You are on page 1of 16

‫جامعـــة ميســـان‬

‫المرحلة‪ :‬الثانية‬ ‫كليــــة الهندســـة‬


‫العام الدراسي ‪0200-0202‬‬ ‫قسم هندسة النفط‬
‫(( الديمقراطية))‬

‫المحور االول‪ :‬تعريف الديمقراطية لغة‬


‫تتكون من مقطعين‪:‬‬
‫تعتبر كلمة الديمقراطية )‪ (Democracy‬كلمةً يونانيةً َّ‬
‫الحكم‪،‬‬
‫المقطع األول )‪ (Demos‬ويعني الناس أو الشعب‪ ،‬والمقطع الثاني )‪ (kratein‬ويعني ُ‬
‫وبذلك يشير مفهوم الديمقراطية لغةً إلى ُحكم الشعب أو ُحكم األغلبية‪.‬‬

‫المحور الثانية‪ :‬تعريف الديمقراطية اصطالحا‬


‫الحكم‪ ،‬حيث تكون السلطة العليا بيد الشعب‪،‬الذي‬ ‫بأنها نظام ُ‬
‫عرف الديمقراطية اصطالحاً ّ‬
‫تُ َّ‬
‫يتم انتخابهم لتمثيل ال ّشعب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مباشر‪ ،‬أو عن طريق مجموعة من األشخاص ّ‬ ‫بشكل‬ ‫يمارس سلطاته‬
‫انتخابي ٍة حرٍة‪ ،‬حيث ترفض الديمقراطية جعل السلطة كاملةً وم َّ‬
‫ركزة في‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬
‫عملية‬ ‫باالعتماد على‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫شخص واحد‪ ،‬أو على مجموعة من األشخاص كالحكم الدكتاتوري‪ ،‬أو (حكم األقليات)‪.‬‬
‫عرف الديمقراطية الرئيس أبراهام لينكون بأنها "حكم الشعب‪ ،‬من قبل الشعب‪ ،‬ومن أجل‬
‫وقد َّ‬
‫المفضَّل للحكم في جميع‬
‫الحكم الديمقراطي هو النظام ُ‬
‫الشعب"‪ ،‬وفي العصر الحالي أصبح نظام ُ‬
‫الحكم‬ ‫المجتمعات؛ ويرجع ذلك إلى إمكانية أفراد المجتمع التعبير عن خياراتهم اتجاه ٍ‬
‫كل من إدارة ُ‬
‫العملية اإلدارّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العام في البالد‪ ،‬وتوزيع الموارد‪ ،‬والمشاركة بشأن‬

‫المحور الثالث‪ :‬الجذور التاريخية للديمقراطية‬


‫الحكم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بدائي في أنحاء مختلفة من العالم منذ القدم‪ ،‬إذ كانت أشكال ُ‬
‫ّ‬ ‫بشكل‬ ‫تم تطبيق الديمقراطية‬
‫ّ‬
‫الحكم المنتشرة في ذلك الوقت‪ ،‬وتعود بداية تطبيق الديمقراطية‬
‫االستبدادية واألقليات هي أشكال ُ‬
‫ّ‬
‫اليونانية أثينا‬
‫ّ‬ ‫رسمي للديمقراطية في المدينة‬
‫ّ‬ ‫تم تطبيق أول نموذج‬
‫إلى اإلغريق والرومان‪،‬حيث ّ‬
‫األثيني عن باقي األنظمة بتطبيق الديمقراطية‬
‫ّ‬ ‫تميز النموذج‬
‫في القرن الخامس قبل الميالد‪ ،‬وقد ّ‬
‫تتم من خالل اجتماع أفراد الشعب‪ ،‬ومناقشتهم مسائل الحكومة‪ ،‬وتنفيذ الق اررات‬
‫المباشرة‪ ،‬والتي ّ‬
‫النوع هو سهولة تطبيقه‪،‬‬
‫السياسية دون الحاجة النتخاب ممثّلين عنهم‪ ،‬وما ساعد على نجاح هذا ّ‬
‫ٍ‬
‫بشكل مباشر في السياسة‪ ،‬ففي ذلك الوقت كان الذكور فقط هم من‬ ‫بسبب قلّة أعداد المشاركين‬
‫يشاركون في السياسة‪ ،‬بينما يتم استبعاد ٍّ‬
‫كل من‪ :‬النساء‪ ،‬والعبيد‪ ،‬واألطفال‪ ،‬والمواطنين‬ ‫ّ‬
‫األجانب‪،‬وقد طُبقت الديمقراطية األثينية من ثالث جهات‪ ،‬وهي‪ :‬جمعية ديموس‪ ،‬ومجلس‬
‫الخمسمئة‪ ،‬ومحكمة الشعب‪ ،‬وتم تشريع القوانين من خالل مجلس الخمسمئة‪ ،‬وجمعية ديموس‪،‬‬
‫المخصصة للتّشريع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومجموعة من المجالس‬
‫تم إصدار‬
‫تم ممارسة الديمقراطية في ماجنا كارتا في إنجلت ار عام ‪2121‬م‪ ،‬ففي ذلك الوقت ّ‬ ‫كما ّ‬
‫نصت على حماية الشعب من سوء المعاملة التي كانوا‬ ‫ٍ‬
‫سميت بالوثيقة العظمى‪ ،‬والتي ّ‬ ‫وثيقة ّ‬
‫يتعرضون لها من ِقبل اإلقطاعيين‪ ،‬بل وتُ ِّ‬
‫عرض الملك للمساءلة القانونية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وخالل القرنين السابع عشر والثامن عشر بدأت الديمقراطية باالنتشار‪ ،‬وفي الوقت الحالي‬
‫يصعب وجود نظامين‬
‫ُ‬ ‫انتشرت الديمقراطية بأشكالها المختلفة في جميع أنحاء العالم‪ ،‬ومع ذلك‬
‫اطي واحد؛ حيث ظهرت أشكال‬ ‫يصعب إيجاد نموذج ديمقر ّ‬ ‫ُ‬ ‫للديمقراطية متماثلين تماماً‪ ،‬كما‬
‫مختلفة للديمقراطية‪ ،‬مثل‪ :‬الديمقراطية الفدرالية‪ ،‬والرئاسية‪ ،‬وتلك التي تعتمد على نسبة التّصويت‪،‬‬
‫أو على تصويت األغلبية‪.‬‬

