You are on page 1of 41

‫النظم السياسية‬

)Political systems(
‫‪ ‬مفهوم النظم السياسية‬
‫‪ ‬الفرق بين النظم السياسية والقانون الدستوري‬
‫مفهوم النظم السياسية‪:‬‬
‫هن اك مفهومان الص طالح النظم السياس ية‪ ،‬مفه وم ض يق‪ ،‬وهو‬
‫املفهوم التقليدي ومفهوم واسع‪ ،‬وهو املفهوم املعاصر‪.‬‬
‫‪‬وفق املفه وم الض يق‪ ،‬ينص رف مع نى النظ ام السياسي إلى‬
‫ش كل نظ ام الحكم ال ذي يس ود في دولة معين ة وفق القواع د‬
‫القانونية املحددة‪.‬‬
‫‪ ‬أم ا وفق املفه وم الواس ع‪ ،‬فينص رف مع نى النظ ام السياسي‬
‫ًا‬
‫إلى ش كل نظ ام الحكم مض اف إلي ه الفلس فات االقتص ادية‬
‫والسياسية واالجتماعية التي تسود في الدولة‪ ،‬والقوى املؤثرة في‬
‫نظام الحكم كاالحزاب السياسية‪ ،‬والصحافة واالعالم وغيرها‪.‬‬
‫الفرق بين النظام السياسي والقانون‬
‫الدستوري‬
‫هناك اتجاهان في هذا الشأن‪:‬‬
‫االتجاه األول‪:‬‬
‫يطابق بينهما‪،‬‬
‫حيث ي رى ه ذا األتج اه أن املقص ود بالظ ام السياسي ه و بي ان عناص ر‬
‫الدولة والسلطة فيها وهيئاتها وعالقتها ببعضها ودراسته ونعني دراسة‬
‫الدولة والس لطة فيه ا وطبيع ة ه ذه الس لطة ووس ائل ممارستها‬
‫والعالق ة بين هيئاته ا املختلف ة وأه دافها ومركز الف رد منه ا وضماناته‬
‫فيها‪.‬‬
‫ولكن هذه املوضوعات هي نفسها التي يتوالها القانون الدستوري ‪.‬‬
‫فهل يعني ذلك التطابق بين مدلول الق انون الدستوري والنظام‬
‫السياسي؟‬
‫لقد أجاب بعض الفقهاء بالسلب وأجاب آخرون باإلجاب‬
‫وذك ر بعض هم (أن النظ ام السياسي لبل د م ا يقص د ب ه نظ ام‬
‫الحكم في ه ال ذي يتن اول بيان ه الق انون الدس توري‪ ) .‬أي أن‬
‫النظم السياس ية هي نظم الحكم ال تي يتن اول بيانه ا الق انون‬
‫الدستوري‪.‬‬
‫‪‬االتجاه الثاني‪:‬‬
‫ال يط ابق بينهم ا الن النظ ام السياسي أوسع مج اال من الق انون‬
‫الدستوري فإذا كان القانون الدستوري ينظر فقط إلى نظام الحكم‬
‫من خالل قواع ده القانوني ة املج ردة ف إن النظم السياس ية تمت د إلى‬
‫كافة القوى املوجهة لنظام الحكم السياسي خارج القواعد القانونية‪،‬‬
‫كاألحزاب السياس ية‪ ،‬ال رأي الع ام‪ ،‬الصحافة واالعالم‪ ،‬ومختل ف‬
‫الظ روف االقتص ادية والسياس ية ال تي ت ؤثر على تط بيق القواع د‬
‫الدستورية‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة القواعد املتعلقة بنظام الحكم‪.‬‬
‫أي أن دراس ة الق انون الدس توري هي دراس ة قانوني ة خالص ة في حين‬
‫تختل ط في دراس ة النظم السياس ية األعتب ارات الواقعي ة باألعتب ارات‬
‫القانونية‪.‬‬
‫وهذا األتجاه في الفقه القانوني يتفق مع ما يذهب اليه علماء‬
‫السياسة من أن القانون الدستوري يهتم بدراسة السلطة من‬
‫خالل القواع د القانوني ة ال تي تنظم ممارستها وتح دد العالق ة‬
‫بين هيئاته ا املختلف ة اي ان نص وص الوثيق ة الدس تورية هي‬
‫املي دان الوحي د للق انون الدس توري س واء طبقت ه ذه‬
‫النصوص في الواقع أم لم يطبق‪.‬‬
‫ومم ا س بق يع رف البعض النظ ام السياسي بأن ه ‪( :‬عب ارة عن‬
‫القواع د الخاص ة بنظ ام الحكم في الدولة س واء من الناحي ة‬
‫القانونية أو من الناحية الواقعية التطبيقية)‬
‫أنواع األنظمة السياسية‬
‫من حيث ممارسة السلطة‬
‫‪‬أوال‪ :‬الحكم الفردي‬
‫‪‬ثانيا‪ :‬الحكم األرستقراطي‬
‫‪‬ثالثا‪ :‬الحكم الديمقراطي‬
‫أوال‪ :‬الحكم الفردي )‪(Monocratie‬‬
‫‪‬إن اصطالح ‪ Monocratie‬الذي يعبر عنالحكم الفردي يتألف من‬
‫كلمتين التينيتين هما‪ monos :‬ومعناها واحد و ‪ Cratie‬ومعناها حكم‪.‬‬
