You are on page 1of 9

‫المحور األول‪ :‬ماهية النظام السياسي‬

‫‪ -1‬تعريف النظام السياسي‬


‫هنالك من يعرف السياسة على أنها علم الدولة و من يعرفها على أنها علم السلطة أي أن االهتمام‬
‫ينتقل من المؤسسات إلى السلطة أينما وجدت‪ ،‬و بالتالي لن تكون بالضرورة و حدة التحليل هي المؤسسة في‬
‫أي من مستويات ا لتنظيم الرسمي‪ ،‬وتصبح نقطة االهتمام هي الصراع للحصول على السلطة أو االحتفاظ بها‬
‫أو لممارستها على اآلخرين أو لمقاومة هذه الممارسة‪.‬‬
‫والسلطة في أبسط تعريف لها هي القدرة على فرض إرادة ما على إرادة أخرى بواسطة اإلقناع‬
‫والحجة أو بواسطة القوة و الردع‪ ،‬فالسلطة ظا هرة اجتماعية تتواجد في ابسط التركيبات اإلنسانية كاألسرة‬
‫والحي و الجامعة والحزب أما السلطة السياسية فهي قدرة المؤسسات السياسية على فرض قدرتها على كل‬
‫من يتواجد فوق إقليمها عن طريق توظيفها للعنف المشروع‪ ،‬و تتميز السلطة السياسية بأنها سلطة عليا‪ ،‬غير‬
‫قابلة لل تجزئة أو التصرف‪ ،‬غير قابلة للتنازل و لها الحق في اللجوء للعنف المشروع‪" ،‬فالسلطة السياسية هي‬
‫ظاهرة االحتكار الشرعي ألدوات العنف في المجتمع‬
‫‪ .1.1‬النظام السياسي‪ :‬تعددت تعاريف النظام السياسي بتعدد االتجاهات العلمية في دراسة‬
‫وتحليل النظم السياسية‪ ،‬فاالتجاه الوظيفي يركز على وظائفه‪ ،‬ويرى إستون أنه" مجموعة األنشطة والتفاعالت‬
‫التي تتعلق بالتوزيع أو التخصيص اإللزامي للقيم في المجتمع‪ ،‬بمعنى "من يحصل على ماذا؟ ويعرفه هارولد‬
‫السويل بأنه من يقوم بتحديد من يحصل على ماذا؟ متى وكيف؟ ويركز البعض على أنه إحتكار للحق في‬
‫اإلستخدام المشروع للقوة‪.‬‬
‫يركز اإلتجاه البنائي على مكونات النظام السياسي باعتباره مجموعة من القواعد المنظمة لبناء‬
‫المؤسسات والمنظمات السياسية في المجتمع‪ ،‬والتي تنظم عالقات هذه المؤسسات بالقواعد والمعايير السياسية‬
‫التي تحكم قيامها بوظائفها في المجتمع‪ .‬ويعرفه جورج بوردو بأنه "كيفية ممارسة السلطة العامة عن طريق‬
‫هيئة واحدة أو عدة هيئات‪ ،‬أو مدى إستقاللية تلك الهيئات عن بعضها البعض"‪.‬‬
‫إتجاه ثالث يركز على كيفية عمل النظام السياسي‪ ،‬فيمكن تعريفه من خالل العناصر التي‬
‫توضح كيفية عمله وهي‪ :‬المدخالت‪ ،‬أبنية صنع القرار التي ت حول المطالب إلى سياسات وقوانين‪ ،‬المخرجات‬
‫وهي ما ينتجه النظام من ق اررات وسياسات‪ ،‬والتغذية المرتدة التي تربط بين اإلثنين‪.‬‬
‫يعرف هارولد السويل النظام السياسي بأنه النفوذ وأصحاب النفوذ على أساس مفهوم القوة‬
‫مفسرة بالجزاء المتوقع‪ ،‬أما غابريال ألموند فيرى أنه ذلك النظام الذي يتضمن التداخالت المتواجدة في جميع‬
‫المجتمعات والتي يقدم من خاللها الوظائف وذلك بواسطة إستخدام القوة اإلجبارية الشرعية أو التهديد‬
‫باستخدامها‪ .‬فركز ألموند في تعريفه على الوظيفة وما يصاحبها من قوة تتضمن عنصر الجزاء‪.‬‬
‫وساد اإلعتقاد أن النظم السياسية تدور حول النصوص الدستورية لذا نجد البعض يعرف النظام‬
‫السياسي بكونه "مجموعة من المؤسسات المتعلقة بالسلطة داخل الدولة كما يحددها الدستور في وقت ما"‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫فصحيح أن القانون الدستوري يحدد النظام السياسي ويبين السلطات العامة وكيفية ممارستها وعالقات‬
‫السلطات فيما بينها وحقوق وواجبات األفراد‪.‬‬
‫تصح هذه الفكرة في حالة ما إذا كانت أشكال الحكومات وكيفية ممارسة السلطة هي المميزة‬
