Professional Documents
Culture Documents
ارتبط تاريخ اليبرالية مع مفهوم الحكومة المقيدة المحددة أي تلك التي يستطيع رعاياها ان يحددوا سلطاتها
ال من التمثيل تضمن حقوق االف&&راد& واشكا ً
& النفسهم مواثيق وقوانين ومؤسسات وصالحيتها ،وأن يؤمنوا
وتحميهم من االعتداء ,كون ان الفرد هو كيان ذو سيادة [.]1
وتأسيسًا على ذلك فإن االيديولوجية الليبرالية ،تمتلك جذورها التاريخية البعي&&دة ,كونها مب&&دأ للتح&&رر
&الح
&اس الوحيد الص& وتحديدًا للطغيان[ & .]2ولقد ّعدت الليبرالية المذهب الذي يؤكد الحرية ويعدها االس&
&رد من
& الف&لتنظيم الحياة االجتماعية .فالحرية في نظر الليبرالية تتويج لمسيرة تحررية حملت لواء تحرير
&مها
&تق اس& اشكال القسر االجتماعي وال غرابة ان نجد كلمة الليبرالية قد اقترنت بكلمة "الحرية" (وقد اش&
منها).
& في المج&&ال
لقد عرف المذهب الليبرالي بأنه الذي يقوم على المناداة بالحريات ال&&تي يتمتع بها االف&&راد
& ,النه م&&ذهب حرية & ,فالمذهب الليبرالي في حقيقته مذهب فردي & ,وضمانها لإلفراد السياسي واالقتصادي
الفرد في نشاطاته السياسية واالقتصادية واالجتماعية ,فهذه الحريات هي للفرد وصالح الفرد فقط.
& التي تكاد تمثل اساسًا او قاسمًا مشتركًا بين معظم المدارس الليبرالية منها -: هنالك ٌّ
عدد من االفكار
-2التأكيد بأن للفرد حقوقًا طبيعية بشكل مس&&تقل عن الحكومة ,ويت&&وجب حمايتها من الحكومة وفي
مواجهتها .
-3االعتراف بالقيمة العليا للحرية اإلنسانية ,والسيما حرية الفرد في أن يعمل ما يحق له عمله ,ويرافق
&ماح
&دم الس&&هم الى ع& ذلك ضرورة تحديد دور الدولة .تحديدًا يوفر الحرية لكل مواطن .ويصل ببعض&
&در& الحد من حرية فرد ما اال لتأمين ق& & مقدار الحريات المتاحة ,فال يجوز
بتدخل الحكومة اال بقصد تنظيم
&دما
&رد التنتهي اال عن&أكبر من الحريات إلفراد آخرين ,وحماية حقوقهم من االعتداء ,حيث ان حرية الف&
&,
& واآلخر اقتصادي يحاول توظيفها للمساس بحريات االخرين1.ان الليبرالية تتميز ببعدين ,احدهما سياسي
وال ينفصل هذان البعدان احدهما عن اآلخر .اذ ان كل واحد منهما يتحدد بداللة االخر.
اذا اردنا ان نعطي شهادة ميالد عرفية لليبرالية فلم تكن هذه الشهادة اال ان اعالن حقوق االنسان والمواطن
&ية حيث& المادة االولى منه المعنى الكامل لليبرالية السياس
الفرنسي الصادرة في عام 2 1789حيث يبلور
تنص على "ان الناس يولدون احرارًا ويبقون احرارًا ومتساوين في الحقوق" .ان كلمتي الحرية والمساواة
تعبران عن مجمل الفكر الليبرالي ]3[.
& المس&&اس
فالفرد يكون بالنسبة لليبرالية السياسية المحور االساس ,كونه القيمة االولى والرئيسة .اليجوز
&ردين
&ومين مج&
& او مفه&بحريته ومنافعه []4التعد كلمات الحرية والمساواة بالنسبة لليبرالية ,مجرد أفكار
1
ومبدأين نظريين تمامًا وبشكل بحت ,المعنى لهما في الواقع كما يقال دائمًا ,وانما هما يرتبط&&ان بني&&ات
اقتصادية واجتماعية محددة.
&
& فيه الفكر الليبرالي ,يتميزان بخاصيتين أساس&&يتين :طابعهما
ان الحرية والمساواة بالشكل الذي يعتمدهما
&اس&يزت بالدرجة األس& & نوع من امتناع الدولة.والتغيرات و اإلصالحات القانونية تم&القانوني وتضمنهما
& كانت هذه اإلص&&الحات بطابع سلبي .فقد كانت تستهدف منع الدولة من التدخل في نشاط المواطنين وقد
نطاق للمواطنين مستقل ال تستطيع السلطة أن تلجأ إليه بأي شكل من األشكال ]5[.
ٍ تنزع إلى تحديد
ان هذه اإلصالحات كانت تطالب بامتناع الدولة عن التدخل أو القيام بأي نش&&اط ,فليس من حق الدولة أن
تفعل كل شيء وال يجب عليها مطلقًا ان تقوم بما يستطيعه آخرون بد ً
ال منها .
بهذا يمكن القول أن تعريف الليبرالية السياسية تعريف سلبي ,ذلك إنها التكمن في هيمنة الدولة,دلك إنها ال
&انوني& 1أو تأليه الدولة إذ يكفي االمتناع عن إقامة التمايز الق
تكمن في الفوضوية ,كما إنها ترفض ضمور
بين المواطنين في ما يكون الناس متساوين فيما بينهم ,ويكفي أن يترك المواطنون يفكرون ويكتس&&بون
&
ويطبعون وينتشرون ويجتمعون ويشكلون الجمعيات ويتظاهرون على طريقتهم الخاصة ,في ما يكون&&وا
أحرارا من الناحية السياسية 2.
