Professional Documents
Culture Documents
1
فصحيح أن القانون الدستوري يحدد النظام السياسي ويبين السلطات العامة وكيفية ممارستها وعالقات
السلطات فيما بينها وحقوق وواجبات األفراد.
تصح هذه الفكرة في حالة ما إذا كانت أشكال الحكومات وكيفية ممارسة السلطة هي المميزة
ألنظمة الحكم المختلفة ولكن المالحظ هو إختالف النظم السياسية من حيث الواقع رغم تشابه النصوص،
ويرجع ذلك إلى:
-ظروف الدولة من حيث تقدمها االج تماعي واالقتصادي ،ودرجة الوعي السياسي لمواطنيها.
-تأثير التنظيمات غير الرسمية التي ال ينضمها الدستور كمؤسسات سلطوية.
-القيم واألفكار اإليديولوجية السائدة في المجتمع ،والمؤثرة في إدراك النخبة السياسية الحاكمة ،و
فيعملية صنع وإتخاذ القرار السياسي.
تعني بذ لك النظم السياسية ،المؤسسات السياسية بمعناها المتقدم أي كمؤسسات منظمة تنظيما
قانونيا ،وهي لذلك مؤسسات رسمية مرتبطة في نفس الوقت بإديوليجيات مجتمعها ومنه بأهداف المجتمع
العليا وبقيمه األساسية مما يشير لعدم اقتصار دراسة النظم السياسية على القواعد القانونية المنظمة لهذه
المؤسسات في كيانها العضوي والوظيفي بل وكذلك فهم هذه المؤسسات والحكم عليها من خالل األفكار
المذهبية التي جاءت هذه المؤسسات إعماال لها.
تعد بذلك دراسة النظم السياسية بمدلولها الدقيق تقتضي عملية الجمع بين دراسة المؤسسات الرسمية
من حيث هي منظمات قانونية و بين دراسة أفكارها المذهبية المحددة للقيم السياسية األساسية لمجتمعها.
النظام السياسي وإن كان يمتلك العنف المشروع بحاجة للقوة المعنوية التي تضفي المشروعية
على سياساته ،من هنا تأتي أهمية المعاني والقيم والتقاليد ،والنظام السياسي ليس نظام الحكم ألن هذا األخير
بسلطاته الثالث يمثل أحد مكونات النظام السياسي ،وهو ليس بالحكومة ألنها السلطة التنفيذية التي تمثل أحد
مكونات نظام الحكم ،وهو ليس بالدولة ألنها كيان سياسي قانوني ذو سلطة سيادية والنظام السياسي هو من
يعبر ويجسد هذا الكيان كأحد عناصره.
النظ ام السياسي بذلك ليس مجرد وصف ودراسة للعالقة بين المؤسسات والبنى السلطوية وفق
ما ينص عليه الدستور ،بل هو أيضا دراسة ما يؤثر في نشوئها وعملها ،وتأثيرها وتأثرها بمختلف أنواع البنى
األخرى الموجودة داخل أو خارج الدولة.
.1.2المنتظم السياسي :ال يميز العرب في كتا باتهم بين كلمتي منتظم /نسق ونظام ،في حين اللغة
الالتينية توظف systèmeللتعبير عن األولى و ordrللتعبير عن الثانية ،وغالبا ما يستعمل العرب
كلمة systèmeللتعبير عن .ordre
يعرف المنتظم بكونه "أنماط التفاعالت والعالقات بين الفواعل التي تتواجد خالل وقت معين"،
وهو أيضا" نسق من العالقات تتميز بالوضوح واإلستم اررية بين الوحدات واألطراف المتعددة المكونة لبناء أو
لهيكل هذا النظام" ،ويعرفه جون وليام البيار John William la pierreبأنه "مجموعة العناصر التي
2
تربطها ببعضها البعض عالقات التبعية بحيث إذا تغير عنصر من العناصر تغيرت العناصر األخرى مما
يتسبب في تغير داخل المجموعة".
