You are on page 1of 13

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫مدرسة الدراسات العليا التجارية‬

‫بحث حول‬

‫النظام الجمركي‬

‫من إعداد‬
‫أمينة بن علي‬ ‫رميساء خروبي‬
‫‪1‬‬

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬نبذة تاريخية عن نشأة األنظمة الجمركية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم األنظمة الجمركية‬
‫المبحث الرابع‪:‬الخصائص العامة لألنظمة الجمركية‬
‫الفرع األول‪:‬وضع تصريح مفصل‬
‫الفرع الثاني‪:‬اعتبار البضاعة خارج اإلقليم الجمركي‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تعليق الحقوق و الرسوم الجمركية‬
‫الفرع الرابع‪:‬الخضوع للتعهد المكفول‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أنواع األنظمة الجمركية‬
‫الفرع األول‪:‬نظام العبور‬
‫الفرع الثاني‪:‬نظام المستودع الجمركي‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نظام القبول المؤقت‬
‫الفرع الرابع‪:‬نظام إعادة التموين باإلعفاء‬
‫الفرع الخامس نظام المصنع الخاضع للمراقبة الجمركية‬
‫الفرع السادس نظام التصدير المؤقت‬
‫المبحث السادس‪ :‬أهمية األنظمة الجمركية في التجارة الخارجية‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر التجارة الخارجية الشريان األساسي الذي يربط الدول ببعضها البعض‪ ،‬فهي‬
‫الجزء الهام في االقتصاد الوطني ألي بلد‪ ،‬و قد عرفت بتطور هائل في العقود األخيرة‬
‫نتيجة االختفاء التدريجي للعراقيل و الحدود بالمفهوم التقليدي بين الدول وذلك بفعل‬
‫العولمة و تبني معظم الدول للفكر الليبرالي و اقتصاد السوق و االنسحاب التدريجي للدولة‬
‫من النشاط االقتصادي المباشر و اكتفائها بالتوجيه و المراقبة و التعديل قصد تطبيق‬
‫المنافسة السليمة و تشجيع الصادرات و جلب االستثمارات وجدت الجمارك نفسها ملزمة‬
‫بتكيف دورها الذي كان جبائيا محضا حتى تتمكن من لعب دور اقتصادي أهم للمساهمة‬
‫في هذه التحوالت‪ ،‬ومن العناصر المحورية في هذا التكييف وضع آليات وميكانيزمات‬
‫جمركية من طرف المشرع‪ ،‬لفائدة المتعاملين تدعي باألنظمة الجمركية‬

