You are on page 1of 32

‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الدرس رقم ‪ 03‬اشكال انظمة الحكم على اساس مبدا الفصل بين السلطات‬
‫(الفصل الجامد والفصل المرن)‬
‫مفهوم مبدأ الفصل بين السلطات‬

‫يعترب مبدا الفصل بني السلطات من اهم االسس املعتمدة يف تصنيف االنظمة السياسية و قبل التطرق اىل‬
‫كيفية تصنيف االنظمة البد من التعرض إىل املقصود به ‪.‬‬

‫ترج ع اجلذور التارخيية االوىل ملبدا الفص ل بني الس لطات اىل الفيلسوف اليوناين افالطون الذي يرى بض رورة‬
‫توزيع وضائف الدولة لضمان االستقرار و من بعد جاء ارسطو الذي اعترب ان الدولة تتمتع ب ‪ 3‬سلطات اذا‬
‫اجيد تقسيمها ‪ ،‬اجيد عمل نظام الدولة كلها مث جاءت اسهامات جون لوك الذي نادى بضرورة خضوع كل‬
‫سلطة للقانون اال انه بدا الفصل بني السلطات ارتبط باسم املفكر الفرنسي مونتسكيو الذي وضع االسس و‬
‫املبادئ الذي يقوم عليها هذا املبدا ‪.‬‬

‫يعترب مونتس كيو‪ 1‬ص احب الفص ل يف دقة ع رض مب دا الفص ل بني الس لطات فاحسن ص ياغته و ابرز مض مونه‬
‫بوض وح و ق د اس تفاد من افك ار ج ون ل وك االجنل يزي فتمكن من تظ وير فك رة املب دا بدق ة يف كتاب ه " روح‬
‫الق وانني " ال ذي ع رض في ه املب دا بش كل واض ح ‪ .‬لق د ج اءت نظري ة بع د دراس ته لع دة اش كال من االنظم ة‬
‫السائدة يف عصره معتربا ان بناء النظام السياسي املتوازن يقوم على اساس مبدا الفصل بني السلطات لضمان‬
‫محاية النظام السياسي و استمراريته من خالل توزيع واضح الختصاص كل سلطة من السلطات الثالث فتقوم‬
‫السلطة التشريعية باصدار التشريعات و تعديلها او الغاءها و يتوىل برملان منتخب من طرف الشعب و يعرب عن‬
‫ارادة الن اخبني و الس لطة تس هر على تنفي ذ الق وانني و اعالن احلرب او اهنائه ا و ارس ال و اس تقبال املبع وثني‬
‫الدبلوماسسني و محاية الدولة من الغزو االجنيب و اقرار االمن الداخلي يف حني تتوىل السلطة القضائية الفصل‬
‫يف املنازعات و فض اخلصومات و معاقبة اجملرمني ‪.‬‬

‫‪ -1‬ولد سنة ‪ 1989‬بباريس في اسرة من النبالء بدا في كتابه " روح القوانين " و اخذ منه ‪ 14‬علما توفي في باريس ‪.‬‬
‫ك ان ك ل م ا يه دف الي ه مونتس كيو ان ال ت رتكز ه ذه الوظ ائف الثالث يف ي د جه ة واح دة و امنا ت وزع على‬
‫هيئ ات متع ددة لكي ت راقب ك ل منه ا االخ رى و متنعه ا من اس اءة اس تعمال الس لطة املتاح ة هلا على ان يك ون‬
‫بينه ا ن وع من التع اون و االنس جام‪ ، 2‬فه و ي دعو لع دم جتم ع الس لطات الثالث يف ي د واح دة لكن ه ال يتص ور‬
‫الفصل املطلق بينها ‪ ،‬اذ البد ان تكون هناك تناغم و تناسق بينها و ال جتر السلطة العليا بني االجهزة الثالث ‪،‬‬
‫ويعين بذلك توزيع ممارسة مظاهر سلطة الدولة و عدم جتزاهتا الن سلطة الدولة واحدة و ذات سيادة على عدد‬
‫من اهليات ض مان لع دم االنف راد مبمارس تها و تفاديا الس تبداد الق ائمني عليها ‪ ،‬و البد لكل س لطة ان توض ح‬
‫نفسها و تعرب عنها اما السلطات االخرى لكي ال تبقي مهامها سرتا مغلقا و من مث تستطيع فعل ما تشاء و‬
‫جيب ان تتح د اهليئ ات ال يت تش رف على ه ذه الس لطات و ال ترك ز يف ي د واح دة الن الت اريخ يش هد أن ه اذا‬
‫اجتمعت سلطة احلكم يف قبضة فرد واحد او هيئة واحدة فذلك يؤدي اىل اساءة استعماهلا بل اىل الفساد و‬
‫االستبداد و بناءا عليه فإن اسناد الوظائف الثالث هليئات متمايزة جيعل كل منها تستطيع ايقاف االخرى عند‬
‫حدودها و ان تقسيم السلطات وسيلة للحصول على االعتدال و التعامل و التوازن بني صالحياهتا حيث يقول‬
‫‪ " :‬ان احلل الوحي د الجب ار احلاكم على االعت دال و منع ه عن االحنراف ه و الفص ل بني الس لطات " ‪ ،‬م ربرا‬
‫ذلك باسباب فلسفية و تارخيية و بشرية‪.3‬‬

‫معتربا احلرية السياسية ال ميكن ان تتواجد اال يف ظل احلكومة املعتدلة اال اهنا ال توجد دائما و ال تتحقق اذا مت‬
‫اس اءة اس تعمال الس لطة ‪ ،‬فالت اريخ اثبت ان ك ل انس ان يتمت ع بس لطة الب د ان يس يء اس تعماهلا اىل ان يوج د‬
‫احلدود اليت توقفه ‪ ،‬فاحلرية ال تتحق اذا ما اجتمعت السلطة التشريعية و التنفيذية يف يد شخص واحد او هيئة‬
‫واح دة ‪ ،‬ألن ه خيش ى ان يض ع احلاكم ق وانني ج ائرة ينف ذها تنفي ذا ج ائرا و لتحقي ق احلري ة الب د من فص ل‬
‫السلطات بعضها عن بعض و ممارستها بني افراد اجملتمع انفسهم او ممثليهم فالقاعدة اليت تضمن احلرية و متنع‬
‫اساءة استعمال السلطة هي ان السلطة توقف السلطة ‪.4‬‬

‫ان نظرية مونتسكيو ال توحي اىل توزيع الوظائف من الناحية القانونية فقط بل اىل استقالل كل هيئة بذاهتا‬
‫كذلك و عرب عن ذلك بقوله ‪ " :‬يتحتم الجياد حكومة معقد له تنسيق السلطات و تركها تعمل دون اندفاع و‬
‫اعطاء كل واحدة منها وزنا تستطيع ان تقاوم به االخرة ‪:‬‬

‫‪ - 2‬يحى الجمل ‪ ،‬االنظمة السياسية المعاصرة ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬ص ‪312‬‬
‫‪ - 3‬محمد علي محمد و اخرون ‪ ،‬السياسة بين النظرية و التطبيق ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬دار الجامعات المصرية ‪ ، 1976 ،‬ص‬
‫‪168‬‬
‫‪ -4‬عبد الغاني بسيوني ‪ ،‬الوسيط في النظم السياسية و القانون الدستوري ‪ ،‬مصر ‪ ،‬مطابع السعدي ‪ 2004 ،‬ص ‪262‬‬
‫و خنلص يف النهاية لوجهات نظر مونتسكيو خبصوص مبدا الفصل بني السلطات اىل ما يلي ‪:‬‬

‫قس م مونتس كيو الس لطات العام ة يف الدول ة اىل ‪ 3‬س لطات اساس ية هي ‪ :‬الس لطة التش ريعية و التنفيذي ة و‬ ‫‪-‬‬
‫القضائية و بني املهام االساسية لكل سلطة ‪.‬‬
‫اكد ان نوزيع السلطات و فصلها امر ضروري فليس ما هو اخطر على احلرية و اقرب اىل االستبداد من‬ ‫‪-‬‬
‫مجع الس لطات يف ي د واح دة و ل و ك انت يف قبض ة الش عب نفس ه او جملس منبث ق عن ه فاحلري ة هي اهلدف‬
‫االمسى لالنسان ‪.‬‬
‫نادى بضرورة رقابة السلطة و بأن تقوم السلطة باحلد من السلطة‬ ‫‪-‬‬
‫اكد على حاجة السلطات العامة و خاصة السلطتني التشريعية و التنفيذية اىل تبادل الرقابة فيما بينها حبيث‬ ‫‪-‬‬
‫يكون للسلطة التشريعية امكانية تقييد السلطة التنفيذية و كبح مجاحها و احلد من غلوها ‪ ،‬ويكون للسلطة‬
‫التنفيذية نفس االمكانات اجتاه السلطة التشريعية ‪.‬‬
‫لق د ك ان لنظري ة الفص ل بني الس لطات ت اثريا كب ريا على الث ورتني االمريكي ة و الفرنس ية اذ فهم رج ال‬ ‫‪-‬‬
‫الثورتني املبدا على انه الفصل املطلق بني السلطات و قد اعتربت الثورة الفرنسية يف اعالن حقوق االنسان‬
‫عام ‪ 1987‬ان " كل دورة ال تضمن حقوق االفرادو ال تفصل بني السلطات ال دستور هلا "‪ 5‬فهذا املبدا‬
‫يعترب سالح من اسلحة الكفاح ضد السلطة املطلقة ‪.‬‬

‫لقد تعددت تصنيفات انظمة احلكم و صورها بتعدد االجتاهات املهتمة بدراستها فالبعض يقسمها بالنظر للهيئة‬
‫اليت تتحمل املسؤولية العليا ‪ ،‬فاذا كانت هذه املسؤولية مسندة لشخص منفرد منفصل عن الربملان كان النظام‬
‫رئاسيا ‪ ،‬وان اسندت هليئة مجاعية عليا دعي النظام اجمللسي ‪ ،‬وميكن ان تكون املسؤولية موزعة و توازنة بني‬
‫اهليئة التنفيذية و الربملان فيتعترب النظام برملاين ‪.‬‬

‫كم ا ان البعض مييز بني االنظم ة السياس ية حس ن نظ ام احلزيب املتب ع ‪ ،‬ف اذا ك ان احلكم مت داوال بني ج زئني‬
‫رئيسسني كان النظام ثنائي ‪ ،‬و اذا كان بني جمموعة احزاب كان النظام السياسي تعدديا تنافسيا ‪ ،‬اما اذا كان‬
‫احلكم يف يد حزب واحد كان النظام احاديا ‪ ،‬وهناك من صنفها وفق اعتبارات اقتصادية و عليه فهناك النظام‬
‫الرامسايل و النظام االشرتاكي ‪.‬و هناك من يفضل التنيف الشكلي بني برملاين و رئاسي و جملسي و خمتلط و هو‬
‫التصنيف الذي اعتمدنا عليه يف دراستنا هذه ‪ ،‬حيث يقوم هذا التصنيف على اسا مبدا الفصل بني السلطات‬

‫‪ -5‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪263‬‬


‫ال ذي يقتض ي بتوزي ع وظ ائف الدول ة على هيئ ات متع ددة تس تقل ك ل واح دة منه ا عن االخ رى يف مباش رة‬
‫مهامها ‪ ،‬وبذلك اختلف يف تفسريه فتنوعت وسائل تطبيقه طبقا للعالقة اليت تربط بني كل سلطة مع اخرى ‪،‬‬
‫وبذلك فإن تقسيم االنظمة السياسية الليربالية و بذلك فإن تقسيم االنظمة السياسية الليربالية وفق هذا املبدا‬
‫يعطينا ‪ 4‬انظمة رئيسية هي ‪ :‬النظام الرئاسي ‪ ،‬النظام الربملاين ‪ ،‬النظام املختلط و النظام اجمللسي الذي يقوم‬
‫على دمج الس لطتني التش ريعية و التنفيذي ة و ال ذي يتم يز بقي ادة الربملان يف نظام ه و ال ذي متيز ب ه سويس را عن‬
‫باقي الدول و الذي يعترب ناجحا جدا فيها و سنقوم بالطرق لذلك من خالل ‪:‬‬

‫اذا كان النظام الربملاين نشأ و تطور يف اجنلرتا اوال مث انتقل خارجها فإن النظام الرئاسي هو ايضا نشأ و تطور‬
‫يف الواليات املتحدة االمريكية ‪ ،‬فأركان وخصائص هذا النظام جندها مكتوبة يف الدستور االمركي الذي تتم‬
‫وضعه يف مؤمتر فيالدلفيا سنة ‪ ،6 1787‬و عنه اخذت الدول االخرى املتاثرة بالنظام االمريكي ‪ ،‬فقد طبيقته‬
‫بعض دول امريك ا الالتيني ة ك االرجنتني و ش يلي و بوليفي ا و ف نزويال ‪ ،‬كم ا طبقت ه فرنس ا يف عه د اجلمهوري ة‬
‫الثانية عام ‪ ، 1848‬واخذت به بع د احلرب العاملية االوىل العديد من الدول ‪ ،‬وهو النظام السائد يف معظم‬
‫الدول ذات النظام اجلمهوري ‪.‬‬

‫و النظ ام الرئاس ي اش تق امسه من رئيس اجلمهوري ة حبيث اراد واض عو الدس تور االم ريكي تقوي ة مرك ز رئيس‬
‫اجلمهوري ة و ت دميم س لطاته الفعلي ة ‪ ،‬و ب ذلك ميكن اعتب ار النظ ام الرئاس ي أن ه النظ ام ال ذي ت رجح في ه كلم ة‬
‫رئيس الدول ة يف م يزان الس لطات ‪ ،‬وق د س امهت التط ورات و التقالي د يف حتقي ق ذل ك ‪ ،‬لكن النظ ام الرئاس ي‬
‫يتميز ايضا بصفة جوهرية هي الفصل املطلق او التام بني السلطات ‪ ،‬اال انه هناك بعض االستثناءات على هذا‬
‫الفصل املطلق يف عالقة السلطة التنفيذية بالسلطة التشريعية مصدرها النصوص من جهة و التصورات العلمية‬
‫من جهة اخرى‪. 7‬‬

