Professional Documents
Culture Documents
بديهيا.
كل المجتمعات تمر بمراحل أساسية :الفوضى ،االستبداد ثم الديمقراطية.
وكل مرحلة منها تتميز بأدوات واليات مميزة لها ،فيرى فيها البعض تعسفا بينما يراها البعض
ضرورة ،و نراها نحن فلسفة لها عالقة بتطور قواعد العيش الجماعي فال غرابة أن تنبح السلطة
وال عجب أن تغرد الحرية ،و بينهما حراك مجتمعي ،صراع مجتمعي قبل أن يكون بين أفراد و
قبل أن يكون بين مؤسسات ،ويطرح السؤال الفكري القائم على المواطنة ،من أنا ؟ و أين أنا ؟ و
لماذا ؟
تجيب السياسة بلغة المصالح ويجيب االقتصاد بالمال وتجيب االخالق بالخير فال تصارع وال
وحشية إنما هو عيش مشترك في ظل اختالف دون حقد في مناشدة لمجتمع راق ،مجتمع الحقوق
والحريات.
هي مكونة من كلمتين الحقوق و االنسان ،سنقف عند المعنى اللغوي لكلمة حق ،ثم المفهوم
االصطالحي قبل أن نعرج على المفهوم االسالمي لحقوق االنسان .
1
الحق فى المعاجم العربية
يقال في اللغة حق إذا وجب وثبت ،و يأتي بخمسة مفاهيم :
- 1نقيض الباطل
-2اليقين
- 3حقوق العباد
- 4واجب شرعي و قانوني
- 5المباح سواء أخالقي أو قانوني .
المطلب الثاني :
الحق فى المعاجم األجنبية
تدل أحيانا على القانون rightأو lawوتعني في االصل الالتيني للكلمة السير بصورة مستقيمة
وحسب قاعدة معينة ،فكلمة droitتعني مجموعة القواعد التي تنظم عالقات الناس في المجتمع
وتعني أحيانا حقوق اإلنسان.
المبحث الثاني :
المفهوم االصطالحي لحقوق اإلنسان
نأتي بثالثة تعاريف أساسية :تعريف تقني وتعريف علمي وتعريف عام
المطلب األول :
التعريف العلمي لحقوق االنسان
عرفه بروني كاسان الحائز على نوبل لحقوق اإلنسان 1691بقوله :هو فرع خاص من فروع
العلوم االجتماعية موضوعه هو دراسة العالقات القائمة بين األشخاص وفق الكرامة االنسانية مع
تحديد الحقوق والخيارات الضرورية لفتح شخصية كل كائن إنساني .
نستنبط من هذا التعريف ثالثة عناصر أساسية لمفهوم حقوق اإلنسان :
- 1ضرورة إضفاء الطابع العلمي على كل تعريف لحقوق اإلنسان
- 2ضرورة اعتبار الكرامة االنسانية معيارا أساسيا في وجود هذا العلم
- 3ضرورة تميز أي تعريف بالبحث عن الخيارات التي من شأنها ضمان هذه الكرامة االنسانية
.
المطلب الثاني :
التعريف التقني لحقوق االنسان
ذهب بعض الباحثين وعلى رأسهم كاغل فاسال إلى إعطاء مقاربة إدخال 55.555كلمة في
الحاسوب واستخراج تعريف جامع مانع تقني لكلمة حقوق اإلنسان جاء كالتالي "حقوق االنسان
علم يهم كل شخص والسيما اإلنسان العامل الذي يعيش في إطار دولة معينة والذي إذا ما كان
متهما بخرق القانون أو ضحية حالة حرب يجب أن يستفيد من حماية القانون الوطني والدولي وأن
2
تكون حقوقه خاصة الحق في المساواة مطابقة لضرورات المحافظة على النظام العام " يستشف
من هذا التعريف ثالثة نقاط :
-1ارتباط الحديث عن حقوق اإلنسان بوجود دولة وسلطة
-2ال يتصور الحديث عن حقوق اإلنسان إال إذا كان هناك خرق لحماية قانونية وطنية أو دولية
-3ضرورة األخذ بعين االعتبار عند الحديث عن حقوق االنسان متطلبات الحفاظ على النظام
العام .
المطلب الثالث :
التعريف العام
ارتبط هذا التعريف بالفرنسي إيف ماديو الذي عرفه بأنه " دراسة الحقوق الشخصية المعترف بها
وطنيا ودوليا والتي في ظل حضارة معينة تضمن من جهة الجمع بين تأكيد الكرامة االنسانية
وحمايتها ومن جهة أخرى المحافظة على النظام العام " نستنتج من هذا التعريف :
- 1وجود بعدين لحقوق اإلنسان بعد وطني وآخر دولي من المفروض أن ال يتعارضا استنادا
إلى كونية وشمولية حقوق اإلنسان وعدم قابليتها للتجزئة
-2ضرورة األخذ بعين االعتبار حدود الحقوق والحريات الشخصية المتمثلة في المحافظة على
النظام العام .
المطلب الرابع :
تعاريف آخری
أمام تعدد التعاريف كان ال بد من الخروج بتعريف خاص مبسط وشامل .
-أوال تعريف ليا ليفين :ويرى أن له تعريفان :
-1أن اإلنسان لمجرد أنه إنسان له حقوق ثابتة وطبيعية وهذه هي الحقوق المعنوية النابعة من
إنسانية كل كائن بشري تستهدف ضمان كرامته
-2هي الحقوق القانونية التي أنشئت طبقا لعمليات سن القوانين في المجتمعات الوطنية والدولية .
-ثانيا :تعريفنا الخاص ،حقوق اإلنسان تنصرف للداللة على كل ما يسهم في سمو اإلنسان
سواء كانت ذا مصدر طبيعي أو ديني أو وضعي بشكل يحافظ على الكرامة االنسانية و يدعم
العيش المشترك الذي يستلزم في نفس الوقت مراعاة قواعد النظام العام .
هذا التعريف يركز على ثالثة عناصر أساسية :
-1عنصر سمو اإلنسان وتعزيز المبادئ اإلنسانية كمنع الرق أو عبادة البشر وحرية التصرف
والحق في العيش الكريم
-2مصدر حقوق اإلنسان هو القانون سواء كان طبيعيا أو وضعيا ،وطنيا أو دوليا
-3موضوع حقوق اإلنسان مفتوح على جميع اإليديولوجيات ما دامت تتوخى ضمان سيادة
مظاهر االنسانية .
3
المبحث الثالث :
المفهوم اإلسالمي لحقوق اإلنسان
تميز مفهوم حقوق االنسان في االسالم بترکيزه علی مفهوم الحق بشکل مستقل عن صاحبه .
5
المطلب الثالث :
تعاريف أخرى للحرية
تعريف لينز :هي قدرة اإلنسان على فعل ما يراه ،والذي يملك الوسائل أكثر تكون له حرية
أكثر فاألغنياء أكثر حرية من الفقراء وهو تعريف مادي وهو تعريف غير مقبول ألن الحرية
إحساس وشعور و ممارسة
تعريف فولتير :عندما أقدر على ما أريد فتلك حريتي ،وهو تعريف غير مقبول ألنه قد يتجاوز
قواعد الجماعة فيجب األخذ بعين االعتبار إرادة اآلخرين .
المبحث الثالث :
المفهوم االصطالحي للحريات العامة
كلمة عامة في الحريات العامة يتماشى مع القانون العام والمرفق العام والقطاع العام فهو يحيل
إلى تدخل الدولة وأجهزتها لكن الفقه اختلف في ذلك :
- 1اتجاه أول قال ان وصف الحرية بالعامة يعني أن تترتب واجبات على الدولة القيام بها ،وقد
تكون سلبية كعدم المساس بسالمة المواطن أو تكون إيجابية كخلق فرص العمل .
- 2اتجاه ثاني يشير الى تدخل السلطة أي أنه ال توجد حرية خاصة فاألفراد ملزمون باحترام
اآلخرين والدولة مل زمة بتقنين ممارسة الحريات وضبط احترامها وهنا يحضر مفهوم عامة الدولة
تتدخل لالعتراف بها وتنظيم ممارستها عن طريق القانون الوضعي تجنبا للفوضى .
- 3االتجاه الثالث يذهب إلى أن عامة تلحق بكلمة الحرية عندما تتقرر الحرية للجميع فتكون
ممارستها لجميع االفراد فهي للجميع .
المطلب األول :
التعريف األنطولوجي والتعريف السياسي
الفرع األول :
التعريف األنطولوجي للحرية
يتوضح هذا التعريف من خالل عالقة اإلنسان بالعام ،فهو يعرف الحرية كسلطة ذاتية يتمتع بها
الشخص لتقرير مصيره فاإلنسان بهذا المبدأ هو سيد نفسه فهو حر ،و نالحظ هنا أن مفهوم الحق
له مفهوم أوسع من مفهوم الحرية ،فالحرية هي سلطة لتقرير المصير يمارسها اإلنسان على نفسه
كحرية التنقل والتجول والمظهر ..دون انتظار تدخل الغير بخالف الحقوق التي لها وجهان فمرة
تشمل سلطة تقرير المصير ومرة تعني السلطة التي يمارسها على الغير .
الفرع الثاني :
التعريف السياسي للحرية
التعريف السياسي يتطرق للعالقة القائمة بين اإلنسان والسلطة فهو يحاول تقديم الحرية كمجال
لألنشطة التي تظل بعيدة عن االكراهات المجتمعية فهو يشمل :
6
- 1تعريف الحرية كمجال للمشاركة وهي امكانية المحكوم في أن يصبح حاكما ،كما تضم حرية
التصويت وحرية الترشح واالنتخاب .
- 2اعتبار الحرية بالمفهوم السياسي حرية مستقلة وهو مفهوم الليبرالي يقوم على استقاللية
المحكومين كالحق في التنقل و األمن والتعبير .
نستنتج أن الحريات العامة والحريات السياسية كل له مجاله الخاص ومع ذلك ال يتعارضان .
المطلب الثاني :
التعريف الفقهي والقضائي للحريات العامة
الفرع األول :
تعاريف فقهية
-1تعريف بغود :الحريات العامة عبارة عن واجبات أو التزامات قانونية اتجاه الدولة والتي
توضع على شكل قواعد لها قيمة دستورية تشمل حقوق االفراد .
-2تعريف لبرتون :الحريات العامة هي سلطات تقرير المصير تتوخى تأمين استقالل الشخص
والمقررة في القواعد التشريعية وتستفيد من نظام قانوني ذو حماية قوية حتى في مواجهة السلطة.
-3تعريف روش :الحريات العامة هي مجموع الحريات األساسية السائدة في دولة عصرية
ليبرالية والتي ضرورية للحرية الحقيقية .
هذا التعريف ال يميز بين الحرية العامة والحرية االساسية
يتبين أن الحريات العامة هى حقوق أساسية بينما الحقوق االساسية ليست بالضرورة حريات عامة
.
الفرع الثاني :
التعريف القضائي للحرية
تعريف مجلس الدولة الفرنسي 1647الذي عرفها كما يلي :الحريات العامة تشمل نوعان من
الحريات ،من جهة الحرية الكالسيكية المرتبطة بالمفهوم الفردي وهي حرية التجول و االمن ...
ثم الحقوق الكبرى وهي تتعلق بالتعامل مع الغير وليس فقط بشخص واحد كحرية التجمهر
والتحزب وتأسيس األحزاب والجمعيات والنقابات وحرية الصحافة وحرية الرأي والعقيدة التعليم .
المبحث الرابع :
الحرية في اإلسالم
جعل هللا الحرية أمرا فطريا تولد مع اإلنسان .
ففي القرآن الكريم لم ترد كما هي في العلوم السياسية المعاصرة لكن مضمونها ثابت فالجزاء مثال
مقترن بحرية اإلنسان في االختيار ،وأن ليس لإلنسان إال ما سعى ،النجم .
7
أما في السنة النبوية فنصارى نجران آمنهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على أموالهم وعقيدتهم
وأطفالهم ومتاعهم ولم يمسسهم بسوء بل كفل لهم كل الحقوق المدنية والحماية وحرية التعبد
واالعتقاد .
المبحث الخامس :
الحريات االساسية
يعتبرها البعض هي الحقوق الدستورية ويعتبرها البعض حريات عامة .
لكن الواقع أن الحريات االساسية مفهوم خاص مرتبط بالجماعة وطبيعة العالقة القائمة بين
السلطة والحرية وبوظائف الفرد والدولة داخل الجماعة فالحريات االساسية لها معاني بقواعد
العيش المشترك :
- 1الحريات األساسية هي الواردة في الدستور أما الحريات االخرى فهي حريات عامة
- 2الحريات االساسية تمثل قيدا على االفراد و المؤسسات فال يحق ألحد مصادرتها فهي مستلقة
عن السلطة و االفراد فالتدخل ال يمكن أن يكون إال من أجل توسيع وضمان ممارستها .