‫المحور ال اربع‪ :‬خصائص الديمقراطية‪:‬‬


‫تتمثل خصائص الديمقراطية بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -2‬الديمقراطية مذهب سياسي ‪ :‬اذ أنها تقوم على مبدأ أساسي يتمثل بتولي الشعب مهمة‬
‫ممارسة شؤون السلطة السياسية سواء كان ذلك بنفسه مباشرة أم عن طريق نواب يمثلونه أو قد‬
‫يشترك الشعب مع النواب في ممارسة السلطة السياسية ‪ ،‬وعليه فان الديمقراطية وفق هذا‬
‫التصور تهتم بالجانب السياسي للمجتمع لذلك توصف بأنها مذهب سياسي ال اجتماعي وال‬
‫اقتصادي بحيث يتم كل شيء من قبل الشعب بخالف الديمقراطية االجتماعية التي أساسها‬
‫السعادة المادية ومضمونها ان كل شيء للشعب‪0‬‬
‫‪ -1‬الديمقراطية مذهب فردي ‪ :‬اذ انها ترمي إلى تمتع أفراد الشعب بحقوقهم السياسية على‬
‫اعتبار فرديتهم ‪ ،‬أي بصفتهم مواطنين بصرف النظر عن الطبقة االجتماعية التي يتنمون اليها‬
‫أو المصلحة التي يمثلنها ‪ ،‬فهي باعتبارها مذهب فردي التقيم وساطة بين الفرد وبين مساهمته‬
‫في تكوين االرادة العامة حيث يكفي انه فرد في المجتمع لكي يكون له حق تلك المساهمة‪0‬‬
‫‪ -3‬الديمقراطية مذهب غير مادي ( روحاني) ‪:‬كونها التتعلق بشيء مادي ملموس بل هي تتعلق‬
‫بفكرة معنوية وهي ان يمارس الشعب السلطة السياسية‪0‬‬
‫‪ -4‬الديمقراطية أساسها المساواة بين أألفراد ‪ :‬ويراد بالمساواة هنا المساواة السياسية أي ان جميع‬
‫أألفراد يتمتعون بنفس الحقوق السياسية‪ ،‬ألن الديمقراطية تنظر إلى أألفراد بصفتهم مواطنين‬
‫مجردين عن المصالح التي يمثلونها والطبقة التي ينتمون اليها فالبد ان يكون لكل فرد منه حقوق‬
‫سياسية واحدة فالجميع متساوون في المواطنة‬
‫‪ -1‬الديمقراطية تهدف إلى حماية حقوق وحريات أألفراد ‪ :‬اذ ان الحرية ترتبط بالديمقراطية برباط‬
‫ال انفصام له اذ ال توجد حرية من دون ديمقراطية كما ال توجد ديمقراطية بدون حرية ‪ 0‬والحرية‬
‫الفردية بدون نظام يحكمها تؤدي إلى الفوضى والفوضى تؤدي إلى القضاء على الحرية ذاتها‬
‫ولذلك يجب ان تكون الحريات في النظام الديمقراطي مقيدة بقيود يحددها النظام ‪ ،‬ويجب ان ال‬
‫يؤدي هذا التقييد إلى القضاء على الحريات او التقليل منها وان ال يكون اكثر من القدر‬
‫الضروري حيث ان المبالغة في ذلك يعني انقالب الديمقراطية إلى الدكتاتورية التي ال تقيم لتلك‬
‫الحريات وزنا وال ترعى لها حرمة‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬اركان الديمقراطية‬


‫البنية التحتية للديمقراطية من خالل بعض الركائز واألركان‪ ،‬المرتبة حسب أهميتها‬
‫ُيمكن دعم ُ‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الحرة‪،‬‬
‫‪ -2‬االنتخابات‪ :‬يتم إضافة الشرعية على الديمقراطية عن طريق االنتخابات النزيهة و ّ‬
‫وتحد من‬
‫ّ‬ ‫كونها وسيلة لمنع البعض من تفضيل مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة‪،‬‬
‫فئة معي ٍ‬
‫نة‪.‬‬ ‫احتكار السلطة لصالح ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التوصل إلى عموم الفائدة‬
‫المستدامة‪ ،‬و ّ‬
‫تكمن أهميته في تحقيق التنمية ُ‬
‫‪ -1‬التسامح السياسي‪ُ :‬‬
‫أي منها‪.‬‬
‫غض الطّرف عن ّ‬ ‫المجتمعية‪ ،‬دون ّ‬
‫ّ‬ ‫على جميع الفئات‬
‫‪ -3‬سيادة القانون‪ :‬توجد عالقةٌ وثيقةٌ ما بين الديمقراطية وتطبيق القانون‪ ،‬إذ ُيمكن للمواطنين‬
‫ٍ‬
‫إطار‬ ‫عية الحكومة بعد إخضاع العملية السياسية للقوانين‪ ،‬ووضعها ضمن‬ ‫الحكم على شر ّ‬‫ُ‬
‫تنظيمي‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتعد الصحافة الحرة التي تسمح‬‫ّ‬ ‫‪ -4‬حرية التّعبير‪ :‬تُد ّل حرية التعبير على حرية المجتمع‪،‬‬
‫السياسي التّابع لذلك المجتمع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لألفراد بمناقشة القضايا المختلفة دليالً على ديمقراطية النظام‬
‫تم انتخابها من ِقبل ال ّشعب مسؤولةً أمامه‪ ،‬ومن أجل‬
‫تعد الحكومة التي َّ‬
‫‪ -1‬المساءلة والشفافية‪ّ :‬‬
‫التحقّق من إنجازاتها وقيامها بواجباتها‪ ،‬كتقديم الخدمات الصحية‪ ،‬أو تسعير الوقود‪ ،‬أو غيرها‬
‫ٍ‬
‫مستقلة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫قضائية‬ ‫ٍ‬
‫كسلطات‬ ‫الدولة لتقييم ذلك‪،‬‬ ‫سات م ٍ‬
‫حايدة في ّ‬ ‫من اإلجراءات ينبغي وجود مؤس ٍ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫شجع الالمركزية المواطنين ليصبحوا أكثر وعياً من أجل المشاركة في‬ ‫‪ -6‬الالمركزية‪ :‬تُ ّ‬
‫الديمقراطية‪ ،‬وتُسهم في تقليل نفوذ القوى السياسية‪ ،‬كما تشير إلى مدى اقتراب الحكومة من ُحكم‬
‫الشعب‪ ،‬ولنجاح الديمقراطية ضمن الالمركزية ينبغي توافر موارد بشرية وكفاءة مؤسسية‪ ،‬وتمويل‬
‫ي‪.‬‬
‫ال مركز ّ‬
‫العديد من األنشطة والمشاركات كالمجموعات التي‬
‫َ‬ ‫المدني‬
‫ّ‬ ‫‪ -7‬المجتمع المدني‪ :‬يشمل المجتمع‬
‫تهتم بقضايا معينة‪ ،‬أو المنتديات المجتمعية‪ ،‬أواألندية‪ ،‬أو الجمعيات الخيرية‪ ،‬أو النقابات‪،‬‬
‫ّ‬
‫التطوعية‪ ،‬وغيرها من النشاطات التي تندرج ضمن‬
‫ّ‬ ‫إضافةً لمجموعات واسعة من األعمال‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫الشعبية في ُ‬
‫ّ‬ ‫المجتمع المدني‪ ،‬والتي بدورها تساعد على نمو الديمقراطية‬

‫المحور السادس‪ :‬اهداف الديمقراطية‬


‫تهدف الديمقراطية إلى اآلتي‪:‬‬
‫‪ -2‬تحقيق المساواة بين جميع المواطنين عند تحقيق مصالحهم‪ ،‬وأخذ آرائهم بعين االعتبار دون‬
‫االنحياز ألحد‪.‬‬
‫‪ -1‬حماية الحريات العامة بمختلف أنواعها وحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫اطي ُيساعد على استبعاد أنظمة الحكم الدكتاتورية واالستبدادية‪ ،‬ويغني‬
‫‪ -3‬تطبيق النظام الديمقر ّ‬
‫عن تطبيقها في المجتمعات‪.‬‬
‫إن‬
‫إمكانية اختيار حكومته‪ ،‬وبالتالي ف ّ‬
‫ّ‬ ‫فالديمقراطية تُتيح لل ّشعب‬
‫‪ُ -4‬حكم الشعب نفسه بنفسه‪ّ ،‬‬
‫مدى رضاه عن الحكومة يرتبط باختياراته‪ ،‬ألنه هو صاحب القرار في هذا االختيار‪.‬‬

