You are on page 1of 29

‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المؤسسات المالية‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة المؤسسات المالية الدولية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم المؤسسات المالية الدولية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور المؤسسات المالية الدولية و أهدافها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال المؤسسات المالية الدولية‬

‫المطلب األول‪ :‬صندوق النقد الدولي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬البنك الدولي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المنظمة العالمية للتجارة‪:‬‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬

‫ع‪++ +‬رفت الوق‪++ +‬ائع اإلقتص‪++ +‬ادية العالمي‪++ +‬ة قب‪++ +‬ل نهاي‪++ +‬ة الح‪++ +‬رب العالمي‪++ +‬ة الثاني‪++ +‬ة العدي‪++ +‬د من التح‪++ +‬والت‬
‫والتغ ‪++‬يرات ال ‪++‬تي أث ‪++‬رت على النظ ‪++‬ام اإلقتص‪+++‬ادي الع ‪++‬المي وال ‪++‬تي ك ‪++‬ان أبرزه ‪++‬ا تقيي ‪++‬د التج ‪++‬ارة الخارجي ‪++‬ة‬
‫وتناقص الدول الصناعية فيما بينها على تخفيض قيمة العملة مما أدى الى ظه‪++‬ور العدي‪++‬د من اإلختالالت‬
‫في النظ‪+‬ام النق‪+‬دي الع‪+‬المي‪ ،‬ونتيج‪+‬ة له‪+‬ذه األوض‪+‬اع ق‪++‬امت الوالي‪+‬ات المتح‪+‬دة األمريكي‪+‬ة بحض‪++‬ور مجموع‪+‬ة‬
‫من ال ‪++‬دول الى عق ‪++‬د م ‪++‬ؤتمر دولي ع ‪++‬رف بم ‪++‬ؤتمر دولي ب ‪++‬ريتن وودز ع ‪++‬ام ‪ 1944‬ه ‪++‬دفت من خالل ‪++‬ه إلى‬
‫محاول‪++‬ة إيج‪++‬اد حل‪++‬ول له‪++‬ذه المش‪++‬كالت ال‪++‬تي ع‪++‬انت منه‪++‬ا دول الع‪++‬الم خاص‪++‬ة ال‪++‬دول الص‪++‬ناعية‪ ،‬م‪++‬ا أدى إلى‬
‫وجود اقتراحات كان أهمه‪+‬ا االق‪+‬تراح األم‪+‬ريكي والبريط‪+‬اني‪ ،‬وق‪+‬د تمخض عن انعق‪+‬اد ه‪+‬ذا الم‪+‬ؤتمر انش‪+‬اء‬
‫مؤسس‪++‬تين هم‪++‬ا ص‪++‬ندوق النق‪++‬د ال‪++‬دولي والبن‪++‬ك ال‪++‬دولي الل‪++‬ذان يعت‪++‬بران من أهم المؤسس‪++‬ات الدولي‪++‬ة الفاعل‪++‬ة‬
‫على الصعيد العالمي‪.‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫ماهي المؤسسات المالية الدولية ؟ وماهي أهدافها؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية المؤسسات المالية‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة المؤسسات المالية الدولية‬

‫لقد شهد العالم خالل الفترة ما بين الح‪++‬ربين تزاي‪++‬د مس‪++‬تمر في االعتم‪++‬اد على المع‪++‬امالت التجاري‪++‬ة‬
‫على المس‪++‬توى الثن‪++‬ائي ب‪++‬دال من االعتم‪++‬اد على المع‪++‬امالت التجاري‪++‬ة متع‪++‬ددة األط‪++‬راف‪ ،‬وق‪++‬د ع‪++‬رفت ه‪++‬ذه‬
‫الفترة اتباع سياس‪+‬ات اقتص‪++‬ادية ع‪+‬رفت بإفق‪+‬ار الج‪+‬ار"‪ ،‬تل‪+‬ك السياس‪+‬ات اس‪+‬تهدفت ح‪+‬ل المش‪+‬اكل االقتص‪++‬ادية‬
‫الداخلي‪++‬ة على حس‪++‬اب ال‪++‬دول األخ‪++‬رى ‪ ،‬وق‪++‬د تض‪++‬منت ه‪++‬ذه السياس‪++‬ات إج‪++‬راء تخفيض‪++‬ات تنافس‪++‬ية في قيم‪++‬ة‬
‫العمالت الوطني‪++ +‬ة مم‪++ +‬ا زاد في انخف‪++ +‬اض الق‪++ +‬وة الش‪++ +‬رائية للعمالت وأدى إلى تقلب‪++ +‬ات ش‪++ +‬ديدة في أس‪++ +‬عار‬
‫الصرف؛‬

‫كما عملت بعض الدول الصناعية آنذاك على الحد من حرية التجارة‪ ،‬مما أدى الى تقيي‪++‬دها على‬
‫المستوى الدولي حتى انتهى األمر بظروف الكس‪++‬اد العظيم ع‪+‬ام ‪ 1929‬وال‪++‬ذي اس‪++‬تمر ح‪++‬تى ع‪+‬ام ‪،1933‬‬
‫وق‪++‬د تض‪++‬منت ه‪++‬ذه الف‪++‬ترة مجموع‪++‬ة من األح‪++‬داث الهام‪++‬ة تمثلت في انهي‪++‬ار قاع‪++‬دة ال‪++‬ذهب وتح‪++‬ول البن‪++‬وك‬
‫المركزي‪++‬ة من نظ‪++‬ام الص‪++‬رف بال‪++‬ذهب الى نظ‪++‬ام النق‪++‬د ال‪++‬ورقي االل‪++‬زامي واتب‪++‬اع السياس‪++‬ات النقدي‪++‬ة والمالي‪++‬ة‬
‫التضخمية من أجل إعادة بناء اقتصادياتها مما أدى الى ظهور ضغوط تضخمية شديدة ؛‬

‫وفي ظل هذه الفوضى السائدة والصراعات والالستقرار على المستوى االقتص‪++‬ادي واالجتم‪++‬اعي‬
‫والسياس‪++‬ي قبي‪++‬ل الح‪++‬رب العالمي‪++‬ة الثاني‪++‬ة وال‪++‬ذي ك‪++‬ان س‪++‬ببه اقتص‪++‬ادي وه‪++‬و ع‪++‬دم التحكم في س‪++‬عر الص‪++‬رف‬
‫والفهم الجيد للموضوع المتعلق بالنقد نادت الدول ذات السيادة وعلى رأسهم الو م أ إلى عقد اجتم‪+‬اع في‬
‫مدين‪++‬ة ب‪++‬ريتن وودز" بوالي‪++‬ة نيوه‪++‬ا مش‪++‬ير" األمريكي‪++‬ة ع‪++‬ام ‪ 1944‬به‪++‬دف إنش‪++‬اء نظ‪++‬ام نق‪++‬دي ع‪++‬المي يعكس‬
‫عدم الشعور بالرضا الكامل على أداء العمل بقاعدة الذهب ومن ثم االستغناء عنه‪+‬ا وايج‪+‬اد ص‪++‬يغة جدي‪+‬دة‬
‫لتك ‪++‬ون أساس ‪++‬ا للنظ ‪++‬ام النق ‪++‬دي الجدي ‪++‬د وتأس ‪++‬يس إط ‪++‬ار م ‪++‬تين للتع ‪++‬اون ال ‪++‬دولي يح ‪++‬ول دون تك ‪++‬رار األزم ‪++‬ات‬
‫والمشاكل التي شهدتها أسواق العالم واقتصادياته والتي نتجت عنه‪+‬ا نت‪+‬ائج مأس‪+‬اوية كم‪+‬ا ح‪+‬دث أثن‪+‬اء ف‪++‬ترة‬
‫‪1‬‬
‫الكساد ‪.1929‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سيد عابد‪" ،‬التجارة الدولية"‪ ،‬مكتبة اإلشعاع للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص ‪.407‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد عرض خالل هذا المؤتمر أهم مقترحين وهم‪+‬ا لك‪+‬ل من اإلنجل‪+‬يزي كي‪+‬نز" واألم‪+‬ريكي "ه‪+‬وايت" وذل‪+‬ك‬
‫من أجل تحقيق األهداف التي عقد المؤتمر ألجلها وفيما يلي نستعرض أهم ما جاء به المقترحين ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مشروع كينز"‬

‫كان الهدف من المشروع الذي جاء به االقتصادي كينز هو تسهيل سياسة التوس‪++‬ع النق‪++‬دي إلص‪++‬الح نظ‪++‬ام‬
‫النق‪+‬د والص‪++‬رف وألج‪++‬ل ذل‪++‬ك ج‪++‬اء بمش‪++‬روع يه‪++‬دف إلى تس‪++‬هيل سياس‪++‬ة التوس‪++‬ع النق‪+‬دي ال‪++‬داخلي والخ‪++‬ارجي‬
‫‪1‬‬
‫وزيادة التبادل التجاري وتحقيق االستقرار االقتصادي‪ ،‬وللوصول إلى ذلك اقترح "كينز" ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إنش‪++‬اء اتح‪++‬اد دولي للمقاص‪++‬ة وه‪++‬و بمثاب‪++‬ة بن‪++‬ك للبن‪++‬وك المركزي‪++‬ة وس‪++‬لطة نقدي‪++‬ة ف‪++‬وق ال‪++‬دول‪ ،‬يق‪++‬وم بخل‪++‬ق‬
‫القوة الشرائية الالزمة للتبادل الدولي‬

‫‪ -‬كم ‪++‬ا اق ‪++‬ترح "كي ‪++‬نز" أن تتك ‪++‬ون النق ‪++‬ود في ه ‪++‬ذه المؤسس ‪++‬ة من وح ‪++‬دات أطل ‪++‬ق عليه ‪++‬ا اس ‪++‬م "ب ‪++‬انكوار" وق ‪++‬د‬
‫أعطى هذا النظام مرونة كبيرة من حيث زيادة السيولة في حال ارتفعت األسعار العالمية؛‬

‫‪ -‬تتحدد حصة كل دولة في هذا االتحاد الدولي أساسا بحجم تجارتها الخارجية وكذلك بمقدار ص‪++‬ادراتها‬
‫من ال ‪++‬ذهب وه ‪++‬ذا لتف ‪++‬ادي انع ‪++‬دام الت ‪++‬وازن في الق ‪++‬وة الش ‪++‬رائية يق ‪++‬وم االتح ‪++‬اد بالض ‪++‬غط على ال ‪++‬دول الدائن ‪++‬ة‬
‫والمدينة لتعديل ميزانها كما ال يسمح بتراكم أرصدة البانكور" للبالد الدائنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مشروع "هوايت"‬


‫‪2‬‬
‫أما فيما يخص المشروع األمريكي والذي اقترحه "هوايت" فتمثل في‪:‬‬

‫التأكي‪++‬د على ض‪++‬رورة إنش‪++‬اء مؤسس‪++‬ات دولي‪++‬ة وإ لغ‪++‬اء الح‪++‬واجز والرقاب‪++‬ة على الص‪++‬رف واالبتع‪++‬اد‬ ‫‪-‬‬
‫عن سياسة حماية التجارة الخارجي‪+‬ة والتقلي‪+‬ل من ت‪+‬دخل الحكوم‪+‬ات الوطني‪+‬ة في مواجه‪+‬ة التقلب‪+‬ات‬
‫في مستويات التشغيل والعجز في ميزان المدفوعات؛‬
‫اق ‪++‬ترح تك ‪++‬وين ص ‪++‬ندوق دولي لتث ‪++‬بيت قيم ‪++‬ة العمالت لل ‪++‬دول األعض ‪++‬اء المش ‪++‬تركة في ‪++‬ه وأن تك ‪++‬ون‬ ‫‪-‬‬
‫وحدة التعامل الدولي هي "اليونيت‪+‬اس" وال‪+‬تي ترتب‪+‬ط قيمته‪+‬ا ب‪+‬وزن معين من ال‪+‬ذهب‪ ،‬وعلى ال‪+‬دول‬
‫أن تح‪++‬دد قيم‪++‬ة عملته‪++‬ا بال‪++‬ذهب أو "اليونيت‪++‬اس" وليس له‪++‬ا الح‪++‬ق في تغي‪++‬ير ه‪++‬ذه القيم‪++‬ة إال بموافق‪++‬ة‬
‫أربعة أخماس أصوات الدول األعضاء في الصندوق؛‬

‫‪1‬‬
‫ضياء مجيد‪ ،‬اقتصاديات أسواق المال "‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪2‬‬
‫بسام حجاز‪" ،‬العالقات االقتصادية الدولية ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص ‪.177‬‬

‫‪3‬‬
‫ت ‪++ +‬ودع ال ‪++ +‬دول األعض ‪++ +‬اء حصص ‪++ +‬ا تتك ‪++ +‬ون جزئي ‪++ +‬ا من ال ‪++ +‬ذهب وعمالته ‪++ +‬ا المحلي ‪++ +‬ة وبعض أذون‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومات كما اقترح "ه‪+‬وايت" أن يك‪+‬ون حجم الحص‪++‬ة ألي دول‪+‬ة على أس‪+‬اس دخله‪+‬ا الق‪+‬ومي وم‪+‬ا‬
‫في حوزته ‪++ +‬ا من ذهب وعمالت أجنبي ‪++ +‬ة‪ ،‬واق ‪++ +‬تراح كه ‪++ +‬ذا يع ‪++ +‬بر عن مص ‪++ +‬الح الوالي ‪++ +‬ات المتح ‪++ +‬دة‬
‫األمريكية باعتبارها الدولة الغنية الدائنة؛‬
‫ويتف‪++‬ق "كي ‪++‬نز" و "ه ‪++‬وايت" على العم ‪++‬ل على إقام ‪++‬ة نظ ‪++‬ام دولي ش ‪++‬امل يعتم ‪++‬د على أس ‪++‬عار ص ‪++‬رف‬ ‫‪-‬‬
‫ثابت ‪++‬ة وحري ‪++‬ة تحوي ‪++‬ل العمالت به ‪++‬دف تحقي ‪++‬ق الت ‪++‬وازن في م ‪++‬يزان الم ‪++‬دفوعات وتق ‪++‬ديم الق ‪++‬روض‬
‫لل ‪++ +‬دول المتض ‪++ +‬ررة واالمتن ‪++ +‬اع عن التس ‪++ +‬ابق في تخفيض أس ‪++ +‬عار الص ‪++ +‬رف به ‪++ +‬دف الحف ‪++ +‬اظ على‬
‫مستويات عالية للتوظيف‪.‬‬

