You are on page 1of 146

‫باألزمات‬

‫و‬
‫فن‬
‫توجيه السلوك‬
‫ربحي الجديلي‬
‫(و َي ْم ُك ُرونَ َو َي ْم ُك ُر هَّللا ُ َوهَّللا ُ َخ ْي ُر ا ْل َماك ِِرينَ )‬
‫َ‬

‫(و َقدْ َم َك ُروا َم ْك َر ُه ْم َو ِعن َد هَّللا ِ َم ْك ُر ُه ْم َوإِن َكانَ‬


‫َ‬
‫َم ْك ُر ُه ْم لِ َت ُزول َ ِم ْن ُه ا ْل ِج َبالُ)‬
‫األزمة‬
‫تهديد خطير يمس األركان الرئيسية التي ُبني عليها النظام‬

‫هذا التهديد قد يكون حالي أو مستقبلي‬

‫عرفها كيسنجر بأنها ‪ :‬وصول مشكلة ما إلى المرحلة السابقة‬


‫مباشرة على االنفجار‪ ،‬مما يقتضي ضرورة المبادرة بحلها قبل‬
‫تفاقم عواقبها ‪.‬‬
‫مرحلة متقدمة من مراحل الصراع‪.‬‬
‫خصائص األزمة‬
‫نقطة تحول‪.‬‬ ‫•‬
‫تتميز بدرجة عالية من الشك في القرارات المطروحة‪.‬‬ ‫•‬
‫يصعب فيها التحكم في األحداث‪.‬‬ ‫•‬
‫تسود فيه ظروف عدم التأكد ونقص المعلومات‪.‬‬ ‫•‬
‫ضغط الوقت‪.‬‬ ‫•‬
‫التهديد الشديد للمصالح واألهداف‪.‬‬ ‫•‬
‫التداخل والتعدد في األسباب والعوامل والعناصر والقوى المؤيدة‬ ‫•‬
‫والمعارضة‪ ،‬والمهتمة وغير المهتمة‪ ...‬واتساع جبهة المواجهة‪.‬‬
‫سيادة حالة من الخوف والهلع‪.‬‬ ‫•‬
‫األزمة‬
‫حياة األزمة‬
‫دورة حياة‬
‫دورة‬

‫×‬ ‫×‬
‫حياة األزمة‬

‫مرحلة‬
‫مرحلة‬ ‫مرحلة النمو‬ ‫مرحلة النضج‬ ‫االنحسار‬
‫واالتساع‬ ‫مرحلة االختفاء والتقلص‬
‫الميالد‬

‫الزمن ( الوقت )‬
‫مرحلة الميالد‬
‫• قلق من وجود شيء ما يلوح في األفق‪ ،‬وينذر بخطر قريب‪.‬‬
‫• واألزمة غالبا ً ال تنشأ من فراغ وإنما هي نتيجة لمشكلة ما ‪ ،‬لم يتم معالجتها‬
‫بالشكل المالئم‪.‬‬
‫• في هذه المرحلة يتم العمل على " تنفيس األزمة " قبل أن تصل حدتها إلى درجة‬
‫الصدام العنيف‪.‬‬
‫وتقوم عملية التنفيس في محورها العام على‪:‬‬
‫– خلق محور اهتمام جديد يغطي على االهتمام باألزمة‪.‬‬
‫– معرفة أين تكمن عواملها والتعامل معها‪.‬‬
‫– امتصاص قوة الدفع المحركة لألزمة وتشتيت جهودها في نواح أخرى ‪.‬‬
‫مرحلة النمو واالتساع‬
‫• وتنشأ نتيجة لعدم معالجة المرحلة األولى في الوقت المناسب ‪.‬‬
‫• تأخذ األزمة في النمو واالتساع من خالل نوعين من المحفزات هما ‪:‬‬
‫– محفزات ذاتية مستمدة من ذات األزمة تكونت معها في مرحلة الميالد‪.‬‬
‫– مغذيات ومحفزات خارجية استقطبتها األزمة وتفاعلت معها وبها‪.‬‬
‫• في تلك المرحلة يتعاظم اإلحساس باألزمة وعلى متخذ القرار التدخل من أجل إفقاد‬
‫األزمة روافدها المحفزة والمقوية لها على النحو التالي‪:‬‬
‫– تحييد وعزل العناصر الخارجية المدعمة لألزمة‪ ،‬سوا ًء باستقطابها‪ ،‬أو خلق‬
‫تعارض مصالح بينها وبين استفحال األزمة‪.‬‬
‫– تجميد نمو األزمة بإيقافها عند المستوى الذي وصلت إليه وعدم السماح‬
‫بتطورها‪ ،‬وذلك عن طريق استقطاب عوامل النمو الذاتي التي حركت األزمة ‪.‬‬
‫مرحلة النضج‬
‫من أخطر مراحل األزمة‪.‬‬ ‫•‬
‫تحدث عندما يكون متخذ القرار اإلداري على درجة كبيرة من الجهل والتخلف‬ ‫•‬
‫واالستبداد برأيه وانغالقه على ذاته أو إحاطة هذه الذات بالقدسية والتأليه‪،‬‬
‫وبحاشية من المنافقين الذين يكيلون له المديح ويصورون له أخطاءه حسنات ‪.‬‬
‫تصل األزمة إلى أقصى قوتها وعنفها‪ ،‬وتصبح السيطرة عليها مستحيلة وال مفر‬ ‫•‬
‫من الصدام العنيف معها ‪.‬‬
‫تكون األزمة بالغة الشدة ‪ ،‬شديدة القوة تطيح بمتخذ القرار وبالمؤسسة أو‬ ‫•‬
‫المشروع الذي يعمل فيه ‪.‬‬
‫أو أن يكون متخذ القرار قد استطاع بدهاء تحويل اتجاه األزمة إلى كبش فداء‪،‬‬ ‫•‬
‫وهمي‪ ،‬تتفتت األزمة عنده ‪.‬‬
‫مرحلة االنحسار والتقلص‬
‫• تبدأ األزمة باالنحسار والتقلص نتيجة للصدام العنيف الذي‬
‫تم اتخاذه والذي يفقدها جزءاً هاما ً من قوتها‪......‬‬
‫• هناك بعض األزمات تتجدد لها قوة دفع أخرى‪ ،‬عندما يفشل‬
‫الصدام في تحقيق أهدافه وتصبح األزمات في هذه الحالة‬
‫كأمواج البحر‪ ،‬موجة تندفع وراء موجة‪.‬‬
‫مرحلة االختفاء‬
‫• تفقد األزمة بشكل شبه كامل قوة الدفع المولدة لها أو لعناصرها حيث‬
‫تتالشى مظاهرها وينتهي االهتمام بها والحديث عنها‪ ،‬إال أنه من‬
‫الضرورة االستفادة من الدروس المستفادة منها لتالفي ما قد يحدث‬
‫مستقبال من سلبيات‪.‬‬
‫• االنحسار لألزمة يجب أن يكون دافعا ً للكيان الذي حدثت فيه إلعادة‬
‫البناء وليس إلعادة التكيف‪ ،‬فالتكيف يصبح أمراً مرفوضا ً وغير‬
‫مقبول ألنه سيبقى على آثار ونتائج األزمة بعد انحسارها‪ ،‬أما إعادة‬
‫البناء فيتصل أساسا ً بعالج هذه اآلثار والنتائج‬
‫إدارة أزمة أم إدارة باألزمة؟؟‬
‫إدارة األزمة‬

‫التخطيط لما قد ال يحدث‬


‫أزمة الصواريخ الكوبية‬
‫وتأصيل إدارة األزمات‬
‫الخطوات السبع‬
‫لحل المشاكل‬
‫بشكل فعّال‬
‫التعرف على المشكلة‪:‬‬
‫‪ُّ .1‬‬
‫والسؤال هنا ‪ ..‬كيف نتعرف على المشكلة ؟‬
‫• حددوا طبيعة األمور حين كل شيء على ما يرام‪.‬‬
‫مسموح به‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫• وبعد ذلك قرروا كم من االختالف عن القاعدة‬
‫• فإن كان االختالف أكثر مما بإمكانكم السماح به ‪ ..‬فماذا‬
‫لديكم ؟ ‪ ..‬مشكلة ! هكذا تتعرفون إلى وجود المشكلة لديكم‪.‬‬
‫في مرحلة األزمة‪ ،‬من السهل التعرف على المشكلة‪..،‬‬
‫وفي مرحلة النشوء قد ال يكون التعرف إلى المشكلة بالسهولة عينها ما‬
‫لم تكن لديكم سياسات إو جراءات مطبقة‪.‬‬
‫يجب أن أحدد ما هو هذا االختالف‪ ،‬وكيف ستصبح األمور‪ ،‬وكم‬
‫أعرض‬
‫من االختالف عن تلك الصورة يمكنني السماح به بحيث ال ّ‬
‫منظمتي للخطر;‪.‬‬
Why 6
s
‫‪Why 6‬‬ ‫‪s‬‬

‫خص مشكلة ما؛ فعليك‬ ‫إذا أردت أن تش ّ‬


‫أن تسأل ‪ 6‬مرات لماذا؟‬
‫مثال‪ :‬عندما ترجع البنت إلى أهلها‬
‫حردانة من زوجها‬
‫ألن حماتي‬ ‫لماذا أنت حردانة (‪ )1‬؟‬
‫سبّتني على اإلفطار‬
‫ألنني تكلمت‬ ‫تك (‪ )2‬؟‬‫لماذا سب ّ ِ‬
‫معها بحدة‬
‫ألنني‬ ‫تكلمت معها بحدة (‪ )3‬؟‬
‫ِ‬ ‫لماذا‬
‫كنت غضبانة على زوجي‬
‫‪.2‬تحليل المشكلة‪:‬‬
‫حددوا ‪...‬‬
‫بتعبير آخر‪ّ ،‬‬
‫ما الذي يجعل من الوضع الراهن مشكلة ؟‬
‫ولماذا أصبحت مشكلة ؟‬
‫ما الذي حدث حقيقة ؟‬
‫أين حدث ذلك ؟‬
‫كيف ؟‬
‫متى ؟‬
‫من المسئول ؟ ‪.............‬‬
‫حللوا المشكلة‬
‫‪.3‬وصف المشكلة‪:‬‬
‫ركزوا على المشكلة‪،‬‬
‫تعرفوا عليها‪،‬‬
‫حللوها‪،‬‬
‫وبجملة واحدة ِ‬
‫صفوا حقيقة المشكلة ‪..‬‬

‫إن لم يمكنكم عمل ذلك؛ فال جدوى من محاولة إيجاد حلول‬


‫لها‪ ،‬ألنكم لم تصفوا بعد ما هي المشكلة تماماً‪.‬‬
‫‪.4‬البحث عن االسباب الجذرية‪:‬‬
‫َمن هم األفراد أو المجموعات أو األقسام أو اآلالت‬
‫التي سببت هذه المشكلة ؟‬
‫ينحو كثير من المدراء إلى ح ّل المشاكل الظاهرة لهم فقط ‪.... ،‬‬
‫يبحثون عن الظواهر ويحلُّونها ‪..‬‬
‫ماذا يحدث حينما تفعلون ذلك ؟‬
‫تقع المشكلة وتتكرر مرات عديدة‪.‬‬
‫علينا اكتشاف سبب المشكلة الحقيقي‪ ،‬وحينها يمكن بشكل أو‬
‫بآخر إيجاد حل للمسبب األول للمشكلة‪.‬‬
‫إذا كنت مصاباً بزكام اليوم‪ ،‬أصبحت مريضاً‪..‬‬
‫إذا استطعت التحديد تماماً كيف أصبت بالزكام ومتى وما سبب‬
‫الزكام ‪ ..‬فما الذي سيحدث؟ ‪..‬‬
‫سأعرف السبب الجذري‪،‬‬
‫عرفت أنني استحممت وخرجت تحت المطر مما سبب لي‬ ‫ُ‬ ‫إذا‬
‫الزكام‪ ،‬فسأدرك في المرة التالية التي أستحم فيها أال أخرج تحت‬
‫المطر‪،‬‬
‫وبذلك أكون قد حللت سبب المشكلة الجذري‪.‬‬
‫‪.5‬إيجاد حلول يمكن االختيار بينها‪:‬‬
‫ف ّكروا بأكبر‪ :‬قدر من الحلول ‪،‬‬
‫وال تحكموا عليها ‪،‬‬
‫وكونوا ابتكاريين (إبداعيين) ‪،‬‬
‫فالحلول اإلبداعية تعطي نتائج بعيدة المدى‪.‬‬

‫ال بد من االبتكارية في حل المشاكل فهي شرط النجاح‪.‬‬


‫‪.7‬قياس النتائج‪:‬‬
‫برَّمته ‪ ..‬أكان هو القرار الصائب ؟ ‪..‬‬
‫اآلن وقد حللنا األمر; ُ‬
‫هل انتقيت الخيار; الصحيح بين الحلول ؟ ‪ ..‬كيف أعرف ذلك ؟ ‪..‬‬
‫والجواب ‪ ...‬بقياس النتائج‪.‬‬
‫هل تتالءم النتائج مع فلسفة المنظمة ومهمتها ورؤيتها ؟‬
‫علي وعلى قسمي بمؤسستي بما أردته ؟ ‪...‬‬ ‫هل عادت الحلول َّ‬
‫ألنها إن لم تفعل ؛ فعلينا العودة للتصحيح والتعديل حتى نحظى‬
‫بحلول أكثر; منطقية لهذه المشاكل‪.‬‬
‫ُّ‬
‫حل المشاكل األكثر فاعلية يتضمن اللجوء إلى عقلنا األيمن االبتكاري‪... ،‬‬
‫نتخيل الحلول ثم نستخدم الجزء األيمن من الدماغ حتى نقوم بالتقييم‪.‬‬
‫الفعال ‪..‬‬
‫األفكار الجيدة تنبثق من العصف الذهني َّ‬
‫إن مؤسس (والت ديزني) والمعروف في العالم كله بابتكاريته وعبقريته‪،‬‬
‫كان يجمع عدداً من مساعديه في غرفة ويأخذ لوحاً ويقول‪ :‬أعطوني‬
‫إلي‪ ،‬ثم خذوا كل فكرة وضعوها على اللوح‪.‬‬‫أفكاركم‪ ،‬ألقوا بها َّ‬
‫حل مشكلة؛ تطلبون‬ ‫إن العصف الذهني يعني حينما تطلبون إلى مساعديكم َّ‬
‫منهم حلوالً دون إصدار حكمكم على الحلول ‪ ..‬تسألونهم‪َّ :‬اية أفكار لديكم‬
‫قد تساهم في حل المشكلة ‪ ..‬أعطوني إياها‪..‬‬
‫وال تقولوا هذه فكرة جيدة وتلك سيئة ‪ ..‬بل قولوا‪ :‬لنجمع كل األفكار على‬
‫اللوح‪ ،‬ولنقرر الحقاً ماذا سيحدث‪.‬‬
‫حل المشاكل في المنظمات يتطلب إشراك الجميع وطلب آرائهم ‪..‬‬
‫مطلوب االطالع على االقتراحات ‪..‬‬
‫وحينما يتم حل المشاكل ‪ ،‬فذلك هو حلهم الذي شاركوا به ‪ ،‬وهم‬
‫ملتزمون به‪ ،‬ويعتقدون بجدواه ‪..‬‬
‫وسوف يضعونه على األرجح موضع التنفيذ‪.‬‬