‫‪‬الفردية (االوتوقراطية) مصطلح يقصد به نظام الحكم الذي تكون فيه‬
‫السلطة مركزة في يد فرد واحد يمتلك وحده كل السلطة التي اليحدها‬
‫شيء‪ ،‬وهذا اليعني دائما غياب القوانين والدساتير في هذا النظام‪،‬‬
‫‪‬ولكن يعني باالساس قدرة الحاكم االوتوقراطي(الفرد) من الناحية‬
‫الواقعية‪ ،‬على تخطي القوانين والدساتير حتى في حالة وجودها استنادا‬
‫الى عدم وجود الية مستقلة في النظام قادرة على ان تفرض القوانين‬
‫فتجبره على احترامها‪ .‬ويعتقد كثير من المنظرين ان الحكم‬
‫االوتوقراطي يتطلب تركيز السلطة في يد شخص واحد ال في يد جماعة‬
‫( او حزب او مؤتمر(جمعية)‬
‫‪‬ويكون على صورتين‪:‬‬
‫‪ -1‬الملكية المطلقة‬
‫‪ -2‬الدكتاتورية‬
‫أوال‪ :‬الملكية المطلقة‬
‫‪‬الملكية المطلقة هي شكل ملكي من أشكال الحكومة يكون فيه‬
‫للملك أو الملكة سلطة مطلقة على كافة جوانب حياة رعاياه‪،‬‬
‫فإنه في الملكية المطلقة ليس ثمة دستور أو ردع قانوني للحد‬
‫من سطوة الملك‪.‬‬
‫‪‬الملك المطلق لديه تحكم كامل بأفراد الشعب وباألرض‪ ،‬بما‬
‫فيهم األرستوقراطيين وأحيانا رجال الدين‪.‬‬
‫‪‬بعض الملكيات المطلقة لديها برلمانات أو مجالس شورى‬
‫رمزية أو صورية‪ ،‬باإلضافة إلى منشآت حكومية خاضعة‬
‫لالستمرار أو عدمه حسب إرادة الملك‪.‬‬
‫‪‬في الغرب‪ ،‬يمثل انهيار الديموقراطية في روما‬
‫القديمة‪ ،‬البداية ألشكال الحكم الملكي المطلق‪ .‬أحد أهم‬
‫األمثلة على الملكية المطلقة في أوروبا‪ ،‬هو لويس‬
‫الرابع عشر‪ ،‬ملك فرنسا‪ .‬تلخص مقولته‪ ":‬أنا الدولة"‬
‫المبدأ األساسي للملكية المطلقة (أن تكون السيادة بيد فرد‬
‫واحد)‪.‬‬
‫‪‬وتضاءلت شعبية فكرة الملكية المطلقة بشكل كبير بعد‬
‫الثورة الفرنسية التي روجت لنظريات تدعو إلى إقامة‬
‫حكومة مبنية على أساس السيادة الشعبية‪.‬‬
‫‪‬ويميزالفقه عادة بين الملكية المطلقة والملكية األستبدادية‬
‫‪‬حيث يتفق النوعان في فكرة تركيز السلطة والسيادة في‬
‫شخص الملك الفرد ولكنهما يختلفان في نظر الفقه من‬
‫حيث الخضوع أو عدم الخضوع للقانون‪.‬‬
‫‪‬ففي الملكية المطلقة يخضع الملك للقانون ما دام هذا‬
‫القانون نافذا لم يغيره الملك‪ ,‬ولكن الملك هو الذي يضع‬
‫القانون بإرادته وحده‪.‬‬
‫‪‬وأما في الملكية األستبدادية فالملك ال يخضع لحكم‬
‫القانون فهو يضع القانون بارادته ولكن ال يخضع له‬
‫وإنما يفرضه على األفراد الرعية فقط‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حكم األقلية ( األرستقراطي )‬
‫‪‬األرستقراطية ‪ aristocracy‬كلمة مركبة من كلمتين يونانيتين‬
‫‪ aristos‬وتعني الفاضل أو الجّيد و ‪ kratos‬وتعني القوة أو السلطة‪,‬‬
‫وكانت الكلمة في مدلولها األصلي تعني حكم أفضل المواطنين لجميع‬
‫الشعب‪ .‬فاألرستقراطية ِإذن "حكم األفضلية"‪ ,‬وبهذا المعنى استخدمها‬
‫أفالطون في "الجمهورية" وأرسطو في "السياسة" وكان كالهما يعتقد‬
‫أن الحكومة األرستقراطية أفضل أنواع الحكومات وأكثرها عدًال‪,‬‬
‫ولكنهما أبديا ارتيابًا في قدرتها على الديمومة‪.‬‬
‫‪‬تعني باللغة اليونانية ُسلطة خواص الناس‪ ،‬وسياسيًا تعني طبقة‬
‫اجتماعية ذات منـزلة عليا تتميز بكونها موضع اعتبار المجتمع ‪،‬‬
‫وتتكون من األعيان الذين وصلوا إلى مراتبهم ودورهم في المجتمع عن‬
‫طريق الوراثة‪.‬‬
‫‪ ‬وكانت طبقة االرستقراطية تتمثل في األشراف الذين كانوا ضد‬
‫الملكية في القرون الوسطى ‪،‬وعندما ثبتت سلطة الملوك بإقامة‬
‫الدولة الحديثة تقلصت صالحية هذه الطبقة السياسية واحتفظت‬
‫باالمتيازات المنفعية‪ ،‬وتتعارض االرستقراطية مع الديمقراطية‪.‬‬

