Professional Documents
Culture Documents
الدرس رقم 03اشكال انظمة الحكم على اساس مبدا الفصل بين السلطات
(الفصل الجامد والفصل المرن)
مفهوم مبدأ الفصل بين السلطات
يعترب مبدا الفصل بني السلطات من اهم االسس املعتمدة يف تصنيف االنظمة السياسية و قبل التطرق اىل
كيفية تصنيف االنظمة البد من التعرض إىل املقصود به .
ترج ع اجلذور التارخيية االوىل ملبدا الفص ل بني الس لطات اىل الفيلسوف اليوناين افالطون الذي يرى بض رورة
توزيع وضائف الدولة لضمان االستقرار و من بعد جاء ارسطو الذي اعترب ان الدولة تتمتع ب 3سلطات اذا
اجيد تقسيمها ،اجيد عمل نظام الدولة كلها مث جاءت اسهامات جون لوك الذي نادى بضرورة خضوع كل
سلطة للقانون اال انه بدا الفصل بني السلطات ارتبط باسم املفكر الفرنسي مونتسكيو الذي وضع االسس و
املبادئ الذي يقوم عليها هذا املبدا .
يعترب مونتس كيو 1ص احب الفص ل يف دقة ع رض مب دا الفص ل بني الس لطات فاحسن ص ياغته و ابرز مض مونه
بوض وح و ق د اس تفاد من افك ار ج ون ل وك االجنل يزي فتمكن من تظ وير فك رة املب دا بدق ة يف كتاب ه " روح
الق وانني " ال ذي ع رض في ه املب دا بش كل واض ح .لق د ج اءت نظري ة بع د دراس ته لع دة اش كال من االنظم ة
السائدة يف عصره معتربا ان بناء النظام السياسي املتوازن يقوم على اساس مبدا الفصل بني السلطات لضمان
محاية النظام السياسي و استمراريته من خالل توزيع واضح الختصاص كل سلطة من السلطات الثالث فتقوم
السلطة التشريعية باصدار التشريعات و تعديلها او الغاءها و يتوىل برملان منتخب من طرف الشعب و يعرب عن
ارادة الن اخبني و الس لطة تس هر على تنفي ذ الق وانني و اعالن احلرب او اهنائه ا و ارس ال و اس تقبال املبع وثني
الدبلوماسسني و محاية الدولة من الغزو االجنيب و اقرار االمن الداخلي يف حني تتوىل السلطة القضائية الفصل
يف املنازعات و فض اخلصومات و معاقبة اجملرمني .
-1ولد سنة 1989بباريس في اسرة من النبالء بدا في كتابه " روح القوانين " و اخذ منه 14علما توفي في باريس .
ك ان ك ل م ا يه دف الي ه مونتس كيو ان ال ت رتكز ه ذه الوظ ائف الثالث يف ي د جه ة واح دة و امنا ت وزع على
هيئ ات متع ددة لكي ت راقب ك ل منه ا االخ رى و متنعه ا من اس اءة اس تعمال الس لطة املتاح ة هلا على ان يك ون
بينه ا ن وع من التع اون و االنس جام ، 2فه و ي دعو لع دم جتم ع الس لطات الثالث يف ي د واح دة لكن ه ال يتص ور
الفصل املطلق بينها ،اذ البد ان تكون هناك تناغم و تناسق بينها و ال جتر السلطة العليا بني االجهزة الثالث ،
ويعين بذلك توزيع ممارسة مظاهر سلطة الدولة و عدم جتزاهتا الن سلطة الدولة واحدة و ذات سيادة على عدد
من اهليات ض مان لع دم االنف راد مبمارس تها و تفاديا الس تبداد الق ائمني عليها ،و البد لكل س لطة ان توض ح
نفسها و تعرب عنها اما السلطات االخرى لكي ال تبقي مهامها سرتا مغلقا و من مث تستطيع فعل ما تشاء و
جيب ان تتح د اهليئ ات ال يت تش رف على ه ذه الس لطات و ال ترك ز يف ي د واح دة الن الت اريخ يش هد أن ه اذا
اجتمعت سلطة احلكم يف قبضة فرد واحد او هيئة واحدة فذلك يؤدي اىل اساءة استعماهلا بل اىل الفساد و
االستبداد و بناءا عليه فإن اسناد الوظائف الثالث هليئات متمايزة جيعل كل منها تستطيع ايقاف االخرى عند
حدودها و ان تقسيم السلطات وسيلة للحصول على االعتدال و التعامل و التوازن بني صالحياهتا حيث يقول
" :ان احلل الوحي د الجب ار احلاكم على االعت دال و منع ه عن االحنراف ه و الفص ل بني الس لطات " ،م ربرا
ذلك باسباب فلسفية و تارخيية و بشرية.3
معتربا احلرية السياسية ال ميكن ان تتواجد اال يف ظل احلكومة املعتدلة اال اهنا ال توجد دائما و ال تتحقق اذا مت
اس اءة اس تعمال الس لطة ،فالت اريخ اثبت ان ك ل انس ان يتمت ع بس لطة الب د ان يس يء اس تعماهلا اىل ان يوج د
احلدود اليت توقفه ،فاحلرية ال تتحق اذا ما اجتمعت السلطة التشريعية و التنفيذية يف يد شخص واحد او هيئة
واح دة ،ألن ه خيش ى ان يض ع احلاكم ق وانني ج ائرة ينف ذها تنفي ذا ج ائرا و لتحقي ق احلري ة الب د من فص ل
السلطات بعضها عن بعض و ممارستها بني افراد اجملتمع انفسهم او ممثليهم فالقاعدة اليت تضمن احلرية و متنع
اساءة استعمال السلطة هي ان السلطة توقف السلطة .4
ان نظرية مونتسكيو ال توحي اىل توزيع الوظائف من الناحية القانونية فقط بل اىل استقالل كل هيئة بذاهتا
كذلك و عرب عن ذلك بقوله " :يتحتم الجياد حكومة معقد له تنسيق السلطات و تركها تعمل دون اندفاع و
اعطاء كل واحدة منها وزنا تستطيع ان تقاوم به االخرة :
- 2يحى الجمل ،االنظمة السياسية المعاصرة ،بيروت ،دار النهضة العربية ،ص 312
- 3محمد علي محمد و اخرون ،السياسة بين النظرية و التطبيق ،االسكندرية ،دار الجامعات المصرية ، 1976 ،ص
168
-4عبد الغاني بسيوني ،الوسيط في النظم السياسية و القانون الدستوري ،مصر ،مطابع السعدي 2004 ،ص 262
و خنلص يف النهاية لوجهات نظر مونتسكيو خبصوص مبدا الفصل بني السلطات اىل ما يلي :
قس م مونتس كيو الس لطات العام ة يف الدول ة اىل 3س لطات اساس ية هي :الس لطة التش ريعية و التنفيذي ة و -
القضائية و بني املهام االساسية لكل سلطة .
اكد ان نوزيع السلطات و فصلها امر ضروري فليس ما هو اخطر على احلرية و اقرب اىل االستبداد من -
مجع الس لطات يف ي د واح دة و ل و ك انت يف قبض ة الش عب نفس ه او جملس منبث ق عن ه فاحلري ة هي اهلدف
االمسى لالنسان .
نادى بضرورة رقابة السلطة و بأن تقوم السلطة باحلد من السلطة -
اكد على حاجة السلطات العامة و خاصة السلطتني التشريعية و التنفيذية اىل تبادل الرقابة فيما بينها حبيث -
يكون للسلطة التشريعية امكانية تقييد السلطة التنفيذية و كبح مجاحها و احلد من غلوها ،ويكون للسلطة
التنفيذية نفس االمكانات اجتاه السلطة التشريعية .
لق د ك ان لنظري ة الفص ل بني الس لطات ت اثريا كب ريا على الث ورتني االمريكي ة و الفرنس ية اذ فهم رج ال -
الثورتني املبدا على انه الفصل املطلق بني السلطات و قد اعتربت الثورة الفرنسية يف اعالن حقوق االنسان
عام 1987ان " كل دورة ال تضمن حقوق االفرادو ال تفصل بني السلطات ال دستور هلا " 5فهذا املبدا
يعترب سالح من اسلحة الكفاح ضد السلطة املطلقة .
لقد تعددت تصنيفات انظمة احلكم و صورها بتعدد االجتاهات املهتمة بدراستها فالبعض يقسمها بالنظر للهيئة
اليت تتحمل املسؤولية العليا ،فاذا كانت هذه املسؤولية مسندة لشخص منفرد منفصل عن الربملان كان النظام
رئاسيا ،وان اسندت هليئة مجاعية عليا دعي النظام اجمللسي ،وميكن ان تكون املسؤولية موزعة و توازنة بني
اهليئة التنفيذية و الربملان فيتعترب النظام برملاين .
كم ا ان البعض مييز بني االنظم ة السياس ية حس ن نظ ام احلزيب املتب ع ،ف اذا ك ان احلكم مت داوال بني ج زئني
رئيسسني كان النظام ثنائي ،و اذا كان بني جمموعة احزاب كان النظام السياسي تعدديا تنافسيا ،اما اذا كان
احلكم يف يد حزب واحد كان النظام احاديا ،وهناك من صنفها وفق اعتبارات اقتصادية و عليه فهناك النظام
الرامسايل و النظام االشرتاكي .و هناك من يفضل التنيف الشكلي بني برملاين و رئاسي و جملسي و خمتلط و هو
التصنيف الذي اعتمدنا عليه يف دراستنا هذه ،حيث يقوم هذا التصنيف على اسا مبدا الفصل بني السلطات
اذا كان النظام الربملاين نشأ و تطور يف اجنلرتا اوال مث انتقل خارجها فإن النظام الرئاسي هو ايضا نشأ و تطور
يف الواليات املتحدة االمريكية ،فأركان وخصائص هذا النظام جندها مكتوبة يف الدستور االمركي الذي تتم
وضعه يف مؤمتر فيالدلفيا سنة ،6 1787و عنه اخذت الدول االخرى املتاثرة بالنظام االمريكي ،فقد طبيقته
بعض دول امريك ا الالتيني ة ك االرجنتني و ش يلي و بوليفي ا و ف نزويال ،كم ا طبقت ه فرنس ا يف عه د اجلمهوري ة
الثانية عام ، 1848واخذت به بع د احلرب العاملية االوىل العديد من الدول ،وهو النظام السائد يف معظم
الدول ذات النظام اجلمهوري .
و النظ ام الرئاس ي اش تق امسه من رئيس اجلمهوري ة حبيث اراد واض عو الدس تور االم ريكي تقوي ة مرك ز رئيس
اجلمهوري ة و ت دميم س لطاته الفعلي ة ،و ب ذلك ميكن اعتب ار النظ ام الرئاس ي أن ه النظ ام ال ذي ت رجح في ه كلم ة
رئيس الدول ة يف م يزان الس لطات ،وق د س امهت التط ورات و التقالي د يف حتقي ق ذل ك ،لكن النظ ام الرئاس ي
يتميز ايضا بصفة جوهرية هي الفصل املطلق او التام بني السلطات ،اال انه هناك بعض االستثناءات على هذا
الفصل املطلق يف عالقة السلطة التنفيذية بالسلطة التشريعية مصدرها النصوص من جهة و التصورات العلمية
من جهة اخرى. 7
و سوف نقوم بدراسة اركان هذا النظام ،مث التطرق لكيفية تطبيقه يف الواليات املتحدة االمريكية حيث نشأ و
تطور مث نتعرض اىل تقسيم هذا النظام .