- 3الحريات االساسية مرتبطة بتعزيز قواعد العيش المشترك وبالتعايش بين مكونات المجتمع
افرادا وسلطة ومؤسسات وليس فقط بالثنائية سلطة حرية .
- 4الحريات االساسية ال تعني فقط التنصيص على الحقوق والحريات بل االستمتاع بها وتوفير
المستلزمات الالزمة لها كاإلنارة والنظافة والطرق والمناطق الخضراء ..
- 5الحريات االساسية تنقلنا من منطق الصراع بين السلطة والحرية إلى منطق التعايش بأدوات
ناعمة مبنية على الحقوق والواجبات بين الطرفين مع ربط الحق بالواجب للفرد وربط الواجب قبل
الحق بالنسبة للسلطة .
-9الحريات االساسية ترتبط بترسيخ مجتمع الحقوق والحريات ودولة القانون والمؤسسات و
المساواة بين أفراد المجتمع قائمة على التنظيم والتوجيه ال على األمر والنهي والزجر .
المبحث السادس :
عالقة الحريات العامة بفروع القانون
القانون ينظم ممارسة الحريات العامة لألفراد ثم أنه يقيدها بغية السمو بالسلوك االنساني نحو
التحضر والتمدن والتنظيم ،فالقانون سيف ذو حدين فهو يمكن ان يستعمل كأداة للقمع والطغيان
ويمكن أن يكون ضامنا للحريات العامة في مجتمع راقي و حداثي تتحقق فيه الكرامة االنسانية
والحياة االنسانية الكريمة .
المطلب األول :
عالقة حقوق اإلنسان بالحريات العامة
الحريات العامة شكل من أشكال حقوق اإلنسان التي ترتبط بحرية اإلنسان فهي فرع متفرع من
مبادئ حقوق اإلنسان المتعارف عليها عالميا ويتجلى الفرق بين الحريات العامة وحقوق اإلنسان
فى نقطتين :
8
-1الصورة التقليدية :
ان حقوق اإلنسان مستمدة من تصورات القانون الطبيعي الذي يعطي االنسان مجموعة من الحقوق
كإنسان يحميها القانون الوضعي ويضمنها أما الحريات العامة فهي تلك الحقوق المعترف بها من
طرف السلطة العامة بمعنى أن السلطة تصرفت في القانون الطبيعي ومررته ليصبح قانونا وضعيا
بتصرف منها ،كما أن كلمة حقوق االنسان لها معنى طبيعي واسع بينما الحريات مقيدة دائما
بالنصوص القانونية ونوع النظام السياسي القائم والظرف االقتصادي واالجتماعي في كل دولة .
وعليه فالحريات ولدت من رحم حقوق اإلنسان ،الذي يبقى أوسع مفهوما وداللة من الحريات
العامة التي تتطور دائما مع تطور المجتمع بينما تظل فلسفة حقوق اإلنسان هي األصل ومادة
أعمق والينبوع الذي تستقي منه الحريات العامة مفاهيمها المتجددة .
- 2الصورة الحديثة :
تحاول هدم الفرق بين حقوق اإلنسان والحريات العامة انطالقا من كون كالهما يسعى للسمو
اإلنساني وتحقيق الكرامة االنسانية فالغاية واحدة فقط أن حقوق اإلنسان تستدعي تنزيال لها ،
فحقوق اإلنسان مرتبطة بشخص اإلنسان بينما الحريات العامة تصل إلى تحديد طبيعة النظام
السياسي السائد وعالقته بالمشروعية وحماية الحريات العامة لألفراد والجماعات .
المطلب الثاني :
عالقة الحريات العامة بفروع القانون
الحريات العامة ملتقى العديد من المعارف القانونية التي تدرس بكليات الحقوق ،فهي تضرب
بجذورها في مواد القانون العام كما تعد مصبا لمواد القانون الخاص حيث كانت تدرس ضمن مواد
القانون الدستوري والجنائي والمدني لكن ابتداء من الستينات أصبحت مادة مستقلة ذلك أن تدريس
الحريات العامة ضمن مواد القانون العام أو الخاص أدى إلى إهمال الكثير من الحريات كحرية
الصحافة واالجتماع ..
كما أن التطور الدولي الحاصل جعل حماية الحقوق تخرج من إطارها الوطني وهكذا أصبحت
مادة بحد ذاتها ثم تم الفصل بين مادة حقوق اإلنسان ومادة الحريات العامة اللتين أصبحتا ضمن
مواد القانون العام ثم خرجتا إلى فضاءات أوسع شملت مراكز التكوين والمعاهد المتخصصة في
حقوق االنسان ودخلت إلى مواد كليات االداب والعلوم االنسانية لتشمل الكثير من المستويات
التعليمية .
الفرع األول :
الحريات العامة ومواد القانون العام
- 1الحريات العامة و القانون الدستوري :الذي يعطي للحريات العامة إطارها القانوني من
خالل ديباجة الدستور أو من المواد بداخله
- 2الحريات العامة والقانون االداري :ألن اإلدارة تمارس عملها في جو االفراد فيدخل
عنصر الشرعية والطعن أمام القضاء االداري والعقوبة على الشطط في استعمال السلطة ...
9
- 3الحريات العامة وعلم السياسة :كنظرية العقد االجتماعي و نناقش هنا األفكار السياسية
مثال أفكار روسو وهوبز و مونتسکيو و هيغل و جون لواليت .
الفرع الثاني :
الحريات العامة ومواد القانون الخاص
-1الحريات العامة والقانون الجنائي :المتهم بريء حتى تثبت إدانته ،الشك يفسر لصالح المتهم
،هذه بعض عناوين الحريات العامة التي تجد أصلها في الفكر القانوني الحديث وأصبحت من
أركان المحاكمة العادلة ،فالقانون الجنائي والمسطرة الجنائية لهما عالقة بالحريات العامة كما هو
الفعل بالنسبة الختصاصات الشرطة القضائية أو االعتقال التعسفي .
- 2الحريات العامة والقانون المدني :نتطرق هنا إلى حق الملكية وحمايتها
- 3الحريات العامة والقانون التجاري :نتحدث هنا عن حرية التجارة والصناعة
- 4الحريات العامة و القانون االجتماعي :عندما يتعلق االمر بالحق في الشغل أو حق
اإلضراب أو الحرية النقابية .
الفصل الثالث :
تصنيف الحريات والحقوق
المبحث األول :
تصنيف الحريات العامة
يختلف تصنيف الحريات العامة حسب الزاوية المنظور منها :ثنائي ،ثالثي ،تصور مجلس
الدستور الفرنسي.
المطلب األول :
التصنيف الثنائي للحريات العامة
ويقوم على اساس التمييز بين نوعين من الحريات العامة ،ونشير هنا إلى أنه ال ينبغي التمتع بنوع
دون آخر أو إلغاء االنواع االخرى فالحريات العامة في مضمونها متكاملة وممارسة حرية تقتضي
ضمان حريات أخرى .
الفرع األول :
الحريات الفردية والحريات الجماعية
من رواد هذا التقسيم ميديوت فالحريات الفردية هنا هي التي يمكن للفرد ممارستها بمفرده دون
توقف على الغير كالحق في الحياة واألمن والتجوال و إبداء الرأي ،أما الحريات الجماعية فهي
تلك التي ال يمكن ممارستها إال بصفة جماعية كتأسيس األحزاب والجمعيات وحق التجمع
والصحافة والنقابة و االضراب
سلبيات وإيجابيات هذا التقسيم :
-1تصنيف بسيط يسهل عملية التصنيف من حيث طبيعة ممارستها فرديا أو جماعيا
10
-2تصنيف غير موفق ألنه يجعل الحريات ذات الطبيعة المختلطة خارج التصنيف كحرية العقيدة
-3يوضح هذا التصنيف النزعة الفردية لواضعي اعالن حقوق االنسان الفرنسي لسنة 1676
حيث لم يتضمن سوى حرية جماعية واحدة هى حرية الصحافة
-4اعطاء األولوية للحقوق الفردية التي يعتبرها اساس الحريات الجماعية وهذا مكون للديمقراطية
الليبرالية .
الفرع الثاني :
الحريات السلبية و الحريات االيجابية
ارتبط هذا التقسيم بـ ليون دوجي ،فتظهر الحريات السلبية كقيود على السلطة الحاكمة فتفرض
عليها عدم التدخل خالل ممارستهم لحريتهم أما اإليجابية فهي الخدمات االيجابية التي على السلطة
أو الدولة أن توفرها لألفراد ليمارسوا حرياتهم في أحسن وجه.
نالحظ على هذا التقسيم :
- 1يميز بين الحريات االيجابية والسلبية على اعتبار أن المظهر السلبي يمثل فلسفة الضبط
االداري بينما المظهر اإليجابي يمثله المرفق العام .
- 2هذا التقسيم يؤدي إلى ابتالع الحريات السلبية لاليجابية على اعتبار تراجع دور الدولة في
الكثير من مناحي الحياة عندما تصبح على قدم المساواة مع األفراد
المطلب الثاني :
التصنيف الثالثي للحريات العامة
تبناه بوردو ،ويقوم على التمييز بين الحريات الطبيعية أو المادية والفكرية
الفرع األول :
مضمون التصنيف الثالثي
الحريات الطبيعية أو المادية هي في مقابل الحريات الفكرية أو الروحية ويمكن أن تكون :
-الحق في التصرف في الجسد :الحق في منح الجسد ،الحق في الموت ،الحرية الجنسية
-الحق في السالمة الطبيعية :عدم االضطهاد ،عدم العبودية ،عدم القتل ،المعاملة اإلنسانية
-الحق في األمن
-الحق في التجول والتنقل
-الحق في الحياة الخاصة كالمسكن و التراسل
الحريات الفكرية أو الروحية فتشمل :
-حرية إبداء الرأي وحرية التعبير
-حرية االعتقاد
-حرية التعليم
11
-حرية الصحافة
الفرع الثاني :
تقدير نظام التصنيف الثالثي
ايجابياته :
- 1يميز بين الحريات الطبيعية المادية و الحريات الفكرية والحريات العالئقية
- 2يتماشى مع األبعاد الثالثية للشخصية االنسانية
- 3غني في معانيه مقارنة مع التصنيف الثنائي
سلبياته :
- 1غير دقيق فالحق في حياة خاصة قد يشمل الجانب المادي والروحي
- 2غير قادر على تجميع جميع الحريات المتعارف عليها فهناك حريات ليست طبيعية وال فكرية
كالحريات النقابية مثال والتجمع وحق الملكية والحقوق االقتصادية واالجتماعية
- 3التمييز بين الحقوق المادية والروحية يجد فلسفته في الفكر الكنسي بوجود البعد المادي
والروحي والمجتمعي .
- 4يذكرنا بتقسيم اسميان الذي اعتمد المساواة المدنية والحرية الفردية ،فالمساواة المدنية يندرج
فيها المساواة أمام القضاء والقانون وتولي الوظائف العمومية و امام الضرائب أما الحرية الفردية
فقسمها إلى ذات مضمون مادي وتشمل حق األمن والتنقل والتملك والمسكن والعمل والتجارة ثم
أخرى ذات مدلول معنوي وتشمل حرية العقيدة واالجتماع والصحافة والجمعيات والتعليم ،إذن
نفس سلبيات اسميان يمكن إسقاطها على التقسيم الثالثي فالتمييز بين المادي والعضوي ليست له
أي نتائج قانونية أو عملية ثم أن بعض الحريات تمثل حرية مادية وفكرية في نفس الوقت كحق
األمن ثم ان هذا التقسيم تجاهل بعض الحريات كالعمل والتأمين الصحي والضمان االجتماعي
وحق اإلضراب ..
المطلب الثالث :
تصنيف المجلس الدستوري الفرنسي للحريات العامة
حيث ميز بين الحريات العامة االساسية التي تحظى بكل االهمية وتحظى بحماية خاصة من قبل
المجلس الدستوري ثم الحريات العامة العادية .
الحماية الخاصة للحريات العامة االساسية لها 3مبادئ :
- 1االمتناع عن إخضاع الحريات االساسية ألي نظام ترخيصي مسبق مثال ذلك تأسيس
الجمعيات فحرية تأسيس الجمعيات هي حرية عامة أساسية ال تحتاج أي ترخيص :قرار المجلس
الدستوري الفرنسي - 2 1671ال يمكن للمشرع التدخل إال من أجل توسيع دائرة التمتع بالحريات
العامة وليس التضييق عليها
- 3تطبق على مجموع التراب الوطني الفرنسي دون تمييز بين المناطق
12
انطالقا من هذا التحديد يصعب حصر الحريات العامة االساسية لكن يمكن إدراج بعض منها
كحرية تأسيس الجمعيات وحرية الصحافة والتجول و التعليم واللجوء .