‫المحور السابع‪ :‬انواع الديمقراطية‪:‬‬


‫أوال‪ /‬الديمقراطية المباشرة‪:‬‬
‫قد تبدأ الفكرة مثالية أو هكذا تكون ‪ ،‬حيث أنها في األغلب ترمز إلى األحالم واألمنيات‬
‫والرغبات التي يتمناها الناس وهم في واقع يرغبون بالتخلص منه ‪ 0‬في الشرق القديم في أثينا‬
‫المدينة الصغيرة مساحة وسكانا والمقسم أهلها إلى طبقات وحدها طبقة األحرار لها حق ممارسة‬
‫السياسة واالشتراك بشؤون الدولة ‪ ،‬في تلك المدينة تمت المناداة بالديمقراطية المباشرة والتي تعني‬
‫فعال وقوال حكم الشعب بواسطة الشعب ‪ ،‬وتقضي بأن يجتمع كل من يحق لهم ممارسة األعمال‬
‫السياسية في ساحة واسعة ويتناقشون في شؤون الدولة العامة ‪ ،‬دون وساطة نواب أو ممثلون‬
‫وتصدر ق ارراتهم إما باإلجماع أو باالغلبية وكانت مهماتهم تتعدى التشريع حتى تشمل تعيين‬
‫الموظفين والقضاة ‪ 0‬لقد كان ذلك ممكنا في أثينا وكذلك لبعض المقاطعات الصغيرة في سويس ار‬
‫اليوم ‪ 0‬لكن األمر شبه مستحيل بالنسبة للدول الكبرى‪ .‬وقد رأى روسو في الديمقراطية المباشرة‬
‫الترجمة الوحيدة والصحيحة لمبدأ سيادة األمة ‪ ،‬حيث إن السيادة غير قابلة لالنقسام وكذلك ال‬
‫يجوز التنازل عنها وانابة الغير ‪ ،‬فالشعب وحده بجميع أفراده هو الممثل الحقيقي إلرادة األمة‪0‬‬
‫ثانيا‪ :‬الديمقراطية النيابية‪:‬‬
‫في الديمقراطية النيابية ترتكز السلطة على األغلبية الشعبية ‪ ،‬حيث يتم انتخاب الحكام بواسطة‬
‫االقتراع العام الحر ‪ ،‬وذلك من بين أكبر عدد من المرشحين ‪ ،‬عكس ذلك في االستفتاء الشعبي‬
‫حيث يقتصر الترشيح على شخص واحد ‪ 0‬وتقضي الديمقراطية النيابية فصل السلطات وكذلك‬
‫منح الشعب حريات مطلقة في االجتماع والتدين ‪ ،‬والطباعة والنشر وتأليف المؤسسات الحزبية ‪،‬‬
‫والحرية السياسية ‪ 0‬فبريطانيا منذ مطلع القرن التاسع عشر انتهجت الديمقراطية البرلمانية وذلك‬
‫من خالل حزبين يتنافسان على اقتسام أعضاء مجلس النواب ‪ ،‬بحيث تكون السلطة من نصيب‬
‫حزب األغلبية ‪ 0‬أما في فرنسا فقد طبقت الديمقراطية النيابية من خالل تعددية األحزاب ويتم‬
‫االنتخاب مباشر من الشعب ‪ ،‬والسلطة تكون من نصيب الحزب الذي ينال مرشحه أغلبية‬
‫األصوات ‪ ،‬ولهذا الفائز الحق بحل الجمعية الوطنية لمرة واحدة إذا اقتضى األمر ‪ 0‬أما في‬
‫أمريكا ( الواليات المتحدة ) فقد طبقت الديمقراطية النيابية من خالل النظام الرئاسي ‪ ،‬بحيث‬
‫تتركز السلطة بيد رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب وذلك على درجتين وقد تفرد حزبا‬
‫الجمهورية والديمقراطية في تولي أمور السلطة ويتم العمل السياسي من خاللها ‪ 0‬في الديمقراطية‬
‫النيابية هذه يكون المجلس بكامل أعضائه مستقال عن عامة الشعب وتدوم والية المجلس لمدة‬
‫محددة حسب الدستور ‪ ،‬ويعتبر النائب ممثال لألمة كلها‬
‫وليس لبيئة الناخبين أي حق في التدخل للحد من صالحياته أو توجيه عمله السياسي‬
‫ثالثا‪ :‬الديمقراطية شبه المباشرة‪:‬‬
‫"تأخذ بمزيج من النظام النيابي ومن الديمقراطية المباشرة فتقوم على أساس مجلس منتخب مع‬
‫الرجوع إلى الشعب نفسه على أساس انه صاحب السيادة ومصدر السلطان يفصل في بعض‬
‫األمور الهامة " وتختلف عن الديمقراطية المباشرة من ناحية عدم ممارسة الشعب لكافة شؤون‬
‫السلطة ‪ ،‬سبب ذلك انه يقوم ببعض المهام فقط ويترك القسم األكبر من أمور الدولة إلى النواب‬
‫الذين اختارهم ممثلين له ‪ 0‬وتختلف عن النظام النيابي بحيث يقرر هذا النظام للشعب حق‬
‫مباشرة بعض أمور السلطة بينما تقتصر السلطة كل السلطة في النظام النيابي على النواب‬
‫وحدهم مع كامل استقاللية عن منتخبيهم‪0‬‬
‫ومظاهر الديمقراطية شبه المباشرة هي‪:‬‬
‫‪ -2‬االستفتاء الشعبي ‪ :‬ويتم خالله أخذ رأي الشعب في األمور الهامة التي تتعلق بالتشريع‬
‫والدستور وسياسة الدولة ‪ ،‬واالستفتاء التشريعي من مظاهر الديمقراطية المباشرة ‪ 0‬ويتم االستفتاء‬
‫على المبدأ واألمور التفصيلية تترك للمجلس النيابي ولالستفتاء عوامل عدة منها اإللزامية أو‬
‫االقتراح من قبل المجلس النيابي أو من رئيس الدولة ‪ ،‬ويؤخذ بالنتيجة إلزاما أو استثناء كما هو‬
‫مقرر في الدستور‪.‬‬
‫‪ -1‬االعتراض الشعبي ‪ :‬يحق لعدد من الناخبين وضمن فترة زمنية معينة أن يعترضوا على‬
‫مشروع ما صدر عن الهيئة التشريعية ويكون الحكم لما تراه األغلبية بعد عرضه على االستفتاء‬
‫‪ ،‬وكذلك يحق للشعب أن يتقدم بعضه باعتراض للسلطة ويعترض أيضا على االستفتاء ‪ ،‬وهذا‬
‫الحق يعطي لكل من لديه المقدرة على أن يساهم بشكل فعال في األمور التشريعية‪0‬‬
‫‪ -3‬حق الناخبين في إقالة النائب ‪ :‬يمكن لعدد من الناخبين (حسبما هو محدد في الدستور) أن‬
‫يقترحوا عزل النائب ما قبل انتهاء مدته القانونية واعادة انتخاب بديل عنه في الدائرة االنتخابية ‪،‬‬
‫وضبطا لهذا الحق وحتى ال يصبح سيفا مسلطا على رؤوس بعض النواب وبشكل تعسفي فإنه قد‬
‫اشترط لذلك‪ :‬أن يدفع بدل تعويض للنائب إذا أعيد انتخابه من جديد وكذلك ال يجوز االعتراض‬
‫عليه إال بعد سنة من انتخابه وقبل سنة أيضا من انتهاء مدة نيابته‪0‬‬
‫‪ -4‬الحل الشعبي ‪ :‬بناء لطلب عدد من الناخبين(يحدد عددهم بموجب الدستور)وبعد عرضه‬
‫على االستفتاء العام يحل المجلس النيابي إذا قررت نتيجة االستفتاء ذلك‪0‬‬
‫‪ -1‬حق عزل رئيس الجمهورية ‪ :‬يحق للشعب أن يعزل رئيس الجمهورية إذا استطاع أن يحصل‬
‫على األغلبية الشعبية عبر استفتاء عام‪0‬‬
‫يعتبر هذا النظام أقرب للمثل األعلى للديمقراطية من النظام النيابي فهو يحد من سيطرة الحزب‬
‫الواحد من جهة وكذلك فهو صمام أمان من أي تعسف يحصل من قبل المجلس النيابي تحت أية‬
‫ضغوط أو مؤثرات ‪ 0‬فالسيادة ليست بيد النواب وحدهم ‪ ،‬فالشعب ال زال محتفظا بحق تقرير‬
‫مصير األمور المهمة ‪ ،‬وهذا ما يبعد التذمر والملل من بين صفوف الشعب ويضمن استق ار ار‬
‫سياسيا مع إفقاد رأس المال أية قدرة على التالعب بمصير الناس ‪0‬‬
‫ومهما قلل البعض من أهمية هذا النظام بحجة عدم كفاءة الشعب أو أغلبيته على البت في أمور‬
‫عديدة كالمعاهدات والميزانية مثال ‪ 0‬فالحقيقة أن هناك أمو ار عديدة يمكن للشعب أن يعطي فيها‬
‫الرأي السديد وليس صحيحا أن ذلك يضيع من هيبة المجلس طالما أنه يؤدي إلى حفظ السيادة‬
‫للشعب‪0‬‬
‫وخالصة القول أنه ال بد من إتاحة الفرصة للقيام بحملة إعالمية تنويرية تبصر الشعب بحقيقة‬
‫ما هو مدعو لالستفتاء عليه‪0‬‬

