You are on page 1of 38

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بومرداس‪-‬جامعة أمحمد بوقرة‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم التجارية‬

‫بحث بعنــــــوان‪ :‬االستثمار األجنبي المباشر‬

‫التخصص‪ :‬مالية وتجارة دولية‬


‫السنة‪ :‬أولى ماستر‬

‫تحت االشراف األستاذ‬ ‫من اعداد الطالبتين‪:‬‬


‫ساحل فاتح‬ ‫باي امال‬
‫عيسي ليندا‬

‫السنة الدراسية ‪2020/2021‬‬


‫المقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول االستثمار األجنبي المباشر‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االستثمارـ األجنبي المباشر واشكاله‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات االستثمار األجنبي المباشر ودوافعه‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهميةـ واهداف االستثمار المباشر‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نظريات االستثمار األجنبي المباشر‬
‫المطلب الخامس‪ :‬إيجابيات وسلبيات االستثمار األجنبي المباشر‬
‫المبحث الثاني‪ :‬واقع االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر (دراسة حالة‬
‫الجزائر)‬
‫المطلب األول‪ :‬مناخ االستثمار في الجزائر‬
‫المطلب الثاني‪ :‬معوقات االستثمارـ األجنبي المباشر في الجزائر‬
‫المطلب الثالث‪ :‬سبل تفعيل االستثمار األجنبيـ في الجزائر‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التوزيع القطاعي لالستثمارـ األجنبي المباشر في الجزائر‬
‫المطلب الخامس‪ :‬اثار االستثمار األجنبي المباشر على ميزان المدفوعات الجزائري‬
‫‪:‬المطلب الخامس‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫مقدمة‬
‫لعل موضوع االستثمار يعد من الموضوعات األشد إغراءا وجذبا خاصة في ظروف الراهنة‬
‫بالنسبة للمعنیین بالتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬والتعامل التجاري بین الهيئ ات الحكومي ة‬
‫ومؤسسات القطاع الخاص‪ ،‬فضال عن العاملين في مجال البحث االقتصادي‪.‬‬
‫حیث أصبحت هناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر في السياسة االستثمارية ومدى ومالءمته ا‬
‫للتطورات العالمية المعاصرة التي یمر بها االقتصاد العالمي حالیا‪ ،‬والمتمثلة في العولمة‪.‬‬
‫إذا اآلن الحديث عن االقتصاد عالمي حر تجرى فیه العالقات االقتصادية‪ ،‬دون النظ ر بعین‬
‫االعتبار للحدود السياسة للدول ة‪ ،‬وتنتق ل فیه االس تثمارات والس لع واألم وال بحریة كب یرة‬
‫وعلى نطاق واسع ومنظم‪ ،‬وأصبح من المسلم بها أن الشركات المتع ددة الجنس يات ص ارت‬
‫تمث ل أح د الرك ائز األساس ية لنظ ام الع المي الجدید‪ ،‬ال تي لعب دورا رئیس یا في رب ط‬
‫اقتصاديات دول مختلف ة بس بب تن وع أنش طتها االقتص ادية وانتش ار فروعه ا واس تثماراتها‬
‫الخارجي ة‪ ،‬ه ذا باإلض افة إلى الرك يزة الرئيس ية األخ رى في االقتص اد الع المي الجدید‬
‫والمتمثلة في المنظمة‬
‫العالمية التجارية‪ ،‬والتي تهدف إلى إقامة نظام تجاري ع المي یق وم على مب دأ حریة حرك ة‬
‫التجارة الدولية وحریة انتقال رؤوس األم وال‪ ،‬باإلض افة إلى التكتالت االقتص ادية الدولي ة‪،‬‬
‫ال تي أص بحت تلعب دورا مهم ا في اس تقطاب االس تثمار األجن بي المباش ر‪ ،‬فك ل ه ذه‬
‫المتغيرات العالمي ة الراهن ة‪ ،‬له ا ت أثير على السياس ة االس تثمارية المنتهج ة في ك ل ال دول‬
‫وخاصة الدول النامية‪ ،‬ال تي تواج ه ع دة تح ديات تنموي ة اقتص ادية واجتماعي ة‪ ،‬وترید آن‬
‫ترسم لنفسها إستراتيجية تنموية من شأنها أن تخرجها من م أزق وك ابوس التخل ف وبالت الي‬
‫تحاول أن تلحق‬
‫بركب الدول الص ناعية المتقدم ة إال أن مش كلة رئیس یة تعوقه ا عن تحقي ق أه دافها‪ ،‬وال تي‬
‫تتمثل في كیفیة استخدام الموارد االقتصادية المتاحة‪ ،‬واعتمادها على التموي ل الخ ارجي من‬
‫خالل إعط اء األولوي ة في ذل ك للق روض األجنبي ة ب دال من االهتم ام بجلب االس تثمارات‬
‫األجنبية‪ ،‬غیر أن هذه الصورة بدأت تتغير تدریجیا بس بب الت دفق النس بي ل رؤوس األم وال‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫والجزائر من بین هذه الدول النامية التي تسعى إلى تحقيق التقدم االقتصادي والتنمية‬
‫المستدامة في حدود إمكانياتها االقتصادية ومهاراتها الفنية‪ ،‬حیث تعمل على تهيئة مناخها‬
‫االستثماري والمتمثل في منح التسهيالت والمزايا والضمانات المتعددة لحلب االستثمارات‬
‫إليها‪ ،‬لتشارك في عملية التنمية بها‪ ،‬وللحد من االقتراض من الخارج‪ ،‬وما یحمله المصاحبة‬
‫لالستثمارات األجنبية المباشرة وفي إطار اإلصالحات االقتصادية واإلجراءات التي قامت‬
‫بها الدولة‪ ،‬من أجل تحفيز رؤوس األموال دولیا ومحلیا‪ ،‬البد أن تأخذ في الحسبان بيئة‬
‫الستثمار العالمية السائدة فیها في ظل تنافس الدول على جذب وتحفيز االستثمار‪ .‬ومن ثم‬
‫أصبح منح الحوافز واإلعفاءات الضريبية ضرورة ملحة ومن العوامل المؤثرة والفعالة‬
‫على جذب وتحفيز االستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫وعلى ضوء ما تقدم يمكن طرح اإلشكالية الرئيسية التالیة‬
‫ما هو مفهوم االستثمار األجنبي المباشر؟ ماهي انواعه ومكوناته؟ فيما تتجلى‬ ‫‪-‬‬
‫دوافعه؟‬
‫ماهي أهمية واهداف االستثمار األجنبي المباشر؟ وماهي إيجابياته وسلبياته؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هو واقع االستثمار األجنبي في الجزائر؟‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول االستثمار األجنبي المباشر‬


‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االستثمارـ األجنبي المباشر وانواعه‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االستثمار األجنبي‬
‫لقد حوى األدب االقتصادي العديد من التعاريف العلمية لمفهوم االس تثمار األجن بي المباش ر‬
‫حيث أننا سنورد بعضا منها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬يعرف صندوق النق د ال دولي ((‪ FMI‬ومنظم ة التع اون االقتص ادي والتنمي ة ((‪OECD‬‬
‫االستثمار األجنبي المباشر على انه‪ :‬نوع من االستثمار ال دولي ال ذي يعكس ه دف حص ول‬
‫كي ان مقيم في اقتص اد م ا (المس تثمر المباش ر) على مص لحة دائم ة في مؤسس ة مقيم ة في‬
‫اقتصاد آخر (مؤسسة االستثمار المباشر) وتنطوي هذه المصلحة على وج ود عالق ة طويل ة‬
‫األجل بين المستثمر المباشر والمؤسسة باإلضافة إلى تمتع المستثمر المباش ر بدرج ة كب يرة‬
‫‪1‬‬
‫من النفوذ في إدارة المؤسسة‪".‬‬
‫‪-‬كم ا يع رف م ؤتمر األمم المتح دة للتج ارة والتنمي ة ((‪ UNCTAD‬االس تثمار األجن بي‬
‫المباشر على انه‪ :‬ذلك االس تثمار ال ذي ينط وي على عالق ة طويل ة الم دى‪ ،‬تعكس مص الح‬
‫دائمة ومقدر على التحكم اإلداري بين شركة في القطر األم (القطر الذي تنتمي إليه الش ركة‬
‫المستثمرة) وشركة أو وحدة إنتاجية في قطر آخر (القطر المستقبل لالستثمار)‪"2 .‬‬
‫‪ -‬أم ا المنظم ة العالمي ة للتج ارة ((‪ OMC‬فتعرف ه على ان ه‪ :‬ذل ك النش اط ال ذي يق وم ب ه‬
‫المستثمر المقيم في بلد ما (البلد األصلي) والذي من خالله يستعمل أصوله في بل دان أخ رى‬
‫(دول مضيفة) وذلك مع نية تسييرها‪.3‬‬
‫‪ -‬يتضح من التعريفات السابقة أن‪ ":‬المؤسسات الدولية تتفق جميعه ا في نظرته ا لالس تثمار‬
‫األجنبي المباشر كونه تدفق لرأس المال على دولة غير الدولة صاحبة رأس المال‪ ،‬بغ رض‬
‫إنشاء مشروع طويل األجل يتولى المستثمر إدارته كليا أو جزئيا وذلك خدمة لهدف ه المتمث ل‬
‫في تحقيق الربح‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪OECD, third edition of the detailed benchmark of foreign direct investment, Paris, 1999, P 07.‬‬
‫‪ 2‬علي عبد القادر علي‪ ،‬محددات االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬قضايا التنمية في األقطار العربية‪ ،‬العدد الواحد والثالثون‪ ،2004 ،‬ص‪4‬‬
‫‪ 3‬الل بوجمعة‪ ،‬تحليل واقع االستثمارات األجنبية المباشرة وآفاقها في ظل اتفاقية الشراكة األور ومتوسطية‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تلمسان‪ ،2007،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 4‬حاتم القرنشاوي‪ ،‬تجارب عربية في جذب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬مؤتمر االستثمار والتمويل‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪-‬كما يقصد باالستثمار األجنبي المباشر كافة المش روعات ال تي يق وم بإنش ائها المس تثمرون‬
‫األج انب ويمتلكونه ا أو يش اركون المس تثمر الوط ني فيه ا ((‪ VENTURE JOINT‬أو‬
‫يس يطرون فيه ا على اإلدارة‪ ،‬حيث تتم يز االس تثمارات األجنبي ة المباش رة ال تي تعت بر‬
‫استثمارات طويلة األجل باستقرار كبير وهي غالبا ما تتم عن طريق شركات عالمية تس اهم‬
‫في نقل التكنولوجيا الحديثة والخبرة وتطوير اإلدارة‪".5‬‬
‫‪-‬كما يعرف االستثمار األجنبي المباشر على أنه المشاركة في ملكية رأسمال الشركة بنس بة‬
‫‪ 5 %10‬أو أكثر حيث ترتبط هذه الملكية بالتأثير في إدارتها‪".‬‬
‫‪ -‬تختلف عينة الملكية من دولة ألخرى فهولن دا مثال تح دد نس بة الملكي ة بــ ‪ % 100‬بينم ا‬
‫النمس ا وكن دا تح ددها بـ ‪ % 50‬وتجع ل دول أخ رى نس بة الملكي ة ‪ % 25‬مث ل أس تراليا‬
‫واليابان وبريطاني ا وألماني ا أم ا فنلن دا‪ ،‬فرنس ا‪ ،‬إس بانيا تح دد نس بة الملكي ة ‪ % 20‬أم ا في‬
‫الدنمارك والواليات المتحدة األمريكية فنجدها ‪.%10‬‬
‫‪-‬ينط وي االس تثمار األجن بي المباش ر على عالق ة طويل ة األج ل بين المس تثمر المباش ر‬
‫ومؤسسة االستثمار المباشر وقد يكون المس تثمر المباش ر ف ردا أو مؤسس ة أو مجموع ة من‬
‫األشخاص أو المؤسسات أو حكومة أو وكالة حكومي ة أو منظم ة أخ رى كمؤسس ة التموي ل‬
‫الدولية‪.‬‬
‫تنقسم مؤسسات االستثمار األجنبي المباشر إلى ثالثة أنواع هي‪ :‬المؤسس ات التابع ة وال تي‬
‫يملك المستثمر غير المقيم أك ثر من ‪ % 50‬من رأس ماله ا ومؤسس ات مش اركة تتمث ل في‬
‫شركات مساهمة يملك المستثمر المباشر ما يتراوح بين ‪ % 10‬إلى ‪ % 50‬من رأس ماله ا‬
‫والفروع وهي مؤسسة استثمار مباشر فردية يملكها المستثمر المباش ر بالكام ل (‪%( 100‬‬
‫‪6‬‬
‫أو يملكها ملكية مشتركة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اشكاله‬
‫يمكن أن نميز في االستثمار األجنبي المباشر بين ثالث أنوع أساسية هي‪:‬‬
‫‪1‬االستثمـار المشتق ‪ :‬حسب "أبو قح ف عب د الس الم" ك ان آراء بعض االقتص اديين ح ول‬
‫االستثمار المشترك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يرى "كولد ‪ "kolde‬أن االستثمار المشترك هو أحد مشروعات األعمال ال ذي يمتلك ه أو‬
‫يش ارك في ه طرف ان (أو شخص يتان معنويت ان) أو أك ثر من دول تين مختلف تين بص فة دائمة‬
‫والمشاركة هنا ال تقتصر على الحص ة في رأس الم ال ب ل تمت د أيض ا إلى اإلدارة‪ ,‬الخ برة‬
‫وبراءات االختراع أو العالمات التجارية‪...‬‬

