You are on page 1of 18

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الجماعات الضاغطة ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية الجماعات الضاغطة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز الجماعات الضاغطة عن األحزاب السياسية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم الجماعات الضاغطة‬

‫‪      ‬المبحث الثاني‪ :‬مدى تأثير الجماعات الضاغطة على الدستور‬

‫المطلب األول‪ :‬الوسائل التي تعتمدها الجماعات الضاغطة للتأثير على نواب البرلمان‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تكوين البرلمان ونظام انتخابه وأهميته بالنسبة لجماعات الضغط‬

‫‪ ‬خاتمة‪:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫‪     ‬إن ظاهرة الجماعات بشكل عام هي ظاهرة قديمة‪ ،‬تمحورت اهتماماتها األولى حول‬
‫مصالح اقتصادية وماليــة ولم يتعد نطاقها المصالح األسرية أو العائلية‪ .‬أما الجماعات‬
‫الضاغطة بمفهومها الحديث فهي جماعات مصلحة في شكل تنظيم يسعى للضغط على‬
‫الجهاز الحكومي أو على أعضاء البرلمان من أجل تحقيق مصلحة اقتصادية أو اجتماعية أو‬
‫سياسية معينة‪.‬‬

‫‪     ‬لقد ظهر هذا النوع من الجماعات في الواليات المتحدة األمريكية والمجتمعات األوروبية‬
‫الغربية على الخصوص حيث ساهم المناخ الديمقراطي في ظهورها وتقوية نفوذها وتعدد‬
‫أنواعها‪ .‬أما بالنســـبة للدول المغاربية والجزائر خصوصا فإن تأثير هذا النوع من الجماعات‬
‫ال يكاد يتجاوز مرحلة االنتخابات‪ ،‬مما يوحي بهشاشة الرابطة السياسية والمصلحية بين‬
‫أفراد الجماعة‪ ،‬وضعف مستوى التجنيد لدى منتسبيها‪.‬‬

‫‪     ‬وفي ظل الحراك السياسي الذي يشهده الشـارع العربي والمغاربــــي خاصة في‬
‫اآلونــــــــــة األخيـــرة‪ ،‬ورغم انفتاح األفق السياسي ومجال الممارسة الديمقراطية‪ ،‬يبدو أن‬
‫األحزاب السياسية عاجزة عن تأطير هذا الطموح والتعبير عن مطالب المجتمع‪ ،‬وهنا تبرز‬
‫جماعات الضغط أو جماعات المصالح كقوة فاعلة في المجتمع اعتبارا أن شرائح واسعة منه‬
‫تحجم عن االنضواء تحت األطر الحزبية وتفضل البقاء ضمن ما يعرف باألغلبية الصامتة‬
‫أو غير الحزبية‪  .‬فقد يكون لجماعات الضغط دور ايجابي في التعبير عن مصالح ومطالب‬
‫الجماهير‪ ،‬كما يمكن أن تتحالف مع السلطة وتتبنى أجنداتها السياسية مقابل تحقيق مطالبها‬
‫الخاصة‪  .‬‬

‫‪   ‬ولعل التجارب التي عرفتها بعض الدول العربية كتونس ومصر توحي بتشكل جماعات‬
‫ضغط من نوع خاص رغم صعوبة هيكلتها وقلة ضمانات استمراريتها وحجم المخاطر التي‬
‫قد تخلفها‪ ،‬إنها جماعة ضغط الشارع المعبر عن طموحات شرائح واسعة من‬
‫المجتمع ‪،‬تسعى لتكريس ممارسة ديمقراطية حقيقية تكفل المشاركة الفعلية في إدارة شؤون‬
‫بلدانها ‪     .‬‬
‫‪ ‬تتمحور مداخلتنا حول إشكالية الدور الذي يمكن أن تلعبه الجماعات والقوى الضاغطة في‬
‫توجيه سياســات البرلمان ‪.‬‬

‫لمعالجة اإلشكالية المطروحة يكون من الواجب الوقوف على ماهية الجماعات الضاغطة‬
‫(المبحث األول)‪ ،‬لنتوصل لتحليل الدور الذي يمكنها أن تلعبه في توجيه سياسات‬
‫البرلمان(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الجماعات الضاغطة ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية الجماعات الضاغطة‬

‫‪ - 1‬تعريف الجماعات أو القوى الضاغطة ‪:‬‬

‫‪      ‬عرفها " ‪ " JEAN MEYNAUD‬بقوله إنه " ال توجد جماعات المصلحة في شكل‬
‫تنظيم الضغط إال ابتداءا من اللحظة التي يبدأ فيها المسؤولون استخدام التأثير على الجهاز‬
‫الحكومي ‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق مطامحها أو مطالبها "‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪      ‬ويمكن تعريفها بأنها جماعات تسعى لتحقيق هدف أو أهداف مرتبطة بمصالح أعضائها‬
‫بكافة الوسائل الممكنة ‪،‬عبر التأثير والضغط على قرارات وسياسات السلطة السياسية ولكن‬
‫‪2‬‬
‫ليس من أهدافها الوصول إلى السلطة‪.‬‬

