Professional Documents
Culture Documents
ملخص :
تزداد أمهية التدقيق االجتماعي يف الوقت الراهن أكثر فأكثر ملا له من تأثري كبري على تنمية ادارة املوارد البشرية و حتسني نوعية
اخلدمات اليت تق ّدمها لضمان االستخدام األمثل لطاقتها و كل مواردها .
يعترب التدقيق االجتماعي مفهوم معقّد نوعا ما و هذا الرتباطه بالعنصر االنساين ،و بالتايل فهو يشمل كل أنشطة إدارة املوارد
البشرية املتع ّددة باملؤسسة ،حيث أنه يسعى إىل حتليل و تقييم مدى قدرة املؤسسة على التح ّكم الصحيح يف مواردها البشرية
ومعاجلة كل املشاكل اليت تعاين منها بطريقة صحيحة ،وخيلص املدقق يف هناية عمله إىل حتديد نقاط القوة و الضعف املوجودة فعال
مع تقدمي التوصيات الالزمة اليت تؤدي إىل رفع مستوى األداء املؤسسايت و حتسني نوعية التسيري مع تدعيم إدارة املوارد البشرية يف
حتقيق أهدافها وبالتايل حتقيق أهداف املؤسسة مع حتقيق مستوى الرضا الوظيفي الالزم.
الكلمات المفتاحية :التدقيق االجتماعي ،ادارة املوارد البشرية ،رفع األداء املؤسسايت ،حتقيق األهداف.
achieve the objectives of the institution with the reach of satisfaction level
Necessary career
Keywords social audit, human resources management, raising institutional
performance, achieving goals.
JEL Classification :M42,M.50
73
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
الدراسات السابقة :هناك العدد من الدراسات اليت تناولت متغريات دراستنا و هي كما يلي. .4
-خرية زقيب ،اللطيف مصيطفى ،حممد عجيلة ،)2017(،دور التدقيق االجتماعي يف حتسني أداء إدارة املوارد
البشرية،
دراسة تطبيقية جملموعة من املؤسسات االقتصادية بوالييت غرداية واجللفة ،مجلة دراسات وأبحاث المجلة العربية في
العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،اجلزائر ،العدد.27
هتدف هذه الدراسة إىل التعرف على واقع ممارسة التدقيق االجتماعي لتحسني كفاءة وفعالية أداء إدارة املوارد
البشرية يف والية غرداية واجللفة ،ومت ذلك من خالل إجراء مقابلتني على مستوى مؤسستني اقتصاديتني باعتبارمها من
املؤسسات االقتصادية املبادرة ملمارسة التدقيق االجتماعي ،و من خالل تقصي أراء املستجوبني مت التوصل إىل أ ّن التدقيق
االجتماعي أصبح أهم وسيلة يف يد املؤسسة للبقاء يف بيئة دائمة التغيري ،حيث يؤدي دورا مهما يف كشف املشاكل
والعراقيل اليت تعاين منها إدارة املوارد البشرية واملؤسسة ككل واقرتاح احللول املناسبة هلا يف شكل تقارير.
-عمر حممد ادم اإلمام ،الطاهر امحد حممد علي ،)2013(،حنو إطار نظري لتدقيق املوارد البشرية ،مجلة
العلوم االقتصادية،
السودان،اجمللد ،1العدد.14
يهدف الباحث من خالل دراسته اىل وضع إطار نظرى معياري لتدقيق املوارد البشرية يستطيع من خالله تقييم مدى
فعالية وكفاءة السياسات واإلجراءات واملمارسات الىت تقوم هبا إدارة املوارد البشرية ،مع تشخيص املشاكل الىت تواجهها
وتوصل الباحث إىل أن تدقيق املوارد البشرية يؤدي إىل اإلستغالل األمثل لرأس املال
وتعيقها يف حتقيق أهداف املؤسسة ّ ،
البشري وحيد من تكاليف التشغيل.
-لعلى نورية ،)2017(،تدقيق إدارة املوارد البشرية :رسم لإلطار واملنهج املمارس ،،المجلة الجزائرية للموارد
البشرية،
معسكر ،اجمللد ،2العدد.1
هتدف هذه الدراسة إىل التطرق إىل وجوب إعطاء االمهية الالزمة للعنصر البشري من طرف مسريي املؤسسات
لكونه السر اجلوهري وراء حتقيقها ألهدافها ،و لتحقيق ذلك جيب أن ميارس على عملية تدقيق دائمة و هادفة ،ومت
التوصل ميدانيا إىل أ ّن املؤسسات غريمدركة ملدى أمهية احتوائها على املناخ االجتماعي املناسب وكذا على إلزامية تدقيق
ّ
فعاليته باستمرار ،مما جيعل من تدقيق املوارد البشرية جمرد حرب على ورق.