‫و سوف نقوم بدراسة اركان هذا النظام ‪ ،‬مث التطرق لكيفية تطبيقه يف الواليات املتحدة االمريكية حيث نشأ و‬
‫تطور مث نتعرض اىل تقسيم هذا النظام ‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬اركان النظام الرئاسي‬

‫‪ - 6‬عاصم أحمد عجيلة و محمود رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬النظم السياسية ‪ ،‬ط‪ ،5‬القاهرة دار النهضة العربية ‪ ، 1992 ،‬ص‬
‫‪298‬‬
‫‪ - 7‬عاصم أحمد عجيلة و محمود رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪499 ،498‬‬
‫يتميز النظام الرئاسي بفردية السلطة التنفيذية ‪ ،‬اي ان رئيس الدولة هو نفسه رئيس احلكومة كما يقوم النظام‬
‫ايض ا على اس ا الفص ل املطل ق او الت ام بني الس لطات خاص ة الس لطتني التنفيذي ة و التش ريعية ‪ ،‬باعتب ار القض اء‬
‫سلطة مستقلة بعيدة عن السايسة و ترقاب السلطتني االخرييني ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬فردية السلطة التنفيذية و تركيظها في يد رئيس الجمهورية ‪:‬‬

‫اذا كان النظام الربملاين يقوم على اساس ثنائية السلطة التنفيذية فإن النظام الرئاسي يقوم على اسا فردية السلطة‬
‫التنفيذية ‪ ،‬فرئيس اجلمهويرة هو وحده الذي يدير دفة احلكم ‪ ،‬فهو رئيس الدولة و رئيس للحكومة يف نفس‬
‫الوقت ‪ ،‬وهو الذي يعني الوزراء و يعفيهم من مناصبهم بعد موافقة اجمللس التشريعي ‪ ،‬وهم مسؤولون سياسي‬
‫امام ه فق ط و ليس ام ام الربملان و ب ذلك ال يوج د جملس وزراء متض امن يهيمن على مص احل الدول ة و خيتص‬
‫برس م السياس ة العام ة هلا ‪ ،‬ف الوزراء ال ميكن هلم اص دار اي ق رارات مس تقلة عن رئيس الدول ة نظ را النف راد‬
‫بالس لطة الفعلي ة يف ه ذا اخلص وص و اذا م ا اجتم ع ال رئيس بوزرائ ه فإمنا يك ون جملرد التش اور و املداول ة حبيث‬
‫ينفرد وده بالراي النهائي يف املواضيع حما املداولة ‪.‬‬

‫و رئيس الدول ة ه و ال ذي يت وىل وض ع السياس ة العام ة للدول ة ‪ ،‬ويش رف على تنفي ذها مبس اعدة ال وزراء ك ل‬
‫حس ب اختصاص ات وزارت ه ‪ ،‬وخيض عون للمس ؤولية امام ه ‪ ،‬ف الوزراء يف ظ ل النظ ام الرئاس ي جمرد اداة اتنفي ذ‬
‫سياسة الرئيس ‪ ،‬اي جمرد سكرتريون يعملون على تنفيذ ارادته و سياسته و له ان جيربهم على ذلك ‪ ،‬فالوزراء‬
‫يف الوالي ات املتح دة االمريك ة مث ل ليس ت هلم ص فة وزراء ‪ ،‬وامنا هم امن اء او س كرتارية ال رئيس ‪ ،‬فال يق ال‬
‫وزير اخلارجية و امنا يقال سكرتري الرئيس للشؤون اخلارجية ‪.‬‬

‫و رئيس اجلمهورية يف الواليات املتحدة االمريكة على سبيل املثال ينتخب بواسطة الشعب ملدة اربع سنوات او‬
‫اك ثر ‪ ،‬وج رى الع رف على ان جيدد انتخاب ه اال م رة واح دة م دة ‪ 4‬س نوات ح ىت ‪ 8‬س نوات كافي ة الس تقرار‬
‫النظ ام خاص ة ان ه ه و ال ذي ينتقي معاوني ه من رج ال االختص اص و اخلربة ‪ ،‬هلذا فالنظ ام الرئاس ي ال يع رف‬
‫االزمات الوزارية اليت يتعرض هلا النظام الربملاين املختلف عن النظام الرئاسي هم عادة زعماء االغلبية الربملانية ‪،‬‬
‫و خيتارون عادة من بني اعضائه و ال يشرتط يف الوزير ان يكون فنيا اختصاصيا يف الشؤون اليت يشرف عليها‬
‫يف وزارته و هذا ما يؤدي اىل عدم االسقرار الوزاري يف حني ان ذلك ال يصلح يف النظام الرئاسي ألن الوزراء‬
‫ليسو اعضاء يف الربملات ‪ ،‬بل هم من االختصاصيني اصحاب اخلربة يبقون يف اعماهلم مادام الرئيس يف احلكم ‪،‬‬
‫ماداموا على ثقة اليت تبقى مادام النجاح يرافق اعماهلم ‪.‬‬
‫و يعت رب رئيس اجلمهوري ة ه و املس ؤول عن س ري اجله از االداري و س لوك و امان ة و كفاي ة اعض ائه و م دى‬
‫استجابة هذا اجلهاز لرغبات الشعب ‪ ،‬و هو القائد االعلى للقوات املسلحة ‪ ،‬فهو الذي تقع على عاتقه مهمة‬
‫قيادة الدولة و مسؤولية رفعتها و تقدمها ‪ ،‬وهذه اعباء خطرية وصفها احد رؤساء الواليات املتحدة االمريكية‬
‫بقوله " ان صالحية رئيس اجلمهورية جمموعة هائلة من السلطات جتعل قيصر وجنكيزخان و نابليون يقضمون‬
‫اضافرهم حسرة و حرية "‬

‫ثانيا ‪ :‬الفصل التام بين السلطات‬

‫يق وم النظ ام الرئاس ي على مب دا اس تقالل الس لطات اىل اقص ى درج ة ممكن ة فالس لطة التش ريعية تس تقل مباشرة‬
‫اختصاصها على السلطة التنفيذية التس تستقل بدورها يف ممارسة اختصاصها عن السلطة التنفيذة دون وجود‬
‫ادىن تعاون او تبادل بني هاتني السلطتني ‪ ،‬و بذلك تتحقق املساواة و االستقالل بني السلطات‬

‫‪ _1‬مظاهر استقالل السلطة التشريعية ‪:‬‬

‫تس تقل الس لطة التش ريعىي يف مباش رة وظيفته ا وح دها ‪ ،‬فتم ارس ه ذه الوظيف ة دون ادىن اش رتاك م ع الس لطة‬
‫التنفي ذة ‪ ،‬فالربملان مس تقل عن الس لطة التنفي ذة فال جيوز ل رئيس الدول ة باعتب اره رئيس ا للس لطة التنفي ذة دع وة‬
‫اجمللس التشريعي للنعقاد العادي ‪ ،‬فهو جيتمع من تلقاء نفسه بالنسبة للدورات العادية ‪ ،‬كما ال ميكن للرئيس‬
‫فض اجتماعه ‪ ،‬و ال تاجيل دورات انعقاده ‪ ،‬و ال حيق له حل اي جملس من جملسي التشريع و يستقل اجمللس‬
‫التشريعي مبجلسه مبباشرة الوظيفة التشريعية دون مشاركة السلطة التنفيذة ‪ ،‬فليس لرئيس اجلمهورية حق اقرتاح‬
‫الق وانني ‪ ،‬كم ا ال جيوز اجلم ع بني منص ب ال وزارة و عض وية اجمللس التش ريعي ‪ ،‬فال ميكن ان يك ون ال وزراء‬
‫اعض اء يف الربملان ‪،‬وال حيق هلم احلض ور اىل اجمللس بص فتهم الوزاري ة ‪،‬و االش رتاك يف املناقش ات ال يت ت دور يف‬
‫هذه اجللسات اال بناءا على طلب منه بصفتهم زائرين شأهنم شأن اجلمهور ‪.‬‬

‫‪ _2‬مظاهر استقالل السلطة التنفيذية‬

‫تستقل الس لطة التنفيذة عن الس لطة التشريعية و تنفص ل عنها ‪ ،‬ف رئيس اجلمهورية الذي يتوىل منص ب رئاسة‬
‫السلطة التنفيذة يتم انتخابه من قبل الشعب مباشرة ال عن طريق اجمللس التشريعي مما يضمن له االستقالل و‬
‫تدعيم قوته ازاء اجمللس التشريعي ‪ ،‬وجيعله على قدم املساواة مع هذا االخري مادام كل منهما منتخب بواسطة‬
‫الش عب ‪ ،‬وب ذلك ال توج د رقاب ة من ج انب اجمللس التش ريعي على رئيس اجلمهوري ة و ال وزراء ‪ ،‬ألن رئيس‬
‫اجلمهورية غري مسؤول سياسيا و طرح الثقة هبم ‪ ،‬فالوزراء ليسوا مسؤولني سياسون ام الرئيس وحده الذي‬
‫قام بتعيينهم ‪ ،‬وله وحده حق عزهلم ‪.‬‬

‫ام ا من الناحي ة اجلنائي ة ف رئيس اجلمهوري ة و ال وزراء ميكن ان يكون وا موض ع اهتام و حماكم ة ام ام الربملان عن‬
‫اجلرائم اليت يرتكبوهنا ‪.‬‬

‫ومن مظ اهر اس تقالل الس لطة التنفيذي ة ك ذلك ان رئيس اجلمهوري ة غ ري مل زم ب اخ ذراي الس لطة التش ريعية ال‬
‫تستطيع اجبار رئيس دولة على عزل احد سكرترييه ألن ذلك يعترب تدخل من قبل السلطة التشرعية يف شؤون‬
‫السلطة التنفيذية ‪ ،‬وهو ما يتعارض مع مبدا الفصل بني السلطات اىل اقصى حد ممكن الذي يقوم عليه النظام‬
‫الرئاسي ‪.‬‬

‫و نظرا ألن السلطة التنفيذية ترتكز بني رئيس اجلمهورية فهو الذي يتخذ القرارات مبفرده فال حاجة لوجود‬
‫جملس وزراء ألن املهم ة االساس ية للمجلس ال ةزاري ب املعىن املع روف يف النظ ام الربملاين هي اختاذ الق رارات‬
‫للنهوض بالسلطة التنفيذية و نتيجة النعدام جملس الوزراء تنعدم املسؤولية التضامنية للسكرترييني و يبقى كل‬
‫واحد منهم مسؤول شخصي امام رئيس الدولة‪.‬‬

‫كما نرى النظام الرئاسي – على عكس النظام الربملاين – يعمل على اقامة الفصل التام او املطلق بني السلطتني‬
‫التشريعية و التنفيذية و اهلدف من ذلك حتقيق املساوات الكاملة بني السلطتني ‪،‬واستقالل كل سلطة عن اخرى‬
‫بش كل كام ل ‪،‬فال جيوز الح دى الس لطتني الت دخل يف عم ل الس لطة االخ رى ‪ ،‬ولكن من الناحي ة العملي ة‬
‫التطبيقي ة ال ميكن حتقي ق ذل ك ل ذا ادخلت بعض االس تثناءات على مب دا الفص ل بني الس لطتني التش ريعية و‬
‫التنفيذية منها ‪:‬‬

‫_ منح رئيس اجلمهوري ة ح ق االع رتاض " الفيت و" على القن ون ال ذي يواف ق علي ه اجمللس التش ريعي و رده الي ه‬
‫العادة النظر فيه ‪ ،‬فإذا وافق عليه مرة اخرى بأغلبية ‪ 3/2‬االعضاء يف كل من اجمللس صدر القانون و اال سقط‬
‫‪ ،‬وحق االعرتاض ليس عمال تشريعيا امنا هو جمرد حق وقف القانون حىت ال يتسرع اجمللس التشريعي يف اصدار‬
‫قانون يتناىف مع الدستور ‪ ،‬هبذا احلق ميكن تفادي االخطاء و حتقيق املصلحة العامة للدولة ‪.‬‬

‫_ يف املسائل املالية مسح القانون لسكرتري اخلزانة االتثال باجمللس التشريعي و تقحيم تقارير مالية متضمنة تقدير‬
‫االي رادات و النفق ات ‪ ،‬كم ا نص الق انون على ارس ال ه ذه التق ارير املالي ة ايض ا اىل رئيس اجلمهوري ة ليوص ي‬
‫اجمللس التش ريعي مبا ي راه من ت دابري لس د العج ز ان وج د ‪ ،‬وميكن ل رئيس اجلمهوري ة اع داد ميزاني ة احلكوم ة و‬
‫تقدميها اىل اجمللس التشرعي لكن يبقى فارق مع النظام الربملاين هو ان التقارير و البيانات املالية ترسل كتابة اىل‬
‫اجمللس التشريعي ‪ ،‬وال ينصب سكرتري املالية للدفاع عن املشروع اليت ميلك الربملان احلرية الكاملة يف اقرارها و‬
‫وضغع القانون اخلاص هبا‪.‬‬

‫_ يف الواليات املتحدة االمريكية يتشرك جملس الشيوخ مع رئيس اجلمهورية يف تعيني كبار موظفي الدولة ‪،‬‬
‫وان كان العرف استقر على عدم استعمال جملس الشيوخ حلقه هذا بالنسبة لتعيني الوزراء جماملة منه لرئيس‬
‫اجلمهورية حىت اص بحت ه ذه اجملامل ة عرفا دس توريا ث ابت يقض ي ب انفراد ال رئيس بتع يني الوزراء وح ده دون‬
‫تدخل من جملس الشيوخ ‪ ،‬كما يشرتك هذا االخري مع رئيس اجلمهورية يف بعض مسائل السياسة اخلارحيية اذ‬
‫يشرتط موافقة هذا اجمللس على تعيني السفراء يف اخلارج و موافقة على املعاهدات اليت يربمها رئيس اجلمهورية‬
‫باعتبار ان جملس الشيوخ ميثل الواليات فمن حقه الرقابة على سياسة الدولة اخلارجية ‪.‬‬