‫وفي نهاي ‪++‬ة المناقش ‪++‬ات ح ‪++‬ول مقترح ‪++‬ات كال المش ‪++‬روعين أخ ‪++‬ذ بالمش ‪++‬روع األم ‪++‬ريكي باعتب ‪++‬ار أمريك ‪++‬ا هي‬
‫الدول‪++‬ة ال‪++‬تي بمق‪++‬دورها تق‪++‬ديم الس‪++‬يولة الكافي‪++‬ة والالزم‪++‬ة لت‪++‬وازن وتع‪++‬ديل م‪++‬وازين الم‪++‬دفوعات الدولي‪++‬ة ذل‪++‬ك‬
‫ال‪++‬وقت‪ ،‬وب‪++‬ذلك وض‪++‬ع تقري‪++‬ر خ‪++‬براء يق‪++‬ترح ميثاق‪++‬ا لمنظم‪++‬ة دولي‪++‬ة أص‪++‬بحت تع‪++‬رف بص‪++‬ندوق النق‪++‬د ال‪++‬دولي‬
‫وعرض ذلك على ممثلي الدول في مؤتمر بريتن وودز في جويلية ‪ 1944‬والذي شاركت فيه ‪ 45‬دول‪++‬ة‬
‫وق‪++‬د ت‪++‬رأس اللجن‪++‬ة األولى "ه‪++‬وايت" المخصص‪++‬ة لص‪++‬ندوق النق‪++‬د ال‪++‬دولي واللجن‪++‬ة الثاني‪++‬ة المخصص‪++‬ة للبن‪++‬ك‬
‫الدولي كينز" وكانت االتفاقية قد دخلت حيز التنفي‪++‬ذ ي‪++‬وم ‪ 27‬ديس‪++‬مبر ‪ 1945‬وتعت‪++‬بر مهم‪++‬ة ص‪++‬ندوق النق‪+‬د‬
‫الدولي وضع مدونة سلوك في الميدان النقدي وهذا بتحديد التزام‪+‬ات ال‪+‬دول األعض‪+‬اء في مي‪+‬دان مع‪+‬دالت‬
‫الص‪++‬رف والمب‪++‬ادالت المتمح‪++‬ورة ح‪++‬ول ال‪++‬ذهب وااللتزام‪++‬ات في مج‪++‬ال تحوي‪++‬ل العمل‪++‬ة والقض‪++‬اء الت‪++‬دريجي‬
‫على العوائق التي تعترض عملية الصرف‪.‬‬

‫بتحدي‪+++‬د التزام‪+++‬ات ال‪+++‬دول األعض‪+++‬اء في مي‪+++‬دان مع‪+++‬دالت الص‪+++‬رف والمب ‪++‬ادالت المتمح ‪++‬ورة ح‪+++‬ول ال‪+++‬ذهب‬
‫‪1‬‬
‫وااللتزامات في مجال تحويل العملة و القضاء التدريجي على العوائق التي تعترض عملية الصرف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم المؤسسات المالية الدولية‬

‫ته‪++ +‬دف المؤسس‪++ +‬ات المالي‪++ +‬ة الدولي‪++ +‬ة إلى إدارة النظ‪++ +‬ام النق‪++ +‬دي والم‪++ +‬الي ال‪++ +‬دوليين وذل‪++ +‬ك من خالل ض‪++ +‬بط‬
‫ومراقبة السياسات النقدية والمالية الدولية وبذلك فهناك عدة تع‪++‬اريف أعطيت له‪++‬ذه المؤسس‪++‬ات وفيم‪++‬ا يلي‬
‫سنتطرق لبعض هذه التعاريف‪.‬‬

‫‪ 1‬زايدي عبد العزيز‪ ،‬تأثير المؤسسات المالية الدولية على الوضع االجتماعي في الجزائر من ‪ ، 2005-1989‬رسالة ماجستير‬
‫(غير منشورة) مقدمة في العلوم السياسية والعالقات الدولية ‪ ،‬فرع التنظيمات السياسية واإلدارية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2006‬ص ص‬
‫‪.9 ،8‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬تع‪+‬رف المؤسس‪+‬ات المالي‪+‬ة الدولي‪+‬ة بأنه‪+‬ا مؤسس‪+‬ات تق‪+‬وم بتحقي‪+‬ق أه‪+‬داف األمم المتح‪+‬دة من أج‪+‬ل تحس‪+‬ين‬
‫ظروف معيشة الشعوب المختلفة ومحاولة دفع عجلة التنمية في ال‪+‬دول الفق‪+‬يرة وتق‪+‬ريب الف‪+‬روق الشاس‪+‬عة‬
‫في المستويات االقتصادية الغنية والدول الفقيرة وكل ذاك يؤدي الى خدمة الهدف األس‪+‬مى لألمم المتح‪+‬دة‬
‫‪1‬‬
‫وهو الحفاظ على األمن والسلم الدوليين وتوطيد العالقات الودية بين الدول‪.‬‬

‫‪ -‬كم‪++‬ا تع‪++‬رف ك‪++‬ذلك بأنه‪++‬ا مؤسس‪++‬ات تق‪++‬وم بض‪++‬بط ومراقب‪++‬ة السياس‪++‬ات النقدي‪++‬ة والمالي‪++‬ة من ش‪++‬أنه أن يحق‪++‬ق‬
‫إلى م ‪++‬دى بعي ‪++‬د نوع ‪++‬ا من االنس ‪++‬جام والنمطي ‪++‬ة في القواع ‪++‬د والمع ‪++‬ايير المس ‪++‬تخدمة في مختل ‪++‬ف دول الع ‪++‬الم‬
‫فض‪+‬ال عم‪+‬ا ت‪+‬وفره من ازال‪+‬ة القي‪+‬ود والعقب‪+‬ات المعرقل‪+‬ة للنش‪+‬اط االقتص‪+‬ادي بين مختل‪+‬ف دول الع‪+‬الم وب‪+‬ذلك‬
‫تصبح المؤسسات المالية الدولية أداة في سبيل تحقيق وتأكيد عالمية االقتصاد‬

‫‪ -‬وتع‪++ +‬رف أيض‪++ +‬ا بأنه‪++ +‬ا منظم‪++ +‬ات حكومي‪++ +‬ة دائم‪++ +‬ة ذات إرادة ذاتي‪++ +‬ة وشخص‪++ +‬ية مس‪++ +‬تقلة ‪ ،‬تق‪++ +‬وم بإنش‪++ +‬ائها‬
‫مجموع ‪++‬ة من ال ‪++‬دول قص ‪++‬د تحقي ‪++‬ق أه ‪++‬داف مش ‪++‬تركة يح ‪++‬ددها وي ‪++‬بين كيفي ‪++‬ة الوص ‪++‬ول إليه ‪++‬ا االتف ‪++‬اق المنش ‪++‬أ‬
‫للمؤسس‪++‬ة‪ ،‬وته‪++‬دف ه‪++‬ذه المؤسس‪++‬ات الى تموي‪++‬ل المش‪++‬روعات الحكومي‪++‬ة والخاص‪++‬ة وتش‪++‬جيع االس‪++‬تثمارات‬
‫الدولية وتسهيل ت‪+‬دفق رؤوس األم‪+‬وال وت‪+‬أمين حري‪+‬ة انتقاله‪+‬ا وتث‪+‬بيت س‪+‬عر الص‪++‬رف وتحقي‪+‬ق الت‪+‬وازن في‬
‫ميزان المدفوعات ‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن اعط‪+‬اء تعري‪+‬ف ش‪+‬امل للمؤسس‪+‬ات المالي‪+‬ة الدولي‪+‬ة وهي منظم‪+‬ات حكومي‪+‬ة تس‪+‬عى‬
‫إلى المحافظ‪++‬ة على س‪++‬المة النظ‪++‬ام النق‪++‬دي والم‪++‬الي الع‪++‬المي‪ ،‬ودف‪++‬ع عجل‪++‬ة التنمي‪++‬ة في ال‪++‬دول المتخلف‪++‬ة كم‪++‬ا‬
‫تعم‪++‬ل على إزال‪++‬ة العوائ‪++‬ق ال‪++‬تي تح‪++‬ول دون دمجه‪++‬ا في االقتص‪++‬اد الع‪++‬المي‪ ،‬وهي مؤسس‪++‬ات تق‪++‬وم بتموي‪++‬ل‬
‫المشروعات الحكومية والخاصة والعمل على استقرار االقتصاد على المستوى الكلي ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور المؤسسات المالية الدولية و أهدافها‬

‫تلعب المؤسس‪+++‬ات المالي‪+++‬ة الدولي‪+++‬ة دورا هام‪+++‬ا في توجي‪+++‬ه االقتص‪++ +‬اد الع ‪++‬المي والمحافظ ‪++‬ة على التوازن‪+++‬ات‬
‫االقتصادية العالمية ‪ ،‬فص‪++‬ندوق النق‪+‬د ال‪+‬دولي يهتم ب‪+‬دعم االس‪+‬تقرار الم‪+‬الي واس‪+‬تقرار االقتص‪++‬اد الكلي ‪،‬أم‪+‬ا‬
‫البن ‪++‬ك ال ‪++‬دولي ف ‪++‬يركز على مس ‪++‬اعدة ال ‪++‬دول األعض ‪++‬اء في تخفيض أع ‪++‬داد الفق ‪++‬راء من خالل الترك ‪++‬يز على‬
‫البرامج الهيكلية والمؤسسية‬

‫الفرع األول‪ :‬دور المؤسسات المالية الدولية و أهدافها‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ص ‪.11 ،10‬‬
‫‪5‬‬
‫تلعب المؤسس ‪++ +‬ات المالي ‪++ +‬ة الدولي ‪++ +‬ة دورا هام ‪++ +‬ا في توجي ‪++ +‬ه االقتص ‪++ +‬اد الع ‪++ +‬المي والمحافظ ‪++ +‬ة على‬
‫التوازن‪+‬ات االقتص‪+‬ادية العالمي‪+‬ة ‪ ،‬فص‪+‬ندوق النق‪+‬د ال‪+‬دولي يهتم ب‪+‬دعم االس‪+‬تقرار الم‪+‬الي واس‪+‬تقرار االقتص‪+‬اد‬
‫الكلي ‪ ،‬أم‪+++‬ا البن‪+++‬ك ال‪+++‬دولي ف‪+++‬يركز على مس‪+++‬اعدة ال‪+++‬دول األعض ‪++‬اء في تخفيض أع ‪++‬داد الفق ‪++‬راء من خالل‬
‫الترك‪++‬يز على ال‪++‬برامج الهيكلي‪++‬ة والمؤسس‪++‬ية للتنمي‪++‬ة ‪ ،‬وفيم‪++‬ا يلي س‪++‬نتعرض لل‪++‬دور ال‪++‬ذي تلعب‪++‬ه المؤسس‪++‬ات‬
‫المالية الدولية واألهداف التي تسعى لتحقيقها في الدول النامية‪.‬‬

‫تسعى المؤسسات المالية الدولية والمتمثلة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى رفع قدرات الدول‬
‫‪1‬‬
‫األعضاء في دفع الجهود للبناء الشامل االقتصادي والتنموي ويمكن حصر ذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ - 1‬توفير التمويل وذلك من خالل تقديمها للقروض وبعض المنح لمساعدة الدول على تحقيق األه‪++‬داف‬
‫المتف ‪++‬ق عليه ‪++‬ا وذل ‪++‬ك من خالل التش ‪++‬اور م ‪++‬ع س ‪++‬لطات البل ‪++‬د باإلض ‪++‬افة إلى أن ه ‪++‬ذا التموي ‪++‬ل يك ‪++‬ون م ‪++‬دعما‬
‫باستثمارات محددة في البنية األساسية وقد يكون برنامج مخصص لقطاع معين فالبن‪+‬ك ال‪+‬دولي مثال يق‪+‬وم‬
‫بتق‪++ +‬ديم ق‪++ +‬روض ته‪++ +‬دف إلى تموي‪++ +‬ل مش‪++ +‬اريع خاص‪++ +‬ة بالنق‪++ +‬ل أو القط‪++ +‬اع ال‪++ +‬زراعي أو الطاق‪++ +‬ة الكهربائي‪++ +‬ة‬
‫وغيرها؛‬

‫‪ - 2‬تش ‪++‬جع المؤسس ‪++‬ات المالي ‪++‬ة الدولي ‪++‬ة على وض ‪++‬ع وانته ‪++‬اج المع ‪++‬ايير والق ‪++‬وانين المتع ‪++‬ارف عليه ‪++‬ا دولي ‪++‬ا‬
‫والمتعلق‪++‬ة باألنش‪++‬طة االقتص‪++‬ادية والمالي‪++‬ة‪ ،‬وه‪++‬ذا اإلج‪++‬راء يط‪++‬ور المؤسس‪++‬ات المحلي‪++‬ة ويس‪++‬اعد البل‪++‬دان على‬
‫االندماج في االقتصاد العالمي لتحقيق وتشجيع التنمية المستديمة ؛‬

‫‪ - 3‬تدعيم جهود الس‪+‬لطات الوطني‪+‬ة في تص‪+‬ميم سياس‪+‬ات ت‪+‬رمي الى تحقي‪+‬ق أه‪+‬داف اقتص‪+‬ادية واجتماعي‪+‬ة‬
‫معينة بالتشاور مع الحكوم‪+‬ات والقط‪+‬اع الخ‪+‬اص في ال‪+‬دول النامي‪+‬ة وذل‪+‬ك من خالل تبنيه‪+‬ا ل‪+‬برامج التث‪+‬بيت‬
‫االقتصادي والتكييف الهيكلي؛‬

‫‪ -4‬ت ‪++‬وفر المؤسس ‪++‬ات المالي ‪++‬ة الدولي ‪++‬ة الت ‪++‬دريب في إط ‪++‬ار مش ‪++‬روع معين تق ‪++‬وم بتنفي ‪++‬ذه الدول ‪++‬ة ال ‪++‬تي تري ‪++‬د‬
‫االس‪++ +‬تفادة من‪++ +‬ه ويمكن أن يتم من خالل من‪++ +‬اهج دراس‪++ +‬ية أو ورش‪++ +‬ات عم‪++ +‬ل أو حلق ‪++‬ات تعق ‪++‬دها مؤسس‪++ +‬ات‬
‫التدريب التابعة لمؤسسات التمويل الدولية؛‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز زايدي‪ ،‬مرجع سابق ص ص ‪.56 55‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -5‬هن ‪++‬اك تع ‪++‬اون بين المؤسس ‪++‬ات المالي ‪++‬ة الدولي ‪++‬ة م ‪++‬ع مختل ‪++‬ف الهيئ ‪++‬ات ومؤسس ‪++‬ات الت ‪++‬دريب والبح ‪++‬وث‬
‫االقليمي‪++‬ة مث‪++‬ل مؤسس‪++‬ة بن‪++‬اء الق‪++‬درات االفريقي‪++‬ة و اتح‪++‬اد البح‪++‬وث االقتص‪++‬ادية اإلفريقي‪++‬ة وذل‪++‬ك لتس‪++‬هيل نق‪++‬ل‬
‫المعرفة وتدعيم البحوث االقتصادية‪.‬‬

‫وقد القت المؤسسات المالية الدولية فيما يخص دورها المهم على مستوى االستقرار االقتصادي‬
‫العدي‪++‬د من االنتق‪++‬ادات وأحيان‪++‬ا المش‪++‬ينة من جه‪++‬ة ل‪++‬دور ه‪++‬ذه المؤسس‪++‬ات وح‪++‬تى التش‪++‬كيك أحيان‪++‬ا في األدوار‬
‫ال‪+++‬تي تق‪+++‬وم به‪+++‬ا حيث يس‪+++‬يطر االتح‪+++‬اد األوروبي على ‪ %25‬من المس ‪++‬اهمة في ه ‪++‬ذه المؤسس‪+++‬ات المالي‪+++‬ة‬
‫الدولي ‪++ +‬ة وال ‪++ +‬و م أ تمتل ‪++ +‬ك ‪ 20%‬من المس ‪++ +‬اهمة في رأس م ‪++ +‬ال ص ‪++ +‬ندوق النق ‪++ +‬د ال ‪++ +‬دولي والبن ‪++ +‬ك ال ‪++ +‬دولي‪،‬‬
‫فالسيطرة واض‪+‬حة لص‪+‬الح ه‪+‬ذه المراك‪+‬ز الك‪+‬برى على دور وض‪+‬ع سياس‪+‬ات ك‪+‬ل من ص‪+‬ندوق النق‪+‬د ال‪+‬دولي‬
‫والبن‪++ +‬ك ال‪++ +‬دولي المتالكهم أك‪++ +‬بر حص‪++ +‬ة وح‪++ +‬ق النقض فال‪++ +‬دول الرأس‪++ +‬مالية الغني‪++ +‬ة هي ص‪++ +‬انعة سياس‪++ +‬ات‬
‫المؤسسات المالية الدولية خاصة "ال‪+‬وم أ" حيث أنه‪+‬ا توظ‪+‬ف ه‪+‬ذه أ"‪ .‬السياس‪+‬ة للض‪+‬غط على البل‪+‬دان األك‪+‬ثر‬
‫حاجة إلى التمويل وتتحكم بطرق سداد الدين ومقدار الفائدة عليها وشروط‬