‫‪      ‬كما عرفها آخرون بأنها مجموعة من األفراد يلتقون في أهداف وصفات أو خصائص‬
‫معينة يسعون إلحداث التأثيرات المطلوبة في السلوك الذي يتخذه صناع القرار تجاه‬
‫‪3‬‬
‫قضـــاياهم ومطالبـــــــهم ‪ ،‬وتوجيهه لتحقيق مصالحهم المشتركة‪.‬‬

‫وقد سميت بجماعات الضغط لكونها تمارس ضغطا على صناع القرار أو السلطات من أجل‬
‫تحقيق أهدافها‪ ،‬وتتفاوت درجة ونوعية الضغط الذي تمارسه بحسب إمكانيات الجماعة‬
‫‪4‬‬
‫ومستوى تنظيمها ‪ ،‬بل ومكانتها االجتماعية‪.‬‬

‫‪   ‬ويفضل بعض الكتاب تسميتها بجماعات المصلحة لكونها تمثل فعال فئات تبحث عن‬
‫مصالحها بالدرجة األولى بغض النظر عن الوسائل المستخدمة لتحقيقها‪ ،‬وألنها تمارس‬
‫اإلقناع أيضا‪ 5،‬كما أن لفظ جماعات الضغط منتقد من وجه آخر حيث يفهم منه أنه يتضمن‬
‫تهديدا باستعمال جزء معين من التهديد أو القدرة على الثأر بطريقة ما في حال عدم استجابة‬
‫‪6‬‬
‫الحكومة على المطالب التي تقدمت بها‪.‬‬

‫‪1- JEAN MEYNAUD,les groupes de pression,PUF,Paris,1960,p.10.‬‬

‫‪ - 2‬ناجي عبد النور‪،‬المدخل إلى علم السياسة‪،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪،‬عنابة ‪،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.163‬‬
‫‪ -3‬ناجي عبد النور ‪  ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 163‬‬
‫‪ -4‬قجطان أحمد سليمان الحمداني‪،‬األساس في العلوم السياسية‪ ،‬عمان ‪،‬األردن‪ ،‬ط‪،2004 ،1‬ص‪.337‬‬
‫‪ -5‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.335‬‬
‫‪ -6‬علي محمد شمبش‪،‬العلوم السياسية‪،‬المؤسسة العربية للعلوم و الثقافة‪،‬بنغازي ‪،‬ليبيا‪،2008 ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ - 2‬خصائصها‪:‬‬

‫من التعاريف السابقة يتبين أن جماعات الضغط تتميز بعدد من الخصائص ‪،‬وهي على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬تعبر عن جماعة من األشخاص بينها عالقات ثابتة أي وجود تنظيم‪.‬‬

‫ب‪ -‬توفر شعور يوحد أفراد التنظيم من أجل الدفاع عن مصالح معينة‬

‫‪ ‬ج‪ -‬تربط بين هؤالء األشخاص مصالح مشتركة بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبيــــــة‬
‫واإليديولوجية‪.‬‬

‫د‪ -‬ال تستهدف الوصول إلى السلطة بل أن هدفها األساسي هو التأثير على قرارات السلطة‬
‫وسياساتها بما يخدم أهداف ومصالح الجماعة ‪.‬‬

‫ه‪ -‬قد تكون جماعات عامة‪ ‬كالنقابات والجمعيات بمختلف اختصاصاتها وقد تكون جماعات‬

‫‪   ‬خاصة يربط بين أفرادها مصالح شخصية خاصة ‪.‬وقد تكون جماعات اجتماعية تسعى‬
‫للدفاع عن بعض المصالح االجتماعية كجمعيات الدفاع عن البطالين أو ذوي االحتياجات‬
‫الخاصة أو جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة وقد تكون جماعات سياسية تحدد مصالحها في‬
‫الدفاع عن مصالح سياسية كالجماعات الصهيونية في أمريكا ‪ ،‬وقد تكون جماعات اقتصادية‬
‫أو إدارية أو غيرها بحسب اهتمامها واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها ‪.‬‬

‫‪-3‬أنواعها ‪:‬‬

‫تصنف جماعات الضغط إلى عدة أصناف تبعا لمعايير مختلفة‪ ،‬فيمكن تصنيفها بحسب‬
‫طبيعتها أو من حيث تنظيمها أو نطاق المصلحة التي تستهدفها‪.‬‬

‫أ‪ /‬بحسب طبيعتها ‪  :‬تصنف الجماعات الضاغطة إلى أصناف ثالثة هي‬

‫جماعات المصالح السياسية‪ :‬هي جماعات لها مصالح سياسية بحتة ‪،‬ويطلق عليها اسم‬ ‫‪-‬‬
‫اللوبي( ‪ ) Lobbies‬وهي األكثر سعيا للتأثير على القرارات الحكومية‪ ،‬واألكثر تأثيرا‬
‫على أعضاء البرلمان من خالل وسائلها المباشرة وغير المباشرة المشروعة وغير‬
‫المشروعة لذلك تعمل على أن تكون لها عالقة دائمة مع رجال السلطة وتمارس الضغط‬
‫بشكل مستمر للحصول على مزيد من االمتيازات ‪.‬‬
‫جماعات المصالح شبه السياسية‪ :‬لها أهداف سياسية واقتصادية في آن واحد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كالنقابات العمالية واتحادات أصحاب األعمال‪.‬‬
‫جماعات المصالح اإلنسانية‪ :‬تمارس نشاطات متعلقة بمجاالت حقوق اإلنسان أو‬ ‫‪-‬‬
‫رعاية الطفولة والرفق بالحيوان أو الجمعيات النسائية والجمعيات الخيرية وهي ال‬
‫تنشط إال بقصد الحصول على إعانات مالية ‪.‬‬
‫جماعات المصالح المهنية‪ :‬تهتم بمصالح أصحاب المهنة الواحدة كاتحاد التجار‬ ‫‪-‬‬
‫‪7‬‬
‫والحرفيين أو اتحاد المحامين‪.‬‬