‫_ اذا كان لرئيس اجلمهورية ال جيوز حق دعوة اجمللس التشريعي للنعقاد السنوي العادي او تاجيل انعقاده او‬
‫فض جلس اته ‪ ،‬اال ان له ح ق دعوته لالنعق اد يف ال دورات غ ري العادي ة يف ح االت الض رورة ال يت تتطلب ذلك‬
‫االنعقاد غري العادي ‪.8‬‬

‫_ راينا ان مسؤولية الوزراء سياسيا ال تتحقق اال امام رئيس اجلمهورية باعتباره رئيسا للسلطة التنفيذة ‪ ،‬وال‬
‫ميكن ان تتم امام اجمللس التشرعي و ذلك طبقا ملبدا استقالل السلطات الذي يعتنقه النظام الرئاسي ‪ ،‬اال ان‬
‫الدستور االمريكي اعطى جمللس النواب حق اهتام رئيس اجلمهورية و نائبه و الوزراء جنائيا يف حالة ارتكاهبم‬
‫جرمية اخليان ة العظمى ‪ ،‬او الرش وة او غريه ا من اجلناي ات و اجلنح الك ربى و جتري احملاكم ة ام ام جملس‬
‫الشيوخ ‪ ،‬و سيشرتط للحكم باالدانة صدور القرار باغلبية ثلثي اعضاء اجمللس على االقل ‪ ،‬واذا اثبتت االدانة‬
‫امكن تقدمي الرئيس او نائبه او الوزير املعزول للمحكمة اجلنائية العادية املعاقبة طبقا لقانون العقوبات ‪.‬‬

‫_ ميكن لرئيس اجلمهورية اصدار اوامر و قوانني هلا قوة االلزامية يف حالة الطوارئ و حيق للمجلس التشريعي‬
‫اجراء تعديالت دستورية ‪ ،‬و املوافقة على قبول واليات جديدة ‪.‬‬

‫_ حيق ل رئيس اجلمهوري ةو اجمللس التش ريعي ممارس ة اختصاص ات قض ائية كح ق ال رئيس يف تع يني القض اة يف‬
‫مستويات معينة و تعيني قضاة احملكمة العليا مبوافقة اجمللس التشريعي و حق هذا االخري يف تشكيل جلان لتحقيق‬
‫‪ - 8‬عاصم أحمد عجيلة و محمد رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص ‪303‬‬
‫يف موضوعات معينة ‪ ،‬وحتديد اختصاصات النحاكم ‪ ،‬وحق الغاء العقوبات او ختفيضها و العفو الشامل ‪ .‬و‬
‫فض ال عن االس تثناءات ال يت اوردهتا النص وص على اس تقالل الس لطتني التش ريعية و التنفيذي ة و انفص اهلم عن‬
‫بعضهم البعض ‪ ،‬فقد ادى التطبيق العملي اىل اجياد قدر غري قليل من التعاون بينهما عن طريق اللجان الربملانية‬
‫الدائمة ‪ ،‬وهي اليت تقوم فعال مبعظم العمل التشريعي ‪ ،‬فالسلطة التنفيذية على اتصال دائم هبذه اللجان رغبة يف‬
‫احلص ول على م ا تري ده من تش ريعات و يف مقاب ل ذل ك فهي ختض ع لن وع من الرقاب ة الربملاني ة على اعماهلا عن‬
‫طريق هذه اللجان ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تطبيق الناظم الرئاسي في الواليات المتحدة االمريكية‬

‫تعت رب الوالي ات املتح دة االمريك ة هي البل د النم وذج للنظ ام الرئاس ي حيث نش أ فيه ا مبقتض ى دس تور ‪1787‬‬
‫املطب ق لغاي ة االن م ع بعض التع ديالت املتتالي ة ال يت ط رات علي ه بفع ل تط ور اجملتم ع االم ريكي ‪ ،‬ونظ را لك ون‬
‫النظام الرئاسي يقوم على فردية السلطة التنفيذية اليت ترتكز يف يد رئيس اجلمهورية ‪ ،‬و على مبدا الفصل املطل ق‬
‫بني الس لطة التش ريعية و التنفيذي ة و س تقوم بدراس ة ه ذا النظ ام من حيث مرك ز رئيس اجلمهوري ة االم ريكي ‪،‬‬
‫الكونغرس و عالقته برئيس اجلمهورية ‪ ،‬مث نتطرق للسلطة القضائية و تنظيمها ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬رئيس الواليات المتحدة االمريكية و مركزه السياسي ‪ :‬يعترب رئيس الواليات املتحدة االمريكية اقوى‬
‫رحل يف الدولة ‪ ،‬فهو رئيس السلطة التنفيذية امسا و فعال و هو القائد العام للقوات املسلحة و هو الذي يضع‬
‫السياسة العامة يف الداخل و اخلارج و يتمتع باختصاصات اخرى سيتم التطرق اليها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ _1‬الشروط الواجب توفرها في المرشح لرئاسة الجمهورية ‪ :‬طبقا للدستور األمريكي تتمثل هذه الشروط‬
‫يف‪ _ :‬ان يوكن مواطنا مولودا بالواليات م أ‬
‫_ ان يكون بالغا سن ‪ 35‬سنة على االقل‬
‫_ ان يكون قد اقم يف و‪،‬م‪،‬أ ملدة ‪ 14‬سنة عى االقل‬
‫و ختتار االحزاب السياسية مرشحها للرئاسة قبل بضعة اشهر من موعد االنتخابات الرئاسية اليت جترى كل ‪4‬‬
‫سنوات‪.‬و جيدد رئاسة الرئيس مبدة معينة للحيلولة دون طغيان الرئيس و استبداده حيث حددت بـ ‪ 4‬سنوات‬
‫قابلة للتجديد مرة واحدة فقط اي ‪ 8‬سنوات على االكثر و يعترب انتخاب الرئيس االمريكي انتخاب غري مباشر‬
‫على درج تني لكن وج ود احلزبني الكب ريين يف الوالي ات املتح دة االمريكي ة عمال على تغي ري وظيف ة املن دوبني و‬
‫اصبح يف الواقع نظام انتخاب مباشر ‪ .‬و بعد انتخابه تتم عملية تنصيبه باداءه للقسم قبل ان يشرع يف تويل‬
‫منصبه امام رئيس احملكمة العليا بعدها يلقي خطابا يف الكونغرس ‪.‬‬

‫‪ _2‬س‪OO‬لطات ال‪OO‬رئيس ‪ :‬ي رتاس ال رئيس جه از التنفي ذي للحكوم ة الفيدرالي ة باالض افة اىل ص الحيات هام ة يف‬
‫امور التشريع و القضاء تتمثل يف ‪:‬‬

‫اختصاص ات تتعل ق بعالق ة ال رئيس بوزرائ ه ‪ :‬رئيس و ‪ ،‬م ‪ ،‬أ ه و نفس ه رئيس احلكوم ة يعني ال وزراء و‬ ‫‪‬‬
‫يع زهلم و حيدد اختصاص اهتم و يص نع السياس ة الداخلي ة و اخلارجية ‪ ،‬ويل تزم باستش ارة وزراءه لكن‬
‫القرارارت ال يصوت عليها امنا هي جملرد االستئناس هبا و هو غري ملزم هبا ‪.‬‬
‫تنفيذ القوانني اليت يضعها الكونغرس بنفسه او بواسطة معاونيه من الوزراء‬ ‫‪‬‬
‫تعيني املوظفني ‪ :‬يعني الرئيس الوزراء و تعترب موافقة الكونغرس شكلية ‪ ،‬اما بالنسبة للسفراء و القناصة و‬ ‫‪‬‬
‫قضاة احملكمة العليا فتعترب موافقة الكونغرس ضرورية ‪.9‬‬
‫االختصاص ات اجلربي ة ال يت هي من اهم االختصاص ات حيث يعت رب ال رئيس ه و القائ د االعلى للق وات‬ ‫‪‬‬
‫املسحلة و له احلق يف تسيريها شرط الرجوع اىل الكونغرس ‪.‬‬
‫االختصاص ات ذات الط ابع السياس ي اي االختصاص ات يف مي دان الش ؤون اخلارجي ة و خيتص وح ده‬ ‫‪‬‬
‫باالعرتاف بالدول و احلكومات االجنبية كذلك حيق له ابرام معاهدات و اتفاقيات ‪.‬‬
‫اختصاصات ذات طابع قضائي حيث منح الدستور االمريكي للرئيس حق اجراء تنفيذ االحكام اجلنائية و‬ ‫‪‬‬
‫العف و عن اجلرائم املرتكب ة ض د و ‪ ،‬م‪ ،‬أ م ا ع دا ح االت االهتام الربملاين ‪ ،‬ميكن ل ه اج راء تنفي ذ االحك ام‬
‫اجلنائية مبا يستدعيه الضرورة الستتباب االمن ‪.‬‬
‫اختصاصات ذات طابع تشريعي حيث له احلق يف اقرتاح تشريعات جديدة و له احلق يف قبول و اعرتاض‬ ‫‪‬‬
‫على القوانني اليت يعرضها الكونغرس و هنا العالقة لينة بني السلطتني التشريعية و التنفيذية ‪.10‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الكونغرس االمريكي ‪:‬‬

‫‪ - 9‬حافظ علوان حمادي الدليمي ‪ ،‬النظم السياسية في اوروبا الغربية و الواليات المتحدة االمريكة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬عمان ‪ ،‬دار‬
‫وائل للنشر و التوزيع ‪ ، 2001 ،‬ص ‪274‬‬
‫‪ -10‬عاصم أحمد عجيلة و رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪309‬‬
‫الك ونغرس ه و اهليئ ة ال يت متارس الس لطة التش ريعية يف الوالي ات املتح دة االمريكي ة ‪ ،‬وترج ع تس ميته اىل م ؤمتر‬
‫فيالدلفي ا ع ام ‪ ، 1787‬و يتك ون من جملس ني مها ‪ :‬جملس الن واب و جملس الش يوخ ال ذي ميث ل الوالي ات ‪ ،‬و‬
‫يعود السبب االساسي وراء تكوين السلطة التشريعية ( الكونغرس ) من جملسني اىل الرغبة يف حتقيق نوع من‬
‫التوازن بني الواليات الصغرية و الكبرية من ناحية ‪ ،‬واجياد مظهر الدولة املوحدة من ناحية اخرى ‪.11‬‬

‫جملس الن واب ‪ :‬يتك ون من ‪ 435‬عض وا يتم اختي ارهم عن طري ق االنتخ اب الع ام املباش ر على مس توى‬ ‫‪‬‬
‫الدولة كلها ‪ ،‬ومدة نيابته سنتان ‪ ،‬وللمجلس رئيس و سكرتري و يتوىل الرئيس رئاسة اجلمهورية عند وفاة‬
‫رئيس اجلمهورية و يتكون اجمللس من ‪ 20‬جلنة دائمة ‪.‬‬
‫جملس الش يوخ ‪ :‬يت الف من ‪ 100‬عض ور منتخ بني على اس اس ع دد الوالي ات حيث ينتخب عض وان من‬ ‫‪‬‬
‫كل والية عن طريق االقرتاع السري املباشر ملدة ‪ 6‬سنوات و للمجلس ‪ 15‬جلنة دائمة ‪.‬‬

‫‪ _1‬وظائف و صالحيات الكونغرس ‪:‬‬

‫_ ان الوظيفة االساسية للكونغرس هي الوظيفة التشريعية حيث أنه له كامل احلرية يف سن التشريعات ‪ ،‬فيمكن‬
‫له املبادرة باقرتاح و مناقشة اي تشريع و له كامل احلرية يف سن التشريعات و املبادرة باقرتاحها ‪ ،‬و عندما يقر‬
‫اجمللس التش ريع املق رتح حيي ل اىل رئيس اجلمهوري ة للموافق ة علي ه ‪ ،‬ام ام الص الحيات ال يت يتمتع هبا الك ونغرس‬
‫تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫فرض الضرائب و جنايتها و اقرتاض االموال لصاحل اخلزينة العامة‬ ‫‪-‬‬


‫وضع قواعد تضبط ئؤون التجارة اخلارجية‬ ‫‪-‬‬
‫وضع قواعد التجنيس‬ ‫‪-‬‬
‫صك العملة و حتديد قيمتها‬ ‫‪-‬‬
‫اعالن احلرب و ابرام الصلح‬ ‫‪-‬‬
‫‪ _2‬العالقة بين الكونغرس و الرئيس ‪:‬‬

‫‪- george burdean drait constutionnel et science politique . 16 eme edition . paris : dalloz‬‬
‫‪11‬‬

‫‪199 p 165‬‬
‫تقوم على اسا الفصل شبه الكامل بينهما ‪ ،‬فليس للكونغرس مساءلة الرئيس و الوزراء و سحب الثقة منهم و‬
‫كل ما ميلكه هو اثارة مسؤوليتهم اجلنائية بايصاهلم و حماكمتهم يف حالة ارتكاب اجلرائم اجلنائية و باملثل ليس‬
‫لرئيس اجلمهورية حل الربملان و ليس له و لرزراءه ان يكون عضوا فيه ‪.‬‬

‫و كما راينا عند دراستنا الركان النظام الرئاسي ان الفصل التام او املطلق ترد عليه استثناءات ختفف من مبدا‬
‫الفصل املطلق بني السلطتني التشريعية و التنفيذية ‪ ،‬فالواقع ان الفصل بني السلطات ال يعين انعزال كل سلطة‬
‫عن االخرى متام هلذا وضع الدستور االمريكي بعض حاالت التعاون و الرقابة املتبادلة بني السلطات خروجا‬
‫عن االصل العام و هو مبدا الفصل املطلق ‪.‬‬

‫الرئيس له نوعان من الرقابة و التاثري على نشاط الكونغرس و يتمثل ذلك حبقه يف التوصية التشريعية القرتاح‬
‫االجراءات التشريعية اليت يشري هبا على الكونغرس كما له االعرتاض على القوانني اليت اقرها الكونغرس ‪.‬‬

