You are on page 1of 21

‫جامعــــــة عمار ثليجــي باألغـــــواط‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬

‫الفــــــــوج ‪. 01 :‬‬ ‫القســـــم‪ :‬العلوم االقتصادية ‪.‬‬

‫‪.‬اقتصاد نقدي‬ ‫مقيــاس ‪:‬‬

‫بحث حـــــول ‪:‬‬

‫إش ـ ــراف األست ـ ــاذ‪:‬‬ ‫‪ ‬إعـ ـ ــداد الطلب ـ ــة‪:‬‬

‫د‪.‬كيرد‬ ‫بساس عبد الرؤوف‬ ‫‪‬‬


‫سليماني عبد الرحمان‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية ‪ 2024 / 2023 :‬م‬


‫خط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة البحث‬

‫مقدمة ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المدرسة النيوكالسيكية ‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬نشأة املدرسة النيوكالسيكية ‪.‬‬


‫املطلب الثاين‪ :‬مبادئ املدرسة النيوكالسيكيةو أسسها‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬رواد ومدارس املدرسة النيوكالسيكية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظرية الكنزيةللمدرسة النيوكالسيكية ‪.‬‬


‫املطلب األول‪ :‬نظرية العمالة عند كينز ‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬نظرية االستثمار و الدخل‬
‫املطلب الثالث ‪:‬نظرية تفضيل السيولة‬

‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬

‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫هي املدرسة النيوكالسيكية‪ ،‬كوهنا وضعت جمموعة من املبادئ اجلديدة اليت متيزت هبا عن ما سبقها من‬
‫املدارس وخاصة املدرسة الكالسيكية‪ ،‬وأهم تلك املبادئ ما تعلق بأفكارها يف اإلدارة‪ .‬وعليه ما هي‬
‫املدرسة النيوكالسيكية؟ وكيف نشأت؟ ‪.‬‬

‫ومن أعم أعالمها؟ وفيما تتميز عن سابقتها من املدارس؟ ‪.‬‬

‫وأخريا ما هي أهم األنتقادات املوجهة هلا؟ ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المدرسة النيوكالسيكية ‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬نشأة المدرسةالنيوكالسيكية ‪.‬‬

‫‪ -‬يعرف االقتصاد النيوكالسيكي بأنه هنج اقتصادي نشأ بعد املدرسة الكالسيكية حيث يركز على كيفية‬
‫عمل األفراد يف االقتصاد‪ ،‬وتعتمد نظريات املدرسة النيوكالسيكية على العرض والطلب لوصف كل من العمليات‬
‫االقتصادية مثل اإلنتاج واالستهالك والتوزيع‪ ،‬كما أن النيوكالسيكية تؤكد أمهية األسس االقتصادية القائمة على‬
‫االقتصاد اجلزئي ولذلك فإهنا جتمع بني نظرية تكلفة اإلنتاج باإلضافة إىل مفهوم تعظيم املنفعة‪ ،‬ومن اجلدير بالذكر‬
‫دمج علماء االقتصاد ألفكار االقتصاد الكلي الكينزية واالقتصاد اجلزئي النيوكالسيكية مما أدى إىل إنتاج‬
‫‪i‬‬
‫نيوكالسيكية تسيطر على التفكري االقتصادي إىل اآلن‪.‬‬

‫‪ -‬بداية الفكر االقتصادي النيوكالسيكي ‪:‬‬

‫أدت التط ‪pp‬ورات االقتص ‪pp‬ادية واالجتماعي ‪pp‬ة يف أواخ ‪pp‬ر الق ‪pp‬رن التاس ‪pp‬ع عش ‪pp‬ر وأوائ ‪pp‬ل الق ‪pp‬رن العش ‪pp‬رين يف توجي ‪pp‬ه اهتم ‪pp‬ام‬
‫االقتصاديني إىل حتليل السلوك االقتصادي(املستهلك املشروع والصناعة) بسبب التقدم االقتص‪p‬ادي وازدي‪p‬اد الرخ‪p‬اء يف‬
‫انكل‪pp‬رتا وفرنس‪pp‬ا ودول غ‪pp‬رب أورب‪pp‬ا‪ ،‬وق‪pp‬د ج‪pp‬اء النيوكالس‪pp‬يك إىل االعتق‪pp‬اد ب‪pp‬أن آلي‪pp‬ة الس‪pp‬وق احلر كفيل‪pp‬ه بتوزي‪pp‬ع املوارد‬
‫االقتصادية وتوجيهها حنو أفضل االستخدامات ‪ ،‬ومثل هذا االجتاه تطورا يف طبيعة التحليل االقتصادي ‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر االقتصاديني النيوكالسيك فان املشكلة اليت تستحق الدراسة هي مسالة عمل نظ‪p‬ام الس‪p‬وق ودوره يف‬
‫توزي ‪pp‬ع املوارد ‪،‬إذ تغ ‪pp‬ري اهليك ‪pp‬ل االقتص ‪pp‬ادي عم ‪pp‬ا ك ‪pp‬ان علي ‪pp‬ه يف أي ‪pp‬ام الكالس ‪pp‬يك ‪ .‬ف ‪pp‬الرتكيز الص ‪pp‬ناعي منا بش ‪pp‬كل كب ‪pp‬ري‬
‫باإلض ‪pp‬افة اىل التغ ‪pp‬ريات يف البيئ ‪pp‬ة االقتص ‪pp‬ادية ف ‪pp‬ان التي ‪pp‬ارات الفكري ‪pp‬ة هي األخ ‪pp‬رى ت ‪pp‬ركت أثاره ‪pp‬ا على اختي ‪pp‬ار القض ‪pp‬ايا‬
‫‪ii‬‬
‫النظرية‪.‬‬

‫وأيضا تعترب املدرس‪p‬ة احلدي‪p‬ة‪ .‬مدرس‪p‬ة كالس‪p‬يكية حديث‪p‬ة (‪ )New Classics‬ولق‪p‬د ظه‪p‬رت على مس‪p‬توى ثالث‬
‫جامعات سنة ‪ 1871‬عن طريق ثالث مفكرين اقتصاديني هم (كارل منجر) بالنمسا صاحب املدرسة النفسية‬

‫و(ليون لراس) يف سويسرا و(ستاليجيفنس) جبامعة كامربجبانكلرتا ‪ ،‬مث تالهم ع‪pp‬دد من املفك‪p‬رين فيم‪p‬ا بع‪pp‬د ‪ ،‬فظه‪pp‬رت‬
‫ه‪pp‬ذه املدرس‪pp‬ة وانطلقت أفكاره‪pp‬ا ‪.‬فض‪pp‬ال عن اوغس‪pp‬تينكورنو االملاين و ي‪.‬ه ف‪pp‬ون ث‪pp‬وين وجوس‪pp‬ني قب‪pp‬ل مارش‪pp‬ال ب‪pp‬اكثر‬
‫من عقدين من الزمن ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ المدرسة النيوكالسيكيةوأسسها‪.‬‬


‫‪ -‬ظهرت النيوكالسيكية يف أواخر القرن التاسع عشر حيث عربت عن فكر اقتصادي جديد يف مضموهنومنهجه وذلك‬
‫بعد أن ظهرت نتائج أحباث ثالثة اقتصاديني يف أماكن خمتلفة دون معرفة أو اتفاق مسبق فيما بينهم وهم ‪:‬‬
‫ستانلي جيفون (‪ )١٨٨٢-١٨٣٥‬وميثل احلدية املنفعية يف مدينة كامربدج يف انكلرتا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫كارل ماجنر (‪ )١٩٢٧-١٨٤٩‬وميثل الصيغة السيكولوجية (النفسية) للحدية يف مدينة فيينا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الراز (‪ )١٩١٠-١٨٣٤‬وميثل احلدية الرياضية يف مدينة لويزان‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫على الرغم من أن البعض يعترب أن النيوكالسيكية (الكالسيكية احلديثة) هي امتداد للمدرسة الكالسيكية من حيث‬
‫مبدأ الليربالية ‪ ،‬ولكن املدرستني ختتلفان يف الواقع من حيث املوضوع واملنهج‪.‬‬

‫‪ -‬و ترى النيوكالسيكية أن علم اإلقتصاد هو علم املفاضالت (اإلختيارات) أي أن النشاط اإلقتصاد يدور حول "‬
‫الغاية –الندرة‪-‬احلاجات"‪ ، iii‬وعلم اإلقتصاد يقوم بدراسة وحتليل كيف جيب أن يتصرف الفرد بشكل يساعده على‬
‫استخدام الوسائل احملدودة‪.‬‬

