You are on page 1of 11

‫د‪.

‬تال عاصم فائق‬


‫دكتوراه علوم سياسية ‪ /‬جامعة النهرين‬
‫تدريسية في كلية االدارة واالقتصاد‬
‫هدف المحاضرة‬

‫بيان مفهوم النظم السياسية وتوضيحها عند العرب واإلغريق‬


‫قديما ومفهومها حديثا وتوضيح ابرز تصنيفها‪.‬‬
‫مفهوم النظم السياسية‬
‫ان مفهوم النظم السياسية عند العرب تنصرف الى معنى القيام على الشيء بما‬
‫يصلحه او تولي اموره بالتقويم واإلصالح ‪ ،‬اما مفهوم كلمة سياسة عند‬
‫األغر يق فهي تعني المواطن وتحديد مركزه وحقوقه أو تنصرف الى الدولة‬
‫ودستورها ونظامها القانوني أوتتعلق بما يرتبط بحياة رئيس الدولة واشتراكه‬
‫في الشؤون العامة وعلى الرغم من قدم المصطلح واالختالف حوله أال انه‬
‫ينصرف الى الدولة او السلطة‪.‬‬
‫وعليه فأن المقصود بالنظام السياسي بيان عناصر الدولة والسلطة فيها‪،‬‬
‫وهيئاتها ودراسة الدولة والسلطة وطبيعة هذه السلطة ووسائل ممارستها‪،‬‬
‫واهدافها ومركزالفرد منها وضماناته فيها‪.‬‬
‫اما علم النظم السياسية قد ظهر كمصطلح في عام ‪ 1959‬وانطلق من فكرة‬
‫مفادها البد من دراسة الوضع األقتصادي واألجتماعي ومدى تأثير األنظمة‬
‫والقوى الفاعلة في النظام مثل األحزاب السياسية والرأي العام والصحافة ‪.‬‬
‫تصنيف األنظمة السياسية‬