‫يف املقاب ل ميك ل الك ونغرس مبجلس ش يوخه وس ائل للت اثري على ال رئيس و حكومت ه ‪ ،‬فموافقت ه الزم ة دس توريا‬
‫على تعيين ات ال رئيس كالس فراء و القناص لة و قض اة احملكم ة العلي ا و ك ذلك فيم ا خيص السياس ة اخلارجي ة اذ‬
‫جيب موافقة جملس الشيوخ على املعاهدات ‪.‬‬

‫ام ا يف الواق ع فق د يك ون التع اون واض حا فع اال بني الس لطتني التش ريعية و التنفيذي ة اذا ك ان اغلبي ة اعض اء‬
‫الكونغرس من نفس حزب الرئيس ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬السلطة القضائية ‪:‬‬

‫لقد اسند الدستور االمريكي السلطة القضائية االحتادية اىل حمكمة عليا احتادية و اىل حماكم احتادية ادىن منها ‪،‬‬
‫كما حدد اختصاصات السلطة القضائية االحتادية و ترك لكونغرس سلطة وضع التنظيم اخلاص بتشكيل احملكمة‬
‫العليا و احملاكم االحتادية االخرى مبختلف درجاهتا ‪ ،‬وتوزيع االختصاصات فيما بينها و تعترب احملكمة العليا هي‬
‫اعلى هئية قضائية تتالف من ‪ 9‬قضاة ‪ ،‬ويلقب رئيسها بالقاضي االعلى للواليات م ‪ ،‬أ ‪.‬‬

‫اما فيما خيص اختاصاصات احملكمة العليا ‪ ،‬فلها اختصاصا قضائي عادي يتمثل يف الفصل يف بعض القضايا ال يت‬
‫تطرح امامها ‪ ،‬واختصاصا قضائي سياسي يتمثل يف الرقابة على دستورية القوانني و هذا راجع اىل عدم وجود‬
‫قضاء اداري مستقل يف الواليات م أ ‪.‬‬
‫و احملكم ة العلي ا يف و ‪ ،‬م ‪ ،‬أ تق وم ب دور م ؤثر يف اجملاليني الق انوين و السياس ي مع ا و اىل ج انب ه ذه احملكم ة‬
‫توجد حماكم استئناف اليت تسهل البث بالقضايا و ختفيف العبئ عن احملكمة العليا ‪.‬‬

‫و تباشر احملكمة العليا وسائر احملاكم عملها يف استقالل كامل عن السلطتني التنفيذية و التشريعية اي كل من‬
‫الرئيس و الكونغرس و تعترب احملكمة العليا هي احلرس على دستورية القوانني و استقالل السلطة القضائية عن‬
‫السلطتني االخريني من صور مبدأ الفصل بني السلطات اليت يقوم على اساسه النظام السياسي االمركي ‪.‬‬

‫لكن ب الرغم من االس تقالل اال ان رئيس اجلمهوري ة و جملس الش يوخ احلق يف اختي ار اعض اء احملكم ة العلي ا ‪،‬‬
‫وهذا ما يقيم جسرا بني السلطتني التشرعية و التنفيذية و السلطة القضائية ‪.‬‬

‫مما تقدم كله يتضح رغم قيام النظام السياسي االمريكي على مبدا الفصل بني السلطات اال انه يف الواقع هناك‬
‫نوع من التعاون بل التدرج بني السلطات تدرجا ليس لصاحل واحدة منها على الدوان ‪ ،‬و اذ كان الواقع يؤكد‬
‫ان السلطة التنفيذية تتمتع باكرب السلطات حبكم وظيفتها يف النظام الرئاسي ‪.‬‬

‫الفرع الثاث ‪ :‬تقييم النظام الرئاسي‬

‫للنظام الرئاسي كغريه من انظمة احلكم االخرى جمموعة من املزايا و العيوب ميكن اجيازها فيما يلي ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬مزايا النظام الرئاسي ‪ :‬تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫_ يضمن االستقرار السياسي بصورة ال حيققها النظام الربملاين ‪ ،‬ذلك ان استقالل الرئيس عن السلطة التشرعية‬
‫و جيعله ينفذ برناجمه السياسي دون عرقلة و كذلك املدة اليت ينتخب من اجلها اليت هي ‪ 4‬سنوات‪.‬‬

‫_ ال وزراء غ ري جمربين للمث ول ام ام اجمللس التش رعي دوم ا و ه ذا م ا يس اعدهم على اس تغالل وقتهم للش ؤون‬
‫االدارية على عكس النظام الربملاين‬

‫_ رئيس الدولة يف هذا النظام يتمتع بشعبية كبرية و هيبة كبرية ألنه منتخب عن طريق االنتخاب املباشر و هذا‬
‫ما يعنيه من الوالءات الضيقة‬

‫_ ان النظام الرئاسي يبىن على اساس مبدا الفصل بني السلطات مما يتيح لكل منهل تركيز جهودها يف جمال‬
‫اختصاصاها ‪،‬و هذا ما جيعل احلكومات اكثر كفاءة ‪.‬‬
‫_ يعترب النظام الرئاسي هو اقدر االنظمة على مواجهة االزمات و قد ثبت ذلك من خالل االزمة االقتصادية و‬
‫الكساد االقتصادي يف اوائل الثمانينيات ألن تركيز السلطة التفنيذية يف يد الرئيس جتعله ياخذ القرارات املناسبة‬
‫و يف الوقت املناسب دون تعطيل ‪.‬‬

‫_ إنه نظام ناجح يف البلدان ذات التجربة الدميقراطية الناجحة و املتكاملة و اليت يكون فيها النضج و الوعي‬
‫السياسي عاليا ‪.‬‬

‫_ ان جناح هذا النظام يف و ‪ ،‬م ‪ ،‬أ كان بفضل التعاون بني الرئيس و الكونغرس و لنظام احلزبني ‪ ،‬مما ادى اىل‬
‫االستقرار السياسي ‪ ،‬ومل يؤد اىل رجحان كفة الرئيس حنو االستبداد و الطغيان ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عيوب النظام الرئاسي ‪:‬‬

‫_ نظرا المهية مركز رئيس اجلمهورية فإنه يف ايام االنتخابات تؤدي اىل اخلالفاة السياسية ‪ ،‬وقد تتطور هذه‬
‫اخلالفات فتؤدي اىل وقوع ثورة يف االقطار غري املستقرة ‪ ،‬وكذلك عندما تكون السلطة التشرعية و التنفيذية‬
‫من احزاب خمتلفة فإن هناك خطرا دائما لوقوع التصادم و االحتكاك ‪ ،‬وعندما يقع خالف بني رئيس الدولة و‬
‫الس لطة التش رعية جند ان لك ل منهم ا يلقي املس ؤولية على االخ ر ‪ ،‬وبالت ايل ال ميكن اجناز اي عم ل جدي د قب ل‬
‫حلول ميعاد االنتخابات اجلديد الذي قد يضع حدا هلذا اخلالف‪.‬‬
‫_ ان االستغالل الذي يتمتع به كل من الرئيس و السلطة التشرعية يؤدي اىل وقوف كل منهما على نقيض‬
‫االخر فينجم عن هذا االمر ان يقبل رئيس الدولة االستسالم للمجلس التشرعي ‪ ،‬ويرتك احلكومة بل قيادة ‪،‬‬
‫واما ان يتصدى هلذا اجمللس و يهامجه بال هدف حىت خيضعه الرادته مما يؤدي اىل اثارة الفوضى‪.‬‬
‫_ ان انفصال السلطتني التشريعية و التنفيذية عن بعضهما ليس باالمر املرغوب فيه يف كل االحوال ‪ ،‬فالتعاون‬
‫ضروري بينهما ‪.‬‬
‫_ إن ه نظ ام يلغي مب دا املس ؤولية السياس ية مما يع ين امكاني ة الته رب من املس ؤولية و ص عوبة معرف ة املس ؤول‬
‫احلقيقي عن اخلطا ‪.‬‬
‫_ على خالف النظام الربملاين الذي يتوىل يف جلنة اواحدة هي جملس الوزراء مهمة توجيه التشرعي جند ان اهليئة‬
‫التش ريعية يف النظ ام الرئاس ي تت الف من ع دة جلان تش رعية مس تقل بعض خا عن بعض و هبذه الطريق ة تقس م‬
‫الس لطات و تض يع املس ؤوليات كم ا ان ص الحيات ك ل من ه ذه اللج ان يت داخل يف بعض و هي تعم ل يف‬
‫ظروف يصبح الراي العام فيها ذا تاثري ضعيف عليها باالظافة اىل ذلك ان كل منها غري مسؤول عن القوانني‬
‫اليت يوصي هبا ‪.‬‬
‫_النظ ام الرئاس ي ال يكف ل الدرج ة املطلوب ة من املرون ة يف عملي ات احلكم ‪ ،‬فق د تقتض ي ض رورات املوق ف‬
‫السياس ي و خاص ة يف ظ روف تغ ري احلكوم ة بأكمه ا و ه و م ا ال يتيس ر فس النظ ام الرئاس ي ‪ ،‬ف رئيس الدول ة‬
‫يس تمر يف مس ؤولياته على ال رغم من أن ه ال يك ون مهيئ ا بش كل ك اف الداء ال دور املطل وب منه يف مث ل تلك‬
‫الظروف احلرجة و عليه جيب حتمله حىت ان حيني موعد االنتخابات‬
‫_ ان منع سحب الثقة من الرئيس خالل مدة رئاسته جيعله حمصنا و هذا ما قد جيعله غري مسؤول عن تصرفاته‪.‬‬
‫_ هذا النظام يؤدي اىل جتزئة السيادة باعتبار ان الفصل االم بني السلطات يؤدي اىل هدم وحدة الدولة ‪.‬‬
‫_ ان مجع الرئيس بني السلطة الواسعة القوية و االستقالل قي نفس الوقت يؤدي اىل الدكتاتورية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظام البرلماني و تطبيقاته في بريطانيا ‪:‬‬

‫يعت رب النظ ام الربملاين من اك ثر السياس ية انتش ارا ‪ ،‬ومل يكن ه ذا النظ ام نت اج تفك ري سياس ي ‪ ،‬و امنا ج اء ولي د‬
‫للتطور السياسي الربيطاين ‪ ،‬وقد عملت االحداث التارخيية على تصميبم و حتديد مالحمه السياسية اليت ظهرت‬
‫يف بريطاني ا خالل الق رن الث امن عش ر (‪ )18‬و انتق ل اىل فرنس ا يف ق ‪ 19‬ك رد فع ل على احلكم امللكي‬
‫املطلق‪.12‬‬

‫و هو وسيط بني مرحلتني مبفهومني خمتلفني ملن ميلك السيادة يف الدولة يف ق ‪ 18‬الذي سادت فيه فكرة ان‬
‫السيادة للملك ‪ ،‬عكس ق ‪ 20‬الذي انتشرت فيه فكرة السيادة ملك الشعب ‪ ،‬اما املرحلة بني هناية القرن ‪18‬‬
‫و بداية القرن ‪ 19‬فكانت مرحلة صراع بني النصار املفهومني ‪.‬‬

‫لقد ركز اغلب الفقهاء يف تعريفهم على العناصر املشكلة للنظام الربملاين و خصائصه دون التوصل اىل تعريف‬
‫دقيق له ‪ ،‬فمنهم من يرى بانه ذلك النظام الذي يتضح فيه بوضوح التعاون و التوازن بني السلطتني التشرعية و‬
‫التنفيذي ة ‪ ،‬بينم ا البعض االخ ر يتعت رب النظ ام الربملاين ه و ت وفر ش روط يف النظ ام السايس ي تتمث ل يف املس ؤولية‬
‫السياس ية و اجلماعي ة للم وزراء و الت وازن و املس اواة بني الس لطتني التش رعية و التنفيذي ة باالض افة اىل ع دم‬
‫مس ؤولية رئبس الدول ة ‪ ،‬كم ا عرف ه اخ رون بأن ه نظ ام الفص ل املرن بني الس لطات ‪ ،‬حيث تتع اون الس لطة‬

‫‪ - 12‬فاروق أبو سراج النهب ‪ ،‬النظام السياسي الجزائري ‪ ،‬دراسة مقارنة للنظام الجمهوري و الرئاسي و البرلماني ‪،‬‬
‫الفرص و البدائل ‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬جوان ‪ ، 2006‬ص ‪21‬‬
‫التنفيذي ة و التش رعية بواس طة حكوم ة مسؤولة ام ام الربملان ‪ ،‬يعترب النظ ام الربملاين من بني االنظم ة النيابية اليت‬
‫تق وم على وج ود جملس منتخب يس تمد س لطته من الش عب ال ذي انتخب ه ‪ ،‬ويق وم على اس س و ارك ان التس‬
‫سنقوم بتناوهلا من خالل ما يلي ‪:‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬اركان الناظم البرلماني‬

‫يقوم النظام الربملاين على ركنني اساسني مها ‪ :‬ثنائية السلطة التفيذية من ناحية و التعاون و الرقابة املتبادلة بني‬
‫السلطتني التنفيذية و التشريعية من جهة ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬ثنائ‪OO‬ة الس‪OO‬لطة التنفيذي‪OO‬ة ‪ :‬يتم يز النظ ام الربملاين بثنائي ة الس لطة التنفيذي ة حيث تتك ون من رئيس دول ة و‬
‫وزراء‬

‫‪ _1‬رئيس دولة غير مسؤول سياسيا ‪:‬‬

‫من مميزات النظام الربملاين ان رئيس الدولة ملكا كان او رئيس مجهورية منتخب يكون غري مسؤول من الناحية‬
‫السياسية عن اعماله امام الربملان ‪ ،‬وبذلك فهو ال ميارس السلطة التنفيذية من الناحية الفعلية ‪ ،‬وامنا ميارسها عن‬
‫طريق الوزارة اليت تكون مسؤولة سياسيا امام الربملان ‪ ،‬وهذا التطبيق سليم ملبدا تالزم السلطة و املسؤولية ‪ ،‬فال‬
‫مسارس هيئ ة سياس ية س لطات معين ة ب دون ان تس ال عنه ا ‪ ،‬فال س لطة بدون مس ؤولية و حيث توج د الس لطة‬
‫توج د املس ؤولية ‪ ،‬فالس لطة بال مس ؤولية تعت رب ظلم ا حمقق ا‪ ، 13‬و ق د مت تش بيه رئيس الدول ة يف النظ ام الربملاين‬
‫مبثابة احلكم الرياضي العادل و احملايد يف مباراة طرفها الوزارة من ناحية ‪ ،‬و الربملان من ناحية ثانية ‪ ،‬فرئيس‬
‫الدولة يف هذا النظام يسود وال حيكم ‪.‬‬