‫اإلشكالية‬
‫فيما تتمثل هذه األنظمة و ماهو دورها في تنظيم التجارة الدولية ؟‬

‫المبحث األول ‪ :‬نبذة تاريخية عن نشأة األنظمة الجمركية‬

‫لقد كانت البوادر األولى لظهور هذه األنظمة الجمركية في أوروبا بالضبط في محافظات‬
‫فرنسا قبل توحيدها انطالقا من النماذج البسيطة للتسويق و الرواج آنذاك المتمثل أساسا‬
‫في األسواق األسبوعية والموسمية المعروفة بها في مختلف المحافظات المتزامنة مع‬
‫تبلور المذهب االقتصادي للتجاريين القائم أساسا على تحرير التجارة باعتبارها المحرك‬
‫لقطاعات الصناعة و كانت الغاية السامية لهذه األنظمة في بدايتها تتمحور فقط حول‬
‫االمتيازات الضريبية و التجارية دون سواها من اإلجراءات و الحظر‪.‬‬
‫وبما أن تطور التشريع الجمركي مرتبط ارتباطا وثيقا بتطور نشاط التجارة الخارجية‬
‫وحجم المبادالت فإن المرحلة التي طبقت فيها المدرسة التجارية أفكارها التدخلية كانت‬
‫بمثابة شهادة الميالد الرسمية لهذه األنظمة‪ ،‬وتحولت تلك اإلعفاءات واالمتيازات‬
‫الموسمية و المناسباتية بداية من القرن ‪ 13‬م إلى عمليات دورية دخلت في العرف‬
‫القانوني الجمركي ‪،‬ولم يتوقف هذا التطور إلى هذا الحد حيث استمر مع مرور الزمن‬
‫بفعل اإلصالحات المتكررة التي كانت نتيجة لالزمات االقتصادية الداخلية والخارجية ولم‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫تعد فقط مقتصرة على فرنسا وأوربا بل انتشرت في مختلف دول العالم وقد اعتبرت‬
‫الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية دفعا قويا لها بفعل تراجع السياسة الحمائية للدول‬
‫وتعويضها تدريجيا بسياسة االنفتاح االقتصادي وإلغاء الحواجز الجمركية وغير‬
‫الجمركية إضافة إنشاء المنظمة العالمية للتجارة والتعريفة الجمركية المبرمة سنة ‪1947‬‬
‫التي أصبحت فيما بعد تعرف بالمنظمة العالمية للتجارة مما دفع أكثر باللجوء إلى‬
‫استعمال هذه األنظمة التي تعتبر في األساس بمثابة تسهيالت جمركية تسمح بانتقال حر‬
‫وسريع للبضاعة عبر الحدود‪ ،‬ومن هنا بدا يظهر جليا المفهوم المعاصر لألنظمة‬
‫الجمركية المبني على اعتبارات اقتصادية ومالية ولها عالقة بفكرة التحفيز والتشجيع‬
‫لعمليتي التصدير والستيراد معا وليس فقط تعليق الضرائب كما هو سائد في المذهب‬
‫التقليدي الذي ساد على مدار أربع قرون من الزمن‪ ،‬وبالضبط في بدايات القرن السابع‬
‫عشر بدأت أنظمة اإلعفاءات الضريبية التي تكون المحور األساسي لألنظمة الجمركية‬
‫تتحول إلى أنظمة تشجيعية موجهة بالدرجة األولى إلى المنتجين والمستثمرين وكبار‬
‫محترفي التجارة الدولية بصفة دائمة ودورية وهو ما جعل فكرة األنظمة الجمركية تتجسد‬
‫قانونا وواقعا بصفة تدريجية بهذه السياسات التدخلية المستمرة وتوصل األمر إلى إدراج‬
‫هذه األنظمة برموزها الخاصة في مدونة التعريفة الجمركية الموحدة وكذا اإلعفاءات‬
‫المتعلقة بها و في هذه المرحلة انطلقت مرحلة جديدة وهي مرحلة الترسيم الفعلي لهذه‬
‫األنظمة ووضعها في أطر قانونية أكثر شفافية ووضوح‪.‬‬
‫وبمرور الوقت وتحت إشراف المنظمة العالمية للجمارك التي تضم أكثر من ‪ 157‬دولة‬
‫كعضو فيها ‪ ،‬تم إبرام العديد من االتفاقيات الدولية المنظمة للمجال الجمركي لعل أهمها‬
‫اتفاقية كيوتو المعدلة والمتممة المتعلقة بتبسيط وتنسيق األنظمة الجمركية والمصادق‬
‫عليها في التشريع الجزائري بموجب األمر رقم ‪ 26 74/‬المؤرخ في ‪ 25‬مارس ‪1974‬‬
‫‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجزائر فإن تبني هذه األنظمة في المنظومة القانونية الوطنية أتى مباشرة بعد‬
‫االستقالل بموجب المرسوم الذي صدر في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1962‬الذي أقر بمواصلة تطبيق‬
‫التشريعات االستعمارية (الفرنسية) التي كانت تطبق في الجزائر قبل االستقالل باستثناء‬
‫ما يتعارض منها مع السيادة الوطنية ومبادئ ثورة نوفمبر‪ ,‬وتم إدراج هذه األخيرة في‬
‫أول تقنين جمركي وطني سنة ‪، 1979‬غير أن المشرع الوطني لم يبرز الجانب‬
‫االقتصادي لهذه األنظمة إال مع التعديل الذي طرأ على قانون الجمارك سنة ‪1998‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫خاصة ضبط المصطلحات وتحديد أهداف ووظائف األنظمة الجمركية االقتصادية بصفة‬
‫واضحة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم األنظمة الجمركية‬

