You are on page 1of 13

‫‪ .

‬بحث جاهز حول المدرسة الكالسيكية‬


‫لقد أعددة لكم اليوم بحث حول المدرسة الكالسيكية طايب خارج من الفورنو‬
‫‪.‬بصحتكم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة‬

‫المبحث األول ‪ :‬المدرسة الكالسيكية‬

‫عرف تسيير المؤسسات تطورات كثيرة منذ مئات السنين‪ ,‬من خالل أراء و أفكار‬
‫‪.‬و نظريات العديد من الكتاب و المفكرين و الممارسين‬
‫فمنذ ظهور اإلدارة كعلم مستقل تزايد الباحثون في مجاالت اإلدارة المختلفة‬
‫وتزايدت معهم اآلراء التي خلصوا إليها من أجل تطوير العمل اإلداري‪ .‬حيث أنه‬
‫ليس بمقدور رجل اإلدارة تحقيق أهداف مؤسسته بمجرد إصداره قرارًا معينًا ‪،‬‬
‫وإنما ال بد له من القيام بمجموعة من المهام والتي اصطلح على تسميتها‬
‫بالوظائف اإلدارية أو وظائف العملية اإلدارية المتمثلة في التخطيط و التنظيم و‬
‫إعداد تنمية القوى العاملة و التوجيه و القيادة و التقويم‪ ،‬إن أداء هذه المهام‬
‫مجتمعة وقد يكون غيرها عالوة عليها وسيلة القائد أو أداته لتحقيق أهداف‬
‫‪ .‬مؤسسته‬
‫إال أن الباحثين بمجال اإلدارة لم يتفقوا على أسلوب واحد يحكم عمل المديرين ‪-‬‬
‫القادة‪ -‬للوصول إلى األهداف المطلوبة بأقل وقت وجهد ومال وإنما اختلفت‬
‫نظرتهم إلى هذا األمر ‪ ،‬و هذا ما أدى إلى ظهور عدة أنواع لإلدارة وكذلك عدة‬
‫مدارس و كان من أهمها المدرسة الكالسيكية و من أهم النظريات التي قدمتها‬
‫‪.‬نظرية اإلدارة العلمية لفريدريك تايلور‬
‫إذن‪ :‬كيف تعرف المدرسة الكالسيكية وكيف نشأة و ما هي أهم االفتراضات التي‬
‫قامت عليها؟‬
‫و من هم أهم رواد هذه المدرسة؟‬
‫وكيف ظهرت النظرية العلمية لفريدريك تايلور وما أهم التجارب التي قام بها؟‬
‫هل نجحت هذه النظرية و فيما تتمثل االنتقادات الموجهة لها؟‬
‫على أي قواعد ومبادئ اعتمدت هذه النظرية وما هي األسس التي قامت عليها‬
‫هذه النظريات؟‬
‫وأخيرا هل نجحت هذه النظرية في تحقيق ما كانت تسعى إليه ؟‬
‫في نهاية القرن ‪ 18‬وبداية القرن ‪ 19‬عرف العالم تغييرا جذريا بعد الثورة‬
‫الفرنسية‪ ,‬و الثورة الصناعية والثورة العلمية التقنية التي أدت إلى ظهور اآللة‪ ,‬و‬
‫من هنا عرف العالم االقتصادي تغيرا من وسائل بسيطة إلى وسائل أكثر دقة‬
‫فظهرت فيه أفكار بسيطة ونظريات علماء ومفكرون ساهموا في تطور العلم‬
‫االقتصادي وحيث اعتمدوا في دراساتهم التحليلية للظواهر االقتصادية على‬
‫نظريات من بينها النظرية الكالسيكية وهذه الدراسة جاءت لتصحيح بعض األفكار‬
‫التي كانت تسود في الفكر االقتصادي القديم وقد انبثق منها العديد من الفالسفة‬
‫‪.‬المفكرين‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم و نشأة المدرسة الكالسيكية‬
‫‪:‬نشأة المدرسة الكالسيكية‬
‫يطلق تعبير المدرسة الكالسيكية أو التقليدية على النظريات التي ظهرت في العالم‬
‫الغربي حيث انبثق هذا المذهب على أسس التي وضعها الطبيعيون وتطور في‬
‫إنجلترا نتيجة التوسع االقتصادي الذي عرفته فترة أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬ثم‬
‫انتشرت في فرنسا‪ .‬و يتفق المفكرون الكالسيكيون فيما بينهم على أن المصلحة‬
‫الشخصية هي أساس التصرفات البشرية في إطار الحرية و المنافسة‪ .‬و هذه‬
‫المصلحة ال تتناقض مع المصلحة العامة‪ .‬و قبل التطرق إلى أهم األفكار و‬
‫المحاور التي تناولتها المدرسة الكالسيكية‪ ,‬تجدر اإلشارة إلى الظروف‬
‫‪.‬الموضوعية التي سبقت تطور هده المدرسة‬
‫فمن وجهة النظر االجتماعية العامة‪ ،‬يمكننا القول بان الوضعية التي تزامنت مع‬
‫‪:‬نشوء البناء النظري الفكر الكالسيكي كانت لها الخصوصيات التالية[‪]1‬‬
‫انتصار النظرة العلمية لألشياء التي عوضت أساليب التفكير القديمة وذلك تحت ‪-‬‬
‫‪.‬تأثير التغيرات االقتصادية و االجتماعية التي تميزت بها تلك الفترة‬
‫هيمنة الحيوية الفكرية آنذاك أدت إلى بروز العلوم االجتماعية‪ ،‬السياسية و ‪-‬‬
‫‪.‬النظرية االقتصادية‬
‫نشوء الفردية باعتبارها فلسفة تهتم بالفرد‪ ،‬أي اإلنسان‪ ،‬إال أنها ال تهتم بالفرد ‪-‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬و إنما بالفرد الذي ينتمي إلى فئة اجتماعية معينة‪ ،‬أو ما كان يعرف‬
‫آنذاك بالفرد الناجح‪ .‬و أن صورة الفرد الناجح تجسدت في تلك الفترة في رجل‬
‫‪.‬األعمال‪ ،‬و بصورة أدق في الرأسمالي‬

