Professional Documents
Culture Documents
مراجعة ما سبق
طبيعة حقوق االنسان
أ مفهوم حقوق االنسان ( ما بين عالمية حقوق االنسان ومحدوديتها حسب الثقافة
السائدة فى المجتماعت ).
تعريف حقوق االنسان " :مجموعة الضمانات الدستورية والقانونية والعرفية التى
تحمى االافراد والمجموعات من اجراءات الحكومات التى تتدخل فى الحريات
االساسية والكرامة االنسانية وبالتالى تضمن احترام االنسان وكرامته ورفاهته وتقوم
على اساس المساواة والعدالة والسالم".
خصائص حقوق االنسان :
0-1حقوق عالمية وغير قابلة للتصرف :
يتناول البند االول من االعالم العالمى لحقوق االنسان عالمية هذه الحقوق ،حيث انها
ترتكز على مبدأتساوى جميع البشر فى المنزلة والحقوق .
كما نص على " أن من واجب الدول ان تعزز وتحمى جميع حقوق االنسان
والحريات االساسية بصرف النظر عن نظمها السياسية واالقتصادية والثقافية
.....وتنص كذلك على الحقوق المتساويةلجميع أفقراد العائلة البشرية ".
المحاضرة الرابعة
يقتضي وجود الدولة خضوع أفرادهااا لنظااام سياسااي معااين ،فالدولااة تلاازم موا نيهااا
بإتباع منهج أو سلوك معين .ولنا أن نتساءل عن مدى السلوك العام الذي يخضع لااه
األفراد و بيعته ومن يضع هذا السلوك ،وما هو األساس القانوني الااذي تسااتند ليااه
الدولة في مزاولة سلطتها في هذا المجال ..أو بتعبياار رخاار ماان الااذي خولهااا ساالطة
وضع هذا السلوك والمنهاج العام؟ اختلف المفكرون والفقهاء في تعليل فكاارة ساالطة
الدولة في مزاولة سلطتها بواسطة الحكام ،ونتيجة لهذا االختالف تعددت النظريااات
والمذاهب التي قيلت في هذا الصاادد .وفيمااا يلااي عاارن لهاام النظريااات والمااذاهب
التي قيلت في تبرير أساس السلطة في الدولة .المذاهب التيوقراطية
ترد هذه المذاهب السلطة في الدولة لى هللا ،فاهلل هو مصدر السلطات في الدولة وهااو
الذي يختار الحاكم الذي يقوم بممارستها سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ،وعلى
ذلك فتصرفات الحاكم ليست ال تنفيذا ً للعناية والمشيئة اإللهية األمر الذي يستتبع أن
تكون رادة الحكام فوق رادة الجميع وأنصار هذه المااذاهب و ن اتفقااوا علااى سااناد
السلطة لى هللا ،ال أنهم اختلفوا في األساس الذي يتم عليه اختيار من يزاول السلطة
من الحكام.
المبحث األول
وفي الصين القديمة ،كانت سلطات اإلمبرا ور وفقا ً لدستور "جو" أقدم اآلثار الدينيااة
في الصين تقوم على أساس ديني .وكان االعتقاد السائد أن اإلمبرا ااور يحكاام نيابااة
عن اآللهة ووفقا ً لمشيئتهم و رادتهم.
وفي مصر الفرعونية كان الفرعون يعتقد أنه من أصالب اآللهة .ثم انتهااى األماار فااي
عهد األسرة الرابعة والخامسة أن لقب الفرعون في مصر بلقب "رع" أي اإلله فااي
اللغة الفرعونية ،وبالتالي كان الفروع في نظر األفراد لها ً فوق البشر تجااب عبادتااه
وتقديم القرابين ليه.
وجدير بالذكر أن نظرية تأليه الحاكم لم تكاان فااي مصاار الفرعونيااة أداة اسااتغالل ماان
الملوك الدينية أو مجرد وسيلة أو حيلة لتفسااير وتبرياار الساالطة المطلقااة كمااا حااد
ذلك في بعض العصور .
المبحث الثانى
ملخص هذه النظرية ينحصر في أن الدولة من خلق هللا .والحاكم و ن كااان ماان البشاار
ال أنه يستمد سلطته مباشرة ً من هللا الااذي يختاااره ويصااطفيه لحكاام الشااعب ،وعلااى
ذلك ال يسأل الحاكم ال أمام هللا وال سلطان ألحد عليه.
وقد كانت هذه النظرية مطبقة في بعض العهود القديمة حين كان للاادين أثاار كبياار فااي
التأثير على عقول الموا نين .وقد القت هذه النظرية التأييااد ماان الحكااام ألنهااا تقاادم
لهم مبررا ً دينيا ً لكل تصرفاتهم دون أن يسألهم أحد من أفراد الشااعب ذا مااا ارتكااب
خطأ ً أو تقصيراً .وقد ظهرت هذه النظرية أول ما ظهاارت فااي أوروبااا فااي القاارنين
السابع والثامن عشاار ،وذلااك لحمايااة األبااا رة والحكااام .وكااانوا يرجعااون ذلااك أن
الاارب وقااد خلااق اإلنسااان خلااق كااذلك الساالطة لتنظاايم عالقااة البشاار ألنااه ال يحااب
الفوضى لعباده ،ولهذه السلطة اإللهية سيفان:
والثاني :سيف السلطة الزمني ويودعه الرب بإرادته المباشرة لإلمبرا ور.