بينما تعتبر حرية التملك مجرد حرية عادية وفق المجلس الدستوري على التدخل من أجل تقييد
ممارستها بعض المالحظات حول تصنيف المجلس الدستوري الفرنسي :
- 1اضفاء صفة أساسية على بعض الحريات من شأنه تقييد ممارسة الحريات العادية
- 2قد يفهم منه صراع بين الحريات االساسية والعادية أي قد يتم التضحية بالثانية لصالح االولى
المبحث الثاني :
تصنيف حقوق اإلنسان
تقسم الى 3اقسام :حقوق مدنية وسياسية ،حقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية ،حقوق مشتركة
المطلب األول :
الحقوق الكالسيكية
هي تلك الحقوق الواردة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي
بالحقوق االقتصادية واالجتماعي والثقافية .
النوع األول :ويسمى بحقوق الجيل األول أي الحقوق الطبيعية الواردة في االعالنات القانونية
والسياسية والتي نجد أهم صورها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وهي
المرحلة االولى في تعريف حقوق االنسان حيث تقوم باألساس على الحقوق الفردية من أهم
صورها الحق في األمن والمساواة
النوع الثاني :ما يسمى بحقوق الجيل الثاني التي تستقي فلسفتها من أفكار الثورة الصناعية في
ق 16وأفكار الثورة السوفييتية 1617حيث ساهم االعالن السوفياتي لحقوق الشعب العامل
المضطهد في بلورة حقوق جديدة تجلت في العهد الدولي بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
المطلب الثاني :
الحقوق الجديدة
وهي حقوق الجيل الثالث وهي حقوق حديثة تعبر عن عالمية حقوق اإلنسان أهمها الحق في التنمية
وبيئة سليمة والسلم واألمن الغذائي والكسب المشترك للثروات االنسانية وعدم ملكية القمر و
االجرام السماوية
وتؤكد في مجموعها على ضرورة التضامن البشري والتشارك من أجل عيش مشترك ومواجهة
التحديات التي ربما تعترض الحياة االنسانية المشتركة خصوصا مع تطور الطب وتقنيات
التواصل .
القسم األول :
نشأة وتطور الحقوق والحريات العامة
13
تاريخ حقوق اإلنسان والحريات العامة واحد ،وهو عبارة عن نضال بشري ضد االستبداد
والتسلط من أجل الحرية والكرامة اإلنسانية ،فالثقافة الحقوقية لها أصول فلسفية و سياسية
واجتماعية وهي ليست وليدة حقبة معينة أو إيديولوجية واحدة بل هي نتاج تراكمات تاريخية
متعاقبة أغنتها الديانات السماوية .
الفصل األول :
دور الحضارات القديمة فى بلورة حقوق اإلنسان والحريات العامة
من الباحثين من يعترف للحضارات السابقة باإلسهام في بلورة ثقافة حقوق اإلنسان ومنهم من
يجعلها قاصرة على المصدر الغربي متجاهال دور الحضارات السابقة .
المبحث األول :
حقوق اإلنسان في الحضارة اإلغريقية
االنسان الحر عند اإلغريق هو الشخص الذي له الحق في الكالم والتعبير والمساهمة في تسيير
المدينة والحكم وخصوصا المشاركة في األمور السياسية أي أنه يكتسب صفة المواطنة بينما
المزارعون والعمال و األجانب والنساء فكانوا كما يقول أفالطون وأرسطو عبيدا بطبيعتهم فقد
كانوا ال يطالبون بأي حرية وكانوا يعتبرون كاآلالت مسخرين لخدمة االسياد .
بالتالي ال يمكن اعتبار الفكر اليوناني مرجعية لحقوق اإلنسان .
المبحث الثاني :
حقوق االنسان عند الرومان
استعمل الرومان كلمة حرية للتخلص من الطغاة لكن تطبيقه على الواقع ظل بعيدا من خالل ما يلي
:
- 1عدم اعترافهم بالمساواة بين سكان الرومان األصليين و االجانب بل كانوا يستعبدونهم
- 2اباحتهم للرق
- 3التفرقة حتى بين الرومان االشراف وعامة الشعب الروماني
خالصة القول أن الحرية لم تكن معروفة في االزمنة القديمة خصوصا أن االنظمة السياسية آنذاك
كانت ال تعترف سوى بالحقوق بين المواطنين وال حق للمواطن على السلطة وبقي االمر على ما
هو عليه حتى جاءت الديانة المسيحية التي أقرت من الناحية العملية الكرامة االنسانية والمساواة .
الفصل الثاني :
حقوق وحريات اإلنسان في الديانات السماوية
ساهمت الديانات السماوية في بلورة ثقافة حقوق اإلنسان عكس الديانات القديمة .
المبحث األول :
حقوق االنسان في الديانتين اليهودية والمسيحية
14
تميزت كل ديانة بنظرتها الخاصة و بأسلوب متفرد وبسياسة تفسيرية لمواضيع حقوق اإلنسان
وحرياته
المطلب األول :
الديانة اليهودية
جاءت رسالة نبي هللا موسى عليه السالم إلخراج بني اسرائيل من ظلم فرعون وجاءت الوصايا
العشر اإللهية التي كلم هللا بها نبيه موسى والتي تضمنت عشر حقوق من حقوق اإلنسان كالحق في
الحياة والملكية وغيره ويمكن اعتبار الوصايا اإللهية لنبي هللا موسى عليه السالم بمثابة إعالن
لحقوق اإلنسان لما تضمنته من مبادئ انسانية وتوجيهات ربانية لبني االنسان ليتخلصوا من
استعباد البشر وعبادة هللا وحده .
المطلب الثاني :
الديانة المسيحية
سارت المسيحية على نفس النهج حيث اعتبرت عبادة البشر وثنية وشركا باهلل ونادت بالحرية
العقدية وأن االنسان خلق على شاكلة هللا ألنهم انحدروا من إنسان واحد وهو آدم عليه السالم .
-1التأكيد على الكرامة االنسانية اعتبارا أن هللا هو من خلق اإلنسان واختصه بهذه الكرامة
-2رسمت حدود السلطة الدنيوية بمقتضيات تناسب طبيعة اإلنسان والمجتمع كما خلقه هللا سبحانه
-3اعتبار الفرد غاية التنظيم االجتماعي و إلزام الجماعة بالحفاظ على حقوقه وهكذا حرمت
الديانة المسيحية اإلكراه في الدين ونادت بحرية الفكر والعقيدة ،لكن رجال الكنيسة تورطوا من
بعد في االستبداد والتحكم في البالد باسم السلطة الدينية و ساندوا الطغاة والملوك بل اوغلوا في
الدماء والتعسف ومحاكم التفتيش و اإلرهاب .حتى ظهر مارتن لوثر في حركته االصالحية
للكنيسة .
المبحث الثاني :
حقوق اإلنسان في اإلسالم
اعترف اإلسالم بحرية اإلنسان و حارب الرق والعبودية وجعل مقابل ذلك أجرا وثوابا وجعل مبدأ
الحرية وثيق الصلة بالعقيدة االسالمية مصداقا لقوله سبحانه وتعالى :ولقد كرمنا بني آدم ،
االسراء . 17
المطلب األول :
مبادئ حقوق اإلنسان في الشريعة اإلسالمية
الفرع األول :
تكريم اإلنسان
لقد سخر هللا الكون لإلنسان ،حيث قال سبحانه :إني جاعل في األرض خليفة ،وقوله :وسخر
لكم ما في السماوات و األرض جميعا منه ،سورة الجاثية .
15
الفرع الثاني :
نماذج من الحقوق والحريات في اإلسالم
- 1مبدأ الحرية :حرية اإلنسان في اإلسالم مقدسة اعتبارا أنها صفة تولد مع اإلنسان مصداقا
لقول عمر رضي هللا عنه :متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟
- 2مبدأ المساواة :مصدقا لما ورد عن النبي صلى هللا عليه وسلم :ال فضل لعربي على
عجمي وال لعجمي على عربي وال ألحمر على أسود وال ألسود على أحمر إال بالتقوى .
ثم أقر المساواة بين الرجل والمرأة في قوله صلى هللا عليه وسلم :النساء شقائق الرجال .
فمبدأ اإلسالم هو المساواة في الحقوق والواجبات مع أحكام جزائية على حسب الخصوصية وذلك
من قمة العدل.
-3الحق في العدالة :يعتبر العدل أساس استمرار المجتمعات واألنظمة وقد وردت آيات كثيرة
تأمر بالعدل منها قوله سبحانه وتعالى :ان هللا يأمر بالعدل و اإلحسان و إيتاء ذي القربى وينهى
عن الفحشاء والمنكر والبغي .
-4حق المشاركة في الحياة العامة حيث نبذ اإلسالم الحكم الفردي المستبد الذي كان يسود آنذاك
في ملكيات هرقل والفرس واعتبر الحكم الفردي من الظلم ورسخ مبادئ المشاركة الجماعية في
تسيير الشأن العام عن طريق آلية الشورى بين المسلمين مصداقا لقوله تعالى :وأمرهم شورى
بينهم.
- 5الحق في الحياة :حيث كان متداوال آنذاك قتل االسرى وإعدام العبيد ووأد البنات وجاء
اإلسالم وحرم قتل البنات و االسرى و االقليات واعتبر من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس
جميعا
- 6حرية العقيدة :ومنه قوله تعالى :ال إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ،البقرة 259
باستثناء المرتد الذي يعدم لقوله تعالى :من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير
سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ،حيث أنها كانت عادة المشركين
إلدخال روح الفشل في المسلمين بالدخول في اإلسالم ثم الخروج منه ،فكأنه اللعب بالدين ،يسلم
ثم يكفر .
لكن اإلسالم حافظ بالمقابل على حقوق األقليات المسيحية واليهودية وعاشت هذه األقليات في ظل
اإلسالم قرونا طويلة دون أن يمسها من المسلمين أي اضطهاد أو اكراه على الدخول في االسالم .
المطلب الثاني :
بعض مظاهر حقوق االنسان في االسالم
طالت حقوق االنسان في االسالم كل الحقوق المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية
بل فصل هذه الحقوق بشكل جزئي معطيا كل ذي حق حقه انطالقا من الجار والمرأة والطفل
والرضيع والكهل والمطلقة والعجزة والضعيف وعابر السبيل واليتيم واألسير إلى غير ذلك ،
وساهم اإلسالم في بناء منظومة حقوق االنسان بشكل كبير بل ربما بشكل يفوق بعض ما جاءت به
بعض مواثيق حقوق اإلنسان منها:
16
- 1حق اإلنسان في الترفيه مصداقا لقوله تعالى :ال تحرموا طيبات ما أحل هللا لكم
- 2حق اإلنسان في عدم التجسس عليه ،مصداقا لقوله تعالى :وال تجسسوا وال يغتب بعضنا
- 3حقوق األبناء ،مصداقا لقوله تعالى :وبالوالدين إحسانا وقوله تعالى يوصيكم هللا في أوالدكم
،
- 4حق الي ٌتي ٌم ،مصداقا لقوله تعالى :إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم
نارا
- 5حق ذوي القربی والمساکين و ابن السبيل ،لقوله تعالی :و بالوالدين احسانا و بذوي القربى
واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت
أيمانكم
-9حق اإلنسان في العفو ،لقوله تعالى :وأن تعفوا أقرب للتقوى .
الفصل الثالث :
الحقوق والحريات في المذاهب المعاصرة
المبحث األول :
الحقوق والحريات في المذهب الفردي
ساد هذا المذهب في أوروبا الغربية كرد فعل تجاه المظالم التي مارسها الثالثي المتكون من الملك
والكنيسة والطبقة اإلقطاعية حيث ظلوا قرونا طويلة يمارسون االستبداد والظلم والفساد حيث كان
الحكم فرديا ومطلقا للملك وكان اإلقطاع يسن القوانين ويتحكم في االقتصاد و األرض بينما راحت
الكنيسة تضفي على ذلك صبغة دينية إلقناع الناس أنها شريعة إلهية وهكذا كان القوانين تنقسم إلى
قسمين قوانين يسنها اإلقطاع وشريعة دينية تسنها الكنيسة ،فما هي إذن المصادر الفكرية للمذهب
الفردي وما تأثيرها على إعالنات حقوق اإلنسان والمواثيق الدولية ؟
المطلب األول :
المصادر الفكرية للمذهب الفردي
بهدف الخروج من الوضعية المتأزمة في أوروبا الغربية ظهر مفكرون وفالسفة اهتموا بالبحث
عن طرق للخروج من ظلمة االستبداد والحكم الفردي والجهل المتفشي في الناس إلى نور الحرية
والعلم وهكذا ظهر فكر األنوار والحرية وتم تبني نظرية العقد االجتماعي بين الحاكم والمحكوم
لتقييد الحاكم وإلزامها باحترام العقد االجتماعي بينه وبين الشعب وراجت هذه األفكار في الشعوب
األوروبية طيلة القرن 17و 11و 16فقامت الديمقراطية التقليدية التي حظيت بتقدير الشعب
واستحسانه للخروج من العبودية وإطالق الحريات ،ومن ثم فالمذهب الفردي قام على تمجيد الفرد
واعتباره محور النظام السياسي والدولة ليست إال أداة لخدمة المواطن فتتكفل بضمان حقوقه
وحرياته فالمذهب الفردي يركز على حل إشكالية الصراع بين السلطة والحرية و أوجد لها اليات
للخروج من هذه االزمة ولعل الفضل الكبير يعود إلى نظرية العقد االجتماعي التي نادى بها كل
من جون لوك و جون جاك روسو والمدرسة الطبيعية في ق 17و 11ثم الديانة المسيحية التي
تدعو إلى احترام اإلنسان وكرامته .
