You are on page 1of 8

‫المحاضرة الثالثة‬

‫مراجعة ما سبق‬
‫طبيعة حقوق االنسان‬
‫أ مفهوم حقوق االنسان ( ما بين عالمية حقوق االنسان ومحدوديتها حسب الثقافة‬
‫السائدة فى المجتماعت ‪).‬‬
‫تعريف حقوق االنسان ‪ " :‬مجموعة الضمانات الدستورية والقانونية والعرفية التى‬
‫تحمى االافراد والمجموعات من اجراءات الحكومات التى تتدخل فى الحريات‬
‫االساسية والكرامة االنسانية وبالتالى تضمن احترام االنسان وكرامته ورفاهته وتقوم‬
‫على اساس المساواة والعدالة والسالم‪".‬‬
‫خصائص حقوق االنسان ‪:‬‬
‫‪ 0-1‬حقوق عالمية وغير قابلة للتصرف ‪:‬‬
‫يتناول البند االول من االعالم العالمى لحقوق االنسان عالمية هذه الحقوق ‪ ،‬حيث انها‬
‫ترتكز على مبدأتساوى جميع البشر فى المنزلة والحقوق ‪.‬‬
‫كما نص على " أن من واجب الدول ان تعزز وتحمى جميع حقوق االنسان‬
‫والحريات االساسية بصرف النظر عن نظمها السياسية واالقتصادية والثقافية‬
‫‪.....‬وتنص كذلك على الحقوق المتساويةلجميع أفقراد العائلة البشرية ‪".‬‬

‫‪ -2‬حقوق غير قابلة للتجزئة ‪:‬‬


‫سواء كانت حقوق مدنية او سياسية ‪ ،‬مثل الحق فى الحياة ‪ ،‬الحق فى المساواة امام‬
‫القانون ‪ ،‬الحق فى العمل ‪ ،‬الضمان االجتماعى ‪. ............. ،‬‬
‫‪ -3‬حقوق متساوية غير تميزية ‪:‬‬
‫ينطبق المبدأ على كل شخص فيما يتعلق بجميع حقوق االنسان والحريات ‪ ،‬ويحظر‬
‫التميز على اساس الجنس والعرق واللون وغيرها ‪ ،‬م‪ 1 /‬من االعالن العالمى لحقوق‬
‫االنسان " يولد جميع الناس احرارامتساوين فى الكرامة والحقوق ‪".‬‬
‫‪ -4‬حقوق االنسان متكاملة ومترابطة ‪:‬‬
‫غالبا ما يتوقف ادراك الحق فى الصحة ‪ ،‬فى ظروف معينة على ادراك الحقوق‬
‫االخرى ‪ ،‬مثال ‪ :‬ادراك الحق فى الصحة فى ظروف معينة على ادراك الحق فى‬
‫التعليم او الحق فى الحصول على معلومات ‪".‬‬
‫‪ -5‬حقوق االنسان ال تشترى وال تكتسب وال تورث ‪:‬‬
‫‪ -6‬حقوق والتزامات على حد سواء‪:‬‬
‫وتتحمل الدولة بالتزامات وواجبات بموجب القانون الدولى باحترام حقوق االنسان‬
‫وحمايتها والوفاء بها ‪ ،‬وعليها االمتناع عن تقليص هذه الحقوق او منعها‪.‬وعليها‬
‫اتخاذ اجراءات ايجابية لتيسر التمتع بهذه الحقوق ‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‬

‫حقوق اإلنسان في المذاهب الفلسفية‬

‫أساس أو أصل نشأة الدولة‬

‫يقتضي وجود الدولة خضوع أفرادهااا لنظااام سياسااي معااين‪ ،‬فالدولااة تلاازم موا نيهااا‬
‫بإتباع منهج أو سلوك معين‪ .‬ولنا أن نتساءل عن مدى السلوك العام الذي يخضع لااه‬
‫األفراد و بيعته ومن يضع هذا السلوك‪ ،‬وما هو األساس القانوني الااذي تسااتند ليااه‬
‫الدولة في مزاولة سلطتها في هذا المجال‪ ..‬أو بتعبياار رخاار ماان الااذي خولهااا ساالطة‬
‫وضع هذا السلوك والمنهاج العام؟ اختلف المفكرون والفقهاء في تعليل فكاارة ساالطة‬
‫الدولة في مزاولة سلطتها بواسطة الحكام‪ ،‬ونتيجة لهذا االختالف تعددت النظريااات‬
‫والمذاهب التي قيلت في هذا الصاادد‪ .‬وفيمااا يلااي عاارن لهاام النظريااات والمااذاهب‬
‫التي قيلت في تبرير أساس السلطة في الدولة‪ .‬المذاهب التيوقراطية‬