‫‪ ‬طبقة اجتماعية عالية‪ ،‬كانت تشمل قادة الحكم في الدولة أو األمة‪.‬‬


‫يدعي أعضائها أنهم أرفع منزلة من غيرهم من الناس في المجتمع‬
‫بسبب صالتهم األسرية ومكانتهم االجتماعية وثروتهم وقدرتهم‪.‬‬

‫‪ ‬وتشير كلمة أرستقراطية – تاريخيًا ‪ -‬إلى شكل من الحكم يسيطر‬


‫عليه عدد قليل من المواطنين األثرياء وذوي المكانة االجتماعية‬
‫البارزة‪.‬‬
‫‪‬الحكم األرستقراطي يشير أساسا إلى النظام االرستقراطي‪ ،‬و‬
‫السياسي واالجتماعي الذي انشئ في فرنسا في الفترة من‬
‫(القرن الرابع عشر إلى القرن الثامن عشر)‪ . .‬المصطلح‬
‫الفرنسي لحكم أرستقراطي "النظام السابق" ولكن باللغه‬
‫االنجليزيه أصبحت "القاعده القديمة" ‪ ،‬و "النظام القديم" أو‬
‫ببساطة "النظام القديم"‪.‬‬

‫‪‬ويعني المصطلح أن يكون المجتمع مقسم إلى فئتين اثنتين ‪:‬‬


‫طبقة نبيلة ُيجبى لها األموال ‪ ،‬وتعيش حياة ناعمة ورغدة ‪،‬‬
‫تتوارث الرئاسة‪ ،‬وهي الطبقة األرستقراطية ‪.‬‬
‫طبقة كادحة ‪ ،‬عاملة ‪ ،‬وهي طبقة أغلب الشعب ‪ ،‬وتسمى بطبقة‬
‫العامة ‪.‬‬
‫‪ ‬يقول أفالطون في الكتاب الثامن من الجمهورية‪ِ" :‬إذا انحرفت‬
‫األرستقراطية وتحول أبناؤها ِإلى ِإيثار الثروة على الشرف تحولت‬
‫ِإلى األوليغارشية ‪( oligarchie‬حكم القلة) التي تَج ْع ُل الثروة‬
‫أساس الجدارة وهو ِإثم فظيع"‪.‬‬
‫‪‬وتحسن اِإل شارة ِإلى أن مفهوم أفالطون للروح األرستقراطية‬
‫مفهوم قيمي أكثر من كونه مفهومًا طبقيًا‪ .‬فاألرستقراطية حكم‬
‫األقلية الفضلى ألنها تضم المتفوقين أخالقيًا وعقليًا ويحكمون لخير‬
‫الشعب‪.‬‬
‫‪ِ‬إ ال أن كلمة األرستقراطية استعملت بعد ذلك بتوسع واتخذت داللة‬
‫جمعية على قيادة أشخاص (شرفاء أو نبالء أو كهنة) لدولٍة‪,‬‬
‫‪ ‬أو على مجموعة من "أصحاب المنزلة" متميزين في المولد أو‬
‫الموهبة أو الذهن أو الغنى‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن اِإل شارة ِإلى مدلوالت ثالثة للكلمة في استخدامها الشائع‪.‬‬

‫‪ ‬األول‪ :‬يدل على حكومة سياسية تمارس فيها السلطة العليا طبقة اجتماعية ذات امتيازات‬
‫وهي وراثية في معظم األحيان‪.‬‬

‫‪ ‬الثاني‪ :‬يدل على طبقة من النبالء أو األشراف أصحاب االمتيازات‪.‬‬

‫‪ ‬الثالث فأدبي وعام‪ :‬فلكل ميدان أرستقراطيته‪ ,‬وهم نفر قليل من األشخاص يتمتعون بتفوق‬
‫يميزهم في مجالهم‪:‬‬

