You are on page 1of 29

‫ياسين عزوز‬

‫مادة األنظمة الدستورية‬


‫لألستاذ‪:‬‬
‫محمد الوزاني‬

‫السداسي الثالث‬
‫مسلك قانون عربي‬

‫جمع وإعداد‪ :‬الطالب‪:‬‬

‫ياسين عزوز‬
‫السنة الدراسية الجامعية‪:‬‬
‫‪ 0202‬ـ ‪0202‬‬

‫‪1‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫والصالة والسالم على أشر المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬األربعاء ‪ 11‬ربيع األول ‪ 1221‬هـ‪ 02 /‬شتنبر ‪ 0202‬م‪.‬‬
‫المقارنة‪ ،‬وفي دول عربية تسمى "األنظمة الدستورية الكبرى‪.‬‬
‫َ‬ ‫األنظمة الدستورية‬
‫وبالفرنسية‪les grands régimes politique contemporain :‬‬
‫أنظمة دستورية كبرى‪ ،‬سميت "كبرى" بمعنى أن هناك أنظمة صغرى‪ ،‬وسميت "مقارنة"‬
‫أي هناك أنظمة معروفة يمكن مقارنة بعضها ببعض وتحديد خصائص كل منها‪.‬‬
‫المقارنة‪ :‬هي األنظمة التي تعرفها الدول‪ ،‬وتتميز عن بعضها البعض‪.‬‬
‫‪Nous avons deux terme il faut séparer entre eux, Qui sont «le‬‬
‫»‪système politique» et «le régime politique‬‬
‫في بعض األحيان ال نميز بينهما نستعملها كمترادفين‪ ،‬لكن في الحقيقة هما مصطلحين‬
‫متمايزين‪.‬‬
‫األول‪ :‬النظام السياسي »‪ «le système politique‬أو ال َّنسق السياسي‪ ،‬نقول‪ :‬ال َّنسق‬
‫السياسي المغربي‪ /‬النظام السياسي المغربي‪.‬‬
‫النظام السياسي هو عبارة عن نسق يتعلق من جهة بالسلطة السياسية ‪«pouvoir‬‬
‫»‪ politique‬ويتكون من عدة أجزاء‪ ،‬وهي مؤسسات رسمية وغير رسمية‪ ،‬الرسمية مثل‬
‫الحكومة ـ البرلمان ـ القضاء ـ رئيس الحكومة‪ .‬وغير الرسمية مثل‪ :‬أحزاب سياسية ـ‬
‫الجماعات الضابطة ـ نقابات ـ جمعيات المجتمع المدني‪.‬‬
‫النظام السياسي يتفاعل مع المحيط الداخلي والخارجي‪ ،‬وهذا التفاعل هو الذي يضمن بقاءه‬
‫واستمراريته‪.‬‬
‫فالنظام السياسي هو عنصر في مجموعة واسعة‪ ،‬هذه المجموعة تتكون من البنيات‬
‫السوسيواقتصادية‪ /‬الثقافات السائدة‪ /‬المبادئ الفلسفية‪ /‬القيم اإليديولوجية‪ ،‬والتي يمكن أن‬
‫نسمي هذه األشياء بـ "النسق االجتماعي"‬
‫الثاني‪ :‬النظام الدستوري »‪ «le régime politique‬هو جزء من النظام السياسي‪ ،‬وهذا‬
‫األخير جزء من النظام االجتماعي‪ .‬فالنظام الدستوري داخل في النظام السياسي وعنصر‬
‫من عناصره‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫طبيعة نظام النظام الدستوري هو سياسي‪ ،‬فهو يشكل مادة سياسية بالدرجة األولى‪.‬‬
‫النظام الدستوري‪:‬‬
‫ـ من يمسك بزمام السلطة؟ من يحكم؟‬
‫ـ كيف تتم عملية إسناد السلطة؟ من يملك صنع القرار السياسي؟‬
‫ـ كيف يتم تنظيم الحياة السياسية؟ ما هي العالقة بين الحاكم والمحكوم؟‬
‫ـ ما هي العالقة بين سلطات الدولة الثالث؟‬
‫هل هذا النظام ديمقراطي أم غير ديمقراطي؟‬
‫قبل الحديث عن هذا الموضوع البد أن نعلم أن الغرب ساد فيه النظام غير الديمقراطي‪،‬‬
‫فالقرار السياسي كان يملكه شخص واحد‪ ،‬ملك أو امبراطور‪ ،‬كان هذا الحاكم يملك في يده‬
‫كل التشريعات‪ ،‬لويس ‪ 41‬كان يقول الدولة هي أنا »‪«L’état c’est moi‬‬

‫كانت هناك مرحلة شخصنة الدولة‪ ،‬نظام االسقراطية أو البورجوازية‪ ،‬أو نظام الكهنوت‪.‬‬
‫رجال الدين كانوا يهيمنون على السلطة‪ ،‬الثورة الفرنسية التي أنهت نظام الحكم الفردي‪،‬‬
‫الفالسفة الذين جاءو وبمبادئ الثورة هم جون جاك روسو‪ ،‬جون لوك‪ ،‬ومونتسكيو‪ ،‬مهدوا‬
‫للثورة‪ ،‬قبل أن تحدث‪ ،‬كانوا يهدفون من وراء كتاباتهم الوصول إلى الحرية‪ ،‬أرسطو‬
‫وأفالطون تحدثوا عن الديمقراطية‪ ،‬أي حكم الشعب بنفسه‪ ،‬لكن كلمة "الشعب" كانت تعني‬
‫مجموعة من األشخاص لهم الحق في ممارسة الحريات السياسية‪ ،‬وهي فئة األحرار‪،‬‬
‫فأقصيت فئة العبيد‪ ،‬وكان أول صور الديمقراطية هي الديمقراطية المباشرة‪ ،‬حيث كانوا‬
‫يجتمعون في اليونان‪ ،‬في مكان يسمى "األغورا" لمناقشة القضايا‪ ،‬ثم بعد ذلك كانت‬
‫الديمقراطية النيابية أو التمثيلية‪.‬‬
‫نعود للحديث عن الديمقراطية‪ ،‬تقوم على أسس ومقومات‪:‬‬
‫‪ 4‬االعتراف بالحقوق والحريات‪.‬‬

‫‪ 2‬التعددية السياسية والفكرية‪.‬‬

‫‪ 3‬الفصل بين السلطات‪.‬‬

‫هذا المبدأ األخير هو الذي سيكون مقدمة لهذه المادة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫تحدث عن هذا المبدأ فالسفة اليونان‪ ،‬تحدث جون جاك روسو في كتابه "العقد االجتماعي"‬
‫ثم تكلم مونتسكيو في كتابه "روح القوانين" أو "روح الشرائع"‬
‫مونتسكيو كان له فضل كبير في تطوير هذا المبدأ‪ ،‬وكان الهدف من ورائه‪ ،‬محاربة‬
‫االستبداد وتركيز السلط‪ ،‬وقد جاء بمبدأ آخر‪ ،‬وهو "البد أن توقف السلط ُة السلطة" ‪«il‬‬
‫» ‪faut que le pouvoir arrête le pouvoir‬‬
‫في دستور أمريكا‪ ،‬ال يوجد تداخال وال مراقبة بين السلطات‪ ،‬واعتبر واضع الدستور أن هذا‬
‫هو ما كان مونتسكيو يقصده بحديثه عن الفصل بين السلط‪ ،‬فأصبح الرئيس في أمريكا‬
‫يستقل بالسلطة التنفيذية‪ ،‬وهذا أقام ما يسمى "النظام الرئاسي" ‪«le régime‬‬
‫»‪présidentiel‬‬

‫في القارة األوروبية وخاصة في بريطانيا‪ ،‬عندما شرحوا مبدأ فصل السلطات‪ ،‬اعتبروا أنه‬
‫يمكن أن يكون هناك تعاون وتبادل ومراقبة بين السلطات‪ ،‬فظهر عندهم ما يسمى "النظام‬
‫البرلماني" وهو نظام يقوم على النظام المرن بين السلطات‪.‬‬
‫"نظام الجمع بين السلط" يوجد في سويسرا‪ ،‬أو ما يسمى "نظام حكومة الجمعية" الذي يقوم‬
‫على الجمع بين السلطة التنفيذية والتشريعية‪.‬‬
‫النظام المختلط‪ :‬الرئاسي ‪ +‬البرلماني‪ ،‬وهو الذي يوجد في فرنسا‪ ،‬يجمع بين خصائص‬
‫الرئاسي والبرلماني‪.‬‬
‫المغرب أخذ من األمريكي والبرلماني‪ ،‬ولكن له طبيعة خاصة‪ ،‬قبل ‪ 4191‬م‪ ،‬كان يقوم‬
‫على نظام السلطنة أو نظام الخالفة‪ ،‬فكان يجمع بين صفتين‪ :‬رئيس دولة وأمير المؤمنين‪،‬‬
‫يجمع بين اختصاصات دينية واختصاصات زمنية أي دنيوية‪.‬‬
‫دستور ‪ 4191‬م يوجد فيه الملك أمير المؤمنين‪ ،‬وكذلك دستور ‪ 4119‬م‪ ،‬وذلك في الفصل‬
‫‪ ،41‬وقد وقع نقاش حول هذا الفصل‪ ،‬ألنه يخول للملك التدخل في أي شيء حتى لو لم يعط‬
‫له الدستور حق التدخل‪.‬‬
‫دستور ‪ 2144‬م‪ ،‬لم يعد وجود للفصل ‪ 41‬المضمون نفسه‪ ،‬فقد تم تشطيره إلى فصلين‪:‬‬
‫الفصل ‪ 14‬والفصل ‪ ،12‬فالفصل ‪ :14‬يعطي له صالحيات دينية = أمير المؤمنين‪.‬‬
‫والفصل ‪ :12‬يعطي له صالحيات في المجال الزمني باعتباره رئيس دولة‪.‬‬

‫فالدستور المغربي له طابع خاص‪ ،‬كأنه ينهل من الدستور اإلسالمي الذي يقوم على نظام‬
‫البيعة ونظام الشورى ونظام‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫المقرر سيتناول الحديث عن‪ :‬النظام البرلماني ـ النظام الرئاسي ـ النظام المختلط‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫ـ ماذا نقصد بمبدأ الفصل بين السلطات؟ ما هي األهمية من هذا المبدأ؟ من هم الفالسفة‬
‫والسياسيون الذين قدموا هذا المبدأ؟‬
‫العالقة بين السلطات‪ :‬قد استأثرت باهتمام العديد من الفقه السياسي والدستوري منذ القدم‬
‫نظرا آلثار من حريات وحقوق األفراد‪ ،‬ألنه كلما كانت العالقة بين السلطات مفتوحة على‬
‫أجهزة متعددة كلما كان هناك حريات معترف بها للمواطنين وكلما كانت مغلقة كلما تم تقييد‬
‫الحريات والحقوق‪.‬‬
‫فالسلطة عندما تكون في يد فرد واحد أو هيئة واحدة قد يؤدي إلى التعسف في استعمال‬
‫السلطة‪ ،‬فكل من يقبض بكل السلطات فإنه قد يؤدي بالطبيعة للتعسف‪ ،‬وإلى االعتداء‬
‫بالحقوق والحريات‪ ،‬ولذلك وجب أوال توزيع وظائف الدولة على أجهزة متعددة‪ ،‬فتكون‬
‫هناك وظيفة تشريعية وتنفيذية وقضائية‪ ،‬فتعدد الوظائف يقابله تعدد السلطات‪ ،‬وهذا ما‬
‫تحدث عنه فقهاء السياسية القدامى والمحدثون‪ ،‬فتحدث فالسفة اإلغريق كل من أفالطون‬
‫وأرسطو عن مبدأ توزيع الوظائف‪ ،‬فنجد مثال أفالطون الذي تحدث عن ضرورة فصل‬
‫وظائف الدولة وفصل الهيئات التي تمارسها من أجل حماية الحقوق والحريات‪ ،‬ونجد أن‬
‫أرسطو تحدث بدوره عن مبدأ فصل الوظائف عن بعضها البعض‪ ،‬وضرورة ممارستها من‬
‫طرف أجهزة متعددة‪.‬‬
‫لذلك نجد أن كال منهما تكلم عن وظيفة وضع القواعد‪ ،‬وهذا يعني أن هناك وظيفة تشريعية‪،‬‬
‫وكذلك عن تنفيذ تلك القوانين‪ ،‬أي وجود وظيفة تنفيذية‪ ،‬وفصل للخصومات والمنازعات‪،‬‬
‫وهذا يؤدي إلى وجود وظيفة قضائية‪.‬‬
‫بعد هذا الحديث عن مبدأ فصل الوظائف في الفكر السياسي القديم‪ ،‬خاصة عند أفالطون‬
‫وعند أرسطو‪ ،‬قام فالسفة عصر األنوار‪ ،‬باستكمال ما بدأه كل من هذين الفيلسوفين‪،‬‬
‫(أفالطون وأرسطو) ونخص بالذكر هنا ما بينه كل من (جون لوك ومونتسكيو) فيما يتعلق‬
‫بالدعوة إلى ضرورة الفصل بين السلط‪.‬‬
‫فنجد أن جون لوك كان من األوائل في عصر األنوار‪ ،‬منذ القرن الثامن عشر‪ ،‬الذين تحدثوا‬
‫عن الفصل بين السلطات‪ ،‬وقام بدراسة هذا المبدأ في كتابه "الحكم المدني" في سنة ‪4911‬‬
‫وجاء مونتسكيو بهذه النظرية نظرا لما عايشه من حكم مطلق في إنجلترا‪ ،‬وبالتالي كان‬
‫ينظر إلى الحكم آنذاك‪ ،‬بأنه حكم مطلق‪ ،‬وأنه ليس هناك اعتراف بالحقوق والحريات‪ ،‬فكان‬