‫ألنظمة الحكم المختلفة ولكن المالحظ هو إختالف النظم السياسية من حيث الواقع رغم تشابه النصوص‪،‬‬
‫ويرجع ذلك إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ظروف الدولة من حيث تقدمها االج تماعي واالقتصادي‪ ،‬ودرجة الوعي السياسي لمواطنيها‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير التنظيمات غير الرسمية التي ال ينضمها الدستور كمؤسسات سلطوية‪.‬‬
‫‪ -‬القيم واألفكار اإليديولوجية السائدة في المجتمع‪ ،‬والمؤثرة في إدراك النخبة السياسية الحاكمة‪ ،‬و‬
‫فيعملية صنع وإتخاذ القرار السياسي‪.‬‬
‫تعني بذ لك النظم السياسية‪ ،‬المؤسسات السياسية بمعناها المتقدم أي كمؤسسات منظمة تنظيما‬
‫قانونيا‪ ،‬وهي لذلك مؤسسات رسمية مرتبطة في نفس الوقت بإديوليجيات مجتمعها ومنه بأهداف المجتمع‬
‫العليا وبقيمه األساسية مما يشير لعدم اقتصار دراسة النظم السياسية على القواعد القانونية المنظمة لهذه‬
‫المؤسسات في كيانها العضوي والوظيفي بل وكذلك فهم هذه المؤسسات والحكم عليها من خالل األفكار‬
‫المذهبية التي جاءت هذه المؤسسات إعماال لها‪.‬‬
‫تعد بذلك دراسة النظم السياسية بمدلولها الدقيق تقتضي عملية الجمع بين دراسة المؤسسات الرسمية‬
‫من حيث هي منظمات قانونية و بين دراسة أفكارها المذهبية المحددة للقيم السياسية األساسية لمجتمعها‪.‬‬
‫النظام السياسي وإن كان يمتلك العنف المشروع بحاجة للقوة المعنوية التي تضفي المشروعية‬
‫على سياساته‪ ،‬من هنا تأتي أهمية المعاني والقيم والتقاليد‪ ،‬والنظام السياسي ليس نظام الحكم ألن هذا األخير‬
‫بسلطاته الثالث يمثل أحد مكونات النظام السياسي‪ ،‬وهو ليس بالحكومة ألنها السلطة التنفيذية التي تمثل أحد‬
‫مكونات نظام الحكم‪ ،‬وهو ليس بالدولة ألنها كيان سياسي قانوني ذو سلطة سيادية والنظام السياسي هو من‬
‫يعبر ويجسد هذا الكيان كأحد عناصره‪.‬‬
‫النظ ام السياسي بذلك ليس مجرد وصف ودراسة للعالقة بين المؤسسات والبنى السلطوية وفق‬
‫ما ينص عليه الدستور‪ ،‬بل هو أيضا دراسة ما يؤثر في نشوئها وعملها‪ ،‬وتأثيرها وتأثرها بمختلف أنواع البنى‬
‫األخرى الموجودة داخل أو خارج الدولة‪.‬‬
‫‪ .1.2‬المنتظم السياسي‪ :‬ال يميز العرب في كتا باتهم بين كلمتي منتظم‪ /‬نسق ونظام‪ ،‬في حين اللغة‬
‫الالتينية توظف ‪ système‬للتعبير عن األولى و ‪ ordr‬للتعبير عن الثانية‪ ،‬وغالبا ما يستعمل العرب‬
‫كلمة ‪ système‬للتعبير عن ‪.ordre‬‬
‫يعرف المنتظم بكونه "أنماط التفاعالت والعالقات بين الفواعل التي تتواجد خالل وقت معين"‪،‬‬
‫وهو أيضا" نسق من العالقات تتميز بالوضوح واإلستم اررية بين الوحدات واألطراف المتعددة المكونة لبناء أو‬
‫لهيكل هذا النظام"‪ ،‬ويعرفه جون وليام البيار ‪ John William la pierre‬بأنه "مجموعة العناصر التي‬

‫‪2‬‬
‫تربطها ببعضها البعض عالقات التبعية بحيث إذا تغير عنصر من العناصر تغيرت العناصر األخرى مما‬
‫يتسبب في تغير داخل المجموعة"‪.‬‬
‫‪ .1.2‬التمييز بين النظام السياسي والمنتظم السياسي‪ :‬يتضمن النظام نمطا معينا من القيم وقواعد‬
‫السلوك التي تحكم التفاعالت بين وحداته‪ ،‬ألن كل نظام يقر بنمط معين من القيم والقواعد السلوكية التي‬
‫تحكم ا لتفاعالت بين وحدات هذا النظام‪ ،‬أما المنتظم فهو ال يعني فقط العالقات التفاعلية بين وحدات النظام‬