‫‪ ‬أرستقراطية األدب أو الفن‪.‬‬

‫‪ ‬األرستقراطية الصناعية‪.‬‬

‫‪ ‬أرستقراطية المال‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الحكم الديمقراطي (الحكومة‬
‫الديمقراطية)‬
‫الديمقراطية هي كلمة يونانية األصل وتعني حكم الشعب‪ .‬لذلك‬
‫تعريف الديمقراطية هو حكم الشعب‪.‬‬
‫وعلي ه ف إن الحكومة الديمقراطي ة هي األداة ال تي يحكم به ا‬
‫الش عب نفس ه‪ ،‬والوسيلة ال تي يع بر به ا عن إرادت ه وسيادته‪،‬‬
‫وعن طريقها يمارس السلطة في دولته‪.‬‬
‫ًال‬
‫أو ‪ :‬خصائص الديمقراطية‬
‫ًا‬
‫ثاني ‪ :‬صور الحكم الديمقراطي‬
‫خصائص الديمقراطية‬
‫تتميز الديمقراطية التقليدية بعدة خصائص‪:‬‬
‫‪-1‬أنها مذهب سياسي‬
‫‪ -2‬أنها فردية‬
‫‪ -3‬أنها تقرر مبدأ املساواة أمام القانون‬
‫‪ -4‬أنها تكفل وتحمي حقوق وحريات األفراد‪.‬‬
‫‪ -1‬الديمقراطية مذهب سياسي‬
‫بمع نى أن الديمقراطي ة ال تس عى إال لتحقي ق ممارسة الش عب للس لطة‪ ،‬وال‬
‫تتع دى ذل ك إلى محاولة إنج از أه داف اقتص ادية أو اجتماعي ة لرفع مس توى‬
‫معيشته‪ ،‬أوتحقيق قدر معين من الضمانات للطبقات الكادحة‪ .‬وبهذا املعنى‪ ،‬فإن‬
‫ًا‬
‫الديمقراطية مذهب سياسي محض‪ ،‬وليست مذهب اقتصاديا أو اجتماعيا‪.‬‬
‫‪ -2‬الديمقراطية فردية‬
‫بمعنى أن الديمقراطية التقليدية تستند إلى املذهب الفردي الدي يقدس الفرد‬
‫ويسعى إلى حماية حقوقه وحرياته وإلى تحقيق سعادته‪.‬‬
‫بمعنى آخر‪ :‬أن الديمقراطية تعمل وتشجع جميع أفراد الشعب على املشاركة في‬
‫الحكم بص فتهم مواط نين دون النظ ر إلى أي اعتب ار آخ ر يتعل ق بمراك زهم أو‬
‫بانتمائهم إلى طبقة اجتماعية معينة‪.‬‬
‫‪ -3‬الديمقراطية تقرر مبدأ املساواة أما القانون‬
‫تق رر الديمقراطي ة مب دأ املس اواة أم ام الق انون نتيج ة لقيامه ا على‬
‫أساس املذهب الفردي بحيث يشترك جميع املواطنين في شؤون الحكم‬
‫ويتمتع ون بالحماي ة القانوني ة على ق دم املس اواة دون تمي يز بسبب‬
‫األص ل أو الجنس أو ال دين أو اللغ ة أو اإلنتس اب إلى مركز اجتم اعي‬
‫معين‪.‬‬
‫ولكن تقرير املساواة القانونية بواسطة الديمقراطية ال يعني أنها تسعى‬
‫إلى تحقي ق املس اواة الفعلي ة املادي ة ال تي تطمح إليه ا املذاهب‬
‫االشتراكية‪.‬‬
‫‪ -4‬الديمقراطية تكفل وتحمي حقوق وحريات األفراد‪.‬‬
‫ق امت الديمقراطي ة – كمب دأ – ملحاربة الحكم املطل ق واستئثار‬
‫الحكام بالس لطة من دون غالبي ة املواط نين ومن ع االعت داء على حق وق‬
‫وحريات األفراد‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬فإن الديمقراطية – كمذهب أو نظام للحكم – ترمي إلى كفالة‬
‫الحق وق الفردي ة وحماي ة ممارسة األف راد ملختل ف الحريات‪ ،‬وعلى‬
‫األخص الحرية السياسية‪.‬‬
‫وتنط وي ه ذه الحماي ة على وضع ح د لت دخل الدولة في ممارسة ه ذه‬
‫الحق وق والحريات بحيث تق وم بتنظيمه ا دون املس اس بمض مونها‪،‬‬
‫وتقرير ض مانات معين ة لحمايته ا ض د أي تعس ف أو إنته اك من ج انب‬
‫الحكام‪.‬‬
‫صور الحكم الديمقراطي‬
‫ًال‬
‫أو ‪ :‬الديمقراطية املباشرة‪.‬‬
‫ًا‬
‫ثاني ‪ :‬الديمقراطية النيابية‪.‬‬
‫ًا‬
‫ثالث ‪ :‬الديمقراطية شبه املباشرة‪.‬‬
‫ًال‬
‫أو ‪ :‬الديمقراطية املباشرة‬
