Professional Documents
Culture Documents
مقدمة .
الخاتمة
قائمة المراجع
مقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة:
هي املدرسة النيوكالسيكية ،كوهنا وضعت جمموعة من املبادئ اجلديدة اليت متيزت هبا عن ما سبقها من
املدارس وخاصة املدرسة الكالسيكية ،وأهم تلك املبادئ ما تعلق بأفكارها يف اإلدارة .وعليه ما هي
املدرسة النيوكالسيكية؟ وكيف نشأت؟ .
-يعرف االقتصاد النيوكالسيكي بأنه هنج اقتصادي نشأ بعد املدرسة الكالسيكية حيث يركز على كيفية
عمل األفراد يف االقتصاد ،وتعتمد نظريات املدرسة النيوكالسيكية على العرض والطلب لوصف كل من العمليات
االقتصادية مثل اإلنتاج واالستهالك والتوزيع ،كما أن النيوكالسيكية تؤكد أمهية األسس االقتصادية القائمة على
االقتصاد اجلزئي ولذلك فإهنا جتمع بني نظرية تكلفة اإلنتاج باإلضافة إىل مفهوم تعظيم املنفعة ،ومن اجلدير بالذكر
دمج علماء االقتصاد ألفكار االقتصاد الكلي الكينزية واالقتصاد اجلزئي النيوكالسيكية مما أدى إىل إنتاج
i
نيوكالسيكية تسيطر على التفكري االقتصادي إىل اآلن.
أدت التط ppورات االقتص ppادية واالجتماعي ppة يف أواخ ppر الق ppرن التاس ppع عش ppر وأوائ ppل الق ppرن العش ppرين يف توجي ppه اهتم ppام
االقتصاديني إىل حتليل السلوك االقتصادي(املستهلك املشروع والصناعة) بسبب التقدم االقتصpادي وازديpاد الرخpاء يف
انكلppرتا وفرنسppا ودول غppرب أوربppا ،وقppد جppاء النيوكالسppيك إىل االعتقppاد بppأن آليppة السppوق احلر كفيلppه بتوزيppع املوارد
االقتصادية وتوجيهها حنو أفضل االستخدامات ،ومثل هذا االجتاه تطورا يف طبيعة التحليل االقتصادي .
ومن وجهة نظر االقتصاديني النيوكالسيك فان املشكلة اليت تستحق الدراسة هي مسالة عمل نظpام السpوق ودوره يف
توزي ppع املوارد ،إذ تغ ppري اهليك ppل االقتص ppادي عم ppا ك ppان علي ppه يف أي ppام الكالس ppيك .ف ppالرتكيز الص ppناعي منا بش ppكل كب ppري
باإلض ppافة اىل التغ ppريات يف البيئ ppة االقتص ppادية ف ppان التي ppارات الفكري ppة هي األخ ppرى ت ppركت أثاره ppا على اختي ppار القض ppايا
ii
النظرية.
وأيضا تعترب املدرسpة احلديpة .مدرسpة كالسpيكية حديثpة ( )New Classicsولقpد ظهpرت على مسpتوى ثالث
جامعات سنة 1871عن طريق ثالث مفكرين اقتصاديني هم (كارل منجر) بالنمسا صاحب املدرسة النفسية
و(ليون لراس) يف سويسرا و(ستاليجيفنس) جبامعة كامربجبانكلرتا ،مث تالهم عppدد من املفكpرين فيمpا بعppد ،فظهppرت
هppذه املدرسppة وانطلقت أفكارهppا .فضppال عن اوغسppتينكورنو االملاين و ي.ه فppون ثppوين وجوسppني قبppل مارشppال بppاكثر
من عقدين من الزمن .
على الرغم من أن البعض يعترب أن النيوكالسيكية (الكالسيكية احلديثة) هي امتداد للمدرسة الكالسيكية من حيث
مبدأ الليربالية ،ولكن املدرستني ختتلفان يف الواقع من حيث املوضوع واملنهج.
-و ترى النيوكالسيكية أن علم اإلقتصاد هو علم املفاضالت (اإلختيارات) أي أن النشاط اإلقتصاد يدور حول "
الغاية –الندرة-احلاجات" ، iiiوعلم اإلقتصاد يقوم بدراسة وحتليل كيف جيب أن يتصرف الفرد بشكل يساعده على
استخدام الوسائل احملدودة.
-فإذا كان الفرد منتج جيب دراسة كيفية التصرف ليصل هذا الفرد ألقصى ربح ممكن من جراء مزج جمموعة من
عوامل األنتاج،وإذا كان الفرد مستهلك جيب دراسة كيفية الوصول إىل أقصى تلبية حلاجاته باستعمال ميزانية معينة.
اتبعت النيوكالسيكية منهج (املنطق احلدي) الذين يقوم على األستمرارية يف تطور الظواهر األقتصادية حيث يتم عن
طريق عملية جتريدية جتزئة الظواهر وحتويلها إىل متغريات متتالية وباستعمال الرياضيات ميكن الوصول إىل النتائج .