‫‪5‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫ملوك أوربا هم الذين يمسكون بكل السلطات‪ ،‬ويمارسونها بشكل ال يحترم فيه الحقوق‬
‫والحريات‪ ،‬وبالتالي أدى هذا إلى ظهور فالسفة يدافعون عن نبدأ توزيع السلطات‪.‬‬
‫وإلى جانب جون لوك جاء مونتسكيو مع منتصف القرن الثامن عشر‪ ،‬وتحدث بشكل دقيق‬
‫عن مبدأ الفصل بين السلطات في كتابه "روح القوانين" فنجد أنه تعمق في شرح هذا المبدأ‬
‫أكثر مما قام به جون لوك‪ ،‬وكذلك فالسفة اإلغريق‪ ،‬لذلك نجد أن مونتسكيو قام بالدعوة إلى‬
‫ضرورة فصل السلطات إلى ثالث هيئات رئيسية‪ :‬السلطة التشريعية‪ ،‬السلطة التنفيذية‪،‬‬
‫السلطة القضائية‪ ،‬فنجد أن مونتسكيو دافع عن مبدأ الفصل بين السلطات بنكرانه لمبدأ الجمع‬
‫بين السلطات وبالتالي عبر عن هذه الفكرة بقوله‪" :‬إن كل شيء سيضيع إذا مارس نفس‬
‫الشخص أو نفس الهيئة سواء كانت حكومة مكونة من وجهاء البالد ونبالئه‪ ،‬أو من الشعب‬
‫نفسه هذه السلطات الثالث"‪.‬‬
‫ولذلك من أجل منع اإلساءة الستعمال السلطة وتفادي االعتداء على الحقوق والحريات‪،‬‬
‫نادى مونتسكيو بضرورة فصل سلطات الدولة عن بعضها البعض‪ ،‬وأن يقوم على أساس‬
‫التعاون والتوازن بينها‪ ،‬حتى توقف السلط ُة السلط َة‪ ،‬فإذا أصدرت مثال السلطة التشريعية‪،‬‬
‫قوانين جائرة يمكن للسلطة التنفيذية أو القضائية توقيفها‪.‬‬
‫نجد أن مبدأ فصل السلط قد ظهر أوال في بريطانيا‪ ،‬ألن جون لوك ومونتسكيو عاشا في‬
‫بريطانيا‪ ،‬وكانا يالحظان ويشاهدان في الحياة السياسية البريطانية ما يؤثر في الحقوق‬
‫والحريات نتيجة عدم توزيع السلطة في هذا النظام‪ .‬فكان الملك يمسك بزمام السلطات‪ ،‬فنجد‬
‫أن هناك صراعا كبيرا بين الملوك وبين الطبقة البرجوازية من أجل أن ؟؟؟؟ الملوك بعض‬
‫السلطات وبعض االمتيازات‪ ،‬وهذا المشاهدة والمعاينة هي التي كانت حافزا لجون لوك‬
‫ومونتسكيو من أجل الفصل بين السلطات‪ ،‬فكان هؤالء من دعاة الفصل بين السلطات ومن‬
‫المناهضين للحكم المطلق‪ ،‬الذي قوم على أساس الجمع بين السلطات‪ ،‬ولكن هذا الفصل ال‬
‫ينبغي أن يؤدي إلى انعزال كل سلطة عن األخرى‪.‬‬
‫عندما جاء مونتسكيو بهذا المبدأ تم تطبيقه في العديد من األنظمة السياسية‪ ،‬ولكن بطرق‬
‫مختلفة‪ ،‬ووفق فهم مغاير‪ ،‬فنجد أنه عندما قام واضعو دستور الواليات المتحدة األمريكية‬
‫سنة ‪ 4891 / 4899‬م اعتبروا أن الفصل بين السلطات كان يقصد به أن تنعزل كل سلطة‬
‫عن األخرى‪ ،‬دون أن يكون هناك ال تعاون وال توازن بين السلطات‪ ،‬وهذا ما أدى إلى‬
‫ظهور نظام سياسي‪ ،‬يقوم على أساس الفصل الصارم بين السلطات‪ ،‬فتم تطبيقه في الواليات‬
‫المتحدة مما أنتج نظاما سياسيا سمي بالنظام "الرئاسي" في حين نجد في القارة األخرى‪ ،‬أي‬
‫القارة األوروبية‪ ،‬نجد أن تطبيق الفصل بين السلطات هو التطبيق السليم الذي نادى به‬
‫مونتسكيو والذي يقوم على أساس التوازن والتعاون بين السلطات الثالث‪ ،‬لذلك جاء النظام‬
‫البريطاني الذي يقوم على أ ساس الفصل المرن بين السلطات‪ ،‬وهذه المرونة هي التي تسمح‬
‫‪6‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫بوجود تعاون بين السلطات وتوازن فيما بينها‪ ،‬دون أن تنعزل أي سلطة عن األخرى‬
‫بوظيفتها وهو الذي يسمى بالنظام "البرلماني"‬
‫نجد أن النظام البرلماني طبق أوال في بريطانيا والنظام الرئاسي طبق في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ .‬ولكن مع الممارسة السياسية نجد أن النظام الرئاسي قد أدخلت عليه تعديالت مما‬
‫سمح بوجود بعض مظاهر التعاون أو التوازن بين السلطات‪.‬‬
‫خصائص النظام البرلماني‪:‬‬
‫نجد أن من بين أركانه أنه يقوم أوال على أساس الفصل بين المرن بين السلطات‪ ،‬وهذه‬
‫المرونة هي التي تسمح لنا بوجود تعاون وتوازن بين السلطات‪ ،‬ويحصل هذا عن طريق‬
‫تدخل السلطة التنفيذية في وظيفة السلطة التشريعية‪ ،‬لذلك نجد أن السلطة التنفيذية تساهم في‬
‫الوظيفة التشريعية التي هي أصال من اختصاص المشرع عن طريق "مشاريع القوانين"‬
‫فالقانون عندما يكون يصدر بمبادرة برلمانية نقول إن هناك "مقترح قانون" يعني أن‬
‫البرلمانيين يقترحون القوانين‪ ،‬في حين عندما تكون المبادرة من طرف الحكومة فهذا يسمى‬
‫"مشاريع القوانين"‬
‫فيما يتعلق بالتوازن‪ :‬هناك عدة تجليات لهذا التوازن‪ ،‬ويتحقق ذلك عن طريق التأثير‬
‫المتبادل بين السلطتين (التنفيذية والتشريعية) وذلك عن طريق الرقابة المتبادلة بين السلطتين‬
‫وحتى القضائية‪ ،‬فنجد أن البرلمان يستطيع أن يراقب الحكومة عن طريق مجموعة من‬
‫اآلليات‪ ،‬أوال هناك نظام األسئلة‪ ،‬التي يقوم بها النواب على أعضاء الحكومة وهي آلية من‬
‫آليات الرقابة‪.‬‬
‫وهناك آليات أخرى يمكن بواسطتها للبرلمان‪ ،‬أن يراقب السلطة وهي ما يسمى "ملتمس‬
‫الرقابة" فيمكن للبرلمان أن يسقط الحكومة بملتمس رقابة وسحب الثقة منها‪.‬‬
‫وهناك أيضا آلية لتشكيل اللجان‪ ،‬لتقصي الحقائق‪ ،‬فإذا حدثت وقائع في البالد يمكن للبرلمان‬
‫أن يشكل هذه اللجنة‪ .‬نجد إذن أن الحكومة هي مسئولة مسؤولية سياسية أما البرلمان‪.‬‬
‫وإلى جانب هذه اآلليات هناك ما يسمى "االستجواب" وهو وسيلة في يد البرلمان لكي‬
‫يراقب بها أعضاء السلطة التنفيذية‪ ،‬يمكن أن تكون نتيجتها إما باستقالة الوزير‪ ،‬أو استقالل‬
‫الحكومة بصفة جماعية‪.‬‬
‫وأخطر آلية هي آلية الحل‪ ،‬فيمكن للسلطة التنفيذية أن تقوم بوضع حد لمهام البرلمان‪ ،‬سواء‬
‫كان هذا الحل رئاسيا‪ ،‬أو حكوميا‪ ،‬تقوم به الحكومة‪ ،‬فعندما يحصل اضطراب داخل‬
‫البرلمان لدرجة أنه ال يستطيع أن يقوم بمهمته‪ ،‬هنا تتدخل السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫كذلك نجد أن السلطة التنفيذية قد تدخل في مهام البرلمان‪ ،‬عن طريق الدعوة إلى عقد‬
‫دورات عادية أو استثنائية‪ ،‬ويمكن أيضا للحكومة أن تعلن عن انتهاء الدورة العادية‬
‫للبرلمان‪ ،‬إذن هناك تأثير متبادل بين السلطة التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وهذا يدخل في التوازن‬
‫بين السلطتين‪ ،‬ويمكن للسلطة القضائية أن تتدخل وتراقب أعمال السلطة التنفيذية والسلطة‬
‫التشريعية‪.‬‬
‫إذن الركن األول للنظام البرلماني هو مبدأ التعاون والتوازن بين السلط‪ ،‬والركن الثاني هو‬
‫ثنائية السلطة التنفيذية‪ .‬ونقصد بهذه الثنائية ؟؟؟؟‬
‫فالنظام البرلماني يعتمد على هذه الثنائية‪ ،‬ونجد أن رئيس الدولة عادة ال يتولى مهام السلطة‬
‫التنفيذية إال بصورة شرفية (ال يكون مسئوال سياسيا) فالمسؤولية تكون على الحكومة (مثال‬
‫النظام البرلماني في بريطانيا نجد أن الملك يسود وال يحكم)‪ .‬ولذلك نجد أن رئيس الدولة ال‬
‫يكون مسئوال سياسيا‪ ،‬فالنظام البرلماني قد يكون في النظام الجمهوري والملكي ولكن غالبا‬
‫يكون في األنظمة الملكية‪.‬‬
‫نجد أن النظام البرلماني يقوم على أساس المسئولية السياسية للحكومة أمام البرلمان‪ ،‬وهذا‬
‫ركن ثالث يدخل في إطار الرقابة والتوازن بين السلطات‪.‬‬
‫أركان النظام الرئاسي‪:‬‬
‫أركانه مختلفة تماما عن أركان النظام البرلماني‪.‬‬
‫الركن األول‪ :‬الفصل الجامد بين السلطات‪ :‬الذي يمنع التعاون والتوازن بين السلطات‪ ،‬فكل‬
‫سلطة تستقل بمهامها‪ ،‬دون ألن تكون لها رقابة‪ ،‬من طرف السلطة األخرى‪ ،‬أي انعزال لكل‬
‫سلطة عن السلطات األخرى‪.‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬أحادية السلطة التنفيذية‪ :‬بمعنى أن السلطة التنفيذية لها جهاز واحد وهو رئيس‬
‫الدولة‪ ،‬وهو الذي يمثل السلطة التنفيذية وتتمثل فيه السلطة التنفيذية‪ ،‬وال توجد حكومة‪،‬‬
‫وتكون على عاتقه جميع مهام السلطة‪ ،‬وهذا ال يمنع وجود بعض المساعدين‪ ،‬وهؤالء‬
‫يسمون وزراء أو سكرتير الدولة‪ ،‬وهؤالء المساعدون ال يكونون حكومة كهيئة جماعية بل‬
‫يتعاونون مع رئيس الدولة كل في مجاله‪ ،‬إذن ليست هناك حكومة كهيئة جماعية مستقلة‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬عدم وجود مسئولية سياسية لرئيس الدولة أمام البرلمان‪ :‬فرئيس الدولة ال‬
‫يسأل سياسيا أمام البرلمان‪ ،‬وإنما هو مسئول أمام الشعب‪ ،‬الذي تم اختياره عن طريق‬
‫االنتخاب‪ ،‬وهذا ال يمنع من وجود مسئولية جنائية لرئيس الدولة أمام البرلمان‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫تطبيقات النظام البرلماني في بريطانيا‪:‬‬
‫ظهر النظام البرلماني في بريطانيا‪ ،‬ومنها انطلق إلى وجهات أخرى من العالم‪ ،‬بحيث نجد‬
‫أن العديد من الدول‪ ،‬تبنت النظام البرلماني وطبقته في نظامها السياسي‪ ،‬فهذا النظام جاء‬
‫نتيجة تطورات متتالية في بريطانيا (سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬واجتماعية) لذلك نجد أن بريطانيا‪،‬‬
‫تسمى "أم البرلمانات" بحيث كانت أسس مقومات النظام البرلماني هي التي ظهرت في‬
‫بريطانيا‪ ،‬والتي ستصبح معموال بها في باقي الدول فيما بعد‪ ،‬فالنظام البرلماني لم يتأسس‬
‫على نظرية سياسية جاهزة‪ ،‬بل كان نتيجة لتطور الظروف االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬التي عرفتها هذه الدولة‪ ،‬وبالتالي نضجت المؤسسة الدستورية في بريطانيا‪،‬‬
‫نتيجة لهذا التطور السياسي‪ ،‬منذ القرون الوسطى‪ ،‬فتاريخ بريطانيا مليء باألحداث السياسية‬
‫والصراع السياسي بين الملكية المطلقة التي سادت لقرون عديدة وبين فئات في المجتمع‪،‬‬
‫وهي الفئة "االرستقراطية" أوال ثم بعد ذلك الطبقة البورجوازية ثانيا‪ ،‬ويمكن أن نضيف‬
‫كذلك طبقة "رجال الدين" وبالتالي وجد صراع مرير بين هذه الفئات المتعددة‪ ،‬الشيء الذي‬
‫أدى في النهاية إلى ظهور هذا النظام‪ .‬؟؟؟؟‬
‫السياق السياسي والتاريخي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬الصراع من أجل الحريات العامة والحد من السلطة الملكية المطلقة‪:‬‬
‫هذه المرحلة تميزت بالصراع الدائم والمرير على السلطة بين الملوك الذين كانوا يطمحون‬
‫لحكم مطلق‪ ،‬وبين طبقة النبالء‪ ،‬الذين كانوا يردون الحفاظ على مصالحهم االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬باعتبارهم من مالكي األراضي‪ ،‬وبالتالي كانوا يحرصون على صيانة‬
‫امتيازاتهم ويطمعون في الحد من سلطات الملك المطلقة‪ ،‬ولهذا احتدم الصراع بين هذه الفئة‬
‫من المجتمع (النبالء واالرستقراطيين وبين الملوك) والذي ردخ لضغط النبالء وتمردهم‬
‫لكي يتخلى عن جزء من سلطاته واالعتراف للنبالء‪ ،‬ببعض الحقوق والحريات‪ ،‬ثم في فترة‬
‫الحقة تراجع الملك عن هذه االمتيازات الذي منحها لهم‪ ،‬ولم يستطع النبالء استرجاع هذه‬
‫الحقوق والحريات إال بعد ثورة ‪ 4999‬م‪.‬‬