17
الفرع األول :
الفكر المسيحي
ساهمت باعتبار عبادة البشر شركا و وثنية مقيتة فنادت بالحرية و ازدواجية السلطة
الفرع الثاني :
مدرسة الطبيعيين
مبادؤها من روافد المذهب الفردي حيث دارت مفاهيم هذه المدرسة حول الفرد واعتبرته حجر
الزاوية في هذا الوجود .
الفرع الثالث :
نظرية العقد االجتماعي
بعد العصور الوسطى التي ساد فيها الحكم الملكي المطلق حسب نظرية " الحق اإللهي للملوك "
جاءت نظريات العقد االجتماعي التي تعتبر من المصادر الحقيقية لفلسفة المذهب الفردي والتي
أكدت على وجود
عقد بين الحاكم والمحكوم خاضع لإلرادة الجماعية والعيش المشترك ومن رواد هذه المدرسة
هوبز و لوك و روسو فاتفقوا على دولة خاضعة لعقد اجتماعي .
الفقرة : 1
توماس هوبز
نادى بالعقد االجتماعي وهو عبارة عن اتفاق بين الحاكم والمحكوم بمقتضاه يفوضه على السلطة
والتعبير عن إرادته فالمحكوم يتخلى عن بعض حريته لصالح الحاكم مقابل أن يضمن هذا األخير
األمن والمصالح الفردية للمحكومين وبمجرد توقيع العقد يصبح الكل مقيدا بما التزم به .
الفقرة : 2
جون لوك
من واجب الحاكم احترام حقوق المحكوم وعدم المساس بها وفي حالة إخالل الحاكم بااللتزامات
الملقاة على عاتقه أو جنوحه إلى الحكم المطلق يجوز للمحكومين مقاومته وطرده وعليه قرر جون
لوك أن الحريات والحقوق هي الغاية من السلطة السياسية وهي تبعا لذلك تحد السلطة فالدولة
حسب لوك تكونت للدفاع عن الحقوق الطبيعية للناس وليس بوسعها أن تنتهك تلك الحقوق .
الفقرة : 3
جون جاك روسو
يعتبر كتابه العقد االجتماعي سنة 1792إنجيل الحرية وهو من أنفس الكتب التي نشرت في عهد
كثر فيه الظلم واالستبداد وتقييد الفكر والتعبير فالحالة الطبيعية عنده هي الحرية والمساواة
واالستقالل عن السلطة فاإلنسان بطبعه يحب الحرية والمساواة وشيء واحد يعكر هذه الحياة هو
الكوارث الطبيعية كالزالزل والفيضانات ويجب عليه التعاون مع بني جنسه للتغلب عليها ،هكذا
18
يقرر روسو أن األفراد بمقتضى العقد االجتماعي يتنازلون عن بعض حقوقهم للجماعة ويحصلون
بالمقابل على حقوق وحريات تقررها لهم الجماعة التي أقاموها بمحض إرادتهم واختيارهم يسميه
العقد االجتماعي الذي يعطي الكيان السياسي سلطة على أعضائه لتوجيه االرادة العامة .
ويبين روسو أن ال تعارض بين سيادة الدولة و حرية االفراد وأن الحرية الحقيقية هي سيادة
القانون الذي هو إرادة األمة وتصدره االغلبية المطالبة بتطبيقه بعد التصويت عليه .
تجلت بوضوح مبادئ روسو في إعالن حقوق اإلنسان الصادر عن الثورة الفرنسية وتأكدت بعد
ذلك في إعالنات حقوق اإلنسان اإلنجليزية واألمريكية .
المطلب الثاني :
تطبيقات تعاليم المذهب الفردي في إعالنات الحقوق والوثائق الدستورية
قدمت الشعوب األوربية تضحيات كبرى ضد الحكم المطلق حتى حصلت على الحرية والحقوق
وتم إخراجها من حيز النظري إلى النطاق العملي تجسد في وثائق مكتوبة تسمى إعالنات حقوق
الحقوق .
الفرع األول :
إعالنات الحقوق االنجليزية
تحتل األعراف مكانة ال يستهان بها في التاريخ الدستوري االنجليزي ومع ذلك تخللته وثائق
دستورية مكتوبة أعطت طابعا عمليا للحريات العامة أهمها :
- 1العهد األعظم أو العهد األكبر
صدر في 1215بسبب استياء طبقة النبالء من الضرائب المفروضة عليهم لتمويل الحروب التي
كان يشنها الملك جون .
وهي أهم وثيقة مكتوبة في تاريخ إنجلترا الدستوري فقد ضمت الكثير من الضمانات للحرية
الشخصية وتحديد سلطة الملك ،وهي لم تأت نتيجة ضغوط شعبية بل استجابة لضغوط النبالء
ورجال الدين لذلك كان العهد األكبر ينص على حقوق النبالء أكثر مما يحض على حقوق البسطاء
لكنه انتقل بنظام الحكم من ملكية مطلقة إلى ملكية دستورية .
- 2ملتمس الحقوق
وصدر سنة 1921عندما دخل البرلمان في صراع مع الملك الذي كان يعتقد بنظرية الحق اإللهي
للملوك كأساس لسلطتهم فكان الملك يقوم بالتشريع ويفرض الضرائب دون احترام لوثيقة العهد
األكبر ،هذا االستبداد من طرف الملك أدى إلى نشوب حرب أهلية انتهت بإعدام الملك شارل
األول
- 3.قانون الحقوق
صدر سنة 1911وشكل قيدا من القيود المفروضة على الملك حيث قضى على الحكم الفردي
المطلق وقد نص على منع الملك من إيقاف القوانين أو اإلعفاء من تطبيق القوانين أو فرض
الضرائب أو االحتفاظ بالجيش زمن السلم .
-4األمر القضائي
19
الصادر سنة 1976ضد القبض التعسفي دون سند قانوني واعتبر كضمان للمواطنين اإلنجليز
وفي حالة المخالفة يتم معاقبة المسؤول عن القبض التعسفي والحكم عليه .
الفرع الثاني :
إعالنات الحقوق االمريكية
تعتبر حرب االستقالل األمريكية أهم حرب تحررية سجلها التاريخ الحديث دفاعا عن حرية
اإلنسان وحقوقه حيث اشتعلت ثورة مسلحة في سنة 1775قادها جورج واشنطن انتهت بتحرر
أمريكا من النفوذ اإلنجليزي وانتخب هذا األخير كأول رئيس للواليات المتحدة األمريكية ،بعدها
أعلنت الواليات 13إعالنات الحقوق تضمنت نصوصا تؤكد على حقوق االفراد السابقة على
حقوق الدولة اقتبست مبادئها من قانون الحقوق اإلنجليزي ومن أفكار جون لوك و جاك روسو و
مونتسكيو مؤسس نظرية فصل السلط .
- 1إعالن والية فرجينا ،صدر سنة 1797ويعتبر أول إعالن حقوق اإلنسان في الواليات
المتحدة األمريكية واقتديت به سائر الواليات األمريكية وقد تضمن العديد من الحقوق أهمها
المساواة بين المواطنين وحق الملكية واالعتراف بالشعب كمصدر للسلطة وفصل السلط واألمن
والمحاكمة العادلة .
- 2إعالن االستقالل األمريكي ،صدر سنة 1779حيث تنفصل بموجبه الواليات المتحدة عن
بريطانيا وقد نص على جميع الحقوق الواردة في إعالن فرجينيا وما يميز هذا االعالن ذكره ألول
مرة عبارة حقوق اإلنسان فاستهل إعالن االستقالل في ديباجته بعبارة جاك روسو :إن جميع
الناس ولدوا متساوين ولهم حق غير متنازع عليه في الحرية " وهو تقريبا نفس الكالم الذي قاله
عمر بن الخطاب رضي هللا عنه :متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " ،وقد اعتبر
األمريكيون هذا اإلعالن بمثابة وثيقة لحرية مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وال سبيل للتخلي عن مبدأ
الحرية مهما كلفهم ذلك من ثمن وقد استهل االعالن بالفقرة التالية :إن الباري خلق الناس متساوين
ومنحهم حقوقا ال تنتزع أبدا كالحق في الحياة والحرية والسعي من أجل السعادة وأن ضمان هذه
الحقوق رهين بتكوين حكومات تستمد سلطتها العادلة من موافقة الشعب وإذا ما وقع سوء استعمال
للسلطة أو اغتصابها من لدن حكومة تبين أنها ترمى إلى االستبداد وإهدار الحقوق المشروعة
للشعب فمن حق هذا األخير بل من واجبه إسقاط هذه الحكومة وإقامة مكانها نظاما جديدا كفيال
بتأمين سعادته ومستقبله "
- 3التعديالت على دستور الواليات المتحدة ،دستور 1779اكتفى بتنظيم المؤسسات الفدرالية
ولم يهتم بالحقوق والحريات لكن ابتداء من سنة 1716سينكب على االهتمام بضرورة حماية
حقوق المواطنين مما سيدفع السلطات إلى إعداد تعديالت على الدستور ،وأهم ما جاءت به
تعديالت 1716هي الحرية الدينية أو حرية العقيدة وحرية التعبير والرأي والصحافة والتجمع
واألمن الشخصي وحرية الملكية بلغت في مجموعها 29تعديال .
التصريح األمريكي كان جد واقعي وال يطمح إلى تجاوز حدود الواليات المتحدة عكس اإلعالن
الفرنسي وكان هدف رجال الثورة األمريكيون إقناع االنسانية بعدالة قضيتهم وإقناع الرأي العام
الدولي بأسباب قيامهم بالثورة وكسب تعاطف المجتمع الدولي معهم وقد اقترب كثيرا من إعالن
الحقوق الفرنسي من حيث التأثير دون أن يصل إلى مستواه التأثيري ودرجة سموه باإلنسان .
20
الفرع الثالث :
إعالنات الحقوق الفرنسية
تعد فرنسا مهد الثورة المحملة بمبادئ الفكر الحر المتحرر التي جرفت العالم أرغمته على تبني
تعاليم حقوق اإلنسان والحريات العامة والسيادة الشعبية .فقد عاشت فرنسا كباقي دول أوروبا
تحت سلطة النظام الملكي اإلقطاعي في جميع مظاهر الحياة السياسية ومؤسسات الحكم حيث كان
الحكم مطلقا وكان الملوك يرون طاعتهم واجبة وأن كلمتهم هي القانون وأنهم هم الدولة وكان لهم
كامل التصرف في المال العام والعفو ومصادرة االراضي و االمالك والسجن دون محاكمة حتى
قال جونسون مقولته الشهيرة " :إن بالط الملوك قبر الشعوب " .
:مصادر التصريح الفرنسي 1 -
قاومت الثورة الفرنسية االنحرافات و االستبدادات وقد قاد هذه الحركة الثورية العديد من الفالسفة
المتأثرين بحرب التحرير االمريكية خاصة بعد ترجمة الدساتير االمريكية إلى اللغة الفرنسية ،من
بين هؤالء المفكرين :مونتسكيو صاحب كتاب روح القوانين الذي جمع فيه الكثير من أنظمة
الحكم ودرس أنواعها وبين عيوبها ومحاسنها وإليه يرجع الفضل في مبدأ فصل السلط وهو
صاحب المقولة الشهيرة :إذا تجمعت السلطات الثالث في يد شخص واحد فإن كل شيء يضيع .
يوجد أيضا فولتير :الذي تناول الملكية ونظام الحكم الملكي بالنقد والسخرية والتهكم ،أيضا نذكر
فيلسوف الحرية روسو صاحب كتاب العقد االجتماعي الملقب إنجيل الثورة وهو القائل :إن
الحكومات ليست إال ممثلة إلرادة الشعب وعليها أن تكون في خدمة الشعب ومنفذة إرادته فإذا
أساءت استعمال سلطاتها وانحرفت عن واجباتها وجب عزلها وإحالل غيرها محلها .
من بين الفالسفة أيضا ديدرو :الذي جمع األفكار الحديثة في موسوعته التي كان النتشارها
التأثير البالغ من شفاء الناس مما تعانيه من ظلم وغياب الحرية والمساواة .
