Professional Documents
Culture Documents
بحث حول
النظام الجمركي
من إعداد
أمينة بن علي رميساء خروبي
1
خطة البحث
مقدمة
المبحث األول :نبذة تاريخية عن نشأة األنظمة الجمركية
المبحث الثاني :مفهوم األنظمة الجمركية
المبحث الرابع:الخصائص العامة لألنظمة الجمركية
الفرع األول:وضع تصريح مفصل
الفرع الثاني:اعتبار البضاعة خارج اإلقليم الجمركي
الفرع الثالث :تعليق الحقوق و الرسوم الجمركية
الفرع الرابع:الخضوع للتعهد المكفول
المبحث الخامس :أنواع األنظمة الجمركية
الفرع األول:نظام العبور
الفرع الثاني:نظام المستودع الجمركي
الفرع الثالث :نظام القبول المؤقت
الفرع الرابع:نظام إعادة التموين باإلعفاء
الفرع الخامس نظام المصنع الخاضع للمراقبة الجمركية
الفرع السادس نظام التصدير المؤقت
المبحث السادس :أهمية األنظمة الجمركية في التجارة الخارجية
خاتمة
قائمة المراجع
1
2
مقدمة:
تعتبر التجارة الخارجية الشريان األساسي الذي يربط الدول ببعضها البعض ،فهي
الجزء الهام في االقتصاد الوطني ألي بلد ،و قد عرفت بتطور هائل في العقود األخيرة
نتيجة االختفاء التدريجي للعراقيل و الحدود بالمفهوم التقليدي بين الدول وذلك بفعل
العولمة و تبني معظم الدول للفكر الليبرالي و اقتصاد السوق و االنسحاب التدريجي للدولة
من النشاط االقتصادي المباشر و اكتفائها بالتوجيه و المراقبة و التعديل قصد تطبيق
المنافسة السليمة و تشجيع الصادرات و جلب االستثمارات وجدت الجمارك نفسها ملزمة
بتكيف دورها الذي كان جبائيا محضا حتى تتمكن من لعب دور اقتصادي أهم للمساهمة
في هذه التحوالت ،ومن العناصر المحورية في هذا التكييف وضع آليات وميكانيزمات
جمركية من طرف المشرع ،لفائدة المتعاملين تدعي باألنظمة الجمركية
اإلشكالية
فيما تتمثل هذه األنظمة و ماهو دورها في تنظيم التجارة الدولية ؟
لقد كانت البوادر األولى لظهور هذه األنظمة الجمركية في أوروبا بالضبط في محافظات
فرنسا قبل توحيدها انطالقا من النماذج البسيطة للتسويق و الرواج آنذاك المتمثل أساسا
في األسواق األسبوعية والموسمية المعروفة بها في مختلف المحافظات المتزامنة مع
تبلور المذهب االقتصادي للتجاريين القائم أساسا على تحرير التجارة باعتبارها المحرك
لقطاعات الصناعة و كانت الغاية السامية لهذه األنظمة في بدايتها تتمحور فقط حول
االمتيازات الضريبية و التجارية دون سواها من اإلجراءات و الحظر.
وبما أن تطور التشريع الجمركي مرتبط ارتباطا وثيقا بتطور نشاط التجارة الخارجية
وحجم المبادالت فإن المرحلة التي طبقت فيها المدرسة التجارية أفكارها التدخلية كانت
بمثابة شهادة الميالد الرسمية لهذه األنظمة ،وتحولت تلك اإلعفاءات واالمتيازات
الموسمية و المناسباتية بداية من القرن 13م إلى عمليات دورية دخلت في العرف
القانوني الجمركي ،ولم يتوقف هذا التطور إلى هذا الحد حيث استمر مع مرور الزمن
بفعل اإلصالحات المتكررة التي كانت نتيجة لالزمات االقتصادية الداخلية والخارجية ولم
2
3
تعد فقط مقتصرة على فرنسا وأوربا بل انتشرت في مختلف دول العالم وقد اعتبرت
الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية دفعا قويا لها بفعل تراجع السياسة الحمائية للدول
وتعويضها تدريجيا بسياسة االنفتاح االقتصادي وإلغاء الحواجز الجمركية وغير
الجمركية إضافة إنشاء المنظمة العالمية للتجارة والتعريفة الجمركية المبرمة سنة 1947
التي أصبحت فيما بعد تعرف بالمنظمة العالمية للتجارة مما دفع أكثر باللجوء إلى