‫المحور الثامن‪ :‬محاسن الديمقراطية‬


‫أهمها‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫اطي بعدد من المزايا‪ّ ،‬‬‫تطبق نظام الحكم الديمقر ّ‬ ‫تتميز المجتمعات التي ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬إعداد مواطنين صالحين‪ :‬تعد الديمقراطية نظاماً سياسياً مثالياً‪ ،‬يهدف إلعداد مواطنين‬
‫مثالية تساعد على اكتساب الصفات الحميدة‪ ،‬وتنمية شخصية‬ ‫ٍ‬ ‫صالحين من خالل توفير ٍ‬
‫بيئة‬
‫إيجابية‪ ،‬كما يوفّر النظام الديمقراطي مجاالً كبي اًر لألفراد لمعرفة حقوقهم وواجباتهم كاملةً‪.‬‬
‫‪ -1‬حماية مصلحة المواطنين‪ :‬وهذا من خالل منحهم الحق في التصويت لمن سيمثلونهم في‬
‫اء السياسية‪ ،‬أو االقتصادية‪ ،‬أو االجتماعية‪ ،‬وحمايتهم‬
‫الحكومة‪ ،‬وذلك ضمن مختلف القضايا سو ً‬
‫من تطبيق ق اررات ال يوافقون عليها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متساو‪ ،‬وتضمن لهم‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫‪-3‬تحقيق المساواة‪ :‬تتعامل الدولة الديمقراطية مع جميع مواطنيها‬
‫االجتماعية‪ ،‬كما تحقّق العدالة والمساواة أمام القانون‪ ،‬وتمنع‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫السياسية‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫حقوقهم‬
‫الدين‪ ،‬أو الطبقة‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو غيرها من األمور‪.‬‬ ‫التمييز بين األفراد‪ ،‬بسبب اختالف ّ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يتم التأ ّكد من ّ‬
‫صالحيتها ضمن فترة معينة‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-4‬منع احتكار السلطة‪ :‬تمارس الحكومة‬
‫سياسات الحكومة تسير بما فيه صالح الشعب‪.‬‬
‫‪ -1‬استقرار الحكومة والتزامها بالمسؤولية‪ :‬يتم انتخاب الحكومة في ظ ّل الديمقراطية عن طريق‬
‫المنتخبة أكثر مسؤولية‪ ،‬بحيث يؤدي أفرادها واجباتهم على‬
‫االنتخاب‪ ،‬األمر الذي يجعل الحكومة ُ‬
‫أن مناقشة القضايا‪ ،‬والمشاكل المختلفة‪ ،‬ودراستها يساهم في اتّخاذ‬ ‫أكمل وجه‪ ،‬هذا فضالً عن ّ‬
‫ومستقرةً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فعالةً‪ ،‬وثابتةً‪،‬‬
‫مما ُينتج حكومةً ّ‬
‫الق اررات المناسبة‪ّ ،‬‬
‫اطي وصول المواطنين لمرحلة الرضا من خالل‬ ‫‪-6‬تعزيز التغيير‪ُ :‬يساعد النظام الديمقر ّ‬
‫مشاركتهم في اختيار الحكومات‪ ،‬وامكانية تغييرها‪.‬‬
‫‪-7‬تنمية الوعي السياسي للشعب‪ :‬عند إجراء االنتخابات يقترح المرشحون واألحزاب السياسية‬
‫مما يزيد‬
‫برامج وسياسات‪ ،‬تُن َشر عبر وسائل االتصال المتنوعة‪ ،‬من أجل كسب تأييد المواطنين‪ّ ،‬‬
‫السياسي لديهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من الوعي‬

‫المحور التاسع‪ :‬مساوئ الديمقراطية‬


‫أن هناك بعض المساوئ التي قد تنتج عند تطبيق‬ ‫بالرغم من مزايا النظام الديمقراطي ّإال ّ‬
‫الديمقراطية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫طويل‬ ‫‪ -2‬يحتاج إصدار الق اررات وتنفيذها في النظام الديمقراطي‪ ،‬وصياغة القوانين إلى ٍ‬
‫وقت‬ ‫ّ‬
‫مقارنةً مع األنظمة التي تتّخذ الق اررات وتنفّذها دون الحاجة للتّصويت‪.‬‬
‫‪ُ-1‬يمكن إضاعة الكثير من األموال من أجل دعم الحمالت االنتخابية‪ ،‬ويزداد األمر سوءاً عند‬
‫تولّي أفراد غير مسؤولين مراكز السلطة‪ ،‬يساهمون في خسائر المال العام دون االهتمام بمصلحة‬
‫الوطن‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ممارسات غير أخالقية وفاسدة من أجل الوصول إلى السلطة‪،‬‬ ‫‪ -3‬قد يلجأ بعض األفراد إلى‬
‫الشخصية دون االهتمام بمصلحة المواطنين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لتحقيق مصالحهم‬
‫عدد ٍ‬
‫كبير من الخدمات دون االهتمام بجودتها في بعض‬ ‫النظام الديمقراطي على توفير ٍ‬
‫‪-4‬يرّكز ّ‬
‫ّ‬
‫يتم بشكل غير عادل بين الفقراء واألغنياء‪.‬‬
‫أن توفير الخدمات قد ّ‬
‫األحيان‪ ،‬فضالً عن ّ‬
‫‪-1‬قد يتم انتخاب أفراد غير مسؤولين وغير قادرين على إدارة الحكومة في ظ ّل الظروف‬
‫السياسية في بلدانهم‪ ،‬وهذا يؤدي إلى اتخاذ ق اررات غير سليمة‪ ،‬ومخالفة لمصلحة‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية و‬
‫ّ‬
‫الوطن‪.‬‬
‫‪-6‬قد يتم ممارسة أمور غير أخالقية من ِقبل المرشحين للحصول على نسب عالية من‬
‫األصوات‪ ،‬كإساءة استخدام المال للحصول على أصوات أكثر‪ ،‬أو استخدام القوة للتأثير على‬
‫الشعب‪ ،‬أو تشويه صورة أحد المرشحين واألحزاب المنافسة‪.‬‬

‫المحور العاشر‪ :‬الفرق بين الشيوعية والرأسمالية والديمقراطية‬


‫إن كالً من تلك المفاهيم ُيشير‬ ‫يوجد اختالف بين ٍّ‬
‫كل من الشيوعية والديمقراطية والرأسمالية‪ ،‬إذ ّ‬
‫لكية وسائل اإلنتاج‬
‫إلى نظام ُمختلف عن اآلخر‪ ،‬فالرأسمالية هي نظام اقتصادي تكون فيه ُم ّ‬
‫الخاصة بالمجتمع تابعة ألفراد أو لمنظمات خاصة‪ ،‬وال يحق للحكومة تملّكها‪ ،‬أو تحديد‬
‫ّ‬ ‫المتنوعة‬
‫الحرة‪ .‬وهذا‬
‫أسعار المنتجات أو طريقة توزيعها‪ ،‬بل يتم ذلك عن طريق المنافسة في السوق ّ‬
‫يتعارض مع المبدأ الذي يقوم عليه النظام االقتصادي الشيوعي‪ ،‬والذي يعتبر نظاماً سياسياً‬
‫الشيوعية‪ّ ،‬إنما‬
‫ّ‬ ‫أسمالية و‬
‫أما الديمقراطية فال تُعد نظاماً اقتصادياً كالر ّ‬
‫واقتصادياً في ذات الوقت‪ّ ،‬‬
‫تُعد نظاماً حكومياً‪ ،‬تكون فيه السلطة بيد الشعب‪ ،‬حيث يمارس الشعب سلطاته من خالل اختيار‬
‫ٍ‬
‫بشكل دوري‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫انتخابات ح ٍرة‬ ‫من ُيمثّلهم بعد إجراء‬