مدى ّ
تدعمها
تكمل سابقاهتا و ّمن خالل هذه النماذج املختلفة من الدراسات استوحينا دراستنا ،حيث أنّنا إرتأينا أن جنعلها ّ
لذلك سوف نتطرق فيها إىل ما يلي:
74
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
تعرف بأهنا " :ختطيط و تنظيم و توجيه و مراقبة العنصر البشري يف املؤسسة ،مبا يضمن جذب أكفأ العناصر وتنمية كما ّ
قدراهتم وهتيئة الظروف املالئمة الستغالل أفضل لطاقاهتم ،مبا حيقق أهداف املؤسسة و أهداف العاملني هباl’audit ( ".
)social ,2002 P20
ومن خالل التعريفني السابقني ميكننا أن نقول بأن مفهوم ادارة املوارد البشرية يتمحور حول العناصر التالية:
السياسات و االجراءات ذات العالقة بالعنصر البشري.
اليت تعمل على تنظيم وتنجيع دورة حياة األفراد داخل النظام املؤسسايت .
أين تسعى إىل جذب أكفأ العناصر و تطويريهم.
مع تفعيل روح العمل اجلماعي بينهم .
و رفع روح املسؤولية لديهم .
اجتاه حتقيق أهداف املؤسسة .
توجهه إىل حتقيق أهداف وبالتايل فادارة املوارد البشرية هي املسؤولة االوىل عن تفعيل دور العنصر البشري باملؤسسة ،فهي ّ
املؤسسة وتق ّدم له التحفيزات الالزمة يف املقابل.
.2أهمية إدارة الموارد البشرية :تكتسي إدارة املوارد البشرية أمهية كبرية كما يلي.
الوظيفي
ّ املساعدة على توفري مناخ مناسب للعمل ،من خالل حتفيز املوظَّفني ممّا ينعكس إجيابا على الرضى
ُ
لديهم ،وبالتايل
زيادة مردوديتهم .
االهتمام بتحقيق األهداف االسرتاتيجيّة للمؤسسة ،وذلك من خالل االستفادة من الكفاءات املوجودة فيها.
الوظيفي ،مع توفري التكاليف املرتفعة على املؤسسة واليت قد
ّ االهتمام بتدريب املوظَّفني ،وحتقيق استقرارهم
ُ
يتسبَّب فيها
وجود مشاكل مع املوظَّفني.
ُ
املساعدة على اكتشاف املشاكل والصعوبات اليت تتعلَّق باألفراد وادارهتا بشكل صحيح.
اعتماد نظام عادل لألجورو احلوافز ،توفريمجيع الوسائل و االجراءات املتعلقة بتطوير األفراد من برامج
تدريبية،ملتقيات،
دورات تدريبية ..اخل ،مما يزيد من مستوى االنتماء لدى الفرد اجتاه املؤسسة.
يسرع انتقال املعلومات ويف
يسهل و ّ تفعيل قنوات االتصال بني كل من اإلدارة والعاملني مبختلف مستوياهتم مما ّ
وقتها
املناسب.
75
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
تلبية الحتياجات التخطيط والتنبؤات اليت ختص النمو والتطوير مع العمل على حتقيق التوازن بني طاليب العمل و العروض
املقدمة .
تحليل الوظائف :يتم من خالهلا حتديد الواجبات واملسؤوليات بدقّة ،مع ضبط املتطلبات الالزمة من املهارات
و القدرات
الكافية لتحقيق أهداف املؤسسة .
التوظيف :يتم يف هذه اخلطوة جتسيد ما مت ذكره يف الوظيفيتني السابقتني ،أين يتم توفري العمالة املخطّط هلا
مع اختيار
يتجزأ منها و
أفضلها ،ووضعهم يف أماكنهم املناسبة و العمل على دجمهم ضمن النظام املؤسسايت أين يصبحون جزءا ال ّ
من عملية حتقيقها ألهدافها.