.1.2التمييز بين النظام السياسي والمنتظم السياسي :يتضمن النظام نمطا معينا من القيم وقواعد
السلوك التي تحكم التفاعالت بين وحداته ،ألن كل نظام يقر بنمط معين من القيم والقواعد السلوكية التي
تحكم ا لتفاعالت بين وحدات هذا النظام ،أما المنتظم فهو ال يعني فقط العالقات التفاعلية بين وحدات النظام
بل والتي تحدث بين مختلف الوحدات األخرى ،وهذا ما يؤكده مارسيل مارل الذي يرى بأنه مجمل العالقات
بين عدد من الالعبين الذين يضمهم نمط بيئي معين ويخضعون لصيغة تنظيمية مالئمة.
نجد بذلك أن المنتظم السياسي أوسع من النظام السياسي فهما ال يعبران عن نفس الظاهرة،
فالتحليل السياسي ليس مجرد دراسة للدستور وللمؤسسات السلطوية ،بل وكذلك العالقات السلطوية األخرى،
فهو يهتم بدراسة ظاهرة السلطة داخل كل المنتظمات( األسرة ،المؤسسة ،النقابة ،األحزاب) ،أما النظام
السياسي فيهتم بظاهرة السلطة في إطار المؤسسات التي تقوم عليها الدولة والمحددة دستوريا ،فيقوم المنتظم
السياسي بدراسة النظام السياسي في إطار عالقاته بالظواهر السلطوية األخرى في المجتمع ومدى تأثيرها
عليه ،فهو مجرد جزء أي نسق جزئي من المنتظم السياسي كالنسق االجتماعي واالقتصادي والثقافي.
إن دراسة النظم السياسية لم تعد دراسة قانونية أو دستورية أو مقارنة للنظم السياسية بالمعنى
المؤسساتي السلطوي للدول بل أصبحت ترتبط أكثر بالمنتظمات السياسية ،وعلى الطالب أن يعي التعقيد
الذي تتميز به هذه المادة نظ ار لتشعب وترابط وتداخل المسائل السياسية واالقتصادية واالجتماعية وحتى
الثقافية ،وضرورة فهمها لفهم كيفية عمل النظام السياسي ،وتوظيفنا للنظام السياسي في كتاباتنا غالبا ما
يعكس مفهوم المنتظم السياسي.
-2انواع النظام السياسي
يقسم جورج بوردو النظام ال سياسي إلى ثالثة أنواع :النوع األول تدمج فيه السلطات في يد فرد أو
هيئة واحدة ،الثاني هو النظام الرئاسي حيث الفصل بين السلطات ،والثالث هو النظام البرلماني حيث التعاون
والتوازن بين السلطات.
هناك من يضع تقسيمات أخرى :
-من حيث الرئيس :نظم ملكية /نظم جمهورية.
-من حيث المشاركة السياسية :نظم ديمقراطية /نظم ديكتاتورية.
-من حيث تكوين الهيئة الحاكمة :نظم فردية /نظم ديمقراطية /نظم أرستقراطية.
يمكننا التطرق لبعض هذه التصنيفات بنوع من التفصيل وفق معايير محددة:
.2 .2معيار الفصل بين السلطات
السلطة في أبسط تعريف لها هي القدرة على فرض إرادة ما على إرادة أخرى بواسطة اإلقناع
والحجة أو بواسطة القوة و الردع ،فالسلطة ظاهرة اجتماعية تتواجد في ابسط التركيبات اإلنسانية كاألسرة
والحي و الجامعة و الحزب أما السلطة السياسية فهي قدرة المؤسسات السياسية على فرض قدرتها على كل
3
من يتواجد فوق إقليمها عن طريق توظيفها للعنف المشروع ،و تتميز السلطة السياسية بأنها سلطة عليا،
غير قابلة للتجزئة أو التصرف ،غير قابلة للتنازل و لها الحق في اللجوء للعنف المشروع" ،فالسلطة
السياسية هي ظاهرة االحتكار الشرعي ألدوات العنف في المجتمع".
يقصد بمبدأ الفص ل بين السلطات عدم تركيز وظائف الدولة الثالثة في يد هيئة واحدة
وتوزيعها على هيئات متعددة لكل واحدة منها اختصاصاتها :التشريعية تهتم بأمور التشريع ،التنفيذية تنفذ
القوانين و القضائية تطبق القوانين .و ال يقصد به استقاللية السلطات التام عن بعضها البعض إلمكانية
وضرورة وجود تعاون بينها بحسب طبيعة النظام السياسي.