‫‪ 5‬أحمد زغدار‪ ،‬االستثمار األجنبي المباشر كشكل من أشكال دعم التحالفات االستراتيجية لمواجهة المنافسة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،3‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪159‬‬
‫‪ 6‬طارق نوري‪ ،‬تقييم جودة إحصائيات االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬مؤتمر االستثمار والتمويل‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪3‬‬
‫‪-‬ويرى "تيربس ترا ‪ "Tirpistra‬أن االس تثمار المش ترك ينط وي على عملي ات إنتاجي ة أو‬
‫تسويقية تتم في دول أجنبية‪ ,‬ويكون أحد أطراف االس تثمار فيه ا ش ركة دولي ة تم ارس حق ا‬
‫كافيا في إدارة المشروع أو العملية اإلنتاجية بدون السيطرة الكاملة عليه‪.‬‬
‫‪ -‬ويرى "ليفنجس تون ‪ "livingston‬أن ه يعت بر اس تثمارا مش تركا في حال ة اش تراك ط رف‬
‫أجنبي أو أكثر من طرف محلي (سواء كان شركة وطنية قائم ة أو غ ير ذل ك (للقي ام بإنت اج‬
‫سلعة جديدة أو قديمة أو تنمية السوق أو أي نش اط إنت اجي آخ ر س واء ك انت المش اركة في‬
‫رأس المال أو بالتكنولوجيا‪.‬‬
‫من خالل هذه التعاريف السابقة يمكننا أن نستخلص ما يلي‪:‬‬
‫* يك ون االتف اق طوي ل األج ل بين ط رفين اس تثمارين أح دهما وط ني و ا ‪ƕ‬خ ر أجن بي‬
‫لممارسة نشاط إنتاجي داخل دولة الطرف المضيف‪.‬‬
‫* قد يكون الطرف الوطني شخصية معنوية تابعة للقطاع العام أو الخاص‪.‬‬
‫* ليس بالضرورة أن يقدم المستثمر –سواء كان أجن بي أو محلي– حص ة في رأس الم ال‪,‬‬
‫أي أن المشاركة يمكن أن تكون من خالل تقديم الخبرة أو العم ل التكنول وجي كم ا يمكن أن‬
‫تكون على شكل تقديم المعلومات أو المعرفة التسويقية‪.‬‬
‫* لكل طرف الحق في المشاركة في إدارة المشروع وهذا هو العنص ر الحاس م في التفرق ة‬
‫بين مشروعات االستثمار المشترك وعقود اإلدارة و اتفاقيات التصنيع أو مش روعات تس ليم‬
‫‪7‬‬
‫المفتاح‪.‬‬
‫‪2‬االســتثمارات المملوكة بالكامل للمســتثمر األجنــبي‪ :‬وتتمثل في قي ام الش ركات المتع ددة‬
‫الجنسيات بإنشاء فروع لها االنتاج أو التسويق أو أي نوع آخ ر من أن واع النش اط اإلنت اجي‬
‫أو الخدمي بالدولة المض يفة‪ ،‬على أن تك ون لها الحرية الكامل ة في اإلدارة والتحكم في ه ذه‬
‫النش اطات‪ ،‬ويعت بر ه ذا الن وع من االس تثمارات األك ثر تفض يال ل دى الش ركات المتع ددة‬
‫الجنس يات والش كل الم والي ي بين األش كال المختلف ة لالس تثمارات األجنبي ة المباش رة وك ذا‬
‫مسارات واختيارات الشركات المتعددة الجنسيات لغزو األسواق العالمية‪.‬‬
‫‪ 3‬أشكال جديدة أخرى الستثمار األجنــبي المباشر‪ : ‬على ال رغم من أن المس تثمر األجن بي‬
‫في هذا الشكل من االستثمار ال يكون مالكا لكل أو جزء من مشروع االستثمار‪ .‬كم ا أن ه ال‬
‫يتحكم في إدارته أو تنظيمه إال أنه يفضل هذا الش كل من االس تثمار ألن ه يس تخدمه كوس يلة‬
‫للتعرف على وقياس مدى ربحية الس وق الم رتقب واس تقراره‪ ,‬وتج در اإلش ارة هن ا إلى أن‬
‫التركيز على تناول هذا الشكل دون غيره يرجع إلى عدة أسباب من أهمها ش يوع اس تخدامه‬
‫وفعاليته في تسهيل مهمة الشركة متعددة الجنسيات في التقدم إلى مرحلة االس تثمار المباش ر‬
‫في اإلنتاج كم ا أن ه ذا الش كل ي وفر فرص ة التواج د أو التمثي ل الملم وس للش ركة المعني ة‬
‫بالدول المضيفة‪ .‬ويمكن تناول أشكال هذا النوع من االستثمار على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ 7‬أبو قحف عبد السالم األشكال والسياسات المختلفة لالستثمارات األجنبية مؤسسة شباب الجامعة بدون طبعة مصر ‪ 2003‬ص ‪ 15‬و‪.16‬‬
‫‪3.1‬عقود التصنيعـ وعقود اإلدارة ‪ :‬عقود التصنيع هي اتفاقيات مبرمة بين الش ركة متع ددة‬
‫الجنسيات وإحدى الشركات الوطنية (عامة أو خاص ة) بال دول المض يفة يتم بمقتض اها قي ام‬
‫الطرف الثاني نيابة عن الطرف األول بتصنيع وإنتاج سلعة معينة‪ ,‬أي أنه ا اتفاقي ات انت اج‬
‫بالوكالة اما عقود اإلدارة فهي عبارة عن اتفاقي ات أو مجموع ة من الترتيب ات واإلج راءات‬
‫القانوني ة يتم بمقتض اها قي ام الش ركة متع ددة الجنس يات ب إدارة ك ل أو ج زء من العملي ات‬
‫واألنشطة الوظيفية الخاصة بالمشروع االستثماري لقاء عائد م ادي معين أو لق اء المش اركة‬
‫في األرباح‪.‬‬
‫‪ 3.2‬عقود التسييرـ‪ :‬تشبه إلى حد بعيد عقود اإلدارة حيث بمقتض ى ه ذا الق رض تض من‬
‫المؤسسة األجنبية تسيير مؤسسة محلية إذ تتضمن أحكام هذا العقد آجال معين ة للعملي ات يتم‬
‫بعدها تحويل عملية التسيير إلى الشركاء المحليين‪.‬‬
‫‪ 3.3‬عقود التراخيص واالمتياز‪ : ‬هو اتف اق تق وم بمقتض اه الش ركات األجنبي ة بالتص ريح‬
‫للمستثمر المحلي (عام أو خاص) باستعمال التكنولوجيا وب راءة االخ تراع والخ برات الفني ة‬
‫ونتائج األبحاث اإلدارية والهندسية‪ ...‬مقابل عائد مالي معين‪.‬‬
‫‪ 3.4‬عقــود المفتــاح في اليد( اتفاقيــات المشــروعات) ‪ :‬وهي عب ارة عن اتف اق يتم بين‬
‫الطرفين األجنبي والوطني حيث يقوم األول بإقامة المشروع االس تثماري واإلش راف علي ه‬
‫حتى بداية التشغيل وما أن يصل المشروع إلى مرحلة التشغيل يتم تسليمه إلى الطرف الثاني‬
‫وعادة ما تكون مثل هذه العقود في مجال الصناعات التحويلية وكذا المرافق العامة‪.8‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات االستثمار األجنبي المباشر ودوافعه‬


‫أوال مكونات االستثمارـ األجنبيـ المباشر‪:‬‬
‫توجد ثالثة عناصر أساسية يتشكل منها االستثمار األجنبي المباشر وهي‪:‬‬
‫‪-1‬رأس المال األولي‪ :‬وهـو مبلغ التمويل الذي يقدمه المستثمر األجنبي لشراء حصة من‬
‫مشروع في بلد آخر غير بلـده األصلي‪ ".‬وتشترط بعض المؤسسات الدولية منها صندوق‬
‫النقد الدولي بلوغ هذه المساهمة نسبة ‪% 10‬على األقل من رأس مال المشروع المساهم فيه‬
‫ليصبح هذا االستثمار مباشرا‪.‬‬
‫‪-2‬األرباح المعاد استثمارها‪ :‬وتتمثـل في الحصة الخاصة بالمستثمر األجنبي من أرباح‬
‫استثماراته في البلد المضيف لالستثمـار وغير المحولة إلى بلده األصلي بل بقيت محتجزة‬
‫لدى المشروع المحلي مصدر هذا الربح بهـدف إعـادة استثمارها أي تحويلها إلى‬
‫استثمارات جديدة ملكا لشخص (طبيعي أو معنوي) أجنبي‪ .‬وبهذا يصبح حجم االستثمار‬
‫األجنبي المباشر هو حاصل جمع المساهمة األولية مع األرباح المعاد استثمارها داخل نفس‬
‫البلد‪.‬‬
‫نفس المرجع ص ‪1. 20‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪-3‬القروض‪ :‬داخل الشركة الواحدة تتمثل في الديون الطويلة األجل للشركة األم اتجاه‬
‫‪9‬‬
‫فروعها في الخارج أو بين فروع الشركة الواحدة المتواجدة في عدة بلدان‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دوافعه‬
‫إن االستثمار األجنبي المباشر باعتباره حرك ة من حرك ات رؤوس األم وال الدولي ة طويل ه‬
‫األجل في حد ذاته عملية تحتاج إلى القیام به من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى اجتنابه وال ش ك أن‬
‫هذه العملية تحركها دوافع مختلفة سواء كانت تخص الطرف المضيف أو المصدر‪.‬‬
‫الــدوافع القائمةـ وراء االســتثمار األجنــبي المباشر‪ :‬یمكن اعتبار ه ذه ال دوافع بمثاب ة‬
‫أهداف تامة وراء القیام باالستثمار األرضي المباش ر أو اجتذاب ه بمع نى أخ ر هي األه داف‬
‫التي یطمح إليها المستثمر ویرغب في تحقيقها‪ .‬في هذا السیاق نبلور ما یلي‪:‬‬
‫‪ -‬الدوافع الكامنة وراء القیام (االستثمار األجنبي المباشر)‪.‬‬
‫‪ -‬الدوافع الكامنة وراء اجتذاب (االستثمار األجنبي المباشر)‬
‫‪ 1-‬دوافع المستثمر األجنبي ونذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬االختراق الجاد والكبير لألسواق العالمية فهو الدافع األول الذي یجعل الشركات م‪.‬ج تق رر‬
‫تفضيل التدويل بدال من التصدير‪.‬‬
‫‪ -‬یكمن في تجنب مختلف العوائق المحتملة التي تعترض حركات االستثمار و التج ارة مث ل‬
‫الض رائب والرس وم‪ - .‬منه ا م ا ش كل مص درا حقيقي ا للم واد األولي ة من من اجم الحدي د و‬
‫الصلب‪ ،‬و منابع البترول وهذا ما جع ل بالض رورة المس تثمر األرض ي یدرك أنه ا مواق ع‬
‫هامة لالستثمار وهذا ما ینطبق على الشركات البترولية الكبرى الموجودة مثال في الجزائر‪.‬‬
‫‪ 2-‬دوافع اجتذاب االستثمار األجنبي المباشر من طرف ال دول المض يفة یمكن تلخيص ها‬
‫فیما یلي‪:‬‬
‫‪ -‬جعل القسم األجنبي یساهم في إيجاد حل ممكن لمشكلة البطالة المحلیة ال تي تتخب ط فیه ا‬
‫هاته األخیرة‪.‬‬
‫‪ -‬دافع الحصول على التكنولوجيا بغیة االستفادة منها‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬اجتذاب االستثمار بهدف تنمية التجارة الخارجية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهميةـ واهداف االستثمار المباشر‬

‫‪9‬‬
‫‪(1) UNCTAD, World investment report 1998, New York and Geneva, 1998, P 351.‬‬
‫‪ - 10‬حمدي میة االقتصادية‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬مصر‪1...2003 ،‬‬
‫أوال‪ :‬أهميةـ االستثمار األجنبيـ المباشر‬
‫تتمثل أھمیة االستثمار األجنبي المباشر فیما یلي‪:‬‬
‫یه دف االس تثمار األجن بي المباش ر إلى خل ق مناص ب ش غل وبالت الي یؤدي إلى زیادة‬
‫االستهالك الذي یحقق الرفاهية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬إن االس تثمارات األجنبي ة المباش رة هي الص ورة المع برة للنم و والتق دم الوط ني وهي‬
‫الصورة المع برة عن م دى تحق ق المعیش ة والرفاهي ة االجتماعي ة ومن خالل ه ذه األهمي ة‬
‫یمكن اعتبار االستثمارات كأداة تستعملها الدول ة لتع ديل الوض ع االقتص ادي وتغییر إح دى‬
‫الوسائل الضرورية لتطوير المنشآت وتوسيعها‪.‬‬
‫‪ -‬یس وق االس تثمار العمالت األجنبي ة عن طري ق إنتاجي ة المنتج ات ثم االعتم اد على‬
‫تصديرها‪ - .‬النمو باالستثمار بعد تكوین رأس المال الجدید والذي ب دوره یؤدي إلى توزي ع‬
‫الطاقة اإلنتاجية للمؤسسة وهذا من خالل تنمية فروع اإلنتاج وتوسيع مكاتبها في السوق‪.11‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف االستثمارـ األجنبي المباشر‬
‫یسعى المس تثمر إلى تحقي ق مجموع ة من األه داف عن طري ق االس تثمار وذل ك من أج ل‬
‫الحفاظ على مكانة وتحسن عالقته مع غیره من األعوان االقتصادیین وتتمثل األه داف فیم ا‬
‫یلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق العائد وهو هدف عام لالستثمار مهما یك ون ن وع االس تثمار من الص عب أن یج د‬
‫فردا یوظف أمواله دون أن یكون هدفه تحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ -‬تكوین الثروة وتنميتها یقوم الهدف عن دما یض عف الف رد باالس تهالك الج اري على أم ل‬
‫تكوین الثروة في المستقبل تأمنن الحاجة المتوقعة وتوفير السيولة لمواجه ة تل ك الحاج ات و‬
‫بذلك فغن المستثمر یسعى وراء تحقيق الثروة في المستقبل‪.‬‬
‫– المحافظة على قیمة الموجودات‪ : ‬یسعى المستثمر إلى التنويع في مجاالت استثماره ح تى‬
‫ال تترف من قیمة وموجوداته مع مرور الزمن بحكم ارتفاع األسعار وتقلبها‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على األصول المادية أو المالیة التي یمتلكها المس تثمر أو یح ق ل ه التص رف به ا‬
‫وذل ك بع د دراس ة المخ اطر المتوقع ة و بم ا تجنب ه ذه األص ول الت أثيرات الس لبية له ذه‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫‪-‬استمرار الدخول وزيادتها بوادر متزاي دة ویمث ل ه ذا اله دف من أهم طموح ات المس تثمر‬
‫للخروج من دورة حیاته االعتيادية لتوكيد رغباته في رفع مستويات معيش ته ومن ثم قدرات ه‬
‫‪12‬‬
‫اإلنتاجية ویمكن من خالل ذلك تعزيز المحفظة االستثمارية لمزبد من النشاطات الجديدة‬