‫وفي ظل هذا الصراع يمكن أن نتعرف على مجموعة من الوثائق التي صدرت في‬
‫بريطانيا‪ ،‬والتي من شأنها ؟؟ لفئة النبالء واالرستقراطيين‪ ،‬وكذلك لفئة المجتمع األخرى‪،‬‬
‫بالحقوق والحريات‪.‬‬
‫الوثيقة األولى‪ :‬الشرعة الكبرى‪ :‬أصدرها الملك جون عام ‪ 4241‬على إثر الثورة التي‬
‫أعلنها اال رستقراطيون ورجال الدين‪ ،‬وهذه الوثيقة صدرت نتيجة لما كان يقوم به الملك‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫فهي وثيقة تضمنت مجموعة من المواد المتعلقة بحقوق طبقة النبالء وبالتالي هي امتيازات‬
‫لصالح هذه الطبقة‪ ،‬بحيث نجد أن هذه الوثيقة قامت بصيانة ممتلكاتهم ؟؟؟ وكذلك تضمنت‬
‫بعض الحقوق لفائدة الكنيسة‪ ،‬بحيث نجد أن هذه الكنيسة بدأ يعترف لها بحقها‪ ،‬فاختار لها‬
‫رؤساءها بكل نزاهة وعدالة‪ ،‬فقبل صدور هذه الوثيقة‪ ،‬كان الملك هو الذي يتحكم في تعيين‬
‫رجال هذه الكنيسة (رجال الدين)‪.‬‬
‫كذلك تضمنت االعتراف للبرلمان بحق فرض الضرائب أو باألحرى الموافقة على فرض‬
‫الضرائب‪ ،‬فأصبحت سلطة الملك مقيدة‪ ،‬في هذا المجال‪ ،‬ومن هنا نجد أن هذه الوثيقة‬
‫تضمنت مجموعة من الحقوق‪ ،‬والحريات لفائدة النبالء من جهة والكنيسة من جهة‬
‫والبرلمان من جهة أخرى‪.‬‬
‫الوثيقة الثانية‪ :‬عريضة الحقوق‪ :‬التي صدرت سنة ‪ 1201‬م‪ ،‬أصدرها الملك "شارل‬
‫األول" وذلك نتيجة للخالف الذي نشب بين الملك والبرلمان‪ ،‬بحيث نجد أن البرلمان‬
‫اعترض على محاولة الملك لفرض الضرائب‪ ،‬ودعم النبالء دون موافقته‪ ،‬رغم صدور‬
‫الوثيقة األولى‪ ،‬ولهذا نجدها أكدت مرة ثانية على حقوق البرلمان في اعتراضه وموافقته‬
‫على صدور ضرائب جديدة من الملك‪ ،‬ومن بين ما تضمنته أيضا االعتراف بالحريات‬
‫الشخصية‪ ،‬وتحريم االعتقال التعسفي للمواطنين‪.‬‬
‫الوثيقة الثالثة‪ :‬قانون سالمة الجسد‪ :‬هذه الوثيقة لم يصدرها الملك‪ ،‬بل أصدرها البرلمان‬
‫البريطاني‪ ،‬سنة ‪ 1221‬م‪ ،‬حيث اضطر الملك "شارل الثاني" للموافقة عليها‪ ،‬والتي كانت‬
‫الغاية منها‪ ،‬ضمان الحرية الشخصية للمواطنين وحمايتها من تعسف السلطة‪ ،‬خاصة ما‬
‫يتعلق باالعتقال التعسفي‪ ،‬وكذلك ما يتعلق بالضمانات الخاصة بإجراءات المحاكمة العادلة‪.‬‬
‫فهذا القانون يهتم بالحريات الشخصية للمواطنين ويضمنها لهم‪.‬‬
‫الوثيقة الرابعة‪ :‬الئحة الحقوق‪ :‬هذه الالئحة هي بمثابة إعالن دستوري‪ ،‬وضعه البرلمان‬
‫ووافق عليه الملك "ويليام الثالث" في عام ‪ 4991‬م‪ ،‬وهذه الوثيقة فتحت المجال لعهد جديد‪،‬‬
‫هو عهد "الملكية البرلمانية" بحيث نجد أن الملك تخلى بموجب هذه الالئحة‪ ،‬عن حقه في‬
‫التشريع‪ ،‬وفي حقه في االعتراض‪ ،‬عن القوانين الصادرة عن البرلمان‪ ،‬وكذلك أكدت على‬
‫حرمان الملك من فرض أية ضرائب جديدة دون موافقة البرلمان‪ ،‬وكذلك نجد أن البرلمان‬
‫أصبح يكتسب حقوقا وامتيازات جديدة في مجال التشريع‪ ،‬وفرض الضرائب واالعتراض‬
‫عن القوانين الصادرة عن البرلمان‪ ،‬فأدى ذلك إلى ضعف وزن الملك وتأثيره في الحياة‬
‫السياسية في البالد‪ ،‬وانتقلت مهام ممارسة الحكم إلى الحكومة‪ ،‬التي تنبثق من البرلمان‬
‫وتعمل تحت موافقته‪ ،‬وهكذا أصبح البرلمان يمثل اإلرادة الشعبية‪ ،‬والمصدر األساسي‬

‫‪10‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫للسلطة‪ ،‬بينما تحولت سلطات الملك إلى سلطات رمزية وشرفية‪ ،‬وبذلك أصبح الملك في‬
‫بريطانيا يسود وال يحكم‪.‬‬
‫إلى جانب هذا الصراع بين الملكية والنبالء الممثلة في البرلمان‪ ،‬لعبت ضروف تاريخية‬
‫أخرى‪ ،‬ساعدت في قيام النظام البرلماني‪ ،‬ومن أهم هذه الظروف‪ ،‬أن الملك "ويليام الثالث"‬
‫اضطر للتخلي عن جزء هام من مقاليد حكمه ومهامه إلى وزرائه‪ ،‬ألنه كان منشغال في‬
‫الحرب مع فرنسا‪ ،‬وبالتالي هذه الحرب‪ ،‬كانت تضطره إلى مطالبة البرلمان بتمويله‪ ،‬فكان‬
‫البد من تغطية الحرب بضرائب جديدة‪ ،‬فكان مضطرا الختيار وزرائه من نواب داخل‬
‫البرلمان لكي يدافعوا عن طلبات الملك‪ ،‬ولهذا اضطر من أجل ربح الحروب‪ ،‬إلى العمل‬
‫بالحيلة مع الحكومة‪ ،‬فأصبحت هي السلطة الفعلية في تدبير شؤون الحكم بدل الملك‪،‬‬
‫وبالتالي هذه الحكومة منبثقة من البرلمان‪ ،‬وتعمل تحت إشرافه ومراقبته‪.‬‬
‫عندما مات هذا الملك جاء من بعده ملك جديد وهو "جورج األول" وكان من أصل ألماني‪،‬‬
‫وال يتقن اللغة اإلنجليزية‪ ،‬ولذلك لم يكن يحضر اجتماعات الحكومة‪ ،‬وبالتالي كان يترك‬
‫رئاسة الحكومة للوزير األول‪ ،‬وبالتالي استقرت قاعدة عرفية جديدة وهي أن يجتمع‬
‫الوزراء فيما بينهم ويتداولون ويقررون ما يشاءون في أمور الدولة‪ ،‬في غياب الملك‪،‬‬
‫فظهرت قاعدة جوهرية متمثلة في حرية البرلمان‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬السبت ‪ 01‬أكتوبر ‪ 0202‬م‪.‬‬


