوك حول قيمة الصفقة‬
‫املصرح بها‪ ،‬فيجب عليها أن تدعو بطريقة كتابية‬ ‫قيمة الصفقة للبضائع املستوردة هي‬
‫السعر املدفوع فعاًل أو الثمن املستحق‬ ‫الطريقة ‪:1‬‬
‫‪32‬‬
‫أنظر الفصل ‪ 20‬مكرر أربع مرات من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة‬
‫املستورد أو املصرح إلى تقديم‪ ،‬في غضون شهر‬
‫واحد‪ ،‬التبريرات‬
‫الداعمة اإلضافية إلثبات القيمة املصرح بها‪.‬‬ ‫للبضاعة عند بيعها من أجل التصدير إلى‬
‫وفي حالة عدم وجود أي رد ضمن املهلة املحددة أو إذا‬ ‫املغرب‪ .‬تم ضبط خصائص هذه القيمة في‬
‫طريقة قيمة الصفقة‪-‬‬
‫كانت التبريرات غير مرضية‪ ،‬فإن الجمارك ترفض‬ ‫الفصل ‪ 20‬من قانون الجمارك والضرائب غير‬
‫القيمة املصرح بها‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬تقوم بإخطار املصرح‬ ‫املباشرة‪.‬‬
‫بأسباب‬
‫هذه الشكوك قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن هذه القيمة‪.‬‬
‫إذا لم يكن من املمكن الحصول على نفس املستوى‬
‫التجاري أو الكمية نفسها‪ ،‬يتم تحديد‬
‫قيمة الصفقة على النحو التالي‪:‬‬
‫يتم تحديد القيمة هنا عن طريق أخذ‬
‫– قيمة الصفقة للبضائع املطابقة املباعة على نفس‬
‫قيمة الصفقة للبضائع املطابقة التي بيعت‬
‫املستوى التجاري (الجودة) ولكن‬
‫بكميات‬ ‫من أجل التصدير إلى املغرب على نفس‬
‫مختلفة‬ ‫املستوى التجاري‬
‫(الجودة) وبنفس الكمية تقريبا‪.‬‬
‫؛‬
‫"البضائع املطابقة" هي بضائع يتم إنتاجها في‬ ‫الطريقة ‪2:‬‬
‫– قيمة الصفقة للبضائع املطابقة املباعة على مستوى‬
‫نفس البلد مثل تلك التي يتم تقييم قيمتها‪.‬‬ ‫طريقة البضائع‬
‫تجاري مختلف ولكن بنفس‬
‫ويجب أن تكون متطابقة في جميع النواحي‪،‬‬ ‫املطابقة‬
‫الكمية؛‬
‫مثل السمات املادية والجودة والسمعة‪ ،‬وأن‬
‫– قيمة الصفقة لبضائع مطابقة تباع على مستوى‬ ‫يتم استيرادها داخل أجل ‪ 90‬يوما ابتداء‬
‫تجاري مختلف أو بكميات مختلفة عن‬ ‫من تاريخ استيراد البضائع التي سيتم تقييمها‪.‬‬
‫طريق إجراء تعديالت على االختالفات املنسوبة إلى‬
‫املستوى التجاري أو الكمية‪.‬‬
‫إذا لم يقم املنتج بتصنيع بضائع مماثلة لتلك التي‬
‫ّل‬
‫يجري تقييمها‪ ،‬يمكن ال جوء إلى بضائع منتجة‬
‫من قبل منتج مختلف ومستوردة داخل أجل ‪90‬‬
‫يوما ابتداء من تاريخ استيراد البضائع التي سيتم‬
‫تقييمها‪ .‬إذا لم يكن من املمكن الحصول على‬
‫نفس املستوى التجاري‬
‫والكمية نفسها‪ ،‬يتم تحديد قيمة الصفقة على‬ ‫يتم تحديد القيمة هنا عن طريق أخذ قيمة‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫الصفقة للمنتج املماثل الذي تم‬
‫– قيمة صفقة بضائع مماثلة تباع على مستوى‬
‫تجاري مختلف ولكن تباع بنفس الكمية؛ –‬ ‫في بيعه من أجل التصدير في املغرب على‬
‫يمكن استخدام قيمة صفقة بضائع مماثلة‬ ‫نفس املستوى التجاري (الجودة) وبنفس‬
‫مباعة على مستويات تجارية مختلفة أو‬ ‫الكمية تقريبا‪" .‬البضائع املماثلة" هي‬ ‫الطريقة ‪3:‬‬
‫بكميات مختلفة‪ ،‬مع إجراء تعديالت على‬ ‫البضائع التي تختلف‬
‫طريقة البضائع‬
‫االختالفات املنسوبة إلى املستوى التجاري‬ ‫بعض النواحي عن البضائع التي يجري تقييمها‪،‬‬
‫ولكنها‪:‬‬ ‫املماثلة‬
‫أو الكمية‪.‬‬ ‫– يتم إنتاجها في نفس البلد؛‬
‫– يمكنها القيام بنفس املهام وتكون قابلة – عندما تشمل قيمة الصفقة التكاليف املشار‬
‫إليها في الفصل ‪ 20‬من قانون الجمارك‬ ‫للتبادل التجاري‪.‬‬
‫والضرائب غير املباشرة‪ ،‬يأخذ التعديل في‬
‫الحسبان الفروق في تكاليف النقل‬
‫والتحميل والتفريغ‪ ،‬والتأمين على‬
‫البضائع املستوردة والبضائع املماثلة‪.‬‬

‫بغية القيام بهذه الطريقة‪ ،‬فإن البائع واملشتري أو‬


‫تاجر التجزئة للمستهلك هو الذي‬ ‫عندما ال يمكن تحديد قيمة الصفقة‬
‫ًا‬
‫يشتري البضاعة من صاحب التصريح‪ .‬والتكاليف‬ ‫للبضائع املستوردة وفق للطرق من ‪ 1‬إلى ‪،3‬‬
‫التي يتم خصمها من سعر البيع هي‪:‬‬ ‫يتم تحديدها باستخدام سعر الوحدة‬
‫–‬ ‫الطريقة ‪4:‬‬
‫للبضائع املطابقة أو املماثلة التي يتم‬
‫العمولة املدفوعة عادة – التكاليف املعتادة‬ ‫استيرادها داخل أجل ‪ 90‬يوما ابتداء من‬ ‫طريقة‬
‫للنقل والتأمين وغيرها من التكاليف ذات‬ ‫القيمة‬
‫تاريخ استيراد البضائع التي سيتم تقييمها‬
‫الصلة التي سيتم تكبدها‬ ‫االستنتاجي‬
‫والتي يتم بيعها في املغرب على حالتها األصلية‬
‫مقابل البضائع؛ و‬ ‫ة‬
‫وتكون الكمية األكبر لألشخاص غير املرتبطين‬
‫– رسوم االستيراد والضرائب والرسوم األخرى‬ ‫بالبائع مع التقليل من بعض‬
‫املستحقة على البضائع‪.‬‬ ‫التكاليف‪.‬‬
‫تتكون القيمة املحسوبة من مجموع‪:‬‬
‫– تكلفة تصنيع أو معالجة‪/‬تحويل البضائع؛‬
‫– املبلغ الذي يمثل التكاليف العامة واألرباح‬ ‫الطريقة ‪5:‬‬
‫تعتمد هذه الطريقة على تكلفة إنتاج البضاعة‬
‫املساوية لبيع البضائع من نفس الفئة أو النوع‬ ‫طريقة‬
‫ويجب استخدامها في حالة‬
‫من قبل املنتجين في البلد املصدر؛ تكاليف النقل‬ ‫القيمة‬
‫عدم تحديد قيمة املعاملة للسلع املستوردة‬
‫والتحميل والتفريغ واملناولة‬ ‫املحسوبة‬
‫بالطرق من ‪ 1‬إلى ‪4.‬‬
‫والتأمين‬
‫على‬
‫النقل‪.‬‬
‫إذا تعذر تحديد القيمة الجمركية بأية طريقة‬
‫من الطرق السابقة‪ ،‬يمكن تحديدها باستخدام‬
‫ويجب وسائل معقولة تتفق مع املبادئ واألحكام‬
‫العامة لالتفاقية واملادة السابعة من االتفاقية في‬ ‫الطريقة ‪6:‬‬
‫التطبيق العامة للتعرفة الجمركية والتجارة‬ ‫يمكن تطبيق هذه الطريقة فقط في حال فشل‬
‫واستنادا إلى البيانات املتاحة في بلد االستيراد‪ .‬أن‬ ‫جميع الطرق األخرى‪.‬‬ ‫الطريقة املرنة‬
‫تستند هذه الطريقة إلى قيم وإجراءات محددة‬
‫مسبقا توفر مرونة معقولة‬
‫وذلك إلى الحد املمكن‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬اجراءات التحصيل االرادي‬