‫بل والتي تحدث بين مختلف الوحدات األخرى‪ ،‬وهذا ما يؤكده مارسيل مارل الذي يرى بأنه مجمل العالقات‬
‫بين عدد من الالعبين الذين يضمهم نمط بيئي معين ويخضعون لصيغة تنظيمية مالئمة‪.‬‬
‫نجد بذلك أن المنتظم السياسي أوسع من النظام السياسي فهما ال يعبران عن نفس الظاهرة‪،‬‬
‫فالتحليل السياسي ليس مجرد دراسة للدستور وللمؤسسات السلطوية‪ ،‬بل وكذلك العالقات السلطوية األخرى‪،‬‬
‫فهو يهتم بدراسة ظاهرة السلطة داخل كل المنتظمات( األسرة‪ ،‬المؤسسة‪ ،‬النقابة‪ ،‬األحزاب)‪ ،‬أما النظام‬
‫السياسي فيهتم بظاهرة السلطة في إطار المؤسسات التي تقوم عليها الدولة والمحددة دستوريا‪ ،‬فيقوم المنتظم‬
‫السياسي بدراسة النظام السياسي في إطار عالقاته بالظواهر السلطوية األخرى في المجتمع ومدى تأثيرها‬
‫عليه‪ ،‬فهو مجرد جزء أي نسق جزئي من المنتظم السياسي كالنسق االجتماعي واالقتصادي والثقافي‪.‬‬
‫إن دراسة النظم السياسية لم تعد دراسة قانونية أو دستورية أو مقارنة للنظم السياسية بالمعنى‬
‫المؤسساتي السلطوي للدول بل أصبحت ترتبط أكثر بالمنتظمات السياسية‪ ،‬وعلى الطالب أن يعي التعقيد‬
‫الذي تتميز به هذه المادة نظ ار لتشعب وترابط وتداخل المسائل السياسية واالقتصادية واالجتماعية وحتى‬
‫الثقافية‪ ،‬وضرورة فهمها لفهم كيفية عمل النظام السياسي‪ ،‬وتوظيفنا للنظام السياسي في كتاباتنا غالبا ما‬
‫يعكس مفهوم المنتظم السياسي‪.‬‬
‫‪ -2‬انواع النظام السياسي‬
‫يقسم جورج بوردو النظام ال سياسي إلى ثالثة أنواع‪ :‬النوع األول تدمج فيه السلطات في يد فرد أو‬
‫هيئة واحدة‪ ،‬الثاني هو النظام الرئاسي حيث الفصل بين السلطات‪ ،‬والثالث هو النظام البرلماني حيث التعاون‬
‫والتوازن بين السلطات‪.‬‬
‫هناك من يضع تقسيمات أخرى ‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث الرئيس‪ :‬نظم ملكية ‪ /‬نظم جمهورية‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث المشاركة السياسية‪ :‬نظم ديمقراطية ‪ /‬نظم ديكتاتورية‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث تكوين الهيئة الحاكمة‪ :‬نظم فردية‪ /‬نظم ديمقراطية‪ /‬نظم أرستقراطية‪.‬‬
‫يمكننا التطرق لبعض هذه التصنيفات بنوع من التفصيل وفق معايير محددة‪:‬‬
‫‪ .2 .2‬معيار الفصل بين السلطات‬
‫السلطة في أبسط تعريف لها هي القدرة على فرض إرادة ما على إرادة أخرى بواسطة اإلقناع‬
‫والحجة أو بواسطة القوة و الردع‪ ،‬فالسلطة ظاهرة اجتماعية تتواجد في ابسط التركيبات اإلنسانية كاألسرة‬
‫والحي و الجامعة و الحزب أما السلطة السياسية فهي قدرة المؤسسات السياسية على فرض قدرتها على كل‬
‫‪3‬‬
‫من يتواجد فوق إقليمها عن طريق توظيفها للعنف المشروع‪ ،‬و تتميز السلطة السياسية بأنها سلطة عليا‪،‬‬
‫غير قابلة للتجزئة أو التصرف‪ ،‬غير قابلة للتنازل و لها الحق في اللجوء للعنف المشروع‪" ،‬فالسلطة‬
‫السياسية هي ظاهرة االحتكار الشرعي ألدوات العنف في المجتمع"‪.‬‬
‫يقصد بمبدأ الفص ل بين السلطات عدم تركيز وظائف الدولة الثالثة في يد هيئة واحدة‬
‫وتوزيعها على هيئات متعددة لكل واحدة منها اختصاصاتها‪ :‬التشريعية تهتم بأمور التشريع‪ ،‬التنفيذية تنفذ‬
‫القوانين و القضائية تطبق القوانين‪ .‬و ال يقصد به استقاللية السلطات التام عن بعضها البعض إلمكانية‬
‫وضرورة وجود تعاون بينها بحسب طبيعة النظام السياسي‪.‬‬
‫وعدم الفصل بين السلطات يعني تركيز السلطة ومزجها واستيالء فرد أو هيئة على جميع‬
