You are on page 1of 19

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫أولى حقوق‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫الديمقراطية النيابية‬
‫(التمثيلية)‬

‫تحث اشراف األستاذ‬ ‫من اعداد الطالب‬


‫حساني‬ ‫بوعزة أسامة‬

‫الفوج ‪01‬‬

‫الموسم الدراسي‬
‫‪0100/0100‬‬

‫‪1‬‬
‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الديمقراطية النيابية‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الديمقراطية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الديمقراطية النيابية ومبادئها العامة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نشأة وتطور الديمقراطية النيابية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أركان الديمقراطية النيابية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المجالس النيابية‬
‫المطلب األول‪ :‬مبررات األخذ بالمجلس النيابية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صور المجالس النيابية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف المجالس النيابية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬آليات تكريس المجالس النيابية‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫أمام تطور وظائف الدولة أصبحت معظم الشعوب العالم تفضل الديمقراطية النيابية‪ ،‬التي‬
‫تعتبر أفضل النظم استجابة للحاجيات األساسية في المجتمع و تعترف صراحة بالحقوق‬
‫السياسية واالجتماعية واالقتصادية لكل أعضاء المجتمع و ترجمتهم لهذه الحقوق في عمل‬
‫تعاوني شامل‪ ،‬وباستقراء تاريخ الفكر السياسي واالجتماعي نجد أن وراء ذلك تاريخ عريض‬
‫من التحوالت والتطورات المليئة بالتساؤالت التي دارت حول موضوعات السلطة وحدودها‪،‬‬
‫وأفضل الوسائل لتنظيم الشعوب وإدارة شؤونهم انتهت كلها تقريبا إلى أن الديمقراطية النيابية‬
‫هي األقدر على إشباع حاجيات األفراد والوفاء بتحقيق أهدافهم وأمانيهم‪.‬‬
‫إن تركيب المجالس النيابية وتنظيم المراحل التي تمارس فيها هذه الهيئة وظائفها باعتبار أنها‬
‫األساس الجوهري لهذا النظام‪ ،‬وعليه يجب وضوح طريقة تكريس هذه المجالس النيابية عند‬
‫كل دولة من خالل وضوح آليات الدخول إلى هذه المجالس أثرها في عملية التمثيل‪ ،‬انطالقا‬
‫من هذا يمكن طرح االشكال التالي‪ :‬ما مفهوم الديمقراطية النيابية؟ وما هي أهم الركائز التي‬
‫تعتمد عليها؟ وما هي المبررات األخذ بالمجالس النيابية؟ وما هي أهم الطرق واآلليات‬
‫لتكريسها؟ ولإلجابة على هذا االشكال خصصنا مبحثين األول تناولنا فيه مفهوم الديمقراطية‬
‫النيابية والثاني للمجالس النيابية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الديمقراطية النيابية‬
‫تبلورت الديمقراطية بمرور الزمن في الديمقراطيات الحديثة المطبقة بشكل أو بآخر في‬
‫الغرب‪ ،‬فهي تضمنت مفهوم واسع ساهم في إثرائه عبر عقود طويلة من الزمن الكثير من‬
‫المفكرين السياسيين خاصة فيما يتعلق بالديمقراطية النيابية وإشكالية التمثيل الشعبي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الديمقراطية‬
‫وهي مركبة من كلمتين‪ ،‬األولى )‪ (democratos‬أصل مصطلح الديمقراطية يوناني‬
‫"ديموس" تعني الشعب وكلمة الثانية "كراتوس" تعني السلطة وبالتالي يقصد بها" سلطة‬
‫الشعب" وهو نظام الحكم المستمد من سلطة الشعب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الديمقراطية النيابية (التمثيلية) ومبادئها العامة‬
‫أوال‪ :‬تعريف الديمقراطية النيابية (الديمقراطية التمثيلية)‬
‫عرفه سعيد بوالشعير "يقصد بالحكم النيابي ذلك النوع من الحكم الذي بواسطته يختار‬
‫الشعب أشخاصا يمثلونه في الدولة ويسيرون دفة الحكم ويصوتون باسمه ولحسابه"‪.‬‬
‫أما تعريف الدكتور محمد كامل ليلة على أنها " ديمقراطية أساسها الشعب بحيث انه يقوم‬
‫بانتخاب نواب يمارسون السلطة باسمه ونيابة عنه وذلك خالل مدة معينة يحددها الدستور"‪.‬‬
‫وكذلك عرفها موريس ديفرجيه بان الديمقراطية التمثيلية هي "المنظومة السياسية حيث‬
‫ينتخب الحكام من قبل المواطنين ويعتبرون كممثليهم"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبادئ الديمقراطية النيابية‬
‫تقوم الديمقراطية النيابية على مجموعة من المبادئ وهي أساس وجودها وتتمثل هده المبادئ‬
‫في‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ السيادة الدولة‪:‬‬
‫يقول األستاذ دابان‪ :‬أن الدولة تكون ذات سيادة في مواجهة األفراد والجماعات الخاصة‬
‫والعامة التي تعيش آو تعمل داخلها فهي المجتمع السامي الذي يخضع له األفراد‬
‫والجماعات‪.‬‬
‫فالسيادة مجموعة من الخصائص تعطي للدولة حرية التصرف داخل أو خارج إقليمها دون‬
‫الخضوع ألي سلطة أخرى‪ .‬فهي صفة مالزمة للسلطة فال توجد سلطة بدون سيادة فهي‬
‫تعطيها الصفة القانونية وال تستمد أصلها من غيرها ‪،‬فالسيادة تعطي للدولة االستقاللية‬
‫وتميزها عن باقي كيانات السياسية األخرى وتظهر معالم سيادة الدولة من خالل بسط‬
‫نفوذها على كامل اإلقليم وهي السلطة اآلمرة والناهية وال تعلوها سلطة والسيادة تجعل‬
‫الدولة وحدة غير قابلة للتجزئة ولها صفة الديمومة والثبوت فبفضلها يمكن للدولة أن تقرر‬
‫ما تفعله سوءا داخليا أو خارجيا وكذلك لها الحق في تنظيم مؤسساتها السياسية الثالث‪،‬‬
‫فهده المؤسسات تستمد سلطتها من السلطة العليا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .2‬مبدأ الفصل بين السلطات‪:‬‬