- 1هتتم املدرسة النيوكالسيكية باملسائل اإلقتصادية اخلاصة بسلوك األفراد (املستهلك أو املؤسسة) الذين يسلكونه
حنو تعظيم منافعهم حتت ظروف معينة كما اهتمامها باملسائل الكلية للظواهر اإلقتصادية (اإلنتاج-الرتاكم–
iv
التوزيع) ،وهنا نالحظ اختالفها عن املدرسة الكالسيكية اليت اهتمت وعاجلت الظواهر اإلقتصادية.
- 2كانت املدرسة الكالسيكية هتتم برتاكم رأس املال ألهنم كانوا يفكرون بضرورة النمو اإلقتصادي (جتديد
اإلنتاج) ما يعين أنه كان لديهم نظرة ديناميكية ،بينما املدرسة النيوكالسيكية هتتم مبفهوم التوازن يف إطار ساكن
أكثر إن التوازن يكون عام (شامل) أين يتحقق تساوي العرض والطلب يف مجيع األسواق ( سوق السلع-سوق
اخلدمات-سوق العمل…اخل) مما يؤكد الرتابط بني األسواق أو يكون توازن جزئي (العرض=الطلب) على سلعة
v
حمددة .
- 1يرى الكالسيكيون أن املنفعة األوىل من استخدام سلعة أكرب من املنفعة الثانية بالنسبة للمستهلك واملستهلك
يسعى لتحقيق أقصى اشباع حلاجاته باستخدام ميزانية حمددة ،وهذا ما يعتربونه ظاهرة تتوقف على الفرد املستهلك
(ظاهرة ذاتية) ” مثال عن املنفعة احلدية :شخص ما يشعر بالعطش فإن أول كوب ماء يقوم بشربه ميثل منفعة أكرب
من املنفعة اليت ميثلها الكوب الثاين أو الثالث…إخل“.
- 2البحث احلدي يقوم على معرفة معطيات آخر وحدة ،فالسعر احلدي هو سعر آخر وحدة منتجة واألجر
احلدي هو أجر آخر عامل والرأس املال احلدي هو آخر رأس مال قد مت.
-3يعتمد النيوكالسيكيون على الرياضيات يف حتليالهتم اإلقتصادية .ومن أهم املفكرين احلديني :
جون ستوارت ميل ( )1873-1806هو مفكر إنكليزي ،من أهم مؤلفاته :احملاوالت اخلمس وكتابه اإلقتصاد
السياسي الذي أصدره عام 1844ومن أفكاره:vi
إن األفكار اليت جاءت هبا املدارس (النظريات) السلوكية والتقليدية تعترب هي األساس الذي ساعد وأدى إىل
نشوء وتطور الفكر اإلقتصادي احلديث ،حيث كانت التناقضات بني هذه اإلجتاهات وتعارض أفكارها أو حىت
التوافق فيما بينها مبثابة احملرض واملشجع للبحث عن نظرية كاملة جتتمع فيها كافة املتغريات اإلقتصادية اليت تتداخل
يف عالقات داخلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة. viii
المطلب الثالث :رواد ومدارس المدرسة النيوكالسيكية.
تعترب هذه املدرسة امتpدادا للمدرسpة الكالسpيكية ،ألهنا تpؤمن باللبرياليpة كمنطpق للنشpاط االقتصpادي ،و لكنهpا ختتلpف
عنه ppا يف نقطppتني مهمppتني أال و مها :يف طريق ppة التحليppل و نظريppة القيمppة .و لق ppد ظه ppرت ه ppذه املدرسppة على مسppتوى
ثالث جامعpp pات سpp pنة .1871و هpp pذا عن طريpp pق ثالث مفكpp pرين اقتصpp pاديني و هم :كpp pارل مpp pاجنر بالنمسpp pاCarl
-Mengerو" ولpp pراسWALRAS-يف لpp pوزان بسويسpp pرا و"سpp pتاليجيفنسJevons Stanlay -بكpp pامربدج
ب ppاجنلرتا .مث تالهم ع ppدد من املفك ppرين فيم ppا بع ppد ،و من املب ppادئ ال ppيت انطلقت منه ppا ه ppذه املدرس ppة ميكن اإلش ppارة إلىم ppا
يلي :
-يعت ppرب احلديون أن قيم ppة املواد تتح ppدد من خالل منفعته ppا و ليس من خالل العم ppل املنف ppق من أج ppل إنتاجه ppا ،مبع ppىن
آخر ،أن قيمة سلعة تزيد عن قيمة سلعة أخpرى ،ألن منفعتهpا بالنسpبة للمسpتهلكني أكpرب من السpلعة أو املادة الثانيpة و
العكس صحيح .إذن ،فان قيمة املواد تتحدد استنادا إىل النيوكالسيك ،مبنفعتها احلدية ال بالعمل.
و املنفعة احلدية بالنسبة هلم ،هي املنفعpة املرتتبpة عن اسpتهالك آخpر وحpدة من السpلعة املسpتهلكة ،و هpذه املنفعpة ختضppع
للتنppاقص.ونشppري إىل أن ه ppذه املنفع ppة تتحppدد بنppدرة السppلعة حمل االعتبppارو قppد اسppتطاعت النظريppة احلديppة،اعتمppادا على
ix
مفهوم الندرة أن تفسر ملاذا تنخفض قيمة املاء و اهلواء و الشمس مثال ،رغم ارتفاع قيمها االستعمالية.
