You are on page 1of 5

‫جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫كلية‪ :‬علوم االعالم واالتصال‬

‫شعبة‪ :‬علوم االعالم واالتصال‬

‫تخصص‪ :‬االتصال‬

‫السنة‪ :‬الثالثة‪ ،‬طور الليسانس‬

‫مقياس‪ :‬الحكم الراشد واخالقيات المهنة‬

‫المحاضرة ‪ :31.‬ابعاد وعناصر الحكم الراشد‬

‫األستاذ(ة) ‪ :‬دحومان حسينة‬


‫مقياس‪ :‬الحكم الراشد واخالقيات المهنة‬ ‫جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫عنوان المحاضرة‪ :‬ابعاد وعناصر الحكم الراشد‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫هناك أسباب عديدة وراء ظهور مفهوم الحكم الراشد‪ ،‬تتعلق في الغالب االعم منها بقضية أساسية‬
‫هي كيفية اإلفادة من الموارد العامة‪ .‬فقد لوحظ على مدى عقود التنمية المتعاقبة منذ الستينات حتى‬
‫أواخر الثمانينات من القرن العشرين‪ ،‬ان تحقيق التنمية يرتبط ارتباطا مباشرا بتحقيق ما نطلق عليه‬
‫الحكم الرشيد او الحكم الصالح او الحكم الراشد‪ ،‬فكثير من جهود التنمية اهدرت بال عائد بسبب سوء‬
‫السياسات‪ ،‬وكثير من الموارد ضاعت بسبب الفساد‪ ،‬فحرمت الدول النامية من فرص حقيقية للتنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية بسبب الفساد‪ ،‬ولذلك تم التوجه الى تكثيف الجهود إلرساء أسس‬
‫الحكم الراشد‪ ،‬ألنه يؤدي الى استخدام افضل للموارد المتاحة ‪ .‬فوزي‪،‬ص‪43.‬‬

‫فالحكم الراشد هو منهج وأسلوب الحكم الذي يرتكز على اليات ومبادئ االختيار الديمقراطي السليم‬
‫لمناصب المسؤولية في إدارة الدولة والمجتمع‪ ،‬وعلى االلتزام بمعايير محددة في القيادة المؤسسية‬
‫واتخاذ القرارات على المستويين المحلي والوطني‪ ،‬عبر تفعيل منظومة محكمة من القواعد والقيم‪.‬‬

‫بوصنوبرة عبد هللا‪ ،0202،‬ص‪22.‬‬

‫‪/.‬عوامل تطور الحكم الراشد‪:‬‬

‫‪ -‬النهضة العلمية ودخول عصر االنوار والتحرر الفكري في أوروبا الغربية في القرن الخامس عشر‬
‫ميالدي‪.‬‬

‫‪-‬التحول من النظام الملكي االقطاعي االستبدادي الى الليبرالية في السياسة واالقتصاد‪.‬‬

‫‪-‬سقوط المعسكر االشتراكي في نهاية ثمانينات القرن العشرين وسيطرة النظام الرأسمالي واقتصاد‬
‫السوق في العالم ‪.‬‬

‫‪ -‬هيمنة قيم العولمة ومفاهيمها مثل الديمقراطية الغربية وحقوق االنسان والمجتمع المدني وحرية االعالم‬

‫والنزعة الفردية‪.‬‬

‫‪-‬فشل استراتيجيات النمو والتنمية في دول العالم الثالث المتخلفة‪ ،‬بسبب سوء اإلدارة والفساد‬

‫‪2‬‬
‫األستاذ(ة)‪ :‬دحومان حسينة‬
‫مقياس‪ :‬الحكم الراشد واخالقيات المهنة‬ ‫جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫عنوان المحاضرة‪ :‬ابعاد وعناصر الحكم الراشد‬