‫المحور الحادي عشر‪ :‬االسالم والديمقراطية‬


‫أن شريعة اإلسالم كانت أسبق الشرائع إلى تقرير الديمقراطية اإلنسانية‪ ،‬وهي الديمقراطية التي‬
‫يكسبها اإلنسان؛ ألنها حق له يخوله أن يختار حكومته‪ ،‬وليست حيلة من حيل الحكم التقاء شر‬
‫أو حسم فتنة‪ ،‬وال هي إجراء من إجراءات التدبير تعمد إليها الحكومات؛ لتيسير الطاعة واالنتفاع‬
‫بخدمات العاملين وأصحاب األجور‪.‬‬
‫وتقوم الديمقراطية اإلسالمية—بهذه الصفة—على أربعة أسس ال تقوم ديمقراطية كائنة ما كانت‬
‫على غيرها‪ ،‬وهي‪ (2):‬المسؤولية الفردية و )‪(1‬عموم الحقوق وتساويها بين الناس و )‪(3‬وجوب‬
‫الشورى على والة األمور و )‪(4‬التضامن بين الرعية على اختالف الطوائف والطبقات‪.‬‬
‫هذه األسس كلها أظهر ما تكون في القرآن الكريم‪ ،‬وفي األحاديث النبوية‪.‬‬
‫فالمسئولية الفردية مقررة في اإلسالم على نحو صريح‪ ،‬وبآيات قرانية تحيط بأنواع المسئولية من‬
‫جميع الوجوه‪.‬‬
‫﴿وَال تَِزُر َو ِازَرةٌ ِوْزَر ُ‬
‫أخ َر ٰى﴾‪.‬‬ ‫فال يحاسب إنسان بذنب إنسان َ‬
‫ت‬ ‫وال يحاسب إنسان بذنب آبائه وأجداده أو بذنب وقع قبل ميالده ‪﴿:‬تِْل َك أمةٌ قَ ْد َخلَ ْ‬
‫ت لهَا َما َك َس َب ْ‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫ون َع َّما َك ُانوا َي ْع َملُ َ‬
‫َولَ ُكم َّما َك َس ْبتُ ْم وَال تُ ْسأَلُ َ‬
‫س بِ َما َك َس َب ْ‬
‫ت‬ ‫ان إِال َما َس َع ٰى﴾ … و﴿ ُكل َن ْف ٍ‬ ‫نس ِ‬ ‫وال يحاسب إنسان بغير عمله ‪﴿:‬وأَن ْلي َس لِ ْ ِ‬
‫ْل َ‬ ‫َ‬
‫ين﴾ … ﴿ثَُّم تُو َّٰ‬ ‫ب َرِه ٌ‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫ظلَ ُم َ‬
‫ت َو ُه ْم َال ُي ْ‬ ‫فى ُكل َن ْف ٍ‬
‫س َّما َك َس َب ْ‬ ‫َ‬ ‫ئ بِ َما َك َس َ‬ ‫َرِه َينةٌ﴾ … و﴿ ُكل ْ‬
‫ام ِر ٍ‬
‫ومن تفصيل المسئولية في كل شيء قول النبي محمد صلى اهلل عليه واله وسلم‪(( :‬كلكم راع‬
‫وكلكم مسئول عن رعيته ‪:‬اإلمام راع ومسئول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع في أهله وهو مسئول عن‬
‫رعيته‪ ،‬والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها‪ ،‬والخادم راع في مال سيده ومسئول‬
‫عن رعيته ‪))...‬‬
‫اس إَِّنا َخلَ ْق َنا ُكم‬ ‫﴿يا أَيهَا َّ‬
‫الن ُ‬ ‫أما عموم الحقوق ‪:‬فالقرآن صريح في مساواة النسب ومساواة العمل ‪َ :‬‬
‫ند ِ‬‫وبا َوقََبائِ َل لِتَ َع َارفُوا إ َّن أَ ْك َرَم ُك ْم ِع َ‬
‫هلل أَتْقَا ُك ْم﴾‪.‬‬ ‫ِّمن َذ َك ٍر َو ُأنثَ ٰى َو َج َعْل َنا ُك ْم ُش ُع ً‬
‫جميعا؛ ألنها تشمل كل ما يطالب اإلنسان بأن يتقيه‪ ،‬ويسأل‬
‫ً‬ ‫وكلمة التقوى تشمل المسئوليات‬
‫اب‬
‫َنس َ‬
‫شيئا عن اإلنسان ‪﴿:‬فَ َال أ َ‬
‫عنه إذا وقع فيه‪ ،‬وسواء في الدنيا أو اآلخرة ال تغني األنساب ً‬
‫ون﴾‪.‬‬ ‫ٍِ‬
‫اءلُ َ‬
‫َب ْي َنهُ ْم َي ْو َمئذ َوَال َيتَ َس َ‬
‫وفي األحاديث النبوية تفصيل لكل معنى من المعاني‪ ،‬فمنها قول النبي محمد صلى اهلل عليه‬
‫واله وسلم ((ال فضل لعربي على أعجمي واللقرشي على حبشي إال بالتقوى))‬
‫اك ِإال َكافَّةً‬
‫﴿و َما أ َْر َسْل َن َ‬
‫وقد وضحت التسوية بين الناس في الدعوة من قوله تعالى ‪َ :‬‬
‫اس﴾ … فليس اإلسالم دعوة مقصورة على جنس من األجناس بل كان االسالم دعوة إال كافة‬ ‫لِّ َّلن ِ‬
‫الناس‪.‬‬
‫أما الحكم بالشورى ‪:‬فالقرآن الكريم صريح في وجوبه‪ ،‬وليس بعد إيجابه على النبي‬
‫﴿و َش ِاوْرُه ْم ِفي ْاأل َم ِر فِإ َذا َع َزْم َ‬
‫ت فَتَ َو َّك ْل‬ ‫ور ٰى َب ْي َنهُ ْم﴾ … َ‬
‫﴿وأ َْم ُرُه ْم ُش َ‬
‫ٍ‬
‫إعفاء منه لوال من الوالة ‪َ :‬‬
‫علَى ِ‬
‫هلل﴾‪.‬‬ ‫َ‬
‫جميعا بضرر‬ ‫ً‬ ‫ومن تمام المسئولية الفردية تكافل األمة في المسئولية العامة‪ ،‬فإن األمة قد تصاب‬
‫﴿واتَّقُوا ِفتَْنةً ال‬
‫جناه عليها بعض أبنائها‪ ،‬فمن حق كل فرد أن يدفع الشر عن نفسه وعن غيره ‪َ :‬‬
‫﴿ال‬
‫اصةً﴾‪ ،‬وعلى كل فرد أن يبذل في دفع الشر جهد ما يستطيع ‪َ :‬‬ ‫ظلَ ُموا ِمن ُك ْم َخ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تُص َيب َّن الذ َ‬
‫ين َ‬
‫﴿ال‬
‫عمال وال يحاسب عليه شرًعا ‪َ :‬‬ ‫ف هللُ َن ْف ًسا ِإال ُو ْس َعهَا﴾ ولكنه قد يصاب بضالل غيره ً‬ ‫ُي َكلِّ ُ‬
‫ضل إِ َذا ْ‬
‫اهتَ َد ْيتُ ْم﴾‪.‬‬ ‫ضرُكم َّمن َ‬ ‫َي ُ‬
‫هذه هي األسس التي ال تقوم الديمقراطية على غيرها في بيئة من البيئات‪ ،‬واذا علمنا من شأن‬
‫أمة أنها تؤمن بالمسئولية الفردية والمساواة‪ ،‬وترفض االستبداد بالرأي في الحكومة‪ ،‬وتتواصى‬
‫بدفع الشر متكافلة في دفعه فال يعنينا ما تسمى به في مصطلحات السياسة الحاضرة أو الغابرة؛‬
‫ألنها أفضل الحكومات سواء عرفت باسم الديمقراطية أوبغيرها من األسماء‪.‬‬
‫وفضل الديمقراطية اإلنسانية على الديمقراطية عامة أنها لم تشرع إجابة لطلب أو خوفًا من‬
‫غضب؛ بل شرعت وهي تغضب األقوياء ولم يطلبها الضعفاء‪ ،‬وقد كان ضعفاء األمم يثورون‬
‫على الظلم‪ ،‬ولكن الضعيف ال يثور؛ ألنه يطلب حقٍّا توجبه له كرامته اإلنسانية‪ ،‬ولعله لو تمكن‬
‫في مكان األقوياء لم يحسب أنه يغضب حقٍّا أو يغض من كرامة حين يقسو على الضعيف‪،‬‬
‫وكان أقوياء المشركين خاصة ال يحسبون للضمير اإلنساني كرامة وهم ينتزعون ديون الربا من‬
‫أرزاق الفقراء واألجراء‪ ،‬وكانت ))المساعاة)) وسيلة مشروعة عندهم في استقضاء ديونهم‪ ،‬وهي‬
‫تجيز لهم أن يدفعوا بزوجة المدين أو بنته إلى البغاء؛ لتؤدي لهم القرض بثمن العرض‪ ،‬وتجيز‬
‫جائز في شريعة الرومان األقدمين‪ ،‬فإذا‬
‫لهم أن يسخروا المدينين فيما يشاءون كما كان ذلك ًا‬
‫وكفر بسلطان المال والقوة فجدير‬
‫إيمانا بالحق ًا‬
‫جاءتهم الديمقراطية اإلسالمية بالكرامة اإلنسانية ً‬
‫بها أن تسمى (( الديمقراطية االنسانية)) ألنها تقيم الحرية على حق اإلنسان الذي لم يكن له حق‬
‫وال قوة‪ ،‬وال تشرع الحرية والمسئولية ضرورة ال محيص عنها كما شرعتها من بعض الحكومات ‪.‬‬