وبالتالي فإن الثورة الفرنسية قد أعادت التوازن للخلل المتجسد في الوضعية المتخلفة حيث يسود
اإلقطاع والملك ورجال الدين واألشراف والنبالء وتضيع حقوق المواطنين فنادى الثوار باحترام
حقوق االنسان وصون كرامته واحترام حريته واعتبار الدولة حارسة فقط للدفاع الوطني واألمن
الداخلي والقضاء ،واستطاع الشعب الفرنسي برمته أن يضع حدا للنظام الملكي وأقاموا
الجمهورية الفرنسية سنة 1762كما قضوا على المجتمع الطبقي وما كان يسوده من تفاوت
وجاءت وثيقة حقوق اإلنسان مؤكدة على حقوق اإلنسان آدميته وكرامته .
إعالن حقوق اإلنسان 2 -
صدر سنة ، 1716وتجلت أهميته في عالميته ألنه يعلن حقوقا ال تهم المواطن فقط بل باعتباره
إنسانا يرفض كل أشكال التمييز ويالحظ أن استعمال مصطلح إعالن الحقوق كان الغرض منه
صفة االعالنية ال االنشائية وأن دوره كان مجرد االعتراف بحقوق اإلنسان المالزمة للفرد
والسابقة على وجود الدولة والسلطة فمجهودهم انحصر على سرد الحقوق والتذكير بها بعد أن
كانت مجهولة وتم التصويت على االعالن من قبل الجمعية الوطنية في ظروف سريعة فجاء على
شاكلة ديباجة و 17مادة كلها تؤكد على الحقوق الطبيعية التي يتمتع بها االفراد ومن ضمن هذه
الحقوق :المساواة ،عدم االعتقال التعسفي ،الحرية ،البراءة إلى أن تثبت االدانة ،حرية الرأي و
التعبير ،الشعب مصدر السلطة ،حق االنتخاب ،حق المشاركة السياسية ،حق تقلد الوظائف
21
العمومية ،حق مراقبة صرف الضرائب ،وأكد الفصل 19أن كل مجتمع ال يحمي هذه الحقوق
يعتبر غير دستوري .هكذا اهتم اإلعالن الفرنسي بالحقوق الفردية دون الحقوق الجماعية
واالقتصادية واالجتماعية جاعال من عدم تدخل الدولة الهدف الرئيسي لحماية حقوق االفراد
مصورا بالتالي معالم مجتمع ليبرالي فرداني تنافسي مالئم للمجتمع الرأسمالي غير أن االعالنات
الالحقة ستعمل على سد الثغرات بالنص الصريح على الحريات الجماعية واالهتمام بالحقوق
االقتصادية .
المطلب الثالث :
أزمة المذهب الفردي
تعرض المذهب الفردي لهجمات ألنه سقط في فخ الربح و استغالل العمال فاتسعت الهوة بين
الطبقة المالكة والطبقة العاملة فنادى العمال بتدخل الدولة من أجل حماية حقوق العمال من
االستغالل البرجوازي وتحقيق نوع من المساواة الفعلية مما هيأ المجال لظهور أفكار اشتراكية
مطالبة بالعدالة االجتماعية .
المبحث الثاني:
المذهب االشتراکي
تبين أن الحريات في النظام الليبرالي زائفة وخادعة عند تطبيقها حرفيا ،فالحرية المطلقة في
االقتصاد أدت إلى فوارق اجتماعية هائلة مما جعل الحرية السياسية حبرا على ورق وتأكد عدم
المساواة بين المواطنين فسلبية الدولة في النظام الليبرالي الحر نتج عنها أزمات اقتصادية وظهور
احتكارات وطبقات اجتماعية فكان ال بد من ظهور أفكار اشتراكية ،كانت على مرحلتين المرحلة
االولى هي االشتراكية المثالية أو الطوباوية وامتدت حتى القرن 16حيث كانت قائمة على
مخاطبة الناس باألحاسيس والضمائر قصد تحقيق مجتمع مثالي خال من الظلم والطبقية لكنها لم
تبين الوسائل من أجل بلوغ هذا الهدف فقد كانت عاطفية أكثر منها عملية ،وقد نادى بهذه الفكرة
العديد من الفالسفة على سبيل المثال ،كونفوشيوس الذي ظهر في الصين و الذي نظر للفرد على
أساس قيمته وليس على أساس الميالد واعترف له بإمكانية االنتقال من طبقة اجتماعية ألخرى ،ثم
أفالطون الذي دعى في كتابه الجمهورية إلى الشيوعية بإقامة المدينة الفاضلة على أساس مبادئ
االشتراكية فألغى الملكية واألسرة ألن الملكية تعتبر أداة خالف بين الناس ،ثم توماس مور في
كتابه يوتوبيا حيث اقترح نظاما يماثل جمهورية أفالطون المثالية واستبدال الملكية الفردية بالملكية
الجماعية اعتبارا أن العدل ال يمكن تحقيقه في ظل الملكية الفردية .المرحلة الثانية هي االشتراكية
العلمية أو الماركسية .
بدأت منتصف القرن 16مع صدور البيان االشتراكي لكارل ماركس الذي أضحى إنجيل الحركة
العمالية الماركسية .
الفرع األول :
الظروف التاريخية
انتقلت أفكار فولتير وروسو إلى روسيا سريعا ورافقتها إصالحات قام بها الملك -القيصر –
لتغطية الحكم المطلق ،لكن انكشفت عورة هذه اإلصالحات الهشة مع الخسارة الكبيرة في الحرب
22
العالمية األولى مما ساهم في الثورة البلشفية بزعامة فالديمير لينين المنادية بالحقوق المتساوية
والعدالة االجتماعية واالعتراف بحقوق العمال فتطور التمرد إلى ثورة حقيقية أدت إلى سقوط
القيصر .
الفرع الثاني:
الثورة الروسية
بصدور بيان حقوق الشعب العامل المستغل سنة 1617وقع اإلعالن عن أول حكومة حرة في
روسيا بزعامة ليفوف التي قامت بمجموعة من اإلصالحات كالمساواة أمام القانون وإصدار بيان
سمي حقوق الشعب العامل المستغل سنة 1611حيث جاء بمفهوم جديد للحريات حيث تتدخل
الدولة في النشاط الفردي كوسيلة ناجحة للحد من الفوارق االجتماعية .
في هذا المضمار قال لينين :ال يمكن أن تكون حرية في مجتمع قائم على سلطة المال حيث
الطبقة الكادحة في فقر و فئة طفيلية من األغنياء .
المطلب الثاني :
المفهوم االشتراكي للحقوق و الحريات
ال يعترف واضعو البيان الشيوعي بالحقوق في ظل المجتمع البورجوازي ،فقط انتصار
البروليتاريا من سيحقق الكرامة االنسانية .
الفرع األول :
التمييز بين الحريات الشكلية والحريات الواقعية
ميز ماركس بين الحريات الشكلية فأصبحت تدعى الحريات الكالسيكية وحلت محلها الحريات
الواقعية وهي الحقوق االقتصادية واالجتماعية التي ال يمكن أن توفرها سوى الدولة ،فـ ماركس
يرى أن رجال المال في الحرية الشكلية يتحكمون في المال وبالتالي يتحكمون في الصحافة و
اإلعالم والحكومات إذن هذه الحرية صورية وشكلية ومزيفة .
الفرع الثاني :
انتقاد اعالنات القرن 11و 11
يرى ماركس أن إعالنات القرنين 11و 16ما هي إال أدوات في يد البرجوازية استعملتها للقضاء
على االقطاعية ثم استعملتها بعد الثورات للقضاء على حقوق العمال وبالتالي هذه اإلعالنات ما
هي إال نفاق سياسي ،ويطرح أسئلة من قبيل " ما فائدة حرية السكن لشخص ال يملك سكنا ؟ ما
قيمة حرية الصحافة إذا كانت الصحف بيد رؤوس األموال ؟ ما قيمة األمن لشخص يموت جوعا ؟
وهكذا رفض ماركس مفهوم الحريات في العالم الغربي وطرح بديال تمثل في حريات في ظل
مجتمع اشتراكي تنعدم فيه الطبقات وتشرف فيه الدولة على حقوق االنسان ،وقال بـ " أولوية
الجماعة على الفرد ثم التضحية بحقوق الفرد من أجل حقوق الجماعة ،الدولة هي تدخلية ترتكز
على الهيمنة السياسية عن طريق الحزب الواحد ثم الهيمنة االقتصادية الممارسة من خالل
المخططات االقتصادية ،وهكذا ظهرت حقوق جديدة لم تكن في إعالنات الحقوق الفرنسية
واالنجليزية و االمريكية من قبيل الحق في العمل والحق في الراحة والحق في التأمين والحق في
23
التعليم ،والحقوق والواجبات في المذهب االشتراكي وجهان لعملة واحدة فمن يطالب بالحق في
الطعام والكساء عليه واجبات العمل ومن يطالب بالحرية عليه أن يحترم
حقوق االخرين .
المطلب الثالث :
أزمة المذهب االشتراكي
تركت النظرية الماركسية أثرا بالغا في تاريخ االنسانية ولعبت دورا كبيرا في تطور الفكر
والسياسة في العصر الحديث ،واستطاعت الثورة االشتراكية في روسيا أن تطيح بالحكم الفردي
المتمثل في القيصر وتؤسس دولة اشتراكية قوية وأصبحت قوة عظمى عالميا قبل أن تعصف بها
رياح التغيير في 1616أدت إلى إعادة النظر في الكثير من مبادئ االشتراكية وتجلت أزمة
المذهب االشتراكي في حماية حقوق وحريات الفرد وثانيا من خالل ظهور مذهب التدخل الجزئي
.
الفرع األول :
على مستوى حماية حقوق وحريات االفراد
حققت االشتراكية بعض العدل في العمل وتوزيع الثروات لكن الفرد المسكين حوصر من كل
جانب فالسلطة والمال واإلعالم والثورة والثقافة تركزت كلها بيد الدولة وهذه الدولة يسيرها بشر
فالسلطة إذن لم تتالشى ولم تتكون المدينة الفاضلة وسيطر الحزب الواحد ولم يفسح المجال للرأي
األخر وصودر الحق في العمل السياسي الحر والمشاركة في الحكم والتداول على السلطة وساد
الحرمان في حين كان االنسان األوروبي ينعم بكامل حقوق اإلنسان وبالمشاركة السياسية الحرة
وتطورت مسيرة اإلنتاج والرخاء .
الفرع الثاني :
ظهور مذهب التدخل الجزئي
مع ضغط المبادئ االشتراكية اضطرت النظم الليبرالية إلى القبول بمبدأ تدخل الدولة جزئيا بدل
الدولة الحارسة وبدأت الدولة تضمن حقوق االفراد كالتعليم والتطبيب والكفالة االجتماعية فاقتبست
النظم الغربية من االشتراكية بعض االفكار من قبيل تدخل الدولة لتنظيم الحقل االقتصادي
واالج تماعي و تغليب المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية و احترام الملكية الفردية ثم تطور
األمر حتى تدخلت الدولة في تحديد األجور وساعات العمل وتأمين العمال فتم إقرار في فرنسا مثال
الحق بالعمل لكل فرد ومنع االساءة للعمال وتعويض العمال في حاالت الحوادث أو البطالة وتم
استصدار قانون الضمان االجتماعي ،هكذا نالحظ أن الحقوق جاءت نتيجة تراكمات فلسفية
وفكرية أسهمت فيها جل الحضارات فاستفاد الالحق من السابق مؤكدة أن الزبد يذهب جفاء وأن ما
ينفع الناس يمكث في األرض .
24
النظم الدولية لحماية حقوق اإلنسان والحريا ت العامة
مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الخسائر الجمة التي تكبدها العالم ،أدرك الجميع ضرورة
هينة دلية يكون من مهامها حماية حقوق اإلنسان السعي وراء عالم يسوده السلم السياسي
واالجتماعي دون اعتبار للحدود الجغرافية ومتجاوزا للسيادة الوطنية .
المبحث األول :
ميثاق األمم المتحدة
حلت منظمة األمم المتحدة محل عصبة األمم سنة 1645وكان أهم دور لها هو ترسيخ عالمية
حقوق االنسان فكانت منبرا دوليا تتظافر فيه الجهود لتجنيب األجيال المقبلة ويالت الحروب
وفرض تدخل المجتمع الدولي من أجل حماية حقوق اإلنسان في حالة انتهاكها حفاظا على السلم
الدولي .