‫هو مبدأ جوهري في تأسيس نظام ديمقراطي وترجع أفكار هذا المبدأ لمجموعة من‬
‫المفكرين أمثال أفالطون وأرسطو وجاك وجون جاك روسو‪ ،‬والمفكر مونتسكيو واقترن‬
‫به لصياغة الموضوع بصيغة جديدة خالل القرن ‪ 11‬في كتابه روح القوانين الصادر سنة‬
‫‪ ،1471‬يرى بأن مبدأ الفصل بين السلطات وسيلة للتخلص من السلطة المطلقة للملوك‪.‬‬
‫وجاءت فكرة هذا المبدأ بسبب توسع وظائف الدولة وتطور الحياة السياسية وقسمت وظائف‬
‫الدولة إلى الوظيفة التشريعية‪ ،‬والوظيفة التنفيذية والوظيفة القضائية‪ ،‬والهدف من تطبيق‬
‫هذا المبدأ هو تحديد اختصاصات كل وظيفة على حدا ومنعها من التجمع في يد شخص‬
‫واحد لمنع االستبداد وهو وسيلة فعالة لتامين حرية األفراد ويضمن احترام القوانين‬
‫وتطبيقها في االتجاه السليم‪.‬‬
‫ويستخدم هذا المبدأ معيارا لتمييز بين األنظمة السياسية في ظل الديمقراطية النيابية من‬
‫خالل معرفة العالقة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية فإذا كان هناك فصل شديد‬
‫بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية فيعرف بالنظام الرئاسي أما في حالة التعاون بين‬
‫السلطتين فنحن أمام نظام برلماني‪ ،‬وإذا كان هناك دمج بين السلطتين فيعرف بنظام‬
‫الجمعية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نشأة وتطور الديمقراطية النيابية‬
‫كان أول ظهور للديمقراطية النيابية في انجلترا‪ .‬وتطو رت عبر مراحل‪ ،‬كانت انجلترا في‬
‫البداية عبارة عن مقاطعات صغيرة ثم توحدت وتجسدت في "مملكة انجليزية موحدة"‪،‬‬
‫وتأسست بها جمعية تسمى "بمجلس الحكماء"‪ ،‬ويقوم بالوظيفة التشريعية والتنفيذية‬
‫والقضائية وهذا المجلس غير محدد األعضاء وأصل هذه الجمعية تتكون من فئة األساقفة ثم‬
‫انضم إلى رؤساء األديرة وضمت رؤساء المقاطعات ثم انضم إليها المحاربين موالين للملك‬
‫ويتمتع هذا المجلس مجموعة من الصالحيات وهي‪:‬‬
‫* ويعين الملك ويعزله‬
‫* يصدر التشريع وبموافقة الملك‬
‫* ويعين الرؤساء المقاطعة بمشاركة الملك‬
‫* ويفرض الضرائب ويعلن الحرب والسلم وينظر في القضايا الجنائية‪.‬‬
‫وعند تولى وليام الفاتح الحكم أسس المجلس الكبير وهو هيئة استشارية تتولى المسائل‬
‫القضائية‪ ،‬والملك يستشير األعيان الكبار في المسائل الهامة وخالل القرن الثاني عشر أصبح‬
‫المجلس يتولى المسائل التشريعية والسياسية بينما المسائل الملية من اختصاص الملك‪.‬‬
‫وفي "عهد هنري الثاني عشر"(‪ )1111-1117‬تعززت مكانة المجلس الكبير وأصبح‬
‫يتولى الموافقة على القوانين‪ .‬وخالل فترة حكم الملك جان أصدر وثيقة العهد الكبير يعتبر‬
‫أول دستور انجليزي مكتوب ونص هذا ن العهد على أن" المجلس الكبير يعبر عن إ رادة‬
‫المملكة‪ .‬وتم تحديد اختصاصاته وتتمثل في فرض الضرائب والتشريع والقضاء وتم هيكلة‬
‫المجلس بإنشاء هيئات تحت إشراف الملك‪ ،‬وصار المجلس يقوم بدورات وغير اسمه أصبح‬
‫يسمى بالبرلمان‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫خالل عهد "ادوارد الثالث" توسعت اختصاصاته في مجال القضاء وهي الحق في الفصل‬
‫في االتهامات الموجهة ألعضائه وكذلك التهم الموجهة لكبار رجال الدولة‪ .‬وتمت تسميت‬
‫أعضاء البرلمان "باللوردات"‬
‫وأثناء تولي هنري الثالث (‪ )1241-1211‬قام بتوسيع دائرة التمثيل الحقيقي الشعبي من‬
‫خالل تعيين فارسين على كل مقاطعة واشتراكهما في جلسات البرلمان مع األساقفة‬
‫واألشراف الممثلين لمجلس اللوردات ولكن حدث انقسام داخل البرلمان وتشكل من كتلتين‬
‫وهما مجلس اللوردات ومجلس العموم يمثل المقاطعات ولهم اختصاصات متساوية من بينها‬
‫إصدار القوانين باألغلبية وحصل البرلمان على سلطة التشريع كاملة وكذلك الموافقة على‬
‫فرض الضرائب والموافقة في مسائل هامة التي تخدم مصلحتهم أما في مجال القوانين كان‬
‫الملك آو ما يسمى بالتاج وهو السلطة العليا في المملكة االنجليزية يستشير المجلس اللوردات‬
‫كما أصبح نواب مجلس العموم حق القيام باالجتماعات في مكان خاص بهم ويحق لهم تقديم‬
‫االلتماسات والعرائض‪.‬‬
‫وانجر على هذا التطور التقليص من اختصاصات الملك وأصبح له الحق في االعتراض على‬
‫اقتراح القوانين الصادرة من البرلمان‪ ،‬له الحق الموافقة على القوانين بناءا عل التماسات‬
‫مجلس العموم ومجلس اللوردات وتم الفصل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية‪.‬‬
‫بالرغم من هذا التطور إال انه بقي محافظا على مجموعة من االمتيازات وهي‪:‬‬
‫* إصدار اللوائح وهدفها تعطيل قوانين الصادرة من البرلمان‬
‫* للملك حق اإلعفاء األف ا رد من الخضوع للقانون في حاالت‬
‫* يستطيع الملك التخلص من رقابة البرلمان‬
‫واستمرت هذه االمتيازات إلى غاية صدور قانون الحقوق عام ‪ 1211‬وعمل هذا القانون‬
‫على تعزيز مكانة البرلمان على مكانة الملك من خالل خلق آليات تعزز هذه المكانة في‬
‫وظيفة التشريع بحيث ال يحق للملك إيقاف تنفيذ القوانين أو اإلعفاء نمن تطبيقها وكذلك‬
‫بتقليص إصدار اللوائح بحيث ال يمكن لهذه اللوائح تعديل أو إلغاء قانون وحصرها في أن‬
‫هذه اللوائح تتضمن تنبيه المواطنين على احترام القوانين‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أركان الديمقراطية النيابية‬
‫إن لكل صورة من صور الديمقراطية لها أركان تقوم عليها الديمقراطية النيابية نميزها على‬
‫غيرها من الديمقراطيات األخرى بحيث تتمثل أركانه في وجود برلمان منتخب ووعى هذا‬