‫المدير; الذي يجيد حل المشاكل هو المدير الذي يتجه نحو إنجازات‬


‫أكبر ‪ ،‬وسيساعد بالتالي منظمته في تحقيق أرباح أكثر‪.‬‬

‫نجاحكم ال يعني أن ال مشاكل لديكم ‪..‬‬


‫بل إنكم تجيدون ح ّل المشاكل‬
‫كيف ندير أزمة‬
‫تشخيص األزمة وتحديد أسبابها‪.‬‬ ‫•‬
‫تحديد األهداف "لماذا ندير األزمة؟”‪.‬‬ ‫•‬
‫الحد من تفاقم األزمة‪.‬‬ ‫•‬
‫تحديد البدائل الممكنة‪.‬‬ ‫•‬
‫اختيار أفضل البدائل‪.‬‬ ‫•‬
‫قواعد إدارة األزمات‬
‫أوالً‪ :‬محدودية األهداف‬
‫إدراك كل من طرفي األزمة أنه ليس بوسع أيهما‬ ‫•‬
‫أن يحقق كل أهدافه مرة واحدة‪.‬‬
‫هناك أهداف ال يجب التنازل عنها حتى لو تطلب‬ ‫•‬
‫ذلك الدخول في مواجهة مسلحة‪.‬‬
‫عقلنة المطالب وعدم المغاالة فيها‪.‬‬ ‫•‬
‫إن المغاالة في طلب التنازالت يدفع الخصم إلى‬ ‫•‬
‫التشدد في التمسك بمواقفه في الوقت الذي تعن‬
‫فيه الحاجة إلى تعاونه الضروري لتسوية األزمة‪ ،‬مما‬
‫يتسبب في فشل جهود إدارة األزمة‪ ،‬وما قد يؤدي‬
‫إليه ذلك من حدوث صدام مسلح‪( .‬جوناثان روبرتس‬
‫أستاذ العالقات الدولية بجامعة النكستر)‬
‫ثانياً‪ :‬الحرص على عدم إحراج الخصم‬
‫النظر إلى الخصم باعتباره شريكا ً في إدارة‬ ‫•‬
‫األزمة‪.‬‬
‫(المباراة ذات الحصيلة الصفرية) غير مجدية‬ ‫•‬
‫في حل األزمة‪.‬‬
‫ضرورة اللجوء إلى ما يسمى بمباراة (تبادل‬ ‫•‬
‫التنازالت)‪.‬‬
‫طرفا األزمة يجلسان في قارب واحد‪ ،‬ال‬ ‫•‬
‫يطفو بأحدهما‪ ،‬وإن غرق؛ فبهما معاً‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التصعيد التدريجي للردع أو الخيارات المرنة‬

‫• اإلبقاء على كل الخيارات مفتوحة‪.‬‬


‫(ماكنمارا)‬
‫• التدرج في تصعيد الردع يفسح أمام صانع‬
‫قرار األزمة المجال في تجربة بديل آخر‪.‬‬
‫• ال جدال في عدم جدوى اختيار بديل‬
‫أضعف إذا ما فشل البديل األقوى في‬
‫تطويع إرادة الخصم‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬إتاحة الوقت الضروري للخصم للتدبر‬

‫• عدم دفع الخصم إلى اإلقدام على‬


‫عمل متهور‪.‬‬
‫• منحه الفرصة للتفكير المتروي‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬توسيع نطاق المشاورات‬
‫إتاحة المجال لعرض اآلراء الرصينة والحلول الخالقة‬ ‫•‬
‫للمشاكل‪.‬‬
‫تعدد المناظير يسهم في عدم ترك زاوية من زوايا المشكلة‬ ‫•‬
‫خارج مجال الرؤية‪.‬‬
‫ضرورة االعتماد على أكثر من مصدر من مصادر المعلومات‬ ‫•‬
‫أثناء األزمة‪.‬‬
‫أقوم معيار لقياس سالمة الرأي‪ ،‬هو اختبار مدى صموده‬ ‫•‬
‫أمام االنتقادات القاسية والمناقشات المضنية‪.‬‬
‫هذا المبدأ هو صمام األمان ضد التحيزات والتبسيطات‬ ‫•‬
‫المخلة‪ ،‬التي قلما يتنزه عنها حكم إنساني‪ ،‬وفي الوقت‬
‫نفسه كضابط لشطط اآلراء أو ضاللها تحت تأثير الضغوط‬
‫النفسية المصاحبة لألزمة‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬إحكام قبضة القيادة السياسية على القرار‬
‫• ضرورة سيطرة القيادة السياسية على‬
‫القرار االستراتيجي تجنبا ً للعواقب الوخيمة‪.‬‬
‫• عدم استخدام خطط الطوارئ بطريقة آلية‬
‫أثناء األزمات‪ ،‬وإنما مراجعتها قبل التطبيق‬
‫وتعديلها على ضوء الظروف المصاحبة‬
‫لالزمة‪.‬‬
‫• يعتبر هذا المبدأ من أكثر المبادئ رسوخا ً‬
‫في إدارة األزمات‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬توسيع قاعدة الدعم الالزم للقرار‬
‫• فاعلية قرار األزمة تتوقف إلى حد بعيد‬
‫على مدى ما يتمتع به من تأييد الحلفاء‬
‫واألصدقاء له‪ ،‬وكذلك على مدى توافر‬
‫غطاء من الشرعية الدولية له‪.‬‬
‫• يجب توفير أكبر قدر من الدعم الداخلي‬
‫للقرار‪.‬‬
‫• عدم وجود تعارض بين البديل المقترح وبين‬
‫القيم الجوهرية للمجتمع‪.‬‬
‫ثامناً‪ :‬تحصين قرار األزمة ضد المؤثرات الداخلية‬

‫• بناء حسابات القرار على أسس‬


‫موضوعية خالصة‪.‬‬
‫• ال يجوز للقيادة السياسية أن‬
‫تتخذ القرار تحت ضغط عاطفة‬
‫(شارون)‬ ‫الجماهير‪.‬‬
‫تاسعاً‪ :‬تعزيز نظام االتصاالت‬
‫ضرورة اإلبقاء على قنوات االتصال بين أطراف‬ ‫•‬
‫األزمة مفتوحة‪ ،‬ومتعددة‪.‬‬
‫قنوات االتصال قد تكون السفارات‪ ،‬المنظمات‬ ‫•‬
‫الدولية‪ ،‬أو طرف ثالث يحظى بثقتهم جميعاً‪.‬‬
‫الطرف الثالث قد يكون دولة‪ ،‬أو منظمة‬ ‫•‬
‫تحرير‪ ،‬أو شخصية سياسية أو برلمانية معروفة‬
‫سواء من داخل السلطة أو خارجها‪ ،‬أو مجرد‬
‫شخص عادي‪.‬‬
‫االتصاالت يمكن أن تتم بواسطة (اإلشارات)‪،‬‬ ‫•‬
‫التي يمكن أن تكون لغة التورية والتلميح‬
‫بالقول أو بالفعل‪ ،‬ويمكن أن تكون عروض أو‬
‫تهديدات يوجهها أحد األطراف ضد اآلخر‪.‬‬
‫• يمكن أن‪ w‬يتم التعبير عنها أيضا ً باتخاذ إجراءات معينة‬
‫مثل القيام بمناورات عسكرية‪ ،‬أو تحريك بعض وحدات‬
‫األسطول نحو مناطق معينة‪ ،‬أو إجراء تعديالت وزارية‬
‫تتضمن تعيين أشخاص معروفين بميول سياسية خاصة‬
‫في الخارجية والدفاع‪ ،‬أو تشكيل حكومة وحدة وطنية‪،‬‬
‫أو استدعاء االحتياط‪ ،‬أو التحول القتصاد الحرب ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫• اإلشارات تحمل الخصم على إعادة التفكير في‬
‫حساباته دون أن يتعرض مع ذلك لحرج علني يدفعه‬
‫التخاذ قرار يائس‪.‬‬
‫• قد ينطوي أسلوب اإلشارات الغامضة على عواقب‬
‫وخيمة أحيانا ً إذا ما أساء الخصم فهم اإلشارة وأساء‬
‫تفسيرها‪.‬‬
‫مراحل إدارة األزمة‬
‫• اكتشاف إشارات اإلنذار‬
‫المبكر‬
‫• االستعداد والوقاية‬
‫• احتواء األضرار والحد منها‬
‫• استعادة النشاط‬
‫• التعلم‬
‫إدار;;ة بر;;د الفعل‬ ‫األز;;مة‬ ‫إدار;;ة مبادر;;ة‬

‫استعادة‬ ‫احتو;اء‬ ‫االستعداد‬ ‫اكتشاف‬


‫األضر;;ار أو‬ ‫و الو;قاية‬ ‫إشار;;ات‬
‫النشاط‬ ‫الحد منها‬
‫اإلنذار‬

‫التعلم‬

‫إدار;;ة متفاعلة‬
‫الوصايا‬
‫العشر‬
‫للتعامل مع‬
‫األزمات‬
‫توخي الهدف‬
‫تحديد الهدف نصف المعالجة الحقيقية‬ ‫•‬
‫لألزمة‪.‬‬
‫ال يشترط أن يكون الهدف هو قمة األزمة‬ ‫•‬
‫أو أعلى أجزائها ضجيجاَ‪.‬‬
‫الهدف له تأثير على بنيان األزمة وعلى‬ ‫•‬
‫مجرياتها‪ ،‬وعلى أدائها‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إضرابات عمال الفحم في بريطانيا‪.‬‬ ‫•‬
‫االحتفاظ بحرية الحركة وعنصر المبادأة‬

‫• مزيد من التفويض‪.‬‬
‫• جعل الطرف اآلخر يخضع لنظرية‬
‫رد الفعل االنعكاسي‪.‬‬
‫• الهدف توجيه الخصم والسيطرة‬
‫عليه‪.‬‬
‫المباغتة‬
‫• تحقيق نوع من الذهول للخصم‪.‬‬
‫• عدم اعطائه فرصة للتفكير أو التصرف‬
‫بشكل عقالني‪.‬‬
‫• أكبر مثال على ذلك أزمات خطف رهائن‪.‬‬
‫الحشد‬
‫جمع القوة في الزمان الذي يهيئ الوفرة‬ ‫•‬
‫الفنية للقوة‪.‬‬
‫جمع القوة في المكان المناسب لتنفيذ عملية‬ ‫•‬
‫مواجهة األزمة‪.‬‬
‫الحشد قد يكون حقيقيا َ وقد يكون وهمياً‪.‬‬ ‫•‬
‫مثال‪ :‬غزوة مؤتة‪ ،‬أزمة السيولة في البنك‬ ‫•‬
‫وتكوين هرم وهمي من األموال في مكان‬
‫مكشوف في البنك‪.‬‬
‫التعاون‬
‫اتساع الرؤيا‪.‬‬ ‫•‬
‫شمولية التشخيص‪.‬‬ ‫•‬
‫تكامل المعالجة‪.‬‬ ‫•‬
‫السرعة في التنفيذ‪.‬‬ ‫•‬
‫االقتصاد في استخدام القوة‬
‫• أهم الوصايا على االطالق‪ ،‬وهي تحذير أكثر منها وصية‪.‬‬
‫• االسراف مدمر من حيث التكلفة‪.‬‬
‫• االسراف مدمر من حيث األمان‪ ،‬ورد الفعل االنعكاسي‬

‫( انفالت الزمام‪ ،‬االندفاع في جنون الصراع واالنتقام والثأر‬


‫والعنف )‬
‫• احتماالت عمليات االرتداد المخادع‪.‬‬
‫( امكانية الخداع بأزمة هامشية وهمية )‬
‫• بعض األزمات لها صفة التجديد الذاتي‪.‬‬
‫( يجب معالجة األسباب الحقيقية لألزمة وعدم‬
‫االكتفاء بكبتها (‬
‫التفوق في السيطرة على األحداث‬
‫• المعرفة الكاملة التفصيلية وأوال بأول بتطورات األزمة‪.‬‬
‫• االختراق األمني للقوى الموجهة والصانعة لألزمة‬
‫والمهتمة بها‪.‬‬
‫‪ ‬القوى الموجهة‪ :‬هي القوى الحقيقية التي عادة ما تكمن‬
‫وتقبع خلف الستار؛ توجه وتدير‪ ،‬ولديها النفوذ وأدوات التأثير‬
‫والضغوط المادية وغير المادية‪.‬‬
‫‪ ‬القوى الصانعة‪ :‬التي أهدرت مصالحها وتعارضت مع‬
‫مصالح الكيان اإلداري‪.‬‬
‫‪ ‬القوى المهتمة‪ :‬التي تم جذبها إلى دائرة األزمة وتخطت‬
‫مرحلة الهامش أو محيط دائرة األزمة‪ ،‬وهي تمثل القوة‬
‫الترجيحية‪.‬‬
‫األمن والتأمين لألرواح والممتلكات وللمعلومات‬

‫• الهدف األول هو هزيمة ( الخوف )‬


‫وصنع إرادة االنتصار‪.‬‬
‫• التأمين الطبيعي من قبل وقوع‬
‫األزمة‪.‬‬
‫• التأمين التعبوي االضافي عند وقوع‬
‫األزمة‪.‬‬
‫المواجهة السريعة والتعرض السريع لألحداث‬
‫• أحداث األزمات سريعة وبالتالي التصدي لها‬
‫يجب أن يكون سريعا‪.‬‬
‫• المواجهة السريعة تتطلب الدقة في هذه‬
‫السرعة لعدم االنزالق الى مزيد من األزمات‬
‫وإهدار موارد في غير محلها‪.‬‬
‫• الهدف تكبيد الطرف اآلخر خسائر فادحة‬
‫تجعله يفكر مرتين قبل اإلقدام على صنع أي‬
‫أزمة جديدة‪.‬‬
‫استخدام األساليب غير المباشرة كلما كان ممكنا ً‬

‫التدرجية‪.‬‬ ‫•‬
‫التالزم والتتابع‪.‬‬ ‫•‬
‫التناسق واالتساق‪.‬‬ ‫•‬
‫التغطية والخداع‪.‬‬ ‫•‬
‫خطة إدارة األزمة‬
‫إقر;;ار استالم‬ ‫مقدمة‬