المطلب األول :
ميثاق األمم المتحدة المضمون والطبيعة القانونية
الفرع األول :
مضمون حقوق اإلنسان في ميثاق األمم المتحدة
حسب ديباجة الميثاق هناك تالزم بين الديمقراطية والسلم ،فأهم هدف هو ترسيخ الديمقراطية
وحقوق االنسان والحريات العامة باعتبارهما ركيزتين للنظام الدولي .جاء في الديباجة " :إن
شعوب األمم المتحدة تؤكد إيمانها بالحقوق االساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء
واألمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية " ويستطرد الميثاق جاعال من مقاصد المنظمة الدولية
" :تحقيق التعاون الدولي وحل المسائل الدولية ذات الصبغة االقتصادية واالجتماعية واإلنسانية
وعلى تعزيز حقوق اإلنسان والحريات االساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك بال تمييز بسبب
الجنس أو اللغة أو الدين .
أما في المجال السياسي " :إن الحكومات الديكتاتورية التي تنكر حقوق اإلنسان تسبب الحرب في
حين أن النظم الديمقراطية محبة للسالم " لذلك نصت على حق الشعوب في تقرير المصير
وربطت بين حقوق اإلنسان وبين التقدم االقتصادي واالجتماعي على المستوى الفردي والجماعي .
الفرع الثاني :
القيمة القانونية لميثاق األمم المتحدة
وضع الميثاق توصيات للنهوض بحقوق اإلنسان لكنه لم يحدد مفهوم هذه الحقوق رغم اتفاق
المجتمعين في سان فرانسيسكو سنة 1645على هذه الحقوق لكن طرح التفاصيل من شأنه أن
يثير الخالفات في وجهات النظر مما سيسبب في افشال الجهود الهادفة إلى إخراج المنظمة إلى
الوجود .
مما دفع الفقه إلى مناقشة القوة القانونية لهذه المقتضيات ،فالميثاق لم ينص على الوسائل واآلليات
لحماية الحقوق بل اكتفى باإلشارة إلى وظيفة الجمعية العامة ودورها المتمثل في اإلعداد
25
والمصادقة على اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وعلى العهدين الدوليين المكملين له باإلضافة إلى
البروتوكول االختياري .
المطلب الثاني :
المشروعية الدولية فى مجال حقوق االنسان
نقصد بالمشروعية الدولية في مجال حقوق اإلنسان المواثيق الدولية المتعارف عليها عالميا وهما
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعهدين الدوليين المتعلقان بحقوق اإلنسان .
الفرع األول :
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان
وصف هذا االعالن بالعالمي مقصود الهدف منه توسيع دائرة العالمية حتى تتسم الحقوق بالشمولية
فحقوق اإلنسان من طينة واحدة وال فرق بين جنس وجنس أو اسود وابيض بل هي حقوق االنسان
كل االنسان.
الفقرة األولى :
ماهية اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان
يتكون اإلعالن من ديباجة تؤكد الكرامة البشرية والحقوق المتساوية أساس الحرية والعدل والسلم
في العالم يتكون من ثالثين مادة يمكن تقسيمها إلى 4أقسام :
مجموعة أولى :تتعلق بالحقوق الفردية كالحق في الحياة والحرية ومنع الرق والتعذيب
والمساواة
مجموعة الثانية :تهتم بالحقوق الفردية الخاضعة للدولة كالحق في الجنسية والحق في اللجوء
السياسي مجموعة ثالثة :تتطرق للحقوق السياسية كاعتراف بالشعب كمصدر للسلطة وحرية
التعبير وحرية العقيدة وحرية تأسيس الجمعيات
المجموعة الرابعة :تتعلق بالحقوق االقتصادية واالجتماعية كالحق في الشغل والضمان
االجتماعي والحق في التعليم واالنتماء للنقابات .
الفقرة الثانية :
مميزات اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان
ساد التناقض بعض بنود اإلعالن وذلك لالتفاق الحبي بين المعسكرين الشرقي والغربي فالمادة
17مثال تقول :لكل فرد الحق في التملك بمفرده أو باالشتراك مع غيره " فموقف الليبرالية هو
التملك الفردي أما موقف االشتراكية فهو التملك الجماعي .
كما أن الدول لم يعد بمقدورها االنفراد بتنظيم حقوق االنسان بعيدا عن المنظمات العالمية ،أيضا
الميثاق ضمن عدم السقوط في الحرية المطلقة والفوضى بل إن الدول مسؤولة عن رعاية الحقوق
وممارسة الحريات وطرق التعبير عن الرأي .
الفقرة الثالثة :
26
القيمة القانونية لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان
نطرح هنا سؤاال ،هل يتضمن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أي التزام قانوني ؟ يجيب الفقيه
الفرنسي ريني كسيه أن االمر يتعلق فقط بتوجيه سياسي وتشريعي للدول في مجال حقوق اإلنسان
وال يتعلق األمر بأي قوة الزامية قانونية ،لكن االلتزام بالميثاق شرط من شروط االنضمام
للمنظمة الدولية واكتسابها العضوية في المنتظم الدولي ،ومن ثمة نستخلص أن اإلعالن العالمي
لحقوق االنسان من الناحية الحقوقية النظرية ال مفعول له لكن تأثيره على القرارات الدولية أصبح
واضحا كما أن أغلب دساتير العالم تبنته .
الفرع الثاني :
العهدان الدوليان لحقوق اإلنسان
ظل اإلعالن العالمي لحقوقاإلنسان ما بين 1641و 1699مجرد نص ذو قيمة فلسفية أخالقية
أكثر منه ذا قوة قانونية و لتحقيق نوع من االلزامية كان ال بد من اتفاقية تتقيد بها الدول في مجال
تطبيق حقوق اإلنسان ،لهذا تم وضع العهدان الدوليان لحقوق اإلنسان ،هما العهد الدولي الخاص
بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية .
الفقرة األولى :
طبيعة العهدان الدوليان لحقوق اإلنسان
يشكل العهدان وسيلة لتقوية الطبيعة القانونية لإلعالن العالمي لحقوق االنسان باعتبارهما امتدادا له
لكن العمل بهما لم يبدأ سوى سنة 1679بعدما توفر النصاب للعمل بهما ويرجع السبب إلى
إصرار دول العالم الثالث على إضافة حق تقرير المصير الى الحقوق باعتبار أن الشعب المحروم
من تقرير مصيره ال يمكن أن ي ٌتمتع بالحقوق والحريات وهذا ما عارضته الدول االستعمارية
باعتباره حقا جماعيا وليس حقا من حقوق اإلنسان ،فإذا كان اإلعالن العالمي ينص على الحقوق
الفردية لإلنسان وليس حقوق الدولة فان العهدان ينصان على الحقوق الجماعية وحقوق الشعوب .
الفقرة الثانية :
مضمون العهدان الدوليان
أوال العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،يتكون من 31مادة تقر فيها
الدول الموقعة بتوفير ظروف معيشية أفضل لشعوبها من ذلك حق العمل وحق النقابة والضمان
االجتماعي والصحة والتربية والتعليم وحقوق الطفل وضرورة تقديم الدول تقارير إلزامية عن
اإلجراءات التي اتخذتها في هذا المجال وتوضيح الصعوبات التي وجدتها .
ثانيا العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،ويتكون من 53مادة ،وأهم مادة هي التي
لم تذكر في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والتي تنص على احترام حق الشعوب في تقرير
المصير وهو ما يعكس انتصارات حركات التحرر الوطني كما نص العهد على عالمية احترام
حقوق االنسان ،ثم منع الحبس التعسفي أو االعتقال الغير القانوني ومنع التعذيب والمحافظة على
الكرامة االنسانية أو التدخل في خصوصيات االفراد أو االطالع على مراسالته أو تلويث سمعته ،
ويتميز هذا العهد بقوة قانونية ملزمة بحيث تتعرض الدول المخالفة ألحكامه إلى مسائلة دولية .
المبحث الثاني :
27
آليات األمم المتحدة لحماية حقوق اإلنسان
أناط الميثاق بمنظمة األمم المتحدة مهمة حماية حقوق اإلنسان من خالل مجموعة من الهيئات
تدور كلها في فلك أجهزة األمم المتحدة بعضها له صالحيات اتخاذ توصيات والبعض األخر له
اختصاصات التحقيق والحماية المباشرة .
المطلب األول :
األجهزة الرئيسية
الجمعية العامة و المجلس االقتصادي واالجتماعي يعتبران هيئات شبه تقريرية لها اختصاصات
حماية حقوق اإلنسان .
الفرع األول :
الجمعية العامة لالمم المتحدة
أنيطت بها مهمة إنجاز الدراسات وإصدار التوصيات بهدف تنمية التعاون الدولى في الميادين
الحقوقية واالقتصادية والتعليمية والصحية واالجتماعية والثقافية حيث تتخذ الجمعية العامة
قراراتها على شكل توصيات وإعالنات ال تتمتع بأي قوة قانونية إلزامية ،وقد اعتمدت كوسيلة
لذلك مجموعة من المواثيق الدولية والعهود واالتفاقيات التي تهم الطفل والمرأة والتمييز العنصري
والتعذيب والالجئين وغيره .
28
-1نشر االحترام العالمي بحقوق اإلنسان
-2مراقبة انتهاكات حقوق اإلنسان
-3العمل على نشر ثقافة حقوق اإلنسان .
المطلب الثاني :
الهيئات الفرعية التابعة لهيئة األمم المتحدة في مجال حقوق اإلنسان
الفرع األول :
المفوضية السامية لحقوق اإلنسان
تأسست سنة 1663وتضطلع بمهام واسعة جوهرها توجيه ومراقبة كل االنشطة األممية في مجال
حقوق االنسان .
الفرع الثاني :
األجهزة الخاصة
وتشمل بعض اللجان الدولية المختصة بقضايا معينة وبمهام محددة
-1منظمة العمل الدولية :تهتم بالحرية النقابية وتحسين شروط العمل واألجور وحماية العمال
- 2منظمة اليونيسكو :هدفها المحافظة على السلم واألمن بصفة عامة عن طريق التربية والتعليم
والثقافة .
- 3منظمة العفو الدولية :للدفاع عن المسجونين وضمان محاكمة عادلة واحترام حق اللجوء
السياسي
ورفض عقوبة اإلعدام وأشكال التعذيب وحرية الرأي .
توجد العديد من اللجان التابعة لألمم المتحدة والتي ولدت مع االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان
أهم االتفاقيات :
-االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري
-االتفاقية ضد التعذيب
نخلص من النظم الدولي ة لحقوق اإلنسان إلى وجود ما أصبح يسمى بالقانون الدولي لحقوق اإلنسان
الذي يتميز بمضمون خاص و بقيمة قانونية انبثقت عنه مبادئ دولية متفق عليها في مجال حقوق
اإلنسان يتم تجاهلها أحيانا خصوصا أن األمم المتحدة تظل عاجزة على فرض مبادئ ميثاقها في
بعض حاالت الحرب كما وقع في العراق وفلسطين أو ما يتعلق بالحقوق والحريات واالعتداء
بشكل علني كما يحدث في غوانتانامو حيث أن بعض الدول تسخر المنظمة لخدمة مصالحها بدل
أن تكون في خدمة السلم واألمن .
30
ويطلق على أربعة قوانين أساسية باإلضافة إلى القانون المتعلق بالحرية النقابية الذي يضيفه
البعض إلى مدونة الحريات العامة .
الفقرة األولى :
القانون المتعلق بالجمعيات
صدر بظهير شريف رقم 1.51.379متضمنا 41فصال موزعة على سبعة أجزاء تم تعديله
سنة ، 1673لكن هذا القانون عرف تضييقات كثيرة حتى عرف باسم القانون الجنائي للحريات
العامة بل إن ممارسته أوجدت قانونا عرفيا للحريات العامة تمثل في منطق التعليمات الشفوية و
التهديدات البوليسية والتعذيب والترهيب .
الفقرة الثانية :
القانون المتعلق بالتجمعات العمومية
صدر بمقتضى الظهير الشريف رقم 1.51.377ويضم 29فصال تنظم االجتماعات العمومية
والتجمهر وعقوبات حمل السالح في وجه األمن ..
الفقرة الثالثة :
القانون المتعلق بالصحافة بالمغرب
صدر بمقتضى الظهير الشريف رقم 1.51.371 :ويضم 15فصال على 5ابواب تضمن
قوانين الطباعة وترويج الكتب والصاق االعالنات والنشرات والمتابعات وقد تم إدخال العديد من
التعديالت عليه بما يخص االعالم والصحافة والطبع والنشر .
الفرع الثاني :
مصادر أخرى
نختزلها في القانون األساسي للمملكة الصادر في 1691و الدساتير المغربية
الفقرة االولى :
القانون األساسي للمملكة
وقد أصدره الملك الحسن الثاني تمهيدا إلصدار أول دستور فشكل بذلك مرجعية قانونية لحقوق
االنسان والحريات نظرا لما تضمنه من مبادئ عامة للمساواة بين المواطنين في الحقوق
والواجبات وصيانة كرامة اإلنسان و إقرار نظام اقتصادي بهدف تحقيق العدالة االجتماعية وحاول
إرساء دعائم مجال سياسي قانوني يساعد على ممارسة هذه الحقوق منها دعامتين مهمتين هما
فصل السلط واستقالل القضاء .