فالقديس بولس كان يقول أن على كل شخص أن يخضع لإلمبرا ور صاحب الساالطة
ألن كل سلطة مصدرها هللا ومن ثم فالسلطات القائمااة تسااتمد وجودهااا ماان تفااويض
لهي .ولقد تمسك الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا بهذه النظرية وكااان يقااول أن
..سلطة الملوك مستمدة من تفويض الخالق ،فاهلل مصدر السلطة ولاايس الشااعب وال
يسأل الملوك ال أمام هللا وحده عن كيفية مزاولة هذه السلطات ..كما أن الملك لويس
الخامس عشر كان يذكر فااي مقدمااة خطبااه أننااا نتلقااى التاااج ماان هللا ،فساالطة عماال
القوانين هي من اختصاصنا وحدنا ال يشاركنا في ذلك أحد ،وال نخضع فااي مزاولااة
عملنا ألحد .وهكذا كانت النظرية أساس قوى لحماية الحكام واألبا رة والملوك ماان
مساءلة الشعب لهم عن أعمالهم ألن هللا هو الذي يوجه الحواد نحو اختيار الحاااكم
الذي يستمد سلطته بطريق مباشر من هللا وما دام هللا هو كل شيء في الحياااة فالملااك
أو الحاكم كذلك هو كل شيء في الدولااة ،باال هااو الدولااة ليااه يرجااع فااي كاال شاايء
وسلطانه فوق كل قانون .وقد تعرضت هذه النظرية للمعارضة والهجوم من أنصااار
المااذاهب الديمقرا يااة التااي ظهاارت وانتشاارت فااي دول أوروبااا ألنهااا ت ا دي لااى
دكتاتورية الحاكم وعدم مساءلته مطلقا ً أمام الشعب.
نتيجة للنقد الذي وجه للنظريات السابقة قباال بهااذه النظريااة لتخفيااف غلااواء هااذا النقااد
وم دى هذه النظرية أن الحاكم ال يستمد سلطته من هللا مباشرةً ،بل يستمدها بطريق
غياار مباشاار فاااهلل ال يختااار الحكااام بطريااق مباشاار ،و نمااا ترتااب العنايااة اإللهيااة
الحواد وتوجههااا نحااو اختيااار شااخص معااين أو أساارة معينااة لتااولي الساالطة فااي
الدولة ..ولهذا تسمى هذه النظرية نظريااة الحااق اإللهااي غياار المباشاار .ووفقاا ً لهااذه
النظرية ال يعتبر الحاكم من بيعة لهية و نما هو بشر يتم اختياره بواسطة األفااراد،
ولكن هذه النظريااة و ن اختلفاات عاان سااابقتها فااي المقدمااة ال أنهااا تتفااق معهااا فااي
النتيجة وهي أن الحاكم سلطاته مطلقة يستمدها من هللا سواء بطريق مباشاار أو غياار
مباشر.
وقد اتخذت هذه النظرية شكالً عمليا ً انتشر في معظم الدول األوروبية فقد كان األمياار
أو الملك أو اإلمبرا ور أيا ً كانت التسمية التي تطلق عليه ال يتااولى الساالطة ال بعااد
أن يقوم رجال الكنيسة بااإجراء الطقااوس الدينيااة يتااولى بعاادها البابااا مهمااة تنصاايبه
رسميا ً وذلك لإليضاح بأن الكنيسة هي التي اختارته ومنحتااه الواليااة والحكاام تحاات
شرافها.
تعد – فكرة العقد االجتماعي – من األفكار األساسية التي يقوم عليها المذهب
الديمقرا ي الذي يرجع السلطة لى الشعب ،وال تكون سلطة الحاكم مشروعة ال ذا
استندت لى رادة الجماعة.
وتكاد ترتبط فكرة العقد االجتماعي بالفيلسوف الفرنسي المشهور جان جاك روسو.
بحيث يعتقد الكثيرون أنه هو أول من نادى به ،ال أن األمر على خالف ذلك فقد سبق
روسو العديد من الفالسفة الذين نادوا بهذه الفكرة ،ولكن سبب نسبة الفكرة لى روسو
وارتبا ها به أنه هو الذي قام بتأصيلها وعرضها بطريقة واضحة ،وألف كتابا ً أسماه
العقد االجتماعي.
جان جاك روسو :1778 – 1712
تتميز أفكار روسو بالدقة و عطاء سيادة الشعب أهمية خاصة ألن اإلنسان أناني
بطبعه وتتعارن مصالحه الخاصة مع المصلحة العامة ،لكن مصالح األفراد
المختلفة هي التي تدفعهم لى االتفاق على عقد اجتماعي يعتبر ضروريا ً لتوفير األمن
واالستقرار .
والس ال الذي حاول "روسو" أن يجيبه عنه هو :كيف يمكن التوفيق بين الحياة
األصلية لألفراد وبين السلطة التي تتولى السيادة في البالد؟ وهذا الس ال في محله
ألن صاحبه أراد أن يتجنب التعارن الموجود بين الحرية الطبيعية لألفراد وبين
السلطة الحاكمة .وهو معروف بضديته للحكم الفردي والقوانين الوضعية التي
تستعمل للحد من حرية األفراد.