‫االقراض لتبرير الت‪+‬دخل في السياس‪+‬ات الداخلي‪+‬ة لل‪+‬دول وه‪+‬ذا يش‪+‬كك في نس‪+‬بة المص‪++‬داقية له‪+‬ذه المؤسس‪+‬ات‬
‫المالية‬
‫‪1‬‬
‫الدولية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف المؤسسات المالية الدولية‬

‫تس‪++‬عى المؤسس‪++‬ات المالي‪++‬ة الدولي‪++‬ة من خالل ال‪++‬برامج والسياس‪++‬ات ال‪++‬تي تقترحه‪++‬ا على ال‪++‬دول األعض‪++‬اء إلى‬
‫تحقيق‬

‫مجموعة من األهداف والتي كانت سببا في إنشائها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األهداف الرئيسية للمؤسسات المالية الدولية‬


‫‪2‬‬
‫تندرج تحت سياسات البنك الدولي و صندوق النقد الدولي العديد من األهداف يمكن ذكرها في ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تشجيع وتنمية التعاون الدولي في المجاالت االقتصادية ؛‬

‫‪ 1‬عبد العزيز زايدي‪ ،‬مرجع سابق ذكره ص ‪57 ،56‬‬


‫‪ 2‬الدليمي‪ ،‬كور سياسة المؤسسات االقتصادية والمالية الدولية على اقتصاديات البلدان النامية‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪ ،4165‬دون‬
‫صفحة من الموقع‪ ، http://www.alhewar.org :‬تاريخ الزيارة ‪23 : 58 ،2014/12/10‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ - 2‬العمل على تحقيق استقرار أسعر الصرف؛‬

‫‪ -3‬العم ‪++ +‬ل على تط ‪++ +‬وير وتوس ‪++ +‬يع التج ‪++ +‬ارة الدولي ‪++ +‬ة ‪ ،‬وتحقي ‪++ +‬ق النم ‪++ +‬و المت ‪++ +‬وازن للمس ‪++ +‬اعدة على تحقي ‪++ +‬ق‬
‫مستويات عالية من العمالة والدخل وتنمية الموارد االنتاجية؛‬

‫‪ -4‬العمل على تحقيق االستقرار النقدي على المستوى الدولي؛‬

‫‪ - 5‬تقديم المساعدة الفنية والمشورة في شتى المجاالت المالية واالقتصادية؛‬

‫‪ - 6‬تق‪++‬ديم ق‪++‬روض متوس‪++‬طة وقص‪++‬يرة األج‪++‬ل ألغ‪++‬راض متع‪++‬ددة في مق‪++‬دمتها معالج‪++‬ة االختالل س‪++‬واء في‬
‫الميزانية أو ميزان المدفوعات؛‬

‫‪ -7‬العمل على توفير الثقة للدول األعضاء بجعل موارد الصندوق و البنك متاح‪+‬ة لل‪+‬دول األعض‪++‬اء وف‪++‬ق‬
‫شروط محددة وذلك من خالل التسهيالت التمويلية التي يقدمها صندوق النقد الدولي مثل تسهيل التموي‪++‬ل‬
‫التعويض ‪++‬ي وتس ‪++‬هيالت الص ‪++‬ندوق الممت ‪++‬دة وغيره ‪++‬ا من التس ‪++‬هيالت وال ‪++‬تي تخض ‪++‬ع لش ‪++‬روط معين ‪++‬ة مقاب ‪++‬ل‬
‫االستفادة منها؛‬

‫‪ - 8‬إن تحقيق هذه األهداف وغيرها يتم عبر وظيفتين أساسيتين وهما وظيفة تمويلية أي تقديم الق‪++‬روض‬
‫لل ‪++‬دول األعض ‪++‬اء وف ‪++‬ق ش ‪++‬روط معين ‪++‬ة أم ‪++‬ا الوظيف ‪++‬ة الثاني ‪++‬ة فهي وظيف ‪++‬ة رقابي ‪++‬ة خاص ‪++‬ة بالمحافظ ‪++‬ة على‬
‫اس‪++ +‬تقرار س‪++ +‬عر الص‪++ +‬رف ومراقب‪++ +‬ة النظ‪++ +‬ام النق‪++ +‬دي ال‪++ +‬دولي وتق‪++ +‬ديم المش‪++ +‬ورة في السياس‪++ +‬ة النقدي‪++ +‬ة لل‪++ +‬دول‬
‫األعضاء؛‬

‫هذا فيما يخص األهداف الرئيسية للمؤسسات المالية الدولية ورغم أنها ظهرت للعالم بأه‪++‬داف تس‪++‬عى من‬
‫خالله‪++‬ا إلى مس‪++‬اعدة البل‪++‬دان األعض‪++‬اء على تحقي‪++‬ق االس‪++‬تقرار االقتص‪++‬ادي الكلي إال أن له‪++‬ذه المؤسس‪++‬ات‬
‫أهداف أخرى خفية تسعى لتحقيقها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األهداف الخلفية للمؤسسات المالية الدولية‬

‫ب‪++‬الرغم من أن المؤسس‪++‬ات المالي‪++‬ة الدولي‪++‬ة ظه‪++‬رت للع‪++‬الم بمجموع‪++‬ة من األه‪++‬داف تس‪++‬عى من خالله‪++‬ا إلى‬
‫الحفاظ على سالمة النظام النقدي والمالي العالميين إال أن لهذه المؤسس‪+‬ات أه‪+‬داف خفي‪+‬ة تس‪+‬عى للوص‪+‬ول‬
‫إليها نذكرها في‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ - 1‬ته‪++‬دف المؤسس‪++‬ات المالي‪++‬ة الدولي‪++‬ة إلى تب‪++‬ني الرأس‪++‬مالية كنظ‪++‬ام اقتص‪++‬ادي وسياس‪++‬ي واجتم‪++‬اعي لل‪++‬دول‬
‫النامية بما يخدم البلدان الرأسمالية الكبرى من خالل األهداف التي ظهرت ألجلها؛‬

‫‪ – 2‬القي‪++‬ام باس‪++‬تغالل ث‪++‬روات الش‪++‬عوب الطبيعي‪++‬ة خاص‪++‬ة المص‪++‬درة للنف‪++‬ط به‪++‬دف تعظيم ال‪++‬ربح والتحكم في‬
‫هذه األموال من قبل البنوك والشركات األجنبية بم‪++‬ا يخ‪++‬دم مص‪++‬الحها في ظ‪++‬ل غي‪++‬اب التك‪++‬افؤ في العالق‪++‬ات‬
‫االقتصادية والمالية بين البلدان الكبرى والدول النامية؛‬

‫‪ -3‬بالرغم من أن هدف هذه المؤسسات هو مس‪+‬اعدة البل‪+‬دان األعض‪++‬اء خاص‪++‬ة النامي‪+‬ة منه‪+‬ا على معالج‪+‬ة‬
‫المش‪++‬اكل االقتص‪++‬ادية على مس‪++‬توى االقتص‪++‬اد الكلي إال أن ه‪++‬ذه المؤسس‪++‬ات في واق‪++‬ع األم‪++‬ر ح‪++‬ولت البل‪++‬دان‬
‫النامية إلى سوق لتصريف فائض االنتاج الرأسمالي بهدف حصولها على األرباح ودف‪++‬ع ه‪++‬ذه البل‪++‬دان إلى‬
‫مزيد من التبعية والتخلف‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال المؤسسات المالية الدولية‬

‫المطلب األول‪ :‬صندوق النقد الدولي‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف صندوق النقد الدولي‬

‫تتعدد التعاريف فيما يخص صندوق النقد الدولي إال أننا سنتطرق لبعض هذه التعاريف ‪:‬‬

‫ص ‪++‬ندوق النق ‪++‬د ال ‪++‬دولي ه ‪++‬و وكال ‪++‬ة متخصص ‪++‬ة من منظوم ‪++‬ة األمم المتح ‪++‬دة أنش ‪++‬ئ بم ‪++‬وجب اتفاقي ‪++‬ة‬
‫"بريتن وودز " عام ‪ 1945‬للعم‪+‬ل على تعزي‪+‬ز وس‪+‬المة االقتص‪+‬اد الع‪+‬المي وه‪+‬و يع‪+‬د مؤسس‪+‬ة مركزي‪+‬ة في‬
‫النظام النقدي الدولي هدفه الرئيسي منع وقوع األزمات وأطلق عليه اسم صندوق حتى يتمكن أن يستفيد‬
‫من موارده الدول األعضاء الذين يحتاجون إلى التمويل الم‪+‬ؤقت لمعالج‪+‬ة م‪+‬ا يتعرض‪++‬ون ل‪+‬ه من مش‪+‬كالت‬
‫‪1‬‬
‫طارئة في ميزان المدفوعات"‪.‬‬

‫كم‪++‬ا يع‪++‬رف ص‪++‬ندوق النق‪++‬د ال‪++‬دولي بأن‪++‬ه مؤسس‪++‬ة نقدي‪++‬ة دولي‪++‬ة تأسس‪++‬ت ع‪++‬ام ‪ 1944‬بم‪++‬وجب اتفاقي‪++‬ة‬
‫"ب ‪++‬ريتن وودز " وه ‪++‬و يعت ‪++‬بر بمثاب ‪++‬ة بن ‪++‬ك مرك ‪++‬زي دولي أو اتح ‪++‬اد للبن ‪++‬وك المركزي ‪++‬ة في بداي ‪++‬ة مناقش ‪++‬ات‬
‫تأسيس ‪++‬ه وه ‪++‬و نتيج ‪++‬ة لألوض ‪++‬اع االقتص ‪++‬ادية والنقدي ‪++‬ة الدولي ‪++‬ة المتردي ‪++‬ة ال ‪++‬تي حص ‪++‬لت بع ‪++‬د نهاي ‪++‬ة الح ‪++‬رب‬
‫‪2‬‬
‫العالمية الثانية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كريمة محمد الزكي‪ ،‬آثار سياسة صندوق النقد الدولي على توزيع الدخل القومي ‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،2004 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫زايدي عبد العزيز‪ ،‬مرجع ستبق ذكره‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪9‬‬
‫ومما سبق يمكن إعطاء تعريف شامل لصندوق النقد الدولي ويمكن القول‪:‬‬

‫يعتبر صندوق النق‪+‬د ال‪+‬دولي منظم‪+‬ة دولي‪+‬ة أنش‪+‬أت بم‪+‬وجب معاه‪+‬دة دولي‪+‬ة ع‪+‬ام ‪ 1944‬للعم‪+‬ل على‬
‫تعزيز سالمة االقتصاد العالمي والسعي إلى استقرار النظام النق‪+‬دي ال‪++‬دولي باإلض‪++‬افة إلى أن‪++‬ه يعم‪++‬ل على‬
‫مس‪++‬اعدة ال‪++‬دول األعض‪++‬اء على مواجه‪++‬ة م‪++‬ا يتعرض‪++‬ون ل‪++‬ه من مش‪++‬اكل تخص م‪++‬يزان الم‪++‬دفوعات أو على‬
‫مس‪++‬توى االقتص‪++‬اد الكلي من خالل توف‪++‬ير م‪++‬وارد الص‪++‬ندوق له‪++‬ذه ال‪++‬دول وتب‪++‬ني سياس‪++‬ات وب‪++‬رامج خاص‪++‬ة‬
‫بالتصحيح والتثبيت الهيكلي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف صندوق النقد الدولي‬


‫‪1‬‬
‫حددت المادة األولى من االتفاقية المنشأة لصندوق النقد الدولي أهدافه على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬منح الثق‪++‬ة لألعض‪++‬اء عن طري‪++‬ق إتاح‪++‬ة م‪++‬وارد الص‪++‬ندوق لهم بض‪++‬مانات مالئم‪++‬ة وبه‪++‬ذا تس‪++‬اعد ال‪++‬دول‬
‫األعضاء على تصحيح األوضاع غير المالئمة في موازين المدفوعات دون الحاجة إلى اتخ‪++‬اذ اج‪++‬راءات‬
‫تضر باالقتصاد القومي ؛‬

‫‪ - 2‬تش‪++‬جيع التع‪++‬اون ال‪++‬دولي في مج‪++‬ال العالق‪++‬ات النقدي‪++‬ة الدولي‪++‬ة عن طري‪++‬ق مؤسس‪++‬ة دائم‪++‬ة تق‪++‬دم لل‪++‬دول‬
‫إطار للتشاور والتفاوض فيما بينهما لحل المشكالت النقدية الدولية‬

‫‪ -3‬العم ‪++‬ل على تقص ‪++‬ير أم ‪++‬د الف ‪++‬ترات ال ‪++‬تي تخت ‪++‬ل فيه ‪++‬ا م ‪++‬وازين الم ‪++‬دفوعات لل ‪++‬دول األعض ‪++‬اء والح ‪++‬د من‬
‫درج‪++ +‬ة اختالل ه‪++ +‬ذا الت‪++ +‬وازن وللوص‪++ +‬ول إلى ه‪++ +‬ذا اله‪++ +‬دف ف‪++ +‬إن الص‪++ +‬ندوق يق‪++ +‬وم بإم‪++ +‬داد ال‪++ +‬دول األعض‪++ +‬اء‬
‫بالعمالت االجنبية كي تتغلب الدول على الصعوبات التي تواجهها نتيجة عجز ميزان المدفوعات ؛‬

‫‪ -4‬العم ‪++‬ل على تحقي ‪++‬ق االس ‪++‬تقرار في أس ‪++‬عار الص ‪++‬رف والمحافظ ‪++‬ة على ترتيب ‪++‬ات ص ‪++‬رف منتظم ‪++‬ة بين‬
‫البلدان األعضاء وتجنب التخفيض التنافسي في قيم العمالت؛‬