- 6عاصم أحمد عجيلة و محمود رفعت عبد الوهاب ،النظم السياسية ،ط ،5القاهرة دار النهضة العربية ، 1992 ،ص
298
- 7عاصم أحمد عجيلة و محمود رفعت عبد الوهاب ،نفس المرجع ،ص 499 ،498
يتميز النظام الرئاسي بفردية السلطة التنفيذية ،اي ان رئيس الدولة هو نفسه رئيس احلكومة كما يقوم النظام
ايض ا على اس ا الفص ل املطل ق او الت ام بني الس لطات خاص ة الس لطتني التنفيذي ة و التش ريعية ،باعتب ار القض اء
سلطة مستقلة بعيدة عن السايسة و ترقاب السلطتني االخرييني .
اذا كان النظام الربملاين يقوم على اساس ثنائية السلطة التنفيذية فإن النظام الرئاسي يقوم على اسا فردية السلطة
التنفيذية ،فرئيس اجلمهويرة هو وحده الذي يدير دفة احلكم ،فهو رئيس الدولة و رئيس للحكومة يف نفس
الوقت ،وهو الذي يعني الوزراء و يعفيهم من مناصبهم بعد موافقة اجمللس التشريعي ،وهم مسؤولون سياسي
امام ه فق ط و ليس ام ام الربملان و ب ذلك ال يوج د جملس وزراء متض امن يهيمن على مص احل الدول ة و خيتص
برس م السياس ة العام ة هلا ،ف الوزراء ال ميكن هلم اص دار اي ق رارات مس تقلة عن رئيس الدول ة نظ را النف راد
بالس لطة الفعلي ة يف ه ذا اخلص وص و اذا م ا اجتم ع ال رئيس بوزرائ ه فإمنا يك ون جملرد التش اور و املداول ة حبيث
ينفرد وده بالراي النهائي يف املواضيع حما املداولة .
و رئيس الدول ة ه و ال ذي يت وىل وض ع السياس ة العام ة للدول ة ،ويش رف على تنفي ذها مبس اعدة ال وزراء ك ل
حس ب اختصاص ات وزارت ه ،وخيض عون للمس ؤولية امام ه ،ف الوزراء يف ظ ل النظ ام الرئاس ي جمرد اداة اتنفي ذ
سياسة الرئيس ،اي جمرد سكرتريون يعملون على تنفيذ ارادته و سياسته و له ان جيربهم على ذلك ،فالوزراء
يف الوالي ات املتح دة االمريك ة مث ل ليس ت هلم ص فة وزراء ،وامنا هم امن اء او س كرتارية ال رئيس ،فال يق ال
وزير اخلارجية و امنا يقال سكرتري الرئيس للشؤون اخلارجية .
و رئيس اجلمهورية يف الواليات املتحدة االمريكة على سبيل املثال ينتخب بواسطة الشعب ملدة اربع سنوات او
اك ثر ،وج رى الع رف على ان جيدد انتخاب ه اال م رة واح دة م دة 4س نوات ح ىت 8س نوات كافي ة الس تقرار
النظ ام خاص ة ان ه ه و ال ذي ينتقي معاوني ه من رج ال االختص اص و اخلربة ،هلذا فالنظ ام الرئاس ي ال يع رف
االزمات الوزارية اليت يتعرض هلا النظام الربملاين املختلف عن النظام الرئاسي هم عادة زعماء االغلبية الربملانية ،
و خيتارون عادة من بني اعضائه و ال يشرتط يف الوزير ان يكون فنيا اختصاصيا يف الشؤون اليت يشرف عليها
يف وزارته و هذا ما يؤدي اىل عدم االسقرار الوزاري يف حني ان ذلك ال يصلح يف النظام الرئاسي ألن الوزراء
ليسو اعضاء يف الربملات ،بل هم من االختصاصيني اصحاب اخلربة يبقون يف اعماهلم مادام الرئيس يف احلكم ،
ماداموا على ثقة اليت تبقى مادام النجاح يرافق اعماهلم .
و يعت رب رئيس اجلمهوري ة ه و املس ؤول عن س ري اجله از االداري و س لوك و امان ة و كفاي ة اعض ائه و م دى
استجابة هذا اجلهاز لرغبات الشعب ،و هو القائد االعلى للقوات املسلحة ،فهو الذي تقع على عاتقه مهمة
قيادة الدولة و مسؤولية رفعتها و تقدمها ،وهذه اعباء خطرية وصفها احد رؤساء الواليات املتحدة االمريكية
بقوله " ان صالحية رئيس اجلمهورية جمموعة هائلة من السلطات جتعل قيصر وجنكيزخان و نابليون يقضمون
اضافرهم حسرة و حرية "
يق وم النظ ام الرئاس ي على مب دا اس تقالل الس لطات اىل اقص ى درج ة ممكن ة فالس لطة التش ريعية تس تقل مباشرة
اختصاصها على السلطة التنفيذية التس تستقل بدورها يف ممارسة اختصاصها عن السلطة التنفيذة دون وجود
ادىن تعاون او تبادل بني هاتني السلطتني ،و بذلك تتحقق املساواة و االستقالل بني السلطات
تس تقل الس لطة التش ريعىي يف مباش رة وظيفته ا وح دها ،فتم ارس ه ذه الوظيف ة دون ادىن اش رتاك م ع الس لطة
التنفي ذة ،فالربملان مس تقل عن الس لطة التنفي ذة فال جيوز ل رئيس الدول ة باعتب اره رئيس ا للس لطة التنفي ذة دع وة
اجمللس التشريعي للنعقاد العادي ،فهو جيتمع من تلقاء نفسه بالنسبة للدورات العادية ،كما ال ميكن للرئيس
فض اجتماعه ،و ال تاجيل دورات انعقاده ،و ال حيق له حل اي جملس من جملسي التشريع و يستقل اجمللس
التشريعي مبجلسه مبباشرة الوظيفة التشريعية دون مشاركة السلطة التنفيذة ،فليس لرئيس اجلمهورية حق اقرتاح
الق وانني ،كم ا ال جيوز اجلم ع بني منص ب ال وزارة و عض وية اجمللس التش ريعي ،فال ميكن ان يك ون ال وزراء
اعض اء يف الربملان ،وال حيق هلم احلض ور اىل اجمللس بص فتهم الوزاري ة ،و االش رتاك يف املناقش ات ال يت ت دور يف
هذه اجللسات اال بناءا على طلب منه بصفتهم زائرين شأهنم شأن اجلمهور .
تستقل الس لطة التنفيذة عن الس لطة التشريعية و تنفص ل عنها ،ف رئيس اجلمهورية الذي يتوىل منص ب رئاسة
السلطة التنفيذة يتم انتخابه من قبل الشعب مباشرة ال عن طريق اجمللس التشريعي مما يضمن له االستقالل و
تدعيم قوته ازاء اجمللس التشريعي ،وجيعله على قدم املساواة مع هذا االخري مادام كل منهما منتخب بواسطة
الش عب ،وب ذلك ال توج د رقاب ة من ج انب اجمللس التش ريعي على رئيس اجلمهوري ة و ال وزراء ،ألن رئيس
اجلمهورية غري مسؤول سياسيا و طرح الثقة هبم ،فالوزراء ليسوا مسؤولني سياسون ام الرئيس وحده الذي
قام بتعيينهم ،وله وحده حق عزهلم .
ام ا من الناحي ة اجلنائي ة ف رئيس اجلمهوري ة و ال وزراء ميكن ان يكون وا موض ع اهتام و حماكم ة ام ام الربملان عن
اجلرائم اليت يرتكبوهنا .
ومن مظ اهر اس تقالل الس لطة التنفيذي ة ك ذلك ان رئيس اجلمهوري ة غ ري مل زم ب اخ ذراي الس لطة التش ريعية ال
تستطيع اجبار رئيس دولة على عزل احد سكرترييه ألن ذلك يعترب تدخل من قبل السلطة التشرعية يف شؤون
السلطة التنفيذية ،وهو ما يتعارض مع مبدا الفصل بني السلطات اىل اقصى حد ممكن الذي يقوم عليه النظام
الرئاسي .
و نظرا ألن السلطة التنفيذية ترتكز بني رئيس اجلمهورية فهو الذي يتخذ القرارات مبفرده فال حاجة لوجود
جملس وزراء ألن املهم ة االساس ية للمجلس ال ةزاري ب املعىن املع روف يف النظ ام الربملاين هي اختاذ الق رارات
للنهوض بالسلطة التنفيذية و نتيجة النعدام جملس الوزراء تنعدم املسؤولية التضامنية للسكرترييني و يبقى كل
واحد منهم مسؤول شخصي امام رئيس الدولة.
كما نرى النظام الرئاسي – على عكس النظام الربملاين – يعمل على اقامة الفصل التام او املطلق بني السلطتني
التشريعية و التنفيذية و اهلدف من ذلك حتقيق املساوات الكاملة بني السلطتني ،واستقالل كل سلطة عن اخرى
بش كل كام ل ،فال جيوز الح دى الس لطتني الت دخل يف عم ل الس لطة االخ رى ،ولكن من الناحي ة العملي ة
التطبيقي ة ال ميكن حتقي ق ذل ك ل ذا ادخلت بعض االس تثناءات على مب دا الفص ل بني الس لطتني التش ريعية و
التنفيذية منها :
_ منح رئيس اجلمهوري ة ح ق االع رتاض " الفيت و" على القن ون ال ذي يواف ق علي ه اجمللس التش ريعي و رده الي ه
العادة النظر فيه ،فإذا وافق عليه مرة اخرى بأغلبية 3/2االعضاء يف كل من اجمللس صدر القانون و اال سقط
،وحق االعرتاض ليس عمال تشريعيا امنا هو جمرد حق وقف القانون حىت ال يتسرع اجمللس التشريعي يف اصدار
قانون يتناىف مع الدستور ،هبذا احلق ميكن تفادي االخطاء و حتقيق املصلحة العامة للدولة .
_ يف املسائل املالية مسح القانون لسكرتري اخلزانة االتثال باجمللس التشريعي و تقحيم تقارير مالية متضمنة تقدير
االي رادات و النفق ات ،كم ا نص الق انون على ارس ال ه ذه التق ارير املالي ة ايض ا اىل رئيس اجلمهوري ة ليوص ي
اجمللس التش ريعي مبا ي راه من ت دابري لس د العج ز ان وج د ،وميكن ل رئيس اجلمهوري ة اع داد ميزاني ة احلكوم ة و
تقدميها اىل اجمللس التشرعي لكن يبقى فارق مع النظام الربملاين هو ان التقارير و البيانات املالية ترسل كتابة اىل
اجمللس التشريعي ،وال ينصب سكرتري املالية للدفاع عن املشروع اليت ميلك الربملان احلرية الكاملة يف اقرارها و
وضغع القانون اخلاص هبا.