‫ترد هذه المذاهب السلطة في الدولة لى هللا‪ ،‬فاهلل هو مصدر السلطات في الدولة وهااو‬
‫الذي يختار الحاكم الذي يقوم بممارستها سواء بطريق مباشر أو غير مباشر‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فتصرفات الحاكم ليست ال تنفيذا ً للعناية والمشيئة اإللهية األمر الذي يستتبع أن‬
‫تكون رادة الحكام فوق رادة الجميع وأنصار هذه المااذاهب و ن اتفقااوا علااى سااناد‬
‫السلطة لى هللا‪ ،‬ال أنهم اختلفوا في األساس الذي يتم عليه اختيار من يزاول السلطة‬
‫من الحكام‪.‬‬

‫ووجد في هذا الشأن عدة نظريات نوضحها فيما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نظرية تأليه الحاكم‬

‫المبحث الثانى‪ :‬نظريتى الحق اإللهي المباشر و الحق اإللهي غير‬

‫المباشر الناتج عن العناية اإللهية‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نظرية العقد االجتماعي‬

‫المبحث األول‬

‫نظرية تأليه الحاكم‬


‫وجدت نظرية تأليه الحاكم في المجتمعات البدائية وبعض الحضارات القديمااة ومعنااى‬
‫هذه النظرية أن الحاكم له يعبد وتقدم ليه القرابين‪ .‬ففي الصين القديمة كااان الحاااكم‬
‫لهاً‪ ،‬وأوضحت اآلثار الدينية في الصين سلطات اإلمبرا ور على أساس ديني ألنه‬
‫يحكم نيابة عن اآللهة ووفق رادتهم‪ ،‬كما كان االعتقاد السائد في الهنااد القديمااة بااأن‬
‫القوى اإللهية أساس لكل قانون‪ .‬وكان الملوك رلهة يعبدون تقربا ً لإللااه األكباار الااذي‬
‫يستمدون منه السلطة‪.‬‬

‫وفي الصين القديمة‪ ،‬كانت سلطات اإلمبرا ور وفقا ً لدستور "جو" أقدم اآلثار الدينيااة‬
‫في الصين تقوم على أساس ديني‪ .‬وكان االعتقاد السائد أن اإلمبرا ااور يحكاام نيابااة‬
‫عن اآللهة ووفقا ً لمشيئتهم و رادتهم‪.‬‬

‫وفي مصر الفرعونية كان الفرعون يعتقد أنه من أصالب اآللهة‪ .‬ثم انتهااى األماار فااي‬
‫عهد األسرة الرابعة والخامسة أن لقب الفرعون في مصر بلقب "رع" أي اإلله فااي‬
‫اللغة الفرعونية‪ ،‬وبالتالي كان الفروع في نظر األفراد لها ً فوق البشر تجااب عبادتااه‬
‫وتقديم القرابين ليه‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن نظرية تأليه الحاكم لم تكاان فااي مصاار الفرعونيااة أداة اسااتغالل ماان‬
‫الملوك الدينية أو مجرد وسيلة أو حيلة لتفسااير وتبرياار الساالطة المطلقااة كمااا حااد‬
‫ذلك في بعض العصور ‪.‬‬
‫المبحث الثانى‬

‫نظريتى الحق اإللهي المباشر‬

‫و الحق اإللهي غير المباشر الناتج عن العناية اإللهية‬

‫‪ -1‬نظرية الحق اإللهي المباشر‬

‫ملخص هذه النظرية ينحصر في أن الدولة من خلق هللا‪ .‬والحاكم و ن كااان ماان البشاار‬
‫ال أنه يستمد سلطته مباشرة ً من هللا الااذي يختاااره ويصااطفيه لحكاام الشااعب‪ ،‬وعلااى‬
‫ذلك ال يسأل الحاكم ال أمام هللا وال سلطان ألحد عليه‪.‬‬