‫السلطات‪ ،‬مما يولد مخاطر كثيرة منها التحكم والمساس بالحريات وسوء اإلدارة لغياب الرقابة على ق اررات‬
‫وأفعال من يتولى جميع السلطات‪.‬‬
‫تعود نشأة مفهوم الفصل بين السلطات بالمعنى الحديث إلى مونتسكيو في كتابه روح القوانين‬
‫عام ‪ 8471‬حيث درس أنواع الحكومات‪ :‬ملكية‪ ،‬أرستقراطية و ديمقراطية‪ ،‬و يرى أن أفضل نظام يؤمن‬
‫الحرية بشكل أفضل هو الذي تكون سلطاته منفصلة و تستطيع كل سلطة في حاالت استثنائية من إيقاف‬
‫األخرى‪ ،‬و هدف الفصل هو حماية المحكومين من استبدادية الحكام‪ ،‬فالسلطة توقف السلطة بما تملكه من‬
‫وسائل الرقابة تجاه األخرى‪.‬‬
‫و تتمثل السلطات الثالث في‪:‬‬
‫‪ -‬السلطة التشريعية‪ :‬تتولى مهمة وضع القوانين و تستند لهيئة منتخبة من الشعب و هو البرلمان‪،‬‬
‫ت مارس سلطة التشريع وفقا للقواعد المحددة دستوريا‪ ،‬إضافة إلى مهام إضافية مثل إقرار الموازنة العامة‬
‫للدولة‪ ،‬المصادقة على المعاهدات و مراقبة السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة التنفيذية‪:‬هي المكلفة بتسيير أمور الدولة في حدود القوانين التي تسنها السلطة التشريعية‪،‬‬
‫والمتعلقة‬ ‫وإلتمام مهامها اإلدارية تصدر الق اررات اإلدارية والتشريعات الفرعية متمثلة في األنظمة التنفيذية‬
‫بالمرافق العامة و أنظمة الضبط اإلداري للمحافظة على النظام العام و التشريعات الفرعية أو سلطة اللوائح‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة القضائية‪ :‬مكلفة بمنع تعدي السلطتين على صالحيات بعضها البعض و فصل النزاعات‬
‫بين األفراد ومراقبة أ‪ ،‬وأعمال التنفيذية فيما يتعلق بمشروعية أعمال اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬ووفق مبدأ الفصل بين السلطات ينتج لدينا ثالث أنظمة سياسية وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬النظام السياسي البرلماني‪ :‬نشأ في انجلت ار ويقوم على وجود مجلس منتخب يستمد سلطته من‬
‫الشعب‪ ،‬يقوم على ضمان التوازن والتعاون المتبادل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بالشكل الذي ال‬
‫تسيطر إحداها على األخرى‪.‬‬
‫ب‪ .‬النظام السياسي الرئاسي‪ :‬أنشأ في الواليات المتحدة األمريكية بصدور دستورها عام ‪8414‬‬
‫ويقوم على أساس فصل جامد بين السلطات تتولى كل سلطة عملها باستقاللية عن غيرها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ج‪ .‬النظام السياسي المجلسي أو حكومة الجمعية‪ :‬منشأه سويس ار منذ ‪ 8171‬وهو النموذج الفعلي‬
‫الوحيد‪ ،‬يقوم على هيمنة التشريعية على باقي السلطات‪ ،‬بمعنى الجمع بين السلطات وتركيز جميع‬
‫خصائص السيادة بيد هيئة واحدة منبثقة من الشعب تسمى بالجمعية النيابية‪ ،‬تعطي الوظيفتين التنفيذية‬
‫والقضائية لهيئات منتخبة من قبلها و خاضعة لها لتنفيذ السياسات التي تضعها‪.‬‬
‫د‪ .‬النظام السياسي شبه الرئاسي‪ :‬نشأ في فرنسا بسقوط الجمهوري الرابعة و زوال النظام البرلماني‬
‫الذي أفضى لنظام مجلسي بالممارسة‪ ،‬و هو نظام يزاوج بين خصائص النظامين الرئاسي والبرلماني‪.‬‬
‫‪.1.2‬المعيار اإليديولوجي‬
‫يرتكز هذا المعيار على تيارين‪ :‬التيار الليبرالي والتيار االشتراكي‪ ،‬و اإليديولوجية هي‬
‫مجموعة أفكار‪ ،‬مبادئ‪ ،‬أسس و مفاهيم نؤمن بها فتصبح أساس توجهاتنا السياسية و االجتماعية‪.‬‬
‫أ‪ .‬اإليديولوجية الليبرالية‪ :‬ترتكز الليبرالية على الفرد سواء كفرد سياسي أو اقتصادي فتتكون من‬