‫قائمة االتصاالت‬ ‫فر;يق األز;;مة‬

‫التقييم‬
‫التو;ثيق‬ ‫تقييم المخاطر‬

‫والمتابعة‬
‫خطو;ات تنفيذية‬ ‫المعلو;مات السر;ية‬

‫العالقة مع و;سائل اإلعالم‬ ‫االتصاالت الثانو;ية‬

‫التجهيز;;ات الالز;;مة‬ ‫االعتبار;;ات المالية و;القانو;نية‬


‫من يدير األزمة؟؟‬
‫مراحل عمل فريق األزمة‬

‫جمع الحقائق‬

‫اعداد السيناريوهات‬

‫إبالغ الرسالة‬
Are Women
Cooler Than Men
?? During Crisis
‫اإلدارة باألزمات‬
management by Crisis
‫مفهوم اإلدارة باألزمات‬
‫• اإلدارة باألزمة تقوم على افتعال األزمات وإيجادها من‬
‫عدم‪ ،‬كوسيلة للتغطية والتمويه على الم‪Y‬شكالت‬
‫القائمة التي تواجه الكيان اإلداري‪ ،‬ويطلق عليها‬
‫أيضا ً علم صناعة األزمة ‪.‬‬
‫• وصناعة األزمات فن مستحدث للسيطرة على اآلخرين‪،‬‬
‫وإخضاعهم واب‪w‬تزازهم‪.‬‬
‫• من األمثلة على صناعة األزمة‪:‬‬
‫‪ ‬ما قام به هتلر عشية الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬األزمات التي حيكت ضد حركة حماس وغزة بعد تشكيلها‬
‫الحكومة وإلى اليوم‪.‬‬
‫‪ ‬ما يعمد إليه بعض التجار من أصحاب الموقع االحتكاري من‬
‫خلق أزمات في بعض السلع من خالل تخزين هذه السلع‬
‫وعدم عرضها بالسوق لتعطيش المستهلك لها ‪.‬‬
‫مراحل صناعة األزمة‬
‫مرحلة اإلعداد لميالد األزمة‬ ‫‪.1‬‬
‫مرحلة إنماء وتصعيد األزمة‬ ‫‪.2‬‬
‫مرحلة المواجهة العنيفة والحاد‪Y‬ة‬ ‫‪.3‬‬
‫مرحلة السيطرة على الكيان‬ ‫‪.4‬‬
‫اإلداري للخصم‬
‫مرحلة تهدئة األوضاع‬ ‫‪.5‬‬
‫مرحلة سلب وابتزاز الطرف اآلخر‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ -1‬مرحلة اإلعداد لميالد األزمة‬
‫• استخدام الضغوط االتصالية على الكيان اإلداري وحلفائه إلفقاده‬
‫توازنه‪ ،‬ودفعه رويدا ً رويدا ً إلى حافة الهاوية‪ ،‬ومن خالل حسابات‬
‫الفعل وردود الفعل القائمة على دراسة متأنية لسيكولوجية‬
‫متخذ القرار في الكيان اإلداري المزمع إحداث األزمة فيه‪.‬‬
‫• تشويه حقيقة القائمين على الكيان اإلداري وإطالق الشائعات المبنية‬
‫على حقائق جزئية‪ ،‬واألكاذيب المدعمة للشائعات‪ ،‬وتصويرهم على‬
‫أنهم فاقدو األهلية والرشاد‪ ،‬وأنهم خطر على األمن واالستقرار‪ ،‬أو‬
‫أنهم مجرمون خطرون على المجتمع الدولي والشعوب‪.‬‬
‫• كسب المؤيدين ألي تدخل عنيف ضد الكيان اإلداري‪ ،‬سواء من خالل‬
‫اإلعالم المكثف المصاغة والمعدة رسائله بشكل ممتاز‪ ،‬أو من خالل‬
‫شبكة المصالح واالرتباطات‪ ،‬أو من خالل تسريب المعلومات‬
‫المغلوطة أو الحقيقية‪ ،‬أو هي جميعا ً ‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة إنماء وتصعيد األزمة‬
‫• ويطلق عليها البعض مرحلة التعبئة الفاعلة‬
‫والمكثفة للضغط األزموي‪ ،‬وحشد كل‬
‫القوى المعادية للكيان اإلداري المستهدف‬
‫نيله باألزمات العنيفة‪ ،‬حيث يتم اصطياد‬
‫هذا الكيان ووضعه في فخ األزمة ومن‬
‫خالل مجموعة متكاملة من التكتيكات‬
‫يظهرها لنا الشكل التالي ‪:‬‬
‫التصعيد‬
‫الرأسي‬

‫صناعة األزمة‬ ‫التصعيد‬


‫األفقي‬

‫التصعيد‬
‫الدائري‬
‫المتراكم‬
‫تكتيك التصعيد الرأسي‬
‫• تقوم على الدفع المباشر لقوى صنع‬
‫األزمة وزيادة قدرتها وقوتها‪ ،‬وتكثيف‬
‫تواجدها في منطقة صنع األزمنة‪ ،‬و بشكل‬
‫سريع متعاظم لتأكيد التفوق الكاسح لقوى‬
‫صنع األزمة ولعدم تمكين الطرف اآلخر‬
‫من التقاط األنفاس‪ ،‬والرضوخ للتهديد‬
‫الصريح العلني للقوة الضاغطة لقوى صنع‬
‫األزمة‪ ،‬وزيادتها ونموها ذاتيا ً مع الوقت‪.‬‬
‫تكتيك التصعيد األفقي‬
‫• ويقوم على كسب مزيد من األصدقاء والحلفاء‬
‫والمؤيدين لقوى صنع األزمة‪ ،‬وانضمامهم لها‬
‫في عملية زيادة الضغط األزموي‪ ،‬واتساع‬
‫وتوسيع نطاق المواجهة لتشمل مجاالت جديدة‬
‫ومناطق جديدة‪ ،‬وأبعادا ً جديدة متسعة‪ ،‬تجعل‬
‫من عملية مواجهة األزمة عملية معقدة وصعبة‬
‫تستنزف الكيان اإلداري الذي تم صنع األزمة‬
‫لديه‪ ،‬وتقوض دعائمه وتهدم أركانه وبنيانه‪.‬‬
‫تكتيك التصعيد الدائري المتراكم‬
‫• حيث يتم التصعيد لألزمة باستخدام‬
‫كافة األدوات والوسائل‪ ،‬والتخفيف‬
‫مرحلياً‪ ،‬والتصعيد بشكل كامل ‪.‬‬
‫• حيث يتم التصعيد بشكل متكامل‬
‫ومتنام لفترة يعقبها مرحلة تجميد‪،‬‬
‫األزمة‬

‫وبعد التجميد يتم التصعيد مرة أخرى‪،‬‬


‫تصعيد‬

‫تجميد‬

‫وهكذا‪.‬‬
‫تصعيد‬

‫تجميد‬

‫تصعيد‬

‫تجميد‬

‫الزمن‬
‫• وتستخدم هذه الطريقة في األزمات الدولية ذات‬
‫الطبيعة الخاصة‪ ،‬التي من خاللها يتم إرهاق وإرباك‬
‫الكيان اإلداري المستهدف نيله باألزمة‪ ،‬وتخويخ‬
‫هيكله‪ ،‬وضعضعة عناصره وإفقاده الثقة بقيادته‪،‬‬
‫وفوق كل هذا إحداث حالة من التفسخ واليأس‬
‫واإلحباط وبشكل يدفع أفراد هذا الكيان إلى أعمال‬
‫طائشة هوجاء‪ ،‬وتدفع بالقوى المعارضة الكامنة تحت‬
‫السطح‪ ،‬أو تحت األرض في الخفاء إلى الظهور‬
‫العلني‪ ،‬والتحرك بشكل سريع ومؤثر الستثمار الخلل‬
‫في هذا الكيان‪ ،‬ومن ثم زيادة هذا الخلل وتوسيع‬
‫نطاقه وإجبار الخصم على التقهقر والتسليم‬
‫بالمطالب التي تطالب بها‪ ،‬واالستجابة لها بشكل‬
‫كامل‪.‬‬
‫وفي هذه المرحلة يتم استخدام أدوات مادية ذات تأثير مباشر على‬
‫التصعيد األزمة‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫• قطع المساعدات وفرض الحصار االقتصادي على الكيان‬
‫اإلداري‪ ،‬سواء كان دولة أو مؤسسة أو شركة‪ ،‬أو حتى‬
‫أسرة‪ ،‬وإحداث إرباك مالي ونقدي وعيني‪ ،‬وإشعار كافة‬
‫المستفيدين من هذه المساعدات بأهمية التخلص من األفراد‬
‫الذين يعارضون سياستنا‪ ،‬أو من القيادة التي استنفذت‬
‫الغرض منها‪.‬‬
‫• استخدام الوثائق والمستندات الحقيقية‪ ،‬أو ذات التزوير‬
‫المتقن لتأكيد صدق الشائعات السابق إطالقها في المرحلة‬
‫األولى‪ ،‬وتسريب بعض منها إلى أجهزة اإلعالم الدولية‬
‫الواسعة االنتشار‪.‬‬
‫• افتعال األحداث وتنميتها وتصعيدها بشكل كبير إليجاد المبرر‬
‫للتدخل العنيف ضد الكيان اإلداري‪ ،‬أو ضد قيادة هذا الكيان ‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة المواجهة العنيفة والحادة‬
‫• ويشترط لنجاح هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اختيار التوقيت غير المناسب للكيان الخصم ‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار المكان غير المناسب للخصم ‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار المجال غير المناسب للخصم إلحداث األزمة فيه‪.‬‬
‫• ويشترط لنجاح التصا‪w‬دم حدوث حادث معين‪ ،‬يطلق‬
‫عليه حادث ( × ) الذي يكون بداية الشرارة‬
‫وانطالق اللهيب‪ ،‬ويفضل أن يكون هذا الحادث‬
‫طبيعيا ً عفويا ً أو تلقائيا‪ ،ًw‬فإذا لم يتوافر هذا الحا‪w‬دث‪،‬‬
‫كان علينا أن نوفره‪ ،‬وبشكل يبدو تلقائيا ً عفوياً‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة السيطرة على الكيان اإلداري للخصم‬
‫• وهي مرحلة االستفاد‪w‬ة من حالة انعدام الوزن لدى‬
‫الخصم‪ ،‬وعدم قدرته على الحكم على األمور‪،‬‬
‫وتعرضه لالستهواء‪ ،‬ومن ثم من خالل العناصر التي تم‬
‫زرعها لديه‪ ،‬والمحيطة به يمكن توجيهه بالشكل‬
‫المطلوب‪ ،‬ومن ثم إفقاد‪w‬ه القدرة على الرؤية الذاتية‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسه تخليه عن أهدافه األصلية التي كان‬
‫يتجه إليها‪ ،‬واستبدال هذه األهداف بأهداف جديدة‬
‫تتناسب معنا‪ ،‬بل وربطه بعالقات تبعية يصعب عليه‬
‫الفكاك منها‪ ،‬أو الخروج عنها‪ ،‬ما لم يتحمل تكاليف‬
‫باهظة ال يقدر على دفع ثمنها‪.‬‬
‫‪ -5‬مرحلة تهدئة األوضاع‬
‫• وهي المرحلة التي يتم فيها تخفيض الضغط األزموي‪ ،‬وإعادة‬
‫األوضاع إلى حالتها الطبيعية‪ ،‬واستخدام أساليب التعايش‬
‫الطبيعي‪ ،‬والتخفيف من حدة التوتر القائم على الضغط‬
‫األزموي‪ ،‬واالستجابة الهامشية لبعض مطالب الطرف الثاني‪،‬‬
‫والتي تكون بمثابة امتصاص لقوى الرفض واالستثارة‬
‫الداخلية لديه‪ ،‬وفي الوقت نفسه إعطاء الفرصة كاملة للقوى‬
‫المؤيدة لنا للسيطرة عليه‪ ،‬وإحكام عملية توجيه‪ ،‬وفي الوقت‬
‫ذاته استخدام الحكمة الكاملة في امتصاص كل غضب‬
‫جماهيري‪ ،‬واالستعانة بقادة الرأي والفكر المعتدلين‬
‫والموالين لنا‪ ،‬وفي إطار حملة إعالمية مخططة ومدروسة‬
‫جيدا‪ ،‬يتم إعادة األمور إلى حالتها الطبيعية‪ ،‬بعد أن تم تكييفها‬
‫بالشكل المناسب لمصالحنا ورغباتنا وأهدافنا البعيدة المدى‪.‬‬
‫‪ -6‬مرحلة سلب وابتزاز الطرف اآلخر‬
‫• ويطلق عليها البعض مرحلة جني المكاسب‬
‫والغنائم والمغانم‪ ،‬والتي يتم فيها حلب الخصم‬
‫كما تحلب البقرة الحلوب تماماً‪ ،‬وبالتالي يتم في‬
‫هذه المرحلة حصد نتائج الجهود المثمرة التي‬
‫تمت في المراحل السابقة‪ ،‬ويتخذ جني المكاسب‬
‫عادة جانبين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ ‬جانب سلبي في إجبار الطرف اآلخر على االمتناع‬
‫عن القيام بأي عمل من شأنه تهديد مصالحنا‪.‬‬
‫‪ ‬جانب إيجابي في إقناع الطرف اآلخر بالقيام بعمل‬
‫معين من شأنه تقوية مصالحنا ومكاسبنا ‪.‬‬
‫وتقوم عملية افتعال األزمة على عدة قواعد‬
‫أساسية هي‪:‬‬
‫• خلق عالقة تبعية وانقياد وسيطرة على الكيان المزمع افتعال األزمة‬
‫فيه ‪.‬‬
‫• زرع مجموعة عناصر موالية تتولى مواقع حساسة في‬
‫أجهزة الكيان اإلداري‪ ،‬يمكنها في الوقت المناسب‬
‫إعاقة حركة الكيان‪ ،‬وتوجيه قادته‪ ،‬وتقليل رد فعل‬
‫وبشاعة افتعال األزمة‪.‬‬
‫• اختيار التوقيت المناس‪w‬ب الذي يكون افتعال األزمة مؤثرا ً فيه ‪.‬‬
‫• إيجاد المس‪w‬ار البديل في ش‪w‬كل مص‪w‬لحة جانبية يحرص‪ w‬الكيان اإلداري‬
‫على الحص‪w‬ول عليها‪ ،‬وفي‪ w‬س‪w‬بيلها يمكن‪ w‬أن يتغاضى عن األزمة التي‪w‬‬
‫تم افتعالها ‪.‬‬
‫• افتعال األزمة بشكل سريع ومؤثر‪ ،‬وجني‬
‫مكاسبها وتحقيق الهدف منها‪ ،‬ثم عقد‬
‫لقاء امتصاص مع متخذ القرار في‬
‫الكيان اإلداري الذي حدثت فيه األزمة‪،‬‬
‫وذلك بهدفين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ ‬هدف خفي‪ :‬وهو التحق‪w‬ق من النتائج التي‬
‫أفرزتها األزمة المفتعلة‪ ،‬ومن استقرار عالقة‬
‫التبعية مع الكيان اإلداري‪ ،‬وعدم تأثرها باألزمة‪.‬‬
‫‪ ‬هدف علني‪ :‬وهو امتصاص االنفعال‪ ،‬وتجديد‬
‫الروابط‪ ،‬وتنقية العالقات‪ ،‬وفتح صف‪w‬حة جديدة‪،‬‬
‫ونسيان ما مضى‪.‬‬
‫ويستخدم رجال األعمال أسلوب اإلدارة باألزمات لفرض‬
‫مصالحهم‪ ،‬وإمالء إرادتهم على الحكومات‪ ،‬وجعلها تستجيب‬
‫لمطالبهم بطريقة غير مباشرة‪ ،‬ومن أهم األمثلة على ذلك ‪:‬‬
‫• أن أحد رجال األعمال في الخليج تقدم إلى مركز للبحوث واإلدارة‬
‫بطلب دراسة جدوى إلنشاء حي سكني متكامل بعيدا ً عن المدينة‪،‬‬
‫وأشار عليه المركز أن يبدأ بإنشاء الطريق وتوصيل المياه‬
‫والكهرباء إلى الموقع‪ ،‬ولكن الرجل بعد أن استمع إلى هذا‬
‫المشروع‪ ،‬عبث بلحيته وقال " أنا موافق على كل شيء إال الطريق‬
‫والمياه والكهرباء"‪ ،‬مما دفع الباحثين إلى السخرية‪ ،‬ومضى الرجل‬
‫في البناء حتى انتهى منه‪ ،‬ثم مر على جميع الصحف المحلية فشكا‬
‫لها من أنه أقام حيا ً كامال ً للتغلب على أزمة اإلسكان‪ ،‬ولكن الدولة‬
‫ال تريد الفراغ من استكمال المرافق العامة‪ ،‬فقامت الصحف بحملة‬
‫هجومية على الحكومة من أجل هذا التقصير‪ ،‬وامتد الطريق‬
‫ووصلت المياه والكهرباء‪ ،‬دون أن يدفع الرجل شيئا ً ‪.‬‬
‫نماذج من إدارة األزمات في‬
‫الممارسة العملية‬
‫األزمة االقتصادية في مصر في عصر يوسف عليه السالم ‪.‬‬ ‫•‬
‫غزوة الخندق ‪.‬‬ ‫•‬
‫أزمة الصواريخ الكوبية أكتوبر ‪1962‬م ‪.‬‬ ‫•‬
‫أزمة إسقاط الطائرة الكورية سنة ‪1983‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫إن التاريخ هو ذلك المنجم الزاخر‬
‫بالحكمة الذي نجد فيه المفاتيح الذهبية‬
‫لحل مشاكل عصرنا ‪ ،‬شريطة أن‬
‫نعرف أين نضرب معولنا‬
‫هنري كيسنجر‬
‫إن التاريخ ليس كتاب وصفات جاهزة تصلح‬
‫لجميع األحوال ‪ ،‬إنه ال يقدم لنا قواعد ثابتة ‪،‬‬
‫وإنما قياس جائز ‪ ،‬وإنه لينير بصيرتنا على‬
‫النتائج المحتملة لتصرفات معينة في مواقف‬
‫قابلة للمقارنة ‪ ،‬ويبقى بعد ذلك على كل جيل‬
‫أن يكتشف بنفسه ماهية المواقف التي تجوز‬
‫فيها المقارنة‬