‫ان تصنيف النظم السياسية يجري على ثالثة انواع‪-:‬‬


‫• تصنيفها على وفق ممارسة السلطة‪.‬‬
‫• تصنيفها على وفق مبدأ الفصل بين السلطات‪.‬‬
‫• تصنيفها على وفق ممارسة السيادة ‪.‬‬
‫اوال“ تصنيف األنظمة السياسية على وفق ممارسة السلطة‬
‫ان تقسيم النظم السياسية من حيث ممارسة السلطة يتوزع الى نظم فردية وأخرى‬
‫ارستقراطية وثالثة ديمقراطية‪ ،‬ان هذا التقسيم الثالثي لألنظمة السياسية مازال سائدا الى‬
‫اليوم‪ ،‬اذ ان السلطة قد تكون بيد الحاكم الفرد او بين ايدي فئة محددة من األفراد كما يمكن‬
‫ان يكون بين ايدي اغلبية افراد الشعب ‪.‬‬
‫‪ _1‬الحكم الفردي المونقراطية‪:‬‬
‫يقوم على قاعدة اساسية هي انفراد شخص واحد في ممارسة السلطة بوصفها حقا شخصيا‬
‫له فيعمد الى حصر جميع السلطات بين يديه ويباشرها بنفسه حتى وان كان محاطا“‬
‫بالمساعدين واألستشارين وسلطات الدوله التي يتمتع بها قد تكون وراثيا او مكتسبة ومن‬
‫ثم ان وصوله الى الحكم قد يكون وراثي فيسمى اميرا او سلطانا“ او ملكا“ او امبراطورا“‬
‫او قيصر‪ ،‬او ان يكون توليه لمركزه الرئاسي عن طريق القوة والمقدرة الذاتية والكفاية‬
‫الشخصية فيسمى ديكتاتور وتأخذ المونوقراطيات التقليدية واحدة من صورتين ملكية مطلقة‬
‫او دكتاتورية‪.‬‬
‫‪:2-‬‬ ‫الحكم األرستقراطي‬
‫تعني حكومة افضل المواطنين اذ يضع هذا النظام السلطة بيد اقلية من‬
‫األفراد في الدولة ويستند اختياره الى األقلية اما على ألعمر او الجاه او القوة‬
‫العسكرية او القوة الدينية او الثقافية ‪ ،‬فهذه الدولة المحكومة بأفضل الرجال‬
‫ذات مبادئ فاضلة تمتاز بسمو االخالق والذكاء وال بد لهذه الحكومة ان‬
‫تحقق المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وفي حالة عدم تحقيقها ذلك‬
‫فأنها توصف بضيق االفق ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحكم الديمقراطي‪:‬‬
‫ان الحكم الديمقراطي هو ذلك الحكم الذي يسمح لجماهير الشعب بالمشاركة‬
‫في الحكم وهو حكم ينادي بالمساواة السياسية ويعارض فكرة االمتيازات‬
‫واحتكار الحكم ألي طبقة من الطبقات ويؤكد فكرة الحكم باألغلبية ‪ ،‬وان‬
‫القانون يجب ان يحظى بتأييد الرأي العام‪ ،‬وهذا النظام يحقق خطوات واسعة‬
‫في مجال الرفاهية األجتماعية مادامت تستند للمساواة‪.‬‬
‫ثانيا“ تصنيف األنظمة السياسية على وفق مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫ان مبدأ الفصل بين السلطات يعني عدم الجمع بين السلطات وعدم تركيزها‬
‫أي عدم جواز قيام فرد او هيئة باالستحواذ على سلطتين او ثالث ومن ثم القيام‬
‫بممارسة وظائفها بمعنى ان تقوم بموجب مبدأ الفصل بين السلطات ثالث‬
‫هيئات تتولى كل واحدة منها مباشرة احدى وظائف الدولة ثم يجري تنظيم‬
‫العالقة بينها على اساس فصل بعضها عن بعض وعليه يمكن استخالص‬
‫معنيين اساسيين بين السلطات‬
‫‪-‬االستقالل العضوي‪ :‬يكون لكل سلطة استقالل ذاتي بمواجهة السلطتين‬
‫االخرتين والعالقة بين السلطات تقوم على اساس عدم التدخل‪.‬‬
‫‪ -‬التخصص الوظيفي‪ :‬أي تختص كل سلطة بممارسة وظيفة محددة بذاتها وليس‬
‫ألي منها تجاوز حدود اختصاصها في اختصاصات سلطة اخرى‪.‬‬
‫ثالثا“ تصنيف األنظمة السياسية على وفق ممارسة السيادة‬
‫ان اشتراك افراد الشعب في ممارسة السلطة اليجري على طريقة واحدة‪ ،‬قد‬
‫يتولى الشعب السلطة مباشرة“ بنفسه وهذه الصورة تسمى الديمقراطية المباشرة‬
‫ويباشر الشعب السلطة بنفسه دون وساطة من نواب او ممثلين فتصدر قرارات‬
‫باتفاق افراد الشعب او بأغلبيته حيث ان الشعب اساس السلطات ومصدرها‪ ،‬وقد‬
‫يختار الشعب اشخاصا“ يمارسون السلطة نيابة“ عنه ‪ ،‬ان دور الشعب يقوم على‬
‫اساس انتخاب عدد من الممثلين تتكون منهم هيئات تتولى بمقتضى الدستور زمام‬
‫الحكم في الدولة لمدة محددة وان الشعب هو صاحب السلطة ومصدر السيادة‬
‫وهذه الصورة تسمى الديمقراطية غير المباشرة او النيابية او قد يجري الجمع بين‬
‫الصورتين السابقتين فتسمى الديمقراطية شبه المباشرة واهم مظاهرها االستفتاء‬
‫الشعبي واالقتراع الشعبي وإقالة الناخبين لنائبهم‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫ختاما“ يمكن القول ان النظام السياسي يقترن ببيان عناصر الدولة والسلطة‪ ،‬ويمكن‬
‫تعريفه بأنه معالجة ظاهرة السلطة السياسية وتطورها التاريخي اما النظم السياسية‬
‫فتقترن بدراسة الوضع االقتصادي واالجتماعي وتأثير القوى الفاعلة في النظام‪ ،‬اما‬
‫تصنيف األنظمة السياسية كان على ثالثة انواع من حيث ممارسة السلطة ومبدأ‬
‫الفصل بين السلطات وعلى وفق ممارسة السيادة ‪.‬‬
‫المصادر‬
‫• د‪ .‬كمال المنوفي‪ ،‬اصول النظم السياسية المقارنة‪ ،‬شركة‬
‫الربيعان للتوزيع والنشر‪ ،‬الكويت‪.1987،‬‬
‫• د‪ .‬عطا محمد صالح‪ ،‬د‪.‬فوزي احمد تيم‪ ،‬النظم السياسية‬
‫العربية المعاصرة‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬بنغازي‪،‬‬
‫ج‪.1988 ،1‬‬
‫• د‪.‬حسنين توفيق ابراهيم‪ ،‬النظم السياسية العربية‪ ،‬االتجاهات‬
‫الحديثة في دراستها‪ ،‬بيروت‪،‬ط‪.2005 ،1‬‬
‫شكرا إلصغائكم‬

You might also like