Professional Documents
Culture Documents
كان ظهور ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام االرتباط بالتطور
الذي شهدته الدول األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة .فقد كان هذا التطور كبيرا من
حيث التغيرات التي حدثت فيه ،وشامال من حيث النواحي التي أثر عليها ،ألنه أثر في كل الجوانب التي
تتكون منها مختلف أوجه الحياة الحضارية أي االقتصادية واالجتماعية والسياسية .فإذا كان التطور
االقتصادي الذي شهدته المجتمعات األوروبية قد نقلها من مرحلة االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحلة
الرأسمالية التجارية على نحو ما وقفنا عليه لدى التجاريين ،فإن الرأسمالية لم تتوقف عند هذا الوضع ،
بل تطورت حتى وصلت في حوالي منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا صناعيا وذلك بفضل
الثورة الصناعيةالتى شهدها العالم ما بين نهاية قرن 18وبداية القرن . 19
انطالقا من هنا يمكننا طرح اإلشكالية التالية و التي تفيدنا في تعميق البحث وفق ما يلي:
*ماهية المدرسة الكالسيكية في التسيير ؟
*ما هي خطوات هذه المدرسة ؟
سنحاول اإلجابة على هذه األسئلة من خالل تقسيم البحث إلى ثالثة مباحث ,يتناول األول مفهوم عام
حول الكالسيكية في االدارة وتطورها التاريخي ,لننتقل بعدها في المبحث الثاني إلى اهم النظريات التى
عرفتها مع اشهر روادها ثم المبحث الثالث كتقيم لنجاحات وسلبيات المدرسة
المبحث األول :مدخل إلى المدرسة الكالسيكية في ادارة الموارد البشرية
إن مفهوم الكالسيكية له عدة مفاهيم تطورت بتطور العامل البشري ولهذا فإننا حاولنا أن نعطي أهم
المفاهيم التي عرفتها المدرسة مع تزامن تطورها.
المطلب األول :تعريف المدرسة الكالسيكية :
ً
بداية البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية ( )CLASSIQUEإذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى
الكلمة هو( الشيء التقليدي أو القديم ) .لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أو المثالي أو
النموذجي أو الممتاز وهي كلمة يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر،إذ
أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام مدرسة اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في
بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام ،حيث أعترف لها بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى
درجة الكمال واليقين.وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع الشخصية واألخالقية وباالعتماد
على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل.وبهذا أعطت االقتصاد صفته العلمية
الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين[]1
المطلب الثاني :نشأة المدرسة الكالسيكية:
ظهرت المدرسة الكالسيكية والتي تمثل الرافد االول من الفكر االداري في اواخر القرن الثامن عشر,
وتعتبر نتاج التفاعل بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي
مرت بها المدرسة
* مرحلة ظهور الثورة الصناعية :أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية:
)1التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال.
)2ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل.
)3تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع.
)4إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة.
* مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة :كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك
تايلور بعرضه لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة إلى جانبه ''فرنك جلبرت''
و''وهنري جانت'' و 'هنري فايول'' و''ماكس ويبر'' من خالل بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث
كانت البوادر االولي لميالد المدرسة الكالسيكية
*مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي :كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة
حتمية للرد على ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار العشوائية في تسيير االدارى وكان
تأثره لمبادئ تايلور وبذور االولي في ظهور الكالسيكية
هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشاة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من
فروع علم اإلدارة وتحملها فيها فيما يلي:
* التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من
قبل
* زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين]2[.