-هppذه املدرسppة لألسppلوب احلدي يف البحث االقتصppادي ،و لقppد اسppتعمل ريكppاردو هppذا األسppلوب قبppل احلديني يف
نظريته املعروفة " بالريع ." la rente -حبيث أعترب أن األرض احلدية ،أو آخر أرض مسpتغلة هي مصpدر الريpع ،أي
يتعلpق البحث احلدي مبعرفpة معطيpات الوحpدات األخpرية ،مثpال على ذلpك عنpدما نقppول األجpر احلدي ،فهppو أجpر آخpر
عمل ،و عندما نقول السعر احلدي ،فنقصد به ،سعر آخر وحدة .
-التحلي ppل احلدي يتم يف إط ppار اقتص ppاد جمرد ،بعي ppد عن احلي ppاة العادي ppة و ال ppذي ينطب ppق على جمتم ppع اقتص ppادي أو رج ppل
اقتصppادي ،خاضppع ألحكppام و قppوانني عقالنيppة ،الppيت تدفعppه للقيppام بتصppرفات يوميppة قصppد املصppلحة الشخصppية ،أو مبعppىن
آخر ،ذلك الرجل االقتصادي الذي يسعى لتحقيق أكرب نفع ببذل أقل جهد ,و يعمل يف إطار املنافسة التامة .
-استعمال احلديني للرياضيات يف حتليلهم ،حيث كانوا أول من استعمل نظرية االقتصppادي الفرنسppي " كورنppو" سppنة
1838و اليت جاءت يف أحد كتبه املعنون " املبادىء الرياضية لنظرية الثروات ".
و ميكن دراسة تطور أفكار و آراء املدرسة النيوكالسيكية[ احلديpة ] ،من خالل آراء أكpرب روادهppا أو اجتاهاهتا و عppل
رأسهم:
x
.1المدرسة النمساوية-كارل مانجر:
-تتميز هpذه املدرسpة برفضpها كpل التحاليpل الpيت جpاء هبا الكالسpيك .و لقpد اشpتهر من بني املؤلفني الpذين ينتمpون إىل
هذه املدرسة النمساوية ثالثة أمساء و هي :
-كارل منجرCarl Menge :اهتم هpذا املفكpر يف دراسpاته الpيت صpدرت يف فيينpا سpنة 1871بنظريpة اخلريات
و نظرية القيمة ،فهو يرى أن اخلريات ال ميكن أن يكون هلا وجود ملموس ،اال اذا قابلتها منفعة أو حاجة بشرية هلا.
و من هppذا املنطلppق فهppو يقسppم اخلريات إىل قسppمني :خppريات حppرة [ جمانيppة ] كppاهلواء ،و خppريات اقتصppادية [ مربوطppة
بقيمة ] كالسلع ،أما قيمة هذه اخلريات فتقاس حسب رأيه حسب درجة األمهية اليت يعطيها املستهلك .
-بــون بــافرك ":"BohmBawerkاس ppتعمل نفس الطريق ppة ال ppيت اس ppتعملها " م ppاجنر" ،و لكن ppه رك ppز أك ppثر على
نظرية املنظم ،حيث اعترب هذا األخري مبثابة حمور النمو االقتصادي و قائد التقدم البشري .نظرا ملا يتمتع به هذا املسري
من خصppال شخصppية .و يف هppذا اإلطppار ،تطppرق "بppوم بppافراك" إىل ضppرورة التفرقppة بني الppربح و الفائppدة على أسppاس أن
xi
الربح عائد خاص بالتنظيم .أما الفائدة فهي عائد خاص بالرأمسال.
-اهتم باإلنتاجية احلدية لعوامpل االنتpاج ،أي انتpاج آخpر وحpدة مسpتعملة من رؤوس األمpوال ،كالعمpل ،مثال معرفpة
قيمة هذه االنتاجية شىء ضروري ،ألنه مبعرفة نسبة كل عامل من عوامل االنتاج داخل كل انتاج .
تتمثppل هppذه املدرسppة يف أعمppال املفكppرين االقتصppاديني "ليppون ولppراس "Léon Walras-فرنسppي األصppل و االيطppايل
"فيلفريدبريتو."Vilfredo Pareto-
· ليون ولـراس –:Léon Walrasاشppتهر هppذا املفكppر بعppدة أعمppال ،أشppهرها :نظريppة املبادلppة و القيمppة و نظريppة
ح ppول الت ppوازن الع ppام .فيم ppا خيص نظريت ppه األوىل ،فان ppه يعت ppرب أن املبادل ppة تنش ppأ عن ت ppداخل بني ظ ppاهرة الن ppدرة و ظ ppاهرة
املنفعppة ،أو مبعppىن آخppر ،فppان الظppاهرتني تلعبppان دورا هامppا يف حتديppد قيمppة املادة ،كمppا يppرى أيضppا أن احمليppط االقتصppادي
عبارة عن سوق كبرية يتوسطه أو يسريه املنظمون الذين يشppرتون خppدمات اإلنتppاج [ فالحpون{ ،رأمساليون ،عمppال]،
أن من خالل هpp pذا التعامpp pل العفpp pوي أو التلقpp pائي هلذا النش ppاط حيدث الت ppوازن العpp pام .هpp pذا ب ppالطبع ،من خالل ت ppدخل
حمددات السوق و املتمثلة يف العرض و الطلب .