‫‪-‬فإذا كان الفرد منتج جيب دراسة كيفية التصرف ليصل هذا الفرد ألقصى ربح ممكن من جراء مزج جمموعة من‬
‫عوامل األنتاج‪،‬وإذا كان الفرد مستهلك جيب دراسة كيفية الوصول إىل أقصى تلبية حلاجاته باستعمال ميزانية معينة‪.‬‬

‫اتبعت النيوكالسيكية منهج (املنطق احلدي) الذين يقوم على األستمرارية يف تطور الظواهر األقتصادية حيث يتم عن‬
‫طريق عملية جتريدية جتزئة الظواهر وحتويلها إىل متغريات متتالية وباستعمال الرياضيات ميكن الوصول إىل النتائج ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبادئ النيوكالسيكية (الكالسيكية الحديثة)‪:‬‬

‫‪ - 1‬هتتم املدرسة النيوكالسيكية باملسائل اإلقتصادية اخلاصة بسلوك األفراد (املستهلك أو املؤسسة) الذين يسلكونه‬
‫حنو تعظيم منافعهم حتت ظروف معينة كما اهتمامها باملسائل الكلية للظواهر اإلقتصادية (اإلنتاج‪-‬الرتاكم–‬
‫‪iv‬‬
‫التوزيع)‪ ،‬وهنا نالحظ اختالفها عن املدرسة الكالسيكية اليت اهتمت وعاجلت الظواهر اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪ - 2‬كانت املدرسة الكالسيكية هتتم برتاكم رأس املال ألهنم كانوا يفكرون بضرورة النمو اإلقتصادي (جتديد‬
‫اإلنتاج) ما يعين أنه كان لديهم نظرة ديناميكية‪ ،‬بينما املدرسة النيوكالسيكية هتتم مبفهوم التوازن يف إطار ساكن‬
‫أكثر إن التوازن يكون عام (شامل) أين يتحقق تساوي العرض والطلب يف مجيع األسواق ( سوق السلع‪-‬سوق‬
‫اخلدمات‪-‬سوق العمل…اخل) مما يؤكد الرتابط بني األسواق أو يكون توازن جزئي (العرض=الطلب) على سلعة‬
‫‪v‬‬
‫حمددة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسس المدرسة النيوكالسيكية (الكالسيكية الحديثة)‪:‬‬

‫‪ - 1‬يرى الكالسيكيون أن املنفعة األوىل من استخدام سلعة أكرب من املنفعة الثانية بالنسبة للمستهلك واملستهلك‬
‫يسعى لتحقيق أقصى اشباع حلاجاته باستخدام ميزانية حمددة ‪ ،‬وهذا ما يعتربونه ظاهرة تتوقف على الفرد املستهلك‬
‫(ظاهرة ذاتية) ” مثال عن املنفعة احلدية ‪ :‬شخص ما يشعر بالعطش فإن أول كوب ماء يقوم بشربه ميثل منفعة أكرب‬
‫من املنفعة اليت ميثلها الكوب الثاين أو الثالث…إخل“‪.‬‬

‫‪ - 2‬البحث احلدي يقوم على معرفة معطيات آخر وحدة ‪ ،‬فالسعر احلدي هو سعر آخر وحدة منتجة واألجر‬
‫احلدي هو أجر آخر عامل والرأس املال احلدي هو آخر رأس مال قد مت‪.‬‬

‫‪ -3‬يعتمد النيوكالسيكيون على الرياضيات يف حتليالهتم اإلقتصادية‪ .‬ومن أهم املفكرين احلديني ‪:‬‬

‫جون ستوارت ميل (‪ )1873-1806‬هو مفكر إنكليزي‪ ،‬من أهم مؤلفاته‪ :‬احملاوالت اخلمس وكتابه اإلقتصاد‬
‫السياسي الذي أصدره عام ‪ 1844‬ومن أفكاره‪:vi‬‬

‫‪ -A‬قانون العرض والطلب ‪.‬‬

‫‪ -B‬قانون القيمة ‪.‬‬

‫‪ -C‬قانون األجور الذي ينقسم إىل قسمني ‪:‬‬

‫‪ C-1‬ثابت ‪ :‬يتمثل يف األجور املتداولة واملخصصة للعمال ‪.‬‬


‫‪vii‬‬
‫‪ C-2‬متغري ‪ :‬يتمثل بعدد العمال ‪ ،‬بالتايل األجر يتغري حسب عدد العمال (قوة العمل)‪.‬‬

‫إن األفكار اليت جاءت هبا املدارس (النظريات) السلوكية والتقليدية تعترب هي األساس الذي ساعد وأدى إىل‬
‫نشوء وتطور الفكر اإلقتصادي احلديث ‪ ،‬حيث كانت التناقضات بني هذه اإلجتاهات وتعارض أفكارها أو حىت‬
‫التوافق فيما بينها مبثابة احملرض واملشجع للبحث عن نظرية كاملة جتتمع فيها كافة املتغريات اإلقتصادية اليت تتداخل‬
‫يف عالقات داخلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪. viii‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬رواد ومدارس المدرسة النيوكالسيكية‪.‬‬

‫تعترب هذه املدرسة امت‪p‬دادا للمدرس‪p‬ة الكالس‪p‬يكية‪ ،‬ألهنا ت‪p‬ؤمن باللبريالي‪p‬ة كمنط‪p‬ق للنش‪p‬اط االقتص‪p‬ادي‪ ،‬و لكنه‪p‬ا ختتل‪p‬ف‬
‫عنه ‪pp‬ا يف نقط‪pp‬تني مهم‪pp‬تني أال و مها ‪ :‬يف طريق ‪pp‬ة التحلي‪pp‬ل و نظري‪pp‬ة القيم‪pp‬ة ‪.‬و لق ‪pp‬د ظه ‪pp‬رت ه ‪pp‬ذه املدرس‪pp‬ة على مس‪pp‬توى‬
‫ثالث جامع‪pp p‬ات س‪pp p‬نة ‪ .1871‬و ه‪pp p‬ذا عن طري‪pp p‬ق ثالث مفك‪pp p‬رين اقتص‪pp p‬اديني و هم ‪ :‬ك‪pp p‬ارل م‪pp p‬اجنر بالنمس‪pp p‬ا‪Carl‬‬
‫‪-Menger‬و" ول‪pp p‬راس‪WALRAS-‬يف ل‪pp p‬وزان بسويس‪pp p‬را و"س‪pp p‬تاليجيفنس‪Jevons Stanlay -‬بك‪pp p‬امربدج‬
‫ب ‪pp‬اجنلرتا ‪.‬مث تالهم ع ‪pp‬دد من املفك ‪pp‬رين فيم ‪pp‬ا بع ‪pp‬د‪ ،‬و من املب ‪pp‬ادئ ال ‪pp‬يت انطلقت منه ‪pp‬ا ه ‪pp‬ذه املدرس ‪pp‬ة ميكن اإلش ‪pp‬ارة إلىم ‪pp‬ا‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬يعت ‪pp‬رب احلديون أن قيم ‪pp‬ة املواد تتح ‪pp‬دد من خالل منفعته ‪pp‬ا و ليس من خالل العم ‪pp‬ل املنف ‪pp‬ق من أج ‪pp‬ل إنتاجه ‪pp‬ا‪ ،‬مبع ‪pp‬ىن‬
‫آخر‪ ،‬أن قيمة سلعة تزيد عن قيمة سلعة أخ‪p‬رى‪ ،‬ألن منفعته‪p‬ا بالنس‪p‬بة للمس‪p‬تهلكني أك‪p‬رب من الس‪p‬لعة أو املادة الثاني‪p‬ة و‬
‫العكس صحيح ‪.‬إذن‪ ،‬فان قيمة املواد تتحدد استنادا إىل النيوكالسيك‪ ،‬مبنفعتها احلدية ال بالعمل‪.‬‬