المطلب الثالث :مفهوم االدارة في ظل المدرسة الكالسيكية
عرفها فريدريك تايلور Fredrick Taylorمن مواليد الواليات المتحدة األمريكيةمارس 1856عمل
في أحد مصانع الحديد في والية فيالدلفيا مهندسا ،وأثناء عمله الحظ انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت
والجهد والمواد دون تحقيق فائدة إنتاجية ،وسرعان ما قام بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة
الكفاءة اإلنتاجية ،ونشر تجاربه بعد ذلك في كتابه المعروف بمبادئ اإلدارة العلمية عام 1911هو أبو
اإلدارة العلمية
االدارة هي المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال أن يعملوه ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة
وأرخصها [.]3
أما هنري فايول ( ، )1841-1925( )Henry Fayolفرنسي االصل ،عمل مديراً تنفيذيا ً لشركة
صناعية صغيرة في فرنسا ،ومن خاللها نال خبرته العملية التي قادته إلى النجاح في مجال اإلدارة
الصناعية ،وعمل على تطوير منهجية النظرية اإلدارية ،ووثق ذلك في كتابه المشهور اإلدارة العامة
والصناعية عام 1916م.
الذي يعتبر بحق األب الحقيقي لإلدارة الحديثة فيعرفها قائالً أن تقوم اإلدارة معناه أن تتنبأ وأن تخطط
وأن تنظم وأن تصدر األوامر وأن تنسق وأن تراقب[.. ]4
أما ماكسيميليان كارل إميل ويبر (باأللمانية 21( )Maximilian Carl Emil Weber :أبريل
14 – 1864جوان )1920كان عالمًا ألمانيًا في االقتصاد والسياسة ،وأحد مؤسسي علم االجتماع
الحديث ودراسة اإلدارة العامة في مؤسسات الدولة ،وهو من أتى بتعريف البيروقراطية ،وعمله األكثر
شهرة هو كتاب "األخالق البروتستانتية وروح الرأسمالية" حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم
االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية
والشرقية ،وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عرف الدولة :بأنها الكيان الذي يحتكر االستعمال
الشرعي للقوة الطبيعية ,وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة .درس فيبر جميع األديان
وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية.
فقد عرفا اإلدارة بأنها :وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق اآلخرين ومعهم [. ]5
اهم تعاريف الموجودة لالدارة
التعريف األول " :عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ
أهداف المنظمة والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة "
التعريف الثاني " :النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة األهداف ،وتجميع الموارد المطلوبة
واستخدامها بكفاءة ،لتحقيق نمو المنظمة واستقرارها ،عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها :التخطيط
والتنظيم والتوجيه والرقابة والتقويم.
وت ّم التأكيد على أن اإلدارة "مجموعة متكاملة من الخبرات والمهارات والقدرات أغلبها مكتسب بالتعليم
والتدريب والمران العملي ،وقليل منها فطري موروث .وهي إلى جانب ذلك علم وتقنية"
التعريف الثالث " :هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار
والوقت من خالل العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط ،والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق
األهداف "[]6
هذا ويقصد بـالموارد:
-الموارد البشرية :األفراد الذين يعملون في المنظمة.
-الموارد المادية :كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآالت..
-الموارد المالية :كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير األعمال الجارية واالستثمارات الطويلة
األجل.
-المعلومات واألفكار :تشمل األرقام والحقائق والقوانين واألنظمة.
-الوقت :الزمن المتاح إلنجاز العمل.
اإلدارة هل هي فن أم علم؟.
اإلدارة فن ألنه البد للمدير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق األفكار والنظريات والمبادئ اإلدارية
بطريقة ذكية ولبقة تعكس الخبرة والتجربة و الممارسة
واإلدارة علم ألننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية وبذلك يمكن القول أن اإلدارة هي
فن وعلم في نفس الوقت ،فالعلم يعلم اإلنسان أن يعرف بينما الفن يعلمه أن يعمل.
يعتبر فردريك تايلور المؤسس األول لحركة اإلدارة العلمية ،ويهمنا في حياة العالم فرديك تايلور العملية
أن كان في البداية عامال في مصنع ،ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مهندسا ،ثم أصبح على
قمة الهرم الوظيفي لالستشاريين من المهندسين في احد المصانع األمريكية ن وكان حجر األساس في
مبادئ تايلور العلمية هو تحقيق أقصى كفاية إنتاجية لألفراد واآلالت المستخدمة في اإلنتاج من خالل ما
يعرف بدراسة الزمن والحركة .