‫البرلمان أن يمارس اختصاصاته وفق الدستور وان تكون عضوية الممثلين محددة زمنيا‪،‬‬
‫أخر ركن النواب أن يكونوا مستقلين نسبيا تجاه الشعب وهذا الركن كان محل جدال بين‬
‫المفكرين مما تعددت النظريات في تفسيره‪ ،‬وسيتم شرح كل ركن‪.‬‬
‫أوال‪ :‬برلمان منتخب‬
‫يعتبر أهم ركن تقوم عليه الديمقراطية النيابية ونقصد به أن البرلمان يكون منتخب من قبل‬
‫الشعب واالنتخاب شرط لتكوين البرلمان أي أن الشعب هو الذي يختار أغلبية األعضاء‪.‬‬
‫ويعمل على تسيير شؤون األفراد وتحقيق مطالبه عن طريق سنهل على شكل قوانين‪،‬‬
‫والبرلمان قد يتشكل من مجلس واحد كما رأينا في النظام البرلماني البريطاني خالل بدايته‬
‫‪6‬‬
‫إلى غاية عهد هنري الثالث الذي قام بتوسيع دائرة التمثيل وانشاء مجلس ثاني وهو مجلس‬
‫العموم‪ ،‬وهناك دول أخرى يتشكل برلمانها من غرفتين مثل الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وروسيا وفي إثيوبيا هذه المؤسسة تعبر عن انشغاالت المواطنين ومطالبهم عن طريق‬
‫المنتخبين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ممارسة االختصاص المنصوص في الدستور‬
‫البرلمان مؤسسة دستورية فالدستور هو الذي يعد تشكيل أجهزته ويحدد اختصاصاته وينظم‬
‫سير عمله‪ ،‬وسمى بالسلطة التشريعية نسبة إلى اختصاصه وهو التشريع من خالل اقتراح‬
‫القوانين ومناقشتها والمصادقة عليها وفي نفس الوقت يمارس وظائف أخرى وهي الوظيفة‬
‫المالية والتي تعد أقدم وظيفة مارسها والوظيفة الرقابية التي يمارسها على عمل الحكومة عن‬
‫طريق آليات خصصها له الدستور وهي االستجواب واألسئلة الشفوية والكتابية‪ ،‬واجراء‬
‫تحقيق وملتمس الرقابة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحديد فترة النيابة‬
‫الشعب هو الذي يقوم بانتخاب ممثلين ولمدة زمنية معينة لتمثيله وتحقيق مطالبه وتسيير‬
‫شؤونه‪ ،‬وهذه المدة حددها الدستور وتتراوح بين من أربعة إلى خمسة سنوات ومعمول بها‬
‫في كافة األنظمة السياسية المختلفة ‪،‬لهذا يتطلب تجديد البرلمان بعد جواز هذه المدة حتى‬
‫تبقى الصلة مستمرة بين الشعب والبرلمان من جهة‪ ،‬ويعبر عن مطامح الشعب واتجاهاتهم‬
‫بكل شفافية ولتجسيد مبدأ الديمقراطية ويهدف هذا التجديد إلى تعزيز المراقبة الشعبية على‬
‫النواب من قبل الشعب وهو بدوره يعمل على تعزيز الثقة بين الطرفين ولمنع السيطرة‬
‫المطلقة لهذه الهيئة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬استقالل النواب عن الشعب‬
‫على الرغم من أن النواب يمارسون التشريع باسم الشعب‪ ،‬إال أن هذا األخير ال يتدخل في‬
‫اقتراح القوانين أو اعتراض عليها أو حل البرلمان أو عزل النائب‪ ،‬فالنواب يمتازون بنوع‬
‫من االستقاللية تجاه ممثليهم‪ ،‬عمل الفقهاء على تكييف العالقة بين الشعب ونائبه من خالل‬
‫نظريات سميت بنظريات التمثيل الشعبي ولقد تطورت خالل القرنين ‪ 14‬م و‪ 11‬م وهي‬
‫ثالث نظريات‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية الوكالة اإللزامية‬
‫ظهرت بوادر هذه النظرية قبل الثورة الفرنسية وطبقت في انجلترا وفرنسا كان نواب‬
‫المقاطعات والمدن في انجلترا يمثلون تلك الدوائر في المجلس الكبير ثم في مجلس‬
‫العموم‪ ،‬وأعضاء الهيئات العامة النيابة قبل الثورة في فرنسا ممثلين لناخبي دوائرهم‬
‫وليس للشعب بأكمله‪.‬‬
‫وأساس هذه النظرية أن العالقة بين الشعب ونائبه تربطها وكالة بحيث على أساسها‬
‫يتصرف النائب ويقوم بمهام الموكلة له من قبل منتخبيه فالنائب في البرلمان بعد انتخابه‬
‫يقوم بتمثيل دائرته بمعنى انه يستمد سلطته من منتخبيه‪ ،‬وعلى أساس هذه الوكالة فان‬
‫لنائب التزامات تجاه منتخبيه بتحقيق مطالبهم وايصالها إلى السلطة العليا‪ ،‬والنائب هو‬
‫عرضة للعزل بموجب هذه الوكالة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وجاء روسو بفكرة العزل النائب من خالل نظريته حول الوكالة اإللزامية بحيث يرى‬
‫بأن المنتخب ال يمتثل فقط ألوامر منتخبيه بل أن لديهم قدرة االقتصاص من المنتخب‬
‫أن لم ينفذ وكالتهم‪.‬‬
‫لقد تم توجيه انتقادات لهذه النظرية تتمثل في أنها تعزز الجهوية وتفضل المصالح‬
‫المحلية على المصالح الوطنية في الوقت كانت فيه كل الدول تدعو للوحدة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية الوكالة العامة‬
‫هذه النظرية جاءت بآراء عكس ما طرحته نظرية الوكالة حيث ترى أن النائب يمثل‬
‫األمة وهذه الفكرة جاءت بها نظرية السيادة لألمة ولها جذور منذ القرون الوسطى‬
‫وكذلك أصحاب العقد االجتماعي أمثال هوبز وجون لوك وجون جاك روسو‪.‬‬
‫بحيث يرون أن األمة عبارة عن كائن معنوي مجرد ال تستطيع أن يعبر عن إرادته‬
‫بنفسه فهي تحتاج الى ممثلين يعبرون عن سيادتها‪ .‬وهذا ما جاء به الدستور الفرنسي‬
‫سنة ‪ 1411‬حيث جاء في المادة ‪ 4‬من هدا الدستور وتنص على أن‪" :‬النائب يمثل‬
‫األمة جميعا ال لدائرة التي قامت بانتخابه " وأنهم يصبحون مستقلين عن منتخبيهم‬
‫بمجرد انتخابهم‪ ،‬ولقد أصبح هذا الركن معمول به الدساتير الحديثة للدول الديمقراطية‬
‫وأقرت هذه النظرية بان النواب غير ملزمين بإتباع أراء منتخبيهم وليس للناخبين أي‬
‫سلطة على نواب عند انتخابهم والهدف منه تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫وحتى هده النظرية لم تسلم من االنتقادات أن البرلمان ال يمثل كل األمة وانما يمثل‬
‫غالبية األفراد بحيث أن األمة في حد ذاتها مقسمة إلى أفراد على أساس المصالح وأن‬