‫و درج ة ع دم حتم ل املس ؤولية ختتل ف ب اختالف االنظم ة السياس ية اي بع دم مس ؤولية عن سياس ة احلكوم ة ‪،‬‬
‫وبعدم املسؤولية اجلنائية اي بعدم مسؤولية عن ما يرتكبه شخصيا من اجلرائم اليت يعاقب عليها القانونفي حني‬
‫ان رئيس لبجمهورية يعترب غري مسؤول سياسيا ‪ ،‬ولكنه مسؤول جنائيا عن اجلرائم اليت يرتكبها خارج حدود‬
‫وظيفته ‪ ،‬و يرتتب على تطبيق هذا املبدا النتائج التايل ‪:‬‬

‫‪ _ 1‬أنه ال جيوز يف املناقشات الربملانية استغالل اسم رئيس الدولة او سلطته او توجيه نقد او اي لوم اليه‬

‫‪ - 13‬عبد الغاني بسيوني عبد هللا ‪ ،‬سلطة و مسؤولية رئيس الدولة في النظام البرلماني ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ‪، 1995 ،‬‬
‫ص ‪32‬‬
‫‪ _2‬ان اعم ال احلكوم ة تعت رب من ص نعها ‪ ،‬وليس بامك ان ال وزراء االحتج اج بص دور اوام ر من رئيس الدول ة‬
‫ليبعدوا عن افسهم املسؤولية ‪.‬‬

‫‪ _3‬ان الرئيس ليس له ان يعمل منفردا ‪ ،‬فجميع توقيعاته ال تكون ملزمة اال بعد ان يوقع عليها رئيس الوزراء‬
‫و الوزراء املختصون ‪.‬‬

‫و تبع ا ل ذلك ال يك ون ل رئيس الدول ة يف االنظم ة الربملاني ة سياس ة خاص ة او برناجما ذاتي ا فه و ال يق وم بوض ع‬
‫سياسة الدولة بنفسه ‪ ،‬و امنا االمر مرتوكا للوزراة اليت تعد حجر الزواية يف النظام الربملاين ‪ ،‬وسلطات الرئيس‬
‫ال تع دو ان تك ون جمرد س لطات رمزي ة ‪ ،‬و ي رتتب عن ذل ك ان مجي ع الس لطات ال يت متنحه ا الدس اتري لرؤس اء‬
‫الدولة يف االنظمة الربملانية ‪ ،‬كتعيني املوظفني و عزهلم ‪ ،‬وتوقيع املعاهدات و دعوة الربملان للنعقاد و تاجيله و‬
‫حل ه ‪،‬و اس تعمال ح ق العف و ‪ ،‬وه ذه يف الواق ع حق وق رمزي ة ل رئيس الدول ة ام ا ص احبها الفعلي فهي ال وزارة‬
‫املسؤولة امام الربملان ‪.‬‬

‫اذن يف النظام الربملاين يعترب رئيس الدولة نظريا رئيس السلطة التنفيذية اال ان سلطته امسية و غري فعلية و ذلك‬
‫نتيجة لعدم مسؤوليته السياسية امام الربملان ‪.‬‬

‫‪ _2‬وزارة مس ‪OO‬ؤولة سياس ‪OO‬يا ام ‪OO‬ام البرلم ‪OO‬ان ‪ :‬ال وزراة هي الط رف الث اين يف الس لطة التنفيذي ة ‪ ،‬وهي احملور‬
‫الفعال املسؤول يف هذا امليدان سواء كانت مسؤولية تضامنية هليئة الوزارة بكاملها ‪ ،‬او مسؤولية فردية تقع‬
‫على عاتق كل وزير على حدا و تتكون الوزارة من رئيس الوزراء و عدد من الوزراء جيتمعون يف جملس واحد‬
‫متضامن يسمى مبجلس الوزراء ‪ ،‬وهو الذي يصنع السياسة العامة للحكومة‪.‬‬

‫و يتم التفرقة يف بعض الدول بني جملس الوزراء و اجمللس الوزاري ‪ ،‬حيث االول يتعقد برئاسة رئيس الدولة و‬
‫الثاين برئاسة رئيس الوزراء و هو ما خيالف يف عموميته ما هو معمول به يف االنظمة الربملاين السائدة اليت تعترب‬
‫جملس الوزراء هو اهليئة املتجانسة املكونة من رئيس الوزراء و الوزراء فقط‬

‫و رئيس الدولة هو الذي يعني رئيس الوزراء و الوزراء و هو الذي يقيلهم ‪ ،‬ولكن حقه هذا ليس مطلقا بل‬
‫مرتبط بض رورة اختي ارهم من زعم اء ح زب االغلبي ة يف الربم ان ح ىت و ل و مل يكن ذل ك حمل رض ا شخص يا ‪،‬‬
‫وذلك أنه يف االنظمة الربملانية ال تستمر الوزارة اذا مل حتض باالغلبية الربملانية ‪ ،‬واال سحبت من الوزارة الثقة‬
‫يف اول جلس ة يص وت عليه ا الربملان ‪ ،‬ويتحم ل رئيس ال وزراء املس ؤولية فيق وم بعزل ه غ=يف حال ة انتق اد أح د‬
‫الوزراء ‪ ،‬وعنده ما يسحب الربملان الثقة من احلكومة فال بد ان يستقيل مجيع وزراءها و من خصائص الوزارة‬
‫يف النظام الربملاين ما يلي ‪:‬‬

‫تكون الوزاة من حزب االغلبية ‪ ،‬ويف حالة تعدد االحزاب يلجأ اىل الةزارة االئتالفية‬ ‫‪-‬‬
‫تكون الوزارة وحدة يضمنها رئيس الوزراء‬ ‫‪-‬‬
‫الوزارة مسؤولة تضامنياامام الربملان‬ ‫‪-‬‬
‫ال وزارة اداة للحكم و ليس للتنفي ذ فق ط ‪ ،‬حيث هلا ح ق التقري ر سياس ة الدول ة و ه ل كي ان مس تقل عن‬ ‫‪-‬‬
‫رئيس الدولة ‪ ،‬وهي وحدها مسؤولة امام الربملان‬
‫الوزراء يدخلون الربمان بصفتهم وزراء لكنها ليست قاعدة مطلقة حيث بامكان الوزير الدخول يف الربملان‬ ‫‪-‬‬
‫بصفة غري وزير و املشاركة يف املناقشات ‪.‬‬

‫و منه فالوزارة يف النظام الربملاين تعترب اساس السلطة التنفيذية وهي اليت تتحمل املسؤولية الكاملة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التعاون و الرقابة المتبادلة بين السلطتين التنفيذية و التشريعية ‪:‬‬

‫ال ركن الث اين للنظ ام الربملاين ه و أن ه يق وم على اس اس مب دا الفص ل املرن بني الس لطات فعلى عكس النظ ام‬
‫الرئاس ي ال ذي ياخ ذ بالفص ل املطل ق بني الس لطات حبيث ال توج د عالق ة متبادل ة بني الس لطتني التش رعية و‬
‫التنفيذي ة ‪ ،‬فالنظ ام الربملاين يتم يز بوج ود تع اون ورقاب ة متبادل ة بني الس لطتني ‪ ،‬وهلذا يق ال ب أن النظ ام الربملاين‬
‫يطب ق الفص ل املرن نس بيا بني الس لطات و ليس الفص ل اجلام د املطل ق كم ا ه و احلال يف النظ ام الرئاس ش ‪ ،‬و‬
‫سنقوم بالتطرق ملظاهر التعاون مث الرقابة املتبادلة بني السلطتني التشرعية و التنفيذية ‪.‬‬

‫‪ _1‬مظاهر التعاون بين السلطتين التنفيذية و التشرعية ‪:‬‬

‫_ جواز اجلمع بني عضوية الربملان و شغل الوزارة حيث ميكن للنائب عضو الربملان ان يشغل منصب وزير او‬
‫رئيس ال وزراء دون ان يفق د عض ويته يف الربملان و ه ذا م ا جيع ل االرتب اط بني احلكوم ة املتجس دة يف الس لطة‬
‫التنفيذية و الربملان الذي ميثل السلطة التشريعية واضحا‪.‬‬

‫_ حيق للوزراء حضور جلسات الربملان حىت و لو مل يكونوا اعضاء فيه و ذلك البداء اراائهم و شرح سياسة‬
‫حكومتهم و الدفاع عنها ‪.‬‬
‫_ للس لطة التنفي ذة ح ق اق رتاح الق وانني ام ام الربملان ‪ ،‬وهن ا ليس كاملعت اد الل رئيس فق ط ه و ال ذي لدي ه احلق‬
‫باقرتاح مشروعات القوانني بل الوزارة ايضا هلا احلق يف ذلك لكن مناقشة املشروع القانون و اقراره او عدم‬
‫اقراره من اختصاص الربملان و منه اذا جاءت اقرتاحات القوانني من احلكومة مسيت ب " مشروعات القوانني‬
‫احلكومية " يف حني مااذا اقرتحت من جانب اعضاء الربملان مسيت بـ " االقرتاح الربملاين للقوانني " ‪.‬‬

‫_ كذلك بالنسبة ملسألة قانون امليزانية العامة للدولة فهو مثرة تعاون كل من احلكومة و الربملان فوزير املالية‬
‫يقوم باعداد و الربملان يناقشه و يعدله اذا استلزم االمر ذلك مث يقرها لتصبح نافذة و ملزمة ‪.‬‬

‫‪ -2‬مظاهر الرقابة المتبادلة بين السلطتين التنفيذية و التشريعية ‪:‬‬

‫تعت رب الرقاب ة املتبادل ة بني الس لكتني التش رعية و التنفيذي ة من اهم مميزات النظ ام الربملاين مقارن ة م ع االنظم ة‬
‫االخرى‪.‬‬

‫أ_ مظاهر رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية ‪:‬‬

‫ه ذا يع ين رقاب ة الربملان على احلكوم ة و اعض ائها لكن يف احلقيق ة ال توج د رقاب ة مباش رة من قب ل الربملان على‬
‫رئيس الدولة باعتبار انه غري مسؤول سياسيا و تتمثل اهم مظاهر هذه الرقابة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ _1‬السؤال ‪ :‬هو حق النائب الشخصي يف االستفسار حول موضوع معني يطرحه على الوزير املختص فهو‬
‫ح ق شخص ي للن ائب جيوز ل ه التن ازل عن ه ‪ ،‬وال ي رتتب عليه ط رح الثق ة وال جيوز للس ائل التعقيب و ال رد ب ل‬
‫ينتهي املوضوع عند حد اجابة الوزير املختص ‪.‬‬

‫‪ _2‬االس‪O‬تجواب ‪ :‬هو اخطر من السؤال ألنه ليس طلب معرفة او تناول راي او وصول اىل حقيقة بقدر ما‬
‫ه و حماس بة و استيض اح يتض من يف طيات ه اهتام ا لل وزير او ال وزارة ‪ ،‬و ي رتتب على االس تجواب مناقش ات يف‬
‫الربملان و يف حالة عدم اقتناع الربملان بالتربيرات و الردود اليت قدمها الوزير او رئيس الوزراء يؤدي االمر اىل‬
‫حتريك النسؤولية السياسية و طرح الثقة هبا‪.‬‬

‫‪ _3‬حق اجراء التحقيق ‪:‬و هو ان يتوصل الربملان بنفسه اىل ما يريد معرفته من احلقائق ‪ ،‬فاذا ما اراد الربملان‬
‫اصدار قرار بشأن موضوع فأمامه طريقتني ‪ ،‬اما ان يقتنع بالبيانات اليت يقدمها له اجلكومة ا وان يقوم بتشكيل‬
‫جلان حتقي ق خمتص ة من بني اعض ائه للق وف على احلقيق ة بالظب ط ‪ ،‬وهلذه اللجن ة احلري ة الكامل ة يف اس تدعاء‬
‫املوظفني و طلب البيان ات و املس تندات و ق د تس فر التحقيق ات الربملاني ة على اس تجواب ال وزير املختص ب ل و‬
‫حتريك املسؤولية السياسية للوزراة ‪.‬‬

‫و منه فإن التحقيق الربماين هو وسيلة من وسائل الرقابة الفعالة يس تطيع من خالهلا الربملان التحقق من مدى‬
‫مطابقة اعمال السلطة التنفيذية ملبدا الشرعية ‪.‬‬

‫‪ _4‬المس‪OO‬ؤولية الوزاري‪OO‬ة ‪ :‬وهي اخطر و اهم مظاهر الرقابة الربملانية على الوزارة و تكون حتريك املسؤولية‬
‫السياس ة لل وزراة بن اءا على اق رتاح ع دد معني من الن واب حيدده الدس تور و هلا ص ورتان ‪ :‬ق د تك ون مس ؤولية‬
‫فردية تتعلق بكل وزير على حدا و بالتايل عليه االستقالة اذا ما طلب الربملان من رئيس الوزراء سحب الثقة منه‬
‫دون ان يؤثر هذا السحب على بقية الوزراء اما النوع الثاين هو املسؤولية التضامنية للوزارة بامجلها و تكون‬
‫بسبب السياسة العامة اليت يصنعها الوزراء ‪ ،‬و تنشأ مبساءلة رئيس الوزراء و تتحقق بناءا علىالتصويت بالثقة‬
‫على الوزارة و اذا جاءت اغلبية االصوات ضده فعلى رئيس الوزراء ان يقدم استقالته و استقالة الوزراء كلهم‬
‫اىل رئيس الدولة ‪ ،‬و على الرئيس ان يقبلها مث يقوم بتعيني رئيس حكومة جديد او يقوم حبل الربملان ‪.‬‬