_ يف الواليات املتحدة االمريكية يتشرك جملس الشيوخ مع رئيس اجلمهورية يف تعيني كبار موظفي الدولة ،
وان كان العرف استقر على عدم استعمال جملس الشيوخ حلقه هذا بالنسبة لتعيني الوزراء جماملة منه لرئيس
اجلمهورية حىت اص بحت ه ذه اجملامل ة عرفا دس توريا ث ابت يقض ي ب انفراد ال رئيس بتع يني الوزراء وح ده دون
تدخل من جملس الشيوخ ،كما يشرتك هذا االخري مع رئيس اجلمهورية يف بعض مسائل السياسة اخلارحيية اذ
يشرتط موافقة هذا اجمللس على تعيني السفراء يف اخلارج و موافقة على املعاهدات اليت يربمها رئيس اجلمهورية
باعتبار ان جملس الشيوخ ميثل الواليات فمن حقه الرقابة على سياسة الدولة اخلارجية .
_ اذا كان لرئيس اجلمهورية ال جيوز حق دعوة اجمللس التشريعي للنعقاد السنوي العادي او تاجيل انعقاده او
فض جلس اته ،اال ان له ح ق دعوته لالنعق اد يف ال دورات غ ري العادي ة يف ح االت الض رورة ال يت تتطلب ذلك
االنعقاد غري العادي .8
_ راينا ان مسؤولية الوزراء سياسيا ال تتحقق اال امام رئيس اجلمهورية باعتباره رئيسا للسلطة التنفيذة ،وال
ميكن ان تتم امام اجمللس التشرعي و ذلك طبقا ملبدا استقالل السلطات الذي يعتنقه النظام الرئاسي ،اال ان
الدستور االمريكي اعطى جمللس النواب حق اهتام رئيس اجلمهورية و نائبه و الوزراء جنائيا يف حالة ارتكاهبم
جرمية اخليان ة العظمى ،او الرش وة او غريه ا من اجلناي ات و اجلنح الك ربى و جتري احملاكم ة ام ام جملس
الشيوخ ،و سيشرتط للحكم باالدانة صدور القرار باغلبية ثلثي اعضاء اجمللس على االقل ،واذا اثبتت االدانة
امكن تقدمي الرئيس او نائبه او الوزير املعزول للمحكمة اجلنائية العادية املعاقبة طبقا لقانون العقوبات .
_ ميكن لرئيس اجلمهورية اصدار اوامر و قوانني هلا قوة االلزامية يف حالة الطوارئ و حيق للمجلس التشريعي
اجراء تعديالت دستورية ،و املوافقة على قبول واليات جديدة .
_ حيق ل رئيس اجلمهوري ةو اجمللس التش ريعي ممارس ة اختصاص ات قض ائية كح ق ال رئيس يف تع يني القض اة يف
مستويات معينة و تعيني قضاة احملكمة العليا مبوافقة اجمللس التشريعي و حق هذا االخري يف تشكيل جلان لتحقيق
- 8عاصم أحمد عجيلة و محمد رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ذكره ،ص 303
يف موضوعات معينة ،وحتديد اختصاصات النحاكم ،وحق الغاء العقوبات او ختفيضها و العفو الشامل .و
فض ال عن االس تثناءات ال يت اوردهتا النص وص على اس تقالل الس لطتني التش ريعية و التنفيذي ة و انفص اهلم عن
بعضهم البعض ،فقد ادى التطبيق العملي اىل اجياد قدر غري قليل من التعاون بينهما عن طريق اللجان الربملانية
الدائمة ،وهي اليت تقوم فعال مبعظم العمل التشريعي ،فالسلطة التنفيذية على اتصال دائم هبذه اللجان رغبة يف
احلص ول على م ا تري ده من تش ريعات و يف مقاب ل ذل ك فهي ختض ع لن وع من الرقاب ة الربملاني ة على اعماهلا عن
طريق هذه اللجان .
تعت رب الوالي ات املتح دة االمريك ة هي البل د النم وذج للنظ ام الرئاس ي حيث نش أ فيه ا مبقتض ى دس تور 1787
املطب ق لغاي ة االن م ع بعض التع ديالت املتتالي ة ال يت ط رات علي ه بفع ل تط ور اجملتم ع االم ريكي ،ونظ را لك ون
النظام الرئاسي يقوم على فردية السلطة التنفيذية اليت ترتكز يف يد رئيس اجلمهورية ،و على مبدا الفصل املطل ق
بني الس لطة التش ريعية و التنفيذي ة و س تقوم بدراس ة ه ذا النظ ام من حيث مرك ز رئيس اجلمهوري ة االم ريكي ،
الكونغرس و عالقته برئيس اجلمهورية ،مث نتطرق للسلطة القضائية و تنظيمها .
اوال :رئيس الواليات المتحدة االمريكية و مركزه السياسي :يعترب رئيس الواليات املتحدة االمريكية اقوى
رحل يف الدولة ،فهو رئيس السلطة التنفيذية امسا و فعال و هو القائد العام للقوات املسلحة و هو الذي يضع
السياسة العامة يف الداخل و اخلارج و يتمتع باختصاصات اخرى سيتم التطرق اليها فيما يلي :
_1الشروط الواجب توفرها في المرشح لرئاسة الجمهورية :طبقا للدستور األمريكي تتمثل هذه الشروط
يف _ :ان يوكن مواطنا مولودا بالواليات م أ
_ ان يكون بالغا سن 35سنة على االقل
_ ان يكون قد اقم يف و،م،أ ملدة 14سنة عى االقل
و ختتار االحزاب السياسية مرشحها للرئاسة قبل بضعة اشهر من موعد االنتخابات الرئاسية اليت جترى كل 4
سنوات.و جيدد رئاسة الرئيس مبدة معينة للحيلولة دون طغيان الرئيس و استبداده حيث حددت بـ 4سنوات
قابلة للتجديد مرة واحدة فقط اي 8سنوات على االكثر و يعترب انتخاب الرئيس االمريكي انتخاب غري مباشر
على درج تني لكن وج ود احلزبني الكب ريين يف الوالي ات املتح دة االمريكي ة عمال على تغي ري وظيف ة املن دوبني و
اصبح يف الواقع نظام انتخاب مباشر .و بعد انتخابه تتم عملية تنصيبه باداءه للقسم قبل ان يشرع يف تويل
منصبه امام رئيس احملكمة العليا بعدها يلقي خطابا يف الكونغرس .
_2سOOلطات الOOرئيس :ي رتاس ال رئيس جه از التنفي ذي للحكوم ة الفيدرالي ة باالض افة اىل ص الحيات هام ة يف
امور التشريع و القضاء تتمثل يف :
اختصاص ات تتعل ق بعالق ة ال رئيس بوزرائ ه :رئيس و ،م ،أ ه و نفس ه رئيس احلكوم ة يعني ال وزراء و
يع زهلم و حيدد اختصاص اهتم و يص نع السياس ة الداخلي ة و اخلارجية ،ويل تزم باستش ارة وزراءه لكن
القرارارت ال يصوت عليها امنا هي جملرد االستئناس هبا و هو غري ملزم هبا .
تنفيذ القوانني اليت يضعها الكونغرس بنفسه او بواسطة معاونيه من الوزراء
تعيني املوظفني :يعني الرئيس الوزراء و تعترب موافقة الكونغرس شكلية ،اما بالنسبة للسفراء و القناصة و
قضاة احملكمة العليا فتعترب موافقة الكونغرس ضرورية .9
االختصاص ات اجلربي ة ال يت هي من اهم االختصاص ات حيث يعت رب ال رئيس ه و القائ د االعلى للق وات
املسحلة و له احلق يف تسيريها شرط الرجوع اىل الكونغرس .
االختصاص ات ذات الط ابع السياس ي اي االختصاص ات يف مي دان الش ؤون اخلارجي ة و خيتص وح ده
باالعرتاف بالدول و احلكومات االجنبية كذلك حيق له ابرام معاهدات و اتفاقيات .
اختصاصات ذات طابع قضائي حيث منح الدستور االمريكي للرئيس حق اجراء تنفيذ االحكام اجلنائية و
العف و عن اجلرائم املرتكب ة ض د و ،م ،أ م ا ع دا ح االت االهتام الربملاين ،ميكن ل ه اج راء تنفي ذ االحك ام
اجلنائية مبا يستدعيه الضرورة الستتباب االمن .
اختصاصات ذات طابع تشريعي حيث له احلق يف اقرتاح تشريعات جديدة و له احلق يف قبول و اعرتاض
على القوانني اليت يعرضها الكونغرس و هنا العالقة لينة بني السلطتني التشريعية و التنفيذية .10
- 9حافظ علوان حمادي الدليمي ،النظم السياسية في اوروبا الغربية و الواليات المتحدة االمريكة ،ط ، 1عمان ،دار
وائل للنشر و التوزيع ، 2001 ،ص 274
-10عاصم أحمد عجيلة و رفعت عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص 309
الك ونغرس ه و اهليئ ة ال يت متارس الس لطة التش ريعية يف الوالي ات املتح دة االمريكي ة ،وترج ع تس ميته اىل م ؤمتر
فيالدلفي ا ع ام ، 1787و يتك ون من جملس ني مها :جملس الن واب و جملس الش يوخ ال ذي ميث ل الوالي ات ،و
يعود السبب االساسي وراء تكوين السلطة التشريعية ( الكونغرس ) من جملسني اىل الرغبة يف حتقيق نوع من
التوازن بني الواليات الصغرية و الكبرية من ناحية ،واجياد مظهر الدولة املوحدة من ناحية اخرى .11
جملس الن واب :يتك ون من 435عض وا يتم اختي ارهم عن طري ق االنتخ اب الع ام املباش ر على مس توى
الدولة كلها ،ومدة نيابته سنتان ،وللمجلس رئيس و سكرتري و يتوىل الرئيس رئاسة اجلمهورية عند وفاة
رئيس اجلمهورية و يتكون اجمللس من 20جلنة دائمة .
جملس الش يوخ :يت الف من 100عض ور منتخ بني على اس اس ع دد الوالي ات حيث ينتخب عض وان من
كل والية عن طريق االقرتاع السري املباشر ملدة 6سنوات و للمجلس 15جلنة دائمة .
_ ان الوظيفة االساسية للكونغرس هي الوظيفة التشريعية حيث أنه له كامل احلرية يف سن التشريعات ،فيمكن
له املبادرة باقرتاح و مناقشة اي تشريع و له كامل احلرية يف سن التشريعات و املبادرة باقرتاحها ،و عندما يقر
اجمللس التش ريع املق رتح حيي ل اىل رئيس اجلمهوري ة للموافق ة علي ه ،ام ام الص الحيات ال يت يتمتع هبا الك ونغرس
تتمثل فيما يلي :
- george burdean drait constutionnel et science politique . 16 eme edition . paris : dalloz
11
199 p 165
تقوم على اسا الفصل شبه الكامل بينهما ،فليس للكونغرس مساءلة الرئيس و الوزراء و سحب الثقة منهم و
كل ما ميلكه هو اثارة مسؤوليتهم اجلنائية بايصاهلم و حماكمتهم يف حالة ارتكاب اجلرائم اجلنائية و باملثل ليس
لرئيس اجلمهورية حل الربملان و ليس له و لرزراءه ان يكون عضوا فيه .
و كما راينا عند دراستنا الركان النظام الرئاسي ان الفصل التام او املطلق ترد عليه استثناءات ختفف من مبدا
الفصل املطلق بني السلطتني التشريعية و التنفيذية ،فالواقع ان الفصل بني السلطات ال يعين انعزال كل سلطة
عن االخرى متام هلذا وضع الدستور االمريكي بعض حاالت التعاون و الرقابة املتبادلة بني السلطات خروجا
عن االصل العام و هو مبدا الفصل املطلق .