‫‪ 11‬ـ منیر إبراهيم هندي‪" ،‬الفكر الحديث في هيكل تمويل الشركات"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،2005 ،‬ص ‪1. 584‬‬
‫‪ - 12‬أميرة حسب هللا محمد‪ ،‬محددات االستثمار األجنبي وغیر المباشر في البيئة االقتصادية العربية‪ ،‬دار النشر و التوزيع‪ 2 ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪،‬‬
‫‪، 2003‬ص‪35‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نظريات االستثمار األجنبي المباشر‬
‫لقد حظي االستثمار األجنبي المباشر باهتمام كبير من طرف االقتصاديين الذين قدموا عدة‬
‫نظريات تفسر قيام هذا النوع من االستثمار وسنتناول في هذا المطلب أهم هذه النظريات‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-1‬نظرية عدم كمال السوق‪ :‬لقد تم صياغة هذه النظرية عام ‪ 1960‬وكان من أهم روادها‬
‫االقتصادي الكندي "ستيفن هيمر" الذي حاول تحليل أسباب اتجاه الشركات لالستثمار في‬
‫الخارجي انطالقا من فكرة األسواق غير الكاملة وغير التامة) التي تظهر من خاللها نقائص‬
‫عديدة‪.‬‬
‫كما بدأ النقد الذي وجهه إلى النظريات السابقة فيما يخص انتقال األموال من الدول التي‬
‫تتوفر على‪ .‬رأس المال ومعدل فائدة ضعيف إلى الدول ذات ندرة في رأس المال ومعدل‬
‫فائدة مرتفع تفترض هذه النظرية أن أسواق الدول النامية خالية من المنافسة كما تفترض أن‬
‫هذه األسواق تكلف الشركات األجنبية تكاليف إضافية في اإلنتاج أكبر من الذي يفرض‬
‫عليها ما إذا كانت تنوي اإلقامة والتوطن في أسواق هذه الدول على األقل أن تتمتع مسبقا‬
‫بميزة خاصة تميزها عن الشركات المحلية وهذه الميزة يجب أن تكون قابلة لالنتقال الدولي‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول إن نظرية هيمر تستند إلى احتكار القلة حيث شرح لنا أن السوق الذي‬
‫يحدد بنيته احتكار القلة سواء في الواليات المتحدة أو في العالم الرأسمالي ككل له دافعية‬
‫معينة تجعله يتجه إلى حيث الشركات العمالقة على االستثمار في الخارج‪.‬‬
‫وحسب هذه النظرية فان تدفق االستثمارات األجنبية المباشرة إلى الدول المضيفة يعتمد‬
‫على األقل عامل من العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تفوق الشركات متعددة الجنسيات في المجال التكنولوجي‪ - .‬توافر الشركات متعددة‬
‫الجنسيات على المهارات اإلدارية والتسويقية واإلنتاجية بدرجة أكثر كفاءة من مثيالتها في‬
‫الشركات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد الشركات متعددة الجنسيات على وفرات اإلنتاج بحجم كبير‪.‬‬
‫‪ -‬وجود اختالفات جوهرية بين منتجات الشركات المتعددة الجنسيات ومنتجات الشركات‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود تسهيالت وامتيازات جمركية وضريبية ومالية ممنوحة من حكومات الدول‬
‫المضيفة لجذب تلك االستثمارات‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الرسوم الجمركية التي تفرضها الدول المضيفة مما يقف عائقا أمام تصدير‬
‫منتجات تلك الشركات في الدولة األم للدولة المضيفة عبر التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬تميز الشركات متعددة الجنسيات بالعديد من الخصائص التي تجعلها أكثر تفوقا‪.‬‬
‫لقد وجهت لهذه النظرية عدة انتقادات هي‪:‬‬
‫– افتراض إدراك الشركات متعددة الجنسيات لجميع فرص وقيود االستثمار بجميع دول‬
‫العالم ويعتبر هذا االفتراض غير واقعي من الناحية العملية‪.‬‬
‫‪ -‬لم تقدم هذه النظرية أية تفسيرات مقبولة ألسباب تفضيل الشركات متعددة الجنسيات‬
‫التملك المطلق للمشاريع اإلنتاجية خارج الدولة األم كوسيلة لتحقيق األرباح في الوقت الذي‬
‫توجد فيه بدائل أخرى لالستثمار والعمليات الخارجية كعقود التراخيص الخاصة باإلنتاج‬
‫‪13‬‬
‫والتسويق‪.‬‬
‫‪2-‬نظريةـ دورة حياة المنتجـ‪ :‬لقد قامت هذه النظرية على أنقاذ عيوب النظرية السابقة وكان‬
‫من رواد هذه النظرية االقتصادي األمريكي "ريموند فرنون" عام ‪ 1966‬حيث قام بتطوير‬
‫نموذج دورة حياة المنتج والذي يعتبر أول تفسير ديناميكي للعالقة الموجودة بين التجارة‬
‫الخارجية واالستثمار المباشر كما ترى هذه النظرية أن االستثمار األجنبي يعتبر عمال‬
‫دفاعيا يقصد به حماية أسواق التصدير من الشركات المنافسة المحتملة كما أنها تفسر‬
‫التوطنات المباشرة للعديد من الشركات وخاصة الشركات األمريكية في الخارج بسبب‬
‫الميزة االحتكارية المطلقة فيما يخص المعارف التكنولوجية واإلبداعات والمهارات‬
‫اإلدارية‪ ...‬التي تتمتع بها‪.‬‬
‫الشكل‪ :‬دورة حياة المنتج الدولي التصدير الدول المتقدمة الدول النامية‬

‫‪ 13‬منور أوسرير وعليان نذير «حوافز االستثمار الخاص المباشر مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا العدد ‪ 2‬الشلف ماي ‪ 2005‬ص ‪108‬‬
‫من خالل الشكل (يتضح لنا أن هناك مجموعة من المراحل التي يمر بها المنتج الدولي منذ‬
‫طرحه في السوق إلى أن تستطيع الدول النامية إنتاجه وتصديره وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬تبدأ المرحلة األولى عندما تتوافر مجموعة من الشروط التي تجعل‬
‫الدول المخترعة تتميز بإحدى الميزات التي تمكنها من إنتاج منتج جديد حيث نجد من بين‬
‫هذه الشروط توفر اليد العاملة المؤهلة (العلماء والخبراء) ورؤوس األموال الكافية باإلضافة‬
‫إلى وجود طلب فعال نتيجة اتساع رقعة السوق الداخلي‪ .‬ففي هذه المرحلة يكون حجم‬
‫االنتاج من المنتج الدولي يفوق مستوى الطلب المحلي هذا ما يدفع الشركات المنتجة إلى‬
‫محاولة إيجاد أسواق خارجية لتصدير هذا الفائض من المنتج إليها‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ : ‬في هذه المرحلة تبدأ عملية التوسع الحقيقي بحيث يتم تسويق المنتج في‬
‫أ‪Ż‬لب األسواق العالمية نتيجة الطلب المتزايد للمستهلكين األجانب على هذا المنتجž وهذا ما‬
‫ينجم عنه تحقيق أرباح طائلة‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬في هذه المرحلة تبدأ الدول المتقدمة األخرى بإنتاج هذا المنتج أو تقوم‬
‫الشركات المخترعة األم بإنتاج هذا المنتج في الدول األجنبية وذلك نتيجة ظهور منافسين‬
‫جددž حيث يتم اختيار هذه الدول على أساس توفر تكاليف إنتاج أقل‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الرابعة‪ :‬في هذه المرحلة تسود المنافسة الكاملة حيث تبدأ صادرات الدول‬
‫المخترعة في االنخفاض وتضعف قدرة الشركات األم على االستمرار نتيجة انخفاض‬
‫التكاليف في الدول األخرى ومنه تبدأ دول الشركات األصلية في استيراد نفس السلع من‬
‫الدول األخرى‪ .‬لقد وجهت لهذه النظرية عدة انتقادات ألنها تهتم فقط باالستثمار في‬
‫المنتجات الجديدة إضافة إلى عدم تمكنها من تقديم تفسيرا مقبوال ألسباب تفضيل الشركات‬
‫متعددة الجنسيات للتملك المطلق للمشروعات اإلنتاجية خارج الدولة األم كوسيلة لتحقيق‬
‫األرباح في الوقت الذي توجد فيه بدائل أخرى لالستثمار والعمليات الخارجية كعقود‬
‫‪14‬‬
‫التراخيص الخاصة باإلنتاج والتسويق‪.‬‬
‫‪3-‬نظرية الموقع‪ :‬ترتكز هذه النظرية على الدوافع والعوامل التي تدعوا الشركات متعددة‬
‫الجنسيات إلى االستثمار في الخارج وهي الدوافع المتعلقة بالمزايا المكانية للدول المضيفة‬
‫لالستثمار وتشمل هذه العوامل كل العوامل المرتبطة بتكلفة اإلنتاج والتسويق واإلدارة‬
‫باإلضافة إلى عوامل أخرى وهي‪:‬‬
‫*عوامل مرتبطة بحجم السوق ونموه‪ :‬مثل حجم السوق ومدى اتساعه ونموه وكذا درجة‬
‫المنافسة ومدى توافر منافذ توزيع ووكاالت اإلعالن‪.‬‬
‫*عوامل مرتبطة بالتكاليف‪ :‬مثل القرب من الموارد مدى توافر األيدي العاملة وانخفاض‬
‫تكلفتها مدى تكاليف النقل والمواد الخام والسلع الوسيطة والتسهيالت اإلنتاجية األخرى‪.‬‬
‫*عوامل مرتبطة بمناخ االستثمار‪ :‬مثل مدى قبول االستثمارات األجنبية االستقرار السياسي‬
‫مدى استقرار سعر الصرف نظام الضرائب توفر البنى التحتية باإلضافة إلى اإلجراءات‬
‫واالمتيازات والحوافز المقدمة للمستثمرين األجانب‪.‬‬
‫عوامـل أخرى‪ :‬مثل األرباح المتوقعة حرية تحويل رؤوس االموال إلى الخارج والموقع‬
‫الجغرافي‪....‬‬
‫‪ 4-‬نظريةـ الحماية‪ :‬تقوم هذه النظرية على توضيح أهم اإلجراءات والتدابير التي تعتمدها‬
‫الشركات األصلية لحماية االختراعات التي طورتها في كل المجاالت وضمان عدم تسربها‬
‫إلى الدول األخرى المضيفة ألطول فترة ممكنة‪ .‬تستطيع هذه الشركات زيادة وتعظيم نسبة‬
‫أرباحها إذا قامت بأكبر قدر ممكن من حماية الكثير من أنشطتها الخاصة وضمنت عدم‬
‫تسربها إلى الدول األخرى (مثل البحوث واالختراعات والمهارات اإلدارية والفنية‬
‫والتطويرات التكنولوجية) ومنه نجد أن أغلب الشركات الرائدة في العالم حاليا هي من بين‬
‫الشركات التي استطاعت إلى حد بعيد ضمان حماية جزء أو كل من أنشطته‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬إيجابيات وسلبيات االستثمار األجنبي المباشر‬


‫لالستثمار األجنبي مجموعة من اإليجابيات بالنسبة للدول المضيفة والدول المصدرة وتتمثل‬
‫في‪:‬‬

‫‪ 1-‬إيجابياته بالنسبة للدول المضيفة له‪:‬‬


‫أوال تتمثل إيجابيات االستثمار األجنبي المباشر في النقاط التالیة‪:‬‬

‫‪ - 14‬نفس المرجع ص ‪.108‬‬


‫‪ -‬تغطية النقص الذي یمیز االدخار المحلي مما یؤدي هذا إلى تعویض قلة التمويل الداخلي‬
‫الذي تسبب فیه ضعف االستثمار المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬كما یؤدي إلى استفادة المستهلكين من تنامي عنصر المنافسة في السوق المحلیة هذا من‬
‫جهة كما یحفز المنتجين المحلیین على ضرورة تطوير كفاءاتهم اإلنتاجية أي سیرهم في‬
‫خلق مناخ عمل مالئم لرأس المال الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬یضمن دخول رؤوس األموال في المدى القصیر مما یؤدي كل هذا إلى إعطاء إمكانیات‬
‫كبیرة لتشجع استثمارات إضافة أو تكميلية تمس في الهياكل األخرى كالصناعات القاعدية‬
‫والقطاعات اإلنتاجية ‪.‬اكتساب قدرة المختلفة وهذا ما یعني بصورة عامة تكملة‬
‫لالستثمارات الوطنية والحكومية منها الخاصة أكبر على اإلنتاج مع تخفيض تكاليف لبعض‬
‫االستثمارات المحلیة لتوفير بعض مستلزمات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬یعتبر االستثمار األجنبي وسیلة نقل التكنولوجيا وبهذا یتم إقامة مشاريع استثمارية ذات‬
‫مستوى فني متقدم‪ ،‬ومن جهة أخرى اكتساب تقنيات جديدة لإلنتاج‪ .‬وكذا المعارف‬
‫التكنولوجية األخرى مما یؤدي إلى خلق قیمة مضافة أكبر‪.‬‬
‫‪ -‬مساهمة االستثمار األجنبي المباشر في تحقيق المنافع االجتماعية من خالل قیام المستثمر‬
‫األجنبي بتعبيد الطرقات المؤدية إلى مشروعه وتوصيل شبكات المياه‪ ،‬الصرف الصحي ‪،‬‬
‫الكهرباء‪...‬الخ‬
‫‪ -‬المساهمة في تحسین ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ -‬جلب العمالة المؤهلة وكذا المستثمرين الكبار یسمح بالتنظيم العلمي للعمل وعالقاته أيضا‬
‫وكذا الفعالية االقتصادية مما یؤدي هذا كله إلى حلول االستفادة من الطرف المعتمد وتقنيات‬
‫السیر الفعال‪.‬‬
‫‪ -‬خلق مناصب شغل جديدة مما یؤدي إلى التقليص من حدة البطالة‪ ،‬كما تعمل على تنمية و‬
‫استغالل الموارد البشرية في الدول النامية‪.‬‬
‫‪ 2-‬إيجابيات االستثمار األجنبي المباشر بالنسبة للدول القائمة به‪ :‬تتمثل إيجابيات‬
‫االستثمار األجنبي بالنسبة للدول القائمة به في النقاط التالیة‪:‬‬
‫‪ -‬یضمن دخول رؤوس األموال على المدى المتوسط والطويل وذلك في صيغة مجموع‬
‫األرباح المحققة في الدول المضيفة والتي یتم تحويلها إلى الدول المصدرة له‪.‬‬
‫‪ -‬یساهم أيضا في تحسین ميزان المدفوعات للدول‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل المواد األولية المتوفرة في الدول المضيفة له وخاصة منها الدول النامية و من‬
‫ثم ضمان التموين وتغطية الحاجة في هذا السیاق خدمة القتصادياتها‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل الید العاملة الرخيصة بدال من الید العاملة ذات تكلفة (األجور والرواتب) في‬
‫الدول القائمة به‪.‬‬
‫‪ -‬استغالل المناخ الطبيعي لإلنتاج إلى جانب استغالل فرصة سعة األسواق التابعة للدول‬
‫له‪ ،‬أین سیتم احتكارها والسيطرة علیها لغياب المنافسة المحلیة في المدى القصیر والمتوسط‬
‫الشيء الذي تجسده الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على االمتيازات اإلغرائية التي تقدمها الدول المضيفة التي تمتلك الموارد‬
‫المالیة‪ ،‬أو القروض مسیرة‪...‬إلخ‪ .‬وهذا ما یسمح بتذليل العراقيل ومختلف العقبات التي قد‬
‫‪15‬‬
‫تعیق تجسید االستثمار‪.‬‬
‫سلبیات اإلستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬
‫في مقابل اإليجابيات هناك عدة سلبیات التي قد تعیق كل من الدول المصدرة والمضيفة‬
‫لالستثمار‪:‬‬
‫‪1-‬سلبیات االستثمار األجنبي المباشر بالنسبة للدول المضيفة‪ :‬تتمثل سلبیات االستثمار‬
‫األجنبي المباشر بالنسبة للدول المضيفة فیما یلي‬
‫‪ -‬عندما یصل اإلستثمار األجنبي المباشر تقريبا إلى مرحلة التصنيع یصاحبها تحويل‬
‫الموارد المالیة المحلیة‪ ،‬في الخارج‪ ،‬باإلضافة إلى االستنزاف الحقيقي لالحتياطات العملة‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬تركز نشاط معظم الشركات االستثمارية في مجال التفجير وتداول السلع والخدمات دون‬
‫أي تطور یذكر في المجاالت األخرى‪ .‬ویعود السبب إلى البحث عن الربح الكبير مما یؤدي‬
‫إلى عدم مشاركة الشركات االستثمارية األجنبية في إقامة المشاريع التنموية الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -‬تدفق اإلستثمار األجنبي المباشر للدول المضيفة قد یؤدي إلى عرقلة الصناعات المحلیة‪.‬‬
‫وربما صرامتها من عمليات التصنيع الجديدة‪ ،‬ومن ثم بلوغ مستوى االحتكار من قبل‬
‫المستثمرين الجانب‪.‬‬
‫‪ -‬المعارف التكنولوجية التي تصاحب اإلستثمار األجنبي المباشر أحیانا ال تالئم ظروف‬
‫الدول المضيفة من حیث المستلزمات والمواصفات‪.‬‬
‫‪ -‬التأثير ات السلبية لالستثمارات األجنبية المباشرة على السياسة العامة للدول المضيفة له‬
‫من حیث المساس بالسیادة الوطنية والخضوع لضغوطات الحكومات األجنبية مما یؤدي إلى‬
‫اإلنقاص من االستغالل االقتصادي والسياسي‪ ،‬خطر المراقبة األجنبية في اقتصاديات الدول‬
‫المضيفة لالستثمار األجنبي المباشر و خطر توسعها لتصل إلى المجاالت األخرى غیر‬
‫االقتصادية ومن بینها المجاالت االجتماعية والثقافية و ربما حتى السياسية أحیانا‪.16‬‬