‫و املنفعة احلدية بالنسبة هلم‪ ،‬هي املنفع‪p‬ة املرتتب‪p‬ة عن اس‪p‬تهالك آخ‪p‬ر وح‪p‬دة من الس‪p‬لعة املس‪p‬تهلكة‪ ،‬و ه‪p‬ذه املنفع‪p‬ة ختض‪pp‬ع‬
‫للتن‪pp‬اقص‪.‬ونش‪pp‬ري إىل أن ه ‪pp‬ذه املنفع ‪pp‬ة تتح‪pp‬دد بن‪pp‬درة الس‪pp‬لعة حمل االعتب‪pp‬ارو ق‪pp‬د اس‪pp‬تطاعت النظري‪pp‬ة احلدي‪pp‬ة‪،‬اعتم‪pp‬ادا على‬
‫‪ix‬‬
‫مفهوم الندرة أن تفسر ملاذا تنخفض قيمة املاء و اهلواء و الشمس مثال‪ ،‬رغم ارتفاع قيمها االستعمالية‪.‬‬

‫‪ -‬ه‪pp‬ذه املدرس‪pp‬ة لألس‪pp‬لوب احلدي يف البحث االقتص‪pp‬ادي‪ ،‬و لق‪pp‬د اس‪pp‬تعمل ريك‪pp‬اردو ه‪pp‬ذا األس‪pp‬لوب قب‪pp‬ل احلديني يف‬
‫نظريته املعروفة " بالريع‪ ." la rente -‬حبيث أعترب أن األرض احلدية‪ ،‬أو آخر أرض مس‪p‬تغلة هي مص‪p‬در الري‪p‬ع‪ ،‬أي‬
‫يتعل‪p‬ق البحث احلدي مبعرف‪p‬ة معطي‪p‬ات الوح‪p‬دات األخ‪p‬رية‪ ،‬مث‪p‬ال على ذل‪p‬ك عن‪p‬دما نق‪pp‬ول األج‪p‬ر احلدي‪ ،‬فه‪pp‬و أج‪p‬ر آخ‪p‬ر‬
‫عمل‪ ،‬و عندما نقول السعر احلدي‪ ،‬فنقصد به‪ ،‬سعر آخر وحدة ‪.‬‬

‫‪ -‬التحلي ‪pp‬ل احلدي يتم يف إط ‪pp‬ار اقتص ‪pp‬اد جمرد‪ ،‬بعي ‪pp‬د عن احلي ‪pp‬اة العادي ‪pp‬ة و ال ‪pp‬ذي ينطب ‪pp‬ق على جمتم ‪pp‬ع اقتص ‪pp‬ادي أو رج ‪pp‬ل‬
‫اقتص‪pp‬ادي‪ ،‬خاض‪pp‬ع ألحك‪pp‬ام و ق‪pp‬وانني عقالني‪pp‬ة‪ ،‬ال‪pp‬يت تدفع‪pp‬ه للقي‪pp‬ام بتص‪pp‬رفات يومي‪pp‬ة قص‪pp‬د املص‪pp‬لحة الشخص‪pp‬ية‪ ،‬أو مبع‪pp‬ىن‬
‫آخر‪ ،‬ذلك الرجل االقتصادي الذي يسعى لتحقيق أكرب نفع ببذل أقل جهد‪ ,‬و يعمل يف إطار املنافسة التامة ‪.‬‬

‫‪ -‬استعمال احلديني للرياضيات يف حتليلهم‪ ،‬حيث كانوا أول من استعمل نظرية االقتص‪pp‬ادي الفرنس‪pp‬ي " كورن‪pp‬و" س‪pp‬نة‬
‫‪ 1838‬و اليت جاءت يف أحد كتبه املعنون " املبادىء الرياضية لنظرية الثروات "‪.‬‬

‫و ميكن دراسة تطور أفكار و آراء املدرسة النيوكالسيكية[ احلدي‪p‬ة ]‪ ،‬من خالل آراء أك‪p‬رب رواده‪pp‬ا أو اجتاهاهتا و ع‪pp‬ل‬
‫رأسهم‪:‬‬
‫‪x‬‬
‫‪.1‬المدرسة النمساوية‪-‬كارل مانجر‪:‬‬

‫‪-‬تتميز ه‪p‬ذه املدرس‪p‬ة برفض‪p‬ها ك‪p‬ل التحالي‪p‬ل ال‪p‬يت ج‪p‬اء هبا الكالس‪p‬يك‪ .‬و لق‪p‬د اش‪p‬تهر من بني املؤلفني ال‪p‬ذين ينتم‪p‬ون إىل‬
‫هذه املدرسة النمساوية ثالثة أمساء و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬كارل منجر‪Carl Menge :‬اهتم ه‪p‬ذا املفك‪p‬ر يف دراس‪p‬اته ال‪p‬يت ص‪p‬درت يف فيين‪p‬ا س‪p‬نة ‪ 1871‬بنظري‪p‬ة اخلريات‬
‫و نظرية القيمة‪ ،‬فهو يرى أن اخلريات ال ميكن أن يكون هلا وجود ملموس‪ ،‬اال اذا قابلتها منفعة أو حاجة بشرية هلا‪.‬‬

‫و من ه‪pp‬ذا املنطل‪pp‬ق فه‪pp‬و يقس‪pp‬م اخلريات إىل قس‪pp‬مني‪ :‬خ‪pp‬ريات ح‪pp‬رة [ جماني‪pp‬ة ] ك‪pp‬اهلواء‪ ،‬و خ‪pp‬ريات اقتص‪pp‬ادية [ مربوط‪pp‬ة‬
‫بقيمة ] كالسلع ‪،‬أما قيمة هذه اخلريات فتقاس حسب رأيه حسب درجة األمهية اليت يعطيها املستهلك ‪.‬‬

‫‪ -‬بــون بــافرك "‪:"BohmBawerk‬اس ‪pp‬تعمل نفس الطريق ‪pp‬ة ال ‪pp‬يت اس ‪pp‬تعملها " م ‪pp‬اجنر"‪ ،‬و لكن ‪pp‬ه رك ‪pp‬ز أك ‪pp‬ثر على‬
‫نظرية املنظم‪ ،‬حيث اعترب هذا األخري مبثابة حمور النمو االقتصادي و قائد التقدم البشري‪ .‬نظرا ملا يتمتع به هذا املسري‬
‫من خص‪pp‬ال شخص‪pp‬ية‪ .‬و يف ه‪pp‬ذا اإلط‪pp‬ار‪ ،‬تط‪pp‬رق "ب‪pp‬وم ب‪pp‬افراك" إىل ض‪pp‬رورة التفرق‪pp‬ة بني ال‪pp‬ربح و الفائ‪pp‬دة على أس‪pp‬اس أن‬
‫‪xi‬‬
‫الربح عائد خاص بالتنظيم‪ .‬أما الفائدة فهي عائد خاص بالرأمسال‪.‬‬

‫‪-‬فون فيزر ‪:::VON WISER‬‬

‫‪ -‬اهتم باإلنتاجية احلدية لعوام‪p‬ل االنت‪p‬اج‪ ،‬أي انت‪p‬اج آخ‪p‬ر وح‪p‬دة مس‪p‬تعملة من رؤوس األم‪p‬وال ‪ ،‬كالعم‪p‬ل‪ ،‬مثال معرف‪p‬ة‬
‫قيمة هذه االنتاجية شىء ضروري‪ ،‬ألنه مبعرفة نسبة كل عامل من عوامل االنتاج داخل كل انتاج ‪.‬‬

‫‪.2‬مدرسة لوزان‪:‬ليون ولراس‪::Léon Walras xii‬‬

‫تتمث‪pp‬ل ه‪pp‬ذه املدرس‪pp‬ة يف أعم‪pp‬ال املفك‪pp‬رين االقتص‪pp‬اديني "لي‪pp‬ون ول‪pp‬راس‪ "Léon Walras-‬فرنس‪pp‬ي األص‪pp‬ل و االيط‪pp‬ايل‬
‫"فيلفريدبريتو‪."Vilfredo Pareto-‬‬