تقييم األداء :فبعد توظيف العاملني يف أماكنهم املناسبة تربز احلاجة إل تقييم مستمر ألدائهم وحتديد مدى
كفاءاهتم يف
تأديتهم ملهامهم مع مكافأهتم عن األداء اجليد كتحفيز جيد هلم.
تدريب و ترقية الموارد البشرية :يتم املبادرة بتدريب و ترقية املوارد البشرية للمؤسسة باستمررا هبدف تنمية
قدراهتم
وتطوير أدائهم لسد الثغرات املوجودة لديهم و احلد من األخطاء و التجاوزات املمكن الوقوع هبا.
التعويضاتّ :
يتضمن هذا األمر تقييم الوظائف لتحديد أمهيتها النسبية لتحديد النموذج األفضل واألكثر عدالة
ملنح األجور،
وحتديد امليزات اإلضافية اليت متنح للعاملني و ترفع من معنوياهتم وتؤدي إىل زيادة إنتاجيتهم.
اعتماد برنامج الصيانة البشرية :يتم تقييم و صيانة وظائف ادارة املوارد البشرية باستمرار هبدف حتسني بيئة
العمل املادية
واالجتماعية والصحية والنفسية وتطوير نوعية حياة العمل ،فضال عن توفري األمن والسالمة للعاملني.
و من بني أهم األدوار اليت تقوم هبا إدارة املوارد البشرية باملوازاة مع مهامها السابقة الذكر ما يلي (:أسامة اخلويل و حسني
خمتار اجلمال،1987 ،ص.)71
معاونة اإلدارة التنفيذية يف تطبيق السياسات اخلاصة باملوارد البشرية .
معاونة اإلدارة العليا و اإلدارة التنفيذية يف التقييم و السيطرة على منظومة املوارد البشرية عن طريق نظام معلومايت
متكامل للموارد البشرية ،هذا النظام الذي يهدف إىل:
تقييم مدى النجاح يف تنفيذ السياسات اخلاصة باملوارد البشرية .
التعرف على املشاكل و حتديد مواقعها و طبيعتها .
التأكيد املستمر لدى أفراد املؤسسة على دورهم يف احلصول على ما تتوقّعه اإلدارة العليا.
القيام بالدراسات للجوانب و العوامل التنظيمية و الفنية و االجتماعية اليت متس املوارد البشرية هبدف تطوير
سلوكيات املؤسسة كوحدة ديناميكية متكاملة.
وبالتايل ميكننا القول أن إدارة املوارد البشرية ذات وظائف عديدة ،و ذلك ابتداءا من التخطيط وصوال إىل الرتقية و ضمان
استمرارية املردودية العالية للعمالة باملؤسسة مما يؤدي الحقا إىل حتقيق أهداف هذه األخرية.
76
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
الفعال له ،و بالتايل أصبح التدقيقباالستغالل االمثل لرأس املال البشري دعي إىل احلث على التقييم املستمر و ّ
االجتماعي من أفضل سبل حتقيق ذلك ،و كان وصوله هلذه املرحلة نتيجة مروره بالعديد من املراحل واليت نذكر أمهها فيما
يلي:
كان أول من أشار إىل مصطلح التدقيق االجتماعي العامل Howard r bowenعام 1953مؤكدا على أنه
طاملا هناك تدقيق مايل للمؤسسات فانه جيب أن يكون هناك تدقيق خيص الوضعية االجتماعية للمؤسسة ،و أعيد
استخدام مصطلح التدقيق االجتماعي سنة 1958من قبل العامل Blum Feedالذي رّكز على التطبيق العملي له
مع التزام املؤسسة مبسؤولياهتا االجتماعية اجتاه أفرادها ،و منذ ذلك احلني مل يتم احلديث عن التدقيق االجتماعي إىل
غاية سنة 1962أين أصبحت املؤسسات االمريكية ملزمة باعداد قائمة للمحاسبة األخالقية ،و يف سنة 1977مت الزام
املؤسسات الفرنسية كذلك بتقدمي امليزانية االجتماعية ،و كان كذلك أول ظهور بارز للمدققني االجتماعيني يف أوروبا
سنة 1979يف الشركة األوروبية للدفع .