‫وكانت البلدان التي انض‪+‬مت الى الص‪+‬ندوق فيم‪+‬ا بين ع‪+‬امي ‪ 1945‬و ‪ 1971‬ق‪+‬د اتفقت على إبق‪+‬اء أس‪+‬عار‬
‫ص ‪++‬رفها (أي قيم ‪++‬ة عمالته ‪++‬ا بال ‪++‬دوالر األم ‪++‬ريكي ( مربوط ‪++‬ة بأس ‪++‬عار قابل ‪++‬ة للتع ‪++‬ديل في حال ‪++‬ة واح ‪++‬دة وهي‬
‫تصحيح "اختالل ج‪+‬ذري في م‪+‬يزان الم‪+‬دفوعات وبموافق‪+‬ة ص‪++‬ندوق النق‪+‬د ال‪+‬دولي‪ ،‬ويطل‪+‬ق على ه‪+‬ذا النظ‪+‬ام‬
‫‪2‬‬
‫اسم نظام بريتن وودز األسعار الصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غازي عبد الرزاق النقاش التمويل الدولي والعمليات المصرفية الدولية "‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪، 2006 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد ابراهيم عبد الرحيم ‪" ،‬منظمات اقتصادية دولية في زمن العولمة مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬اإلسكندية‪ ،2008 ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪10‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وظائف صندوق النقد الدولي‬
‫‪1‬‬
‫من أهم الوظائف التي يقوم بها صندوق النقد الدولي ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬تقديم المعونة الفنية عن طريق تخصيص بعض موظفيه وإ رس‪++‬الهم لع‪++‬دد من ال‪++‬دول لف‪++‬ترات ت‪++‬تراوح‬
‫بين بض‪++‬عة أس‪++‬ابيع وبين أك‪++‬ثر من ع‪++‬ام لتق‪++‬ديم النص‪++‬ائح الفني‪++‬ة في العدي‪++‬د من المش‪++‬كالت وفي ص‪++‬دد رس‪++‬م‬
‫وتنفيذ السياسات النقدية والمالية وإ ع‪+‬داد تش‪+‬ريع للبن‪+‬ك المرك‪+‬زي وإ ع‪+‬ادة تنظيم البن‪+‬وك المركزي‪+‬ة وتط‪+‬وير‬
‫االحصاءات المالية و المساعدة في تنفيذ البرامج المتعلق‪+‬ة بالتس‪+‬هيالت ال‪+‬تي واف‪++‬ق عليه‪+‬ا الص‪++‬ندوق لل‪+‬دول‬
‫المعنية؛‬

‫‪ - 2‬التنسيق الفعال ما بين نشاط الصندوق ونشاط البنك الدولي لخدمة االقتصاد العالمي ؛‬

‫‪ - 3‬توفير السيولة الدولي‪+‬ة الالزم‪+‬ة لتس‪+‬وية الم‪+‬دفوعات الدولي‪+‬ة من خالل زي‪+‬ادة االحتياط‪+‬ات الدولي‪+‬ة وق‪++‬د‬
‫ابتدع في ذلك ما يسمى بحقوق السحب الخاصة حيث أنشأت هذه األخيرة نتيجة مشكلة السيولة؛‬

‫‪ - 4‬اقتراح السياسات التصحيحية التي يجوز للدولة العضو اتباعها وتطبيقها لتحقي‪++‬ق الت‪++‬وازن الخ‪++‬ارجي‬
‫والمرتبط بتحقيق التوازن الداخلي من خالل زيادة قدرتها على رسم السياسات االقتصادية السليمة ؛‬

‫‪ - 5‬مراقب‪++‬ة النظ‪++‬ام النق‪++‬دي ال‪++‬دولي من خالل رس‪++‬م سياس‪++‬ات المالي‪++‬ة العام‪++‬ة والسياس‪++‬ة النقدي‪++‬ة وسياس‪++‬ات‬
‫أسعار‬

‫الصرف ؛‬

‫‪ -6‬المساعدة في وضع أنظمة مصرفية فعال‪+‬ة ومراقب‪+‬ة القواع‪+‬د الدولي‪+‬ة في البل‪+‬دان ذات األس‪+‬واق الناش‪+‬ئة‬
‫والبلدان النامية والبلدان التي في طريقها للتحول الى بلدان صناعية‪،‬‬

‫ه ‪++‬ذا وق ‪++‬د زاد ال ‪++‬دور اإلش ‪++‬رافي للص ‪++‬ندوق‪ ،‬وأص ‪++‬بحت ب ‪++‬رامج التع ‪++‬ديل الهيكلي مح ‪++‬ور اهتم ‪++‬ام خ ‪++‬اص من‬
‫جانب‪+‬ه كم‪+‬ا تن‪+‬وعت التس‪+‬هيالت ال‪+‬تي يق‪+‬دمها إلى أعض‪+‬ائه‪ ،‬باإلض‪+‬افة إلى أن وظ‪+‬ائف الص‪+‬ندوق ق‪+‬د تغ‪+‬يرت‬
‫ع‪++‬بر ال‪++‬زمن فمن اإلش‪++‬راف على حس‪++‬ن س‪++‬ير النظ‪++‬ام النق‪++‬دي الع‪++‬المي وثب‪++‬ات أس‪++‬عار الص‪++‬رف إلى مراجع‪++‬ة‬
‫السياس ‪++‬ات النقدي ‪++‬ة والمالي ‪++‬ة لل ‪++‬دول األعض ‪++‬اء لالس ‪++‬تفادة من التس ‪++‬هيالت من منظ ‪++‬ور االحتياج ‪++‬ات التمويلي ‪++‬ة‬
‫للدول التي تعاني من مشاكل واختالالت هيكلية في م‪+‬وازين م‪+‬دفوعاتها إال أن الحص‪+‬ول على التس‪+‬هيالت‬

‫‪1‬‬
‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬العولمة االجتياحية‪ ،‬مجموعة النيل العربية للطباعة والشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ 2001 ،‬مص ص ‪102،103‬‬

‫‪11‬‬
‫أم‪++ +‬ر مهم له‪++ +‬ذه ال‪++ +‬دول ليس للتموي‪++ +‬ل فق‪++ +‬ط ولكن لإلعالن عن ب‪++ +‬دء برن‪++ +‬امج اإلص‪++ +‬الح االقتص‪++ +‬ادي تحت‬
‫‪1‬‬
‫إشراف الصندوق وتأييده‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الهيكل التنظيمي لصندوق النقد الدولي‬

‫نص‪++‬ت اتفاقي‪++‬ة ب‪++‬ريتن وودز" على أن ب‪++‬اب العض‪++‬وية مفت‪++‬وح لجمي‪++‬ع دول الع‪++‬الم‪ ،‬ش‪++‬ريطة المس‪++‬اهمة ب‪++‬رأس‬
‫مال الصندوق وإ تباع تعليماته‪ ،‬وتقوم بإدارة صندوق النقد الدولي األجهزة التالية‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬مجلس المحافظين‬

‫يعت ‪++‬بر ه ‪++‬ذا المجلس بمثاب ‪++‬ة الس ‪++‬لطة التش ‪++‬ريعية‪ ،‬وج ‪++‬رت الع ‪++‬ادة أن تق ‪++‬وم ك ‪++‬ل دول ‪++‬ة عض ‪++‬و بتع ‪++‬يين محاف ‪++‬ظ‬
‫ومحاف‪++‬ظ من‪+‬اوب يمثله‪+‬ا في مجلس المح‪+‬افظين ويحت‪+‬ل ه‪+‬ذا المنص‪++‬ب ع‪+‬ادة وزي‪+‬ر المالي‪+‬ة (أو الخزان‪+‬ة ) أو‬
‫محاف ‪++ + +‬ظ البن ‪++ + +‬ك المرك ‪++ + +‬زي أو أح ‪++ + +‬د الشخص ‪++ + +‬يات الب ‪++ + +‬ارزة في البالد و أهم مه ‪++ + +‬ام وص ‪++ + +‬الحيات مجلس‬
‫‪2‬‬
‫المحافظين‪:‬‬

‫‪ 1‬قبول األعضاء الجدد وتحديد شروط عضويتهم؛‬

‫‪ - 2‬إنتخاب المديرين التنفيذيين؛‬

‫‪ - 3‬الموافقة على تعديل عام في أسعار تبادل العمالت للدول األعضاء؛‬

‫‪ - 4‬تحديد وتوزيع اإليراد الصافي للصندوق؛‬

‫‪ - 5‬مطالبة دولة ما عضو في الصندوق باالنسحاب من الصندوق؛‬

‫‪ - 6‬إستئناف القرارات التي يصدرها مجلس المحافظين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجلس المديرين التنفيذيين‬

‫يعتبر هذا المجلس بمثابة السلطة التنفيذية للصندوق والتي بيدها مسؤولية اتخاذ الق‪++‬رارات‪ ،‬ووف‪++‬ق اتفاقي‪++‬ة‬
‫الصندوق يجب أن ال يقل عددهم عن اثني عش‪++‬ر م‪++‬ديرا وق‪++‬د بل‪++‬غ ع‪+‬ددهم في ع‪+‬ام ‪ 1988‬اث‪++‬ني وعش‪++‬رون‬
‫‪3‬‬
‫مديرا ويتألف من مجلس اإلدارة من‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عادل المهدي عولمة النظام االقتصادي العالمي ومنظمة التجارة العالمية ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪. 2003 ،‬ص‪14‬‬
‫‪2‬‬
‫هيثم عجام التمويل الدولي"‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.196،197‬‬
‫‪3‬‬
‫بودربالة رفيق ‪ ،‬دور صندوق النقد الدولي في إدارة المديونية الخارجية الجزائرية‪ ،‬دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة الماجيستير في العلوم االقتصادية (غير منشورة‪ ،‬تخصص نقود وتمويل جامعة بسكرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ - 1‬خمس‪++ +‬ة أعض‪++ +‬اء دائمين يمثل‪++ +‬ون ال‪++ +‬دول الخمس‪++ +‬ة ال‪++ +‬تي تمل‪++ +‬ك أك‪++ +‬بر الحص‪++ +‬ص في الص‪++ +‬ندوق وهي‬
‫(الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬انجلترا‪ ،‬ألمانيا فرنسا‪ ،‬اليابان)؛‬

‫‪ - 2‬خمس‪++‬ة عش‪++‬ر م‪++‬ديرا تنفي‪++‬ذيا تنتخبهم بل‪++‬دان األعض‪++‬اء األخ‪++‬رى ويتم انتخ‪++‬ابهم م‪++‬رة ك‪++‬ل س‪++‬نتين‪ ،‬ويعين‬
‫كل مدير تنفيذي مديرا تنفيذيا مناوبا ينوب عنه ويمارس جميع سلطاته في حالة غيابه؛‬

‫وي‪++‬رأس مجلس الم‪++‬ديرين التنفي‪++‬ذيين م‪++‬دير الص‪++‬ندوق ال‪++‬ذي يعت‪++‬بر في ال‪++‬وقت نفس‪++‬ه رئيس لهيئ‪++‬ة الم‪++‬وظفين‬
‫والخ‪++‬براء الع‪++‬املين في الص‪++‬ندوق وال يح‪++‬ق ل‪++‬ه التص‪++‬ويت في المجلس إال في ح‪++‬االت التص‪++‬ويت الم‪++‬رجح‬
‫كما يختص يختص مجلس المديرين التنفيذيين باألعمال التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬إدارة أعمال الصندوق اليومية؛‬

‫‪ - 2‬الموافق‪++‬ة على أس‪++‬عار التب‪++‬ادل األص‪++‬لية للعمالت وال‪++‬تي تتق‪++‬دم به‪++‬ا ال‪++‬دول األعض‪++‬اء وعلى التع‪++‬ديالت‬
‫المقترحة؛‬

‫‪ - 3‬تحديد أوجه صرف موارد الصندوق؛‬

‫‪ 4‬رسم سياسة الصندوق؛‬

‫‪ - 5‬النظر في ميزانية الصندوق إلى الدول األعضاء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المدير العام وهيئة الموظفين‬

‫من واجب‪++‬ات المح‪++‬افظين تع‪++‬يين م‪++‬دير للص‪++‬ندوق ون‪++‬ائب ل‪++‬ه على أن يك‪++‬ون ه‪++‬ذا الن‪++‬ائب أم‪++‬ريكي الجنس‪++‬ية‪،‬‬
‫ومن شروط اختيار مدير الصندوق أن يكون ذو خبرة واسعة في المجاالت المالية والمصرفية‬

‫وال يجوز أن يكون المدير محافظا أو مديرا تنفيذيا علما أن مدة عق‪+‬د م‪++‬دير الص‪++‬ندوق هي خمس س‪++‬نوات‬
‫قابلة للتجديد ومن أهم أعمال مدير الصندوق ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬إدارة أعمال الصندوق كرئيس لهيئة الموظفين والخبراء بالصندوق؛‬

‫‪ - 2‬التنس‪++ + +‬يق بين مجلس الم‪++ + +‬ديرين التنفي‪++ + +‬ذيين ومجلس المح‪++ + +‬افظين وال‪++ + +‬دول األعض‪++ + +‬اء في الص‪++ + +‬ندوق‬
‫والمنظمات الدولية واإلقليمية األخرى؛‬

‫‪ - 3‬تنفيذ توجيهات مجلس المديرين التنفيذيين يبين الذي يرأسه هو أيضا؛‬

‫‪13‬‬
‫رابعا‪ :‬اللجنة المؤقتة‬

‫أنش‪++‬أت س‪++‬نة ‪ 1974‬وتتش‪++‬كل من ‪ 24‬محاف‪++‬ظ من مح‪++‬افظي الص‪++‬ندوق وتجتم‪++‬ع م‪++‬رتين في الس‪++‬نة‬


‫ل ‪++‬ترفع التق ‪++‬ارير الالزم ‪++‬ة إلى مجلس المح ‪++‬افظين والمتعلق ‪++‬ة ب ‪++‬إدارة وعم ‪++‬ل النظ ‪++‬ام النق ‪++‬دي ال ‪++‬دولي وترفقه ‪++‬ا‬
‫باالقتراحات الخاصة بتعديل وإ ثراء مواد اتفاقية إنشاء الصندوق‪.‬‬

‫وسميت لجنة مؤقتة ألن نش‪+‬أتها تعت‪+‬بر مؤقت‪+‬ة وب‪+‬ديل للمجلس ال‪+‬ذي نص‪++‬ت علي‪+‬ه االتفاقي‪+‬ة‪ ،‬وتعت‪+‬بر‬
‫الهيئ‪++‬ة الدائم‪++‬ة على المس‪++‬توى ال‪++‬وزاري ال‪++‬ذي يش‪++‬رف على إدارة النظ‪++‬ام النق‪++‬دي ال‪++‬دولي ويق‪++‬دم اقتراح‪++‬ات‬
‫لتعديل مواد االتفاقية؛‬

‫خامسا‪ :‬لجنة التنمية‬

‫وهي لجنة مشتركة بين مجلس محافظي البتك الدولي وتتكون من ‪ 22‬عضوا من وزراء المالي‪+‬ة‬
‫وتعق‪++‬د ع‪++‬ادة اجتم‪++‬اعين في الس‪++‬نة مرافق‪++‬ة م‪++‬ع اجتم‪++‬اعي اللجن‪++‬ة المؤقت‪++‬ة ‪ ،‬وتق‪++‬وم برف‪++‬ع التق‪++‬ارير إلى مجلس‬
‫المح ‪++‬افظين بك ‪++‬ل م ‪++‬ا يتعل ‪++‬ق بقض ‪++‬ايا التنمي ‪++‬ة والط ‪++‬رق المواتي ‪++‬ة لنق ‪++‬ل الم ‪++‬وارد الحقيقي ‪++‬ة إلى البل ‪++‬دان النامي ‪++‬ة‬
‫وتعت ‪++‬بر لجن ‪++‬ة التنمي ‪++‬ة الهيئ ‪++‬ة المس ‪++‬اعدة على تنس ‪++‬يق الق‪++‬رارات والتكام ‪++‬ل ال ‪++‬برامجي بين الص ‪++‬ندوق والبن ‪++‬ك‬
‫الدولي في تعاملهما مع البلدان النامية؛ كما توجد أجه‪++‬زة أخ‪++‬رى خ‪++‬ارج الص‪++‬ندوق يتم تش‪++‬كيلها من ط‪++‬رف‬
‫‪1‬‬
‫الدول األعضاء وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬مجموعة الخمسة‪ :‬وتضم وزراء مالية القوى االقتصادية الغربية الخمس؛‬