‫· ليون ولـراس –‪:Léon Walras‬اش‪pp‬تهر ه‪pp‬ذا املفك‪pp‬ر بع‪pp‬دة أعم‪pp‬ال‪ ،‬أش‪pp‬هرها ‪ :‬نظري‪pp‬ة املبادل‪pp‬ة و القيم‪pp‬ة و نظري‪pp‬ة‬
‫ح ‪pp‬ول الت ‪pp‬وازن الع ‪pp‬ام ‪.‬فيم ‪pp‬ا خيص نظريت ‪pp‬ه األوىل‪ ،‬فان ‪pp‬ه يعت ‪pp‬رب أن املبادل ‪pp‬ة تنش ‪pp‬أ عن ت ‪pp‬داخل بني ظ ‪pp‬اهرة الن ‪pp‬درة و ظ ‪pp‬اهرة‬
‫املنفع‪pp‬ة‪ ،‬أو مبع‪pp‬ىن آخ‪pp‬ر‪ ،‬ف‪pp‬ان الظ‪pp‬اهرتني تلعب‪pp‬ان دورا هام‪pp‬ا يف حتدي‪pp‬د قيم‪pp‬ة املادة‪ ،‬كم‪pp‬ا ي‪pp‬رى أيض‪pp‬ا أن احملي‪pp‬ط االقتص‪pp‬ادي‬
‫عبارة عن سوق كبرية يتوسطه أو يسريه املنظمون الذين يش‪pp‬رتون خ‪pp‬دمات اإلنت‪pp‬اج [ فالح‪p‬ون‪{ ،‬رأمساليون‪ ،‬عم‪pp‬ال]‪،‬‬
‫أن من خالل ه‪pp p‬ذا التعام‪pp p‬ل العف‪pp p‬وي أو التلق‪pp p‬ائي هلذا النش ‪pp‬اط حيدث الت ‪pp‬وازن الع‪pp p‬ام ‪.‬ه‪pp p‬ذا ب ‪pp‬الطبع‪ ،‬من خالل ت ‪pp‬دخل‬
‫حمددات السوق و املتمثلة يف العرض و الطلب ‪.‬‬

‫‪ .3‬مدرسة كامبردج "ستانلي جيفنس‪Stanlay Jevonsxiii:‬‬

‫‪ -‬يع ــد "س ــتانلي جيفنس‪: Stanlay Jevons‬من الكت ‪pp‬اب النيوكالس ‪pp‬يك [ احلديني ] الثالث ‪pp‬ة ال ‪pp‬ذين دش ‪pp‬نوا‬
‫بدراستهم املدرسة احلدية ‪ .‬و لقد انتقد الكالسيكيني املاركسيني يف قوهلم أن مصدر القيمة هو العمل ‪.‬‬

‫كم‪pp‬ا يع‪pp‬د "ألفري‪pp‬د مارش‪pp‬ال‪Alfred Marshall-‬من أك‪pp‬رب و أنض‪pp‬ج املفك‪pp‬رين احلديني‪ ،‬ألن‪pp‬ه اس‪pp‬تطاع أن جيم‪pp‬ع يف‬
‫فرض‪pp‬ية واح‪pp‬دة ك‪pp‬ل م‪pp‬ا ج‪pp‬اء ب‪pp‬ه الكالس‪pp‬يك و النيوكالس‪pp‬يك‪ .‬حبيث أهتم بقض‪pp‬ية األس‪pp‬عار و القيم‪pp‬ة ‪ .‬فجم‪pp‬ع بني فك‪pp‬رة‬
‫الكالس‪pp‬يكيني و احلديني‪ .‬ف‪pp‬األولون ق‪pp‬الوا ‪ :‬أن القيم‪pp‬ة حتدد على أس‪pp‬اس كلف ‪pp‬ة اإلنت‪pp‬اج‪ ،‬أي على أس‪pp‬س موض ‪pp‬وعية‪ .‬و‬
‫اآلخ ‪pp‬رون ق ‪pp‬الوا‪ ،‬أن مص ‪pp‬درها ه ‪pp‬و املنفع ‪pp‬ة‪ ،‬أي أن تتح ‪pp‬دد على أس ‪pp‬س ذاتي ‪pp‬ة‪ .‬أم ‪pp‬ا " مارش ‪pp‬ال" ‪،‬فان ‪pp‬ه ي ‪pp‬رى أن لكلت ‪pp‬ا‬
‫الظاهرتني‪ ،‬دورا يف حتديد القيمة‪ ،‬أو ب‪p‬األحرى‪ ،‬ه‪p‬ل التك‪p‬اليف هي ال‪p‬يت حتدد الس‪p‬عر مبف‪p‬رده‪ ،‬أم املنفع‪p‬ة هي ال‪p‬يت حتدده‬
‫مبفردها‪ .‬و لكن بالتأكيد‪ ،‬أن كليهما يساهم بقسط يف حتديد السعر ‪.‬‬

‫و لتوض‪pp‬يح ه‪pp‬ذه النقط‪pp‬ة بص‪pp‬فة أك‪pp‬ثر دق‪pp‬ة‪ ،‬جيدر الق‪pp‬ول أن حتدي‪pp‬د الف‪pp‬رتة ل‪pp‬ه دور معت‪pp‬رب يف معرف‪pp‬ة أي عام‪pp‬ل من ه‪pp‬ذين‬
‫العاملني له تأثري يف حتديد السعر‪.‬أما يف املرحلة اليت تكون فيها الفرتة طويلة‪ ،‬فتلعب التكلفة الدور األساسي يف حتديد‬
‫السعر‪ ،‬نتيجة لتغري املعطيات التقنية و ظهور تقنيات جديدة تساعد على التقليل من التكاليف‪ ،‬الشىء الذي جيعل‬

‫الع‪pp‬رض العنص‪pp‬ر األول يف حتدي‪pp‬د الس‪pp‬عر ‪.‬كم‪pp‬ا اس‪pp‬تطاع "ألفري‪pp‬د مارش‪pp‬ال" أن يق‪pp‬دم لن‪pp‬ا كيفي‪pp‬ة حتدي‪pp‬د الس‪pp‬عر أو األس‪pp‬عار‬
‫ال‪pp‬يت ختتل‪pp‬ف من س‪pp‬وق اىل آخ‪pp‬ر‪ .‬كم‪pp‬ا يع‪pp‬د أول من ق‪pp‬دم نظري‪pp‬ة عام‪pp‬ة لألس‪pp‬عار على أس‪pp‬اس اختالف ه‪pp‬ذه األس‪pp‬واق من‬
‫أسواق تكثر فيها املنافسة‪ ،‬اىل أسواق تتميز بالصبغة االحتكارية [ املنحصرة ]‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬النظرية الكنزية للمدرسة النيوكالسيكية ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظرية العمالة عند كينز‪.‬‬

‫مل ينشغل الكالسيك إال بوضع واحد من األوضاع املتصورة بالنسبة ملستوى النشاط االقتصادي وذلك هو وضع‬
‫العمالة الكاملة لقوى اإلنتاج البشرية واملادية‪ .‬ومن هنا قيل أن نظريتهم جزئية‪ ،‬إذ هي جتاهلت األوضاع األخرى‬
‫اليت تعرف مستويات للنشاط االقتصادي أدىن من مستوى العمالة الكاملة‪ .‬أما كينز فيهدف إىل بناء نظرية عامة‬
‫حتتوي كل الفروض املمكنة بالنسبة ملستوى النشاط االقتصادي‪ .‬باعتبار أن العمالة ميكن أن تتحدد عند مستويات‬
‫خمتلفة ومن بينها مستوى العمالة الكاملة‪ .‬ومن هنا جاءت تسميته لنظريته بأهنا العامة يف العمالة والدخل‪.‬‬
‫وقد يكون من املفيد أن نرى من اآلن املبدأ األساسي لنظرية كينز املسمى مببدأ الطلب الفعال‪.xiv‬‬

‫ومؤدى هذا املبدأ ‪:‬‬


‫‪ -‬أن العمالة الكلية تتوقف على الطلب الكلي (أي على جمموع الطلب على كل أنواع السلع واخلدمات)‪.‬‬
‫‪ -‬تنتج البطالة (وتعطل الطاقة املادية) عن عدم كفاية الطلب الكلي ‪.‬‬
‫‪ -‬مع زيادة حجم العمالة يرتفع مستوى الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬مع زيادة الدخل احلقيقي للجماعة يزيد االستهالك كذلك‪ ،‬وإمنا بأقل من الزيادة يف الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬مبا أن الدخل يستخدم يف شراء السلع االستهالكية والسلع االستثمارية يتعني‪ ،‬لكي يكون لدينا طلبا كافيا‬
‫لتحقيق الزيادة يف العمالة‪ ،‬أن يزيد االستثمار زيادة تكون مساوية للفرق بني الدخل وبني الطلب على االستهالك‪.‬‬
‫لفهم هذا املبدأ العام يتعني وضعه يف إطار نظرية كينز‪ ،‬ونقدمها يف مرحلة أوىل عن طريق إلقاء نظرة شاملة عليها‪.1‬‬
‫يتحدد مستوى العمالة (أو اإلنتاج أو الدخل)‪ ،‬عند كينز‪ ،‬بتالقي العرض الكّلي والطلب الكّلي‪ ،‬أو بتالقي ما يسميه‬
‫كينز بداّلة العرض الكلي وداّلة الطلب الكّلي‪ .‬وصفة "كّلي" تعين أن األمر يتعلق باالقتصاد القومي يف جمموعه‪،‬‬
‫أي لكّل ما يعرض من ناتج وكل ما ُيطلب من ناتج‪.‬‬