الرئيس له نوعان من الرقابة و التاثري على نشاط الكونغرس و يتمثل ذلك حبقه يف التوصية التشريعية القرتاح
االجراءات التشريعية اليت يشري هبا على الكونغرس كما له االعرتاض على القوانني اليت اقرها الكونغرس .
يف املقاب ل ميك ل الك ونغرس مبجلس ش يوخه وس ائل للت اثري على ال رئيس و حكومت ه ،فموافقت ه الزم ة دس توريا
على تعيين ات ال رئيس كالس فراء و القناص لة و قض اة احملكم ة العلي ا و ك ذلك فيم ا خيص السياس ة اخلارجي ة اذ
جيب موافقة جملس الشيوخ على املعاهدات .
ام ا يف الواق ع فق د يك ون التع اون واض حا فع اال بني الس لطتني التش ريعية و التنفيذي ة اذا ك ان اغلبي ة اعض اء
الكونغرس من نفس حزب الرئيس .
لقد اسند الدستور االمريكي السلطة القضائية االحتادية اىل حمكمة عليا احتادية و اىل حماكم احتادية ادىن منها ،
كما حدد اختصاصات السلطة القضائية االحتادية و ترك لكونغرس سلطة وضع التنظيم اخلاص بتشكيل احملكمة
العليا و احملاكم االحتادية االخرى مبختلف درجاهتا ،وتوزيع االختصاصات فيما بينها و تعترب احملكمة العليا هي
اعلى هئية قضائية تتالف من 9قضاة ،ويلقب رئيسها بالقاضي االعلى للواليات م ،أ .
اما فيما خيص اختاصاصات احملكمة العليا ،فلها اختصاصا قضائي عادي يتمثل يف الفصل يف بعض القضايا ال يت
تطرح امامها ،واختصاصا قضائي سياسي يتمثل يف الرقابة على دستورية القوانني و هذا راجع اىل عدم وجود
قضاء اداري مستقل يف الواليات م أ .
و احملكم ة العلي ا يف و ،م ،أ تق وم ب دور م ؤثر يف اجملاليني الق انوين و السياس ي مع ا و اىل ج انب ه ذه احملكم ة
توجد حماكم استئناف اليت تسهل البث بالقضايا و ختفيف العبئ عن احملكمة العليا .
و تباشر احملكمة العليا وسائر احملاكم عملها يف استقالل كامل عن السلطتني التنفيذية و التشريعية اي كل من
الرئيس و الكونغرس و تعترب احملكمة العليا هي احلرس على دستورية القوانني و استقالل السلطة القضائية عن
السلطتني االخريني من صور مبدأ الفصل بني السلطات اليت يقوم على اساسه النظام السياسي االمركي .
لكن ب الرغم من االس تقالل اال ان رئيس اجلمهوري ة و جملس الش يوخ احلق يف اختي ار اعض اء احملكم ة العلي ا ،
وهذا ما يقيم جسرا بني السلطتني التشرعية و التنفيذية و السلطة القضائية .
مما تقدم كله يتضح رغم قيام النظام السياسي االمريكي على مبدا الفصل بني السلطات اال انه يف الواقع هناك
نوع من التعاون بل التدرج بني السلطات تدرجا ليس لصاحل واحدة منها على الدوان ،و اذ كان الواقع يؤكد
ان السلطة التنفيذية تتمتع باكرب السلطات حبكم وظيفتها يف النظام الرئاسي .
للنظام الرئاسي كغريه من انظمة احلكم االخرى جمموعة من املزايا و العيوب ميكن اجيازها فيما يلي :
_ يضمن االستقرار السياسي بصورة ال حيققها النظام الربملاين ،ذلك ان استقالل الرئيس عن السلطة التشرعية
و جيعله ينفذ برناجمه السياسي دون عرقلة و كذلك املدة اليت ينتخب من اجلها اليت هي 4سنوات.
_ ال وزراء غ ري جمربين للمث ول ام ام اجمللس التش رعي دوم ا و ه ذا م ا يس اعدهم على اس تغالل وقتهم للش ؤون
االدارية على عكس النظام الربملاين
_ رئيس الدولة يف هذا النظام يتمتع بشعبية كبرية و هيبة كبرية ألنه منتخب عن طريق االنتخاب املباشر و هذا
ما يعنيه من الوالءات الضيقة
_ ان النظام الرئاسي يبىن على اساس مبدا الفصل بني السلطات مما يتيح لكل منهل تركيز جهودها يف جمال
اختصاصاها ،و هذا ما جيعل احلكومات اكثر كفاءة .
_ يعترب النظام الرئاسي هو اقدر االنظمة على مواجهة االزمات و قد ثبت ذلك من خالل االزمة االقتصادية و
الكساد االقتصادي يف اوائل الثمانينيات ألن تركيز السلطة التفنيذية يف يد الرئيس جتعله ياخذ القرارات املناسبة
و يف الوقت املناسب دون تعطيل .
_ إنه نظام ناجح يف البلدان ذات التجربة الدميقراطية الناجحة و املتكاملة و اليت يكون فيها النضج و الوعي
السياسي عاليا .
_ ان جناح هذا النظام يف و ،م ،أ كان بفضل التعاون بني الرئيس و الكونغرس و لنظام احلزبني ،مما ادى اىل
االستقرار السياسي ،ومل يؤد اىل رجحان كفة الرئيس حنو االستبداد و الطغيان .
_ نظرا المهية مركز رئيس اجلمهورية فإنه يف ايام االنتخابات تؤدي اىل اخلالفاة السياسية ،وقد تتطور هذه
اخلالفات فتؤدي اىل وقوع ثورة يف االقطار غري املستقرة ،وكذلك عندما تكون السلطة التشرعية و التنفيذية
من احزاب خمتلفة فإن هناك خطرا دائما لوقوع التصادم و االحتكاك ،وعندما يقع خالف بني رئيس الدولة و
الس لطة التش رعية جند ان لك ل منهم ا يلقي املس ؤولية على االخ ر ،وبالت ايل ال ميكن اجناز اي عم ل جدي د قب ل
حلول ميعاد االنتخابات اجلديد الذي قد يضع حدا هلذا اخلالف.
_ ان االستغالل الذي يتمتع به كل من الرئيس و السلطة التشرعية يؤدي اىل وقوف كل منهما على نقيض
االخر فينجم عن هذا االمر ان يقبل رئيس الدولة االستسالم للمجلس التشرعي ،ويرتك احلكومة بل قيادة ،
واما ان يتصدى هلذا اجمللس و يهامجه بال هدف حىت خيضعه الرادته مما يؤدي اىل اثارة الفوضى.
_ ان انفصال السلطتني التشريعية و التنفيذية عن بعضهما ليس باالمر املرغوب فيه يف كل االحوال ،فالتعاون
ضروري بينهما .
_ إن ه نظ ام يلغي مب دا املس ؤولية السياس ية مما يع ين امكاني ة الته رب من املس ؤولية و ص عوبة معرف ة املس ؤول
احلقيقي عن اخلطا .
_ على خالف النظام الربملاين الذي يتوىل يف جلنة اواحدة هي جملس الوزراء مهمة توجيه التشرعي جند ان اهليئة
التش ريعية يف النظ ام الرئاس ي تت الف من ع دة جلان تش رعية مس تقل بعض خا عن بعض و هبذه الطريق ة تقس م
الس لطات و تض يع املس ؤوليات كم ا ان ص الحيات ك ل من ه ذه اللج ان يت داخل يف بعض و هي تعم ل يف
ظروف يصبح الراي العام فيها ذا تاثري ضعيف عليها باالظافة اىل ذلك ان كل منها غري مسؤول عن القوانني
اليت يوصي هبا .
_النظ ام الرئاس ي ال يكف ل الدرج ة املطلوب ة من املرون ة يف عملي ات احلكم ،فق د تقتض ي ض رورات املوق ف
السياس ي و خاص ة يف ظ روف تغ ري احلكوم ة بأكمه ا و ه و م ا ال يتيس ر فس النظ ام الرئاس ي ،ف رئيس الدول ة
يس تمر يف مس ؤولياته على ال رغم من أن ه ال يك ون مهيئ ا بش كل ك اف الداء ال دور املطل وب منه يف مث ل تلك
الظروف احلرجة و عليه جيب حتمله حىت ان حيني موعد االنتخابات
_ ان منع سحب الثقة من الرئيس خالل مدة رئاسته جيعله حمصنا و هذا ما قد جيعله غري مسؤول عن تصرفاته.
_ هذا النظام يؤدي اىل جتزئة السيادة باعتبار ان الفصل االم بني السلطات يؤدي اىل هدم وحدة الدولة .
_ ان مجع الرئيس بني السلطة الواسعة القوية و االستقالل قي نفس الوقت يؤدي اىل الدكتاتورية .
يعت رب النظ ام الربملاين من اك ثر السياس ية انتش ارا ،ومل يكن ه ذا النظ ام نت اج تفك ري سياس ي ،و امنا ج اء ولي د
للتطور السياسي الربيطاين ،وقد عملت االحداث التارخيية على تصميبم و حتديد مالحمه السياسية اليت ظهرت
يف بريطاني ا خالل الق رن الث امن عش ر ( )18و انتق ل اىل فرنس ا يف ق 19ك رد فع ل على احلكم امللكي
املطلق.12
و هو وسيط بني مرحلتني مبفهومني خمتلفني ملن ميلك السيادة يف الدولة يف ق 18الذي سادت فيه فكرة ان
السيادة للملك ،عكس ق 20الذي انتشرت فيه فكرة السيادة ملك الشعب ،اما املرحلة بني هناية القرن 18
و بداية القرن 19فكانت مرحلة صراع بني النصار املفهومني .
لقد ركز اغلب الفقهاء يف تعريفهم على العناصر املشكلة للنظام الربملاين و خصائصه دون التوصل اىل تعريف
دقيق له ،فمنهم من يرى بانه ذلك النظام الذي يتضح فيه بوضوح التعاون و التوازن بني السلطتني التشرعية و
التنفيذي ة ،بينم ا البعض االخ ر يتعت رب النظ ام الربملاين ه و ت وفر ش روط يف النظ ام السايس ي تتمث ل يف املس ؤولية
السياس ية و اجلماعي ة للم وزراء و الت وازن و املس اواة بني الس لطتني التش رعية و التنفيذي ة باالض افة اىل ع دم
مس ؤولية رئبس الدول ة ،كم ا عرف ه اخ رون بأن ه نظ ام الفص ل املرن بني الس لطات ،حيث تتع اون الس لطة
- 12فاروق أبو سراج النهب ،النظام السياسي الجزائري ،دراسة مقارنة للنظام الجمهوري و الرئاسي و البرلماني ،
الفرص و البدائل ،دار الخلدونية للنشر و التوزيع ،العدد ، 2جوان ، 2006ص 21
التنفيذي ة و التش رعية بواس طة حكوم ة مسؤولة ام ام الربملان ،يعترب النظ ام الربملاين من بني االنظم ة النيابية اليت
تق وم على وج ود جملس منتخب يس تمد س لطته من الش عب ال ذي انتخب ه ،ويق وم على اس س و ارك ان التس
سنقوم بتناوهلا من خالل ما يلي :
يقوم النظام الربملاين على ركنني اساسني مها :ثنائية السلطة التفيذية من ناحية و التعاون و الرقابة املتبادلة بني
السلطتني التنفيذية و التشريعية من جهة .