‫ب_ مظاهر رقابة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية ‪:‬‬

‫لتحقي ق الت وازن يف الرقاب ة بني الس لطتني يعطي النظ ام الربملاين للس لطة التنفيذي ة ب دورها وس ائل موازي ة لرقاب ة‬
‫السلطة التشرعية على السلطة التنفيذية مع ان املستفيد االول منها ليس رئيس الدولة الغري مسؤول سياسيا و‬
‫لكن الوزارة املسؤولة و اهم مظاهر هذه الرقابة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ _1‬حق دعوة البرلم‪O‬ان لالنعق‪O‬اد ‪ :‬الربملان ال ينعقد بصفة دائمة و مستمر و امنا هناك دوران تشريعية سنوية‬
‫تقررها و حتدد مدهتا الدساتري ‪ ،‬تدعو اليها السلطة التنفيذية و تفض اجتماعاهتا هذا بالنسبة للدورات العادية ‪،‬‬
‫لكن ق د تط را حاللت ض رورية بع د انته اء دور االجتم اع الع ادي الس نوي خالل عطل ة الربملان الس نوية مما‬
‫يستدعي اىل دعوة الربملان لالجتماع من جديد يف دورات غري عادية ‪ ،‬وتتم الدعوة من السلطة التنفيذية كما‬
‫حيق هلا تاجيل عقد الربملان لدورة العادية بإن يكون التاجيل ملدة قصرية ينص على هذا الدستور وهذا مظهر من‬
‫مظاهر رقابة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية ‪.‬‬

‫‪ -2‬لعمال خاصة التشريع ‪ :‬ميكن للسلطة التنفيذية التقدم مبشروعات قوانني و املوافقة عليها ‪ ،‬و التوقيع عليها‬
‫و اص دارها ‪ ،‬حيث ميكن ل رئيس الدول ة رفض التص ديق على ق انون اق ره الربملان العتق اده لع دم مالئمت ه‬
‫للمصلحة االمة ‪ ،‬لكن ال يرتتب عن ذلك الغاء القانون بل يرد اىل الربملان و الذي له ان يوافق عليه لكن بثلثي‬
‫االصوات و هنا يسقط االعرتاض و يصبح القانون نافذا و ملزما ‪.‬‬

‫و منه حق االعرتاض على القوانني يشمل نوعا من الرقابة اليت متارسها السلطة التنفيذية على السلطة التشرعية‬
‫السيما ان حتقيق االغلبية غري العادية للتخلص من االعرتاض امرا ليس بالسهل يف اي برملان تتعدد يف تشكيله‬
‫االحزاب ‪.14‬‬

‫‪ _3‬ح‪OO‬ق ح‪OO‬ل البرلم‪OO‬ان ‪ :‬و هو السالح املقابل للمسؤولية السياسية امام الربملان ‪ ،‬و يكون ذلك اذاذ احتدم‬
‫اخلالف بينهما و بني الربملان ‪ ،‬ويرتتب عن ذلك اجراء انتخابات مسبقة الختيار برملان جديد فاذا ايد الشعب‬
‫الربملان فقد يعيده مرة اخرى ‪ ،‬امام اذا كان مع الوزارة فإنه يسقطهم ‪.‬‬

‫و للح ل الربملاين ص ورتان ‪ :‬االوىل تس مى احلل ال وزراي و ه و االك ثر امهي ةو يتحق ق يف حال ة نش وب خالف‬
‫بينهما ‪ ،‬حيث تعمل بالسعي اىل رئيس الدولة و حتكيم مجهور الناخبني و يكاد ان يكون اهم اختصاص ميارسه‬
‫رئيس الدول ة يف النظ ام الربملاين و ه و ح ل اجمللس الني ايب رئاس يا و جتدر االش ارة اىل أن ه رئيس ال وزراء ه و‬
‫صاحب احلق االصيل يف حل الربملان يف النظام الربملاين و ان احلل ال ميس اال الغرفة اليت تنتخب باالقرتاع العام‬
‫املباشر ‪.‬‬

‫ومنه هذه اهم اركان النظام الربملاين و اليت يربز فيها ما يلي ‪:‬‬

‫السلطة التشريعية لها الحق في ‪:‬‬ ‫السلطة النفيذية تتميز بـ ‪:‬‬

‫املسائلة السياسية للوزارة و استقطاهبا مقابل‬ ‫رئيس دولة يسود و ال حيكم‬

‫حق الوزراة يف حل الربملان‬ ‫و زارة حتكم فعليا‬

‫[اي ثنائية السلطة التنفيذية ]‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تطبقات النظام البرلماني في انجلترا‬

‫‪ - 14‬محمد رفعت عبد الوهاب و حسين عثمان ‪ ،‬النظم السياسية و القانون الدستوري ‪ ،‬اإلسكندرية دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ص ‪269‬‬
‫يعترب النظام السياسي الربيطاين منوذجا للنظام الربملاين ‪ ،‬وقد تطور فيها بشكل مستمر عرب العص ور ‪ ،‬حيث ادى‬
‫ه ذا التط ور اىل حتوي ل كام ل و ج ذري لبل د عري ق يف التقالي د االرس تقراطية و الليربالي ة اىل بل د دميق راطي و‬
‫سنحاول التطرق اىل تطور هذا النظام و مؤسساته فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تط‪O‬ور النظ‪O‬ام السياس‪O‬ي البريط‪O‬اني ‪ :‬عرف النظام الربيطاين اثناء تطور ‪ 3‬مراحل اساسية هي ‪ :‬امللكية‬
‫املقيدة ‪ ،‬الثنائية الربملانية ‪ ،‬الربملانية املطلقة و سنتطرق اىل كل مرحلة باجاز ‪:‬‬

‫‪ _1‬مرحلة الملكية المطلقة والمقيدة‪:‬‬

‫يف مرحلة امللكية املطلقة كان نظام احلكم ملكيا رغم وجود بعض اجملالس ذات االختصاصات االستشارية و‬
‫ال يت تنعق د ن ادرا بن اءا على دع وة املل ك ‪ ،‬مث ج اءت مرحل ة امللكي ة املطلق ة الت متيزت مبحارب ة امللكي ة املطلق ة‬
‫حيث متكن النبالء و االش راف من افتك اك امليث اق االعظم ( ‪ )magna corta‬من املل ك ج ان س تاير س نة‬
‫‪ ، 1215‬و تنص ه ذه الوثيق ة التارخيي ة على محاي ة حق وق االقط اعيني من اعت داءات امللكي ة ‪ ،‬وت امني حري ة‬
‫الكنيسة و احرتام حرية املدن و احلرية االقتصادية للتجار و التزام النزاهة و العدالة يف االدارة ‪ ،‬كما اشرتطت‬
‫الوثيقة تسجيل جلنة من ‪ 25‬بارونا ‪ ،‬مهمتها مراقبة تنفيذ احكامها ‪.‬‬
‫و مبوجب ذلك برزت املرحلة الربملانية حيث تشكل جملس جبوار امللك يظم النبالء و االشراف ‪ ،‬غري ان كوادر‬
‫انقسامه بدات تظهر اثناء حكم امللك هنري الثالث الذي اصبح يستدعي فارسني و نائبني عن الربجوازية يف‬
‫املدين ة جمللس ه ‪ ،‬وبع د ت ويل ادوارد االول احلكم اس تقر ال راي على ان الض ريبة ال تف رض اال مبوافق ة املمثلني‬
‫املنتخ بني ( ممثلي الفرس ان و الربجوازي ة ) اىل ج انب االس اقفة و االش راف ‪ ،‬وق د انفص ل ض دو االخ رين و‬
‫شكلوا جمموعة واحدة يطلق عليها جملس للوردات و قام املنتخبني بتشكيل جملس العموم و بذلك انقسم اجمللس‬
‫اىل جملسني يف عهد ادوارد الثالث ‪ ،‬ويف هذه الفرتة كان امللك يتمتع بسلطات واسعة على اساس مبدا امللك ال‬
‫خيطئ لكن ذلك ال يعين ان الربملان مل تكن له اي سلطة بل كانت لديه سلطات امها حق املوافقة على الضرائب‬
‫و ح ق رف ع الع رض ‪ ،‬وه ذان احلق ان اس تعملهما بطريق ة ذكي ة مسحا ل ه فيم ا بع د االس تحواذ على حمم ل‬
‫االختصاصا التشرعي ‪ ،‬واذا كان حقي االعرتاض و املوافقة على الضرائب لبعض القيود يف مراحل معينة خالفا‬
‫للفرتة املمتدة من ‪ 1399‬اىل ‪ 1422‬اليت حكمها هنري الرابع و هنري اخلامس و هنري السادس حيث ساد‬
‫فيها تعاون بني امللك و الربملان ‪.‬‬
‫‪ -2‬الثنائية البرلمانية ‪:15‬‬

‫نتيح ة قي ام الث ورتني وظه ور قي ود على احلق وق و احلري ات يف الق رن ‪ 17‬م غن دما ح اول تش ارلز االول جباي ة‬
‫الضرائب مل يصوت عليها الربملان فاصطدم به و اضطر للرضوخ ‪ ،‬و توقيع ملتمس احلقوق عام ‪ 1627‬الذي‬
‫تض من بيان ا مفص ال حبق وق الربملان التارخيي ة و رك ز على حقني اعتربمها االجنل يز من اهم احلق وق الفردي ة و‬
‫احلريات العامة يف بالدهم ‪ ،‬احلرية الشخصية وفق الربملان يف املوافقة على استحداث الضرائب و فرضها ‪ ،‬و مل‬
‫يلتزم امللك مبا تعهد به امللك و الربملان و انتصر فيما بعد الربملان مبساندة الطبقات الربجوازية و الشعبية و قيادة‬
‫الزعيم اليفر كراميل الذي احال امللك اىل احملكمة امام الربملان و مت اعدامه عام ‪ 1649‬و الغاء امللكية و اعالن‬
‫اجلمهوري ة و اص دار دس تور ع رف باس م ميثاق الشعب ‪.‬و عن د جميئ اس رة ويلي ام اورونج للحكم وقع امللك‬
‫قانونا للحقوق يدعم سلطةالربملان ‪ ،‬و يقلل من امتيازات التاج بشكل واضح و الغى فكرة احملاكم اخلاصة و‬
‫ذلك بداية ع ام ‪ 1689‬فتبلورت يف تلك الف رتة نظ ام ال وزراة و تطور نتيج ة لع دد من السوابق املهم ة فكان‬
‫تعيني رئيس الوزراء حقا من حقوقو امللط الشخصية ‪ ،‬و على رئيس الوزراء ان يعمل على كسب ثقة االغلبية‬
‫الربملاني ة بطريق ة ال يت يراه ا مناس بة و رغم وج ود ح زبني كب ريين يتنازع ان االغلبي ة ف إن املل ك مل يكن مقي دا‬
‫باختيار رئيس الوزراء من حزب االغلبية و من ابرز الوزاراة يف تلك الفرتة وزارة روبرت والبول اليت استمرت‬
‫يف احلكم ‪ 20‬عام ا يف عق د كل من جورج االول الذي كان ال يع رف اللغ ة االجنليزية و عهد جورج الثاين‬
‫الذي استمر على نفس سياسة سلفه ‪ ،‬ومل يكن له دور يف السياسة الداخلية لبالده ‪.‬‬

‫‪ -3‬البرلمانية الديمقراطية ‪:‬‬

‫ب دات ه ذه املرحل ة ب اعتالء ج ورج الث الث الع رش و تكليف ه " ولي ام بيت " بتش كيل وزارة الس تعادة بعض‬
‫سلطاته كملك ‪ ،‬وبعد حصول " بيت " على موافقة جملس العموم على امليزانية باالغلبية صوت واحد ‪ ،‬طلب‬
‫من امللك حل اجمللس و اجراء انتخاابت جديدة ‪ ،‬فكانت النتيجة بأغلبية ساحقة لصاحل "وليم بيت " بدات منذ‬

‫ذلك احلني خصائص النظام الربملاين تظهر ‪.‬‬

‫و بتقرير مبدا االقرتاع ظهر نظام احلزيب و هياكله و حاول كل حزب تنظيم اعضائه و اجبارهم على التصويت‬
‫لص احله ‪ ،‬فتح ول احلزب ان ‪ ،‬ح زب االح رار و احملافظني مث ح زب احملافظني و العم ال يف بريطاني ا اىل عناص ر‬

‫‪ - 15‬محمد المجذوب ‪ ،‬القانون الدستوري و النظام السياسي واهم النظم الدستورية و السياسية في العالم ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬بيروت ‪ ،‬منشورات الحلي‬
‫الحقوقية ‪ ، 2002 ،‬ص ‪116-115‬‬
‫اساسية للحركة السياسية و اصبح بالتايل احلزب وسيط بني الراي العام و السلطة اثناء االنتخابات ‪ ،‬ووسيلة‬
‫اساسية الستقرار النظام السياسي الربيطاين ‪.‬و خالل حكم امللكة فيكتورا الذي امتد اكثر من ‪ 60‬سنة كانت‬
‫اخلصائص االساسية للنظام الربملاين قد نشألت و اكتملت و استقرت ‪ ،‬ومل تعد هناك ازمة بني التاج و الربملان‪.‬‬

‫ان النظام الربملاين الذي تكون عرب قرون و وصل اىل ما هو عليه االن ‪ ،‬جاء نتيجة لعاملني كان هلما اثرمها يف‬
‫ه ذا التط ور و مها ‪ :‬العام ل الت ارخيي حيث نش أ ه ذا النظ ام و تط ور بالت درج من خالل االج داث السياس ية و‬
‫االجتماعي ة و االقتص ادية ‪ ،‬ام ام العام ل الث اين فه و شخص ي حيث ك ان لشخص ية امللك و س لوكه جتاه النظام‬
‫السياسي الدور الكبري يف حتديد النظام الدميقراطي الربملاين و جناحه ‪ ،‬وسنحاول يف العنصر التايل التطرق اىل‬
‫اهم املؤسسات الدستورية هلذا النظام الربملاين الربيطاين ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تنظيم السلطات في النظام السياسي البريط‪O‬اني ‪ :‬يقوم النظام الربيطاين على هيئات مركزية هي امللك‬
‫و الوزارة كسلطة تنفيذية و الربملان كسلطة تشرعية ‪.‬‬