‫بالنس‪p‬بة للع‪p‬رض الكّلي‪ ،‬ينتج املنظم‪p‬ون (يف ك‪p‬ل االقتص‪p‬اد الق‪p‬ومي) من أج‪p‬ل ال‪p‬بيع وحتقي‪p‬ق ال‪ّp‬ر بح النق‪p‬دي‪ .‬وإذا م‪p‬ا‬
‫توّقع ‪pp‬وا (والتوقع ‪pp‬ات تلعب دورا حيوي ‪pp‬ا يف النظ ‪pp‬ام النظ ‪pp‬ري لكي ‪pp‬نز) حتقي ‪pp‬ق إي ‪pp‬رادات يف ف ‪pp‬رتة مس ‪pp‬تقبلة(عن ‪pp‬دما ي ‪pp‬بيعون‬
‫منتجاهتم) يقدمون على اإلنفاق على املدخالت املختلفة املستخدمة يف عملية اإلنتاج وعلى األخّص على ش‪pp‬راء الق‪ّp‬و ة‬
‫العامل‪pp‬ة‪ .‬ومن ّمث ميكن الق‪pp‬ول أنّ ك‪ّp‬ل مس‪pp‬توى من مس‪pp‬تويات اإلي‪pp‬رادات املتوقع‪pp‬ة يقابل‪pp‬ه مس‪pp‬توى من اس‪pp‬تخدام املوارد‪،‬‬
‫أي من العمالة‪ .‬وعليه يكون لدينا نوع من العالقة املنتظمة بني عدد العم‪p‬ال ال‪p‬ذين ي‪p‬رغب املنظم‪p‬ون يف تش‪p‬غيلهم (ع)‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫واإلي‪p‬رادات الكلي‪p‬ة ال‪p‬يت يتوقعوهنا‪ .‬ه‪pp‬ذه العالق‪p‬ة تس‪ّp‬م ى داّلة الع‪pp‬رض الكّلي‪ :‬وهي تق‪pp‬ول لن‪p‬ا أّن مس‪p‬توى العمال‪p‬ة يتح‪p‬دد‬
‫كدالة لإليرادات املتوقعة ‪.‬‬

‫بالنس‪pp‬بة للطلب الكلي‪ ،‬إذا ك‪pp‬انت اإلي‪pp‬رادات املتوقع‪pp‬ة حتدد ق‪pp‬رارات التش‪pp‬غيل‪ ،‬ف‪pp‬إن ه‪pp‬ذه األخ‪pp‬رية ت‪pp‬ؤدي إىل إنت‪pp‬اج س‪pp‬لع‬
‫وخ ‪pp‬دمات وتك ‪pp‬ون مناس ‪pp‬بة خلل ‪pp‬ق ت ‪pp‬دفقات نقدي ‪pp‬ة ت ‪pp‬ذهب ألص ‪pp‬حاب عناص ‪pp‬ر اإلنت ‪pp‬اج‪ :‬ت ‪pp‬دفقات من األج ‪pp‬ور النقدي ‪pp‬ة‪،‬‬
‫هذه التدفقات النقدية متثل دخول أصحاب عناصر اإلنتاج‪.1‬‬

‫وهي دخ‪pp p‬ول ميكن إنفاقه‪pp p‬ا على ش‪pp p‬راء الس‪pp p‬لع واخلدمات االس‪pp p‬تهالكية والس‪pp p‬لع واخلدمات االس‪pp p‬تثمارية‪ .‬وعلي‪pp p‬ه‬
‫خيص‪pp‬ص ج‪pp‬زء من ه‪pp‬ذه ال‪pp‬دخول بواس‪pp‬طة األف‪pp‬راد لش‪pp‬راء الس‪pp‬لع االس‪pp‬تهالكية ويس‪pp‬مى الطلب اخلاص على االس‪pp‬تهالك‬
‫بصفة عامة‪ .‬كّلما كان حجم العمالة كبريا كلما زاد الدخل وكلما زاد طلب األفراد على السلع االس‪p‬تهالكية‪ .‬ج‪p‬زء‬
‫آخر من الدخول خيصصه األفراد لشراء السلع االستثمارية وميثل طلبا خاصا على االستثمار‪ .‬ويذهب ج‪pp‬زء ث‪pp‬الث من‬
‫ال ‪pp p‬دخول إىل الدول ‪pp p‬ة (إم ‪pp p‬ا مباش ‪pp p‬رة أو عن طريق ‪pp p‬ة الض ‪pp p‬رائب واالق ‪pp p‬رتاض من األف ‪pp p‬راد) تس ‪pp p‬تخدمه يف ش ‪pp p‬راء الس ‪pp p‬لع‬
‫االستهالكية والسلع االستثمارية ويسمى الطلب العام على االستهالك واالستثمار‪.2‬‬

‫وال ميكن أن يكون مستوى العمالة الذي حتدده نقطة التوازن أعلى من مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬أي أعلى من‬
‫العمالة اليت تتحقق باستخدام كل القوة العاملة والقوة املادية املوجودة حتت تصرف املنظمني يف الزمن القصري‪ .‬وإمنا‬
‫ليس هناك يف االقتصاد الرأمسايل ما حيول دون أن يكون مستوى العمالة الذي حتدده نقطة التوازن عند مستوى أقل‬
‫من مستوى العمالة الكاملة‪ .‬ذلك أن الطلب الفعال الذي حيقق العمالة الكاملة هو حالة خاصة متثل الوضع األمثل‪،‬‬
‫فإذا ما كان الطلب الفعال غري كاف لتحقيق هذا الوضع األمثل فمن املمكن أن يتحقق التوازن عند مستوى للعمالة‬
‫يرتك جزاءا من القوة العاملة املتاحة يف حالة بطالة عند مستوى األجور احلقيقية املوجود‪ .‬هنا يكمن جوهر نظرية‬
‫كينز‪.‬‬

‫ويرى كينز أن زيادة الدخل ال متتص بأكملها لزيادة اإلنفاق على االستهالك يف االقتصاديات الرأمسالية‬
‫املتقدمة‪ .‬أي أن امليل احلدي لالقتصاد يف جمموعه يكون دائما أقل من الواحد الصحيح‪ .‬باإلضافة لذلك يعترب كينز‬
‫هذا امليل احلدي لالستهالك مستقرا يف الزمن القصري‪.3‬‬

‫أما بالنسبة لطلب األفراد على االستثمار‪ ،‬فتتوقف قرارات االستثمار على توقعات الربح‪ .‬هذه التوقعات ترتكز على‬
‫تقديرات األفراد املستثمرين فيما خيص حالة األعمال يف املستقبل‪ .‬وعليه يتميز الطلب على االستثمار‪ ،‬يف ارتكازه‬
‫على هذه التوقعات الفردية‪ ،‬بأنه طلب غري مستقر‪ .‬هذا الطلب يتوقف على الدافع لالستثمار‪ .‬هذا الدافع لالستثمار‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حممد دويدار‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪. 233-232‬‬
‫‪ .3‬حممد دويدار‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪،‬ص‪. 234‬‬
‫يتوقف بدوره‪ ،‬من وجهة نظر من يتخذ قرارات االستثمار‪ ،‬على العالقة بني‪:‬‬
‫*سعر الفائدة‪ ،‬الذي يتعني على املستثمر أن يدفعه إذا ما اقرتض رأس املال النقدي ليقوم باالستثمار‪ ،‬وذلك الذي‬
‫حيصل عليه إذا ما وظف رأمساله النقدي يف استثمار حيصل منه على صكوك دائنة‪ .‬ويعترب كينز سعر الفائدة ظاهرة‬
‫نقدية حبتة‪ ،‬ويتحدد عنده بتالقي الطلب على النقود وعرض النقود‪.‬‬
‫*وبني ما يسميه كينز بالكفاءة احلدية لرأس املال‪ ،‬اليت تعرب عن العالقة بني جمموع العائد املتوقع من األصل الرأمسايل‬
‫طوال حياته املستقبلة وإمنا مقيما بقيمته احلالية (أي عند البدء يف االستثمار) ومثن شراء هذا األصل‪ ،‬أي الثمن الذي‬
‫يعرض به أو نفقة استبداله‪ .‬هذه الكفاءة احلدية لرأس املال هي سعر اخلصم الذي جيعل القيمة احلالية لسلسلة العائد‬
‫املتوقع طيلة احلياة املستقبلية لألصل الرأمسايل مساوية لثمن شراء هذا األصل‪ ،‬وعليه يتحدد الطلب على االستثمار‬
‫بنوع من املوازنة اليت يقوم هبا املستثمرون بني الكفاءة احلدية لرأس املال وسعر الفائدة‪.‬‬
‫يتحدد مستوى العمالة إذن بفضل تالقي العرض الكلي والطلب الكلي‪ .‬وذلك على أساس افرتاض ثبات األمثان (مبا‬
‫فيها األجور)‪ .‬هذا التالقي حيقق التوازن الذي حيدد مستوى الناتج والدخل‪. 1‬‬