-يع ــد "س ــتانلي جيفنس: Stanlay Jevonsمن الكت ppاب النيوكالس ppيك [ احلديني ] الثالث ppة ال ppذين دش ppنوا
بدراستهم املدرسة احلدية .و لقد انتقد الكالسيكيني املاركسيني يف قوهلم أن مصدر القيمة هو العمل .
كمppا يعppد "ألفريppد مارشppالAlfred Marshall-من أكppرب و أنضppج املفكppرين احلديني ،ألنppه اسppتطاع أن جيمppع يف
فرضppية واحppدة كppل مppا جppاء بppه الكالسppيك و النيوكالسppيك .حبيث أهتم بقضppية األسppعار و القيمppة .فجمppع بني فكppرة
الكالسppيكيني و احلديني .فppاألولون قppالوا :أن القيمppة حتدد على أسppاس كلف ppة اإلنتppاج ،أي على أسppس موض ppوعية .و
اآلخ ppرون ق ppالوا ،أن مص ppدرها ه ppو املنفع ppة ،أي أن تتح ppدد على أس ppس ذاتي ppة .أم ppا " مارش ppال" ،فان ppه ي ppرى أن لكلت ppا
الظاهرتني ،دورا يف حتديد القيمة ،أو بpاألحرى ،هpل التكpاليف هي الpيت حتدد السpعر مبفpرده ،أم املنفعpة هي الpيت حتدده
مبفردها .و لكن بالتأكيد ،أن كليهما يساهم بقسط يف حتديد السعر .
و لتوضppيح هppذه النقطppة بصppفة أكppثر دقppة ،جيدر القppول أن حتديppد الفppرتة لppه دور معتppرب يف معرفppة أي عامppل من هppذين
العاملني له تأثري يف حتديد السعر.أما يف املرحلة اليت تكون فيها الفرتة طويلة ،فتلعب التكلفة الدور األساسي يف حتديد
السعر ،نتيجة لتغري املعطيات التقنية و ظهور تقنيات جديدة تساعد على التقليل من التكاليف ،الشىء الذي جيعل
العppرض العنصppر األول يف حتديppد السppعر .كمppا اسppتطاع "ألفريppد مارشppال" أن يقppدم لنppا كيفيppة حتديppد السppعر أو األسppعار
الppيت ختتلppف من سppوق اىل آخppر .كمppا يعppد أول من قppدم نظريppة عامppة لألسppعار على أسppاس اختالف هppذه األسppواق من
أسواق تكثر فيها املنافسة ،اىل أسواق تتميز بالصبغة االحتكارية [ املنحصرة ].
المبحث الثاني :النظرية الكنزية للمدرسة النيوكالسيكية .
مل ينشغل الكالسيك إال بوضع واحد من األوضاع املتصورة بالنسبة ملستوى النشاط االقتصادي وذلك هو وضع
العمالة الكاملة لقوى اإلنتاج البشرية واملادية .ومن هنا قيل أن نظريتهم جزئية ،إذ هي جتاهلت األوضاع األخرى
اليت تعرف مستويات للنشاط االقتصادي أدىن من مستوى العمالة الكاملة .أما كينز فيهدف إىل بناء نظرية عامة
حتتوي كل الفروض املمكنة بالنسبة ملستوى النشاط االقتصادي .باعتبار أن العمالة ميكن أن تتحدد عند مستويات
خمتلفة ومن بينها مستوى العمالة الكاملة .ومن هنا جاءت تسميته لنظريته بأهنا العامة يف العمالة والدخل.
وقد يكون من املفيد أن نرى من اآلن املبدأ األساسي لنظرية كينز املسمى مببدأ الطلب الفعال.xiv
بالنسpبة للعpرض الكّلي ،ينتج املنظمpون (يف كpل االقتصpاد القpومي) من أجpل الpبيع وحتقيpق الّpر بح النقpدي .وإذا مpا
توّقع ppوا (والتوقع ppات تلعب دورا حيوي ppا يف النظ ppام النظ ppري لكي ppنز) حتقي ppق إي ppرادات يف ف ppرتة مس ppتقبلة(عن ppدما ي ppبيعون
منتجاهتم) يقدمون على اإلنفاق على املدخالت املختلفة املستخدمة يف عملية اإلنتاج وعلى األخّص على شppراء القّpو ة
العاملppة .ومن ّمث ميكن القppول أنّ كّpل مسppتوى من مسppتويات اإليppرادات املتوقعppة يقابلppه مسppتوى من اسppتخدام املوارد،
أي من العمالة .وعليه يكون لدينا نوع من العالقة املنتظمة بني عدد العمpال الpذين يpرغب املنظمpون يف تشpغيلهم (ع)
1
.
واإليpرادات الكليpة الpيت يتوقعوهنا .هppذه العالقpة تسّpم ى داّلة العppرض الكّلي :وهي تقppول لنpا أّن مسpتوى العمالpة يتحpدد
كدالة لإليرادات املتوقعة .