‫المؤسسة التنفيذية والتشريعية في بريطانيا‪:‬‬
‫‪ 1‬السلطة التنفيذية‪:‬‬
‫النظام البريطاني هو نظام برلماني‪ ،‬والسلطة التنفيذية مشكلة من جهازين‪ ،‬أي تقوم على‬
‫الثنائية‪:‬‬
‫المؤسسة األولى‪ :‬هو المؤسسة الملكية أو ما يسمى "التاج البريطاني" وهي من أقدم‬
‫المؤسسات السياسية في بريطانيا‪ ،‬بدأت بالملكية المطلقة‪ ،‬لكن الصراع بينها وبين باقي‬
‫فئات المجتمع اآلخر‪ ،‬أدى إلى تقييد هذه الملكية‪ ،‬فأصبحت ملكية مقيدة دستورية‪ ،‬تقوم على‬
‫أساس قواعد دستورية‪ ،‬ال يمكن تجاوزها‪ ،‬فأصبحت ملكية تسود وال تحكم‪ ،‬أي ملكية شرفية‬
‫رمزية‪ ،‬وأصبحت لها سلطات محددة‪ ،‬لكن مع أن الملكية أصبحت مقيدة‪ ،‬فلها دورها على‬
‫المستوى الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫على المستوى الداخلي‪ :‬إصدار األمر بتنفيذ القوانين‪ ،‬فبدون هذا األمر ال يمكن للقانون أن‬
‫ينشر‪ /‬تعيين بعض األعضاء في مجلس اللقط‪ /‬تعيين بعض كبار الموظفين السامين في‬
‫المناصب العليا مدنية وعسكرية‪ /‬حق منح األلقاب واألوسمة‪ /‬حق إصدار العفو على‬
‫‪11‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫المحكوم عليهم‪ /‬حق تمديد مجلس العموم إذا ما طلب منه رئيس الحكومة ذلك‪ /‬حق تعيين‬
‫الوزير األول‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق اختياره من الحزب الذي فاز في االنتخابات التشريعية‪.‬‬
‫على المستوى الخارجي‪ :‬الحق في إعالن السلم والحرب‪ /‬إبرام المعاهدات الدولية‪/‬‬
‫االعتراف بالدول والحكومات األجنبية‪ /‬إرسال المبعوثين الدبلوماسيين للدول األخرى‪،‬‬
‫كالسفراء في القنصليات واستقبال السفراء المعتمدين في بريطانيا‪ /‬له دور في المجال‬
‫العسكري‪ ،‬هو الذي يتولى القيادة العامة للقوات الملكية المسلحة البريطانية‪.‬‬
‫إذا أردنا أن نقارن هذه الصالحيات وبين صالحيات الملك في المغرب‪ ،‬فنجدها هي نفسها‬
‫الصالحيات التي يمارسها الملك في المغرب‪ ،‬إال أن هناك فارقا كبيرا‪ ،‬بين الملك في‬
‫المغرب وفي بريطانيا‪ ،‬ألن المغرب في الملك يسود ويحكم‪ ،‬ألن الملك في المغرب هو‬
‫رئيس الدولة وأمير المؤمنين‪ ،‬وهادين الميزتان هما اللذان جعال الملك يحكم ويسود‪.‬‬
‫ألن الخليفة والسلطان في الدول له كل الصالحيات‪ ،‬فحافظ المغرب على هذه المؤسسة‬
‫وهي مؤسسة إمارة المؤمنين في الفصل ‪ 41‬من الدساتير السابقة‪ ،‬أما دستور ‪ 2144‬م‪ ،‬فقد‬
‫نص في الفصل ‪ 14‬على أن الملك هو أمير المؤمنين‪ ،‬وأن الفصل ‪ 12‬نص على أن الملك‬
‫هو رئيس الدولة‪.‬‬
‫إمارة المؤمنين تعطي الملك الحق للتدخل في جميع األشياء‪ ،‬وهذا الخاصية كانت موجودة‬
‫منذ نشوء الدولة المغربية‪.‬‬
‫هذه الصالحيات التي تعطى للملك في بريطانيا‪ ،‬ال يزاولها بمفرده‪ ،‬ولكنه يزاولها بمعية‬
‫وزير األول‪ ،‬فتوقيع الوزير األول ضروري ويسمى "التوقيع بالعطف" فال يمكن بصفة‬
‫فردية إعمال القرارات‪ ،‬وهذا التوقيع بالعطف نجد أن المسئولية السياسية يتحملها الوزير‬
‫األول‪ ،‬فالملك في بريطانيا ال يتحمل مسئولية جنائية وال سياسية‪ ،‬وهذا سببه وجود عرف‬
‫قديم في بريطانيا وهو أم الملك ال يخطئ »‪ «the King isn’t wrong‬إلى جانب الملك‬
‫هناك ما يسمى "المجلس الخاص" هو بمثابة مجلس استشاري‪ ،‬يساعد الملك على إنشاء‬
‫قراراته‪ ،‬يقدم االستشارة للمك‪ ،‬كأن هذا المجلس هيئة استشارية‪ ،‬وهذا المجلس يضم رجال‬
‫السياسة ورجال الدين واإلدارة‪.‬‬
‫بعض القرارات تخرج من هذا المجلس الخاص‪ ،‬له دور هام في الحياة السياسية‬
‫والبريطانية‪.‬‬
‫المؤسسة الثانية‪ :‬الحكومة‪ :‬الجهاز الثاني في السلطة التنفيذية‪ ،‬وله دور أساسي بعدما‬
‫أصبح دور الملك دور شرفي ورمزي‪ ،‬فأصبحت الحكومة هي الجهاز الفعلي في السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬تتمتع بصالحيات واسعة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫تشكيل الحكومة‪ :‬الحكومة تنبثق عن البرلمان‪ ،‬فاألغلبية التي تكون في مجلس العموم هي‬
‫التي تفرز لنا هذه الحكومة‪ ،‬وتتكون من الوزير األول‪ ،‬والوزراء وكتاب الدولة‪ ،‬والكتاب‬
‫البرلمانيون‪ ،‬قد يصيرون إلى مائة وزير‪ ،‬يرأسهم رئيس الحكومة‪ ،‬وهو رئيسهم الفعلي‪،‬‬
‫يخضعون له في تسيير وزارتهم‪ ،‬يمكن للوزير أن يكون له صفتان‪ ،‬يمكن أن يكون وزيرا‬
‫وفي الوقت نفسه يكون عضوا برلمانيا‪.‬‬
‫الوزير األول‪ :‬يعينه مبدئيا الملك‪ ،‬والملك مجبر بتعيين الوزير األول من الحزب الذي فاز‬
‫باالنتخابات التشريعية‪ ،‬في المغرب قبل دستور ‪ 2144‬م‪ ،‬كان للملك حق السلطة في تعيين‬
‫من يريد‪ ،‬بالنسبة للوزير األول‪ ،‬فصل ‪ 21‬من الدساتير قبل ‪ 2144‬م‪ ،‬أما دستور ‪ 2144‬م‪،‬‬
‫فقد غير هذه المسألة بحيث أن الملك ملزم بتعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي تصدر‬
‫انتخابات مجلس النواب‪ ،‬لكن له السلطة في أنه يستطيع أن ال يعين رئيس الحزب الذي فاز‬
‫في االنتخابات‪ ،‬لكن ربما أصبح عرفا في المغرب‪ ،‬أن الملك يعين رئيس الحزب‪ ،‬كما فعل‬
‫في ‪ 2144‬م‪ ،‬حيث عين بنكيران وقد كان رئيسا للحزب‪ ،‬ثم بعده العثماني وكان رئيس‬
‫الحزب أيضا‪ ،‬ثم أخنوش وهو رئيس حزب التجمع الوطني لألحرار‪.‬‬
‫الوزير األول له شرعية انتخابية في بريطانيا‪ ،‬فيعتبر الرئيس الفعلي للبالد ويتمتع‬
‫بصالحيات قوية‪ ،‬وله دور مهم في تدبير سياسة البالد‪ ،‬وهو الذي يقوم بالتنسيق بين الملك‬
‫والحكومة‪ ،‬فالوزراء ليس ارتباط مباشر بالملك‪.‬‬
‫الوزراء أو كتاب الدولة‪ :‬فكل وزير أو كاتب يتولى قطاعا معينا‪.‬‬
‫الكتاب البرلمانيين‪ :‬يعينهم الوزير األول‪ ،‬وكل وزير أو كاتب دولة‪ ،‬يكون معه كاتب‬
‫برلماني‪ ،‬وهو الذي يتولى االتصال بين الوزارة والبرلمان‪ ،‬خاصة ما يتعلق باألسئلة‬
‫الكتابية والشفهية‪ ،‬فحينما يأتي سؤال لوزير‪ ،‬فالكاتب البرلماني هو الذي يقوم باإلجابة عنه‪،‬‬
‫وذلك بالتشاور مع وزيره‪.‬‬
‫داخل الحكومة هناك جهاز صغير يسمى "الكبينيت" وهو الذي يتخذ فيه القرارات الكبرى‪،‬‬
‫الذي تتعلق بسياسة الدولة‪ .‬وتضم عددا محصورا من الوزراء‪ ،‬على رأسهم الوزير األول‪،‬‬
‫وهذا الجهاز يضم أهم الوزارات مثل‪( :‬الداخلية‪ ،‬المالية‪ ،‬الخارجية‪ ،‬الدفاع‪ ،‬العدل) تتم‬
‫تدبير السياسة للدولة من خالل هذا الجهاز‪ ،‬فهو كحكومة مصغرة‪.‬‬
‫صالحيات الحكومة‪:‬‬
‫تتولى تسيير البالد‪ ،‬فهي السلطة الفعلية التي تتولى تدبير شؤون البالد‪ /‬تحديد السياسات‬
‫العامة للبالد‪ /‬مراقبة اإلدارة في تنفيذ السياسة العامة‪ ،‬أي هناك رقابة بين الحكومة واإلدارة‪،‬‬
‫واإلدارة تكون رهن إشارة الحكومة‪ ،‬في تنفيذ السياسة العامة التي تحددها الحكومة‪ /‬تقوم‬

‫‪13‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫بالدور التشريعي إلى جانب البرلمان‪ ،‬فالبرلمان لم يعد يقوم بالتشريع بمفرده‪ ،‬بل أصبحت‬
‫الحكومة هي التي تصدر التشريع‪ ،‬بنسبة أكبر من البرلمان‪ ،‬فهناك قوانين تكون بمبادرة‬
‫الحكومة‪ ،‬تسمى "مشاريع قوانين" أما إذا كان بمبادرة الحكومة فتسمى "مقترحات‬
‫القوانين" ولها نفس المسطرة التشريعية‪ /‬تساهم في التشريع بما يسمى "التفويض‬
‫التشريعي" أي البرلمان يفوض للحكومة بأن تشرع‪ ،‬فإذا أرادت الحكومة أن تشرع‪ ،‬تطلب‬
‫من البرلمان أن يأذن لها ذلك في أجل محدد‪ ،‬ومدة محددة‪ ،‬ومجال محدد‪.‬‬
‫في بعض المرات تكون هناك ظروف طارئة‪ ،‬تتطلب من الحكومة إجراء أمور مستعجلة‪،‬‬
‫كما حصل األمر في "كورونا" البد للحكومة أن تتخذ إجراءات سريعة‪ ،‬فالبد من إصدار‬
‫مجموعة قوانين‪ ،‬فتطلب من البرلمان أن يسمح لها بالتشريع‪ ،‬وعندما تنتهي المدة الزمنية‬
‫ينتهي التفويض‪ ،‬فال يمكن أن تستمر في التشريع‪ ،‬والتفويض التشريعي موجود في‬
‫المغرب‪.‬‬
‫ثم "المدة الفاصلة بين دورات البرلمان" يمكن للحكومة أن تشرع فيها‪ ،‬حتى ال يبقى هناك‬
‫فراغ تشريعي‪ ،‬لكن بتنسيق مع اللجان البرلمانية‪ ،‬ألن اللجان البرلمانية تستمر في العمل‬
‫واالشتغال‪ ،‬وال تتوقف‪ ،‬فيكون أول األمر مرسوم قانون‪ ،‬وفي أول اجتماع يعرض على‬
‫البرلمان‪ ،‬للموافقة عليه فيصبح بذلك قانونا‪.‬‬
‫مشاريع القوانين هي النسبة األكثر مقارنة مع "مقترح القوانين" هناك ارتباط بين االنتخابات‬
‫واألحزاب والحكومة والبرلمان‪ ،‬فلذلك حينما يكون للحزب األغلبية في االنتخابات في‬
‫مجلس العموم يكون هو الذي يسير الحكومة‪.‬‬

‫المحاضرة الخامسة‪ :‬السبت ‪ 2‬نونبر ‪ 0202‬م‪.‬‬


‫الجهاز التشريعي في بريطانيا‪:‬‬
‫يتكون الجهاز التشريعي في بريطانيا من مجلسين‪ :‬مجلس العموم ومجلس اللورد‪.‬‬
‫مجلس العموم‪ :‬هو الهيئة التي تمثل إرادة الشعب‪ ،‬يتكون من ‪ 911‬نائب‪ ،‬أعضاؤه ينتخبون‬
‫انتخابا مباشرا من طرف الشعب‪ ،‬انتخاب فردي األحادي االسمي‪ ،‬تقسم الدولة إلى دوائر‬
‫متعددة‪ ،‬يكون على رأس هذه الدوائر مرشحون يتنافسون فيما بينهم‪ ،‬والمرشح الذي يفوز‬
‫بالعدد الكبير هو الذي يفوز بالمجلس‪.‬‬
‫مجلس اللوردات‪ :‬ال ينتخبون‪ ،‬وإنما هم غالبا يكسبون صفة اللورد عن طريق الوراثة‪ ،‬أو‬
‫عن طريق التعيين الملكي‪ ،‬عددهم هو ‪ 4111‬الذين يكتسبون صفة اللورد عن طريق اإلرث‬
‫هم ‪ 911‬تقريبا‪ ،‬والباقي هم المعينون من قبل الملك‪ ،‬كذلك رجال القضاء الكبار يمثلون في‬