ويف سنة 1982زادت احلاجة إىل التدقيق االجتماعي أكثر فاكثر مما أدى إىل إنشاء املعهد الدويل للتدقيق
االجتماعي ،و يف سنة 1995مت تأسيس املعهد الدويل للمحاسبة االجتماعية و األخالقية هبدف تفعيل دور التدقيق
موحدة أين ال ميكن فصل أجزائها عن االجتماعي أكثر فأكثر ،حيث مت التأكيد على أن تسيري املؤسسة يتم بطريقة ّ
بعضها البعض ،فتحقيقها ألهدافها مرتبط بكل اجلوانب مبا فيها اإلنتاجية ،التجارية ،االجتماعية ،التنافسية و
التكنولوجية على حد سواء.
وتعترب اجلزائر حاهلا كحال باقي الدول أين اهتمت مبوضوع التدقيق االجتماعي و ذلك يف بداية التسعينات خاصة
مع بداية اإلصالحات االقتصادية و إعادة اهليكلة العضوية و املالية للمؤسسات الوطنية ،مع االنفتاح على األسواق
الدولية من خالل مفاوضات االنضمام إىل املنظمة العاملية للتجارة ،و تزايد احلديث حول هذا املوضوع أكثر فأكثر بعد
ظهور اجلمعية اجلزائرية للموارد البشرية Algrhاليت تضم املتخصصني يف املوضوع و املهتمني بشؤون املوارد البشرية
،باالضافة كذلك إىل انشاء مجعية التدقيق االجتماعي اجلزائري AAASيف سنة 2005غري أن التطبيقات الفعلية
تبقى جد ضيّقة و تتم يف إطار املعايري الدولية ومن طرف مكاتب دولية و مببالغ جد مكلفة.
تطور بشكل ملحوظ و ذلك ألنه ارتبط مبفهوم املوارد من ماسبق ميكننا القول أن مفهوم و نطاق التدقيق االجتماعي ّ
البشرية والذي يتميّز بالديناميكية الدائمة و التطور املستمر.
.3أهداف التدقيق االجتماعي:
تتعدد أهداف التدقيق االجتماعي بتع ّدد اجلهات اليت تطلب خدماته و بصورة عامة فهو يسعى إىل حتقيق ما يلي:
يعمل على ضبط فعالية و فاعلية التشغيل.
تقييم مدى جناعة أنشطة و سياسات ادارة املوارد البشرية للمؤسسة.
تدعيم اسرتاتيجية املؤسسة من خالل تفعيل اجلانب الذي خيص املوارد البشرية.
حتليل العوامل املؤثرة يف تطوير املوارد البشرية ،وتقدمي تقرير تصحيحي لألخطاء اليت جيب تالفيها.
يضمن للمؤسسة التأثري االجيايب على أدائها و سلوكيات مواردها البشرية و سياساهتا املستقبلية .
كما يسمح كذلك التدقيق االجتماعي حسب ما جاء به املعهد الدويل للمحاسبة االجتماعية واالخالقية بتحقيق ما
يلي( :اجمد الشرفاء و اخرون،2012،ص.)12
78
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
يسمح التدقيق االجتماعي للمؤسسة بفهم العالقة بني النواحي التجارية واالجتماعية ،وفهم تكلفة ومضامني
االثار البيئية واالجتماعية والثقافية لنشاطاهتا لالختيار من بني االولويات ،وتعديل التطبيق يف ظل النتائج
املستخلصة.
مي ّكن املؤسسة من التقرير عن أدائها واجنازاهتا االجتماعية بطريقة مبنية على اثباتات موثقة بدال من ادعاءات ال
أساس هلا.
تسمح ملمويل املؤسسة ومقرضيها ومجهورها) عماهلا ،وعمالئها ،وموظفيها ،واجملتمع ( باحلكم على ما اذا
كانت املؤسسة قد حققت قيمة مضافة من الناحية االجتماعية والثقافية والبيئية من عدمها.
مت ّكن املؤسسة من حتسني أدائها االجتماعي سنة بعد أخرى بطريقة ضمنيه تشاركية واضحه وقابلة للقياس.
ميكننا القول أخريا أن التدقيق االجتماعي يسعى بالدرجة األوىل إىل مساعدة املؤسسة يف حتقيقها ألهدافها ،من
خالل تقييمه ملواردها البشرية من حيث مهارات و أسلوب عملهم ومدى تناسقهم كفريق ،أين خيلص يف النهاية إىل
حتديد نقاط الضعف الواجب اختاذ قرار بشأهنا ( تقدمي التوصيات الالزمة) مع تدعيم نقاط القوة املوجودة.