وعدم الفصل بين السلطات يعني تركيز السلطة ومزجها واستيالء فرد أو هيئة على جميع
السلطات ،مما يولد مخاطر كثيرة منها التحكم والمساس بالحريات وسوء اإلدارة لغياب الرقابة على ق اررات
وأفعال من يتولى جميع السلطات.
تعود نشأة مفهوم الفصل بين السلطات بالمعنى الحديث إلى مونتسكيو في كتابه روح القوانين
عام 8471حيث درس أنواع الحكومات :ملكية ،أرستقراطية و ديمقراطية ،و يرى أن أفضل نظام يؤمن
الحرية بشكل أفضل هو الذي تكون سلطاته منفصلة و تستطيع كل سلطة في حاالت استثنائية من إيقاف
األخرى ،و هدف الفصل هو حماية المحكومين من استبدادية الحكام ،فالسلطة توقف السلطة بما تملكه من
وسائل الرقابة تجاه األخرى.
و تتمثل السلطات الثالث في:
-السلطة التشريعية :تتولى مهمة وضع القوانين و تستند لهيئة منتخبة من الشعب و هو البرلمان،
ت مارس سلطة التشريع وفقا للقواعد المحددة دستوريا ،إضافة إلى مهام إضافية مثل إقرار الموازنة العامة
للدولة ،المصادقة على المعاهدات و مراقبة السلطة التنفيذية.
-السلطة التنفيذية:هي المكلفة بتسيير أمور الدولة في حدود القوانين التي تسنها السلطة التشريعية،
والمتعلقة وإلتمام مهامها اإلدارية تصدر الق اررات اإلدارية والتشريعات الفرعية متمثلة في األنظمة التنفيذية
بالمرافق العامة و أنظمة الضبط اإلداري للمحافظة على النظام العام و التشريعات الفرعية أو سلطة اللوائح.
-السلطة القضائية :مكلفة بمنع تعدي السلطتين على صالحيات بعضها البعض و فصل النزاعات
بين األفراد ومراقبة أ ،وأعمال التنفيذية فيما يتعلق بمشروعية أعمال اإلدارة.
-ووفق مبدأ الفصل بين السلطات ينتج لدينا ثالث أنظمة سياسية وهي:
أ .النظام السياسي البرلماني :نشأ في انجلت ار ويقوم على وجود مجلس منتخب يستمد سلطته من
الشعب ،يقوم على ضمان التوازن والتعاون المتبادل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بالشكل الذي ال
تسيطر إحداها على األخرى.
ب .النظام السياسي الرئاسي :أنشأ في الواليات المتحدة األمريكية بصدور دستورها عام 8414
ويقوم على أساس فصل جامد بين السلطات تتولى كل سلطة عملها باستقاللية عن غيرها.
4
ج .النظام السياسي المجلسي أو حكومة الجمعية :منشأه سويس ار منذ 8171وهو النموذج الفعلي
الوحيد ،يقوم على هيمنة التشريعية على باقي السلطات ،بمعنى الجمع بين السلطات وتركيز جميع
خصائص السيادة بيد هيئة واحدة منبثقة من الشعب تسمى بالجمعية النيابية ،تعطي الوظيفتين التنفيذية
والقضائية لهيئات منتخبة من قبلها و خاضعة لها لتنفيذ السياسات التي تضعها.
د .النظام السياسي شبه الرئاسي :نشأ في فرنسا بسقوط الجمهوري الرابعة و زوال النظام البرلماني
الذي أفضى لنظام مجلسي بالممارسة ،و هو نظام يزاوج بين خصائص النظامين الرئاسي والبرلماني.
.1.2المعيار اإليديولوجي
يرتكز هذا المعيار على تيارين :التيار الليبرالي والتيار االشتراكي ،و اإليديولوجية هي
مجموعة أفكار ،مبادئ ،أسس و مفاهيم نؤمن بها فتصبح أساس توجهاتنا السياسية و االجتماعية.