‫قدمت المنظمة العالمية للتجارة تعريفا للمصطلح‪ ،‬حيث يتمثل النظام الجمركي في‬
‫اإلجراءات الجمركية التي تخضع لها البضائع الموجودة تحت مراقبة الجمارك ‪ .‬وهذه‬
‫األنظمة الجمركية ماهي إال امتداد لألنظمة التوقيفية التي عرفتها الدول منذ القديم‪ ،‬لكن‬
‫هذا المصطلح لم يغطي كل الوضعيات القانونية المتعلقة بالنشاط االقتصادي وخاصة‬
‫وضعية البضائع‬
‫كما يعرفها "كلود بار وهنري تريمو" ( ‪TREMEAU. Henri et BERR.‬‬
‫‪ : )J.Claude‬بأنها أنظمة موجهة لتشجيع بعض األنشطة االقتصادية االستيراد والتصدير‬
‫عن طريق استعمال ميكانيزمات معينة‪ ،‬تتغير حسب النشاط المعني كوقف أو اإلعفاء من‬
‫الضرائب والرسوم الجمركية‪ ،‬منح مسبق للمزايا الجبائية والمالية للمؤسسات لتدعيم‬
‫وضعيتها التنافسية في األسواق العالمية‬

‫ونستخلص إذا أنها عبارة عن جملة من اإلعفاءات التي تنتفع منها البضائع و السلع سواء‬
‫عند دخولها أو خروجها من اإلقليم الجمركي فهي تؤدي وظيفة حماية االقتصاد الوطني و‬
‫هي موجهة لتشجيع بعض األنشطة االقتصادية باستخدام ميكانيزمات متعددة مثل‬
‫اإلعفاءات و التخفيضات الجبائية المتعلقة بالتصدير واالستيراد وغيرها ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الخصائص العامة لألنظمة الجمركية‬


‫تشترك األنظمة الجمركية في مجموعة من الخصائص تتمثل فيما يلي‬

‫الفرع األول‪ :‬وضع تصريح مفصل‬


‫هو وثيقة رسمية تحدد واجبات ومسؤولية الخاضع للضريبة اتجاه إدارة الجمارك‪،‬‬
‫حيث تسمح هذه الوثيقة بتحصيل الحقوق و الرسوم الجمركية عن كل البضائع المعدة‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬

‫للتصدير أو االستيراد‪ .‬ويحرر التصريح المفصل وفق األشكال المحددة وفق التنظيم‬
‫على أن يحتوي على كافة البيانات الضرورية والمنصوص عليها في التشريع‬
‫الجمركي ‪.‬‬
‫يجب إيداع التصريح المفصل في خمس نسخ لدى مكتب الجمارك المؤهل لذلك‬
‫في أجل أقصاه ‪ 21‬يوما كامال ابتداء من تاريخ تسجيل الوثيقة إلى رخص بموجبها‬
‫تفريغ البضائع أو نقلها‪ ،‬ويتم التوقيع على التصريح من طرف مالك البضائع أو‬
‫األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المعتمدين كوكالء لدى الجمارك‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اعتبار البضاعة خارج اإلقليم الجمركي‬

‫اإلقليم الجمركي بشكل عام هو إقليم الدولة داخل حدودها السياسية وفقا ً لتحديدها‬
‫دولياً‪ ،‬ويشمل بذلك اإلقليم البري والبحري والجوي على حد سواء‪ .‬وقد نص‬
‫قانون الجمارك على أنه‪« :‬يشمل اإلقليم الجمركي‪ ،‬نطاق تطبيق هذا القانون‪،‬‬
‫اإلقليم الوطني والمياه الداخلية والمياه اإلقليمية والمنطقة المتاخمة‪ ،‬والفضاء‬
‫الجوي الذي يعلوها»‪.‬‬
‫وتعتبر البضائع المستوردة أو المصدرة والموضوعة تحت نظام من هذه األنظمة‬
‫وكأنها موجودة خارج هذا اإلقليم‪ ،‬ونتيجة لذلك فإن هذه البضائع ليست خاضعة‬
‫لدفع الحقوق و الرسوم الجمركية‪ ،‬حيث تبقى الملكية األجنبي رغم أن البضاعة‬
‫موجودة في اإلقليم الجمركي‬

‫الفرع األول‪ :‬تعليق الحقوق و الرسوم الجمركية‬

‫هذا هو جوهر النظام الجمركي فهو نتيجة للمبدأ السابق‪ ،‬حيث أن اعتبار البضاعة‬
‫خارج اإلقليم الجمركي يقتضي تعليق الحقوق والرسوم الجمركية و بعض‬
‫إجراءات الحظر ذات الطابع االقتصادي و يمكن اعتبار هذا التعليق كحافز يمنح‬
‫للمؤسسة توفير مدخالتها من أجل استعمالها ألغراض تجارية أخرى لترقية‬
‫صادراتها من أجل تخفيف العبء المالي على خزينتها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬

‫هذا اإلجراء المهم الذي يعد السمة األساسية لألنظمة الجمركية فهو مجرد تعليق و‬
‫ليس توقيف‪ ،‬و عليه فإن تعليقها ال يعفي التنازل عنها و إنما سوف تحصل في‬
‫فترة الحقة أثناء تصفية النظام إما بالتصدير أو الوضع لالستهالك‪.‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن إدارة الجمارك يحق لها التمسك بحقها في تحصيل الحقوق‬
‫والرسوم في حالة إخالل المتعامل ‪ ،‬وتطبيق كافة التدابير األخرى واإلجراءات‬
‫العقابية في حق المخالف‪ ،‬مما يعني أن هذا االمتياز يقصد به سقوط الحقوق‬
‫والرسوم بصفة نهائية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الخضوع للتعهد المكفول‬

‫يهدف التعهد إلى ضمان الوفاء بااللتزامات التي تقع على عاتق المتعهد له والمستفيد من‬
‫نظام من األنظمة الجمركية المنصوص عليها في المادة ‪ 115‬مكرر من قانون الجمارك‬
‫وما يليها وقد أوجبت المادة ‪ 117‬من قانون الجمارك‪ ،‬بأن يكتب المستفيد من األنظمة‬
‫الجمركية تعهدا مكفوال يتمثل في سند اإلعفاء بكفالة‪ ،‬أو أن يكتب تعهدا عامـا وفقـا للمادة‬
‫‪ 119‬من قانون الجمارك‪ ،‬وذلك حماية لمصلحة الخزينة العمومية المتمثلة في ضمان‬
‫مبلغ الحقوق والرسوم‪ ،‬وتحصيل الغرامات المحتملة عن عدم احترام االلتزامات‬
‫المفروضة وفقا لهذا النظام تقوم إدارة الجمارك بعد التأكد من استفاء االلتزامات المكتتبة‪،‬‬
‫برد الحقوق والرسوم المحتمل إيداعها وتلغي االلتزام ‪ ،‬ويمكن إلدارة الجمارك أن تخضع‬
‫تصفية التعهد المكفول بشرط تقديم شهادة تصدرها السلطات التي تعينها لتثبت أن‬
‫البضاعة قد وضعت فعال في النظام الجمركي الذي كانت موجهة له من قبل‪ .‬على أنه‬
‫يمكن إلدارة الجمارك إعفاء اإلدارات العمومية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري من تقديم الكفالة حسب نص المادة ‪ 118‬من قانون الجمارك ‪ .‬ويقدر مبلغ‬
‫الكفالة ‪% 10‬من مبلغ الحقوق والرسوم الجمركية الموقفة‪ ،‬واألصل أن مبلغ الكفالة يجب‬
‫أن يغطى كل المبلغ المتعلق بالحقوق والرسوم وكذا الغرامات المحتملة إال أنه وتسهيال‬
‫للمتعامل االقتصادي تم تخفيض المبلغ‬

‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أنواع األنظمة الجمركية‬


‫بالرغم من كل المميزات العامة التي تشترك فيها األنظمة الجمركية ‪ ،‬إال أنها‬
‫تتسم بعض االستثناءات الخاصة بكل نظام ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬نظام العبور‬


‫إن نظام العبور هو نظام تعفى فيه البضائع العابرة من الرسوم الجمركية‪ ،‬ألنها ال‬
‫تدخل السوق المحلي وهو من جهة ثانية مشجع قوي لحركة النقل وكل البضائع‬
‫تصلح للعبور ماعدا المحرمة دوليا‪ ،‬أو المتجهة إلى دولة عدوة ‪ ،‬وقد نص عليه‬
‫المشرع في المادة ‪ 125‬من قانون الجمارك‪" :‬العبور هو النظام الجمركي الذي‬
‫توضع فيه البضائع تحت المراقبة الجمركية المنقولة‪ ،‬من مكتب جمركي إلى‬
‫مكتب جمركي آخر برا ً أو جوا ً مع وقف الحقوق والرسوم وتدابير الحظر ذات‬
‫الطابع االقتصادي"‬
‫أمثلة عن البضائع المستثناة من العبور هي‪:‬‬
‫• البضائع التي تكون محل تقييد أو حظر على سبيل المثال "الكتب و‬
‫المجالت و كل المواد التي تمس باألخالق واآلداب العامة‪.‬‬
‫• المخدرات و جميع المؤثرات العقلية و كذا كل المنتجات التي من شأنها‬
‫المساس بالصحة العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬نظام المستودع الجمركي‬


