Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
خاتمة
مقدمة:
يعد قطاع التجارة الخارجية من أهم الركائز التي ينبني عليها إقتصاد دولة كونه يتيح لها املجال للحصول
على العملة الصعبة من خالل عمليات التبادل مع العالم الخارجي ،فالتجارة الخارجية هي عبارة عن جسر
للتعامل مع دول العالم بما فيها الدول النامية التي أدركت الدور الفعال الذي تلعبه التجارة الخارجية في
تقويم اإلقتصاد الوطني .فقد شكلت التجارة الخارجية محورا أساسيا في أبحاث املفكرين االقتصاديين
األوائل ،حيث تناولتها مختلف النظريات بالطرحً أساسيا والتحليل ،وال تزال تشغل فكر الباحثين
وأصحاب القرار ،وتحاول نظريات التجارة الخارجية تحليل األسس التي تقوم عليها قيام التجارة
الخارجية ،وكذا تحليل املكاسب املتوقعة من التبادل التجاري ،حيث تقوم النظريات بتجريد الحدث
االقتصادي ،وذلك بعزل املتغيرات القليلة التي تؤثر في عملية التبادل حتى يتمكن املفكر من التنبؤ
وتفسيره.
من خالل ما سبق يمكننا سياق اإلشكالية التالية :ماهية التجارة الخارجية وأسباب قيامها؟ وماهي
نظريات التجارة الخارجية؟
ماهية التجارة الخارجية وأسباب قيامها:
تعتبر التجارة الخارجية من القطاعات الحيوية لكل البلدان سواء املتقدمة أو النامية على حد سواء،
فالتجارة الخارجية تربط بين الدول واملجتمعات ببعضها البعض ،ويعد التبادل التجاري بين الدول
حقيقة ال يتصور العالم من غيره اليوم ،فال يمكن لدولة ما أن تستقل باقتصادها عن بقية العالم ،كما
يمكن اعتبارها الجسر الذي يربط بين الدول وتسمح لها بتصريف الفائض من إنتاجها واستيراد حاجياتها
من فائض إنتاج الدول األخر ى.
عرفت التجارة الخارجية أيضا بأنها "عملية انتقال السلع والخدمات بين الدول والتي تنظم من خالل
مجموعة من السياسات والقوانين واألنظمة التي تعقد بين الدول بهدف تحقيق املنافع املتبادلة ألطراف
التجارة ." 1يبين التعريف مكونات الصادرات والواردات بحيث تشمل السلع والخدمات النهائية ،إضافة
إلى مدخالت اإلنتاج ،كما يوضح الهدف الرئيسي من خالل تحقيق املنافع املختلفة من التجارة الخارجية.
أما التعريف األشمل للتجارة الخارجية هو أنها تمثل "املعامالت التجارية الدولية في صورها الثالثة
املتمثلة في انتقال السلع والخدمات ،واألفراد ،ورؤوس األموال ،تنشأ بين أفراد يقيمون في وحدات
سياسية مختلفة ،أو بين حكومات أو بين منظمات اقتصادية تقطن وحدات سياسية مختلفة" 2ويمكن
3
تصنيف الصفقات التجارية التي تتضمنها التجارة الخارجية كما يلي:
-تبادل السلع املادية :تشمل السلع االستهالكية والسلع اإلنتاجية واملواد األولية والسلع نصف املصنعة
والسلع الوسيطية.
-تبادل الخدمات :التي تتضمن خدمات النقل ،والتأمين والشحن ،والخدمات املصرفية والسياحية
وغيرها.
-تبادل النقود :تشمل حركة رؤوس األموال ألغراض االستثمار سواء على املدى القصير أو الطويل،
كما تشمل القروض الدولية.
-تبادل عنصر العمل :ويشمل انتقال اليد العاملة من بلد إلى آخر ،باإلضافة إلى الهجرة.
1
عطا اهللا ،علي الزبون :التجارة الخارجية ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان 2015، ،ص9. :
2
جمال ،جويدان الجميل :التجارة الدولية ،مركز الكتاب األكاديمي ،عمان 2006، ،ص11. :
3
موسى ،سعيد مطر وآخرون :التجارة الخارجية ،دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان 2001، ،ص .ص1 :
يمكن القول بأن التجارة الخارجية هي تلك املعامالت التجارية في شكل انتقال السلع والخدمات ورؤوس
األموال واألفراد بين مختلف الدول واألقاليم ،وكذا مختلف السياسات التجارية املطبقة من طرف كل
دولة.
-التجارة الخارجية تعمل على تحريك وتنمية األموال وزيادة رؤوس األموال التي تنتج من خالل العمل
التجار ي الخارجي.