‫هنا يقل مستوى الناتج القومي املتحقق عن املستوى الذي ميكن حتقيقه باستخدام كل القوة العاملة واملوارد املادية‬
‫املوجودة حتت تصرف اجملتمع‪ :‬هذا املستوى أدىن من مستوى العمالة الكاملة‪ .‬وال يتحقق مستوى العمالة الكاملة‬
‫نظرا لعدم كفاية الطلب الكلي الفعال‪ .‬ويظهر الفرق بني الطلب الكلي الفعال املتحقق والعرض الكلي الذي يتوافق‬
‫مع مستوى التشغيل الكامل يف ثغرة انكماشية تنعكس يف صورة بطالة للقوة العاملة وتعّطل للطاقة املادية‪ .‬ولكي‬
‫يتحقق مستوى التشغيل الكامل يتعني زيادة الطلب الكلي إما بزيادة االستهالك(اخلاص والعام)‪ ،‬أو بزيادة االستثمار‬
‫(اخلاص والعام)‪ ،‬أو بزيادهتما معا‪ .‬وكقاعدة عامة ميكن‪ ،‬وفقا لتحليل كينز‪ ،‬زيادة الناتج القومي بزيادة الطلب‬
‫الكلي الفعال دون تغري يف املستوى العام لالمثان طاملا أن االقتصاد القومي مل يصل إىل مستوى العمالة الكاملة ‪.2‬‬

‫وعلى هذا النحو يتحدد مستوى العمالة يف االقتصاد القومي بتالقي العرض الكلي و الطلب الكلي‪ .‬عند نقطة‬
‫التوازن‪ ,‬وهي ليست باحملتم النقطة اليت متثل العمالة الكاملة‪.‬يف نظر كينز ال تثري دالة العرض الكلي إال القليل من‬
‫األفكار غري الشائعة باعتبار أن العرض الكلي يتوقف على الشروط املادية لإلنتاج‪ .‬وعليه ترتكز مسامهة كينز يف‬
‫دراسة دالة الطلب الكلي يقدم عنها مفاهيم جديدة سرعان ما تنتشر لتحتل مكانا خاصا يف الفكر االقتصادي‬
‫األكادميي يف اجملتمعات الغربية‪ ,‬وكذلك كأفكار هتدي السياسة االقتصادية للدولة الرأمسالية يف هذه اجملتمعات‪ ,‬األمر‬
‫الذي يستلزم منا أن نرى هذه املفاهيم بشيء من التفضيل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية االستثمار والدخل‪.‬‬

‫‪/1‬العالقة بين االستثمار واالدخار والدخل‪:‬‬


‫لقد ابتعد "كينز" يف حتليله لنظرية الفائدة عن حتليل التقليديني‪ ،‬فقد عاجل التقليديون هذا املوضوع من مدخل نظرية‬
‫كمية النقود‪,‬أماكينز فمدخله كان الدخل الوطين من حتليله ملفهوم االستثمار‪,‬ولتوضيح العالقة بني االستثمار و‬
‫الدخلو االدخار‪ ,‬نستعمل الرموز التالية‪ )y( :‬الدخل‪ )i(,‬االستثمار‪ )s(,‬االدخار‪ )q(,‬اإلنتاج‪ )c(,‬االستهالك ‪.1‬‬

‫وعليه فنظرية كينز هلذه العالقة تظهر يف املعادلة التالية‪:‬‬


‫الدخل =قيمة اإلنتاج)‪y=q……(1‬‬
‫الدخل=االستهالك‪+‬االستثمار )‪. y=c+i…… (2‬‬
‫االستثمار=الدخل‪-‬االستهالك‪i=y-c…… (3) .‬‬
‫الدخل =االستهالك ‪+‬االدخار‪y=c+s…… (4) .‬‬
‫االدخار =الدخل‪ -‬االستهالك‪s=y-c…… (5) .‬‬
‫ومن املعادلة (‪ )3‬و (‪ )5‬جند االستثمار = االدخار أي‪.s=i :‬‬

‫ومن هذا االستنتاج يتبني أن كينز مل يأت جبديد على حتليل التقليديني حيث سلموا بشيء من الغموض أن االدخار‬
‫الكلي يساوي االستثمار الكلي وعليه بات االختالف بينهم و بني كينز يف األسباب و املتغريات دون النتائج‪.‬‬
‫فأي زيادة يف االدخار تؤدي إىل زيادة يف االستثمار‪,‬إال أن ما أضافه كينز يف نظريته هو البحث عن حتديد من هو‬
‫املتغري التابع‪ ,‬ومن هو املتغري املستقل‪,‬فتوصلت النظرية التقليدية ببداهة مطلقة إىل أن االدخار يؤثر مباشرة يف‬
‫االستثمار‪,‬أماكينز فتوصل إىل عكس ذلك‪,‬فجعل االستثمار هو الذي يؤدي تلقائيا إىل االدخار من خالل ما حيدثه‬
‫االستثمار من تغري يف الدخل عن طريق مضاعف االستثمار‪.2‬‬
‫‪ -1‬مضاعف االستثمار‪:‬‬
‫تقوم نظرية كينز يف مفهومها العام على أن التغري يف كمية النقود‪,‬يؤثر على االستثمار الذي بدوره حيدد‬
‫مستوى الدخل و اإلنتاج و التشغيل‪,‬عن طريق ما يسمى باملضاعف‪.‬‬
‫تقوم هذه الفرضية على أن دالة االستهالك معلومة وحمددة‪,‬وعليه فإن مستوى الدخل سيتوقف على حجم االستثمار‬
‫ومقداره‪.‬فإذا كان االستثمار كبريا(عند مستوى منخفض من سعر الفائدة)‪,‬كان حجم الدخل مرتفعا‪,‬والعكس‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫صحيح إذا كان مستوى االستثمار منخفضا سيكون حجم الدخل منخفضا أيضا‪.‬‬
‫وتفسري ذلك يعود إىل أن االدخار يعد عامال سلبيا‪ ,‬حيث يؤدي إىل نقص حجم الطلب على السلع و اخلدمات‪.‬‬
‫وإذا مل يعوض هدا العامل السليب بالعامل اإلجيايب وهو االستثمار‪,‬فإن الطلب الكلي سيكون أقل من حجم العرض‬
‫الكلي‪,‬فينتج عن ذلك دخول االقتصاد يف دورة انكماشية‪,‬تؤدي إىل اخنفاض مستوى التشغيل و بالتايل الدخل‬
‫الوطين‪.‬‬

