Professional Documents
Culture Documents
رحبي اجلديلي
2019مـ
0
البرنامج الوطني لدار الكتب الفلسطينية
بطاقة فهرسة أثناء النشر
وزارة الثقافة – اإلدارة العامة للمكتبات والمخطوطات
1
يَرْفَعِ اللََّهُ الََّذِينَ آ َمنُوا مِنكُمْ
2
فهرس المحتويات
3
مقدمة:
تعتبر المنظمات كيانات اجتماعية ،يعمل فيها العنصر البشري ،إلشباع حاجاته ،وتحقيق
أهدافه وطموحاته ،والعنصر البشري يمثل البنية األساسية ،التي تعتمد عليها المنظمات،
باختالف أنواعها وأحجامها ومجاالت عملها؛ لممارسة أنشطة ومهام العمل ،وتحقيق
األهداف التنظيمية ،ولذلك فإن فهم سلوك العنصر البشري في المنظمات كأفراد
وكجماعات ،يعتبر اليوم متطلب أساسي؛ لزيادة كفاءة وفعالية أداء الفرد والجماعة وأداء
المنظمة.
إدارة أي منظمة ،تسعى إلى توجيه سلوك العاملين ،الوجهة المحققة ألهداف المنظمة،
ولكي تستطيع أن ِّ
توجه سلوك العاملين في هذه الوجهة ،يجب أوًال أن تتحكم في هذا
السلوك ،ولكي تتحكم في هذا السلوك ،البد أن تكون قادرة على التنبؤ بهذا السلوك بصفة
مستمرة ،بمعنى أنه يجب التعرف على ردود فعل العاملين ،تجاه العديد من األشياء مثل
(رد فعل الفرد على أنظمة العمل ،اللوائح ،توصيف الوظائف ،أنظمة التعويض ،كيف
يتلقى الفرد التوجهات واألوامر ،رد فعل الفرد عن نظام التأديب واالنضباط) ،كل هذه
أمثلة عن التنبؤ بالسلوك.
فإن فهمنا ألسباب سلوك هؤالء األفراد ،وقدرتنا على توقعه والتأثير فيه ،هو الذي سيمكننا
من التعرف على مالمح الحياة في تلك المنظمات ،وهذه المعرفة ستعطينا بالتالي الفرصة
مثال لماذا يؤدي األفراد في شركة ،أعمالهم بمستوى
لتحسين هذه الحياة وتطويرها ،وسنفهم ً
ممتاز أو مقبول أو ضعيف؛ عندما نفهم األسباب التي تؤدي إلى أن يختار إنسان سلوكاً
معينا دون غيره ،ثم نوظف هذا الفهم ،في محاولة االرتفاع بمستوى أداء األفراد ،من
ً
ضعيف ومقبول ،إلى ممتاز ،ونوظف هذا الفهم أيضاً في تحسين نوعية حياة العمل،
4
التي يعيشها أولئك األفراد وزيادة رضاهم ،فإذا ارتفع أداء مجموع األفراد بالمنظمة،
وتحسنت نوعية حياة العمل بها ،سوف تصبح المنظمة كلها أكثر نجاحاً ،أي تزداد فعالية
المنظمة ككل.
بصفة عامة؛ يهتم السلوك التنظيمي بتنمية مهارات األفراد ،وفي واقع األمر يهدف السلوك
التنظيمي إلى تفسير ،والتنبؤ ،والسيطرة والتحكم في سلوك األفراد.
عندما نسعى لإلجابة على السؤال (لماذا) تصرف فرد ما أو جماعة من األفراد بطريقة
معينة ،فنحن ندخل في مجال هدف التفسير للسلوك اإلنساني ،وقد يكون هذا الهدف هو
أقل األهداف الثالثة أهمية من وجهة نظر اإلدارة ،ألنه يتم بعد حدوث األمر أو الحدث،
ولكن بالرغم من هذا ،فإن فهم أي ظاهرة يبدأ بمحاولة التفسير ،ثم استخدام هذا الفهم
فمثال إذا قدم عدد من األفراد ذوي القيمة العالية بالنسبة للمنظمة
لتحديد سبب التصرفً ،
5
طلب استقالة جماعية ،فإن اإلدارة بالطبع تسعى لمعرفة السبب لتحدد ما إذا كان من
الممكن تجنبه في المستقبل ،فاألفراد قد يتركون العمل ألسباب عديدة ،ولكن عندما يفسر
معدل ترك العمل العالي كنتيجة النخفاض األجر ،أو الروتين في العمل ،فإن المديرين
غالبا ما يستطيعون اتخاذ اإلجراءات التصحيحية المناسبة في المستقبل.
ً
-2التنبؤ بالسلوك:
يهدف التنبؤ إلى التركيز على األحداث في المستقبل ،فهو يسعى لتحديد النواتج المترتبة
على تصرف معين ،واعتماداً على المعلومات والمعرفة المتوافرة من السلوك التنظيمي،
يمكن للمدير أن يتنبأ بالردود تجاه عمليات التغيير في المنظمة ،ومن خالل التنبؤ
باستجابات األفراد ،أن يتعرف على المداخل التي يكون فيها أقل درجة من مقاومة األفراد
للتغيير ،ومن ثم يستطيع أن يتخذ ق ارراته بطريقة صحيحة.
ُيعد هدف السيطرة والتحكم في السلوك التنظيمي من أهم وأصعب األهداف ،فعندما يفكر
جهدا أكبر في العمل ،فإن هذا المدير
المدير كيف يمكنه أن يجعل فرداً من األفراد يبذل ً
يهتم بالسيطرة والتحكم في السلوك ،ومن وجهة نظر المديرين فإن أعظم إسهام للسلوك
التنظيمي ،يتمثل في تحقيق هدف السيطرة والتحكم في السلوك والذي يؤدي إلى تحقيق
هدف الكفاءة والفعالية في أداء المهام.
وبالرغم من أن السلوك التنظيمي ليس وظيفة تؤدى يومياً مثلها مثل المحاسبة أو
التسويق أو التمويل ،إال أنها تتغلغل في كل وظيفة تقريباً على مستوى المنظمات ،وعلى
مستوى األعمال ،وعلى مستوى جميع التخصصات ،فكل فرد يخطط ألن يشغل عمالً
في أي منظمة ،سواء كانت كبيرة أو صغيرة الحجم ،عامة أو خاصة ،البد له أن يدرس
ويفهم السلوك التنظيمي ليتعامل مع اآلخرين.
6
السلوك التنظيمي والتحديات اليوم:
إن أرباب األعمال والمدراء في أوائل القرن العشرين ،كانوا بالقطع يملكون وجهات نظر
سلبية واتجاهات سيئة تجاه العاملين ،فكانوا يفترضون أن الناس بطبيعتهم كسالى وغير
مسئولين ،وكانوا يعاملونهم بغير احترام ،هذا المدخل أو المنظور السلبي للناس ،والذي
استمر لسنوات عديدة ،يعكس النظرية التقليدية لإلدارة ،والتي أطلق عليها النظرية " " X
لصاحبها "دوجالس ماك غريجور".
وفلسفة هذه اإلدارة تفترض أن الناس كسالى ،يكرهون العمل ،ويحتاجون إلى التوجيه ،وال
يعملون إال إذا تم دفعهم واجبارهم على العمل.
بالرغم من ذلك ،إذا سألت اليوم مجموعة متنوعة من المسئولين في الشركات المساهمة،
عن نظرتهم األساسية للطبيعة اإلنسانية ،من المحتمل أن تجد أفكا اًر أكثر تفاؤالً ،فمثلما
يميل اإلنسان إلى اللعب واللهو ،يميل أيضاً إلى العمل ،واذا تم تقدير الناس وفقاً لجهودهم
في العمل ،واذا أعطوا الفرصة للنجاح ،يمكن أن نتوقع منهم المثابرة في العمل ،دون
الحاجة لدفعهم إليه ،وتمثل هذه النظرية " ،" Yوتعتبر نظرة متفائلة لإلنسان.
7
-3يفترض السلوك التنظيمي عدم وجود مدخل مثالي:
يتفق علماء السلوك التنظيمي اليوم ،على عدم وجود مدخل مثالي ،لدراسة السلوك
اإلنساني في المنظمات ،فمثالً ،هناك عوامل واضحة األهمية ،منها العوامل الفردية ،مثل
قيم العمل الفردية ،المهارات ،ودوافع المثابرة في العمل ،ولكنها وحدها توضح فقط جانب
من الصورة ،فيجب علينا أيضاً أن نأخذ في الحسبان العديد من العوامل الموقفية ،مثل
العالقات االجتماعية بين الزمالء ،وكذلك العوامل البيئية المحيطة ،مثل االقتصاد القومي.
فكل هذه المتغيرات ،ال تلعب أدوا اًر منفصلة في التأثير على كيفية تصرف فرد معين
موحدا ،ويزيد في تعقد الصورة أو
ً حين يعمل ،ولكن تأثيرها على السلوك يمكن أن يكون
الموقف.
يختلف السلوك التنظيمي من مجتمع إلى آخر ،ومن دولة إلى أخرى؛ نظ اًر الختالف قوة
العمل ،والطبيعة المتغيرة للقوى العاملة نفسها ،فالعمالة المتباينة الثقافات ،تحتاج من
المنظمة أن تراعي االختالفات في إدارتها ،مثل تعدد األعراق في الواليات المتحدة ،أو
الشركات العابرة للقارات ،أو شركات متعددة الجنسيات التي توجد في أقطار متعددة.
8
السلوك التنظيمي ..جذور تاريخية:
المستقرئ للتاريخ يجد أن محاوالت فهم السلوك اإلنساني داخل المنظمات لها جذور
تاريخية بعيدة ،ففي الحضارة الفرعونية مثالً ،وجد أنه كان هناك اعتراف فيما بينهم
بضرورة االستماع إلى شكوى العاملين ،وال شك أن االستماع وحده يكون في أحيان كثيرة
عالجاً – ولو مؤقتاً – لبعض العاملين.
واذا طالعت التاريخ اإلسالمي ستجد أن الحضارة اإلسالمية قد اهتمت بالسلوك البشري
داخل المنظمات اهتماماً بالغاً ،فأقرت مبدأ التشاور مع المرؤوسين عند اتخاذ القرار وهذا
ما يسمى حالياً بالمشاركة في اتخاذ الق اررات اإلدارية ،كما شجعت االتصال المباشر بين
الرئيس والمرؤوس ،كما أن مفاهيم االتصال الجيدة كانت لها مجاالت واسعة في الدين
اإلسالمي بشكل كبير.
وقد ظهر في القرن السادس عشر نموذج لمحاولة تفسير السلوك اإلنساني والتحكم فيه
أال وهو النموذج الميكافيللي ،حيث وضع (ميكافيللي) نظريته القائمة على أن سلوك
الناس محفوف بعدم الثقة والشك ،وأن األسلوب المالئم للسيطرة على سلوكهم هو القسوة
والخداع ،أو أي وسيلة أخرى يمكن من خاللها السيطرة على هذا السلوك ،وقد أودع
(ميكافيللي) نظريته هذه في كتابه الشهير (األمير) والذي كان قد كتبه إلرضاء حاكم
إحدى المدن اإليطالية ،وشرح خالل هذا الكتاب كيف يجب أن يتصرف األمير الكفء،
وكان مبدأه األساسي هو (الغاية تبرر الوسيلة) ،بمعنى أن أي وسيلة يمكن استخدامها
ولو كانت غير نبيلة أو مشروعة طالما أنها ستوصل في النهاية إلى هدف نبيل ،وقد
أوصى (ميكافيللي) في كتابه بضرورة استخدام أساليب المكر والدهاء والخداع والتدليس
والمراوغة ،بجانب استخدام أساليب القهر والقسوة والشدة والردع إلحكام السيطرة على
سلوك المرؤوسين ،وال يمنع ذلك من استخدام أسلوب الحوافز والمكافآت على أن يكون
في ظالل نظام الردع ،والعجيب أن بعض هذه األساليب ال زالت موجودة في بعض
9
المنظمات إلى يومنا هذا وبخاصة السياسي منها ،كما أنه من الممكن القول أن العمل
السياسي يتبع العديد من مبادئ (ميكافيللي) التي أودعها في كتابه منذ ما يقرب من
خمسة قرون !!
وفي الفكر اإلداري المعاصر سنجد أن أول مدرسة إدارية تكلمت حول السلوك اإلنساني
وكيفية السيطرة عليه بطريقة علمية حديثة هي (المدرسة الكالسيكية ،وقد افترضت
المدرسة الكالسيكية بشكل عام أن األفراد كسالى وأنهم غير قادرين على تنظيم وتخطيط
العمل وأنهم غير عقالنيين وأنهم انفعاليون ،ولهذه األسباب هم غير قادرين على أداء
أعمالهم بطريقة صحيحة وفعالة ،وبالتالي صارت السيطرة على هذا السلوك غير الرشيد
حتماً مقضياً ،ولذا ستجد أن جميع النماذج الخارجة من المدرسة الكالسيكية تركز على
فرض نموذج عقالني ورشيد وقوي على العاملين وذلك كمحاولة للسيطرة على سلوكهم
داخل المنظمة.
افتراضات هذا النموذج قائمة على اعتبار أن األفراد كسالى ،وأنهم مدفوعون فقط من
الناحية المادية ،وأنهم غير قادرين على تخطيط وتنظيم األعمال المنوطة بهم ،وبالتالي
ظهرت محاوالت رواد هذه المدرسة للسيطرة على السلوك اإلنساني داخل المنظمات من
خالل عمل تصميم مثالي للوظائف ومن خالل الحوافز المالية.
وتعتبر محاوالت (فريدريك تيلور) هي أول المحاوالت المنظمة في هذا المجال ،حيث
كانت له مجموعة من التجارب اإلدارية في الشركات التي كان يعمل بها ،وقد تبلور الفكر
الناتج عن هذه التجارب في كتابه (مبادئ اإلدارة العلمية).
10
وتلت جهود (فريدريك تيلور) ما قام به الزوجان (فرانك) و (ليليان جيلبرث) بما يسمى
(دراسة الحركة والوقت)؛ حيث قاما ببحث أنواع الحركات التي يؤديها العامل في عمله
ووقت كل حركة ،ثم يحددون بعد ذلك ما هي أنسب حركات عليه أن يؤديها ليصل إلى
أسرع وأفضل أداء ممكن.
لقد اعتبر رواد هذه المدرسة أن اإلنسان مثله مثل أي مورد آخر من موارد المنظمة من
آالت وغيرها ،وبالتالي يجب التحكم في هذا المورد عن طريق تصميم وظيفته وتدريبه
وتحديد معيار علمي لقياس معدل إنتاجه ،هذا بجانب تحفيزه على العمل باستخدام الحوافز
المالية.
وتتشابه افتراضاتها حول السلوك اإلنساني مع االفتراضات التي تبنتها (اإلدارة العلمية)
إال أنها اختلفت معها في األسلوب الذي يمكن أن تتخذه المنظمة للتحكم في السلوك
اإلنساني ،فلئن كانت (اإلدارة العلمية) قد ركزت على وجود تصميم مثالي أوحد ألداء
العمل بجانب الحوافز المادية ،فقد جاءت نظرية (العملية اإلدارية) لتقول أنه يمكن
السيطرة على السلوك اإلنساني من خالل العملية اإلدارية والقواعد واألوامر ،أي من خالل
تصميم محكم للعمليات اإلدارية كالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة ،وأيضاً من خالل
وضع ضوابط محددة لألداء يسيطر على السلوك اإلنساني.
ومن أشهر رواد هذا النموذج الفرنسي (هنري فايول) الذي قسم العملية اإلدارية إلى خمسة
أقسام :التخطيط والتنظيم واألمر والتنسيق والرقابة ،وبناء على هذه األنشطة قام بوضع
أربعة عشر مبدأً إدارياً يمكن من خاللها القيام بأنشطة اإلدارة على خير وجه.
11
ثالثاً :النموذج البيروقراطي (ماكس فيبر)
وقد افترض رواده أن الناس غير عقالنيين وأنهم انفعاليون في أدائهم للعمل ،مما يؤدي
إلى جعل االعتبارات الشخصية سائدة في العمل وجعل االعتبارات العقلية والموضوعية
غير واردة في محيط العمل ،وقد انعكس ذلك على وضعهم للنموذج (البيروقراطي) من
أجل السيطرة على السلوك اإلنساني داخل المنظمات ،حيث تذكر النظرية أنه سيتم
السيطرة على السلوك اإلنساني من خالل وجود نظام صارم للقواعد واإلجراءات داخل
المنظمة.
ويعتبر (ماكس فيبر) أشهر علماء هذه المدرسة ،قد اتخذ هذا االتجاه من خالل مالحظته
لسوء استخدام المديرين لسلطاتهم ،وعدم االتساق في أسلوب اإلدارة لعدم وجود قواعد
حاكمة للسلوك.
ومن الجدير بالذكر أن مبادئ البيروقراطية في ذاتها ليس فيها ما يعيبها ،إال أنه عند
تطبيقها تجد العاملين يهابون من أي تصرف نظ اًر للخوف من عدم وجود قاعدة أو إجراء
تسمح بهذا التصرف مما قد يوقعهم في العقوبة ،ولذلك فالبيروقراطية الزائدة تؤدي إلى
قتل روح اإلبداع واالبتكار؛ إذ يصير الهم األكبر هو االلتزام بالقواعد واإلجراءات فقط،
دون النظر إلى التجديد واالبتكار ورفع الكفاءة وزيادة الفاعلية.
وقد أدى هذا النقد الموجه إلى النماذج المختلفة من المدرسة الكالسيكية
إلى ظهور مدرسة جديدة تهتم بالعنصر البشري في المنظمات ،وتعتبره إنساناً
اجتماعياً وليس فقط إنساناً اقتصادياً..
12
نظرية العالقات اإلنسانية:
وهي على النقيض من المدرسة الكالسيكية حيث افترضت بأن اإلنسان مخلوق اجتماعي،
يسعى إلى إنشاء عالقات أفضل مع اآلخرين ،وأن أفضل صفة إنسانية جماعية هي
التعاون وليس التنافس ،وبالتالي اختلفت سياسات هذه النظرية عن سابقتها في التعامل
مع العنصر البشري للسيطرة على سلوكه ،فاتجهت هذه النظرية إلى القيادة الديموقراطية
ومشاركة العاملين في اتخاذ الق اررات ووضع أنظمة الشكاوى واالقتراحات والرحالت
والحفالت االجتماعية ،ومن العيوب التي قد تتخذ على هذه النظرية أنها أفرطت في
االهتمام بالعالقات االجتماعية ،األمر الذي قد يصل في النهاية إلى تدليل العاملين
وافسادهم.
وقد جاءت نتيجة للعيوب التي ظهرت في نظرية العالقات اإلنسانية ،حيث حاول بعض
العلماء تطويرها ليتم استخدام كل الجوانب السلوكية إلعطاء تفسيرات أكثر دقة وشموالً
للسلوك اإلنساني ،ففي حين ركزت نظرية العالقات اإلنسانية على العالقات والمشاعر،
جاءت هذه النظرية تعترف بالجوانب اإليجابية والسلبية لكل من سلوك األفراد واإلدارة
وتحاول أن تعطي تفسيرات أكثر واقعية للسلوك اإلنساني لتتمكن من توظيف كل الطاقات
السلوكية للناس في أعمالهم.
-1يختلف الناس في حاجاتهم ،فبعضهم تسيطر عليه الحاجات المادية وبعضهم تسيطر
عليه الحاجات االجتماعية وبعضهم تسيطر عليه الحاجة لتحقيق الذات.
-2يسعى األفراد ألن يكونوا ناضجين وناجحين في العمل ،وهم حريصون على إبراز
طاقاتهم ليشعروا بالنجاح.
13
-3يسعى األفراد لكي يكونوا منضبطين في العمل ،ولكن الرقابة المباشرة قد تؤذي هذا
الشعور باالنضباط الذاتي ،ولذلك فالرقابة غير المباشرة من اإلدارة مع إشعار العاملين
بأنهم مسئولون عن أعمالهم يمكن أن يشيع حالة من الرقابة الذاتية في العمل.
-4يتميز العاملون بأن لديهم قدر من الدافعية الذاتية والطاقة الداخلية إلنجاز العمل
واتقانه وعلى المنظمة أن تستغل هذه الطاقة الداخلية وتوظيفها.
-5تتدخل عناصر أخرى في التأثير على سلوك الفرد في عمله ،ومن أبرزها طريقة
الفهم ،وأسلوب اكتساب السلوك ،واالتجاهات النفسية والقدرات ،وأسلوب االتصال
باآلخرين ،والقدرة على القيادة ،وعلى المديرين أخذ كل هذه األمور في الحسبان.
-6يسعى األفراد لتحقيق تماثل بين أهدافهم وأهداف المنظمة ،ولذلك إن لم يحدث تعارض
بين أهداف المنظمة وأهداف األفراد انطلقت طاقات الفرد وقدراته الذاتية في العمل.
-7يختلف السلوك الفردي واإلداري من دولة ألخرى (أو من حضارة ألخرى) وعلى كل
من يمارس أعماله مع حضارات ودول مختلفة مراعاة هذه الفروق.
-8يختلف سلوك األفراد على حسب الموقف الذي يتعرضون له ،وكذلك تختلف طريقة
اإلدارة المثلى في التصرف مع األفراد على حسب هذه الظروف ،ولذلك يختلف النمط
القيادي المفضل على حسب الموقف ،فمثالً يفضل النمط القيادي التسلطي مع األفراد
المتسيبين ،بينما يفضل النمط القيادي الديموقراطي مع األفراد المنضبطين.
ولعل النقطة األخيرة تشير إلى المبدأ الموقفي في اإلدارة ،ونستطيع القول
بأن هذا المبدأ – المبدأ الموقفي – هو التوجه الذي صار عليه السلوك
التنظيمي اليوم.
14
الفصل األول
15
هناك ثالثة عناصر هامة لنجاح كل مؤسسة:
ثانياً :العملية
(أي الطريقة التي تقومون فيها بالعمل ،وطريقة صناعتكم لمنتجاتكم ،وطريقة تسويقكم
لخدماتكم)
ثالثاً :الشخص
في هذه المحاضرة سنناقش إن شاء هللا أربع استراتيجيات هامة يستطيع المدراء استخدامها
حد أقصى من األداء من موظفيهم. للحصول على ٍ
االستراتيجية األولى
وهذا صحيح جداً عند الحديث عن السلوك اإلنساني...وربما تكون هذه المتعة مؤقتة
ويتبعها كثير من الندم وهذا يفسر سلوك كثير من الناس الذين نستغرب بعض سلوكهم.
(إذا أردنا أن يغير أحد موظفينا سلوكه؛ علينا أن نطرح هذا السؤال :كيف يمكنني أن
أقول لهم أنهم بسلوكهم الجديد فقد يحصلون على الكثير من المتعة أو بالعكس إن لم
يغيروا هذا السلوك فسيقاسون ألماً كبي اًر)
16
سلوك الناس بصورة عامة يعتمد على ثالثة مراحل:
ما الذي يقودهم إلى هذا السلوك؟ ..فإن استطعنا التأثير بشكل ما على المرحلتين
األخريين؛ فبإمكاننا تغيير سلوكهم.
أوالً :نفكر
ثانياً :نشعر
شعرت بأنني سأكسب المتعة فقد أتصرف بطريقة ما ،وان شعرت باأللم فقد أتصرف
ُ إن
بطريقة مختلفة.
فإذا أردتم أن يغير شخص يعمل معكم سلوكه أو أحد زبائنكم ..اسألوا..
ويصير هذا هو األساس الذي تُبنى عليه العالقات مع األشخاص فإن السلوك هو نتاج
األفكار والمشاعر.
17
والسؤال اآلن :إن كان هذا صحيحاً؛ فمن أين تأتي مشاعرنا؟ ما مصدرها؟
ألنك إذا أردت تغيير مشاعري فإن عليك أوالً أن تعرف من أين تأتي..
ٍ
مساو له في المقدار ومضاد له في االتجاه. في الفيزياء يقول نيوتن :لكل فعل رد فعل
أما في علم النفس فنقول :لكل حافز (مثير)؛ استجابة مساوية ومعاكسة.
تجربة إبريق الماء وسكبه بشكل مفاجئ على رأس أحدهم وعلى بذلته الجميلة
قد يضحك ..ها ها ها يعجبني هذا ..احضر لي إبريقاً آخر ..يظن األمر مسلياً أو
يتجنب اإلحراج بالضحك .وقد يرمي عليك بعض الماء القريب منه.
على األرجح قد يشعر باإلحراج وربما ينسحب من المكان .قد يحمر خجالً ويظهر على
وجهه ..
المالحظ أنكم جميعاً ال يمكن أن تتوقعوا ردودكم أو ردودهم على مثل هذا الفعل ..لماذا؟
18
مناقشتنا للسيناريوهات المحتملة تدور حول مرحلة التفكير ،والحقيقة أن الرد قد يكون
مفاجئاً وغير متوقع فقد يحدث السلوك معتمداً مباشرة على مرحلة الشعور متجاو اًز مرحلة
التفكير ..
فقد يكون رد الفعل عنيفاً (السلوك) ومن ثم قد يعود ليقول :أنا آسف ،لم أقصد أن أفعل
ما فعلت ،حينئذ قد يفكر (الفكر) ..
(في طفولتك ترجع إلى والدك والدم على وجهك ..بسبب أحد زمالئك)
لو قال لك :العالم مليء بأمثال هذا الفتى ..في المرة المقبلة حينما يفعل أحدهم بك هكذا
أمسك بخناقه واضرب رأسه بالحائط حتى ال يعود إلى ذلك معك البتة.
إن كان ذلك هو ما لُقن به هذا الرجل في حياته فاألرجح هو أن يعمد إلى ضربي.
وان قال له :يا بني ،الحياة مليئة بأمثال هذا الفتى ..في المرة القادمة ،لو فعل أحدهم
ذلك معك تنهض ببساطه ،تنفض الغبار عن ثيابك وتمضي في سبيلك ،ألن الحياة يا
بني مليئة بأشخاص سيحاولون أن يجعلوا سلوكك كسلوكهم ..استخدم عقلك ،تصرف
بطريقة مسئولة.