‫‪ 15‬حمید الجمیل‪ ،‬دراسات في العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬أكاديمية الدراسات العليا‪ ،‬ط‪– 1‬طرابلس – لیبیا – ص ‪385‬‬
‫‪ 16‬صقر عمر‪ ،‬العولمة وقضايا اقتصادية معاصرة‪ ،‬الدار الجامعة‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر‪ ،2003،‬ص‪.23‬‬
‫‪-2‬سلبیات االستثمار األجنبي المباشر بالنسبةـ للدول القائمة به‪ :‬یمكن ذكر سلبیات‬
‫االستثمار المباشر بالنسبة للدول القائمة به كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬القیود الهامة المحتمل فرضها من طرف الدول المضيفة والتي تعني في مجملها عمليات‬
‫التوظيف أو التصدير أو عند تحويل األرباح منها و إلى الدول األصلية المصدرة لالستثمار‬
‫األجنبي‪.‬‬
‫‪ -‬في المدى المتوسط وبسبب خروج تدفقات رؤوس الموال الصادرة من الدول األصلية لها‬
‫إلى الدول المضيفة یسجل هناك التأثير السلبي على ميزان مدفوعاتها‬
‫‪ -‬األخطار غیر التجارية والمتعلقة بالتصفية الضرورية أو الجبرية‪ ،‬عمليات المصادرة‪ ،‬و‬
‫التأميم والتي تنجم من فعل إما عدم االستقرار السياسي أو السياسة المعادلة وذلك في الدول‬
‫المضيفة له‪.‬‬
‫‪ -‬مما سبق یمكن القول بان اإلستثمار األجنبي لدیه مجموعة من السلبيات‪.‬‬
‫‪ -‬األمر الذي یدفع بأطرافه إلى ضرورة اتخاذ التدابير األكثر فعالة من أجل االستفادة من‬
‫مزاياه والتخفيف قدر اإلمكان من عيوبه‪.‬‬
‫‪ -‬من كل ما سبق نستخلص أن أهمية اإلستثمار األجنبي المباشر تكمن في تمويل هذه‬
‫الدول و ذلك من خالل عوامل متعددة من شأنها أن تنشط سوق األوراق المالیة التي یترتب‬
‫على نجاح مثل هذه األسواق اجتناب المزيد من هذه االستثمارات التي تتوقف على استقرار‬
‫المتغيرات االقتصادية السابقة الذكر و خاصة استقرار أسعار الصرف ومدى تنظيم السوق‬
‫‪17‬‬
‫والتنويع في األدوات المستعملة فیه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر (دراسة حالة‬


‫الجزائر)‬
‫لقد انتهجت السلطات الجزائرية المكلفة بتسطير السياسة االقتصادية في ظل اإلصالحات‬
‫االقتصادية سياسة متعددة الجوانب تهدف في مجملها الى تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة ففي‬
‫‪ - 17‬فرید النجار مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪.23‬‬
‫مجال االستثمار هيئت كل الظروف التي تراها مناسبة لتحضير المناخ االستثماري الالئق‬
‫النتقال رؤوس األموال األجنبية الى الجزائر‪.‬‬
‫وألجل ذلك جندت السلطات الجزائرية ترسانة كبيرة من القوانين والتحفيزات واالرادات‬
‫لجلب أكبر عدد من االستثمارات االجنبية اليها ويبقى تدفق االستثمار األجنبي المباشر اليها‬
‫محتشما خاصة في اآلونة األخيرة ولذا سوف نتطرق في هذا المبحث الى وواقع االستثمار‬
‫األجنبي في الجزائر وافاقه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مناخ االستثمار في الجزائر‬
‫من أج ل تحلي ل من اخ االس تثمار في الجزائ ر ترك ز في بحثن ا ه ذا على بعض المؤش رات‬
‫الرئيسية التي تعكس التوازن االقتصادي الكلي والتي تتمثل أساسا في معدل النمو في الن اتج‬
‫الداخلي الخام والذي يعكس بدوره حجم الس وق ومس توى تط وره‪ ،‬ومع دل التض خم ونس بة‬
‫العجز في الموازنة العام ة ال تي تعكس سياس ة الت وازن النق دي ال داخلي‪ ،‬ومؤش ر الت وازن‬
‫الخارجي الذي يركز على وضعية ميزان المدفوعات‬
‫أوال‪ :‬تحليل مكونات المناخ االقتصادي المناخ االستثمار‬
‫‪-1‬المؤشرات االقتصادية الكلية‬
‫معدل النمو‪ :‬لقد كان الرتفاع أسعار النفط خالل الس نوات األخ يرة األث ر المباش ر في‬ ‫‪‬‬
‫تحسين معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬فبعدما سجلت معدالت النمو في بداية التس عينات (‬
‫‪ )1990‬معدالت سلبية‪ ،‬ارتفع معدل نمو الناتج الداخلي الخام سنة ‪ 20 03‬إلى ‪6.9‬‬
‫‪ %‬ووصل سنتي ‪ 2004‬و‪ 2005‬إلى حدود ‪ ،% 5.3‬لكنه تراجع س نة ‪ 2006‬إلى‬
‫‪ ،% 2.7‬ويعتبر هذا المعدل غير ك افي لمواجه ة مش كلة البطال ة ال تي م ا ت زال في‬
‫مستويات مرتفعة أكثر من (‪ )% 20‬مما يتطلب تحقيق مع دالت نم و تتج اوز ‪% 7‬‬
‫خالل السنوات العشر المقبلة‪.‬‬
‫التضخم‪ :‬توجد عالقة ترابط كب يرة بين تغ يرات مع دالت التض خم و اس تقرار البيئ ة‬ ‫‪‬‬
‫االقتصادية ‪ ،‬فقد شهدت معظم البلدان المتحولة نحو اقتصاد السوق تقلب ات كب يرة في‬
‫معدالت التضخم الناتجة أساسا عن تحرير األسعار ال تي ك انت تح دد إداري ا ‪ ،‬وقي ام‬
‫الحكومات بتخفيض سعر صرف العملة المحلي ة ‪ ،‬فلق د ع رفت مع دالت التض خم في‬
‫الجزائر و بعد تخفيض سعر الصرف سنني ‪ 1990‬و ‪ 1991‬ارتفاعا قياس يا تح اوز‬
‫‪ % 28‬سنويا ‪ ،‬ووصل معدل التضخم سنة ‪ 1994‬إلى ‪ % 39‬وهو ما انعكس س لبا‬
‫على تدهور القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الفائ دة في البن وك ‪ ،‬وك ل ه ذه الظ روف‬
‫يمكن اعتباره ا عوام ل معيق ة لالس تثمار ‪ ،‬ولكن م ع تط بيق الحكوم ات الجزائري ة‬
‫السياسة مالية ونقدية صارمة فيم ا بين ‪ 1994‬و ‪ 1996‬ت راجعت مع دالت التض خم‬
‫إلى ‪ % 15‬س نة ‪ 1996‬والى ‪ % 6‬س نة ‪ ، 1997‬وتقلص في خالل الس نوات‬
‫األخيرة معدل التضخم ليستقر في حدود ت تراوح م ا بين ‪ % 6‬س نة ‪ ، 20 0 0‬و‬
‫‪ % 1.64‬سنة ‪ 20 05‬و ‪ 2.70‬سنة ‪ ، 20 07‬ذلك ما يعني استقرار األس عار في‬
‫مستويات متقاربة مع الدول المجاورة وهو ما يمكن اعتب اره ع امال ايجابي ا في تأكي د‬
‫االستقرار االقتصادي ‪.‬‬

‫التوازن الخارجي‪ :‬شهدت وضعية ميزان المدفوعات بعد ارتفاع أسعار الب ترول من ذ‬ ‫‪‬‬
‫س نة ‪ 1999‬تحس نا كب يرا إذ أص بح يس جل فائض ا مم ا أدى إلى تحس ن احتي اطي‬
‫الصرف األجنبي‪ ،‬فبعدما كان في حدود ش هر اس تيراد واح د س نة ‪ 1990‬أص بح في‬
‫حدود حوالي ‪ 50‬شهرا اس تيراد في نهاي ة س نة‪ ،20 07‬أي ب أكثر من ملي ار دوالر‬
‫أمريكي باإلضافة إلى تراجع حجم المديونية إلى أق ل من ‪ 1‬ملي ار دوالر أم ريكي في‬
‫نهاية سنة ‪ ،2007‬بعدما ما كانت تف وق ‪ 32‬ملي ار س نة ‪ ،1994‬والج دول الم والي‬
‫يوضح تطور بعض المؤشرات االقتصادية الكلية خالل السنتين ‪ 2000‬و‪.2004‬‬
‫‪-2‬البنية التحتية للمواصالت واالتصاالت‬
‫سبق وان أشرنا إلى أن من أهم محددات اختيار شركة ما لتوطين مشاريعها االس تثمارية في‬
‫بلد ما يتوقف على م دى ت وفر البل د المس تهدف على هياك ل قاعدي ة جي دة من ش بكة حديث ة‬
‫للمواصالت البرية والجوي ة والبحري ة وش بكة اتص االت ت واكب التط ورات الس ريعة ال تي‬
‫يشهدها القطاع على المستوى العالمي‬
‫شبكة المواصالت‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تتوفر الجزائر على شبكة الطرق البرية تعد األكبر في إفريقي ا إذ تق در ب ‪ 107324‬كلم ‪،‬‬
‫إال أن هذه الشبكة تفتقر للص يانة الدائم ة ‪ ،‬فنس بة كب يرة منه ا في حاج ة إلى التجدي د ‪ ،‬كم ا‬
‫تعتبر تكلف ة النق ل والتوزي ع مرتفع ة نس بيا نظ را التس اع المس افة بين المن اطق الص ناعية‬
‫الكبرى والمدن الداخلية ‪ ،‬ويبقى الحل هو اإلسراع في انجاز الطريق السريع شرق ‪ -‬غ رب‬
‫الذي تبلغ مسافته أكثر من ‪ 1200‬كلم وال ذي لم ينج ز من ه ح تى نهاي ة س نة ‪ 2005‬س وى‬
‫‪ 160‬كلم‪ ،‬أما شبكة النقل بالسكك الحديدية فهي ج د مت أخرة في الجزائ ر ‪ ،‬فهي في الغ الب‬
‫ش بكة موروث ة عن الحقب ة االس تعمارية ‪ ،‬وب الرغم من بلوغه ا ‪ 4500‬كلم ‪ ،‬إال أن نس بة‬
‫ضئيلة من نقل البضائع يتم عبرها ‪ ،‬األم ر ال ذي زاد من كثاف ة اس تعمال النق ل ال بري وم ا‬
‫يصاحب ذلك من مخلفات سلبية تتمثل في زيادة التكاليف وزيادة الوقت وحجم التلوث البيئي‬
‫‪ ،‬وإذا قارنا الجزائر بالدول المحاورة يبقی عليها العمل من اجل تحديد وتحديث ش بكة النق ل‬
‫بالسكك الحديدية وربطها بأهم المناطق الصناعية و ب الموانئ ‪ ،‬وفيم ا يتعل ق بالنق ل الج وي‬
‫والبحري فنالحظ تقادم أسطول الشركات الوطنية مما يجع ل الخ دمات المقدم ة للمس تثمرين‬
‫غير جيدة ‪ ،‬ذلك من األعباء التي يتحملوها في نقل وتوزيع منتجاتهم ‪.‬‬

‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصــال‪ :‬لق د س عت الجزائ ر إلى االس تفادة من خ دمات ش بكة‬ ‫‪‬‬
‫االن ترنت والتقني ات المرتبط ة به ا‪ ،‬من خالل ارتباطه ا بش بكة االن ترنت في ش هر‬
‫م ارس من ع ام ‪ 1994‬عن طري ق مرك ز البحث واإلعالم العلمي والتق ني (‬
‫‪ ، ) CERIS‬وق د ع رفت من ذ س نة ‪ 1994‬تق دما ملحوظ ا في مج ال االهتم ام‬
‫واالشتراك والتعامل مع االنترنت وحس ب مص ادر المرك ز ف ان ع دد المس تخدمين‬
‫لألنترنت في سنة بلغ ‪ 250 2001‬ألف مستخدم ‪،‬أ أم ا في نهاي ة ‪ 2007‬فق د بل غ‬
‫ع دد مس تعملي االن ترنت ‪ 2.5‬ملي ون مس تعمل ورغم ه ذا ف ان اغلب المؤسس ات‬
‫الوطنية تفتقر إلى مواقع خاصة بها ‪ ،‬بل ال تحيد استعمال ه ذه الش بكة في ال ترويج‬
‫لمنتجاتها ولربط عالقات شراكة بينها وبين الشركات األجنبية‪.‬‬
‫كما قد عرف قطاع االتصاالت السلكية والالسلكية منذ سنة ‪ 2003‬تحوالت معت برة بفض ل‬
‫قانون جويلية ‪ ،2000‬الذي ألغي االحتكار العمومي في المج ال‪ ،‬وفص ل بين خدم ة البري د‬
‫وخدمة المتعاملين خواص وأجانب باالستثمار في االتصاالت وهو ما يسمح القطاع "‪ "،‬فق د‬
‫ارتفع عدد المشتركين في الهاتف النقال إلى ‪ 21‬مليون مش ترك في س نة ‪ 2007‬مقارن ة ب‬
‫‪ 600‬ألف مشترك فقط سنة ‪ ،2001‬كما ارتفع عدد المشتركين في الهاتف الث ابت إلى ‪3.6‬‬
‫مليون مشترك سنة ‪ 2006‬بعدما كان في حدود ‪ 2.6‬مليون سنة ‪ ،2002‬وهكذا فق د انتقلت‬
‫الكثافة الهاتفية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬معوقات االستثمارـ األجنبي المباشر في الجزائر‬
‫ان الجزائر وبالرغم من كل التدابير واإلجراءات والسياسات الرامية الى استقطاب‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة تظل من الدول األقل جلبا لها وهذا ما أكد عليه التقرير‬
‫‪18‬‬
‫المشترك بين اللجنة األوروبية والمكتب األمريكي لعام ‪.2004‬‬
‫وعليه سنقوم من خالل هذا المطلب بالتعرف على واقع االستثمار األجنبي المباشر في‬
‫الجزائر من خالل ذكر اهم المعوقات التي تعترض سبيله ويمكن تقسيم او تصنيف هذه‬
‫المعوقات الى معوقات سياسية وقانونية ومعوقات مالية وإدارية ومعوقات أخرى كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬المعوقات السياسية والقانونة‪:‬ـ‬
‫يعتبر االستقرار السياسي من أكبر العوامل التي تساعد في جلب االستثمار األجنبي المباشر‬
‫لذا فان انعدامه يعتبر أكبر عقبة امام عزوف هذا النوع من االستثمار وتعتبر عشرية‬
‫التسعينات التي عرفتها الجزائر والتي عرفت بالعشرية السوداء والدليل على ذلك تعاقب‬
‫عشر حكومات على السلطة إضافة الى تدهور الوضع األمني من خالل تفشي ظاهرة‬
‫اإلرهاب والذي أصبح يهدد كل مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫على الرغم من ان الجزائر عرفت استقرارا سياسيا وامنيا نسبيا منذ تولي الرئيس عبد‬
‫العزيز بوتفليقة السلطة والذي ركز سياسته على إعادة االمن واالستقرار للبالد وذلك من‬
‫خالل ما عرف بقانون الوئام المدني والمصالحة لوطنية اال ان بوادر االستثمار األجنبي‬
‫المباشر تبقى قليلة وهذا نظرا للتدخالت والشكوك التي مازالت تحيط بالمستثمرين األجانب‪.‬‬
‫‪ . 18‬منصوري وقائع وافاق سياسة االستثمار في الجزائر مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬الشلف‪ ،‬ماي ‪ ،2005‬ص‬
‫‪.139‬‬
‫ومن جهة أخرى فان الجزائر على غرار باقي دول العالم الثالث الزالت قرارات‬
‫االقتصادية فيها تتأثر تأثيرا مباشرا بالمواقف السياسية الفوقية‪.‬‬
‫وبالنظر الى القوانين والتشريعات نجدها أيضا تتميز بعدم االستقرار وذلك نظرا للتأثيرات‬
‫المستمرة التي تطرأ عليها إضافة الى تعدد القوانين واألنظمة‪ ،‬التعديالت والتأثيرات في‬
‫القوانين والمشكالت القانونية مع العمال‪ ،‬المشكالت القانونية مع المتنافسين‪ ،‬المشكالت‬
‫القانونية مع الشركاء والفساد في تطبيق القانون‪ ،‬االمر الذي أدى الى تخوف المستثمرين‪،‬‬
‫مما يجعله عائقا من المعوقات التي تحول دون اقبال المستثمرين سواء محليين او األجانب‬
‫على االستثمار‪.‬‬
‫‪-2‬المعوقات المالية واإلدارية‪:‬‬
‫ال تزال المنظومة البنكية عندنا في الجزائر دون المستوى المطلوب حيث يرى العديد من‬
‫الخبراء ان النظام البنكي الجزائري مازال يعتريه القصور بالنظر الى حجم االقتصاد الذي‬
‫تطمح اليه البالد ويعود هذا القصور في نظرهم الى‪:‬‬
‫البيروقراطية والمحاباة في انجاز المعامالت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انعدام أنظمة المعلومات الدقيقة وسوء التنسيق بين البنوك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ارتفاع نسبة المخاطر في البنوك‬ ‫‪‬‬
‫اعتماد البنوك على ضمانات كبيرة لمواجهة المخاطر المحتملة (قد تعادل مرتين‬ ‫‪‬‬
‫قيمة المشروع المراد استثماره)‪.‬‬
‫ندرة التأهيل العلمي والخبرة العالمية ومهارة العاملين لدى البنوك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االعتماد على الطرق التقليدية ورداءة الخدمات المقدمة وتباطئها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استغراق البنوك وقتا طويال (ما يقارب السنة) قبل منح القرض في حين يتراوح في‬ ‫‪‬‬
‫ثالث أشهر في تونس وأربع أشهر في المغرب‪.‬‬
‫كما تعتبر المعوقات اإلدارية عائقا كبيرا في وجهة االستثمارات األجنبية نحو الجزائر‪،‬‬
‫حيث تظل الجزائر وفق التقرير السنوي حول مناخ االعمال متأخرة مقارنة بدول الجوار‬
‫المغاربي و تعتبر اصعب منطقة يمكن ان تؤسس بها مؤسسة منتجة او استثمارية في‬
‫قطاعات اعتماد ‪ 14‬اجراءا مختلفا بينما في المغرب يمر المستثمر و المقاول ‪ 05‬إجراءات‬
‫إدارية ألنشاء مؤسسة قائمة بذاتها و معترف بها‪ ،‬بينما تعادل تونس عدد اإلجراءات‬
‫المتعددة في فرنسا أي ‪ 07‬مراحل و خطوات إدارية كما نجد ان متوسط مدة معالجة ملف‬
‫استثماري في الجزائر بين مرحلة و أخرى يتراوح ما بين ‪ 20‬و ‪ 22‬يوم أي ان المستثمر‬
‫او المقاول الراغب في االستثمار و انشاء مشروع في الجزائر ينتظر مدة تتراوح ما بين‬
‫‪ 350‬و ‪ 360‬يوم لتجسيده بينما المتوسط في المغرب مثال اقل من ‪ 75‬يوم بمتوسط ‪10‬‬
‫الى ‪ 11‬يوما ‪ ،‬اما في تونس فتقدر بحوالي ‪ 90‬يوم علما ان المدة في فرنسا المعروفة‬
‫‪19‬‬
‫بطابعها اإلداري الصارم فأنها تقدر مدة المعالجة ب ‪ 56‬يوم‪.‬‬
‫‪-3‬المعوقات األخرى‪:‬‬
‫تتمثل هذه المعوقات فيما يلي‪:‬‬
‫انتشار ظاهرة الرشوة والبيروقراطية والمحاباة الجهوية واستفحالها في المجتمع‬ ‫‪‬‬
‫الجزائري‪ ،‬مما يعطي صورة سيئة عن الجزائر‪ ،‬وهذا ما يؤدي الى استنفار‬
‫المستثمرين األجانب‬
‫مشكل العقار وتعدده نظرا لوجود مشاكل عديدة تتعلق به‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم االستقرار األمني وانخفاض درجة االمن في المدن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم االستقرار السياسي وتدهور واقع حقوق االنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬سبل تفعيل االستثمار األجنبيـ المباشر في الجزائر‬
‫كانت الجزائر من خالل فترة السبعينات وكذا الثمانينات تعتمد على االقتراض الخارجي‬
‫كوسيلة للوفاء بحاجياتها المالية والنهوض بالتنمية االقتصادية‪ ،‬لكن مع نهاية الثمانينات‬
‫بدأت نتائج االقتراض تظهر جليا من خالل ازمة مديونية خارجية حادة‪ ،‬مما اضطرها‬
‫إلعادة النظر في سياساتها الرامية الى تحقيق التنمية المنشودة‪.‬‬
‫ومع مطلع التسعينات تغيرت نظرت الجزائر في اتجاه جذب واستقطاب االستثمار األجنبي‬
‫المباشر اليها وذلك من خالل اتخاذ مجموعة من اإلجراءات والتدابير والتي عرفت‬
‫باإلصالحات االقتصادية ناهيك عن الحوافز واالمتيازات واإليرادات والضمانات األخرى‬
‫التي من شانها خلق وتوفير البيئة المناسبة ونذكر منهم‬
‫‪-1‬اإلصالحات االقتصادية‪:‬‬
‫لجات الجزائر الى اتخاذ مجموعة من اإلصالحات التي من شانها ان تساعد على تدفق‬
‫االستثمار األجنبي المباشر ومن جملة هذه اإلصالحات نذكر‪:‬‬
‫ا‪ -‬اصالح مؤسسات القطاع العام الصناعي و خصوصيته ‪ :‬يعتبر اصالح المؤسسات‬
‫االقتصادية و خصوصياتها واحد من اهم اإلجراءات التي اتخذتها الجزائر في اطار‬
‫سياستها الرامية الى جلب االستثمار األجنبي المباشر اليها حيث تم إعادة هيكلة المؤسسات‬
‫الصناعية العمومية ابتداءا من عام ‪ ، 1994‬اذ ان الكثير منها تم استقالليتها ماليا و قانونيا‬
‫و تم تطهيرها و حولت ديونها الى التزامات على عاتق الدولة اتجاه البنوك التجارية حيث‬
‫كلف ذلك ‪ 13‬مليار دينار خالل فترة ‪ 1999-1994‬وحدها و لما كان ذلك غير كاف‬

‫‪ . 19‬عماري عمار‪ ،‬بوسعادة سعيد‪ ،‬معوقات االستثمار األجنبي المباشر وسبل تفعيله في الجزائر‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي الثاني‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬االوراسي‪ ،‬الجزائر‪ 14 ،‬و‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2005‬ص ‪.236-235‬‬
‫لتوقيف تدهور الجهاز اإلنتاجي تطلب تدخالت جديدة من الدولة عن الخزينة والبنو‪ ،‬قدرت‬
‫‪20‬‬
‫بن ‪ 170‬مليار دينار مصحوبة بقروض تمتد إلى ‪ 7‬سنوات‪.‬‬
‫لقد قامت الحكومة الجزائرية بأول برنامج للخوصصة في أفريل ‪ 1996‬مدعوما من ط رف‬
‫اليد الدولي حيث كان من المقرر أن تمس حوالي ‪ 200‬مؤسسة عمومية ومحلية خاص ة في‬
‫قطاع الخدمات في كما أنشئت لهذا المرض شركات قابض ة وق د تم ح ل خوصص ة ح والي‬
‫‪ 800‬مؤسس ة محلي ة‪ ،‬كم ا اعتم د برن امج خ اص خالل س نتي ‪ 1998‬و‪ 1999‬يقض ي‬
‫بخوصص ة نح و ‪ 250‬مؤسس ة عمومي ة إال أن ه ذا البرن امج لم يكتم ل وذلك لع دة أس باب‬
‫أهمها‪:‬‬
‫رفض النقاب ات العمالي ة وعلى رأس هم االتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين واالتح اد‬ ‫‪-‬‬
‫الوطني للمقاولين العموميين‪.‬‬
‫عدم استقرار الطاقم الحكومي (الهيئات القائمة على عملية الخوصصة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم االستقرار األمني‬ ‫‪-‬‬
‫ومع ذلك فان مسار الخوصصة لحد مازال ي راوح مكان ه ولم يس جل أي نت ائج معت برة من ذ‬
‫بدايته سنة ‪، 1996‬إال في بعض التجارب على غ رار مش روع الش راكة بين "‪" ENAD‬و‬
‫"هنكل" األلمانية على ومشروعي "الفاسيد" مع "لسبات" الهندية وكذا مجموع ة المش روبات‬
‫الجزائري ة م ع مجموع ة "كاس تيل" الفرنس ية إال أن إص رار الحكوم ات الجزائري ة على‬
‫ض رورة خوصص ة ك ل المؤسس ات العام ة "يبقى قائم ا وض روريان وتجلى ذا من خالل‬
‫التصريحات األخيرة التي أدلى به السيد رئيس الحكوم ة أحم د أويح يى في ديس مبر ‪2004‬‬
‫والتي أدلى من خاللها أن مسار الخوصص ة في الجزائ ر يبقى أك ثر من ض رورة وان ح ل‬
‫المؤسسات رأسمالها مفتوح ا وقائم ا أم ام المس تثمرين األج انب يس تثني من ذل ك إال ش ركة‬
‫"سوناطراك" التي يدور حولها جدل كبير‪.‬‬
‫‪-2‬السياسة المالية والنقدية‬
‫تسعى الجزائر وكثيرها من الدول جاه دة في المحافظ ة على اس تقرارها االقتص ادي وع دم‬
‫التعرض له زات تض خمية أو انكماش ية فلق د أص بح التض خم يث ير اهتم ام رج ال األعم ال‬
‫والمس تثمرين وخاص ة األج انب منهم فمن ذ مطل ع التس عينات ب دأت تس ود موج ة تض خمية‬
‫مستمرة في الجزائر فمنهم من اعتبرها ظاهرة ظرفية ال يمكن أن تستمر ومنهم من اعتبرها‬
‫ظاهرة حتمية البد منها خاصة في ظل هذه المرحلة االنتقالية من اقتصاد موجه إلى اقتص اد‬
‫السوق فخالل مرحلة االقتصاد الموجه لم يتعدى معدل التض خم ‪ % 9‬ليص ل إلى‪ 39‬نهاي ة‬
‫‪21‬‬
‫سنة ‪.1994‬‬

‫‪ . 20‬الجزائر‪ ،‬االمر رقم ‪ 22-95‬المؤرخ في ‪ 1995-08-26‬المتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية‪.‬‬


‫الجزائر‪ ،‬االمر رقم ‪ 04-01‬المؤرخ في ‪ 2001-08-20‬المتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقن‬
‫‪ 01-74‬المؤرخة في ‪.2005-08-22‬‬
‫‪ . 21‬عماري عمار‪ ،‬بوسعادة سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.219-217‬‬
‫إن السياسة النقدية الصارمة التي طبقتها الجزائر خالل فترة التصحيح الهيكلي كان له ا أث ر‬
‫كب ير على خفض التض خم حيث الحظن ا تراج ع الكتل ة النقدي ة ‪ M2‬من ‪ % 21,5‬ع ام‬
‫‪ 1993‬إلى ‪ % 14.4‬ليعود إلى االرتفاع إلى ‪ % 17,8‬عام ‪ 1998‬ثم إلى ‪ % 20,4‬عام‬
‫‪ 2002‬وهذا ما ينذر بالعودة إلى زيادة معدل التضخم مرة أخرى‬
‫إن الجزائ ر ورغم مختل ف الت دابير واإلج راءات والسياس ات الرامي ة إلى اس تقطاب‬
‫االستثمارات األجنبية المباشرة إال أن ذلك لم يدفع باالستثمارات األجنبية إلى التموقع فيها إذ‬
‫يجب االس تمرار في نهج اإلص الحات المالي ة النقدي ة وخاص ة المص رفية وذا من خالل‬
‫‪22‬‬
‫العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مواصلة القضاء على عجز الميزانية الذي وصل معدله إلى ‪ % 12,7‬خالل س نة ‪2005‬‬
‫‪-‬تعميق السوق الثانوية اوراق المالية الحكومية وتفويتها‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة الجهود الرامية إلى تقوية الوضع المالي للبتوا الحالية ونشر ثقافة المنافسة بينها‪.‬‬
‫‪-‬انتهاج سياسة مالية ونقدية مرن ة وخاص ة اس تمرار تحري ر س عر الص رف والحف اظ على‬
‫معدل مقبول للتضخم ووضع سعر فائدة محفز لالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬النهوض بس وق األوراق المالي ة وبورص ة الجزائ ر وتقوي ة دور من الجزائ ر من ج انب‬
‫اإلشراف والتنظيم والرقابة والتحول إلى البنو الشاملة ذات الخدمات المتنوعة اإلعداد الجي د‬
‫للدخول في التعامل مع المستحدثات المصرفية الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬تقوي ة ش بكة المعلوم ات المص رفية باإلض افة إلى إص الح بش ري حقيقي في منظومتن ا‬
‫المصرفية‪.‬‬
‫‪-3‬إطار القانوني والمؤسسي‪:‬ـ‬
‫تعتبر اإلج راءات والت دابير القانوني ة والمؤسس ية أح د العوام ل الرئيس ية لج ذب االس تثمار‬
‫األجن بي المباش ر وتفعيل ه‪ ،‬إذا ق ام المش رع الجزائ ري بص ياغة مجموع ة من اإلج راءات‬
‫القانونية لصالة المستثمر األجنبي أهمها‬
‫قانون النقد والفترة ‪ :10- 90‬يعتبر هذا القانون منعطفا هاما في تاريخ قوانين االستثمار‬ ‫‪‬‬
‫في الجزائ ري حيث ت بين من خالل ه اإلرادة الواض حة للحكوم ة الجزائري ة في ج ذب‬
‫واستقطاب المزيد من االستثمارات األجنبية فهو عبارة عن قانون خاص بالنقد والق رض‬
‫‪23‬‬
‫حي وكان هدفه األساسي هو‬
‫‪ -‬إعادة االعتبار لدور البن المركزي في تسيير شؤون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪ . 23‬الجزائر القانون رقم ‪ ،10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬المتعلق بالنقد والقرض‬