استعمال هذه األنظمة التي تعتبر في األساس بمثابة تسهيالت جمركية تسمح بانتقال حر
وسريع للبضاعة عبر الحدود ،ومن هنا بدا يظهر جليا المفهوم المعاصر لألنظمة
الجمركية المبني على اعتبارات اقتصادية ومالية ولها عالقة بفكرة التحفيز والتشجيع
لعمليتي التصدير والستيراد معا وليس فقط تعليق الضرائب كما هو سائد في المذهب
التقليدي الذي ساد على مدار أربع قرون من الزمن ،وبالضبط في بدايات القرن السابع
عشر بدأت أنظمة اإلعفاءات الضريبية التي تكون المحور األساسي لألنظمة الجمركية
تتحول إلى أنظمة تشجيعية موجهة بالدرجة األولى إلى المنتجين والمستثمرين وكبار
محترفي التجارة الدولية بصفة دائمة ودورية وهو ما جعل فكرة األنظمة الجمركية تتجسد
قانونا وواقعا بصفة تدريجية بهذه السياسات التدخلية المستمرة وتوصل األمر إلى إدراج
هذه األنظمة برموزها الخاصة في مدونة التعريفة الجمركية الموحدة وكذا اإلعفاءات
المتعلقة بها و في هذه المرحلة انطلقت مرحلة جديدة وهي مرحلة الترسيم الفعلي لهذه
األنظمة ووضعها في أطر قانونية أكثر شفافية ووضوح.
وبمرور الوقت وتحت إشراف المنظمة العالمية للجمارك التي تضم أكثر من 157دولة
كعضو فيها ،تم إبرام العديد من االتفاقيات الدولية المنظمة للمجال الجمركي لعل أهمها
اتفاقية كيوتو المعدلة والمتممة المتعلقة بتبسيط وتنسيق األنظمة الجمركية والمصادق
عليها في التشريع الجزائري بموجب األمر رقم 26 74/المؤرخ في 25مارس 1974
.
أما بالنسبة للجزائر فإن تبني هذه األنظمة في المنظومة القانونية الوطنية أتى مباشرة بعد
االستقالل بموجب المرسوم الذي صدر في 31ديسمبر 1962الذي أقر بمواصلة تطبيق
التشريعات االستعمارية (الفرنسية) التي كانت تطبق في الجزائر قبل االستقالل باستثناء
ما يتعارض منها مع السيادة الوطنية ومبادئ ثورة نوفمبر ,وتم إدراج هذه األخيرة في
أول تقنين جمركي وطني سنة ، 1979غير أن المشرع الوطني لم يبرز الجانب
االقتصادي لهذه األنظمة إال مع التعديل الذي طرأ على قانون الجمارك سنة 1998
3
4
خاصة ضبط المصطلحات وتحديد أهداف ووظائف األنظمة الجمركية االقتصادية بصفة
واضحة.
قدمت المنظمة العالمية للتجارة تعريفا للمصطلح ،حيث يتمثل النظام الجمركي في
اإلجراءات الجمركية التي تخضع لها البضائع الموجودة تحت مراقبة الجمارك .وهذه
األنظمة الجمركية ماهي إال امتداد لألنظمة التوقيفية التي عرفتها الدول منذ القديم ،لكن
هذا المصطلح لم يغطي كل الوضعيات القانونية المتعلقة بالنشاط االقتصادي وخاصة
وضعية البضائع
كما يعرفها "كلود بار وهنري تريمو" ( TREMEAU. Henri et BERR.
: )J.Claudeبأنها أنظمة موجهة لتشجيع بعض األنشطة االقتصادية االستيراد والتصدير
عن طريق استعمال ميكانيزمات معينة ،تتغير حسب النشاط المعني كوقف أو اإلعفاء من
الضرائب والرسوم الجمركية ،منح مسبق للمزايا الجبائية والمالية للمؤسسات لتدعيم
وضعيتها التنافسية في األسواق العالمية
ونستخلص إذا أنها عبارة عن جملة من اإلعفاءات التي تنتفع منها البضائع و السلع سواء
عند دخولها أو خروجها من اإلقليم الجمركي فهي تؤدي وظيفة حماية االقتصاد الوطني و
هي موجهة لتشجيع بعض األنشطة االقتصادية باستخدام ميكانيزمات متعددة مثل
اإلعفاءات و التخفيضات الجبائية المتعلقة بالتصدير واالستيراد وغيرها .
4
5
للتصدير أو االستيراد .ويحرر التصريح المفصل وفق األشكال المحددة وفق التنظيم
على أن يحتوي على كافة البيانات الضرورية والمنصوص عليها في التشريع
الجمركي .