‫المستودع الجمركي هو النظام الجمركي الذي يمكن من تخزين البضائع‪ ،‬تحت‬
‫المراقبة الجمركية‪ ،‬و في المحالت المعتمدة من طرف إدارة الجمارك وذلك مع‬
‫وقف الحقوق و الرسوم و تدابير الحظر ذات الطابع االقتصادي‪.‬و توجد ثالث‬
‫أصناف من المستودعات الجمركية المتمثلة في‪:‬‬
‫• المستودع العمومي ‪ :‬وهو مستودع االدخار العمومي والمخصص‬
‫لالستجابة للحاجيات العامة فطبقا للمادة ‪139‬من قانون الجمارك فإن‬

‫‪7‬‬
‫‪8‬‬

‫المستودع العمومي يفتح لجميع المستعملين‪ ،‬إليداع مختلف أنواع‬


‫البضائع ما عدا تلك المستثناة في المادتين ‪ 116‬و‪ 130‬من قانون‬
‫الجمارك‪ ،‬وإنتاج المحروقات وما شابهها والمنتجات الخطيرة إال‬
‫بترخيص بقرار من الوالي بعد اخذ رأي ايجابي من لجنة األمن و‬
‫الصحة غير انه يدعى المستودع العمومي مستودعا خصوصيا عندما‬
‫يكون معدا لتخزين البضائع التالية‪ :‬البضائع التي يشكل وجودها‬
‫خطرا أو من شأنها أن تفسد نوعية البضائع األخرى أو البضائع التي‬
‫يتطلب حفظها تجهيزات خاصة و ينشا عندما تبرره ضرورات‬
‫التجارة من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي مقيم في اإلقليم‬
‫الجمركي‪ ،‬ويتمثل نشاطه الرئيسي أو الثانوي في تقديم الخدمات في‬
‫ميدان تخزين البضائع ونقلها وتداوله‪.‬‬
‫● المستودع الخاص ‪ :‬يمنح المستودع الخاص لكل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي الستعماله الشخصي من أجل إيداع بضائع مرتبطة بنشاطه وذلك‬
‫في انتظار إلحاقها بنظام جمركي آخر مرخص و يدعى المستودع‬
‫الخاص مستودعا خصوصيا عندما يوجه إلى تخزين بضائع يستلزم‬
‫حفظها منشآت خاصة ‪.‬‬
‫● المستودع الصناعي ‪:‬هو المحل الخاضع للرقابة الجمركية حيث يرخص‬
‫لمؤسستها بتهيئة البضائع المعدة لإلنتاج قصد التصدير مع وقف الحقوق‬
‫والرسوم التي تخضع لها هذه البضائع و البضائع التي يمكن أن تهيأ‬
‫ضمن نظام المستودع الصناعي هي ‪:‬‬
‫✔ إما التي تجرى عليها عمليات تحويالت أو تصنيع‪ ،‬أو معالجة‬
‫إضافية‪.‬‬
‫✔ إما التي يجري استخدامها على حالها في وضع المستودع الصناعي‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬نظام القبول المؤقت‬


‫هو نظام يسمح في ظل شروط معينة استيراد بضائع داخل اإلقليم الجمركي بإعفاء‬
‫كلي أو جزئي من دفع الحقوق والرسوم الجمركية وتدابير الحظر ذات الطابع‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬

‫االقتصادي‪ ،‬مع االلتزام بإعادة تصديرها في أجل معين ومحدد مسبقا وذلك يتم على‬
‫حالتها دون أن تطرأ عليها تغييرات باستثناء النقص العادي للبضائع نتيجة استعمالها‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪:‬نظام إعادة التموين باإلعفاء‬