‫ب‪ /‬بحسب تنظيمها‪  :‬تصنف الجماعات الضاغطة بحسب معيار التنظيم إلى نوعين هما‪:‬‬

‫‪ -‬جماعات المصالح المنظمة‪ :‬هي جماعات منظمة في تركيبتها وعضويتها وهي شبيهة‬
‫باألحزاب السياسية ‪ ،‬ونجد أمثلة كثيرة لهذا النوع في الدول المتقدمة‪ ،‬منها اللوبي اليهودي‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪ -‬جماعات المصالح غير المنظمة‪ :‬هي الطبيعة الغالبة على معظم الجماعات ‪ ،‬خاصة في‬
‫الدول النامية ‪،‬حيث تواجه الجماعات مشكلة التمويل وقلة المقرات ‪ ،‬فتكون بذلك أداة في يد‬
‫الحكومة التي غالبا ما تقدم لها الدعم المادي لتتمكن من استخدامها في تمرير مشاريعها‬
‫وتنفيذ خططها‪.‬‬

‫ج‪ /‬بحسب أهدافها‪  :‬يمكن تصنيفها إلى أنواع ثالثة هي‪:‬‬

‫جماعات المبادئ أو البرامج‪ :‬هي جماعات تدافع عن مبادئ وقيم معينة على مستوى‬ ‫‪-‬‬
‫محلي أو وطني أو دولي مثل جمعية السالم األخضر التي تناهض استعمال السالح‬
‫النووي وتلوث البيئة‪.‬‬

‫‪ -7‬قجطان أحمد سليمان الحمداني‪،‬نفس المرجع السابق‪،،‬ص‪337‬‬


‫جماعات الحرف والمهن‪ :‬هي جماعات مرتبطة بأهداف ذات طبيعة خاصة كاتحادات‬ ‫‪-‬‬
‫التجار والحرفيين ‪.‬‬
‫جماعات ذات أهداف تخريبية‪ :‬يمكن أن تسعى بعض الجماعات إلى زعزعة استقرار‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع ‪،‬باستعمال وسائل التخريب‪ ،‬خاصة في ظل األنظمة الشمولية التي تنغلق فيها‬
‫أفق الديمقراطية والمشاركة السياسية‪.‬‬

‫وقام جابرييل المون بتسميتها بجماعات المصلحة وصنفها إلى أربعة أصناف على الشكل‬
‫التالي ‪:‬‬

‫جماعات المصلحة الترابطية‪ :‬هي التي تربط بين أعضائها مصلحة معينة ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫جماعات المصلحة غير الترابطية‪ :‬هي الجماعات التي يكون أساسها رباط جغرافي‬ ‫ب‪-‬‬
‫أو طبقي أو ديني أو لغوي أو فكري أو مهني‪.‬‬
‫جماعات المصلحة المؤسسة‪ :‬يغلب عليها الطابع الحكومي الرسمي‪ ،‬كالبيروقراطية‬ ‫ت‪-‬‬
‫المدنية والعسكرية‪ ،‬لكن العاملين فيها يصبحون جماعة مصلحة حينما يعمدون للتأثير‬
‫في صانعي القرار لتحقيق أهدافهم الخاصة‪.‬‬
‫جماعات المصلحة الفوضوية‪ :‬هي جماعات يغلب على نشاطها طابع التلقائية‬ ‫ث‪-‬‬
‫والعنف وتسعى لتحقيق أغراضها عن طريق أساليب اإلضرابات والمظاهرات‬
‫‪8‬‬
‫وأعمال الشغب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز الجماعات الضاغطة عن األحزاب السياسية‬

‫‪       ‬تتميز الجماعات الضاغطة عن األحزاب السياسية في عدة أوجه يمكن ذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫تختلف عن األحزاب في كونها ال تسعى إلى السلطة بل لتحقيق مصالح معينة مادية‬ ‫‪-1‬‬
‫أو معنوية لذا تعمل على وضع من يخدمها في السلطة ‪.‬‬

‫‪ -8‬ناجي عبد النور ‪  ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 167‬‬