‫‪14‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫هذا المجلس ‪ 1‬أشخاص تقريبا‪ .‬باإلضافة إلى أن هناك فئة‪ ،‬يكتسبون صفة اللورد عن‬
‫طريق االنتخاب وهم قليلون جدا‪.‬‬
‫الذين يكتسبون صفة اللورد عن طريق الوراثة هم لمدى الحياة في هذا المجلس إلى الموت‪،‬‬
‫أما المنتخبون فيتجددون في كل مرة‪.‬‬
‫صالحيات البرلمان البريطاني‪:‬‬
‫ـ التشريع‪ :‬أي إصدار القوانين كان البرلمان في أول األمر‪ ،‬هو األول في التشريع‪ ،‬وهو ما‬
‫يسمى "العهد الذهبي لبرلمان البريطاني" إلى درجة أنه كان يفعل ما يشاء‪ ،‬يحول المرأة إلى‬
‫الرجل ويحول الرجل إلى المرأة‪ .‬ولم يستمر هذا فقد تضاءلت صالحية البرلمان في ميدان‬
‫التشريع‪ ،‬ألن الحكومة في بريطانيا أصبحت تشارك البرلمان في التشريع عن طريق‬
‫"مشاريع القوانين" كما سبق ذكره‪ ،‬والحكومة ضامنة لهذه المشاريع‪ ،‬ألن أغلبيتها في‬
‫مجلس العموم‪ = .‬التشريع لم يعد للبرلمان‪ ،‬بل أصبح للحكومة أكثر منه‪ ،‬ألن أغلبيتها في‬
‫مجلس العموم"‪.‬‬
‫ـ الرقابة السياسية‪ :‬التي يقوم بها على الحكومة‪ ،‬وقد أصبحت الرقابة البرلمانية ضعيفة‪ ،‬ألن‬
‫الحكومة يكون لها سند في مجلس العموم‪ ،‬فاألغلبية تدافع عن الحكومة‪ ،‬وال يمكن مراقبتها‬
‫عن طريق ملتمس الرقابة أو سحب الثقة‪ ،‬وكذلك ال نسمع كثيرا عن تقديم ملتمس الرقابة‬
‫ضد الحكومة‪ ،‬في السنوات األخيرة نجد أن هناك حركية في الحكومة البريطانية‪ ،‬فدائما‬
‫يغير الوزير األول‪ ،‬ألنه لم يعد يحظى بالثقة من قبل البرلمان‪.‬‬
‫= الرقابة على الحكومة لم تعد من طرف البرلمان كما كانت‪ ،‬ألن الحكومة أصبح لها‬
‫أغلبية تساندها في مجلس العموم‪ ،‬ومنذ سنة ‪ 4121‬م‪ ،‬لم تعرف الحكومة ملتمس الرقابة أو‬
‫سحب الثقة‪.‬‬
‫النظام الرئاسي في الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬
‫عرفت الواليات المتحدة األمريكية ثالث مراحل أساسية في تاريخها السياسي‪ ،‬كانت في‬
‫البداية تحتلها بريطانيا‪ ،‬وذلك منذ القرن السابع عشر‪ ،‬كان هناك ثورات من أجل االستقالل‬
‫في ق‪ 49.‬فانتهت هذه الثورات بإعالن االستقالل سنة ‪ 4889‬م‪ ،‬وبعد سنة أي في سنة‬
‫‪ 4888‬م‪ ،‬دخلت الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬في اتحاد تعاهدي (وهو ما يسمى‬
‫الكونفدرالية) وذلك عبر معاهدة جمعت الواليات المتحدة األمريكية من أجل توحيد جهودها‬
‫في الميادان العسكري واالقتصادي‪ ،‬واستمر هذا االتحاد إلى أن دخلت في اتحاد جديد‪ ،‬وهو‬
‫االتحاد الفدرالي‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫وذلك بمقتضى دستور اتحادي أعلن عنه في سنة ‪ 4898‬وهو من أقدم الدساتير في العالم‪،‬‬
‫جاء هذا االتحاد بمجموعة من المقتضيات الدستورية والسياسية‪ ،‬وال يزال هذا ساريا لحد‬
‫اآلن‪ ،‬لكن تم تعديله عدة مرات‪ ،‬أكثر من ‪ 31‬تعديل‪ ،‬هذا الدستور هو الذي ينظم سلطات‬
‫الدولة‪ ،‬وعالقة الدولة بالواليات وعالقة السلط فيما بينها‪.‬‬
‫المؤسسات السياسية والدستورية في أمريكا‪:‬‬
‫المؤسسة االنتخابية‪ :‬االنتخاب في أمريكا‪ ،‬عرفت نفس المسار الذي عرفته بريطانيا‪ ،‬ألنه‬
‫مقيدا في أمريكا‪ ،‬حرمت فئة كثيرة في المجتمع من االنتخاب‪ ،‬كفئة العبيد‪ ،‬والمرأة كذلك‬
‫بدورها لم يكن لها حق االنتخاب‪ ،‬كالوضع في بريطانيا‪ ،‬ولم يسمح لها بذلك إال مؤخرا‪،‬‬
‫تجلى هذه االنتخابات في "انتخاب الرئيس" وانتخاب أحد مجلسي الكونغرس‪ ،‬وهو‬
‫"مجلس النواب" وهو يتم انتخابه مباشرة عن طريق الشعب‪ ،‬ألنه يمثل إرادة الشعب‬
‫األمريكي‪ ،‬على خالف مجلس الشيوخ‪ ،‬الذي يمثل الواليات‪ ،‬فينتخب عن طريق "هيئة‬
‫انتخابية" وكل والية تمثل عضوين في مجلس الشيوخ‪.‬‬
‫النظام الحزبي‪ :‬يقوم على الثنائية في الحزبية كما هو الحال في بريطانيا‪ ،‬وهناك حزبان‬
‫يهيمنان على الحياة السياسية في أمريكا‪ :‬الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري‪ ،‬ولكل‬
‫حزب مؤيدوه وفلسفته ومذهبه‪ ،‬وأصبح هذا الفرق يتقلص‪ ،‬فلم تعد هناك فوارق بين‬
‫الحزبين‪ ،‬ألن المذهب الذي يسود في أمريكا هو المذهب الليبرالي‪.‬‬
‫هذه األحزاب هي أحزاب أطر‪ ،‬وليست أحزاب جماهير‪ ،‬وهاذان الحزبان الكبيران هما‬
‫اللذان يتناوبان على السلطة التشريعية والتنفيذية كذلك‪ ،‬ففي بعض األحيان نجد أن الحزب‬
‫الديمقراطي هو الذي يهيمن على الحياة السياسية‪ ،‬وأحيانا أخرى نجد أن الحزب الجمهوري‬
‫هو الذي يقوم بذلك‪ ،‬و هذه الهيمنة يكتسبها أحد الحزبين‪ ،‬فالشعب يميل في بعض المرات‬
‫إلى الحزب الديمقراطي‪ ،‬ومرات آخر إلى الجمهوري‪ ،‬وهناك فئة من الشعب هي متذبذة‪ ،‬ال‬
‫هي مع الديمقراطي وال مع الجمهوري‪ ،‬وفي االنتخابات تكتف الجهود على هذه الفئة‪ ،‬وهي‬
‫فئة المحايدين المتذبذين‪.‬‬
‫المؤسسة الرئاسية‪:‬‬
‫دستور ‪ 4898‬م‪ ،‬جاء بالفصل الجامد بين السلط‪ ،‬أي انعزال كل سلطة عن األخرى‪،‬‬
‫فالكونغرس الذي يمثل السلطة التشريعية‪ ،‬منفصل عن الرئيس‪ ،‬لكن الممارسة العملية‬
‫أوجدت نوعا من التعاون بين الرئيس ومجلس الشيوخ‪ ،‬فأصبح بعض مظاهر التعاون‬
‫بينهما‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫السلطة التنفيذية في أمريكا ال تقوم على أساس الثنائية‪ ،‬بل على أساس األحادية‪ ،‬فرئيس‬
‫الدولة هو الرئيس الفعلي للسلطة التنفيذية‪ ،‬وال توجد حكومة قائمة بذاتها في أمريكا‪ ،‬يجمع‬
‫الرئيس بين رئاسة الدولة ورئاسة السلطة التنفيذية‪ ،‬ال شك أن الرئيس في أمريكا ينتخب‪،‬‬
‫لكن نظام االنتخابات في أمريكا معقد جدا‪ ،‬في الظاهر يمكن القول أن الرئيس ينتخب‬
‫مباشرة‪ ،‬لكن في الحقيقة ينتخب بطريقة غير مباشرة‪ ،‬فهو منتخب مباشرة من طرف‬
‫الشعب‪ ،‬لكن االنتخابات النهائية تكون من طرف المجمع االنتخابي‪ ،‬أي "الهيئة الناخبة"‬
‫وتمر االنتخابات في أمريكا في بعض المرات‪ ،‬بخمس مراحل‪ ،‬في كل أربع سنوات ينتخب‬
‫الرئيس‪ ،‬وتكون رئاسته لواليتين فقط‪.‬‬
‫كل حزب يختار مرشحاه‪ ،‬ويتنافسان بينهما من سيكون المرشح للحزب‪ ،‬فتكون هناك‬
‫انتخابات على مستوى الواليات‪ ،‬والمؤتمر القومي يكون في كل والية‪ ،‬لينتخب رئيس‬
‫الحزب‪ ،‬ثم تأتي مرحلة أخرى يقوم المواطنون بانتخاب ما يسمى "المنتخبون الكبار"‬
‫والمجمع االنتخابي هو الذي يقرر من هو رئيس الواليات‪ ،‬أعضاء المجمع االنتخابي عدده‬
‫‪ 139‬عضوا‪ ،‬يمثلون مختلف الواليات‪ ،‬وهو العدد الذي يجمع أعضاء مجلس النواب‬
‫ومجلس الشيوخ‪ ،‬ويكون يوم االقتراع هو اليوم الذي يلي يوم االثنين من ديسمبر‪ ،‬تكون‬
‫االنتخابات مباشرة من المواطنين‪ ،‬فيتم التصويت على من سيتولى رئاسة الدولة‪ ،‬يمكن أن‬
‫يفوز أحد المرشحين من الحزب‪ ،‬لكن ليس فوزا نهائيا‪ ،‬وهنا يجب على المرشح أن يأتي‬
‫باألغلبية المطلقة "‪ 281‬صوتا" تجرى االنتخابات على الرئيس ونائبه‪ ،‬ويجب أن ال يكون‬
‫من نفس الوالية التي يقطن فيها الرئيس‪.‬‬
‫إذا لم يحصل على األغلبية المطلقة‪ ،‬يقوم مجلس النواب ويختار من بين الثالثة األوائل‬
‫رئيس الدولة‪ ،‬فإذا لم يأت نائبه باألغلبية المطلقة يقوم مجلس الشيوخ باختيار نائبه‪.‬‬
‫رئاسة الجمهورية في أمريكا‪ ،‬الرئيس هو السلطة التنفيذية‪ ،‬وال توجد حكومة مستقلة عن‬
‫الرئيس‪ ،‬بل يوجد "سكرتير" ينفذون سياسته‪ ،‬فهم مساعدون له‪ ،‬والرئيس هو الذي يقوم‬
‫بتعيينهم‪ ،‬ولكن في بعض المرات ال بد من موافقة مجلس الشيوخ‪ ،‬وال يسألون سياسيا أمام‬
‫الكونغرس‪ ،‬وإنما يسألون أمام الرئيس‪.‬‬
‫اختصاصات الرئيس‪:‬‬
‫هو الذي يضع السياسة العامة للدولة‪ /‬هو الذي يتولى تعيين الوزراء‪ ،‬وإعفائهم من‬
‫مناصبهم‪ /‬تعيين السفراء والقناصل وذلك بموافقة مجلس الشيوخ‪ /‬يستقبل السفراء الذين‬
‫يمثلون الدول‪ /‬إعالن الحرب‪ ،‬ألنه القائد األعلى للقوات العسكرية‪.‬‬
‫"الرئيس ال يسأل عن سياسته أمام الكونغرس‪ ،‬وإنما مسؤوليته تكون أمام الشعب"‬

‫‪17‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫الدستور يحمله المسؤولية الجنائية‪ ،‬ألنه قد يقع في بعض المحظورات فيسأل جنائيا‪ ،‬وذلك‬
‫في حالة ثبوت المسئولية الجنائية‪ ،‬وحينها يعزل من طرف الكونغرس‪ ،‬ومجلس الشيوخ هو‬
‫الذي يثير المسئولية الجنائية فيسأل أمامها‪.‬‬
‫بعض التهم الموجهة لرؤساء أمريكا‪( :‬عهد ركسون = ‪ / water gate‬كلينتون =‬
‫‪)Monica gate‬‬
‫السلطة التشريعية في أمريكا‪ :‬هي ثنائية‪ ،‬بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ‪( ،‬يمثلهما‬
‫الكونغرس‪ ،‬فهو البرلمان في الواليات المتحدة األمريكية) مجلس النواب ينتخب ينتخب لمدة‬
‫سنتين من طرف الشعبـ باقتراع عام مباشر‪ ،‬ألنه الذي يمثل الشعب األمريكي‪ ،‬وال تكفي‬
‫السنتان لكي يحقق العضو وعوده‪ ،‬ولكي يكون العضو عضوا في مجلس النواب‪ ،‬ال بد أن‬
‫تكون له جنسية أمريكية أصلية أو مكتسبة عمرها سبع سنوات على األقل‪ ،‬ويبلغ من العمر‬
‫‪ 21‬سنة‪ ،‬ومقيم بالدائرة االنتخابية التابعة له‪ ،‬مجلس الشيوخ مدة واليته ست سنوات‪،‬‬
‫ويتجدد ثلثه كل سنتين‪ ،‬أي تجرى االنتخابات كل سنتين‪ ،‬وأعضاؤه يمثلون الواليات وليس‬
‫الشعب‪ ،‬ولكل والية عضوين في مجلس الشيوخ‪ ،‬ومجموعهم مائة شيخ لخمسين والية‪،‬‬
‫والبد للعضو في مجلس الشيوخ أن يكون بالغا من العمر ‪ 31‬سنة‪ ،‬وأن يكون حاصال على‬
‫الجنسية األمريكية تسع سنوات على األقل‪ ،‬الكونغرس يتمتع بالحصانة البرلمانية‪ ،‬أي‬
‫أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب‪.‬‬
‫اختصاصات الكونغرس‪ :‬االختصاص الرئيسي هو التشريع‪ ،‬فلكل من مجلس النواب‬
‫ومجلس الشيوخ الحق في ذلك‪ ،‬إال في المسائل المالية فتكون صالحية المبادرة فيه لمجلس‬
‫النواب‪ /‬تعديل الدستور‪( ،‬السلطة التأسيسية) فيتمتع باتخاذ المبادرة من أجل تعديل الدستور‪،‬‬
‫ومشروع الدستور يعدل بتصويت الثلثين في الكونغرس‪ /‬صالحية انتخابية‪ ،‬فهو الذي يقوم‬
‫باختيار الرئيس حين ال يحصل على األغلبية المطلقة‪ ،‬يقوم بذلك مجلس النواب‪ ،‬أما نائب‬
‫الرئيس فيقوم بتعيينه مجلس الشيوخ‪ /‬الموافقة علة المعاهدات الدولية‪ ،‬حيث يشترك فيها‬
‫مجلس الشيوخ مع الرئيس‪ ،‬يوقعها الرئيس وال تصبح نافذة إال بمصادقة مجلس الشيوخ‬
‫بنسبة الثلثين‪.‬‬
‫مظاهر العالقة بين الرئيس والكونغرس‪:‬‬
‫األصل أنها عالقة جد ضيقة‪ ،‬ألن هناك استقالل سلطة عن أخرى‪ ،‬لكن الدستور األمريكي‬
‫يحدد بعض مظاهر هذه العالقة‪ ،‬ثم إن الممارسات السياسية قلصت انعزال سلطة عن‬
‫أخرى‪ ،‬والرئيس في أمريكا يمكنه أن يعترض على المشاريع المقدمة من الكونغرس‬
‫ويستعمل حق الفيتو‪ ،‬وقد استعمله روزفلت ‪ 934‬مرة‪ ،‬فالكونغرس قد يصادف هذا‬
‫االعتراض‪ ،‬والرئيس كذلك يقوم بتوجيه عمل تشريعي للكونغرس‪ ،‬التي يراها ضرورية‬