بالنسppبة للطلب الكلي ،إذا كppانت اإليppرادات املتوقعppة حتدد قppرارات التشppغيل ،فppإن هppذه األخppرية تppؤدي إىل إنتppاج سppلع
وخ ppدمات وتك ppون مناس ppبة خلل ppق ت ppدفقات نقدي ppة ت ppذهب ألص ppحاب عناص ppر اإلنت ppاج :ت ppدفقات من األج ppور النقدي ppة،
هذه التدفقات النقدية متثل دخول أصحاب عناصر اإلنتاج.1
وهي دخpp pول ميكن إنفاقهpp pا على شpp pراء السpp pلع واخلدمات االسpp pتهالكية والسpp pلع واخلدمات االسpp pتثمارية .وعليpp pه
خيصppص جppزء من هppذه الppدخول بواسppطة األفppراد لشppراء السppلع االسppتهالكية ويسppمى الطلب اخلاص على االسppتهالك
بصفة عامة .كّلما كان حجم العمالة كبريا كلما زاد الدخل وكلما زاد طلب األفراد على السلع االسpتهالكية .جpزء
آخر من الدخول خيصصه األفراد لشراء السلع االستثمارية وميثل طلبا خاصا على االستثمار .ويذهب جppزء ثppالث من
ال pp pدخول إىل الدول pp pة (إم pp pا مباش pp pرة أو عن طريق pp pة الض pp pرائب واالق pp pرتاض من األف pp pراد) تس pp pتخدمه يف ش pp pراء الس pp pلع
االستهالكية والسلع االستثمارية ويسمى الطلب العام على االستهالك واالستثمار.2
وال ميكن أن يكون مستوى العمالة الذي حتدده نقطة التوازن أعلى من مستوى التشغيل الكامل ،أي أعلى من
العمالة اليت تتحقق باستخدام كل القوة العاملة والقوة املادية املوجودة حتت تصرف املنظمني يف الزمن القصري .وإمنا
ليس هناك يف االقتصاد الرأمسايل ما حيول دون أن يكون مستوى العمالة الذي حتدده نقطة التوازن عند مستوى أقل
من مستوى العمالة الكاملة .ذلك أن الطلب الفعال الذي حيقق العمالة الكاملة هو حالة خاصة متثل الوضع األمثل،
فإذا ما كان الطلب الفعال غري كاف لتحقيق هذا الوضع األمثل فمن املمكن أن يتحقق التوازن عند مستوى للعمالة
يرتك جزاءا من القوة العاملة املتاحة يف حالة بطالة عند مستوى األجور احلقيقية املوجود .هنا يكمن جوهر نظرية
كينز.
ويرى كينز أن زيادة الدخل ال متتص بأكملها لزيادة اإلنفاق على االستهالك يف االقتصاديات الرأمسالية
املتقدمة .أي أن امليل احلدي لالقتصاد يف جمموعه يكون دائما أقل من الواحد الصحيح .باإلضافة لذلك يعترب كينز
هذا امليل احلدي لالستهالك مستقرا يف الزمن القصري.3
أما بالنسبة لطلب األفراد على االستثمار ،فتتوقف قرارات االستثمار على توقعات الربح .هذه التوقعات ترتكز على
تقديرات األفراد املستثمرين فيما خيص حالة األعمال يف املستقبل .وعليه يتميز الطلب على االستثمار ،يف ارتكازه
على هذه التوقعات الفردية ،بأنه طلب غري مستقر .هذا الطلب يتوقف على الدافع لالستثمار .هذا الدافع لالستثمار
1
.
2
حممد دويدار ،مرجع سابق الذكر ،ص . 233-232
.3حممد دويدار ،مرجع سابق الذكر ،ص. 234
يتوقف بدوره ،من وجهة نظر من يتخذ قرارات االستثمار ،على العالقة بني:
*سعر الفائدة ،الذي يتعني على املستثمر أن يدفعه إذا ما اقرتض رأس املال النقدي ليقوم باالستثمار ،وذلك الذي
حيصل عليه إذا ما وظف رأمساله النقدي يف استثمار حيصل منه على صكوك دائنة .ويعترب كينز سعر الفائدة ظاهرة
نقدية حبتة ،ويتحدد عنده بتالقي الطلب على النقود وعرض النقود.
*وبني ما يسميه كينز بالكفاءة احلدية لرأس املال ،اليت تعرب عن العالقة بني جمموع العائد املتوقع من األصل الرأمسايل
طوال حياته املستقبلة وإمنا مقيما بقيمته احلالية (أي عند البدء يف االستثمار) ومثن شراء هذا األصل ،أي الثمن الذي
يعرض به أو نفقة استبداله .هذه الكفاءة احلدية لرأس املال هي سعر اخلصم الذي جيعل القيمة احلالية لسلسلة العائد
املتوقع طيلة احلياة املستقبلية لألصل الرأمسايل مساوية لثمن شراء هذا األصل ،وعليه يتحدد الطلب على االستثمار
بنوع من املوازنة اليت يقوم هبا املستثمرون بني الكفاءة احلدية لرأس املال وسعر الفائدة.