إن كان هذا ما لُقنته في حياتك ،فاحتمال أن تضرب هنا ضئيل جداً.
19
ما الذي يكون تلك المشاعر في داخلنا فنتصرف كما نتصرف؟
-1إطار االسترجاع
األماكن التي كنتم فيها ،األشخاص الذين كنتم معهم ،التجارب التي مررتم بها ،كل هذه
األمور تؤثر في سلوككم.
(وهذا يملي علينا كمدراء أن نقوم بتغيير سلوكنا حتى وان كان إطار استرجاعنا يملي
علينا خالف ذلك).
كما يتغير العالم من حولنا؛ علينا أن ننمو ونصير أفضل ،فهذا اإلطار ليس مقدساً..
-2السمات الشخصية
-3تقدير الموقف
كيف نقدر الظروف ..ولنرجع إلى تجربة سكب الماء ..لو قدر أنني بسكبي الماء عليه
فإنني أهدف إلى إحراجه؛ سيكون رده مختلفاً عما لو قدر أن الموضوع كان لشرح نقطة
ما فقط.
20
االستراتيجية الثانية
بطريقة ما نشعر في هذا العالم بأن كل ما علينا فعله لتغيير األشخاص هو إعطاؤهم
المزيد من المعلومات.
بطريقة ما تعلم المدراء المميزون أن يأخذوا كتلة المعلومات هذه ويبنوا بتمهل وروية جس اًر
نحو موظفيهم ،إلقناعهم ،ولحملهم على إتباع سلوك معين.
إن أجبتم على هذه األسئلة الثالثة في كل مرة فإن قواكم في اإلقناع سيبلغ حد التفوق..
الحقيقة أن الكثيرين منا يحاولون التواصل مع اآلخرين بدون أن يقولوا ألنفسهم أوالً
بعبارات واضحة جداً األسئلة أعاله.
مثال:
أنت تذهب إلى الطبيب لنفترض أنك تعاني من ألم الحنجرة وتنتظر الطبيب في قائمة
االنتظار مدة طويلة بالرغم من مشاغلك الكثيرة ومن أهمية الوقت لك وأخي اًر يدخل
السكرتير ويدعوك إلى مكتب الطبيب.
21
مع مالحظة أن انتظارك قد ُيخرجك بمرض أخطر من المرض الذي ذهبت من أجله إلى
الطبيب ...وأخي اًر يدخل الطبيب ليسألك :من ماذا تعاني؟!
فيكتب روشتة صغيرة تحملها إلى الصيدلية لشراء الدواء وطبعاً ال تستطيع قراءة خط
الطبيب!
لم يتعلم األطباء قط الكتابة بشكل جيد ،في الحقيقة هم يعرفون تماماً كيف يكتبون.
"أنا حصلت على مالي واآلن احصل أنت على مالك" ثم تقول للطبيب ..شك اًر
ألن هناك مبدأً قوياً جداً في العمل ..هو أنني حينما ذهبت إلى ذاك الطبيب كنت مقتنعاً
جداً بأن الطبيب سيزيل ألمي.
ولنتذكر هنا ما قلناه في أول المحاضرة( :كلنا مستعدون ألن نفعل أكثر لتجنب األلم)
يجب أن نتعلم التواصل بفعالية مع موظفينا حتى يمكن إقناعهم بأن األفكار التي نعطيهم
إياها ستنفعهم في حياتهم وستساعدهم في إنجاز األمور التي يريدون إنجازها في حياتهم.
22
االستراتيجية الثالثة
أربعة أمور فقط تحدث حينما تطلبون إلى شخص ما أن يقوم بعمل:
إن قال نعم فهذا رائع ،وان طرح سؤاالً يمكن معالجة األمر،
إن قدم إليكم عذ اًر فأنتم في مأزق؛ ما لم تعرفوا كيف تحولون العذر إلى اعتراض.
األعذار قد تكون أمو اًر مثل :أريد التفكير باألمر ،أو أريد التحدث إلى أحدهم باألمر.
يمكنكم تزويدهم بمزيد من المعلومات ،مساعدتهم على وضع استراتيجية ،يمكن أن تُظهروا
لهم كيف يحلون تلك المشكلة ،مساعدتهم على تدبر العمل.
23
االستراتيجية الرابعة
حسناً ،سنقوم باألمر على النحو الذي تريد ،لكنها ليست الطريقة التي يجب اتباعها حسب
رأيي.
وبطريقة ما يصبح أداء الفرد أدني وأقل أهمية ،وأقل إنتاجية ألنهم غير مقتنعين بالحل.
فإن كانت الحلول مهمة في المجاالت العملية ففي المواضيع السلوكية يجب أن نعمل
بجهد لنتوصل إلى اتفاقات بين األفراد لتتمكن أصابع اليد الواحدة من العمل سوياً لجعل
األمور تنجح حقاً.
24
في هذا العالم الذي يتحرك ويتبدل يجب أن نتعلم:
والمدير الذكي هو من يفهم المبادئ األساسية التي تؤدي إلى النجاح في اإلدارة اليوم.
وحينما تضعونها قيد العمل على أساس يومي في حياتكم وفي عملكم ومع مجموعاتكم؛
آنئذ تمضون قدماً ،وصعوداً بتفوق.
25
الفصل الثاني
اإلدراك
26
مقدمة:
من خالل تعاملنا مع اآلخرين سواء في مجال العمل أو المنزل أو الشارع ،فإننا نقوم
بإدراك تصرفاتهم بطريقة معينة ،وتكوين انطباعات عنهم ،والتساؤل الذي يواجهنا هو:
في حقيقة األمر يصعب تقديم إجابة دقيقة عن هذا التساؤل ،فاألشياء التي نراها قد تبدو
متشابهة لنا ،ولكن األمر على خالف ذلك ،فهناك تفاوت بيننا في إدراكنا للواقع الذي
نعيشه ،وهذا الواقع يتحدد في حدود مدركات الفرد.
فعندما تخبر أحد األصدقاء عن شيء شاهدته أو سمعته أو قرأته ،فإنك في حقيقة األمر
لم تنقل له الحقائق كلها ،وحتى شاهد العيان الذي نعتقد أنه يمكن االعتماد على أقواله،
غالباً ما يكون بعيداً عن الدقة والحقيقة الكاملة...
إن ما يدركه الفرد ليس هو العالم الحقيقي ذاته ،ولكنه العالم الذي يوجد داخله والذي
يعيشه.
إن فهم سلوك األفراد وطريقة تصرفاتهم في المواقف المختلفة ،له أثر كبير في نجاح
المنظمات ،وحتى نتفهم سلوك األفراد في المنظمات ،يجب أن نقف على طريقة إدراكهم
للواقع أو العالم الذي يعيشون فيه؛ وذلك ألن إدراك الفرد لهذا الواقع ،يؤثر لدرجة كبيرة
على درجة استجابته للمواقف.
وهذا يدعونا إلى البحث عن طبيعة إدراك األفراد وتفهمهم لألمور ،وأيضاً دراسة العوامل
المؤثرة في هذا اإلدراك ،وعالقة ذلك بالسلوك الفردي.
27
تعريف اإلدراك:
هو الطريقة التي يرى بها الفرد العالم المحيط به ،ويتم ذلك عن طريق استقبال المعلومات
ٍ
ومعان خاصة. وتنظيمها وتفسيرها ،وتكوين مفاهيم
ويتضح من هذا التعريف ،أن عملية اإلدراك تتم من خالل الخطوات التالية:
-1تبدأ عملية اإلدراك ،بشعور أو إحساس الفرد بالمثيرات الخارجية الموجودة في البيئة
المحيطة (مثال ذلك الضوء ،الح اررة ،الصوت ،)..وتقوم الحواس بعملية االستقبال
من خالل السمع ،والبصر ،واللمس ،والتذوق ،والشم ،ويتم تحويل هذه المثيرات إلى
المراكز العصبية بمخ اإلنسان.
ٍ
ومعان معينة ،وذلك عن طريق اختيار -2ثم تحويل المشاعر واألحاسيس إلى مفاهيم
وتنظيم المعلومات ،وتفسيرها بناء على مخزون من خبرات وتجارب سابقة في ذاكرة
الفرد ،وهذا يعني أن الخبرات والتجارب السابقة للفرد ،والمعلومات المخزنة في ذاكرته،
مختلفا.
ً شيئا
قد تغير وتعيد تشكيل ما يستقبله ،ومن ثم يراه ً
يمكن تقسيم العوامل المؤثرة في اإلدراك إلى عوامل داخلية وعوامل خارجية:
الم ِّ
درك: وهي العوامل التي تتعلق بالشخص نفسه ُ
-1الخبرات السابقة:
تؤثر خبرات الفرد وتجاربه السابقة ،في كيفية إدراكه للموقف ،فعلى سبيل المثال ،حينما
ترى شخصين من اليابان ،يتبادالن االنحناءات واالبتسامات ،فسيغلب عليك الظن بأنهما
28
أصدقاء ،وسيكون هذا التفسير ،في ضوء خبرتك السابقة ألنماط السلوك والعالقات في
مختلفا؛ حيث يكون هذا
ً داخل المجتمع العربي ،بينما قد يكون الواقع في الثقافة اليابانية
النمط من السلوك مطلوباً ،حتى ولو لم تكن هناك عالقة ود ،أو صداقة بين األشخاص.
-2الدوافع:
تؤثر قوة الدوافع ،أي حاجات الفرد غير المشبعة ،حسب أهميتها النسبية في إدراكه لما
حوله من مؤثرات ،فالعامل الذي يقوى لديه دافع تحقيق الذات ،نجده ال يهتم كثي اًر للحوافز
المادية.
-3الشخصية:
كذلك نجد أن شخصية الفرد ككل تؤثر في إدراكه ،فقد أثبتت بعض الدراسات ،أن من
أهم مشاكل كبار المديرين الشبان ،هو ميلهم إلى تجنب اتخاذ الق اررات البسيطة ،أو غير
السارة ،واتضح أيضاً أنهم ال يعطون اهتماماً كبي اًر ،لمحاولة فرض الجزاءات على
المرؤوسين ،وعدم الميل إلى النبش في الماضي ،وكتابة التقارير غير السارة.
وفي الوقت الذي أثبتت فيه الدراسات ،أن صغار المديرين ال يميلون إلى تلك األعمال
غير السارة ،فقد اتضح أن المديرين األكبر سناً ،يميلون إلى األعمال التي تثير الضجر.
-4الضغوط الشخصية:
فاألفراد الذين يعملون تحت ضغوط عمل ،يميلون إلى إدراك األشياء بطريقة أقل
موضوعية ،من أولئك الذين ال يتعرضون لهذه الضغوط.
فالفرد الذي يتميز بقدرات ذهنية منخفضة ،يكون مستوى إدراكه لألمور والمواقف أقل.
29
ثانيا :العوامل الخارجية
ً
كلما كان المثير الخارجي قوياً ،كانت فرصة إدراكه أكبر ،مثل :األضواء الالمعة،
والضوضاء الشديدة ،والرائحة النفاذة.
كلما كان الشيء المدرك كبير الحجم ،كانت فرصة إدراكه أكبر ،فمثالً ،عند زيارة مصنع
معين ،تكون اآلالت الكبيرة الحجم ،أكثر رؤية للزائر من اآلالت الصغيرة ،وكذلك الحال
في مجال اإلعالن ،فكتابة اإلعالن في صفحة كاملة بالصحيفة اليومية ،توفر فرصة
أكبر إلدراكه بدرجة أكبر ،من اإلعالن في سطور قليلة.
يقضي مبدأ التناقض بأن المثير الخارجي ،الذي يكون ضد األشياء المألوفة أو المتوقعة،
سوف ينال درجة أكبر من االنتباه.
يقصد بذلك أن تكرار المثير الخارجي ،سوف يجذب االنتباه ،ويتم إدراكه بدرجة أكبر من
ذلك الذي يحدث مرة واحدة ،وتفسير ذلك أن عملية التكرار ،تتيح أكثر من فرصة لإلدراك،
كما أن تك اررية المثير ،تزيد من درجة حساسيتنا تجاه المثير ،وتحاول الشركات استخدام
ذلك ،في خلق صورة فريدة لمنتج معين ،عن طريق تكرار اإلعالن.
30
-5الحركة للمثير الخارجي:
فالمثير المتحرك ،أكثر قدرة على لفت االنتباه ،من المثير الثابت.
فاألشياء الجديدة أو المألوفة التي تعرض بطريقة جديدة ،ستزيد من فرصة إدراكها ..مثال
ذلك :نقل الموظف إلى وظيفة جديدة تزيد من فرص انتباهه ألداء واجباته.
يمكن االستفادة من مبادئ اإلدراك ،في األنشطة اإلدارية والتنظيمية ،ومن أمثلة ذلك:
تتم عملية اختيار العاملين الجدد ،على أساس االختبارات والمقابالت الشخصية ،وفحص
البيانات الخاصة بالموظف ،وفي كثير من الحاالت تكون البيانات ناقصة ،وأراء المديرين
غير موضوعية...
ولكي ُتبني ق اررات االختيار على أساس اإلدراك الجيد ،فيجب أن يعرف المديرون اآلتي:
• أن الحالة النفسية للمديرين تختلف من وقت آلخر ،ويمكن أن يؤثر ذلك في
عدالة االختيار.
• أن األحكام المسبقة الناتجة عن أسلوب إدراكنا لألمور ،قد تؤدي إلى نتائج سيئة
في عملية االختيار.
31
-2في مجال تقييم األداء:
إن تقييم أداء العاملين يتأثر بشكل كبير باإلدراك الجيد للمديرين ،والتقييم الخاطئ أو غير
العادل قد يتسبب في عدم بذل المجهودات الكبيرة بالنسبة للعاملين المختارين؛ وقد يتركوا
العمل بالمنشأة...
• ال بد من القضاء على تأثير الحكم على الشخص من خالل المعرفة العامة ،أو
التأثير األولي لبعض األشخاص.
• االستعداد لتغيير آرائهم وطريقة إدراكهم ،وخاصة عندما يشعرون بتحسن في أداء
العاملين.
غالبا ما يكون هناك تأثير كبير لإلدراك ،في العالقات بين األفراد في العمل ،وخاصة
ً
بين العمال ،وسوء الفهم وسوء اإلدراك يؤدي إلى تقليل االتصاالت ،وسوء العالقات بين
العاملين ،وخلق الصراع بينهم...
ولتحقيق رقابة على ذلك ،ال بد للمديرين أن يالحظوا طبيعة العالقات بين المرؤوسين،
وعندما يشعر المدير ،أن هناك سوءاً في العالقات بين العاملين ،يتوجب عليه أن يتخذ
بعض اإلجراءات مثل:
• التعرف على آراء العاملين ،فيما يختص بالمشاكل ،التي قد يتعرضون لها.
32
مشاكل اإلدراك:
وهو ميل الفرد ،إلى إرجاع تصرفات اآلخرين ،لمسببات داخلية (صفاتهم ،سماتهم) ،مع
تجاهل العوامل الخارجية ،التي يمكن أن تؤثر على تصرفاتهم.
فمثال ،عندما تتحطم عربة الشركة من السائق؛ فسيكون الحكم هو أن هذا الشخص
ً
مهمل ،ولكن قد يكون السبب أن عربة أخرى هي التي صدمت السائق.
-2تأثير الهالة:
هو إصدار حكم على الفرد ،من خالل صفة واحدة ،ثم أعممها على باقي الصفات.
فمثال ،عندما أقيم أداء أحد الموظفين ،هناك معايير أقيم على أساسها مثل (كمية العمل،
ً
جودة العمل ،االنضباط بالمواعيد ،التعاون مع الزمالء) ،فإذا رأيت انضباط المواعيد
بالنسبة للمرؤوس ،أقيم باقي األشياء بالقياس على انضباطه ،أنه موظف كفء ،وبالتالي
يكون التقييم الناتج غير دقيق.
وهو ميل األفراد لإلدراك اإليجابي لآلخرين الذين يعتقدون أنهم يشبهونهم بطريقة أو
بأخرى ..وهذا الميل قد يحدث ،فيفضل الرئيس المرؤوسين الذين يشبهونه في طريقة
تصرفاتهم؛ فيؤدي ذلك إلعطائهم تقييمات مرتفعة.
33
-4خطأ االنطباع األول:
وهو الميل لوضع دعائم ألحكامنا على اآلخرين ،من خالل انطباعاتنا األولية عنهم.
-5االنتقاء اإلدراكي:
التركيز على بعض األشياء وتجاهل األخرى ،أو هو الميل للتركيز على بعض السمات
في البيئة المحيطة ،وتجاهل السمات األخرى.
فمثال،
وهذا الميل يؤدي إلى تركيز المسئولين على المساحات التي تختص بخبراتهمً ،
المديرون ذوو الخبرة في مجال التسويق ،سوف يرون التعديل في خطوط المنتجات من
أهم الدعائم ،بينما المديرون ذوو الخبرة في مجال البحث العلمي ،سوف يرون تصميم
المنتج من أهم الدعائم.
-6التنميط:
وضع األفراد في مجموعات أو أنماط ،ثم بعد ذلك تقييم الفرد ،حسب انتمائه إلى هذا
النمط أو المجموعة ،أو هي المعتقدات أن األعضاء في نفس المجموعة يتشاركون في
نفس السمات أو يميلون للتصرف بطريقة واحدة.
فعلى سبيل المثال :أنت تعتقد أن مجموعة (س) تتصرف بطريقة (ص) ،فلو كان هناك
فور أنه سوف يتصرف بالطريقة (ص).
شخص يقع في مجموعة (س) ،فستدرك ًا
ومن المالحظ أن استخدام التنميط ،له أثر عميق في نوعية األحكام التي يصدرها األفراد
في المنظمات.
34
فلو اعتقد الموظف المسئول عن استقطاب الموارد البشرية ،أن المنتمين إلى مجموعة
معينة كسالى وغير أكفاء؛ فسوف يتجنب تعيينهم.
ولكن يجب أن يستخدم ذلك الموظف معايير جيدة للحكم ،ويجمع المعلومات الالزمة
لتصنيف المرشحين بعناية ،وعمل قوائم بعناية شديدة؛ وذلك ألن الشخص يتم الحكم عليه
مقدماً ،من خالل كونه عضواً في المجموعة المصنفة.
ويجب مالحظة أن استخدام التنميط ،يجب أن يكون بحذر؛ ألنه قد يؤدي إلى سوء
االتصال ،وايجاد الصراع والتضارب بين المجموعات المختلفة.
هذه بعض اإلرشادات للتغلب على المشاكل في اإلدراك وخاصة االجتماعي منه:
-1عدم إغفال المسببات الخارجية لسلوك الغير ،فاألداء الضعيف قد يكون راجع
لظروف خارجة عن إرادة الفرد.
-4تجنب اتخاذ أحكام سريعة ،فالطبيعة البشرية تقفز إلى استنتاجات سريعة عن
طبائع الناس ،حتى لو لم يكونوا على معرفة جيدة بهم.
35
الفصل الثالث
التعلُّم
36
مقدمة:
جلس األستاذ محمد في مكتبه ،وكان هذا يومه األخير في العمل فقد بلغ سن المعاش،
نائبا له لمدة خمس سنوات،
فقد حرص على تقديم نصائحه لألستاذ سعيد الذي عمل ً
والذي سيخلفه في منصب المدير العام.
ولذا أوصاه بالتعامل مع الموظفين وضرورة معاملتهم باحترام ،إلى أن وصل إلى السكرتير
الخاص للمدير العام ،فقال إثر زفرة قصيرة:
أما شريف ،فال فائدة منه ،هو إنسان طيب ومخلص ،ولكن ال فائدة ترجى منه مع هذا
يوما أو يومين على األكثر ،ثم يعود
كثيرا ،فكان يلتزم ً
التسيب الذي يعيشه ،نصحته ً
صباحا على األقل،
ً لعادته القديمة ،وأنت رأيت بنفسك كيف يأتي إلى العمل في العاشرة
تسبقه األعذار الواهية.
في العاشرة والربع صباح الثالثاء ،دخل شريف على األستاذ سعيد ،وقال :صباح الخير
جناب المدير العام الجديد ـ أفضل مدير ـ ماذا جرى في الدنيا؟ أنتظر األتوبيس ساعة...
رد األستاذ سعيد بصوت هادئ :يا أستاذ شريف أنا خصمت منك ثالثة أيام؛ بسبب تكرار
التأخير...
بهت شريف وظنه يمزح في البداية ،قال له :ولكن يا فندم ،أنا...
37
فقاطعه بحسم هادئ :وتأكد أن الخصم سيتكرر والعقوبة ستزيد مع التكرار.
سلوك يتغير:
حدث له ما يحدث لكل الناس بأشكال مختلفة ،انتقل من سلوك إلى آخر ،كان متسيباً
فأصبح منضبطاً في مواعيده ،أنت أيضاً لعلك كنت قارئاً جيداً في أحد الموضوعات ،ثم
قل انتظامك في القراءة ،ولعلك كنت حريصاً على شيء ،ثم أصبحت أقل حرصاً...
إذن تغير السلوك ُسنة من سنن الحياة التي يمر بها كل إنسان ،ليس هذا فحسب ،بل إنه
أيضاً ضرورة ،فلو كان سلوكنا غير قابل للتغيير ،تكون وال شك حياة أولية بدائية بسيطة،
مختلفة تماماً عما نعيشه اآلن.
وسلوك أدائنا ألعمالنا في المنظمات يتغير ،ننتقل فيه من حالة إلى حالة أخرى ،قد ينتقل
كبير ،أو العكس.
أحدنا من حالة يبذل فيها جهداً قليالً إلى حالة يبذل فيها جهداً اً
38
وكما ترى فإن بعض هذه التغيرات ،قد يكون إيجابياً من زاوية تحسين وتطوير سلوك
أدائنا ،وبعضها قد يكون سلبياً ،ومن هنا تنشأ الحاجة ألن نفهم الطرق التي يتغير بها
سلوك أداء األفراد ألعمالهم؛ وذلك حتى نتمكن من إحداث التغيير اإليجابي ،وتجنب
التغيير السلبي.
إذا رأينا طالباً يهمل مذاكرته مثالً (سلوك غير مرغوب) ،وشخصنا السبب في ذلك بأن
مستوى دافعيته منخفض ،يكون المطلوب منا هو رفع مستوى الدافعية؛ ليتحسن السلوك.
بكلمات أخرى ،يكون مدخلنا إلى تغيير السلوك هو التأثير على العوامل الداخلية المتعلقة
بتكوين الفرد وحالته ،فهل هذا هو المدخل الذي التزم به الباحثون ،الذين كرسوا جهودهم
لبحث ظاهرة التعلم؟ ..الحقيقة أنهم اختاروا مدخالً آخر.
فهؤالء الباحثون الحظوا من ناحية ،أن المؤثرات الداخلية على السلوك كثيرة ومتنوعة،
وأن بعضها قد يؤثر على السلوك في اتجاه ،وبعضها اآلخر يؤثر عليه في اتجاه مغاير،
والحظوا أيضاً أن هذه المؤثرات صعبة القياس والرصد؛ لكونها عوامل داخلية لدى الفرد،
ال تفصح عن نفسها بسهولة.
كما الحظوا أن التغيرات في بعض هذه العوامل ينتج عنه تغيير مباشر في السلوك ،بينما
ال ينتج عن بعضها اآلخر إال تغيرات كامنة ال تظهر في السلوك اليومي...
معنى ذلك أن المطلوب لفهم ظاهرة التعلم ،هو دراسة كيفية تغيير عدد من العوامل
الداخلية صعبة القياس ،ودراسة آثارها الظاهرة والكامنة والمتعارضة أحياناً على السلوك،
وهذه مهمة ال شك في صعوبتها.
39
تعريف التعلم:
هو التغير الدائم نسبياً في سلوك الفرد؛ نتيجة التجارب والخبرات المكتسبة
والذي يتم تدعيمه بصورة أو بأخرى.
.2هذا التغير يجب أن يكون أكثر من مؤقت ،ومعنى ذلك أن التغييرات المؤقتة
نتيجة تغير حالة الفرد من االجهاد إلى النشاط مثالً ،أو من مستوى منخفض في
الدافعية لمستوى مرتفع لفترات قليلة مثالً ،ال تدخل في دائرة التعلم.
(السلوك الذي تم تعلمه ،يجب أن تحصل فيه على فائدة ،كتحصيل أجر ،أو ثواب ،أو
تشجيع ،أو غير ذلك) ( ،العمل الذي ال ُيكافأ ال ُيكرر)
40
أشكال التعلم:
الحظ الباحثون أن هناك عدة طرق ،تشكل بها المؤثرات البيئية سلوك الفرد وتُغيره،
ففحصوا هذه الطرق وصاغوها في عدة نماذج نذكر منها هذين النموذجين:
النموذج األول:
هناك جزء من سلوكنا نقوم به بشكل تلقائي؛ كرد فعل لمؤثرات بيئية معينة ،ال دخل
إلرادتنا في القيام به ،وكثي اًر ما يكون هذا السلوك مطلوباً؛ لضمان سالمة جسم اإلنسان
وكيانه وانتظام عمله ،فإذا لمست يدك سطحاً شديد السخونة؛ تجد أن هذه اليد ترتد سريعاً
بشكل تلقائي ،ال تنتظر ق ار اًر منك ،كل هذا ليس فيه تعلم بالمفهوم الذي أوضحناه ،فهذا
سلوك نولد به ،ال عالقة له بخبراتنا ،وال يتغير بنمو تلك الخبرات.
إال أن الباحثين الحظوا ،أن ارتباط بعض تلك المثيرات الطبيعية بمؤثرات أخرى بدرجة
كافية من التكرار؛ ينتج عنه أن الفرد يقوم باالستجابة التلقائية عند تعرضه للمؤثر (غير
فمثال :إن ارتبط البدء في تناول الطعام برائحة الطعام المطهي مثالً ،فإن
الطبيعي)ً ،
مجرد شم هذه الرائحة بعد ذلك؛ يزيد من إفراز اللعاب ،فالفرد هنا تعلم أن يقوم بسلوك
معين؛ كرد فعل لمثير لم يكن يحرك فيه هذا الفعل من قبل.