‫‪18‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫عن طريق أصدقائه في الكونغرس خصوصا األعضاء الذين ينتمون لحزبه‪ ،‬ثم إن الرئيس‬
‫يوجه رسالة سنوية للشعب عامة وللكونغرس خاصة‪ ،‬يشرح فيها وضعية االتحاد‪ ،‬قد تضمن‬
‫هذه الرسالة إشارات‪ ،‬لما يقوم به الكونغرس‪ ،‬خاصة في مجال التشريع‪.‬‬
‫وسائل تأثير الكونغرس على الرئيس‪:‬‬
‫االتهام الجنائي‪ :‬نص على ذلك دستور الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فيمكن للكونغرس حق‬
‫اتهام رئيس الجمهورية ومستشاروه‪ ،‬أي تقديم اتهام جنائي‪ ،‬عندما يصدر عن الرئيس‬
‫أفعال‪ ،‬تكون منافية للعمل السياسي في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وهناك حاالت اتهم فيها‬
‫الرئيس األمريكي مثل ريتشارد سنة ‪ 4182‬م‪ ،‬كان جمهوريا فاتهم بالتصنت على الحزب‬
‫الديمقراطي‪ ،‬فقدم استقالته قبل تحريك االتهام الجنائي ضده‪ ،‬وهذه الواقعة معروفة بواقعة‬
‫"ووترغيت" وكذلك فضيحة بيل كلينتون‪ ،‬اتهم في تحرشه بموظفة عنده عن طريق‬
‫صديقتها مونيكا‪ ،‬وهي الواقعة المعروفة بواقعة "مونيكاغيت" وهناك مسطرة محددة‬
‫لتحريك االتهام الجنائي‪ /‬التصويت على الميزانية‪ :‬فالرئيس هو الذي يحضر ميزانية‬
‫االتحاد‪ ،‬وال يمكن أن تصبح نافذة المفعول‪ ،‬إال بعد مصادقة الكونغرس عليها‪ ،‬إذا رفض‬
‫الكونغرس االعتمادات التي قدمها الرئيس فال يمكن للرئيس أن يمول مشاريعه‪ ،‬وال يمكن‬
‫سحب األموال من الخزينة إال بعد مصادقة الكونغرس‪ ،‬وهذا ما نص عليه الدستور‬
‫األمريكي‪.‬‬
‫النظام السياسي والدستور ي في فرنسا‪:‬‬
‫تعرف فرنسا حاليا ما يعرف بالنظام شبه الرئاسي‪ ،‬وقد بدأ هذا النظام مع صدور‬
‫الجمهورية الرئاسية الخامسة سنة ‪ 4119‬م‪ ،‬هو نظام مختلط يمزج بين خصائص النظام‬
‫البرلماني والرئاسي‪ ،‬التاريخ الدستوري لفرنسا هو تاريخ مليء باألحداث السياسية وعدم‬
‫االستقرار‪ ،‬ومليء بتسلسل األنظمة السياسية‪ ،‬فقد عرفت نظام الملكية المطلقة‪ ،‬ثم عرفت‬
‫نظام الملكية المقيدة‪ ،‬ثم النظام الديمقراطي ثم النظام الجمهوري‪ ،‬فهي إذن عرفت العديد من‬
‫األحداث الدموية‪ ،‬وحدثت فيها عدة ثورات وانقالبات أهمها سنة ‪ 4199‬م‪ ،‬التي أنهت نظام‬
‫الملكية المطلقة‪ ،‬ودخلت في أنظمة سياسية جديدة‪.‬‬
‫نظام الجمهورية الخامسة جاء من أجل إقامة االستقرار السياسي لفرنسا‪ ،‬قبل هذا كانت‬
‫تعيش في الجمهورية الرابعة‪ ،‬أي قبل دستور ‪ 4119‬م‪ ،‬كان دستور ‪ 4119‬م‪ ،‬والتي كانت‬
‫فيه الجمهورية الرابعة‪ ،‬وكان هذا الدستور يمنح صالحيات قوية جدا للبرلمان‪ ،‬والعصر‬
‫الذهبي في فرنسا بالنسبة للبرلمان كان في الوالية الثالثة والرابعة‪ ،‬فالبرلمان هو الذي كان‬
‫يعين الرئيس‪ ،‬وبالتالي يتحكم فيه كيف شاء‪ ،‬فكانت السلطة التنفيذية ضعيفة جدا‪ ،‬رجال‬
‫القانون والسياسيون فكروا في إحداث دستور جديد يضمن االستقرار والتوازن بين السلطة‬

‫‪19‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫التشريعية والتنفيذية‪ ،‬في سنة ‪4119‬م حدث دستور جديد‪ ،‬فانقلبت الكفة لصالح السلطة‬
‫التنفيذية على حساب السلطة التشريعية‪ ،‬فأصبحت األولى هي المهيمنة‪ ،‬وجاء ما يعرف‬
‫بالعقلنة البرلمانية‪ ،‬أي الحد من سلطات البرلمان‪ ،‬لفائدة السلطة التنفيذية‪ ،‬وذلك بمنح‬
‫األخيرة عدة صالحيات‪ ،‬من بينها المساهمة في التشريع‪ ،‬فأصبح البرلمان مقيدا فيما يتعلق‬
‫بالتشريع‪ ،‬وكذلك قيد في مراقبة السلطة التنفيذية عبر عدة مظاهر‪ ،‬هذه العقلنة أقامت‬
‫استقرارا سياسيا‪ ،‬ثم تقوية مركز رئيس الجمهورية‪ ،‬أصبح يستمد شرعيته من الشعب‬
‫مباشرة‪ ،‬وهذا ما يجعله تكون عنده شرعية قوية مقابل شرعية البرلمان‪ ،‬فدستور ‪ 4119‬م‪،‬‬
‫وزع الصالحيات للبرلمان على سبيل الحصر‪ ،‬وما بقي من المجاالت يكون من‬
‫اختصاصات السلطة التنفيذية‪ ،‬أي أقام هذا الدستور تمييزا بين مجال القانون (وهو‬
‫البرلمان) وبين مجال التنظيم (وهو الرئيس) فإذا أصدر البرلمان قانونا ال يدخل في مجاله‬
‫يمكن للتنفيذية أن ترفع هذا للمجلس الدستوري‪.‬‬
‫يمكن للحكومة أن تقدم مرسوم قانون تطلب من البرلمان أن تشرع في ظرف محدد تطبيقه‬
‫ليصادق على ذلك‪ ،‬وهذا ما يسمى "التفويض التشريعي" واألدوات تسمى مراسيم وقوانين‪،‬‬
‫ثم تشرع في ذلك في الفترات الفاصلة بين دورات البرلمان وهذا يدخل في إطار العقلنة‬
‫البرلمانية‪ ،‬إذن أصبحت الحكومة تشرع‪.‬‬
‫أما في مجال المراقبة فقد تم تقييد البرلمان في ملتمس الرقابة وسحب الثقة‪ ،‬ألن بسببهما‬
‫كان البرلمان دائما يطيح بالرئيس‪ ،‬فالعقلنة البرلمانية قوت السلطة التنفيذية وأضعفت من‬
‫السلطة التشريعية‪.‬‬
‫رئاسة الجمهورية في فرنسا‪:‬‬
‫الرئيس يلعب دورا مركزيا وحيويا في الحياة السياسية في فرنسا‪ ،‬منها ما أحدثه الجنرال‬
‫"دوغول" حيث قام بعدة تعديالت دستورية منها انتخاب الرئيس بصفة مباشرة من طرف‬
‫الشعب‪ ،‬بعدما كان ينتخب من طرف هيئة ناخبة‪ ،‬تضم أعضاء مجلسي البرلمان‪ ،‬وأعضاء‬
‫مجالس األقاليم ما وراء البحار‪ ،‬وحصل هذا مع بداية الجمهورية الخامسة‪ ،‬الحكومة تابعة‬
‫للرئيس وهو الذي يتحكم فيها‪ ،‬وقد أعطى الدستور صالحية تعيين الرئيس للوزير األول‬
‫بكل حرية‪ ،‬وعادة ما يختاره من الحزب الذي ينتمي إليه وله أغلبية في الجمعية الوطنية‪،‬‬
‫كذلك من صالحياته يقوم بمخاطبة البرلمان عبر توجيه رسائل للبرلمان من أجل أن يوضح‬
‫سياسة الدولة‪ ،‬يوجهها سنويا ويتحدث عن أحوال الجمهورية وعما يريد أن يقوم به من‬
‫مشاريع‪ ،‬قبل ‪ 2119‬كان يوجه رسائل‪ ،‬ولكن بعد تعديالت ‪ 2119‬للدستور أصبح يلقي‬
‫خطابا أمام الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ من داخل البرلمان‪ ،‬وال يقبل خطابه التصويت‪.‬‬
‫كذلك حل الجمعية الوطنية لكنه مقيد باستشارة الوزير األول ورئيس مجلس الشيوخ ورئيس‬
‫الجمعية الوطنية‪ ،‬لكن هذه االستشارة شكلية فقط‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يستطيع اإلعالن عن‬
‫‪20‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫حالة االستثناء‪ ،‬وهذا ما ينص عليه الفصل ‪ 49‬من الدستور‪ ،‬فإذا حدث للجمهورية أحداث‬
‫تمس باستقالل البالد وأراضيها‪ ،‬يمكن للرئيس أن يعلن حالة االستثناء‪ ،‬ويمكنه هذا من‬
‫اتخذا كل اإلجراءات التي يراها ضرورية من أجل اإلرجاع األمور إلى نصابها‪ ،‬وهو الذي‬
‫يعلن عن انتهاء هذه الحالة‪ ،‬كذلك هو القائد العام للقوات المسلحة فيتخذ قرارات عسكرية‬
‫وقرارات الدفاع عن وطنه (تنظيم المجال العسكري‪ ،‬كصنع األسلحة واستعمال النووي وما‬
‫إلى ذلك) ومن صالحياته له أن يقيل الوزير األول‪ ،‬لكن ليس إقالة مباشرة‪ ،‬وإنما تكون‬
‫المبادرة من الوزير األول‪ ،‬ألن الرئيس ال يحق له أن يقيل الوزير األول‪ ،‬إال إذا طلب هو‬
‫ذلك بنفسه‪ .‬كذلك له حق إعالن حل البرلمان‪ ،‬ويؤدي هذا طبعا إلى إقالة الحكومة والقيام‬
‫بإجراء انتخابات جديدة بالنسبة للجمعية الوطنية‪ ،‬ألنها التي تمثل الشعب‪ ،‬وليس من حقه‬
‫حل مجلس الشيوخ‪ ،‬له صالحية كذلك في المجال التأسيسي‪ ،‬أي حق المبادرة في تعديل‬
‫الدستور‪ ،‬أي اقتراح بتعديل الدستور‪ ،‬ويستفتي في لك الشعب‪ ،‬أو يلجأ إلى البرلمان‪ ،‬من‬
‫أجل أن يقترح عليه تعديل بعض المقتضيات‪ ،‬وهذا منصوص عليه في الدستور الفرنسي‪.‬‬
‫األربعاء ‪ 11‬جمادى األولى ‪ 1221‬هـ‪ 01 /‬نونبر ‪ 0202‬م‬

‫صالحيات الرئيس مع الوزير األول‪:‬‬


‫ـ الرئيس هو الذي يرأس المجلس الوزاري‪ ،‬وفي بعض المرات والحاالت يقوم الوزير‬
‫األول برئاسة هذا المجلس‪ ،‬وفق جدول أعمال محدد‪ ،‬وبتفويض من رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫ـ يقوم الرئيس بالتوقيع عل المراسيم واألوامر التنظيمية‪ ،‬هي عادة من صالحيات الوزير‬
‫األول‪ ،‬ألن السلطة التنظيمية يمارسها األول‪ ،‬لكن كل مرسوم يصدر عن الوزير األول‪،‬‬
‫يوقع عليه الرئيس‪ ،‬فمجال التنظيم يمارسه الوزير األول‪ ،‬بشراكة مع الرئيس‪ ،‬وبدون توقيع‬
‫رئيس الجمهورية ال يكون النص نافذ المفعول‪.‬‬
‫ـ تعيين التوظيف في المناصب العليا‪" ،‬مراسيم تعيين" فهناك قانون يحدد الصالحيات في‬
‫التعيين بالنسبة للرئيس والوزير‪ ،‬وهناك فرق بين القوانين التنظيمية‪ ،‬والمراسيم التنظيمية‪،‬‬
‫فالقوانين التنظيمية تصدر عن البرلمان‪ ،‬فهي مكملة للدستور‪ ،‬والمراسيم التنظيمية تصدر‬
‫عن الوزير األول‪ ،‬وتسمى بمجال التنظيم‪.‬‬
‫عالقة رئيس الجمهورية بالبرلمان‪ :‬أي عالقته بالسلطة التشريعية‪.‬‬
‫ـ رئيس الجمهورية هو الذي يوقع على القوانين التي تصدر عن البرلمان‪ ،‬والدستور قد حدد‬
‫مدة زمنية‪ ،‬لهذه الموافقة‪ ،‬وهي ‪ 41‬يوما‪ ،‬ويمكن للرئيس أن يرجع القوانين للبرلمان‪،‬‬
‫إلعادة القراءة ثانيا‪ ،‬ما يسمى بالقراءة الثانية‪ ،‬ويتم التصويت عليه بنفس األغلبية المطلوبة‪،‬‬
‫إلقرار القوانين وإصدارها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫ـ الوزير األول يمكنه أن يطلب من البرلمان عقد دورة استثنائية‪ ،‬لكن بموافقة رئيس الدولة‪،‬‬
‫والتوقيع على هذه المراسيم الفتتاح الدورة االستثنائية‪ ،‬كما يمكنه أن يطلب من الرئيس أن‬
‫يتقدم بتعديل الدستور‪.‬‬
‫عالقة الرئيس بالقضاء‪:‬‬
‫يتدخل في مجال القضاء عبر عدة تدابير‪ :‬يرأس المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ /‬يعين‬
‫عددا من معينا من أعضائه التسعة‪ ،‬فهو الذي يعينهم‪ /‬له حق العفو الخاص عن المحكومين‬
‫في السجون‪.‬‬
‫على المستوى الخارجي‪:‬‬
‫يعين السفراء والقناصلة‪ ،‬ويقوم بتوجيه لمفاوضات قصد إبرام االتفاقيات والمعاهدات‬
‫الدولية‪ ،‬فحينما تعقد المعاهدات واالتفاقيات فهو يوقع عليها‪ ،‬وكل معاهدة ال ترتب التزامات‬
‫مالية يوقع عليها رئيس الجمهورية‪ ،‬أما بالنسبة للتي يترتب عليها التزامات مالية فالذي يوقع‬
‫عليها هو البرلمان‪" .‬الشؤون الخارجية مجال محفوظ لرؤساء الدول‪ ،‬وهذا بالنسبة لجميع‬
‫الدول"‬
‫الحكومة في فرنسا‪:‬‬
‫الحكومة هي الجهاز الثاني في فرنسا‪ ،‬للسلطة التنفيذية‪ ،‬الفصل ‪ 21‬من الدستور يعطي‬
‫للحكومة صالحية كبيرة في تحضير وتنفيذ سياسة الدولة‪ ،‬تحت مراقبة البرلمان‪ ،‬ولكن من‬
‫الناحية الواقعية‪ ،‬يحددها رئيس الجمهورية‪ ،‬وتقوم الحكومة بتنفيذها تحت مراقبة البرلمان‪،‬‬
‫فهناك تناقض بين الدستور والممارسة السياسية في الواقع‪.‬‬
‫رئيس الجمهورية في فرنسا يعين الوزير بكل حرية تامة‪ ،‬من داخل البرلمان أو من‬
‫خارجه‪ ،‬ويعين الوزراء اآلخرين كذلك‪ ،‬لكن عليه أن يختار الوزير من األغلبية الموجودة‬
‫في الجمعية الوطنية‪ ،‬وهذا ما يسمى بالتعايش بين الرئيس والوزير األول‪.‬‬
‫تكون الحكومة‪ :‬تركيبها‪:‬‬
‫تتشكل من الوزير األول والوزراء‪ ،‬الذي يأخذون ألقابا متعددة‪ ،‬مثل‪ :‬وزراء دولة‪ ،‬قد يلقب‬
‫رئيس حزب بوزير دولة‪ ،‬ويكون هذا الوزير بدون حقيبة‪ ،‬حالة تكليفه بمهمة‪ ،‬ثم هناك‬
‫وزراء منتدبون لدى الوزير األول‪ ،‬يرأسون قطاعا معينا‪ ،‬ربما يكونون في بعض المرات‬
‫بدون حقيبة‪ ،‬أي كمساعدين‪ ،‬ثم هناك الوزراء العاديين مثل وزير التعليم ووزير الداخلية‪،‬‬
‫فهم وزراء مكلفون بالحقيبة‪ ،‬ثم هناك كتاب الدولة‪ ،‬كاتب دولة‪ ،‬يكون حينما يكون هناك‬
‫وزارات لها مهام كثيرة‪ ،‬تحدث بجانبها مكاتب دولة‪ ،‬يكون على رأسها كاتب دولة‪ ،‬فكاتب‬