اوال :ثنائOOة السOOلطة التنفيذيOOة :يتم يز النظ ام الربملاين بثنائي ة الس لطة التنفيذي ة حيث تتك ون من رئيس دول ة و
وزراء
من مميزات النظام الربملاين ان رئيس الدولة ملكا كان او رئيس مجهورية منتخب يكون غري مسؤول من الناحية
السياسية عن اعماله امام الربملان ،وبذلك فهو ال ميارس السلطة التنفيذية من الناحية الفعلية ،وامنا ميارسها عن
طريق الوزارة اليت تكون مسؤولة سياسيا امام الربملان ،وهذا التطبيق سليم ملبدا تالزم السلطة و املسؤولية ،فال
مسارس هيئ ة سياس ية س لطات معين ة ب دون ان تس ال عنه ا ،فال س لطة بدون مس ؤولية و حيث توج د الس لطة
توج د املس ؤولية ،فالس لطة بال مس ؤولية تعت رب ظلم ا حمقق ا ، 13و ق د مت تش بيه رئيس الدول ة يف النظ ام الربملاين
مبثابة احلكم الرياضي العادل و احملايد يف مباراة طرفها الوزارة من ناحية ،و الربملان من ناحية ثانية ،فرئيس
الدولة يف هذا النظام يسود وال حيكم .
و درج ة ع دم حتم ل املس ؤولية ختتل ف ب اختالف االنظم ة السياس ية اي بع دم مس ؤولية عن سياس ة احلكوم ة ،
وبعدم املسؤولية اجلنائية اي بعدم مسؤولية عن ما يرتكبه شخصيا من اجلرائم اليت يعاقب عليها القانونفي حني
ان رئيس لبجمهورية يعترب غري مسؤول سياسيا ،ولكنه مسؤول جنائيا عن اجلرائم اليت يرتكبها خارج حدود
وظيفته ،و يرتتب على تطبيق هذا املبدا النتائج التايل :
_ 1أنه ال جيوز يف املناقشات الربملانية استغالل اسم رئيس الدولة او سلطته او توجيه نقد او اي لوم اليه
- 13عبد الغاني بسيوني عبد هللا ،سلطة و مسؤولية رئيس الدولة في النظام البرلماني ،المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ، 1995 ،
ص 32
_2ان اعم ال احلكوم ة تعت رب من ص نعها ،وليس بامك ان ال وزراء االحتج اج بص دور اوام ر من رئيس الدول ة
ليبعدوا عن افسهم املسؤولية .
_3ان الرئيس ليس له ان يعمل منفردا ،فجميع توقيعاته ال تكون ملزمة اال بعد ان يوقع عليها رئيس الوزراء
و الوزراء املختصون .
و تبع ا ل ذلك ال يك ون ل رئيس الدول ة يف االنظم ة الربملاني ة سياس ة خاص ة او برناجما ذاتي ا فه و ال يق وم بوض ع
سياسة الدولة بنفسه ،و امنا االمر مرتوكا للوزراة اليت تعد حجر الزواية يف النظام الربملاين ،وسلطات الرئيس
ال تع دو ان تك ون جمرد س لطات رمزي ة ،و ي رتتب عن ذل ك ان مجي ع الس لطات ال يت متنحه ا الدس اتري لرؤس اء
الدولة يف االنظمة الربملانية ،كتعيني املوظفني و عزهلم ،وتوقيع املعاهدات و دعوة الربملان للنعقاد و تاجيله و
حل ه ،و اس تعمال ح ق العف و ،وه ذه يف الواق ع حق وق رمزي ة ل رئيس الدول ة ام ا ص احبها الفعلي فهي ال وزارة
املسؤولة امام الربملان .
اذن يف النظام الربملاين يعترب رئيس الدولة نظريا رئيس السلطة التنفيذية اال ان سلطته امسية و غري فعلية و ذلك
نتيجة لعدم مسؤوليته السياسية امام الربملان .
_2وزارة مس OOؤولة سياس OOيا ام OOام البرلم OOان :ال وزراة هي الط رف الث اين يف الس لطة التنفيذي ة ،وهي احملور
الفعال املسؤول يف هذا امليدان سواء كانت مسؤولية تضامنية هليئة الوزارة بكاملها ،او مسؤولية فردية تقع
على عاتق كل وزير على حدا و تتكون الوزارة من رئيس الوزراء و عدد من الوزراء جيتمعون يف جملس واحد
متضامن يسمى مبجلس الوزراء ،وهو الذي يصنع السياسة العامة للحكومة.
و يتم التفرقة يف بعض الدول بني جملس الوزراء و اجمللس الوزاري ،حيث االول يتعقد برئاسة رئيس الدولة و
الثاين برئاسة رئيس الوزراء و هو ما خيالف يف عموميته ما هو معمول به يف االنظمة الربملاين السائدة اليت تعترب
جملس الوزراء هو اهليئة املتجانسة املكونة من رئيس الوزراء و الوزراء فقط
و رئيس الدولة هو الذي يعني رئيس الوزراء و الوزراء و هو الذي يقيلهم ،ولكن حقه هذا ليس مطلقا بل
مرتبط بض رورة اختي ارهم من زعم اء ح زب االغلبي ة يف الربم ان ح ىت و ل و مل يكن ذل ك حمل رض ا شخص يا ،
وذلك أنه يف االنظمة الربملانية ال تستمر الوزارة اذا مل حتض باالغلبية الربملانية ،واال سحبت من الوزارة الثقة
يف اول جلس ة يص وت عليه ا الربملان ،ويتحم ل رئيس ال وزراء املس ؤولية فيق وم بعزل ه غ=يف حال ة انتق اد أح د
الوزراء ،وعنده ما يسحب الربملان الثقة من احلكومة فال بد ان يستقيل مجيع وزراءها و من خصائص الوزارة
يف النظام الربملاين ما يلي :
تكون الوزاة من حزب االغلبية ،ويف حالة تعدد االحزاب يلجأ اىل الةزارة االئتالفية -
تكون الوزارة وحدة يضمنها رئيس الوزراء -
الوزارة مسؤولة تضامنياامام الربملان -
ال وزارة اداة للحكم و ليس للتنفي ذ فق ط ،حيث هلا ح ق التقري ر سياس ة الدول ة و ه ل كي ان مس تقل عن -
رئيس الدولة ،وهي وحدها مسؤولة امام الربملان
الوزراء يدخلون الربمان بصفتهم وزراء لكنها ليست قاعدة مطلقة حيث بامكان الوزير الدخول يف الربملان -
بصفة غري وزير و املشاركة يف املناقشات .
و منه فالوزارة يف النظام الربملاين تعترب اساس السلطة التنفيذية وهي اليت تتحمل املسؤولية الكاملة .
ال ركن الث اين للنظ ام الربملاين ه و أن ه يق وم على اس اس مب دا الفص ل املرن بني الس لطات فعلى عكس النظ ام
الرئاس ي ال ذي ياخ ذ بالفص ل املطل ق بني الس لطات حبيث ال توج د عالق ة متبادل ة بني الس لطتني التش رعية و
التنفيذي ة ،فالنظ ام الربملاين يتم يز بوج ود تع اون ورقاب ة متبادل ة بني الس لطتني ،وهلذا يق ال ب أن النظ ام الربملاين
يطب ق الفص ل املرن نس بيا بني الس لطات و ليس الفص ل اجلام د املطل ق كم ا ه و احلال يف النظ ام الرئاس ش ،و
سنقوم بالتطرق ملظاهر التعاون مث الرقابة املتبادلة بني السلطتني التشرعية و التنفيذية .
_ جواز اجلمع بني عضوية الربملان و شغل الوزارة حيث ميكن للنائب عضو الربملان ان يشغل منصب وزير او
رئيس ال وزراء دون ان يفق د عض ويته يف الربملان و ه ذا م ا جيع ل االرتب اط بني احلكوم ة املتجس دة يف الس لطة
التنفيذية و الربملان الذي ميثل السلطة التشريعية واضحا.
_ حيق للوزراء حضور جلسات الربملان حىت و لو مل يكونوا اعضاء فيه و ذلك البداء اراائهم و شرح سياسة
حكومتهم و الدفاع عنها .
_ للس لطة التنفي ذة ح ق اق رتاح الق وانني ام ام الربملان ،وهن ا ليس كاملعت اد الل رئيس فق ط ه و ال ذي لدي ه احلق
باقرتاح مشروعات القوانني بل الوزارة ايضا هلا احلق يف ذلك لكن مناقشة املشروع القانون و اقراره او عدم
اقراره من اختصاص الربملان و منه اذا جاءت اقرتاحات القوانني من احلكومة مسيت ب " مشروعات القوانني
احلكومية " يف حني مااذا اقرتحت من جانب اعضاء الربملان مسيت بـ " االقرتاح الربملاين للقوانني " .
_ كذلك بالنسبة ملسألة قانون امليزانية العامة للدولة فهو مثرة تعاون كل من احلكومة و الربملان فوزير املالية
يقوم باعداد و الربملان يناقشه و يعدله اذا استلزم االمر ذلك مث يقرها لتصبح نافذة و ملزمة .
تعت رب الرقاب ة املتبادل ة بني الس لكتني التش رعية و التنفيذي ة من اهم مميزات النظ ام الربملاين مقارن ة م ع االنظم ة
االخرى.
ه ذا يع ين رقاب ة الربملان على احلكوم ة و اعض ائها لكن يف احلقيق ة ال توج د رقاب ة مباش رة من قب ل الربملان على
رئيس الدولة باعتبار انه غري مسؤول سياسيا و تتمثل اهم مظاهر هذه الرقابة فيما يلي :
_1السؤال :هو حق النائب الشخصي يف االستفسار حول موضوع معني يطرحه على الوزير املختص فهو
ح ق شخص ي للن ائب جيوز ل ه التن ازل عن ه ،وال ي رتتب عليه ط رح الثق ة وال جيوز للس ائل التعقيب و ال رد ب ل
ينتهي املوضوع عند حد اجابة الوزير املختص .
_2االسOتجواب :هو اخطر من السؤال ألنه ليس طلب معرفة او تناول راي او وصول اىل حقيقة بقدر ما
ه و حماس بة و استيض اح يتض من يف طيات ه اهتام ا لل وزير او ال وزارة ،و ي رتتب على االس تجواب مناقش ات يف
الربملان و يف حالة عدم اقتناع الربملان بالتربيرات و الردود اليت قدمها الوزير او رئيس الوزراء يؤدي االمر اىل
حتريك النسؤولية السياسية و طرح الثقة هبا.
_3حق اجراء التحقيق :و هو ان يتوصل الربملان بنفسه اىل ما يريد معرفته من احلقائق ،فاذا ما اراد الربملان
اصدار قرار بشأن موضوع فأمامه طريقتني ،اما ان يقتنع بالبيانات اليت يقدمها له اجلكومة ا وان يقوم بتشكيل
جلان حتقي ق خمتص ة من بني اعض ائه للق وف على احلقيق ة بالظب ط ،وهلذه اللجن ة احلري ة الكامل ة يف اس تدعاء
املوظفني و طلب البيان ات و املس تندات و ق د تس فر التحقيق ات الربملاني ة على اس تجواب ال وزير املختص ب ل و
حتريك املسؤولية السياسية للوزراة .