‫‪ _1‬الس‪OO‬لطة التنفي‪OO‬ذة ‪ :‬يتوىل ممارسة هذه الس لطة يف هذا النظ ام امللك و الوزراة و هو م ا جعل ه ذا النظام‬
‫يتصف بثنائية اجلهاز التنفيذ ‪.‬‬

‫الملك ‪ :‬الذي يتوىل العرش عن طريق الوراثة ‪ ،‬وقد ظهرت مبلكية مطلقة مث مقيدة ‪ ،‬وساد املبدا القائل بأن‬
‫املل ك ال خيطئ و من مثة فال مس ؤولية علي ه خاص ة بع د ت ويل ال وزارة التنفي ذ ‪ ،‬ومل يع د دوره ا اال رمزي ا و ان‬
‫كان يلعب دورا هاما يف استقرار النظام السياسي و فض اخلالفات بني االغلبية و املعارضة او بني اجهزة الدول ة‬
‫‪ ،‬و هبذا نالت هذه امللكية رضا الشعب ‪ .‬و يتوىل امللك عدة وظائف متثيلية تشمل رئاسة الكومنولث ‪ ،‬ابرام‬
‫املعاهدات ‪ ،‬اعالن احلرب و صنع السالم ‪ ،‬القيادة العامة للقوات املسلحة ‪ ،‬منح االلقاب الشرفية حيق العفو‬
‫كم ا يعت رب رئيس الكنيس ة و املدافع عن العقي دة املس يحية ‪ ،‬ام ا الوظ ائف السياس ية فتش مل ‪ :‬دع وة الربملان‬
‫لالنعق اد و تاجي ل انعق اده و حل ه و ل ذل ك ان ذل ك يتم بن اءا على نص يحة رئيس ال وزراء ‪ ،‬الق اء اخلطاب ات ‪،‬‬
‫ولقد وصل االمر مبلوك اجنلرتا اهنم ال يستطيعون ان يتصرفو حبرية حىت باختيار زوجاهتم ‪ ،‬حيث اضطر امللك‬
‫ادوارد الثامن ان يتنازل على العرش لكي يتزوج مبراة امريكية مطلقة ‪.‬‬

‫ال ‪OO‬وزارة ‪ ( :‬الحكوم ‪OO‬ة ) هي املس يطرة على احلي اة السياس ية فهي ال يت تق ود اعم ال الدول ة ‪ ،‬و توج ه اعم ال‬
‫الربملان الذي يساعدها يف اجناز مهمتها ‪ ،‬الهنا هي ممثلة احلزب احلاكم ‪ ،‬وبالتايل متثل الراي العام الذي عرب عن‬
‫ارادته يف االنتخابات العامة باختيار ممثليه ‪ ،‬وتتالف من عدد ضئيل من الوزراء ال يزيد عن ‪ ، 20‬و يف فرتات‬
‫االزمات يتقلص العدد اىل ان يصل اىل ‪ 5‬وزراء فقط ‪ ،‬و رئيس الوزراء هو الذي خيتار االعضاء الذي تتالف‬
‫منهم وزارته و جيب ان يكونوا من الربملان ‪ ،‬اال أنه جيوز االستعانة بوزراء خارج الربملان ‪ ،‬و حيتل الوزير االول‬
‫مكان ة ب اروة لكون ه املس ؤول عن سياس ة ال وزارة ‪ ،‬و رئيس الس لطة التنفيذي ة فض ال عن كون ه زعيم االغلبي ة‬
‫الربملانية ‪.‬‬

‫و اذا كان رئيس الوزراء يف املاضي يتم اختياره من قبل امللك ضمن االغلبية الربملانية ‪ ،‬فإنه اصبح تلقائيا يعني‬
‫زعيم االغلبية الربملانية يف الوقت احلايل ‪ ،‬مما جيجعل سلطة اختياره من قبل امللك نظرية ال غري ‪ ،‬ألن االختيار‬
‫يكون من طرف الشعب بع د موافقته على مشروع حزبه ‪ ،‬مما حيعل منه جمسد احلكوم ة و قائدها باستقالبته‬
‫تستقيل ‪ ،‬باعتبار ان اعضاء الوزراة متضامنني يف حالة حجب الثقة من طرف الربملان عنها ‪ ،‬و لكن هذا االمر‬
‫نادر احلدوث ‪ ،‬ولو وقع خالف بني الوزارة و هذه االغلبية فحل الربملان سالح يف يد الوزارة ‪ ،‬و عندها جتري‬
‫انتخابات عامة فإن ادت اىل تغيري االغلبية الربملانية فإن امللك يستدعي زعيم االغلبية لتشكيل حكومة جديدة و‬
‫يصبح املعارض يف االزمات قبل االقدام على اختاذ القرارات ‪.‬‬

‫و هكذا نرى ان تطبيق الثنائية احلزبية املتوازنة تؤدي اىل توتزن دقيق و ثقة متبادلة بني احلكومة و املعارضة ‪،‬‬
‫اما فيما خيص اختصاصات الوزراة يف النظام الربيطاين فهي نفسها اختصاصات امللك و هو ما جعل البعض‬
‫يصف رئيس الوزراء أنه الرئيس احلقيقي فب الدولة و أنه امللك املؤقت ‪ ،‬وتتمثل اهم هذه االختصاصات يف‬
‫رسم السياسة العامة و تسيري و مراقبة اجلهاز االداري للدولة و اقرتاح مشاريع القوانني و غريها ‪.‬‬

‫‪ _2‬السلطة التشريعية ( البرلمان )‬

‫يت الف الربملان من جملس ني ‪ ،‬مها الل وردات و جملس العم وم ‪ ،‬ولك ل منهم ا قواع د و اختصاص ات ‪ ،‬وجملس‬
‫الل وردات هم االقم و اعلى مرتب ة و لكن جملس العم وم ه و االهم من ناحي ة التثمي ل الش عيب و ممارس ة‬
‫الصالحيات السياسية‬

‫_ مجلس اللوردات ‪ :‬يتكون هذا اجمللس من ‪ 1000‬عضو و ينقسمون اىل فئتني ‪:‬‬

‫_ الل‪OO‬وردات الزمن‪OO‬يين ‪ :‬تت الف ه ذه الفئ ة من اص ناف خمتلف ة و هم الل وردات الوت يني و ع ددهم ‪ 800‬ك ان‬
‫امللك سابق خيتارهم من طبقتني االقطاع و االرسطوقراطية اما يف الوقت احلايل مل يعد هذا النوع من اللوردات‬
‫مقتصرا على هاتني الطبقيتني فقد خيتارون من الرجال الذي قدمو خدمات للبالد باالضافة اىل اعضاء يعينون‬
‫ملدى احلي اة ‪ ،‬وهم ‪ 3‬اعض اء من االس رة املالك ة و ‪ 9‬من كب ار القض اة يطل ق عليهم ل وردات الق انون مهمتهم‬
‫القيام باالختصاصات القضائية للمجلس‪.‬‬

‫_ الل‪OO‬وردات الروح‪OO‬يين ‪ :‬ع ددهم ‪ 26‬اس قفا من الكنيس ة االنكليكاني ة ‪ ،‬ويتمت ع بنفس اختاصاص ات جملس‬
‫العموم فيجب موافقة اجمللس الصدار اي قانون يف سنة ‪ 1911‬اقر ان جملس اللوردات ليس له صالحية ازاء‬
‫القوانني ذات الصبغة املالية ‪ ،‬وله حق االعرتاض بشان القوانني االخرى اليت يقرها جملس العموم ‪.‬‬

‫مجلس العموم ‪ :‬يتكون من ‪ 659‬عضوا ينتخبون ملدة ‪ 5‬سنوات كما يضم العديد من اللجان منها اللجان‬
‫العامة اليت ختتص باملسائل العامة و اللجان الدائمة مثل جلنة االمن ‪ ،‬العمل ‪ ،‬السياسة اخلارجية و كل منها تضم‬
‫‪ 50‬عضو منهم ‪ 20‬دائمون و ‪ 30‬مؤقتني باالضافة اىل اللجان املختارة اليت تشكل مبناسبة وجود شكاوي و‬
‫اللجان املشرتكة و جلان دورة اجمللس ‪.‬‬

‫ام ام فيم ا خيص اختصاص اته فباعتب ار س لطة علي ا مس يطرة على الس لطة التش رعية فيت وىل لص دار الق وانني و‬
‫املالحظ ان القوانني اليت يقدم اجمللس اقرتاحا بتعديلها تصبح نافذة كما هي مبرور دورتني ‪ ،‬اما القوانني املالية‬
‫فبمرور شهر واحد و سيتوىل جملس العموم على القوانني ذات الصبغة املالية ‪.‬‬

‫اما السلطة الرقابية فهي الوسيلة اليت متكن الربملان من االطاحة باحلكومة سواء عن طريق السلطة الرقابية فهي‬
‫الوسيلة اليت متكن الربملان من االطاحة باحلكومة سواء عن طريق االسئلة او انشاء جلان حتقيق او سحب الثقة و‬
‫هي الوقاية اليت ال متارس غالبا اال من قبل املعارضة‪.‬‬

‫‪ -3‬الس‪OO O‬لطة القض‪OO O‬ائية ‪ :‬تتم يز الس لطة القض ائية يف بريطاني ا باس تقاللية تام ة عن الس لطات التش ريعية و‬
‫التنفيذية ‪ ،‬ويتمتع القضاة يف اجنلرتا باحرتام كبري و وضع اجتماعي مميز ‪ ،‬وهم بعيدن كل البعد عن السياسة و‬
‫باحلياد التام يف ادائهم لوظيفتهم و يعيينون مبوجب مرسوم ملكي بعد موافقة جملس الوزراء و يشغلون مناصبهم‬
‫م دى احلي اة ‪ ،‬كم ا جيوز اس تثناءا نق ل القاض ي من مك ان عمل ه بق رار يواف ق علي ه الربملان و ه ذا يوض ح م دى‬
‫االمهية املعطاة للقضاة اما بالنسبة للتنظيم القضائي فإنه اثناء اخلالف الشديد الذي ثار بني احملاكم املستشارية و‬
‫حماكم الق انون الع ادي ص در سنة ‪ 1873‬الق انون القض ائي الذي الغى مجي ع احملاكم يف بريطانيا و قام بانشاء‬
‫حمكمة واحدة تدعى " احملكمة القضائية العليا " ‪ ،‬و تتالف من حمكمة العدل العليا و حمكمة االستئناف ‪ .‬اىل‬
‫ج انب ه ذه احملاكم هن اك اعض اء من جملس الل وردات يقوم ون ب دور حمكم ة االس تئناف العلي ا ‪ ،‬و ينظ رون يف‬
‫طلبات النقض الصادرة عن احملاكم الربيطانية يف القضايا املدنية و اجلزائية ‪ ،‬ومن القوانني ذات االمهية الكربى‬
‫اليت ختطى للقضاء الربيطاين حبس االفراد احتياط او اعتقاهلم او احلد من حرياهتم يف التنقل و هي رقابة فعالة و‬
‫حامية للحريات الفردية محاية حقيقية و تستقل السلطة القضائية عن السلطتني التشريعية و التنفيذية يف حني ال‬
‫يوجد مثل هذا االستقالل يف عالقة السلطتني اخلرين ببعضهما البعض ‪.‬‬

‫هذا هو النظام الربيطاين الذي جاء نتيجة تطور طويل ‪ ،‬واستجابة حلاجيات الواقع ‪ ،‬ومل يكن تعبريا عن نظرية‬
‫سياسية معينة ‪ ،‬وقد جاء النظام مثاال حاولت الكثري من الدول ان تقتدي اليه فكانت تنجح احيانا و تفشل‬
‫احيانا ‪ ،‬و هذا ما يدل ان جناح نظام معني يف بلد معني ال يؤدي بالضرورة اىل جناحه يف بالد اخر ألن انظمة‬
‫احلكم تقوم على اساس اوضاع اقتصادية و حضرية معينة حتدد املسار الذي يسري فيه نظام احلكم‪.‬‬

‫األنظمة البرلمانية ذات التعددية الحزبية ‪:‬‬

‫ختتل ف األنظم ة الربملاني ة املتع ددة األح زاب عن األنظم ة الربملاني ة ذات احلزبني يف ع املني‬
‫أساسيني‪:‬‬

‫‪ )1‬إن التعددية احلزبية تكون عائقا يف احلصول على حزب من األحزاب باألغلبية الربملانية إال‬
‫يف ح االت ن ادرة ج دا‪ .‬ل ذلك تب ىن احلكوم ات على ائتالف أح زاب خمتلف ة ومن مث تك ون‬
‫احلكومة ضعيفة وغري مستقرة ‪.‬‬
‫‪ )2‬إن تعددي ة األح زاب تق ف عائق ا يف انتخ اب الش عب حكام ه مباش رة مباش رة عن طري ق‬
‫اإلنتخاب ات التش ريعية ‪ :‬حيث يتم اإلختي ار عن طري ق األح زاب‪ ،‬ل ذلك قلن ا أن ه ذه‬
‫الدميوقراطية هي دميوقراطية وسطية ‪.‬‬
‫كما جيب التفريق بني نوعني من األنظمة الربملانية املتعددة األحزاب ‪:‬‬

‫الن وع املطب ق يف ال دول األوروبي ة الك ربى مث ل ‪ :‬فرنس ا‪ ،‬إيطالي ا‪ ،‬والياب ان مثال حيث تتع دد‬
‫األحزاب وختتلف ايديولوجيا وليست منضبطة‪.‬‬
‫ختتلف عن النظام املطبق يف الدول الشمالية حيث األحزاب تكون متقاربة ايديولوجيا ومنضبطة‬
‫‪.‬السلوك كما أن قلة املشاكل السياسية واإلقتصادية يف هذه البلدان جيعل النظام أكثر استقرارا‬