‫إلى جانب هذه العوامل المعنوية التي تصادفت مع نشوء الفكر الكالسيكي‪ ,‬هنالك‬
‫عوامل أخرى موضوعية أو مادية‪ ،‬كان لها األثر الكبير في التعجيل بقيام التفكير‬
‫الكالسيكي‪ .‬و قبل التطرق إليها بالتفصيل يجدر القول أن البدايات األولى‬
‫لظهورالفكر الكالسيكي تمثل في أعمال دافيد ريكاردو و آدم سميث التي تصادفت‬
‫مع مرحلة تميزت باالنتقال من الصناعة الحرفية إلى الصناعة المعملية و بداية‬
‫‪.‬الرأسمالية الصناعية‬
‫‪:‬و يمكن ذكر ثالثة عوامل موضوعية أساسية طبعت هذه المرحلة[‪]2‬‬
‫النمو الديموغرافي‪ ،‬استدعى إحداث تغيير جذري على أساليب االستغالل ‪-‬‬
‫الزراعي‪ ،‬و بالخصوص القضاء على األساليب اإلقطاعية و الذي عجل بقيام‬
‫‪.‬الطبقة العمالية‬
‫التنظيم الجيد الذي عرفته المعامل باستعمالها للعناصر التكنولوجية الجديدة التي ‪-‬‬
‫نجمت عن الثورة الصناعية‪ ،‬كالعربة المتنقلة و اآللة البخارية‪ .‬هذه األخيرة‪,‬‬
‫‪.‬عجلت بالتوسع الكبير في صناعات الحديد و الصلب و قطاع السكك الحديدية‬
‫كل هذه الظواهر و األحداث شكلت جوهر اهتمام المفكرين الكالسيكيين أو بمعنى‬
‫آخر‪ ،‬فان مجال االهتمام و المالحظة عند الكالسيكيين انصب على اقتصاد في حالة‬
‫‪.‬تحول قصوى‬
‫‪:‬تعريف المدرسة الكالسيكية‬
‫إذا انتقلنا للكالم حول الفكر اإلداري المعاصر سنجد أن أول مدرسة إدارية تكلمت‬
‫حول السلوك اإلنساني وكيفية السيطرة عليه بطريقة علمية حديثة هي المدرسة‬
‫الكالسيكية‪ ،‬فهي تيار فكري حاول تطبيق العلم على اإلنسان‪ ،‬وسميت هذه‬
‫المدرسة بالكالسيكية ألنها المدرسة األولى التي تميزت بوضع األسس والقواعد و‬
‫التقاليد العريقة في اإلدارة والتي لم تكن معروفة من قبل وهي بال شك وليدة‬
‫الفترة الزمنية التي ظهرت فيها ومن أسباب ظهورها االقتصاد الرأس مالي القائم‬
‫على المشروع الحر و المنافسة ‪،‬واالتجاه إلى الترشيد و التفكير المنطقي و تفسير‬
‫السلوك اإلنساني والسلوك التنظيمي استنادا إلى مفاهيم العلوم الطبيعية النامية في‬
‫ذلك الوقت‪" .‬وقد افترضت المدرسة الكالسيكية بشكل عام بأن األفراد كسالى‬
‫وأنهم غير قادرين على تنظيم وتخطيط العمل وأنهم غير عقالنيين وأنهم‬
‫انفعاليين‪ ،‬ولهذه األسباب هم غير قادرين على أداء أعمالهم بطريقة صحيحة‬
‫وفعالة‪ ,‬وبالتالي صارت السيطرة على هذا السلوك الغير الرشيد حتمًا مقضيًا"[‬
‫‪ ،]3‬ولذا ستجد أن جميع النماذج الخارجة من المدرسة الكالسيكية تركز على‬
‫فرض نموذج عقالني ورشيد وقوي على العاملين وذلك كمحاولة للسيطرة على‬
‫‪.‬سلوكهم داخل المنظمة‬
‫المبادئ األساسية للفكر الكالسيكي‬
‫بالرغم من تعدد النظريات التي تندرج تحت هذا العنوان إال أنها جميعا تشترك في‬
‫‪:‬مبادئ رئيسية نذكر منها[‪]4‬‬
‫اإلنسان كآلة‪:‬تنظر هذه النظريات نظر محدودة لإلنسان‪ ،‬فالنموذج الذي ‪1 )-‬‬
‫تضعه هذه المدرسة لإلنسان هو نموذج آلة يمكن التحكم به كما يمكن التحكم‬
‫‪.‬باآللة‬
‫فرضية اإلنسان االقتصادي‪ :‬ترى هذه النظرية أن اإلنسان كائن اقتصادي ‪2)-‬‬
‫بمعنى أنه يمكن التأثير على كافة نواحي سلوكه عن طريق الدوافع االقتصادية‪،‬‬
‫‪.‬كزيادة األجر و المزايا المادية األخرى من عالوات و منافع‬
‫التنظيم نظام مغلق‪ :‬ال تعبر هذه النظريات األهمية المناسبة للظروف البيئية ‪3)-‬‬
‫المحيطة كمحددات على سلوك اإلنسان‪ ،‬وعلى التنظيم بشكل إجمالي‪ ،‬إذ ترى أن‬
‫‪.‬التفاعل فيه على أعضاء التنظيم الرسميين و بالقنوات المحددة‬
‫نمط المركزية الهرمي ‪ :‬تتمسك هذه النظريات بنمط المركزية الهرمي ‪4) -‬‬
‫كمبادئ أساسية للتنظيم األمثل و الذي على كافة التنظيمات أن تطبقه إذا أرادت‬
‫تحقيق أقصى درجة ممكنة من اإلنتاجية‪,‬كما تؤكد على المفاهيم السلطوية كأساس‬
‫‪.‬لسير العمل اإلداري‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نظريات و رواد المدرسة الكالسيكية‬
‫الفرع األول ‪:‬النظرية اإلدارة العلمية‬
‫نشأة النظرية العلمية *‬
‫تقترن بدايات اإلدارة العلمية باسم وجهود فريدريك تايلر وهي جهود جاءت بعد"‬
‫إضافات من كثير من الرواد األوائل أمثال ماثيو باولتن ‪ ،‬جيمس وات ‪ ،‬روبرت‬
‫أوين ‪ ،‬تشارلز بابيج ‪،‬هنري تاوني ‪ ،‬فريدريك هالسي ‪ ،‬فرانك جيل برت ‪،‬هنري‬
‫‪ .‬غانت ‪ ،‬ايمرسون وآخرون غيرهم"[‪]5‬‬
‫ولد فرد ريك تايلور عام ‪ 1856‬في والية فيالدلفيا األمريكية‪ ,‬ونشأ في عائلة‬
‫برجوازية‪ ,‬و قد عاش تايلور وهو المنظم الرئيسي ألفكار هذه الحركة في فترة‬
‫تميزت بالفساد السياسي و اإلداري وعدم الكفاية والفعالية وبدأ حياته عامال في‬
‫شركة ميدفيل للفوالذ في مدينة فيالدلفيا في والية بنسلفانيا األمريكية ‪ ،‬و تدرج‬
‫‪ .‬في العمل من مراقب عمال إلى مساعد مهندس حتى أصبح رئيسا للمهندسين‬
‫وفي الوقت الذي كان يعمل فيه استطاع أن يحصل بالمراسلة على شهادة في‬
‫الهندسة الميكانيكية من معهد ستيفنز ‪ .‬وعمل في حقل االستشارات حيث قام‬
‫باكتشاف طريقة جديدة لعمل الفوالذ ومن ثم أصبح رئيسا للجمعية األمريكية‬
‫‪.‬للمهندسين الميكانيكيين‬
‫لقد قام بالتعمق في تحليل ظواهر العصر الذي يعيش فيه ومشكالته‪ ,‬و كانت "‬
‫الورشة الصناعية" في مصنع " ميدفال" للصلب هي مجتمعه المصغر وعصره‬
‫‪.‬الذي آثار فضوله‬
‫وقد لمس تايلور بهذا واحدة من أهم مشكالت عصر الثورة الصناعية والتفوق‬
‫اآللي ‪ ,‬محرزا بذلك انتصارا باهرا في ميدان من أهم ميادين العمل الصناعي ‪.‬‬
‫وفي ذلك الوقت كانت هناك مشكلة هامة تنحصر في الشك الذي بدأ يتسرب إلي‬
‫النفوس في أن الثورة الصناعية الهائلة أخذت تعجز عن تحقيق وعودها ‪ .‬فالثورة‬
‫الصناعية التي أحدثت تغيرات جذرية في أساليب اإلنتاج‪ ,‬وساعدت بإتباع سياسة‬
‫اإلنتاج علي نطاق واسع‪ ,‬علي زيادة ثروة األمم التي اتبعت أساليبها ‪ ...‬هذه‬
‫‪:‬الثورة سرعان ما اصطدمت صداما مباشرا مع نقيضين هما[‪]6‬‬
‫الحاجة المستمرة إلي تحقيق المزيد من الربح للمؤسسات الصناعية ‪1-‬‬
‫الرأسمالية حتى يمكن لهذه المؤسسات أن تستمر في تأدية وظائفها االجتماعية‬
‫‪ .‬في مجتمع صناعي متقدم‬
‫حاجة العاملين في تلك المؤسسات إلي زيادة دخولهم حتى يتيسر لهم الحصول ‪2-‬‬
‫علي حاجتهم من ذلك التيار المتدفق من السلع والخدمات التي يقدمها النظام‬
‫‪ .‬الصناعي المتقدم‬
‫وكانت الوسيلة التقليدية لإلدارة في مواجهة هذين النقيضين هي الحزم وتخويف‬
‫العاملين بشتى الوسائل حتى يمكنها" محاصرة" مطالبهم وضغوطهم لزيادة‬
‫األجور والمهايا ‪ .‬ومنذ اللحظة التي وطأت فيها أقدام تايلور مصنع "ميدفال"‬
‫اضطر إلي االشتراك في هذا الصراع والقيام بدور رئيسي فيه وبحكم شعوره بما‬
‫يشعر به العمال لم تخف عليه مساوئ تلك الحوافز" اإلكراهية" التي كانت اإلدارة‬
‫تلجأ إليها واستطاع باختالطه الدائم بهم أن يدرك أثر تلك السياسة في تعميق‬
‫التناقض بين العمال واإلدارة ألن النتيجة الطبيعية الستجابة العمال لهذا النوع من‬
‫الحوافز القهرية هو تفاقم نفورهم من إطار العالقات االجتماعية للنظام الصناعي‬
‫‪.‬القائم إذ ذاك‬
‫ورغم إن التفكير"الهندسي" الفني كان هو الغالب علي تايلور‪ ،‬إال أن وجوده"‬
‫داخل إطار هذا الصراع جعله يركز اهتماماته علي الورشة الصناعية‪ ،‬وكيف‬
‫يجعلها أكثر تحقيقا لمطالب المجتمع الصناعي واألسرة اإلنسانية عموما ‪ ..‬فاتجه‬
‫‪.‬بحثه نحو أماكن االستعاضة عن القهر واإلكراه باإلنتاجية"[‪]7‬‬
‫وتساءل تايلور ‪ ..‬هل ثمة تعارض بين دافع تحقيق المزيج من الربح وما يطالب‬
‫به العمال من زيادة في األجور والمهايا لو أمكن الحصول علي عائد أكبر من نفس‬
‫كمية العمل وبنفس عدد اآلالت؟ ‪ ..‬إن هذا السؤال العريض هو الذي يفسر لنا لب‬
‫‪ .‬فلسفة تايلور‪ ،‬وجهود هذا الرجل العظيم في هذا الميدان‬
‫وبدأ تايلور دراساته التي مالبثت أن اتخذت شكال علميا وتبلورت فيما يعرف اآلن‬
‫باال داره العلمية ‪ .‬ويحب أن نقرر أنه في نفس الوقت الذي كان تايلور يقوم فيه‬
‫بتلك الدراسات بل وقبل ذلك‪ .‬لم تغيب هذه المشكلة عن أنظار كثير من رجال‬
‫اإلدارة‪ ,‬وكثير من المنشآت الصناعية‪ .‬ولكن كل هذه الدراسات والمجاالت لم تكن‬
‫مضاهية لتجارب تايلور ونتائجها البارزة مما جعل علم اإلدارة العلمية مقترنا دائما‬
‫‪ .‬باسم تايلور‬
‫أجرى تايلور عدة تجارب عملية دقيقة في الورش الصناعية التي عمل فيها و فيما‬
‫‪.‬يالي بعض تجارب التي قام بها تايلور‬
‫التجارب التي قام بها تايلور *‬