.4متطلبات التدقيق االجتماعي:
جمسد فعليا جيب أن تتوفّر البيئة املناسبة له و اليت تتطلّب وجود ما يلي (:ميالد
فعال و ّ
ليكون هناك تدقيق اجتماعي ّ
رجب امشيلة،2014،ص)141
ضرورة توافر جمموعة من األنشطة االجتماعية اليت تقوم هبا املؤسسة جتاه العاملني والعمالء واملالك واجملتمع
ككل.
ضرورة توفر نظام للمحاسبة االجتماعية يهدف أساسا إىل قياس وتوصيل البيانات اخلاصة بالنشاطات
االجتماعية للمؤسسة.
ضرورة توافر معايري حم ّددة لقياس األداء االجتماعي ونصوص تشريعية ملزمة للقياس والتقرير عن نتائجه.
أمهية وجود معايري وإجراءات لقياس وتدقيق األنشطة أالجتماعية للحكم على مدى فعاليتها وكفاءهتا.
ضرورة وجود اهتمام من قبل األطراف ذات العالقة باألداء االجتماعي) العاملون والعمالء واملالك واجملتمع(.
وبالتايل ليح ّقق التدقيق االجتماعي غاياته جيب أن تتوفّر البيئة اليت ينشط هبا على أطراف تؤمن مبدى أمهيته هلا و
دوره املهم يف حتسني إدارة مواردها البشرية و انشطتها اإلجتماعية املختلفة.
ثالثا :نطاق عملية التدقيق االجتماعي.
يعترب نطاق عمل التدقيق االجتماعي جد واسع و من الصعب حصره ،وذلك النه يعاجل جمال املوارد البشرية و الذي
متتد جذوره إىل اسرتاتيجية املؤسسة و كل جمااللتها و تدخالهتا املختلفة ،ويتم حتديد نطاق عملية التدقيق و ما جيب
القيام به من اجراءات وتفاصيل باالعتماد على خربة املدقق و مدى تع ّقد املؤسسة حمل التقييم ،حيث تغطّي عملية
التدقيق مجيع وظائف أدارة املوارد البشرية ،السياسات واإلجراءات اليت تصدر عنها واليت يتم ممارستها بواسطة مجيع
املستويات اإلدارية ،أين تصل يف النهاية إىل حتديد مدى كفاءة وفعالية إدارة املوارد البشرية بدقة و تقييم أثرها على
العماليني باملؤسسة مع تقدمي التوصيات الالزمة.
مراحل عملية التدقيق االجتماعي:
نعرب عنها فيما يلي:
متر عملية التدقيق االجتماعي بالعديد من املراحل و اخلطوات اليت تضمن جناعته و اليت ّ
79
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
يتعرف على طبيعة عمل العميل الذي يقوم بتدقيقه ملا لذلك من أمهية وصلة وثيقة بكافةكذلك على املدقق أن ّ
جوانب التدقيق ،وذلك ليستطيع حتديد وفهم كل احلاالت والعمليات واملمارسات اليت ختص ادارة املوارد البشرية ،أين
يستغل هذه املعرفة يف تقديره ملخاطر التدقيق ،ويف حتديده لطبيعة وتوقيت ونطاق إجراءات التدقيق الالزمة( .االحتاد
الدويل للمحاسبني،2008،ص ،71بتصرف).
أليات تدقيق االنشطة االجتماعية:
يستخدم فريق التدقيق االجتماعي بعض األدوات و األليات اليت يستخدمها املدقق املايل باإلضافة إىل بعض األساليب
يعرب عنها مبا يلي(Srinivas R. Kandula,2004,P325): الفنية اليت تالئم طبيعة األنشطة االجتماعية ،و اليت ّ
المقابالت :يتم أجراء املقابلة بصورة منفردة مع العاملني باإلدارة و باخلصوص ذوي املستوي اإلداري األعلى و
هذا ملعرفة خطط املنظمة يف املستقبل ونظرهتا جتاه العاملني فيها ،كما يتم إجراء مقابالت مع العاملني يف
املستويات اإلدارية الدنيا جلمع املعلومات الالزمة عن مدي فعالية وكفاءة وظائف إدارة املوارد البشرية.
لقاءات جماعية :عادة يتم إجراء مقابالت مجاعية جملموعات كبرية من العاملني ،يناقش فيها املدقق مع
العاملني مدي فعالية وكفاءة وظائف إدارة املوارد البشرية وسياساهتا املختلفة.