هذا هو النموذج األول الذي الحظه الباحثون ،ويرجع الفضل بشكل خاص إلى العالم
الروسي (بافلوف) ،في رصد وصياغة هذا النموذج.
41
النموذج الثاني:
في هذا النوع من التعلم ،يتعلم اإلنسان من نتيجة أفعاله وتصرفاته ،فاألفعال والتصرفات
ذات النتائج اإليجابية تُكتسب ،واألفعال والتصرفات ذات النتائج السلبية يتم التخلص
منها ،وتلك الظاهرة تُعرف بـ( :قانون األثر):
وهو الميل إلى تقوية وتكرار السلوك الذي يؤدي إلى نتائج إيجابية مثل الفائدة أو الربح
(متعة) ،والى إضعاف السلوك الذي يؤدي إلى نتائج سلبية مثل خسارة أو ضرر(ألم).
فعلى سبيل المثال :إذا رجعنا إلى قصة السكرتير شريف ،الذي رأيناه في بداية المقال؛
حيث اكتفى مديره السابق محمد بإعطاء توجيهات باالنضباط ،وكان رد فعله لهذه
التوجيهات التأخر وعدم االنضباط؛ إذ لم يتعرض ألية نتائج سلبية ،إثر قيامه بهذا السلوك
غير المرغوب فيه ،لهذا تكرر هذا السلوك ،حتى جاء المدير الجديد سعيد وأوقع عقوبة
الخصم؛ فاختلفت النتيجة هذه المرة ،حيث كف شريف عن السلوك غير المرغوب،
واستبدله بسلوك منضبط ،فبادره سعيد بمكافأة هذا السلوك الجديد المرغوب.
إذن فإن اإلنسان يتعلم من نتائج تصرفاته ،وهذا هو التعلم الشرطي الوسيلي ،والذي
أساسه نظرية التدعيم.
-1التدعيم اإليجابي
هي العملية التي من خاللها ،يتعلم الفرد ممارسة السلوك الذي يؤدي إلى تقديم مخرجات
مرغوبة.
42
فمثال في شركة ما ،كوفئ مندوبو المبيعات على زيادة نسبة المبيعات؛ في المستقبل
ً
سوف يقومون بعمل كل ما فعلوه سابقاً؛ لزيادة نسبة المبيعات ،والحصول على المكافأة.
-2التدعيم السلبي
هي العملية التي من خاللها ،يتعلم الفرد القيام باألفعال التي تؤدي إلى إلغاء األحداث
غير المرغوبة.
فمثال قد يبقى موظف بعد ساعات العمل ينهي تقري اًر عن المبيعات؛ ألنه يعلم أنه إذا لم
ً
كامال في الغد؛ فإن رئيسه سيعاقبه.
يقدمه ً
-3العقاب
فمثال لو أنك عوقبت من رئيسك ألخذ أوقات كبيرة للراحة؛ فسوف تمتنع عن هذا السلوك
ً
في المستقبل.
-4االنطفاء
هي العملية التي من خاللها ،يضعف ويتالشى السلوك ،الذي ال يتبعه تدعيم ومكافأة.
مثال موظف ينقل لرئيسه األخبار ،فيسمع منه ويشجعه ،لو جاء رئيس جديد ولم ِّ
يعط له ً
أذناً مصغية؛ يتوقف عن نقل األخبار.
43
الفصل الرابع
الدافعية
44
مقدمة:
ذهب شاب إلى أحد حكماء الصين؛ ليتعلم منه سر النجاح ،وسأله :هل تستطيع أن تذكر
لي ما هو سر النجاح؟
وهنا استأذن الحكيم الصيني لعدة دقائق ،وعاد ومعه وعاء كبير مليء بالماء ،وسأل
الشاب :هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة؟
طبعا.
فأجابه الشاب بلهفةً :
فطلب منه الحكيم أن يقترب من وعاء الماء وينظر فيه ،ونظر الشاب إلى الماء عن
قرب ،وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ،ووضعها داخل وعاء المياه،
ومرت عدة ثوان ولم يتحرك الشاب.
ثم بدأ يخرج رأسه من الماء ببطء ،ولما بدأ يشعر باالختناق ،بدأ يقاوم بشدة حتى نجح
في تخليص نفسه ،وأخرج رأسه من الماء ،ثم نظر إلى الحكيم الصيني ،وسأله بغضب:
ما هذا الذي فعلته؟ ،فرد عليه وهو ما زال محتفظاً بهدوئه وابتسامته سائالً :ما الذي
شيئا.
تعلمته من هذه التجربة؟ ،فقال الشاب :لم أتعلم ً
قائال :ال يا بني لقد تعلمت الكثير؛ ففي خالل الثواني األولى
فنظر إليه الحكيم الصيني ً
أردت أن تخلص نفسك من الماء ،ولكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك ،وبعد ذلك كنت
دائماً راغباً في تخليص نفسك ،فبدأت في التحرك والمقاومة ،ولكن ببطء حيث أن دوافعك
45
لم تكن قد وصلت بعد ألعلى درجاتها ،وأخي اًر أصبحت عندك الرغبة المشتعلة لتخليص
نفسك ،وعندئذ فقط نجحت؛ ألنه لم تكن هناك أي قوة باستطاعتها أن توقفك.
من خالل هذه القصة ،نستنتج أن الدافعية من األمور الهامة بالنسبة لكل من المديرين
والمنظمات؛ حيث يتوقف مدى نجاح المنظمة وفعاليتها على مدى دافعية وحماس أفرادها
للعمل؛ لذلك فإنه ال بد للمديرين أن يتفهموا معنى وطبيعة دافعية الفرد خاصة في مواقف
العمل.
ما هي الدافعية؟
يعرفها د( .محمد سعيد سلطان) بأنها :القوة التي تحرك وتثير الفرد؛ لكي يؤدي العمل،
أي قوة الحماس أو الرغبة للقيام بمهمة العمل ،وهذه القوة تنعكس في كثافة الجهد الذي
يبذله الفرد ،وفي درجة مثابرته واستم ارره في األداء ،وفي مدى تقديمه ألفضل ما عنده
من قدرات ،ومهارات في العمل.
ويعرفها (ميلفين) بأنها :مجموعة من العوامل الداخلية النشطة ،والقوة الموجهة لتصرفات
اإلنسان.
الدافعية ،لماذا؟
46
ويتضح من هذا التعريف ،أنه حتى لو استطاعت المنظمة الحصول على أفراد ممتازين
يتمتعون بقدرات ومهارات عالية ،وحتى لو عملت على تنمية هذه القدرات ،فإنها ال
تستطيع أن تتأكد من أن أداءهم سيكون مالئماً أو مناسباً.
ولهذا فإن وظيفة أخرى من وظائف إدارة الموارد البشرية يجب أن تعمل على تنشيط
وتحفيز قوة العمل ،والتي يشار إليها عادة بالدافعية.
والقول بأن الدافعية أو الرغبة في األداء تتفاعل مع القدرات ،معناه ببساطة أن قوة الدافعية
تحدد مدى استخدام الفرد لقدرته في أداء العمل ،مع افتراض أن هذا العمل يتطلب القدرات
التي يتمتع بها الفرد ،فبقدر ما تزيد الدافعية ،يزيد المستغل من تلك القدرات في األداء،
وبقدر ما تقل الدافعية ،يقل المستغل من تلك القدرات.
ويمكن القول بالتالي أن الدافعية ،هي الرغبة في عمل شيء ،وهذه الرغبة مشروطة بقدرة
هذا العمل (الفعل) ،في إشباع حاجة ما لدى الفرد.
كما إن الحاجة غير المشبعة ،تخلق حالة من التوتر أو عدم التوازن لدى الفرد ،وهذه
الحالة تثير دوافع أو بواعث داخل الفرد ،وهذه البواعث ينتج عنها بحث الفرد عن سلوك
إليجاد أهداف معينة إذا حققها أو أنجزها ،فهي تشبع حاجته ،وتؤدي إلى تقليل أو تخفيف
التوتر لديه.
فمثال شعور شخص بالجوع يخلق حالة من التوتر لديه ،الجوع يمثل هنا حاجة غير
ً
مشبعة ،هذه الحالة تحركه أو تدفعه (دوافع أو بواعث) للبحث عن طعام (سلوك البحث)،
واذا حصل على الطعام (إنجاز الهدف) ،وتناوله فهو يشبع جوعه (إشباع الحاجة) ،والذي
يؤدي بدوره إلى تخفيف التوتر لديه.
47
كذلك قيام فرد بالعمل وردية إضافية ،أو ساعات عمل إضافية بحماس ،قد ينبئنا بأن هذا
الشخص مدفوع إلى هدف معين ،وهو الحصول على حوافز أجرية إضافية؛ ذلك ألنه
يحتاج إلى مال.
استمدت نظريات الدافعية مفاهيمها ،من مذهب السعادة النسبية ،والذي يشير إلى سعي
األفراد لتحقيق السعادة والراحة ،وتجنب األلم وعدم الراحة ،ومن ثم تطورت واختلفت
وجهات النظر تجاه الدافعية وفقاً الختالف األسس الفكرية.
فمثال وفقاً لمدخل اإلدارة العلمية ،ركز (فردريك تايلور) ،رائد حركة اإلدارة العلمية ،على
ً
وجهة النظر االقتصادية ،أي أنه ركز على الحوافز المادية فقط؛ لزيادة دافعية وحماس
الفرد للعمل ،ولكن سرعان ما أدرك الباحثون أن افتراضات نظرية اإلدارة العلمية المتعلقة
بالدافعية ال تفسر السلوك اإلنساني المعقد.
أما من وجهة نظر العالقات اإلنسانية ،والتي ظهرت كنتيجة لدراسات (هاوثرن) ،فإنها
اقترحت أن األفراد يحفزون من خالل أشياء غير مادية ،خاصة إذا نظرنا إلى الفرد
كمخلوق اجتماعي ،يستجيب للبيئة االجتماعية في العمل.
فاتجاهات الفرد اإليجابية مثل الرضا عن العمل ،تؤدي إلى زيادة مستوى أداء الفرد.
ومن العلماء الذين مثلوا هذا المدخل (أبراهام ماسلو)؛ والذي ساهم بتنمية نظرية هامة
للدافعية ،وهي نظرية الحاجات للدافعية.
48
نظرية إشباع الحاجات (أبراهام ماسلو):
قدم (ماسلو) نظريته في إشباع الحاجات أو (تدرج الحاجات) ،واستند في نظريته على
أن هناك مجموعة من الحاجات التي يشعر بها الفرد ،تعمل كمحرك ودافع للسلوك،
اإلنسان كائن ،يشعر باحتياج ألشياء معينة ،وهذا االحتياج يؤثر على سلوكه، .1
توتر لدى الفرد ،والفرد يود أن ينهي توتره ،من خالل
فالحاجات غير المشبعة ،تسبب ًا
البحث عن إشباع الحاجة؛ وبالتالي فإن الحاجة غير المشبعة ،هي حاجة مؤثرة على
السلوك ،والعكس أيضاً ،فإن الحاجة التي تم إشباعها ،ال تحرك السلوك اإلنساني.
.2تتدرج الحاجات في هرم ،يبدأ بالحاجات األساسية األولية الالزمة؛ لبقاء الجسم،
وتتدرج في سلم من الحاجات يعكس مدى أهمية هذه الحاجات.
49
.4إن الحاجات غير المشبعة لمدة طويلة تؤدي إلى إحباط ،وتوتر حاد؛ قد يسبب آالم
نفسية؛ ويؤدي األمر إلى العديد من الوسائل الدفاعية ،التي تمثل ردود أفعال ،يحاول
الفرد أن يحمي بها نفسه من اإلحباط.
هرم الحاجات:
-1الحاجات الفسيولوجية:
وتعمل هذه الحاجات أساساً على الحفاظ على الفرد والمحافظة على نوعه ،مثل الحاجة
إلى الطعام ،والشراب ،والمسكن ،والراحة ،والنوم ،والجنس.
-2حاجات األمان:
بمجرد إشباع الفرد حاجاته الفسيولوجية بدرجة ُمرضية ،ينتقل إلى إشباع حاجات األمان،
مثل محاولة تأمين حياة الفرد ،والحماية من أية أخطار ،أو حوادث قد تحدق بحياة الفرد.
-3الحاجات االجتماعية:
بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية وحاجات األمان ،تظهر الحاجات االجتماعية ،وتتمثل
في رغبة الفرد في وجوده بين اآلخرين من أصدقاء ،ورغبته في الود ،وكسب المزيد من
المكانة االجتماعية ،من خالل المركز والنفوذ ،داخل الجماعة التي ينتمي إليها.
الحاجة إلى المكانة االجتماعية المرموقة ،والشعور باحترام اآلخرين ،والحاجة إلى
اإلحساس بالثقة بالنفس ...وتلعب الجوائز ،والترقيات ،واأللقاب البراقة ،والشكر وخطابات
الثناء ،دو اًر هاماً في إشباع حاجات التقدير.
-5حاجات تحقيق الذات :يحاول الفرد أن يحقق ذاته ،من خالل تعظيم استخدام قدراته
شخصيا.
ً ومهارته الحالية والمحتملة ،في تحقيق أكبر قدر من اإلنجازات تسره وتسعده
ا
50
تقييم نظرية ماسلو إشباع الحاجات:
-1تفترض النظرية ترتيباً وتدرجاً للحاجات ،إال أن بعض الناس قد يختلف مع النظرية
في ترتيبهم لهذه الحاجات ،فمثالً الفنان والشخص المبدع قد يبدأ السلم من الحاجة
إلى تحقيق الذات ،وقد يهتم آخرون بالحاجات االجتماعية؛ وبالتالي يختلف بعض
الناس في ترتيبهم للحاجات عن نموذج ماسلو.
-2قد يصر بعض الناس على مزيد من اإلشباع لحاجة معينة ،بالرغم من إشباعها
بالفعل ،وهذا خالفاً لما تفترضه النظرية ،بأنه حال إشباع حاجة معينة ،يتم االنتقال
إلى إشباع حاجة أعلى منها مباشرة.
-3لم تهتم النظرية بحجم اإلشباع الالزم لالنتقال إلى الحاجة األعلى ،بل افترضت أن
هناك إشباع ،وفي واقع األمر ،نحن نختلف في حجم اإلشباع الذي يرضينا ،فقد يقوم
فرد بإشباع حاجاته الفسيولوجية بنسبة ،%50بينما تكون هذه النسبة غير ُمرضية
آلخرين.
-4تفترض النظرية ،أننا ننتقل من إشباع إحدى الحاجات ،إلى إشباع حاجات أخرى،
فور إشباع الحاجة األدنى ،وفي واقع األمر ،فإننا نقوم بإشباع أكثر من حاجة في
نفس الوقت.
-5تفترض النظرية ،أن الحاجة غير المشبعة ،هي التي تدفع إلى السلوك ،معنى ذلك
أن الحاجة المشبعة ،ال تدفع للسلوك ،وهذا غير صحيح.
51
طويال ،من عدم إشباع الحاجات الفسيولوجية ،عندما
ً زمنا
-6الطبقات التي عانت ً
يكتسبون المال ،يظلون يشبعون فيها على طول.
استطاع أن يفرق بين نوعين من المشاعر الدافعة( :الرضا) و(االستياء) ،وأن العوامل
المؤدية إلى الرضا تختلف تماماً ،عن العوامل المؤدية إلى االستياء.
العوامل الدافعة:
هي مجموعة العوامل التي تزود األفراد بالدافعية ،وتتشابه مع حاجات المستويات العليا
في هرم ماسلو ،مثل :اإلنجاز ،التحصيل ،التقدير ،العمل نفسه ،المسئولية ،التقدم
والترقية.
52
العوامل الوقائية:
ووظيفة هذه العوامل هي منع "عدم الرضا" ،ولكنها ال تؤدي في حد ذاتها إلى الرضا ،أو
بمعنى آخر ،هي تصل بالدافعية إلى درجة الصفر النظري ،وتعتبر "حد أمان" لمنع أي
نوع من أنواع الدافعية السلبية ،وتتشابه مع حاجات المستويات الدنيا في هرم ماسلو مثل:
األجور واألمن ،شروط وظروف العمل ،العالقات داخل المنظمة ،سياسات المنظمة،
اإلشراف.
وطبًقا لهذه النظرية ،البد أن يكون الفرد مقتنعاً بمحتويات عمله (بمعنى أن يتضمن العمل
نوعاً من التحدي والصعوبة) ،حتى يمكن دفع الفرد؛ لبذل الجهد لديه.
تلقي النظرية ضوءاً جديداً على دوافع العمل ،فحتى ظهور النظرية ،كانت اإلدارة تهتم
بالعوامل الوقائية ،فإذا واجهت مشكلة انخفاض الروح المعنوية؛ فإنها تلجأ إما إلى رفع
األجور ،أو زيادة المزايا العينية ،أو تحسين ظروف العمل ،ومثل هذه الحلول لم تؤدي
ثمارها؛ فجاء (هيرزبرج) ليفسر هذه الظاهرة ،إذ يقول :إن اإلدارة بتركيزها على العوامل
الوقائية فقط ،تفقد قدرتها على دفع العمال.
ويقول (هيرزبرج) بأن العوامل الوقائية ضرورة ال يمكن االستغناء عنها؛ لمنع عدم الرضا،
ولكن بمجرد توافرها ،فإن الفرد يتطلع إلى حاجات أخرى كاإلنجاز ،والتقدير ،والترقية.
وعلى الرغم من االنتقادات الشديدة التي تعرضت لها هذه النظرية ،إال أن قليلين هم من
أنكروا مساهمتها الفعالة في دراسة دوافع العمل ،فقد توسع في مبدأ التدرج (الذي أنشأه
ماسلو) وطبقه بكفاءة على دوافع العمل ،كما أنه جذب االنتباه إلى عوامل محتويات
العمل.
53
نظرية التوقع (فيكتور فروم):
تفترض هذه النظرية أن اإلنسان يجري مجموعة من العمليات العقلية والتفكير قبلما يؤدي
األمر إلى سلوك محدد ،وترى هذه النظرية التي وضع أساسها فيكتور فروم أن دافعية
الفرد ألداء عمل معين هي محصلة للعوائد التي سيتحصل عليها الفرد ،وشعوره واعتقاده
بإمكانية الوصول إلى هذه العوائد.
-1يميل الفرد إلى االختيار بين بدائل عديدة للسلوك ،حيث يختار السلوك الذي يعظم
به عوائده؛ فإذا طلب مدير من أحد المرؤوسين أن يستمر في العمل لوقت إضافي
على سبيل المثال ،فهل يكون سلوك المرؤوس بالموافقة أو االمتناع؟..
إن إجابة المرؤوس على هذا السؤال سيحددها العائد الذي سيعود عليه من جراء هذا
السلوك.
54
-2إن دافعية الفرد ألداء عمل معين هي محصلة لثالثة عناصر:
• توقع الفرد بأن هذا األداء هو الوسيلة للحصول على عوائد معينة.
-3إن العناصر الثالثة السابقة (التوقع والوسيلة والمنفعة) تمثل عملية تقدير شخصي
للفرد ،وانه باختالف األفراد يختلف التقدير ،فما يشعر به فرد يختلف عما يشعر به
فرد آخر ،وعليه فإن هذه العناصر الثالثة تمثل عناصر إدراكية يصدق عليها كل ما
قيل في فصل اإلدراك.
-4ترى النظرية أن الفرد لديه القدرة والوعي بإمكانية البحث في ذاته عن العناصر الثالثة
السابقة ،واعطائها تقديرات وقيم؛ وعليه وجب االهتمام بهذه العناصر الثالثة بصورة
أكثر إسهاباً.
-1التوقع:
هو تقدير الشخص لقوة العالقة بين المجهود الذي يبذله وبين األداء المطلوب الوصول
إليه ،فإذا كان تقدير الفرد أنه مهما يبذل من مجهود فإنه سيضيع سدى ولن يؤدي إلى
األداء المطلوب ،فإن العالقة هنا غير موجودة أو ضعيفة جداً.
وان كان تقدير الفرد أنه كلما بذل مجهوداً أدى هذا إلى األداء المطلوب ،فإن العالقة هنا
واضحة وقوية.
55
وال بد أن نالحظ أن المجهود الذي يقوم به الفرد قد يكون في شكل أنشطة وتصرفات
صغيرة في سبيل إتمام العمل ،او أنه إتمام إلجراءات وخطوات متتابعة ومتكاملة أو أنها
حركات أمام آالت ومعدات ،وأما األداء فهو يشير إلى اإلتمام الناجح للعمل المطلوب،
أو هو اإلنجاز الكامل للشيء المرغوب فيه.
-2الوسيلة:
وهنا يثار تساؤل داخل الفرد مؤداه :إلى أي مدى يمكن اعتبار األداء كوسيلة للحصول
على عوائد معينة فقد يعتقد الفرد ان أداءه العالي هو الوسيلة للحصول على مكافأة عالية،
في حين يشعر البعض أنه ليس هناك تأكد من أن هناك عالقة بين األداء والعوائد كلما
زادت دافعية الفرد لهذا األداء.
وعلى أي مدير أن يوضح هذه العالقة لمرؤوسيه حتى يرفع من دافعيتهم لألداء.
-3منفعة العوائد:
تشير منفعة وجاذبية العوائد إلى القيمة التي تعود على الفرد من عائد معين يحصل عليه،
فقيم العوائد تختلف من فرد آلخر ،فالشكر والتقدير فد يكون ذا قيمة ومنفعة لدى البعض،
وقد ال يمثل أي قيمة للبعض اآلخر ،وعلى هذا تزيد دافعية الفرد حينما يحصل على
عوائد تتناسب مع احتياجاته ،فيقوم بتقدير هذه العوائد خير تقدير.
وتشكل العناصر السابقة جوهر دافعية الفرد ،بل إنه يمكن استخدامها في تحديد الدافعية
في شكل معادلة كاآلتي:
56
التطبيق اإلداري لنظرية التوقع:
ذاعت نظرية التوقع في صيتها لدرجة أنها اصبحت مقبولة عملياً كإحدى نظريات الدافعية
واألداء الشهيرة ،ويمكن استخدام هذه النظرية في بعض التطبيقات اإلدارية وذلك باستخدام
مبادئها.
-1على األنظمة اإلدارية وعلى المشرفين أن يوضحوا الوسيلة والعالقة بين األداء وبين
الحصول على حوافز وعوائد معينة ،ويلعب المشرف دو اًر كبي اًر في توضيح هذه
العالقة ،على األخص لو أن هذه العالقة موجودة بالفعل.
-2تأكيد وتوضيح توقعات العاملين ،وكيف أن مجهوداتهم تؤدي إلى أداء معين؟ وكيف
يسهم نشاطهم اليومي في زيادة فاعلية األداء.
-3على المشرف أن يوضح العوائد والحوافز العديدة التي يمكن أن يحصل عليها الفرد،
وكيف أنها ترتبط بأداء عمل معين؟
57
الفصل اخلامس
التحفيز
58
تعريف التحفيز:
طرق يمكن بواسطتها مساعدة األشخاص الذي نعمل معهم على العمل بفعالية أكبر.
هو المفتاح الذي يستطيع فعال إطالق الطاقة الكامنة في كل من أولئك األشخاص.
59
(الن معظم األشخاص يحبون االتصال ويحبون التواصل واآلخرين)
-2تعكير مزاجات األشخاص وتركهم كذلك:
مثال :عندما تعقدون اجتماع موظفين أو ربما هو اجتماع مبيعات اقترح عليكم أن تنصرفوا
إلى الحديث الممل مطوال إلى اآلخرين وال تتجاذبوا معهم أطراف الحديث أبداً.
عكروا مزاج األشخاص ودعوهم كذلك ...لماذا؟ ..ألن معظم األشخاص يفضلون حقاً
إشراكهم فيما يجري ،ولئن لم تسمحوا بذلك فستخمدون تحفزهم.
-3عدم استخدام األمثلة أبداً:
افترضوا أن األشخاص قادرون على تطبيق ما ُعلموه ،فال تُكلفوا أنفسكم عناء تزويدهم
باألمثلة.
إنهم راشدون ،وان أردتم منهم القيام بشيء؛ فما عليكم سوى أن تطلبوا إليهم ذلك.
بالطبع؛ ال تبينوا لهم كيف يقومون بالعمل ....فقط اطلبوا إليهم القيام به ،فتتمكنون من
عقد اجتماعات أقصر بكثير...
ضرب األمثلة يؤدي إلى استيعاب األفكار ...لذا اغفلوا األمثلة.
-4المسارعة باالنتقاد:
وتذكروا هذا المبدأ اإلداري:
يجب توجيه االنتقاد علناً ،وتقديم الثناء ،إن كان هناك ثناء ،على انفراد.
-5جعل الذين يطرحون األسئلة يشعرون بالغباء
والتعامل بجفاء مع الذين يجيبون على أسئلة أو يعلقون.
60
لبناء مناخ تحفيزي:
-1إيجاد حاجة
الناس تريد أن تعرف السبب والهدف وراء ما تقوم به ،وليس نفذ وحسب.
يريدون أن يعرفوا أية مشكلة يحلها تصرفنا ،وكيف سيساعدنا على القيام بعملنا على نحو
أسرع وأفضل وأسهل؟ خصوصاً إن كنا نتحدث عن توجيه األشخاص إلى استخدام
تكنولوجيا جديدة.
وبدالً من القول :افعل هذا ألنه عملك؛ أريد أن أعرف كيف سيساعدني أن أتعلم تكنولوجيا
جديدة.
هناك مثل يقول :يمكنك جر حصان إلى الماء لكن ال يمكنك إرغامه على الشرب!...
لكن يمكنك تمليح شوفانه.