‫‪22‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫الدولة له مكتب خاضع لوزارة أخرى‪ ،‬مثل وزارة الخارجية لها كاتب دولة‪ ،‬ومثل التعليم‬
‫العالي كان له كاتب دولة‪.‬‬
‫مهام الحكومة‪:‬‬
‫هناك صالحيات تمارسها الحكومة كهيئة‪:‬‬
‫في مجال تحديد وتنفيذ سياسة الدولة‪ ،‬ثم في مجال التشريع‪ ،‬مشاريع القوانين‪ ،‬يقوم التداول‬
‫فيها في المجلس الوزاري‪ ،‬ويقوم الوزير األول‪ ،‬بإحالتها على البرلمان‪ /‬الحكومة تقوم‬
‫بطلب منح الثقة‪ ،‬تكون منح الثقة حينما يشعر الوزير األول أن الحكومة لم تعد تحظى بثقة‬
‫البرلمان‪ ،‬حينما يوافق البرلمان على هذه الثقة تستمر الحكومة في تنفيذ صالحياتها فإذا‬
‫رفض البرلمان ذلك‪ ،‬فإن الحكومة تنتهي‪ /‬الحكومة لها الوقت الكافي لتقديم برنامجها‬
‫الحكومي للبرلمان‪ ،‬متى أرادت ذلك لها الوقت الكافي‪ ،‬لكن حينما تصبح الحكومة معينة‬
‫ومنصبة يمكنها أن تتقدم إلى البرلمان ببرنامجها‪ /‬قد تخذ الحكومة قرار إعالن "حالة‬
‫الحصار" والتعبئة التامة والشاملة‪ ،‬مثل أن تكون هناك أزمة دولية أو قيام اضطرابات‬
‫داخلية‪ ،‬ويجب أن تحدد مدة الحصار‪ ،‬وعند التحديد ال يمكن للحكومة أن تمدد حالة الحصار‬
‫إال بالرجوع للبرلمان ليوافق عليها‪ ،‬فإعالن حالة الحصار يكون بمرسوم وزاري‪ ،‬وتمديده‬
‫ال يكون إال بموجب قانون يصدر عن البرلمان‪.‬‬
‫صالحيات الوزير األول‪:‬‬
‫ـ رئاسة المجلس الوزاري‪ ،‬بناء على تفويض من رئيس الجمهورية وجدول أعمال محدد‪.‬‬
‫ـ توجيه أعمال الحكومة‪ ،‬والوزراء قبل اتخاذهم القرار يستشيرون مع الوزير األول‪.‬‬
‫ـ يمارس السلطة التنفيذية »‪ «le pouvoir réglementaire‬والوزراء كذلك يمارسون‬
‫هذا بناء على تفويض من الوزير األول‪ ،‬يمارس الوزير األول السلطة التنفيذية عبر مراسيم‬
‫تنظيمية‪ ،‬والمرسوم التنظيمي له طابع إداري يجوز الطعن فيه‪ ،‬بدعوى اإللغاء أما المحكمة‬
‫اإلدارية‪ ،‬سواء كان هذا المرسوم فرديا أم عاديا‪ ،‬بخالف القانون التنظيمي الذي يصدر من‬
‫البرلمان‪ ،‬ال يقبل الطعن باإللغاء‪ ،‬ويمكن الطعن فيه بدعوى عدم الدستورية‪.‬‬
‫ـ كذلك من صالحيات الوزير األول‪ ،‬طرح منح الثقة أمام البرلمان‪.‬‬
‫ـ اقتراح على رئيس الجمهورية لعقد دورة استثنائية‪.‬‬
‫ـ إحالته للقانون أمام المجلس الدستوري لكي يُرا َقب‪ ،‬وهو الذي يقدم مشروع القانون أمام‬
‫البرلمان‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫البرلمان‪ :‬السلطة التشريعية‪:‬‬


‫كان للبرلمان نفوذ وهيمنة‪ ،‬في الجمهورية الثالثة والرابعة‪ ،‬والمستجدات التي جاء بها‬
‫دستور ‪ 4119‬م‪ ،‬هو إضعاف للبرلمان‪ ،‬فانقلبت الموازين لصالح الحكومة على حساب‬
‫البرلمان‪ ،‬أصبح البرلمان ضعيفا‪ ،‬على المستوى التشريعي‪ ،‬وعلى مستوى الرقابة‪ ،‬ولهذا‬
‫قيل بأن البرلمان أصبح مكتبا للتسجيل‪.‬‬
‫البرلمان في فرنسا مكون من مجلسين‪ :‬الجمعية الوطنية‪ ،‬ومجلس الشيوخ‪.‬‬
‫الجمعية الوطنية‪ Assemblée nationale :‬تنتخب لمدة خمس سنوات‪ ،‬عبر االقتراع‬
‫العام المباشر‪ ،‬على دورتين‪ ،‬بمعنى أن المرشح يكون في دائرة انتخابية‪ ،‬ويتنافس على مقعد‬
‫من المقاعد‪ ،‬ويجب أن يأتي باألغلبية المطلقة (أي النصف ‪ )4 +‬وفي حالة عدم إتيانه بهذه‬
‫األغلبية‪ ،‬يمر إلى دورة ثانية‪ ،‬والذي يحصل على أكبر عدد من األصوات‪ ،‬يفوز بالمقعد‪،‬‬
‫فالشعب إذن هو الذي يختار أعضاء الجمعية الوطنية‪.‬‬
‫مجلس الشيوخ‪ Sénat :‬ال ينتخبون انتخابا مباشرا‪ ،‬وإنما ينتخبون عبر هيئة ناخبة‪ ،‬أي‬
‫جسم انتخابي »‪ «un corps électoral‬مجلس الشيوخ يكون مؤلفا من نواب الجمعية‬
‫الوطنية‪ ،‬والمستشارين العامين‪ ،‬والمندوبون عن المجالس البلدية‪ ،‬فهؤالء هم الذين يشكلون‬
‫مجلس الشيوخ‪.‬‬
‫صالحيات البرلمان‪:‬‬
‫ـ التشريع‪ ،‬أي إصدار القوانين‪ ،‬الدستور وضع تحديدا للبرلمان‪ ،‬في مجال التشريع‪،‬‬
‫والجمعية الوطنية لها هيمنة كبيرة في التشريع‪ ،‬وفي حالة إذا لم يتفق مجلس الشيوخ مع‬
‫الجمعية الوطنية‪ ،‬على مشروع قانون مثال‪ ،‬فإن الوزير األول يقوم بإنشاء لجنة مشتركة‬
‫للموافقة بين المجلسين‪ ،‬وإذا فشلت هذه اللجنة في ذلك‪ ،‬يمكن للوزير األول‪ ،‬أن يدع القرار‬
‫األخير للجمعية الوطنية‪ ،‬فالكلمة الفصل هنا تكون للجمعية الوطنية‪.‬‬
‫ـ المراقبة‪ ،‬وخاصة الجمعية الوطنية فهي تقوم بمراقبة أعمال الحكومة‪ ،‬وهذه الرقابة ذات‬
‫طابع سياسي تتم عبر آليات‪ ،‬مثل توجيه األسئلة‪ ،‬االستجواب‪ ،‬ملتمس الرقابة‪ ،‬سحب الثقة‪،‬‬
‫وهذين األخيرين خاصين بالجمعية الوطنية وحدها‪ ،‬لكن أمام عقلنة البرلمان‪ ،‬نجده عاجز‬
‫عن تفعيل هذه اآلليات‪ ،‬ألن الحكومة عادة لها أغلبية في الجمعية الوطنية‪ ،‬وحتى المعارضة‬
‫عاجزة عن تحريك سحب الثقة أو ملتمس الرقابة‪ ،‬ألنها ليس لها نصاب لألغلبية‪ ،‬إال إذا‬
‫حصل انشقاق داخل األغلبية‪ ،‬فيمكن للمعارضة أن تستقطب بعض األعضاء‪.‬‬
‫دستور ‪ 4119‬م‪ ،‬عدل في سنة ‪ 2119‬م‪ ،‬ومن مستجداته‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫ـ إعادة االعتبار لبرلمان‪ ،‬فالالئحة التي كانت على سبيل الحصر توسعت‪ ،‬وزاد عدد‬
‫المجاالت التي يشرع البرلمان فيها‪.‬‬
‫ـ البرلمان أصبح يشارك الحكومة في وضع جدول األعمال‪ ،‬وإن كانت الحكومة ال تزال‬
‫تسيطر على جدول األعمال‪ ،‬باإلضافة إلى أنه أصبح يقيم السياسات البرلمانية‪.‬‬
‫السبت ‪ 11‬جمادى األولى ‪ 0 / 1221‬دجنبر ‪ 0202‬م‬

‫النظام الدستوري المغربي‪:‬‬


‫أين يمكن أن نصنف الدستور المغربي؟‬
‫المغرب دولة عريقة تستمد جذورها من الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ولها تاريخ طويل يزيد عن‬
‫‪ 42‬قرنا‪ ،‬حينما جاء إدريس األول أسس الدولة المغربية األولى‪ ،‬وهناك سالالت كثيرة‪،‬‬
‫حكمت الدولة المغربية باسم السلطنة تارة‪ ،‬وباسم الملكية تارة أخرى‪.‬‬
‫السلطان أو الملك كان يجمع في يده كل السلطات‪ ،‬ما يسمى بالنظام الخالفي‪ ،‬الذي يستمد‬
‫أصوله من النظام اإلسالمي‪ ،‬كان يشرع وكان يقضي بين الناس‪ ،‬وحينما توسعت الدولة‬
‫اإلسالمية فوض سلطاته لمساعديه في القرى النائية‪ ،‬وكانوا يسمون بالوالة‪.‬‬
‫عندما دخلت سلطات الحماية سحبت من السلطان سلطاته الزمانية وتركت له السلطة‬
‫الدينية‪ ،‬فأصبحت هي المشرعة‪.‬‬
‫إمارة المؤمنين استمرت عبر تاريخ المغرب‪ ،‬حينما على االستقالل‪ ،‬بدأ يحدث مؤسساته‬
‫الدستورية‪ ،‬وكان خطاب محمد الخامس بعد االستقالل يحث على بناء دولة ديمقراطية‪.‬‬
‫وُ ضع مجلس استشاري ليضع أول دستور للمغرب‪ ،‬لكن نشأت نزاعات داخل هذا المجلس‪،‬‬
‫فكانت الفترة بين ‪ 4119‬و ‪ 4192‬م‪ ،‬هي فترة انتقالية وكان الملك يجمع بين كل السلط‪.‬‬

‫سنة ‪ 4192‬م‪ ،‬أول ما قام به الملك الحسن الثاني هو إصدار أول دستور للمغرب‪ ،‬فدخل‬
‫المغرب عالم الدسترة‪ ،‬وأصبح له دستور ينظم سلطات الدولة‪ ،‬فما هي طبيعة هذا النظام‬
‫الدستوري الذي جاء به دستور ‪ 4192‬م؟‬
‫المالحظة األولى التي يمكن أن تالحظ على هذا الدستور أنه اقتبس مجموعة من األحكام‬
‫من الدستور الفرنسي لسنة ‪ 4119‬م‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بالعقلنة البرلمانية‪ ،‬وهو الذي يحدد‬
‫العالقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وقد نص هذا الدستور أن اإلسالم هو دين الدولة‪،‬‬
‫فاحتفظ بإمارة المؤمنين‪ ،‬أي مزج بين األحكام الدستورية اإلسالمية واألحكام الدستورية‬
‫الغربية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫قبل الحماية عرف المغرب مشاريع دساتير لكنها لم تعرف طريقها إلى التطبيق في سنتي‬
‫‪ 4119‬و ‪ 4119‬لكن أجهضت هذه المحاوالت من قبل السلطات األجنبية‪.‬‬