المالحظة :يلجا املدقق أيضا للمالحظة لتقييم مكان وبيئة العمل و الثقافة السائدة ومدي مالءمتها لتحقيق
األهداف.
80
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
تحليل المستندات ومقارنتها :حيلّل املدقق املعلومات الواردة يف ملفات العاملني(التقييم السنوي ،الفوائد
املمنوحة ،الشهادات املطلوبة للوظيفة).
االستبيان :يتم تصميمه على حسب حجم وتع ّقد الوظائف املراد تدقيقها ،ويضم اآليت :
أ .نظام الوظائف :يشمل ختطيط املوارد البشرية ،التعيني ،تقييم الوظائف ،الرتقيات.
ب .نظام األهداف :يشمل حتليل األهداف وحتليل األدوار وتقييم األداء.
ت .نظام تطوير وتنمية املوارد البشرية :ويضم نظم التدريب والتعليم والقيادة واالستشارة ودوران العاملني يف الوظائف.
ث .نظام التجديد الذايت :يضم الكفاءة والفاعلية والتطوير الوظيفي ونظم البحث واملعلومات.
ج .النظم الثقافية :ويضم مناخ املوارد البشرية ،والقيم ،وفرق العمل واجلودة ،واملعلومات ،واالتصاالت ،والتمكني.
حيث تعترب هذه األدوات وسيلة مهمة يعتمدها املدقق يف مجع املعلومات الالزمة و املوثوقة حول كل ما خيص عملية
تسيري املوارد البشرية للمؤسسة.
باإلضافة كذلك إىل ما سبق ذكره على املدقق االطالع على العديد من الوثائق و املراجع اليت ختدمه بشكل كبري يف
عمله كقانون العمل،قانون التامني االجتماعي ،قوانني الصحة املهنية ،قانون املعامالت املدنية ،و االحاطة هبا بشكل جيد
الهنا تش ّكل أدلة اثبات مالئمة لعمله.
تدقيق ادارة الموارد البشرية:
يقوم املدقق بتدقيق األنشطة االجتماعية اليت ختص تسيري املوارد البشرية ،أين يقوم املدقق بالرتكيز على نتائجها
ومقارنتها مبا كان جيب أن يكون ،مع التأ ّكد بانه هنالك التزام بكل القوانني و االجراءات املعمول هبا يف النظام
املؤسسايت ،و باهنا تعمل على جتسيد اسرتاتيجية املؤسسة و حتقيق أهدافها.
يقصد بتدقيق إدارة املوارد البشرية حتديد قدرهتا الوظيفية ومدى جتاوهبا يف كل جماالت العمل املختلفة ،مع
االطالع على كل سياسات وممارسات املوارد البشرية يف كل املؤسسة ،) Monir H. Taye P171, 2005( .حيث
يعتمد املدقق يف تدقيقه إلدارة املوارد البشرية على العديد من اخلطوات من امهها ما يلي:
تدقيق بيئة و ثقافة المؤسسة :
على املدقق أن يدقّق بنوع كبري من ال ّدقة بيئة املؤسسة ،و هذا لتأثريها الكبري على سلوكيات أفرادها و مردودية عملهم ،
فكلما كانت بيئة العمل عادلة كان هناك رضا وظيفي أكرب لدى األفراد كما يرتفع حسهم باملسؤولية اجتاه املؤسسة،
لذلك يوم املدقق وباالعتماد على األليات السابقة الذكر كمالحظة ودراسة سلوك العاملني وردود أفعاهلم جتاه األحداث
اليت ميرون هبا باملؤسسة ،قيامه باملقابالت و باجتماعات مجاعية أين يعرف من خالهلا طريقة العمل املعتمدة و مستوى
املوجه
التجانس املوجود بني العاملني من جهة و بني االدارة من جهة أخرى ،باإلضافة إىل االعتماد على حتليل االستبيان ّ
إىل العاملني لتحديد اجتاه التطورات اليت تشهدها ادرة املوارد البشرية و معرفة املشاكل اليت تعاين منها ،و يبقى اجملال
مفتوحا أمام املدقق فيما خيص حتديده لألليات الالزمة الواجب اعتمادها لتدقيق األنشطة االجتماعية و اليت ترجع بشكل
كبري إىل خربته ،و اليت خيرج من خالل نتائجها إىل حتديد تأثري بيئة املؤسسة على تفعيل دور مواردها البشرية.