‫‪ - 2‬مجموعة السبعة وتضم مجموعة الخمسة مضافا إليها كندا وايطاليا وهي الدول ال‪++‬تي أص‪++‬بحت تعق‪+‬د‬
‫القم ‪++‬ة الس ‪++‬نوية الش ‪++‬هيرة للبل ‪++‬دان األك ‪++‬ثر تص ‪++‬نيعا في الع ‪++‬الم ثم بع ‪++‬د ذل ‪++‬ك انض ‪++‬مت روس ‪++‬يا إلى المجموع ‪++‬ة‬
‫وأصبحت تسمى المجموعة السبع زائد واحد؛‬

‫‪ - 3‬مجموع‪++ + +‬ة اإلح‪++ + +‬دى عش‪++ + +‬ر ‪ :‬وهي مش‪++ + +‬كلة من وزراء مالي‪++ + +‬ة أعض‪++ + +‬اء منظم‪++ + +‬ة التع‪++ + +‬اون والتنمي‪++ + +‬ة‬
‫االقتص‪++‬ادية وهم ال‪++‬دول الغني‪++‬ة (الص‪++‬ناعية) الثماني‪++‬ة زائ‪++‬د وزراء مالي‪++‬ة ‪ ،‬بلجيك‪++‬ا‪ ،‬هولن‪++‬دا وسويس‪++‬را وال‪++‬تي‬
‫انضمت عام ‪ 1992‬وتحولت من عضو مراقب إلى عضو كامل في صندوق النقد الدولي؛‬

‫‪ - 4‬مجموع‪++‬ة "‪ :"24‬وهي ال‪++‬تي أنش‪++‬أتها مجموع‪++‬ة ‪ 77‬الس‪++‬بعة والس‪++‬بعين فهي ناطق‪++‬ة باس‪++‬م ال‪++‬دول النامي‪++‬ة‬
‫تشكلت رسميا في ‪1952‬؛‬
‫‪1‬‬
‫زايدي عبد العزيز‪ ،‬مرجع سابق ذكره من ‪.22‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ - 5‬مجموع‪+++‬ة الثالثين ش‪++ +‬كلها م‪++ +‬دير ص‪++ +‬ندوق النق‪+++‬د ال‪++ +‬دولي س‪++ +‬نة ‪ 1979‬وتض‪++ +‬م ق‪++ +‬ادة بن‪++ +‬وك وش‪++ +‬ركات‬
‫وموظفين دوليين ساميين وجامعيين متخصصين بهدف استشارتهم حول تطوير صندوق النقد الدولي؛‬

‫وك‪++‬ل ه‪++‬ذه المنظم‪++‬ات دوره‪++‬ا استش‪++‬اري فق‪++‬ط ونالح‪++‬ظ الس‪++‬يطرة واض‪++‬حة على ص‪++‬ندوق النق‪++‬د ال‪++‬دولي من‬
‫ط‪+‬رف ال‪+‬دول الغني‪+‬ة خاص‪+‬ة ال‪+‬دول (‪ )17‬وال‪+‬تي تعم‪+‬ل وفق‪+‬ا لمص‪+‬الحها فالص‪+‬ندوق ال يخ‪+‬دم إال مص‪+‬الحها‪،‬‬
‫فهي توظ‪++ +‬ف دوره‪++ +‬ا سياس‪++ +‬يا للض‪++ +‬غط على ال‪++ +‬دول الض‪++ +‬عيفة وه‪++ +‬و م‪++ +‬ا يبين‪++ +‬ه تك‪++ +‬وين مجلس اإلدارة غ‪+++‬ير‬
‫الموس‪++‬ع وم‪++‬دير الص‪++‬ندوق ونائب‪++‬ه‪ ،‬فه‪++‬و ال يخ‪++‬دم إال المص‪++‬الح الغربي‪++‬ة من خالل الس‪++‬يطرة على الق‪++‬رارات‬
‫المتخذة والموجهة لصالحهم وتهميشهم لدول العالم الثالث‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬الموارد المالية لصندوق النقد الدولي‬

‫يستمد صندوق النقد الدولي أمواله من إش‪+‬تراكات ال‪+‬دول األعض‪++‬اء باإلض‪+‬افة إلى االق‪+‬تراض أو بي‪+‬ع كمي‪+‬ة‬
‫من الذهب لتوفير السيولة للدول األعضاء وتتمثل موارد صندوق النقد الدولي في ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اشتراكات الدول األعضاء‬

‫تتمث‪++‬ل م‪++‬وارد الص‪++‬ندوق في اش‪++‬تراكات األعض‪++‬اء وه‪++‬ذه االش‪++‬تراكات تك‪++‬ون مجموع‪++‬ة االحتياط‪++‬ات الدولي‪++‬ة‬
‫من الذهب والعمالت األجنبية حيث تساهم كل دولة عضو بحصة معينة في رأس الصندوق والقيام بدفع‬
‫‪ %25‬من حص‪++ +‬ته ذهب‪++ +‬ا أو دوالرا‪ ،‬وي‪++ +‬دفع الب‪++ +‬اقي أي ‪ %75‬من حص‪++ +‬ة البل‪++ +‬د العض‪++ +‬و بعملت‪++ +‬ه الخاص‪++ +‬ة‬
‫المقومة بالدوالرات‪.‬‬

‫ه ‪++‬ذا وق ‪++‬د أوج ‪++‬د الص ‪++‬ندوق اس ‪++‬تثناءات على قاع ‪++‬دة تق ‪++‬ديم ‪ 25‬ذهب من الحص ‪++‬ة إذ أن العض ‪++‬و المنظم إلى‬
‫الصندوق ال يلتزم بتقديم أكثر من ‪ 10%‬من كتلة ال‪++‬ذهب ال‪++‬تي يمتلكه‪++‬ا وه‪++‬ذا عن‪++‬دما يك‪++‬ون م‪++‬ا يملك‪++‬ه البل‪++‬د‬
‫يق‪++‬ل ‪ %25‬من الحص‪++‬ة من ال‪++‬ذهب ‪ ،‬وق‪++‬د ب‪++‬دأ تك‪++‬وين ه‪++‬ذه الحص‪++‬ص مرتب‪++‬ط بص‪++‬يغة ب‪++‬ريتن وودز وال‪++‬تي‬
‫اشتملت على مجموعة من المتغيرات االقتصادية األساسية مثل متوسط الواردات والصادرات وحيازات‬
‫ال ‪++‬ذهب واألرص ‪++‬دة الدوالري ‪++‬ة وال ‪++‬دخل الق ‪++‬ومي‪ ،‬ومن ‪++‬ذ س ‪++‬نة ‪ 1963‬اس ‪++‬تحدث الص ‪++‬ندوق مجموع ‪++‬ة ص ‪++‬يغ‬
‫أخرى بحساب الحص‪+‬ص اس‪+‬تخدمت لتحدي‪+‬د الحص‪+‬ص المبدئي‪+‬ة لألعض‪+‬اء الج‪+‬دد والزي‪+‬ادات في الحص‪+‬ص‬

‫‪15‬‬
‫مستعينا بذلك ببيان‪+‬ات اقتص‪++‬ادية تتعل‪+‬ق بإجم‪+‬الي الن‪+‬اتج المحلي ومع‪+‬امالت الحس‪+‬اب الج‪+‬اري ومق‪+‬دار تغ‪+‬ير‬
‫‪1‬‬
‫المتحصالت الجارية واالحتياطات الرسمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االقتراض‬

‫يمكن للص‪+++‬ندوق كمنظم‪+++‬ة اقتص‪+++‬ادية دولي‪+++‬ة فاعل‪+++‬ة أن يق ‪++‬ترض أم ‪++‬واال من األس ‪++‬واق المالي ‪++‬ة كي يع‪+++‬وض‬
‫النقص ال‪++ +‬ذي ق‪++ +‬د يح‪++ +‬دث في رأس‪++ +‬ماله المك‪++ +‬ون من مس‪++ +‬اهمات ال‪++ +‬دول األعض‪++ +‬اء وب‪++ +‬ذلك تمكن‪++ +‬ه األم‪++ +‬وال‬
‫المقترضة من مساعدة الدول األطراف التي تطلب منه ذلك‬

‫ثالثا‪ :‬بيع الذهب‬

‫يمكن للص‪+++‬ندوق كمنظم‪+++‬ة اقتص‪+++‬ادية دولي‪+++‬ة فاعل‪+++‬ة أن يق ‪++‬ترض أم ‪++‬واال من األس ‪++‬واق المالي ‪++‬ة كي يع‪+++‬وض‬
‫النقص ال‪++ +‬ذي ق‪++ +‬د يح‪++ +‬دث في رأس‪++ +‬ماله المك‪++ +‬ون من مس‪++ +‬اهمات ال‪++ +‬دول األعض‪++ +‬اء وب‪++ +‬ذلك تمكن‪++ +‬ه األم‪++ +‬وال‬
‫‪2‬‬
‫المقترضة من مساعدة الدول األطراف التي تطلب منه ذلك‬

‫ثالثا‪ :‬بيع الذهب‬

‫قد يلجأ الصندوق إلى بيع جزء من أصوله من ذهب بهدف توفير م‪++‬وارد مالي‪++‬ة إض‪++‬افية وه‪++‬ذا م‪++‬ا تم فعال‬
‫في إطار إصالح نظام بريتن وودز " الذي أدى إلى إجراء التعديل الثاني سنة‪1978.3‬‬

‫ويمكن القول أن صندوق النقد الدولي هو أهم هيئ‪++‬ة فاعل‪++‬ة في النظ‪++‬ام النق‪+‬دي ال‪++‬دولي تس‪++‬هر على اس‪++‬تقرار‬
‫النظ‪++‬ام النق‪++‬دي الع‪++‬المي واس‪++‬تقرار أس‪++‬عار الص‪++‬رف‪ ،‬وم‪++‬ع م‪++‬رور الس‪++‬نوات واتس‪++‬اع عض‪++‬ويته أص‪++‬بح ي‪++‬ولي‬
‫اهتمام ‪++‬ا لل ‪++‬دول النامي ‪++‬ة إذ أص ‪++‬بح بمثاب ‪++‬ة الهيئ ‪++‬ة الموجه ‪++‬ة والمش ‪++‬رفة على اقتص ‪++‬اديات ه ‪++‬ذه ال ‪++‬دول وذل ‪++‬ك‬
‫بمساعدة مؤسسة مالية دولية وهي البنك الدولي والتي سنتطرق إليها في المبحث الموالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬البنك الدولي‬


‫‪ 1‬محمد ساكر العربي‪" ،‬محاضرات في االقتصاد الدولي"‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪125‬‬
‫‪ 2‬عبد العزيز قادري‪ ،‬صندوق النقد الدولي (اآلليات والسياسات ‪ ،‬دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ص‬
‫‪53،54‬‬
‫‪3‬‬
‫نفس المرجع السابق‬

‫‪16‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف البنك الدولي‬

‫توجد عدة تعاريف تخص البنك الدولي وفيما يلي سنتطرق لبعض هذه التعاريف ‪:‬‬

‫يمكن تعريف البنك الدولي بأن‪+‬ه المؤسس‪+‬ة االقتص‪+‬ادية العالمي‪+‬ة المس‪+‬ؤولة عن إدارة النظ‪+‬ام الم‪+‬الي‬
‫‪1‬‬
‫الدولي واالهتمام بتطبيق السياسات االقتصادية الكفيلة بتحقيق التنمية االقتصادية للدول األعضاء‪.‬‬

‫وفي تعريف آخر يمكن القول بأن البنك الدولي هو المؤسسة المتعددة األط‪++‬راف واأله‪++‬داف وأهم‬
‫مص‪++‬در من مص‪++‬ادر التموي‪++‬ل الدولي‪++‬ة في الع‪++‬الم‪ ،‬ويعت‪++‬بر مؤسس‪++‬ة من مؤسس‪++‬ات اتفاقي‪++‬ة ب‪++‬ريتن وودز" ال‪++‬تي‬
‫وقعت عام‪1945.‬‬

‫ومما سبق يمكن إعطاء تعريف شامل للبنك الدولي‪:‬‬

‫"البن‪++‬ك ال‪++‬دولي ه‪++‬و وكال‪++‬ة متخصص‪++‬ة من وك‪++‬االت األمم المتح‪++‬دة أنش‪++‬ئ بم‪++‬وجب اتفاقي‪++‬ة ب‪++‬ريتن وودز" ع‪++‬ام‬
‫‪ 2،1945‬وبدأ أعماله بتاريخ ‪ 25‬جوان ‪ ، 1946‬ويعتبر مكمل ألهداف صندوق النقد الدولي كم ‪++‬ا يعم ‪++‬ل‬
‫على تق ‪++‬ديم ق ‪++‬روض طويل ‪++‬ة األج ‪++‬ل لتش ‪++‬جيع حرك ‪++‬ة االس ‪++‬تثمارات في ال ‪++‬دول األعض ‪++‬اء وعملي ‪++‬ات التعم ‪++‬ير‬
‫والبن‪++ +‬اء االقتص‪++ +‬ادي باإلض‪++ +‬افة إلى تش‪++ +‬جيع االس‪++ +‬تثمارات األجنبي‪++ +‬ة الخاص‪++ +‬ة ويعم‪++ +‬ل على تحقي‪++ +‬ق النم‪++ +‬و‬
‫المتوازن طويل األجل للتجارة الدولية"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف البنك الدولي‬

‫يهدف البنك الدولي إلى تمكين الدول األعض‪++‬اء ال‪++‬تي خربته‪++‬ا الح‪++‬رب من الحص‪++‬ول على رؤوس األم‪++‬وال‬
‫الضرورية إلعادة التعمير كما يسعى إلى النهوض باقتصاديات الدول المتخلفة‪ ،‬ونذكر أهم أهداف البن‪++‬ك‬
‫‪3‬‬
‫الدولي في‪:‬‬

‫‪-1‬المس‪++ +‬اعدة على تعم‪++ +‬ير أراض‪++ +‬ي ال‪++ +‬دول األعض‪++ +‬اء والعم‪++ +‬ل على تق‪++ +‬دمها االقتص‪++ +‬ادي بتوف‪++ +‬ير رؤوس‬
‫األموال األغراض اإلنش‪+‬اء‪ ،‬بم‪+‬ا في ذل‪+‬ك إع‪+‬ادة الحي‪+‬اة االقتص‪+‬ادية ال‪+‬تي حطمته‪+‬ا الح‪+‬رب وتش‪+‬جيع النش‪+‬اط‬
‫االقتصادي بإنشاء المشروعات التي من شأنها تنمية المرافق اإلنتاجية في مختلف البلدان؛‬