‫يعت بر األداء الض ريبي واجب ا قانوني ا على كل من ت وفرت في ه ش روط ذل ك وفق ا مال ه و منص وص علي ه في مدون ة‬
‫الجمارك‪ ،‬وسوف نتحدث في فقرة أولى على هؤالء الطراف‪ .‬على أن نخصص الفقرة الثانية لطرق أداء مستحقات‬
‫اإلدارة وكدا الجزاءات املترتبة عن عدم األداء‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األطراف املخول لهم األداء‬

‫تودع التصاريح املفصلة وجوبا على البضائع املستوردة أو املقدمة للتصدير لدى املكاتب الجمركية املؤهلة لذلك أو‬
‫بالساحات واملخازن الجمركية داخل األجل القانوني ووفق الشروط والشكليات املحددة في هذا الصدد من أجل‬
‫اداء املستحقات الجمركية واستخراج البضاعة‪ ،‬ولذلك أعطى املشرع املغربي هذا الحق لكل من مالكي البضاعة أو‬
‫ناقليها أو حائزيها أو املسافرون‪ ،‬إضافة إلى سكان الحدود وكذلك بعض الشخاص الذاتيين واملعنويين‪..‬‬

‫املعشرون املعتمدون لدى الجمارك‬

‫لم يكن هناك وجود لهذا املفهوم قبل فترة الحماية‪ ،‬بل كان التاجر في شخص املورد أو املستورد هو الذي يقوم‬
‫شخص يا بكل م ا تتطلب عملي ة التخليص أو اإلف راج الجم ركي من دف ع الرس وم أو املكوس الجمركي ة ال تي كانت‬
‫تعرف بالعشور‪ ،‬إلى أن التطورات االقتصادية في عملية التبادل التجاري الحر أسهمت في ظهور املعشر باعتباره‬
‫ذل ك الشخص ال ذي ي زاول مهن ة القي ام لفائ دة الغ ير ب اإلجراءات الجمركي ة املتعلق ة بتق ديم التص اريح املفص لة‬
‫بالبض ائع املس توردة أو املص درة أو الع ابرة لل تراب الجم ركي وعلى ه ذا األس اس عم د املش رع الجم ركي املغ ربي إلى‬
‫التنصيص على تعريف املعشر من خالل التعديالت القانونية ملدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة من الفصل ‪.‬‬
‫‪ 7-1‬بأن ه " يعتبر بمثاب ة معش ر كل شخص ذاتي أو معنوي ي زاول مهن ة القيام لفائ دة الغ ير ب اإلجراءات الجمركية‬
‫املتعلقة بالتصريح املفصل بالبضائع سواء كانت هذه املهنة ممارسة بصفة رئيسية أو بصفة ثانوية وكيف ما كان‬
‫نوع التوكيل املخول اياه‬

‫وح تى يتمكن املعش ر من القي ام بامله ام املوكل ة إلي ه يتعين أن يكون حاص ال على ت رخيص من إدارة الجم ارك بع د‬
‫توفر الشروط املنصوص عليها بهذا الشأن في مدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة واملرسوم التطبيقي للمدونة‬
‫في الفصول من ‪ 01‬إلى ‪ 05‬منه‪.‬‬

‫األغيار املسموح لهم بتقديم التصريح‬

‫إض افة إلى املعش ر ال ذي يق وم ب إجراءات التخليص الجم ركي للبض ائع لفائ دة الغ ير مقتضى الح ق ال ذي تمنح ه‬
‫‪33‬‬
‫رخصة قبول املعشر لدى إدارة الجمارك‪ ،‬فإن املشرع الجمركي املغربي كغيره من التشريعات األخرى ‪.‬‬

‫ويتحدد هؤالء األشخاص في مالكو البضائع والناقلون واملسافرون وسكان الحدود باإلضافة إلى األشخاص املؤذون‬
‫لهم بقوة القانون لهذا التقديم‪.‬‬

‫مالكو البضائع‬

‫يقص د بم الكي البض ائع الح ائزين الق انونيين للبض ائع مح ل التخليص الجم ركي‪ ،‬ويكون ه ذا املال ك مس توردا أو‬
‫مص درا أو ص احب بض ائع ع ابرة لل تراب الخاض ع‪ ،‬وتتجلى ه ذه الحي ازة للبض ائع في تق ديم س ند امللكي ة من ط رف‬
‫املالك أو فاتورة شراء البضائع أو سندات النقل املحررة باسمه الخاص أو بأمر منه‪ ،‬وتسمح هذه الحيازة القانونية‬
‫لهذا املالك باعتماده وكيل ومعشر لتخليص بضائعه من الجمرك‪ ،‬كما تسمح له القيام بالصفة الشخصية بإيداع‬
‫التصريح املفصل‪ ،‬غير أن ذلك يتوقف على إثبات صفته كمالك لتلك البضائع وذلك بتقديم املستندات التالية‪:‬‬

‫الوثائق التجارية التي تتبث أن شراء أو بيع هذه البضائع قد تم باسمه الخاص‪.‬‬

‫سندات النقل املحررة في أسمه الخاص أو بأمر منه‪.‬‬

‫وبما أن املالك الحائز للبضاعة هو مقدم التصريح‪ ،‬فإن هذا األخير يتحمل كامل املسؤولية عن بيانات التصريح‬
‫املقدم من طرفه‪ ،‬ويعتبر املالك املسؤول الوحيد أمام اإلدارة الجمركية والقضاء عن كل غش يرتكب من طرفه‬
‫عند ثبوت تزوير أو تزييف أو إغفال ألحد البيانات التي تميز البضاعة املقدم ة للتخليص أو باعتباره متواطئا أو‬
‫ش ريكا في بعض األعم ال ال تي تش كل مخالف ات أو جنح جمركي ة‪ ،‬إض افة إلى م ا س بق ف إن املال ك إذا تبت تملك ه‬
‫للبضاعة عن سوء النية بارتكاب الغش عليها فإنه يسأل جنائيا‬

‫‪ 33‬يقابل الفصل ‪ 76‬من م‪.‬ج المحدد لألشخاص المسموح لهم بتقديم التصريح الجمركي بالجمرك ‪ ،‬المادة ‪ 64‬من مجلة الديوانة التونسية التي‬
‫حددت هؤالء األشخاص في أصحاب البضائع أو األشخاص أو المصالح الموافقة عليهم بصفة السماسرة في الجمرك أو الذين لهم رخصة القيام‬
‫بعملية اإلخراج من الجمرك بضائع معينة ‪ ،‬وفي نفس اإلطار حددت المادة ‪ 67‬من القانون الجمارك الجزائري هؤالء األشخاص في مالك البضائع‬
‫ومن طرف شخص طبيعي أو معنوي معتمد كوكالء لدى الجمارك ويمكن القول ان المشرع الجمركي كان أكثر وضوحا واتساعا في هذا الصدد ‪.‬‬
‫ناقلو البضائع‬