‫النواب يتأثرون بآراء منتخبيهم أثناء االنتخاب والترشح مرة أخرى وكذلك أن‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫‪ -1‬نظرية االنتخاب مجرد اختيار‬
‫االنتخاب وسيلة يعبر بها الشعب عن إرادتهم ومتطلباتهم عن اختيار أشخاص يمثلونهم‬
‫ليعبروا عن هذه اإلرادة الشعبية ولتحقيق مطالبهم‪ ،‬رغم هذا االختيار إال أن النواب‬
‫يصبحون مستقلين ويخصصون وقتهم وجهدهم لخدمة المجتمع وهذا ما كان ينادي به‬
‫فقهاء هذه النظرية‪.‬‬
‫وانتقدت هذه النظرية بالرغم من أنها أقرت باستقاللية النواب إال أن هذه االستقاللية ال‬
‫تصل لدرجة القطيعة فهو مرتبط بهم الن الفضل في وصوله إلى البرلمان يرجع‬
‫الختيار هؤالء الناخبين وكذلك أن أماله مرتبط بهم بإعادة انتخابه في عهدة تشريعية‬
‫أخرى‪ ،‬وهذا ما يدل على أن النواب ال يتمتعون باستقاللية كاملة عن ناخبيهم‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المجالس النيابية‬
‫تعتبر المجالس النيابية أداة التعبير األولى في النظام الديمقراطي النيابي التي يمثل فيها‬
‫النواب الشعب ويملكون سلطة ممارسة نيابة عنهم قد اختلف النظرة لهذه المجالس من دولة‬
‫إلى أخرى ومن نظام إلى آخر من حيث مبررات األخذ بها ومن حيث تكوينها‪ ،‬ولتحقيق‬
‫تمثيل األمة أسندت إليها مجموعة من الوظائف تضمن ذلك وهو الوجه الذي تتفق عليه معظم‬
‫الدول‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مبررات األخذ بالمجالس النيابية‬
‫يقوم النظام النيابي على اختيار الشعب لممثليهم عنه يتولون سلطة النيابية عن الشعب وبهذا‬
‫فالشعب ال يمارس السلطة بنفسه‪ ،‬وتعتبر اإلنابة تمثيال لإلدارة الشعب فيها وعليه فهل يمنك‬
‫اعتبار النظام النيابي نظاما ديمقراطيا؟ فهل يمكن للمجالس النيابية أن تعبر بشكل حقيقي عن‬
‫إرادة الشعب وحول كل هذه التساؤالت انقسم الفقهاء إلى قسمين للتفسير ووصول إلى توفيق‬
‫بين النظام النيابي وطبيعة المبدأ الديمقراطي‪ ،‬فالقسم األول اعتمد نظرية النيابة والقسم الثاني‬
‫اعتمد نظرية العضو‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نظرية النيابة‬
‫تقوم هذه النظرية قانونيا على أساس أن النائب يقوم بالتصرفات القانونية الالزمة‪ ،‬على أن‬
‫تنتج أثرها في ذمة الموكل وتعتبر كأنها صادرة منه كما هو الحال في الوكالة والوالية في‬
‫إطار القانون الخاص‪ ،‬وعلى هذا األساس فان النظرية تعتبر المجالس النيابية وكيال عن األمة‬
‫وما يأتي به من تصرفات قانونية ينتج آثرها في ذمة األمة وليس في ذمة المجالس النيابية‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس نفس هذه النظرية التوفيق بين مبدأ الديمقراطية والنظام النيابي‪.‬‬
‫ومن جملة انتقادات التي تعرضت لها نظرية النيابة تتمثل في‪ :‬اعتبار األمة شخصا معنويا‬
‫يثير تساؤالت عن كيفية توكيل الغير حيث أن التوكيل يتطلب التعبير عن اإلرادة وهذا ال‬
‫يتحقق فقط عند الشخص الطبيعي وهذا ما دافع عند رجال الثورة الفرنسية بقولهم إن السيادة‬
‫أسوة باإلرادة ال تكون قابلة للتنازل وال للتقادم الن اإلرادة ال تستطيع التعبير إال عما يريده‬
‫صاحبها‪.‬‬
‫تفترض هذه النظرية أن االنتخاب تعتبر توكيال من طرف الناخبين إلى المجلس النيابي في‬
‫حين أن االنتخاب ما هو إال اختيار الناخبين النائب الذي يعتبرونه أصلح من غيره‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية العضو‬
‫تتفق هذه النظرية مع نظرية النيابية في افتراض الشخصية المعنوية لألمة ولكنها تختلف‬
‫مهما أنها تستند إلى وجود شخص واحد فقط يمثل األمة كجماعة منظمة لها إرادة واحدة وان‬
‫الهيئات المختلفة تمثل أعضاء هذا الشخص وتتولى التعبير عن إرادته دون أن تنفصل عنه‪.‬‬
‫وبذلك تشبه نظرية العضو األمة باإلنسان‪ ،‬والهيئات الحاكمة بأعضاء اإلنسان المعبرة عن‬
‫إرادته ففي هذه الطريقة أراد أنصار هذه النظرية التوفيق بين المبدأ الديمقراطي والنظام‬
‫النيابي دون التعرض لالنتقاد الذي وجه النظرية النيابة‪ ،‬وهو وجود شخصين مختلفين ينقد‬
‫أحدهما إرادة األخر‪.‬‬
‫وكان من أبرز االنتقادات التي وجهت لهذه النظرية أنها منحت ألمة الشخصية المعنوية‬
‫انطالقا من افتراض وهمي كما أنها تصورها لوحدة الشخصية بين الحاكم واألمة يؤدي إلى‬
‫تبرير استبداد الحكام باعتبار أنهم أعضاء غير مستقلين عن األمة‪ ،‬وبالتالي فان إ رادتهم من‬
‫إرادة األمة‪.‬‬
‫لكن معظم فقهاء القانون الدستوري لو يقبل هذه النظريات ويرجع أسباب االعتماد على‬
‫المجالس النيابية إلى الظروف السياسية والتطورات التاريخية‪ ،‬فقد أدى استحالة تطبيق‬

‫‪9‬‬
‫الديمقراطي بصورة مباشرة في العصر الحديث‪ ،‬واألخذ بالديمقراطية النيابية بديال عن‬
‫الديمقراطية المباشرة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صور المجالس النيابية‬
‫إن المجتمع الدولي أصبح في أسس متعارف عليها من بينها الديمقراطية‪ ،‬وكل الدول تنادي‬
‫بترسيخ الديمقراطية داخل مواثيقها الرسمية‪ ،‬وتحاول تجسيدها وتكريسها من خالل هيئاتها‪،‬‬
‫ومن بين هذه الهيئات السلطة التشريعية والمتمثلة في المجالس النيابية‪ ،‬والتي من خاللها‬
‫يظهر مدى تطبيق الديمقراطية في هذه الدول‪ .‬وقد تكون من مجلس أو مجلسين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نظام المجلس الواحد‬
‫يقصد بنظام المجلس الواحد أن تناط مهام السلطة التشريعية بمجلس نيابي واحد ‪،‬ويطلق على‬
