Professional Documents
Culture Documents
عندما صاغ مؤسسو األمم المتحدة ميثاق األمم المتحدة ،لم يذكروا كلمة الديمقراطية ،وفي عام
2441لم تؤيد العديد من الدول األعضاء في األمم المتحدة الديمقراطية كنظام ولم تمارسها.
ومع ذلك ،فإن الكلمات االفتتاحية للميثاق" ،نحن الشعوب" ،تعكس المبدأ األساسي للديمقراطية -
أن إرادة الشعوب هي مصدر شرعية الدول ذات السيادة ،وبالتالي ،األمم المتحدة ككل.
ال تدافع األمم المتحدة عن نموذج محدد للحكومة ولكنها تروج للحكم الديمقراطي كمجموعة من
القيم والمبادئ التي يجب اتباعها من أجل مشاركة أكبر ومساواة وأمن وتنمية بشرية .وتوفر
الديمقراطية بيئة تحترم حقوق اإلنسان والحريات األساسية ،ويتم فيها ممارسة إرادة الشعب التي
يعبر عنها بحرية ،فان للناس رأي في الق اررات ويمكنهم محاسبة صناع القرار ،وان للنساء
والرجال حقوق متساوية وجميع الناس في مأمن من التمييز.
تتجسد هذه القيم في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،ويعرض مفهوم الديمقراطية بالقول "إرادة
الشعب هي أساس سلطة الحكومة" .بل إن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية يطورها ويضع األساس القانوني لمبادئ الديمقراطية في القانون الدولي .وهو يغطي
كذلك حرية التعبير ،والحق في التجمع السلمي ،والحق في حرية تكوين الجمعيات مع اآلخرين.
وتنص اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة على أن تتخذ األطراف المتعاقدة
البالغ عددها 284طرفاً جميع التدابير المناسبة لضمان تمكين المرأة من التصويت والترشح
لالنتخابات والمشاركة في الحياة العامة وصنع القرار ،بما في ذلك على المستوى الدولي.
منذ عام ،2488تتخذ الجمعية العامة ق ار ار واحدا على األقل كل سنة تعرض فيه لجانب ما من
جوانب الديمقراطية .في عام ،1021التزم قادة العالم في خطة التنمية المستدامة لعام
1030بإيجاد عالم تعتبر فيه "الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون فضالً عن البيئة المواتية
على المستويين الوطني والدولي ،ضرورية للتنمية المستدامة" .وأعاد جدول األعمال التأكيد على
االلتزامات التي تم التعهد بها في وقت سابق في مؤتمر القمة العالمي في عام 1001
وفي إعالن األلفية.
تشكل القيم المتعلقة بالحرية واحترام حقوق اإلنسان ومبدأ تنظيم انتخابات دورية نزيهة باالقتراع
العام عناصر ضرورية للديمقراطية .والديمقراطية توفر بدورها تلك البيئة الطبيعية الالزمة لحماية
حقوق اإلنسان واعمالها على نحو يتسم بالكفاءة.
فعلى مدى عدة سنوات ،سعت الجمعية العامة لألمم المتحدة ولجنة حقوق اإلنسان السابقة إلى
االستفادة من الصكوك الدولية لحقوق اإلنسان لتعزيز فهم مشترك لمبادئ وقيم الديمقراطية.
ونتيجة لذلك أوصت اللجنة في عام 1000مجموعة من التدابير التشريعية والمؤسسية والعملية
الهامة من أجل دعم الديمقراطية ،وفي عام ،1001أعلنت اللجنة المبادئ التالية بوصفها من
العناصر األساسية للديمقراطية:
إرادة الشعب
إيجاد نظام لتعددية األحزاب السياسية والمنظمات
ومنذ نشأته في عام ، 1006اعتمد مجلس حقوق اإلنسان عددا من الق اررات تلسط الضوء على
العالقة المترابطة والوثيقة بين الديمقراطية وحقوق اإلنسان .وتشمل األمثلة الحديثة
قرار 24/36و 18/24بشأن "حقوق اإلنسان والديمقراطية وسيادة القانون".
المحور الخامس عشر :دور المفوضية السامية لحقوق االنسان في دعم الديمقراطية
إن عجز الديمقراطية وضعف المؤسسات وسوء اإلدارة تفرض تحديات مستمرة .ويعمل مكتب
المفوض السامي لحقوق اإلنسان وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي على مواجهة هذه التحديات من
خالل خدماتهما وبرامجهما االستشارية .في الديمقراطيات االنتقالية والبلدان الخارجة من الصراع
،ت ساعد المفوضية السامية لحقوق اإلنسان في بناء أنظمة قضائية قوية ومستقلة ،وبرلمانات ،
ومؤسسات لحقوق اإلنسان ،ومجتمعات مدنية نشيطة .يعمل برنامج األمم المتحدة اإلنمائي على
دعم الحكومات في تعزيز مؤسساتها العامة ،لمساعدة البلدان على مكافحة الفساد و تشجيع
المشاركة الشاملة لضمان مواكبة غيرها من البلدان .في كل عام ،يستثمر برنامج األمم المتحدة
اإلنمائي بمعدل 161مليون دوالر أمريكي لدعم الحكم الشامل والتنمية على المستوى المحلي.