‫يعت بر ن اقلو البض ائع س واء كانوا اشخاص طبيع يين أو معن ويين بمثاب ة م الكي البض ائع أثن اء نقله ا أو تق ديمها أو‬
‫س وقها للمرك ز أو املكتب الجم ركي املختص بغض النظ ر عن طبيع ة البض ائع أو ن وع العملي ات التج ارة ال تي يق ع‬
‫نقلها — استيراد أو تصدير— وذلك عن ل نقل طرقي دولي للبضائع‪ ،‬حيث يعتبر هذا الناقل ملزم بتقديم تصريح‬
‫بالبضائع محل عملي ة النقل س واء عن د دخوله ا أو خروجه ا‪ .‬وينطب ق نفس األمر ك ذلك عن دما يتعل ق األمر لنقل‬
‫بح ري أو ج وي للبض ائع املس توردة‪ 34‬حيث يعم ل الناق ل أو الرب ان أو القائ د عن د رس و الب اخرة باملين اء او هب وط‬
‫الط ائرة باملط ار إلى القي ام بوض عها تحث تص رف الش احن وتق ديم البي ان التج اري للب اخرة أو الط ائرة أو البي ان‬
‫وذلك‬ ‫‪35‬‬
‫العام لحمولتها ألعوان اإلدارة الذين يصعدون إلى الباخرة أو الطائرة للتأشير عليه وتسليم نسخة منه‬
‫قبل تقديم التصريح املوجز داخل اآلجال املحددة قانونا وعندئذ تنتهي عملية النقل وبالتالي تنتهي مهامه كناقل وال‬
‫يمكن اعتباره في هذه الحالة كمالك للبضائع بحسب مفهوم الفصل ‪ 7.‬في فقرت ه )أ( من م‪.‬ج غير أنه يظل بمثابة‬
‫مالكا وناقال لها في حالة االحتفاظ بها أو تخزينها أو إيداعها باملخازن أو الساحات املخصصة لتخليصها وذلك تحت‬
‫مس ؤوليتها‪ ،‬غ ير أن الش ركات الخاص ة غالب ا م ا تس عى إلى طلب رخص ة املعش ر ألنه ا تعم ل على نق ل البض ائع‬
‫وتخليص ها من الجم ارك في أن واح د‪ ،‬تبس يطا إلج راءات التخليص إذ تجم ع بين مهم ة التعش ير واح تراف النق ل‬
‫الدولي البضائع‪.‬‬

‫وعموم ا تظ ل مس ؤولية الن اقلين الجنائي ة قائم ة على توقي ع التص اريح فيم ا يخص اإلغف االت والبيان ات غ ير‬
‫الصحيحة املالحظ ة في تص ريحاتهم وك ذا كل الجنح واملخالف ات املرتبط ة به ذا التق ديم م ا لم يثبت أنهم ارتكب وا‬
‫األفعال بحسن النية وبشكل غير متعمد حيث تطبق في حقهم الغرامات واملصادرات دون العقوبات الحبسية كما‬
‫قد تكون مسؤوليتهم املدنية دون الجنائية عن فعل مستخدميهم املرتكبين لعمليات الغش بمناسبة تقديم التصريح‬
‫املفصل‪. 36‬‬

‫املسافرون وسكان الحدود‬

‫يعتبر مسافرا كل شخص يتجاوز حدود املكتب الجمركي سواء عند الدخول أم الخروج من وإلى التراب الخاضع في‬
‫حين يعت بر من س كان الح دود كل شخص يس كن او يقيم في ح دود ال دائرة الجمركي ة وال ذي ي دار أعم ال من ه ذا‬
‫الج انب او أخ ر من الح دود ‪،‬حيث عم د املش رع الجم ركي املغ ربي في ه ذا الص دد على إعف اء املس افرين وس كان‬
‫الح دود من تق ديم او إي داع تص ريح كت ابي واكتفى بتق ديم تص ريح ش فوي‪ 37‬باألش ياء ال تي يحملونه ا من البض ائع‬
‫وم واد غذائي ة وأش ياء وأمتع ة موجه ة فق ط لالس تهالك او االس تغالل الشخص ي او الع ائلي وال تي ال ت دخل في‬
‫العمال التجارية ‪ ،‬ويعزز هذا التصريح بإثبات ملكيتهم لتلك األشياء بالوثائق أو املستندات ) فاتورة الشراء أو البيع‬
‫‪ (...‬عند الضرورة‪.‬‬

‫‪ 34‬البيان التجاري للباخرة هو وثيقة للنقل الدولي للبضائع تتضمن مجموعة من البيانات أهمها اسم الباخرة والعلم التي تحمله ورقم السندات الشحن‬
‫وعدد الطرود النوع ووزن البضائع‪.‬‬
‫‪ 35‬عبد هللا ولد‪ ،‬مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة مع اجتهاد القضاء المغربي والمقارن‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ط ‪ 2‬سنة‬
‫‪ 2005‬ص ‪ 77‬و‪.68‬‬
‫‪ 36‬محمد برادة اغز يول‪ ،‬مدونة وتنظيمات الجمارك والضرائب غير المباشرة ص ‪219‬و ‪. 220‬‬
‫‪ 37‬يكون هذا التصريح في الغالب باإلجابة على سؤال يطرحه اعوان اإلدارة الجمركية " هل لديكم ما تصرحون به ؟" ‪.‬‬
‫األشخاص املؤدون لهم بتقديم التصريح املفصل‬

‫يعم ل بعض األشخاص ال ذاتيين أو تجاري ة على التواص ل م ع إدارة الجم ارك املراك ز الجمركي ة بش كل مس تمر‬
‫واالستفادة من خدماتها من أجل عملية االستخالص الجمركي وعلى هذا األساس خول املشرع املغربي لهذه الفئة‬
‫دون ان تكون مزاولة ملهنة معشر لدى الجمرك‪ ،‬إمكانية تقديم تصريحات إلى املراكز الجمركية لفائدة الغير بعد‬
‫الحص ول على إذن باس تخالص البض ائع من الجم رك وف ق الش روط والكيفي ات الخاص ة بحص ول املعش ر على‬
‫رخصة ممارسة مهنة التعشير الواردة في الفصل ‪ 70‬من م‪.‬ج‪ ،‬ويكون هذا اإلذن بخصوص عمليات تتعلق ببضائع‬
‫معينة وعلى غرار مسؤولية املعشر املطلقة عن كل البيانات التي يدلي بها في انجاز التصاريح املفصلة‪ ،‬فإن املشرع‬
‫الجمركي بدوره ألقى على عاتق طالب اإلذن باستخالص البضائع من الجمرك مسؤولية صحة البيانات املدرجة في‬
‫التصريح املفصل من عدمها‪ ،‬ومن جهة اخرى فإن األشخاص الحاصلين على إذن خاص بتقديم التصريح املفصل‪،‬‬
‫وفي حال ة ثب وت اخط اء مهني ة من قبلهم تتعل ق ببيان ات او معلوم ات التص ريح املفص ل أو ع دم الوف اء بالتزام اتهم‬
‫اتجاه اإلدارة أو اإلخالل بقواعد ممارسة االستخالص الجمركي‪ ،‬وقد تعرضهم لعقوبات جنحيه أو أداء غرامات‬
‫مالية إضافة إلى سحب رخصة التعشير كما هو الشأن في مسؤولية املعشر‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬طرق األداء‪ ،‬اآلجالت املقررة وجزاءات التأخر‬

‫طرق األداء‬

‫املشرع املغ ربي من خالل مدونة الجمارك الفصل ‪ 9538‬جاء بكيفية أداء الرس وم واملكوس املقررة في الفصل ‪92‬‬
‫من نفس املدونة وكذلك الغرامات وجميع املبالغ املستحقة لإلدارة‪ .‬فقد نص على أن لإلدارة الحق في استخالصها‬
‫بجميع الوسائل املنصوص عليها قانونا وسوف نأتي بالذكر ما تم التنصيص عليه في إطار مدونة تحصيل الدين‬
‫العمومية‪.‬‬

‫كل اداء يترتب عنه تسليم وصل أو أي اثبات أخر لألداء‪.‬‬

‫فبالنس بة ملا ج اء ب ه املش رع في مدون ة التحص يل العمومي ة‪ ،‬نص املش رع في املادة ‪ 20‬من مدون ة تحص يل ال ديون‬
‫العمومية على أن األداء يكون إما‪:‬‬