‫كما يقصد مبضاعف االستثمار ذلك املعامل العددي الذي يبني مدى الزيادة الكلية يف الدخل الوطين اليت تتولد عن‬
‫حدوث زيادة يف االستثمار‪ .‬ذلك أن امليل احلدي لالستهالك يلعب دورا أساسيا يف حتديد قيمة مضاعف االستثمار‪،‬‬
‫ولتوضيح هذه الفكرة رياضيا نقوم مبا يلي‪:‬‬
‫نرمز ل‪:‬مضاعف االستثمار(‪ ,)T‬الزيادة يف االستثمار(‪ ,)di‬الزيادة يف الدخل(‪ , )dy‬الزيادة يف االستهالك(‪,)dc‬‬
‫وملا كان مضاعف االستثمار يعتمد على امليل احلدي لالستهالك وحيث أن هذا األخري يقاس بنسبة التغري يف‬
‫االستهالك(‪ )dc‬إىل التغري يف الدخل(‪ ،)dy‬ومبا أن العالقة بني املضاعف والعكس صحيح‪ ،‬أي أن املضاعف‬
‫يتناسب عكسيا مع امليل احلدي لالدخار‪.2‬‬
‫وميكن توضيح ذلك كله رياضيا على النحو التايل‪:‬‬
‫مبا أن املضاعف‪dy=T.di…(1) :‬‬
‫)‪T=dy/di…………..(2‬‬
‫و ملا كان‪y=c+i :‬‬
‫فإن‪dy=dc+di………..(3) :‬‬
‫أو‪di=dy-dc………...(4) :‬‬
‫بقسمة طريف املعادلة(‪ )4‬على‪dy‬حنصل على املعادلة التالية‪:‬‬
‫)‪Di/dy=1-dc/dy……….(5‬‬
‫)‪Dy/di=1/(1-dc/dy)……(6‬‬
‫بقسمة ‪ 1‬على كل من طريف املعادلة(‪ )5‬حنصل على املعادلة اآلتية‪:‬‬
‫أي أن مضاعف االستثمار (‪ :)T‬امليل احلدي لالستهالك ‪-T=1/1‬‬
‫وملا كان امليل احلدي لالدخار = ‪ -1‬امليل احلدي لالستهالك‪ ،‬فإن مضاعف االستثمار (‪ :)T‬امليل احلدي لالدخار ‪/‬‬

‫بن علي بلعزوز‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪. 42-41‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ T=1‬أي أن املضاعف يساوي مقلوب امليل احلدي لالدخار‪.‬‬
‫أما إذا كان االستثمار أكرب من االدخار‪,‬فإن حجم اإلنتاج و التشغيل سيكونان متزايدين‪ ,‬أما ا تساوى االدخار و‬
‫االستثمار فإن مستوى التشغيل والدخل (اإلنتاج) سيبقيان يف حالة ثبات ويف مستوى من التوازن‬
‫إذن فكرة املضاعف عند كينز تقوم على مقارنة األحجام النسبية للزيادة النسبية يف االستثمار مع الزيادة الكلية‬
‫النهائية للدخل‪.‬أو بتعبري آخر املضاعف هو عدد املرات اليت تتضاعف هبا الزيادة يف االستثمار بإحداث رد فعل على‬
‫االستهالك مما يؤدي يف النهاية إىل زيادة الدخل الوطين ‪.1‬‬
‫أما نقطة االختالف الثانية بني كينز والتقليديني‪ ،‬يف هذا املوضوع هو أن التقليديني يعتربون االدخار دالة ملتغري سعر‬
‫الفائدة‪ ،‬أما كينز وإن كان ال خيتلف عن التقليديني يف املسميات‪ ،‬ما يقصد به الطلب على االستثمار يشبه متاما ما‬
‫يقصده الكالسيك بالطلب على رأس املال‪ -‬إال أن وجه االختالف يتضح حينما يعاجل امليل لالستهالك وامليل‬
‫لالدخار‪ ،‬فالكالسيك يعتربون سعر الفائدة عامال فعاال وحمددا يف التأثري على االدخار‪ ،‬ولكن هذا التصور والتفسري‬
‫‪2‬‬
‫عند كينز غري صحيح‪ ،‬فافرتاض ثبات الدخل يتعارض متاما مع إمكانية حدوث تغري مستقل لكل من املنحنيني‪.‬‬

‫‪ -2‬العوامل التي تتوقف عليها الكفاية الحدية لرأس المال‪:‬‬

‫تعترب الكفاية احلدية لرأس املال وسعر الفائدة العنصرين األساسيني يف حتديد حجم االستثمار‪ ،‬ومن البديهي أن‬
‫املنظمني ورجال األعمال ال يقومون باختاذ قرار االستثمار إال إذا توقعوا احلصول على عائد مغر حقا‪ ،‬أي أن‬
‫الكفاية احلدية لرأس املال تتوقف أساسا على توقعات أصحاب املشاريع حول مقدار العائد الصايف الذي سيحصلون‬
‫عليه من خالل قيامهم باستثمار معني‪.‬‬
‫وبتعبري آخر جيب أن يكون العائد الذي يتم احلصول عليه من االستثمار األعلى من العائد البديل الذي ميكن أن‬
‫حيصلوا عليه بتوجيه مدخر اهتم إىل استخدامات أخرى كشراء األسهم والسندات هذا من جهة‪ ،‬وأن يكون العائد‬
‫أو الغلة مساوية يف أسوء الظروف لسعر الفائدة من جهة أخرى‪.3‬‬
‫والنتيجة أن املنظم لكي يقبل على االستثمار يف أصل رأمسايل معني فسوف يقوم باملوازنة بني العائد الذي يتوقع أن‬
‫يغله هذا األصل خالل سنوات حياته وبني مثن تكلفه أو ما يتحمله من نفقات حاضرة يف سبيل احلصول عليه يف‬
‫احلال‪ ،‬حيث عن طريق املقارنة بني هاتني القيمتني يتم معرفة مدى كفاءة هذا النوع وذاك من أنواع االستثمار يف‬
‫حتقيق أقصى األرباح‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ .2‬بن علي بلعزوز‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.45-44‬‬


‫‪ .3‬بن علي بلعزوز‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.45-44‬‬
‫وملا كان املستثمر يف أغلب األحيان ال ميلك رأس املال‪ ،‬ولكنه يقوم باقرتاضه‪ ،‬ففي هذه احلالة جيب أن تعطي الغالة‬
‫الصافية املتوقعة من االستثمار الفائدة على رأس املال املقرتض على األقل‪.‬‬
‫فلو افرتضنا أن املنظمة سيمول مشروعات استثمارية باإلقراض ويصدر يف مقابل ذلك سندات حتمل سعر فائدة‬
‫ثابت‪ ،‬فإن العائدة املتوقعة من استثمار وحدة واحدة من رأس املال (الكفاية احلدية لرأس املال ) فال جيب أن تقل‬
‫حبال ما عن سعر فائدة السندات‪ ،‬حيث يكون قرار االستثمار صائبا وسليما‪.‬‬
‫فالكفاية احلدية لرأس املال يقصد هبا‪ ،‬النسبة بني العائد السنوي املتوقع احلصول عليه من سلعة رأمسالية معينة خالل‬
‫مدة حياهتا ككل بعد طرح كافة التكاليف (باستثناء الفائدة)‪ ،‬وبني مثن هذه السلعة الرأمسالية يف الوقت احلاضر‪.‬‬
‫إذا تعرف الكفاية احلدية لرأس املال بأهنا نسبة الغلة املتوقعة من االستثمار يف أصل من األصول إىل مثن عرض هذا‬
‫األصل أو تكلفة إحالله‪.‬‬
‫أما التعريف الدقيق الذي عرف به "كينز" الكفاية احلدية لرأس املال فهو أهنا تعادل سعر اخلصم الذي جيعل القيمة‬
‫‪1‬‬
‫للغالة السنوية املتوقعة من االستثمار يف أصل من األصول مساواة لتكلفة إحالل هذا األصل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نظرية تفضيل السيولة‪:‬‬


‫بدأ كينز حتليله عن السبب الذي ميكن أن يدفع شخصا ما تفضيل حيازة ثروته يف شكل ال حيقق له أي فائدة أو‬
‫عائد بسيط عن حيازهتا يف شكل حيقق له فائدة‪.‬وبإدخال عامل عدم التأكد لسعر الفائدة يف املستقبل‪,‬فإن شكل‬
‫حيازة النقود يكزن له أمهية‪,‬ومن هنا تظهر أمهية تفضيل السيولة يف بناء نظرية جديدة ستكون هلا انعكاسات ذات‬
‫‪2‬‬
‫أمهية بالغة على التحليل النقدي و االقتصادي‪.‬‬