‫‪ -1‬مضمون الديمقراطية املباشرة وتطبيقاتها‬
‫‪ -2‬تقدير الديمقراطية املباشرة ( مزاياها وعيوبها)‬
‫مضمون الديمقراطية املباشرة وتطبيقاتها‬
‫‪ -‬مض مونها‪ :‬أن يباش ر الش عب الس لطة بنفس ه دون وسيط‪ ،‬حيث يجتم ع‬
‫املواطن ون في هيئ ة جمعي ة عمومي ة للتص ويت على مش روعات الق وانين‪،‬‬
‫وتعيين القضاة واملوظفين وتصريف الشؤون العامة الخارجية منها والداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيقاته ا‪ :‬يع ود أص ول تط بيق الديمقراطي ة املباش رة إلى املدن اإلغريقي ة‬
‫القديم ة‪ ،‬وبخاص ة مدين ة أثين ا حيث كان املواطن ون األح رار يجتمع ون في‬
‫جمعي ة الش عب لوضع الق وانين واختي ار الحكام والقض اة‪ ،‬وعق د املعاه دات‬
‫وإعالن الحرب والسالم‪ ،‬وتسيير الشؤون العامة للمدينة‪.‬‬
‫أم ا تطبيقاته ا في ال وقت الحاض ر فينحص ر في ثالث والي ات سويس رية‪ ،‬إذ‬
‫يمارس الشعب في هذه الواليات السلطة بنفسه عن طريق الجمعية الشعبية‬
‫ال تي تنعق د كل ع ام ملباش رة الش ؤون الخاص ة بالوالي ة واختي ار القض اة‬
‫واملوظفين الذين يتولون وظيفة التنفيذ في الوالية ‪.‬‬
‫مزايا وعيوب الديمقراطية املباشرة‬
‫‪ -‬املزايا‬
‫‪ -1‬الديمقراطي ة املباش رة هي أق رب الص ور إلى املب دأ ال ديمقراطي‬
‫ال ذي يحق ق الس يادة الكامل ة للش عب‪ ،‬بتمكين ه من حكم نفس ه بنفس ه‬
‫مباش رة دون وساطة أو نياب ة‪ ،‬وتحق ق ل ه ممارسة الس لطة الفعلي ة على‬
‫جميع شؤونه العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬الديمقراطي ة املباش رة له ا قيم ة معنوية كب يرة‪ ،‬تتمث ل في االرتف اع‬
‫بمستوى مشاركة املواطنين في تحمل املسؤولية العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬الديمقراطي ة املباشرة ت ترك آثارا طيبة في الشعب بصفة عامة‪ ،‬إذ‬
‫تجعل ه واقعي ا في نظرته لألم ور‪ ،‬موضوعيا في إتخ اذ الق رارات ووض ع‬
‫الحل ول العملي ة للمش اكل العام ة‪ ،‬دون خض وع لنزعات حزبي ة أو ت أثر‬
‫بدعايات انتخابية‪ ،‬كما يحدث في ظل الديمقراطية النيابية‪.‬‬
‫عيوب الديمقراطية املباشرة‬
‫‪ -1‬أنه ا ال تص لح للتط بيق في ال دول املعاص رة ذات الكثاف ة‬
‫الس كانية املرتفع ة واملس احات اإلقليمي ة الشاس عة‪ ،‬واملش كالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية املعقدة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تطبيقه ا يتطلب درجة عالي ة من النضج السياسي‬
‫للمواطنين لكي يتولوا مسؤولية الحكم وتسيير الشؤون العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن مش اركة املواط نين في بحث املس ائل العام ة ذات الط ابع‬
‫الفني الدقيق ال يحقق أية فائدة لعدم احاطتهم بهذه املسائل‪.‬‬
‫‪ -4‬تط بيق الديمقراطي ة املباش رة ي ؤدي إلى ط رح املوضوعات‬
‫املتعلقة بسالمة الدولة وأمنها للمناقشة العامة‪ ،‬مما يسبب أضرار‬
‫نتيجة إلفشاء أسرار هذه املوضوعات الخطيرة‪.‬‬
‫ًا‬
‫ثاني ‪ :‬الديمقراطية النيابية ( النظام الديمقراطي النيابي)‬
‫‪ -1‬مضمون النظام الديمقراطي النيابي‬
‫‪ -2‬األساس الديمقراطي للنظام النيابي‬
‫‪ -3‬أركان النظام النيابي‬
‫‪ -4‬تكييف العالقة بين الناخبين والنواب من الناحية القانونية‬