61
أيمكننا القيام ببعض التدريب المتقاطع حيث يتعلم األشخاص أن يألفوا وظائف اآلخرين
من حولهم ،حتى إذا ما انتاب العمل بعض الركود؛ وبدالً من أن يمكثوا دونما نشاط
بانتظار العمل فقد يشتركون في بعض األمور األخرى التي تضفي على عملهم بعض
التنوع ،ولقد رأينا أوضاعاً حيث أصبح الموظفون البارعون في حقل ما مدربين مؤقتين
يقتطعون بضع ساعات من عملهم ليقدموا حلقات تدريبية ويعلموا الموظفين القيام بما
يقومون به ،وقد أوجد ذلك بعض التحفيز.
وهناك طريقة أخرى للمحافظة على االهتمام وهي بتشجيع األشخاص على طرح األسئلة،
وهذا يزود بعض الموظفين بالكثير من األمان؛ فحينما تنتقلون إلى وظيفة جديدة ،أو ربما
وظفتكم شركة جديدة وفي األسبوعين األولين تترددون في طرح األسئلة فأنتم تريدون أن
تليقوا بمركزكم ،وتريدون أن يشعر الرؤساء بأنهم أحسنوا االختيار في توظيفكم ،لكنكم
قدر ٍ
كاف من االرتياح لطرح األسئلة يكون قد تخشون طرح األسئلة وحينما تشعرون ب ٍ
مضى على وصولكم وقت أطول من أن يتاح لكم طرح األسئلة فأنتم بتم تشعرون بأن
من المفترض بكم اإللمام بالشئون وهكذا ...
في البداية كنتم تخشون ألنكم كنتم جدداً واآلن تخشون ،ألنكم لستم جدداً ...
حسناً ،لكن يمكننا ،تشجيع الموظفين على طرح األسئلة وجعلهم يدركون بأن السؤال
األحمق الوحيد هو السؤال الذي ال نطرحه.
أو ليس جزءاً من االتصال الشخصي ،الحرص ،وخصوصا في المراحل األولى على
بقدر ٍ
كاف من االرتياح ليأتي إلينا قضائنا وقتاً مع ذلك الموظف الجديد حتى يشعر ٍ
بأسئلته وشئونه وشجونه؟!
62
-4ابنوا تجارب لتطبيق المحتوى على الواقع
كثي اًر ما نعطى الموظفين أمثلة أو شروحات أو معلومات في االجتماعات لكننا ال نمنحهم
وقتاً ليتريثوا ويروا كيف يمكن لتلك المعطيات أن تنطبق على أعمالهم والمطلوب منحهم
بعض الوقت للتفكير والمناقشة حتى يجدوا بأنفسهم وجوه التطبيق التي تعنيهم.
63
ليست المسالة أننا نعجز عن إيجاد ما نقول ،لكن األمور التي نفكر بها ال تبدو على
أهمية كافية لإلجابة عن هذا السؤال.
ما يريد أن يقوله ذلك الشخص حقا هو :أريد أن أسمع منك أنك تأبه ألمري.
وان لم يمكنك قول ذلك من دون أن أسألك ،ومع أني أفضل أال أسأل ،فسأسأل :هل
تحبني ؟ ..وهل تأبه ألمري ؟..
األمر أشبه بقصة ذلك الرجل التي تزوج لتوه ،وقال لعروسه :عزيزتي ،ال أجيد فن
الحديث؛ لذا دعيني أقول لك هذا :أنا أحبك ،وان تغير األمر سأعلمك.
إن أعظم حاجة لكل كائن بشري هي الحاجة إلى التقدير...
امنحوا التقدير ،امنحوا التشجيع ،وامنحوا الموافقة.
64
تحمسوا أنفسكم
َّ -7
كل منا يستطيع أن يظهر حماساً داخلياً ،بغض النظر عن أنماطنا الشخصية
هناك طريقتان تستطيعون بواسطتهما إظهار حماستكم ...
• حينما تتحدثون إلى األشخاص فانظروا في أعينهم مباشرة.
حتى يشعر الناس بأهميتهم.
• كونوا موجودين....
مثالً عندما أذهب إلى االجتماعات أحاول الوصول قبل خمس عشرة دقيقة من موعد
بدئها ألتمكن من قضاء بعض الوقت مع األشخاص حينما يدخلون ،بغض النظر
عما إذا كان اجتماعاً أديره أنا أو اجتماعاً أحضره ،ببساطة أريد أن أكون موجوداً.
وكذلك أحاول البقاء 15دقيقة بعد نهاية االجتماع واالتصال مع األشخاص ،ألن
هذا يبرهن وعلى األقل في ذهني أن هناك شخصاً يهتم حقاً بما نفعل ،وليس ذلك
أداء مع من نعرفه يهتم بنا؟
وحسب بل هو يهتم بي أيضا ...أو لسنا أفضل ً
65
البعض يذهب إلى التدريب لمصلحة خاصة تتعلق به ،وهذا ال يضير المؤسسة التي تدفع
من أجل تدريبه ،ألن عالج مشاكل الفرد تجعله ال يشغل باله أثناء العمل.
إن مشاكل الحياة الشخصية ال يدعها الفرد عند عتبة الشركة.
إذن النظر إلى الدوافع الداخلية -حتى ولو لم يفصح األشخاص عنها -مجرد النظر
إلى قيمة ذلك يساعد الناس على الرضا ويزيد والءهم للمنظمة.
66
مستويات التفويض:
.1جمع المعلومات
اجمعوا المعلومات ،زودوني بها ،وأنا سأتخذ القرار...
لكن ال يزال بإمكاني منحهم الخيار في كيفية جمع تلك المعلومات ،وأخبروني إن احتجتم
إلى بعض العون في الموارد ،يمكنني توفيره لكم.
.2اقتراح الخيارات
قدموا لي بعض الخيارات وسأتخذ القرار
حسناً ،لكن ثمة مشاركة أكبر بقليل هنا ،ألن الشخص أوسع خبرة وأنضج قليال ربما ،وقد
أثبت نفسه أمامك على نحو أكبر قليالً.
.3التوصية
أعطوني تلك الخيارات ،ثم قولوا لي ما الذي قد تقومون به وأنا سأتخذ القرار.
.4التطبيق
قدموا إلي المعلومات ،والخيارات وأعطوني قراركم ،وطبقوه ،ما لم يردكم اعتراض عليه.
.5قم بالعمل وحسب
هذه هي المهمة ،نفذوا ،وال أريد معرفة أي شيء آخر
المدراء يظنون م ار اًر أن المستوى الخامس يعني التفويض تماما ،وما لم يكن لديهم شخص
ناضج كفاية ألداء المهمة؛ فال يمكنهم تفويض شيء وال يمكنهم منح الموظفين خيارات.
67
حالة دراسية:
شركة سيارات عريقة الحظت انخفاضاً في إنتاج مصنع لقطع الغيار ،جربت كل الحلول،
وعينت مختلف الخبراء ،وقسمت أوقات العمل إلى فترتين.
ذات يوم تقدم طبيب نفسي يعمل مستشا اًر للشركة بطلب تعيينه مدي اًر لهذا المصنع!
مدير الشركة اعتقـد أنه يمزح ،إذ كيف يمكن لطبيب ،إدارة مصنع لقطع غيار السيارات؟!
لكن الطبيب كان جاداً وأخبره أنه يجري دراسة حول " كيفية تحفيز الموظفين " ...
لم يقتنع مدير الشركة ،ولكنه وقع معه عقد إدارة لمدة شهر ،يرى بعدها نتائج تجربته.
الطبيب أخذ العقد ولم يذهب للعمل في اليوم التالي ،بل بقي في منزله مسترخياً يشاهد
التلفاز وينظر لساعته بين الحين واآلخر..
وحين تأكد من انتهاء دوام العمال في الفترة الصباحية ،اتصل بمراقب العمال وطلب منه
مقابلته أمام باب المصنع ...وخالل نصف ساعة التقى الرجالن.
سأل الطبيب :كم قطعة أنجز عمال الفترة الصباحية؟ .قال المراقب بصوت خجول)28( :
قطعة لألسف ،قال الطبيب :ال داعي لألسف فهذا الرقم رائع ويجب أن يراه الجميع،
وأخرج من جيبه قطعة طبشور ورسم على باب المصنع دائرة كبيرة كتب داخلها (.)28
68
أعاد الطبشورة إلى جيبه وقال لمراقب العمال :بعد قليل سيصل عمال الفترة المسائية
ويسألونك عن سر هذه الدائرة فأرجو أن تخبرهم بالحقيقة.
ثم أكمل قائالً :أنا شخصياً انتهت مهمتي في هذا المصنع وقررت منح نفسي إجازة لمدة
شهر ،وكل ما عليك فعله هو إخبار العمال دائماً بالحقيقة.
بقي المراقب مذهوالً وعاج اًز عن فهم هذا التصرف حتى وصل عمال الفترة المسائية.
استرعت انتباههم الدائرة الكبيرة ،فسألوا عنها مراقب العمال ،فقال لهم الحقيقة:
"حضر المدير الجديد بعد انتهاء الدوام وسأل عن إنتاج الفترة الصباحية فأعجب كثي اًر
بعملهم لدرجة أنه كتب الرقم على باب المصنع"
أنا على ثقة بأنه أحمق ال يعرف شيئاً عن العمل ،ثم قال بصوت أقرب للهمس :ثم كيف
يمنح نفسه إجازة وهـو لم يداوم أصالً أو حتى يدخل المصنع؟!
ذهب المراقب ليرتاح ،في حين دخل عمال الفترة المسائية في مناقشات حامية حول هذا
الرقم واعتبروه "عالمة ٍ
تحد".
دخلوا إلى عملهم بروح جديدة وحين انتهت فترتهم المسائية مسحوا الرقم الموجود داخل
الدائرة وكتبوا (.)31
وفي اليوم التالي حضر عمال الفترة الصباحية فشاهدوا الرقم الجديد فسألوا مراقب العمال
فقال :كتبه عمال الفترة المسائية قبل ذهابهم لبيوتهم..
اعـتبروا األمر تحدياً ودخلوا المصنع بروح مختلفة وحين انتهوا مسحوا الرقم السابق وكتبوا
داخل الدائرة (.)34
69
وحين حضر عمال الفترة المسائية شاهدوا الرقم الجديد فسألوا مراقب العمال...
دخلوا المصنع وقد بدت على وجوههم عالمات التحدي واإلصرار وحين انتهت فترتهم
الصباحية مسحوا الرقم السابق وكتبوا داخل الدائرة (.)37
بدأ مراقب العمال يفهم الفكرة ويدرك عبقرية الطبيب وأصبح يتصل به يومياً ليخبره عن
االرتفاع المضطرد لقطع اإلنتاج.
الطبيب كان فعالً في إجازة وحضر بعد شهر لزيارة المصنع ليكتشف كيف ارتفع االنتاج
من ( )28قطعة إلى ( )118قطعة!
أوالً :ما ال يمكن قياسه ال يمكن الحكم عليه ،وما ال يمكن الحكم عليه باألرقام المجردة
ال يمكن تطويره أو زيادة إنتاجه( .ما ال يمكن قياسه ،ال يمكن إدارته)
ثانياً :ال تحتاج لمعرفة أسرار المهنة لتنجح في أي مهمة ،بل إلى فهم طريقة عمل البشر،
قبل فهم طريقة عمل المكائن وأنظمة اإلنتاج.
ثالثاً :هناك دائماً أساليب تحفيز نفسية وطرق إدارة ذكية يجب أن تبتكرها بنفسك للحصول
على نتائج رائعة دون الحاجة لموظفين جدد أو ميزانية إضافية.
70
الفصل السادس
الشخصية
71
مقدمة:
ال شك أن الشخصية الجذابة لها تأثيرها القوي على اآلخرين ،وتوجيه سلوكهم ،ويتمنى
كل فرد أن يتمتع بهذه الشخصية ،ولكن لو نظرنا حولنا ،لوجدنا أن الكثير من أصدقائنا،
وزمالئنا لهم شخصياتهم المتباينة ،وعلى سبيل المثال:
• هناك الشخص المتردد ،وهو كثير التردد في حديثه وسلوكه ،ويكره البت في األمور،
واتخاذ ق ارراته بنفسه ،ويثور بسرعة ،وال يستقر على رأي.
• وهناك الشخص الثرثار ،الذي يتصرف عكس الشخص الصامت ،فالكالم ال ثمن
له ،ويتحدث كثي اًر في موضوعات في العمل وغير العمل ،دائماً يبدو غير منطقي
في الحديث ،ويمكن أن يضيع الوقت دون اهتمام.
• وهناك الشخص الجاد ،وهو دائماً إيجابياً ،وحاسم في معالجته لألمور ،يجد
االقتراحات والحلول للمشاكل التي تواجهه ،وهو صريح ،يتحمس دون كلل ،وهو
مفاوض ماهر ،يقدم اقتراحات باستمرار.
• وهناك الشخص الصديق ،وهو حلو الحديث ،مرح ،يجاذبك في شتى األمور ،وسهل
المقابلة ،يشعرك باألمان ،وقد يتركك إلى األبد إذا كذبت عليه.
• وهناك الشخص المتسرع المندفع ،فتراه دائماً متعجل في حديثه وأفعاله ،ويقطع عليك
الحديث ،وقلق الشعور ،وقد يوافق على رأيك ،ثم يعدل عنه بسرعة ،وقد يؤدي إلى
اإلعاقة في العمل.
72
• وهناك الشخص المتشكك ،ينتقدك دون مناسبة ،وال يأخذ أقوالك قضية مسلماً بها،
وال يثق في اآلخرين ،وقد يبدو غير لبق في كثير من الحاالت ،استفساراته كثيرة
ومتكررة.
• وهناك الشخص المتصلب برأيه ،ذو العقلية المغلقة ،دائم التشبث برأيه بشدة ،إذا
اقتنع برأي معين ال يغيره ،وقد يغضب بسرعة ،ويريد دائماً أن يترك انطباعاً بأهميته.
إن هذه االختالفات في طبيعة األفراد ،وأنماط شخصياتهم ،تدعونا إلى التساؤل عن
نواحي أساسية مثل:
يمكن فهم الشخصية اإلنسانية على أنها ،مجموعة الخصائص التي يتميز بها الشخص،
وهذه الخصائص تنتظم جميعها في نظام ديناميكي؛ بحيث تبدو ككيان متكامل ،وهي
التي تحدد عالقة الفرد بكافة األفراد المتعاملين معه ،وأيضاً تحدد استجابته في المواقف
التي تواجهه.
73
وعلى ذلك فالشخصية اإلنسانية تحدد دور الفرد من حيث:
• الخصائص المميزة للفرد تتسم باالستم اررية ،أي أنها سوف ال تتغير لفترة طويلة.
وتعكس الشخصية وفًقا لهذا المفهوم أشياء متعددة متعلقة بالفرد ،مثل اتجاهاته ،اهتماماته،
حاجاته ،استعداداته ،طباعه ،النواحي الفسيولوجية ...الخ
تساهم مجموعة من العناصر في تكوين شخصية الفرد ،وهذه العناصر تتفاعل مع بعضها
البعض مع مرور الوقت ،لتحدد شخصية اإلنسان ،ومن أهم هذه العناصر:
من أمثلة هذه المكونات :األعضاء الحسية لإلنسان ،الجهاز العصبي ،القوة العضلية،
طول أو قصر القامة ،اللون ...إلخ.
وللوراثة دور كبير في التكوين الجسماني للفرد؛ حيث تنتقل الصفات الوراثية من جيل
إلى آخر عن طريق الجينات والكروموسومات.
74
والتكوين الجسماني له تأثير على الفرد ،فهو الذي يحدد قدرة الفرد على التأقلم والتفاعل
مع اآلخرين ،ومع البيئة االجتماعية التي يعيش فيها.
• المكونات العقلية:
ومن أمثلة ذلك الذكاء ،والقدرات الذهنية التي يتمتع بها الفرد ،ومن المعروف أن مخ
اإلنسان يتكون من ماليين الخاليا ،التي تتحكم في الجهاز العصبي لإلنسان ،والمكونات
العقلية تحدد قدرة الفرد على التعلم واكتساب الخبرات.
• المكونات الوجدانية:
ومن أمثلة ذلك :دوافع وحاجات الفرد ،وهذه لها دور كبير في تكوين شخصية الفرد؛
نتيجة محاوالته المتكررة في إشباع هذه الحاجات.
لألسرة تأثير كبير في النمو المبكر للشخصية ،ويلعب اآلباء دو اًر كبير في تحديد هوية
الفرد ،وقد ركزت كثير من الدراسات على أهمية بيئة المنزل التي يوفرها الوالدان ألبنائهم.
وقد دلت هذه الدراسات على أن األطفال التي تتراوح سنهم بين الرابعة والسادسة ويعيشون
في منازل يسودها جو الديموقراطية ،عادة ما يكونون أكثر هدوءاً ،وأقل جدالً ،وشديدي
الحساسية للمديح أو اللوم ،وناجحين اجتماعياً أكثر من األطفال ،الذين يعيشون في منازل
تسودها روح التسلط من الوالدين.
تساهم العوامل الحضارية في تكوين شخصية الفرد ،ويلعب التعلم دو اًر كبي اًر في اكتساب
النواحي الحضارية ،وحضارة المجتمع تحدد بدرجة كبيرة بعض الخصائص السلوكية،
مثل االعتماد على النفس ،العدوانية ،المنافسة ،والتعاون.
75
ومن أمثلة دور الحضارة في تكوين شخصية الفرد ،نجد أن الحضارات الغربية بصفة
عامة تشجع وتكافئ الشخص المعتمد على نفسه ،الراغب في اإلنجاز ومنافسة اآلخرين،
بينما الحضارات الشرقية قد ال تحبذ ذلك.
هناك اهتمام متزايد بتأثير النواحي االجتماعية على شخصية الفرد ،بجانب النواحي
البيولوجية واألسرية والحضارية السابق ذكرها ،فالبيئة االجتماعية تساهم بدرجة كبيرة في
تكوين شخصية الفرد؛ حيث يقضي الفرد جزءاً كبي اًر من حياته في تفاعل مع اآلخرين في
البيئة المحيطة.
مثل التفاعل بين األفراد ،كالتفاعل بين الزوج وزوجته ،وبين الطالب وأستاذه ،واألب وأبنه.
والتفاعل بين الفرد والجماعة ،كالتفاعل بين المدرب وفريق كرة القدم.
وهناك أخي اًر التفاعل بين الفرد والثقافة العامة ،مثل العادات والتقاليد االجتماعية ،وتحدد
الثقافة العامة مجموعة التوقعات الواجب على الفرد إتباعها.
للمواقف التي يتعرض لها الفرد تأثير كبير على تكوين شخصيته ،فالفرد الذي تتميز
شخصيته بالحاجة العالية للقوة أو اإلنجاز ،عندما ُينقل إلى مكان يتسم بالبيروقراطية
الشديدة ،فإن هذا الفرد قد يصاب باإلحباط ،ويتصرف بال مباالة ،أو بعدوانية ،ويبدو
ظاهرياً أن هذا الشخص كسول ،أو مسبب للمشاكل ،في حين أن تاريخه الوظيفي خالف
ذلك ،والسبب في تغير شخصيته هو الظروف الموقفية التي تعرض لها الشخص.
76
-3ما النظريات المفسرة للشخصية اإلنسانية؟
لقد ظهرت عدة نظريات لدراسة وتحليل الشخصية اإلنسانية ،وسوف نذكر فيما يلي بعض
هذه النظريات:
ٍ
أنماط مختلفة ،وكل نمط يتميز بخصائص تصنف هذه النظري ُة الشخصية اإلنسانية إلى
معينة ..ومن أمثلة هذه األنماط:
▪ النمط البطني ،وهي الذي يتسم بسمنة البطن وامتالء الجسم ،وأصحاب هذا
النمط تتصف شخصياتهم بالروح وحب الترفيه ،وبالصبر واالحتمال.
▪ النمط العضلي ،وهو الذي يتسم بالقوة العضلية ،وأصحاب هذا النمط تتميز
شخصياتهم بحب السيطرة ،والمخاطرة واالندفاع.
▪ النمط النحيل ،وهو الذي يتسم بالنحافة ونعومة الجسم ،وأصحاب هذا النمط
تتميز شخصياتهم بالجدية ،والعزلة عن اآلخرين.
77
✓ األنماط النفسية ،ومن أمثلتها:
▪ النمط العلمي.
▪ النمط المبتكر.
▪ النمط البوهيمي.
▪ النمط الجمالي.
كان يُطلق يف البداية على الغجر القادمني من بوهيميا (التشيك) إىل فرنسا ،ثم اصبحت تطلق على من يعيش
وتستخدم اآلن للفنانني الذين يعيشون ويدعون للتفكري احلر غري املقيد.
والبوهيمي قد يوحي أنه :الشخص الذي ال يضع حدوداً ألفكاره وإبداعاته وأسئلته الوجودية والذي ال مكان
ومن االنتقادات الموجهة إلى نظرية األنماط ،أنها ال تتفق مع الواقع العملي..
كما أنها تعتمد على عنصر واحد ،أو خاصية واحدة في حين أن الشخصية اإلنسانية
تتكون من هذه العناصر جميعها.
78
ثانياً :نظرية السمات:
يمكن الحكم على الشخصية اإلنسانية ،وتفسيرها في خالل السمات النفسية للفرد ،باعتبار
أن هذه الشخصية هي مجموع سمات الفرد ،ومن أهمها الذكاء ،القيادة ،السيطرة ،الثقة
بالنفس ،التعاون ،الخوف ...إلخ.
وفقا لمدى
وطبقا لنظرية السمات ،سوف نذكر بعض األمثلة لخصائص شخصية الفردً ،
ً
اإلقبال والتفاعل مع األفراد اآلخرين في المجتمع:
✓ الشخصية المتكبرة :ويتصف صاحب هذه الشخصية بالثقة الزائدة بالنفس ،وحب
المظهرية ،والتعالي على اآلخرين ،وعكس هذه الشخصية ،الشخصية المتواضعة.
✓ الشخصية المسيطرة :يتصف صاحب هذه الشخصية بقوة اإلرادة ،ويسعى دائماً إلى
القيادة واصدار األوامر ،وعكس هذه الشخصية ،الشخصية الخاضعة.
79
✓ الشخصية المقبلة على اآلخرين :يتصف صاحب هذه الشخصية ،باإلقبال على
اآلخرين ،وتصديقهم والتغاضي عن أخطائهم ،وعكس هذه الشخصية ،الشخصية
الرافضة لآلخرين.
يسعى كل فرد إلى تحقيق التوازن الخارجي بين شخصيته وبين البيئة المحيطة به ،ويتم
هذا التوازن عندما يحقق التكيف والتوافق بينه وبين بيئته ،بما يسمح بإشباع حاجاته،
والتغلب على الصعوبات ،التي تقف حجر عثرة دون إشباعها.
واذا لم ينجح الفرد في التكيف مع الظروف البيئية المحيطة به ،فإنه يقع فريسة لالضطراب
النفسي والتوتر ،وعادةً ما يلجأ الفرد إلى وسائل دفاعية كرد فعل ضد أي تهديد خارجي.
يمكن االستفادة من دراسة الشخصية اإلنسانية في بعض مجاالت اإلدارة ،ومنها على
سبيل المثال :مجال االختيار والتعيين للقوى العاملة المطلوبة؛ حيث تهدف عملية االختيار
إلى البحث عن الشخص المناسب للوظيفة المناسب؛ وذلك عن طريق تحقيق التوافق بين
مواصفات الشخص ومواصفات الوظيفة.
ولكي يتحقق هذا الهدف ،البد من دراسة شخصية الفرد ،والتعرف على جوانبها المختلفة،
ويتم ذلك من خالل مراحل عملية االختيار ،كإجراء االختبارات بأنواعها المختلفة ،وعقد
المقابالت الشخصية ،ويتم االستفادة من المقابالت الشخصية بصفة خاصة في بعض
الوظائف ،مثال ذلك :الوظائف التي تستلزم التعامل مع الجمهور كوظائف العالقات
العامة ،وظائف البيع واإلعالن.
80
الفصل السابع
القيم واالجتاهات
81
أوالً :القيم
يمكن تعريف القيم على أنها" :ميل عام لتفضيل حاالت وشئون معينة عن أخرى" ،ويعني
جانب التفضيل في هذا التعريف ،أن القيم تتعلق بالمشاعر والعواطف التي نقيم على
أساسها ما نعتبره جيداً أو سيئاً ،وتتميز المشاعر المتأصلة في القيم بطبيعتها الدافعة،
طالما أنها تكون بمثابة اإلشارات ،التي تميز وتلقي الضوء على الجوانب الجاذبة في بيئة
الفرد ،والتي يجب أن يبحث عنها ،والجوانب غير الجاذبة ،التي يجب أن يتجنبها الفرد
أو يغيرها.
أما الميل العام في التعريف السابق ،فهو يعني أن القيم هي توجه عاطفي عام جداً ،وأن
القيم ال يمكنها أن تتنبأ بسلوك وتصرف الفرد في المواقف المعينة بصورة جيدة.
ومن المجدي تقسيم القيم وتصنيفها إلى مجموعات :فكرية ،واقتصادية ،واجتماعية،
وسياسية ،ودينية ،وليس كل فرد يعتنق أو يؤمن بنفس القيم التي يؤمن بها اآلخرون؛
فالمديرون يمكن أن يعطوا قيمة أكبر لإلنتاجية (قيم اقتصادية) ،بينما النقابات العمالية
تعطي قيمة أكبر (للقيم االجتماعية) من خالل اهتمامها بالحالة الوظيفية للعاملين ،بينما
قد يعطي أساتذة الجامعة ،أو المدرسون قيمة أكبر للثقافة (قيمة فكرية).
ويتعلم اإلنسان القيم من خالل عمليات التدعيم ،والتي يتم تدعيمها اجتماعياً من خالل
اآلباء ،والمدرسين ،وغير ذلك ،وفي الحقيقة ،فإن كل نظامنا االجتماعي مصمم لتعليم
وتدعيم القيم المناسبة من وجهة نظر المجتمع.
ولفهم القيم وتأثيرها على السلوك التنظيمي ،يمكن توضيح االختالفات الوظيفية أو المهنية
فيما يتعلق بالقيم ،وكيف تختلف هذه القيم عبر الثقافات المختلفة.