أ -إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من اسلوب الحدس والتقدير ،وذلك من خالل
تعريف طبيعة العمل تعريفا دقيقا ،واختبار أفضل طرق األداء ،وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى
،والمدة الزمنية المطلوبة لتحقيقه
د -تحديد المسئولية بين المديرين والعمال ،بحيث تتولى اإلدارة التخطيط والتنظيم ،ويتولى العمال
التنفيذ.
هـ -ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية
و -إحكام اإلشراف والرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة والمسئولية في
القدرة على التوجيه الذاتي []1
أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية ,فإصرار
المنظمات على األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصا ً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج واألرباح
سنوياً ,جاء على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج
تماما ً كاآللة ,تحسب عليه حركاته ,ويعمل وفقا ً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل ,وتقتل
المبادأة واالبتكار والطموح ,وقد أدى ذلك إلى مقاومة العمال لهذا األسلوب ,فقد تبينوا أنهم مجرد آالت
وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية هو زيادة اإلنتاج على حسابهم ,فعارضوا تطبيقها ,ودخلت النقابات
العمالية ,وأخيراً تدخلت الحكومة األمريكية لمنع تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في الترسانة الحكومية
وغيرها من المصالح.
والواقع أن أهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة
للتركيز كلية على المشروع ,ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج ,لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى
حين على دراسة ترشيد إدارة المصنع ,بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية
للعاملين فيه)2(.
ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية
المثالية التي تصف مايجب أن يكون ,وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ,
وأهملت اإلنسان والعالقات اإلنسانية داخل التنظيم ,كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على
مستوى المصنع ,ولم تعط االهتمام الكافي لحقيقة التفاعل والتبادل بين التنظيم
المطلب الثاني :نظرية شمولية االدارة او االدارة الوظيفية هنري فايول
إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات
التنظيم والتصميم اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة ,حيث إن هنري فايول فرنسي,
وليندال أرويك بريطاني ,أما لوثر جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة
أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ اإلدارية التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة ,وذلك فإن أفكار
هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريداً من نظرية اإلدارة العلمية واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية
العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد علم إداري.
لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ,بأنه كان من بين الكتاب
األوائل الذين حاولوا تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا ,بينما كان تايلور يعمل
في خط اإلنتاج ,ومن ثم اهتم فايول بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة ,وحاول يطور نظاما ً فكريا ً
إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته.
فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع
الكفاءة اإلنتاجية للعامل في المصنع ,كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري
فايول رجل الصناعة الفرنسي لوضع نظرية عامة لإلدارة ,اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في
فرنسا عام 1916م تحت عنوان " اإلدارة الصناعية والعامة ".
ولم يترجم هذا المؤلف الذي نشر بالفرنسية إلى اإلنجليزية حتى عام 1929م في بريطانيا ,وعام
1949م في الواليات المتحدة األمريكية .وإن كان جانب من إنتاج فايول قد تضمنته مجموعة الوثائق
التي أصدرها لوثر جوليك وليندال أرويك عام 1937م.
وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة ,ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في
تحديد أسس اإلدارة ,ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط
اإلداري ,وفي إيمانه القوي بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها ,ووجوب تدريسها .فلقد اهتم فايول
باإلدارة في قطاع األعمال ,ولما كانت األصول العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة
وإدارة األعمال ,ونظراً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري.
لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة , ,وهي على النحو
التالي(: )3
-1النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع).
-2النشاطات التجارية ( المشتريات ,المبيعات والتبادل).
-3النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ,االستثمارات والمصروفات).
-4النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص).
-5النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف واإلحصاءات).
-6النشاطات اإلدارية ( التخطيط ,التنظيم والتوجية ,التنسيق والرقابة).
وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها .كما أكد على أهمية النشاطات
اإلدارية بالنسبة للوظائف العليا ,فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة
وفعالة.
ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية:
)1صفات اإلداريين وتدريبهم.
)2األسس العامة لإلدارة.
)3وظائف اإلدارة.
أوالً :صفات اإلداريين وتدريبهم
يرى فايول أن اإلداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب توافرها ,وهي صفات
جسمية وصفات ذهنية وصفات أخالقية ,يضاف إليها سعة إطالع المديرين وثقافتهم العامة .وأشار فايول
إلى أن أهمية هذه الصفات نسبية ,وأن القدرات والمهارات اإلدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع المدير في
السلم اإلداري ,في حين تكون القدرات والمهارات الفنية مهمة في المستويات اإلدارية الوسطى والدنيا.
ثانيا ً :األسس العامة لإلدارة()4
مع تسليم فايول بأن أسس اإلدارة مرنة وال تعبر عن قواعد ثابتة ومحددة ,فقد وضع أربعة عشر ( )14
مبدأ من مبادئ اإلدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته وخبراته مؤكداً أنها تتضمن حسن أداء المدير
لدوره إذا ما التزم بها وسار عليها ,وهذه المبادئ هي :
-1تقسيم العمل :ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به االقتصاديون كضرورة
لالستخدام األمثل للقوى العاملة ,ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات اإلدارية
والفنية.
-2السلطة والمسؤولية :أوضح فايول االرتباط الوثيق بين السلطة والمسؤولية ,وأن األخيرة موزاية
للسابقة منبثقة عنها ,ويرى فايول السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي
واختصاصاته ,والسلطة الشخصية التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة.
-3اإللتزام بالقواعد :وهي في نظر فايول احترام االلتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر
االحترام ,ويقرر فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع
المستويات.
-4وحدة األمر /وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه األامر والتوجيهات ويرفع إليه
التقارير.
-5وحدة اإلتجاه :ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة
واحدة ,وتختلف عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط ال باألفراد.
-6خضوع األفراد للمصلحة العامة :وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح
العاملين مع المصالحة العامة أو األهداف العامة للمنظمة ,وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم
واستمراريته.
-7المكافآت :يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع
المستويات.
-8المركزية :ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها ,وهذا المدى يتختلف من منظمة ألخرى,
وتحكمة ظروف وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري ,ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين المركزية
المطلقة والمركزية الكاملة.
-9تسلسل القيادة :يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي.
-10النظام :ويقصد به فايول وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين ،نظام
مادي يعني بوضع اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل ,ونظام اجتماعي يتهم
بوضع كل شخص في المكان المناسب ,كما يتهم بتنسيق الجهود ,وتحقيق االنسجام بين نشاطات الوحدات
المختلفة في التنظيم.
-11العدالة :يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم وانتمائهم ,وأن
يلتزم كل منهم بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه.
-12االستقرار الوظيفي :ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة ,كما يؤكد على أن
المنظمات الناجحة هي المنظمات المستقرة.
-13المبادأة :المبادأة عند فايول تعني المبادرة إلعداد الخطط وكيفية تنفيذها ,ويطالب فايول الرؤساء
بإعطاء الفرصة للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح اإلبتكار.
-14العمل بروح الفريق :يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية االتصاالت الفعالة ,والتعاون
بين الرئيس والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال بكفاءة وفاعلية .وهو مايرتبط بقدرة القائد اإلداري على
التأثير في سلوك العاملين.
ثالثا ً :وظائف اإلدارة :حيث يرى فايول أن وظائف اإلدارة تشمل على(: )5
)1التخطيط
)2التنظيم
)3التوحيه
)4التنسيق
)5الرقابة
وقد كرس هنري فايول جانبا ً من اهتماماته كممارس لإلدارة لمناقشة هذه الوظائف .وقد كان ألفكاره وما
تركته من أثر مميز في الفكر اإلداري – سواء في فرنسا أو غيرها – أهمية ال تقل عن أهمية األثر الذي
تركته أفكار فريدريك تايلور في الفكر اإلداري األمريكي.