‫انظر كل من‪:‬‬
‫‪ -‬لشعب محفوظ "سلسلة القانون االقتصادي"‪ ،‬قوانين اإلصالح االقتصادي‪ ،‬النظام المصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪.23‬‬
‫‪ -‬الترخيص لالس تثمارات األجنبي ة المباش رة ودخ ول المس تثمرين األج انب وتش جيعهم‬
‫على االستثمار في الجزائر‬
‫‪ -‬توضيح المهام المنوطة بالبنك والمؤسسات المالية ومراقبة البنوك التجاري ة في توزي ع‬
‫القروض حري ة االس تثمار في ك ل القطاع ات م ا ع دا القطاع ات الحس ابية المخصص ة‬
‫للدولة والهيئات التابعة لها‪.‬‬
‫‪ -‬حرية تحويل رؤوس األموال المستثمرة بعد تشفيرة بنك الجزائر‪ ،‬وذل ك‪ 60 ،‬ي وم من‬
‫تقديم الطلب‪.‬‬
‫‪ -‬تقليد الضمانات الخاصة للمستثمرين‪.‬‬
‫قانون االستثمارات لسنة ‪ 1993‬جاء هذا القانون بمرسوم تشريعي ‪24‬ثالث سنوات بعد‬ ‫‪‬‬
‫صدور قانون النقد والقرض حيث جاء لقياس اإلرادة الواض حة للحكوم ة الجزائري ة في‬
‫تشجيع وترقية االستثمارات في سياق التوجه نحو اقتصاد السوق واإليم ان في االقتص اد‬
‫العالمي حيث أحدث عدة تأثيرات وكان يهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬إلغاء التمييز بين القطاع العام والقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬إلغ اء التمي يز بين المس تثمر المقيم والمس تثمر غ ير المقیم أي المعامل ة المماثل ة بين ك ل‬
‫المستثمرين‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الضمانات والتسهيالت خاصة على المستوى الجب ائي والجم ركي أي وذل‪ ،‬لتش جيع‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الضمانات الخاصة بتحويل رؤوس األموال واألرب اح والض مانات في حال ة وج ود‬
‫نزاعات‪.‬‬
‫قانون االستثمارات السنة ‪ : 2001‬جاء هذا القانون المتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬إلعطاء‬ ‫‪‬‬
‫المزيد من الدفع لوتيرة االستثمار في الجزائري حيث أصبح بموجب ه ذا الق انون ت دخل‬
‫الدولة ال يتم إال في إطار تقديم الحوافز واالمتيازات التي طلبها المستثمر وذا عن طريق‬
‫إنشاء الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار )‪ (ANDI‬من خالل الشباك الوحيد الذي أنش أته‬
‫له ذا الغ رض كم ا أك د ه ذا الق انون على ض مان تحوي ل رؤوس األم وال المس تثمر‪،‬‬
‫واألرباح وكذا الضمانات الخاصة بنش وب أي خالف بين األط راف المتعاق دة في وفيم ا‬
‫‪25‬‬
‫پلي سوف نعرض أهم الضمانات واالمتيازات التي جاء بها هذا القانون وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬التخفيضات الجمركية على األجهزة المستوردة والخاصة بالمشاريع االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للسلع والخدمات الداخلة في االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعف اء لم دة عش ر س نوات من الض ريبة على أرب اح الش ركات والض ريبة على ال دخل‬
‫اإلجمالي على األرباح الموزعة والرسم على النشاط المهني والدفع الجزافي‬
‫‪ . 24‬الجزائر مرسوم شريعي ‪ ،12-93‬المؤرخ في ‪05‬اكتوبر‪ ،1993‬المتعلق بترقية االستثمار‪.‬‬
‫‪25‬االمر رقم ‪ ،03-01‬مرجع سبق ذكره المواد ‪8،10،11،18‬‬
‫‪ -‬التكف ل الج زئي أو الكلي للدول ة فيم ا يخص المص ارين في المتعلق ة باألش غال المرتبط ة‬
‫بالمنشئات الضرورية‬
‫إلى جانب هذه اإلجراءات القانونية ال تي باش رتها الجزائ ر في إط ار سياس تها الرامي ة إلى‬
‫استقطاب االستثمارات األجنبية المباشرة وتفعيلها قامت كذا بتهيئة المناخ المؤسساتي المالئم‬
‫والمساعد في تسهيل عملية االستثمار في وذلك من خالل‪:‬‬
‫الوكالة الوطنية لدعم وترقية االستثمارـ (‪ )APSI‬هي عبارة عن جهاز حك ومي‬ ‫‪‬‬
‫ذو طابع إدارية أنشدت لخدمة المستثمرين المحل يين واألج انب بم وجب مرس وم‬
‫تنفي ذي‪ 26‬أنى ويتم يز أس لوب عمله ا ب التحر ال دائم ال ترويج والتعري ف بالمن اخ‬
‫االستثماري في البالد وإعداد الملفات الخاصة ب القروض االس تثمارية وعرض ها‬
‫على المستثمرين‪ ،‬كما تتمثل مهامها فيما يلي‬
‫‪-‬االتصال مع اإلدارات والهيئات المعنية‪.‬‬
‫‪-‬العمل على ترقية االستثمارات األجنبية والمحلية على حد السواء‪.‬‬
‫‪ -‬تضع تحت تصرف المستثمرين المحليين أو األجانب كل المعلومات المتعلقة باالستثمار‬
‫‪ -‬تدعيم ومساعدة المستثمرين المحل يين أو األج انب في إط ار تنفي ذ المش اريع االقتص ادية‪:‬‬
‫التعري ف بالمن اخ االس تثماري وال ترويج للف روض االس تثمارية عن طري ق المش اركة في‬
‫المؤتمرات والمعارض والندوات وباإلضافة إلى تنظيم التظاهرات والندوات‪.‬‬

‫الوكالة الوطنية لتطــوير االســتثمارـ (‪ :)ANDI‬هي عبارة عن مؤسس ة عمومي ة‬ ‫‪‬‬


‫ذات ط ابع إداري تابع ة دراس ة الحكوم ة في أنش رت كنتيج ة وتكمل ة للوكال ة‬
‫الوطنية لترقية االستثمار بموجب األمر الرئاسي المتعل ق بتط وير االس تثمار في‬
‫ونص ت عليه ا الم ادة األولى من األم ر ‪ 03-01‬وعرفته ا على أنه ا "مؤسس ة‬
‫عمومي ة ذات ط ابع إداري في تتمت ع بالشخص ية المعنوي ة واالس تقالل الم الي"‪.‬‬
‫تتولى الوكالة الوطنية لتطور االستثمار المهام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ترقية االس تثمارات الوطني ة واألجنبي ة وتطويره ا ومتابعته ا‪ :‬تق ديم التس هيالت الخاص ة‬
‫باإلجراءات التأسيسية للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬تجسيد المشروعات بواس طة خ دمات الش بابي الوحي دة الالمركزي ة‪ .‬اس تقبال المس تثمرين‬
‫المقيمين وسير المقيمين وإعالمهم ومساعدتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير صندوق دعم االستثمار لتسيير االستثمار‪.‬‬

‫‪ . 26‬الجزائر‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،319-94‬المؤرخ في ‪17‬اكتوبر‪ ،1994‬المتعلق بنشأة وكالة ترقية ودعم االستثمار وتحديد‬
‫صالحياتها وتنظيم سيرها‬
‫‪ -‬تسيير المزايا المرتبطة باالستثمار‬
‫‪ -‬االتصال مع اإلدارات والهيئات المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم معلومات خاصة بالمحيط االستثماري‪.‬‬
‫‪ -‬التفقد من احترام االلتزامات التي تعهد بها المستثمرون خالل مدة اإلعفاء‬
‫‪ -‬المشاركة في تطوير وترقية مجاالت جديدة لالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم ندوات وملتقيات دراسية خاصة بغرص االستثمار‪.‬‬
‫المجلس الوطني استثمار(‪ )CNI‬هو عب ارة عن جه از حس اس ل دعم االس تثمار‬ ‫‪‬‬
‫‪27‬‬
‫وتطويره في الجزائر يشرف عليه رئيس الحكومة ويقوم بالمهام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المصادقة على مشاريع اتفاقيات االستثمار‬
‫‪ -‬تحديد المناطق الواجب تنميتها‬
‫‪ -‬يقدرك حياة المشاريع االستثمارية وأولوياتها‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار اإلجراءات والمزايا التحفيزية‪.‬‬
‫‪-4‬اإلنتاج على االقتصاد العالمي‪:‬‬
‫إن دافع االنفتاح االقتصادي س ارع ب الكثير من ال دول إلى اإلمض اء والتوقي ع على معاه دة‬
‫االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة في الجزائر وعلى غ رار ال دول النامي ة‪ ،‬أخ ذت م ع‬
‫مطلع التسعينات تتجه نحو االقتصاد الح ر )اقتص اد الس وق) فاتح ة المج ال أم ام االنس ياب‬
‫الحر للمنتجات وعوامل اإلنتاج وت دفقات االس تثمار األجن بي المباش رة وفي ه ذا اإلط ار تم‬
‫تب ني ق انون جدي د للتج ارة الخارجي ة من خالل ق انون النق د والق رض ‪ 90-10‬حيث ح دد‬
‫بوضوح العالقة الجديدة لحركة رؤوس األم وال والتج ارة م ع الخ ارج وجس د ب ذلك وألول‬
‫مرة شعار "الباب المفتوح ليفتي بعدها ق انون المالي ة التكميلي ة لس نة ‪ 1990‬ليفت ك المج ال‬
‫أمام القطاع الخاص واألجنبي الستيراد السلع ثم تعليمة بين الجزائر رقم ‪ 94 - 20‬المتعلقة‬
‫بتحديد الشروط المالية والضمانات المقدمة‪.‬‬
‫أم ا فيم ا يخص عملي ات التص دير فق د تع ززت بص دور تعليم ة من الجزائ ر رقم ‪94-22‬‬
‫والمتضمنة تحديد النسبة من مداخيل الصادرات خارج قطاع المحروقات كم ا انخفض ت من‬
‫قائمة السلع المحظورة من التصدير ليفتي بع دها ق انون المالي ة الص ادر س نة ‪ 1996‬ال ذي‬
‫ج اء لتط وير البحث في تش جيع الص ادرات خ ارد المحروق ات من خالل رف ع الح واجز‬
‫المفروض ة على الص ادرات وإعط اء أك ثر مرون ة له ا من خالل تق ديم بعض التس هيالت‬
‫الجمركية‪.‬‬

‫‪ . 27‬الجزائر المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،28-01‬المؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2001‬المتعلق بتنظيم وهيكلة المجلس الوطني لالستثمار‪.‬‬
‫تشير المعلومات التجارية األخيرة حول الجزائري التي تتكون من نتائج إحص ائيات التب ادل‬
‫التجاري الجزائ ري المس جلة إلى ابن ة السداس ي األول من س نة ‪ 2005‬تس جيل ف ائض في‬
‫الميزان التجاري يق در بن ‪ 9,28‬ملي ار دوالر باإلض افة إلى ارتف اع محس وس للص ادرات‬
‫والواردات هذا ها يعني أن معدل طية الواردات من قبل الص ادرات ق در من ‪% 18 , 7‬‬
‫مقابل ‪ % 19.6‬خالل السداسي األول السنة ‪2004‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هذه المعلومات التجارية الخاصة بالجزائر‪ ،‬كانت قبل إمضاء الجزائ ر‬
‫اتفاق الدخول في المنظمة العالمية للتجارة في الفاتح سبتمبر ‪2005‬‬
‫‪-5‬المديونيةـ الخارجية‬
‫يعتبر مؤشر المديوني ة الخارجي ة أهم العوام ل المس اعدة في تحقي ق االس تقرار االقتص ادي‬
‫وبالتالي جلب االس تثمار األجن بي المباش ر وعلى غ رار ال دول النامي ة ف ان الجزائ ر لجئت‬
‫لالستدانة الخارجية بعد االتصال بالمؤسسات النقدية الدولية وخاص ة ص ندوق النق د ال دولي‬
‫والبنك العالمي وقد تم التوصل بعد المفاوضات بداية من أفري ل ‪ 1994‬إلى إب رام اتف اقيتين‬
‫مع صندوق النقد الدولي األولي على اتف اق س تاند ثم االتف اق في مرحل ة ثاني ة على برن امج‬
‫للتمويل مصحوبا برنامج إلع ادة جدول ة ال ديون الخارجي ة وال تي ب ات ‪ 32,5‬ملي ار دوالر‬
‫‪28‬‬
‫نهاية سنة ‪.1995‬‬
‫بدا الوضع الص حي للجزائ ر يس ير نح و األحس ن نتيج ة لرب ة الحكوم ة للخ رود من أزم ة‬
‫المديوني ة الخارجي ة وخ دمتها ونتيج ة التط ورات الحاص لة في س وق النف ط الع المي حيث‬
‫انخفض ت نس بة المديوني ة وخ دمتها نس بيا مم ا س اهم في الس تقراريه الوض ع االقتص ادي‬
‫وتنشيط حركة االقتصاد الجزائري‬
‫‪-6‬معدل النمو‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن االستثمارات األجنبية المباشرة شديدة الحساس ية لمع دالت النم و في البل د‬
‫المض يفة فمع دالت النم و الحقيقي ة المرتفع ة تش كل األرض ية الص الحة والمن اخ الم والي‬
‫لالستثمار األجنبي المباشر‬
‫لق د ع رف مع دل النم و االقتص ادي في الجزائ ر تب اطء ملحوظ ا في نهاي ة التس عينات لكن‬
‫س رعان م ا ب دا في ارتف اع محس وس خاص ة وانطالق ا من ‪ 1995‬نتيج ة اإلص الحات‬
‫االقتصادية التي باش رتها الجزائ ر من جه ة واالرتف اع الملح وظ في أس عار النف ط العالمي ة‬
‫ليصل أكتر من ‪ 60‬دوالر للبرميل إضافة إلى ارتفاع حصة الجزائر في إنق اذ النف ط ليص ل‬
‫حوالي مليون وأربعمائة ألف برميل يوميا بعدما ك ان اإلنت اج ال يتج اوز ‪ 767‬أل ف برمي ل‬
‫يوميا‪.‬‬
‫ب‪-‬الحوافز واالمتيازات‬