أ .اإليديولوجية الليبرالية :ترتكز الليبرالية على الفرد سواء كفرد سياسي أو اقتصادي فتتكون من
شق سياسي وهو المعروف بالديمقراطية ،وشق اقتصادي مبني على الحرية االقتصادية .إن جوهر الليبرالية
هو في كيفية العناية بالفرد و ضمان حريته ،فظهر جدل سياسي و فكري حول ألولية حماية الفرد على
الدولة و هو الموقف الذي يرتكز على الحقوق الفردية ،و بين أولوية الدولة على الفرد و منه بروز المنظور
الواقعي الذي يعطي األولية ألمن الدولة على حساب الفرد .وتقوم على:
الليبرالية السياسية :ترتكز على ضمان حرية الفرد السياسية و الشخصية عن طريق حماية
نشاطه السياسي (حقه ف ي االنتخاب ،الترشح ،المعارضة ،تشكيل األحزاب )..و ضمان حقوقه السياسية
وحرياته األساسية عن طريق قضاء عادل و مستقل في إطار دولة الحق و القانون و المساواة في الحقوق
والواجبات ،كل هذا في ظل تعددية سياسية ،تداول على السلطة و وجود مجتمع مدني فعال.
الليبرالية اال قتصادية :تستند على حرية الفرد في النشاط االقتصادي وفق فلسفة أدم سميث" دعه
يعمل ،دعه يمر" ألن تحقيق المنفعة الفردية سيؤدي في األخير و حتما لتحقيق المنفعة العامة.
ب .اإليديولوجية االشتراكية :أساسها التركيز على الجماعة بدال من الفرد ألنه ال وجود للفرد من
دون الج ماعة و بالتالي قد يضحى به في سبيل المصلحة الجماعية ،لذا فالدول االشتراكية تركز على
الحقوق الجماعية أكثر من اهتمامها بالحقوق الفردية .تبنى االشتراكية على حتمية امتالك الدولة لوسائل
اإلنتاج وعدم السماح بقيام القطاع الخاص ألنها من يضمن توفير الحاجات االقتصادية األساسية للمواطن.
والدولة هي الحامية للحقوق االقتصادية فهي التي تضمن توفير احتياجات الفرد ،فال بد للدولة أن
تكون تدخليه و ال تكتفي باآلمنين الداخلي و الخارجي بل عليها ضمان وبقاء و استقرار المجالين االقتصادي
و االجتماعي كونها المالكة لوسائل اإلنتاج.
يعني ضرورة وجود حزب واحد يمثل المجتمع ،دوره تنظيم التسيير االقتصادي والسياسي للدولة
على أساس العدالة التوزيعية و بالتالي عدم السماح بقيام التعددية الحزبية ألن ذلك سيخلق االضطرابات و
االنشقاقات بما ال يضمن رفاهية الشعب.
5
.1معيار طبيعة السلطة
إن الحديث عن أ نظمة ديمقراطية أو تسلطية أو شمولية هو القول بوجود منظومة قيمية تميز كل
نظام عن غيره ،أي أن لكل نظام مجموعة خصائص و مميزات خاصة به.
أ .األنظمة الديمقراطية :تشير للديمقراطية لكونها مؤسسة على احترام خيارات الشعب ،فهي حرية
األفراد في اختيار من يمثله في السلطة عن طرق االنتخابات .فتعني كلمة " ديمقراطية "حكم الشعب" و
يفسرها البعض على أنها "حكومة الشعب و للشعب" لكنه في الحقيقة تعبير أجوف غير صحيح ألن
الديمقراطية بهذا المعنى غير موجودة ألنها تقتضي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه أو على األقل تحكم
األكثرية األقلية و هو ال ي تفق و طبيعة األشياء ،لذا فالديمقراطية تطلق على النظام السياسي الذي يقوم فيه
المحكومون بتعيين الحكام عن طريق االنتخابات.