‫هنري كيسنجر‬
‫حماس والحكم‬
‫الدخول في االنتخابات‬ ‫•‬
‫‪1992‬‬ ‫•‬
‫بيلين أبو ماز‪S‬ن‬ ‫•‬
‫الراصد أكتوبر ‪2005‬‬ ‫•‬
‫إشار‪S‬ات لحماس من المجتمع الدولي‬ ‫•‬
‫كيف انقلب أبو مازن على حكومة حماس ؟‬
‫• تحويل مديرية المعابر الحدودية من التبعية لوزارة الداخلية الى ديوان الرئاسة‪،‬‬
‫مع العلم أن مداخيل هذه المديرية تعتبر من مصادر الدخل الرئيسية للوزارة‪.‬‬
‫• سحب اإلشراف على هيئة اإلذاعة والتلفزيون والمؤسسات اإلعالمية الرسمية‬
‫مثل وكالة االبناء الرسمية " وفا " والهيئة العامة الفلسطينية لالستعالمات من‬
‫وزارة اإلعالم الى ديوان الرئاسة‪.‬‬
‫• نسف مسوّ غات وجود وزارة اإلشغال عندما اعاد للواجهة المجلس االقتصادي‬
‫الفلسطيني لإلعمار والتنمية " بكدار "‪ ،‬بحيث أصبحت هذه المؤسسة هي التي‬
‫تتولى اإلشراف على مشاريع البنى التحتية‪.‬‬
‫• ومما ال شك فيه أن أخطر مرسوم اصدره أبو مازن‪ ،‬هو المرسوم القاضي باستحداث‬
‫منصب أمني جديد‪ ،‬هو منصب مدير جهاز األمن الداخلي‪ ،‬بحيث يكون هذا المدير‬
‫مسؤوالً عن أجهزة األمن الداخلي‪ ،‬وهي‪ :‬الشرطة‪ ،‬وجهاز األمن الوقائي‪ ،‬والدفاع‬
‫المدني‪ .‬ويحدد المرسوم أنه ال يحق لوزير الداخلية اإلشراف على أجهزة األمن‬
‫الداخلية بشكل مباشر‪ ،‬بحيث ينحصر عالقته بها باتصاله بمدير األمن الداخلي‪ ،‬مع‬
‫العلم أن القانون األساسي الفلسطيني حدد بشكل ال يقبل التأويل مسؤولية وزير الداخلية‬
‫عن أجهزة األمن الداخلي‪ .‬وحتى تكون األمور أكثر تعقيداً فقد عين ابو مازن رشيد ابو‬
‫شباك‪ ،‬رئيس جهاز األمن الوقائي في هذا المنصب‪ ،‬مع العلم أن أبو شباك عضو مجلس‬
‫ثوري في حركة " فتح "‪ ،‬وعلى عالقة متوترة جداً مع حركة حماس‪ .‬وقد أتهم سعيد‬
‫صيام‪ ،‬أول وزير في حكومة حماس ابو شباك بأنه يمنع قادة أجهزة األمن الداخلي من‬
‫االتصال به أو تنفيذ تعليماته‪.‬‬
‫• المساهمة في فرض الحصار والمقاطعة على الحكومة‪ ،‬وقد ورد هذا االتهام على لسان‬
‫وزير الخارجية السابق محمود الزهار ناهيك عن القطيعة بين الرئاسة والحكومة‪،‬‬
‫بحيث أن أبا مازن لم يصطحب معه أي وزير في اول حكومة لحماس خالل جوالته‬
‫العربية والدولية‪.‬‬
‫"الحسم العسكري" وتوريط حماس‬
‫هل كان هناك قرار بالحسم عند حماس؟‬ ‫•‬
‫كيف كان سلوك أجهزة أمن فتح أثناء "الحسم"؟‬ ‫•‬
‫رفض أبو مازن لتولي أمور غزة حينها‪ ،‬وقوله (خليهم‬ ‫•‬
‫يحكموا ‪ 10‬سنين)‬
‫أزمات قطاع غز‪S‬ة‪.‬‬ ‫•‬
‫أزمة الر‪S‬واتب‪.‬‬ ‫•‬