‫‪ -1‬مضمون النظام الديمقراطي النيابي‬


‫تق وم الديمقراطي ة النيابي ة على أس اس انتخ اب الش عب لع دد من‬
‫الن واب ال ذين يكونون البرملان‪ ،‬ويتولون ممارسة الس لطة باس م الش عب‬
‫ونيابة عنه ملدة محدودة‪.‬‬
‫‪ -2‬األساس الديمقراطي للنظام النيابي‬
‫للتوفي ق بين مض مون املب دأ ال ديمقراطي وهو س يادة الش عب والنظ ام الني ابي لج أ‬
‫الفقه إلى نظريتين أساسيتين هما‪ :‬نظرية النيابة ونظرية العضو‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية النيابة‪:‬‬
‫تق وم ه ذه النظرية في الق انون الخ اص على أس اس أن الن ائب أو الوكي ل يق وم‬
‫بالتصرفات القانونية الالزمة على أن تنتج أثرها في ذمة الموكل أو املنيب‪ ،‬وتعتبر كأنها‬
‫ص ادرة من ه شخص يا‪ ،‬كم ا في الوكال ة والوالي ة والفض الة‪ ،‬وقد اس تعار فق ه الق انون‬
‫العام نظرية النيابة للتوفيق بين النظام النيابي واملبدأ الديمقراطي‪.‬‬
‫وعلى ه ذا األس اس ف إن الش عب يق وم بتوكي ل األشخاص ال ذين انتخبهم لكي ينيبوا‬
‫عنه في ممارسة السلطة‪ ،‬بحيث يكون الشعب هو املوكل والنواب وكالء عنه‪ ،‬يعبرون‬
‫عن إرادته ويتصرفون بإسمه‪.‬‬
‫االنتقادات التي تعرضت لها نظرية النيابة‪:‬‬
‫‪ -1‬أنها تقوم على أساس االفتراض وليس على أساس الحقيقة والواقع‬
‫فقولها أن النواب يتصرفون باسم األمة نتيجة اختيارهم منها هو قول في‬
‫غ ير محل ه ألن األم ة فق ط اقتص ر دوره ا على اختي ار الن واب وأن االعم ال‬
‫والتصرفات هي من عمل البرملان وحده‪.‬‬