المطلب الثالث :النظرية البروقراطية ماكس ويبر
عتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية التنظيم العلمية ,وقد هدف فيبر من
نظريته عن البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك
التنظيمي.
وكان ويبر يقصد بتعبير البيروقراطية أن يصف النموذج المثالي ( )Ideal Typeللتنظيم والذي يقوم
على اساس من التقسيم االداري والعمل المكتبي.
ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيا ً لما تتضمنه من معان متعددة ,وفق الهدف من
استعماله ,وذلك أن مصطلح البيروقراطية ( )Bureaucracyيتكون من كلمتين Bureauبمعنى
مكتب و Cracyبمعنى حكم ,والكلمة في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب ,وبعبارة أخرى
فإن البيروقراطية تعني أسلوب ممارسة العمل اإلداري من خالل التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من
خالل هذا التنظيم ,ومن جهة أخرى ,فإن كلمة Bureaucratsتعني الموظفين المكتبيين ,أي الذين
يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب الحكومية.
وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت التي شاع فيها ,فعلى سبيل المثال :
-1قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخما ً يتسم بخصائص ومميزات معينة.
-2وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل
المكاتب أو التنظيمات اإلدارية.
-3وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام ,أو التنظيم اإلداري الحكومي.
-4وقد تعني البيروقراطية الدور ( )Roleالذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي
وذلك لتنفيذ السياسة العامة في الدولة.
-5يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء
السلطة الهرمية ( )Hierarchicalفي التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل.
-6هناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد ()Rules
واإلجراءات المحددة سلفاً.
-7قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في
اإلدارة وفي تحديد الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة.
-8قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدراً للروتين
وتعقيد اإلجراءات وصعوبة التعامل مع الجماهير.
دراسات ماكس ويبر()6
يكاد جميع الباحثون في العلوم اإلدارية على أن أهم الدراسات التي أسهم بها ماكس فيبر ,فيما يتعلق
بالدراسات التنظيمية واإلدارية ,هي كتاباته الخاصة بنظرية السلطة هذه الدراسات قادته إلى تحليل كثير
من التنظيمات وأساليب وانسباب خطوط السلطة داخل هذه التنظيمات ,وهذه الدراسات كانت تدور في
نطاق اهتماماته األساسية التي توضح لماذا يطيع األفراد األوامر التي تصدر اليهم ؟ ...ولماذا يقوم
األشخاص بأداء األعمال وفقا ً للتعليمات التي تنساب إليهم في حدود األوامر المشددة والتي تتلخص في
مفهوم "إصدع بما تؤمر" وقد قام في هذه الدراسة بتوضيح أسلوب إكساب الشرعية لممارسة السلطة
داخل هذه التنظيمات وقسمها إلى ثالثة أنواع.
النوع األول :السلطة البطولية
النوع الثاني :السلطة التقليدية
النوع الثالث :السلطة القانونية الرشيدة.
وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه األنواع ,مع أعترافه بأن هذه األنواع الثالثة يمكن أن يتضمنها
تنظيم واحد.
كما أوضح في دراسته ,أن النوع األول يمارس السلطة من خالل المواصفات الشخصية التي يتحلى بها
القائد ,ولذلك استخدم كلمة Charismوهي مقتبسة من اللغة اليونانية والتي توضح مدى تحلى اإلنسان
بمواصفات غير عادية ,وتمكنه من ممارسة سلطاته باألسلوب الذي يحقق له قدراً هائال من ضبط النفس,
وطاقة استثنائية في ممارسة هذه السلطة في التأثير على العاملين معه بحيث يتقبلون هذه التعليمات أو
هذه التوجيهات برحابة صدر ورضى كامل .وقد أدى هذا إلى اتجاه عدد من العلماء والمفكرين الذين
تأثروا بدراسات ماكس فيبر إلى البحث عن سمات وصفات هؤالء القادة.