وتتعاون المفوضية السامية لحقوق اإلنسان مع الحكومات الوطنية والجهات الفاعلة األخرى
إلعادة بناء ثقة الجمهور واستعادة السالم وسيادة القانون في الدول الخارجة من الصراع
والديمقراطيات التي تمر بمرحلة انتقالية .دعمت المفوضية بنشاط برامج العدالة االنتقالية في
أكثر من 10دولة حول العالم على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية .وتحاول المفوضية
السامية لحقوق اإلنسان ضمان انعكاس اعتبارات حقوق اإلنسان والعدالة االنتقالية في اتفاقيات
السالم ،وتدعم إنشاء عمليات تقصي الحقائق وآليات المساءلة القضائية وبرامج التعويضات.
المحور السادس عشر :توجيه الجهود الوطنية واالقليمية لدعم الديمقراطية
تعمل المفوضية السامية لحقوق اإلنسان على توجيه الجهود الوطنية واإلقليمية وتسهيل المناقشة
ار بعنوان
حول الديمقراطية وحقوق اإلنسان .اعتمد مجلس حقوق اإلنسان في عام 1021قرًا
"حقوق اإلنسان والديمقراطية وسيادة القانون" ،والذي أعاد التأكيد على أن الديمقراطية والتنمية
واحترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية مترابطة ويعزز كل منها اآلخر .وعالوة على ذلك ،
نشرت المفوضية دراسة عن التحديات والدروس المستفادة وأفضل الممارسات في تأمين
الديمقراطية وسيادة القانون من منظور حقوق اإلنسان ،كما نظمت حلقة نقاش بشأن هذه
القضايا.
في عام ، 1021اعتمد مجلس حقوق اإلنسان القرار ، 18/24الذي أنشأ بموجبه منتدى األمم
المتحدة لحقوق اإلنسان والديمقراطية وسيادة القانون ،لتوفير منصة لتعزيز الحوار والتعاون بشأن
القضايا المتعلقة في هذه المجاالت .كما تعمل المفوضية السامية لحقوق اإلنسان على تأكيد
العالقة الوثيقة بين حقوق اإلنسان والديمقراطية في إطار منظومة األمم المتحدة والشراكة مع
المنظمات التي تعمل على تعزيز الديمقراطية مثل المنظمة الدولية للبلدان الناطقة بالفرنسية ،
واالتحاد البرلماني الدولي ،ومنظمة األمن والتعاون في أوروبا.
األمم المتحدة هي جهة فاعلة محايدة موثوق بها تقدم المساعدة االنتخابية لما يقرب من 60دولة
كل عام ،إما بناء على طلب الدول األعضاء أو بناء على تفويض من مجلس األمن أو
الجمعية العامة .وتشمل المساعدة الخدمات االستشارية ،واللوجستيات ،والتدريب ،والتربية
المدنية ،وتطبيقات الكمبيوتر والمراقبة قصيرة المدى .كما تسعى األمم المتحدة جاهدة لبناء
القدرات فيما يتعلق بالبيئة السياسية العامة .وهذا يشمل العمل مع الناخبين ،ووسائل اإلعالم ،
واألحزاب السياسية ،والمجتمع المدني ،وكذلك البرلمان والقضاء.
تدعم شعبة المساعدة االنتخابية الدول األعضاء على إجراء انتخابات دورية وشاملة وشفافة
وذات مصداقية وانشاء عمليات انتخابية مستدامة على الصعيد الوطني .لقد كانت المساعدة
االنتخابية التي تقدمها األمم المتحدة عنص ار حاسما وناجحا في حفظ السالم وبناء السالم وارساء
وتعميق الحكم الديمقراطي.
تشمل المساعدة االنتخابية العديد من البرامج والصناديق والوكاالت واإلدارات.حيث أن وكيل
األمين العام للشؤون السياسية وبناء السالم يعمل كمنسق لألمم المتحدة فيما يتعلق بتقديم
المساعدة االنتخابية .وتقوم شعبة المساعدة االنتخابية التابعة إلدارة الشؤون السياسية وبناء
السالم بت قييم االحتياجات االنتخابية ،وتطوير السياسة االنتخابية ،والحفاظ على الذاكرة
المؤسسية .ويقدم برنامج األمم المتحدة اإلنمائي المساعدة الفنية ويعزز مشاركة المرأة والشباب
والمجموعات األخرى الممثلة تمثيال قليال في االنتخابات .كما أنها تنسق دعم المانحين .في
بيئات حفظ السالم أوفي مرحلة ما بعد الصراع ،وتدعم القوات العسكرية والشرطة في بعثات
حفظ السالم وكاالت إنفاذ القوانين الوطنية من خالل توفير األمن للعمليات االنتخابية .كما
تشارك األمم المتحدة مع المنظمات اإلقليمية والحكومية الدولية وغير الحكومية األخرى المشاركة
في المساعدة االنتخابية.
يمول صندوق األمم المتحدة للديمقراطية المشاريع التي تم ّكن المجتمع المدني ،وتعزز حقوق
حاليا ،على سبيل المثال،
اإلنسان ،وتشجع مشاركة جميع المجموعات في العمليات الديمقراطيةً .