يتحدد مستوى العمالة إذن بفضل تالقي العرض الكلي والطلب الكلي .وذلك على أساس افرتاض ثبات األمثان (مبا
فيها األجور) .هذا التالقي حيقق التوازن الذي حيدد مستوى الناتج والدخل. 1
هنا يقل مستوى الناتج القومي املتحقق عن املستوى الذي ميكن حتقيقه باستخدام كل القوة العاملة واملوارد املادية
املوجودة حتت تصرف اجملتمع :هذا املستوى أدىن من مستوى العمالة الكاملة .وال يتحقق مستوى العمالة الكاملة
نظرا لعدم كفاية الطلب الكلي الفعال .ويظهر الفرق بني الطلب الكلي الفعال املتحقق والعرض الكلي الذي يتوافق
مع مستوى التشغيل الكامل يف ثغرة انكماشية تنعكس يف صورة بطالة للقوة العاملة وتعّطل للطاقة املادية .ولكي
يتحقق مستوى التشغيل الكامل يتعني زيادة الطلب الكلي إما بزيادة االستهالك(اخلاص والعام) ،أو بزيادة االستثمار
(اخلاص والعام) ،أو بزيادهتما معا .وكقاعدة عامة ميكن ،وفقا لتحليل كينز ،زيادة الناتج القومي بزيادة الطلب
الكلي الفعال دون تغري يف املستوى العام لالمثان طاملا أن االقتصاد القومي مل يصل إىل مستوى العمالة الكاملة .2
وعلى هذا النحو يتحدد مستوى العمالة يف االقتصاد القومي بتالقي العرض الكلي و الطلب الكلي .عند نقطة
التوازن ,وهي ليست باحملتم النقطة اليت متثل العمالة الكاملة.يف نظر كينز ال تثري دالة العرض الكلي إال القليل من
األفكار غري الشائعة باعتبار أن العرض الكلي يتوقف على الشروط املادية لإلنتاج .وعليه ترتكز مسامهة كينز يف
دراسة دالة الطلب الكلي يقدم عنها مفاهيم جديدة سرعان ما تنتشر لتحتل مكانا خاصا يف الفكر االقتصادي
األكادميي يف اجملتمعات الغربية ,وكذلك كأفكار هتدي السياسة االقتصادية للدولة الرأمسالية يف هذه اجملتمعات ,األمر
الذي يستلزم منا أن نرى هذه املفاهيم بشيء من التفضيل .
1
.
2
.
المطلب الثاني :نظرية االستثمار والدخل.
ومن هذا االستنتاج يتبني أن كينز مل يأت جبديد على حتليل التقليديني حيث سلموا بشيء من الغموض أن االدخار
الكلي يساوي االستثمار الكلي وعليه بات االختالف بينهم و بني كينز يف األسباب و املتغريات دون النتائج.
فأي زيادة يف االدخار تؤدي إىل زيادة يف االستثمار,إال أن ما أضافه كينز يف نظريته هو البحث عن حتديد من هو
املتغري التابع ,ومن هو املتغري املستقل,فتوصلت النظرية التقليدية ببداهة مطلقة إىل أن االدخار يؤثر مباشرة يف
االستثمار,أماكينز فتوصل إىل عكس ذلك,فجعل االستثمار هو الذي يؤدي تلقائيا إىل االدخار من خالل ما حيدثه
االستثمار من تغري يف الدخل عن طريق مضاعف االستثمار.2
-1مضاعف االستثمار:
تقوم نظرية كينز يف مفهومها العام على أن التغري يف كمية النقود,يؤثر على االستثمار الذي بدوره حيدد
مستوى الدخل و اإلنتاج و التشغيل,عن طريق ما يسمى باملضاعف.
تقوم هذه الفرضية على أن دالة االستهالك معلومة وحمددة,وعليه فإن مستوى الدخل سيتوقف على حجم االستثمار
ومقداره.فإذا كان االستثمار كبريا(عند مستوى منخفض من سعر الفائدة),كان حجم الدخل مرتفعا,والعكس
1
.
2
.
1
صحيح إذا كان مستوى االستثمار منخفضا سيكون حجم الدخل منخفضا أيضا.
وتفسري ذلك يعود إىل أن االدخار يعد عامال سلبيا ,حيث يؤدي إىل نقص حجم الطلب على السلع و اخلدمات.
وإذا مل يعوض هدا العامل السليب بالعامل اإلجيايب وهو االستثمار,فإن الطلب الكلي سيكون أقل من حجم العرض
الكلي,فينتج عن ذلك دخول االقتصاد يف دورة انكماشية,تؤدي إىل اخنفاض مستوى التشغيل و بالتايل الدخل
الوطين.
كما يقصد مبضاعف االستثمار ذلك املعامل العددي الذي يبني مدى الزيادة الكلية يف الدخل الوطين اليت تتولد عن
حدوث زيادة يف االستثمار .ذلك أن امليل احلدي لالستهالك يلعب دورا أساسيا يف حتديد قيمة مضاعف االستثمار،
ولتوضيح هذه الفكرة رياضيا نقوم مبا يلي:
نرمز ل:مضاعف االستثمار( ,)Tالزيادة يف االستثمار( ,)diالزيادة يف الدخل( , )dyالزيادة يف االستهالك(,)dc
وملا كان مضاعف االستثمار يعتمد على امليل احلدي لالستهالك وحيث أن هذا األخري يقاس بنسبة التغري يف
االستهالك( )dcإىل التغري يف الدخل( ،)dyومبا أن العالقة بني املضاعف والعكس صحيح ،أي أن املضاعف
يتناسب عكسيا مع امليل احلدي لالدخار.2
وميكن توضيح ذلك كله رياضيا على النحو التايل:
مبا أن املضاعفdy=T.di…(1) :
)T=dy/di…………..(2
و ملا كانy=c+i :
فإنdy=dc+di………..(3) :
أوdi=dy-dc………...(4) :
بقسمة طريف املعادلة( )4علىdyحنصل على املعادلة التالية:
)Di/dy=1-dc/dy……….(5
)Dy/di=1/(1-dc/dy)……(6
بقسمة 1على كل من طريف املعادلة( )5حنصل على املعادلة اآلتية:
أي أن مضاعف االستثمار ( :)Tامليل احلدي لالستهالك -T=1/1
وملا كان امليل احلدي لالدخار = -1امليل احلدي لالستهالك ،فإن مضاعف االستثمار ( :)Tامليل احلدي لالدخار /
2
.