‫نقدا‪ :‬وهي العملية التي تحصل عندما يختار امللزم األداء نقدا ويسلم له وصل مقابل ذلك‪.‬‬

‫الشيك‪ :‬يتم تحريره في اسم القابض املكلف بالتحصيل بحيث يعتمد في هذه الحالة على صفة القابض وليس على‬
‫اس مه الشخصي والع ائلي ألن الش يك املراد تحص يله ه و لفائ دة القباض ة وليس لحس اب شخصي للق ابض‪ ،‬كم ا‬
‫يمكن أن يتم األداء عن طريق؛‬

‫التحوي ل‪ :‬أو ال دفع في حس اب مفت وح في اس م الق ابض وغالب ا م ا يكون ه ذا الحس اب مفتوح ا في مرك ز الش يكات‬
‫البريدية وبصفة عامة يمكن أن يكون األداء باي وسيلة أخرى بشرط أن تكون منصوص عليها في القوانين الجاري‬
‫بها العمل‪.‬‬

‫‪ 38‬تم نسخ وتعويض المادة ‪ 95‬بمقتضى المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 68.17‬السالف الذكر‬
‫آجالت األداء‬

‫اآلجال املحددة حسب مدونة الجمارك‪ ،‬تم التنصيص عليها في الفصل ‪ 9339‬من املدونة وذكر على أنه هذه اآلجال‬
‫تحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من الوزير املكلف باملالية‪.‬‬

‫اآلج ال املق ررة بالنس بة للعملي ات موض وع التص اريح االحتياطي ة املش ار اليه ا في الفص ل ‪ 76‬املك رر من م‪.‬ج ال‬
‫يحتسب سريان اآلجال إلى من التاريخ املحدد للتصريح بالعناصر الكمية النهائية‪.‬‬

‫جزاءات التأخير‬

‫إذا لم يتم األداء قب ل ت اريخ االس تحقاق ف إن املبالغ غ ر املس ددة تخضع لزي ادة عن الت أخر ق درها ‪ %5‬بالنس بة إلى‬
‫الشهر األول عن التأخر و‪ %50‬عن كل شهر أو جزء شهر إضافي‪..‬‬

‫تخض ع الض رائب والرس وم ال تي يتم إص دارها على سبيل التس وية بواس طة ج داول أو ق وائم إي رادات لزي ادة عن‬
‫الت أخير بنس بة ‪ %5‬عن الش هر األول من الت أخير و‪%50‬عن كل ش هر أو ج زء ش هر إض افي تطب ق ابت داء من ت اريخ‬
‫استحقاقها إلى تاريخ إصدارها‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬التحصيل الجبري‬

‫ال يخفى على املهتم بتحص يل ال ديون العمومي ة أهمي ة التحص يل الج بري‪ ،‬حيث ال يتم التحص يل بكيفي ة رض ائية‪،‬‬
‫ل ذلك منح املش رع اإلدارة الح ق في اللج وء إلي ه حيث أن ه ب الرجوع إلى مقتض يات املادة ‪ 39‬من مدون ة تحص يل‬
‫الديون العمومية تباشر اإلجراءات التحصيل الجبري عن طريق اإلنذار والحجز والبيع‪.‬‬

‫ويمكن أيضا الرجوع إلى اإلكراه البدني فيما يخص استخالص الغرامات واملصاريف وكذا األداءات التي يحكم بها‬
‫القض اء الزج ري لص الح الخزين ة وفي نفس اإلط ار ج اءت املادة ‪ 1845‬مك رر من املدون ة العام ة للض رائب بفرنس ا‬
‫تسمحان بممارسة اإلكراه البدني في حق امللزم الذي يكون محل إدانة نتيجة الغش الضريبي‪ .‬وبالنظر إلى ضرورة‬
‫تحصيل ال ديون العمومي ة الرتباط ه باملوازن ة العام ة للبالد ومس ؤولية املحاس ب املكل ف باالس تخالص‪ .‬فقد وضع‬
‫املشرع مجموعة من اآلليات وإجراءات تعد من أهم الضمانات املمنوحة للخزينة‪،‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات التحصيل الجبري‬

‫بعد التوصل بالحكم من طرف األمر بالصنف مصحوب ببيان التصفية وسند املدخول يشرع القابض في التحصيل‬
‫بإرسال آخر إشعار بدون صائر يتلوه إنذار ثم حجز وبيع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬وجوب إرسال إشعار بدون صائر‬

‫‪ 39‬لفصل ‪ 67‬مكرر‪ .‬من مدونة الجمارك‬


‫يعتبر التنبيه أو اإلشعار بدون صائر‪ ،‬الذي يوجه إلى امللزم حتى يقوم بتسوية دينه الضريبي بطريقة ودية‪ ،‬فإذا لم‬
‫يصل القابض من خالل هذا اإلجراء إلى حمل املدين على أداء دينه يمكن االنتقال مباشرة إلى إجراءات التحصيل‬
‫الجبري التي تكون آنذاك بصائر‪.40‬‬

‫ويرسل هذا اإلشعار عبر البريد العادي ومعفى من الرسوم طبقا ملرسوم ‪ 26‬ديسمبر ‪ 1959‬بدل إرساله عبر البريد‬
‫املض مون م ع اإلش عار بالتوص ل ال ذي يض من حق وق املل زم في عالقت ه ب إدارة التحص يل‪ .‬وق د ح دد املش رع املدة‬
‫الفاصلة بين إرسال آخر إشعار بدون صائر وأولى إجراءات التحصيل الجبري املتمثلة في اإلنذار القانوني في مدة‬
‫‪41‬‬
‫عشرين ‪ 20‬يوما‪.‬‬

‫وقد جعلت املدونة الجديدة هذا اإلجراء إجباريا تحت طائلة بطالن اإلجراءات الالحقة‪ 42.‬ويقابل هذا اإلجراء في‬
‫القانون الفرنسي ما يسمى بالرسالة التذكيرية‪ ،‬بحيث يعتبر هذا اإلجراء ذا طابع شكلي وإلزامي‪ ،‬وعدم احترامه‬
‫يؤدي حتما إلى بطالن كل اإلجراءات الالحقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلنذار‬

‫هو عبارة عن إشعار يتضمن من البيانات التي تحتوي على مبلغ الدين والجزاءات املترتبة عنه‪ ،‬كما يشمل على ما‬
‫يفي د إجب ار املدين على الوف اء ح اال بم ا في ذمت ه تج اه الخزين ة‪ ،‬ه ذا اإلن ذار ال ب دا ل ه من مجموع ة من الش كليات‬
‫حيث تنص املادة ‪ 40‬من مدون ة التحص يل‪ ..‬يباش ر التحص يل بواس طة إن ذار في ش كل قائم ة أص لية لإلن ذار ويتم‬
‫إع داده من ط رف م أموري التبلي غ والتنفي ذ تحت إش راف الق ابض‪ ،‬فباإلض افة إلى اس م املدين وعنوان ه‪ ،‬وأن واع‬
‫الضرائب ومبلغها اإلجمالي‪ 43‬بما في أصل الدين والزيادات عن التأخير ومصاريف املتابعات كما يشمل على ما يفيد‬
‫إجبار املدين على الوفاء بما في ذمته تجاه الخزينة‪.‬‬

‫وفي جميع الحاالت‪ ،‬فإن تبليغ املدين املعني باألمر باإلنذار القانوني‪ ،‬ابتداء من تاريخ هذا التبليغ املثبت في القائمة‬
‫األصلية لإلنذار يكون آنذاك ملزما باألداء خالل أجل ثالثين يوما وإال أصبح هذا اإلنذار شرط يسمح باالنتقال إلى‬
‫اإلجراء املوالي وهو الحجز على األموال املنقولة للمدين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحجز على األموال املنقولة للمدين‬