‫• ما الهدف النهائي من كل ذلك؟‬


‫توجيه السلوك‬
‫• غسيل الدماغ ‪ ...‬أن أجعلك تصنع ما أريد‪ ،‬بالطريقة التي‬
‫أريد‪ ،‬وأنت تعتقد أنك سيد قر‪S‬ارك‪.‬‬
‫• األدوات ‪...‬صناعة األزمات (الصدمات)‬
‫فنون السيطرة وغسيل الدماغ‬
‫• ☜ عندما تزور صديقا ً لك في بيته ‪ ..‬ويسألك‪ :‬أتشرب شاي اً أم قهوة؟ ‪..‬‬
‫هنا يستحيل أن يخطر ببالك أن تطلب عصير ‪ ..‬وهذا األسلوب يسمى‪ :‬أسلوب‬
‫التأطير‪.‬‬
‫• وهذا األسلوب يجعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك ال إرادياً‪،‬‬
‫ومنعت عقلك من البحث عن جميع االختيارات المتاحة ! ‪..‬‬
‫• البعض يمارس ذلك دون إدراك ‪ ..‬والبعض يفعله بهندسة وذكاء !! ‪..‬‬
‫• والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا األسلوب بقصد ‪ ..‬أي عندما أجعلك تختار ما‬
‫أريد أنا بدون أن تشعر أنت ! ‪..‬‬
‫• ☜ تقول أم لطفلها‪ :‬ما رأيك ‪ ..‬هل تذهب للفراش الساعة‬
‫الثامنة أم التاسعة ؟ ‪..‬‬
‫• الطفل سيختار التاسعة ‪ ..‬وهو ما تريده األم مسبقا ً دون أن‬
‫يشعر أنه مجبر لفعل ذلك بل يشعر أنه هو من قام باالختيار‪!S‬‬
‫• ☜ ونفس األسلوب يستخدم في السياسة واإلعالم!!‬
‫ففي حادث تحطم طائرة تجسس أمريكية في األجواء الصينية ‪ ..‬وبعد توتر‬ ‫•‬
‫العالقات بين البلدين خرج الرئيس األمريكي‬
‫وقال‪ :‬إن اإلدارة األمريكية تستنكر تأخر الصين في تسليم الطائرة‬ ‫•‬
‫األمريكية‬
‫قاس من الحكومة الصينية بأنهم سوف يقومون بتفتيش الطائرة‬ ‫وجاء الرد ٍ‬ ‫•‬
‫للبحث عن أجهزة تنصت قبل تسليمها ‪..‬‬
‫وهذه موافقة ضمنية على تسليم الطائرة !!‪.‬‬ ‫•‬
‫الحقيقة هنا هو أن القضية هي هل تسلم الصين الطائرة ألمريكا أم ال ؟!‬ ‫•‬
‫ولكن الخطاب األمريكي جعل القضية هي التأخير وليس تسليم الطائرة ! ‪..‬‬ ‫•‬
‫☜ في حر‪S‬ب احتالل العراق من قبل سنة ‪ 2003‬م ؛ كانت‬ ‫•‬
‫المعركة الفاصلة هي معركة المطار ‪..‬‬
‫فقامت وسائل اإلعالم بتعبئة الطرفين على أن المعر‪S‬كة‬ ‫•‬
‫الحاسمة هي معركة المطار ‪..‬‬
‫فأصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه‬ ‫•‬
‫المعركة ‪..‬‬
‫وعندما سقط المطار شعر الجميع أن العراق كله سقط وماتت‬ ‫•‬
‫الروح المعنوية للجنود العراقيين ‪..‬‬
‫بالرغم أنه في ذلك الوقت لم يسقط سوى المطار‪.‬‬ ‫•‬
‫• ☜ اآلن تلعب وسائل اإلعالم نفس اللعبة في مجتمعاتنا‬
‫المنهكة بالجهل وانعدام الوعي وهذا فقط أسلوب واحد من‬
‫عدد من األساليب التي تجعلك ال ترى إال ما أر‪S‬يد أنا‪.‬‬
‫• وهو أسلوب قوي في قيادة اآلخرين وال أ ر‪S‬ي العام من خالل‬
‫وضع خيارات وهمية تقيد تفكير الطرف‪ S‬اآلخر‪.‬‬
‫• وهكذا اإلعالم دائما ً ما يضع الحدث في إطار يدعم به القضية‬
‫التي يريدها‪.‬‬
‫👌 انتبه أخي وأختي لكل سؤال يقال لك ‪ ..‬أو خبر ‪ ..‬أو‬ ‫•‬
‫معلومة تصلك ‪ ..‬فإنه قد يسلبك عقلك وقر‪S‬ار‪S‬ك وقناعاتك ‪..‬‬
‫سوف يقيدك ‪..‬‬ ‫•‬
‫اعلم ‪ ....‬كلما زاد وعي اإلنسان ومعر‪S‬فته ‪ ..‬استطاع أن‬ ‫•‬
‫يخرج من هذه األطر‪ S‬والقيود التي يضعوها لنا‪.‬‬
‫باختصار‪.. : S‬‬ ‫•‬
‫من يضع اإلطار فإنه يتحكم بالنتائج‪.‬‬ ‫•‬
‫هل تتذكرون الكالم حول غسيل الدماغ ؟‪....‬‬ ‫•‬
‫نظرية‬
‫الصدمة‬
‫• في خمسينيات القرن العشرين فكر طبيب نفساني كندي يدعي دونالد‬
‫كاميرون (أستاذ علم النفس في جامعة ميتشيغان) بفكرة شيطانية‪.‬‬
‫• حيث أراد أن يعثر على طريقة يستطيع من خاللها أن يغير أفكار‬
‫اإلنسان بشكل كامل أي أن يصنع من إنسان ما إنسان جديداً مختلفا ً‬
‫بأفكاره وعواطفه وقناعاته‪.‬‬
‫• كان يرى د‪ .‬كاميرون أن كل أفكارنا ومشاعرنا وأخالقنا تأتي من‬
‫مصدرين‪:‬‬
‫‪ ‬األول‪ :‬ذكريات الماضي ‪.‬‬
‫‪ ‬والثاني‪ :‬إدراكنا للحاضر‪.‬‬
‫• ولكي يصنع كاميرون اإلنسان الجديد الذي يريد ال بد أوالً من أن‬
‫يلغي اإلنسان القديم‬
‫• ال بد أن يرجع الصفحة بيضاء قبل أن يكتب عليها ما يريد‪.‬‬
‫وحتى يفعل ذلك عليه أن يعرضه لصدمة كبيرة تلغي الماضي وتلغي‬ ‫•‬
‫اإلحساس أيضا ً بالحاضر‪.‬‬
‫قام د‪ .‬كاميرون بتجاربه على مرضاه النفسيين !‬ ‫•‬
‫حيث كان يعرضهم لصدمات كهربائية شديدة ويعطيهم عقاقير مهلوسة‬ ‫•‬
‫حتى يفقد المرضى ذاكرتهم‪.‬‬
‫وكان يعطل جميع حواسهم بأن يضعهم في أماكن يسودها ظالم دامس‬ ‫•‬
‫وصمت مطبق فال يشعرون بشيء من حولهم حتى يفقدهم إحساسهم‬
‫بالواقع من حولهم‪.‬‬
‫هل تعلم من الذي قام بتمويل أبحاث هذا الطبيب ‪...‬‬ ‫•‬
‫إنها وكالة المخابرات األمريكية ‪! CIA‬‬ ‫•‬
‫وقد طورتها بعد ذلك وطبقتها على عدد من معتقالتها منها غوانتنامو‬ ‫•‬
‫وأبو غريب وغيرها‪.‬‬
‫الفكرة األساسية في نظرية الصدمة هي أنك ‪:‬‬
‫إذا أردت أن تجعل الطرف اآلخر ملكا ً لك‬
‫وألفكارك وقراراتك فعليك أن تخضعه لصدمة‬
‫كبيرة تجعله مستسلما ً لكل ما تلقنه له‬
‫في نفس الوقت الذي كان يجري هذا الشيطان أبحاثه في كندا ظهر في شيكاغو‬ ‫•‬
‫شيطان آخر في مجال االقتصاد يدعى ميلتون فريدمان (أستاذ علم االقتصاد في‬
‫جامعة شيكاغو) ليطبق نظرية الصدمة لكن هذه المرة لم يكن التطبيق على األفراد بل‬
‫على الشعوب‪.‬‬
‫كانت غاية فريدمان من نظريته التي وضعها السماح للشركات العالمية عابرة‬ ‫•‬
‫القارات أن تتحكم في اقتصاد بلدان بأكملها !‬
‫فبما أن الشعوب ال تقبل إطالق اً أن تصبح حياتها واقتصادها بيد حفنة من رجال‬ ‫•‬
‫األعمال األجانب فال بد إذن من صدمة‪...‬‬
‫صدمة كبيرة ألهل البلد تجعلهم فاقدي الوعي حتى يقبلوا بالتغييرات الجديدة !‬ ‫•‬
‫أول بلد تم تطبيق النظرية عليه هو (تشيلي) الذي كان نظام االقتصاد فيه شيوعياً!‬ ‫•‬
‫بدأ األمر بتدبير انقالب عسكري فيه دعمته الواليات المتحدة األمريكية برئاسة‬ ‫•‬
‫نيكسون ‪.‬‬
‫تشيلي‬
‫‪ 1970‬تم انتخاب (سيلفادور أليندي) رئيسا ً لتشيلي‪ ،‬رغم معارضة الواليات‬ ‫‪‬‬
‫المتحدة‪ ،‬حيث حاول الرئيس األمريكي نيكسون منعه من الترشح‪ ،‬ولكنه‬
‫لم يُفلح‪.‬‬
‫(هنري كيسنجر) وزير الخارجية األمريكي األسبق ومهندس االنقالبات‪ ،‬بدأ‬ ‫‪‬‬
‫مسلسل إزالة أليندي من الحكم‪ ،‬ونجحوا في ذلك بعد ثالث سنوات من‬
‫الحكم‪.‬‬
‫نفس األساليب واألدوات التي استخدمت ضد الرئيس المصري (محمد‬ ‫‪‬‬
‫مرسي) تم استخدامها من قبل في الحالة التشيلية‪.‬‬
‫نخب العار‪ ،‬والذين تم تسميتهم (جبهة اإلنقاذ)‬ ‫‪‬‬
‫ارتفاع كبير في األسعار‪ ،‬وأعمال شغب‪ ،‬وخطف علني في وضح النهار‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفوضى عارمة في البالد‪ ،‬وارتفاع في مستويات البطالة‪ ...‬كانت البالد‬
‫تسير مسرعة نحو الهاوية‪...‬‬
‫وكانت المصائب تتدفق كلها دفعة واحدة حتى أصيب الناس عندها بالشلل‬ ‫‪‬‬
‫في التفكير والفهم فلم يعودوا يفهمون ماذا يجري ولماذا وكيف الخالص !‬
‫‪ ‬في لحظة الصدمة هذه جاء المنقذ (بينوشيه) السيسي والذي‬
‫تم تجهيزه من قبل‪.‬‬
‫‪ ‬أي معارض فهو ماركسي (في الحالة المصرية إخوان)‪.‬‬
‫‪ ‬وكما أن هنا في مصر (رابعة) كان هناك ستاد كرة قدم تم‬
‫تجميع المعارضين فيه وإطالق النار عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬كان يُؤتى بالنخب المعارضة فيتم قتلهم وإلقاؤهم على األحياء‬
‫التي يسكنون فيها‪.‬‬
‫‪ ‬تم عرض الحلول الممنهجة الواضحة العملية التي ستنقذ البلد‬
‫من الكارثة وذلك بأن تتحول تشيلي إلى اقتصاد السوق‬
‫الحرة‪ ،‬أي أن ترفع الدولة يدها عن االقتصاد بشكل كامل‬
‫لتسوده الشركات األمريكية العالمية عابرة القارات‪......‬‬
‫قبلت الدولة ذلك طبعا ً والشعب أيضا ً قبله !‬
‫وانتصرت نظرية الصدمة‬
‫• لم تكن تشيلي إال الحلقة األولى في مسلسل نظرية الصدمة‪ ،‬حيث‬
‫طبقت هذه النظرية على عدة بلدان من أمريكا الجنوبية ثم على االتحاد‬
‫السوفييتي ثم على العراق وغيرها !‬
‫• ومن الجدير بالذكر هنا أن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع األمريكي إبان‬
‫حرب العراق كان يوما ً ما تلميذاً للدكتور فريدمان في الجامعة !‬
‫تقول نظرية الصدمة‪ :‬عندما يغيب وعي الشعب ويعجز‬
‫عن فهم وإدراك ما يدور حوله وال يلوح له في األفق‬
‫أي حل ممكن التطبيق يخرجه من واقعه السيء سيقع‬
‫عندها في الصدمة وعندها سيصبح مستعداً لقبول‬
‫حلول خارجية جاهزة كان من المستحيل أن يقبلها‬
‫سابقا ً‬
‫أزمة إسقاط الطائرة الكورية سنة ‪1983‬م‬
‫• أسقطت القوات الجوية السوفيتية في أول سبتمبر ‪1983‬م‬
‫الطائر‪S‬ة ر‪S‬قم (‪ )007‬للخطوط الجوية الكورية‪ ،‬عندما دخلت‬
‫المجال الجوي السوفيتي‪.‬‬
‫• وقد ذهب الحادث بحياة (‪ )267‬شخصاً‪ ،‬من بينهم أمر‪S‬يكيين‪،‬‬
‫وهو ما أدى إلى اندالع أزمة حقيقية في العالقات بين القوتين‬
‫األعظم في العالم‪ ،‬شدت انتباه كل العالم الذي ينتظر رد الفعل‬
‫األمريكي‪.‬‬
‫• بيد أن الواليات المتحدة – كقوة عظمى تتعامل مع قوة عظمى‬
‫أخرى – ما كان لها أن تتصر‪S‬ف بدون أن تدر‪S‬س كل مالبسات‬
‫الموقف‪ ،‬وكل مضاعفات تبني أي موقف‪ S‬من المواقف‪ S‬الممكنة‬
‫تجاه اإلتحاد السوفيتي‪.‬‬
‫• وقد قامت مجموعة من طلبة الدراسات العليا في مجال نظم‬
‫المعلومات ومنظومات تدعيم القرار‪ S‬بمعهد التكنولوجيا للقوات‬
‫الجوية األمر‪S‬يكية‪ ،‬بوضع البدائل المتاحة أمام الحكومة‬
‫األمريكية‪ ،‬وحللتها وقار‪S‬نتها‪ ،‬وهو ما مكن الحكومة األمريكية‬
‫من اتخاذ الموقف المالئم الذي يوفر أكثر مزايا للمصالح‬
‫األمر‪S‬يكية‪.‬‬
‫• وقد تم وضع البدائل التالية لمجابهة األزمة‪:‬‬
‫– حظر اقتصادي على اإلتحاد السوفيتي‪.‬‬
‫– رد فعل دبلوماسي حاد واحتجاج‪.‬‬
‫– عملية عسكرية محدودة‪ ،‬مع تحريك للقوات‪.‬‬
‫– حظر جوي ضد الطائرات السوفيتية‪.‬‬
‫– تهدئة الموقف وعدم اتخاذ إجراء فوري‪.‬‬
‫• وتم في مرحلة ثانية وضع معايير التكلفة الناتجة عن كل‬
‫بديل‪ ،‬وكانت هذه المعايير كالتالي‪:‬‬
‫– مدى الزيادة في التوتر الدولي‪.‬‬
‫– احتمال حظر اقتصادي سوفيتي مقابل‪.‬‬
‫– احتمال رد فعل دبلوماسي مقابل‪.‬‬
‫– مدى انهيار العالقات الثقافية واإلنسانية‪.‬‬
‫– مدى تعثر مباحثات الحد من األسلحة النووية‪.‬‬
‫• وقد تم تقدير كل معيار كتكلفة نسبية‪ ،‬ثم تقييم كل بديل على‬
‫حدة أمام كل معيار من المعايير الخمسة‪.‬‬
‫• وقد أدى هذا التحليل إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫– البديل العسكري أكثر البدائل تكلفة (‪)%45.2‬‬
‫– الحظر الجوي (‪)%22‬‬
‫– الدبلوماسي (‪)%16.2‬‬
‫– الحظر االقتصادي (‪)%12.5‬‬
‫– التهدئة (‪)%4.1‬‬
‫• وفي مرحلة ثالثة‪ ،‬تم وضع معايير للفائدة التي تعود على‬
‫الواليات المتحدة من انتهاجها ألي بديل‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫– تحسين صورة الواليات المتحدة أمام العالم‪.‬‬
‫– الحصول على مزايا من المفاوضات المقبلة‪.‬‬
‫– زيادة الفرص أمام المخابرات األمريكية‪.‬‬
‫• تم تقييم كل بديل على حدة أمام كل معيار من المعايير‬
‫الثالثة‪ ،‬وأبرزت النتائج أن‪:‬‬
‫– البديل الدبلوماسي أكثر البدائل فائدة (‪)%49.9‬‬
‫– الحظر االقتصادي (‪)%20.2‬‬
‫– العسكري (‪)%11.9‬‬
‫– التهدئة (‪)%9.2‬‬
‫– الحظر الجوي (‪)%4.1‬‬
‫• وفي مرحلة أخيرة‪ ،‬تمت موازنة حسابات الفائدة والتكلفة‬
‫لكل بديل‪ ،‬وقد كشفت هذه الموازنة عما يلي‪:‬‬
‫– رد الفعل الدبلوماسي واالحتجاج (‪)%3.08‬‬
‫– التهدئة وعدم رد الفعل (‪)%2.24‬‬
‫– الحظر االقتصادي (‪)%1.61‬‬
‫– الحظر الجوي (‪)%0.40‬‬
‫– البديل العسكري (‪)%0.26‬‬
‫• واعتماداً على المعلومات التي وفرتها مجموعة البحث‪،‬‬
‫اتخذت الحكومة األمريكية موقفا ً يمزج بين ر‪S‬د الفعل‬
‫الدبلوماسي واالحتجاج مع التهدئة‪.‬‬
‫• وتبرز در‪S‬اسة هذه الحالة أن أي تعامل بناء فعال مع‬
‫األزمات‪ ،‬يعتمد بدر‪S‬جة أولى وبشكل أساسي على المعلومات‬
‫التي يتم تقييمها في ضوء التكلفة والفائدة المنجز‪S‬ة عن تبني‬
‫أحد البدائل المتاحة‪.‬‬
‫• كما تبرز دراسة هذه الحالة ما تكتسبه منظومة دعم القرار‬
‫من دور أساسي في اتخاذ القر‪S‬ار المناسب تجاه األزمة‬
‫القائمة‪.‬‬
‫أزمة الصواريخ الكوبية‬
‫أكتوبر ‪1962‬م‬
‫خلفيات األزمة وأبعادها‬
‫أسفرت الحرب األمريكية‪ -‬األسبانية‪ ،‬التي انتهت بانتصار الواليات المتحدة‬ ‫•‬
‫في عام ‪ ،1898‬عن استقالل كوبا‪.‬‬
‫بلغت جملة االستثمارات األمريكية في كوبا عام ‪ 1924‬نحو ‪ 1.2‬بليون‬ ‫•‬
‫دوالر أمريكي‪ ،‬كما كانت كوبا تحصل من الواليات المتحدة على ‪ %66‬من‬
‫وارداتها وتبعث إليها ب ‪ %83‬من صادراتها ‪.‬‬
‫في عام ‪ 1934‬حظرت اتفاقية التبادل التجاري المبرمة بين الدولتين على‬ ‫•‬
‫كوبا فرض ضرائب أو تحديد حصص على قائمة طويلة من الواردات‬
‫األمريكية إليها‪ ،‬وضمنت الواليات المتحدة الحصول على السكر الكوبي‬
‫بسعر بخس‪ ،‬وهو ما وصفه إيرل بابيت‪ ،‬مدير شركة تكرير السكر الكوبية‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بأنه خطوة ناجحة على طريق صياغة سياسة استعمارية‪.‬‬
‫ظل السفير األمريكي في هافانا أقوى شخصية سياسية في البالد‪ ،‬إلى درجة‬ ‫•‬
‫تحدي نفوذ الرئيس الكوبي ذاته ‪.‬‬
‫وفي يناير‪ 1959 S‬نجح الثائر فيديل كاسترو في اإلطاحة بحكم‬ ‫•‬
‫الطاغية باتيستا و استولى على زمام األمور في كوبا ‪.‬‬
‫وبرحيل باتيستا – المشمول بر‪S‬عاية الواليات المتحدة – كان على‬ ‫•‬
‫كاستر‪S‬و أن يبحث عن حليف آخر‪ S‬يضارع في قوته الحليف‬
‫األكبر‪ S‬لعدوه ‪.‬‬
‫ومن نافلة القول أن كان هذا الحليف‪ S‬هو اإلتحاد السوفيتي‪،‬‬ ‫•‬
‫وكنتيجة متوقعة لمثل هذا التحالف الجديد‪ ،‬وتوثيقا ً لعر‪S‬اه‪ ،‬اعتنق‬
‫نظام كاسترو المار‪S‬كسية في منتصف عام ‪.1959‬‬
‫أحدث تحول كوبا – تلك الجز‪S‬ير‪S‬ة الصغيرة التي ال تبعد أكثر من‬ ‫•‬
‫أربعين ميالً عن األراضي األمريكية – إلى الشيوعية إخالالً‬
‫كبيراً بتوازن القوى العالمي لغير صالح الواليات المتحدة في هذه‬
‫المنطقة من العالم‪.‬‬
‫مقدمات األزمة‬
‫• يلمح بعض الكتاب األمريكيين إلى أن أزمة الصواريخ الكوبية ترجع‬
‫بجذورها إلى تلك الزيارة‪ ،‬التي قام بها ميكوبان نائب رئيس الوزراء‬
‫السوفيتي‪ ،‬إلى كوبا في عام ‪ 1959‬على رأس وفد تجاري كبير‪ ،‬إذ‬
‫اتجهت أذهان هؤالء الكتاب إلى احتمال سعي اإلتحاد السوفيتي إلى إقامة‬
‫قواعد صواريخ متطورة للغاية في الفناء الخلفي للواليات المتحدة ‪.‬‬
‫• كثر الحديث في أواخر شهر أغسطس عام ‪ ،1962‬وبخاصة داخل‬
‫الكونجرس األمريكي‪ ،‬عن ازدياد النشاط السوفيتي في كوبا‪ ،‬مما حدا‬
‫بخروشوف إلى أن يبعث برسالة سرية تطمينية إلى الرئيس األمريكي‬
‫كنيدي عن طريق أناتولي دوبرينين‪ ،‬سفير اإلتحاد السوفيتي في واشنطن‪.‬‬
‫• رد الرئيس كنيدي برسالة تحمل إنذاراً حازما ً لإلتحاد السوفيتي‪ ،‬هدد فيه‬
‫بأن على اإلتحاد السوفيتي أن يتحمل العواقب الوخيمة التي سوف تترتب‬
‫على إقدامه على إدخال أسلحة لكوبا‪.‬‬
‫• وفي يوم ‪ 6‬سبتمبر حمل دوبرينين رسالة سرية أخرى من‬
‫خرشوف‪ S‬إلى الر‪S‬ئيس كنيدي – سلمها لمستشاره سورنسن –‬
‫تتضمن أن بالده لن تقدم على اتخاذ أية إجراءات قد تؤدي إلى‬
‫زيادة حدة التوتر في العالقات بين البلدين كما أنها ال ترغب في‬
‫التدخل في الشئون الداخلية للواليات المتحدة‪ .‬إال أن سورنسن رد‬
‫على دوبرينين موضحا ً أن لدى الواليات المتحدة معلومات مؤكدة‬
‫على تدفق أسلحة ومعدات وقوات سوفيتية على كوبا‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي زاد بالفعل من حدة التوتر‪ S‬في العالقات بين البلدين‪ ،‬وأثار قلقا ً‬
‫بالغا ً للرأي العام األمريكي‪.‬‬
‫• وفي يوم ‪ 13‬سبتمبر ألقى الرئيس كنيدي خطابا ً أشار‪ S‬فيه إلى تزايد‬
‫الوجود العسكر‪S‬ي السوفيتي في كوبا‪ ،‬وحذر من أنه لو تحولت هذه‬
‫الدولة إلى قاعدة هجومية سوفيتية‪ ،‬فإن عليها أن تدرك منذ ذلك‬
‫الحين بأن أمنها وأمن حلفائها قد أصبح في خطر‪.S‬‬
‫• وفي يوم ‪ 19‬سبتمبر أجمعت أجهزة المخابرات األمريكية‬
‫المختلفة‪ ،‬فيما عر‪S‬ف باسم تقديرات سبتمبر المخجلة "‬
‫‪ "Notorious September Estimates‬على أن‬
‫احتمال قيام اإلتحاد السوفيتي بنصب صواريخ في كوبا هو‬
‫احتمال بعيد للغاية‪ ،‬وقد استحقت هذه التقديرات وصفها‬
‫المشين‪ ،‬ألنه بعد أقل من شهر‪ S‬من تاريخها اكتشفت طائرات‬
‫االستطالع األمريكية وجود الصواريخ السوفيتية في كوبا‪.‬‬
‫تطورات األزمة‬
‫• فور اكتشاف الصواريخ السوفيتية في كوبا أصدر الرئيس جون كنيدي‬
‫قراراً بتشكيل ما عرفت باسم " اللجنة التنفيذية لمجلس األمن القومي"‬
‫من ‪ 15‬عضواً إلدارة األزمة‪ .‬وطلب الرئيس من أعضاء هذه اللجنة أن‬
‫ينفضوا أيديهم من كافة مسئولياتهم األخرى‪ ،‬وأن يتفرغوا تماما ً إلجراء‬
‫دراسات مستفيضة لكافة جوانب األزمة‪ ،‬وانسب األساليب لمواجهتها في‬
‫اقصر وقت ممكن‪.‬‬
‫• ويصور روبرت كنيدي المناخ العام الذي باشرت اللجنة أعمالها في ظله‬
‫بقوله‪ " :‬إن أبرز ما يميز هذه االجتماعات هو ظاهرة المساواة التامة في‬
‫تعامل أعضاء هذه اللجنة فيما بينهم‪ ،‬حيث طرحنا جانبا ً الشكليات‪ ،‬ولم‬
‫نعر اهتماما ً لألسبقيات الوظيفية"‪.‬‬
‫• وتلخص برنامج عمل اللجنة في محاولة الوقوف على النوايا الكامنة‬
‫وراء هجر اإلتحاد السوفيتي لحرصه التقليدي على عدم المجازفة‪،‬‬
‫والمغامرة بنصب صواريخه في كوبا‪ ،‬وأيضا السعي للوصول إلى أكثر‬
‫البدائل مالئمة إلحباط المغامرة السوفيتية دون المجازفة بالدخول في‬
‫مواجهة مأساوية مع اإلتحاد السوفيتي‪.‬‬
‫وعلى ضوء المعلومات المتوافرة جرت هاتان العمليتان‪:‬‬