‫دستور ‪ 4192‬م مبني على أساس الملكية‪ ،‬ووجود المؤسسات الدستورية منها مؤسسة‬
‫الحكومة ومؤسسة البرلمان إضافة إلى القضاء‪.‬‬
‫سنة ‪ 4191‬سوف يعرف المغرب اإلعالن عن حالة االستثناء (الفصل ‪ 31‬من دستور‬
‫‪ 4192‬م) وذلك لظروف سياسية خاصة الصراع الذي وجد في البرلمان‪ ،‬والذي وقع بين‬
‫األغلبية والمعارضة‪ ،‬ثم صراع بين المؤسسة الملكية والحركة الوطنية‪ ،‬حينما يعلن حالة‬
‫االستثناء يقبض بكل السلطات‪ ،‬وبقي ذلك إلى سنة ‪ 4181‬م‪ ،‬حيث تم اإلعالن عن نهاية‬
‫حالة االستثناء‪ ،‬واإلعالن عن التعديل الدستوري‪ ،‬وكان الملك يتمتع بصالحيات قوية‪.‬‬
‫في سنة ‪ 4184‬م‪ ،‬كانت هناك محاولة انقالبية‪ ،‬تلتها أخرى في سنة ‪ 4182‬م‪ ،‬فكان الملك‬
‫مضطرا لتعديل الدستوري مرة أخرى‪ ،‬وظل يتمتع بسلطات قوية مع هذا الدستور حيث كان‬
‫يتمتع بسلطة تنفيذية‪ ،‬وقد وصف المغرب في هذه المرحلة بـ "الملكية الدستورية التنفيذية"‬
‫فصل ‪ 41‬من الدستور كان يمنح للملك الصالحية في التدخل في جميع األشياء‪ ،‬ألن إمارة‬
‫المؤمنين تخول للخليفة جميع السلطات‪ .‬وإمارة المؤمنين تشكل دستورا داخل الدستور‪ ،‬من‬
‫سنة ‪ 4192‬إلى ‪ 4182‬كانت له الهيمنة في السلطات الثالث‪.‬‬

‫كانت هناك حكومة جاللة الملك تابعة له‪ ،‬كان يتحكم في تعيينها ليس عليه أي قيد أو شرط‪،‬‬
‫ف ‪ 21‬من هذه الدساتير كان يعطي له الحق‪ ،‬في هذا‪ ،‬لذا كانت تسمى هذه الحكومة‬
‫"حكومة جاللة الملك" فكان هو الذي يحدد السياسة العامة للدولة كان البرلمان قائما‪ ،‬في‬
‫دستور ‪ 92‬كان يتكون من مجلسين‪ ،‬أما في ‪ 81‬ـ ‪ 82‬أصبح يتكون من النواب فقط‪ ،‬وألغي‬
‫مجلس المستشارين‪.‬‬
‫كان الثلثان يتم انتخابهم بطريقة مباشرة والثلث اآلخر بطريقة غير مباشرة‪ ،‬من سنة ‪4182‬‬
‫إلى ‪ 4112‬سوف يعرف المغرب تعديال دستوريا‪ ،‬في هذه السنة وأهم مستجداته‪ :‬اإلعالن‬
‫عن إحداث "المجلس الدستوري" بدل الغرفة الدستورية‪ ،‬مهمة هذا المجلس مراقبة دستورية‬
‫القوانين‪ ،‬وتنظيم المؤسسات بقي على حاله‪ ،‬دستور ‪ 4112‬عاش في حالة غير عادية‪ ،‬ألن‬
‫المؤسسات لم تكتمل إال في سنة ‪ 4118‬م‪ ،‬وقبل هذه السنة حصل تعديل دستوري آخر‬
‫رابع‪ ،‬ومن جملة ما جاء به‪ :‬تغيير هيكلة البرلمان‪ ،‬أي العودة إلى نظام المجلسين بدل‬
‫األحادية البرلمانية‪.‬‬
‫في ظل االحتجاجات التي قامت في كثير من الدول العربية‪ ،‬ما يعرف "الربيع العربي" قام‬
‫المغرب بإجراء تعديل دستور في سنة ‪ 2144‬م‪ ،‬وهو تعديل دستوري جوهري‪ ،‬ألنه غير‬
‫‪26‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫كثيرا بالنسبة للدساتير السابقة‪ ،‬ومن جملة مستجداته‪ :‬اإلعالن عن مبدأ الفصل بين السلط‪،‬‬
‫وتعاونها وتوازنها‪ /‬وسع من الئحة الحقوق والحريات لم تكن موجودة في الدساتير السابقة‪/‬‬
‫األحزاب السياسية أصيفت لها مهمة جديدة وهي المشاركة في ممارسة السلطة‪ /‬الملك ال‬
‫يزال يحتفظ بسلطته الزمانية والدينية‪ ،‬الفصل ‪ 14‬ينص على سلطات الملك الدينية‪ ،‬والفصل‬
‫‪ 12‬ينص على اختصاصات الملك الزمانية‪ ،‬فهو رئيس الدولة وممثلها األسمى‪ ،‬والساهر‬
‫على احترام الدستور‪ ،‬والدفاع عن حوزة الوطن‪ ،‬يشرع في المجال الديني بمقتضى ظهائر‪،‬‬
‫بعد استشارة أهل االختصاص في المجلس العلمي األعلى‪.‬‬
‫الظهائر الدينية يمارسها منفردا‪ ،‬أما األخرى فيوقعها رئيس الحكومة بالعطف‪ ،‬ألن الملك‬
‫غير مسئول سياسيا‪ ،‬لهذا يوقعها رئيس الحكومة‪ ،‬ألن الحكومة هي المسئولة سياسيا أمام‬
‫البرلمان‪ /‬عرش المغرب ينتقل بالوراثة إلى الولد األكبر سنا‪ ،‬ويمكنه أن يعين قيد حياته‬
‫األصغر سنا‪ ،‬والعرش ينتقل فقط للذكور‪ ،‬إذا مات الملك مثال ولم يبلغ ابنه سن الرشد‪،‬‬
‫ينصب ملكا لكن يكون تحت "مجلس الوصاية" الذي يتكون من رئيس المحكمة الدستورية‬
‫والرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬ورئيس المجلس العلمي األعلى‪،‬‬
‫ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين‪.‬‬
‫صالحيات الملك‪:‬‬
‫ـ ف ‪ 18‬المتعلق بتعيين رئيس الحكومة‪ ،‬ولكن من الحزب الذي تصدر انتخابات مجلس‬
‫النواب‪ ،‬ألنه الذي يمثل اإلرادة العامة للشعب‪ ،‬ويعين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيس‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫ـ رئاسة المجلس الوزاري‪ ،‬ويمكنه أن يفوض ذلك لرئيس الحكومة‪ ،‬وفق جدول أعمال‬
‫محدد‪ ،‬وهذا لم يكن موجودا في الدساتير السابقة‪ ،‬والذي يتداول في هذا المجلس‪ :‬التوجهات‬
‫االستراتيجية لسياسة الدولة‪ ،‬ومشاريع مراجعة الدستور‪ ،‬والتوجهات العامة للميزانية‪ ،‬ذلك‬
‫مشاريع القوانين‪ ،‬إعالن حالة الحصار‪ ،‬إشهار حالة الحرب‪ ،‬مشروع اإلعالن عن العفو‪.‬‬
‫ـ إصدار األمر بتنفيذ القانون‪ ،‬ف ‪ 11‬حدد المدة التي يقوم فيها الملك بذلك خالل ‪ 31‬يوما‪،‬‬
‫اي يأمر الحكومة بتنفيذ القانون الصادر عن البرلمان‪.‬‬
‫ـ حل مجلسي البرلمان أو أحدهما‪ ،‬حسب األحوال‪ ،‬وقبل إجراء هذا يجب أن يخاطب األمة‬
‫والبرلمان‪ ،‬وال يمكن أن يكون خطابه موضوع مناقشة في المجلسين‪.‬‬
‫ـ الملك هو القائد األعلى للقوات المسلحة الملكية‪ ،‬وله حق التعيين في الوظائف العسكرية‪،‬‬
‫ويمكنه أن يفوض هذا لغيره‪ ،‬لكبار أعضاء القوات المسلحة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫المجلس األعلى لألمن أحدثه الدستور الجديد‪ ،‬له دور استشاري في استراتيجية األمن‬
‫الداخلي والخارجي للبالد‪ ،‬ويستشيره في حالة تدبير األزمات‪.‬‬
‫في المجال الخارجي‪ :‬له الحق في تعيين السفراء لدى الدول األجنبية‪ /‬يوقع على المعاهدات‬
‫الدولية‪ ،‬التي ال تلزم مالية الدولة بالتكاليف وإذا كانت تلزم مالية الدولة يوقع عليها البرلمان‪.‬‬
‫عالقته بالقضاء‪ :‬يرأس المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬وهو مجلس أحدثه دستور ‪2144‬‬
‫كان يسمى المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬ويمكنه أن يفوض ذلك للرئيس األول للمجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائية‪ /‬تعيين القضاة البد من موافقة الملك على ذلك‪ /‬الملك يمارس حق العفو‪.‬‬
‫له صالحيات أخرى في ظروف استثنائية‪ ،‬ف ‪ 11‬ينص على حالة االستثناء‪ ،‬حينما تكون‬
‫حوزة التراب الوطني مهددة‪ ،‬أو أحداث تمس بالسير العادي للمؤسسة الدستورية‪ ،‬وذلك بعد‬
‫استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين ورئيس المحكمة‬
‫الدستورية‪ ،‬وحالة االستثناء تخول له جميع الصالحيات للدفاع عن حوزة وطنه‪.‬‬
‫دستور ‪ 2144‬ليس فيه تصريح مباشر لمشاريع القوانين بالنسبة للمك‪ ،‬تم االعتراف في هذا‬
‫الدستور بالتشريع للبرلمان‪ ،‬فالسلطة التشريعية هي البرلمان‪ 111111( .‬نسمة يكون‬
‫االقتراع نسبي الئحي‪ ،‬واقل من ذلك يكون فردي)‬
‫الصالحية األساسية للبرلمان هي الوظيفة التشريعية والرقابية‪ ،‬والبرلمان يعقد دورة خريفية‬
‫ودورة ربيعية‪ ،‬فالخريفية يفتتحها الملك يوم الجمعة الثانية من شهر أكتوبر‪ ،‬والربيعية تفتتح‬
‫في الجمعة الثانية من شهر أبريل‪.‬‬
‫يمكن للبرلمان أن يعقد دورات استثنائية وفق جدول أعمال محدد‪ ،‬وبمرسوم أي طلب من‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬أو من ثلث أعضاء مجلس النواب‪ ،‬أو ثلث أعضاء مجلس المستشارين‪،‬‬
‫ويمكن للمجلسين أن يجتمعا في مجلس واحد‪ ،‬وتكون جلسات البرلمان عامة‪ ،‬لكن يمكن أن‬
‫تكون سرية‪.‬‬
‫صالحيات البرلمان في مجال التشريع محددة على سبيل الحصر‪ ،‬لكن دستور ‪ 2144‬م‪،‬‬
‫وسع من هذه الصالحيات‪ ،‬حيث وصلت إلى ثالثين‪ ،‬بعدما كانت في ‪ 42‬مجاال‪.‬‬

‫يقوم البرلمان بوظيفة ثانية وهي مراقبة أعمال الحكومة "الباب السادس العالقة بين السلط"‬
‫وذلك عبر مجموعة من اآلليات‪ :‬األسئلة‪ ،‬ملتمس الرقابة‪ ،‬سحب الثقة‪ ،‬لجان تقصي‬
‫الحقائق‪ .‬دستور ‪ 2144‬م‪ ،‬جاء بوظيفة جديدة للبرلمان وهي تقييم السياسات العمومية‪،‬‬
‫يدعى رئيس الحكومة إلى جلسة شهرية أو سنوية مخصصة للسياسات العمومية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ياسين عزوز‬

‫الحكومة مكونة من رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة‪ ،‬دستور ‪ 2144‬سماها السلطة‬


‫التنفيذية‪ ،‬وهي التي تجسدها الحكومة‪ ،‬والملك هو رئيس السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫الدساتير السابقة كان هناك‪ :‬الحكومة‪ ،‬البرلمان‪ ،‬الملك‪ ،‬القضاء‪ ،‬أما دستور ‪ 2144‬فهناك‬
‫المؤسسة الملكية‪ ،‬والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية‪ ،‬والملك هو الذي‬
‫يعين الحكومة‪ ،‬وبعد تعيينها تقوم بتقديم برنامجها للبرلمان‪ ،‬يكون هذا البرنامج موضوع‬
‫مناقشة والتصويت عليه يكون من اختصاص مجلس النواب‪ ،‬وتعتبر الحكومة منصبة بعد‬
‫حصولها على ثقة مجلس النواب‪.‬‬
‫صالحيات الحكومة‪:‬‬
‫في المجال التنفيذي‪ :‬تنفيذ البرنامج الحكومي الذي تقدمت به أمام البرلمان‪ ،‬هذا البرنامج‬
‫يتم إعداده في المجلس الحكومي‪ ،‬ويتم مناقشته في المجلس الوزاري‪ ،‬ثم يعرض على‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫رئيس الحكومة له دور في المجال التنظيمي‪ ،‬وذلك عبر مراسيم‪ ،‬ف ‪ 12‬حدد صالحيات‬
‫المجلس الحكومي‪ ،‬فالوزراء يكلفون بقطاعات وزارية ويمارسون سلطات تنظيمية‪ ،‬لكن‬
‫بتفويض من رئيس الحكومة‪ ،‬ومسئولية الحكومة هي سياسية أمام البرلمان‪ ،‬وكذلك يسألون‬
‫جنائيا‪ .‬وأصبحت السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية والتنفيذية‪ ،‬فلم يعد القضاء‬
‫كما كان في السابق‪.‬‬

‫‪29‬‬

You might also like