‫إذ لم يبرئ املدين بالضريبة ذمته خالل ثالثين يوما املوالية لتاريخ تبليغه باإلنذار القانوني‪ .‬يتخذ في حقه القابض‬
‫إج راءات الحج ز على أموال ه املنقول ة‪ .‬ويعت بر الحج ز الفعلي والن اجع في املتابع ة الجبري ة لتحص يل دي ون الخزين ة‬

‫‪ 40‬تنص المادة ‪ 36‬من مدونة التحصيل ال يمكن مباشرة التحصيل إال بعد إرسال إشعار للمدين دون صائر ويجب تقييد تاريخ إرسال هذا اإلشعار‬
‫في جدول الضرائب والرسوم أو في سند تنفيذي آخر ويقيد بهذا التقييد ما لم يطعن فيه بالزور"‪.‬‬
‫‪ 41‬تنص المادة ‪ 41‬من مدونة التحصيل ال يمكن تبليغ اإلنذار القانوني إال بعد مضي أجل ثالثين يوما ابتداء من تاريخ االستحقاق وعشرين يوما‬
‫على األقل بعد إرسال آخر إشعار المنصوص عليه في المادة ‪ 36‬أعاله‪.‬‬
‫‪ 42‬قرار رقم ‪ 53‬صدر عن المجلس األعلى الغرفة اإلدارية بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ 2004‬في الملف عدد ‪ 785/4/2003‬ورد فيه عدم ثبوت احترام‬
‫تدرج إجراءات التحصيل وذلك بتبليغ اإلنذار القانوني للمخاطب باألداء‪...‬‬
‫‪ 43‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 20‬يناير ‪ 2000‬جاء فيه وحيث أن اإلنذار ال يتضمن نوع الضريبة والرسوم المطلوب‬
‫استخالصها والحالة هاته تكون الوسيلة المعتمدة من طرف المدعي مرتكزة على أساس يتعين التصريح ببطالن اإلنذار‪.‬‬
‫حكم رقم ‪ 28‬صدر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 6‬فبراير ‪ 1996‬في الملف رقم ‪ 139/94‬ورد فيه وحيث ال يمكن اعتبار اإلنذار عائقا‬
‫للتقادم إال بعد اإلدالء بما يثبت توصل المعنيين باألمر وهذا من لم يحصل في نازلة الحال "حكم مرفق بالمذكرة المصلحية من الخازن العام‬
‫والموجه إلى القابض حول الحرص على تبليغ اإلنذارات القانونية في أجالها‪.‬‬
‫بحيث يجعل املدين يشعر بجدية املتابعة والخطر املحدق به‪ . 44‬لذلك وضمانا لحقوق املدين فقد أحاط املشرع‬
‫بمجموعة من الضوابط والضمانات أثناء مباشرة هذا اإلجراء واشترط لصحة الحجز توفر ثالثة شروط أساسية‬
‫وهي أن يكون الدين حاال األداء ومعين املقدار وخال من أي نزاع‬

‫غير أنه في ميدان تحصيل الديون فإن تطبيق مسطرة الحجز تبليغ اإلنذار القانوني كما ال يمكن للمحاسب املكلف‬
‫بالتحصيل مباشرة مسطرة الحجز إال بناء على ترخيص مسبق من طرف اإلدارة‪ 45‬التي ينتمي لها املحاسب املكلف‬
‫بالتحصيل‪.‬‬

‫ونظ را للم دة الفاص لة بين تبلي غ اإلن ذار والحج ز في إط ار ظه ير ‪ 21‬غش ت ‪ 1935‬هي ‪ 20‬يوم ا‪ ،‬س عى املش رع نح و‬
‫التوسيع من الضمانات لفائدة املدين أثناء الحجز على أمواله املنقولة وهي أحكام واردة في الفصول ‪ 452‬وما بعده‪،‬‬
‫كما أن هناك العديد من املقتضيات القانونية الخاصة بمسطرة الحجز‪ .46‬حيث تتم هذه املسطرة بناء على قائمة‬
‫اسمية بمثابة ترخيص وتتضمن هذه الالئحة العديد من البيانات كتاريخ إجراء الحجز وتحديد املحاسب املكلف‬
‫بالتحصيل واألسماء العائلية والشخصية للم دنيين ون وع الضرائب ومبلغها ومصاريف الحجز واالسم الشخصي‬
‫والعائلي وتوقيع مأمور التبليغ والتنفيذ املكلف بتنفيذ الحجز‪.‬‬

‫رابعا مسطرة البيع‬

‫لذلك يحق‬ ‫‪47‬‬


‫يعتبر البيع آخر إجراء في عمليات املتابعات ويتم اللجوء إليه إذا لم تحقق املتابعات األولى أية نتيجة‬
‫للق ابض أن يق وم ببيع األش ياء ال تي تم حجزه ا من أج ل اس تخالص مبل غ ال دين املس تحق للخزين ة‪ .‬من ثمنه ا‪.48‬‬
‫ومسطرة البيع تتوقف على مجموعة من الشروط الضرورية كشرط تبليغ اإلنذار للمدين وحصول القابض على‬
‫ت رخيص إلج راء ال بيع‪ ،‬وش رط األج ل حيث تنص املادة ‪ 59‬من املدون ة ال يتم بي ع األث اث واألمتع ة املحج وزة‬
‫واملحاصيل والثمار‪ ،‬إال بعد أجل ثمانية أيم من تاريخ الحجز‪ .‬إال أن املدونة لم تحدد أن األجل األقصى الذي يمكن‬
‫فيه املحاسب مباشرة إجراءات البيع داخله‪ ،‬وإن كنا نرى إخضاعه للقاعدة العامة املنصوص عليها في املادة ‪125‬‬
‫بش أن أج ل التق ادم في مي دان تحص يل ال ديون العمومي ة واملح ددة في أربع س نوات تبت دئ من ت اريخ الش روع في‬
‫مباشرة إجراءات التحصيل الجبري‪ .‬ولقد أكد املشرع على إمكانية حضور السلطة العمومية‪ ،‬سعيا منه إلى توفير‬
‫الحماية الالزمة لعملية البيع بما يضمن حقوق املدين املنفذ عليه ومصالح الخزينة‪ .‬كما سعى إلى إضفاء نوع من‬
‫املصداقية والحجية على عملية البيع‪ .‬هذا بصفة عامة درجات التحصيل الجبري بعد ذلك يتم اللجوء إلى مسطرة‬
‫اإلكراه البدني وما يطرحه من إشكاالت وسوف نقوم بمعالجته في فرع ثان‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسطرة اإلكراه البدني‬

‫تعت بر مس طرة اإلك راه الب دني إج راء من إج راءات التحص يل الج بري املنص وص علي ه في املادة ‪ 39‬من مدون ة‬
‫التحص يل وال تي تخ ول للق ابض ح ق متابع ة املدين في شخص ه وحريت ه من اس تخالص ال دين بع د استئناف ب اقي‬

‫‪ 44‬المجلة م‪ .‬ل‪ .‬م ‪ .‬ت عدد ‪ 37‬شهر مارس وأبريل ص‪.24.‬‬


‫‪ 45‬الفقرة األولى من المادة ‪ 44‬من مدونة التحصيل‪.‬‬
‫‪ 46‬انظر المواد ‪ 44‬إلى ‪ 55‬من مدونة التحصيل‪.‬‬
‫‪ 47‬الطيب برادة التنفيذ الجبري في التشريع المغربي بين النظرية والتطبيق ص ‪.211‬‬
‫‪ 48‬محمد مرزاق وعبد الرحمان ابليال المنازعات الجبائية بالمغرب بين النظرية والتطبيق مطبعة األمنية‪.‬‬
‫اإلجراءات املنصوص عليها في نفس املادة واملتمثلة في اإلنذار والحجز والبيع‪ .‬كما أن هناك إشكاالت أخرى مرتبطة‬
‫بتطبيق مسطرة اإلكراه البدني فاملحكمة اإلدارية هل تملك بواسطة القضاء اإلستعجالي البث في الطلب مع حالة‬
‫االعتق ال وع دم وج ود نياب ة عام ة باملحكم ة اإلداري ة لرف ع حال ة االعتق ال عن املسجون في إط ار تنفي ذ أحكامه ا‬
‫القاض ية بإيق اف تط بيق مس طرة اإلك راه الب دني‪ .‬وفي ه ذا اإلط ار ص در أم ر رئيس املحكم ة اإلداري ة بوج دة وه و‬
‫يصرح بع دم االختص اص الن وعي للبث في الطلب في ظ ل الق انون ‪ 1935 /21/08/‬وبالت الي تبقى مقتض يات الفص ل‬
‫‪ 683‬هي الواجب ة التط بيق في النازل ة ويكون معه ا رئيس املحكم ة االبتدائي ة ه و املختص للبث في الطلب لرف ع‬
‫االعتقال أو إطالق سراح الطالب‪.‬‬