‫لقد اهتم تايلور في أثناء عمله بإنتاج أقصى حد ممكن عن طريق مجموعات العمل‬
‫التي يشرف عليها ‪ ،‬فلم يكن مرتاحا لنظام العمل في المصنع العتقاده بأن هذا‬
‫النظام ال يقوم على تقدير سليم لطاقة العامل اإلنتاجية ‪ ،‬بل مبني على سجالت‬
‫اإلنتاج السابقة التي تقدر عشوائيا معدل اإلنتاج المطلوب وهو مبدأ عرفه العمال‬
‫وحاولوا دوما الحفاظ عليه بدرجة مما جعل العمال أصحاب المبادرة بتحديد كمية‬
‫اإلنتاج‪.‬تعد سنة ‪ 1898‬بداية تجارب تايلور حيث ذهب في ذلك العام ليعمل في‬
‫شركة بيت لحم للفوالذ حيث قام هناك بدراساته المشهورة في عدة مجاالت على‬
‫‪:‬النحو التالي[‪]8‬‬
‫‪:‬ـ تجربة رفع الكتل المعدنية‪1‬‬
‫أجرى تايلور تجربة لرفع الكتل المعدنية على مجموعة تتكون من‪ 75‬عامل كانوا‬
‫يقومون برفع المعادن على قاطرات ‪ ،‬كان العامل الواحد عند بدأ التجربة يرفع ما‬
‫معدله ‪ 12.5‬طن من الخامات يوميا ‪ ،‬ومن دراسته ومالحظته للوضع تبين له أن‬
‫العامل الواحد يستطيع أن يرفع حوالي ‪ 47‬طن باليوم و ب ‪ %43‬من وقت العمل‬
‫فقط ‪ ،‬حيث أن الوقت المتبقي يحتاجه العامل للراحة واستعادة النشاط ‪ .‬وبالفعل‬
‫قام تايلور بتزويد العمال بالتعليمات الالزمة للقيام بالعمل مسبقا و باألدوات‬
‫الالزمة للقيام بالعمل و تحديد الوقت المناسب إلتمامه ‪ ،‬وبعد تطبيق التجربة تبين‬
‫له صدق فرضيته بالرغم من ذلك استلزم استغنائه عن‪ 8/7‬من أفراد المجموعة‬
‫التي بدأها ألنهم ال يتناسبون مع العمل المطلوب منهم ‪ ،‬وإذ لم يكونوا قادرين على‬
‫‪.‬األعمال المطلوبة إليهم‬