تدقيق استراتيجية الموارد البشرية:
يقوم املدقق يف اطار تدقيقه لألنشطة االجتماعية للمؤسسة بتدقيق اسرتاتيجية ادارة املوارد البشرية والتأكد من مواءمتها
ومطابقتها السرتاتيجية املؤسسة وحتديد دورها اهلام يف حتقيق وجتسيد هذه األخرية ،ألن هلذا األمر العديد من التداعيات
اليت من أمهها ان املدقق سوف حي ّدد مدى استجابة إدارة املوارد البشرية للمتغريات والتحديات اليت حتتويها البيئة الداخلية
81
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
و اخلارجية للمؤسسة ،و حتديده ملدى التناسق املوجود بني األفراد و مدى قوة روح الفريق لديهم وقدرهتم على حتقيق
أهداف املؤسسة.
املكونة للمؤسسة،
وتليب احتياجات االدارات األخرى ّ يقوم املدقق بالتأ ّكد من أ ّن اسرتاتيجية ادارة املوارد البشرية توفّر ّ
فعالة و قادرة على حتقيق متطلبات وطموحات باالضافة إىل حتديد مدى قدرهتا على خلق قوة عمل حقيقة مؤهلة و ّ
االسرتاتيجية العامة للمؤسسة ،مما يساعد املدقق على اكتشاف نقاط قوة وضعف ادارة املوارد البشرية بشكل دقيق .
تدقيق االلتزام:
يقوم املدقق بالتأ ّكد من أن كل من يعمل باملنظمة ملتزم بكل السياسات و القوانني و االجراءات املقنّنة من طرف ادارة
املوارد البشرية ،كما يقوم باالطالع على املشاكل اليت تواجه عدم تطبيقها ،ألن عدم االلتزام قد ينجر عنه العديد من
السلبيات اليت تؤثر على حتقيق أهداف املؤسسة و فعالية أدائها.
تدقيق أداء إدارة الموارد البشرية:
يقوم املدقق بتحليل كل العوامل املؤثرة يف ادارة املوارد البشرية وسريورهتا بكل تفاصيلها،حيث يقوم املدقق بفحص كل
أنشطة املوارد البشرية املتع ّددة واالطالع على عالقتها املتداخلة مع الوظائف األخرى باملؤسسة مع تقدمي تقرير تصحيحي
لألخطاء اليت جيب تالفيها ،حيث يقوم املدقق ومن خالل تقييمه لكل الوظائف اليت متارسها ادارة املوارد البشرية بتحديد
االحنرافات املوجودة بني األداء الفعلي واملعايري املوضوعة يف االسرتاتيجية واقرتاح اإلجراءات التصحيحية الالزمة ،وتشمل
عملية حتديد أسباب االحنرافات بيان ما إذا كانت االحنرافات تتعلق بأخطاء يف تنفيذ االسرتاتيجية أو بظهور أمر طارئ
غري متوقع يف البيئة اخلارجية.
يسعى املدقق إىل تصحيح املمارسات اخلاطئة وتعظيم االستفادة من املمارسات الصحيحة ملقابلة التحديات اليت تواجه
املؤسسة وادارة مواردها البشرية.
تدقيق التأثير :
مهمة على القدرة
يقوم املدقق بتدقيق تأثري ادارة املوارد البشرية على البيئة اخلارجية للمؤسسة ،ملا هلذا األمر من انعكاسات ّ
التنافسية للمؤسسة وصمودها يف بيئة مليئة باملخاطر.
تقرير التدقيق االجتماعي:
توصل إليه من نتائج و اقرتاحات ،حيث يق ّدمه يف وقته املتفق عليه ويسلّم
يعترب تقرير املدقق خالصة عمله و زبدة كل ما ّ
إىل اجلهة اليت طلبته ،حيوي التقرير املعلومات الضرورية حول سري عمليات ادارة املوارد البشرية مع لفت انتباه ادارة املؤسسة
إىل النقائص املوجودة هبا باإلضافة إىل تثمني نقاط قوهتا واحلث على دعمها أكثر فأكثر مع تقدمي التوصيات التحسينية
الالزمة.
الخالصة:
احملركة لعملية تطوير وتنجيع إدارة املوارد
من خالل ما مت التطرق له ميكننا القول أن التدقيق االجتماعي هو العجلة ّ
البشرية يف املؤسسات ،و ذلك عرب مراقبته وفحصه لكل تفاصيلها مما يؤدي إىل العمل على ضمان االستخدام االمثل هلا
باملؤسسة و جعلها تق ّدم أفضل ما عندها من قدرات و كفاءات مع تلبية كل حقوقها.