‫شق سياسي وهو المعروف بالديمقراطية‪ ،‬وشق اقتصادي مبني على الحرية االقتصادية‪ .‬إن جوهر الليبرالية‬
‫هو في كيفية العناية بالفرد و ضمان حريته‪ ،‬فظهر جدل سياسي و فكري حول ألولية حماية الفرد على‬
‫الدولة و هو الموقف الذي يرتكز على الحقوق الفردية‪ ،‬و بين أولوية الدولة على الفرد و منه بروز المنظور‬
‫الواقعي الذي يعطي األولية ألمن الدولة على حساب الفرد‪ .‬وتقوم على‪:‬‬
‫‪ ‬الليبرالية السياسية‪ :‬ترتكز على ضمان حرية الفرد السياسية و الشخصية عن طريق حماية‬
‫نشاطه السياسي (حقه ف ي االنتخاب‪ ،‬الترشح‪ ،‬المعارضة‪ ،‬تشكيل األحزاب‪ )..‬و ضمان حقوقه السياسية‬
‫وحرياته األساسية عن طريق قضاء عادل و مستقل في إطار دولة الحق و القانون و المساواة في الحقوق‬
‫والواجبات‪ ،‬كل هذا في ظل تعددية سياسية‪ ،‬تداول على السلطة و وجود مجتمع مدني فعال‪.‬‬
‫‪ ‬الليبرالية اال قتصادية‪ :‬تستند على حرية الفرد في النشاط االقتصادي وفق فلسفة أدم سميث" دعه‬
‫يعمل‪ ،‬دعه يمر" ألن تحقيق المنفعة الفردية سيؤدي في األخير و حتما لتحقيق المنفعة العامة‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإليديولوجية االشتراكية‪ :‬أساسها التركيز على الجماعة بدال من الفرد ألنه ال وجود للفرد من‬
‫دون الج ماعة و بالتالي قد يضحى به في سبيل المصلحة الجماعية‪ ،‬لذا فالدول االشتراكية تركز على‬
‫الحقوق الجماعية أكثر من اهتمامها بالحقوق الفردية‪ .‬تبنى االشتراكية على حتمية امتالك الدولة لوسائل‬
‫اإلنتاج وعدم السماح بقيام القطاع الخاص ألنها من يضمن توفير الحاجات االقتصادية األساسية للمواطن‪.‬‬
‫والدولة هي الحامية للحقوق االقتصادية فهي التي تضمن توفير احتياجات الفرد‪ ،‬فال بد للدولة أن‬
‫تكون تدخليه و ال تكتفي باآلمنين الداخلي و الخارجي بل عليها ضمان وبقاء و استقرار المجالين االقتصادي‬
‫و االجتماعي كونها المالكة لوسائل اإلنتاج‪.‬‬
‫يعني ضرورة وجود حزب واحد يمثل المجتمع‪ ،‬دوره تنظيم التسيير االقتصادي والسياسي للدولة‬
‫على أساس العدالة التوزيعية و بالتالي عدم السماح بقيام التعددية الحزبية ألن ذلك سيخلق االضطرابات و‬
‫االنشقاقات بما ال يضمن رفاهية الشعب‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .1‬معيار طبيعة السلطة‬
‫إن الحديث عن أ نظمة ديمقراطية أو تسلطية أو شمولية هو القول بوجود منظومة قيمية تميز كل‬
‫نظام عن غيره‪ ،‬أي أن لكل نظام مجموعة خصائص و مميزات خاصة به‪.‬‬
‫أ‪ .‬األنظمة الديمقراطية‪ :‬تشير للديمقراطية لكونها مؤسسة على احترام خيارات الشعب‪ ،‬فهي حرية‬
‫األفراد في اختيار من يمثله في السلطة عن طرق االنتخابات‪ .‬فتعني كلمة " ديمقراطية "حكم الشعب" و‬
‫يفسرها البعض على أنها "حكومة الشعب و للشعب" لكنه في الحقيقة تعبير أجوف غير صحيح ألن‬
‫الديمقراطية بهذا المعنى غير موجودة ألنها تقتضي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه أو على األقل تحكم‬
‫األكثرية األقلية و هو ال ي تفق و طبيعة األشياء‪ ،‬لذا فالديمقراطية تطلق على النظام السياسي الذي يقوم فيه‬
‫المحكومون بتعيين الحكام عن طريق االنتخابات‪.‬‬
‫ما يميز األنظمة الديمقراطية‪ ،‬ارتكازها على التعددية الحزبية التي تتنافس فيها األحزاب لتولي‬
‫السلطة وفق إجراءات قانونية و سياسية متفق علي ها‪ ،‬و في الحقيقة يعتقد البعض أن الديمقراطية هي مجرد‬