‫إعادة التموين باإلعفاء هو النظام الجمركي الذي يسمح مع اإلعفاء من الحقوق و الرسوم‬
‫باستيراد البضائع المتجانسة من حيث النوع و الجودة و الخصائص التقنية مع تلك التي‬
‫ضبطت في السوق الداخلية و استعملت للحصول على منتجات سبق تصديرها بشكل‬
‫نهائي‪ .‬يهدف هذا النظام إلى ضمان تنافسية المنتج في األسواق الخارجية من حيث‬
‫التكلفة و ربح الوقت بالنسبة للمتعاملين من خلل السماح لهم بالرد بشكل سريع و ايجابي‬
‫على طلبات التصدير و ذلك بصنع منتجاتهم باستخدام بضائع كانت محل جمركة لوضعها‬
‫قيد االستهالك أو تصدير منتجات مصنوعة مسبقا و لكن خاضعة لدفع الحقوق و الرسوم‪.‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬نظام المصنع الخاضع للمراقبة الجمركية‬


‫يعتبر هذا النظام وسيلة لتقليص تكاليف اإلنتاج وتخفيف العبء الجبائي عن المؤسسات‬
‫الوطنية‪ ،‬وقد تطرقت المواد ‪ 165‬إلى‪171‬في قانون الجمارك إلى هذه المصانع على‬
‫أنها وحدات ذات طابع صناعي‪ ،‬تستفيد منتجاتها من امتيازات جمركية أو جبائية وأن‬
‫إدارة الجمارك تتولى التطبيق الكامل أو الجزئي للنصوص التي تتعلق بيه‪ ،‬على أساس أنه‬
‫يمكن أخذه كمستودع تحويل و يعد أساسا لعمل المؤسسات التي تقوم باستخراج وتصنيع‬
‫المحروقات غازية أو سائلة و ذلك نظرا ألهمية القطاع البترولي في االقتصاد‬
‫الجزائري‪ ،‬والمداخيل التي تجنيها الخزينة العمومية من الجباية البترولية‪.‬‬

‫الفرع السادس ‪ :‬نظام التصدير المؤقت‬


‫يقصد بالتّصدير المؤقت النّظام الجمركي الذي يسمح بالتّصدير المؤقت للبضائع المعدة‬
‫إلعادة استيرادها بهدف معين في أجل محدد دون تطبيق تدابير الحظر ذو ّ‬
‫الطابع‬
‫االقتصادي وذلك إما على حالتها دون أن يحدث لها تغيير ‪ ،‬باستثناء النّقص العادي نتيجة‬
‫استعمالها أو بعد تعرضها لتحويل أو تضيع أو تصليح في إطار تحسين الصنع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪10‬‬

‫المبحث السادس‪:‬أهمية األنظمة الجمركية في التجارة الخارجية‪:‬‬

‫لكل نوع من األنظمة الجمركية االقتصادية دور في ترقية المبادالت التجارية مع الخارج‪،‬‬
‫فهذه األنظمة وجدت لتسهيل المبادالت التجارية مع دول العالم وذلك بمنح المنتجات‬
‫المحلية لكل دولة من دول العالم قوة منافسة المنتجات األجنبية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهمية نظام المستودع الجمركي العمومي و الخاص‬
‫إن تعيين وجهة نهائية للبضائع المستوردة ليس من صالح المتعاملين االقتصاديين لذلك‬
‫فمن األفضل لهم اللجوء إلى نظام المستودعات بنوعيه‪ .‬فنظام المستودعات يؤثر بشكل‬
‫غير مباشر في المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬وذلك من خالل المزايا التي يقدمها للمؤسسات‬
‫للرفع من قدراتها اإلنتاجية و التنافسية بهدف التصدير وكذا تموين نفسها بالمواد‬
‫المستوردة التي تحتاجها في عملياتها اإلنتاجية‪ ،‬كما أن المستودع يعتبر عامل فعال‬
‫لضمان التسيير الحسن للمؤسسة‪ ،‬و ذلك من خالل تخفيف العبء على خزينتها من خالل‬
‫عدم دفع الحقوق و الرسوم الجمركية و االستفادة من المخزونات الموجودة تحت‬
‫تصرفها‪ ،‬إضافة إلى أنه ي نظم عملية التموين و تمكينها من تأمين نفسها ضد المخاطر‬
‫الناتجة عن انقطاع المخزون و تغيرات األسعار و عقد صفقات تجارية في الوقت‬
‫المناسب‪ ،‬كما أن المستودعات تعد أداة إحصائية تساهم في تقديم المعلومات اإلحصائية‬
‫حول التجارة الخارجية مساعدة أعوان الجمارك في تأسيس عملها على معلومات دقيقة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية نظام التصدير المؤقت‪:‬‬