‫المحور الثاني عشر‪ :‬الديمقراطية في الوثائق التأسيسية لألمم المتحدة‬

‫عندما صاغ مؤسسو األمم المتحدة ميثاق األمم المتحدة ‪ ،‬لم يذكروا كلمة الديمقراطية‪ ،‬وفي عام‬
‫‪ 2441‬لم تؤيد العديد من الدول األعضاء في األمم المتحدة الديمقراطية كنظام ولم تمارسها‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الكلمات االفتتاحية للميثاق‪" ،‬نحن الشعوب"‪ ،‬تعكس المبدأ األساسي للديمقراطية ‪-‬‬
‫أن إرادة الشعوب هي مصدر شرعية الدول ذات السيادة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬األمم المتحدة ككل‪.‬‬

‫ال تدافع األمم المتحدة عن نموذج محدد للحكومة ولكنها تروج للحكم الديمقراطي كمجموعة من‬
‫القيم والمبادئ التي يجب اتباعها من أجل مشاركة أكبر ومساواة وأمن وتنمية بشرية‪ .‬وتوفر‬
‫الديمقراطية بيئة تحترم حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬ويتم فيها ممارسة إرادة الشعب التي‬
‫يعبر عنها بحرية‪ ،‬فان للناس رأي في الق اررات ويمكنهم محاسبة صناع القرار‪ ،‬وان للنساء‬
‫والرجال حقوق متساوية وجميع الناس في مأمن من التمييز‪.‬‬

‫تتجسد هذه القيم في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ويعرض مفهوم الديمقراطية بالقول "إرادة‬
‫الشعب هي أساس سلطة الحكومة"‪ .‬بل إن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية‬
‫والسياسية يطورها ويضع األساس القانوني لمبادئ الديمقراطية في القانون الدولي‪ .‬وهو يغطي‬
‫كذلك حرية التعبير‪ ،‬والحق في التجمع السلمي‪ ،‬والحق في حرية تكوين الجمعيات مع اآلخرين‪.‬‬
‫وتنص اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة على أن تتخذ األطراف المتعاقدة‬
‫البالغ عددها ‪ 284‬طرفاً جميع التدابير المناسبة لضمان تمكين المرأة من التصويت والترشح‬
‫لالنتخابات والمشاركة في الحياة العامة وصنع القرار‪ ،‬بما في ذلك على المستوى الدولي‪.‬‬

‫المحور الثالث عشر‪ :‬الجمعية العامة لألمم المتحدة والديمقراطية‬

‫منذ عام ‪ ،2488‬تتخذ الجمعية العامة ق ار ار واحدا على األقل كل سنة تعرض فيه لجانب ما من‬
‫جوانب الديمقراطية‪ .‬في عام ‪ ،1021‬التزم قادة العالم في خطة التنمية المستدامة لعام‬
‫‪ 1030‬بإيجاد عالم تعتبر فيه "الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون فضالً عن البيئة المواتية‬
‫على المستويين الوطني والدولي‪ ،‬ضرورية للتنمية المستدامة"‪ .‬وأعاد جدول األعمال التأكيد على‬
‫االلتزامات التي تم التعهد بها في وقت سابق في مؤتمر القمة العالمي في عام ‪1001‬‬
‫وفي إعالن األلفية‪.‬‬

‫المحور الرابع عشر‪ :‬الديمقراطية وحقوق االنسان‬

‫تشكل القيم المتعلقة بالحرية واحترام حقوق اإلنسان ومبدأ تنظيم انتخابات دورية نزيهة باالقتراع‬
‫العام عناصر ضرورية للديمقراطية‪ .‬والديمقراطية توفر بدورها تلك البيئة الطبيعية الالزمة لحماية‬
‫حقوق اإلنسان واعمالها على نحو يتسم بالكفاءة‪.‬‬

‫فعلى مدى عدة سنوات‪ ،‬سعت الجمعية العامة لألمم المتحدة ولجنة حقوق اإلنسان السابقة إلى‬
‫االستفادة من الصكوك الدولية لحقوق اإلنسان لتعزيز فهم مشترك لمبادئ وقيم الديمقراطية‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك أوصت اللجنة في عام ‪ 1000‬مجموعة من التدابير التشريعية والمؤسسية والعملية‬
‫الهامة من أجل دعم الديمقراطية‪ ،‬وفي عام ‪ ،1001‬أعلنت اللجنة المبادئ التالية بوصفها من‬
‫العناصر األساسية للديمقراطية‪:‬‬

‫احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية‬ ‫‪‬‬

‫حرية االنضمام للجمعيات‬ ‫‪‬‬

‫حرية التعبير والرأي‬ ‫‪‬‬

‫إمكانية الوصول إلى السلطة وممارستها في إطار سيادة القانون‬ ‫‪‬‬


‫تنظيم انتخابات دورية حرة نزيهة على أساس االقتراع العام والتصويت السري تعبي اًر عن‬ ‫‪‬‬