‫وقد كانت هذه النظرية مطبقة في بعض العهود القديمة حين كان للاادين أثاار كبياار فااي‬
‫التأثير على عقول الموا نين‪ .‬وقد القت هذه النظرية التأييااد ماان الحكااام ألنهااا تقاادم‬
‫لهم مبررا ً دينيا ً لكل تصرفاتهم دون أن يسألهم أحد من أفراد الشااعب ذا مااا ارتكااب‬
‫خطأ ً أو تقصيراً‪ .‬وقد ظهرت هذه النظرية أول ما ظهاارت فااي أوروبااا فااي القاارنين‬
‫السابع والثامن عشاار‪ ،‬وذلااك لحمايااة األبااا رة والحكااام‪ .‬وكااانوا يرجعااون ذلااك أن‬
‫الاارب وقااد خلااق اإلنسااان خلااق كااذلك الساالطة لتنظاايم عالقااة البشاار ألنااه ال يحااب‬
‫الفوضى لعباده‪ ،‬ولهذه السلطة اإللهية سيفان‪:‬‬

‫األول‪ :‬سيف السلطة الديني ويودعه الرب للبابا في الكنيسة‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬سيف السلطة الزمني ويودعه الرب بإرادته المباشرة لإلمبرا ور‪.‬‬
‫فالقديس بولس كان يقول أن على كل شخص أن يخضع لإلمبرا ور صاحب الساالطة‬
‫ألن كل سلطة مصدرها هللا ومن ثم فالسلطات القائمااة تسااتمد وجودهااا ماان تفااويض‬
‫لهي‪ .‬ولقد تمسك الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا بهذه النظرية وكااان يقااول أن‬
‫‪ ..‬سلطة الملوك مستمدة من تفويض الخالق‪ ،‬فاهلل مصدر السلطة ولاايس الشااعب وال‬
‫يسأل الملوك ال أمام هللا وحده عن كيفية مزاولة هذه السلطات‪ ..‬كما أن الملك لويس‬
‫الخامس عشر كان يذكر فااي مقدمااة خطبااه أننااا نتلقااى التاااج ماان هللا‪ ،‬فساالطة عماال‬
‫القوانين هي من اختصاصنا وحدنا ال يشاركنا في ذلك أحد‪ ،‬وال نخضع فااي مزاولااة‬
‫عملنا ألحد‪ .‬وهكذا كانت النظرية أساس قوى لحماية الحكام واألبا رة والملوك ماان‬
‫مساءلة الشعب لهم عن أعمالهم ألن هللا هو الذي يوجه الحواد نحو اختيار الحاااكم‬
‫الذي يستمد سلطته بطريق مباشر من هللا وما دام هللا هو كل شيء في الحياااة فالملااك‬
‫أو الحاكم كذلك هو كل شيء في الدولااة‪ ،‬باال هااو الدولااة ليااه يرجااع فااي كاال شاايء‬
‫وسلطانه فوق كل قانون‪ .‬وقد تعرضت هذه النظرية للمعارضة والهجوم من أنصااار‬
‫المااذاهب الديمقرا يااة التااي ظهاارت وانتشاارت فااي دول أوروبااا ألنهااا ت ا دي لااى‬
‫دكتاتورية الحاكم وعدم مساءلته مطلقا ً أمام الشعب‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية الحق اإللهي غير المباشر الناتج عن العناية اإللهية ‪:‬‬

‫نتيجة للنقد الذي وجه للنظريات السابقة قباال بهااذه النظريااة لتخفيااف غلااواء هااذا النقااد‬
‫وم دى هذه النظرية أن الحاكم ال يستمد سلطته من هللا مباشرةً‪ ،‬بل يستمدها بطريق‬
‫غياار مباشاار فاااهلل ال يختااار الحكااام بطريااق مباشاار‪ ،‬و نمااا ترتااب العنايااة اإللهيااة‬
‫الحواد وتوجههااا نحااو اختيااار شااخص معااين أو أساارة معينااة لتااولي الساالطة فااي‬
‫الدولة‪ ..‬ولهذا تسمى هذه النظرية نظريااة الحااق اإللهااي غياار المباشاار‪ .‬ووفقاا ً لهااذه‬
‫النظرية ال يعتبر الحاكم من بيعة لهية و نما هو بشر يتم اختياره بواسطة األفااراد‪،‬‬
‫ولكن هذه النظريااة و ن اختلفاات عاان سااابقتها فااي المقدمااة ال أنهااا تتفااق معهااا فااي‬
‫النتيجة وهي أن الحاكم سلطاته مطلقة يستمدها من هللا سواء بطريق مباشاار أو غياار‬
‫مباشر‪.‬‬
‫وقد اتخذت هذه النظرية شكالً عمليا ً انتشر في معظم الدول األوروبية فقد كان األمياار‬
‫أو الملك أو اإلمبرا ور أيا ً كانت التسمية التي تطلق عليه ال يتااولى الساالطة ال بعااد‬
‫أن يقوم رجال الكنيسة بااإجراء الطقااوس الدينيااة يتااولى بعاادها البابااا مهمااة تنصاايبه‬
‫رسميا ً وذلك لإليضاح بأن الكنيسة هي التي اختارته ومنحتااه الواليااة والحكاام تحاات‬
‫شرافها‪.‬‬