‫وإذا قلن ا باختص اص املح اكم اإلداري ة في ه ذا الش أن إستنادا إلى املادتين ‪ 77‬و‪ 134‬واملادة ‪ 141‬ال تي تنص على‬
‫اختص اص املح اكم اإلداري ة في جمي ع النزاع ات الناش ئة عن تط بيق الق انون‪ .‬فهي ال تت وفر على نياب ة عام ة‪ ،‬وأن‬
‫املحاكم اإلدارية غير منتشرة عبر أقاليم اململكة وان األمر يتعلق بالحرية الشخصية للمدين يزيد األمر تعقيدا‪.‬‬
‫ومن املعلوم أن مسطرة اإلكراه البدني كانت تمثل الوسيلة األنجع بالنسبة لإلدارة في تحصيل الديون العمومية‪،‬‬
‫وأنها كانت تلجا مباشرة إلى استعمال هذه الوسيلة بعد توجيه اإلنذار إلى املدين وفق ما تنص عليه املادة ‪ 27‬من‬
‫ظه ير ‪ 21/08/1935‬وبمج رد ع دم اس تجابة املدين لإلن ذار املذكور تح رك اإلدارة في حق ه مس طرة اإلك راه الب دني‬
‫بتوجيه طلب بذلك إلى وكيل امللك لدى املحكمة االبتدائية املختصة الذي يأمر باالعتقال وال يراقب سوى صحة‬
‫وتنص املادة ‪ 134‬على أن اإلك راه الب دني في مي دان تحص يل الغرام ات واألداءات النقدي ة خاض عا‬ ‫‪49‬‬
‫تبلي غ اإلن ذار‬
‫لفصول ‪ 675‬و ‪ 687‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬فمسطرة اإلكراه البدني تعرف مجموعة من اإلشكاالت حيث‬
‫يالح ظ من خالل الص ياغة القانوني ة للم ادتين ‪ 77‬وز ‪ 134‬أن هن اك تع ارض‪ ،‬إذ تمن ع املادة ‪ 77‬اإلك راه الب دني في‬
‫الضرائب والرسوم والديون العمومية التي تقل عن ‪ 8000‬درهم‪ ،‬وبالتالي تكون الغرامات كدين عمومي بمدلول‬
‫املادة ‪ 2‬والتي تقل عن ‪ 8000‬درهم غير مشمولة باإلكراه البدني بينما في صياغة املادة ‪ 134‬تبقى الغرامات مشمولة‬
‫باإلكراه البدني‪.‬‬

‫مطلب‪ :‬االلتزام باألداء والتضامن وتصفية الرسوم واملكوس الجمركية‬

‫تستتبع عملي ة تسجيل التص ريح املفص ل وفحص ه بع د قبول ه‪ ،‬أداء الرس وم واملكوس الجمركي ة املس تحقة على‬
‫البض ائع مح ل التخليص‪ ،‬ذل ك أن النتيج ة القانوني ة للمراقب ة الوثائقي ة أو الفحص املادي للبض ائع هي تحدي د‬
‫الرسوم واملكوس وغيرها من املستحقات عن كل عملية لتصدير أو استيراد‪ ،‬ويتم الشروع في تحصيلها من طرف‬
‫إدارة الجمارك بمقتضى سند املداخيل يصدره االمر بالصرف باملكتب الجمركي املعني بعملية التخليص‪. 50‬‬

‫وتخضع هذه الرسوم واملكوس إلجراءات خاصة بتصفيتها وتحصيلها من قبل إدارة الجمارك داخل األجل القانوني‬
‫وف ق عناص ر الكمي ة والنوعي ة املح ددة للبض ائع ولق د ت ولى املش رع املغ ربي تحدي د األج ل الق انوني ألداء الرس وم‬
‫وغيره ا من املكوس في الفص ل ‪ 93‬من مدون ة الجم ارك والض رائب غ ير املباش رة‪ ،‬ويمكن أن يؤج ل األداء بمقتضى‬

‫‪ 49‬مقال لإلشارة محمد لمزورغي منشور بالمجلة‪.‬م‪ .‬ل‪ .‬م‪ .‬ت‪ .‬سلسلة مواضيع الساعة ‪-‬عدد ‪ 31‬سنة ‪ 2001‬ص ‪.72‬‬
‫‪ 50‬الفصل ‪ 92‬من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫إذن في تسليم س ندات مكفول ة في ش كل تعه د مكف ول يتعه د بمقتض اه املل زم ب األداء طبق ا للفص ل ‪ 93‬املش ار إلي ه‬
‫أعاله‪.‬‬

‫وقد حددت مدونة الجمارك لتسديد الرسوم داخل أجل معين‪ ،‬ورتبت عن كل تأخير في األداء فائدة مستحقة يجب‬
‫أداؤها من اليوم املوالي ليوم انصرام األجل إلى نهاية يوم التحصيل‪ ،‬وقد تحدد األجل في ثالثة أيام‪.‬‬

‫وتتم عملي ة االس تخالص ال تي تهم الرس وم و املكوس الجمركي ة وف ق املس طرة و اإلج راءات املح ددة في مدون ة‬
‫على اعتبار كونها ديونا عمومية بمقتضى املادة الثانية من نفس املدونة‪ ،‬ووفق أحكام‬ ‫‪51‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‬
‫التحص يل الجم ركي املنص وص علي ه بمدون ة الجم ارك‪ ،‬وال تي تل زم املل زمين بالرس وم الجمركي ة ب أداء واجب ات‬
‫تخليص البض ائع على وج ه التض امن بين املل زمين ب أداء نفس ال دين عن طري ق س ند املدخول ال ذي يعت بر الوثيق ة‬
‫الوحي دة لتحدي د الرس وم و املكوس وف ق قواع د تهم التس ديد و أخ رى تخص ض مان أدائه ا‪ ،‬ح تى يمكن للمص رح‬
‫بعد إذن إدارة الجمارك من حيازة بضاعته لتنتهي مسطرة عمليات التخليص الجمركي من خالل تصفية و تحصيل‬
‫الضريبة الجمركية املتعلقة باالستيراد والتصدير قصد استخالص الخزينة العامة للملكة بحقوقها عن طرق إدارة‬
‫الجمارك‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذه النقطة سنبحث أوال في االلتزام باألداء والتضامن من طرف امللزمين باألداء تم سنتناول مسطرة‬
‫تسديد وضمان الرسوم واملكوس ثانيا‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االلتزام باألداء والتضامن‬

‫طبق ا ملقتض يات الفص ل ‪ 87‬من مدون ة الجم ارك والض رائب غ ير املباش رة‪ ،‬ال ذي نص على ض رورة االل تزام ب أداء‬
‫الرسوم واملكوس الجمركية‪ ،‬عن طريق األشخاص املؤهلين لتقديم تصريح مفصل بالبضائع‪.‬‬

‫فإن الفصل املشار إليه حول صفة ملزمين بأداء الضريبة الجمركية وغيرها من الرسوم واملكوس الواجب أداؤها‬
‫عند االستيراد أو التصدير على سبيل الحصر للمصرح بالبضاعة أو موكل املصرح أو الكفيل بها‪.‬‬

‫وعليه فإن صفة امللزم بأداء الرسوم واملكوس ال تمنح إال ملالكي البضائع أو املعشرين املقبولين أو من يعد بمثابة‬
‫مالك للبضاعة واملقصود بهم الناقلون واملسافرون وسكان الحدود فيما يخص األشياء واملواد التي ينقلونها‪.‬‬