الفقرة الثانية :
المصدر الدستوري
حيث عرف المغرب 5دساتير 1669-1662-1672-1675-1692فكانت مجرد تغييرات
على الدستور األم وهو دستور 1692ثم آخر تعديل وهو دستور 2511الذي نص على مجموعة
31
من الحقوق والحريات االساسية لألفراد والجماعات في الباب الثاني تحت اسم الحريات والحقوق
االساسية من الفصل 16إلى الفصل 45أي حوالي 22فصال .
أوال :
الحقوق المدنية
-1المساواة :نص عليها الفصل 16من دستور 2511على الرجل والمرأة على حد سواء
والحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية الواردة في
الدستور واالتفاقيات الدولية التي وقع عليها المغرب وكل ذلك تحت ثوابت المملكة وقوانينها
-2الحق في الحياة :الفصل 25تحدث أول حق وهو الحق في الحياة ويحمي القانون هذا الحق
-3الحق في السالمة الشخصية :حيث تطرق إلى سالمة األشخاص والممتلكات و التراب
الوطني
-4منع االعتقال التعسفي والحق في الصمت حتى الحصول على مساعدة قانونية .
-5الحق في المحاكمة العادلة
- 9الحق في ظروف اعتقال انسانية واالستفادة من برامج التكوين والتأهيل
-7منع العنصرية والكراهية والعنف والتحريض
- 1منع جرائم الحرب والجرائم ضد اإلنسانية
- 6حرمة المنزل واالتصاالت الشخصية والمال الشخصي
- 15حرية التنقل واالستقرار
- 11حرية الرأي والتعبير
- 12الحق في المعلومة الموجودة في حوزة اإلدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات التي
تسيير المرفق العام
-13حرية الصحافة فال يمكن تقييدها بموجب الفصل 21مع وضع القوانين المنظمة لذلك
-14الفصل 26المنظم لالجتماعات العمومية والتجمهر وتأسيس الجمعيات والنقابات واألحزاب
-15الحقوق المرتبطة باالنتخابات سواء بالتصويت أو الترشح والتمتع بالحقوق السياسية والمدنية
و تكافؤ الفرص .
ثانيا :
الحقوق االقتصادية واالجتماعية
كما نص دستور 2511على مجموعة من الحقوق االقتصادية واالجتماعية المرتبطة باألفراد
والجماعات
-1الحقوق المرتبطة بالفرد :من خالل الفصل 31لالستفادة من العالج والصحة العمومية
والضمان االجتماعي والتغطية الصحية والتعليم والتكوين المهني والتربية البدنية والسكن الالئق
والشغل والوظائف العمومية والماء والتنمية المستدامة .
32
-2الحقوق المرتبطة باألسرة :من خالل الفصل 32فاألسرة هي الخلية االساسية للمجتمع
وتعمل الدولة على ضمان حماية االسرة واالعتبار المادي والمعنوي للطفل .
-3حقوق الشباب :من خالل الفصل 33فيشجع على التنمية االجتماعية ومساعدة الشباب على
االندماج في الحياة العملية النشيطة و تيسير ولوج الشباب العالم التكنولوجيا واألنشطة الترفيهية
والفن والرياضة مع توفير األجواء المناسبة لذلك فتم استحداث مجلس استشاري للشباب .
-4حقوق ذوي الحاجات :من خالل الفصل ، 34من خالل إعادة تأهيلهم واالعتناء بهم .
-5حق الملكية ،حيث نص الفصل 35عليه وممارسته بموجب القانون وتضمن الدولة حق
المبادرة والتنافس الحر والحفاظ على الثروات الطبيعية وعلى حقوق األجيال القادمة .
التشريع الدستوري المغربي في مجال حقوق اإلنسان يتميز بما يلي :
-1يميز بين الحقوق المدنية والسياسية والحقوق االقتصادية واالجتماعية والحقوق الفردية
والجماعية
-2الباعث من دسترة بعض الحقوق في دستور 2511باالسم هو امتصاص الغضب الشعبي
وتحسين صورة المغرب في المنتظم الدولي
- 3توسيع مضمون الحقوق والحريات ليتم االنتقال إلى المفهوم الحديث لها
- 4تطرق الفصلين 41و 42إلى الحقوق الدينية والحقوق الفردية والجماعية
- 5انتقال المغرب من مجال الحريات العامة إلى مجال الحريات االساسية مراهنا بذلك على
االنخراط في المنظومة الدولية لحقوق اإلنسان
- 9التناقض القائم في عملية السرد الدستوري للحقوق والحريات وكذلك تعدد المرجعيات
االيديولوجية
- 7توسيع مجاالت الحقوق والحريات الواردة في الدستور وتسميتها باألساسية فضال عن طابعها
العام والكوني .
-1تسمية الحقوق والحريات في الباب الثاني باألساسية يجعلنا نؤكد وجود حقوق عادية غير
اساسية
المبحث الثاني :
المصادر األيديولوجية
المطلب األول :
المرجعية اإلسالمية
وتبدأ لنا من خالل الخطب الملكية والدستور المغربي واالتفاقيات والمعاهدات الدولية
الفرع األول :
الخطب الملكية
-1من خالل طبيعة النظام السياسي القائم في المغرب أي النظام الملكي القائم على البيعة التعاقدية
33
-2االحالة الملكية في الخطب على المرجعية االسالمية
الفرع الثاني :
من خالل الدستور
-1من خالل الفقرة 2من التصدير " المملكة المغربية دولة إسالمية "
- 2ما نص عليه الفصل 3من أن اإلسالم دين الدولة
-3ما نص عليه الفصل 41من أن الملك أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين
-4ما نص عليه الفصل 42من أن أولوية الشريعة االسالمية على ما عداها من الشرائع
الفرع الثالث :
من خالل االتفاقيات والمعاهدات
وتظهر من خالل التحفظات التي يسلكها المغرب كأسلوب للمصادقة عليها
- 1تحفظ المغرب على حرية الدين للطفل نظرا أن اإلسالم هو دين الدولة
- 2تحفظ المغرب على مقتضيات كل اتفاقية تتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية
المطلب الثاني :
المرجعية الغربية
أوال :ما نصت عليه الفقرة 3من تصدير الدستور من أن المغرب عضو نشيط فى إطار
المنظمات الدولية
ثانيا :في عملية تنظيم مختلف أنواع الحريات العامة
ثالثا :في عملية تصنيف الحقوق الواردة في الدستور المغربي حيث نجد تصنيفا غريبا خالصا
حيث قسم إلى الحقوق المدنية والسياسية كالحق في الحياة والمساواة وتحريم االعتقال التعسفي
وحرية التعبير والعبادة واالنتخاب والترشح والفكر والصحافة والتنقل ثم الحقوق االقتصادية
واالجتماعية والثقافية كالحق في الشغل والتعليم و االضراب والعالج والسكن والتجارة والمنافسة
الشريفة وحق الملكية وتكافؤ القرص ثم الحقوق البيئية وهي الحق في الماء والعيش في بيئة سليمة
والتنمية المستدامة ثم الحقوق الخاصة كحقوق الطفل والمرأة واألسرة والشباب واألشخاص ذوي
االحتياجات الخاصة واألشخاص المسنين .
الفصل الثاني :
دراسة أنواع من حقوق اإلنسان والحريات العامة
المبحث األول :
نماذج من حقوق اإلنسان
المطلب األول :
34
حق الشعب في تقرير المصير
هو مبدأ واسع و موضوع شائك يجمع بين مميزات الحقوق الفردية والجماعية .
الفرع األول :
مضمون حق الشعب في تقرير المصير
ظهر في القرن 25بعد كفاح طويل وأكد عليه العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية
والثقافية
"لكافة الشعوب الحق في تقرير المصير ولها أن تقر بحرية كيانها السياسي وتواصل بحرية نموها
االقتصادي واالجتماعي والثقافي ،وللشعوب الحق في التصرف بحرية في ثرواتها ومواردها
الطبيعية "
الفرع الثاني :
المغرب ومبدأ الحق في تقرير المصير
رغم أن المغرب حصل على استقالله لكن هناك إشكاليات في التصرف بحرية في الثروات
الطبيعية والموارد البشرية وحرية االختيار السياسي والحرية في اختيار المناهج االقتصادية
واالجتماعية والثقافية
المطلب الثاني :
الحق في التنمية
ال بد للحقوق من توفر التنمية فالجائع ال يمكنه أن يفكر في غير الخبز فأكبر عقبة أمام الحقوق هو
التنمية
الفرع األول :
تعريف الحق في التنمية
هو الحق في العيش الكريم وهو حق مختلف عن باقي الحقوق فهو حق فردي جماعي ومتعدد
األبعاد ويقتضي اتخاذ تدابير اقتصادية و سياسية ضرورية کتوزيع الثروات و الخيرات بشكل
عادل .
الفرع الثاني :
الحق في التنمية من خالل اآلليات الدولية
نظرا لمكانته المهمة نصت عليه الكثير من المؤسسات والمواثيق أهمها ميثاق االمم المتحدة ولجنة
األمم المتحدة لحقوق االنسان والمؤتمر العالمي لحقوق االنسان ،وهو مختلف عن باقي الحقوق
االخرى فهو ينتمي إلى الجيل الثالث من الحقوق مبني أساسا على الجيل األول المرتكز على
الحقوق الفردية المدنية
والسياسية والجيل الثاني المعتمد على الحقوق الجماعية االقتصادية واالجتماعية والثقافية
والمساواة .
35
المبحث الثاني :
نماذج من الحريات العامة
الحريات العامة في المغرب حليب بال زبد والتشريعات الداخلية ال تكف من محاولة تحديد نطاقها .
المطلب األول :
الحق في تأسيس الجمعيات
الفرع األول :
تعريف الجمعيات
عرفها ظهير " 1651هي اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص الستخدام
معلوماتهم أو نشاطهم لغاية غير توزيع األرباح فيما بينهم "
أركان قيام الجمعية :
-1االتفاق في االرادة و االهداف
-2المرونة والتعاون المستمر ،فمن حيث العدد شخصين كاف فبإمكان زوج و زوجته إنشاء
جمعية
-3المعيار غير توزيع األرباح بصفة غير مقاوالتية لكن المشرع يجيز تحقيق الربح لكن لفائدة
الجمعية وتجهيز الجمعية وتمويل االنشطة وليس لفائدة االعضاء
الفرع الثاني :
تأسيس الجمعيات
إذا كان الحق في تأسيس الجمعيات مطلقا في تعريفه فإنه مقيد في ممارسته بشروط موضوعية
وأخرى إجرائية توفق بين الحرية والسلطة .فالمغرب مثال لم يتبنى مبدأ اإلقليمية واشترط على
المستوى العضوي ضرورة أن يكون أعضاء المكتب المسير ينتمون لنفس االقليم أو الجهة أما
على المستوى الوظيفي فاشترط أن يشمل نشاط الجمعية سكان الجماعة مقر الجمعية وفي حدود
ضيقة استثنائية امكانية تمدد نشاط الجمعية على مجموع التراب الوطني أو خارج الوطن .
الفقرة األولى :
حرية تأسيس الجمعيات
الفصل الثاني من ظهير تأسيس الجمعيات يسمح بتأسيس الجمعية دون سابق إذن أو تصريح من
السلطات بشرط أن تقدم تصريحا إلى االدارة المحلية القائد أو الباشا والى وكيل الملك لدى
المحكمة االبتدائية بالدائرة
الفقرة الثانية :
كيفية تأسيس الجمعيات
36
تقدم الجمعية تصريحا لدى االدارة المحلية القائد أو الباشا مباشرة أو بواسطة عون قضائي يسلم
عنه وصل إيداع مؤقت مختوم ومؤرخ ثم توجه السلطة المحلية المذكورة إلى النيابة العامة نسخة
من التصريح قصد تمكينها من إبداء رأيها في الطلب ثم يسلم الوصل النهائي وجوبا داخل أجل
أقصاه ستون يوما وفي حالة
عدم تسليمه داخل أجل 95يوما جاز للجمعية أن تمارس نشاطها .
الفقرة الثالثة :
أنواع الجمعيات
منظومة الجمعيات فى المغرب جد واسعة ما بين المنفعة العامة والسياسية و االجنبية واالتحادية .
أوال :
الجمعيات الحاملة لصفة المنفعة العامة
هي كل جمعية ما عدا الجمعيات السياسية يعترف لها بالمنفعة العامة بعد إجراء بحث ويتم الرد
عليه في أجل ال يتعدى 9أشهر ويترتب على االعتراف بالجمعية مجموعة من الحقوق
وااللتزامات .