‫نظرية العقد االجتماعي‬

‫تعد – فكرة العقد االجتماعي – من األفكار األساسية التي يقوم عليها المذهب‬
‫الديمقرا ي الذي يرجع السلطة لى الشعب‪ ،‬وال تكون سلطة الحاكم مشروعة ال ذا‬
‫استندت لى رادة الجماعة‪.‬‬

‫وتكاد ترتبط فكرة العقد االجتماعي بالفيلسوف الفرنسي المشهور جان جاك روسو‪.‬‬
‫بحيث يعتقد الكثيرون أنه هو أول من نادى به‪ ،‬ال أن األمر على خالف ذلك فقد سبق‬
‫روسو العديد من الفالسفة الذين نادوا بهذه الفكرة‪ ،‬ولكن سبب نسبة الفكرة لى روسو‬
‫وارتبا ها به أنه هو الذي قام بتأصيلها وعرضها بطريقة واضحة‪ ،‬وألف كتابا ً أسماه‬
‫العقد االجتماعي‪.‬‬
‫جان جاك روسو ‪:1778 – 1712‬‬

‫تتميز أفكار روسو بالدقة و عطاء سيادة الشعب أهمية خاصة ألن اإلنسان أناني‬
‫بطبعه وتتعارن مصالحه الخاصة مع المصلحة العامة‪ ،‬لكن مصالح األفراد‬
‫المختلفة هي التي تدفعهم لى االتفاق على عقد اجتماعي يعتبر ضروريا ً لتوفير األمن‬
‫واالستقرار ‪.‬‬
‫والس ال الذي حاول "روسو" أن يجيبه عنه هو‪ :‬كيف يمكن التوفيق بين الحياة‬
‫األصلية لألفراد وبين السلطة التي تتولى السيادة في البالد؟ وهذا الس ال في محله‬
‫ألن صاحبه أراد أن يتجنب التعارن الموجود بين الحرية الطبيعية لألفراد وبين‬
‫السلطة الحاكمة‪ .‬وهو معروف بضديته للحكم الفردي والقوانين الوضعية التي‬
‫تستعمل للحد من حرية األفراد‪.‬‬

‫وخالصة جابته عن الس ال المطروح أن كل فرد وبتنازل بمحض رادته عن حقوقه‬


‫كلها ويضعها تحت التوجيه األسمى لإلرادة العامة‪ ،‬أي التنازل الكامل من كل عضو‬
‫عن كل حقوقه للمجموع كله‪ .‬ويتنازل كل فرد عن حقوقه يصبح الجميع في وضع‬
‫متساو‪ .‬وليس الرعايا وصاحب السيادة ال نفس األشخاص منظورا ً ليهم من زاويتين‬
‫مختلفتين‪ .‬ولم يكن تنازل األفراد عن حقوقهم لصالح أي شخص معين و نما هو‬
‫للمجموع ككل‪ ،‬وبالتالي فإن التنازل لإلرادة الجماعية التي هي رادة الكل الناشئ عن‬
‫العقد‪.‬‬
‫وانطالقا ً من هذا المفهوم أدى العقد الذي تم بين األفراد لتكوين الدولة لى قيام سلطة‬
‫جماعية‪ ،‬وعندما يطيع الفرد سلطة المجتمع يطيع نفسه أيضاً‪ ،‬وبذلك تكفل الحرية‬
‫وتقوم السلطة معها جنبا ً لى جنب بمقتضى ذلك العقد االجتماعي‪.‬‬

You might also like