‫أهدافها محدودة جدا بالمقارنة مع األحزاب فهي تجتهد لدفع السلطة إلى إصدار‬ ‫‪-2‬‬
‫قانون معين أو منع صدور قانون في غير صالحها ‪ ،‬أو تسعى لتعيين بعض‬
‫المسؤولين في مراكز معينة‬
‫ال تعتمد بصفة أساسية على العدد الضخم من المنخرطين بل عناصر قوتها قد تكمن‬ ‫‪-3‬‬
‫في عوامل أخرى كعنصر التمويل أو السيطرة على بعض وسائل اإلعالم‪. .‬‬
‫األحزاب تقدم مترشحين لها في االنتخابات بعكس الجماعات الضاغطة التي قد تمول‬ ‫‪-4‬‬
‫وتقدم مترشحين يخدمونها لكن عن طريق األحزاب أو كمستقلين‪.‬‬
‫االحزاب تستخدم وسائل مشروعة بينما تستخدم جماعات الضغط وسائل مشروعة‬ ‫‪-5‬‬
‫أو غير مشروعة‬
‫قد ال تكون جماعات الضغط منظمة ‪،‬عكس األحزاب التي تتميز بنوع من التنظيم‬ ‫‪-6‬‬
‫والهرمية في هياكلها‪.‬‬
‫تأثيرها على السلطة يكون عادة بطريق غير مباشر بل كثيرا ما تعمل في الخفاء‬ ‫‪-7‬‬
‫وبشتى الطرق بعكس األحزاب السياسية ‪.‬‬

‫‪            ‬ورغم االختالفات العديدة بين األحزاب وجماعات الضغط إال أنه يمكن أن توجد‬
‫عالقات وطيدة بينهما‪ ،‬إذ كثيرا ما تسيطر األحزاب على الجماعات مثل النقابات أو‬
‫االتحادات المهنية كما أن كثير من الجماعات تمول أحزابا سياسية وتدفعها للتعبير والدفاع‬
‫عن مطالبها وقد تتحول بعض الجماعات إلى أحزاب سياسية كنقابة التضامن البولندية التي‬
‫كان لها دور كبير في زعزعة النظام االشتراكي في بولندية ثم تحولت إلى حزب سياسي فاز‬
‫‪9‬‬
‫في أول انتخابات بعد انهيار الحكم السابق ووصل إلى الحكم بزعامة فاليسا‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم الجماعات الضاغطة‬

‫‪     ‬تمتاز جماعات الضغط بعدد من اإليجابيات كما أن لها بعض المثالب‬

‫‪ /1    ‬ايجابيات جماعات الضغط‬

‫‪ -9‬ناجي عبد النور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.170‬‬


‫‪ ‬تحقق جماعات المصالح عددا من االيجابيات التي تنعكس على تنظيم المجتمع وتأطيره في‬
‫سبيل بلوغ األهداف التي تحقق ازدهاره االقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬من أهم االيجابيات نذكر‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫ربط المواطنين بالدولة‪ :‬تعتبر جماعات المصالح من أهم حلقات الوصل بين‬ ‫أ‪-‬‬
‫المواطن والحكومة‪  ،‬فالمصلحة الوطنية يتم تحقيقها عندما تسعى جماعات المصالح‬
‫لتحقيق مصالحها الذاتية‪.‬‬
‫تقوية المشاركة السياسية‪ :‬تمتنع شرائح واسعة من المجتمع عن االنخراط في‬ ‫ب‪-‬‬
‫األحزاب السياسية‪ ،‬فتجد أمامها فرصة لبلوغ أهدافها وطموحاتها باالنتساب إلى‬
‫جماعات المصالح التي تدفع بأعضائها للمشاركة في النشاطات السياسية وخصوصا‬
‫في الحمالت االنتخابية من أجل الدفاع عن مصالحها‪ .‬ففي الواليات المتحدة األمريكية‬
‫مثال الكثير من المواطنين ال ينتمون إلى الحزبين الرئيسيين‪(   ‬الحزب الديمقراطي‬
‫والحزب الجمهوري)‪ .‬ولكنهم يشاركون في العمليات االنتخابية كمستقلين‪ ،‬فهم في‬
‫حقيقة األمر ينتمون‪ ‬بطريقة أو أخرى إلى جماعات المصالح‪.‬‬
‫تأطير المجتمع المدني‪ :‬تقوم جماعات المصالح بحمالت مكثفة لتعليم وتثقيف‬ ‫ت‪-‬‬
‫وتدريب أعضائها على المشاركة في العمل الجمعوي وتوعيتهم المشاكل والتحديات‬
‫التي تهدد مصالحهم‪ .‬‬
‫بناء األجندات‪ :‬تعمل جماعات المصالح على التأثير في وضع وبناء األجندات التي‬ ‫ث‪-‬‬
‫تتبناها الحكومة والمسئولين في الدولة‪.‬‬

‫‪ /2  ‬عيوب جماعات الضغط‬

‫‪ ‬هناك العديد من االنتقادات التي يمكن توجيهها إلى جماعات المصالح ودورها في المجتمع‬
‫لعل من أهمها‪:‬‬
‫جماعات أنانية‪ :‬إن بعض علماء السياسة ينتقدون هذه الظاهرة على أنها 'أنانية‪ '.‬وان‬ ‫أ‪-‬‬
‫كل ما يهم هذه الجماعات هي مصالح أعضائها بالدرجة األولى‪ .‬وهنا البد من التأكيد‬
‫على أن مصالح هذه الجماعات ال يعنى أنها غير مشروعة أو غير قانونية وإنما يعنى‬
‫أن بعض هذه المصالح ال تقود إلى تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫انتشار الالمساواة‪ :‬إن انتشار ظاهرة جماعات المصالح سوف يقود حتما النتشار‬ ‫ب‪-‬‬
‫ظاهرة الالمساواة في المجتمع‪.‬‬
‫مشكلة عدم التمثيل‪ :‬عند وجود هذه الجماعات في الدولة‪ ،‬هل تمثل أعضائها فقط أم‬ ‫ت‪-‬‬
‫أنها تمثل كل المجتمع ‪،‬فمثال الجمعيات النسوية المطالبة بحقوق المرأة هل تمثل كل‬
‫النساء في المجتمع أم أنها ال تمثل سوى المنتسبات إليها‪.‬‬
‫تفكك العملية السياسية‪ :‬إن ظاهرة جماعات المصالح إذا لم يتم تنظيمها فقد تقود إلى‬ ‫ث‪-‬‬
‫تشرذم‪ ‬العملية السياسية ومن ثم إنتاج سياسات متفككة وغير مترابطة وأيضا إنتاج‬
‫كفاءات غير فاعلة وغير منتجة‪.‬‬