‫‪ - 2‬تشجيع عمليات االستثمار الخارجي المباشر عن طريق ضمان هذه االس‪++‬تثمارات المباش‪++‬رة‪ ،‬خاص‪++‬ة‬
‫إذا تقدر على الدولة الحصول على قروض بشروط مناسبة من مصادر أخرى؛‬
‫‪1‬‬
‫مدني بن شهرة‪ ،‬اإلصالح االقتصادى وسياسة التشغيل التجربة الجزائرية"‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪2‬‬
‫محسن أحمد الخضيري العولمة االجتياحية"‪ ،‬مجموعة النيل العربية للنشر والطباعة والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪3‬‬
‫موسى سعيد مطر وخرون "التمويل الدولي‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪169‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -3‬تق‪++‬ديم التس ‪++‬هيالت المالي ‪++‬ة بش ‪++‬روط مناس ‪++‬بة بغي ‪++‬ة تحقي ‪++‬ق أه ‪++‬داف إنتاجي ‪++‬ة حقيقي ‪++‬ة والب‪++‬د من التأك ‪++‬د ب ‪++‬أن‬
‫األموال الممنوحة تستخدم ألغراض انتاجية طويلة األمد؛‬

‫‪ -4‬إج‪++‬راء عملي‪++‬ة تص‪++‬نيف المش‪++‬روعات االقتص‪++‬ادية األك‪++‬ثر نفع‪++‬ا من أج‪++‬ل إعطائه‪++‬ا األولوي‪++‬ة في االنتف‪++‬اع‬
‫من‬

‫القروض والتسهيالت االستثمارية؛‬

‫‪ 5‬وم‪++‬ع م‪++‬رور الس‪++‬نوات واتس‪++‬اع عض‪++‬ويته أص‪++‬بح البن‪++‬ك ال‪++‬دولي يس‪++‬عى إلى تحقي‪++‬ق أه‪++‬داف أخ‪++‬رى أهمه‪++‬ا‬
‫محاربة الفقر في العالم وذل‪++‬ك بالعم‪++‬ل على رف‪++‬ع إنتاجي‪++‬ة الش‪++‬عوب الفق‪+‬يرة ومحاول‪++‬ة إعطاءه‪++‬ا دورا نش‪++‬يطا‬
‫في سيرورة التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫ه‪++‬ذا فيم‪++‬ا يخص األه‪++‬داف الرئيس‪++‬ية ال‪++‬تي يق‪++‬وم عليه‪++‬ا البن‪++‬ك ال‪++‬دولي إال أن هن‪++‬اك ه‪++‬دفا آخ‪++‬ر للبن‪++‬ك ال‪++‬دولي‬
‫وه‪+‬و حماي‪+‬ة مص‪+‬الح وأم‪+‬وال ال‪+‬دول األعض‪+‬اء الرئيس‪+‬يين أي ال‪+‬دول الص‪+‬ناعية الغني‪+‬ة‪ ،‬ومن أج‪+‬ل ذل‪+‬ك ف‪+‬إن‬
‫القروض ال تمنح إال للدول السائرة في ركابها وبغض النظر عن مدى نجاح االستثمارات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬وظائف البنك الدولي‬


‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى عمليات اإلقراض وضمان القروض فإن البنك الدولي يقدم العديد من الوظائف أهمها‪:‬‬

‫‪ - 1‬تق‪++‬ديم المعون‪++‬ة الفني‪++‬ة الختي‪++‬ار المش‪++‬روعات التنموي‪++‬ة وكيفي‪++‬ة إع‪++‬دادها وتق‪++‬ديم الدراس‪++‬ة الكامل‪++‬ة له‪++‬ا م‪++‬ع‬
‫تحدي‪++‬د الوس‪++‬ائل الكفيل‪++‬ة بتحقيقه‪++‬ا ويتم ذل‪++‬ك عن طري‪++‬ق البعث‪++‬ات العام‪++‬ة ال‪++‬تي ترس‪++‬ل إلى ال‪++‬دول األعض‪++‬اء‬
‫ويستعين البنك‬

‫ال‪++‬دولي في ه‪++‬ذه الدراس‪++‬ات بص‪++‬ندوق النق‪++‬د ال‪++‬دولي ومنظم‪++‬ات دولي‪++‬ة واقليمي‪++‬ة كمنظم‪++‬ة األغذي‪++‬ة والزراع‪++‬ة‬
‫ومنظمة الصحة العالمية‪... ،‬الخ؛‬

‫‪ -2‬تك‪+‬وين وت‪+‬دريب م‪+‬وظفي ال‪+‬دول األعض‪+‬اء على أس‪+‬اليب اإلدارة االقتص‪+‬ادية الحديث‪+‬ة وذل‪+‬ك عن طري‪+‬ق‬
‫دورات تكويني‪++ +‬ة متخصص‪++ +‬ة‪ ،‬وعلي‪++ +‬ه تم إنش‪++ +‬اء معه‪++ +‬د التنمي‪++ +‬ة االقتص‪++ +‬ادية ب‪++ +‬ه مجموع‪++ +‬ة كب‪++ +‬يرة من أه‪++ +‬ل‬
‫االختصاص؛‬

‫‪1‬‬
‫مدني بن شهرة ‪ ،‬مرجع سابق ذكره ص ص ‪90 ،89‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ - 3‬االهتم ‪++‬ام بمج ‪++‬ال البحث العلمي حيث يخص ‪++‬ص ‪ %3%‬من ميزانيت ‪++‬ه اإلداري ‪++‬ة للبح ‪++‬وث االقتص ‪++‬ادية‬
‫‪1‬‬
‫ويتم نشر نتائج البحوث في المجالت المتخصصة أو كتب مطبوعة أو نشريات‪.‬‬

‫‪ - 4‬تش‪++‬جيع االس‪++‬تثمار الخ‪++‬اص بم‪++‬ا يض‪++‬من نم‪++‬و وتوس‪++‬يع القط‪++‬اع الخ‪++‬اص‪ ،‬وبم‪++‬ا يس‪++‬اعد على إيج‪++‬اد ق‪++‬درة‬
‫على تش ‪++‬غيل الم ‪++‬دخرات بطريق ‪++‬ة انتاجي ‪++‬ة ‪ ،‬واجت ‪++‬ذاب رؤوس أم ‪++‬وال إض ‪++‬افية ورج ‪++‬ال أعم ‪++‬ال إلى محي ‪++‬ط‬
‫النشاط االقتصادي لدعم نشاط التنمية؛‬

‫‪ - 5‬كما يقوم البنك الدولي بإجراء بحوث اقتصادية بشأن قضايا عامة مثل البيئة والفقر والتجارة للدول‬
‫األعض ‪++‬اء حيث يق ‪++‬وم بتق ‪++‬ييم اآلف ‪++‬اق االقتص ‪++‬ادية لك ‪++‬ل بل ‪++‬د من خالل دراس ‪++‬ة أنظمت ‪++‬ه المص ‪++‬رفية وأس ‪++‬واق‬
‫المالية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الهيكل التنظيمي للبنك الدولي‬


‫‪2‬‬
‫يتكون البنك الدولي من ثالثة أجهزة تقوم بإدارته تتمثل في ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬مجلس المحافظين‬

‫تقوم كل دولة من ال‪+‬دول األعض‪+‬اء بتع‪+‬يين محاف‪+‬ظ ون‪+‬ائب ل‪+‬ه لم‪+‬دة ‪ 5‬س‪+‬نوات وذل‪+‬ك لتمثي‪+‬ل الدول‪+‬ة‬
‫العضو في اجتماعات مجلس المحافظين والذي يعقد اجتماعا س‪+‬نويا خالل ش‪+‬هر س‪+‬بتمبر من ك‪+‬ل س‪+‬نة في‬
‫المق ‪++‬ر الرئيس ‪++‬ي للبن ‪++‬ك بواش ‪++‬نطن‪ ،‬كم ‪++‬ا يق ‪++‬وم مجلس المح ‪++‬افظين برس ‪++‬م السياس ‪++‬ة العام ‪++‬ة للبن ‪++‬ك ‪ ،‬ول ‪++‬ه ك ‪++‬ل‬
‫س‪+‬لطات البن‪+‬ك ال‪+‬دولي المنص‪+‬وص عليه‪+‬ا في الق‪+‬انون التأسيس‪+‬ي للبن‪+‬ك‪ ،‬وم‪+‬ع ذل‪+‬ك بإمك‪+‬ان مجلس الم‪+‬ديرين‬
‫أن ينوب عنه في الشؤون التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬قبول األعضاء الجدد وتحديد شروط العضوية؛‬

‫‪ - 2‬زيادة أو تخفيض رأس مال البنك؛‬

‫‪- 3‬وقف األعضاء؛‬

‫‪ -4‬توزيع الدخل الصافي للبنك ؛‬

‫‪ -5‬إبرام االتفاقيات مع المنظمات الدولية؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد الخضيري‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ص ‪89،90‬‬
‫‪2‬‬
‫علي كنعان‪ ،‬النقود والصيرفة والسياسة النقدية‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪ 2012 ،‬ص‪.423‬‬
‫‪19‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مجلس اإلدارة‬

‫ويض ‪++‬م ‪ 20‬م ‪++‬ديرا تنفي ‪++‬ذيا ‪ ،‬منهم خمس ‪++‬ة يمثل ‪++‬ون ال ‪++‬دول ال ‪++‬تي تمتل ‪++‬ك أك ‪++‬بر ع ‪++‬دد من األس ‪++‬هم ‪ ،‬والب ‪++‬اقون‬
‫ينتخبون بواسطة المح‪+‬افظين على أس‪+‬اس جغ‪+‬رافي غالب‪+‬ا وق‪++‬د ف‪++‬وض المح‪+‬افظون الكث‪+‬ير من س‪+‬لطاتهم إلي‪+‬ه‬
‫ويجتم‪++‬ع ه‪++‬ذا المجلس م‪++‬رة في ك‪++‬ل ش‪++‬هر بواش‪++‬نطن‪ ،‬وق‪++‬د تض‪++‬من الق‪++‬انون التأسيس‪++‬ي للبن‪++‬ك ال‪++‬دولي القواع‪++‬د‬
‫المختلفة لكيفية اختيار المديرين التنفيذيين وتمثيل ال‪++‬دول األعض‪++‬اء في مجلس اإلدارة‪ ،‬وق‪++‬د قس‪++‬مت ال‪++‬دول‬
‫‪1‬‬
‫األعضاء بمقتضى هذه القواعد إلى مجموعتين‪:‬‬

‫المجموع ‪++ +‬ة األولى‪ :‬تش ‪++ +‬مل ال ‪++ +‬دول الخمس المالك ‪++ +‬ة ألك ‪++ +‬بر الحص ‪++ +‬ص في رأس م ‪++ +‬ال البن ‪++ +‬ك وتق ‪++ +‬وم ه ‪++ +‬ذه‬
‫المجموعة بتعيين خمسة مديرين تنفيذيين ويك‪+‬ون الم‪+‬دير ع‪+‬ادة من جنس‪+‬ية الدول‪+‬ة ال‪+‬تي تعين‪+‬ه لكن ليس م‪+‬ا‬
‫يمنع الدولة من تعيين مدير ال يحمل اسمها؛‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬تشمل باقي الدول األعض‪++‬اء وتنقس‪+‬م ب‪+‬دورها إلى خمس‪+‬ة عش‪+‬ر مجموع‪+‬ة فرعي‪+‬ة تنتخب‬
‫ك‪++‬ل مجموع‪++‬ة فرعي‪++‬ة م‪++‬ديرا تنفي‪++‬ذيا يمثله‪++‬ا‪ ،‬ويتم انتخ‪++‬اب الم‪++‬دير التنفي‪++‬ذي داخ‪++‬ل ك‪++‬ل مجموع‪++‬ة فرعي‪++‬ة عن‬
‫طريق أصوات المحافظين المعينين؛‬

‫ثالثا‪ :‬اللجنة االستشارية‬

‫وهي تض‪++‬م مجموع‪+‬ة خ‪++‬براء يخت‪++‬ارهم مجلس المح‪++‬افظين وذل‪++‬ك به‪++‬دف دراس‪++‬ة الملف‪+‬ات وطلب‪++‬ات الق‪+‬روض‬
‫وأوض‪++‬اع ال‪++‬دول ص‪++‬احبة الق‪++‬رض وكاف‪++‬ة القض‪++‬ايا االقتص‪++‬ادية والسياس‪++‬ية واإلداري‪++‬ة للبن‪++‬ك وع‪++‬ادة م‪++‬ا تك‪++‬ون‬
‫ه ‪++ + +‬ذه اللجن ‪++ + +‬ة الحكم في ح ‪++ + +‬ال الخالف بين المح ‪++ + +‬افظين ومجلس اإلدارة‪ ،‬ويبل ‪++ + +‬غ ع ‪++ + +‬دد أعض ‪++ + +‬اء اللجن ‪++ + +‬ة‬
‫االستش ‪++‬ارية ‪ 7‬أعض ‪++‬اء يتم اختي ‪++‬ارهم من ذوي الخ ‪++‬برة والكف ‪++‬اءة في المج ‪++‬ال الم ‪++‬الي والنق ‪++‬دي نظ ‪++‬را ألنهم‬
‫سيقدمون االستشارات المالية والمصرفية والنقدية لمجلس المحافظين‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬التنظيم المالي للبنك الدولي‬

‫يعت‪++‬بر البن‪++‬ك ال‪++‬دولي مؤسس‪++‬ة عالمي‪++‬ة تس‪++‬هر على توف‪++‬ير األم‪++‬وال ومنح الق‪++‬روض لل‪++‬دول األعض‪++‬اء خاص‪++‬ة‬
‫ال‪++‬دول النامي‪++‬ة وذل‪++‬ك به‪++‬دف تموي‪++‬ل المش‪++‬اريع المختلف‪+‬ة وال‪++‬تي وتتم‪++‬يز بتن‪++‬وع الق‪+‬روض الممنوح‪++‬ة إليه‪++‬ا ف‪++‬إن‬
‫مصادر أموال البنك متنوعة باعتباره أكبر مؤسسة مالية دولية مانحة للقروض عبر العالم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رأس مال البنك الدولي‬


‫‪1‬‬
‫نفس المرجع السابق ‪42‬‬
‫‪20‬‬
‫يتكون رأس مال البنك الدولي من المصادر التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬االكتتاب‬

‫حيث تش‪++‬مل مجم‪++‬وع اكتتاب‪++‬ات ال‪++‬دول األعض‪++‬اء برأس‪++‬مال البن‪++‬ك‪ ،‬إال أن ه‪++‬ذه المس‪++‬اهمة ال تش‪++‬كل إال نس‪++‬بة‬
‫ض‪++‬ئيلة من أم‪++‬وال البن‪++‬ك القابل‪++‬ة لإلق‪++‬راض وق‪++‬د ك‪++‬ان رأس م‪++‬ال البن‪++‬ك عن‪++‬د انش‪++‬اءه ‪ 10‬ملي‪++‬ار دوالر ليص‪++‬ل‬
‫إلى ‪184‬مليار عام ‪1996‬‬

‫‪ - 2‬التمويل المشترك‬

‫وذل‪++‬ك من خالل التنس‪++‬يق م‪++‬ع ع‪+‬دد من الهيئ‪++‬ات األخ‪++‬رى مث‪++‬ل المنظم‪++‬ات المالي‪++‬ة الدولي‪++‬ة وكمث‪++‬ال على ذل‪++‬ك‬
‫البنك األمريكي للتنمية وبنك التنمية اآلسيوية من خالل اقناعها باإلسهام برأسمالها في المشروعات التي‬
‫يق ‪++‬وم البن ‪++‬ك بتقييمه ‪++‬ا وإ ع ‪++‬دادها للتموي ‪++‬ل إذ تس ‪++‬عى ه ‪++‬ذه المؤسس ‪++‬ات والمنظم ‪++‬ات والوك ‪++‬االت إلى اس ‪++‬تثمار‬
‫أموالها في مشروعات يتولى البنك االشراف عليها وذلك ألسباب منها أهمها أن البنك يتشدد في دراس‪+‬ته‬
‫‪1‬‬
‫للمشاريع لضمان نجاحها‪.‬‬