‫‪:‬ـ تجربة جرف الخامات‪2‬‬


‫تناولت هذه التجربة عملية جرف خامات الحديد والفحم و قد تبين له أن استعمال‬
‫العمال نفس األدوات لجرف المادتين كان سببا خفض اإلنتاج ‪ ،‬حيث أن األدوات‬
‫المستعملة كان يجلبها العمال أنفسهم وكانت ثقيلة جدا عند استعمالها لجرف‬
‫الخامات المعدنية وخفيفة جدا عند استعمالها لجرف الفحم ‪ ،‬ولتدارك ذلك فقد ألزم‬
‫اإلدارة بتصميم األدوات المناسبة لكال النوعين من العمل وبإعطاء العامل األداة‬
‫المناسبة للعمل المناسبة مما أدى إلى توفير سنوي في التكاليف بين ‪75‬ـ ‪$ 80‬‬
‫‪.‬سنويا‬

‫‪:‬ـ تجربة تغذية اآلالت بمدخالت اإلنتاج‪3‬‬


‫كانت تجربة اآلالت بمدخالت اإلنتاج استمرارا لتجارب بدأها قبل أن ينتقل إلى‬
‫شركة بيت لحم للفوالذ وتتعلق بالطرق المناسبة لتغذية اآلالت العاملة مما أدى به‬
‫إلى الوصول إلى براءة االختراع للصناعات الفوالذية ذات السرعة العالية ‪ ،‬أدى‬
‫‪ .‬إلى تقليص الوقت الالزم للعمل الى‪ 3/1‬الوقت السابق‬
‫‪$.‬وقد باع تايلور هذا االختراع في بريطانيا بمبلغ ‪100000‬‬