‫‪      ‬المبحث الثاني‪ :‬مدى تأثير الجماعات الضاغطة على الدستور‬

‫‪     ‬تعتبر البرلمان مجاال رئيسيا لنشاط الجماعات الضاغطة من خالل سعيها للتأثير في‬
‫النواب الستصدار قانون يخدم أهدافها أو تعديل قانون أو استبعاد قانون معين‪ ،‬بل ربما‬
‫تضغط لتغيير الدستور نفسه‪.‬‬
‫‪    ‬قد يكون هذا التأثير إيجابيا إذا تعلق األمر بتفعيل آليات الرقابة البرلمانية التي يكفلها‬
‫المشرع ألعضاء البرلمان ‪ ،‬كتشكيل لجان التحقيق البرلمانية أو تقديم األسئلة أو‬
‫االستجوابات للحكومة والوزراء‪ ،‬إال أنه في المقابل قد تستغل بعض الجماعات الضاغطة‬
‫ذات النفوذ المالي عالقاتها مع أعضاء البرلمان لتحقيق منافعها الخاصة على حساب مصالح‬
‫غالبية الشعب‪.‬‬

‫‪  ‬وتستعمل جماعات الضغط وسائل متنوعة للتأثير على المرشحين للعضوية في البرلمان‬
‫خالل مرحلة االنتخابات ‪،‬ويشتد تأثيرها في مرحلة ما بعد االنتخابات‪.‬‬

‫لذلك فإن لطبيعة تكوين البرلمان وطريقة انتخاب أعضائه أهمية بالغة بالنسبة للجماعات‬
‫الضاغطة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الوسائل التي تعتمدها الجماعات الضاغطة للتأثير على نواب البرلمان‬

‫‪  ‬تستعمل جماعات الضغط عددا من الوسائل للتأثير على الحكومة أو البرلمان ‪ ،‬وقد يكون‬
‫ضغط الجماعات على النواب أو الحكومة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫الطريقة المباشرة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪      ‬تكون بمطالبة النواب بتنفيذ وعودهم االنتخابية بإرسال رسائل إليهم قبل التصويت على‬
‫قانون معين‪ ،‬قد تتضمن التهديد بعدم المساعدة والدعم االنتخابي أو إرسال ممثلين عن‬
‫الجماعة للتفاوض مع النواب وإقناعهم‪.‬‬

‫‪ -‬حشد وفود غفيرة من األشخاص أمام أبوابهم أو في مقرات عملهم لمطالبتهم بإقرار‬
‫مطالبها‪.‬‬

‫‪ -‬تزويد النواب بالمعلومات والمعطيات الوثائقية الالزمة حول موضوع معين إلقناعهم‬
‫بمطالبها وبوجهة نظرها‪.‬‬

‫‪ -‬تزويدهم بالتقارير التي تعرض على لجان البرلمان للدفاع عن قضاياها مقابل مكافآت ‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل النواب في حمالتهم االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -2‬الطريقة غير المباشرة‪:‬‬

‫‪      ‬كثيرا ما‪ ‬تلجأ جماعات الضغط إلى استعمال وسائل غير مباشرة تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫تعبئة الرأي العام‪  : ‬مختلف األنظمة الحاكمة تهمها مساندة الرأي العام لها ‪ ،‬لذا‪ ‬تلجأ‬ ‫‪-1‬‬
‫الجماعات الضاغطة إلى استخدام الرأي العام ضد السلطة بتعبئته خدمة لمصالحها‪،‬‬
‫مستخدمة في ذلك‪ ‬عددا من الوسائل كإصدار النشرات وعقد الندوات وإلقاء‬
‫المحاضرات واستخدام اإلذاعة والتلفزيون وإصدار الجرائد والمجالت وكل وسائل‬
‫اإلعالم ‪ .‬كما يمكنها حث الرأي العام على كتابة الرسائل والبرقيات إلى السلطة أو‬
‫الوزراء أو النواب‪.‬‬

‫‪  ‬ورغم أن‪ ‬هذه الجماعات ال تسعى للوصول إلى السلطة إال أنها قد تغري بعض الشخصيات‬
‫والمسؤولين السابقين لالنضمام إليها لتستعملهم في التأثير على زمالئهم السابقين في الحكومة‬
‫أو البرلمان‪.‬‬

‫التمويل ‪ :‬تعمل جماعات الضغط على تمويل األحزاب وغيرها من التنظيمات‬ ‫‪-2‬‬
‫والهياكل التي يمكن أن تتبنى مطالبها‪ ،‬كما تقوم بتمويل الحمالت االنتخابية لبعض‬
‫المرشحين لعضوية البرلمان‪ ،‬خاصة منهم المرشحين المستقلين‪.‬‬