‫‪ - 3‬البنوك التجارية و المؤسسات المالية األساسية؛‬

‫‪ - 4‬مس ‪++‬اهمة الحكوم ‪++‬ات المقترض ‪++‬ة في مش ‪++‬روعات البت ‪++‬ك مث ‪++‬ل إنش ‪++‬اء البني ‪++‬ة األساس ‪++‬ية أو توف ‪++‬ير نفق ‪++‬ات‬
‫‪2‬‬
‫التوظيف‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الموارد المالية للبنك الدولي‬

‫يتحصل البنك على موارده من حصة كل عض‪++‬و ال‪++‬تي تح‪++‬دد وفق‪+‬ا لحص‪++‬ته في ص‪++‬ندوق النق‪+‬د ال‪++‬دولي ومن‬
‫االق‪++‬تراض من األس‪++‬واق العالمي‪++‬ة كم‪++‬ا أن بي‪++‬ع المس‪++‬تندات ال‪++‬تي يص‪++‬درها أو يض‪++‬منها أو ال‪++‬تي يس‪++‬تثمر فيه‪++‬ا‬
‫جزء من موارده تعتبر موردا هاما للبنك إضافة إلى الدخل الصافي الناتج من مختلف عمليات البنك من‬
‫ج‪++‬راء تس‪++‬ديد فوائ‪++‬د الق‪++‬روض ال‪++‬تي يمنحه‪++‬ا والعم‪++‬والت المختلف‪++‬ة وبالنس‪++‬بة لحص‪++‬ص ال‪++‬دول األعض‪++‬اء في‬

‫‪1‬‬
‫بشار محمود قبالن ‪ " ،‬أثر سياسات البنك الدولي على التنمية االقتصادية والسياسية ‪ ،‬عماد الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ‪23‬‬
‫‪2‬‬
‫موسى سعيد مطر ‪،‬آخرون‪ ،‬مرجع سابق ذكره ص ‪170‬‬
‫‪21‬‬
‫رأسمال البن‪+‬ك ال‪+‬دولي نج‪+‬د أن حص‪+‬ة الدول‪+‬ة العض‪+‬و يتم تحدي‪+‬دها اس‪+‬تنادا لحص‪+‬ة الدول‪+‬ة في ص‪+‬ندوق النق‪+‬د‬
‫‪3‬‬
‫الدولي وتسدد بالشكل التالي‪:‬‬

‫‪ - 1‬تدفع الدولة ‪ %2‬من الحصة ذهبا أو بالدوالر ؛‬

‫‪ - 2‬تدفع الدولة ‪ %18‬من الحصة بعمالت الدول األعضاء وعادة ما تك‪++‬ون ب‪++‬العمالت األساس‪++‬ية وأغلب‬
‫الدول تسدد بالدوالر ؛‬

‫‪ 80% -3‬من الحص ‪++‬ة تبقى ل‪++‬دى البل‪++‬د العض ‪++‬و وت‪++‬دفع بالعمل‪++‬ة المحلي‪++‬ة‪ ،‬ويلج‪++‬أ إليه‪++‬ا البن‪++‬ك ال‪++‬دولي وقت‬
‫الحاج ‪++‬ة‪ ،‬كم ‪++‬ا أن أم ‪++‬وال البن ‪++‬ك له ‪++‬ا حص ‪++‬انة ض ‪++‬د أي تخفيض في عمل ‪++‬ة أي بل ‪++‬د عض ‪++‬و وال يتحم ‪++‬ل البن ‪++‬ك‬
‫خسارة انخفاض سعر الصرف وإ ذا حدث ذلك فإن البنك الدولي يطالب ب‪++‬دفع تع‪++‬ويض يتس‪++‬اوى م‪++‬ع نس‪++‬بة‬
‫االنخفاض وذلك لتغطية الخسارة؛‬

‫إضافة إلى الفوائد التي يحصل عليه‪+‬ا من ج‪+‬راء تس‪+‬ديد فوائ‪+‬د الق‪+‬روض ال‪+‬تي يمنحه‪+‬ا والعم‪+‬والت المختلف‪+‬ة‬
‫كم ‪++‬ا يلج ‪++‬أ البن ‪++‬ك لالق ‪++‬تراض عن ‪++‬د الحاج ‪++‬ة من األس ‪++‬واق المالي ‪++‬ة لل ‪++‬دول األعض ‪++‬اء بش ‪++‬رط أن يحص ‪++‬ل على‬
‫موافق ‪++‬ة العض ‪++‬و ال ‪++‬ذي يق ‪++‬ترض من أس ‪++‬واقه‪ ،‬وعلى العض ‪++‬و ال ‪++‬ذي يق ‪++‬دم الق ‪++‬رض بعملت ‪++‬ه على أن تتض ‪++‬من‬
‫الموافقة قابلية القرض للتحويل إلى أي عملة أخرى من عمالت الدول األعضاء‪ ،‬وله السلطة لالقتراض‬
‫بعملة كل بلد عضو مباشرة بعد موافقة البلد المعني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط االقراض‬

‫يش ‪++‬ترط البن ‪++‬ك ال ‪++‬دولي العدي ‪++‬د من الش ‪++‬روط عن ‪++‬د قيام ‪++‬ه بعملي ‪++‬ات االق ‪++‬راض ألغ ‪++‬راض اإلعم ‪++‬ار أو التنمي ‪++‬ة‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪-1‬ض‪+++‬رورة وج ‪++‬ود رب ‪++‬ط بين ق‪+++‬روض البن ‪++‬ك وإ قام ‪++‬ة المش ‪++‬روعات بش ‪++‬كل يتم بموجب ‪++‬ه ض ‪++‬مان اس ‪++‬تخدام‬
‫الق‪++‬روض في إقام‪++‬ة المش‪++‬روعات ال‪++‬تي يتم تحدي‪++‬دها ل‪++‬ذلك االس‪++‬تخدام ول‪++‬ذلك يق‪++‬وم البن‪++‬ك قب‪++‬ل الموافق‪++‬ة على‬
‫االقراض بدراسة المشروع المراد تمويله وتقدير مدى نجاحه ومدى قدرة الدولة على سداد القرض؛‬

‫‪ -2‬أن تحت‪++‬ل المش‪++‬روعات ال‪++‬تي يطلب من البن‪++‬ك توف‪++‬ير التموي‪++‬ل الالزم إلقامته‪++‬ا أولوي‪++‬ة بين المش‪++‬روعات‬
‫األخرى وهو األمر الذي يقتضي اختيار أكثر المش‪+‬روعات أهمي‪+‬ة وحيوي‪+‬ة في مج‪+‬ال توس‪+‬يع ق‪++‬درة الدول‪+‬ة‬
‫المقترضة على االنتاج؛‬
‫‪3‬‬
‫علي كنعان‪ ،‬مرجع سابق ذكره ص ‪423‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -3‬يفرض البن‪+‬ك على قروض‪+‬ه فوائ‪+‬د ت‪+‬وازي الفوائ‪+‬د الس‪+‬ائدة في الس‪+‬وق باعتب‪+‬ار أن البن‪+‬ك يحص‪+‬ل على‬
‫جزء من موارده التي يقوم بإقراضها عن طريق االقتراض من السوق المالية؛‬

‫‪ -4‬ت‪++‬تراوح م‪++‬دة ه‪++‬ذه الق‪++‬روض م‪++‬ا بين ‪ 15‬و ‪ 17‬س‪++‬نة م‪++‬ع ف‪++‬ترة س‪++‬ماح تق‪++‬در بخمس‪++‬ة س‪++‬نوات‪ ،‬ويحتس‪++‬ب‬
‫‪1‬‬
‫البنك فائدته على هذه القروض والتي تتراوح نسبتها ما بين ‪ % 7,5‬و ‪. % 7,75‬‬

‫‪ -5‬في حال‪++‬ة تق‪++‬ديم البن‪++‬ك قروض‪++‬ا فإن‪++‬ه يفتح حس‪++‬ابا باس‪++‬م المق‪++‬ترض يرص‪++‬د في‪++‬ه قيم‪++‬ة الق‪++‬رض يرص‪++‬د في‪++‬ه‬
‫قيم‪++ +‬ة الق‪++ +‬رض بالعمل‪++ +‬ة أو العمالت ال‪++ +‬تي تم تق‪++ +‬ديم الق‪++ +‬رض به‪++ +‬ا‪ ،‬ثم يس‪++ +‬مح للمق‪++ +‬ترض بالس‪++ +‬حب من ه‪++ +‬ذا‬
‫‪2‬‬
‫الحساب لتغطية المصروفات الخاصة بالمشروع حسب نشوؤها فعليا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قروض البنك الدولي‬

‫يقوم البنك الدولي بتقديم مجموعة من القروض يمكن ذكرها في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ق‪++‬روض المش‪++‬روعات وهي ق‪++‬روض تمنح لتموي‪++‬ل مش‪++‬روع معين مث‪++‬ل مش‪++‬روع ري أو محط‪++‬ة تولي‪++‬د‬
‫كهرب ‪++‬اء وغيره ‪++‬ا باإلض ‪++‬افة إلى أن ه ‪++‬ذه الق ‪++‬روض تس ‪++‬تحوذ على مس ‪++‬احة واس ‪++‬عة من النش ‪++‬اط اإلقراض ‪++‬ي‬
‫للبن‪++‬ك‪ .‬تخض‪++‬ع وع‪++‬ادة م‪++‬ا تخض‪++‬ع ه‪++‬ذه الق‪++‬روض إلى مش‪++‬روطيه ترتب‪++‬ط بالمش‪++‬روع ذات‪++‬ه مث‪++‬ل حس‪++‬ن تنفي‪++‬ذ‬
‫المشروع وإ دارته؛‬

‫‪ - 2‬ق‪++‬روض ال‪++‬برامج وهي ق‪++‬روض تمنح لتموي‪++‬ل برن‪++‬امج إنم‪++‬ائي أو قط‪++‬اعي يش‪++‬مل مش‪++‬روعات ع‪++‬دة‪ ،‬أو‬
‫لتمويل االستيرادات لصناعة ما أو عدة صناعات وفي ظروف استثنائية يشهدها البلد المقترض وبالت‪++‬الي‬
‫فهي في الواق‪++‬ع ق‪++‬روض ط‪++‬وارئ تق‪++‬دم عن‪++‬د حص‪++‬ول ك‪++‬وارث طبيعي‪++‬ة أو أزم‪++‬ات اقتص‪++‬ادية ح‪++‬ادة على أث‪++‬ر‬
‫‪3‬‬
‫تدهور مفاجئ في معدل التبادل الدولي لذا فإنه عادة ما تكون هذه القروض عديمة المشروطية‪.‬‬

‫‪ -3‬قروض التكييف تشكل التسهيل الخاص بها في عام ‪ 1980‬بهدف توفير التمويل السريع للدول التي‬
‫تح‪+‬اول تس‪+‬وية الخل‪+‬ل في م‪+‬وازين م‪+‬دفوعاتها‪ ،‬و لرف‪+‬ع ق‪+‬دراتها على تس‪+‬ديد ديونه‪+‬ا وتختل‪+‬ف ه‪+‬ذه الق‪+‬روض‬
‫عن قروض ال‪+‬برامج من حيث أنه‪+‬ا تش‪+‬مل على درج‪+‬ة عالي‪+‬ة من المش‪+‬روطية تتض‪++‬من سياس‪+‬ات اقتص‪++‬ادية‬

‫‪1‬‬
‫نبيل حشاد‪ ،‬العولمة ومستقبل االقتصاد العربي ‪ ،‬دار إيجي مصر للطباعة والنشر"‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪2‬‬
‫طارق فاروق الحصري "االقتصاد الدولي المكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬جمهورية مصر العربية ‪ ،2010‬ص ص ‪180 18‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫عرفان تقي الحسيني‪ ،‬مرجع سابق ذكره ص ‪308‬‬
‫‪23‬‬
‫كلي‪++‬ة وتص‪++‬حيحات هيكلي‪++‬ة ول‪++‬ذا فإنه‪++‬ا ال تمنح إال لل‪++‬دول ال‪++‬تي ت‪++‬دخل في ترتيب‪++‬ات اس‪++‬تعدادية أو ممت‪++‬دة م‪++‬ع‬
‫صندوق النقد الدولي؛‬

‫‪ -4‬ق ‪++‬روض التك ‪++‬ييف القط ‪++‬اعي‪ :‬تس ‪++‬تخدم ه ‪++‬ذه الق ‪++‬روض لح ‪++‬ل المش ‪++‬اكل المتعلق ‪++‬ة باالقتص ‪++‬اد الكلي لل ‪++‬دول‬
‫المدين‪++‬ة ‪.‬وهي تختل‪++‬ف عن الق‪++‬روض الس‪++‬ابقة بوض‪++‬عها ترتب‪++‬ط بتموي‪++‬ل قط‪++‬اع معين كالزراع‪++‬ة أو الص‪++‬ناعة‬
‫‪1‬‬
‫أو الطاقة وبالتالي فإن مشروطيتها تكون ضمن نطاق محدد بالقطاع المستهدف تمويله‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المنظمة العالمية للتجارة‪:‬‬

‫في س ‪++‬نة ‪ 1948‬عق ‪++‬د م ‪++‬ؤتمر "هافان ‪++‬ا" في إط ‪++‬ار األمم المتح ‪++‬دة لمس ‪++‬اهمة ميث ‪++‬اق "منظم ‪++‬ة التج ‪++‬ارة‬
‫الدولي‪++ +‬ة" ‪ ,"ITO‬و ذل‪++ +‬ك بغ‪++ +‬رض تنظيم التج‪++ +‬ارة الدولي‪++ +‬ة خالل الف‪++ +‬ترة م‪++ +‬ا بع‪++ +‬د الح‪++ +‬رب العالمي‪++ +‬ة‪ ,‬إال أن‬
‫الكونغرس األمريكي لم يوافق على توقيع على هذا الميثاق بالرغم من موافقة أغلب دول العالم عليه‪.‬‬

‫و ك‪+++‬ان نتيج‪+++‬ة ل‪+++‬ذلك أن اتف‪+++‬ق على عق‪+++‬د اتفاقي‪+++‬ة أول طموح ‪++‬ا من منظم ‪++‬ة التج ‪++‬ارة الدولي‪+++‬ة‪ ,‬ه‪+++‬ذه‬
‫اإلتفاقية عرفت باإلتفاقية العامة للتعريفة و التجارة ‪ ,GATT‬و كان الغرض من هذه االتفاقية ه‪++‬و العم‪++‬ل‬
‫على إلغ‪++‬اء القي‪++‬ود الجمركي‪++‬ة على التج‪++‬ارة الدولي‪++‬ة‪ ,‬و اس‪++‬تمرار في إج‪++‬راء المفاوض‪++‬ات متع‪++‬ددة األط‪++‬راف‬
‫بصفة دورية لتحقيق هذا الغرض‪.‬‬