T=1أي أن املضاعف يساوي مقلوب امليل احلدي لالدخار.
أما إذا كان االستثمار أكرب من االدخار,فإن حجم اإلنتاج و التشغيل سيكونان متزايدين ,أما ا تساوى االدخار و
االستثمار فإن مستوى التشغيل والدخل (اإلنتاج) سيبقيان يف حالة ثبات ويف مستوى من التوازن
إذن فكرة املضاعف عند كينز تقوم على مقارنة األحجام النسبية للزيادة النسبية يف االستثمار مع الزيادة الكلية
النهائية للدخل.أو بتعبري آخر املضاعف هو عدد املرات اليت تتضاعف هبا الزيادة يف االستثمار بإحداث رد فعل على
االستهالك مما يؤدي يف النهاية إىل زيادة الدخل الوطين .1
أما نقطة االختالف الثانية بني كينز والتقليديني ،يف هذا املوضوع هو أن التقليديني يعتربون االدخار دالة ملتغري سعر
الفائدة ،أما كينز وإن كان ال خيتلف عن التقليديني يف املسميات ،ما يقصد به الطلب على االستثمار يشبه متاما ما
يقصده الكالسيك بالطلب على رأس املال -إال أن وجه االختالف يتضح حينما يعاجل امليل لالستهالك وامليل
لالدخار ،فالكالسيك يعتربون سعر الفائدة عامال فعاال وحمددا يف التأثري على االدخار ،ولكن هذا التصور والتفسري
2
عند كينز غري صحيح ،فافرتاض ثبات الدخل يتعارض متاما مع إمكانية حدوث تغري مستقل لكل من املنحنيني.
تعترب الكفاية احلدية لرأس املال وسعر الفائدة العنصرين األساسيني يف حتديد حجم االستثمار ،ومن البديهي أن
املنظمني ورجال األعمال ال يقومون باختاذ قرار االستثمار إال إذا توقعوا احلصول على عائد مغر حقا ،أي أن
الكفاية احلدية لرأس املال تتوقف أساسا على توقعات أصحاب املشاريع حول مقدار العائد الصايف الذي سيحصلون
عليه من خالل قيامهم باستثمار معني.
وبتعبري آخر جيب أن يكون العائد الذي يتم احلصول عليه من االستثمار األعلى من العائد البديل الذي ميكن أن
حيصلوا عليه بتوجيه مدخر اهتم إىل استخدامات أخرى كشراء األسهم والسندات هذا من جهة ،وأن يكون العائد
أو الغلة مساوية يف أسوء الظروف لسعر الفائدة من جهة أخرى.3
والنتيجة أن املنظم لكي يقبل على االستثمار يف أصل رأمسايل معني فسوف يقوم باملوازنة بني العائد الذي يتوقع أن
يغله هذا األصل خالل سنوات حياته وبني مثن تكلفه أو ما يتحمله من نفقات حاضرة يف سبيل احلصول عليه يف
احلال ،حيث عن طريق املقارنة بني هاتني القيمتني يتم معرفة مدى كفاءة هذا النوع وذاك من أنواع االستثمار يف
حتقيق أقصى األرباح.
1
وحيدد سعر الفائدة طبقا لعاملي الطلب على النقود و كذلك عرض النقود.
أ -الطلب على النقود:
يقصد كينز بتفضيل السيولة الدوافع اليت حتمل الفرد على االحتفاظ بالثروة يف شكل سائل و يرجع دوافع الطلب
على النقود إىل 3أغراض هي:
-1دافع المعامالت :
ويقصد به توافر السيولة أي النقود من أجل املعامالت اجلارية,وضرورات احلياة اليومية ,ويتوقف هذا الدافع على
الفرتة الزمنية الالزمة للحصول على الدخل ويزيد الطلب بدافع املعامالت كلما زادت الفرتة و يقل كلما قلت الفرتة
1
بن علي بلعزوز ،مرجع سابق الذكر ،ص. 41
2
ن علي بلعزوز ،مرجع سابق الذكر ،ص. 48.
الزمنية الالزمة للحصول على الدخل ,ومن ناحية أخرى يتوقف على حجم الدخل احملقق ,و العالقة طردية بني
حجم الدخل و الطلب على النقود بدافع املعامالت,أي عندما يزيد الدخل يزيد اإلنفاق على السلع و اخلدمات
وبالتايل يزيد الطلب على النقود و العكس صحيح.