أما فيما يتعلق بالنوع الثاني القائم على " العالقات التقليدية" فإن القائد يمارس سلطته من خالل موقعة في
التنظيم .وكثيراً ما يمارس مثل هذه القائد سلطته من خالل العادات والتقاليد المتوازنة ,وقد ضرب ماس
فيبر في بحوثه الكثير من األمثلة التي توضح هذه األسلوب ,ومن بينها األساليب التي أدار بها
اإلقطاعيون ممتلكاتهم ومنشآتهم الواسعة ,وأوضح أن المراكز اإلدارية كانت تنتقل بالوراثة من األب إلى
اإلبن.
أما النوع الثالث ,وهو ترشيد العالقات القانونية داخل المنشآت والوحدات من خالل الشكل البيروقراطي
للتنظيم وهو التنظيم الذي يوجد في المنشآت الحديثة ,ويرى فيبر أن هذه التعبير يتفق مع التطور الذي
وصلت إليه مختلف الوحدات في المجتمعات المعاصرة ,ذلك أن الشرعية أو قانونية السلطة يمارسها
القائد من خالل مجموعة من القواعد واإلجراءات .هذه القواعد واإلجراءات هي التي تكسبه شرعية
ممارسة السلطة في الموقع الذي يتواجد فيه أثناء الفترة الزمنية التي يصدر فيها تعليماته ويمارس فيها
سلطاته ,وهذه المجموعة من القواعد واإلجراءات التي تمارس من خالل المراكز التي تشغلها المستويات
اإلدارية المختلفة في التنظيمات الضخمة والحديثة ,وهي التي أطلق عليها ماس فيبر كلمة بيروقراطية.
ويالحظ عند اإلطالع على بحوث ودراسات فاكس فيبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على أعلى قدر
ممكن من الكفاية إذ يرى أن البيروقراطية هي خير أسلوب فني إلنجاز األعمال المكتبية واإلدارية بأعلى
قدر ممكن من الكفاءة القائمة على التخصص وتقسيم العمل ,وهو ما يجعله يصف البيروقراطية بأنها
النموذج المثالي للتنظيمات اإلدارية الضخمة.
ويرى ماكس فيبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية:
-1هناك مجاالت للتخصص الوظيفي محددة رسميا ً وثابته ,وتنظم القواعد واللوائح عملية تجديد تلك
المجاالت الوظيفية.
-2توزع النشاطات واألعمال الالزمة لتسيير دفة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم باعتبارها
واجبات رسمية وبطريقة ثابتة ومحددة.
-3توزع السلطة الالزمة إلعطاء األوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت ووفقا ً لقواعد
واضحة ومحددة ,وتحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمح لكل موظف ,ونوع تلك السلطة.
-4هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات وبالتالي ال يعين في التظيم البيروقراطي
إال من كان مؤهالً ألداء تلك المهام.
-5ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكالً هرميا ً وبالتالي يوحد نظام حاسم ودقيق
من الرئاسة ,حيث تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات
الدنيا .ويسمح هذا النظام للعاملين أو المرؤوسين بأن يتظلموا من قرارات أحد الرؤساء إلى المستوى
اإلداري األعلى منه بطريقة منظمة ومحددة ,ويسود هذا التنظيم الهرمي أشكال التنظيمات الضخمة كافة,
العامة والخاصة على حد السواء.
-6تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات وبالتالي يوجد جهاز من الموظفين والكتبة مهمتهم
االحتفاظ بالوثائق والمستندات ,وعلى هذا األساس يرى فيبر أن مجموعة العاملين بقسم معين
ومايستخدمونه من معدات ووقائق (ملفات) يكونون مكتباً.
-7يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف ,بمعنى أن العمل البيروقراطي
يجب أن ينفصل ويبتعد عن حياة الموظف الخاصة ,وعلى هذا األساس فإن األموال العامة والمعدات
الخاصة بالتنظيم يجب أن ُتفصل تماما عن الملكية الشخصية للموظف.