‫• أوالً‪ :‬محاولة الوقوف على النوايا‬


‫السوفيتية‬
‫• ثانياً‪ :‬وضع البدائل‬
‫محاولة الوقوف على النوايا السوفيتية‬
‫التفسير األول‬
‫• جاء في مقال تحليلي للكاتب السياسي الشهير والتر ليبمان في‬
‫عموده األسبوعي في الواشنطن بوست‪" :‬إن نصب الصواريخ‬
‫السوفيتية في كوبا‪ ،‬من شأنه أن يمكن اإلتحاد السوفيتي من‬
‫الوصول إلى إتفاق مع الواليات المتحدة حول قيام األخير‪S‬ة‬
‫بإز‪S‬الة صواريخها من تركيا في مقابل أن يسحب – اإلتحاد‬
‫السوفيتي – صواريخه من كوبا"‪.‬‬
‫• كما جاء في حديث خروشوف عند استقباله للسفير األمريكي‬
‫الجديد في موسكو فوي كولر‪ – S‬وبعد اكتشاف أمر الصوار‪S‬يخ‬
‫السوفيتية – بعض التلميحات إلى الصواريخ األمريكية في‬
‫تركيا‪.‬‬
‫• زد على ذلك ما تسر‪S‬ب من معلومات عن قيام رئيس المخابرات‬
‫السوفيتية بتأييد فكرة "اإلزالة المتزامنة" للصواريخ السوفيتية‬
‫واألمريكي‪ ،‬من كوبا وتر‪S‬كيا‪ ،‬وذلك في أحد أحاديثه الخاصة‪،‬‬
‫معربا ً عن اعتقاده بأن هذه الفكر‪S‬ة تمثل تسوية عادلة للمشكلة‪.‬‬
‫• واستنتاجا ُ من كل ما تقدم‪ ،‬قدر بعض أعضاء‬
‫اللجنة أن الهدف السوفيتي هو " تعزيز‬
‫موقف السوفيت التفاوضي إلزالة الصواريخ‬
‫األمريكية من تركيا"‪.‬‬
‫ولكن فريقا ً آخر داخل اللجنة اعترض على هذا الرأي على أساس‪:‬‬
‫• عدم توازن المخاطرة الكبيرة التي أقدم عليها السوفيت‪ ،‬مقابل الهدف‬
‫المتواضع الذي سعوا إلى تحقيقه‪ .‬إذا ال جدال في أن إقدام السوفيت على‬
‫إدخال أعداد كبيرة من صواريخهم متوسطة المدى‪ ،‬على الرغم من‬
‫التحذيرات األمريكية الصريحة والقاطعة‪ ،‬ال تتناسب مطلقا ً مع هدف‬
‫متواضع مثل إزالة سرب من صواريخ جوبيتر ( ‪ 15‬صاروخا ً ) من‬
‫قاعدة حلف شمال األطلنطي في تركيا‪.‬‬
‫• الواليات المتحدة أعلنت صراحة ومرات عديدة‪ ،‬عزمها على إزالة هذه‬
‫الصواريخ وبدون مقابل‪.‬‬
‫• ال وجه للمقارنة بين أهمية الصواريخ األمريكية في تركيا‪ ،‬والصواريخ‬
‫السوفيتية في كوبا‪ ،‬وذلك ألن القاعدة األمريكية في تركيا ال تمثل سوى‬
‫‪ %3‬من إجمالي القدرة النووية الالزمة لتوجيه الضربة األولى‪ .‬ومن‬
‫ناحية ثانية‪ ،‬فإنه ليس من الممكن استخدامها لتوجيه هذه الضربة بسبب‬
‫وقوعها تحت تهديد الخطر المباشر بالقرب من الحدود السوفيتية‪ ،‬وعلى‬
‫النقيض من ذلك يمكن للقواعد السوفيتية في كوبا أن تزيد من قدرة‬
‫الضربة النووية األولى لالتحاد السوفيتي بمقدار الضعف‪.‬‬
‫• أن نطاق وأسلوب نشر الصواريخ السوفيتية في كوبا ال يتناسبان‬
‫إطالقا ً مع افتراض أن اإلتحاد السوفيتي كان يسعى إلجر‪S‬اء‬
‫مقايضة بين صواريخه في كوبا والصواريخ األمريكية في‬
‫تر‪S‬كيا‪ ،‬حيث أن هذه األخيرة لم تتجاوز‪ 15 S‬صاروخاً‪ ،‬بينما بلغ‬
‫عدد الصوار‪S‬يخ السوفيتية من طراز ( ‪ 42 ) IBM‬صار‪S‬وخاً‪،‬‬
‫ومن طر‪S‬از (‪ )IRBM‬ما يتر‪S‬اوح بين ‪ 24‬و ‪ 36‬صاروخاً‪.‬‬
‫• إذا كان هدف اإلتحاد السوفيتي بالفعل هو إجراء مقايضة‪ ،‬فما‬
‫الذي يدعوه إلى إقامة منصات باهظة التكاليف لصوار‪S‬يخه من‬
‫طراز ( ‪ ،) IRBM‬وهي المنصات التي لن يمكنه في حالة‬
‫سحبه لصوار‪S‬يخه أن يحملها معه‪ ،‬أو أن يأخذ تعويضا ً عنها؟‪.‬‬
‫وقد أدت االنتقادات التي وجهت للفرض السابق إلى تعديله على النحو التالي‪:‬‬
‫• " إن اإلتحاد السوفيتي قد فكر في مقايضة صواريخه في كوبا‪،‬‬
‫بالصواريخ األمريكية في تركيا عندما أثبتت تطورات األزمة التي أثارها‬
‫أنها تتجه لغير صالحه"‪ .‬وفي مثل هذا الموقف السيئ فقد قدر أن خروجه‬
‫بشيء بعد كل ما بذله‪ ،‬حتى لو كان هذا الشيء مجرد سرب من‬
‫الصواريخ األمريكية في تركيا‪ ،‬أفضل بكثير من خروجه صفر اليدين‪ .‬أما‬
‫الهدف الرئيسي الذي كان يخطط له قبل حدوث هذه التداعيات غير‬
‫المواتية‪ ،‬فقد كان مقايضة الصواريخ الكوبية بالقواعد الصاروخية األخرى‬
‫المحيطة باإلتحاد السوفيتي في إيطاليا وإيران وبرلين‪.‬‬
‫• يؤخذ على هذا التفسير عدم توضيحه لسبب إقامة منصات الصواريخ‬
‫(‪ )IRBM‬الباهظة التكاليف‪.‬وكذلك فإنه ليس من المقبول االفتراض بأن‬
‫اإلتحاد السوفيتي كان يسعى لمقايضة صواريخه في كوبا بالصواريخ‬
‫األمريكية في برلين بعد أن أيقن من صرامة الموقف األمريكي في برلين‪،‬‬
‫مما يحمله على عدم التفكير في المجازفة "باإلدارة باألزمات" في برلين‬
‫قد تضطر الواليات المتحدة إلى الدخول في اختبار للقوة معه‪ .‬ولذلك‬
‫أستبعد هذا االستنتاج‪.‬‬
‫محاولة الوقوف على النوايا السوفيتية‬
‫التفسير الثاني‬
‫• توريط الواليات المتحدة في كوبا للتقدم نحو برلين ‪.‬‬
‫• ويؤكد هذا التفسير أن اإلتحاد السوفيتي لم يحرص على إخفاء صواريخه‪،‬‬
‫أي أنه يرغب في أن يكتشفها األمريكيون‪.‬‬
‫• ومنطق هذا التفسير هو أن تنفيذ الواليات المتحدة لتهديداتها سوف يثير‬
‫عليها ثائرة العالم بأسره‪ ،‬بما في ذلك حلفائها في حلف شمال األطلنطي‪،‬‬
‫ودول أمريكا الالتينية كلها‪ ،‬بل والرأي العام األمريكي ذاته‪ .‬كما أنه سوف‬
‫يؤكد للرأي العام داخل اإلتحاد السوفيتي‪ ،‬وللصينيين أيضاً‪ ،‬مدى عدوانية‬
‫السلوك األمريكي‪ .‬وعندما تواجه الواليات المتحدة كل هذه التعقيدات‪ ،‬وفي‬
‫الوقت الذي تغرق فيه في سويس أخرى في كوبا " تشبيها ً بالتورط‬
‫البريطاني في حرب السويس عام ‪ "1956‬يتقدم اإلتحاد السوفيتي نحو‬
‫بودابست أخرى في برلين " تشبيها ً بنجاح السوفيت في ثورة المجر عام‬
‫‪ 1956‬أيضاً"‪.‬‬
‫غير أن هذا االستنتاج لم يسلم بدوره من النقد على أساس‪:‬‬
‫• أن ضرب مواقع الصواريخ السوفيتية في كوبا ال بد وأن يؤدي إلى‬
‫إصابة عدد كبير من الخبراء السوفيت‪ ،‬والذين وصل عددهم في كوبا‬
‫إلى نحو عشرة آالف خبير سوفيتي‪ ،‬وهو األمر الذي يدرك السوفيت‬
‫تماما ً انه يشكل رادعا ً لألمريكيين عن اإلقدام على هذه الخطوة‪.‬‬
‫• أن التضحية بأرواح آالف من الجنود األمريكيين في برلين في مقابل‬
‫اآلالف من الجنود السوفيت في كوبا دونما هدف واضح‪ ،‬يعد فكر ًة‬
‫ً‬
‫مجنونة بكل المقاييس‪.‬‬
‫• أنه ال محل للقياس بين برلين والمجر‪ ،‬إذ في الوقت الذي تقع فيه المجر‬
‫في نطاق النفوذ الحيوي لإلتحاد السوفيتي‪ .‬مما يشكل قيداً على أي تحرك‬
‫أمريكي مضاد للتدخل السوفيتي فيها عام ‪ ،1956‬فإن برلين ليست‬
‫كذلك‪ ،‬وإنما تمثل الخط األحمر الذي يؤدي تجاوزه من قبل الدولتين‬
‫العظميين إلى حدوث مواجهة بينهما‪.‬‬
‫• ومن ثم تمت تنحية هذا االستنتاج جانباً‪.‬‬
‫محاولة الوقوف على النوايا السوفيتية‬
‫التفسير الثالث‬
‫أنه على الرغم من فشل عملية خليج الخنازير فقد كان لدى اإلتحاد السوفيتي ما يحمله‬ ‫•‬
‫على االعتقاد بأن الواليات المتحدة قد تحاول إعادة الكرة – كما أنه وبغض النظر عن‬
‫فشل هذه العملية – إال أنها أثبتت قدرة الواليات المتحدة على تفجير الموقف في كوبا‬
‫متى أرادت ذلك‪.‬‬
‫علم مستمر بالتصريحات الملتهبة التي أدلت بها‬
‫اإلتحاد السوفيتي البد وأن يكون على ٍ‬ ‫•‬
‫بعض الشخصيات الهامة في البيت األبيض والكونجرس ضد نظام كاسترو‪ ،‬ومطالبتها‬
‫لإلدارة األمريكية بوضع نهاية لنظام حكمه‪.‬‬
‫ما نشر من معلومات حول اعتزام الواليات المتحدة األمريكية القيام بمناورات بحرية‬ ‫•‬
‫في البحر الكاريبي تحت اسم ‪ ORTSAC‬حشدت لها ‪ 7500‬رجل من مشاة البحرية‬
‫وأربع حامالت طائرات‪ ،‬و‪ 20‬مدمرة‪ ،‬و‪ 15‬ناقلة جنود‪ .‬وكان الهدف المعلن لهذه‬
‫المناورة هو القيام باجتياح جزيرة وهمية في الكاريبي لتخليصها من حكم دكتاتور اسمه‬
‫‪ .ORTSAC‬يالحظ أن قراءة هذا االسم من اليمين إلى اليسار يجعله " كاسترو"‪.‬‬
‫" وإزاء هذه المؤشرات‪ ،‬فإنه من المرجح أن يكون السوفيت قد أقدموا على خطوتهم‬ ‫•‬
‫الجريئة هذه دفاعا ً عن كوبا"‪.‬‬
‫ويستمد هذا الفرض منطقه القوى من حقيقة أن مسألة الدفاع عن كوبا لم تكن قضية‬ ‫•‬
‫ثانوية بالنسبة لالتحاد السوفيتي‪ ،‬وذلك باعتبارها المركز األمامي الوحيد للشيوعية في‬
‫نصف العالم الغربي‪ ،‬ولذلك فإنه مع بداية صيف عام ‪ 1962‬تدفقت المعونات العسكرية‬
‫السوفيتية على كوبا بكميات كبيرة‪ ،‬سوا ًء من الطائرات المقاتلة أو من الزوارق الحربية‪،‬‬
‫ونحو مائة ألف طن من األسلحة والمعدات البرية مما جعل الجيش الكوبي أقوى جيوش‬
‫أمريكا الالتينية قاطبة‪.‬‬
‫ولقد تصدت مجموعة من داخل اللجنة لنقد هذا االستنتاج أيضاً‪ ،‬وكان أهم ما وجهته له‬ ‫•‬
‫انتقادات‪:‬‬
‫لو كان هدف االتحاد السوفيتي هو الدفاع عن كوبا‪ ،‬لما كان بحاجة إلى إرسال صواريخه‬ ‫•‬
‫إلى هناك‪ ،‬وإنما كان يكفي وجود القوات السوفيتية التي بلغ عددها في ذروة احتدام‬
‫األزمة ‪ 22‬ألف فرد للقيام بهذه المهمة‪.‬‬
‫ولو كان السوفييت قد قصروا هدفهم على الدفاع عن كوبا فقط وباألسلحة النووية لما‬ ‫•‬
‫كانوا بحاجة إلى نصب صواريخ متوسطة المدى فيها‪ ،‬بل كانت األسلحة النووية‬
‫التكتيكية تكفي لتحقيق هذا الغرض‪ ،‬وذلك اقتصاداً للنفقات‪ ،‬واختصاراً للوقت الالزم‬
‫لنشرها‪ ،‬ولسهولة إخفائها أيضا‪ ،‬واألهم من هذا كله التفاقها مع مفهوم الحرب المحدودة‪.‬‬
‫كما أن هذا االستنتاج ال يقدم تفسيرا إلقامة منصات للصواريخ من طراز (‪ )IRBM‬ذات‬ ‫•‬
‫التكلفة العالية‪ ،‬والتي يسهل اكتشافها‪.‬‬
‫ثم إن الدفاع عن كوبا ال يتناسب وحجم المخاطرة الكبيرة التي أقدم عليها السوفيت‬ ‫•‬
‫بإرسال صواريخهم إلى كوبا‪.‬‬
‫• ولم يحظ هذا االستنتاج بتأييد كاف داخل اللجنة‪.‬‬
‫محاولة الوقوف على النوايا السوفيتية‬
‫التفسير الرابع‬
‫هدف اإلتحاد السوفيتي هو "المناورة في إطار الحرب الباردة“‬ ‫•‬
‫ما ذكره خروشوف لصديقه الشاعر روبرت فروست قبل حدوث هذه‬ ‫•‬
‫األزمة بعدة شهور‪ ،‬من أن " الشعب األمريكي متحرر إلى الدرجة التي ال‬
‫تمكنه من الحرب"‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق فإنه من الجائز أن خروشوف كان قادراً على أن يفرض‬ ‫•‬
‫على األمريكيين أمراً واقعا ً إذا ما فوجئوا بأنه قد أكمل نشر صواريخه‬
‫متوسطة المدى في كوبا‪ .‬وأنه إذا ما احتجت الواليات المتحدة على ذلك‬
‫بالطرق الدبلوماسية‪ ،‬فإن مثل هذا االحتجاج سوف يحقق لالتحاد السوفيتي‬
‫أكثر من هدف‪.‬‬
‫وكان من بين الذين تبنوا هذا الرأي السفير تشارلز بولين الذي استشهد‬ ‫•‬
‫بمأثورة لينين القائلة‪" :‬إذا صادفت سكينك صلبا فلتتراجع‪ ،‬أما إذا أصابت‬
‫عصيدة فلتتقدم"‪.‬‬
‫وقد انحاز إلى هذا الرأي الرئيس كنيدي‪.‬‬ ‫•‬
‫محاولة الوقوف على النوايا السوفيتية‬
‫التفسير الخامس‬
‫• هدف اإلتحاد السوفيتي هو " تحييد التفوق األمريكي في مجال الصواريخ“‬
‫• وقد استند هذا االستنتاج إلى‪ :‬حقيقة وجود فجوة واسعة آنذاك في مجال‬
‫الصواريخ بين الواليات المتحدة واإلتحاد السوفيتي‪ .‬وهي الفجوة التي لم‬
‫يكن بوسع اإلتحاد السوفيتي عبورها إال بأعباء مادية تثقل كاهله‪ ،‬إلنتاج‬
‫جيل جديد من الصواريخ عابرة القارات‪ ،‬والصواريخ المحمولة على‬
‫الغواصات‪ ،‬ولذلك فقد كانت كوبا هي البديل األمثل للوصول إلى التوازن‬
‫اإلستراتيجي على المدى القصير‪ ،‬ولتوفير نفقات باهظة على المدى الطويل‪،‬‬
‫وذلك ألن نشر الصواريخ السوفيتية في كوبا يمثل إضافة سريعة وهامة‬
‫ومعقولة التكلفة إلى القدرة السوفيتية على توجيه ضربة مؤثرة إلى الواليات‬
‫المتحدة‪ ،‬ويعزز الوجود السوفيتي بالقرب من شواطئ األمريكية بحاملة‬