‫‪  ‬وتعتبر وسيلة التمويل من أخطر الوسائل التي تستطيع الجماعات الضاغطة أن تستخدمها‬
‫لبلوغ أغراضها‪ ،‬فقد تقوم بإغراء بعض كبار الموظفين بامتيازات عينية أو دفعهم لترك‬
‫مناصبهم الحكومية وتوليتهم مناصب قيادية بمرتبات ضخمة‪   10.‬‬

‫العنف‪ :‬ال تتردد الجماعات الضاغطة من أجل الوصول إلى أهدافها في استعمال‬ ‫‪-3‬‬
‫أنواع معينة من العنف كاإلضرابات وعرقلة العمل الحكومي ورفض التعاون مع‬
‫السلطة وإجهاض بعض المشاريع الحكومية عمدا والعمل على خلق األزمات المالية‬
‫الخانقة ورفض دفع الضرائب وحتى اللجوء لزرع الشائعات المغرضة وغيرها من‬
‫الوسائل التي تكون ذات فعالية كبيرة في التأثير على الجهاز الحكومي أو على نواب‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫‪ -10‬محمد طه بدوي‪،‬ليلى أمين مرسي‪،‬مدخل إلى العلوم السياسية‪،‬منشأة المعارف‪،‬االسكندرية‪،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪  ‬وتعتبر فترة االنتخابات فرصة سانحة تستغلها جماعات الضغط أو جماعات المصلحة‬
‫للضغط على النواب في سبيل تحقيق أهدافها‪ ،‬وعادة ما يتم االتصال بأعضاء البرلمان‪ 11‬أو‬
‫المرشحين لعضوية البرلمان قبل إجراء االنتخابات وفي أثنائها وبعد إعالن النتائج‪.‬‬

‫‪     ‬فالنفقات الباهظة للحمالت االنتخابية تتيح لجماعات الضغط فرصة لإلنفاق على الدعاية‬
‫االنتخابية‪ ،‬فتلجأ إلى دعم بعض المرشحين مقابل اتفاقيات مسبقة تنص على خدمات يقدمها‬
‫المرشح الحاصل على مقعد في البرلمان من خالل موقعه البرلماني‪.‬‬

‫‪   ‬وال شك أن مثل تلك الممارسات إنما تعتبر وسيلة للضغط على المرشح مما يشكل خطرا‬
‫على استقالل أعضاء البرلمان‪ ،‬وقد تحجب عنهم رؤية المصلحة العامة في سبيل إشباع‬
‫مصالح جماعات الضغط‪ ،‬لذلك حرصت بعض النظم على النص على بعض الضمانات التي‬
‫تكفل استقالل البرلمان وتحرر أعضائه من الضغوط‪ ،‬ومن هذه الضمانات النص على عدم‬
‫‪12‬‬
‫إمكان الجمع بين عضوية البرلمان ومنصب آخر‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن مشروع القانون المحدد لحاالت التنافي مع العهدة البرلمانية في الجزائر‬
‫‪13‬‬
‫يندرج في هذا اإلطار الذي يأتي ضمن السياق العام لإلصالحات السياسية بالجزائر‪.‬‬

‫ونتيجة لما تتوفر عليه جماعات الضغط من إمكانيات ومعلومات سرية قد تستقيها من‬
‫مصادر عدة‪ ،‬وما تنجزه من دراسات قد تفيد النائب وتتيح له قاعدة بيانات يمكنه االرتكاز‬
‫عليها في نشاطه البرلماني‪ ،‬يكون بمقدورها تجنيد بعض النواب للدفاع عن مصالحها ‪،‬خاصة‬
‫أولئك الذين تلتقي قناعاتهم مع مبادئ تلك الجماعات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تكوين البرلمان ونظام انتخابه وأهميته بالنسبة لجماعات الضغط‬

‫‪ /1 ‬تكوين البرلمان وأهميته لجماعات الضغط‬

‫‪ - -11‬تولى المشرع في العديد من الدول مسألة تنظيم عملية اتصال جماعات المصالح بأعضاء البرلمان ‪.‬‬
‫حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪،‬األحزاب السياسية وجماعات المصلحة و الضغط(دراسة في علم االجتماع السياسي)‪،‬مركز االسكندرية للكتاب‪ ،2008 ،‬ص‪.257‬‬
‫‪-12‬‬
‫صادق نواب المجلس الشعبي الوطني باألغلبية المطلقة على مشروع القانون العضوي ‪ 12/02‬المتعلق بحاالت التنافي مع العهدة البرلمانية بتاريخ ‪  12/01/2012‬و تضمنت المادة الثالثة ‪  ‬عددا من الحاالت‪ ،‬منها المهام الممارسة ضمن‬
‫‪-13‬‬
‫الحكومة والمجلس الدستوري واإلدارات والمؤسسات العمومية وفي إطار أية عهدة انتخابية أخرى و مهنة القضاء‪ ،‬كما يذكر أيضا ممارسة وظيفة أو عمل أو عهدة في مؤسسة أو مجمع اقتصادي والنشاط التجاري والمهن الحرة وكذا كل وظيفة أو عمل‬
‫موكل من قبل دولة أجنبية أو منظمة دولية‪.‬ويتضمن النص استثناءات محددة من حاالت التنافي هذه منها التعليم الجامعي وممارسة الطب في القطاع العمومي وكذا تولي مهمة مؤقتة لحساب الدولة لمدة سنة‪.‬‬
‫‪    ‬تؤثر جماعات الضغط على البرلمان على حسب تكوينه‪ ،‬فإذا كان من مجلسين فإن تشكيل‬
‫كال منهما يختلف عن اآلخر‪ ،‬فغالبا ما يتكون المجلس األدنى عن طريق االنتخاب المباشر‪،‬‬
‫بينما يكون المجلس األعلى مكونا من فعاليات مختارة بمواصفات معينة‪.‬‬