‫قواعد ومبادئ النظرية *‬


‫‪:‬و تتمثل المبادئ التي وضعها تايلور فيمايلي[‪]9‬‬
‫ـ االختيار العلمي لألفراد على أساس القدرات و المهارات التي تتالءم مع‪1‬‬
‫‪.‬متطلبات كل وظيفة‪ ,‬ثم تدريبهم على أفضل الطرق إلنجاز المهام بكفاءة عالية‬
‫ـ تأكيد التعاون من خالل الحوافز التشجيعية و توفير بيئة العمل التي تساعد على‪2‬‬
‫‪.‬الوصول إلى النتائج القصوى في العمل و في ظل الطريقة العلمية‬
‫ـ تقسيم العمل بين العمال واإلدارة في حدود مسؤوليات كل طرف بحيث تأخذ كل‪3‬‬
‫جماعة العمل الذي يناسبها ‪ ،‬و ذلك بدال من الحالة األولى السابقة التي كان العمال‬
‫‪.‬فيها يتحملون القسط األكبر من المسؤولية‬
‫وقد أدت هذه األفكار األربع إلى كثير من الفكر الجديد حول التنظيم اإلدارة و هي‬
‫‪.‬إلى حد كبير جزء من الممارسة التنظيمية إلدارة اإلنتاج في الوقت الحاضر‬
‫إثبات إن اإلدارة الحاقة علم ثابت يعتمد علي قوانين واضحة وأساليب ذات ‪4-‬‬
‫قواعد ثابتة ال يرقي إليها الشك وأن هذا العلم يمكن تطبيقية علي كافة مظاهر‬
‫‪ .‬نشاطنا اإلنساني من أبسط العمليات الفردية إلي أعقد األعمال الجماعية[‪]10‬‬