&اة
&رطًا لنمو الحي& &ون ش& &يين يك& الليبرالية االقتصادية :السعي وراء المصلحة الخاصة في راي الليبرال&
& وس&&عادتهم ال من عوامل توازنها .وعلى االساس تفاءلت الليبرالية بمس&&تقبل االف&&راد االقتصادية وعام ً
،ونادت بالحد من سلطات الدولة في التدخل واالعتداء على الحريات الفردية .وبذلك عد الفرد غاية في حد
& االساس في خلق التنظيم الق&انوني للدولة .ال&تي تك&ون وظيفتها في ذاته ،واضحت ارادته هي العنصر
& مقدمتها حق الحرية وحق الملكية .إن الليبرالية & وفي& بحقوقهم
التطبيق االمين للقانون وكفالة تمتع االفراد
ال خاصًا للحرية &ك ً&ارة تعد ش&&ناعة وحرية التج& السياسية واالقتصادية وجهان لحقيقة واحدة فحرية الص&
&يرة& بأدوار كث& الفردية والمساواة بين المواطنين ،وتؤكد هذه الحرية من خالل اضعاف الدولة وعدم قيامها
وانما يجب إن تحدد على سبيل الحصر مجاالت تدخلها .
2
&ادية&املي لليبرالية االقتص&
&ابع التك&
&راز الط&
& منظور الليبرالية وجهة النظر هذه ترمي الى اب& وقد طور
والسياسية فهم يرون إن الليبرالية االقتصادية ترى في فصل السلطة السياس&&ية عن االقتص&&ادية ،ع&&دم
& مجاالت & الدولة ويحدد& جهة واحدة بهما ،وان الفصل هذا بحد ذاته يضعفتركيزها في يد واحدة او استئثار
& في الواقع بين ش&&ركات خاصة متع&&ددة ال&&تي تعد بحق (مراكز تدخلها .إن السلطة االقتصادية تتوزع
القرارات ) وهذه الشركات مستقلة تقريبًا عن الدولة .وهكذا تصل الملكية الخاصة .لوسائل االنت&&اج إلى
هيكل مزدوج او ثنائي لالقتصاد يعكس نفسه بالضرورة على السلطة السياسية ،وذلك على العكس تمامًا ،
& ،تركيز الس&لطتين االقتص&ادية في وضع الملكية العامة لكل المشروعات واالخذ بمبدأ التخطيط الشمولي
والسياسية في يد واحدة .
وبقدر تعلق االمر بماهية الديمقراطية الليبرالية ،نالحظ مما تقدم إن الديمقراطية الليبرالية التي تعد االساس
&روف متباينة ولكل &أتا تاريخيًا في ظ& الفلسفي للديمقراطيات الغربية هي تالحم بين فلسفتين مختلفتين نش&
& الخاص بها .هاتان الفلسفتان هما الديمقراطية والليبرالية لم تقترن نشأتهما بالديمقراطية في منهما جوهرها
& تدريجيًا أي (تدمقرطت)إن منطق الليبرالية يؤدي إلى الديمقراطية ع&&بر مب&&دأ البدء ،ومن ثم استوعبتها
المساواة امام القانون .ولكن الديمقراطية تتطلب ،حتى تكون فعلية احترام الحري&&ات الشخص&&ية وحرية
& بالحري&ات & والتجمع إن الديمقراطية تعني دومًا وحتما التسليم واالعتراف التعبير والنقاش وحرية التشارك
& بمعزل عن ممارسة الديمقراطية .وبعبارة اخرى إن الديمقارطية الليبرالية .وان الحريات الليبرالية التوجد
& مجال خاص ال تتدخل فيه الليبرالية تعني حكم االغلبية زائدًا حماية حقوق معينة تعود إلى افراد أي وجود
السلطة الحاكمة مهما كان حجم االغلبية خلفها .
وعلى هذا االساس تعرف الديمقراطية الليبرالية بأنها ذلك النظام الذي يختار فيه المحكومون الحاكمين عن
طريق االنتخابات الصحيحة والحرة .انها نهج للحكم يقوم على االنتخابات الح&&رة والمؤسس&&ات الثابتة
& في الف&&رص لجميع االح&&زاب وعلى تداول السلطة بين االحزاب في نظام تعددي يكفل الحرية والتكافؤ
& االفراد& بين الناخبين .ذلك الترتيب المؤسسي الذي يتم من خالله وصول السياسية القائمة وحرية االختيار
ال وسطًا& على االحداث .ذلك االجراء التخاذ القرار الذي يعد ح ً & تنافسيوالجماعات الى السلطة عن طريق
& الى السلطة .وعلى الرغم من التباينات الطفيفة في هذه التعريفات منصفًا بين المطالب المتنافسة للوصول
&يز الديمقراطية الليبرالية مثل
&تي تم& ،غير ان قواسمها المشتركة تبقى في اشارتها الى االصول العامة ال&
التنافس السلمي للوصول الى السلطة ،وتعدد االحزاب ،واالنتخاب&&ات الدورية ،واح&&ترام رأي االغلبية
& العملي لهذا األنموذج في اوربا الغربية وامريكا & التي توضحت صورتها من خالل التطبيق ،وهي العناصر
&وهر الليبرالية تقييد
&اص .حيث ج& &وهره الخ& ال من تشابك فلسفتين لكل منهما ج& الشمالية والذي نتج اص ً
السلطة االكراهية الي حكم والحرية قيمتها االساسية .في حين جوهر الديمقراطية وضع الحكم في اي&&دي
&ذا&رًا وممارسة وتمخض عن ه& & االنتخابات الدورية برغم ذلك اندمجت الفكرتان فك& االكثرية عن طريق
& الليبرالي الغربي .
االندماج نظام الحكم الديمقراطي
3