‫هذا المجلس عدة تسميات منها ‪،‬مجلس النواب مجلس الشورى مجلس الوطني مجلس الشعب‬
‫وقد أخذت اغلب الدول العربية بهذا النظام لما يتمتع به من سهولة في التشريع وعدم تعقيد‬
‫إجراءاته يتم تشكيل هذا المجلس في الغالب عن طريق االنتخاب ‪،‬إال أن بعض الدساتير‬
‫تجمع بين االنتخاب والتعيين حيث يتولى الشعب انتخاب بعض األعضاء ‪،‬وتقوم السلطة‬
‫التنفيذية بتعيين البعض األخر على أن يكون عدد المعينين اقل من المنتخبين لكي ال يفقد‬
‫المجلس صفته النيابية‪ ،‬ومن مزايا نظام المجلس الواحد هي‪:‬‬
‫* وحدة سيادة األمة والتي تقتضي وحدة السلطة التشريعية المعبرة عنها‪.‬‬
‫* يؤدي نظام المجلس الواحد إلى تسهيل إجراءات التشريع إبعادها عن التعقيد (سرعة‬
‫االنجاز‪ ،‬الوقت اتخاذ القرار‪ ،‬تجنب تكرار المناقشات‪ ،‬الخالفات التي قد تنجم في حالة‬
‫ازدواجية البرلمان) وبذلك تتحقق السرعة ومواكبة تطور الحياة االجتماعية وتلبية ما تحتاجه‬
‫من تشريعات تساهم في تعزيز مسيرة المجتمع‪.‬‬
‫* يساهم نظام المجلس الواحد في تعزيز عمل السلطة التشريعية حيث تكون احتماالت‬
‫الصراع والتصادم أقل بكثير من احتماالت ذلك في نظام المجلسين بسبب اختالفها من ناحية‬
‫التشكيل واالختصاص‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظام المجلسين‬
‫يرجع األخذ بنظام المجلسين ألسباب تاريخية أو أسباب تتعلق بالشكل الفيدرالي للدولة ‪،‬ظهر‬
‫هذا النظام لتميز بين األعضاء المعنيين و المنتخبين في عصر هنري الثالث ابن جان‬
‫(‪ )1242-1224‬الذي تولى الحكم في سنة ‪ 1211‬حيث بدأ يستدعي فارسين عن كل مقاطعة‬
‫للمشاركة في جلسات البرلمان بجانب األشراف و األساقفة ‪،‬و هؤالء الفرسان يتم انتخابهم‬
‫عن طريق االنتخاب وسرعان ما تم تفريق األساقفة و األشراف عن الفرسان المنتخبين ‪،‬‬
‫واتخذ األخيرين مجلسا خاصا بهم منذ سنة ‪ 1111‬وفي سنة ‪ 1144‬عمدوا إلى تنظيم هذا‬
‫المجلس من مجلسين وهما مجلس العموم ومجلس اللوردات ‪ .‬وبناءا على ما سبق نجد أن‬
‫فكرة ازدواجية البرلمان ولدت بصورة تلقائية في انجلترا وتوطدت بفعل النمو التدريجي في‬
‫السلطات البرلمان بمجلسيه غير أن سلطة مجلس العموم بدأت تحقق انتصارات منذ عام‬
‫‪ 1112‬بتقليص صالحيات مجلس اللوردات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يتم انتخاب أعضاء مجلس العموم عن طريق االقتراع العام المباشر‪ ،‬أما مجلس اللوردات‬
‫فتعيين أعضائه إما يكون وراثيا أو يتم اختيارهم من طرف الحكومة أو عن طريق انتخاب‬
‫الغير المباشرة وعليه فطريقة تشكيل مجلس اللوردات قلصت من فعالية في التأثير على‬
‫الحكومة مقارنة بمجلس العموم (النواب) وتتوزع نظام المجلسين على نماذج مختلفة وبهذا‬
‫الصدد يمكن التمييز بين المجلس الثاني األرستقراطي والمجلس الثاني الفيدرالي والمجلس‬
‫الثاني الديمقراطي‪:‬‬
‫‪ -1‬المجلس الثاني األرستقراطي‪ :‬يتشكل عن طريق التعيين أو الوراثة االرستقراطية‪،‬‬
‫ولقد تطور هذا النظام نحو تمثيل ال يتعلق بفكرة النبالء والوراثة ولكنه أصبح منفتحا‬
‫على الالمعين في الفن والعلم والحرب بشكل الذي ال يحول المجلس إلى غرفة شعبية‪.‬‬
‫‪ -2‬المجلس الثاني الفدرالي‪ :‬نجد هذا المجلس في الدول التي تتبنى النظام الفيدرالي‪ ،‬حيث‬
‫يتشكل من عدد ممثلين متساوي لكل دويلة مهما كان عدد سكانها (عكس المجلس األول‬
‫الذي يتشكل حسب التمثيل النسبي للسكان)‪.‬‬
‫‪ -1‬المجلس الثاني الديمقراطي‪ :‬يؤثر هذا المجلس على النيابة وتنعكس ايجابا على التمثيل‪،‬‬
‫وحتى ال يكون هناك تأثيرات سلبية إحدى المجلسين على اآلخر ال بد من مجموعة من‬
‫الترتيبات تضبط هذه المجلسين بحيث أنه‪:‬‬
‫‪ ‬ال يجب أن تكون الدوائر االنتخابية هي نفسها في المجلسين‪ ،‬والنظام االنتخابي‬
‫مغايرا‪ ،‬كما يجب أن تكون الهيئة االنتخابية مختلفة‪ ،‬وهذا ما يسمح بضمان تمثيل‬
‫األشخاص المتواجدين في نشاطاتهم االجتماعية وحياتهم المهنية‪ ،‬لرفع انشغاالتهم‬
‫والدفاع عن مصالحهم في إطار محدود وملموس عن طريق ممثلين يعوها جيدا‪.‬‬

‫مميزات نظام المجلسين‬


‫‪ _1‬مالئمة هذا النظام لدولة االتحاد الفيدرالي مثل الواليات المتحدة األمريكية وسويسرا‪،‬‬
‫وتعتمد هذه الدول على األخذ بنظام المجلسين لتحقيق األغراض التي أسس من أجلها حيث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬يمثل شعب دولة االتحاد الفيدرالي‪ ،‬فهو يعكس وحدة الشعب ويعمل لمصلحة الدولة‬
‫حيث عدد النواب يتناسب مع عدد السكان كل دويلة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تمثل دويالت االتحاد بعض النظر عن عدد سكانها أو مساحتها وبذلك يحقق هذا‬
‫المجلس تمثيال متساويا لمختلف الدويالت‪.‬‬
‫‪ _2‬الحد من سيطرة البرلمان في حالة تكوينه من مجلس واحد‪ ،‬فعندما يتشكل المجلس من‬
‫أغلبية حزبية مهيمنة‪ ،‬وعلى أساس أن الحكومة تتشكل من هذه األغلبية‪ ،‬عندها يفقد هذا‬
‫المجلس طابعه التشريعي والرقابي‪ ،‬فوجود مجلس ثان مشكل بطرقة مغايرة وبعهدة أطول‬
‫يتحقق أثناء موافقته أو مساهمته في إعداد القوانين نوعا من التوازن والتخفيف من‬
‫االنزالقات‪ ،‬وهذا ما يحد من هيمنة األغلبية وحماية األقلية في المجلس المنتخب(األول)‪.‬‬
‫‪ _3‬تقليل من حاالت وقوع خالفات تكوينه بين الحكومات ومجلس النواب باعتباره عنصرا‬
‫ملطفا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ _4‬يسمح هذا النظام بتمثيل أصحاب الكفاءات ألن االنتخاب قد يفرز أعضاء غير كفئ‪،‬‬