ما يميز األنظمة الديمقراطية ،ارتكازها على التعددية الحزبية التي تتنافس فيها األحزاب لتولي
السلطة وفق إجراءات قانونية و سياسية متفق علي ها ،و في الحقيقة يعتقد البعض أن الديمقراطية هي مجرد
أحزاب وبرلمان ودستور وانتخابات دستورية ولكنها مجرد آليات ووسائل الديمقراطية و ليست الديمقراطية.
ب .األنظمة التسلطية :تتوسط األنظمة الشمولية واألنظمة الديمقراطية على أساس أنها تأخذ
بصور و خصائص الديمقراطيات إال أنها تغيب في الممارسة الفعلية .فالعديد من األنظمة السياسية
المعاصرة ال تعلن صراحة أنها تأخذ بمبدأ تركيز السلطات و إنما تحرص على تأكيد توزيعها للسلطات على
هيئات متعددة،
ج .األنظمة الشمولية :هي من أكبر صور الديكتاتوريات أين يهيمن حزب واحد و وحيد على
السلطة يكون رئيس هذا الحزب هو رئيس الدولة ،و ما يميز هذه األنظمة عدم تبنيها و لو شكليا لخصائص
الديمقراطية الغربية كما كان سائدا في اإلتحاد السوفييتي في عهد ستالين.
ح .بعض التصنيفات الحديثة للنظم السياسية
هنالك تصنيفات لمفكرين سياسيين في تحديد أنماط النظم السياسية من بينها:
أ .التصنيفات القائمة على أساس الثنائيات المتقابلة :هنالك من يميز بين األنظمة الديمقراطية و
األنظمة الديكتاتورية ( تسلطية و شمولية) إذ تمتاز األولى بوجود ضوابط تحكم عمل أصحاب المناصب
السياسية و اإلدارية و وجود نشاط فعلي للمجتمع المدني و معارضة منظمة ،أما الديكتاتوريات فتتميز
بغياب المعارضة و الصحافة الحرة و ضعف المؤسسات التشريعية مع تركيز السلطة ،بمعنى شخصنه
السلطة مع تعاظم دور المؤسسة العسكرية.
ب .تصنيف غابريال ألموند :ميز بين النظم السياسية على أساس التمايز البنيوي و التخصص
الوظيفي و طبيعة الثقافة السياسية:
-النظم األنجلو أمريكية :تميز بوجود تجانس في ثقافتها السياسية و لها هياكل سياسية متمايزة
و ذات ادوار محددة مع توزيع السلطة داخل هياكل النظام السياسي.
6
-النظم قبل الصناعية :تمتاز باختالط الثقافات السياسية و البنى السياسية و غالبا ما نكون أمام
ثقافتين ،ثقافة حديثة لدى النخبة و تقليدية لدى الجماهير ،و تمتاز البنى السياسية بدرجة منخفضة من
التمايز البنيوي ،فاألحزاب غير مستقرة إضافة إلى هشاشة المجتمع المدني.
-الشمولية :تمتاز بثقافة متجانسة تعتمد على اديولوجية محددة ،و تلعب األجهزة الحزبية و األمنية
دو ار مهما في المحا فضة على مركز واحد للقوة و العمل على عدم ظهور قوى أخرى.
-النظم األوربية القارية :هي ذات ثقافة سياسية مجزأة مع وجود اختالفات ثقافية لكن بوجود جذور
مشتركة و تراث مشترك ،و يالحظ من خالل ذلك ارتباط األبنية و األدوار بالثقافات الفرعية مما يؤدي إلى
بروز ادوار فرعية منفصلة عن بعضها البعض.
ج .تصنيف مارسيل بيرلو:صنفها على أساس درجة تطور السلطة أي وفق مراحل تطورها:
-المجتمعات غير المسيسة :تمارس الوظائف على أساس إشراف اجتماعي مباشر أو بفعل
ممارسة دينية و األدوار السياسية للسلطة و كذا اإلدارية موزعة في المجتمع.
-المجتمعات المسيسة بتفريد السلطة:السلطة هنا في مرحلة الظهور فيوجد حكام بدون إدارة و ال
وجود لقوة منظمة تحت تصرفهم ،و حدود سلطاتهم هي حدود قوتهم.