‫مبادئ اتفاقية ‪ :GATT‬تقوم على ثالثة مبادئ‬

‫‪ -1‬عدم التمييز بين الدول األعضاء‪ ,‬و الذي يعني القب‪+‬ول غ‪+‬ير المش‪+‬روط لمب‪+‬دأ الدول‪+‬ة األولى بالرعاي‪+‬ة‪,‬‬
‫و المقص‪++‬ود به‪++‬ذا المب‪++‬دأ ببس‪++‬اطة ه‪++‬و أن ك‪++‬ل دول‪++‬ة عض‪++‬و فيه‪++‬ا تحص‪++‬ل على كاف‪++‬ة المزاي‪++‬ا ال‪++‬تي يتم اإلتف‪++‬اق‬
‫عليها بين باقي األعضاء على مستوى الثنائي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نور الدين أعراب مرجع سابق ذكره ص ص ‪.70 ،65‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ - 2‬إزال‪++‬ة كاف‪++‬ة القي‪++‬ود على التج‪++‬ارة س‪++‬واء ك‪++‬انت تل‪++‬ك القي‪++‬ود جمركي‪++‬ة أو غ‪++‬ير جمركي‪++‬ة باس‪++‬تثناء تج‪++‬ارة‬
‫الس‪++‬لع الزراعي‪++‬ة‪ ,‬وتج‪++‬ارة ال‪++‬دول ال‪++‬تي تع‪++‬اني عج‪++‬ز ج‪++‬وهري و دائم فيم‪++‬يزان الم‪++‬دفوعات ال‪++‬تي يح‪++‬ق له‪++‬ا‬
‫فرض قيود على‬

‫تجارتها‪.‬‬

‫‪ 3‬اللجوء إلى التفاوض وذلك بغرض فض المنازع‪+‬ات التجاري‪+‬ة الدولي‪+‬ة ب‪+‬دال من اللج‪+‬وء إلى اإلج‪+‬راءات‬
‫اإلتفاقية التي تتسبب في تقليل حجم التجارة الدولية‪.‬‬

‫كما الحظت الفترة بعد تأسيس ‪ OMC‬عدة جوالت‪ ,‬و من بينها جولة جينيف التي عقدت س‪++‬نة ‪ 1947‬و‬
‫تعتبر كناجحة مقارنة على الجوالت األربعة التي تلتها‪ .‬حيث تم اإلتفاق على تخفيض الرسوم الجمركي‪++‬ة‬
‫على ع ‪++ +‬دد كب ‪++ +‬ير من الس ‪++ +‬لع الداخل ‪++ +‬ة في التج ‪++ +‬ارة‪ .‬كم ‪++ +‬ا ش ‪++ +‬ارك في ه ‪++ +‬ذه الجول ‪++ +‬ة ‪ 23‬دول ‪++ +‬ة‪ ,‬كم ‪++ +‬ا أدرت‬
‫المفاوضات ما قيمته ‪ 10‬مليار‪ $‬أي ما يقارب ‪ %20‬من حجم التجارة العالمية‪.‬‬

‫كم ‪++‬ا تلت جول ‪++‬ة ج ‪++‬نيف جول ‪++‬ة كني ‪++‬دي بع ‪++‬د موافق ‪++‬ة الك ‪++‬ونغرس األم ‪++‬ريكي على الس ‪++‬ماح لل ‪++‬رئيس األم ‪++‬ريكي‬
‫بال‪++ + +‬دخول إلى مفاوض‪++ + +‬ات للتخفيض الرس‪++ + +‬وم الجمركي‪++ + +‬ة‪ ,‬و ش‪++ + +‬ارك في ه‪++ + +‬ذه الجول‪++ + +‬ة ‪ 62‬دول‪++ + +‬ة‪ ,‬و أهم‬
‫الموض‪++ +‬وعات ال‪++ +‬تي تناولته‪++ +‬ا هي إج‪++ +‬راء تخفيض‪++ +‬ات في الرس‪++ +‬وم الجمركي‪++ +‬ة وإ ق‪++ +‬رار إج‪++ +‬راءات مكافح‪++ +‬ة‬
‫اإلغراق‪.‬‬

‫و هن‪++‬اك جول‪++‬ة طوكي‪++‬و (‪ )1973-1979‬ال‪++‬تي تن‪++‬اولت القي‪++‬ود الغ‪++‬ير جمركي‪++‬ة ال‪++‬تي لوح‪++‬ظ أنه‪++‬ا تتزاي‪++‬د م‪++‬ع‬
‫انخفاض الرسوم الجمركية ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الخاتمة‬

‫ومن خالل ما تقدم حول ظروف نشأة المؤسسات المالية الدولية والوضع النقدي والمالي ال‪+‬دولي‬
‫ال ‪++‬ذي ك ‪++‬ان س ‪++‬ببا في البحث عن نظ ‪++‬ام س ‪++‬هر على س ‪++‬المة النظ ‪++‬ام النق ‪++‬دي والم ‪++‬الي الع ‪++‬المي انتهى بإنش ‪++‬اء‬
‫مؤسسات مالية دولية تمثلت في ص‪++‬ندوق النق‪+‬د ال‪+‬دولي والبن‪+‬ك ال‪+‬دولي ع‪+‬ام ‪ ، 1944‬بإعتب‪+‬ار أن ص‪++‬ندوق‬
‫النقد الدولي مؤسسة نقدية دولية تس‪+‬هر على إدارة النظ‪+‬ام النق‪+‬دي الع‪+‬المي ومراقب‪+‬ة س‪+‬عر الص‪+‬رف وإ ع‪+‬ادة‬
‫التوازن لميزان المدفوعات أما المؤسسة الدولية الثاني‪+‬ة فهي البن‪+‬ك ال‪+‬دولي وال‪+‬ذي ك‪+‬ان اله‪+‬دف من إنش‪+‬اءه‬
‫ذلك الوقت هو إعادة إعمار دول أروبا التي خربتها الحرب وباعتباره بنك عالمي فهو يس‪++‬هر على تق‪++‬ديم‬
‫القروض للدول ال‪+‬تي تك‪+‬ون عض‪+‬وا في البن‪+‬ك ال‪+‬دولي وص‪+‬ندوق النق‪+‬د ال‪+‬دولي‪ ،‬ومن‪+‬ذ إنش‪+‬ائهما إض‪+‬طلع ك‪+‬ل‬
‫بمهام‪++‬ه فص‪++‬ندوق النق‪++‬د ال‪++‬دولي يس‪++‬هر على النظ‪++‬ام النق‪++‬دي الع‪++‬المي و من‪++‬ع التخفيض التنافس‪++‬ي لقيم العمالء‬
‫أم‪++‬ا البن‪++‬ك ال‪++‬دولي فه‪++‬و يس‪++‬هر على س‪++‬المة النظ‪++‬ام الم‪++‬الي الع‪++‬المي بتقديم‪++‬ه قروض‪++‬ا لمختل‪++‬ف ال‪++‬دول وال‪++‬تي‬
‫تكون عضوا في كلت‪+‬ا المؤسس‪+‬تين ‪ ،‬وبتط‪+‬ور ع‪+‬دد األعض‪+‬اء المس‪+‬اهمين في ص‪+‬ندوق النق‪+‬د ال‪+‬دولي والبن‪+‬ك‬
‫الدولي واتساع نط‪+‬اق العض‪+‬وية للمؤسس‪+‬تين تط‪+‬ور دورهم‪+‬ا حيث اتس‪+‬ع عم‪+‬ل البن‪+‬ك وأص‪+‬بح يق‪+‬دم قروض‪+‬ا‬
‫للدول األعضاء بهدف إقامة مشاريع البنى التحتية ومحطات الطاقة الكهربائية وغيرها بينما تطور عمل‬
‫وأص‪++‬بح ص‪++‬ندوق النق‪++‬د ال‪++‬دولي يهتم بمعالج‪++‬ة االختالالت االقتص‪++‬ادية ال‪++‬تي يع‪++‬اني منه‪++‬ا ال‪++‬دول األعض‪++‬اء و‬
‫ذل ‪++‬ك بتب ‪++‬ني سياس ‪++‬ات وب ‪++‬رامج التث ‪++‬بيت االقتص ‪++‬ادي والتع ‪++‬ديل الهيكلي وه ‪++‬و م ‪++‬ا س ‪++‬نتطرق إلي ‪++‬ه في الفص ‪++‬ل‬
‫الموالي‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫بس‪++‬ام حج‪++‬از‪" ،‬العالق‪++‬ات االقتص‪++‬ادية الدولي‪++‬ة ‪ ،‬المؤسس‪++‬ة الجامعي‪++‬ة للدراس‪++‬ات والنش‪++‬ر والتوزي‪++‬ع‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫لبنان‪،2003 ،‬‬
‫بش‪++‬ار محم‪++‬ود قبالن ‪ " ،‬أث‪++‬ر سياس‪++‬ات البن‪++‬ك ال‪++‬دولي على التنمي‪++‬ة االقتص‪++‬ادية والسياس‪++‬ية ‪ ،‬عم‪++‬اد‬ ‫‪.2‬‬
‫الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2008 ،‬‬
‫بودربال ‪++‬ة رفي ‪++‬ق ‪ ،‬دور ص ‪++‬ندوق النق ‪++‬د ال ‪++‬دولي في إدارة المديوني ‪++‬ة الخارجي ‪++‬ة الجزائري ‪++‬ة‪ ،‬دراس ‪++‬ة‬ ‫‪.3‬‬
‫حالة الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجيستير في العلوم االقتصادية (غ‪++‬ير‬
‫منشورة‪ ،‬تخصص نقود وتمويل جامعة بسكرة‪،2006 ،‬‬
‫ال‪++‬دليمي‪ ،‬ك‪++‬ور سياس‪++‬ة المؤسس‪++‬ات االقتص‪++‬ادية والمالي‪++‬ة الدولي‪++‬ة على اقتص‪++‬اديات البل‪++‬دان النامي‪++‬ة‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الح ‪++ +‬وار المتم ‪++ +‬دن‪ ،‬الع ‪++ +‬دد ‪ ،4165‬دون ص ‪++ +‬فحة من الموق ‪++ +‬ع‪، http://www.alhewar.org :‬‬
‫تاريخ الزيارة ‪23 : 58 ،2014/12/10‬‬
‫زاي‪++‬دي عب‪++‬د العزي‪++‬ز‪ ،‬ت‪++‬أثير المؤسس‪++‬ات المالي‪++‬ة الدولي‪++‬ة على الوض‪++‬ع االجتم‪++‬اعي في الجزائ‪++‬ر من‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ ، 2005-1989‬رس ‪++ +‬الة ماجس ‪++ +‬تير (غ ‪++ +‬ير منش ‪++ +‬ورة) مقدم ‪++ +‬ة في العل ‪++ +‬وم السياس ‪++ +‬ية والعالق ‪++ +‬ات‬
‫الدولية ‪ ،‬فرع التنظيمات السياسية واإلدارية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،2006‬‬
‫ضياء مجيد‪ ،‬اقتصاديات أسواق المال "‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪،1999 ،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ط‪++‬ارق ف‪++‬اروق الحص‪++‬ري "االقتص‪++‬اد ال‪++‬دولي المكتب‪++‬ة العص‪++‬رية للنش‪++‬ر والتوزي‪++‬ع‪ ،‬جمهوري‪++‬ة مص‪++‬ر‬ ‫‪.7‬‬
‫العربية ‪2010‬‬
‫ع ‪++‬ادل المه ‪++‬دي عولم ‪++‬ة النظ ‪++‬ام االقتص ‪++‬ادي الع ‪++‬المي ومنظم ‪++‬ة التج ‪++‬ارة العالمي ‪++‬ة ‪ ،‬ال ‪++‬دار المص ‪++‬رية‬ ‫‪.8‬‬
‫اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪. 2003 ،‬‬
‫عب ‪++‬د العزي ‪++‬ز ق ‪++‬ادري‪ ،‬ص ‪++‬ندوق النق‪++‬د ال ‪++‬دولي (اآللي ‪++‬ات والسياس ‪++‬ات ‪ ،‬دار هوم ‪++‬ة للنش ‪++‬ر والطباع‪++‬ة‬ ‫‪.9‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2003 ،‬‬
‫علي كنعان‪ ،‬النقود والصيرفة والسياسة النقدية‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪.2012 ،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫غ ‪++‬ازي عب ‪++‬د ال ‪++‬رزاق النق ‪++‬اش التموي ‪++‬ل ال ‪++‬دولي والعملي ‪++‬ات المص ‪++‬رفية الدولي ‪++‬ة "‪ ،‬دار وائ ‪++‬ل للنش ‪++‬ر‬ ‫‪.11‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪، 2006 ،‬‬
‫كريم ‪++‬ة محم ‪++‬د ال ‪++‬زكي‪ ،‬آث ‪++‬ار سياس ‪++‬ة ص ‪++‬ندوق النق ‪++‬د ال ‪++‬دولي على توزي ‪++‬ع ال ‪++‬دخل الق ‪++‬ومي ‪ ،‬منش ‪++‬أة‬ ‫‪.12‬‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،2004 ،‬‬

‫‪27‬‬
‫محسن أحمد الخضيري العولمة االجتياحية"‪ ،‬مجموعة الني‪++‬ل العربي‪++‬ة للنش‪++‬ر والطباع‪++‬ة والتوزي‪++‬ع‪،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫القاهرة‪،2001 ،‬‬
‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬العولمة االجتياحي‪++‬ة‪ ،‬مجموع‪+‬ة الني‪++‬ل العربي‪++‬ة للطباع‪+‬ة والش‪++‬ر والتوزي‪++‬ع‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫القاهرة‪ 2001 ،‬م‬
‫محمد ابراهيم عبد الرحيم ‪" ،‬منظمات اقتصادية دولية في زمن العولمة مؤسسة ش‪++‬باب الجامع‪++‬ة‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫دون طبعة‪ ،‬اإلسكندية‪،2008 ،‬‬
‫محم‪++‬د س‪++‬اكر الع‪++‬ربي‪" ،‬محاض‪++‬رات في االقتص‪++‬اد ال‪++‬دولي"‪ ،‬دار الفج‪++‬ر للنش‪++‬ر والتوزي‪++‬ع‪ ،‬الق‪++‬اهرة‪،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪،2006‬‬
‫محم ‪++‬د س ‪++‬يد عاب ‪++‬د‪" ،‬التج ‪++‬ارة الدولي ‪++‬ة"‪ ،‬مكتب ‪++‬ة اإلش ‪++‬عاع للنش ‪++‬ر والطباع ‪++‬ة والتوزي ‪++‬ع‪ ،‬اإلس ‪++‬كندرية‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪،2001‬‬
‫م‪++‬دني بن ش‪++‬هرة‪ ،‬اإلص‪++‬الح االقتص‪++‬ادى وسياس‪++‬ة التش‪++‬غيل التجرب‪++‬ة الجزائري‪++‬ة"‪ ،‬دار حام‪++‬د للنش‪++‬ر‬ ‫‪.18‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2009 ،‬‬
‫موسى سعيد مطر وخرون "التمويل الدولي‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫نبي‪++‬ل حش‪++‬اد‪ ،‬العولم‪++‬ة ومس‪++‬تقبل االقتص‪++‬اد الع‪++‬ربي ‪ ،‬دار إيجي مص‪++‬ر للطباع‪++‬ة والنش‪++‬ر"‪ ،‬الق‪++‬اهرة‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫‪،2006‬‬
‫هيثم عجام التمويل الدولي"‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2008 ،‬‬ ‫‪.21‬‬

‫‪28‬‬

You might also like