‫كما تخول صفة امللزم ألي شخص ذاتي أو معنوي يزاول مهنة القيام لفائدة الغير باإلجراءات الجمركية‪ ،‬املتعلقة‬
‫بالتص ريح املفص ل للبض ائع س واء كانت ه ذه املهن ة ممارس ة بص فة رئيس ية أو بص فة ثانوي ة‪ ،‬وكيفم ا كان ن وع‬
‫التوكيل املخول ملن يقوم بها‪.‬‬

‫إال أن املش رع املغ ربي في ه ذا الص دد ق د أعفى املعش ر ب الجمرك من االل تزام ب أداء الرس وم واملكوس الناتج ة عن‬
‫مراجعة القيمة التي تم القيام بتحديدها بعد انصرام ‪ 90‬يوما املوالية لتسليم رفع اليد عن البضائع إذا تصرف‬
‫عن حسن نية‪ ،‬حيث ال يعتبر مسؤوال عن آثار املراجعة بل يقتصر دوره على نقل املعلومات التي حصل عليها من‬

‫‪ 51‬القانون رقم ‪ 1597‬بمثابة مدونة لتحصيل الديون العمومية المصادق عليها بالظهير الشريف رقم ‪ 1-000-175‬بتاريخ ‪.2000/05/03‬‬
‫وق د يخول املصرح أو‬ ‫‪52‬‬
‫موكل ه‪ ،‬وب أن ليس ل ه أي سبب معقول من ش أنه التش كك في ص دق أو صحة املعلومات‬
‫أحد األشخاص السالف ذكره أعاله لفائدة الوكيل العامل في خدمته‬

‫للتص ريح نياب ة عن ه بمقتضى توكي ل خ اص يمنح ه ج ل الس لطات لتخليص البض ائع من الجم رك‪ ،‬وب ذلك يص بح‬
‫املوكل ملزما قانونيا بأداء الرسوم واملكوس املستحقة عن عملية االستخالص الجمركي للبضائع املوكل عنها‪. 53‬‬

‫كم ا أق ر املش رع املغ ربي تخوي ل ص فة مل زم ب أداء الرس وم للكفي ل ال ذي يعت بر ملتزم ا بالكفال ة أو الض مان لوف اء‬
‫املدين املكف ول إذ عج ز عن الوف اء أو قص ر في ه‪ ، 54‬وق د يكون الكفي ل مؤسس ة بنكي ة أو ش ركة ت أمين شخص ا‬
‫معنويا كان أو ذاتيا‪ .‬وفي هذا الصدد أقر القضاء املغربي على أن يلتزم الكفالء بقدر ما يلزم امللتزمون الرئيسيون‬
‫ب أداء الرس وم أو املكوس إال أن ه فيم ا يخص الكفال ة املدفوع ة من ط رف مؤسس ات بنكي ة أو مؤسس ات ت أمين‬
‫فتقدم كفالة معينة كضمان لوفاء املدين املكفول بالحقوق وذلك وفق سقف محدد وتتابع في حدود هذا السقف‪.‬‬

‫ومن جه ة ثاني ة وطبق ا ملقتض يات من مدون ة الجم ارك والض رائب غ ير املباش رة‪ ،‬فإن ه يعت بر امللزم ون ب أداء نفس‬
‫ال دين م دينين متض امنين في أداء الرس وم واملكوس‪ ،‬وس واء كانوا كفالء أو مص رحا أو كيال عن ه ذا األخ ير‪ .‬وعلى‬
‫هذا أساس فإن حقوق أجل الدين بالنسبة ألحدهم يسري مفعوله عليهم جميعا‪ ،‬على أساس أن االلتزام بالتضامن‬
‫من النظام العام‪ ،‬وال يجوز لألطراف االتفاق على مخالفته الرتباطه باملصلحة العليا للدولة وسيادتها املتمثلة في‬
‫ضمان استيفاء حقوق الخزينة العامة للمملكة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تسديد وضمان الرسوم واملكوس‬

‫تعمل إدارة الجمارك والضرائب غير املباشرة على تحصيل الرسوم واملكوس الجمركية وغيرها من املستحقات عن‬
‫كل عملية تصدير أو استيراد‪.‬‬

‫ويتم الش روع في تحص يل ه ذه الرس وم واملكوس بمقتضى س ند املداخيل ال ذي يص دره األم ر بالص رف ب املكتب‬
‫الجمركي املختص باستيفاء الحقوق الناتجة عن عملية االستخالص بمقر املركز الجمركي املعني بعملية التخليص‬
‫ويتم أداء ه ذه الرس وم وغيره ا من املكوس داخ ل األج ل الق انوني املنص وص علي ه في الفص ل ‪ 93‬من مدون ة‬
‫الجمارك والضرائب غير املباشرة‪ ،‬كما يمكن أن يؤجل األداء إما بمقتضى إذن في تسليم سندات مكفولة بفائدة‬
‫وإما في شكل تعهد مكفول يتعهد بمقتضاه امللزم باألداء طبقا للفصل ‪ 93‬املشار إليه‪.‬‬

‫ونظرا الرتباط الحقوق الجمركية أعاله الواجبة التسديد بخزينة الدولة فإن نفس املشرع الجمركي املغربي وضع‬
‫قواعد وأحكام خاصة لضمان أداء الحقوق حيث حددت مدونة الجمارك تسديد الرسوم داخل أجال معين ورتبت‬
‫عن كل تأخير في األداء فائدة مستحقة يجب أداؤها من اليوم املوالي ليوم انصرام األجل إلى نهاية يوم التحصيل ‪37‬‬
‫وقد تحدد األجل املذكور في حالتين‪:‬‬

‫الحالة األولى‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ 52‬قرار المجلس االعلى عدد ‪ 8/343‬بتاريخ ‪ 2007/02/07‬في الملف الجنحي عدد ‪ 26/20187‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 53‬قرار رقم ‪ 1010/87‬صادر عن محكمة االستئناف بالناظور بتاريخ ‪ 2010/03/09‬ملف جمركي رقم ‪ 3094‬بتاريخ ‪.2009/11/19‬‬
‫‪ 54‬فؤاد أنور‪ ،‬التخليص الجمركي للبضائع‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫وهو األجل املحدد في خمسة عشر يوما أو ثالثين يوما بحسب اختيار امللزم باألداء‪ ،‬تبتدئ من تاريخ تسليم اإلذن‬
‫في أخ د البض ائع املس تفيدة من تس هيالت األداء‪ ،‬غ ير أن ه في حال ة تق ديم تص ريح احتي اطي بمناس بة ع دم ت وفر‬
‫املصرح على العناصر الضرورية لتحرير تصريح مفصل‪ ،‬فإن سريان أجل خمسة عشر يوما أو ثالثين يوما حسب‬
‫اختيار امللزم ال يبدأ إال بعد انصرام األجل املحدد للتصريح بالعناصر الكمية النهائية‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫وه و االج ل املح دد في ثالث ة أي ام بالنس بة لجمي ع الح االت األخ رى غ ير املش ار إليه ا أعاله‪ ،‬وال تي تبت دئ من ت اريخ‬
‫تسجيل سند املدخول بورقة اإلصدار‪.‬‬