فعاال جيب أن يكون هناك استجابة خلدماته من طرف من أهم النتائج اليت توصلنا هلا أن التدقيق االجتماعي ليكون ّ
املؤسسة حبد
82
المجلد ،4العدد )2019( 2 المجلة الجزائرية للموارد البشرية
ذاهتا أين جيب على هذه األخرية أن ال تعتربه جمرد أداة رقابية بل أداة تدعيمية وحتسينية ،كذلك وجدنا أنه لتكون
فعالة جيب أين يشمل كل أنشطة املوارد البشرية املختلفة وأن يعمل على استيعاهبا بشكل خدمات التدقيق االجتماعي ّ
صحيح ،كما على املدقق أن يعمل كذلك على ضمان جتاوب كل أفراد املؤسسة مع االليات اليت يعتمدها يف التواصل
معهم جلمع املعلومات الالزمة والصحيحة ،أين هبذه الطريقة يكسب املدقق ثقة األفراد وبالتايل يستطيع تقييم الوسط
بشكل صحيح أين خيرج بنتائج سليمة وواقعية كما أنه يق ّدم حلوال ناجعة للمشاكل املوجودة.
وبالتايل ميكننا القول أنه هناك قبول تام لفرضيات الدراسة أي أن التدقيق االجتماعي يساهم من خالل تدقيقه ال
دارة الموارد البشرية و التوصيات التي يق ّدمها من تفعيل دور العنصر البشري بالمؤسسات بشكل كبير.
ومن أهم التوصيات اليت خنرج هبا من دراستنا هذه أنه جيب أن يعمل املشرع اجلزائري على تفعيل دور التدقيق االجتماعي
باملؤسسات أكثر فأكثر من خالل سنه للعديد من القوانني اليت تلزم كل من املؤسسات و املدققني بإعطاء األمهية الالزمة
للعنصر البشري والعمل على تدعيمه باستمرار.
المراجع العربية:
-أليفن أرينز وجيمس لوبك،)2002( ،المراجعة :مدخل متكامل ،تر :حممد عبد القادر الديسطي ،دار املريخ للنشر،
الرياض ،اململكة العربية السعودية.
-االحتاد الدويل للمحاسبني ،)2008(،إصدارات المعايير الدولية لممارسة أعمال التدقيق والتأكيد وأخالقيات
المهنة ،تر :اجملمع العريب للمحاسبني القانونيني ،جمموعة طالل أبو غزالة مبىن االدارة العامة ،عمان ،ج.1
-بن دليم القحطاين ،)2008(،ادارة املوارد البشرية حنو منهج اسرتاتيجي كامل ،العبيكان،الرياض.
-ميالد رجب امشيلة ،)2014 (،إدراك وتطبيق املراجع اخلارجي يف ليبيا ألسلوب املراجعة االجتماعية ودراسة
االستطالعية للمراجعني اخلارجيني ىف املنطقة الشرقية ،مجلة الجامعة االسمرية االسالمية،ليببا.
-اجمد الشرفاء و اخرون ،)2012(،واقع تطبيق مراجعي احلسابات اخلارجيني يف اململكة العربية السعودية ملفهوم املراجعة
االجتماعية،مجلةجامعة األزهر.
-زهريالصباغ،عبد العزيز أبونبعة ،)1990(،التدقيق االسرتاتيجي الدارة املوارد البشرية ،مجلة العلوم االدارية ،جامعة
امللك سعود.
المراجع األجنبية :
- Peretti J.M & Jean L. V (1987): Audit Social ; édition organisation.
- S. guerroro.)2008(.les outils de l’audit social optimiser la gestion desressources
humaines .dunod . paris.
- R.Vatier (1988) : l’audit de la gestion sociale, les Editions d’organisation.
- Srinivas R. Kandula .(2004). Human Resource Management in Practice: With
300 models,
Techniques and Tools, 3rd printing, PHI Learning PVT .Ltd, New Delhi India.
- Monir H. Tayeb . (2005) . International Human Resource Management: a
multinational company
perspective, 1st Published, Oxford university Press Ins, New York, USA
- L’audit social :outils d’aide au progrès dans votre entreprise. (2002).article de
doctrine.
83