‫إرادة الشعب‬
‫إيجاد نظام لتعددية األحزاب السياسية والمنظمات‬ ‫‪‬‬

‫الفصل بين السلطات‬ ‫‪‬‬

‫استقالل القضاء‬ ‫‪‬‬

‫توفير الشفافية والمساءلة في اإلدارة العامة‬ ‫‪‬‬

‫تهيئة وسائط لْلعالم تتسم بالحرية واالستقالل والتعددية‬ ‫‪‬‬

‫ومنذ نشأته في عام ‪ ، 1006‬اعتمد مجلس حقوق اإلنسان عددا من الق اررات تلسط الضوء على‬
‫العالقة المترابطة والوثيقة بين الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ .‬وتشمل األمثلة الحديثة‬
‫قرار ‪ 24/36‬و ‪ 18/24‬بشأن "حقوق اإلنسان والديمقراطية وسيادة القانون‪".‬‬

‫المحور الخامس عشر‪ :‬دور المفوضية السامية لحقوق االنسان في دعم الديمقراطية‬

‫إن عجز الديمقراطية وضعف المؤسسات وسوء اإلدارة تفرض تحديات مستمرة‪ .‬ويعمل مكتب‬
‫المفوض السامي لحقوق اإلنسان وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي على مواجهة هذه التحديات من‬
‫خالل خدماتهما وبرامجهما االستشارية‪ .‬في الديمقراطيات االنتقالية والبلدان الخارجة من الصراع‬
‫‪ ،‬ت ساعد المفوضية السامية لحقوق اإلنسان في بناء أنظمة قضائية قوية ومستقلة ‪ ،‬وبرلمانات ‪،‬‬
‫ومؤسسات لحقوق اإلنسان ‪ ،‬ومجتمعات مدنية نشيطة‪ .‬يعمل برنامج األمم المتحدة اإلنمائي على‬
‫دعم الحكومات في تعزيز مؤسساتها العامة ‪ ،‬لمساعدة البلدان على مكافحة الفساد و تشجيع‬
‫المشاركة الشاملة لضمان مواكبة غيرها من البلدان‪ .‬في كل عام‪ ،‬يستثمر برنامج األمم المتحدة‬
‫اإلنمائي بمعدل ‪ 161‬مليون دوالر أمريكي لدعم الحكم الشامل والتنمية على المستوى المحلي‪.‬‬

‫وتتعاون المفوضية السامية لحقوق اإلنسان مع الحكومات الوطنية والجهات الفاعلة األخرى‬
‫إلعادة بناء ثقة الجمهور واستعادة السالم وسيادة القانون في الدول الخارجة من الصراع‬
‫والديمقراطيات التي تمر بمرحلة انتقالية‪ .‬دعمت المفوضية بنشاط برامج العدالة االنتقالية في‬
‫أكثر من ‪ 10‬دولة حول العالم على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية‪ .‬وتحاول المفوضية‬
‫السامية لحقوق اإلنسان ضمان انعكاس اعتبارات حقوق اإلنسان والعدالة االنتقالية في اتفاقيات‬
‫السالم ‪ ،‬وتدعم إنشاء عمليات تقصي الحقائق وآليات المساءلة القضائية وبرامج التعويضات‪.‬‬
‫المحور السادس عشر‪ :‬توجيه الجهود الوطنية واالقليمية لدعم الديمقراطية‬

‫تعمل المفوضية السامية لحقوق اإلنسان على توجيه الجهود الوطنية واإلقليمية وتسهيل المناقشة‬
‫ار بعنوان‬
‫حول الديمقراطية وحقوق اإلنسان‪ .‬اعتمد مجلس حقوق اإلنسان في عام ‪ 1021‬قرًا‬
‫"حقوق اإلنسان والديمقراطية وسيادة القانون" ‪ ،‬والذي أعاد التأكيد على أن الديمقراطية والتنمية‬
‫واحترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية مترابطة ويعزز كل منها اآلخر‪ .‬وعالوة على ذلك ‪،‬‬
‫نشرت المفوضية دراسة عن التحديات والدروس المستفادة وأفضل الممارسات في تأمين‬
‫الديمقراطية وسيادة القانون من منظور حقوق اإلنسان ‪ ،‬كما نظمت حلقة نقاش بشأن هذه‬
‫القضايا‪.‬‬

‫في عام ‪ ، 1021‬اعتمد مجلس حقوق اإلنسان القرار‪ ، 18/24‬الذي أنشأ بموجبه منتدى األمم‬
‫المتحدة لحقوق اإلنسان والديمقراطية وسيادة القانون ‪ ،‬لتوفير منصة لتعزيز الحوار والتعاون بشأن‬
‫القضايا المتعلقة في هذه المجاالت‪ .‬كما تعمل المفوضية السامية لحقوق اإلنسان على تأكيد‬
‫العالقة الوثيقة بين حقوق اإلنسان والديمقراطية في إطار منظومة األمم المتحدة والشراكة مع‬
‫المنظمات التي تعمل على تعزيز الديمقراطية مثل المنظمة الدولية للبلدان الناطقة بالفرنسية ‪،‬‬
‫واالتحاد البرلماني الدولي ‪ ،‬ومنظمة األمن والتعاون في أوروبا‪.‬‬

‫المحور السابع عشر‪ :‬الديمقراطية واالنتخابات‬

‫األمم المتحدة هي جهة فاعلة محايدة موثوق بها تقدم المساعدة االنتخابية لما يقرب من ‪ 60‬دولة‬
‫كل عام ‪ ،‬إما بناء على طلب الدول األعضاء أو بناء على تفويض من مجلس األمن أو‬
‫الجمعية العامة‪ .‬وتشمل المساعدة الخدمات االستشارية ‪ ،‬واللوجستيات ‪ ،‬والتدريب ‪ ،‬والتربية‬
‫المدنية ‪ ،‬وتطبيقات الكمبيوتر والمراقبة قصيرة المدى‪ .‬كما تسعى األمم المتحدة جاهدة لبناء‬
‫القدرات فيما يتعلق بالبيئة السياسية العامة‪ .‬وهذا يشمل العمل مع الناخبين ‪ ،‬ووسائل اإلعالم ‪،‬‬
‫واألحزاب السياسية ‪ ،‬والمجتمع المدني ‪ ،‬وكذلك البرلمان والقضاء‪.‬‬

‫تدعم شعبة المساعدة االنتخابية الدول األعضاء على إجراء انتخابات دورية وشاملة وشفافة‬
‫وذات مصداقية وانشاء عمليات انتخابية مستدامة على الصعيد الوطني‪ .‬لقد كانت المساعدة‬
‫االنتخابية التي تقدمها األمم المتحدة عنص ار حاسما وناجحا في حفظ السالم وبناء السالم وارساء‬
‫وتعميق الحكم الديمقراطي‪.‬‬
‫تشمل المساعدة االنتخابية العديد من البرامج والصناديق والوكاالت واإلدارات‪.‬حيث أن وكيل‬
‫األمين العام للشؤون السياسية وبناء السالم يعمل كمنسق لألمم المتحدة فيما يتعلق بتقديم‬
‫المساعدة االنتخابية‪ .‬وتقوم شعبة المساعدة االنتخابية التابعة إلدارة الشؤون السياسية وبناء‬
‫السالم بت قييم االحتياجات االنتخابية‪ ،‬وتطوير السياسة االنتخابية‪ ،‬والحفاظ على الذاكرة‬
‫المؤسسية‪ .‬ويقدم برنامج األمم المتحدة اإلنمائي المساعدة الفنية ويعزز مشاركة المرأة والشباب‬
‫والمجموعات األخرى الممثلة تمثيال قليال في االنتخابات‪ .‬كما أنها تنسق دعم المانحين‪ .‬في‬
‫بيئات حفظ السالم أوفي مرحلة ما بعد الصراع ‪ ،‬وتدعم القوات العسكرية والشرطة في بعثات‬
‫حفظ السالم وكاالت إنفاذ القوانين الوطنية من خالل توفير األمن للعمليات االنتخابية‪ .‬كما‬
‫تشارك األمم المتحدة مع المنظمات اإلقليمية والحكومية الدولية وغير الحكومية األخرى المشاركة‬
‫في المساعدة االنتخابية‪.‬‬