82
✓ االختالفات في القيم وفقاً للتخصصات المهنية:
تختلف القيم باختالف التخصصات المهنية ،فالجماعات المهنية المختلفة تؤمن بقيم
مختلفة ،فقد أظهرت نتائج بعض األبحاث ،أن أساتذة الجامعات لديهم قيم تميزهم عن
فمثال أساتذة الجامعة ،يؤمنون بالقيم التي تعكس المعاملة
الجماعات األخرى في المجتمعً ،
العادلة ،والمساواة بين الجميع ،وهذا بدرجة أكبر من بقية أفراد المجتمع.
وتعد االختالفات في القيم ،مسئولة مسئولية جزئية عن االنطباعات التي نكونها عن
األفراد العاملين في مهنة معينة ،وباإلضافة إلى ذلك ،فإن هذه االختالفات يمكن أن
تؤدي إلى الصراع بين المنظمات ،وداخل المنظمة الواحدة؛ فعندما يتفاعل أعضاء من
جماعات ذات تخصصات مهنية مختلفة مع بعضهم البعض ،فيمكن أن ينشأ نوع من
الصراع والمشاكل داخل المنظمة.
وعلى سبيل المثال ،فالقيم االجتماعية للطبيب قد تتعارض مع القيم االقتصادية إلدارة
المستشفى ،وبصفة عامة ،فإن التوافق الجيد بين قيم كل من المشرفين والمرؤوسين ،تزيد
من رضا والتزام المرؤوسين.
اتجهت األعمال اآلن إلى العالمية ،فالسيارات اليابانية أصبحت تُسوق في أمريكا،
والمنتجات األمريكية أغرقت فرنسا واليابان ،وتم افتتاح سلسلة مطاعم مثل ماكدونالدز
في كثير من الدول ،فكل هذه األنشطة أظهرت مدى صعوبة منع عملية ارتباط األعمال
عبر الثقافات المختلفة.
فعلى سبيل المثال ،أظهرت نتائج بعض األبحاث أن نسبة ما بين %16إلى %40من
المديرين الذين يكلفون بمهام خارجية في دولة أخرى ،ينهون عملهم مبك اًر؛ نتيجة انخفاض
83
مستوى أدائهم ،أو عدم قدرتهم على التكيف مع ثقافة (أي قيم وعادات وتقاليد) البلد
كثير من المساومات والمفاوضات في
اً األجنبي الذي يعملون به ،وبنفس الطريقة ،فإن
األعمال تؤول إلى الفشل؛ بسبب النقص في فهم االختالفات الثقافية.
وفي الواقع فإن جذور كثير من هذه النوعية من المشاكل ،تتأصل في النقص في إدراك
مدى أهمية االختالفات في القيم ،المرتبطة بالعمل عبر الثقافات المختلفة.
تختلف قيمة العمل ذاته باختالف الثقافات ،فقد أظهرت نتيجة استطالع كبير لثمانية
أالف فرد من جنسيات متعددة ،أن هناك اختالفات ملحوظة عبر الثقافات المختلفة ،فيما
يتعلق بمدى إدراك األفراد للعمل كمحور رئيس الهتمام حياة الفرد ،وعلى سبيل المثال،
فاليابان من أكثر البالد التي يمثل العمل فيها ،محو اًر أساسياً الهتمام وحياة الفرد.
ومن المالحظ أن الفرد ،الذي يمثل العمل بالنسبة له اهتماماً محورياً ،يفضل أن يعمل
لساعات أطول ،وأن يظل يعمل ،حتى وان كان لديه إمكانيات وثروة تغنيه عن العمل،
وتشير هذه النتيجة إلى وجود مشاكل في التكيف ،تبعاً لمدى أهمية العمل بالنسبة لكل
من األفراد والمديرين ،الذين يكلفون بمهام في بلد أجنبي.
✓ دراسة هوفستد:
من أشهر الدراسات ،التي أجريت للتعرف على قيم العمل لدى أفراد الشعوب المختلفة،
تلك الدراسة التي قام بها هوفستد ،وهو عالم اجتماعي ،قام بسؤال 116000من العاملين
في شركة (آي .بي .إم) موجودين في 40دولة عن قيمهم المرتبطة بالعمل ،وقد احتوت
عينة الدراسة على كل من العاملين في المستويات الدنيا ،والمديرين في المستويات العليا،
84
وقد خلص هوفستد ،إلى وجود أربعة أبعاد أساسية ،والتي تؤدي إلى اختالف القيم عبر
الثقافات ،وقد تمثلت هذه األبعاد في:
-1الفروق في القوة:
المدى الذي يمكن أن يقبل أفراد المجتمع فيه التوزيع غير العادل في مراكز القوة.
-2تجنب عدم التأكد:
المدى الذي ال يشعر األفراد فيه بالراحة؛ لتعاملهم مع عدم التأكد والمواقف الغامضة.
-3الثقافات المدعمة لقيم الرجل أو المرأة:
فالثقافات المدعمة لقيم الرجل ،تفرق وتميز بين أدوار الرجل والمرأة ،وتدعم سيطرة
الرجل ،وتركز على التفضيالت االقتصادية ،أما الثقافات التي تدعم قيم المرأة ،فال
تفرق بين األدوار ،وتؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة ،وتركز على جودة حياة الفرد،
فعلى سبيل المثال ،اليابان تدعم قيم الرجل ،بينما المكسيك تدعم قيم المرأة.
-4الفردية أو الجماعية:
حيث تركز المجتمعات الفردية على االستقاللية ،والمبادرات الفردية ،والخصوصية،
بينما تفضل الثقافات التي تؤمن بالقيم الجماعية ،العالقات المتداخلة ،والوالء لألسرة.
أوضحت دراسة هوفستد لدراسة القيم عبر الثقافات المختلفة ،أن نظريات وأبحاث،
وممارسات السلوك التنظيمي المصدرة من الواليات المتحدة مثالً ،ال يمكن ترجمتها بصورة
جيدة ،وتطبيقها بصورة متطابقة في المجتمعات األخرى ،فاالهتمامات والتساؤالت في
مجال السلوك التنظيمي واحدة ،ولكن اإلجابات هي التي تختلف عبر الثقافات.
فمثال كيف يمكن أن نقود األفراد؟ أو كيف يمكن أن نتخذ ق ار اًر؟ ال تختلف في مضمونها،
ً
ولكن اإلجابات على هذه التساؤالت هي التي تختلف ،فمثالً ،في الواليات المتحدة
85
األمريكية ،يميل المديرون إلى تشجيع المرؤوسين إلى حد كبير للمشاركة في اتخاذ
الق اررات ،وهذا يتفق مع الدرجة المنخفضة للتفاوت في مدى القوة بين األفراد ،التي يعطيها
المجتمع األمريكي قيمة كبيرة ،فإذا طبقت هذه الممارسة في مجتمع يقيم الفروق الكبيرة
في توزيع القوة بين أفراده ،ستكون النتيجة مختلفة.
والمنظمة الناجحة ،هي تلك المنظمة التي تتعلم كيف تمزج وتخلط قيم المديرين في البلد
األم مع القيم التي تأتي من العاملين في البلد المضيف ،أي المنظمة التي تستورد فلسفة
الدول المتقدمة ،ثم تعيد تطويعها وتكييفها لتوافق قيم العميل الحالي.
ليس بالضروري أن تتصف كل نظريات وممارسات السلوك التنظيمي بالكمال ،في أي
مكان تطبق فيه ،سواء في الواليات المتحدة ،أو غير ذلك ،وخير مثال على ذلك هو
"اإلدارة اليابانية" ،والتي تتضمن آليات مثل دوائر الجودة ،وادارة الجودة الشاملة.
فبالرغم من نجاح بعض الدول ،في استيراد هذه المفاهيم واآلليات المطبقة ،في مجال
اإلدارة اليابانية في إدارة منظماتها ،إال أن هناك العديد من أمثلة الفشل في نجاح هذه
اآلليات ،في بعض المنظمات ،خاصة اإلنتاجية منها.
ويبدو أن أكثر هذه المشاكل انبثقت من االختالفات في القيم األساسية ،بين اليابان وهذه
الدول ،فالطريقة التي ينظم اليابانيون بها عملهم تعتمد على فرق العمل؛ حيث تتميز
الثقافة اليابانية بالقيم الجماعية ،ومن ثم ،فإن تطبيق الممارسات واآلليات التي استخدمت
في الثقافة اليابانية ،قد تفشل إذا ما طبقت في مجتمع يؤمن بالقيم الفردية.
86
لذلك فإن فهم االختالفات في القيم عبر الثقافات ،يساعد المنظمات على النجاح في
استيراد الممارسات اإلدارية ،من خالل تكييفها وتطويعها لتتناسب مع ثقافة المجتمع،
التي توجد به هذه المنظمات.
يساعد فهم االختالفات في القيم عبر الثقافات ،على فهم أذواق وحاجات المستهلك في
دول العالم المختلفة ،فتسويق خدمات ،أو منتجات في دولة ما ،ال تتفق مع أذواق األفراد
جدا،
في هذه الدولة قد يؤدي إلى الفشل ،فتقدير قيم المستهلك العالمي من األمور الهامة ً
عندما يدخل هذه المستهلك إلى ثقافتنا الخاصة.
تحتاج الشركات إلى اختيار وتدريب وتنمية األفراد ،حتى يدركوا بصورة أفضل االختالفات
في القيم الثقافية والمضامين التطبيقية لهذه االختالفات على السلوك في المنظمات،
وذلك من خالل:
87
-3إكسابهم مهارات:
مثل مهارات االتصال وبناء فرق العمل ،ومهارات حل الصراعات التي قد تنشأ من
الخلفيات المختلفة ألعضاء فريق العمل.
-4تنمية مهارات مديري الموارد البشرية:
للتعامل مع أفراد من جنسيات مختلفة.
ثانياً :االتجاهات
االتجاه هو ميل مستقر إلى حد كبير لالستجابة بطريقة متسقة لبعض األشياء ،والمواقف،
واألفراد ،أو مجموعة معينة من األفراد ،وتتضمن االتجاهات مجموعة من المشاعر
والعواطف موجهة ألهداف معينة ،فعندما نسأل فرد عن اتجاهه ناحية رئيسه في العمل،
فأول ما يفكر فيه ،هو مدى تفضيله أو حبه لرئيسه.
ويفسر هذا الجانب العاطفي لالتجاهات ،فإن االتجاهات تعد أكثر خصوصية عن القيم،
والتي تملي فقط تفضيالت عامة ،فعلى سبيل المثال ،قد تعطي قيمة عالية للعمل ،ولكنك
في نفس الوقت ،قد ال تحب الوظيفة التي تؤديها.
وينطوي تعريف االتجاهات على االستقرار النسبي ،ففي ظل الظروف الطبيعية ،فإذا كنت
حقيقة ال تحب رئيسك في العمل اليوم ،فمن المرجح أال تحبه غداً.
88
وهذا ال يعني أن االتجاهات جميعها لها نفس القوة ،ولكن بعض االتجاهات تكون أقل
قوة عن غيرها ،ومن ثم يمكن أن تكون قابلة للتغيير ،فإذا كان اتجاهك سلبياً تجاه رئيسك
نتيجة موقف معين تعرضت له معه ،فإنه من المحتمل أن يتغير هذا االتجاه ،إذا ما
زادت قوة عالقتك مع رئيسك في مواقف أخرى طيبة.
أيضاً ،فإن تعريف االتجاهات ينطوي على كونها ميول لالستجابة لهدف معين (شيء،
فرد ،جماعة) ،لذلك فإن االتجاهات تؤثر على سلوك الفرد تجاه هذا الشيء ،أو الفرد،
أو الجماعة.
وهذا ليس غريباً؛ فإذا كان الفرد ال يحب نوعاً معيناً من الطعام (اتجاه) ،فإنه لن يأكل
من هذا النوع (السلوك) ،وبنفس الطريقة ،إذا كان الفرد ال يحب رئيسه في العمل ،فلن
نسمعه يتحدث بصورة طيبة معه.
89
-3المكون السلوكي:
فقد يعتقد الفرد أن رئيسه في العمل يهدر أموال الشركة ،ومن ثم فإن لديه شعور بأنه
ال يحب أن يعمل تحت رئاسته ،هذا االعتقاد ،وهذا الشعور له أثر على الطريقة التي
يتصرف بها الفرد ،أو التي ينوي أن يتصرف بها؛ ألنه في بعض األحيان توجد قيود
في المثال السابق ،قد على السلوك الفعلي للفرد.
يرغب الفرد فعالً في ترك العمل بالشركة ،ولكن لعدم وجود فرص عمل متاحة ،قد
يستمر في العمل ،مع بقاء نيته لترك العمل موجودة ،إذا ما أتيحت له الفرصة.
إذن خالصة القول ،أن هناك ثالث جوانب لالتجاه وهي المشاعر ،والمعتقدات ،والنية
لسلوك معين.
وعندما نتحدث عن اتجاهات العمل ،فنحن نتحدث عن تلك المشاعر والمعتقدات والميول
السلوكية تجاه الجوانب المختلفة للعمل أو الوظيفية ،أو المكان الذي نعمل به ،أو األفراد
الذين نتعامل معهم ،فاالتجاهات المرتبطة بالعمل ،مثل الرضا عن العمل ترتبط بعديد
من الجوانب الهامة للسلوك التنظيمي ،مثل أداء العمل ،الغياب عن العمل ،ترك العمل.
✓ تغيير االتجاهات:
واذا كنا قد تناولنا الحديث عن كيفية تكوين االتجاهات ،فإنه أيضاً من الضروري أن
نتناول الكيفية التي تتغير بها هذه االتجاهات ،فنتيجة تغير الظروف البيئية أو الداخلية،
قد تكون المنظمة في موقف يتطلب ضرورة تغيير اتجاهات العاملين ،ومن بعض األمثلة
للحاالت التي ترغب اإلدارة ،من خاللها تغيير االتجاهات:
90
ومن العوامل المؤثرة في تغيير االتجاهات؛ (الموصل الفعال):
حيث أشارت نتائج بعض األبحاث ،إلى أن الفرد القادر على االتصال الفعال مع األفراد
المراد تغيير اتجاهاتهم ،يتميز بالمصداقية.
وعادة ما يعتبر هذا الفرد ذو مصداقية عالية ،إذا ما اتصف بعدة خصائص:
وتتحقق قدرة وتأثير المقابلة وجهاً لوجه من خالل المرونة ،والقدرة على جذب االنتباه،
وتقديم الفرصة لألفراد بأن يكونوا أكثر تأكداً من مصداقية المصدر.
فمثال ،عند تغيير اتجاهات رجال البيع ،نحو اتجاه أكبر لممارسات بيع أخالقية ،عندما
ً
يقوم الفرد القائم بالتغيير بمطالبة رجال البيع ،بممارسة هذه األساليب األخالقية في البيع،
لن يحقق نتائج كبيرة ،ولكن إذا أوضح له الممارسات األخالقية للبيع تحقق مبيعات
أفضل ،وتجذب عمالء أكثر ،قد يحقق نتائج أفضل في تغيير اتجاهات األفراد.
عندما يكون األفراد المراد تغيير اتجاهاتهم ،ليس لديهم الفرصة لمناقشة وجهات نظرهم،
فإنه من المحتمل أن تغير اتجاهاتهم ،من خالل تقديم وجهة النظر ،أو االتجاه الجديد
91
فقط ،أما في حالة إذا ما كان هؤالء األفراد لديهم الفرصة لمناقشة وجهات نظرهم ،فإنه
من الضروري تقديم وجهتي النظر المؤيدة والمعارضة ،حتى يناقشونها.
(إذا فعلت األشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة ،سوف تحصل على النتائج التي ترغبها)
92
الفصل الثامن
الرضا عن العمل
93
الرضا عن العمل
يشير الرضا عن العمل ،إلى مجموعة من اتجاهات الفرد ناحية عمله ،وفي هذا المجال
يمكن أن نفرق بين جانبين على األقل من الرضا ،يتمثل أولهما ،في جوانب الرضا ،وهو
ميل الفرد ألن يكون ر ٍ
اض بدرجات متفاوتة عن األوجه المختلفة للعمل ،ومن أمثلة هذه
الجوانب :العمل ذاته ،والدفع ،والترقيات ،والتقدير ،والمنافع ،وظروف وشروط العمل،
واإلشراف ،وزمالء العمل ،والسياسة التنظيمية.
وباإلضافة إلى جوانب الرضا ،هناك الرضا بوجه عام ،أو بمعنى آخر ملخص عام يعمل
كمؤشر التجاه الفرد ناحية عمله ،ويقطع عاب اًر كل جوانب الرضا المختلفة.
ومثال الرضا العام ،أن الفرد بقوله( :بصفة إجمالية أحب عملي بالرغم من وجود بعض
الجوانب التي تقف حائالً لتحقيق بعض التحسينات).
ويمثل الرضا العام للفرد ،متوسط أو مجموع اتجاهات الفرد ناحية الجوانب المختلفة
للعمل ،وبهذا يمكن لفردين التعبير عن نفس المستوى العام للرضا ،ولكن ألسباب مختلفة.
األول :بينما يشير مفهوم الرضا إلى المشاعر اإليجابية ،التي يقف أثرها على الماضي
والحاضر فقط ،أما مفهوم الروح المعنوية تعبر عن حالة يمتد أثرها في المستقبل.
الثاني :أن مفهوم الرضا عن العمل تعبير عن شعور فردي ،أما الروح المعنوية فهي
تعبير عن روح الجماعة ،فإذا كان أحد المديرين يصف مشاعر أعضاء إدارته ككل تجاه
94
العمل ،فإنه يقول( :إن الروح المعنوية للعاملين في إدارتي عالية أو منخفضة حسب
األحوال) ،أما إذا كان يخص بالحديث أحد أفراد تلك الجماعة ،فإنه يقول أن (فالناً ر ٍ
اض
أو غير ر ٍ
اض عن العمل).
بالرغم من وجود اتجاهات متعددة لدى الفرد تجاه الجوانب المختلفة لعمله ،إال أنه من
الصعب تقييمها وقياسها ،ويرجع هذا إلى صعوبة المالحظة المباشرة لالتجاه ،وصعوبة
استنتاجه بدقة من خالل سلوك الفرد ،فإلى حد كبير نعتمد في قياس الرضا عن العمل
على ما يذكره الفرد ،وعادة ال يفصح الفرد بصورة صادقة عما بداخله.
تعد قوائم االستقصاء هي المدخل الشائع لقياس الرضا عن العمل ،وهي تتضمن بعض
األسئلة التي يجيب عليها األفراد ،معبرين من خاللها عن ردود أفعالهم تجاه عملهم.
وهو أسلوب أو إجراء آخر ،يمكن من خالله قياس وتقييم رضا الفرد عن عمله ،وهنا
يصف الفرد بعض األحداث المرتبطة بعمله ،والتي حققت له الرضا أو عدم الرضا ،ثم
يتم اختبار وفحص اإلجابات؛ الكتشاف عوامل أو مسببات الرضا أو عدم الرضا ،فمثالً:
إذا ذكر عديد من األفراد مواقف في العمل ،والتي تم معاملتهم من خاللها بطريقة سيئة
من المشرف ،أو عندما يمتدحون المشرف لمعاملته الطيبة ،يظهر هذا أن نمط اإلشراف
يلعب دو اًر هاماً في رضا األفراد عن العمل.
95
-3المقابالت الشخصية:
وهي الطريقة الثالثة لتقييم رضا األفراد ،وهي تتضمن مقابلة األفراد بصفة شخصية،
ووجهاً لوجه ،وبسؤال األفراد عن اتجاهاتهم ،غالباً ما يفصح الفرد بصورة أكثر تعمقاً عن
استخدام قوائم االستقصاء ،فمن خالل سؤال األفراد والحصول على استجاباتهم ،يمكن
التعرف على األسباب المختلفة ،التي سببت االتجاهات المتعلقة بالعمل.
ما الذي يجعل بعض األفراد يشعرون بالرضا أكثر من غيرهم؟ وما هي العمليات التي
تؤدي إلى شعور الفرد بالرضا عن العمل؟
توجد نظريات عديدة تساعد في تقديم اإلجابات عن هذين السؤالين ،ولكن سوف نتعرض
تأثير وهما:
اً ألكثرهم
نظرية القيمة:
وقد قدمها (لوك) ،وهي من أهم نظريات الرضا عن العمل ،ووفقاً لهذه النظرية ،فإن
الرضا عن العمل يتحقق حسب التوافق بين ما يحصل عليه الفرد فعالً من نواتج ،وما
يرغب فيه الفرد من نواتج ،وكلما حصل الفرد على نواتج ذات قيمة بالنسبة له ،زاد شعوره
بالرضا عن العمل.
وقد ركز هذا المدخل على أي ناتج يكون ذا قيمة بالنسبة للفرد ،بغض النظر عن ماهية
هذا الناتج.
96
وقد أيدت نتائج األبحاث هذا الرأي ،فكلما زاد التباعد بين ما هو قائم بالفعل ،وبين رغبات
األفراد المتعلقة بالجوانب المختلفة لعملهم مثل الدفع أو الترقية ،شعر الفرد باالستياء أو
عدم الرضا عن العمل ،وتكون هذه العالقة أكبر بالنسبة لهؤالء األفراد الذين يعطون
أهمية أكبر لهذا الجانب المعين.
ومن أهم المضامين التطبيقية لنظرية القيمة ،هو جذبها لالهتمام بجوانب العمل التي
تحتاج إلى التغيير؛ لكي يتحقق الرضا عن العمل خاصة أن النظرية اقترحت احتمال
اختالف هذه الجوانب باختالف األفراد.
أيضاً وفقاً لمدخل القيمة ،فإن من أكثر الطرق فعالية لتحقيق رضا األفراد عن عملهم هو
البحث عما يريد األفراد من عملهم ،ومحاولة توفير هذه الرغبات بقدر المستطاع.
هناك بعض المحددات التي تؤدي إلى تحقيق الرضا عن العمل ،ومنها:
-1التقارب:
أي أن الرضا عن العمل يتحقق من التقارب بين النواتج التي يرغب الفرد في تحقيقها،
وتلك التي يحصل عليها فعالً في مجال العمل.
-2العدالة:
أي شعور الفرد بالعدالة عندما يحصل على ما يعتقد أنه يستحقه من العمل.
-3الوضع الشخصي المسبق للفرد:
فقد تؤثر شخصية الفرد على مدى شعوره بالرضا عن العمل ،فبالرغم من إمكانية
التأثير على مستوى الرضا من خالل تغيير بيئة العمل ،إال أن الموقف الشخصي
المسبق للفرد قد يؤثر على مستوى شعوره بالرضا ،بالرغم من التغيرات اإليجابية في
بيئة العمل.
97
✓ النواتج المترتبة على عدم الرضا عن العمل:
يكثر الحديث عن أهمية بناء رضا األفراد عن العمل ،بافتراض أن معنوية األفراد تؤثر
تأثي اًر كبي اًر وحرجاً على فعالية المنظمة.
ولكن بالرغم من أهمية تأثير الرضا عن العمل على المنظمة ،إال أن هذه األهمية قد ال
يكون لها التأثير القوي الذي نتوقعه ،ومن ثم ال بد أن نبحث في النواتج التي يمكن أن
تترتب على الشعور بعدم الرضا عن العمل.
هناك شكالن رئيسيان من أشكال االنسحاب وهما :الغياب ،ترك العمل االختياري.
-1الغياب:
يعد الغياب سلوكاً مكلفاً بالنسبة للمنظمة ،وترجع هذه التكلفة إلى تكلفة اإلجازات
المرضية ،وفقد اإلنتاجية ،والتكلفة المعنوية لألفراد الذين يقع عليهم عبء العمل المكلف
به األفراد الغائبون.
98
وبالرغم من تأثير عدم الرضا عن العمل على الغياب ،إال أن هذه العالقة ال تتميز بقوتها،
ويرجع ضعف العالقة بين الرضا عن العمل والغياب إلى عدة عوامل ،والتي ترجع في
معظمها إلى القيود المفروضة على قدرة الفرد في التعبير صراحة عن حبه أو كرهه
للعمل ،وتحويل هذا الشعور إلى فعل بعدم حضوره للعمل.
لكن هناك بعض حاالت الغياب ليس لها عالقة بالرضا عن العمل:
• بعض حاالت الغياب قد تكون اضط اررية ،وال يمكن تجنبها ،ومن ثم فإن العامل
قد يكون ر ٍ
اض عن عمله ،ولكنه مضطر للغياب.
• الفرص المتاحة للفرد خارج العمل ،والتي يحقق من خاللها الرضا بعيداً عن
العمل ،كأن يذهب الفرد لرحلة ،ومن ثم فقد يغيب الفرد الذي يشعر بالرضا،
بينما قد يتواجد في العمل شخص قد يشعر بعدم الرضا.
• في حالة خصم أيام الغياب من المرتب ،فإن الحاجة االقتصادية للفرد قد تجعل
الفرد غير راضي ،ولكنه في احتياج مادي أن يتواجد في العمل أكثر من الفرد
الراضي عن العمل.
-2ترك العمل االختياري:
يشير ترك العمل إلى االستقالة من المنظمة ،مما يكلف المنظمة تكلفة عالية ،تتمثل
بعض هذه التكلفة في :تكلفة اإلحالل ،وتكلفة التدريب ،وتكلفة التعيين.
والى جانب هذه األنواع من التكلفة ،هناك تنوعاً آخر من التكاليف غير الملموسة ،مثل
تشتيت عمل الفريق الذي كان يعمل فيه الفرد ،أو فقد فرد اكتسب خبرات ومهارات خاصة
بطريقة غير رسمية عبر مدة خدمته.
99
واآلن ...ماذا بعد الكالم؟
بعد مناقشة النواتج السلبية لعدم الرضا ،فإنه من المنطقي أن تحاول المنظمة االهتمام
بزيادة رضا األفراد عن عملهم ،وأن تحاول تجنب عدم رضاهم عن العمل.
وبالرغم من أن عدم رضا األفراد قد ال يكون سبباً في تحديد أداء الفرد ،إال أن هذا ال
يمنع من محاولة زيادة الرضا عن العمل ،ألن الرضا عن العمل غاية في حد ذاته.