‫أما فيما يخص التشريع املقارن‪ ،‬فإن املشرع املصري اعتبر أن وقت تحصيل الضرائب الجمركية وتسديدها يتم‬
‫مباشرة عند اإلفراج عنها ‪ ،‬ويعتبر هذا السند املنصوص عليه من قبل املشرع املصري أكثر وضوحا من نظيره‬
‫املغربي‪ ،‬إال أنه ال يشكل أي مجال للملزم في التأخير عن أداء الرسوم املستحقة على أساس أن دفع هذه الضرائب‬
‫هو اإلجراء األخير من إجراءات تخليص البضائع من الجمرك‪ ،‬وفق القانون الجمركي املصري‪ 55‬وتجدر اإلشارة‬
‫فيم ا يخص الفائ دة املس تحقة األداء عن كل ت أخير‪ ،‬وأن ه يح ق ل وزير املالي ة بع د استش ارة املدير الع ام إلدارة‬
‫الجمارك أو باقتراح من هذا األخير‪ ،‬اتخاذ قرار بإبراء كل شخص ذاتي أو معنوي من كل أو بعض مبلغ الفائدة عن‬
‫التأخير‪ ،‬وهو إجراء يأخذه في إطار مساعدة املقاوالت الوطنية على تجاوز الصعوبات املالية التي تعترضها أو في‬
‫إطار تطبيق سياسة تأهيل املقاوالت خاصة املتوسطة والصغرى ملواجهة املنافسة الدولية‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فيما يتعلق بالطرق املتاحة لتسديد الرسوم واملكوس الجمركية‪ ،56‬فإن هذه الوسائل تتنوع فيما‬
‫بين التسديد عن طريق سندات مكفولة‪ ،‬أو التسديد بواسطة الطاقة البنكية أو عن طريق التحويل االلكتروني إلى‬
‫جانب الطريقة العادية التي تتجلى في األداء باألموال املتداولة‪.‬‬

‫إال أن ه بالنس بة لألداء عن طري ق الس ندات املكفول ة‪ ، 57‬ي ترتب عن األداء بواس طتها زي ادة تح دد في ‪ 8%‬في الس نة‬
‫تحتسب على قيمة مبلغ السندات املكفولة من طرف امللزم بالرسوم الجمركية ‪.58‬‬

‫أما السندات املذكورة فتؤدى في مقر الخازن العام أو قابض املالية الكائن بها مقر اشتغال املحاسب الذي تسلم‬
‫إليه‪.‬‬

‫وقد أجاز املشرع املغربي باملادة الجمركية إلدارة الجمارك لضمان أداء الرسوم واملكوس املستحقة عن كل عملية‬
‫استيراد أو تصدير‪ ،‬إضافة إلى كل املبالغ الزائدة أو الغرامات املستحقة‪ ،‬والتي يرجع استيفائها لإلدارة الجمركية‬
‫أن ت أذن للمل زمين ب األداء بتق ديم تعه د مكف ول‪ ،‬يق دم إلدارة الجم ارك في ش كل عق د ع رفي موق ع علي ه من ط رف‬
‫امللزم الذي يتقدم بطلب إلى اإلدارة من أجل قبول التعهد املكفول‪ ،‬كما يوقع من طرف وزير املالية‪.‬‬

‫‪ 55‬عبد الفتاح مراد‪ ،‬شرح قانون الجمارك الطبعة األولى ‪ ،2007‬مطبعة اإلسكندرية ص‪.127‬‬
‫‪ 56‬حكم رقم ‪ 2009/366‬صادر عن المحكمة االبتدائية بالناظور بتاريخ ‪ 2009/03/25‬ملف جمركي رقم ‪78/2008‬‬
‫‪ 57‬الفصل ‪ 92‬من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫‪ 58‬قرار لوزير االقتصاد والمالية رقم ‪ 99-1302‬صادر بتاريخ ‪ 1999/08/18‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4721‬بتاريخ ‪.1999/08/20‬‬
‫و يحتوي هذا التعهد على االلتزام بأداء الرسوم واملكوس املستحقة‪ ،‬والغرامات و كل املبالغ األخرى املستحقة بما‬
‫فيها الفوائد املترتبة عن التأخير في حالة عدم أداء مستحقات اإلدارة داخل األجل املحدد وفي حالة التملص من أداء‬
‫الرسوم والضرائب الجمركية وعدم االل تزام بأحكام التحصيل الجمركي املتمثلة في األداء والتسديد فإنه في هذه‬
‫الحالة يتم اللجوء للتحصيل الجبري للديون الجمركية وفق ما نصت عليه مدونة تحصيل الديون العمومية باملادة‬
‫‪ 29‬وفق إجراءات قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وبذلك يأخذ الجمركي للضريبة الجمركية‪ ،‬وجهان لهذا اإلجراء األول‬
‫يتمث ل في التحص يل اإلداري و الث اني عن طري ق إج راءات زجري ة قض ا ني ة أو م ا يطل ق علي ه التحص يل عن طري ق‬
‫السلطة املبالغ مالية واجبة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫يعتبر النظام الجمركي املغربي بترسانته القانونية واملؤسساتية الركيزة األساسية للنظام االقتصادي‪ ،‬حيث يحظى‬
‫بأهمية بالغة ويقوم بدور كبير في رسم وتدعيم استراتيجيات السياسات العمومية خاصة على املستويين‬
‫االقتصادي واملالي‪ ،‬وتتجلى أهميته كذلك في األدوار التي يلعبها على مستوى تزويد وضخ موارد وإيرادات مالية‬
‫مهمة في ميزانية الدولة‪ ،‬والتي تشكل بطبيعة الحال الدافع لعجلة التنمية السيما من خالل تحصيل الجبايات‬
‫الجمركية التي عمل املشرع على تحديدها وتحديد وعائها وتنظيم طرق تحصيلها واستخالصها‪ ،‬ويبقى النظام‬
‫الجمركي من بين اآلليات التي تعول عليها الدولة وتعقد عليها آمال كبيرة‪ ،‬في حماية االقتصاد الوطني على الرغم من‬
‫الصعوبات واالكراهات املرتبطة بهذا املجال‪.‬‬

‫إن النظام الجمركي باعتباره مجموعة من القواعد التي تطبق على حركة البضائع الدولية‪ ،‬يبقى آلية من اآلليات‬
‫التي تمكن الدولة من بسط رقابتها على مجالها الترابي‪ ،‬عبر إدارة الجمارك والضرائب غير املباشرة‪ ،‬التي تعتبر‬
‫كوسيط بين الهيئات الداخلية والخارجية وذلك من خالل تحصيلها ملختلف الحقوق والرسوم الجمركية املتعلقة‬
‫بالسلع عند االستيراد والتصدير والتي تعمل على تمويل الخزينة العامة للدولة وتعتبر مصدرا هاما في تمويلها‪.‬‬

‫تتولى تطبيق القوانين واألنظمة املتعلقة بمراقبة التجارة الخارجية‪ ،‬والصرف وتحصيل الضرائب والرسوم‬
‫الجمركية‪ .‬وقد دخلت هذه اإلدارة في سلسلة من اإلصالحات والتحديثات التي تروم محاولة تجاوز التصور‬
‫التقليدي ملفهوم اإلدارة‪ ،‬والقائم على الشكالنية والتراتبية واملركزية في صناعة القرارات‪ ،‬مقابل تبني منظور‬
‫حداثي للتدبير‪ ،‬يرتكز على البعد الوظيفي والخدماتي املستند على مبادئ الحكامة الجيدة والتدبير الرشيد‪،‬‬
‫واملتجسد في تبسيط املساطر اإلدارية وتعزيز للتواصل والرفع من الكفاءة واملردودية والفعالية‪ ،‬واستعمال‬
‫تقنيات اإلعالم واالتصال املتطورة‪.‬‬

‫وللتوص ل إلى ه ذا كان الب د من وج ود إدارة ص ارمة‪ ،‬واملتمثل ة في إدارة لجم ارك‪ ،‬ال تي تق وم بتنظيم ومراقب ة‬
‫وتسهيل عمليات املبادالت التجارية‪ ،‬وذلك عن طريق تحديث األنظمة الجمركية االقتصادية والتكيف مع تطورات‬
‫املحيط االقتصادي لضمان حسن تأدية املهام وسرعة تنفيذها من جهة‪ ،‬والزيادة في اإليرادات الحكومية املوجهة‬
‫للخزين ة العام ة للدول ة من خالل تحص يل مختل ف الحق وق والرس وم الجمركي ة على الس لع والبض ائع من جه ة‬
‫أخرى‪ ،‬وذلك باعتبار الجباية الجمركية تحتل مرتبة مهمة في إيرادات الدولة‪.‬‬

You might also like