‫المحور الثامن عشر‪ :‬دور صندوق األمم المتحدة في دعم الديمقراطية‬

‫يمول صندوق األمم المتحدة للديمقراطية المشاريع التي تم ّكن المجتمع المدني ‪ ،‬وتعزز حقوق‬
‫حاليا‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫اإلنسان ‪ ،‬وتشجع مشاركة جميع المجموعات في العمليات الديمقراطية‪ً .‬‬
‫يمول الصندوق مشاريع لتعبئة الشباب لالنتخابات في كوت ديفوار‪ ،‬إلشراك الرجال في تعزيز‬
‫المساواة بين الجنسين في فلسطين‪ ،‬وبناء منصة لمناصرة المواطنين في االنتخابات في الب ارزيل‪.‬‬
‫وتذهب الغالبية كبيرة من أموال الصندوق إلى منظمات المجتمع المدني المحلية في البلدان في‬
‫كل من المرحلة االنتقالية وفي مراحل توطيد التحول الديمقراطي‪.‬‬

‫مشروعا في‬
‫ً‬ ‫منذ إنشائه في عام ‪ ، 1001‬دعم صندوق األمم المتحدة للديمقراطية أكثر من ‪800‬‬
‫أكثر من ‪ 230‬دولة ‪ ،‬بقيمة إجمالية تبلغ حوالي ‪ 120‬مليون دوالر‪ .‬يمكن للمتقدمين طلب منحة‬
‫تتراوح بين ‪ 200،000‬دوالر أمريكي و ‪ 300،000‬دوالر أمريكي‪ .‬يعتمد الصندوق بالكامل على‬
‫التبرعات من الدول األعضاء‪ .‬وحتى اآلن تم دعم الصندوق من قبل أكثر من ‪40‬‬
‫حكومة‪.‬وكانت الواليات المتحدة والهند من أكبر الدول المانحة للصندوق‪.‬‬

‫المحور التاسع عشر‪ :‬المرأة والديمقراطية‬

‫تحتاج الديمقراطية إلى أن تكون المرأة ديمقراطية حقًا ‪ ،‬وتحتاج المرأة إلى الديمقراطية إذا أرادت‬
‫تغيير األنظمة والقوانين التي تستبعدها‪ .‬تم التأكيد على دور المرأة في العمليات الديمقراطية‬
‫في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد الم أرة وفي قرار الجمعية العامة لعام ‪ 1022‬بشأن المشاركة‬
‫السياسية للمرأة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من هذه التطورات المعيارية ‪ ،‬وعلى الرغم من عالمية هذه األهداف ‪ ،‬إال أنها تظل‬
‫بطيئا للغاية في زيادة عدد النساء في التمثيل‪.‬‬
‫بعيدة المنال بالنسبة للعديد من النساء‪ .‬كان التقدم ً‬
‫في عام ‪ ، 1012‬كانت ‪ 11‬في المائة فحسب من البرلمانيين الوطنيين من النساء ‪ ،‬وهي زيادة‬
‫بطيئة من ‪ 24‬في المائة في عام ‪ .1000‬كما أن تمثيل المرأة ضعيف في هيئات صنع القرار‬
‫غالبا ما تفتقر األحزاب‬
‫المحلية ‪ ،‬سواء كرئيسات للبلديات أو أعضاء في المجالس المحلية‪ً .‬‬
‫السياسية واللجان االنتخابية إلى القدرة على ضمان التعبير عن مصالح المرأة ومعالجتها‪.‬‬

‫تدعم األمم المتحدة المشاركة السياسية للمرأة‪ .‬في تموز‪/‬يوليه ‪ ، 1020‬أنشأت الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة هيئة األمم المتحدة للمرأة ‪ ،‬وهي مكلفة بتنسيق أعمال تعميم مراعاة المنظور‬
‫الجنساني في منظومة األمم المتحدة‪ .‬وبذلك ‪ ،‬اتخذت الدول األعضاء في األمم المتحدة خطوة‬
‫تاريخية في تسريع أهداف المنظمة بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة‪ .‬يتمثل نهج األمم‬
‫المتحدة لدعم المشاركة السياسية الفعالة للمرأة في جعل االنتخابات المحلية والوطنية حرة ونزيهة‬
‫للمرأة ‪ ،‬ودعم منظمات المجتمع المدني النسائية ‪ ،‬وبناء المساءلة عن حقوق المرأة في‬
‫المؤسسات العامة ‪ ،‬ودعم القيادات السياسية النسائية‪.‬‬

‫المحور العشرون‪ :‬الديمقراطية والشباب‬

‫عاما‪ .‬يواجه الشباب تحديات ضخمة‬


‫أكثر من أربعين بالمائة سكان العالم تقل أعمارهم عن ‪ً 11‬‬
‫‪ ،‬مثل تغير المناخ والبطالة وعدم المساواة واالستبعاد‪ .‬يهاجر الكثيرون ردا على ذلك‪ .‬في‬
‫غضون ذلك ‪ ،‬يتواصل الشباب ويعطون صوتًا للقضايا المهمة‪ .‬يستخدمون وسائل اإلعالم‬
‫الجديدة لمحاربة الظلم والتمييز وانتهاكات حقوق اإلنسان‪ .‬ويقومون باتخاذ إجراءات من أجل ما‬
‫أيضا بصوت بليغ يتردد صداه بعمق مع جيلهم ‪ -‬من مالال يوسفزاي‬ ‫يؤمنون به‪ .‬يتمتع الشباب ً‬
‫بشأن الحق العالمي في التعليم ‪ ،‬إلى غريتا ثنبيرغ في قيادة مكافحة تغير المناخ‪.‬‬

‫لقد جعل األمين العام العمل مع الشباب ومن أجلهم على رأس أولوياته‪.‬حيث عين أول مبعوث‬
‫لألمين العام للشباب ‪ ،‬وكلف بمهمة وضع استراتيجية الشباب لألمم المتحدة‪ .‬وفي آذار‪/‬مارس‬
‫عام ‪ ،1021‬اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة قرار"التعليم من أجل الديمقراطية"‪ ،‬الذي‬
‫يشجع جميع كيانات األمم المتحدة الستخدام التعليم لتعزيز الجهود الرامية إلى تعزيز السالم‬
‫وحقوق اإلنسان والديمقراطية ‪ .‬ويشجع القرار أيضا الدول األعضاء على ضرورة دمج التعليم من‬
‫أجل الديمقراطية‪.‬‬

‫يتناول تقرير الشباب العالمي الصادر عن إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية (‪)DESA‬‬
‫المجاالت الرئيسية لتنمية الشباب حول العالم‪ .‬وهنالك منصة أخرى للشباب هي منتدى شباب‬
‫المجلس االقتصادي واالجتماعي ‪ ، ECOSOC‬حيث يمكن للشباب التعبير عن احتياجاتهم‬
‫واهتماماتهم من خالل الحوار غير الرسمي مع أصحاب المصلحة اآلخرين‪ .‬يمثل المنتدى المكان‬
‫األكثر مؤسسية لمشاركة الشباب في مداوالت األمم المتحدة وهو وسيلة مهمة لتعبئة الشباب‬
‫لتنفيذ خطة عام ‪. 1030‬‬

‫المحور الحادي والعشرون‪ :‬اليوم الدولي للديمقراطية‬

‫أعلنت الجمعية العامة تاريخ ‪ 21‬أيلول‪/‬سبتمبر هو اليوم الدولي للديمقراطية‪ ،‬ويتيح اليوم الدولي‬
‫للديمقراطية فرصة الستعراض حالة الديمقراطية في العالم‪ .‬وال يمكن لمثال الديمقراطية أن يتحول‬
‫إلي حقيقة واقعة يحظي بها الجميع في كل مكان إال من خالل المشاركة والمساندة الكاملتين من‬
‫قبل المجتمع الدولي والهيئات الوطنية الحاكمة والمجتمع المدني واألفراد كذلك‪.‬‬

You might also like