‫نظرية اإلدارة العلمية *‬


‫انطالقا من المبادئ التي حددها تايلور فقد أكد على األسس التي تحكم نظام العمل‬
‫من حيث هيكلة الجهاز اإلداري و توزيع األعمال و سبل دراسة المشاكل ومن هذه‬
‫‪:‬األسس[‪]11‬‬
‫ـ تقسيم العمل و التخصص‪ :‬ترى اإلدارة العلمية أن لتخصص اثر كبير على ‪1‬‬
‫اإلنتاج و كفاءته إلى جانب انه يؤدي إلى ضمان السير الحسن للعملية اإلنتاجية‬
‫فال بد لنجاح و زيادة كفاءة العمل من تقسيم األعمال إلى خطوات متعددة بحيث‬
‫يتولى كل شخص مهمة محددة ‪ ،‬األمر الذي يساعد على إتقانها أكثر مما لو تم‬
‫‪.‬توزيعه على مهمات عديدة‬
‫ـ طريقة مثلى للعمل ‪ :‬يعتقد تايلور بإمكان أداء عملية إنتاجية واحدة بعدة طرق ‪2‬‬
‫قد تصل إلى ‪ 50‬أو ‪ 100‬طريقة لكن تبقى طريقة واحدة مثلى ألداء العمل بأقل‬
‫جهد و في وقت أفضل بالنسبة لتايلور لذلك أوصى بِاكتشاف والبحث عن الطريقة‬
‫المثلى وذلك يكون بمراقبة فئة من العمال أثناء تأديتهم لعملهم و كذلك بالقيم‬
‫‪.‬ببحوث وهنا يجب أن تتدخل اإلدارة بالقيام بهذا الواجب و ليس العمال‬
‫ـ تحديد كمية العمل و تنظيمه‪ :‬أدركت اإلدارة العلمية بأن مشكلة اإلدارة مع‪3‬‬
‫العمال يرجع إلى عدم إدراك اإلدارة لنقطة البداية الصحيحة و هي تحديد المعدل‬
‫المقبول لإلنتاج ‪ ،‬الن اإلدارة كانت تستخدم الضغط على العمال كطريقة لتوجيه‬
‫العمال‪ .‬أما اإلدارة العلمية آن ينتهي ذلك الصراع بتحديد كمية اإلنتاج المطلوبة‬
‫ليوم عمل واحد و لكل وظيفة بطريقة علمية‬
‫ـ وحدة األوامر‪ :‬أثبتت الدراسات التي قام بها تايلور واهم رواد اإلدارة العلمية‪4‬‬
‫ضرورة وحدة مصدرها ‪ ،‬إذ ال يستطيع الفرد احتمال ازدواجية المسؤولية إن‬
‫تعددت مصادر إصدار األوامر ‪،‬إذ ال يمكن للعامل أن يطبق أمرين مختلفين من‬
‫‪.‬مصدرين مختلفين‬
‫ـ دراسة اإلجهاد الجسمي[‪ :]12‬وقد قام بهذه الدراسة كل من تايلور وجلبرت و‪5‬‬
‫هذا في مجال اإلجهاد الذي يصيب العمال أثناء القيام بعمله ‪ ،‬و هو اإلجهاد الغير‬
‫ضروري والذي ينشأ نتيجة لقيام العامل بحركات غير ضرورية أثناء عمله ‪ ،‬وهذا‬
‫ألنه يعمل بطريقة خاطئة بسبب نقص التدريب و الوعي ‪ ،‬هذا ما أدى إلى محاولة‬
‫كل من تايلور و جلبرت القضاء على اإلجهاد غير ضروري وذلك من خالل‬
‫دراسات الزمن و الحركة حيث يتم تسجيل كافة الخطوات والزمن الذي يستغرقه‬
‫أداء كل منهما وذلك من أجل حذف الحركات الغير ضرورية التي تتسبب بإجهاد‬
‫‪.‬العامل‬
‫تقييم نظرية اإلدارة العلمية *‬
‫لقد نجحت اإلدارة العلمية في تحقيق زيادة في اإلنتاج و هذا ما كانت تسعى إليه إال‬
‫‪:‬أنها قد تعرضت لعدة ِانتقادات تمثلت فيما يلي‬
‫ـ مساواة تايلور بين البشر و اآلالت و هذا ما أدى إلى ظهور معارضة شديدة من‬
‫نقابات العمال خاصة في بريطانيا و الو‪.‬م‪.‬أ ألنهم رأوا أن أسلوبه و منهج اإلدارة‬
‫العلمية جاء على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن‬
‫ينتظم في خط اإلنتاج عاما كاآللة تحسب عليه حركاته و يعمل وفق لخطوات‬
‫‪ .‬روتينية متكررة تبعث على السأم وقتل روح اإلبداع‬
‫ـ افتراض تايلور أن الموظفين ال يمكن تحفيزهم إال بالمال وهذا غير دقيق وغير‬
‫‪ .‬صحيح ألنه يمكن تحفيز العمال بتوفير جو عمل مالئم و مريح‬
‫ـ افتراض وجود أفضل طريقة ألداء العمل ليس منطقيا الن هذا مرتبط بنوع العمل‬
‫‪.‬و الظروف المحيطة بالعامل‬
‫ـ ركزت النظرية على التقليل من اإلجهاد البدني للعامل الذي يأتي من حركات يقوم‬
‫‪ .‬بها العامل وهو اإلجهاد الغير ضروري لكنها تجاهلت اإلجهاد النفسي‬
‫ـ تجاهلت العامل اإلنساني فألزمت العامل بالقيام بأعمال قد تكون قاسية و غير‬
‫‪.‬مريحة للعامل‬
‫ورغم هذه االنتقادات إال انه يوجد لهذه النظرية ايجابيات و محاسن تمثلت فيما‬
‫‪ :‬يلي‬
‫ـ تصدي هذه النظرية للمشاكل بسالح العلم و ذلك باتخاذها من العلم منهجا و بذلك‬
‫‪.‬بالقيام بالبحوث و الدراسات وهي أدوات التحليل الحديث وأساس التنظيم‬
‫ـ لم تكتف هذه النظرية بما توصل إليه من النظريات السابقة وإنما أجرت عليها‬
‫‪.‬دراسات و تجارب و وضعت بناء على ذلك نظريات و مبادئ تحكم العمل‬
‫ـ لقد ثبت فيما بعد أن المؤسسات و اإلدارات التي تعمل بمنهج اإلدارة العلمية‬
‫تحقق نتائج جديدة و أفضل من المؤسسات و اإلدارات التي تعمل على أسلوب‬
‫‪.‬التجربة و الخطأ‬
‫الفرع الثاني‪:‬البيروقراطية‬
‫يعود إنشاء هذه النظرية في اإلدارة إلى جهود العالم األلماني ماكس فيبر ‪،‬وهو"‬
‫عالم اجتماع عايش الجدل القائم بين أنصار نظرية اإلدارة العلمية ونظرية‬
‫العالقات اإلنسانية ‪،‬وكعالم اجتماع فقد وضع أسسا علمية في اإلدارة تأخذ بعين‬
‫االعتبار كافة األطراف ذات العالقة بالمنظمة سواًء كانت داخلية أم خارجية لتحقق‬
‫الحد من الكفاءة اإلدارية واإلنتاجية سميت بالبيروقراطية ‪ .‬وتتكون كلمة‬
‫وتعني مكتب‪ ،‬وكراسي "‪"BUREAU‬البيروقراطية من مقطعين هما‪ :‬بيرو‬
‫وتعني سلطة أو حكم ‪،‬وبالتالي يصبح معنى بيروقراطية سلطة المكتب "‪"cracy‬‬
‫أو حكم المكتب"[‪ .]13‬تفترض هذه النظرية أن الناس غير عقالنيين وأنهم‬
‫انفعاليون في أدائهم للعمل‪ ،‬مما يؤدي إلى جعل االعتبارات الشخصية سائدة في‬
‫العمل وجعل االعتبارات العقلية والموضوعية غير واردة في محيط العمل‪ ,‬وقد‬
‫انعكس ذلك على وضعهم للنموذج البيروقراطي من أجل السيطرة على السلوك‬
‫اإلنساني داخل المنظمات‪ ،‬حيث تذكر النظرية أنه سيتم السيطرة على السلوك‬
‫‪.‬اإلنساني من خالل وجود نظام صارم للقواعد واإلجراءات داخل المنظمة‬
‫‪:‬أسس البيروقراطية من بين أسس البيروقراطية مايلي[‪* ]14‬‬
‫تقسيم العمل‪ :‬إذ أن رواد هذه النظرية نادوا بضرورة تقسيم العمل و تحديده )‪1‬‬
‫‪.‬وفق قواعد ثابتة و على أساس التخصص الوظيفي‬
‫‪.‬توزيع األعمال و األنشطة على العاملين بعد تحديد واجباتهم تحديدا دقيقا )‪2‬‬
‫‪.‬التنظيم المكتبي للمستندات و القواعد و التعليمات )‪3‬‬
‫‪.‬اختيار العاملين على أساس الكفاءة و المعرفة الفنية[‪4) ]15‬‬
‫ضرورة الفصل بين الملكية العامة و الملكية الشخصية‪ .‬و التمييز بين دخل )‪5‬‬
‫‪.‬الفرد و ثروته الشخصية‬
‫‪.‬أن تتصف التعليمات بالثبات و العمومية و الشمول )‪6‬‬
‫‪:‬تقييم نظرية البيروقراطية *‬
‫إن مبادئ البيروقراطية في ذاتها ليس فيها ما يعيبها‪ ،‬إال أنه عند تطبيقها تجد‬
‫العاملين يهابون من أي تصرف نظرًا للخوف من عدم وجود قاعدة أو إجراء‬
‫تسمح بهذا التصرف مما قد يوقعهم في العقوبة‪ ,‬ولذلك فالبيروقراطية الزائدة‬
‫‪.‬تؤدي إلى قتل روح اإلبداع واالبتكار‬
‫‪.‬حصر السلطة بيد المستويات العليا في المؤسسة[‪· ]16‬‬
‫إن هذه النظرية ال تختلف عن سابقتها‪ .‬نظرية اإلدارة العلمية‪ ,‬في عدم إهتمامها ·‬
‫باإلنسان و اعتباره آلة تحدد تحركاته تعليمات محددة سلفا‪ ,‬و بذلك تقتل روح‬
‫‪.‬اإلبداع و المبادرة[‪]17‬‬
‫عجز النظرية البيروقراطية عن إستيعاب التنظيم غير الرسمي‪ ,‬و معالجة ·‬
‫‪.‬المشكالت الطارئة‪ ,‬و إستعاب التطور التكنولوجي‬
‫‪.‬كما ال تعترف النظرية بأثر البيئة على التنظيم‪ ,‬و إعتبرت المنظمة نظاما مغلقا ·‬
‫رغم كل االنتقادات ال تزال تعتبر البيروقراطية فعالة في بعض الدول‪ ،‬إذ أنه وكما‬
‫تدل الوقائع فان الدول التي تطبق هذا النموذج والدول التي طبقته في السابق‬
‫حققت تقدما ملحوظا‪ ،‬ويتناسب التخلف اإلداري مع البعد عن هذه النظرية ‪،‬‬
‫‪.‬وتخطي األسس التي تقوم عليها‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية المبادئ اإلدارية‬
‫تتشابه افتراضاتها حول السلوك اإلنساني مع االفتراضات التي تبنتها اإلدارة‬
‫العلمية إال أنها اختلفت معها في األسلوب الذي يمكن أن تتخذه المنظمة للتحكم في‬
‫السلوك اإلنساني‪ ،‬فلئن كانت اإلدارة العلمية قد ركزت على وجود تصميم مثالي‬
‫أوحد ألداء العمل بجانب الحوافز المادية‪ ،‬فقد جاءت نظرية العملية اإلدارية لتقول‬
‫أنه يمكن السيطرة على السلوك اإلنساني من خالل العملية اإلدراية والقواعد‬
‫واألوامر‪ ،‬أي من خالل تصميم محكم للعمليات اإلدارية كالتخطيط والتنظيم‬
‫والتوجيه والرقابة‪ ,‬وأيضًا من خالل وضع ضوابط محددة لألداء يسيطر على‬
‫‪.‬السلوك اإلنساني‬
‫ومن أشهر رواد هذا النموذج الفرنسي هنري فايول وهو إداري ومهندس فرنسي‬
‫متميز عمل في الحكومة وفي القطاع الخاص حيث عين مديرا عاما لشركة مناجم‬
‫الفحم الفرنسية التي كانت تعاني من مشاكل إدارية وإنتاجية كادت تؤدي بها إلى‬
‫اإلفالس فتمكن من إنقاذها ومعالجة أمورها‪ ،‬بعد أن قام بدراسة وتحليل تلك‬
‫المشاكل واستنبط منها قواعد عامة تتعلق خاصة باإلدارة العليا للشركة و قد‬
‫‪ .‬ظهرت أفكار فايول في كتابه المشهور اإلدارة الصناعية و العامة عام ‪1916‬‬
‫و قد قسم المؤسسة إلى ستة وظائف أساسية ولكل وظيفة جزء من النشاط‬
‫‪:‬والزالت إلى يومنا هذا مع بعض التغيرات[‪]18‬‬
‫‪.‬األنشطة الفنية ( إنتاج و التصنيع) ‪1.‬‬
‫‪.‬األنشطة التجارية ( الشراء) ‪2.‬‬
‫‪.‬األنشطة المالية( البحث عن رأس المال) ‪3.‬‬
‫‪.‬أنشطة الضمان والوقاية ( حماية الممتلكات و األشخاص) ‪4.‬‬
‫‪.‬األنشطة المحاسبية ( اإلحصاء) ‪5.‬‬
‫األنشطة اإلدارية ( و هي العمليات اإلدارية التي تتألف من التخطيط و التنظيم ‪6.‬‬
‫‪.‬و التنسيق و التوجيه و الرقابة)‬
‫المبادئ اإلدارية‪ :‬تقسيم العمل‪,‬السلطة والمسؤولية‪ ,‬االنضباط وااللتزام بقاعد‬
‫السلوك والعمل‪ ,‬وحدة إصدار األمر‪ ,‬وحدة التوجيه‪ ,‬مساندة المصلحة الشخصية‬
‫للمصلحة العامة‪,‬مركزية السلطة‪ ,‬طريقة تفويض السلطة‪,‬الترتيبالمساواة في‬
‫‪.‬المعاملة‪,‬االستقرار في العمل‪ ,‬المبادأة ‪ ,‬التعاون‪ ,‬المكافأة والتعويض‬
‫نقد نظرية المبادئ اإلدارية‪ :‬من بين اإلنتقادات التي وجهة لهده النظرية مايلي[ *‬
‫‪]19:‬‬
‫تعارض بعض المبادئ اإلدارية مع اإلدارية مع البعض اآلخر‪ ,‬مثل تعارض ‪1.‬‬
‫‪.‬مبدأ نطاق اإلشراف و مبدأ تقليل عدد المستويات التنظيمية‬
‫كما أن بعض هذه المبادئ ال يمكن و ضعها موضع التنفيذ إذ ال يوجد لها ‪2.‬‬
‫‪.‬محددات دقيقة مثل التخصص و وحدة األمر‬
‫وجود التشويش في مسميات المبادئ و دالالتها إذ ال يوضح كاتبها ما يقصده ‪3.‬‬
‫‪.‬بالمبدأ‬
‫‪.‬كما يوجه البعض نقده إلى فعالية هذه المبادئ ‪4.‬‬
‫وأخيرا يجزم بعض روادها بصالحيتها في كل الظروف و األزمنة بينما يعتبرها ‪5.‬‬
‫‪.‬اآلخرون عونا لإلداريين في بعض الحاالت‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم عام للمدرسة الكالسيكية‬