‫‪ -2‬أن فك رة االناب ة تف ترض وجود شخص ث الث يق وم البرملان ب التعبير‬


‫ًا‬
‫عن إرادة املنيب في مواجهت ه‪ ،‬فمن ه و ه ذا الشخص؟ منطقي ليس‬
‫ًا‬
‫الش عب ألن ه املنيب‪ ،‬وإذا قي ل الس لطة التنفيذي ة فأيض ال يس تقيم األم ر‬
‫ألنها في وضع أدنى من البرملان ممثل األمة وإراداتها‪.‬‬
‫نظرية العضو‪:‬‬
‫تف ترض ه ذه النظرية الشخص ية املعنوية لألم ة‪ ،‬وتق وم على أس اس وجود شخص‬
‫واحد فقط يمثل األمة كجماعة منظمة له إرادة واحدة‪ ،‬وأن الهيئات املختلفة ومنها‬
‫البرملان تمثل أعضاء هذا الشخص وتتولى التعبير عن إرادته دون أن تستقل عنه‪.‬‬
‫االنتقادات التي تعرضت لها النظرية‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه ا ق امت على أس اس وهمي افتراضي ال يستند إلى الحقيق ة والواق ع‪ ،‬وذل ك‬
‫ألنها اعطت الشخصية املعنوية لألمة إلى جانب الشخصية املعنوية للدولة‪ ،‬في حين‬
‫أن املسلم به في هذا الصدد أن الشخصية املعنوية تكون للدولة فقط وليس لالمة‪.‬‬
‫ًا‬
‫‪ -2‬منطق النظرية يفتح الباب أمام تبرير استبداد الحكام باملحكومين‪ ،‬نظر ألنها ال‬
‫تف رق بين ارادة الحكام و ارادة املحك ومين‪ ،‬فليس لألف راد أن يعترضوا على تص رفات‬
‫الهيئ ات الحاكم ة مهم ا كانت ج ائرة الن ارادتهم هي ذاته ا ارادة األم ة‪ ،‬ألن النظرية‬
‫قالت أنهم يعبرون عن إرادة األمة باعتبار أنهم أعضاء لها‪.‬‬
‫‪ -2‬االساس الحقيقي للنظام النيابي (النظرية الواقعية)‪:‬‬
‫تق وم ه ذه النظرية على أس اس أن النظ ام الني ابي ال يمكن‬
‫إرجاع ه إلى نظريات منطقي ة أو حل ول قانوني ة‪ ،‬وإنم ا يع ود إلى‬
‫واقع الظروف السياسية والتطورات التاريخية‪.‬‬
‫فق د أدى إس تحالة تط بيق الديمقراطي ة بص ورة مباش رة في‬
‫العص ر الح ديث إلى األخ ذ بالديمقراطي ة النيابي ة‪ ،‬أي أن‬
‫الديمقراطية النيابية أصبحت ضرورة البد من االلتجاء إليها لكي‬
‫يتمكن الش عب من حكم نفس ه بواس طة من يخت ارهم من‬
‫النواب‪.‬‬
‫‪ -3‬أركان النظام النيابي‬
‫ينهض النظام النيابي على أربعة أركان أساسية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1 -‬وجود هيئة نيابية منتخبة‪.‬‬
‫‪ .2 -‬أن تكون نيابة هذه الهيئة من األمة ملدة محدودة‪.‬‬
‫‪ .3 -‬أن النائب املنتخب يمثل األمة بأسرها‪.‬‬
‫‪ .4 -‬استقالل الهيئة النيابية عن هيئة الناخبين‬
‫الركن االول‪ :‬وجود هيئة نيابية منتخبة ذات سلطة فعلية‬
‫يمث ل وجود هيئ ة برملاني ة منتخب ة ال ركن األول‪ ،‬واألساسي‬
‫لقيام النظام النيابي‪ ،‬سواء كانت هذه الهيئة تتكون من مجلس‬
‫واحد أو من مجلسين‪.‬‬
‫إذ ال يتحقق للنظام النيابي وجود بدون قيام الشعب بانتخاب‬
‫الن واب ال ذين يكونون الهيئ ة النيابي ة‪ ،‬ال تي تت ولى التعب ير عن‬
‫إرادة األمة وممارسة السلطة باسمها‪ .‬وال يشترط أن يكون جمع‬
‫أعضاء الهيئة النيابية قد جاءوا عن طريق االنتخاب‪ ،‬وإنما يلزم‬
‫أن تكون غالبيتهم الساحقة قد انتخبهم الشعب‪.‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬تأقيت مدة العضوية في الهيئة البرملانية‬
‫إذا كان انتخاب النواب من الشعب يتم لكي يعبر هؤالء النواب عن إرادته ويمثلونه في تصريف‬
‫الش ؤون العام ة‪ ،‬فمن الط بيعي أال تمت د ه ذه النياب ة إلى أج ل غ ير مس مى‪ ،‬وإنم ا يجب أن تكون‬
‫موقوتة بمدة محددة سلفا‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬تمثيل النائب املنتخب لألمة بأسرها‬
‫قب ل قي ام الث ورة الفرنس ية كان املب دأ الس ائد في النظم النيابي ة أن الن ائب يمث ل دائرته‬
‫االنتخابي ة فقط‪ ،‬وبالت الي كان من حق الن اخبين أن يص دروا تعليمات إلزامية للن ائب‪ ،‬ولم يكن‬
‫بمق دوره الخ روج على ه ذه التعليم ات‪ ،‬وكان علي ه أن ي راعي مص الح ال دائرة وأن يق دم حس ابا‬
‫بأعماله‪ ،‬وكان من حق الناخبين عزل النائب‪.‬‬
‫وبعد الثورة الفرنسية تغير املبدأ وأصبح النائب يمثل األمة بأجمعها‪ ،‬بحيث يستطيع إبداء الرأي‬
‫بحرية كاملة دون التقيد بتعليمات الناخبين ألنه يعمل من أجل الصالح العام لألمة وليس ملجرد‬
‫تحقي ق مص الح إقليمي ة ض يقة لل دائرة ال تي انتخب فيه ا‪ ،‬كم ا لم يع د من ح ق الن اخبين ع زل‬
‫النائب متى شاءوا‪.‬‬
‫الركن الرابع‪ :‬استقالل الهيئة النيابية عن الناخبين‬
‫بمعنى انه ال يجوز للشعب أن يتدخل في ممارسة الهيئة النيابية‬
‫لسلطاتها طوال م دة انتخابه ا‪ ،‬بحيث ال يجوز األخ ذ بأي مظهر‬
‫من مظ اهر الديمقراطي ة ش به املباش رة‪ ،‬كاالس تفتاء الش عبي‪ ،‬أو‬