-تعد التجارة الخارجية مصدرا أساسيا في الحصول على العمالت األجنبية الرئيسية أو النادرة منها ،مما
يعزز قدرة الدولة من السيولة النقدية التي تعد من مرتكزات العمليات االقتصادية خصوصا عمليات
التمويل واالستثمار.
-تعمل التجارة الخارجية على تطوير وتنمية األنشطة االقتصادية سواء منها اإلنتاجية أم االستهالكية أم
الخدماتية ،ويتم ذلك من خالل تفعيل الحركة التجارية في تلك املصادر االقتصادية الناتجة عن عمليات
التصدير أو استيرادها.
-ينجم عن التجارة الخارجية من الصادرات عائد مالي يمكن استخدامه كمصدر تمويلي للمشاريع
التنموية ،أو الخدمات التي تحتاجها الدولة ما يسمى باإلنفاق الجاري.
-تحاول الدول من خالل التجارة الخارجية إيجاد نوع من التوازن في وضعها االقتصادي ،فال شك أن
الصادرات إذا زادت فإنها تعمل على إحداث توازن مع الواردات خصوصا إذا كانت تلك الواردات تنمو
وبشكل مضطرد.
4
عطا اهللا ،علي الزبون :مرجع سابق ،ص .ص19. 17- :
-كما أن التجارة الخارجية املتوازنة تعمل على إحداث التوازن في ميزان املدفوعات من خالل ما يترتب
على الدولة من متطلبات ،وما تحققه من إيرادات تعمل على تخفيض العجز وعدم التوازن إذا توازنت
مع الصادرات.
-تأمين احتياجات الدول النامية من املتطلبات األساسية للتنمية االقتصادية ،مثل رؤوس األموال
والتكنولوجيا ،ومصادر العمالت األجنبية واإلدارة الحديثة ،التي تساعد على تنشيط القطاعات
5
االقتصادية املختلفة في االقتصاد الوطني.
-االستفادة القصوى من فائض اإلنتاج ،إذ التصدير يؤدي إلى زيادة الناتج الوطني مما ينعكس على وضع
العمالة ،وتوفير السلع الضرورية واألساسية ،والعكس صحيح .إذ أن ضعف التصدير يؤدي إلى خسارة
في الناتج الوطني وتخفيض مساهمة الدولة وزيادة البطالة وتدهور املستوى املعيشي لألفراد.
-استيراد السلع الضرورية التي ال يمكن إنتاجها محليا لسبب ما ،فعلى سبيل املثال يمكن استيراد اآلالت
واملعدات الضرورية الالزمة لبناء مصنع نسيج ،إذ يمكن أن يوفر هذا املصنع العديد من فرص العمل،
وبالتالي املساهمة في عملية التنمية.
-إحالل الواردات ،وهذا يتوقف على عنصر التكلفة ،فإذا كانت السلع يمكن إنتاجها محليا بتكاليف
معقولة ،فإن مثل هذا اإلنتاج يمكن أن يسبب مشاكل إدارية ورأسمالية ومشاكل في القدرات الفنية
أيضا ،إال أنه يساعد على ترويج السياسة التجارية ،وبالتالي يمكن من القيام بعمليات التصدير املهمة.
-دراسة السياسات التجارية املتبعة من قبل تلك الدول في مجال التجارة الخارجية كسياسة الحماية أو
الحرية وغير ذلك.
وفي رأي ادم سميث ،أن هناك وظيفتين تهتم بهما التجارة الدولية:
-وظيفة تصريف اإلنتاج الفائض عن حاجة السوق املحلي استبداله بشيء أكثر نفعا؛
-ساعة عمل لعامل واحد تنتج 6طن من القمح في الدولة (أ) ،ولكنها ال تنتج سوى 1طن من نفس
السلعة في الدولة (ب).
-ساعة عمل لعامل واحد تنتج 5أمتار من القماش في الدولة (ب) ،ولكنها ال تنتج سوى 4أمتار من
نفس السلعة في الدولة (أ).
7بول كروجمان وموريس ،االقتصاد الدولي النظرية والسياسة ،ج 1،ترجمة محمد بن عبدهللا الجراح و حمد بن سليمان البازعي،
دار الزهراء للنشر ،الرياض ،المملكة العربية السعودية2010. ،
اذن نستنتج أن:
-الدولة (أ) أكثر كفاءة ولديها ميزة مطلقة أفضل من الدولة (ب) في إنتاج القمح.
-الدولة (ب) أكثر كفاءة ولديها ميزة مطلقة أفضل من الدولة (أ) في إنتاج القماش.