‫‪ -‬اشتراط المؤسسات المالية الدولية المانحة للقروض والمساعدات تطبيق الدول المقترضة مبادئ‬
‫ومكونات الحكم الراشد‪.‬‬

‫‪/2‬مباديء وقواعد الحكم الراشد ‪:‬‬

‫*مبدا الفصل بين السلطات‪:‬‬

‫ظلت السلطة هدفا وغاية يسعى لها القادة والشخصيات التاريخية للتحكم في الجماعات والشعوب لكن‬
‫خالل األ طوار الحديثة للدولة‪ ،‬دخلت تغييرات في مفهوم الحكم والقيادة حيث أصبحت اكثر مرونة‬
‫وتشاركية واألمر الذي غير في نمط القيادة السياسية في الدول الحديثة وجعله اكثر تفتحا على المجتمع‬
‫هو التجارب السابقة من االستبداد و التسلط والدكتاتورية التي عانت منها معظم شعوب األرض قديما‬
‫وحديثا‪ ،‬حيث كانت رغبة المجتمعات األوروبية خاصة كبيرة في الحرية وتغيير نظام الحكم الفردي‬
‫حيث عانت أوروبا من عصر الظلمات‪ ،‬لذلك ظهرت محاوالت لدراسة وفهم االليات األكثر نجاعة في‬
‫الحكم والسياسة‪ ،‬فجاء مبدا الفصل بين السلطات‪ ،‬كرد فعل على إساءة استخدام السلطة ففي ظل الملكية‬
‫المطلقة المستبدة تنعدم الرقابة والمساءلة لذلك برز هذا المبدأ‪ ،‬ويعد مونتيسكيو اول من وضع الصياغة‬
‫الحديثة لمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬رغم المحاوالت الفلسفية السابقة‪ ،‬حيث أعطاه صيغته المتكاملة‬
‫واعتبر ان أي سلطة يجب ان تحدها سلطة مقابلة حتى ال يساء استعمالها ويفسر ذلك بأن االنفراد‬
‫بالسلطة يؤدي الى االستبداد واالحتكار والفساد وغياب النقد والحرية‪ ،‬لذلك يرى مونتسكيو بضرورة‬
‫عدم الجمع بين السلطات وعدم تركيزها لدى هيئة واحدة‪.‬‬

‫*مبدا استقاللية القضاء‪:‬‬

‫هو احد مبادئ الحكم الراشد المهمة‪ ،‬ويعني استقالل القضاء هو ان ال يخضع القاضي ألي سلطة‬
‫أخرى او تأثير غير مرغوب او تهديد او ضغط او مساومة او فساد او رشوة‪.‬‬

‫والقاضي يجب ان ال يحكم بهواه بل يطبق القانون المعمول به كما يجب وبنزاهة تامة وشفافية كبيرة‬
‫وعدالة ‪،‬عدل ‪ ،‬صرامة والتزام وعليه فالقاضي ملزم بااللتزام بالحياد وعدم المحاباة ألي جهة ‪.‬‬

‫فهذا المبدأ هو الضامن لتكريس العدل والمساواة في المجتمع‪.‬‬

‫*مبدأ استقاللية وسائل االعالم‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫األستاذ(ة)‪ :‬دحومان حسينة‬
‫مقياس‪ :‬الحكم الراشد واخالقيات المهنة‬ ‫جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫عنوان المحاضرة‪ :‬ابعاد وعناصر الحكم الراشد‬

‫ان حرية االعالم تعني حرية الوصول الى مصدر المعلومة والحصول عليها ونقلها‪ ،‬والحق في‬
‫اصدار الصحف وعدم فرض رقابة مسبقة عليها‪ ،‬اال في اضيق الحدود كاألمور األمنية والعسكرية‬
‫التي تعتبر حساسة وتحتاج الى سرية المعلومات‪.‬‬