و منه فإن التحقيق الربماين هو وسيلة من وسائل الرقابة الفعالة يس تطيع من خالهلا الربملان التحقق من مدى
مطابقة اعمال السلطة التنفيذية ملبدا الشرعية .
_4المسOOؤولية الوزاريOOة :وهي اخطر و اهم مظاهر الرقابة الربملانية على الوزارة و تكون حتريك املسؤولية
السياس ة لل وزراة بن اءا على اق رتاح ع دد معني من الن واب حيدده الدس تور و هلا ص ورتان :ق د تك ون مس ؤولية
فردية تتعلق بكل وزير على حدا و بالتايل عليه االستقالة اذا ما طلب الربملان من رئيس الوزراء سحب الثقة منه
دون ان يؤثر هذا السحب على بقية الوزراء اما النوع الثاين هو املسؤولية التضامنية للوزارة بامجلها و تكون
بسبب السياسة العامة اليت يصنعها الوزراء ،و تنشأ مبساءلة رئيس الوزراء و تتحقق بناءا علىالتصويت بالثقة
على الوزارة و اذا جاءت اغلبية االصوات ضده فعلى رئيس الوزراء ان يقدم استقالته و استقالة الوزراء كلهم
اىل رئيس الدولة ،و على الرئيس ان يقبلها مث يقوم بتعيني رئيس حكومة جديد او يقوم حبل الربملان .
لتحقي ق الت وازن يف الرقاب ة بني الس لطتني يعطي النظ ام الربملاين للس لطة التنفيذي ة ب دورها وس ائل موازي ة لرقاب ة
السلطة التشرعية على السلطة التنفيذية مع ان املستفيد االول منها ليس رئيس الدولة الغري مسؤول سياسيا و
لكن الوزارة املسؤولة و اهم مظاهر هذه الرقابة ما يلي :
_1حق دعوة البرلمOان لالنعقOاد :الربملان ال ينعقد بصفة دائمة و مستمر و امنا هناك دوران تشريعية سنوية
تقررها و حتدد مدهتا الدساتري ،تدعو اليها السلطة التنفيذية و تفض اجتماعاهتا هذا بالنسبة للدورات العادية ،
لكن ق د تط را حاللت ض رورية بع د انته اء دور االجتم اع الع ادي الس نوي خالل عطل ة الربملان الس نوية مما
يستدعي اىل دعوة الربملان لالجتماع من جديد يف دورات غري عادية ،وتتم الدعوة من السلطة التنفيذية كما
حيق هلا تاجيل عقد الربملان لدورة العادية بإن يكون التاجيل ملدة قصرية ينص على هذا الدستور وهذا مظهر من
مظاهر رقابة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية .
-2لعمال خاصة التشريع :ميكن للسلطة التنفيذية التقدم مبشروعات قوانني و املوافقة عليها ،و التوقيع عليها
و اص دارها ،حيث ميكن ل رئيس الدول ة رفض التص ديق على ق انون اق ره الربملان العتق اده لع دم مالئمت ه
للمصلحة االمة ،لكن ال يرتتب عن ذلك الغاء القانون بل يرد اىل الربملان و الذي له ان يوافق عليه لكن بثلثي
االصوات و هنا يسقط االعرتاض و يصبح القانون نافذا و ملزما .
و منه حق االعرتاض على القوانني يشمل نوعا من الرقابة اليت متارسها السلطة التنفيذية على السلطة التشرعية
السيما ان حتقيق االغلبية غري العادية للتخلص من االعرتاض امرا ليس بالسهل يف اي برملان تتعدد يف تشكيله
االحزاب .14
_3حOOق حOOل البرلمOOان :و هو السالح املقابل للمسؤولية السياسية امام الربملان ،و يكون ذلك اذاذ احتدم
اخلالف بينهما و بني الربملان ،ويرتتب عن ذلك اجراء انتخابات مسبقة الختيار برملان جديد فاذا ايد الشعب
الربملان فقد يعيده مرة اخرى ،امام اذا كان مع الوزارة فإنه يسقطهم .
و للح ل الربملاين ص ورتان :االوىل تس مى احلل ال وزراي و ه و االك ثر امهي ةو يتحق ق يف حال ة نش وب خالف
بينهما ،حيث تعمل بالسعي اىل رئيس الدولة و حتكيم مجهور الناخبني و يكاد ان يكون اهم اختصاص ميارسه
رئيس الدول ة يف النظ ام الربملاين و ه و ح ل اجمللس الني ايب رئاس يا و جتدر االش ارة اىل أن ه رئيس ال وزراء ه و
صاحب احلق االصيل يف حل الربملان يف النظام الربملاين و ان احلل ال ميس اال الغرفة اليت تنتخب باالقرتاع العام
املباشر .
ومنه هذه اهم اركان النظام الربملاين و اليت يربز فيها ما يلي :
- 14محمد رفعت عبد الوهاب و حسين عثمان ،النظم السياسية و القانون الدستوري ،اإلسكندرية دار المطبوعات الجامعية ،ص 269
يعترب النظام السياسي الربيطاين منوذجا للنظام الربملاين ،وقد تطور فيها بشكل مستمر عرب العص ور ،حيث ادى
ه ذا التط ور اىل حتوي ل كام ل و ج ذري لبل د عري ق يف التقالي د االرس تقراطية و الليربالي ة اىل بل د دميق راطي و
سنحاول التطرق اىل تطور هذا النظام و مؤسساته فيما يلي :
أوال :تطOور النظOام السياسOي البريطOاني :عرف النظام الربيطاين اثناء تطور 3مراحل اساسية هي :امللكية
املقيدة ،الثنائية الربملانية ،الربملانية املطلقة و سنتطرق اىل كل مرحلة باجاز :
يف مرحلة امللكية املطلقة كان نظام احلكم ملكيا رغم وجود بعض اجملالس ذات االختصاصات االستشارية و
ال يت تنعق د ن ادرا بن اءا على دع وة املل ك ،مث ج اءت مرحل ة امللكي ة املطلق ة الت متيزت مبحارب ة امللكي ة املطلق ة
حيث متكن النبالء و االش راف من افتك اك امليث اق االعظم ( )magna cortaمن املل ك ج ان س تاير س نة
، 1215و تنص ه ذه الوثيق ة التارخيي ة على محاي ة حق وق االقط اعيني من اعت داءات امللكي ة ،وت امني حري ة
الكنيسة و احرتام حرية املدن و احلرية االقتصادية للتجار و التزام النزاهة و العدالة يف االدارة ،كما اشرتطت
الوثيقة تسجيل جلنة من 25بارونا ،مهمتها مراقبة تنفيذ احكامها .
و مبوجب ذلك برزت املرحلة الربملانية حيث تشكل جملس جبوار امللك يظم النبالء و االشراف ،غري ان كوادر
انقسامه بدات تظهر اثناء حكم امللك هنري الثالث الذي اصبح يستدعي فارسني و نائبني عن الربجوازية يف
املدين ة جمللس ه ،وبع د ت ويل ادوارد االول احلكم اس تقر ال راي على ان الض ريبة ال تف رض اال مبوافق ة املمثلني
املنتخ بني ( ممثلي الفرس ان و الربجوازي ة ) اىل ج انب االس اقفة و االش راف ،وق د انفص ل ض دو االخ رين و
شكلوا جمموعة واحدة يطلق عليها جملس للوردات و قام املنتخبني بتشكيل جملس العموم و بذلك انقسم اجمللس
اىل جملسني يف عهد ادوارد الثالث ،ويف هذه الفرتة كان امللك يتمتع بسلطات واسعة على اساس مبدا امللك ال
خيطئ لكن ذلك ال يعين ان الربملان مل تكن له اي سلطة بل كانت لديه سلطات امها حق املوافقة على الضرائب
و ح ق رف ع الع رض ،وه ذان احلق ان اس تعملهما بطريق ة ذكي ة مسحا ل ه فيم ا بع د االس تحواذ على حمم ل
االختصاصا التشرعي ،واذا كان حقي االعرتاض و املوافقة على الضرائب لبعض القيود يف مراحل معينة خالفا
للفرتة املمتدة من 1399اىل 1422اليت حكمها هنري الرابع و هنري اخلامس و هنري السادس حيث ساد
فيها تعاون بني امللك و الربملان .
-2الثنائية البرلمانية :15
نتيح ة قي ام الث ورتني وظه ور قي ود على احلق وق و احلري ات يف الق رن 17م غن دما ح اول تش ارلز االول جباي ة
الضرائب مل يصوت عليها الربملان فاصطدم به و اضطر للرضوخ ،و توقيع ملتمس احلقوق عام 1627الذي
تض من بيان ا مفص ال حبق وق الربملان التارخيي ة و رك ز على حقني اعتربمها االجنل يز من اهم احلق وق الفردي ة و
احلريات العامة يف بالدهم ،احلرية الشخصية وفق الربملان يف املوافقة على استحداث الضرائب و فرضها ،و مل
يلتزم امللك مبا تعهد به امللك و الربملان و انتصر فيما بعد الربملان مبساندة الطبقات الربجوازية و الشعبية و قيادة
الزعيم اليفر كراميل الذي احال امللك اىل احملكمة امام الربملان و مت اعدامه عام 1649و الغاء امللكية و اعالن
اجلمهوري ة و اص دار دس تور ع رف باس م ميثاق الشعب .و عن د جميئ اس رة ويلي ام اورونج للحكم وقع امللك
قانونا للحقوق يدعم سلطةالربملان ،و يقلل من امتيازات التاج بشكل واضح و الغى فكرة احملاكم اخلاصة و
ذلك بداية ع ام 1689فتبلورت يف تلك الف رتة نظ ام ال وزراة و تطور نتيج ة لع دد من السوابق املهم ة فكان
تعيني رئيس الوزراء حقا من حقوقو امللط الشخصية ،و على رئيس الوزراء ان يعمل على كسب ثقة االغلبية
الربملاني ة بطريق ة ال يت يراه ا مناس بة و رغم وج ود ح زبني كب ريين يتنازع ان االغلبي ة ف إن املل ك مل يكن مقي دا
باختيار رئيس الوزراء من حزب االغلبية و من ابرز الوزاراة يف تلك الفرتة وزارة روبرت والبول اليت استمرت
يف احلكم 20عام ا يف عق د كل من جورج االول الذي كان ال يع رف اللغ ة االجنليزية و عهد جورج الثاين
الذي استمر على نفس سياسة سلفه ،ومل يكن له دور يف السياسة الداخلية لبالده .