‫وهذا ما يؤدي إلى الرفع الكفاءة المجالس النيابية وضمان تحقيق االستقرار القانوني‪ ،‬مما‬
‫يستلزم من ضبط ودقة في التشريع في مختلف نشاطات حياة الدولة‪ ،‬فعلى مستوى إعداد‬
‫القوانين فإن المجلس الثاني يلعب دور هيئة تفكير فيما يخص هاته القوانين‪ ،‬إذ يقوم هذا‬
‫المجلس بتحسين صياغتها وتطوير نوعيتها‪ ،‬فالمداولة التي تتم بين هيئة واحدة أفضل من‬
‫التي تتم من قبل هيئة واحدة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف المجالس النيابية‬
‫ولكي يجسد النواب دور ممثل األمة كانت هذه الوظائف بمثابة أدوات يستطيعون من خاللها‬
‫ممارسة السلطة في أداء العمل النيابي‪ ،‬وهي كذلك وسيلة إلنجاح مهمته في تمثيل األمة‬
‫وحفظ قدراتها ومكتسباتها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوظيفة التشريعية‬
‫تعتبر الوظيفة األولى للمجالس النيابية فهي صاحبة االختصاص األصيل فيها وذلك ألنها‬
‫أصبح يطلق عليها بالسلطة التشريعية فهذه الوظيفة تتعلق بسن القوانين التي تعكس السياسة‬
‫العامة المطبقة في الدولة وتنظيمها‪.‬‬
‫تمر وظيفة التشريع بعدة مراحل‪ :‬فهي تبدأ بمرحلة اقتراح القوانين حيث يقوم النواب باقتراح‬
‫القوانين بعدها تأتي مرحلة مناقشة للتباحث فيها ثم يعرض هذا االقتراح بعد صياغته بطريقة‬
‫قانونية إلى التصويت وبعدها يتم اإلقرار القانون حيث يحال للتصديق عليه ويتم إصداره‬
‫ونشره من طرف الحكومة‪.‬‬
‫قد تشارك الحكومة السلطة التنفيذية في عملية التشريع حيث يفرق بين اقتراح القانون المقدم‬
‫من طرف عضو المجالس والقانون الذي يقدمه الحكومة األول‪ ،‬يطلق عليه اقتراح قانون‪،‬‬
‫والثاني "مشروع قانون " أو "اقتراح الحكومي القانون "‪ .‬إال أن إقرار القوانين ترجع إلى‬
‫المجالس النيابية (البرلمان) تشاطره فيها هيئة أخرى‪.‬‬
‫تسبق هذه الوظيفة في نشأتها التاريخية الوظيفة التشريعية ذلك أن البرلمانات تكونت في بداية‬
‫األمر للموافقة على الضرائب التي يحتاج إليها الحكام ‪،‬ولما توطدت النيابة وقوت دعائمها‬
‫بسطت سلطاتها في المجال المالي للدولة ولم يعد مقصورا على الموافقة على الضرائب ‪،‬‬
‫وانما أصبح للمجالس في البرلمان حق ممارسة الرقابة على الشؤون المالية للدولة وعليه‬
‫يحق للمجلس النيابي المساءلة عن األموال التي تصرف ‪،‬وعن إيرادات الدولة ‪،‬وعلى كل ما‬
‫يتعلق بأوجه اإلنفاق داخل الدولة فهو يقوم بمناقشة ميزانية الدولة من حيث قدرتها على‬
‫إكمال المسيرة التنموية للدولة وصوال إلقرارها‪ .‬كما يختص المجلس النيابي بالموافقة على‬
‫االعتمادات اإلضافية للدولة‪ ،‬وعليه يجب أن تتقدم الحكومة إلى البرلمان االعتماد اإلضافي‬
‫للموافقة عليه وذلك يقرر بموجب القانون‪ ،‬فهو تعتبر تعديال للميزانية التي وافق عليه‬
‫البرلمان‪ ،‬وكما يختص البرلمان بالموافقة على الحساب الختامي‪ .‬وبهذه الوسيلة يصل‬
‫البرلمان إلى المساهمة في رسم السياسة العامة للدولة في مختلف نواحيها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوظيفة السياسية (الرقابية)‬
‫تعد الوظيفة السياسية من الوظائف األساسية المنوطة للمجالس النيابية‪ ،‬حيث أنها تبرز من‬
‫الناحية القانونية لتنظيم الدولة‪ ،‬فهي تتمثل بعدة مهام أهمها ما يتعلق بإجراءات ترشح رئيس‬
‫الجمهورية وتمديد عهدته‪ ،‬وأيضا ما يتعلق بالظروف الحساسة التي تمر بها الدولة كحالة‬
‫الطوارئ‪ ،‬الحصار واعالن الحرب وغيرها من األمور التي تمس الدولة وسياستها‪.‬‬
‫وتعد الرقابة عمل الحكومة من ابرز المهام المخولة للبرلمان أثناء القيام بمهامه ‪،‬ويبرز الدور‬
‫الرقابي له من خالل اإلجراءات واألدوات الدستورية التي يكفلها القانون كحق من حقوق‬
‫الممثلين منها المساءلة الكتابية وشفوية ‪،‬والتحقيق واالستجواب وتحريك المسؤولية السياسية‬
‫للحكومة هذا فيما يخص الدول التي تأخذ بالنظام البرلماني ‪،‬أما الدول التي تأخذ بالنظام‬
‫الرئاسي فليس للمجالس النيابية الحق في التدخل ورفض رقابتها على أعمال الحكومة ‪،‬وتلك‬
‫الرقابة تكون من حق رئيس السلطة التنفيذية المتمثل في رئيس الدولة كما هو الحال في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية ‪،‬فالوظيفة السياسية تختلف دورها في النظام الديمقراطي في‬
‫الرئاسي عن النظام الديمقراطي البرلماني ‪.‬وال تقتصر مهمة البرلمان على رقابة أعمال‬
‫الحكومة فقط وسياستها الداخلية‪ ،‬وانما تشمل الرقابة على السياسة الخارجية‪.‬‬
‫كما يحق للمجالس النيابية ممارسة الرقابة على الشؤون المالية للدولة‪ ،‬وهذا الحق مستمد منذ‬
‫تكريس المجلس النيابية‪ ،‬فالبرلمانات تكونت في بداية األمر للموافقة على الضرائب التي‬
‫يحتاج إليها الحكام‪ ،‬ولما توطدت النيابة وقوت دعائمها بسطت سلطاتها في المجال المالي‬
‫للدولة‪ ،‬ولم يعد مقصورا على الموافقة على الضرائب فقط‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬آليات تكريس المجالس النيابية‬
‫أوال‪ :‬االنتخاب واألنظمة االنتخابية‬
‫‪ -1‬االنتخاب‬
‫االنتخاب طريقة الختيار الحكام‪ .‬ظهرت فكرة االنتخاب في أوروبا أي مع نشأة النظام‬
‫البرلماني في انجلترا‪ .‬ثم انتشرت إلى سائر أنحاء العالم وأصبح االنتخاب لصيق‬
‫بالديمقراطية لدرجة أنها تعد أحد خصائصها وهي الطريقة الوحيدة التي يستمد أي‬
‫نظام شرعيته وغير هذا يعد نظاما استبداديا وتسلطيا‪ .‬وعرف من الناحية القانونية‬
‫على انه "الوسيلة او الطريقة التي بموجبها يختار المواطنون األشخاص الذين ينسبون‬