يجب إيداع التصريح المفصل في خمس نسخ لدى مكتب الجمارك المؤهل لذلك
في أجل أقصاه 21يوما كامال ابتداء من تاريخ تسجيل الوثيقة إلى رخص بموجبها
تفريغ البضائع أو نقلها ،ويتم التوقيع على التصريح من طرف مالك البضائع أو
األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المعتمدين كوكالء لدى الجمارك.
اإلقليم الجمركي بشكل عام هو إقليم الدولة داخل حدودها السياسية وفقا ً لتحديدها
دولياً ،ويشمل بذلك اإلقليم البري والبحري والجوي على حد سواء .وقد نص
قانون الجمارك على أنه« :يشمل اإلقليم الجمركي ،نطاق تطبيق هذا القانون،
اإلقليم الوطني والمياه الداخلية والمياه اإلقليمية والمنطقة المتاخمة ،والفضاء
الجوي الذي يعلوها».
وتعتبر البضائع المستوردة أو المصدرة والموضوعة تحت نظام من هذه األنظمة
وكأنها موجودة خارج هذا اإلقليم ،ونتيجة لذلك فإن هذه البضائع ليست خاضعة
لدفع الحقوق و الرسوم الجمركية ،حيث تبقى الملكية األجنبي رغم أن البضاعة
موجودة في اإلقليم الجمركي
هذا هو جوهر النظام الجمركي فهو نتيجة للمبدأ السابق ،حيث أن اعتبار البضاعة
خارج اإلقليم الجمركي يقتضي تعليق الحقوق والرسوم الجمركية و بعض
إجراءات الحظر ذات الطابع االقتصادي و يمكن اعتبار هذا التعليق كحافز يمنح
للمؤسسة توفير مدخالتها من أجل استعمالها ألغراض تجارية أخرى لترقية
صادراتها من أجل تخفيف العبء المالي على خزينتها.
5
6
هذا اإلجراء المهم الذي يعد السمة األساسية لألنظمة الجمركية فهو مجرد تعليق و
ليس توقيف ،و عليه فإن تعليقها ال يعفي التنازل عنها و إنما سوف تحصل في
فترة الحقة أثناء تصفية النظام إما بالتصدير أو الوضع لالستهالك.
مع اإلشارة إلى أن إدارة الجمارك يحق لها التمسك بحقها في تحصيل الحقوق
والرسوم في حالة إخالل المتعامل ،وتطبيق كافة التدابير األخرى واإلجراءات
العقابية في حق المخالف ،مما يعني أن هذا االمتياز يقصد به سقوط الحقوق
والرسوم بصفة نهائية.
يهدف التعهد إلى ضمان الوفاء بااللتزامات التي تقع على عاتق المتعهد له والمستفيد من
نظام من األنظمة الجمركية المنصوص عليها في المادة 115مكرر من قانون الجمارك
وما يليها وقد أوجبت المادة 117من قانون الجمارك ،بأن يكتب المستفيد من األنظمة
الجمركية تعهدا مكفوال يتمثل في سند اإلعفاء بكفالة ،أو أن يكتب تعهدا عامـا وفقـا للمادة
119من قانون الجمارك ،وذلك حماية لمصلحة الخزينة العمومية المتمثلة في ضمان
مبلغ الحقوق والرسوم ،وتحصيل الغرامات المحتملة عن عدم احترام االلتزامات
المفروضة وفقا لهذا النظام تقوم إدارة الجمارك بعد التأكد من استفاء االلتزامات المكتتبة،
برد الحقوق والرسوم المحتمل إيداعها وتلغي االلتزام ،ويمكن إلدارة الجمارك أن تخضع
تصفية التعهد المكفول بشرط تقديم شهادة تصدرها السلطات التي تعينها لتثبت أن
البضاعة قد وضعت فعال في النظام الجمركي الذي كانت موجهة له من قبل .على أنه
يمكن إلدارة الجمارك إعفاء اإلدارات العمومية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع
اإلداري من تقديم الكفالة حسب نص المادة 118من قانون الجمارك .ويقدر مبلغ
الكفالة % 10من مبلغ الحقوق والرسوم الجمركية الموقفة ،واألصل أن مبلغ الكفالة يجب
أن يغطى كل المبلغ المتعلق بالحقوق والرسوم وكذا الغرامات المحتملة إال أنه وتسهيال
للمتعامل االقتصادي تم تخفيض المبلغ
6
7
7
8
8
9
االقتصادي ،مع االلتزام بإعادة تصديرها في أجل معين ومحدد مسبقا وذلك يتم على
حالتها دون أن تطرأ عليها تغييرات باستثناء النقص العادي للبضائع نتيجة استعمالها.