‫االقتراح الشعبي‪ ،‬أو االعتراض الشعبي‪ .‬فليس لجمهور الناخبين‬
‫إال االنتظ ار ح تى ي أتي موعد االنتخ اب الجدي د‪ ،‬لكي يع بروا عن‬
‫إرادتهم في اختيار من يرونهم أكثر صالحية لتمثيلهم‪.‬‬
‫‪ -4‬التكييف القانوني للعالقة بين الناخبين والنواب‬
‫هناك ثالث نظريات بشأن تحديد العالقة بين الناخبين وأعضاء الهيئة‬
‫النيابي ة وتكييفه ا من الناحي ة القانوني ة‪ ،‬وهي نظرية الوكال ة اإللزامي ة‪،‬‬
‫ونظرية الوكالة العامة والنظرية القائلة بأن االنتخاب ما هو إال مجرد‬
‫اختيار‬
‫نظرية الوكالة االلزامية‬
‫هذه النظرية كانت سائدة قبل قيام الثورة الفرنسية‪ ،‬وبمقتضاها كان‬
‫الن ائب يمث ل دائرته االنتخابي ة فق ط وال يمث ل األم ة‪ .‬وتتلخص ه ذه‬
‫النظرية في أن الرابط ة ال تي تربط الن اخبين بن وابهم هي عق د الوكال ة‬
‫املع روف في الق انون املدني‪ ،‬أي أن الن ائب يعت بر وكيال عن الن اخبين‬
‫ًا‬
‫وممثال لهم وعليه أن يعمل طبق ملا يرونه‪ .‬ويترتب على ذلك النتائج التي‬
‫يرتبها عقد الوكالة‪ ،‬واملتمثلة في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬ال تزام الن ائب بم ا يح دده ل ه الن اخبون من تعليم ات وما يص درونه من‬
‫توجيهات يعمل بمقتضاها‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم خروج النائب على الحدود التي رسمتها له التعليمات والتوجيهات‪.‬‬
‫‪ -3‬تقرير مس ؤولية الن ائب الكامل ة عن كيفي ة تنفي ذ االلتزام ات الواقع ة‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -4‬التزام النائب بتقديم حساب للناخبين عما قام به من أعمال وما صدر‬
‫عنه من تصرفات‪.‬‬
‫‪ -5‬حق الناخبين في إقالة النائب وعزله من عضوية الهيئة النيابية‪ ،‬بحيث‬
‫تجري االنتخاب ات من جدي د في دائرته االنتخابية النتخاب نائب آخر يح ل‬
‫محله‪.‬‬
‫‪ -6‬يحصل النائب على مكافآته ونفقاته املتعلقة بأداء أعماله من الناخبين‪.‬‬
‫نظرية الوكالة العامة للبرملان‬
‫ًال‬
‫تقوم هذه النظرية على أساس أن النائب يعتبر وكي عن األمة بأجمعها‪ ،‬وليس عن‬
‫دائرته االنتخابي ة فق ط ألنه ا ليس ت وكال ة الزامي ة‪ ،‬ولكنه ا وكال ة عام ة للبرملان في‬
‫مجموعه عن األم ة بأس رها‪ .‬ويترتب عن ه ذه النظرية ع دة نت ائج تن اقض نت ائج‬
‫نظرية الوكالة اإللزامية‪ ،‬وهي على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬يمثل النائب األمة بأسرها‪ ،‬وليس فقط الدائرة االنتخابية التي كان مرشحا فيها‬
‫ولهذا فإن له حق املشاركة في املناقشة والتصويت على جميع املسائل التي تعرض‬
‫على البرملان‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يخضع النائب الية تعليمات أو توجيهات من الناخبين كما هو الشأن في نظرية‬
‫الوكالة اإللزامية‪.‬‬
‫‪ -3‬ليس للن اخبين ح ق ع زل الن ائب في دائ رتهم االنتخابي ة‪ ،‬ألن ه ال يمثلهم وحدهم‪،‬‬
‫بل يمثل األمة ككل‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يق ع أي ال تزام على ع اتق الن ائب بتق ديم حس اب إلى ناخبي ه‪ ،‬كم ا أن ه ليس‬
‫مسؤوال أمامهم عن كيفية ممارسته لوكالته العامة‪.‬‬
‫نظرية االنتخاب مجرد اختيار‬
‫ي رى أصحاب ه ذه النظرية أن ه ال توجد رابط ة معين ة تربط‬
‫الن اخبين بن وابهم‪ ،‬وينك رون وجود عالق ة وكال ة بين الن اخبين‬
‫والنواب‪ ،‬ال إلزامية وال عامة‪.‬‬
‫وعلى ذل ك‪ ،‬ف إن مهم ة الن اخبين تنحص ر في قي امهم باختي ار من‬
‫يرونهم أكثر صالحية لتمثيلهم في الهيئة النيابية‪ ،‬وتوليهم مسؤولية‬
‫الحكم ومباش رة الس لطة العام ة نياب ة عنهم‪ ،‬وبع د إنته اء عملي ة‬
‫االنتخ اب تنقط ع العالق ة وتنع دم الص لة بين الن اخبين والن واب‬
‫ويصبح النواب مستقلين استقالال تاما عن الناخبين دون خضوع‬
‫ألية تعليمات أو توجيهات‪.‬‬
‫تقييم النظريات السابقة وحقيقة العالقة بين النواب والناخبين‬
‫يجم ع الفق ه الدس توري أن عالق ة الن اخب بالن ائب هي عالق ة ذات‬
‫طبيعة سياسية في حقيقتها وليست عالقة قانونية بحتة تخضع لشروط‬
‫والتزامات محددة‪.‬‬
‫وله ذا‪ ،‬ف إن ال ذهاب إلى الق انون املدني واس تعارة عق د الوكال ة من ه‬
‫ًأ ًا‬
‫لتكييف هذه العالقة طبقا ألحكامه يعد خط كبير ‪ ،‬إذ أن تكبيل النائب‬
‫بقيود والتزامات في مواجهة ناخبيه يفقده حريته في العمل البرملاني‪.‬‬
‫كم ا أن اإلدع اء ب أن هن اك وكال ة عام ة للبرملان في مجموعه عن األم ة‬
‫بأسرها ادعاء افتراضي ال يستند إلى الواقع‪ ،‬وال يعتمد على الحقيقة‪.‬‬

You might also like