‫أحزاب وبرلمان ودستور وانتخابات دستورية ولكنها مجرد آليات ووسائل الديمقراطية و ليست الديمقراطية‪.‬‬
‫ب‪ .‬األنظمة التسلطية‪ :‬تتوسط األنظمة الشمولية واألنظمة الديمقراطية على أساس أنها تأخذ‬
‫بصور و خصائص الديمقراطيات إال أنها تغيب في الممارسة الفعلية‪ .‬فالعديد من األنظمة السياسية‬
‫المعاصرة ال تعلن صراحة أنها تأخذ بمبدأ تركيز السلطات و إنما تحرص على تأكيد توزيعها للسلطات على‬
‫هيئات متعددة‪،‬‬
‫ج‪ .‬األنظمة الشمولية‪ :‬هي من أكبر صور الديكتاتوريات أين يهيمن حزب واحد و وحيد على‬
‫السلطة يكون رئيس هذا الحزب هو رئيس الدولة‪ ،‬و ما يميز هذه األنظمة عدم تبنيها و لو شكليا لخصائص‬
‫الديمقراطية الغربية كما كان سائدا في اإلتحاد السوفييتي في عهد ستالين‪.‬‬
‫ح‪ .‬بعض التصنيفات الحديثة للنظم السياسية‬
‫هنالك تصنيفات لمفكرين سياسيين في تحديد أنماط النظم السياسية من بينها‪:‬‬
‫أ‪ .‬التصنيفات القائمة على أساس الثنائيات المتقابلة‪ :‬هنالك من يميز بين األنظمة الديمقراطية و‬
‫األنظمة الديكتاتورية ( تسلطية و شمولية) إذ تمتاز األولى بوجود ضوابط تحكم عمل أصحاب المناصب‬
‫السياسية و اإلدارية و وجود نشاط فعلي للمجتمع المدني و معارضة منظمة‪ ،‬أما الديكتاتوريات فتتميز‬
‫بغياب المعارضة و الصحافة الحرة و ضعف المؤسسات التشريعية مع تركيز السلطة‪ ،‬بمعنى شخصنه‬
‫السلطة مع تعاظم دور المؤسسة العسكرية‪.‬‬
‫ب‪ .‬تصنيف غابريال ألموند ‪ :‬ميز بين النظم السياسية على أساس التمايز البنيوي و التخصص‬
‫الوظيفي و طبيعة الثقافة السياسية‪:‬‬
‫‪ -‬النظم األنجلو أمريكية‪ :‬تميز بوجود تجانس في ثقافتها السياسية و لها هياكل سياسية متمايزة‬
‫و ذات ادوار محددة مع توزيع السلطة داخل هياكل النظام السياسي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬النظم قبل الصناعية‪ :‬تمتاز باختالط الثقافات السياسية و البنى السياسية و غالبا ما نكون أمام‬
‫ثقافتين‪ ،‬ثقافة حديثة لدى النخبة و تقليدية لدى الجماهير‪ ،‬و تمتاز البنى السياسية بدرجة منخفضة من‬
‫التمايز البنيوي‪ ،‬فاألحزاب غير مستقرة إضافة إلى هشاشة المجتمع المدني‪.‬‬
‫‪ -‬الشمولية‪ :‬تمتاز بثقافة متجانسة تعتمد على اديولوجية محددة‪ ،‬و تلعب األجهزة الحزبية و األمنية‬
‫دو ار مهما في المحا فضة على مركز واحد للقوة و العمل على عدم ظهور قوى أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬النظم األوربية القارية‪ :‬هي ذات ثقافة سياسية مجزأة مع وجود اختالفات ثقافية لكن بوجود جذور‬
‫مشتركة و تراث مشترك‪ ،‬و يالحظ من خالل ذلك ارتباط األبنية و األدوار بالثقافات الفرعية مما يؤدي إلى‬
‫بروز ادوار فرعية منفصلة عن بعضها البعض‪.‬‬
‫ج‪ .‬تصنيف مارسيل بيرلو‪:‬صنفها على أساس درجة تطور السلطة أي وفق مراحل تطورها‪:‬‬
‫‪ -‬المجتمعات غير المسيسة‪ :‬تمارس الوظائف على أساس إشراف اجتماعي مباشر أو بفعل‬
‫ممارسة دينية و األدوار السياسية للسلطة و كذا اإلدارية موزعة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬المجتمعات المسيسة بتفريد السلطة‪:‬السلطة هنا في مرحلة الظهور فيوجد حكام بدون إدارة و ال‬
‫وجود لقوة منظمة تحت تصرفهم‪ ،‬و حدود سلطاتهم هي حدود قوتهم‪.‬‬
‫‪ -‬المجتمعات المسيسة بواسطة تأسيس السلطة‪ :‬توجد بها حكومة و إدارة تقومان بها وفق القانون‪،‬‬
‫فتنشأ و تتطور سلطة الدولة‪ ،‬فهناك بناء دولة فعلية ذات سلطة فعلية‪.‬‬