‫صواريخ منيعة ومحصنة ضد الغرق ‪ Unsinkable Carrier‬على‬
‫المدى الطويل‪ ،‬ويدعم من مركز خروشوف داخل اإلتحاد السوفيتي في‬
‫مواجهة خصومه‪.‬‬
‫البدائل المقترحة‬
‫تجاهل التهديد السوفيتي‬
‫• في مواجهة االستنتاج القائل بان اإلتحاد السوفيتي قد استهدف من وراء‬
‫نشر صواريخه في كوبا استفزاز الواليات المتحدة وتوريطها في كوبا للتقدم‬
‫نحو برلين‪ ،‬كان البديل هو قطع الطريق على خروشوف بمواجهة استفزازه‬
‫بأسلوب هادئ‪ ،‬ومن ثم تجاهل المسألة برمتها على أساس أن الواليات‬
‫المتحدة عرضة للصواريخ السوفيتية‪ ،‬سواء من كوبا أو من غيرها‪.‬‬
‫• وقد تم استبعاد هذا البديل بسبب تجاهله لخطورة الخطوة العسكرية‬
‫السوفيتية‪ ،‬التي ال تقتصر على مضاعفة القدرة النووية الهجومية لإلتحاد‬
‫السوفيتي فحسب‪ ،‬وال على تعطيل فاعلية جهاز اإلنذار المبكر ضد‬
‫الصواريخ فقط‪ ،‬ولكن األخطر من ذلك كله هو تعزيز السوفيت لقواعدهم‬
‫الصاروخية في كوبا‪ ،‬مما ينجم عنه إخالل خطيراً بالتفوق اإلستراتيجي‬
‫األمريكي ‪.‬‬
‫إجراء اتصاالت سرية مع كاسترو‬
‫• وفي مواجهة االستنتاج القائل بأن اإلتحاد السوفيتي قام بنشر‬
‫صواريخه في كوبا للدفاع عنها‪ ،‬فقد تم التفكير في إجراء‬
‫اتصاالت سرية مع كاسترو ينذر فيها إما أن يتم سحب‬
‫الصوار‪S‬يخ السوفيتية‪ ،‬أو يتحمل مغبة ر‪S‬فضه الذي قد يكلفه‬
‫كثيراً‪ .‬ولكن أخذ على هذا البديل أن الصواريخ المقامة في‬
‫كوبا هي صوار‪S‬يخ سوفيتية خاضعة إلشراف السوفيت‬
‫أنفسهم‪ ،‬ومن ثم فإن القرار الخاص بسحبها يجب أن يكون‬
‫قراراً سوفيتياً‪.‬‬
‫الضغوط الدبلوماسية‬
‫من خالل األمم المتحدة‪ ،‬أو منظمة الدول األمريكية (‪ )OAS‬واقتراح‬ ‫•‬
‫تشكيل لجنة تقوم بمعاينة مواقع الصواريخ السوفيتية‪ ،‬وإجراء اتصاالت‬
‫علنية أو سرية مع خروشوف‪ ،‬أو عقد مؤتمر قمة تطالب فيه الواليات‬
‫المتحدة بسحب الصواريخ السوفيتية من كوبا ‪ ،‬إال أن هذا البديل قد أستبعد‬
‫أيضا ً على ضوء‪:‬‬
‫أنه يمكن للسوفيت وقف اتخاذ أي قرار باستخدام " الفيتو“‪.‬‬ ‫•‬
‫ما يتيحه طول اإلجراءات في مجلس األمن لالتحاد السوفيتي من وقت يمكنه‬ ‫•‬
‫من إتمام نشر صواريخه في كوبا‪.‬‬
‫اللجوء إلى إجراء مفاوضات سرية مع "خروشوف" قد يتضمن اعترافا‬ ‫•‬
‫ضمنيا ً من قبل الواليات المتحدة بحق اإلتحاد السوفيتي في الدفاع عن كوبا‪.‬‬
‫أما عقد مؤتمر قمة‪ ،‬فإن ذلك يعني أن التنازالت لن تكون من طرف واحد‬ ‫•‬
‫بل من الجانبين ‪.‬‬
‫غزو كوبا‬
‫• وإزاء االستنتاج الذاهب إلى أن نوايا السوفيت هي القيام بمناورات سياسية‬
‫في إطار سياسة الحرب الباردة‪ ،‬وإبراز قدرتهم على حماية معقل متقدم‬
‫للشيوعية في نصف العالم الغربي‪ ،‬فقد تم التفكير في إحباط هذه النوايا‬
‫بالتخلص من مشكلة كوبا برمتها‪ ،‬وذلك بغزو كوبا‪ ،‬خاصة وأن الظروف قد‬
‫أتاحت للواليات المتحدة هذه الفرصة الذهبية‪ ،‬والمبررات المشروعة للغزو‪،‬‬
‫والتخلص من نظام كاسترو‪.‬‬
‫• ولكن " اللجنة التنفيذية لمجلس األمن القومي(‪Executive‬‬
‫كخيار أخير لتكلفته‬
‫ٍ‬ ‫‪ )Committee Of NSC‬قررت جعل هذا البديل‬
‫الفادحة‪ ،‬إذ سوف يترتب عليه حدوث صدام مباشر مع أكثر من عشرين‬
‫ألف جندي سوفيتي‪ ،‬ليكون بذلك أول صدام من نوعه بين القوتين العظميين‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬مما قد يؤدي إلى حدوث مواجهة نووية‪ ،‬أو تقدم‬
‫السوفيت نحو برلين‪.‬‬
‫‪‬‬
‫توجيه ضربة جوية‬
‫• وعلى ضوء المحاذير المترتبة على البديل السابق‪ ،‬فقد تم التفكير في‬
‫استبدل الغزو بضربة جوية باترة ‪ Surgical Air Strike‬لمواقع‬
‫الصواريخ السوفيتية‪ .‬وكان أنصار هذا البديل يرون فيه الرد األمثل على‬
‫أسلوب الخداع الذي لجأ إليه اإلتحاد السوفيتي بإدخال صواريخه إلى كوبا‪،‬‬
‫كما قدروا أن مثل هذه الضربة يمكنها أن تدمر قواعد الصواريخ‪ ،‬ومن ثم‬
‫تزيل مصدر الخطر قبل أن يكشف السوفيت أن األمريكيين قد علموا بأمر‬
‫صواريخهم‪ .‬وقدروا أيضا ً مالئمة أن يسبق هذه الضربة مباشرة بيان يلقيه‬
‫الرئيس األمريكي‪ ،‬ويعلن فيه اكتشاف أمر الصواريخ السوفيتية في كوبا‪،‬‬
‫وأخيراً يدعو إلى مؤتمر قمة لتسوية المشكلة‪.‬‬
‫• وقد أثار ناقدو هذا البديل القضايا التالية‪:‬‬
‫هل يمكن أن تكون هذه الغارة الجوية باترة فعالً؟ إذ أنه بفرض نجاحها‬ ‫•‬
‫في تدمير مواقع كافة الصواريخ السوفيتية في كوبا‪ ،‬فإن طائرات الميج‬
‫واألليوشن – ‪ 28‬السوفيتية‪ ،‬يمكنها أن ترد على ذلك بمهاجمة قاعدة‬
‫جوانتانامو األمريكية في كوبا وجنوب الواليات المتحدة‪.‬‬
‫ما الذي يضمن أن تنجح مثل هذه الغارة في إزالة مواقع الصواريخ؟وما‬ ‫•‬
‫الذي يضمن أال تقوم الصواريخ التي لم تكتشف مواقعها بعد‪ ،‬بالرد على‬
‫هذه الغارة بتدمير المدن الجنوبية في الواليات المتحدة ؟‬
‫أن الهجوم المفاجئ على قواعد الصواريخ السوفيتية‪ ،‬سوف يؤدي‬ ‫•‬
‫بالضرورة إلى مصرع بضعة آالف من السوفيت‪ ،‬وهو األمر الذي ال‬
‫يمكن قبوله ببساطة في عالقات القوى العظمى اليوم‪.‬‬
‫أن القيام بمثل هذا الهجوم المفاجئ سوف يحدث رد فعل عنيف من‬ ‫•‬
‫جانب الجماهير األمريكية نفسها‪ ،‬والتي لم تكن قد أفاقت بعد من صدمة‬
‫الهجوم المفاجئ على بيرل هاربر في ديسمبر عام ‪ ،1941‬ونظرت إلى‬
‫فجائية الهجوم كمرادف للغدر الشديد والخديعة‪.‬‬
‫فرض حصار بحري‬
‫بيد أن هذا البديل لم يسلم لدوره من النقد‪ ،‬وكانت االنتقادات التي وجهت إليه هي‪:‬‬
‫احتمال وقوع صدام بين األسطولين األمريكي والسوفيتي‪.‬‬ ‫•‬
‫مخالفة الحصار البحري لمبدأ حرية المالحة في أعالي البحار‪ ،‬وهو المبدأ الذي يحظى‬ ‫•‬
‫باحترام خاص من قبل حلفاء الواليات المتحدة‪.‬‬
‫أن الحصار البحري يشكل خرقا ً لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬ولقواعد القانون الدولي‪.‬‬ ‫•‬
‫إمكانية أن يدفع هذا اإلجراء اإلتحاد السوفيتي إلى الرد بإجراء مماثل‪ ،‬وفرض حصار‬ ‫•‬
‫جديد على برلين ‪.‬‬
‫أنه قد يترتب على الحصار البحري نفس اآلثار السلبية التي قد تترتب على الغارة الجوية‬ ‫•‬
‫التي سلفت اإلشارة إليها في البديل السابق‪ ،‬وذلك في حالة ما إذا رفضت السفن السوفيتية‬
‫التوقف‪ ،‬مما قد يضطر الواليات المتحدة إلى تحمل مسئولية إطالق الطلقة األولى في أول‬
‫مواجهة مباشرة بين القوتين العظميين‪.‬‬
‫أنه ليس ثمة عالقة بين الحصار البحري وبين األهداف المتوخاة من ورائه‪ ،‬وهي إزالة‬ ‫•‬
‫الصواريخ‪ .‬إذ سوف تظل مشكلة الصواريخ قائمة لم تحل‪ ،‬بل وقد تتفاقم هذه المشكلة إلى‬
‫األسوأ‪ ،‬إذا ما استغل السوفيت انهماك الواليات المتحدة في إحكام حصارها حول‬
‫الشواطئ الكوبية‪ ،‬وتفرغوا هم إلتمام نصب صواريخهم‪ ،‬والوصول بها إلى مرحلة‬
‫التشغيل‪.‬‬
‫الخيار‪ :‬عزل بحري وقائي ‪Quarantine‬‬
‫• وعلى ضوء االنتقادات التي وجهت إلى هذا البديل اقترح‬
‫ليندون جونسون – نائب الرئيس حينئذ – تعديل تسمية‬
‫اإلجراء من حصار‪ Blockade‬إلى حزام‬
‫وقائي‪ Quarantine‬تجنبا ً للمحاذير القانونية المترتبة على‬
‫استخدام الكلمة األولى‪ ،‬وبعد تخطي هذه العقبة القانونية اتفقت‬
‫أغلبية آراء أعضاء اللجنة – وفي مقدمتها رأي الرئيس –‬
‫على اعتماد هذا البديل ليكون بمثابة الخيار األمريكي‬
‫لألسباب التالية‪:‬‬
‫أن الحصار يمثل خيارا وسطا ً بين السلبية المطلقة ورد الفعل العنيف‬ ‫•‬
‫الذي يتسم بالمجازفة‪ .‬فمن ناحية نجد فيه تأكيدا إلصرار الواليات‬
‫المتحدة على عدم الوقوف مكتوفة األيدي في مواجهة التحدي السوفيتي‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى ال يتضمن قدراً كبيراً من المجازفة مثل تلك التي‬
‫ينطوي عليها القيام بغارة باترة‪.‬‬
‫أنه يرمي الكرة في ملعب خروشوف‪ ،‬إذ يترك له الحرية في تفادي‬ ‫•‬
‫الحصار بإصداره أوامره لسفنه بعدم محاولة اختراق هذا الحصار‪،‬‬
‫وبين تحمل مسئولية قرار بدء المواجهة المباشرة‪.‬‬
‫أن الكاريبي –حيث يقع الحصار– يعتبر أصلح الميادين وأكثرها مالئمة‬ ‫•‬
‫للواليات المتحدة في حالة دخولها في اختبار للقوة مع اإلتحاد السوفيتي‪.‬‬
‫أن الحصار البحري يتيح للواليات المتحدة الفرصة الستعراض قدراتها‬ ‫•‬
‫في األسلحة التقليدية‪ ،‬والتصعيد المحسوب على مختلف مستويات‬
‫المواجهة النووية باألسلحة التي تتمتع فيها بتفوق ملحوظ عليه‪.‬‬
‫• وفي نفس الوقت طلبت الواليات المتحدة عقد جلسة طارئة لمجلس‬
‫األمن طالبت فيها بسحب الصواريخ السوفيتية من كوبا تحت رقابة‬
‫دولية‪ ،‬بينما طلب اإلتحاد السوفيتي في نفس الجلسة رفع الحصار‬
‫البحري المضروب على كوبا ووصفه بالقرصنة‪ ،‬إال أن مجلس األمن‬
‫أثبت عجزه عن التوصل إلى قرار حاسم حول أيٍ من هذين الطلبين‪.‬‬
‫وفي ‪ 24‬أكتوبر اقترح (يو ثانت) – األمين العام لألمم المتحدة –‬
‫على كل من الدولتين ضبط النفس لمدة أسبوعين إلمكانية مناقشة‬
‫المسائل الخالفية بينهما‪.‬‬
‫• وقد وافق خروشوف على هذا االقتراح‪ ،‬بينما رفضه كنيدي على‬
‫اعتبار أن مسألة سحب الصواريخ السوفيتية من كوبا هي قضية غير‬
‫قابلة للتفاوض‪.‬‬
‫• وفي يوم ‪ 26‬أكتوبر‪ ،‬نما إلى علم إدارة كنيدي أن عدة سفن سوفيتية‬
‫متجهة إلى كوبا قد غيرت اتجاهها‪ ،‬ومع ذلك فإن طائرات االستطالع‬
‫األمريكية تمكنت من رصد النشاط السوفيتي المحموم في بناء قواعد‬
‫الصواريخ في كوبا‪ ،‬مما اضطر هذه اإلدارة إلى التحرك بسرعة‬
‫لمواجهة هذا الموقف قبل أن يسبق السيف العزل بإتمام إنشاء هذه‬
‫المنصات‪ ،‬ومن ثم تصبح الصواريخ جاهزة للعمل‪ ،‬فأصدر الرئيس‬
‫كنيدي تصريحا ً أعلن فيه‪ :‬أن بالده لن تتردد في اتخاذ إجراءات‬
‫أخرى بما في ذلك ضرب قواعد الصواريخ لو تطلب األمر ذلك‪ ،‬ولم‬
‫يستبعد في تصريحه احتمال حدوث مواجهة بين الدولتين إذا لم يقم‬
‫اإلتحاد السوفيتي بسحب صواريخه في موعد غايته ‪ 30‬أكتوبر‪.‬‬
‫• وفي مساء اليوم نفسه‪ ،‬وصل خطاب إلى كنيدي من خروشوف‪ ،‬ذو نبرة‬
‫معتدلة يقترح عليه فيه أن يقوم اإلتحاد السوفيتي بسحب صواريخه من‬
‫كوبا‪ ،‬في مقابل تعهد الواليات المتحدة بعدم غزوها‪ ،‬وكان العرض سخيا ً‬
‫إلى الحد الذي وصفه فيه البعض بأنه استسالم مشروط‪ .‬ولكن لوحظ أن‬
‫هذا الخطاب لم يدون عليه تاريخ إرساله‪.‬‬
‫• وفي اليوم التالي‪ ،‬وصل إلى البيت األبيض خطاب آخر من خروشوف‪،‬‬
‫بغير تاريخ أيضاً‪ ،‬بصيغة عنيفة يتضمن مطالب متشددة‪ ،‬ويقترح فيه أن‬
‫تقوم الواليات المتحدة بسحب صواريخها من تركيا‪ ،‬مقابل قيام اإلتحاد‬
‫السوفيتي بسحب صواريخه من كوبا‪.‬‬
‫• وعندما عرض األمر على اللجنة التنفيذية لمجلس األمن القومين قررت‬
‫رفض العرض الوارد بالخطاب الثاني لسببين‪:‬‬
‫– اعتقاد كنيدي بأن الخطاب األول يعكس حقيقة مشاعر خروشوف بأكثر مما‬
‫يعكسها الخطاب الثاني‪.‬‬
‫– رفض المساومة بقواعد حلف األطلنطي نتيجة للضغط السوفيتي ‪.‬‬
‫• وفي يوم ‪ 27‬أكتوبر أعاد خروشوف عر‪S‬ضه بسحب‬
‫صواريخه من كوبا‪ ،‬في مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو كوبا‪،‬‬
‫فأعلن الرئيس األمريكي على الفور قبوله لهذا العرض‪،‬‬
‫وترحيبه بمساهمة خروشوف‪ S‬اإليجابية في تحقيق السالم‪،‬‬
‫وهكذا تبددت احتماالت المواجهة‪ .‬وز‪S‬ال شبح الر‪S‬عب النووي‬
‫الذي خيم على العالم بأسر‪S‬ه‪ ،‬طوال تلك األيام العصيبة التي‬
‫استغرقتها األزمة‪.‬‬
‫مالحظات على اإلدارة األمريكية ألزمة الصواريخ الكوبية‬