‫إليهم مهام ممارسة السيادة أو الحكم نيابة عنهم"‪.‬‬
‫فاالنتخاب هو حق شخصي جاءت به نظرية سيادة الشعب من قبل جون جاك روسو‬
‫في مقولته "أن التصويت حق ال سبيل لسلبه من أبناء الوطن"‪ ،‬بمعنى كل فرد من‬
‫أفراد الشعب يحق له ممارسة االنتخاب فهذا األخير يترجم سيادة الشعب وإيراداتهم‬
‫في اختيار أشخاص يمثلونهم في السلطة وكذلك أداة تسمح للجماهير الشعبية من‬
‫المشاركة في الحياة السياسية فاالنتخاب يحفظ حرية التعبير وحرية التفكير وكذلك مبدأ‬
‫المساواة‪ .‬وان الفرد له الحرية أصبح االنتخاب قاعدة النمط الديمقراطي‪.‬‬
‫بالرغم من أن االنتخاب يمتاز بالعمومية إال أن األشخاص الدين يمارسون هذا الحق‬
‫يجب أن تتوفر فيهم شروط وهي السن والجنسية ومن حق كال الجنسين وكذلك التمتع‬
‫بالحقوق السياسية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -2‬النظم االنتخابية‬
‫نظرا العتماد األنظمة الديمقراطية على االنتخاب والذي يعد األساس فيجب انتقاء نظام‬
‫انتخابي يتماشى مع النظام الديمقراطي ويعتبر من أصعب القرارات‪.‬‬
‫فالنظام االنتخابي يستخدم النتخاب الممثلين على المستوى الوطني أي أعضاء‬
‫البرلمان‪ ،‬والمستوي المحلي أعضاء المجالس المحلية المنتخبة الوالئية والبلدية‪.‬‬
‫فالمفهوم األساسي لنظام االنتخابي يقصد به "ترجمة األصوات التي تم اإلدالء بها في‬
‫االنتخابات إلى عدد المقاعد التي تفوز بها األحزاب والمرشحين المشاركين فيها"‪.‬‬
‫وحسب تعريف دافيد فاريل "النظام االنتخابي هو الطريقة التي يتم من خاللها تحويل‬
‫األصوات إلى مقاعد في عملية انتخاب سياسيين لشغل مناصب معينة"‪.‬‬
‫والنظم االنتخابية متعددة وتم تصنيفها وفق معايير وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬النظام االنتخابي الذي يحدد طريقة عرض المترشحين‪:‬‬
‫‪ 1-1‬االنتخاب الفردي‪ :‬يشترط في هذا النوع من االنتخابات تقسيم‬
‫البالد إلى دوائر انتخابية صغيرة بحيث لكل دائرة نائب يمثلها في‬
‫البرلمان‪ ،‬بمعنى على الناخب اختيار شخص واحد من المترشحين‬
‫من دائرته االنتخابية‪ ،‬فاالنتخاب الفردي يعتبر من ابسط االنتخابات‪.‬‬
‫‪ 1-2‬االنتخاب بالقائمة‪ :‬هذا االنتخاب عكس انتخاب الفردي‪ ،‬فهو ال‬
‫يشترط تقسيم البالد إلى دوائر انتخابية سواء صغيرة او متساوية‪ ،‬بل‬
‫يمكن أن تكون الدوائر كبيرة فهو يحدد نصيب كل دائرة في البرلمان‬
‫على أساس التعداد السكاني لكل دائرة انتخابية‪ .‬فاالنتخاب بالقائمة‬
‫يصل عدد النواب فيه إلى عشرة نواب فالناخب هنا يقوم باختيار‬
‫القائمة يكون فيما أكثر من مترشح من بين القوائم المرشحة لدائرة‬
‫االنتخابية‪.‬‬
‫وما يميزه يعمل على تمثيل كل االتجاهات السياسية وأحزاب األقلية‬
‫خاصة إذا عمل بالتمثيل النسبي‪.‬‬
‫‪ -2‬النظم االنتخابية التي تحدد طريقة االنتخاب‪:‬‬
‫‪ 2-1‬االنتخاب الغير المباشر‪ :‬هو أن يقوم فيه جمهور الناخبين باختيار‬
‫وانتخاب مندوبين عنهم ليتولوا اختيار ممثليه من المترشحين فهو يقوم‬
‫على درجتين أو أكثر‪ .‬انه ال يتسم بالديمقراطية وال يكون هناك تعبير‬
‫حقيقي إلرادة الناخب‪.‬‬
‫‪ 2-2‬االنتخاب المباشر‪ :‬أن يقوم الناخب باختيار ممثليه ونوابه مباشرة‬
‫بنفسه ودون وساطة من أحد فهو يكون في عملية أو درجة واحدة‪.‬‬
‫هذا االنتخاب يحقق مبدأ الديمقراطية ويعبر عن إرادة الناخبين‪.‬‬
‫‪ -1‬النظم االنتخابية التي تحدد نتائج االنتخابات‪:‬‬
‫‪ 1-1‬نظام األغلبية ‪:‬يقصد بنظام األغلبية أن يفوز المرشحون‬
‫الحاصلون على أغلبية األصوات في الدائرة باالنتخابات أما من يليهم‬
‫من المرشحين في الترتيب فال يحصلون على شيء ويستوي في ذلك‬
‫أن يكون االنتخاب فرديا أو بالقائمة‪ .‬ونظام األغلبية نوع من االنسجام‬
‫‪14‬‬
‫داخل المجالس النيابية بما يوفره من إمكانيات التعاون والتوافق‬
‫الشيء الذي يبعد عنها الصراعات التي تؤدي في غالب األحيان إلى‬
‫تعطيل عملها‪ ،‬ونظام األغلبية هو نوعان تتمثل في األغلبية النسبية‬
‫واألغلبية المطلقة‪ .‬فبالنسبة لنوع األول بحيث تفوز القائمة أو‬
‫المترشح الذي يحصل على أكثر عدد من األصوات مقارنة مع‬
‫المتنافسين اآلخرين مهما كان مجموع األصوات التي تحصل عليها‬
‫المتنافسون‪.‬‬
‫فمثال لدينا المترشح (‪ )1‬متحصل على ‪ 72‬صوت‪ ،‬المترشح (‪)2‬‬
‫متحصل على ‪ ،12‬المترشح (‪ )1‬متحصل على ‪ .22‬فالفائز هنا هو‬
‫المترشح األول‪.‬‬
‫الجزائر طبقت هذا النوع ألول مرة في االنتخابات التشريعية‬
‫والرئاسية في قانون االنتخابات رقم ‪ 1_11‬الصادر في ‪ 22‬أفريل‬
‫‪.1111‬‬
‫أما األغلبية المطلقة فيشترط أن يحصل المترشح أو القائمة على أكثر‬
‫من نصف األصوات المصوتين الصحيحة أي خمسون بالمائة زائد‬
‫صوت واحد (‪ )1+%12‬وإذا لم يتحقق هذا النصاب يتم إجراء جولة‬
‫ثانية‪ .‬يسمح القانون إما بإعادة االنتخاب بين االثنين الحاصلين على‬
‫أعلى األصوات‪ ،‬أو يسمح بإعادتها بين الذين حصلوا على نسبة‬
‫معينة‪ ،‬فهنا يتعدد المرشحون فال مفر من االكتفاء باألغلبية النسبية‬
‫‪ 1-2‬التمثيل النسبي‪ :‬في هذا النظام تحصل كل قائمة متنافسة على عدد‬
‫من المقاعد المخصصة للدائرة االنتخابية حسب نسبة األصوات التي‬
‫حصلت عليها في االنتخابات‪ ،‬ولذلك فإن هذا النظام ال يمكن تصور‬
‫تطبيقه إال في ظل االنتخاب بالقائمة أين يكون فيه توزيع المقاعد بين‬
‫القوائم المتنافسة أما في االنتخاب الفردي فال يمكن ذلك ألنه يدور‬
‫حول منصب واحد يتعذر تقسيمه‪ .‬وقيل إنه األنسب لتمثيل األقليات‬