100
الفصل التاسع
اجلماعات يف املنظمة
101
✓ مقدمة:
سبق القول إن السلوك اإلنساني يتأثر بمجموعة من العوامل الفردية ،أي التي تتعلق
بالفرد كالدافعية ،واإلدراك ،والشخصية ،والتعلم ،...وباإلضافة إلى ذلك يتأثر سلوك الفرد
بالجماعات التي ينتمي إليها ،ولذلك سوف نتناول اآلن ديناميات الجماعة والعمل الفريقي
(فرق العمل) في المنظمات.
ويرتبط كل منا بعدد من الجماعات ،وأولها أسرته ،التي يتفاعل معها منذ والدته ،ويصبح
لهذه األسرة دو اًر رئيسياً في تشكيل وتوجيه سلوك أعضائها ،ولكن بمرور الوقت يرتبط
الفرد بجماعات أخرى في المجتمع ،كاألصدقاء ،والزمالء ،وغير ذلك.
ويمكن أن تصبح الجماعات قوة دافعة لتقدم المجتمع ،وتساهم مساهمة كبيرة في رفع
معيشة أفراده ،أو العكس قد تصبح قوة مدمرة ،إذا دخلت في صراعات ونزاعات فيما
بينها.
✓ مفهوم الجماعات:
هي مجموعات تتكون من فردين أو أكثر توجد بينهم عالقات سيكولوجية واضحة تؤدي
الى حدوث تفاعل اجتماعي متبادل عن طريق األدوار االجتماعية المختلفة التي تحددها
المعايير والقيم المشتركة ،لتحقيق أهداف الجماعة واشباعاً لرغبات أفرادها.
102
من التعريف السابق ،يتضح أن الجماعات تتميز بالخصائص اآلتية:
103
معايير الجماعة:
هي مجموعة القواعد السلوكية التي يقبل بها أفراد الجماعة ،بحيث يخضعون في
سلوكهم وعملهم لما تحدده الجماعة من قواعد واال تعرضوا للعقاب .وهي أدوات
تضمن انضباط المنتمين للجماعة ،فاحترام الفرد لهذه المعايير يؤدي الى رضى
الجماعة عنه.
والمعايير هي أحد الوسائل التي تستعملها الجماعات الغير رسمية كأداة للرقابة والتأثير
على أفرادها وتتميز المعايير بأنها:
• تحدد ما يجب عمله في مختلف المواقف.
• تثبت لألفراد معايير السلوك في الحاضر والمستقبل.
• يكفي االجماع للوصول الى ق اررات مما يوزع المسؤولية على الجماعة ككل
دون أن يتحمل أحد األفراد هذه المسؤولية.
• اعتبار االلتزام بها مصد ار لرضا العاملين.
االتصال في الجماعات:
إن التفاعل بين أفراد الجماعة قد ال ينجح دون وجود اتصال بين أفرادها ،فاالتصال
هو محور بناء العالقات .واالتصال داخل الجماعة قد يتم بشكل أفقي أو عمودي أو
دائري أو متعدد التبادالت.
104
واألسباب التي تؤدي الى تكون الجماعة نلخصها فيما يلي:
• الزمالة :ممارسة أعمال متشابهة من نفس التخصص ،تقارب شديد ينشأ عن
تبادل المعلومات حول العمل يؤدي الى خلق عالقات بين هؤالء األفراد.
• التقارب المكاني :لمكان العمل دور كبير في انضمام الفرد الى جماعة معينة
نتيجة للتقارب المكاني بين االفراد الذي ينتج عنه االحتكاك وتبادل األفكار.
✓ أنواع الجماعات:
-1الجماعات الرسمية:
• يتم تأسيسها من قبل المنظمة ،لتوجيه أعضائها لتحقيق أهدافها.
• العضوية فيها إجبارية.
• تنقسم إلى:
جماعات األوامر (الرئاسة) :والتي تتبع التسلسل التنظيمي ،وتظهر على الخارطة
التنظيمية ،مثل األقسام واإلدارات ،وتتميز بالدوام النسبي.
جماعات المهام :والتي تصمم بغرض تحقيق مهمة محددة ،وتضم أعضاء من
أماكن تنظيمية مختلفة ،وقد تكون مؤقتة مثل اللجان.
105
✓ تكوين الجماعات وتشكيلها:
تلعب الجماعات دو اًر مهماً وحيوياً في حياة الفرد ،ألن انتماء الفرد للجماعة يمكنه
من إشباع حاجاته ،ورغباته ،كما يمكنه من تحقيق أهدافه ،كما أن الجماعة التي
ينتمي إليها الفرد تقوم بتوجيهه نحو معرفة القيم والمعايير االجتماعية..
وهناك عديد من األسباب التي تدعو إلى تشكيل وتكوين الجماعات من أهمها:
-1يتحد األفراد أو يتم جمعهم إلنجاز أعمال ومهام محددة.
-2لحل مشاكل يصعب حلها بواسطة فرد واحد.
-3يتحد األفراد ويترابطون للتشابه في الصفات.
-4ألن اتصاالت وعالقات قوية وعزيزة تربطهم ببعض.
-5ألن في االتحاد قوة مما يساعدهم في حماية أنفسهم من مخاطر العمل.
-6يتحد األفراد ألن الجماعة تشبع احتياجاتهم لالنتماء والترابط الجماعي.
وتقدم نظرية التبادل تفسي اًر بسيطاً لتشكيل الجماعة وبقائها ،وتقول النظرية ألن األفراد
يكونون على استعداد لتقديم وقتهم وخبرتهم ونشاطهم إلى الجماعة في مقابل إشباع
احتياجاتهم وتحقيق أهدافهم من خالل الجماعة ،وهذا بافتراض أن الفائدة التي تعود
على الجماعة تكون من مساهمتهم فيها.
مثلما أن األطفال ينمون بأشكال محددة خالل األشهر األولى من حياتهم ،فإن الجماعات
أيضاً تميل إلى إظهار عالمات مستقرة نسبياً من النضج والنمو مع مرور الوقت ،ومن
خالل اآلتي ،نعرض نظرية شائعة "نموذج توكمان" تلقي الضوء على خمس مراحل
رئيسية لنمو الجماعات:
106
خمس مراحل رئيسية لنمو الجماعات:
-1مرحلة التشكيل:
تعتبر مرحلة البداية والتي يتم فيها التعارف بين أفراد الجماعة ،ويتم فيها تشكل
االنطباعات ومعرفة الوظائف والمهام المطلوبة واألهداف المرجو تحقيقها ،وتقوم هذه
المرحلة في األساس على وجود قائد يحدد القواعد األساسية التي ستعمل الجماعة وفقها.
-2مرحلة العصف:
يحدث في هذه المرحلة نوع من التناقض بين أفراد الجماعة في محاولة للوصول الى
أهداف محددة ،وهنا تظهر االتجاهات والرغبات التي يختلف األعضاء فيها.
ويتم في هذه المرحلة االتفاق على القواعد األساسية للعمل والتي يضبط بموجبها سلوك
االفراد ،ويتم توزيع األدوار ويتم التأكيد على التماسك والتوافق.
-4مرحلة العمل:
وهنا تبدأ الجماعة بالعمل لتحقيق األهداف المتفق عليها ،وهنا يظهر التنافس والتعاون
مع االلتزام بتحقيق األهداف.
-5مرحلة التفكك:
وهنا تبدأ الجماعة بالتفكك واالنحالل وذلك إما بسبب تفرق أعضائها أو تحقيق األهداف.
107
✓ محددات سلوك الجماعة.
للسلوك الجماعي محددات تؤثر وتتحكم فيه وتنقسم هذه المحددات إلى محددات خارجية
ومحددات داخلية سنفصلها فيما يلي:
-1المحددات الخارجية:
إن الجماعة نسق مفتوح وهي جزء من محيط ونظام اجتماعي أكبر يؤثر على سلوكها
من خالل بعض العوامل تتمثل في:
إن اإلستراتيجية التي تتبناها المنظمة تجاه قوة ونفوذ الجماعات والموارد الموضوعة تحت
تصرفها تؤثر عليها وقد تحد من سلوكها فنقص الموارد الموضوعة تحت تصرف الجماعة
قد يحدث قلق وصراع بين أعضائها.
108
إن العوامل السابق ذكرها تؤثر على نشاطات وتفاعالت األفراد وبالتالي تؤدي إلى تكوين
اتجاهات بين األفراد أنفسهم قد تكون سلبية أو تكون إيجابية ،وذلك لما تفرضه عوامل
البيئة التي يعملون فيها.
-2المحددات الداخلية:
وفي هذا الصدد نعتبر الجماعة كنسق مغلق يتأثر بعوامل داخلية خاصة باألفراد أنفسهم
زمن هذه المحددات:
وتعتبر هذه العوامل هامة في تحديد سلوك األفراد ،وبالنسبة لتأثيرها على السلوك الجماعي
يجدر بنا الحديث عما يسمى نمط التفكير الجماعي إذ يميل األفراد للتفكير بطريقة ترضي
األغلبية رغم عدم القناعة بهذا السلوك وذلك يعود إلى ممارسة الضغوط من قبل الجماعة.
يظهر هذا التأثير من قبل الجماعة على سلوك الفرد فيما يسمى الجماعات غير الرسمية.
والمثير لالهتمام هنا أن هذه الجماعات غير الرسمية تمارس ضغطاً أو تأثي اًر على
أفرادها رغم عدم وجود قوانين أو لوائح رسمية.
وال بد في هذا العنصر من ذكر الدراسات التي قام بها فريق من جامعة هارفرد والمسماة
بتجارب "هاوثورن" والتي توصلت الى أن هناك جماعات غير رسمية في التنظيمات
تظهر وتمارس ضغطا وسلطة على منتسبيها يصل في بعض الحاالت الى تأثيرها على
التعليمات الصادرة عن اإلدارة الرسمية وقد تتجاوزها.
109
وقد بينت هذه الدراسات أن هذه الجماعات غير الرسمية قد تفرض على العمال المنتسبين
إليها قيوداً فيما يتعلق بسقف اإلنتاج وكأنه شبه تحكم في اإلنتاج المراد انجازه.
للجماعة عوامل تؤثر في فعاليتها ومدى تجانسها وتماسك أعضائها ،حيث يذكر "سيسيل
جيب "Cecil Gibbخصائص الجماعة الفعالة كما يلي:
• حجم جماعة العمل :كلما كان حجم الجماعة صغي اًر كانت أكثر فعالية.
• عدد أعضاء الجماعة :لوحظ أن جماعة العمل التي يكون عدد أعضائها زوجياً
تتخذ الق اررات أكثر دقة ،بينما الجماعة الفردية أسرع في إنجاز العمل من غيرها.
• طبيعة ونوع العمل :إذا كان العمل بسيطا ويتطلب تعاونا ،فاألفضل تكوين
جماعة متجانسة (سن ،المستوى التعليمي) واذا كان العمل معقداً ويتطلب نوعاً
من اإلبداع فاألفضل إن تكون الجماعة غير متجانسة.
• موقع العمل والتماسك :كلما كانت الجماعة متقاربة في الموقع كانت أكثر
تماسكاً.
110
✓ األعراف (القواعد غير المنطوقة للجماعات):
إن نشوء األعراف هو واحد من الخواص ،التي تساعد الجماعات على األداء بشكل
منتظم ومتوقع ،ويمكننا تعريف األعراف ،بأنها قواعد غير رسمية متفق عليها ،تحكم
سلوكيات أعضاء الجماعة الواحدة.
أحيانا
كتابيا ،و ً
واألعراف تختلف عن القواعد التنظيمية ،في أنها ليست رسمية وال مدونة ً
يكون أعضاء الجماعة على غير علم أصالً بوجود هذه األعراف ،التي تحكم وتنظم
سلوكياتهم ،ولكن األعراف الجماعية في كل األحوال لها آثار عميقة على سلوكيات
وتصرفات الجماعة ،فهي مثالً قد تحث العاملين على االتسام باألمانة والوالء للمنظمة.
األول :هو األعراف اإلرشادية (وهي تحدد السلوكيات المستحب ،أو المفروض القيام بها
في مواقف معينة)،
والثاني :هو األعراف التحذيرية (وتشير إلى السلوكيات ،التي يجب على أعضاء الجماعة
اجتنابها).
111
الفصل العاشر
الصراع التنظيمي
112
مقدمة:
لم تعد المنظمة اإلدارية ذلك البناء الهيكلي المغلق الذي يتعامل مع نفسه بعيداً عن
التأثيرات المحيطة به ,ولم تعد كذلك بعيدة عن التأثيرات الداخلية التي يكون مصدرها
األفراد أو األنظمة اإلدارية التي تعمل في ظلها ،لذلك أصبحت المنظمة وفقاً لالتجاهات
الحديثة في اإلدارة منظمة إنسانية تحكمها مجموعة من العالقات التي يمثلها األفراد
ويعبرون عن حيويتها وفعاليتها بهذه األنماط المختلفة من العالقات التي تنشأ بين الفرد
واآلخر داخل التنظيم ,وال تظل المنظمة محكومة ومتأثرة بهذه العالقات فقط ،وانما هناك
عالقات خارجية بمنظمات أخرى تمارس نفس النشاط أو نشاطاً مماثالً له ,كما أن هناك
المجتمع التي تعمل فيه تلك المنظمة والذي يفرز تأثيرات مختلفة على أداء المنظمة
وبشكل مستمر .
لذا فإنه نتيجة لهذا التشابك في العالقات المختلفة التي تتعامل معها المنظمة من المتوقع
أن تحدث بعض الخالفات والتناقضات ،فال يمكن أن تتم هذه العالقات في جو يسوده
الوئام والوفاق ،وانما قد يحدث ما يعكر صفو هذه العالقات والتي قد تؤدي إلى نتائج
متفاوتة على التنظيم وكذا أصحاب العالقة.
اصطالحاً :عبارة عن نزاع مباشر ومقصود بين أفراد أو جماعات من أجل هدف واحد،
وتظهر الرغبة لدى أحد أطراف النزاع في إلحاق الهزيمة بالطرف اآلخر بغض النظر عن
الوصول إلى الهدف.
113
يشير مفهوم الصراع بصفة عامة إلى عملية الخالف التي تنشأ كرد فعل لممارسة ضغط
من جانب فرد معين أو مجموعة أو منظمة على فرد آخر أو مجموعة أو منظمة سواء
من داخل ميدان عملها أو في ميدان مجتمعي آخر بهدف إحداث تغيير (إيجابي أو
سلبي) في بنية أو معايير أو قيم ذلك الفرد أو تلك المجموعة أو المنظمة.
هناك أنواعاً عديدة من الصراع التنظيمي وذلك بسبب اختالف األساس المستخدم في
تصنيف الصراع ،وفيما يلي أهم أنواع تصنيفات الصراع:
114
-4الصراع بين الجماعات:
يشمل التناقضات بين مجموعات العمل في المنظمة ،كالتناقض بين إدارة
المبيعات وادارة اإلنتاج ،أو التنفيذيين واالستشاريين .ويرجع ذلك إلى التباين في
األهداف أو تداخل السلطات فيما بينها.
-5الصراع بين المنظمات:
يحدث بصفة خاصة في المجال االقتصادي ،ويطلق عليه مصطلح المنافسة.
وتؤدي المنافسة إلى إنتاج منتجات جديدة أو إحداث تطوير في التقنية ،أو خفض
األسعار .وقد تشتد المنافسة مما يؤدي إلى سيطرة منظمة على أخرى.
-6الصراع بين األفراد في المنظمات المختلفة:
يحدث ذلك عندما يقوم أحد محرري الصحف بنشر تقارير غير مرضية عن
إحدى المنظمات ،فما يلبث أن يدخل مدير العالقات العامة بالمنظمة في صراع
مع مدير الصحيفة.
-1الصراع المستتر:
عند وجود احتماالت للصراع دون التصرف على عالقات حمودة له.
-2الصراع المدرك:
وهو الصراع المعروف أسبابه وله دالالت أو العالقات بسيطة.
-3الصراع المحسوس:
ويظهر في شكل قلق وتوتر وغضب وروح عدائية.
-4الصراع الصريح:
وهو الصراع الظاهر في سلوكيات األفراد والجماعات بشكل واضح في
التعامالت.
115
ثالثاً :أنواع الصراع طبقاً لنتائجه:
يمثل هذا التقسيم أهمية كبرى في كيفية التعرف على طبيعة الصرع وكيفية التحكم فيه،
فالنظرة التقليدية للصراع تنظر إليه كدالله لإلدارة السيئة أو عالمة من العالقات غير
المرغوبة أما النظرة الحديثة فترى غير ذلك فهناك صراع مرغوب وصراع غير مرغوب.
-1الصراع اإليجابي:
يؤدى إلى تدعيم األداء ودعم التغيرات االيجابية ومحاوالت التكيف واالبتكار.
-2الصراع السلبي:
يترتب عليه أحداث إضرار للتنظيم أو إعاقته عن تحقيق أهدافه.
-1العالقات االعتمادية:
وهي العالقات الناشئة عن اعتماد األفراد والجماعات على بعضهم البعض في
نشاطاهم وتحقيق أهدافهم ،األمر الذي يثير الصراعات فيما بينهم.
-2اختالف األهداف:
رغم أن جميع الوحدات داخل التنظيم تمارس نشاطاتها في إطار الهدف الكلي إال
أن ذلك ال يمنع من وجود تعارض بين أهدافها الفرعية.
-3التنافس على الموارد:
إن المنظمة توفر الموارد بكميات محدودة تبعاً إلمكاناتها المادية ولذلك فإن أعضاء
التنظيم من وحداته الرئيسية أو قواه البشرية تتسارع في الحصول على احتياجاتهما
من تلك المواد قبل نفاذها ،ففي ظل الندرة يحدث التنازع بين وحدات التنظيم لتحصل
على ما يغطي احتياجاتها ولو على حساب استحقاقات الوحدات األخرى.
116
-4صراع الدور:
إن الدور هو الشخصية التي يتقمصها الفرد من أجل أداء وظيفته أو واجبه فاإلنسان
أثناء قيامه بدور معين قد يقع في صراع مع األدوار األخرى في التنظيم.
-5تفاوت الصفات الشخصية:
إن التفاوت بين الصفات الشخصية كالسن والجنس والقيم واالتجاهات والمعتقدات
والمستوى الثقافي بين األفراد تكون مصادر رئيسية للنزاع فيما بينهم.
-6اختالف اإلدراك:
وهي المعاني التي يعطيها الفرد للظواهر ،وقد تختلف هذه المعاني من شخص إلى
آخر بسبب التفاوت بينهم في االعتقادات واالنتماءات واألهداف ،وغير ذلك.
-7التركيب السيكولوجي للفرد:
يختلف األفراد من حيث التركيب الشخصي فمنهم من يميل إلى العدوانية ومنهم من
يتميز بحدة الطبع والحساسية الزائدة األمر الذي يزيد من احتمال ظهور النزاعات.
-8الرضا الوظيفي:
إن عدم الرضا عن الوظيفة أو التعليمات واللوائح المتعلقة بالوظيفة يؤدي بالفرد إلى
عدم التعاون مع زمالئه أو إلى عدم إتقانه لعمله "اإلهمال" أو إلى تغيبه.
117
✓ مراحل عملية الصراع:
-1مرحلة الصراع الكامن (الضمني):
تتضمن هذه المرحلة الشروط أو الظروف المسببة لنشوء الصراع ،التي غالباً ما
تتعلق بالتنافس على الموارد والتباين في األهداف أو االعتمادية بين األفراد أو
الجماعات ،أو غير ذلك من األسباب التي تسهم في ميالد الصراع في شكل
ضمني غير معلن ،وفي هذه المرحلة ال تدرك األطراف بوجود الصراع بينها.
-2مرحلة الصراع المدرك:
وهي المرحلة التي يبدأ فيها أطراف الصراع في إدراك أو مالحظة وجود صراع
فيما بينها ،وتلعب المعلومات هنا دو اًر هاماً في تغذية صور ومدركات الصراع،
وهنا يتم إدراك الصراع دون أن يكون هناك حاالت سابقة كأن يسيء طرف فهم
أو استيعاب الطرف اآلخر.
-3مرحلة الصراع الشعوري:
في هذه المرحلة يتبلور الصراع بشكل واضح ،حيث تتولد فيها أشكال من القلق
والتوتر والغضب الفردي أو الجماعي المشجعة على الصراع ،وتكون الرؤية عن
طبيعته ومسبباته وما سوف يؤدي إليه أكثر وضوحاً ،ويصبح كل منهم طرفا في
الصراع يسعى للفوز ولو على حساب األهداف العامة للمنظمة.
-4مرحلة الصراع العلني:
وهي مرحلة التفاعل مع موضوع الصراع ،حيث يقوم كل طرف بالرد علنياً على
الطرف اآلخر ،ويتم التعبير عن هذا الصراع بطرق مختلفة مثل :العدوان،
والمشاحنات العلنية ،وقد يأخذ الصراع صو اًر أخرى مثل :االنسحاب والالمباالة،
أو أي وسائل دفاعية أخرى.
118
-5مرحلة مخرجات الصراع:
تعتبر هذه المرحلة محصلة التنافس والنتيجة النهائية بين األطراف المتصارعة
وتبدأ فيها عملية إدارة الصراع ،وتتوقف نتائج إدارة الصراع على أسلوب إدارته
ومعالجته ،فإذا كانت هناك حلول ترضي الطرفين فإنه من المتوقع أن يكون
هناك تعاون ومودة بين األطراف ،ولكن إذا لم يكن هناك حلول فإن المشاعر
سوف تبقى كامنة وتزداد وسوف تنفجر في أي لحظة.
ومن المهم جداً مالحظة وتتبع المراحل األولى في الصراع ،ألن حل الصراع حينئذ
سيكون أكثر سهولة مما سيكون عليه الوضع في المرحلة المتأخرة.
ومن ناحية أخرى فإن االفتقار إلى الصراع المكشوف في المنظمة يعني بصورة عامة
أن هناك صراعاً خفياً ،وليس أن الصراع غير موجود.
ال يوجد نمط محدد إلدارة الصراع الذاتي ،ذلك أن شخصية الفرد وأسلوب تعامله مع
اآلخرين تتغير باستمرار وهذا يؤثر على أساليب إدارة الصراع الذاتي ،ويلجأ الفرد إلى
استخدام وسائل دفاع سيكولوجية أسماها عالم النفس (فرويد)
ملاذا يعاني الناس من
ميكانيزمات الدفاع :وهي حيل نفسية استراتيجية ،تعمل بشكل
التوتر؟ ليس لغزًا ،اللغز
غير واع على حماية الفرد من التوتر والقلق الناتج من مشاعر
احلقيقي هو كيف يستطيع
وأفكار غير مريحة.
الناس احملافظة على
أي أننا نستخدم ميكانيزمات الدفاع لتفادي مشاعر مثل الذنب أو
هدوئهم؟ هذا هو اللغز.
الحزن أو العبء أو التهديد بقرب وقوع خطر.
119
هذه المشاعر عندما تتملك من الفرد بشكل كامل تشل تفكيره ،وتجعله عاج اًز عن السيطرة
على نفسه والتفاعل مع الحياة حوله ،وهذا ما ال يسمح به العقل ،ويستخدم ميكانيزم أو
أكثر من ميكانيزمات الدفاع ،والتي سنعرض بعضاً منها:
اإلنكار (:)Denial
نرى هذا في وقع وفاة شخص ما على محبيه ،أو كتأثير ناتج من خسارة كبرى ،ونرى
هذا بشدة في تصرفات المدمنين :مدمني المواد المختلفة من الكحوليات إلى القهوة ،أو
مدمني تصرفات مثل القمار .يتحدث الشخص باستمرار ،ويقنع نفسه واآلخرين بأنه ليس
مدمناً ،وبوسعه اإلقالع عن ذلك الفعل في أي وقت إن أراد.
القمع (:)Repression
ال يذكر لوالديه إال الخير ،كيف تعبا في تربيته وتعليمه وتهذيبه ،لكنه ال يشعر باالرتياح
أبداً عند زيارتهما ،يجد دوماً عذ اًر ليتفادى اللقاء.
ما يحدث في حالة القمع هو نسيان ذكرى أو حقيقة غير محتملة حدثت في الماضي،
مثل شخص ناضج ال يذكر اإلساءات النفسية والجسدية التي حدثت له في طفولته ،أو
جندي عائد من حرب دموية ال يذكر من تفاصيلها شيئاً.
لكن النسيان ال يعني محو التأثير ،فتأثير ما حدث يظهر جليًّا في تصرفات الفرد ،مثالً
في عدم قدرته على الثقة في اآلخرين بسهولة ،أو قسوته الواضحة ،أو تسامحه المبالغ
فيه مع األطفال.
120
اإلزاحة (:)Displacement
اإلزاحة ببساطة إعادة توجيه شعور ،سلبي في الغالب ،بعيداً عن هدفه األصلي إلى
ضحية أكثر ضعفاً؛ كمدرس ينهر طالباً فاشالً ،فيضرب هذا األخير الحقاً زمالءه
األصغر سناً ،فكل هذه الطاقة المكبوتة من الغضب يجب أن تخرج بشكل أو بآخر.
ربما قد تحميك اإلزاحة من أن تخسر وظيفتك ألنك كسرت أنف مديرك ،لكنها تؤثر سلباً
في حياتك االجتماعية ،وقد ينتهي بك األمر وقد خسرت كل من تهتم بأمرهم بسبب نوبات
غضب ضلت طريقها.
اإلسقاط (:)Projection
يشعر الفرد بالذنب لفعل مشين ارتكبه ،أو انعدام الثقة والنقص لعيب يراه في نفسه ،لكنه
ال يعترف بذلك ،ال يقول عن نفسه غشاشاً أو خائناً ،بل اآلخرون كذلك.
هذا هو اإلسقاط ،إعادة توجيه النقائص في النفس على اآلخرين ،مع إنكار وجود هذه
النقيصة في النفس.