‫د‪ .‬تصنيف إدوارد شيلز‪ :‬يضع أربعة مجموعات للنظم السياسية‪:‬‬
‫‪ -‬النظم الديمقراطية السياسية‪ :‬هي ذات حكم مدني من خالل المؤسسات التمثيلية و جهاز تشريعي‬
‫منتخب و تعددية سياسية مع استقاللية القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬النظم الديمقراطية الوصائية‪ :‬هي ذات سلطة تنفيذية مهيمنة و أحزاب ذات نشاط محدود‪ ،‬مع‬
‫وجود شخص أو مجموعة أشخاص يسيطرون على الحزب الحاكم و على الدولة عن طريق الجمع بين‬
‫رئاسة الدولة و رئاسة الحزب‪ ،‬و تمتاز بمحدودية نشاط البرلمان لهيمنة الحزب الحاكم‪ ،‬كما يظهر التداخل‬
‫بين توجهات المجتمع المدني و النظام السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬النظم األوليغارشية التحديثية‪ :‬تتميز بوجود برلمان فاقد للقدرة على ممارسة اختصاصاته مع تركز‬
‫فاعليته في الموافقة و اإلعالن‪ ،‬و قد ال توجد أحزاب سياسية أو نكون أمام حزب واحد مع استهداف‬
‫المعارضة و تالعب السلطة باالنتخابات و تزويرها مع تدخل المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬النظم األوليغارشية التقليدية‪ :‬تتسم غالبا بإسناد السلطة عن طريق القرابة فيختار الحاكم معاونيه‬
‫من بين أقاربه‪ ،‬و غالبا ما ال تكون فيها برلمانات و للجماعات القرابية و القبيلة قدر كبير من االستقاللية‬
‫عن الحكم المركزي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -3‬خصائص النظام السياسي‬
‫من خالل التعاريف المقدمة سابقا للنظام السياسي والمنتظم السياسي نجد أن مميزات النظام‬
‫السياسي( بمعنى المنظم أو النسق) هي‪:‬‬
‫‪ -‬وجود ترابط بين عناصر النسق‪.‬‬
‫‪ -‬هذه العناصر منظمة حسب تسلسل معين‪.‬‬
‫يكون وحدة ذات عالقات متبادلة‪.‬‬‫‪ً -‬‬
‫‪ -‬الوحدة المكونة لهذه العناصر لها 'رد فعل'‪ ،‬ألن المنتظم يحوي عدة أنظمة متتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬عالقات التبعية الواردة في التعريف ال تعني بالضرورة وجود توازن بينها‪ ،‬فقد تتصف بعدم التوازن‬
‫وحتى التوتر رغم أن هدف المنتظم هو تحقيق اإلنسجام‪.‬‬
‫إن النسق أو المنتظم هو الحالة التي تكون عليها عالقات أي مجموعة من الوحدات (طبيعية‪،‬‬
‫سياسية أو اجتماعية) والتي يتحقق بها استمرار تلك العالقات ككل متزن‪ ،‬وبالتالي لحالة التكامل السياسي أو‬
‫االجتماعي‪ ،‬ويعني التكامل حالة الترابط التي تضمن اإلتزان‪ ،‬أما النسق السياسي فهو تصور ذهني لحقيقة‬
‫واقع سياسي معين على شكل مجموعة من الم تغيرات المتميزة‪ ،‬لكنها متساندة ومتفاعلة وليس وصف لها‪،‬‬
‫فهي أداة ذهنية من أدواة التحليل السياسي واإلستخدام في بناء النظريات والنماذج لفهم عالم السياسة على‬
‫أساس مفهومي النسق واإلتزان‪.‬‬
‫يقوم اإلتزان في النظرية السياسية على فكرتين‪:‬‬
‫‪ -‬كل عناصر النسق السياسي عناصر متساندة وظيفيا‪.‬‬
‫‪ -‬هذه العناصر متفاعلة فيما بينها بشكل يسمح بحدوث اإلتزان ومنه اإلستقرار‪ ،‬واإلتزان يكون بعامل‬
‫قانون الفعل ورد الفعل‪ ،‬أي اإلنتظام اآللي التلقائي‪ ،‬ومن ثم الحركة الميكانيكية‪.‬‬
‫إن النسق السياسي هو التصور لحالة سير مؤسسات الدولة الرسمية متأثرة بالقوى السياسية الفعلية‬
‫لمجتمعها الكلي ومؤثرة فيها في نفس الوقت‪ ،‬ويعد الجهاز السياسي بمثابة المحرك‪ ،‬ويسير ميكانيكيا متأث ار‬
‫في سيره بعوامل الواقع السياسي‪ ،‬أما السلطة السياسية فهي مجرد قوة كغيرها من القوى‪ ،‬لكنها تتميز‬