‫• إن الدرس األول الذي يمكن استخالصه من أزمة الصواريخ الكوبية‪ ،‬يعد بمثابة‬
‫تأكيد جديد للدور الذي يلعبه حدث األزمة في تصحيح المفاهيم الخاطئة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تعديل سياسات صانع القرار ‪ ،‬لكي تتالءم مع المفاهيم الجديدة‪ ،‬ومن ثم تصبح أكثر‬
‫قربا ً من الواقع‪ .‬والثابت أن قرارات كل من الزعيمين األمريكي والسوفيتي قد بنيت‬
‫على تصورات خاطئة لكل منهما عن الطبيعة الحقيقية لآلخر‪.‬‬
‫• فلقد اعتقد الرئيس كنيدي أن خروشوف رجل حكيم وفطن وحذر وحريص لذلك على‬
‫احترام األوضاع الراهنة في العالقات بين القوتين العظميين‪ ،‬ومدركا للعواقب‬
‫المأساوية المترتبة على تحديها أو محاولة تغييرها‪ .‬وأن كل هذه الصفات سوف‬
‫تحول بينه وبين اتخاذ أية إجراءات تتسم بالرعونة أو التهور‪ ،‬مثل نصب صواريخ‬
‫سوفيتية في كوبا‪ .‬بينما اعتقد خروشوف أن كنيدي ليس إال غرا‪ ،‬قليل التجربة‪ ،‬ومن‬
‫ثم عاجزاً عن اتخاذ القرارات الحاسمة على نحو ما كشفت عنه عملية خليج‬
‫الخنازير‪ ،‬ومن ثم فإن في استطاعته أن ينصب صواريخه في كوبا دون أن يتعرض‬
‫لرد حاسم من جانب الواليات المتحدة‪.‬‬
‫كل منهما لمفاهيم خاطئة عن اآلخر؟‬
‫فما هي األسباب التي أدت إلى تكوين ٍ‬
‫كان الرئيس كنيدي يرغب في الوصول إلى مصالحة مع اإلتحاد السوفيتي‪ ،‬وتحقيق‬ ‫•‬
‫االنفراج في عالقاته السياسية معه لذلك فقد وقع في مشكلة‪:‬‬
‫الطرد التلقائي للمعلومات غير المرغوب فيها والمتمثل في الرفض الفكري لهذه‬ ‫•‬
‫المعلومات‪ ،‬وهو أخطر ما يبتلى به التقدير السليم لألمور‪.‬‬
‫يمكن تعريفه أيضا ً ب " منطق الحالة النفسية" "‪ "Psycho-Logic‬والذي‬ ‫•‬
‫يميل إلى محاولة رؤية الحقائق بمنظار الميول النفسية وحده‪ ،‬فيتقبل منها ما يتفق مع‬
‫هذه الميول‪ ،‬ويتجاهل ما يتعارض معها‪.‬‬
‫واستجابة لهذه النزعة تجاهل الرئيس كنيدي ومستشاروه بعض المؤشرات التي ما‬ ‫•‬
‫كان يجب تجاهلها‪ .‬من قبيل ذلك ما وصل إليهم من معلومات عن تحرك قافلة بحرية‬
‫سوفيتية متجهة إلى كوبا تم رصدها في شهر سبتمبر ‪ ،1962‬وكان من المتصور‬
‫في ذلك الحين أنها تحمل شحنات من األخشاب إلى كوبا ( وغرابة هذا المنطق تتمثل‬
‫في عدم وجود حاجة ملحة لكوبا االستوائية إلى مثل هذه األخشاب تتطلب تخصيص‬
‫قافلة كاملة لها على اتساع المسافة بين اإلتحاد السوفيتي وبينها!) ولقد ثبت فيما بعد‬
‫أن شحناتها كانت من الصواريخ السوفيتية المتطورة للغاية‪.‬‬
‫• وقبل ذلك رصدت طائر‪S‬ات االستطالع األمريكية من طراز –‪U‬‬
‫‪ 2‬ز‪S‬يادة ملحوظة في عدد السوفيت في كوبا‪ ،‬وعمال يجر‪S‬ى على‬
‫قدم وساق في إقامة قواعد صواريخ "‪ "SAM‬هناك‪ .‬ولكن‬
‫السفير السوفيتي في واشنطن " أناتولي دوبرينين " نجح في‬
‫تبديد شكوك " روبرت كنيدي " حول نوايا السوفيت ( كيف‬
‫استطاع ذلك !!! )‪ .‬ولقد ساعد على نجاح مهمة السفير‪S‬‬
‫السوفيتي‪ ،‬انه لم يكن هناك شخص واحد في النخبة المحيطة‬
‫بالر‪S‬ئيس كنيدي‪ ،‬وال حتى الرئيس نفسه يتصور‪ S‬أن يقدم السوفيت‬
‫على مثل هذا العمل األر‪S‬عن الذي يمثل تهديداً مباشر‪S‬اً للواليات‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫منطق مرفوض في تصور الطبيعة العقالنية للسلوك السياسي‬
‫• ال تراهن على عقالنية خصمك‬
‫أما بالنسبة لخروشوف فقد أدت ثالثة أحداث هامة إلى إقناعه‬
‫بافتقار الرئيس كنيدي إلى اإلدارة والحزم الالزمين‪:‬‬
‫• أولهما ‪ :‬عملية خليج الخنازير‪ ،‬فقد كان تقدير خروشوف أن تصرف كنيدي حيال‬
‫فشل هذه العملية هو الفيصل في تقدير قوته الحقيقية‪ ،‬ولما تردد كنيدي في التدخل‬
‫إلنقاذها من المصير المؤسف الذي انتهت إليه‪ ،‬آمن خروشوف بأن كنيدي رجل تعوزه‬
‫الخبرة والحزم الالزمين‪ ،‬ومن ثم فإنه من السهل ابتزازه وإرهابه‪.‬‬
‫• أما الواقعة الثانية‪ :‬فقد كانت خالل مؤتمر " فينا " الذي عقد في يونيو عام ‪،1961‬‬
‫حيث رد كنيدي على تهديدات خروشوف العاصفة بعقد معاهدة سالم سوفيتية منفردة‬
‫مع ألمانيا الشرقية‪ ،‬بالحديث عن مخاطر الحسابات الخاطئة التي قد تؤدي إلى حدوث‬
‫المواجهة بين القوتين العظميين‪ ،‬مما زاد خروشوف اقتناعا ً بعزوف خصمه عن‬
‫مواجهة التحديات‪.‬‬
‫• وأخيراً أدى إحجام كنيدي عن هدم الجدار الذي أقامه خروشوف بين برلين الشرقية‬
‫وبرلين الغربية في أغسطس ‪ 1961‬إلى ترسيخ اعتقاده بعدم استعداد كنيدي التخاذ‬
‫قرارات هامة تنطوي على مواجهة المخاطر‪.‬‬
‫وباختصار تميزت مرحلة ما قبل األزمة بتحكم‬
‫تصورات الزعيمين األمريكي والسوفيتي‪ ،‬وما‬
‫كونه كل منهما من انطباعات خاطئة عن اآلخر‪،‬‬
‫بأكثر مما فعلت الحقائق‪.‬‬
‫أما مرحلة األزمة ذاتها‪ ،‬فيمكن تقسيمها إلى‬
‫مرحلتين فرعيتين متميزتين‪:‬‬
‫• تبدأ المرحلة األولى من ‪ 14‬أكتوبر – ‪ 22‬أكتوبر‪ ،‬أي بعد‬
‫اكتشاف الصوار‪S‬يخ الكوبية‪ ،‬وحتى خطاب الرئيس كنيدي الذي‬
‫ينذر‪ S‬فيه بفر‪S‬ض العزل البحري ( الحصار البحري ) على كوبا‪.‬‬
‫وقد تميزت هذه المرحلة بمحاولة إدار‪S‬ة الر‪S‬ئيس كنيدي معالجة‬
‫هذه األز‪S‬مة في نطاق السر‪S‬ية التامة‪.‬‬
‫• وفي خالل هذه المر‪S‬حلة اتخذ الرئيس كنيدي ثالثة قرار‪S‬ات هامة‬
‫نتيجة لتغيير مفاهيمه عن خروشوف تحت تأثير األز‪S‬مة‪ ،‬حيث‬
‫أكدت له هذه خطأ تصوراته عن عقالنية خروشوف‪ S‬وحكمته‪،‬‬
‫وأثبتت له أن خروشوف ال يتورع عن المجازفة‪.‬‬
‫• وإزاء هذا المفهوم الجديد الذي تكشف لكنيدي عن شخصية‬
‫خروشوف قرر مواجهته برد وسط‪ ،‬ال إفراط فيه وال تفريط‪.‬‬
‫وذلك حتى ال يستفز اإلفراط روح المجازفة عند خروشوف‪ ،‬وال‬
‫يغريه التفريط بالتمادي في هذه المجازفة‪ .‬وكان القرار األول‬
‫الذي اتخذه كنيدي هو استشارة أكبر عدد ممكن من مساعديه من‬
‫ذوي التخصصات المختلفة‪ ،‬وتوسيع نطاق عضوية مجلس‬
‫األمن القومي (‪ )NSC‬بتشكيل اللجنة التنفيذية لمجلس األمن‬
‫القومي‪ ،‬بعد أن تعلم من فشل عملية "خليج الخنازير" والذي‬
‫اعتمدت قراراته فيها على تقارير وكالة المخابرات المركزية‬
‫وحدها‪ ،‬أال يركن إلى تقدير جهة معلومات واحدة في اتخاذ‬
‫قراراته‪ ،‬كما اتخذ كنيدي في هذه‪ S‬المرحلة أخطر قراراته‪ ،‬وهو‬
‫فرض الحزام الوقائي (الحصار البحري) على كوبا‪.‬‬
‫أما المرحلة الفرعية الثانية لالزمة‪ ،‬والتي تقع ما بعد يوم ‪ 22‬أكتوبر‬
‫حتى نهاية األزمة‪ ،‬فقد اتخذ فيها كنيدي ثالثة قرارات عالنية هي‪:‬‬

‫• رفض طلب يوثانت بوقف العزل البحري ( الحصار البحر‪S‬ي )‬


‫على كوبا‬
‫• أما أهم القرارات التي اتخذها كنيدي أبان هذه المرحلة‪ ،‬فهو‬
‫قبوله لخطاب خروشوف المعتدل‪ ،‬وتجاهله لخطابه المتشدد‬
‫لتسوية األزمة‪.‬‬
‫• وهكذا فإن الحيلة التي لجأ إليها خر‪S‬وشوف للحفاظ على ماء‬
‫وجهه لم تغب عن إدراك كنيدي‪ ،‬ومن ثم قام هذا األخير بالرد‬
‫على الخطاب المعتدل متجاهالً الخطاب المتشدد ليفسح مجاالً‬
‫بذلك الطريق لخروشوف للتراجع بدون أن يفقد ماء وجهه‪.‬‬
‫• ولقد أكدت أزمة الصواريخ الكوبية من جديد األهمية الفائقة لدور‬
‫االتصاالت في إدارة األزمات‪ ،‬والضرورة الملحة لفتح قنوات‬
‫اتصال مباشرة وفور‪S‬ية بين موسكو وواشنطن‪ ،‬ومن ثم فتح الخط‬
‫الساخن بين العاصمتين‪ ،‬وهو الخط الذي أثبت فاعليته في تمكين‬
‫الدولتين من وقف تصعيد الموقف‪ S‬بينهما أثناء أز‪S‬متي الشرق‬
‫األوسط في عامي ‪.1973 ،1967‬‬
‫• كما أكدت واقعة مالحظة عدم تدوين تاريخ خطابي خروشوف‬
‫إلى كنيدي‪ ،‬سالف‪ S‬اإلشارة إليهما‪ ،‬األهمية الخاصة التي يجب أن‬
‫تولى ألدق التفصيالت التي قد تطرأ على أسلوب الخصم في‬
‫التعامل أثناء األزمة‪ ،‬وتجنب إغفالها مهما بدت هذه التغيرات‬
‫عابرة‪ ،‬أو محدودة األهمية‪.‬‬

You might also like