ب دات ه ذه املرحل ة ب اعتالء ج ورج الث الث الع رش و تكليف ه " ولي ام بيت " بتش كيل وزارة الس تعادة بعض
سلطاته كملك ،وبعد حصول " بيت " على موافقة جملس العموم على امليزانية باالغلبية صوت واحد ،طلب
من امللك حل اجمللس و اجراء انتخاابت جديدة ،فكانت النتيجة بأغلبية ساحقة لصاحل "وليم بيت " بدات منذ
و بتقرير مبدا االقرتاع ظهر نظام احلزيب و هياكله و حاول كل حزب تنظيم اعضائه و اجبارهم على التصويت
لص احله ،فتح ول احلزب ان ،ح زب االح رار و احملافظني مث ح زب احملافظني و العم ال يف بريطاني ا اىل عناص ر
- 15محمد المجذوب ،القانون الدستوري و النظام السياسي واهم النظم الدستورية و السياسية في العالم ،ط ، 4بيروت ،منشورات الحلي
الحقوقية ، 2002 ،ص 116-115
اساسية للحركة السياسية و اصبح بالتايل احلزب وسيط بني الراي العام و السلطة اثناء االنتخابات ،ووسيلة
اساسية الستقرار النظام السياسي الربيطاين .و خالل حكم امللكة فيكتورا الذي امتد اكثر من 60سنة كانت
اخلصائص االساسية للنظام الربملاين قد نشألت و اكتملت و استقرت ،ومل تعد هناك ازمة بني التاج و الربملان.
ان النظام الربملاين الذي تكون عرب قرون و وصل اىل ما هو عليه االن ،جاء نتيجة لعاملني كان هلما اثرمها يف
ه ذا التط ور و مها :العام ل الت ارخيي حيث نش أ ه ذا النظ ام و تط ور بالت درج من خالل االج داث السياس ية و
االجتماعي ة و االقتص ادية ،ام ام العام ل الث اين فه و شخص ي حيث ك ان لشخص ية امللك و س لوكه جتاه النظام
السياسي الدور الكبري يف حتديد النظام الدميقراطي الربملاين و جناحه ،وسنحاول يف العنصر التايل التطرق اىل
اهم املؤسسات الدستورية هلذا النظام الربملاين الربيطاين .
ثانيا :تنظيم السلطات في النظام السياسي البريطOاني :يقوم النظام الربيطاين على هيئات مركزية هي امللك
و الوزارة كسلطة تنفيذية و الربملان كسلطة تشرعية .
_1السOOلطة التنفيOOذة :يتوىل ممارسة هذه الس لطة يف هذا النظ ام امللك و الوزراة و هو م ا جعل ه ذا النظام
يتصف بثنائية اجلهاز التنفيذ .
الملك :الذي يتوىل العرش عن طريق الوراثة ،وقد ظهرت مبلكية مطلقة مث مقيدة ،وساد املبدا القائل بأن
املل ك ال خيطئ و من مثة فال مس ؤولية علي ه خاص ة بع د ت ويل ال وزارة التنفي ذ ،ومل يع د دوره ا اال رمزي ا و ان
كان يلعب دورا هاما يف استقرار النظام السياسي و فض اخلالفات بني االغلبية و املعارضة او بني اجهزة الدول ة
،و هبذا نالت هذه امللكية رضا الشعب .و يتوىل امللك عدة وظائف متثيلية تشمل رئاسة الكومنولث ،ابرام
املعاهدات ،اعالن احلرب و صنع السالم ،القيادة العامة للقوات املسلحة ،منح االلقاب الشرفية حيق العفو
كم ا يعت رب رئيس الكنيس ة و املدافع عن العقي دة املس يحية ،ام ا الوظ ائف السياس ية فتش مل :دع وة الربملان
لالنعق اد و تاجي ل انعق اده و حل ه و ل ذل ك ان ذل ك يتم بن اءا على نص يحة رئيس ال وزراء ،الق اء اخلطاب ات ،
ولقد وصل االمر مبلوك اجنلرتا اهنم ال يستطيعون ان يتصرفو حبرية حىت باختيار زوجاهتم ،حيث اضطر امللك
ادوارد الثامن ان يتنازل على العرش لكي يتزوج مبراة امريكية مطلقة .
ال OOوزارة ( :الحكوم OOة ) هي املس يطرة على احلي اة السياس ية فهي ال يت تق ود اعم ال الدول ة ،و توج ه اعم ال
الربملان الذي يساعدها يف اجناز مهمتها ،الهنا هي ممثلة احلزب احلاكم ،وبالتايل متثل الراي العام الذي عرب عن
ارادته يف االنتخابات العامة باختيار ممثليه ،وتتالف من عدد ضئيل من الوزراء ال يزيد عن ، 20و يف فرتات
االزمات يتقلص العدد اىل ان يصل اىل 5وزراء فقط ،و رئيس الوزراء هو الذي خيتار االعضاء الذي تتالف
منهم وزارته و جيب ان يكونوا من الربملان ،اال أنه جيوز االستعانة بوزراء خارج الربملان ،و حيتل الوزير االول
مكان ة ب اروة لكون ه املس ؤول عن سياس ة ال وزارة ،و رئيس الس لطة التنفيذي ة فض ال عن كون ه زعيم االغلبي ة
الربملانية .
و اذا كان رئيس الوزراء يف املاضي يتم اختياره من قبل امللك ضمن االغلبية الربملانية ،فإنه اصبح تلقائيا يعني
زعيم االغلبية الربملانية يف الوقت احلايل ،مما جيجعل سلطة اختياره من قبل امللك نظرية ال غري ،ألن االختيار
يكون من طرف الشعب بع د موافقته على مشروع حزبه ،مما حيعل منه جمسد احلكوم ة و قائدها باستقالبته
تستقيل ،باعتبار ان اعضاء الوزراة متضامنني يف حالة حجب الثقة من طرف الربملان عنها ،و لكن هذا االمر
نادر احلدوث ،ولو وقع خالف بني الوزارة و هذه االغلبية فحل الربملان سالح يف يد الوزارة ،و عندها جتري
انتخابات عامة فإن ادت اىل تغيري االغلبية الربملانية فإن امللك يستدعي زعيم االغلبية لتشكيل حكومة جديدة و
يصبح املعارض يف االزمات قبل االقدام على اختاذ القرارات .
و هكذا نرى ان تطبيق الثنائية احلزبية املتوازنة تؤدي اىل توتزن دقيق و ثقة متبادلة بني احلكومة و املعارضة ،
اما فيما خيص اختصاصات الوزراة يف النظام الربيطاين فهي نفسها اختصاصات امللك و هو ما جعل البعض
يصف رئيس الوزراء أنه الرئيس احلقيقي فب الدولة و أنه امللك املؤقت ،وتتمثل اهم هذه االختصاصات يف
رسم السياسة العامة و تسيري و مراقبة اجلهاز االداري للدولة و اقرتاح مشاريع القوانني و غريها .
يت الف الربملان من جملس ني ،مها الل وردات و جملس العم وم ،ولك ل منهم ا قواع د و اختصاص ات ،وجملس
الل وردات هم االقم و اعلى مرتب ة و لكن جملس العم وم ه و االهم من ناحي ة التثمي ل الش عيب و ممارس ة
الصالحيات السياسية
_ مجلس اللوردات :يتكون هذا اجمللس من 1000عضو و ينقسمون اىل فئتني :
_ اللOOوردات الزمنOOيين :تت الف ه ذه الفئ ة من اص ناف خمتلف ة و هم الل وردات الوت يني و ع ددهم 800ك ان
امللك سابق خيتارهم من طبقتني االقطاع و االرسطوقراطية اما يف الوقت احلايل مل يعد هذا النوع من اللوردات
مقتصرا على هاتني الطبقيتني فقد خيتارون من الرجال الذي قدمو خدمات للبالد باالضافة اىل اعضاء يعينون
ملدى احلي اة ،وهم 3اعض اء من االس رة املالك ة و 9من كب ار القض اة يطل ق عليهم ل وردات الق انون مهمتهم
القيام باالختصاصات القضائية للمجلس.
_ اللOOوردات الروحOOيين :ع ددهم 26اس قفا من الكنيس ة االنكليكاني ة ،ويتمت ع بنفس اختاصاص ات جملس
العموم فيجب موافقة اجمللس الصدار اي قانون يف سنة 1911اقر ان جملس اللوردات ليس له صالحية ازاء
القوانني ذات الصبغة املالية ،وله حق االعرتاض بشان القوانني االخرى اليت يقرها جملس العموم .
مجلس العموم :يتكون من 659عضوا ينتخبون ملدة 5سنوات كما يضم العديد من اللجان منها اللجان
العامة اليت ختتص باملسائل العامة و اللجان الدائمة مثل جلنة االمن ،العمل ،السياسة اخلارجية و كل منها تضم
50عضو منهم 20دائمون و 30مؤقتني باالضافة اىل اللجان املختارة اليت تشكل مبناسبة وجود شكاوي و
اللجان املشرتكة و جلان دورة اجمللس .
ام ام فيم ا خيص اختصاص اته فباعتب ار س لطة علي ا مس يطرة على الس لطة التش رعية فيت وىل لص دار الق وانني و
املالحظ ان القوانني اليت يقدم اجمللس اقرتاحا بتعديلها تصبح نافذة كما هي مبرور دورتني ،اما القوانني املالية
فبمرور شهر واحد و سيتوىل جملس العموم على القوانني ذات الصبغة املالية .
اما السلطة الرقابية فهي الوسيلة اليت متكن الربملان من االطاحة باحلكومة سواء عن طريق السلطة الرقابية فهي
الوسيلة اليت متكن الربملان من االطاحة باحلكومة سواء عن طريق االسئلة او انشاء جلان حتقيق او سحب الثقة و
هي الوقاية اليت ال متارس غالبا اال من قبل املعارضة.
-3السOO Oلطة القضOO Oائية :تتم يز الس لطة القض ائية يف بريطاني ا باس تقاللية تام ة عن الس لطات التش ريعية و
التنفيذية ،ويتمتع القضاة يف اجنلرتا باحرتام كبري و وضع اجتماعي مميز ،وهم بعيدن كل البعد عن السياسة و
باحلياد التام يف ادائهم لوظيفتهم و يعيينون مبوجب مرسوم ملكي بعد موافقة جملس الوزراء و يشغلون مناصبهم
م دى احلي اة ،كم ا جيوز اس تثناءا نق ل القاض ي من مك ان عمل ه بق رار يواف ق علي ه الربملان و ه ذا يوض ح م دى
االمهية املعطاة للقضاة اما بالنسبة للتنظيم القضائي فإنه اثناء اخلالف الشديد الذي ثار بني احملاكم املستشارية و
حماكم الق انون الع ادي ص در سنة 1873الق انون القض ائي الذي الغى مجي ع احملاكم يف بريطانيا و قام بانشاء
حمكمة واحدة تدعى " احملكمة القضائية العليا " ،و تتالف من حمكمة العدل العليا و حمكمة االستئناف .اىل
ج انب ه ذه احملاكم هن اك اعض اء من جملس الل وردات يقوم ون ب دور حمكم ة االس تئناف العلي ا ،و ينظ رون يف
طلبات النقض الصادرة عن احملاكم الربيطانية يف القضايا املدنية و اجلزائية ،ومن القوانني ذات االمهية الكربى
اليت ختطى للقضاء الربيطاين حبس االفراد احتياط او اعتقاهلم او احلد من حرياهتم يف التنقل و هي رقابة فعالة و
حامية للحريات الفردية محاية حقيقية و تستقل السلطة القضائية عن السلطتني التشريعية و التنفيذية يف حني ال
يوجد مثل هذا االستقالل يف عالقة السلطتني اخلرين ببعضهما البعض .