‫باحتكارها ألدوات العنف تحقيقا للنظام‪.‬‬
‫‪ -4‬مفهوم المقارنة ومبرراتها‬
‫المقارنة هي دراسة ظواهر متشابهة أو متناظرة في مجتمعات مختلفة‪ ،‬أو هي التحليل المنظم‬
‫لالختالفات في موضوع أو أكثر‪ ،‬فهي ذلك النشاط الفكري الذي يستهدف إبراز عناصر التشابه واالختالف‬
‫داللتها‪.‬‬ ‫بين الظواهر بقصد الكشف عن‬
‫المستخدمة في البحث العلمي‪ ،‬والتي ُيمكن‬ ‫ن‬
‫المقار من المناهج الهامة واألساسية ُ‬‫ويعتبر المنهج ُ‬
‫استخدامها في مختلف المجاالت مثل المجاالت االجتماعية والعلمية والقانونية والسياسية‪ ،‬وهو يعتمد على‬
‫المقارنة بين ظاهرتين أو أكثر لتحديد أوجه التشابه واالختالف بينها مع األخذ في االعتبار السياق التاريخي‬

‫‪8‬‬
‫واالجتماعي والثقافي لهذه الظواهر‪ ،‬بهدف الحصول على معلومات وبيانات قابلة للمقارنة والتحليل من أجل‬
‫التعرف على األسباب التي أدت إلى حدوث ظاهرة ُمعينة‪.‬‬
‫وللمقارنة أهمية كبيرة تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬إن أحسن طريقة لفهم و دراسة األنظمة السياسية هي الدراسة المق ارنة مع التركيز على الطبيعة‬
‫الصراعية‪ :‬لماذا يحدث؟ أي محاولة فهم مسبباته‪ ،‬وهل هو صراع قديم أم جديد‪ ،‬أي محاولة فهم الظاهرة‬
‫عبر زمنية‪ ،‬أطرافه‪ ،‬مواقفهم‪ ،‬دوافعهم و خلفياتهم‪.‬‬
‫‪ ‬على الدارس توسيع أفاقه المعرفية و عدم حصر تفكيره في إطار ضيق من خالل دراسة‬
‫األنظمة السي اسية المختلفة مما يمكنه من توسيع إدراكه للمحددات المجالية للسلوك و فهم مختلف الصور‬
‫التي تأخذها نفس الظاهرة لمعرفة كيفية التأثير فيها‪.‬‬
‫‪ ‬تنمي المقارنة في الفرد التفكير البعدي أي القدرة على رؤية الظاهرة في كل أبعادها مما يعطي‬
‫تفسير صادق لها و عدم االكتفاء باألبعاد الظاهرة منها فقط‪.‬‬
‫يمكن التحليل المقارن من تفادي التعصب الفكري و تطوير نظرة شمولية للمسائل السياسية‬
‫‪ً ‬‬
‫المدروسة و تحطيم تلك المعتقدات التي ال تخدم التغيير و التحديث كالمشروعية الثورية و االستبداد العادل‬
‫و غيرها‪.‬‬
‫‪ -5‬خطوات المقارنة‬
‫‪ -1‬تحديد مشكلة البحث محل المقارنة ‪ :‬وترتبط بالمشكلة البحثية مشكلة وحدة التحليل أو الوحدة‬
‫التي يتخذها الباحث كعنصر للمقارنة‪ ،‬فالوحدة قد تكون الدولة‪ ،‬أو القانون‪ ،‬أو الحزب‪.‬‬
‫المتغيرات‪ :‬بعد تحديد موضوع المقارنة واختيار عينة البحث‪ ،‬يضع‬
‫‪ -2‬وضع الفرضيات وتحديد ُ‬
‫الباحث فرضيات البحث وهي عالقات ُمتصورة بين ُمتغيرين أو عاملين أو أكثر‪ ،‬ثم ينتقل إلى جمع البيانات‬
‫المناسبة مثل االستبيانات أو المقابالت وما إلى ذلك‪.‬‬
‫والمعلومات باستخدام األدوات البحثية ُ‬
‫استنادا إلى‬
‫ً‬ ‫ويحلل العالقات‬
‫‪ -3‬تحليل البيانات وتفسيرها‪ :‬يعقد الباحث خالل هذه المرحلة المقارنات ُ‬
‫المعلومات ال تي اطلع عليها من الدراسات السابقة وغيرها من المصادر التي تُناقش نفس موضوع بحثه‪،‬‬
‫بهدف الكشف عن العالقات بين الظواهر الخاضعة للمقارنة للتعرف على أسباب حدوث الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -4‬استخالص النتائج‬
‫عقب انتهاء الباحث من المقارنات ذات الصلة بموضوع الدراسة وتحليل العالقات‪ُ ،‬يصبح الباحث على بينة‬
‫بصحة فرضيات الدراسة أو عدم صحتها ويتمكن من استخالص النتائج واقتراح التوصيات ذات الصلة‬
‫بموضوع الدراسة‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like