‫‪ . 28‬بن يسعد حسين ن دروس مقدمة لطلبة الماجستير‪ ،‬مقياس العمليات المصرفية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪ ،2003‬ص‪.30‬‬
‫إن للحوافز واالمتيازات الجبائية دور كبير في جذب االس تثمار األجن بي المباش رة ل ذا ومن‬
‫أجل تحقيق مساعي برن امج االس تقرار والتع ديل الهيكلي ة ق امت الجزائ ر وابت داء من س نة‬
‫‪ 1992‬بصالة النظام الضريبي الجزائري حيث أدخلت عليه عدة تعديالت ك انت ت رمي في‬
‫مجملها إلى تبسيط النظام الضريبي مع تحقيق إدارة ضريبية فعالة وتفعيل العدالة الض ريبية‬
‫باإلض افة إلى تخفي ف العبء الض ريبي على المؤسس ات وتعظيم المردودي ة المالي ة‪ ،‬كم ا‬
‫‪29‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬االمتيازات الجبائية الخاصة بالنظام العام‬
‫ففي هذا الصدد تحضي االستثمارات بمجموعة من االمتيازات الجبائي ة تتعل ق أساس ا بف ترة‬
‫إنجاز المشروع االستثماري وكذا فترة استهالله‬
‫‪-1‬خالل فترة إنجــاز المشــروع‪ :‬في ه ذه الف ترة يتم االس تفادة من مجموع ة من االمتي ازات‬
‫‪30‬‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من ضريبة نقل الملكية على كل المشتريات العقارية المنجزة في إطار االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق رسم ثابت في مجال حقوق التسجيل بنسبة منخفضة تقدر بن ‪ 05‬في األل ف تخص‬
‫عقود اإلنشاء والزيادة في رأس المال‬
‫‪ -‬إعفاء الملكيات العقاري ة ال تي ت دخل في إط ار االس تثمار من الرس م العق اري إبت داءا من‬
‫الحصول عليه‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة على السلع والخدمات التي تدخل مباشرة في إنجاز‬
‫مشروع استثماري سواء كانت مستوردة أو محصل عليها من السوق المحلية شرط أن توجه‬
‫هذه السلع والخدمات إلى إنتاج مواد وخدمات خاضعة للرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪-‬تطبيق نسبة منخفضة تقدر بن ‪ % 3‬لحقوق الجمارك بالنسبة للمواد المستوردة التي ت دخل‬
‫مباش رة في إنج از المش روع االس تثمار يش ويمكن له ذه الم واد أن تك ون مح ل تن ازل أو‬
‫تحويل طبقا للتشريع المعمول به في أو باالتفاق مع ‪))APSI‬‬
‫‪-2‬خالل فترة استغالل المشــروع‪ :‬يتم االستفادة من االمتي ازات الض ريبية بن اءا على ق رار‬
‫الوكالة ابتداء من تقارير استدالل المشروع كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعف اء طيل ة ف ترة أدناه ا س نتان وأقص اها خمس س نوات من الض ريبية على أرب اح‬
‫الشركات والدفع الجزافي والرسم على النشاط الصناعي والتجاري‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق نسبة على األرباح التي يعاد استثمارها تقدر بن ‪ % 33‬عدد انقضاء مدة اإلعفاء‪.‬‬

‫‪ . 29‬عماري عمار‪ ،‬بوسعدة سعيدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232‬‬


‫‪ 30‬الجزائر‪ ،‬المرسوم التشريعي رقم‪ 12-93‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،1993‬والمتعلق بترقية االستثمار‪ ،‬المادة ‪.17‬‬
‫‪ -‬في حالة تصدير المنتج ات المؤسس ة المص درة تس تفيد من إعف اء ت ام ودائم من الض ريبة‬
‫على أرباح الشركات وال دفع الج زافي والرس م على النش اط المه ني وذا حس ب رقم أعم ال‬
‫الصادرات بعد فترة النشاط (‪ 5 – 2‬سنوات)‪.‬‬
‫‪ -‬االس تفادة من نس بة اش تراكات أرب اب العم ل المق درة بين ‪ % 7‬رس م األج ور المدفوع ة‬
‫لجميع العمال خالل فترة اإلعفاء (‪ 5-2‬سنوات)‪.‬‬
‫‪ .‬تستفيد المشتريات من الس وق المحلي ة للس لع المودع ة ل دى الجم ارك والموجه ة التم وين‬
‫المنتجات المعدة للتصدير من إعفاء لكل الحقوق والرسوم‪.‬‬
‫‪ 2‬االمتيازات الجبائية المتعلقة باألنظمة الخاصة‬
‫يطب ق النظ ام الخ اص باالمتي ازات الجبائي ة على االس تثمارات ال تي تق وم به ا المؤسس ات‬
‫االقتصادية في المناطق المطلوب ترقيتها حيث أنها مناطق فقيرة ومح دودة ك ذا المؤسس ات‬
‫التي تمارس نشاطاتها في المن اطق الح رة وال تي يمكن االس تثمار فيه ا بتق ديم حص ص من‬
‫رأس المال بعملة قابلة للتحويل الحر والمسعرة رسميا من البنا المركزي الجزائري‪.‬‬
‫‪-1‬التحيزات الجبائيةـ المتعلقة باالستثمارات المنجزة في المناط المعدة للترقية‪:‬‬
‫تستفيد المؤسسات التي تمارس نشاطاتها في المناطق المعدة للترقية من‬
‫خالل فترة إنجاز المشروع‪ :‬عند بداية إنجاز المشروع االستثماري يس تفيد المس تثمرون من‬
‫اإلعفاءات الجبائية التالية‬
‫‪ -‬إعفاء من حقوق التحويل فيما يخص العقارات الضرورية لالستثمار‬
‫‪ -‬معدل منخفض يقدر بن ‪ % 0,1‬بدال من ‪ % 1‬بالنسبة لحقوق التسجيل عند اإلنشاء ورفع‬
‫رأس المال كما اعدت هذه النسبة لنصل ‪ % 0,2‬وفقا االمر ‪ 03-01‬الص ادر في ‪ 20‬أوت‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -‬إعف اء دائم من الرس وم العقاري ة كم ا ح ددت الم دة من ‪ 10‬س نوات من ت اريخ االنج از‬
‫بموجب األمر ‪ 03-01‬لسنة ‪2001‬‬
‫‪ -‬إعفاء من الرسم على القيمة المضافة عند شراء أو استيراد المواد األولية والتجهيزات‪.‬‬
‫‪ -‬معدل منخفض يقدر بن ‪ % 3‬بالنسبة لحقوق الجمارك‪.‬‬
‫خالل فترة استغالل المشــروع‪ :‬في هذه المرحل ة يس تفيد المس تثمرون من تحف يزات جبائي ة‬
‫إضافية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعفاء لمدة ال تقل عن ‪ 5‬س نوات وال تزي د عن ‪ 10‬س نوات من ذ بداي ة النش اط الفعلي من‬
‫الضريبة على أرباح الشركات الدفع الجزافي ومن الرسم على النش اط الص ناعي والتج اري‬
‫وقد اعدت لتصبح ثابتة ومحددة من ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وفقا ليمر رقم ‪ 03-01‬لسنة ‪.2001‬‬
‫‪ -‬االستفادة من تخفيض قدره ‪ % 50‬من ال ربح المع اد اس تثماره والخاض ع مع دل منخفض‬
‫‪ %33‬بعد انقضاء فترة اإلعفاء‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة التصدير إعفاء دائم وتام من الضريبة على األرباح والدفع الجزافي والرس م على‬
‫النشاط الصناعي والتجاري وذلك بنسبة رفع األعمال المص در على رقم األعم ال اإلجم الي‬
‫وذلك بعد فترة اإلعفاء‪.‬‬
‫‪3‬التحيزات الجبائية المتعلقة باالستثمارات المنجزة في المناطق الحرة‪:‬‬
‫والتي تكتسي ب دورها أهمي ة ك برى من ت اء الممنوح ة في المن اطق األخ رى وتتمث ل ه ذه‬
‫االمتي ازات فيم ا يلي‪ :‬المرتبط ة باس تالل المش روع واالش تراكات المتعلق ة بالض مان‬
‫االجتماعي‬
‫‪ -‬تعفي االس تثمارات ال تي تق ام في المن اطق الح رة بس بب نش اطها من جمي ع الض رائب‬
‫والرسوم واالقتطاعات ذات الطابع الجبائي والجم ركي باس تثناء الحق وق والرس وم المتعلق ة‬
‫بالس يارات الس ياحية غ ير المرتبط ة باس تغالل المش روع واالش تراكات المتعلق ة بالض مان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬تعفى عائ دات رأس الم ال الموزع ة الناتج ة عن نش اطات اقتص ادية تم ارس في المن اطق‬
‫الحرة ‪-‬يخضع العمال األجانب لنظ ام الض ريبي على ال دخل اإلجم الي بنس بة ‪ 20‬من مبل غ‬
‫اجورهم في حين يخضع العمال الجزائريين لمناهج القانون العام‬
‫وتج در اإلش ارة إلى أن ه يمكن االس تثمارات ال تي دامت ف ترة اس تغاللها ‪ 05‬س نوات قب ل‬
‫صدور قانون االستثمارات السنة ‪ 1993‬االستفادة من االمتيازات الجبائية وفقا للنظام الع ام‬
‫والخ اص من إض افة إلى االس تفادة من اإلعف اءات التكميلي ة بم وجب اتفاقي ة م ع وكال ة (‬
‫‪ )APSI‬خاصة إذا كانت المؤسسات تمارس نشاطات هامة تعود بالنفع للصالح العام في لما‬
‫لها من بعد اقتصادي واجتماعي‪.‬‬
‫لقد كان لزاما علينا مثل هذه اإلصالحات في المجال الضريبي إذا م ا أردن ا أن يك ون بل دنا‬
‫نقطة استقطاب لمثل هذه االستثمارات األجنبية المباش رة ومن الض روري مواص لتها وذل ك‬
‫عن طريق إعادة النظر في جميع الحزم القانونية والضريبية بما يؤدي إلى اإلعفاء المرحلي‬
‫التدريجي لألنشطة االقتصادية من الضرائب والرس وم وغيره ا من اإلت اوات ال تي تف رض‬
‫على األنش طة االقتص ادية باإلض افة إلى المس اواة بين االس تثمارات األجنبي ة والمحلي ة من‬
‫حيث المزايا والتسهيالت وكذا من حيث االستقاللية بالمش روع و وض ع سياس ات تس تهدف‬
‫الربط بين هذه الحوافز الضريبية وأداء المشروع االستثماري وهذه السياسات تشترط أن يتم‬
‫من الحوافز المتفق عليها إما على مراحل تتزامن مع البدء في تنفيذ المشروع وحتى مرحل ة‬
‫تمثيلي ة باإلض افة إلى قي اس حساس ية ك ل ن وع من االس تثمار ال دولي المباش ر للح وافز‬
‫الضريبية حتى يتم التحقق من أن تلك الحوافز تحقق العائد المتوقع منه ا ويع ني ذل ك ان ه ال‬
‫يجب أن تطب ق الح وافز الض ريبية بش كل ع ام على جمي ع أن واع االس تثمارات األجنبي ة‬
‫المباشرة وبنفس الدرجة أي أن تختلف الحوافز المراد ترقيتها وأيضا حسب المنطق ة الم راد‬
‫تنميتها ‪.‬‬
‫ج‪-‬الضمانات‬
‫قامت الجزائر بالتوقيع على عدة اتفاقيات ومعاهدات مع ع دة دول من أج ل ض مان وت امین‬
‫المس تثمرين األج انب من العدي د من المخ اطر المتوقع ة وال تي ق د تعترض هم أثن اء القي ام‬
‫باستثماراتهم ويمكن تصنيف هذه االتفاقيات حسب طبيعة الطرف المتعاقد معه إلى اتفاقي ات‬
‫ثنائية اتفاقيات جهوية واتفاقيات متعددة األطراف‪.‬‬
‫‪ .1‬االتفاقيــات الثنائية‪ :‬أب رمت الجزائ ر ع دة اتفاقي ات ثنائي ة ابت داءا من مطل ع التس عينات‬
‫فقامت بتوفير الجو المناس ب لالنفت اح على االقتص اد الع المي تزامن ا م ع سياس تها الرامي ة‬
‫لتشجيع االستثمار األجنبي المباشر ومن الضمانات التي تمنحها ه ذه االتفاقي ات للمس تثمرين‬
‫األجانب نذكر‪:‬‬
‫‪ . 1.1‬الضمانات المالية‪ :‬وتتمثل في ضمان التمويل وحرية التحويل لكل الفوائد واألرباح‬
‫الموزعة والصافية والعوائد الناجم ة عن الحق وق المعنوي ة وك ذا التعويض ات المترتب ة عن‬
‫نزع الملكية في أجال تتحدد حسب كل اتفاقية ثنائية بين الجزائر والبلد المتعاق دين باإلض افة‬
‫إلى حق التعويض والتأميم ونزع الملكية وما مشابه ذلك‪ ،‬كما يجب أن يتم التعويض بصورة‬
‫سريعة ومناسبة وفعلية وال يجب أن يقل امتيازا عما يستفيد به مستثمري الدولة المضيفة‪.‬‬
‫‪ . 2.1‬الضمانات القانونية والقضائية‪ :‬تنص هذه االتفاقي ات الثنائي ة إلى ع دم ج واز اتخ اذ‬
‫إجراءات مبررة أو تمييزية يمكن أن تعرقل قانونيا أو فعلي ا ص يانة االس تثمارات واالنتف اع‬
‫به ا أو تص نيفها‪ ،‬كم ا تنص على إمكاني ة اللج وء إلى التحكيم ال دولي كض مان للمس تثمر‬
‫األجنبي في حالة نشوب نزاع يتعلق باالستثمار باإلضافة إلى إمكاني ة الرج وع إلى المح اكم‬
‫الوطنية التابعة للدولة المضيفة‪.‬‬
‫‪-2‬االتفاقيات الجهوية‬
‫في هذا الصدد قامت الجزائر ببرام اتفاقيتين األولى بينه ا وبين دول اتح اد المغ رب الع ربي‬
‫في ‪ 23‬جويلية ‪ 1990‬بهدف ترقية وضمان االستثمارات والثانية بينها وبين الدول العربي ة‬
‫وال تي ته دف إلى اس تثمار أم وال ال دول العربي ة بين ال دول العربي ة بت اريخ ‪ 07‬جويلي ة‬
‫‪.1995‬‬
‫وبخصوص الضمانات المبرمة في إطار هذه االتفاقية فهي تشتمل على‬
‫‪ . 1.2‬الضمانات المالية‪ :‬وتتمثل في حرية التحويل بدون أجال لرؤوس األموال وعوائدها‬
‫في كما توفر الضمانات المالية حق التعويض عن األضرار التي قد تصيب عملية االستثمار‬
‫ويمكن لهذا التعويض أن يكون نقدي أو عيني حسب الحالة‪.‬‬
‫‪ . 2.2‬الضـــمانات القانونيـــة والقضـــائية‪:‬ـ وتتمث ل في التع ويض عن الت أميم وض مانات‬
‫االستثمار كما يمكن ض مان تع ويض (في حال ة ح دوث أض رار (من ط رف هيئ ات دولي ة‬
‫تجارية‪.‬‬
‫كما تم االتفاقية على حل النزاع ات ال تي ق د تنش ب بين الدول ة المض يفة والمس تثمر وذل ك‬
‫بعرضها على الهيئة القضائية لدول اتحاد المغرب العربية أو محكم ة االس تثمار العربي ة أو‬
‫هيئات التوفيق والتحكيم الدولية المتخصصة بتسوية النزاعات المتعلقة باالستثمار‪.‬‬
‫‪ .3‬االتفاقيات المتعددة األطراف‬
‫انض مت الجزائ ر ك ذلك إلى االتفاقي ة متع ددة األط راف حيث ص ادقت على اتفاقي ة إنش اء‬
‫الوكال ة الدولي ة لض مان االس تثمار س نة ‪ 199531‬وال تي أنش أت تحت رعاي ة البن ك ال دولي‬
‫إنشاء والتعمير وهي تهدف إلى تشجيع تدفق االستثمار لیض اعف اإلنتاجي ة فيم ا بين ال دول‬
‫األعض اء وبالخص وص إلى ال دول النامي ة ودخوله ا ك ذلك في اتفاقي ة م ع المرك ز ال دولي‬
‫لتسوية المنازعات المتعلقة باالستثمارات بين الدول ورعايا الدول األخرى‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هاتين االتفاقيتين فان الجزائر عضو في المؤسس ة العربي ة لض مان االس تثمار‬
‫وهي عب ارة عن مؤسس ة إقليمي ة عربي ة ته دف إلى توف ير الض مانات لالس تثمارات في‬
‫واالئتمان للصادرات فيما بين األقطار العربية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التوزيع القطاعي لالستثمارـ األجنبي المباشر في الجزائر‬
‫‪-1‬التوزيع القطاعي االستثمارات في ضل ترقيةـ االستثمارات ‪:2014-2010‬‬
‫يرجع تحسين االستثمار األجنبي خالل الفترة الممتدة بين ‪ 2010-2010‬لعدة أسباب منه ا‪:‬‬
‫تحسن المؤشرات االقتصادية ال سيما في مجال التحكم في المدين ة ونس ب التض خم‪ - .‬تق ديم‬
‫برنامج اصالح االقتصادي وتطور التشريعات وجه ود الحكم ة في ت رويج من اخ االس تثمار‬
‫يمكن تقسيم الفترة الممتدة من ‪ 2010‬إلى ‪ 2014‬إلى مرحل تين من حيث توزي ع المش اريع‬
‫على القطاعات من جهة وترتيبها حسب جانبية القطاع من جهة أخرى وذلك كما يلي‪:‬‬
‫توزيع المشاريع على القطاعات لفترة (‪:)2015-2014‬‬
‫إذ تعتبر هذه الفترة بداية االنطالقة حيت إحصاء خاللها ‪ 78‬مشروعا من بينها ‪ 52‬مشروع‬
‫متعلق بالصناعة وهو يتمثل ‪ % 64‬من إجم الي المش اريع و‪ 12‬مش روع تم توزيعه ا على‬
‫بقي ة القطاع ات (الخدم ة الس ياحية) بينه ا المش اريع المتبقي ة وزعت على قطاع ات النش اط‬
‫‪32‬‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪ . 31‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪ 05-95‬المؤرخ في جانفي‪ 1995‬الذي يتضمن الموافقة على االتفاقية المنضمة احداث الوكالة الدولية لضمان‬
‫االستثمارات‪.‬‬
‫‪ . 32‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪ 05-95‬المؤرخ في جانفي‪ 1995‬الذي يتضمن الموافقة على اتفاقية تسوية النازعات المتعلقة باالستثمارات‬
‫بين الدول ورعايا الدول األخرى‪.‬‬
‫توزيعـ المشاريع على القطاعات للفترة (‪:)2014 – 2007‬‬
‫يالحظ من خالل تتبع المش اريع االس تثمارية أن قط اع الص ناعة ه و أك ثر جاذبي ة بالنس بة‬
‫للمستثمرين األجانب حيت يغطي ‪ % 59‬من إجم الي المش اريع المعتم دة خالل ه ذه الف ترة‬
‫أي بكلفة إجمالية تقدر ب ‪ % 53‬من المبلغ اإلجمالي المستثمر‪ ،‬وتحت ل قطاع ات الخ دمات‬
‫المرتبة الثانية بعد قطاع الصناعة من حيث درجة األهمية إذ تحصل على نس بة ‪ % 19‬من‬
‫إجمالي المشاريع المعتمدة وبتكلفة تعادل ‪ % 29‬من إجمالي تكلفة المشاريع المعتمدة بتكلف ة‬
‫تعادل ‪ 10110‬مليون دينار جزائري‪.‬‬
‫التوزيع القطاعي لالستثمار األجنبي المباشــر في ضــل قــانون تطــوير االســتثمارـ (‪- 2011‬‬
‫‪)2013‬‬
‫إن التوزيع القط اعي النواي ا االس تثمار األجن بي لف ترة ‪ 2011-1-1‬إلى ‪2013 -12-31‬‬
‫يوضح أن القطاع في صدارة المشاريع االستثمارية إذ سجل االستثمار في ه ذا القط اع يع د‬
‫منخفض ا إذا م ا ق ورن بتكلف ة االس تثمار في قط اع الخ دمات إذ تمث ل التكلف ة األولي ة ب‬
‫‪ 54436‬مليون دج و بنس بة ‪ % 24‬من إجم الي تك اليف المش اريع االس تثمارية أم التكلف ة‬
‫الثاني ة فهي تع ادل نس بة ‪ % 81‬من مجم وع تك اليف المش اريع االس تثمارية و ذل ك بمبل غ‬
‫‪ 161040‬مليون دينار جزائري في حين نجد عن د مكلف ات االس تثمار في ه ذا القط اع هي‬
‫‪ 57‬مش روع أم ا ب اقي المش اريع فهي تت وزع بنس ب ض ئيلة على ب اقي القطاع ات و يمكن‬
‫توزيع هذه االستثمارات األجنبية لسنة ‪2011‬على النحو التالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الصناعة الصيدالنية‬
‫إذا تم اتفاق شراكة بين المعهد الط بي الوط ني ومجم ع ص يدال الجزائ ري (‪S ANOFI-‬‬
‫‪ )SYNTHELABO‬إذ هذا األخير مساهم بنسبة مئة في المائة في مصنع اإلنت اج المعه د‬
‫الجزائري إذ عم ل على خل ق ‪ 2500‬منص ب عم ل ز من ناحي ة أخ رى تم تأس يس ش ركة‬
‫مختلط ة بين ص يدا ل ومخ بر ‘أفون تي ينس بتي ‪ 30‬و‪ % 70‬على الت والي‪ ،‬إذ يق در ه ذا‬
‫االس تثمار ‪ 200‬ملي ون دج ق ادر على إنت اج ‪ 20‬ملي ون وح دة في الس نة وق د أنش ئت ه ذه‬
‫االتفاقية ‪ 120‬منصب عمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصناعة الغذائيةـ‬
‫غرف هذا القطاع تميزا من ناحية الشراكة األجنبية يمث ل مح رك النم و في الجزائ ر فخالل‬
‫أكتوبر ‪ 201 1‬تم إمضاء اتفاقية بين دانون وشركة جرجرة وذلك من أجل أنتاج ي اغورت‬
‫إذ تقدر تكلفة المشروع ب ‪ 28‬مليون أورو ونصت هذه االتفاقية على تأسيس ش ركة دان ون‬
‫جرجرة الجزائر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬القطاع المالية‬
‫في هذا القطاع تم تأسيس عدت بنوك فرنسية و البنك الباريسي و ذلك اعتمادها عدة وكاالت‬
‫محلية في الجزائر و ذلك من جل تق ديم خ دماتها المالي ة للقط اع الم الي للجزائ ر وفي س نة‬
‫‪ 2013‬أصبحت الجزائر تحتل المرتبة الثانية من حيث التدفقات لالستثمار األجنبي المباش ر‬
‫في أفريقي ا بع د أفريقي ا الجنوبي ة و مص ر و دل ك بمبل غ ‪ 2.3‬ملي ار دوالر وه ذا ال رقم تم‬
‫اعتماده من طرف المجلس الوطني لالستثمار أم عن توزيع هذا المبل غ إذ تم تأس يس ش ركة‬
‫مختلطة بين الشركة الجزائرية للطاقة و الشركة األمريكية ذلك من اجل إنشاء مصنع لتحلية‬
‫مياه البحر يقدر تكلفة هذا المشروع ‪ 450‬مليون دوالر‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى سيتم منح الشركة الوطنية الكويتية الرخصة الثالثة للهاتف النقال بمبلغ‬
‫‪ 11‬مليار دوالر منها ‪ 421‬مليون دوالر لشراء هذا ال ترخيص والب اقي لالس تثمارات في‬
‫التجهيزات‪.‬‬
‫وقد تم إنشاء شركة األسمنت من طرف المؤسسة السويسرية ومجمع أوراس كوم المصري‬
‫لإلسمنت وذلك بمبلغ ‪ 180‬مليون دوالر‪ ،‬وقد صرح المدير العام الوكالة الوطنية لالستثمار‬
‫بوجود مبلغ يتراوح بمليار دوالر استثمارات أمريكية في الجزائر وهذا ما دل على شيء‬
‫‪33‬‬
‫فإنه يدل على أن وما بدأت تتواجد في السوق الجزائرية‬