‫وحيدد سعر الفائدة طبقا لعاملي الطلب على النقود و كذلك عرض النقود‪.‬‬
‫أ‪ -‬الطلب على النقود‪:‬‬
‫يقصد كينز بتفضيل السيولة الدوافع اليت حتمل الفرد على االحتفاظ بالثروة يف شكل سائل و يرجع دوافع الطلب‬
‫على النقود إىل ‪3‬أغراض هي‪:‬‬
‫‪ -1‬دافع المعامالت ‪:‬‬
‫ويقصد به توافر السيولة أي النقود من أجل املعامالت اجلارية‪,‬وضرورات احلياة اليومية‪ ,‬ويتوقف هذا الدافع على‬
‫الفرتة الزمنية الالزمة للحصول على الدخل ويزيد الطلب بدافع املعامالت كلما زادت الفرتة و يقل كلما قلت الفرتة‬
‫‪1‬‬
‫بن علي بلعزوز‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪. 41‬‬
‫‪2‬‬
‫ن علي بلعزوز‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪. 48.‬‬
‫الزمنية الالزمة للحصول على الدخل‪ ,‬ومن ناحية أخرى يتوقف على حجم الدخل احملقق‪ ,‬و العالقة طردية بني‬
‫حجم الدخل و الطلب على النقود بدافع املعامالت‪,‬أي عندما يزيد الدخل يزيد اإلنفاق على السلع و اخلدمات‬
‫وبالتايل يزيد الطلب على النقود و العكس صحيح‪.‬‬
‫ومن املمكن أن ننظر إىل هذا الدافع من ناحية املستهلكني و من ناحية املنظمني‪ ,‬فمن ناحية املستهلكني ‪,‬يسمى دافع‬
‫الدخل وهنا يتوقف مقدار احتفاظ املستهلكني بكمية النقود على طول الفرتة الزمنية اليت حيصلون فيها على الدخل‬
‫و العكس صحيح‪ ,‬ومن ناحية أخرى املنظمني و يسمى بدافع التجارة ويعين هذا االحتفاظ بالنقود من أجل القيام‬
‫بعمليات اإلنتاج وتسهيل املعامالت التجارية من دفع أجور العمال وشراء املواد األولية‪,‬وكلها معامالت جارية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ولذلك فإن الطلب على النقود بدافع املعامالت يتوقف على التغري يف أسعار الدخل و ليس التغري يف أسعار الفائدة‪.‬‬

‫‪ -2‬دافع االحتياط‪:‬‬
‫حيث تطلب النقود بدافع االحتياط وبالتايل ميكن استخدام السيولة يف مواجهة النفقات غري املتوقعة مثل خطر‬
‫البطالة‪ ,‬املرض‪ ,‬احلوادث‪ ,‬ويرتبط أساسا دافع االحتياط بالعامل النفسي و الشخصي لألفراد‪ ,‬فنجد أن الشخص‬
‫املتشائم دائما يلجأ إىل االحتفاظ بالنقود لغرض االحتياط ومواجهة الطوارئ‪,‬مثل حاالت املرض أو حاالت الركود‬
‫االقتصادي وبالتايل يف حالة االنتعاش والرواج يقل الطلب على النقود ألغراض االحتياط أما حاالت الكساد فإهنا‬
‫تؤدي إىل زيادة الطلب على النقود ألغراض االحتياط وبالتايل ال يرتبط ذلك بالتغريات يف سعر الفائدة ولكن‬
‫سريتبط أكثر بالتغريات يف مستوى الدخل‪.‬فالرجل الغين مييل إىل االحتفاظ بكمية أكرب من النقود من أجل دافع‬
‫‪2‬‬
‫االحتياط عن تلك الكمية اليت حيتفظ هبا من أجل دافع االحتياط و الطوارئ‪.‬‬

‫‪-3‬دافع المضاربة ‪:‬‬


‫يبني كينز أن الطلب على النقود لغرض املضاربة يرتبط ارتباطا وثيقا بسعر الفائدة وتعترب األرصدة النقدية اليت‬
‫حتتفظ هبا األفراد ألغراض املضاربة شديدة احلساسية للتغري يف سعر الفائدة وهبذا ختتلف عن الدافعني السابقني يف‬
‫الطلب على النقود‪,‬فهناك عالقة تابعية بني األرصدة النقدية املطلوبة ألغراض املضاربة وبني تغريات سعر الفائدة‪.‬‬
‫وقد رأى كينز أن سعر الفائدة يتحدد أساسا مبيل أفراد اجملتمع إىل االحتفاظ بالنقود ألغراض املضاربة وبكمية النقود‬
‫اليت ميكن احلصول عليها لتحقيق هذا الغرض‪.‬‬
‫ويقول كينز أن تفضيل األفراد االحتفاظ باألرصدة نقدية ملدة معينة من الزمن والتضحية بالدخل الذي ميكن‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬إقتصاديات النقود والبنوك (األساسيات واملستحدثات)‪ ،‬الدار اجلامعية اإلسكندرية‪ ،‬سنة‪2007‬م‪ ،‬ص ‪302‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪. 303‬‬
‫احلصول عليه من استثمارهم هلذه األرصدة يف أوراق مالية مثال يرجع إىل عدم متكن األفراد من مسار سعر الفائدة‬
‫يف املستقبل‪.‬‬
‫ولقد قام كينز بتوضيح الطلب على النقود لغرض املضاربة على أساس املقارنة بني النقود من ناحية والسندات من‬
‫ناحية أخرى‪ ,‬كون السندات قريبة من النقود من حيث درجة السيولة وال سيما السندات املمتازة‪.‬‬
‫فعلى الفرد أن يقارن بني التخلي عن الفائدة اليت تكتسب من اقتناء السند من ناحية والتخلي عن درجة من السيولة‬
‫مقابل االحتفاظ بالنقود بدال من السندات من ناحية أخرى‪.‬أضف إىل ذلك أن كينز افرتض أن األفراد بشكل عام‬
‫هلم ميل ملمارسة املضاربة يف حال السندات وحتمل خماطرهتا احملدودة ‪.1‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن األفراد لن حيتفظوا بكميات منخفضة جدا من النقود أو ال شيء على اإلطالق عند سعر‬
‫الفائدة ف ق ويقوموا بشراء سندات من أجل املضاربة هبا وحتقيق أرباح من ورائها عند ارتفاع أسعارها‪.‬‬
‫أما عندما يصل سعر الفائدة إىل احلد األدىن له وهو ف د سوف ترتفع األسعار اجلارية للسندات إىل أقصى‬
‫مستوى ممكن إذ ال ميكنها االرتفاع أكثر من ذلك‪ .‬ويتوقع املضاربون يف هذه الظروف أن تبدأ أسعار السندات‬
‫‪2‬‬
‫باهلبوط جمرد أن حيدث ارتفاع يف سعر الفائدة فوق املستوى ‪.‬‬

‫الخاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪:‬‬

‫‪ .‬منهل مطر ذيب شوتر‪ ،‬رضوان وليد العمار‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة آالء للطباعة والنشر‪،‬الطبعة األويل‪ ،‬سنة‪1996‬م‪.‬ص ‪. 99-98‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬منهل مطر ذيب شوتر‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪،‬ص ‪ ،99‬ص ‪. 103-102‬‬
‫تعترب األفكار اليت جاءت هبا النظريات التقليدية والسلوكية يف األساس الذي ساعد على نشوء وتطور‬
‫الفكر االقتصادي احلديث حيث كانت التناقض بني االجتاهني والتعارض يف األفكار أو التوافق فيما‬
‫بينها مبثابة الشبيه والتشجيع للبحث عن نظرية كاملة جتمع كافة املتغريات اليت تتداخل يف عالقات‬
‫داخلية ‪.‬‬

‫اهم المصادر والمراجع‬


‫‪ .1‬عب‪pp‬د علي ك‪pp‬اظم املعم‪pp‬وري ‪ ،‬ت‪pp‬اريخ االفك‪pp‬ار االقتص‪pp‬ادية من الكالس‪pp‬يكية اىل التوقع‪pp‬ات العقالني‪pp‬ة ‪ ،‬اجلزء الث‪pp‬اين ‪،‬‬
‫كلية العلوم السياسية جامعة النهرين ‪. 2007 ،‬‬

‫‪ .2‬جون كينث ‪،‬ج‪p‬الربيث ‪ ،‬ت‪p‬اريخ الفك‪p‬ر االقتص‪p‬ادي ‪ ،‬ترمجة امحد ف‪p‬ؤاد بلب‪p‬ع ‪ ،‬سلس‪p‬لة كتب ع‪p‬امل املعرف‪p‬ة ‪)261(،‬‬
‫سبتمرب ‪. 2000‬‬

‫‪ .3‬مدحت القريشي ‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي ‪،‬عمان – االردن ‪ ،‬دار وائل للنشر ‪ ،‬ط‪.2011 ، 2‬‬

‫‪ .4‬حازم الببالوي ‪ ،‬دليل الرجل العادي اىل تاريخ الفكر االقتصادي ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1995 ، 1‬‬
i

ii

iii

iv

vi

vii

viii

ix

xi

xii

xiii

xiv

You might also like