-8إن اإلدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب ,ومن ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم فإنه
يتطلب عادة كل نشاط وجهد الموظف حتى ولو كانت ساعات عملة محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي
في المقام األول بالنسبة لوقت الموظف وال يمكن تأخيره ألداء أعمال خاصة.
-9تطبق اإلدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل وتتصف بالشمول والعمومية والثبات النسبي,
كذلك تستخدم اإلدارة أنواع القواعد والتعليمات التي يمكن للموظف تعلمها وفهمها ,كلما زاد فهم الموظف
لتلك القواعد واإلجراءات كلما ارتفعت خبرته وكفاءته.
وتلك هي خصائص التنظيم البيروقراطي كما رسمها ماس فيبر في أوائل هذا القرن وتدل على اهتمامه
بتقديم نظرية مثالية تحدد نمط العمل والسلوك الواجب في التنظيم المثالي.
ومن ثم ,فإن ماكس فيبر يقصد بالبيروقراطية وصف التنظيم اإلداري الضخم وما يتضمنه من قواعد
وتأثيره في اإلدارة والسلوك التنظيمي ,كل ذلك في إطار مايجب أن يكون ,كما يعدد مزايا كثيره للتنظيم
البيروقراطي ,أهمها :السرعة ,اإلنضباط ,االستقرار ,االستمرارية ,الدقة في تطبيق مبدأ التخصص,
تقسم العمل ,المعرفة في مسائل المستندات ,الوضوح التام في خطوط السلطة وتسلسلها الهرمي,
الخضوع الكامل للرؤساء ,تخفيض اإلحتكاك بين األفراد وتخفيض التكلفة اإلنسانية واالقتصادية للعمل.
مما سبق ,يتضح أن تفكير ماكس فيبر عن البيروقراطية يختلف تماما ً عن المفاهيم الشائعة عنها والتي
تربط بينها وبين انخفاض الكفاءة ,وتعقيد اإلجراءات في األجهزة الحكومية وصعوبة التعامل مع
الجماهير.
وقد كانت معظم التحليالت الناقدة للنموذج ,والموضحة لآلثار السلبية غير المتوقعة التي تترتب عليه,
تدور في إطار المنظمة الواحدة ,وقد أوضحت هذه التحليالت أن المنظمة البيروقراطية مثلما تؤدي إلى
الضبط واالستقرار وزيادة القدرة على التنبؤ ,فهي تؤدي أيضا ً إلى إمكانية الجمود وإلى خطر إحالل
الوسائل محل األهداف النهائية ,وإلى تقييد كفاءة األداء ,فهناك إذن ,آثار سلبية غير متوقعة تترتب على
األخذ بالنمط البيروقراطي للتنظيم(.)7
وكان ميرتون ( )Mertonفي األعوام 1939م وما بعدها ,وسلزنيك عام 1943م وجولدنر عام
1954م .من أوائل علماء االجتماع الذين تنبهو إلى ما بالنموذج المثالي من نقاط ضعف ,فقد كان فيبر
يعتقد أن اإلشراف الدقيق والرقابة التامة على أعمال وسلوك أعضاء التنظيم ,وتطبيق القواعد والتعليمات
يؤدي إلى استقرار سلوك األفراد وإمكان التنبؤ بالسلوم البيروقراطي
ولعل الصفة األساسية التي تميز هذه االتجاهات الحديثة في دراسة البيروقراطية ,هي إدخال العنصر
اإلنساني والبيئة المحيطة كمحددات أساسية للسلوك البيروقراطي.