هكذا يرى الزوج الخائن أدلة الخيانة في تصرفات زوجته ،ويتهم الالعب الفاشل زمالءه
بانعدام الموهبة ،دون أن يدري أنه بفعله هذا ليس فقط يلفت النظر إلى نقيصته التي
ينكرها ،وانما يبدو أحمقاً بينما يفعل ذلك أيضاً.
وهي الحالة التي ال يقدر فيها العقل على تغيير أي من معتقداته أو أفعاله فيبحث عن
تبريرات أخالقية للفعل.
فالزوجة التي يضربها زوجها يومياً تبرر فعله لنفسها دوماً بأنها ال بد قد فعلت ما يستحق
العقاب.
121
وصديقك يبرر رسوبه باضطهاد المدرس له ،وأنت تعلم أنه لم يدرس لالمتحان في
األساس.
المدخن يعرف يقيناً أن التدخين يسبب سرطان الرئة ،لكنه ال يغير سلوكه وال اعتقاده،
وانما يجد ألف سبب لتدخين السيجارة التالية ،هناك دوماً سيجارة تالية.
التسامي (:)Sublimation
كذلك األمر في الفن بأنواعه ،واألعمال التطوعية الخيرية ،واختيار المهن والوظائف التي
تسمح للفرد بإعادة توجيه مشاعره ورغباته ومشكالته النفسية ،كلها طرق إيجابية ناضجة
واعية تسمح للفرد بتجاوز ما يعانيه داخليًّا بشكل ناضج عملي.
يتفق كتاب اإلدارة على وجود األساليب الشخصية في إدارة الصراع بين األفراد وان كان
هناك خالف بينهم حول مدى فاعلية كل أسلوب..
وقد قام (بليك وموتون) بتحديد خمسة أساليب إلدارة الصراع بين األفراد أوضحاها على
شكل شبكة إدارية لها يعدان هما :االهتمام باألفراد داخل المنظمة ،واالهتمام باإلنتاج،
وجعال لكل من هذين البعيدين إحداثاً يمتد من (صفر) إلى ( )9وقد ركز الباحثان على
النقاط الواقعة في زوايا الشبكة ،وكذلك النقطة الواقعة في الوسط..
122
وبالتالي حددا األساليب الخمسة التالية إلدارة الصراع:
-1أسلوب التجنب:
ويقصد به علمية االنسحاب من إدارة الصراع ،فقد يتجنب المدير حضور اجتماع
معين ،رغم أن هذا الموقف يؤدي إلى إحداث نتائج سلبية على تحقيق األهداف؛
ومع ذلك يمكن اللجوء إليه.
مثال ذلك أن يكون هناك آخرون يمكنهم إدارة الصراع أفضل من المدير مثل أحد
المرؤوسين.
-2أسلوب المجاملة:
وفيه يتصرف المدير كما لو كان يعتقد أن الصراع سيزول بمرور الوقت ويدعو
أطراف الصراع إلى التعاون محاوالً تقليل التوتر ،وهذا األسلوب يشجع األطراف على
إخفاء مشاعرهم ،لذلك فاعليته قليلة في التعامل مع الكثير من المشاكل ،ويتم اللجوء
إليه إذا كان الصراع قائماً على اختالفات شخصية بين أطراف الصراع.
-3أسلوب الحل الوسط:
ويتصف بقدر معتدل من كل من الحزم والتعاون ،ويتم اللجوء إليه إذا تساوت قوة
طرفي الصراع من خالل المفاوضات.
-4أسلوب المنافسة:
يلجأ المدير في استخدامه لهذا األسلوب إلى قوة السلطة والمركز ،والحل الذي يتوصل
إليه يكون في صالح أحد األطراف فقط.
عندما يكون الصراع بين الزمالء يلجأ المدير لممارسة السلطة على الطرف اآلخر،
واالعتماد على هذا األسلوب يخفف من الدافعية للعمل ،ويتم استخدامه إذا كانت
القضية طارئة واتخاذ تصرف سريع عملية ضرورية.
123
-5أسلوب التعاون:
ويتميز هذا األسلوب باهتمامه ببعدي الحزم والتعاون واللجوء إلى القوة والى العالقات
اإلنسانية ،حيث يقوم المدير بدراسة أسباب الصراع مع كافة األطراف ذوي العالقة
وطرح بدائل الحل ومناقشتها مع األطراف حتى يتم عالج األمر ،عالجا فعاال مقبوال
من الجميع ،وهذا األسلوب يلزمه الوقت الكافي الذي قد ال يتوفر للمدير أحيانا إال
انه أفضل األساليب ،ويتم اللجوء إليه إذا كان موضوع الصراع قضية أساسية تؤثر
على أنجاز األهداف التنظيمية.
يرى أصحاب المدرسة التقليدية ضرورة تجنب الصراع ،بسبب ما يحدث عنه من ردود
فعل غير سليمة ،حيث يخلق استقطاباً في اإلدراك والمشاعر والسلوك داخل المنظمة.
-1قد يدفع كل طرف من أطراف الصراع إلى التطرف في تقدير مصلحته على
حساب المصلحة الكلية للمنظمة.
-2يحول الطاقة " األفكار" والجهد عن المهمة الحقيقية في المنظمة.
-3يهدم المعنويات ويهدر الوقت والجهد والمال مما يضعف من مستوى الكفاءة
والفاعلية.
-4فقدان الثقة بين اإلدارة والعاملين ولجوء األفراد إلى أعمال انتقام تتمثل في تعطيل
اآلالت أو إخفاء المعلومات وعدم التعاون ،أو القيام بترويج إشاعات كاذبة.
-5عدم الشعور بالرضا لدى األشخاص الذين ينشأ بينهم النزاع ،ويؤدي ذلك إلى
انخفاض الروح المعنوية وعدم تحقيق روح الفريق الواحد.
124
-6انخفاض اإلنتاجية ويعاني األداء من الجمود.
-7الشلل في التصرف يرافقه التوتر النفسي الذي يؤدي إلى اإلحباط وعدم التأكد
وفقدان القدرة على الحزم وضعف في الثقة.
-8الصراع مرض لصحة المنظمة وهو نوع من عدم وجود مهارات قيادية.
إن أصحاب الفكر اإلداري الحديث يعترفون باألثر اإليجابي للصراع التنظيمي عندما
يقولون إن الصراع ال يمكن تجنبه وهو وليد ظروف وأوضاع في المنظمة ويعتبر عنص اًر
فعاالً في التغيير ،وعليه فالصراع يفيد المنظمة على اعتبار أنه أساس التقدم واإلبداع
لتشجيعه المبادرة الخالقة وتطويره األفكار الجديدة والتي من شأنها أن تجعل المنظمة
متطورة ومتكيفة مع المتغيرات من حولها.
-1الصراع نوع من االتصال ،وحل الصراع يفتح طرقاً جديدة ودائمة لالتصال.
-2يساعد على إشباع الحاجات النفسية لألفراد وخاصة ذوي الميول العدوانية.
-3قد يؤدي الصراع إلى إزاحة الستار عن حقائق ومعلومات قد تساعد في تشخيص
بعض المشاكل الفعلية في المنظمة.
-4يمكن للصراع أن يكون خبره تعليمية جديدة لألفراد العاملين.
-5يعمل على فتح قضايا للمناقشة بطريقة المواجهة المباشرة.
-6يعمل على توضيح القضايا مثار الخالف بين األفراد.
-7يساعد على زيادة اإلنتاجية ويعمل على النمو.
-8يمكن أن يكون أساسا لعمليات اإلبداع واالبتكار والحفز في المنظمة.
125
الفصل احلادي عشر
126
مقدمة:
في هذا الفصل سنتحدث عن التغيير في المنظمات وليس األفراد ،التغيير ذلك العلم
المستقبلي المهم ،الجديد ،وغير المألوف لكثير من الناس.
المنظمة :هي أي تجمع هادف ،مثل شركة ،و ازرة ،دولة ،حزب ،جمعية..
سنتحدث عن التغييرات الكبيرة وليس الصغيرة ،التغييرات الجذرية ،بعيدة المدى.
أمثلة على التغييرات الكبيرة:
• شركة أرباحها % 3وتريد أن تصل بأرباحها إلى .% 30
• شركة تعمل في مجال معين ،وقررت أن تعمل في مجال آخر.
• شركة تعمل بطريقة عمل معينة وفي أسواق معينة ،وتريد أن تعمل بطريقة أخرى
وفي أسواق أخرى.
مثالً :شركة تعمل بأجهزة ،IBMتريد أن تتخلص من هذه األجهزة وتعمل بأجهزة
ماكنتوش... ،
واضح أن هذا التغيير كبير وسيمس األجهزة وتدريب األفراد.
سنتحدث في هذا المبحث عن:
• 21قاعدة تتعلق بمنهجية التغيير في المنظمات.
• هذه القواعد مأخوذة من محاضرات د .طارق السويدان والتي استند بدوره على
كتاب Changeوكتاب .Mastering Change
• وألن التغيير علم انساني فسنذكر القواعد التي عليها إجماع بين علماء اإلدارة،
والقواعد التي يوجد فيها رأي غالب.
127
القاعدة ( ) 1
التغيير مطلوب ،حتى لو كانت المنظمة ناجحة ،وتحقق أهدافها بجدارة.
التفسير:
بداية يوجد إجماع بين علماء اإلدارة حول هذه القاعدة.
هنا نحن نتحدث عن منظمة ،عندها خطة ،وأهداف ،وفعالة ،وتحقق أهدافها بجدارة.
الخطط تُوضع في ظل ظروف معينة ،ومنافسة معينة ،وقدرات معينة عند الشركة.
الحياة غير ثابتة ،وكل ما ذكرناه أعاله يتغير ،وبالتالي هناك تغيير خارج المنظمة يؤثر
عليها ..إذن مبدأ التغيير مفتوح ،حتى ولو كنا نحقق أهدافنا بجدارة.
القاعدة ( ) 2
ال يجب انتظار إحدى العالمات الدالة على ضرورة التغيير مثل عدم الرضا الداخلي
أو تراجع النتائج أو تقدم المنافسين ،قبل البدء بعملية التغيير
التفسير:
هناك ظن شائع خطأ وهو أن التغيير هو حل للمشاكل ...
• عالج مشاكل مثل( :عدم الرضا الداخلي ،تقدم المنافسين ،تراجع النتائج)..
• تنمية النتائج ،وتحسين الوضع (نقاط قوة نريد أن ننميها ،وليس فقط أن نعالج
نقاط ضعف)
128
القاعدة ( ) 3
التغيير المفاجئ أفضل من التغيير الذي يمر بمراحل ويأخذ وقتاً
التفسير:
بداية يوجد إجماع بين علماء اإلدارة حول هذه القاعدة.
هنا يجب أن نميز بين التغيير في المنظمات والتغيير في األفراد.
التغيير المفاجئ هنا يمكن أن يستمر من 3إلى 4شهور ،والتغيير المرحلي من 3إلى
4سنوات.
في دراسة على شركات أوروبية خططت للتغيير ،ووضعته في خططها االستراتيجية،
وعملت خططاً تشغيلية ،واستعانت بمستشارين في علم التغيير..
النتيجة كانت مفاجئة ،حيث أن تلك التغييرات تكلف ماالً كثي اًر.
وعن دراسة سبب فشل خطط التغيير ،وجدوا أن السبب رقم 1هو ما ُيسمى (المقاومة)،
وخاصة من بعض القياديين من داخل المنظمة ،وكذلك أعضاء المنظمة الذين تربوا
بطريقة معينة ،وتدربوا بطريقة معينة ،حيث يشعرون بالبلبلة ،وآخرون يقاومون التغيير
لمصالح شخصية ،وأسباب أخرى كثيرة تدفع لمقاومة التغيير.
التغيير المرحلي المتدرج يعطي فرصة للمقاومة أن تنظم صفوفها ،وأن تضغط باتجاه
معاكس ،وأن تهاجم بطرق مختلفة.
التغيير المفاجئ أفضل ليس لسبب ذاتي فيه ،وانما ألنه يقضي على المقاومة.
علماء التغيير دائماً يضعون دائماً هم المقاومة ُنصب أعينهم بخالف علماء التخطيط.
129
التخطيط :أين نحن اآلن ،إلى أين نريد أن نصل ،كيف نصل إلى ما نريد؟
القاعدة ( ) 4
الرسول صلى هللا عليه وسلم شاور ،والتزم برأي الشورى؛ فمن نحن؟!
هناك أنظمة دعم كثيرة للقرار وللمديرين ،ال يجوز أن تُوضع توصياتها التي قامت على
الملهم .... ،بالرأي والقرار.
أسس موضوعية على الرف ،ويتحكم القائد األوحدُ ،
القاعدة ( ) 5
من الخطأ القول } :إن الرؤية البعيدة للمنظمة ( 5إلى 20سنة) يجب أن تبقى
ثابتة وال ُتمس وأن التغيير ُيمارس في كيفية الوصول إليها {
التفسير:
بداية يوجد إجماع اآلن بين علماء اإلدارة حول هذه القاعدة ،وسابقاً لم يكن.
أو الموظفين عدد الرؤية المنظمات
رأس المال العامل بالمليون
أقل من 100 5سنوات الصغيرة
من 100إلى 500 10سنوات المتوسطة
أكثر من 500 20 – 15سنة الكبيرة
130
عند وضع الرؤية ،هناك استثناءان رئيسان لما ُذكر أعاله:
نفرض أن شركة عندها رؤية لمدة 20سنة فبإمكانها كل 5سنوات أن تعيد النظر في
الرؤية وتعدلها إن أمكن ،على أن تكون الرؤية الجديدة ل 20سنة جديدة قادمة.
القاعدة ( ) 6
صحيح أن كثرة التغييرات تؤدي إلى البلبلة وعدم االستقرار وبالتالي إلى ضعف األداء
ولكن من الخطأ أن يؤدي بنا ذلك إلى عدم ممارسة التغيير َّإال كل 5-3سنوات َّ
مرة
التفسير:
ما ال يعرفه الناس أن البلبلة والذبذبة ال تستمر أكثر من شهرين إلى 3شهور فقط،
وبالتالي ُيمكن التحمل إذا كانت النتيجة تغيير كبير ،مثل( :استغالل فرصة كبيرة،
مواجهة منافس كبير )..وبالتالي ال يجوز الخوف من التغييرات الكبير لهذا السبب،
هذا ظن خاطئ ،حيث أثبتت التجارب زيادة كبيرة في الثقة ،وقناعة الناس أن هذه الشركة
طموحة ،ودائماً تبحث عن آفاق جديدة ،وتواجه التغييرات بسرعة ،وبالتالي مزيد من الفخر
بالشركة.
131
القاعدة ( ) 7
ال يجب أن يكون التغيير األول الذي تمارسه القيادات الجديدة في معظم المنظمات
هو تغيير الهياكل واألشخاص والصالحيات
التفسير:
بداية يوجد إجماع بين علماء اإلدارة حول هذه القاعدة.
افترض أنك ُعينت وزي اًر ،ما هو أول تغيير ستركز عليه؟
الخطط ،التقنية ،الجودة ،ونظم اإلدارة ،أو ستغير الوكالء ،والوكالء المساعدين...،
حول بعضهم إلى مستشارين (أسماء بدون صالحيات) ،أو غير هذا وتُ ِّ
همش هذا ..تُ ِّ تُ ِّ
كما ُيقال في الغرب ()They kicked him up
تغيير الهياكل واألشخاص والصالحيات سيستفز المقاومةِّ ،
أعط رسائل مطمئنة ،واستفد
من األشخاص الذين كانوا مكبوتين عند اإلدارة السابقة ألسباب ال تتعلق بكفاءتهم.
نصائح:
القاعدة ( ) 8
الموظفون واألعضاء يرون التغيير من خالل أقوال وتصرفات القيادات
وليس الخطط والق اررات والتعليمات ،وهذا أمر ال يمكن تغييره
التفسير:
هل يمكن تربية األعضاء على أن يقيسوا األمور بالخطط والق اررات والتعليمات ،وليس
من خالل أقوال وتصرفات القيادات؟ ....
الواقع يقول إن هذا أمر ال يمكن تغييره ،فالناس تهتم بأعمال القادة وماذا يقولون في
جلساتهم الخاصة.
132
وموقف األنصار من توزيع غنائم حنين خير دليل على ذلك واألنصار هم األنصار.
وبالتالي ال يجوز أن تركن إلى ثقتهم بك والى ثقتك بهم ،والى رؤيتهم للتعليمات ،ثم
تتصرف تصرفات مخالفة.
القاعدة ( ) 9
معظم العاملين ينظرون إلى الفوائد الشخصية التي ستعود عليهم من وراء عملية
التغيير ،ويقدمونها على المصلحة العامة ،وهذا أمر ال يمكن تغييره
التفسير:
في الغرب يقولون ? What's in it for meماذا سيعود علي؟
معظم البشر يبحث عن مصلحته الشخصية ،والسؤال الهام هنا :هل يمكن تغيير هذا؟
هل من الممكن تربية هؤالء الناس في المنظمة بحيث يقدم معظمهم المصلحة العامة
على الخاصة؟
القاعدة ( ) 10
التغيير يتضمن المخاطرة بالواقع الحالي بإيجابياته وسلبياته على أمل الحصول على
نتائج أفضل في المستقبل ولذلك ال مانع من التغيير رغم المخاطرة باإليجابيات الكبيرة
التفسير:
مثالً شركة تحقق ارباحاً تقدر بـ % 50وهذا شيء ممتاز..
إذا غيرت يمكن أن تربح أكثر ،ويمكن أن تخسر ،ويمكن أن تظل كما هي..
133
القاعدة ( ) 11
تغيير الهياكل وفرق العمل وتحسين الجودة واعادة ترتيب عمليات اإلدارة واإلنتاج..
ال تؤدي إلى التغيير الجذري بل إلى تغييرات محدودة فقط
التفسير:
بداية يوجد إجماع بين علماء اإلدارة حول هذه القاعدة.
تغيير الهياكل التنظيمية ،وفرق العمل ،وتحسين الجودة ،واعادة ترتيب عمليات اإلدارة
(الهندرة) أو الهندسة اإلدارية ،Reengineeringواعادة ترتيب عمليات اإلنتاج،
... الخدمات، وتحسين التسويق وتحسين المصاريف، وتخفيض
كل ما سبق يؤدي إلى تغيير محدود Short Termوليس إلى تغيير جذري بعيد
المدى ،وهذا على عكس ما يتصور معظم المدراء ومعظم القادة.
القاعدة ( ) 12
إبداع :أي عمل أشياء جديدة ،منتجات جديدة ،أسواق جديدة ...
أو التركيز على تدريب العاملين ،تحسين الخدمة ،تحسين الجودة ،وتحسين التسويق؟
134
القاعدة ( ) 13
تغيير الشخص األول إلى شخص ذي فلسفة إدارية مختلفة سيؤدي حتماً إلى التغيير
اإليجابي أو السلبي وبالتالي فهو أسهل طريقة إلحداث التغيير
التفسير:
عندك شركة عليها مدير يديرها بفلسفة معينة....،
لو غيرنا هذا المدير بمدير آخر له نفس فلسفة اإلدارة ..أكيد لن يتغير شيء.
ولكن لو أتينا بآخر يختلف عنه في فلسفة اإلدارة ،حتماً سيحدث تغيير ...
القاعدة ( ) 14
من أكبر المشاكل أن القياديين الكبار يريدون تغيير اآلخرين ويفكرون في تغيير كل
شيء َّإال أنفسهم وال يمكن إحداث التغيير َّإال إذا تغيروا هم
التفسير:
تغيير الكبار نوعان:
لو كانت األوضاع في حزب أو شركة أو بلد متعثرة ....ما المطلوب عمله؟
135
القاعدة ( ) 15
من طبيعة التغيير انه غير مريح ويسبب ألماً وال يوجد تغيير من غير ألم
التفسير:
الناس معتادة على طرق معينة ...ستنتقل إلى غيرها.
بعض المدراء الذين عالقاتنا معهم جيدة ولكن سيطالهم التغيير ،بالضرورة ستتغير
عالقاتهم معنا وسنتألم لذلك ...ال يوجد تغيير من غير ألم.
هناك قانون في الغرب يقول Change is not for the faint hearted :التغيير
ليس لضعاف القلوب.
القاعدة ( ) 16
تغيير العقليات هو العائق األكبر أمام التغيير
التفسير:
لذلك يجب أن يكون التركيز األكبر على تغيير العقليات ...وهذا هو التحدي األكبر
أمام التدريب؛ فهو في العالم العربي يركز على إعطاء معلومات ،تنمية مهارات ،وناد اًر
ما يتم التركيز على تغيير العقليات .....واإلبداع لن يكون بعقليات تقليدية.
يقول أينشتاين(:السذاجة أن نعمل نفس األمور بنفس الطريقة ،ثم نتوقع نتائج مختلفة)
ويقول أيضاً( :لن نستطيع أن نحل المشاكل المزمنة بنفس العقلية التي أوجدتها)
من األمثلة وجود قيادات تدير أعمال في منظمة وتحقق نتائج سيئة ...نريد نتائج
أفضل ..نسلمهم العمل مرة أخرى!.
136
القاعدة ( ) 17
من االحتماالت الكبيرة لفشل المنظمات ،التمسك بالرؤية التي وضعها المؤسسون
وعدم إعادة النظر فيها وانتقادها
التفسير:
نسبة الشركات العائلية تشكل % 92من مجمل الشركات في العالم ..وبالنسبة لدول
الخليج تبلغ .% 98
يبدأها فرد ..تكبر ..تتوسع ..هذا األب يكبر في السن ،أو يموت ...
ثم يتسلمها الجيل الثاني ،ويأتي سؤال هنا :ماذا يحدث إذا تمسكوا بنفس رؤية والدهم؟
% 68من الشركات العائلية تنهار في الجيل الثاني (الذي يتولى القيادة بعد المؤسس)
137
القاعدة ( ) 18
معظم الفشل سببه القيادات ،وكذلك معظم االنقسامات والمشاكل الكبرى
التفسير:
ال يوجد جندي فاشل ،ولكن يوجد قائد فاشل.
معظم الفشل سببه الكبار وليس العناصر.
القاعدة ( ) 19
الفعال الوحيد هو الذي يركز على تغيير البشر
التغيير َّ
وأما غيره فسيكون تغيي اًر قصير المدى
القاعدة ( ) 20
المجموعة غير المتجانسة (في العمر والعلم والخبرة والخلفية )..أقدر على طرح
مشروع تغييري َّ
فعال من المجموعة المتجانسة
التفسير:
مثال على مجموعة متجانسة :مجلس إدارة في شركة سعودية 15 ،عضواً ،كلهم رجال،
كلهم أعمارهم بين 45-35سنة ،متخرجون من جامعات سعودية ،كلهم تخصص إدارة،
كلهم متزوجون من سعوديات.
مثال على مجموعة غير متجانسة :مجلس إدارة في شركة سعودية 15 ،عضواً ،فيهم
رجال وفيهم نساء ،فيهم شباب 25سنة ،وفيهم شياب 65سنة ،هنود وعرب وأمريكان
وسعوديون ،متدينون وغير متدينين ،وفيهم غير مسلمين ،وتخصصاتهم مختلفة.
قانون :المجموعة غير المتجانسة أقدر على التخطيط والتغيير ،أما المجموعة المتجانسة
فهي أقدر على التنفيذ.
إدارة الشركة يجب أن تكون متجانسة ،أما مجلس اإلدارة فيكون غير متجانس.
الحكومة يجب أن تكون متجانسة ،أما مجلس النواب فيكون غير متجانس.
138
} نريد االعتراضات وقت التفكير والتخطيط وليس وقت التنفيذ {
المجموعة المتجانسة ال تطرح إبداعاً
من أجل ذلك نضع مع مجموعات العمل التي تُخطط معارضاً مشاكساً ،وهو ما ُيطلق
عليه محامي الشيطان ) (Devil advocateحتى ُيخرج إبداعات الموجودين.
مفهوم محامي الشيطان ال يزال يستخدم في التسويق بحيث يتم جمع كل األعضاء ويتعين
على واحد منهم بأن يقوم بمعارضة أي فكرة يتم طرحها حتى يحث بقية األعضاء على
الخروج بأفكار أكثر عمقا وفاعلية.
القاعدة ( ) 21
الكبار في السن عائق أمام التغيير في الغالب
التفسير:
% 2فقط من كبار السن يظلون مرنين ومبدعين % 98 ،عائق أمام اإلبداع..
أي عضو مجلس إدارة يكرر افكاره ُيفصل ،ويستبدله بشاب 21-20سنة.
139
حاول أحد الصحفيين أن يجري ً
لقاء مع مجلس إدارة ميكروسوفت ،ولكنه فشل ،وعندما أكثر
المحاوالت نصحته احدى السكرتيرات أن يأتي في يوم محدد وساعة محددة وينتظر في الممر
الموصل إلى قاعة االجتماعات ،ويحاول أن يأخذ منهم حوارات وهم في طريقهم إلى القاعة....
جاء في الوقت المحدد وانتظر ..واذ بشاب يتراوح عمره من 21-20سنة ..دخل الممر ومعه
كرة سلة ،وبدأ يلعب ،وبعد قليل أتى شاب آخر فطفق يلعب معه ،ثم شاب ثالث ..وهكذا ...
أتت السكرتيرة فنظرت وسألته ماذا تفعل؟ لماذا لم تعمل معهم لقاءات؟!
شعروا بالخطر ،فقاموا بفصل المدير العام للمصنع وعينوك مكانه ...
أنت اآلن المدير الجديد لهذه الشركة ،وعندك صالحيات كاملة بالتصرف.
مع مالحظة أن ميزانيتك كما هي ،واألفراد كما هم ،لكن من حقك أن ِّ
تغير
ويجب أن تعرف أن وجودك في منصبك كمدير مرتبط بتحسين النتائج بسرعة؛ وبالتالي
ال يصح أن نطبق معادالت التغيير طويل المدى على نتائج قصيرة.
140
ما الذي ستركز عليه؟
()1
()2
التركيز على إعادة الهيكلية اإلدارية أم التركيز على الجودة؟
سنركز هنا على إعادة الهيكلية اإلدارية ،ألن الجودة تحتاج إلى وقت.