‫‪  ‬كما يختلف كال منهما عن اآلخر من حيث مدة العضوية والسن القانوني المطلوب‬
‫واالختصاص في المسائل المالية ومدى التأهيل المطلوب في كال منهما‪.‬‬

‫‪  ‬نظرا لالختالفات السالفة الذكر يكون من الصعب على الجماعات الضاغطة التأثير على‬
‫مجلسين في آن واحد‪ ،‬فإن هي اخترقت أحدهما فإنها ستجد صعوبة في اختراق اآلخر‬
‫وتمرير مشاريعها ‪.‬‬

‫‪  ‬أما في حال تكوين البرلمان من مجلس واحد يكون من السهل على جماعات الضغط‬
‫اختراقه‪ ،‬لكونه ينتخب عن طريق االقتراع المباشر الذي يشارك فيه عامة الناخبين‪ ،‬فيمكن‬
‫لهذه الجماعات استعمال وسائلها المختلفة للتأثير على الرأي العام وحشد األصوات‬
‫للمرشحين الذين يبدون استعدادا لتلبية مطالبها وتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫‪  ‬وخالصة القول ان تكون البرلمان من مجلسين أو من غرفتين يصعب على جماعات‬


‫‪14‬‬
‫الضغط عملية اختراق البرلمان وتمرير مشاريعها التي تطمح إلى تحقيقها‪.‬‬

‫‪ /2‬أهمية نظام انتخاب البرلمان بالنسبة لجماعات الضغط‬

‫تشكل االنتخابات البرلمانية مرحلة حاسمة بالنسبة لجماعات الضغط‪ ،‬فعن طريقها يتم‬
‫الحصول على عدد من األصوات تمكنها من تمرير مشاريعها من خالل التشريعات التي‬
‫سيصدرها البرلمان‪.‬‬

‫أ‪ /‬الترشح لالنتخابات‪ :‬في ظل األنظمة الحديثة يكون الترشح لالنتخابات متاحا لعدد كبير من‬
‫األفراد من مختلف التوجهات واألفكار سواء بصفتهم ممثلين ألحزابهم أو كمستقلين‪.‬‬

‫محمد أبوضياف باشا خليل‪،‬جماعات الضغط وتأثيرها على القرارات االدارية و الدولية‪،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬االسكندرية‪،‬مصر‪،2008 ،‬ص (‪.)99-96‬‬
‫‪-14‬‬
‫عمليا تختلف أغراض األفراد من الترشح لالنتخابات البرلمانية ‪،‬فقد يكونون ممثلين ألفكار‬
‫أحزابهم ويدافعون عنها بكل تفان وإخالص‪ ،‬وقد يكون غرضهم استغالل العضوية في‬
‫البرلمان للحصول على مكاسب سياسية أو مادية معينة‪.‬‬

‫هذه الفئة األخيرة يمكن لجماعات المصالح اختراقها وتجنيدها لتحقيق أهدافها‪ ،‬وقد يترشح‬
‫هؤالء بإيعاز وتأييد من هذه الجماعات‪ ،‬واألخطر من ذلك أن بعض ممثلي األحزاب يغيرون‬
‫انتماءاتهم الحزبية‪ ،‬بمجرد عدم تزكيتهم للترشح باسم أحزابهم األصلية‪ ،‬وال أدل على ذلك‬
‫من الوضع الذي عاشته الجزائر خالل االنتخابات التشريعية الماضية‪.‬‬

‫ب‪ /‬نظام االنتخاب‪ :‬تعتمد الدول أنظمة مختلفة لالنتخابات البرلمانية‪ ،‬فقد يكون االنتخاب‬
‫مباشرا أو غير مباشر‪ ،‬فردي أو باالنتخاب على القائمة‪ ،‬يعتمد نظام األغلبية أو التمثيل‬
‫النسبي‪ ،‬كما أن انتخاب أعضاء الغرفة األولى للبرلمان يختلف عن انتخاب أعضاء الغرفة‬
‫الثانية‪.‬‬

‫ولكل من األنظمة السابقة مزاياه وعيوبه‪ ،‬إال أن جماعات الضغط يمكنها االستفادة أكثر من‬
‫نظام انتخابي معين أقل من استفادتها من نظام آخر‪.‬‬

‫فاالنتخاب على القائمة يمكن جماعات الضغط من الوصول إلى البرلمان أكثر من استفادتها‬
‫من نظام االنتخاب الفردي‪ ،‬وإمكانية وصولها للغرفة األولى للبرلمان أكثر من احتماالت‬
‫وصولها للغرفة الثانية‪.‬‬