وبالتالي عند قيام التجارة بين الدولتين :من الواضح أن تتخصص الدولة (أ) في إنتاج القمح وتصدره
مقابل ذلك تقوم باستيراد القماش من الدولة (ب) .في حين تتخصص الدولة(ب) في إنتاج القماش
وتصدره إلى الدولة (أ) وتستورد منها القمح .إذن هذا التخصص من كال الدولتين سوف يعود بالنفع
عليهما من خالل زيادة اإلنتاج الكلي من السلعتين .مما يتيح املجال القتسام هذه الزيادة بينهما عن طريق
التجارة.
-لم توضح هذه النظرية بعد التوزيع أي كيف توزع مكاسب التجارة على األفراد.
تحليل النظرية :ينصب جوهر نظرية امليزة النسبية حول قدرة دولة على إنتاج سلعة معينة )1
بتكلفة أقل وجودة أعلى من أي دولة أخرى ،مع ذلك يكون من املفيد أن تنتج مع دولة ثانية إذا
كان لديها تكلفة الفرصة البديلة أقل .
وهكذا يكون من مصلحة لبنان أن تتخصص في إنتاج األغذية ألنها تتمتع بميزة نسبية أكبر (بنفقات إنتاج
أقل) باملقارنة مع األردن ،أما األردن في مصلحتها أن تتخصص في إنتاج األقمشة ألنها تتمتع فيها بميزة
نسبية أكبر ( نفقات إنتاج أقل) باملقارنة مع لبنان .
وكذلك األمر فيما يتعلق بالتخصص في إنتاج األقمشة لكال الدولتين ،فالعبرة بالتكلفة النسبية إلنتاج
السلعة وليس بتكلفة إنتاجها املطلقة.
يفترض نموذج ريكاردو أن املبادالت التجارية تكون في شكل عملية املقايضة للسلع(تحييد الدور
النقدي)؛
تعتمد النظرية على وجود سلعتين ودولتين وهذا أمر ال يالمس الحقيقة الواقعية؛
محدودية النموذج في ضبط معدالت التبادل الدولي الفعلي؛
استخدام عامل العمل بنسب ثابتة في إنتاج كل السلع وهذا ال يقبل واقعيا؛
قيام ريكاردو بتثبيت كمية اإلنتاج والتركيز على جانب العرض دون االهتمام بالطلب؛
ثالثا :نظرية تكلفة الفرصة البديلة.
بناء على ما سبق نقول بأن أسعار السلع داخل كل دولة تتناسب مع نفقات االستبدال السلع فيما بينها،
والبلد القادر على تحقيق ميزة نسبية في إنتاج هذه السلع يستطيع أن يستفيد من مزايا التبادل الدولي.
للعلم فأن التبادل الدولي متوقف كذلك على تالقي قوى العرض والطلب في البلدين معا أي أن امليزة
النسبية لوحدها غير كافية لقيام التجارة الدولية.
رابعا :نظرية القيم الدولية لجون ستورات ميل)john stuart mill( :
مثال تفسيري:
معدل التبادل السلعة ()y السلعة ()x الدولة كمية العمل المستخدم
الداخلي
2=1 20 10 دولة ((1 10رجال /سنة
الشرح:
في الدولة ( :)1وحدة واحدة من السلعة ( 2 = )xوحدات من السلعة ( .)yفي حين في الدولة ( )2فإن وحدة
واحدة من السلعة ( 5= )xوحدات من السلعة (.)y
وهذا يعني :أنه يمكن الحصول على السلعة ( )xبسعر ارخص نسبيا في الدولة ( )1مقارنة بالدولة (،(2
بحيث يمكن استبدال وحدة منها وحدتين بدال من 5وحدات كما هو الحال في الدولة (.)2
وعلى أساس هذه املقارنة فإن الدولة( )1لها ميزة نسبية في إنتاج السلعة ( )xبينما تملك الدولة ( )2ميزة
نسبية في إنتاج السلعة ( .)yولقد تم الحصول على هذه النتيجة من خالل مقارنة معدالت التبادل بين
السلعتين كما تحددت داخل الدولتين قبل قيام التجارة الدولية.