-المجتمعات المسيسة بواسطة تأسيس السلطة :توجد بها حكومة و إدارة تقومان بها وفق القانون،
فتنشأ و تتطور سلطة الدولة ،فهناك بناء دولة فعلية ذات سلطة فعلية.
د .تصنيف إدوارد شيلز :يضع أربعة مجموعات للنظم السياسية:
-النظم الديمقراطية السياسية :هي ذات حكم مدني من خالل المؤسسات التمثيلية و جهاز تشريعي
منتخب و تعددية سياسية مع استقاللية القضاء.
-النظم الديمقراطية الوصائية :هي ذات سلطة تنفيذية مهيمنة و أحزاب ذات نشاط محدود ،مع
وجود شخص أو مجموعة أشخاص يسيطرون على الحزب الحاكم و على الدولة عن طريق الجمع بين
رئاسة الدولة و رئاسة الحزب ،و تمتاز بمحدودية نشاط البرلمان لهيمنة الحزب الحاكم ،كما يظهر التداخل
بين توجهات المجتمع المدني و النظام السياسي.
-النظم األوليغارشية التحديثية :تتميز بوجود برلمان فاقد للقدرة على ممارسة اختصاصاته مع تركز
فاعليته في الموافقة و اإلعالن ،و قد ال توجد أحزاب سياسية أو نكون أمام حزب واحد مع استهداف
المعارضة و تالعب السلطة باالنتخابات و تزويرها مع تدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية.
-النظم األوليغارشية التقليدية :تتسم غالبا بإسناد السلطة عن طريق القرابة فيختار الحاكم معاونيه
من بين أقاربه ،و غالبا ما ال تكون فيها برلمانات و للجماعات القرابية و القبيلة قدر كبير من االستقاللية
عن الحكم المركزي.
7
-3خصائص النظام السياسي
من خالل التعاريف المقدمة سابقا للنظام السياسي والمنتظم السياسي نجد أن مميزات النظام
السياسي( بمعنى المنظم أو النسق) هي:
-وجود ترابط بين عناصر النسق.
-هذه العناصر منظمة حسب تسلسل معين.
يكون وحدة ذات عالقات متبادلة.ً -
-الوحدة المكونة لهذه العناصر لها 'رد فعل' ،ألن المنتظم يحوي عدة أنظمة متتابعة.
-عالقات التبعية الواردة في التعريف ال تعني بالضرورة وجود توازن بينها ،فقد تتصف بعدم التوازن
وحتى التوتر رغم أن هدف المنتظم هو تحقيق اإلنسجام.
إن النسق أو المنتظم هو الحالة التي تكون عليها عالقات أي مجموعة من الوحدات (طبيعية،
سياسية أو اجتماعية) والتي يتحقق بها استمرار تلك العالقات ككل متزن ،وبالتالي لحالة التكامل السياسي أو
االجتماعي ،ويعني التكامل حالة الترابط التي تضمن اإلتزان ،أما النسق السياسي فهو تصور ذهني لحقيقة
واقع سياسي معين على شكل مجموعة من الم تغيرات المتميزة ،لكنها متساندة ومتفاعلة وليس وصف لها،
فهي أداة ذهنية من أدواة التحليل السياسي واإلستخدام في بناء النظريات والنماذج لفهم عالم السياسة على
أساس مفهومي النسق واإلتزان.
يقوم اإلتزان في النظرية السياسية على فكرتين:
-كل عناصر النسق السياسي عناصر متساندة وظيفيا.
-هذه العناصر متفاعلة فيما بينها بشكل يسمح بحدوث اإلتزان ومنه اإلستقرار ،واإلتزان يكون بعامل
قانون الفعل ورد الفعل ،أي اإلنتظام اآللي التلقائي ،ومن ثم الحركة الميكانيكية.
إن النسق السياسي هو التصور لحالة سير مؤسسات الدولة الرسمية متأثرة بالقوى السياسية الفعلية
لمجتمعها الكلي ومؤثرة فيها في نفس الوقت ،ويعد الجهاز السياسي بمثابة المحرك ،ويسير ميكانيكيا متأث ار
في سيره بعوامل الواقع السياسي ،أما السلطة السياسية فهي مجرد قوة كغيرها من القوى ،لكنها تتميز
باحتكارها ألدوات العنف تحقيقا للنظام.