‫‪ ‬خاتمة‪:‬‬

‫‪     ‬يتفق جل الباحثين على أن اإلصالح الدستوري ‪ ،‬ومطلب االنتقال إلى أنظمة حكم‬
‫ديمقراطي حقيقي في الدول العربية إنما هو مطلب جماهيري ملح ‪ ،‬يتطلب من السلطة‬
‫شجاعة وحنكة في معالجة أولويات الشارع العربي ‪،‬كما يتطلب من األحزاب السياسية‬
‫وتنظيمات المجتمع المدني إعادة النظر في مدى استقطابها الهتمامات وتطلعات مختلف فئات‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪     ‬فإذا كان التنافس بين فئات المجتمع ظاهرة صحية بوجه عام‪ ،‬فإن غياب الشفافية‪ ،‬‬
‫وتمكن‪ ‬فئة معينة من فرض وجهة نظرها لعوامل تتعلق بقدرتها على التأثير أو بمركزها‬
‫المالي ونفوذها السياسي‪ ،‬من شأنه أن يفصل السلطتين التنفيذية والتشريعية عن اهتمامات‬
‫المواطنين‪ ،‬ويزعزع الثقة بين الحاكم والمحكوم‪.‬‬

‫‪  ‬وفي سياق تفعيل اإلصالحات بالجزائر صدرت القوانين العضوية المتعلقة بنظام‬
‫االنتخابات(قانون ‪ )12/01‬وحاالت التنافي مع العهدة البرلمانية(قانون‪ )12/02‬وكيفيات‬
‫توسيع حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة (قانون ‪ )12/03‬لتضمن نوعا من االستقاللية‬
‫للنائب‪ ،‬وتحميه من الضغوطات التي يمكن أن يتعرض لها من قبل جماعات المصالح ‪،‬كما‬
‫تتيح فرصا جديدة لتمثيل المرأة بالمجالس المنتخبة‪ ،‬وكل ذلك من شأنه أن يعطي تمثيلية أكبر‬
‫للبرلمان باعتباره السلطة التي لها صالحية التشريع باسم الشعب‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر‬

‫‪1- JEAN MEYNAUD, les groupes dépression PUF Paris,1960, p10.‬‬


‫‪ ‬ناجي عبد النور‪ ،‬المدخل إلى علم السياسة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عنابة ‪،‬الجزائر‪ ،2007،‬ص‪ .163‬‬
‫ناجي عبد النور ‪  ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 163‬‬ ‫‪-3‬‬
‫قجطان أحمد سليمان الحمداني‪ ،‬األساس في العلوم السياسية‪ ،‬عمان ‪،‬األردن‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪،2004‬ص‪.337‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.335‬‬ ‫‪-5‬‬
‫علي محمد شمبش‪ ،‬العلوم السياسية‪ ،‬المؤسسة العربية للعلوم والثقافة‪ ،‬بنغازي ‪،‬ليبيا‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪،2008‬ص‪.117‬‬
‫قجطان أحمد سليمان الحمداني‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.337‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ناجي عبد النور ‪  ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 167‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ناجي عبد النور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.170‬‬ ‫‪-9‬‬
‫محمد طه بدوي‪ ،‬ليلى أمين مرسي‪ ،‬مدخل إلى العلوم السياسية‪ ،‬منشأة‬ ‫‪-10‬‬
‫المعارف‪،‬االسكندرية‪،‬مصر‪ ،2001،‬ص ‪.307‬‬
‫تولى المشرع في العديد من الدول مسألة تنظيم عملية اتصال جماعات المصالح‬ ‫‪-11‬‬
‫بأعضاء البرلمان ‪.‬‬
‫‪ -12‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬األحزاب السياسية وجماعات المصلحة والضغط‬
‫(دراسة في علم االجتماع السياسي)‪،‬مركز االسكندرية للكتاب‪ ،2008،‬ص‪.257‬‬
‫‪ -13‬صادق نواب المجلس الشعبي الوطني باألغلبية المطلقة على مشروع القانون العضوي‬
‫‪ 12/02‬المتعلق بحاالت التنافي مع العهدة البرلمانية بتاريخ ‪ 12/01/2012‬وتضمنت‬
‫المادة الثالثة عددا من الحاالت‪ ،‬منها المهام الممارسة ضمن الحكومة والمجلس‬
‫الدستوري واإلدارات والمؤسسات العمومية وفي إطار أية عهدة انتخابية أخرى ومهنة‬
‫القضاء‪ ،‬كما يذكر أيضا ممارسة وظيفة أو عمل أو عهدة في مؤسسة أو مجمع اقتصادي‬
‫والنشاط التجاري والمهن الحرة وكذا كل وظيفة أو عمل موكل من قبل دولة أجنبية أو‬
‫منظمة دولية‪ .‬ويتضمن النص استثناءات محددة من حاالت التنافي هذه منها التعليم‬
‫الجامعي وممارسة الطب في القطاع العمومي وكذا تولي مهمة مؤقتة لحساب الدولة لمدة‬
‫سنة‪.‬‬
‫‪ -14‬محمد أبوضياف باشا خليل‪ ،‬جماعات الضغط وتأثيرها على القرارات االدارية والدولية‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪،‬االسكندرية‪،‬مصر‪،2008،‬ص (‪.)99-96‬‬

You might also like