()3
التركيز على األدوية الغالية قليلة االنتشار وكبيرة الربح أم األدوية الرخيصة واسعة
االنتشار قليلة الربح؟
سنركز على األدوية الغالية ،قليلة المنافسة كثيرة األرباح ،ألن األدوية الرخيصة ،التنافس
فيها شرس ،وحساسة للسعر.
()4
تطوير التقنية أم تطوير الخدمة؟
تطوير الخدمة هو التطوير السريع ،أما تطوير التقنية فيأخذ وقتاً طويالً
()5
فتح أسواق جديدة أم التوسع في األسواق الحالية؟
141
()6
ضبط المصاريف أم زيادة الصرف على مزيد من الخدمات؟
قانون }} :إذا زاد ضبط المصاريف (شد األحزمة وترشيد اإلنفاق) ،عن % 10ستتأثر
الجودة ،أو ستتأثر الخدمة ،أو التسويق ،أو ستتأثر الروح المعنوية {{.
مسموح حتى % 10ألنه يمكن أن يكون هناك ترهل ،ولكن بعد أل % 10ستتأثر احدى
هذه األمور ،وبالتالي ستؤثر على اإليرادات.
ولو زدنا الصرف على الخدمة سيؤدي هذا إلى رضا الزبائن وبالتالي زيادة األرباح.
ضبط المصاريف ال ينفع ،ال على المدى البعيد ،وال على المدى القصير
()7
تغيير القيادات العليا أم التخلص من العمالة الزائدة؟
()8
إعادة النظر في الخطة االستراتيجية ،أم التركيز على التشغيلية؟
()9
االعتماد على مستشارين خارجيين للتطوير أم القياديين الحاليين؟
طبعاً سنعتمد على القياديين الحاليين ،ألنهم األعرف بالمنظمة ،وهنا قد يط أر سؤال :إذا
اعتمدنا عليهم؛ فلماذا فشلت الشركة سابقاً؟ والجواب ربما كانوا مكبوتين سابقاً.
142
()10
ترقية األشخاص من الموظفين الحاليين للمناصب العليا التي شغرت أم استقطاب
أشخاص متميزين من شركات منافسة؟
يحكى ان راعي أغنام فوجئ بسيارة BMWجديدة تقف قريبا من قطيعه ويخرج منها شاب حسن الهندام،
يقول له :إذا قلت لك كم عدد البهائم التي ترعاها هل تعطيني واحدا منها؟
أجاب الراعي بنعم ،فأخرج الشاب كمبيوترا صغيرا وأوصله بهاتفه النقال ودخل اإلنترنت ،وانتقل إلى
موقع وكالة الفضاء األمريكية ،حيث حصل على خدمة تحديد المواقع عبر األقمار الصناعية وخالل
دقائق كان قد حصل على تقرير من 150صفحة ثم التفت نحو الراعي وقال له :لديك 1647رأسا من
صحيحا .فقال له الراعي تفضل باختيار الخروف الذي يعجبك.
ً البهائم ،وكان ذلك
فنزل الشاب من سيارته وحام بين القطيع ثم حشر الحيوان الذي وقع عليه اختياره في الصندوق الخلفي
للسيارة .عندئذ قال له الراعي :لو استطعت أن أعرف طبيعة ونوع عملك هل تعيد إلي خروفي؟ وافق
الشاب فقال له الراعي :أنت مستشار فدهش الشاب وقال :هذا صحيح ولكن كيف عرفت ذلك؟ فقال له
الراعي :بسيطة ،فقد أتيت إلى هنا دون أن يطلب منك أحد ذلك ،ثم سعيت لنيل مكافأة بإجابتك على
وكنت أعرف إجابته سلفا بينما لم تكن أنت تعرف اإلجابة بل وال تعرف شيئا
سؤال لم أطرحه عليك ،بل ُ
على كل حال أرجو أن تخرج كلبي من شنطة سيارتك!! عن عملي.
143
الفصل الثاني عشر
القوة والنفوذ
144
مقدمة:
قليل من تحدث عن النفوذ ،كما أنه تقريباً ال يدرس في الجامعات ،إذ إن االعتقاد العام
أن النفوذ أمر سلبي ،مرتبط بالواسطة والمحسوبية ،وأنه شيء غير ملموس.
وبالتالي ،كيف ُيدرس؟ فالمفترض أال ندرس شيئاً سلبياً ،وأن ندرس شيئاً واضحاً.
لكن مع األيام ،اكتشف علماء اإلدارة أن الحياة ال تسير من غير نفوذ؛ وبالتالي اضطروا
أن يدرسوه.
من العناوين التي تم الحديث فيها " :القوة " Powerو " النفوذ " Influence
و " األلعاب الخبيثة داخل المنظمات " و " السياسات الداخلية " Internal Politics
ما هو النفوذ؟
وله مسئولية( :االلتزام بتحقيق األهداف) ،وكل سلطة يقابلها مسئولية ،والعكس.
145
النفوذ ليس له عالقة بالهيكل التنظيمي ،وال بالسلطات ،وال باللوائح...
القدرة على إحداث تغيير ممنوع ...هو تجاوز لكل اللوائح ...وبدون عقاب!!!
-2بالعلم ...أحياناً
-3بالمال Money Talks ...المال يتكلم
-4والذي ال يمتلك الثالثة أعاله؛ يمكن أن يكتسب النفوذ (بالتعلم)
من األكثر فاعلية في تحقيق النتائج :صاحب السلطة ،أم صاحب النفوذ؟
146
القوانين العامة الرئيسية للنفوذ:
-1افهم منظمتك..
ال تنتظر أحداً ليعطيك المعلومات ،افهم كيف تعمل ،خطتها ،أين كنا ،وأين وصلنا،
والى أين سنذهب ،افهم قيادتها ،ومراكز النفوذ فيها.
-2كن مــرنا ..
الجامد ،عديم القدرة على التفاوض واألخذ والعطاء؛ لن يستطيع أن يحقق أهدافه.
لن كل شخص يدخل في اللعبة السياسية عنده أجندة وأهداف يريد أن يحققها...
يحققها جميعاً ،فيتنازل عن أشياء من أجل أشياء أكبر.
من ليس لديه القدرة على التنازل لن يتحصل على شيء
(المرونة أساس مهم في عملية النفوذ)
-3حاول أن تمارس (اكسب وكسب )Win Win
الذي يريد أن يأخذ دون أن يعطي؛ في الغالب لن يأخذ ،وهي جزء من المرونة.
-4التزم باألخالق
وال نتوهم أننا لن نحقق أهدافنا إال بأساليب الغش والخداع.
-5فكر ثم نفذ
فكر قبل أن تتكلم ....تعلموا الصمت
القول بأنني سأرد غداً هو بحد ذاته من أساليب النفوذ ،وأكبر خطأ يقع فيه المخالفون
لقوانين النفوذ ،هو التكلم بسرعة.
147
النتائج اإليجابية والسلبية للتكتيكات في المنظمات:
السلبيات:
اإليجابيات:
-1تقوي االتصال.
-2تساهم في عقد الصفقات ،وتوجد جواً من االحترام.
-3تساهم في الحلول االبداعية.
-4ستمنع سيطرة البعض ،والكذب والخداع الذي كان سيمر لو كنت ساذجاً.
-5تزيد الثقة بالنفس.
-6تحسن تميز المنظمة والفرد.
-7تقوي مهارات اتخاذ القرار
148
اختبار ..حاالت شائعة
-1أثناء اجتماع ما الحظت بأن أحدهم يتعمد انتقادك وبكثرة وامام المأل ،كيف سترد؟
-2تمت ترقية من هم اقل منك درجة وكفاءة ولعدة مرات رغم أنك االجدر بالترقية..
ماذا ستفعل؟
-3تتلقى اللوم والعتاب بسبب اخطاء غيرك...كيف سترد؟
-4يتم تكليفك بالتحضير لمشروع ما ..فتعمل وتعمل وتتعب ،وعندما تجهزه وتشرع في
ُتقرأ الحاالت الخمسة على المشاركين البداية الحقيقية يتم ايقافك...ماذا ستفعل؟
ُوتشرح لهم ،ومن ثم ُيعطوا دقيقتين ،ثم -5ترويج إشاعات عنك
جماعيا.
ً ُتناقش كل حالة
149
-5بناء عالقات اجتماعية عميقة
ال أنتظر بناء العالقات فقط عندما يكون هناك مشاكل ،مطلوب بناء عالقات غير
رسمية ،اجتماعية ...،العالقات مع المسئولين ال تكون فقط في العمل؛ بل في البيت
والرحالت.
-6توسيع شبكة العالقات
ال تكون العالقات فقط مع 2أو ... 3
يجب توسيع العالقات داخل المنظمة وخارجها؛
وبالتالي عندما تكون هناك إشاعات عليك؛ سيكون هناك كثيرون يدافعون عنك.
-7النظر دائماً إلى األهداف طويلة المدى والتركيز عليها
ال أخسر أهدافاً أو عالقات بعيدة المدى من أجل مشاكل قصيرة المدى..
ألغوا مشروعاً من المشاريع التي أعمل عليها ،فتؤدي ردة فعلي إلى خسارة عالقات
رئيسية أو مشاريع أكبر...
ال تتفاعلوا مع صغائر األمور ،ركزوا على األشياء الكبيرة ،وعلى المدى الطويل.
150
-3وسع مسئولياتك
ال تقفوا عند توصيفكم الوظيفي ،ألنه يجعل أعمالكم محدودة ،ويؤدي بالتالي إلى
تحديد عالقاتكم وصالحياتكم.
-4اجمع المعلومات Information Is Power
عن المنظمة ...أفرادها ،أخطائها ،مشاكلها ،مشاكل بعض األفراد...
اجمع معلومات عن كل شيء ،وال تكن ساذجاً مغلقاً...
ماذا حصل في اجتماع مجلس اإلدارة ،ماذا قرروا ،وعلى ماذا اختلفوا ...
-5ال تنفعل
مهما حدث ،إال باالستثناء التالي ( ...مثل االنفعال ،مثل أنك غضبان)
كيف تعرف أنك غضبان أو أنك تمثل أنك غضبان؟
(تصنع الغضب ،ثم التفت وابتسم ...إذا استطعت؛ فأنت تمثل)
من فقد أعصابه فقد سيطرته
-6تصرف كالناجحين
تحدث عن نجاحاتك ،ال تكثر من االعتذارات ،ابتعد عن تصرفات الفاشلين:
(االعتذار ،لوم اآلخرين ،التحدث عن السلبيات ،التذمر ،الحديث عن العوائق)
-7اعرف منافسيك
نعرف على نقاط ضعفهم
مبدأ السيطرة (على نفسي ،على الموقف ،على المنافسين)
-8استفد من اإلمكانات المتاحة لك
ال تتنازل عن االمتيازات المقدمة لك
عندك امكانية تركب درجة أولى؛ ال تركب درجة سياحية
151
-9كن على صلة بالقيادة العليا
في االمور غير الرسمية مسموح لك أن تتجاوز مسئولك المباشر
ابن عالقات معهم في غير القضايا الرسمية ،مع عدم التجاوز في األشياء الرسمية
-10اعمل في أهم المشاريع
ال تنتظروا التكليف بالعمل...
رشحوا أنفسكم بعد دراسة ،واختيار المشروعات المهمة
-11شارك في اجتماعات الق اررات مبك ار
الذي يريد أن يغير الق اررات يشارك في االجتماعات األولى؛ فالتغيير هناك أسهل.
ال تشاركوا في الطبخة األخيرة ،بل في األولى.
هل يزداد النفوذ كلما عال المنصب اإلداري؟ -12كون أنصا اًر وأتباعاً
بمعنى ...اعمل لك شلة.
دائما.
في الغالب ،نعم ،ولكن ليس ً
َّ
يخدعنك المنصب. فال
استراتيجيات المحترفين
152
-4قلد أفضل من حولك
قلد أفضل من حولك ...ليس تقليدا كامال
وعدل بما يناسبك شخصيا ...مع العلم أنه يكفي تغيير نسبة %15من براءة
اختراع سابقة حتى تحصل على براءة اختراع جديدة.
-5ال تصبح خبي اًر
ال تسطع أكثر من األمير(المسؤول) ،ال تظهر أمام رئيسك بأنك أفهم منه.
-6خطط لكل شيء
للمشاريع ،للعالقات ،للمقابالت ،خطط لكل شيء ،وال تقرر األمر في لحظته.
في معركة (المصارة) باألندلس بعد انتصار جيش (عبد الرحمن الداخل) دخل
على مجلسه أحد جنوده البسطاء وهو يصيح ويقول بصوت عال ودون
مقدمات" :مبرووك مبرووك" فغضب الداخل وقال :تأدب واعرف مع من تتكلم.
فرد الجندي قائال :يا أمير ،بهرني انتصارك فأفقدني أدبي ،وليت أيامك كلها
تكون انتصارات ِّ
فافقد أدبي.
153
حاالت خاطئة:
154
اختبار ..ماذا تفعل عندما تخطئ؟
-1اعترف واعتذر
آسف ...كلمة ذهبية ،واذا لم يقبلوها؛ ال ترد ،لن يقبلها اآلن ،ولكن سيقبلها الحقا.
155
اختبار ..التكتيكات الخبيثة
156
-6االبتزاز ...أحدهم اكتشف علي س اًر أو خطأً وبدأ يهددني
ممنوع التنازل للمبتز على اإلطالق ،الحل هو التحدي ،التنازل لن يتوقف
أواجه الخطأ وال أظل تحت االبتزاز طوال العمر.
-7فرق تسد
الحل :المواجهة الصريحة ،وبناء عالقات ضده
المواجهة قد تخسرك العالقة معه ،لكنها ستكسبك عالقة الجميع.
القانون العام هنا :ال مانع من خسارة السيء مقابل كسب اآلخرين.
رئيسك حياتك لجهنم
-8المناخ السيء Make his life hillحول ُ
تأخر دقيقة؛ إنذار ،أعمال كثيرة على كاهلك ،الحديث فقط عن األخطاء
الحل :اذهب إلى مكان آخر (االنسحاب أفضل)
كيف تقاوم؟
157
-8مهما حدث ...ال تكسر القوانين واللوائح
وليس معنى هذا أال ألتف على القانون أو أجد ثغرة في اللوائح
-9خطط دوماً ...لكل شيء
-10فكر قبل أن تنفذ
-11شارك في اللجان
-12تطوع للمشاريع الهامة الكبرى
158
-7عدم الوفاء بالوعود
ال تشتغل إال بقرار مكتوب وعقد واضح ،فالوعود الشفوية سهل إلغاؤها
والسؤال :ماذا أفعل لو لم يتم الوفاء بعقود مكتوبة؟
اإلجابة :أسأل نفسي ...أيهما أهم ..العالقة أم العقد؟
إذا كانت العالقة غير مهمة؛ أذهب للمحكمة
-8سرقة األفكار
-9استغالل نقاط الضعف
إستخر
-5صاحب السوابق (جريمة ،خيانة ،خطأ أخالقي)
-6ذو المشاكل العائلية
159
الفصل الثالث عشر
مواقف سلوكية
160
لتتذكر أن تعاملك مع أي موقف يرتبط بـــ:
الموضوع أو الموقف
عامالً مساعداً لك على إيجاد فرص جديدة ومساندين لك في تجنب المآزق وتمهيد السبل
إلنجاز المهمات.
قدرتك على التعامل بحزم ولباقة مع زمالئك في المواقف الصعبة تسهل من عالقات
العمل وتمهد الطريق نحو النجاح
161
عندما يسرق أفكارك أو يستأثر بالتقدير نتيجة أعمالك أنت:
✓ ينبغي اتخاذ قرار حاسم فيما إذا كان يجب تجاهل الحدث ،أو أخذه بعين االعتبار
ألنه نقد منطقي لسلوكياتك ،أو مواجهة المغتاب أو أن تقوم بتحضير هجوم مضاد.
✓ يفضل عادة مجابهة المغتاب بما سمعته في هدوء دون لوم أو غضب بل توجه
بالسؤال إلى هذا الزميل عن ماهية المشكلة ولماذا تمت مناقشتها في غيبتك.
✓ اعتذر إذا كنت مخطئاً.
✓ أفسح مجاالً لتملص المغتابين إذا أنكروا فعلتهم ،ألنهم مستقبالً سيفكرون بهذا السلوك
أكثر من مرة قبل اإلقدام عليه بعد علمهم أنك ال تتوانى عن مواجهتهم.
✓ حضر بياناً للوقائع متضمناً ما قام به زميل العمل المخادع وليكن البيان موضوعياً
خالياً من األحكام وعبارات اللوم.
ِّ
فاكتف بإرسال مذكرة إلى مديرك ونسخة إلى زميل العمل ✓ إذا كان تأثير الخداع طفيفاً
والى من لهم عالقة باألمر.
✓ أما إذا كان التأثير بالغاً؛ فعليك أن تقابل شخصياً األشخاص المؤثرين في شبكة
دعمك وخصوصاً مدراءك وذوي األقدمية والخبرةِّ .
أعط كالً منهم نسخة من دليل
وقوع اإلساءة بحقك وسردك للوقائع واطلب منهم النصيحة والدعم.
162
عندما يتجاوز زميلك الغيبة إلى اإليذاء:
وذلك بممارسات مثل :التأخر في اطالعك على معلومات أنت بحاجة إليها ،أو
إعطائك معلومات خاطئة أو غير واضحة ،وقد يوافق أحدهم على مساندة خطة ما لكن
بمجرد أن يلمس ضعف التأييد لها من اآلخرين فإنه ينسحب ليترك العبء عليك
وحدك.
وقد يعمد آخر إلى حبك ملفات قضية ضد اآلخرين فيعمد مثالً إلى تدوين تواريخ
وظروف خاصة ينسبها إلى بعض األحداث المريبة ،وكذلك إلى تسجيل تقارير ورسائل
ووثائق أخرى تحوي أخطاء أو زالت محتملة .يطمع جامع الملفات هذا في حبك قضية
ضد جميع المنافسين حتى يمكنه تهديدهم أو إذاللهم بها أو على األقل لكي يحمي
نفسه من هجوم اآلخرين.
✓ لحماية نفسك من هذه العدائية االرتيابية المرضية عليك مراقبة أفعالك وأقوالك وتحري
الدقة في خطوات عملك وفي توثيقها.
✓ وسع شبكة مناصريك فإن بإمكانهم ترجيح كفة ميزان السمعة الحسنة لصالحك.
✓ احتفظ بملفاتك الخاصة وأطلع مديرك عليها باستمرار.
✓ ال تأخذ تصرفات الزمالء العدائية على محمل شخصي ،إنها مشكلتهم الحالية.
✓ قد ينفذ زمالء العمل أساليب احتيالهم العدائية السلبية بالخداع أو التدليس أو التضليل.
✓ إن بمقدور هذه النوعية من األشخاص فصل أنفسهم عن المشاعر النبيلة في لحظات
استغاللهم لآلخرين أو الغدر بهم ويمكنهم هذا من تنفيذ خططهم بسهولة مع الظهور
بوجه المخلص أو الودود.
✓ قد يكمن في داخلهم فنان كبير لو أمكن توجيه مواهبه بطريقة بناءة.
163
لدى اكتشافك المكيدة:
أسدوا إليك خدمة صغيرة ويريدون اآلن لقاءها خدمة أكبر ،وهي بالطبع
خارج نطاق إمكانياتك.
164
✓ فليكن ردك باالعتراف بواجب رد خدمتهم مع عدم إمكانية ذلك حالياً.
✓ تذكر أال تطلب خدمة من محتال.
✓ كن لبقاً وال تقلق من إمكانية جرح مشاعرهم فإن معظم المحتالين قادرون على الفصل
بين مشاعرهم وما يدبرونه من مكائد.
✓ ِّ
أبق جميع خطوط االتصال مفتوحة وتشدد في التحقق من المعلومات حتى تتمكن
من معرفة الالعبين.
✓ احرص على أال تكون ضحية خدعة مزدوجة.
أو قد تكون مكيدة مغلفة في نصيحة ألجل منفعتك ،تقودك هذه النصيحة إلى
القيام بما يريده أحدهم ،بالرغم من أن ذلك ليس في مصلحتك حقاً:
✓ كن يقظاً وفكر ملياً ممن يمكنك أخذ النصيحة ،وبمن يمكن أن يكون محتاالً.
✓ لتكن مصادر الرأي والمعلومات لديك متعددة.
✓ وليكن الرأي األخير لك أنت.
165
عندما يعمد أحدهم إلى انتقادك أمام اآلخرين بالغمز المبطن:
✓ ال تدع عبارات اللمز والغمز تمر وكأنها مزحة بريئة وال تتقبل جواب "أال تقبل
المزاح؟! "
✓ هدئ من روعك وتسامى عن التفاهات.
✓ اعمل في ذهنك مراجعة سريعة للوقائع التي قادت إلى هذا الموقف.
✓ واجه التجريح بطلب إيضاح ما قيل أو لماذا تم فعل ذلك؟.
✓ ثم أتبع ذلك بلقاء خاص الحقاً تقوم فيه بتأكيد ذاتك مكر اًر بدقة ما قاله هذا الزميل
وكيف يؤثر عليك هذا القول ،وما هو شعورك حياله.
✓ إن صمتك يعني لهم الموافقة؛ فعليك أن تتكلم وتطرح أسئلة مباشرة وتبدي عدم
موافقتك على تصرفهم.
✓ إذا أقسموا على الكتمان فال تنجرف إلى اللعبة وتشبث بضرورة حل المشكلة.
✓ إذا كنت أنت هدف الحديث فعليك بطرح أسئلة واضحة إلخراج القضية كاملة إلى
الضوء.
✓ ركز على حل القضايا الكامنة وراء الستار وأية مشاكل أخرى.
✓ قرر ما يمكن عمله لمنع مشاكل مشابهة مستقبالً.
✓ ينبغي تقرير متى تدعوك الحاجة إلى االقتراب من هؤالء المغتابين أو متسقطي
العثرات لكي تبقى مطلعاً على ما يقولونه.
166
موظف ال يستطيع الحضور في الوقت المحدد وهو الساعة السابعة ودائما
يجد مشاكل من مديرة المباشر:
ما كان له حل إال الدخول على المدير األكبر وهذا المدير بالمناسبة يكون المدير على
هذا الموظف وعلى مديره ,وأخبره بأنه يعاني من الحضور في الساعة السابعة تماماً وال
يستطيع وأنه حاول م ار اًر دون نجاح فقال له هذا المدير :إذن متى تحضر دائماً؟ فقال:
في الساعة الثامنة ولكن سجل الحضور يسحب في الساعة السابعة والنصف ،فقال له
هذا المدير الحل سهل جدا ...فقال الموظف :ما هو؟ فقال :سأقوم انا بالتوقيع عنك على
أن تعدني بأن تحضر في الثامنة فقال ولك ذلك ...وبالفعل ،ومن اليوم التالي يوقع
المدير عنه ويحضر الموظف كما وعده وبعد هذا المسلسل اليومي خجل هذا الموظف
وصار يحاول الحضور ليوقع قبل ان يوقع له هذا المدير ونجح في ذلك وانحلت مشكلته.
167
المراجع
المرجع المسلسل
القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف .1
نيدو قوبين ..استراتيجيات النجاح اإلداري .2
https://www.youtube.com/watch?v=ECFTnvA_H8g&t=924s
كتاب "القيادة الفعالة" ،بريان تراسي. .3
كتاب "األمور األهم أوالً" ،ستيفن كوفي ،أ .روجر ،وريبيكا ميريل. .4
كتاب "السلوك التنظيمي" ،حسين القزاز ،صالح عبد الباقي ،وأحمد ماهر. .5
كتاب " القوانين العامة للنجاح" ،بريان تراسي. .6
كتاب " السلوك التنظيمي بين النظرية والتطبيق" ،محمد إسماعيل بالل. .7
بوب بايك ،احدى عشرة طريقة لتحفز فريقك اإلداري .8
https://www.youtube.com/watch?v=5sunZhnsNO4
كتاب " السلوك التنظيمي" ،محمد سعيد سلطان. .9
كتاب "السلوك التنظيمي :مدخل بناء المهارات" ،د .أحمد ماهر ،الدار الجامعية، .10
اإلسكندرية.2014 ،
كتاب " االنتصار مع فرق العمل" ،كاترين كاريفالس. .11
.12كتاب " قوة التحكم في الذات" ،إبراهيم الفقي.
.13كتاب " السلوك التنظيمي في منظمات األعمال" ،د .محمود سلمان العميان ،دار وائل،
األردن ،ط .2005 ،٣
.14كتاب " جوهر السلوك" ،كاترين كاريفالس.
.15كتاب " االنتصار مع فرق العمل" ،كاترين كاريفالس.
.16كتاب " أفضل ما في النجاح" ،كاترين كاريفالس.
.17كتاب "اإلنجاز الشخصي" ،بريان تراسي.
.18كتاب "دافعية العمل" ،بيندر.
168
.19كتاب "السلوك اإلنساني في منظمات العمل" ،رفاعي محمد رفاعي.
.20كتاب "السلوك التنظيمي" ،صالح عبد الباقي ،علي مسلم ،سعيد سلطان ،وراويه حسن.
" .21الصراعات التنظيمية وأساليب التعامل معها" ،بحث ماجستير ،جامعة نايف للعلوم
اإلدارية.2006 ،
" .22جوانب في الصراع التنظيمي" ،مدحت الديب ،المجلة العربية لإلدارة ،المجلد ،11
العدد ،3المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،عمان ،األردن.1987 ،
.23د .طارق السويدان ،منهجية التغيير في المنظمات ()1
https://www.youtube.com/watch?v=UeDm6hsxopI
.24د .طارق السويدان ،منهجية التغيير في المنظمات ()2
https://www.youtube.com/watch?v=57SKCvwIBhU
.25د .طارق السويدان ،القوة والنفوذ ()1
https://www.youtube.com/watch?v=Lm1szxkldGo
.26د .طارق السويدان ،القوة والنفوذ ()2
https://www.youtube.com/watch?v=AMRWmKUoioY
169