‫‪/3‬فواعل او اطراف الحكم الراشد‪:‬‬

‫للحكم الراشد ثالث فواعل او أطراف منظمة و مهيكلة في شكل تنظيمات وهيئات‪ ،‬تتكفل‬

‫بتجسيد وتفعيل تلك القواعد واألسس التي بني عليها الحكم الراشد‪ ،‬كشركاء فيعقد اجتماعي ثالثي يلتزمون امام‬
‫القانون ومنظومة حقوق االنسان بهندسة الحكم الراشد وبناء أسسه ‪.‬‬

‫*الفاعل األول‪ :‬الحكومة‬

‫وهي مجموع المؤسسات السياسية والقانونية وأجهزة الدولة اإلدارية المختلفة المستويات ‪،‬كالوزارات وما يتبعها‬
‫والبرلمان‪ ،‬وجهاز العدالة والوالية والبلدية ومجالسهما‪ ،‬لكن مع ضمان الحد المطلوب من االستقاللية والفصل بين‬
‫السلطات وتوفير المناخ الديمقراطي والعدالة والمساواة أمام القانون والشفافية‪ .‬وبالتالي فان الفاعل األول يمثل البعد‬
‫السياسي للحكم الراشد وهو مسؤول عليه ‪.‬‬

‫*القطاع الخاص كفاعل ثاني من فواعل الحكم الراشد ‪:‬‬

‫يتمثل في مجمل المؤسسات والشركات االقتصادية‪ ،‬التجارية والخدماتية‪ ،‬التي تضمن عملية انتاج السلع وتوفير‬
‫الخدمات المختلفة التي يحتاجها المجتمع‪ ،‬والقطاع الخاص مكمل هام للقطاع العام يقوم على حرية الفرد وروح‬
‫المبادرة في انشاء المشاريع‪ ،‬وبالتالي فهذا الفاعل يمثل البعدين االقتصادي والتقني –اإلداري‪-‬في الحكم الراشد‪.‬‬

‫*المجتمع المدني‪:‬‬

‫وهو مجموعة التنظيمات واالتحادات والجمعيات التي تمثل المواطنين وتجمعهم في إطار منظم واحد له اهتمامات‬
‫واهداف مشتركة‪ ،‬من خاللها تعمل على الدفاع على حقوقهم وتفاوض من اجلها‪ ،‬وهي اللسان الناطق باسمهم‪ ،‬كما‬
‫تمثل أداة المشاركة واالقتراح سواء امام السلطات العمومية او قوى السوق‪ ،‬وهذا الفاعل هو الذي يجسد الى حد‬
‫كبير الجانب او البعد االجتماعي في الحكم الراشد‪ ،‬بمعنى اخر يمثل مجموع المواطنين بمختلف شرائحهم وفئاتهم‬
‫وطبقاتهم‪ .‬بوصنوبرة عبد هللا ‪ ،‬ص ص‪20 ،22‬‬

‫‪/3‬ابعاد الحكم الراشد‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫األستاذ(ة)‪ :‬دحومان حسينة‬
‫مقياس‪ :‬الحكم الراشد واخالقيات المهنة‬ ‫جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫عنوان المحاضرة‪ :‬ابعاد وعناصر الحكم الراشد‬

‫‪-‬البعد المؤسسي والتقني والفني ‪ :‬حيث يضمن ترسيخ دعائم اإلدارة الجيدة لشؤون الدولة والمجتمع من حيث‬
‫الشفافية والمساءلة‬

‫‪-‬البعد االقتصادي‪ :‬ال يمكن اهمال هذا البعد ألنه يجب تحسين األداء االقتصادي من اجل مواجهة مختلف االزمات‬

‫‪-‬البعد السياسي‪ :‬ويتعلق بطبيعة السلطة السياسية او النظام السياسي وشرعيته من حيث اختيار ممثلي الشعب‬
‫والمسؤولين عبر االنتخابات الحرة والنزيهة والديمقراطية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األستاذ(ة)‪ :‬دحومان حسينة‬

You might also like