-4مفهوم المقارنة ومبرراتها
المقارنة هي دراسة ظواهر متشابهة أو متناظرة في مجتمعات مختلفة ،أو هي التحليل المنظم
لالختالفات في موضوع أو أكثر ،فهي ذلك النشاط الفكري الذي يستهدف إبراز عناصر التشابه واالختالف
داللتها. بين الظواهر بقصد الكشف عن
المستخدمة في البحث العلمي ،والتي ُيمكن ن
المقار من المناهج الهامة واألساسية ُويعتبر المنهج ُ
استخدامها في مختلف المجاالت مثل المجاالت االجتماعية والعلمية والقانونية والسياسية ،وهو يعتمد على
المقارنة بين ظاهرتين أو أكثر لتحديد أوجه التشابه واالختالف بينها مع األخذ في االعتبار السياق التاريخي
8
واالجتماعي والثقافي لهذه الظواهر ،بهدف الحصول على معلومات وبيانات قابلة للمقارنة والتحليل من أجل
التعرف على األسباب التي أدت إلى حدوث ظاهرة ُمعينة.
وللمقارنة أهمية كبيرة تتمثل في:
إن أحسن طريقة لفهم و دراسة األنظمة السياسية هي الدراسة المق ارنة مع التركيز على الطبيعة
الصراعية :لماذا يحدث؟ أي محاولة فهم مسبباته ،وهل هو صراع قديم أم جديد ،أي محاولة فهم الظاهرة
عبر زمنية ،أطرافه ،مواقفهم ،دوافعهم و خلفياتهم.
على الدارس توسيع أفاقه المعرفية و عدم حصر تفكيره في إطار ضيق من خالل دراسة
األنظمة السي اسية المختلفة مما يمكنه من توسيع إدراكه للمحددات المجالية للسلوك و فهم مختلف الصور
التي تأخذها نفس الظاهرة لمعرفة كيفية التأثير فيها.
تنمي المقارنة في الفرد التفكير البعدي أي القدرة على رؤية الظاهرة في كل أبعادها مما يعطي
تفسير صادق لها و عدم االكتفاء باألبعاد الظاهرة منها فقط.
يمكن التحليل المقارن من تفادي التعصب الفكري و تطوير نظرة شمولية للمسائل السياسية
ً
المدروسة و تحطيم تلك المعتقدات التي ال تخدم التغيير و التحديث كالمشروعية الثورية و االستبداد العادل
و غيرها.
-5خطوات المقارنة
-1تحديد مشكلة البحث محل المقارنة :وترتبط بالمشكلة البحثية مشكلة وحدة التحليل أو الوحدة
التي يتخذها الباحث كعنصر للمقارنة ،فالوحدة قد تكون الدولة ،أو القانون ،أو الحزب.
المتغيرات :بعد تحديد موضوع المقارنة واختيار عينة البحث ،يضع
-2وضع الفرضيات وتحديد ُ
الباحث فرضيات البحث وهي عالقات ُمتصورة بين ُمتغيرين أو عاملين أو أكثر ،ثم ينتقل إلى جمع البيانات
المناسبة مثل االستبيانات أو المقابالت وما إلى ذلك.
والمعلومات باستخدام األدوات البحثية ُ
استنادا إلى
ً ويحلل العالقات
-3تحليل البيانات وتفسيرها :يعقد الباحث خالل هذه المرحلة المقارنات ُ
المعلومات ال تي اطلع عليها من الدراسات السابقة وغيرها من المصادر التي تُناقش نفس موضوع بحثه،
بهدف الكشف عن العالقات بين الظواهر الخاضعة للمقارنة للتعرف على أسباب حدوث الظاهرة.
-4استخالص النتائج
عقب انتهاء الباحث من المقارنات ذات الصلة بموضوع الدراسة وتحليل العالقاتُ ،يصبح الباحث على بينة
بصحة فرضيات الدراسة أو عدم صحتها ويتمكن من استخالص النتائج واقتراح التوصيات ذات الصلة
بموضوع الدراسة.
9