هذا هو النظام الربيطاين الذي جاء نتيجة تطور طويل ،واستجابة حلاجيات الواقع ،ومل يكن تعبريا عن نظرية
سياسية معينة ،وقد جاء النظام مثاال حاولت الكثري من الدول ان تقتدي اليه فكانت تنجح احيانا و تفشل
احيانا ،و هذا ما يدل ان جناح نظام معني يف بلد معني ال يؤدي بالضرورة اىل جناحه يف بالد اخر ألن انظمة
احلكم تقوم على اساس اوضاع اقتصادية و حضرية معينة حتدد املسار الذي يسري فيه نظام احلكم.
ختتل ف األنظم ة الربملاني ة املتع ددة األح زاب عن األنظم ة الربملاني ة ذات احلزبني يف ع املني
أساسيني:
)1إن التعددية احلزبية تكون عائقا يف احلصول على حزب من األحزاب باألغلبية الربملانية إال
يف ح االت ن ادرة ج دا .ل ذلك تب ىن احلكوم ات على ائتالف أح زاب خمتلف ة ومن مث تك ون
احلكومة ضعيفة وغري مستقرة .
)2إن تعددي ة األح زاب تق ف عائق ا يف انتخ اب الش عب حكام ه مباش رة مباش رة عن طري ق
اإلنتخاب ات التش ريعية :حيث يتم اإلختي ار عن طري ق األح زاب ،ل ذلك قلن ا أن ه ذه
الدميوقراطية هي دميوقراطية وسطية .
كما جيب التفريق بني نوعني من األنظمة الربملانية املتعددة األحزاب :
الن وع املطب ق يف ال دول األوروبي ة الك ربى مث ل :فرنس ا ،إيطالي ا ،والياب ان مثال حيث تتع دد
األحزاب وختتلف ايديولوجيا وليست منضبطة.
ختتلف عن النظام املطبق يف الدول الشمالية حيث األحزاب تكون متقاربة ايديولوجيا ومنضبطة
.السلوك كما أن قلة املشاكل السياسية واإلقتصادية يف هذه البلدان جيعل النظام أكثر استقرارا
كما أنه املثال الوحيد الذي طبق يف النظام الربملاين بتعددية حزبية ملدة طويلة .لكن نظرا لدخول
النظام يف مرحلة عدم اإلستقرار السياسي و كثرة املشاكل كان البد من تغري أو تطور هذا النظام
.
حيدد اإلطار النظري للنظام الفرنسي احلايل دستور 4أكتوبر ،1958إال أنه مثل النظام
الربيطاين ،ال نستطيع فهم هذا النظام إال بالعودة إىل املراحل التارخيية اليت مر هبا إىل أن وصل إىل
اجلمهورية اخلامسة.
إذ نظ را للص راعات السياس ية واإلحت دامات الك ربى ال يت طبعت النظ ام السياس ي الفرنس ي من ذ
القرن 18ومنها اجلمهورية الثالثة اليت بدأت سنة 1875واليت ولدت أول مجهورية برملانية يف
العامل .واجلمهورية الرابعة لسنة .1946كان البد لفرنسا أن خترج بنظام جديد لوضع ح د هلذه
اإلضطرابات.
احلكومات املؤقتة بعد اهنيار فرنسا يف احلرب العاملية الثانية وحكم املاريشال 1940-1946
PETAIN .بيتان
.اجلمهورية اخلامسة04/10/1958
فإذا كانت اجلمهوريتني األوىل والثانية خيتلفان من حيث الفرتات اليت يتخللها اضطراب أحيانا يف
احلكم كع ودة امللكي ة ف إن اجلمهوريت ان الثالث ة والرابع ة يتش اهبان متام ا باعتبارمها منوذج للنظ ام
السياسي النيايب املتعدد األحزاب ولو أهنما خيتلفان من حيث :
وب الرغم من ه ذه اإلص الحات ،ف إن تع دد األح زاب وع دم انض باطها جع ل من املتع ذر توف ري
األغلبي ة يف اجملالس ال يت باس تطاعتها تعزي ز الس لطة التنفيذي ة ،وه ذا أدى إىل إض عافها واهني ار
اجلمهورية الرابعة ننتيجة الثورة التحريرية يف اجلزائر واستحالة وجود حلول هلا .هذا ما أدى إىل
اس تدعاء اجلنرال ديڤ ول لتش كيل حوكم ة جدي دة بع د فش ل التم رد العس كري ال ذي ح دث يف
اجلزائ ر مت ت ويل اجلنرال رئاس ة اجلمهوري ة بع د اس تفتاء 4/10/1958ت اريخ إعالن çاجلمهوري ة
اخلامسة.
الفOOرع الثOOالث :تقOOييم النظOOام البرلمOOاني :للنظ ام الربملاين مجل ة من املزاي ا يتس م هبا ،كم ا أن ه غ ري خ ال من
العيوب و ميكن ايضاح ذلك فيما يلي :
يصلح هذا النظام يف الدول الراغبة يف احملافظة على امللكية الوراثية على ان جيوز انتخاب الرئيس -
يقوم بتحقيق االنسجام التام بني اهليئتني التنفيذية و التشريعية ،جبعل التشريعات متطابقة مع السياسة العامة -
اكثر من تطابقها حني يقوم بالتشريع افراد غري مسؤولني ،و تكون احلكومة ذات كفاية سريعة يف اجناز
اعماهلا ،و القائمني على اعمال التنفيذ مدربني و جمربني يف التشريع و اخلدمة العامة مدة طويلة.
إنه يؤدي اىل التفاعل بني السلطات الثالث مما جيعل كل منها مكملة لال خرى -
يرسخ الدميقراطية و مينع االستبداد -
يتميز باملسؤولية السياسية باعتبار ان احلكومة مسؤولة سياسيا امام الربملان و بالتايل ميكنها التنحي اذا ما -
امنت مص ادقة ممثلي الش عب على اعماهلا و احالل رؤس اء املعارض ة لت ويل احلكم حمله ا ،و بالت ايل ه ذه
املسؤولية تؤدي اىل استحالة التهرب من اخلطا السياسي و سهولة معرفة املسؤول احلقيقي عن اخلطا
إنه يؤدي اىل وحدة سبادة الدولة -
إن ه نظ ام ل ه الق درة على ج ذب ذوي الكف اءة و اخلربة العالي ة ،ويرج ع الس بب يف ذل ك اىل ك ون االدارة -
التنفيذية حمل انتقاد مستمر من قبل الربملان ،و هذا ما جيعله يقدم االفضل دائما .
إنه حيمي املصاحل الشعبية من خالل ممثليه يف اهليئة التشريعية ،اي أنه ينقل مشاكله اىل احلكومة اليت يتعني -
عليها البحث عن احللول املناسبة هلا ارضاءا اما يتوقعه الشعب منها .
ان هلذا النظام فائدة تعليمية كربى ،فمشكالت السياسة العامة اليت تتاثر و تناقش يف اهليئات التشرعية تثري -
اهتمام الراي العام و حتثه على متابعتها و االملام هبا .
إن ه نظ ام ي ؤدي اىل ع دم اس تقرار احلكوم ات بس بب تش كيل حكوم ات ائتالفي ة تتك ون من ع دة اح زاب -
متن افرة يف اه دافها السياس ية و متعارض ة يف براجمه ا االنتخابي ة ـ وتك ون ه ذه ال وزارارت االئتالفي ة ض عيفة
16
الهنا تفتقر اىل االنسجام و التوافق بني اعضائها ،وبالتايل يصعب اقامة تعاون تعاون بينها و بني الربملان
يؤدي النظام الربملاين اىل تضييع وقت الوزراء حيث يقصون معظم وقتهم يف مواجهة و مناقشة مع السلطة -
التشريعية و بالتايل ال خيتلفون بشكل فعال لشؤون وزاراهتم
اعتم اد ه ذا النظ ام على الت دقيق و املوازن ة ق د يقض ي على مب دا الفص ل بني الش لطات من الناحي ة العملي ة -
حيث هتتم السلطة التشريعية باالعمال االدارية ،مبا هلا احلق على املصادقة على تعيني املوظفني .
ان الرئيس قد ال يتمتع بشعبية كبرية مما ال يفضي عليه اهليبة و الرمزية العالية كرمز لالمة . -
ان احلكومة ستكون خاضعة لتاثري مجاعات املصاحل و الوالءات الضيقة حزبيا تكون طافية على السطح -
ان قي ام ه ذا النظ ام على اس اس قاع دة الت وازن و املس اواة بني الس لطتني التش ريعية و النفيذي ة ،و اعط اء -
الربملان احلق يف سحب الثق ة من احلكوم ة اسقاكها ،ومنح هذه االخ رية احلق يف ح ل الربملان و االحكتام
هليئة الناخبني غري ان التطبيق العملي ادى اىل االخالل بقاعدة توازن بني السلطتني حيث قد يتارجح هذا
التوازن لصاحل احدى السلطتني على حساب االخرى .
-16عبد الغاني بسيوني ،مرجع سابق ،ص 295
إنه نظام يعوم على عدم وجود رئيس تنفيذي واحد ،بينما جند عكس ذلك يف النظام الرئاسي فبالرغم من -
الصالحيات اليت يتمتع هبا رئيس الوزراء من امتيازات فهو يف الواقع رئيس جمموعة متساوية من الوزراء لذا
عليه تقدير اداء الوزراء و ان يكون منسجما و متفامها معهم حىت يتم احلصول على مساندهتم الن خالف
ذلك يؤدي اىل سقوط احلكومة ألهنا ختسر االغلبية يف الربملان
ان تطبيق هذا النظام يف الدول ذات التجربة السياسية احلديثة يعترب غري فعال ألنه حيتاج اىل وعي و ادارك -
سياسني عاليني ،اضافة اىل تعمق التجربة احلزبية و الدميقراطية .
نشأ هذا النظام يف بيئة سياسية معينة و ان تطبيقه يف دول اخرى قد ال حيقق اهداف النظام السياسي ،الن -
هذا النظام نشأ يف بريطانيا امللكية حيث ال يسأل امللك سياسيا وال جنائيا تطبيقا ملبدا " امللك ال خيطئ" و
ملا انتقل النظام الربملاين اىل دولة مجهورية تغري الوضع ،الن رئيس اجلمهورية ان كان ال يسأل سياسيا فإنه
يسأل جنائيا مها يرتكبه من جرائم .
انتقاد آخر مفاده أنه يف حالة وجود حزبني كبريين توضع املقاليد كلها بني حزب االغلبية و هذا يشجع -
روح املعارضة احلوزبية و تقويتها فتقوم املعارضة بشن هجماهتا على سياسة اعضاء اهليئة االدارية بصرف
النظلر عن كفائتهم و مزاياهم ألنه الطريق الوحيد امام احلزب املعرض العتالء السلطة .
ان النظام الربملاين يؤدي اىل ديكتاتورية احلكومة حيث تكون مركزة بأيدي الوزراء الذين بامكاهنم تقرير -
اي سياسة ،وان يقرتحوا ما يشاؤون من تشرعات و هم واثقون بأن السلطة التشرعية لن تعرتض عليها ،
اي ان الس لطة التش ريعية تك ون جمرد و كي ل للس لطة التنفيذي ة ،اذ مل تكن تابع ة هلا و ه ذا م ا ي ؤدي اىل
القضاء على مبادئ الدميقراطية.هذا فميا خيص النظام الربملاين الذي يعترب صورة من صور تطبق مبدا الفصل
بني السلطات تطبيقا مرنا .