يمول الصندوق مشاريع لتعبئة الشباب لالنتخابات في كوت ديفوار ،إلشراك الرجال في تعزيز
المساواة بين الجنسين في فلسطين ،وبناء منصة لمناصرة المواطنين في االنتخابات في الب ارزيل.
وتذهب الغالبية كبيرة من أموال الصندوق إلى منظمات المجتمع المدني المحلية في البلدان في
كل من المرحلة االنتقالية وفي مراحل توطيد التحول الديمقراطي.
مشروعا في
ً منذ إنشائه في عام ، 1001دعم صندوق األمم المتحدة للديمقراطية أكثر من 800
أكثر من 230دولة ،بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 120مليون دوالر .يمكن للمتقدمين طلب منحة
تتراوح بين 200،000دوالر أمريكي و 300،000دوالر أمريكي .يعتمد الصندوق بالكامل على
التبرعات من الدول األعضاء .وحتى اآلن تم دعم الصندوق من قبل أكثر من 40
حكومة.وكانت الواليات المتحدة والهند من أكبر الدول المانحة للصندوق.
تحتاج الديمقراطية إلى أن تكون المرأة ديمقراطية حقًا ،وتحتاج المرأة إلى الديمقراطية إذا أرادت
تغيير األنظمة والقوانين التي تستبعدها .تم التأكيد على دور المرأة في العمليات الديمقراطية
في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد الم أرة وفي قرار الجمعية العامة لعام 1022بشأن المشاركة
السياسية للمرأة.
وعلى الرغم من هذه التطورات المعيارية ،وعلى الرغم من عالمية هذه األهداف ،إال أنها تظل
بطيئا للغاية في زيادة عدد النساء في التمثيل.
بعيدة المنال بالنسبة للعديد من النساء .كان التقدم ً
في عام ، 1012كانت 11في المائة فحسب من البرلمانيين الوطنيين من النساء ،وهي زيادة
بطيئة من 24في المائة في عام .1000كما أن تمثيل المرأة ضعيف في هيئات صنع القرار
غالبا ما تفتقر األحزاب
المحلية ،سواء كرئيسات للبلديات أو أعضاء في المجالس المحليةً .
السياسية واللجان االنتخابية إلى القدرة على ضمان التعبير عن مصالح المرأة ومعالجتها.
تدعم األمم المتحدة المشاركة السياسية للمرأة .في تموز/يوليه ، 1020أنشأت الجمعية العامة
لألمم المتحدة هيئة األمم المتحدة للمرأة ،وهي مكلفة بتنسيق أعمال تعميم مراعاة المنظور
الجنساني في منظومة األمم المتحدة .وبذلك ،اتخذت الدول األعضاء في األمم المتحدة خطوة
تاريخية في تسريع أهداف المنظمة بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة .يتمثل نهج األمم
المتحدة لدعم المشاركة السياسية الفعالة للمرأة في جعل االنتخابات المحلية والوطنية حرة ونزيهة
للمرأة ،ودعم منظمات المجتمع المدني النسائية ،وبناء المساءلة عن حقوق المرأة في
المؤسسات العامة ،ودعم القيادات السياسية النسائية.
لقد جعل األمين العام العمل مع الشباب ومن أجلهم على رأس أولوياته.حيث عين أول مبعوث
لألمين العام للشباب ،وكلف بمهمة وضع استراتيجية الشباب لألمم المتحدة .وفي آذار/مارس
عام ،1021اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة قرار"التعليم من أجل الديمقراطية" ،الذي
يشجع جميع كيانات األمم المتحدة الستخدام التعليم لتعزيز الجهود الرامية إلى تعزيز السالم
وحقوق اإلنسان والديمقراطية .ويشجع القرار أيضا الدول األعضاء على ضرورة دمج التعليم من
أجل الديمقراطية.
يتناول تقرير الشباب العالمي الصادر عن إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية ()DESA
المجاالت الرئيسية لتنمية الشباب حول العالم .وهنالك منصة أخرى للشباب هي منتدى شباب
المجلس االقتصادي واالجتماعي ، ECOSOCحيث يمكن للشباب التعبير عن احتياجاتهم
واهتماماتهم من خالل الحوار غير الرسمي مع أصحاب المصلحة اآلخرين .يمثل المنتدى المكان
األكثر مؤسسية لمشاركة الشباب في مداوالت األمم المتحدة وهو وسيلة مهمة لتعبئة الشباب
لتنفيذ خطة عام . 1030
أعلنت الجمعية العامة تاريخ 21أيلول/سبتمبر هو اليوم الدولي للديمقراطية ،ويتيح اليوم الدولي
للديمقراطية فرصة الستعراض حالة الديمقراطية في العالم .وال يمكن لمثال الديمقراطية أن يتحول
إلي حقيقة واقعة يحظي بها الجميع في كل مكان إال من خالل المشاركة والمساندة الكاملتين من
قبل المجتمع الدولي والهيئات الوطنية الحاكمة والمجتمع المدني واألفراد كذلك.