تحقق الدولة ( ) 1مكسبا من التجارة إذا استطاعت أن تحصل على أكثر من وحدة من السلعة( )xمقابل
2وحدات من السلعة (( )yأي شرط تبادل أفضل من شرط التبادل الداخلي) .وتحقق الدولة ( )2مكسبا
من التجارة إذا استطاعت أن تحصل على وحدة من السلعة ( )yبأقل من 5وحدات من السلعة (. )x
ويمكن توضيح ذلك من خالل الرسم التالي:
ضمن التحليل السابق لنظرية القيمة وجدناها أنها تفترض بأن قيمة أو سعر السلعة يساوي أو
يمكن أن يستنتج من حجم العمل املبذول في إنتاج هذه السلعة مما يبين أن:
العمل هو عامل اإلنتاج الوحيد (افتراض غير صحيح)؛
العمل يستخدم بنفس النسبة الثابتة في اإلنتاج في جميع السلع(افتراض غير صحيح(؛
عنصر العمل متجانس(غير صحيح) ؛
أوال :نظرية دوال اإلنتاج (نسب عناصر اإلنتاج) لـ ( )Heckscher & Ohlin
لقد جاء هذا النموذج الكتاب الذي أصدره هكشر بعنوان" :آثار التجارة الخارجية على التوزيع ".1919
وتلميذه أولين من خالل كتابه" :التجارة اإلقليمية والتجارة الدولية سنة "1933حيث تركز النظرية على
االختالف النسبي في عوامل اإلنتاج أو أسعار عوامل اإلنتاج بين الدول كأهم عامل محدد لقيام التجارة
الدولية .حيث هناك سلع كثيفة العمل وأخرى كثيفة رأس املال وأخرى كثيفة األرض .يسعى النموذج
إلى إثبات أن االختالف في نسب أو كثافة عناصر اإلنتاج تؤدي إلى اختالف التكاليف و األسعار النسبية
للدولة الواحدة .ومن ثمة استيراد السلعة من الخارج بتكلفة إنتاج اقل مما لو تم إنتاجها محليا.
بناء على الشكل السابق تقوم الدولة "" Aبتصدير السلعة التي يتطلب إنتاجها لإلستخدام املكثف لعنصر
اإلنتاج املتوفر نسبيا لديها والرخيص وتستورد من الدولة "" Bالسلعة التي يتطلب إنتاجها كثافة في رأس
املال.
تركز على اإلختالف الكمي في عناصر اإلنتاج (الندرة والوفرة) مهملة االختالف النوعي في هذه
العناصر؛
إشكالية تحديد كثافة عناصر اإلنتاج في السلع املتاجر بها دوليا في حالة وجود أكثر من عامل
إنتاج؛
تحليل ساكن دون مراعاة كل الحاالت؛
تعرضت النتقادات تطبيقية خاصة عندما حاول ليونتيف تطبيق نموذج هكشر اولين
علىالتجارة الخارجية للواليات املتحدة األمريكية.
خاتمة:
واجهت النظرية التقليدية للتجارة املصاعب ألنها غالبا ماال تستطيع تفسير األنماط التجارية
الفعلية .وقد أظهرت الدارسات التجريبية التي أجريت بعناية بأن الكثير من االفتراضات
األساسية للنظرية – كالتنافس املثالي ،والتوظيف التام ،والحركية املثالية للعناصر داخل
البلدان ،والعناصر غير املتحركة بين البلدان -غير واقعية وال تتوافق مع التوقعات النظرية.
وعند تخفيف صرامة تلك االفتراضات ،تصبح حالة الرفاه وغيرها من النتائج أقل وضوًح ا.
عالوة على ذلك ،فإن تطبيق افتراضات حول التأثيرات املتفاوتة للتعليم ،والتأثيرات الخارجية
اإليجابية والتغييرات الفنية املقترنة بأنشطة اقتصادية مختلفة ،يخلق احتمالية نظرية بتحقيق
مكاسب ضعيفة (إن وجدت) من التجارة بالنسبة لبلدان تتخصص في منتجات متدنية القيمة
املضافة و كثيفة العمالة.
لقد حاول العديد من املحللين تعديل بعض استنتاجات النظرية التقليدية في التجارة أو
توسيعها أو رفضها .يستشهد أصحاب النظرية الجديدة في التجارة بدور وفورات الحجم (
) economies scaleواألسواق منقوصة التنافس في تحديد األنماط التجارية الواقعة ضمن
مجتمعات صناعية في الدول الصناعية .وقد قادت هذه الرؤية واضعي النظريات التجارية
االستراتيجيين إلى تبنى رؤى مؤيدة لدعم صناعات معينة بهدف منحها أفضلية استراتيجية في
األسواق العاملمية املحتكرة من قبل فئة قليلة .كما أن الكتابات الحديثة في موضوع التجارة
والنمو تؤكد بأنه يمكن استحداث امليزة املقارنة – من نواحي ديناميكية .استنادا على رأس املال
البشري والتعلم والتكنولوجيا واإلنتاجية .كما أنه يمكنها أن تتغير مع مرور الوقت اعتمادا على
السياسة االقتصادية .
المراجع:
.التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية ،ط 2،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان -
محاضرات معمقة في نظريات التجارة الخارجية ،د /حليس عبدالقادر ،جامعة الجلفة – -
-الجزائر