‫‪ . 33‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪ 05-95‬المؤرخ في جانفي‪ 1995‬الذي يتضمن الموافقة على االتفاقية المنضمة احداث الوكالة الدولية لضمان‬
‫االستثمارات‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫االستثمار األجنبي المباشر وسیلة تمويلية هامة من شأنها أن تساهم في التنمية االقتصادية‬
‫من خالل خلق قیمة مضافة وتحديث البنية االقتصادية‪ ،‬حیث یعتبر من اهم المحركات‬
‫األساسية لتحقيق التنمية‪ ،‬وأحد الشروط الرئيسية لإلقالع االقتصادي‪ ،‬وكون االستثمار‬
‫األجنبي المباشر شكل من أشكال تدفق رؤوس األموال‪ ،‬إذ هو بمثابة بدیل للمدیونیة‬
‫الخارجية في حالة التنويع القطاعي لالستثمارات‪ .‬شهدت الساحة الدولية حركة متسارعة‬
‫لتدفق االستثمار األجنبي المباشر في السنوات األخیرة من طرف العديد من الدول لعدة‬
‫أسباب منها‪ ،‬التحوالت االقتصادية نحو الخوصصة واقتصاد السوق‪ ،‬و التوجه نحو االنفتاح‬
‫على األسواق العالمية‪ ،‬وظهور التكتالت الدولية‪ ،‬و الجزائر لیست بمعزل عن النظام‬
‫العالمي الجدید فهي تسعى لالستفادة من هذه الوسيلة التمويلية وذلك من خالل القیام بعدة‬
‫إصالحات لتوفير مناخ استثماري مالئم كمنح عدة حوافز ضريبية وجمركية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تمتع الجزائر بإمكانيات ومؤهالت ذاتية تعزز من حضوضها الستقطاب حجم هام من‬
‫رؤوس األموال األجنبية خاصة بعد إمضائها على عدة اتفاقيات دولية تتعلق بحمایة وتشجيع‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪OECD, third edition of the detailed benchmark of foreign direct‬‬
‫‪investment, Paris, 1999, P 07.‬‬
‫‪ 2‬علي عبد القادر علي‪ ،‬محددات االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬قضايا التنمية في األقطار‬
‫العربية‪ ،‬العدد الواحد والثالثون‪ ،2004 ،‬ص‪4‬‬
‫‪ 3‬الل بوجمعة‪ ،‬تحليل واقع االستثمارات األجنبية المباشرة وآفاقها في ظل اتفاقية الشراكة‬
‫األور ومتوسطية‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 4‬حاتم القرنشاوي‪ ،‬تجارب عربية في جذب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬مؤتمر االستثمار‬
‫والتمويل‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪3‬‬
‫‪ 5‬أحمد زغدار‪ ،‬االستثمار األجنبي المباشر كشكل من أشكال دعم التحالفات االستراتيجية‬
‫لمواجهة المنافسة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬عدد ‪ ،3‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪159‬‬
‫‪ 6‬طارق نوري‪ ،‬تقييم جودة إحصائيات االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬مؤتمر االستثمار‬
‫والتمويل‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪3‬‬
‫‪ 7‬أبو قحف عبد السالم األشكال والسياسات المختلفة لالستثمارات األجنبية مؤسسة شباب‬
‫الجامعة بدون طبعة مصر ‪ 2003‬ص ‪ 15‬و‪.16‬‬
‫‪ 8‬نفس المرجع ص ‪1. 20‬‬
‫‪9‬‬
‫‪(1) UNCTAD, World investment report 1998, New York and Geneva,‬‬
‫‪1998, P 351.‬‬
‫‪ 10‬ـ منیر إبراهيم هندي‪" ،‬الفكر الحديث في هيكل تمويل الشركات"‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪1. 584‬‬
‫‪11‬حمدي میة االقتصادية‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬مصر‪...2003 ،‬‬
‫‪ 11‬أميرة حسب هللا محمد‪ ،‬محددات االستثمار األجنبي وغیر المباشر في البيئة‬
‫االقتصادية العربية‪ ،‬دار النشر والتوزيع‪ 2 ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص‪35‬‬
‫‪ 12‬منور أوسرير وعليان نذير «حوافز االستثمار الخاص المباشر مجلة اقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا العدد ‪ 2‬الشلف ماي ‪ 2005‬ص ‪108‬‬
‫‪ 13‬نفس المرجع ص ‪.108‬‬
‫‪ 14‬حمید الجمیل‪ ،‬دراسات في العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬أكاديمية الدراسات العليا‪ ،‬ط‪1‬‬
‫–طرابلس – لیبیا – ص ‪385‬‬
‫‪ 15‬صقر عمر‪ ،‬العولمة وقضايا اقتصادية معاصرة‪ ،‬الدار الجامعة‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر‪،2003،‬‬
‫ص‪.23‬‬
‫‪- 16‬فرید النجار مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 17‬منصوري وقائع وافاق سياسة االستثمار في الجزائر مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪،‬‬
‫العدد الثاني‪ ،‬الشلف‪ ،‬ماي ‪ ،2005‬ص‪.139‬‬
‫‪ 18‬عماري عمار‪ ،‬بوسعادة سعيد‪ ،‬معوقات االستثمار األجنبي المباشر وسبل تفعيله في‬
‫الجزائر‪ ،‬الملتقى العلمي الدولي الثاني‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬االوراسي‪،‬‬
‫الجزائر‪ 14 ،‬و‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2005‬ص ‪.236-235‬‬
‫‪ 19‬الجزائر‪ ،‬االمر رقم ‪ 22-95‬المؤرخ في ‪ 1995-08-26‬المتعلق بخوصصة‬
‫المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪20‬الجزائر‪ ،‬االمر رقم ‪ 04-01‬المؤرخ في ‪ 2001-08-20‬المتعلق بخوصصة‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقن ‪ 01-74‬المؤرخة في ‪-08-22‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ 21‬عماري عمار‪ ،‬بوسعادة سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.219-217‬‬
‫‪22‬الجزائر القانون رقم ‪ ،10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫انظر كل من‪:‬‬
‫‪ 23‬لشعب محفوظ "سلسلة القانون االقتصادي"‪ ،‬قوانين اإلصالح االقتصادي‪ ،‬النظام‬
‫المصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ 1 ،‬الجزائر مرسوم شريعي ‪،12-93‬‬
‫المؤرخ في ‪05‬اكتوبر‪ ،1993‬المتعلق بترقية االستثمار‪.‬‬
‫‪24‬االمر رقم ‪ ،03-01‬مرجع سبق ذكره المواد ‪ ،997 8،10،11،18‬ص‪.23‬‬
‫‪ 25‬الجزائ ر‪ ،‬المرس وم التنفي ذي رقم‪ ،319-94‬الم ؤرخ في ‪17‬اكت وبر‪ ،1994‬المتعل ق‬
‫بنشأة وكالة ترقية ودعم االستثمار وتحديد صالحياتها وتنظيم سيرها‬
‫‪ 26‬الجزائر المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،28-01‬المؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2001‬المتعلق‬
‫بتنظيم وهيكلة المجلس الوطني لالستثمار‪.‬‬
‫‪ 27‬بن يسعد حسين ن دروس مقدمة لطلبة الماجستير‪ ،‬مقياس العمليات المصرفية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2003‬ص‪.30‬‬
‫‪ 28‬الجزائر‪ ،‬رقم ‪ 05-95‬المؤرخ في جانفي‪ 1995‬الذي يتضمن الموافقة على االتفاقية‬
‫المنضمة احداث الوكالة الدولية لضمان االستثمارات‪.‬‬

You might also like