‫تعتبر األفكار و النظريات والمبادئ التي جاء بها المفكرين الذين صنفناهم ضمن‬
‫المدرسة الكالسيكية أفكار على قدر كبير من األهمية ‪ ،‬إذ أن دعاتها رجال وعوا‬
‫العصر الذي عاشوا فيه واستجابوا له استجابة رائعة فقد كان هدف زيادة اإلنتاج‬
‫في سلم األوليات في المجتمعات الغربية ‪ ،‬كان العمال غير مهرة وغير مدربين‬
‫ومن مستويات ثقافية متدنية وكانت الحوافز االقتصادية ذات اثر فعال في نفوس‬
‫العاملين ‪ ،‬وذلك فقد أكدت دراسات الزمن و الحركة سبيال ممتاز أثبتت نجاعته في‬
‫تحسين اإلنتاج و زيادته و ساهم وال شك في تقدم المجتمعات الصناعي‪ ,‬وكذلك ال‬
‫تزال المبادئ والعناصر اإلدارية التي آتى بها أتباع النظريات المختلفة على الرغم‬
‫مما توصف به من قصور وعدم الواقعية إال أنها تبقى إطارا مفيدا وتراثا فكريا‬
‫مفيدا حتى اآلن فال تزال النظرية البيروقراطية إطارا علميا لفهم البيروقراطية‬
‫الحكومية و إعادة تنظيم أجهزتها على الرغم من مضى ثمانين عاما على وضعها‬
‫ومع هذا فان ما تقدم ال يعني بآي حال من األحوال كمال تلك النظريات و تحصنها‬
‫ضد النقد العلمي ‪ ،‬فهي وال شك عجزت عن إدراك كثير من األمور لم تكن ذات‬
‫‪ :‬أهمية في حينه وفيما يلي بعض الماخد عليها‬