‫يساهم التصدير المؤقت في التجارة الخارجية وذلك بتحسين صنع األجهزة والمعدات‬
‫وتطويرها وإدخال تكنولوجيات متطورة عليها ما يساهم في رفع اإلنتاج وبالتالي زيادة‬
‫الصادرات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية نظام القبول المؤقت التجاري‪:‬‬


‫يلعب القبول المؤقت أهمية في التجارة الخارجية‪ ،‬ألنه يستعمل في عدة حاالت مثل‬
‫البضائع والعتاد الموجهة للمعارض وتعويد المتعاملين على القواعد الدولية كما أنه يعمل‬
‫على تنمية النشاطات في إطار التحسين عند االستيراد‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪11‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫ختاما يمكن القول أن الجزائر سعت لخلق الظروف والشروط الضرورية من أجل تحقيق‬
‫إقالع اقتصادي وتنموي متوازن حيث ركزت على تنمية التجارة الخارجية وفق ما‬
‫يتماشى مع طابع السياسة االقتصادية واالجتماعية للدولة‪ .‬على هذا األساس تم صياغة‬
‫استثناءات عن القواعد العامة التي تلزم بأداء الضرائب من خالل صياغة مجموعة من‬
‫األنظمة االقتصادية الجمركية‪ ،‬هذه األنظمة تتجلى أهميتها باعتبارها وسيلة لتطوير‬
‫العملية االقتصادية وترقيتها‪ ،‬من خالل منح المؤسسة إمكانية إدخال البضائع والمعدات‬
‫عبر الحدود الجمركية‪ ،‬دون الحاجة إلى دفع الحقوق والرسوم الجمركية‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى فإنها تعت بر وسيلة لدفع االقتصاد الوطني من خالل تطوير النشاط االقتصادي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬والرفع من قدرتها التنافسية والتنويع من منتجاتها وهو الشيء الذي أضحى‬
‫يعرف تطورا ملموسا خصوصا في اآلونة األخيرة‪ ،‬مع كثرة االستثمارات األجنبية‪ .‬هذا‬
‫وبالرغم من األهمية التي تكتسيها هذه األنظمة‪ ،‬إال أننا ننوه ونوجه العناية إلى ضرورة‬
‫توعية األفراد خصوصا األعوان االقتصاديين بهذه األهمية من خالل قيام إدارة الجمارك‬
‫بورشات إعالمية‪ ،‬وسعيها إلى تقريب المتعامل االقتصادي منها بفتح األبواب الستقبالهم‬
‫وتنظيم أيام دراسية من أجل تعريفهم أكثر باألنظمة الجمركية وباألخص انعكاساتها على‬
‫الجانب المالي والجبائي للمؤسسة‪ .‬ضرورة جمع وتوحيد القوانين والقرارات والمناشير‬
‫المتعلقة بهذه األنظمة في تقنين واحد‪ ،‬أو إحداث دليل قانوني خاص بها‪ ،‬تفاديا ألي‬
‫تعارض أو تناقض بين مختلف التشريعات المنظمة لها‪ ،‬وتسهيال لتطبيق األحكام القانونية‬
‫على المتعامل االقتصادي وفقا للنظام الجمركي الذي يخضع له‪ .‬هذا‪ ،‬والبد من االهتمام‬
‫بالجانب البشري إلدارة الجمارك عن طريق مراجعة البرامج التكوينية ألعوان الجمارك‬
‫والقيام برسكلتهم في هذا المجال من أجل الوصول إلى التسيير المطلوب‪ ،‬وإرضاء‬
‫المتعاملين االقتصاديين والحفاظ على حقوق الخزينة من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬مذكرة التخرج للحمش الهادية ; النظام الجمركي و مسار تطوره في‬


‫الجزائر‬
‫‪ .2‬مذكرة التخرج سلطاني سلمى ; دور الجمارك في سياسة التجارة‬
‫الخارجية دراسة حالة الجزائر‬
‫‪ .3‬مذكرة التخرج لبوخاري هشام ; النظام الجمركي و مستقبله في ظل‬
‫االنفتاح االقتصادي‬
‫‪ .4‬مذكرة التخرج لمسلم إيمان ; األنظمة الجمركية االقتصادية في الجزائر و‬
‫دورها في تحير التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like