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 23]1[ 2004ص
المهدى الطاهر ،مبادئ االدارة االعمال ليبيا طبعة 13]2[ 2002ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 26]3[ 2004ص
محمد قاسم القريوتي ،مبادئ االدارة الحديثة عمان طبعة 35]4[ 2005ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 38]5[ 2004ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 42]6[ 2004ص
احمد ماهر ،مبادئ االدارة االسكندرية طبعة 45]7[ 2004ص
المبحث الثالث :تقيم المدرسة الكالسيكية
إن افكار المدرسة الكالسيكية لقت نجاحات كبيرة كما انها التخلو من سلبيات سنحاول دراستها
المطلب األول :مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير
يمكن حصر اهم المساهمات من خالل تسلسل النظريات()1
مساهمات فردريك تايلور:أرسى قواعد حركة اإلدارة العلمية ،فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها،
وهو الذي أعلن األهداف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادة اإلنتاج وإحالل السالم والتفاهم محل
الخصام والتطاحن بين اإلدارة والعمال ،وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العالقة بينهما مصالح مشتركة
وليست مصالح متضاربة ال يمكن التوفيق بينها.ـ وكانت المساهمة األساسية لتايلور في إرساء المبادئ
األساسية لإلدارة العلمية هي:
1ـ إحالل الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل
2ـ االختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي.
3ـ تعاون كل من اإلدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية.
4ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل ،وقيام العمل
بالتنفيذ.
مساهمات هنري فايول :في تكوين نظرية اإلدارة.تتركز هذه المساهمات في اآلتي:ـأـ تقسيم أوجه النشاط
التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى
ا -فنية كاإلنتاج.ـ تجارية كالشراء ـ البيع ـ المبادلة مالية كالحصول على رأس المال ،االستخدام األمثل له
تأمينية كحماية األفراد والممتلكات محاسبية كالتكاليف واإلحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه
ـ التنسيق ـ الرقابة
ب ـ تقديم مبادئ عامة لإلدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه ،ويجب أن تستخدم في ضوء
الظروف المتغيرة والخاصة بكل مشروع ،ومن أهم هذه المبادئ التخصص ،وحدة األمر ،السلطة
والمسؤولية ،االلتزام بالقواعد ،المركزية ،تسلسل القيادة ،العدالة ،العمل بروح الفريق ،خضوع المصلحة
الشخصية للمصلحة العامة .
مساهمات ماكس ويبر :ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي:
أـ تدرج السلطة :ويقصد به ضرورة االلتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من
أعلى إلى أسفل ،ويكون محل فرد مسؤالً أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه.
ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف.ج ـ ارتفاع درجة الرسمية :ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة
وثابتة مكتوبة توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ القرارات في المنظمة.
د ـ وجود سجالت رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما
يعطي صورة محددة ودقيقة عن المنظمة.تقييم المدخل الكالسيكي:مما سبق نجد أن المدرسة الكالسيكية
بصفة عامة قدمت عدة إسهامات إيجابية ال زالت سارية حتى اآلن ،واالتجاه نحو االعتماد على األسلوب
العلمي بدالً من الطرق العشوائية سواء في تصميم العمل أو اختيار العاملين أو في التدريب.ـ ولكن يؤخذ
على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها بالعنصر اإلنساني والتركيز على كيفية تحسين اإلنتاج فقط،
األمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن العشرين بين العمال وأصحاب العمل
وكذلك افتراض أن المنظمة واألداء اإلداري بها يمثل نظامًا مغل ًقا ال يتأثر بالعوامل الخارجية ،وكذلك
افتراض وجود وظائف إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهمالً أثر
الخاتمة :
إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية اثرى روادها
الفكر االقتصادي وقامو بنقد المدرسة التي قبلهم والن كل مدرسة ظهرت في زمن وبيئة معينة
واهتمامات مختلفة أي كل مدرسة استمدت أفكارها ونظرياتها في وضع االقتصاد التي ظهرت في فترته
ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي عرفنا أفكارها ونشأتها ومساهماتها وانتقادات التي
أدت إلى بروز مدارس أخرى
المراجع و المصادر
" .مبادئ إدارة األعمال" ،الدكتور المهدي الطاهر دار النشر ليبيا طبعة .2002
" .مبادئ اإلدارة الحديثة " ،محمد قاسم القريوتي ،عمان طبعة .2005
" .تاريخ النظرية االقتصادية" ،الدكتور احمد صقر،اإلسكندرية طبعة .2005
" .اإلدارة والمهارات" ،دكتور احمد ماهر ،مكتبة األكاديمية طبعة .1998