‫النظام البرلماني الفرنسي ‪:‬‬

‫يعترب النظام الفرنسي يف اجلمهورية الثاثة والرابعة من النوع األول‪،‬‬

‫كما أنه املثال الوحيد الذي طبق يف النظام الربملاين بتعددية حزبية ملدة طويلة‪ .‬لكن نظرا لدخول‬
‫النظام يف مرحلة عدم اإلستقرار السياسي و كثرة املشاكل كان البد من تغري أو تطور هذا النظام‬
‫‪.‬‬

‫النظام الفرنسي ‪:‬‬

‫حيدد اإلطار النظري للنظام الفرنسي احلايل دستور ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،1958‬إال أنه مثل النظام‬
‫الربيطاين‪ ،‬ال نستطيع فهم هذا النظام إال بالعودة إىل املراحل التارخيية اليت مر هبا إىل أن وصل إىل‬
‫اجلمهورية اخلامسة‪.‬‬

‫إذ نظ را للص راعات السياس ية واإلحت دامات الك ربى ال يت طبعت النظ ام السياس ي الفرنس ي من ذ‬
‫القرن ‪ 18‬ومنها اجلمهورية الثالثة اليت بدأت سنة ‪ 1875‬واليت ولدت أول مجهورية برملانية يف‬
‫العامل‪ .‬واجلمهورية الرابعة لسنة ‪ .1946‬كان البد لفرنسا أن خترج بنظام جديد لوضع ح د هلذه‬
‫اإلضطرابات‪.‬‬

‫الفرتات التارخيية اليت مر هبا النظام السياسي الفرنسي ‪:‬‬

‫‪ -1789‬الثورة الفرنسية واهنيار النظام امللكي اإلقطاعي‪.‬‬

‫‪.‬دستور‪ – 03/09/1791‬امللكية املطلقة ‪1791-‬‬

‫‪.‬إىل غاية ‪ -1799‬اجلمهورية األوىل‪25/09/1792‬‬


‫‪.‬عودة الديكتاتورية حتت حكم نابوليون اإلمرباطورية األوىل ‪1799-1814‬‬

‫‪.‬املرحلة الثورية الثانية ‪1814-1870‬‬

‫‪.‬عودة امللكية ‪1830-1848‬‬

‫‪ II .‬عودة النظام اجلمهوري اجلمهورية‪1848- 1851‬‬

‫‪ .‬الديكتاتورية الثانية ‪ -‬اإلمرباطورية (‪1851-1870 )2‬‬

‫‪.‬احلرب الفرنسية األملانية ‪ -‬هزمية فرنسا على يد القوات األملانية ‪1870-‬‬

‫‪.‬اجلمهورية الثالثة ‪1871-1940‬‬

‫احلكومات املؤقتة بعد اهنيار فرنسا يف احلرب العاملية الثانية وحكم املاريشال ‪1940-1946‬‬
‫‪ PETAIN .‬بيتان‬

‫‪ .‬ميالد اجلمهورية الرابعة ‪1946- 27/10/1946‬‬

‫‪.‬اهنيار اجلمهورية الرابعة ‪1958‬‬

‫‪.‬اجلمهورية اخلامسة‪04/10/1958‬‬

‫فإذا كانت اجلمهوريتني األوىل والثانية خيتلفان من حيث الفرتات اليت يتخللها اضطراب أحيانا يف‬
‫احلكم كع ودة امللكي ة ف إن اجلمهوريت ان الثالث ة والرابع ة يتش اهبان متام ا باعتبارمها منوذج للنظ ام‬
‫السياسي النيايب املتعدد األحزاب ولو أهنما خيتلفان من حيث ‪:‬‬

‫‪ )1‬ضعف سلطات الغرفة الثانية من جهة يف اجلمهورية الثالثة‪.‬‬

‫‪ )2‬تغيري نظام اإلنتخابات يف اجلمهورية الرابعة‪.‬‬


‫وبالتايل ليس هناك اختالف كبري بني اجلمهورية الثالثة والرابعة اللتان اتسم فيهما النظام السياسي‬
‫بع دم اإلس تقرار وس يطرة اجملالس وض عف الس لطة التنفيذي ة حيث ت والت ح وايل ‪ 100‬وزارة يف‬
‫اجلمهورية الثالثة‪ ،‬يف مدة ال تتجاوز ‪ 48‬سنة أي مبعدل وزارة يف كل سبعة أشهر‪ .‬واستمر الوضع‬
‫كذلك بالنسبة للجمهورية الرابعة ما عدا بعض اإلصالحات اليت حدثت‪ ،‬مثل اجمللس الدستوري‬
‫والرقابة على دستورية القوانني‪.‬‬

‫وب الرغم من ه ذه اإلص الحات‪ ،‬ف إن تع دد األح زاب وع دم انض باطها جع ل من املتع ذر توف ري‬
‫األغلبي ة يف اجملالس ال يت باس تطاعتها تعزي ز الس لطة التنفيذي ة‪ ،‬وه ذا أدى إىل إض عافها واهني ار‬
‫اجلمهورية الرابعة ننتيجة الثورة التحريرية يف اجلزائر واستحالة وجود حلول هلا‪ .‬هذا ما أدى إىل‬
‫اس تدعاء اجلنرال ديڤ ول لتش كيل حوكم ة جدي دة بع د فش ل التم رد العس كري ال ذي ح دث يف‬
‫اجلزائ ر مت ت ويل اجلنرال رئاس ة اجلمهوري ة بع د اس تفتاء ‪ 4/10/1958‬ت اريخ إعالن‪ ç‬اجلمهوري ة‬
‫اخلامسة‪.‬‬

‫الف‪OO‬رع الث‪OO‬الث ‪ :‬تق‪OO‬ييم النظ‪OO‬ام البرلم‪OO‬اني ‪ :‬للنظ ام الربملاين مجل ة من املزاي ا يتس م هبا ‪ ،‬كم ا أن ه غ ري خ ال من‬
‫العيوب و ميكن ايضاح ذلك فيما يلي ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬مزايا النظام البرلماني ‪:‬‬

‫يصلح هذا النظام يف الدول الراغبة يف احملافظة على امللكية الوراثية على ان جيوز انتخاب الرئيس‬ ‫‪-‬‬
‫يقوم بتحقيق االنسجام التام بني اهليئتني التنفيذية و التشريعية ‪ ،‬جبعل التشريعات متطابقة مع السياسة العامة‬ ‫‪-‬‬
‫اكثر من تطابقها حني يقوم بالتشريع افراد غري مسؤولني ‪ ،‬و تكون احلكومة ذات كفاية سريعة يف اجناز‬
‫اعماهلا ‪ ،‬و القائمني على اعمال التنفيذ مدربني و جمربني يف التشريع و اخلدمة العامة مدة طويلة‪.‬‬
‫إنه يؤدي اىل التفاعل بني السلطات الثالث مما جيعل كل منها مكملة لال خرى‬ ‫‪-‬‬
‫يرسخ الدميقراطية و مينع االستبداد‬ ‫‪-‬‬
‫يتميز باملسؤولية السياسية باعتبار ان احلكومة مسؤولة سياسيا امام الربملان و بالتايل ميكنها التنحي اذا ما‬ ‫‪-‬‬
‫امنت مص ادقة ممثلي الش عب على اعماهلا و احالل رؤس اء املعارض ة لت ويل احلكم حمله ا ‪ ،‬و بالت ايل ه ذه‬
‫املسؤولية تؤدي اىل استحالة التهرب من اخلطا السياسي و سهولة معرفة املسؤول احلقيقي عن اخلطا‬
‫إنه يؤدي اىل وحدة سبادة الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫إن ه نظ ام ل ه الق درة على ج ذب ذوي الكف اءة و اخلربة العالي ة ‪ ،‬ويرج ع الس بب يف ذل ك اىل ك ون االدارة‬ ‫‪-‬‬
‫التنفيذية حمل انتقاد مستمر من قبل الربملان ‪ ،‬و هذا ما جيعله يقدم االفضل دائما ‪.‬‬
‫إنه حيمي املصاحل الشعبية من خالل ممثليه يف اهليئة التشريعية ‪ ،‬اي أنه ينقل مشاكله اىل احلكومة اليت يتعني‬ ‫‪-‬‬
‫عليها البحث عن احللول املناسبة هلا ارضاءا اما يتوقعه الشعب منها ‪.‬‬
‫ان هلذا النظام فائدة تعليمية كربى ‪ ،‬فمشكالت السياسة العامة اليت تتاثر و تناقش يف اهليئات التشرعية تثري‬ ‫‪-‬‬
‫اهتمام الراي العام و حتثه على متابعتها و االملام هبا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عيوب النظام البرلماني ‪:‬‬

‫إن ه نظ ام ي ؤدي اىل ع دم اس تقرار احلكوم ات بس بب تش كيل حكوم ات ائتالفي ة تتك ون من ع دة اح زاب‬ ‫‪-‬‬
‫متن افرة يف اه دافها السياس ية و متعارض ة يف براجمه ا االنتخابي ة ـ وتك ون ه ذه ال وزارارت االئتالفي ة ض عيفة‬
‫‪16‬‬
‫الهنا تفتقر اىل االنسجام و التوافق بني اعضائها ‪ ،‬وبالتايل يصعب اقامة تعاون تعاون بينها و بني الربملان‬
‫يؤدي النظام الربملاين اىل تضييع وقت الوزراء حيث يقصون معظم وقتهم يف مواجهة و مناقشة مع السلطة‬ ‫‪-‬‬
‫التشريعية و بالتايل ال خيتلفون بشكل فعال لشؤون وزاراهتم‬
‫اعتم اد ه ذا النظ ام على الت دقيق و املوازن ة ق د يقض ي على مب دا الفص ل بني الش لطات من الناحي ة العملي ة‬ ‫‪-‬‬
‫حيث هتتم السلطة التشريعية باالعمال االدارية ‪ ،‬مبا هلا احلق على املصادقة على تعيني املوظفني ‪.‬‬
‫ان الرئيس قد ال يتمتع بشعبية كبرية مما ال يفضي عليه اهليبة و الرمزية العالية كرمز لالمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ان احلكومة ستكون خاضعة لتاثري مجاعات املصاحل و الوالءات الضيقة حزبيا تكون طافية على السطح‬ ‫‪-‬‬
‫ان قي ام ه ذا النظ ام على اس اس قاع دة الت وازن و املس اواة بني الس لطتني التش ريعية و النفيذي ة ‪ ،‬و اعط اء‬ ‫‪-‬‬
‫الربملان احلق يف سحب الثق ة من احلكوم ة اسقاكها ‪ ،‬ومنح هذه االخ رية احلق يف ح ل الربملان و االحكتام‬
‫هليئة الناخبني غري ان التطبيق العملي ادى اىل االخالل بقاعدة توازن بني السلطتني حيث قد يتارجح هذا‬
‫التوازن لصاحل احدى السلطتني على حساب االخرى ‪.‬‬
‫‪ -16‬عبد الغاني بسيوني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪295‬‬
‫إنه نظام يعوم على عدم وجود رئيس تنفيذي واحد ‪ ،‬بينما جند عكس ذلك يف النظام الرئاسي فبالرغم من‬ ‫‪-‬‬
‫الصالحيات اليت يتمتع هبا رئيس الوزراء من امتيازات فهو يف الواقع رئيس جمموعة متساوية من الوزراء لذا‬
‫عليه تقدير اداء الوزراء و ان يكون منسجما و متفامها معهم حىت يتم احلصول على مساندهتم الن خالف‬
‫ذلك يؤدي اىل سقوط احلكومة ألهنا ختسر االغلبية يف الربملان‬
‫ان تطبيق هذا النظام يف الدول ذات التجربة السياسية احلديثة يعترب غري فعال ألنه حيتاج اىل وعي و ادارك‬ ‫‪-‬‬
‫سياسني عاليني ‪ ،‬اضافة اىل تعمق التجربة احلزبية و الدميقراطية ‪.‬‬
‫نشأ هذا النظام يف بيئة سياسية معينة و ان تطبيقه يف دول اخرى قد ال حيقق اهداف النظام السياسي ‪ ،‬الن‬ ‫‪-‬‬
‫هذا النظام نشأ يف بريطانيا امللكية حيث ال يسأل امللك سياسيا وال جنائيا تطبيقا ملبدا " امللك ال خيطئ" و‬
‫ملا انتقل النظام الربملاين اىل دولة مجهورية تغري الوضع ‪ ،‬الن رئيس اجلمهورية ان كان ال يسأل سياسيا فإنه‬
‫يسأل جنائيا مها يرتكبه من جرائم ‪.‬‬
‫انتقاد آخر مفاده أنه يف حالة وجود حزبني كبريين توضع املقاليد كلها بني حزب االغلبية و هذا يشجع‬ ‫‪-‬‬
‫روح املعارضة احلوزبية و تقويتها فتقوم املعارضة بشن هجماهتا على سياسة اعضاء اهليئة االدارية بصرف‬
‫النظلر عن كفائتهم و مزاياهم ألنه الطريق الوحيد امام احلزب املعرض العتالء السلطة ‪.‬‬
‫ان النظام الربملاين يؤدي اىل ديكتاتورية احلكومة حيث تكون مركزة بأيدي الوزراء الذين بامكاهنم تقرير‬ ‫‪-‬‬
‫اي سياسة ‪ ،‬وان يقرتحوا ما يشاؤون من تشرعات و هم واثقون بأن السلطة التشرعية لن تعرتض عليها ‪،‬‬
‫اي ان الس لطة التش ريعية تك ون جمرد و كي ل للس لطة التنفيذي ة ‪ ،‬اذ مل تكن تابع ة هلا و ه ذا م ا ي ؤدي اىل‬
‫القضاء على مبادئ الدميقراطية‪.‬هذا فميا خيص النظام الربملاين الذي يعترب صورة من صور تطبق مبدا الفصل‬
‫بني السلطات تطبيقا مرنا ‪.‬‬

You might also like