‫لقد دعاة النظرية فهما محدودا لطبيعة اإلنسان ‪ ،‬فقد رأوا فيه كائنا جامدا كاآللة"‬
‫يجب إعادة قولبته بشكل يتناسب مع العمل المطلوب منه ‪ .‬و كذلك فان اإلنسان في‬
‫نظر هذه النظريات إن لم يكن جامدا فهو إنسان اقتصادي يمكن تعديل سلوكه‬
‫بالتأثيرات االقتصادية كزيادة األجر و الحوافز المادية األخرى ‪ .‬إذ إن رد فعله‬
‫العكس سيكون حتما زيادة اإلنتاج و التماشي مع إرادة اإلدارة ‪ ،‬و كذلك فان‬
‫اإلنسان في نظرهم صراحة كان أو ضمنيا كسول وقصير النظر و أناني وغير قادر‬
‫على إصدار القرارات الجديدة إلى غير ذلك من االفتراضات السلبية وهذه‬
‫االفتراضات تجافي المنطق و الواقعية على األقل من المنظور العصري الحالي مما‬
‫‪.‬أوقع التنظيمات اإلدارية المبنية عليها في مشاكل كثيرة"[‪]20‬‬

‫تعتبر افتراضات إتباع هذه النظريات عن طبيعة األجهزة اإلدارية و البيئية التي"‬
‫تعمل فيها بعيدة عن الصحة ‪ ،‬فهم يفترضون أن األهداف معروفة واألعمال‬
‫روتينية متكررة وان التنظيم نظام مغلق و محصن ضد التأثيرات البيئية وهذا األمر‬
‫لم يعد صحيحا وال واقعيا‪ .‬ولم تكن بعض المبادئ التي جاءت بها هذه المدارس‬
‫قائمة على التجربة وال على عالمية التطبيق"[‪ ، ]21‬بل تتناقض مع بعضها كما‬
‫هو األمر بالنسبة لمبدأ وحدة األمر و مبدأ التنسيق ‪ ،‬فالمبدأ األول يقض أن ال‬
‫يكون للمرؤوس أكثر من رئيس واحد بينما بنص المبدأ الثاني على ضرورة وجود‬
‫أكثر من رئيس للمرؤوسين إذا كان عمله ذو تأثير على أعمال اآلخرين الن ذلك‬
‫يساعد على زيادة حاالت االحتكاك والتضارب إن هذا التناقض ال يقتصر على‬
‫هذين المبدأين بل يشمل كثيرا منها‬

‫لقد أتت النظرية العلمية خاصة و الكالسيكية عامة مفاهيم جديدة والعالقة بين‬
‫العامل واإلدارة ولقد وضعت مناهج جديدة متمثلة خاصة في التصدي لمختلف‬
‫المشاكل بسالح العلم وقد فتحت األبواب لعدة نظريات أخرى للظهور و البروز ‪،‬‬
‫على الرغم من ان هذه النظرية قد تعرضت لعدة انتقادات و كذلك اتساع الهوة بين‬
‫اإلدارة والنقابات العمالية إال أنها قد نجحت في تحقيق عدة مبتغيات كانت تهدف‬
‫إلى تحقيقها‬

You might also like