‫واألحزاب السياسية الصغيرة في المجالس النيابية فهو أكثر تماشيا‬
‫مع النظام الديمقراطي ألنه يضمن تمثيال أوسع وهو بذلك يحول دون‬
‫استبداد المجالس النيابية لوجود المعارضة‪ ،‬ولكنه يحدث تعقيدات في‬
‫العملية االنتخابية ومع كثرة األحزاب ينعكس سلبا على المجالس‬
‫النيابية ويعيقها عن أداء مهامها كما ينعكس كذلك على العالقة بينها‬
‫وبين السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األحزاب السياسية‬


‫تلعب األحزاب السياسية دورا أساسيا في التمثيل النيابي‪ ،‬فهي تقوم بتأطير السياسي واأليديولوجي‬
‫للناخبين والمنتخبين‪ ،‬وانتقاء المرشحين وتأطير المنتخبين‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -1‬تأطير الناخبين والمرشحين‬
‫ال يمكن االستغناء عن دور األحزاب السياسية من خالل وضوح ومعرفة المواطنين‬
‫للسياسة التي يرغبونها‪ ،‬وذلك عن طريق جمع واستخالص األفكار واآلراء ورغبات‬
‫المواطنين‪ ،‬حيث يقوم بصياغتها في إطار تنظيمي ومنظور موحد‪ ،‬ثم عرضها في‬
‫برنامج الحزب في شكل توجيهات واختيارات يمكن للناخبين اختيار ممثليهم والضغط‬
‫عليهم‪ ،‬واقتناء وتغيير سياستهم بواسطتها‪.‬‬
‫يتولى الحزب مهمة التوعية حول السياسة المتبعة من طرف الممثلين ‪،‬وتحديد موقفه‬
‫منها بدعمها أو انتقادها ‪،‬كما يسعى إلى تكوين رأي عام مؤثر بحكم اتصاله بالجماهير‬
‫بمختلف الوسائل اإلعالمية وينشط بدراسة و شرح الحقائق و األمور و تبسيطها‬
‫مستهدف خلق رأي عام مؤثر لصالح برنامجه بقصد الوصول إلى السلطة ‪،‬فهي تتيح‬
‫خيار أكثر وضوح عند االنتخابات وهذا ما يوضحه موريس دفرجيه في قوله ‪ :‬دون‬
‫األحزاب‪ ،‬ال يستطيع الناخبون أن يطلعوا على المعلومات الدقيقة عن توجه " مختلف‬
‫المرشحين فهم سيتوجهون لدعم الوجهاء التقليدين ‪،‬و هم األشخاص الوحيدون الذين‬
‫يعرفونهم بعض الشيء"‪.‬‬
‫‪ -2‬انتقاء المترشحين‬
‫تختار األحزاب المرشحين المقترحين على الناخبين لتولي مناصب انتخابية‪،‬‬
‫واألحزاب ليست الوحيدة في هذا الحقل ألن الترشح لالنتخابات هو من حق أي مواطن‬
‫سواء كان منخرط في حزب أو غير منخرط‪ ،‬والدور المهم وهو األساس الذي يقوم به‬
‫الحزب من هذه الزاوية أنه يعمل على تجنيد وانتقاء اإلطارات وكفاءات القادرة على‬
‫الدفاع عن برنامج ومبادئ الحزب وتطبيقها عند وصول إلى السلطة‪.‬‬
‫‪ -1‬تأطير المنتخبين‬
‫تضمن األحزاب السياسية االتصال المباشر بين الناخبين والمنتخبين‪ ،‬في تقوم بتزويد‬
‫النائب بكل انشغاالت ومشاكل دائرته االنتخابية‪ ،‬كما يعمل على تعزيز العالقة بيت‬
‫النائب وناخبيه من خالل اطالعهم على نشاطات النائب‪.‬‬
‫يعمل الحزب على إبقاء النائب في إطار التزاماته مع الناخبين ويجعله يحترم البرنامج‬
‫المقترح من طرف الحزب‪ ،‬وبالتالي منعه من التصرفات الفردية المستقلة‪ ،‬حيث أنه‬
‫هناك جمع منتخبي الحزب ذاته ضمن مجموعة برلمانية بما يضمن التصويت‬
‫الجماعي لنواب أعضاء الحزب على القوانين والقرارات‪ ،‬كما أن الحزب يحمي النواب‬
‫من الضغوطات والتهديدات التي يمكن أن يواجهها خالل المدة النيابية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫خاتمة‬
‫على الرغم من أن الديمقراطية كانت وليدة العهد اليوناني بالضبط في مدينة أثينا إال أنها‬
‫تجاوزت هذا العهد وصارت في كل أنحاء العالم واختلفت في تطبيقها إلى ان تعددت صورها‬
‫وهي ثالث‪ ،‬الديمقراطية المباشرة والديمقراطية الغير مباشرة‪ ،‬وأخيرا الديمقراطية الشبه‬
‫مباشرة وهذه األخيرة تعددت تسميتها فهناك من يسميها بالتمثيلية وآخرون بالنيابية‪ ،‬وأول‬
‫استعمال لها كان في انجلترا وأصبح نظام يقتدى به‪ .‬الديمقراطية النيابية تعمل على إشراك‬
‫المواطنين في تسيير دفة الحكم من خالل انتخاب ممثلين يمارسون أعمال باسم الشعب‪ ،‬وهي‬
‫تقوم على أساس وجود برلمان وممثلين وكذلك ممارسة اختصاصات محددة قانونيا إذن فال‬
‫وجود لهذه الديمقراطية دون وجود هاته الركائز‪.‬‬
‫فهذا النظام كان نتيجة تطورات ففي بداية ظهوره كان يمارس من طرف مجلس واحد‬
‫(مجلس اللوردات في انجلترا) وهو معين من قبل الملك‪ .‬إال انه تم توسيع مجالسه بهدف‬
‫توسيع تمثيل المواطنين فتم استحداث غرفة ثانية (مجلس العموم)وهو منتخب من طرف‬
‫الموطنين ‪.‬وولدت هذه التغيرات مصطلح جديد وهو نظام الثنائية البرلمانية أو ما يعرف‬
‫بنظام المجلسين ‪،‬وهذا األخير أصبح معمول به في كل األنظمة السياسية إال أنها تختلف في‬
‫تسمية المجالس ‪،‬ولتكريس هذه المجالس تم اعتماد على أساليب من بينها االنتخاب الذي‬
‫بدوره يحدث عالقة الناخب والمنتخب ولتحديد شروط على الناخب أن يتبعها وكذلك المنتخب‬
‫(الممثل) ‪،‬وكذلك هناك أسلوب يعمل على تنظيم المجالس من خالل تحديد األعضاء الذين‬
‫يمثلون المواطنين وهو النظام االنتخابي فهو يعمل على تحديد الفائزين‪.‬‬
‫ومن هذا نستخلص أن الدول عملت على االستعانة وتطبيق هدا النظام (الديمقراطية النيابية)‬
‫إلضفاء الشرعية على نظامها دون المساس بمبدأ السيادة الشعبية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫حليمي صورية‪ ،‬طرمون أمال (‪ )2211/2212‬واقع التمثيل النيابي مذكرة لنيل شهادة‬
‫الليسانس في العلوم السياسية تخصص تنظيمات سياسية وإدارية كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية قسم العلوم السياسية جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.‬‬

‫‪18‬‬
19

You might also like