9
10
لكل نوع من األنظمة الجمركية االقتصادية دور في ترقية المبادالت التجارية مع الخارج،
فهذه األنظمة وجدت لتسهيل المبادالت التجارية مع دول العالم وذلك بمنح المنتجات
المحلية لكل دولة من دول العالم قوة منافسة المنتجات األجنبية.
الفرع األول :أهمية نظام المستودع الجمركي العمومي و الخاص
إن تعيين وجهة نهائية للبضائع المستوردة ليس من صالح المتعاملين االقتصاديين لذلك
فمن األفضل لهم اللجوء إلى نظام المستودعات بنوعيه .فنظام المستودعات يؤثر بشكل
غير مباشر في المبادالت التجارية الدولية ،وذلك من خالل المزايا التي يقدمها للمؤسسات
للرفع من قدراتها اإلنتاجية و التنافسية بهدف التصدير وكذا تموين نفسها بالمواد
المستوردة التي تحتاجها في عملياتها اإلنتاجية ،كما أن المستودع يعتبر عامل فعال
لضمان التسيير الحسن للمؤسسة ،و ذلك من خالل تخفيف العبء على خزينتها من خالل
عدم دفع الحقوق و الرسوم الجمركية و االستفادة من المخزونات الموجودة تحت
تصرفها ،إضافة إلى أنه ي نظم عملية التموين و تمكينها من تأمين نفسها ضد المخاطر
الناتجة عن انقطاع المخزون و تغيرات األسعار و عقد صفقات تجارية في الوقت
المناسب ،كما أن المستودعات تعد أداة إحصائية تساهم في تقديم المعلومات اإلحصائية
حول التجارة الخارجية مساعدة أعوان الجمارك في تأسيس عملها على معلومات دقيقة.
10
11
الخاتمة:
ختاما يمكن القول أن الجزائر سعت لخلق الظروف والشروط الضرورية من أجل تحقيق
إقالع اقتصادي وتنموي متوازن حيث ركزت على تنمية التجارة الخارجية وفق ما
يتماشى مع طابع السياسة االقتصادية واالجتماعية للدولة .على هذا األساس تم صياغة
استثناءات عن القواعد العامة التي تلزم بأداء الضرائب من خالل صياغة مجموعة من
األنظمة االقتصادية الجمركية ،هذه األنظمة تتجلى أهميتها باعتبارها وسيلة لتطوير
العملية االقتصادية وترقيتها ،من خالل منح المؤسسة إمكانية إدخال البضائع والمعدات
عبر الحدود الجمركية ،دون الحاجة إلى دفع الحقوق والرسوم الجمركية .ومن جهة
أخرى فإنها تعت بر وسيلة لدفع االقتصاد الوطني من خالل تطوير النشاط االقتصادي
للمؤسسة ،والرفع من قدرتها التنافسية والتنويع من منتجاتها وهو الشيء الذي أضحى
يعرف تطورا ملموسا خصوصا في اآلونة األخيرة ،مع كثرة االستثمارات األجنبية .هذا
وبالرغم من األهمية التي تكتسيها هذه األنظمة ،إال أننا ننوه ونوجه العناية إلى ضرورة
توعية األفراد خصوصا األعوان االقتصاديين بهذه األهمية من خالل قيام إدارة الجمارك
بورشات إعالمية ،وسعيها إلى تقريب المتعامل االقتصادي منها بفتح األبواب الستقبالهم
وتنظيم أيام دراسية من أجل تعريفهم أكثر باألنظمة الجمركية وباألخص انعكاساتها على
الجانب المالي والجبائي للمؤسسة .ضرورة جمع وتوحيد القوانين والقرارات والمناشير
المتعلقة بهذه األنظمة في تقنين واحد ،أو إحداث دليل قانوني خاص بها ،تفاديا ألي
تعارض أو تناقض بين مختلف التشريعات المنظمة لها ،وتسهيال لتطبيق األحكام القانونية
على المتعامل االقتصادي وفقا للنظام الجمركي الذي يخضع له .هذا ،والبد من االهتمام
بالجانب البشري إلدارة الجمارك عن طريق مراجعة البرامج التكوينية ألعوان الجمارك
والقيام برسكلتهم في هذا المجال من أجل الوصول إلى التسيير المطلوب ،وإرضاء
المتعاملين االقتصاديين والحفاظ على حقوق الخزينة من جهة أخرى.
11
12
قائمة المراجع
12