ومن املمكن أن ننظر إىل هذا الدافع من ناحية املستهلكني و من ناحية املنظمني ,فمن ناحية املستهلكني ,يسمى دافع
الدخل وهنا يتوقف مقدار احتفاظ املستهلكني بكمية النقود على طول الفرتة الزمنية اليت حيصلون فيها على الدخل
و العكس صحيح ,ومن ناحية أخرى املنظمني و يسمى بدافع التجارة ويعين هذا االحتفاظ بالنقود من أجل القيام
بعمليات اإلنتاج وتسهيل املعامالت التجارية من دفع أجور العمال وشراء املواد األولية,وكلها معامالت جارية.
1
ولذلك فإن الطلب على النقود بدافع املعامالت يتوقف على التغري يف أسعار الدخل و ليس التغري يف أسعار الفائدة.
-2دافع االحتياط:
حيث تطلب النقود بدافع االحتياط وبالتايل ميكن استخدام السيولة يف مواجهة النفقات غري املتوقعة مثل خطر
البطالة ,املرض ,احلوادث ,ويرتبط أساسا دافع االحتياط بالعامل النفسي و الشخصي لألفراد ,فنجد أن الشخص
املتشائم دائما يلجأ إىل االحتفاظ بالنقود لغرض االحتياط ومواجهة الطوارئ,مثل حاالت املرض أو حاالت الركود
االقتصادي وبالتايل يف حالة االنتعاش والرواج يقل الطلب على النقود ألغراض االحتياط أما حاالت الكساد فإهنا
تؤدي إىل زيادة الطلب على النقود ألغراض االحتياط وبالتايل ال يرتبط ذلك بالتغريات يف سعر الفائدة ولكن
سريتبط أكثر بالتغريات يف مستوى الدخل.فالرجل الغين مييل إىل االحتفاظ بكمية أكرب من النقود من أجل دافع
2
االحتياط عن تلك الكمية اليت حيتفظ هبا من أجل دافع االحتياط و الطوارئ.
1
.عبد املطلب عبد احلميد ،إقتصاديات النقود والبنوك (األساسيات واملستحدثات) ،الدار اجلامعية اإلسكندرية ،سنة2007م ،ص 302
2
.عبد املطلب عبد احلميد ،مرجع سابق الذكر ،ص. 303
احلصول عليه من استثمارهم هلذه األرصدة يف أوراق مالية مثال يرجع إىل عدم متكن األفراد من مسار سعر الفائدة
يف املستقبل.
ولقد قام كينز بتوضيح الطلب على النقود لغرض املضاربة على أساس املقارنة بني النقود من ناحية والسندات من
ناحية أخرى ,كون السندات قريبة من النقود من حيث درجة السيولة وال سيما السندات املمتازة.
فعلى الفرد أن يقارن بني التخلي عن الفائدة اليت تكتسب من اقتناء السند من ناحية والتخلي عن درجة من السيولة
مقابل االحتفاظ بالنقود بدال من السندات من ناحية أخرى.أضف إىل ذلك أن كينز افرتض أن األفراد بشكل عام
هلم ميل ملمارسة املضاربة يف حال السندات وحتمل خماطرهتا احملدودة .1
وعلى هذا األساس فإن األفراد لن حيتفظوا بكميات منخفضة جدا من النقود أو ال شيء على اإلطالق عند سعر
الفائدة ف ق ويقوموا بشراء سندات من أجل املضاربة هبا وحتقيق أرباح من ورائها عند ارتفاع أسعارها.
أما عندما يصل سعر الفائدة إىل احلد األدىن له وهو ف د سوف ترتفع األسعار اجلارية للسندات إىل أقصى
مستوى ممكن إذ ال ميكنها االرتفاع أكثر من ذلك .ويتوقع املضاربون يف هذه الظروف أن تبدأ أسعار السندات
2
باهلبوط جمرد أن حيدث ارتفاع يف سعر الفائدة فوق املستوى .
.منهل مطر ذيب شوتر ،رضوان وليد العمار ،النقود والبنوك ،مؤسسة آالء للطباعة والنشر،الطبعة األويل ،سنة1996م.ص . 99-98
1
2
.منهل مطر ذيب شوتر ،مرجع سابق الذكر ،ص ،99ص . 103-102
تعترب األفكار اليت جاءت هبا النظريات التقليدية والسلوكية يف األساس الذي ساعد على نشوء وتطور
الفكر االقتصادي احلديث حيث كانت التناقض بني االجتاهني والتعارض يف األفكار أو التوافق فيما
بينها مبثابة الشبيه والتشجيع للبحث عن نظرية كاملة جتمع كافة املتغريات اليت تتداخل يف عالقات
داخلية .
.2جون كينث ،جpالربيث ،تpاريخ الفكpر االقتصpادي ،ترمجة امحد فpؤاد بلبpع ،سلسpلة كتب عpامل املعرفpة )261(،
سبتمرب . 2000
.3مدحت القريشي ،تطور الفكر االقتصادي ،عمان – االردن ،دار وائل للنشر ،ط.2011 ، 2
.4حازم الببالوي ،دليل الرجل العادي اىل تاريخ الفكر االقتصادي ،دار الشروق ،مصر ،ط1995 ، 1
i
ii
iii
iv
vi
vii
viii
ix
xi
xii
xiii
xiv