الشروط الالزمة لقبول طلب الحصول على صفة المنفعة العامة
-1أن تكون مؤسسة طبقا ألحكام الظهير الشريف رقم 1.51.379
-2ان تتوفر على القدرات المالية إلنجاز المهام المحددة في نظامها األساسي
- 3أن يكون لها نظام أساسي ونظام داخلي يضمن لألعضاء المشاركة الفعلية في تدبير الجمعية
- 4أن يكون الهدف هو المصلحة العامة محليا أو جهويا أو وطنيا
-5محاسبة مضبوطة توضح الوضعية المالية
-9أن تخضع للمراقبة االدارية وتقديم المعلومات للجهات االدارية
مسطرة اكتساب صفة المنفعة العامة
-1نسخة من الوصل النهائي إليداع ملف تأسيس الجمعية
-2نسختين من النظام األساسي والنظام الداخلي
-3نسختين من قائمة االعضاء فى المكتب المسير
-4تقرير عن أنشطة الجمعية وبرنامج عملها ل 3سنوات القادمة
-5الوضعية المالية للجمعية وقيمة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة
-9نسخة من محضر المداوالت للجهاز المختص في الجمعية الذي يأذن بتقديم طلب االعتراف
بصفة المنفعة العامة لفائدة الجمعية المعنية
نتائج االعتراف بصفة المنفعة العامة
االمتيازات المصاحبة لصفة المنفعة العامة :
37
- 1االمتالك ضمن الحدود المبينة في مرسوم االعتراف
- 2االقتناء بدون عوض بموجب عقود
- 3االلتزام باستعمال النقود في األهداف المخصصة لها
- 4اإلشارة إلى المبلغ التقديري من عملية التماس االحسان العمومي ،
أما االلتزامات المصاحبة لالعتراف فهي :
-1ضرورة التزام الجمعية بما ورد في قانونها األساسي
-2اإلمساك بالمحاسبة المالية و اإلدالء بالقوائم التركيبية للذمة المالية وقيمة الممتلكات .
ثانيا :
األحزاب السياسية
تنظم األحزاب بموجب الظهير الشريف رقم 1.11.199الصادر 2511بتنفيذ القانون التنظيمي
26.11
تعريف الحزب السياسي -أ
عرفته المادة 2من القانون السالف الذكر بأنه تنظيم سياسي دانم يتمتع بالشخصية االعتبارية
يؤسس طبقا للقانون بين أشخاص ذاتيين يتمتعون بحقوقهم المدنية والسياسية ويتقاسمون نفس
المبادئ واألهداف .
ويعمل على تأطير المواطنين وتكوينهم السياسي وانخراطهم في الحياة الوطنية وتدبير الشأن العام
والتعبير عن إرادة الناخبين و المشاركة في ممارسة السلطة على أساس التعددية والتناوب وفي
نطاق المؤسسات الدستورية .
ب -تأسيس األحزاب السياسية
نصت المادة 5من قانون األحزاب السياسية على جملة من الشروط
-1أن يكون المؤسسون بالغين 11سنة شمسية كاملة
-2أن يكون المؤسسون والمسيرين مسجلين في اللوائح االنتخابية العامة
-3أن يكون المؤسسون والمسيرين متمتعين بالحقوق المدنية والسياسية
-4أن يكون المؤسسون والمسيرون حاملين للجنسية المغربية وغير متحملين ألي مسؤولية
سياسية فى دولة أخرى قد يحملون جنسيتها .
ج -مسطرة تأسيس حزب سياسي
نصت على ذلك المادة 9من قانون األحزاب
-1ضرورة إيداع الملف لدى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية عن طريق مفوض قضائي مقابل
وصل مؤرخ ومختوم يسلم فورا .
-2ضرورة توجيه السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية نسخة من ملف التأسيس الى النيابة العامة
الحزب بمبادرة من الحكومة
38
-3ينشر بالجريدة الرسمية مستخرج من ملف التصريح بتأسيسٌ الحزب بمبادرة من الحكومة
د -مبادئ تنظيم األحزاب السياسية وتسييرها
-1أن يسير وفق مبادئ الديمقراطية ،ومراعاة مبادئ الحكامة والشفافية والمسؤولية والمحاسبة
-2تعميم مشاركة النساء والشباب
-3تحديد نسبة الشباب الواجب اشراكهم في االجهزة المسيرة للحزب
-4التوفر على هياكل تنظيمية وطنية و جهوية وفروع في الجماعات الترابية
-5تقديم مرشحين نزهاء و أكفاء ومؤهلين النظام األساسي للحزب
يجب أن يتوفر النظام األساسي للحزب على البيانات التالية :
-1تسمية الحزب ورمزه و مقره المركزي
-2اختصاصات وتأليف مختلف األجهزة
-3حقوق وواجبات األعضاء
-4طريقة ومسطرة تزكية مرشحي الحزب لمختلف العمليات االنتخابية
-5دورات انعقاد اجتماعات األجهزة
-9مدة انتداب المسؤولين
- 7شروط انخراط األعضاء وشروط إقالتهم أو استقالتهم
- 1العقوبات المطبقة على األعضاء وأجهزة الحزب المكلفة بذلك
- 6كيفية االنضمام للحزب وكيفية االنسحاب
- 15التوفر على أجهزة :المراقبة المالية ،التحكيم ،المناصفة ،الترشيحات ،المغاربة بالخارج
ثالثا :
الجمعيات األجنبية وما في حكمها
عرفها المشرع المغربي في الفصل 21من قانون الجمعيات األجنبية بأنها الهيئات التي لها
مميزات جمعية ولها مقر في الخارج ويكون مسيروها أجانب أو يديرها أجانب ومقرها في
المغرب وهي تخضع إلى شروط الجمعيات في المغرب مع شروط إضافية تتعلق بعدم مباشرة أي
نشاط في المغرب إال بعد تصريح سابق كما يمكن للحكومة أن ترفض تأسيس الجمعية أو عند
طارئ على المسيرين أو االدارة أو عند إحداث فروع أو مؤسسات أخرى تابعة للجمعية األجنبية
بالمغرب .
رابعا :
الجمعيات االتحادية الجامعات
يمكن للجمعيات المصرح بها أن تكون اتحاديات وجامعات ويجب أن يقدم في هذا الخصوص
تصريح يحتوي على الجمعيات المنضوية تحته وكذا على األهداف من تأسيسه ويطبق عليه نفس
قانون الجمعيات.
39
المطلب الثاني :
التجمعات العمومية
نفرق بين االجتماعات العمومية والمظاهرات بالطرق العمومية و التجمهر
الفرع األول :
االجتماعات العمومية
الفقرة األولى :
تعريف التجمعات العمومية
عرفها المشرع في الفصل 1من ظهير 1651المتعلق بالتجمعات العمومية :هو كل جمع مؤقت
مدبر مباح للعموم وتدرس خالله مسائل مدرجة في جدول أعمال محدد من قبل .
الفقرة الثانية :
شروط عقد االجتماعات العمومية
يمكن أن تعقد دون إذن مسبق وفق شروط :
- 1ان يسلم تصريح لإلدارة العمومية المسؤولة يبين المكان والزمان
- 2التصريح بموضوع االجتماع
- 3التصريح موقع من طرف 3أشخاص يقطنون في نفس العمالة مع عناوينهم ونسخ من البطاقة
الفقرة الثالثة :
الموانع الواردة على االجتماعات العمومي
- 1عدم عقدها في الطرق العمومية
- 2عدم تمديد وقتها إلى ما بعد 12ليال
- 3ان يكون لالجتماع رئيس مكلف يحافظ على النظام واحترام القانون
- 4يمنع أن يكون في االجتماع شخص يحمل سالحا
الفرع الثاني :
المظاهرات بالطرق العمومية
الفقرة األولى :
ماهي المظاهرات المباحة
نص ظهير التجمعات العمومية أنها تخضع لوجوب تصريح مسبق ،جميع المواكب
واالستعراضات والمظاهرات بالطريق العمومية ويعفى من ذلك التي تجري طبقا للعادات و التقاليد
.
40
- 1الجنائز :من منزل الميت إلى المقبرة وتعتبر من المتعارف عليها شعبيا
- 2االحتفاالت بالمولود
- 3االحتفاالت بالزواج
- 4استعراضات القوات العمومية مثل الجيش أو الدرك تسري عليها عدم الحصول على
التصريح بل يكتفي باألخبار واإلشعار للسلطات المحلية .
الفقرة الثانية :
شروط التظاهر في الطرق العمومية
- 1تسليم التصريح بالتظاهر إلى االدارة المحلية في ظرف 3أيام قبل تاريخ المظاهرة
- 2التصريح يتضمن األسماء للمنظمين ويوقع عليه 3أفراد على األقل ممن يسكنون في نفس
المنطقة
- 3التصريح بالمكان والساعة والتاريخ والطرق المنوي المرور منها
الفرع الثالث :
التجمهر
ويندرج ضمن التجمعات العمومية
الفقرة األولى :
تعريف التجمهر
تجمع بديهي عارض غير منظم يسعى إلى تحقيق غاية غير مشروعة ومن شأنه أن يؤدي إلى
اضطرابات أو المس باألمن العام ،نصت عليه الفصول 17إلى 25من ظهير التجمعات
العمومية ،ويمنع التجمهر سواء كان سلميا أو مسلحا إال بشرطين وهما عدم المساس بالنظام العام
وأن ال يكون مسلحا .
الفقرة الثانية :
حاالت التجمهر المسلح
ويعتبر مسلحا في حالتين إذا كان أشخاص ضمن المتجمهرين مسلحا ولم يقع اقصاؤهم من طرف
المتجمهرين ،ويتم االعالن عن طريق مكبر الصوت عن تفريق المتجمهرين وإال تتدخل القوة
العمومية بالقوة حماية للممتلكات العامة .وتقع المسؤولية على المنظمين .
الفرع الرابع :
الوقفات االحتجاجية
تتميز عن المظاهرات العمومية بكونها :
- 1الثبات والسكون
- 2التحديد الزمني
41
- 3التحديد المكاني أمام مبنى حكومي أو خصوصي
الفقرة األولى :
تعريف الوقفات االحتجاجية
هي تطور ناتج عن مفهوم النضال الديمقراطي وتعني المطالبة بحق من الحقوق أو التنديد بأمر ما
سلميا فتكون معارضة أو مناصرة ولم يتطرق إليها ظهير التجمعات العمومية لكننا نحيلها إلى
االجتهاد القضائي لملء الفراغ التشريعي الناتج عن هذه الممارسة .
وهي اجتماع عارض وتلقائي محدد من الناحية الزمنية والمكانية ينبغي أن يخضع لتصريح مسبق
من الجهات المعنية .
الفقرة الثانية :
شروط ممارسة الوقفات االحتجاجية
- 1أن ال يكون االعتداء على حق خاص أو عام
- 2ان ال يكون في زمن ومكان غير مناسبين
- 3تقديم طلب تصريح إلى السلطة المحلية
- 4المدة الزمنية للوقفة
- 5مكان الوقفة االحتجاجية
المطلب الثالث :
حرية الصحافة
ويراد بها قدرة الصحفيين على استعمال حقهم في التعبير و االبداء عن رأيهم في الصحف
والمجالت
والمطبوعات ومواقع االنترنيت ،فحرية الصحافة تساعد على إقامة حكم سياسي ديمقراطي .فهي
من الحريات العامة .
الفرع األول :
الصحافة والطباعة والنشر وترويج الكتب
نص الفصل 1من قانون الصحافة على ما يلي :
- 1حرية الصحافة مضمونة بنص القانون
- 2لوسائل اإلعالم الحرية في الوصول إلى المعلومة من مختلف مصادرها ما لم تكن سرية
بنص القانون وتمارس في إطار مبادئ الدستور وأحكام القانون المنظم للمهنة واحترام أخالقيات
المهنة
الفرع الثاني :
الصحافة الدورية
42
الفقرة األولى :
تعريف الصحافة الدورية
عرفها الفصل 11من قانون الصحافة انها تصدر في فترات منتظمة
الفقرة الثانية :
شروط النشر
- 1أن يقدم كل مطبوع دوري في نسختين إلى النيابة العامة لدى المحكمة االبتدائية
-2تعيين مدير للنشر
المطلب الرابع :
حريات أخرى
الفرع األول :
حرية التجول والتنقل
تعتبر حرية التجول والتنقل من الحريات العامة التي نص عليها الدستور
الفقرة األولى :
تعريف حرية التجول والتنقل
هي حرية االفراد في االنتقال من مكان إلى مكان آخر في ظل القانون المعمول به وحق الفرد في
الهجرة من الوطن ومغادرته ،المادة 13من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان :لكل فرد الحق في
حرية التنقل وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة أو المغادرة إلى أي بلد بما في ذلك حق
الرجوع إلى بلده .
الفقرة الثانية :
مظاهر التمتع بحرية التنقل
يضمن الدستور حرية التنقل واالستقرار في أي مكان داخل المغرب وهي خاصية دستورية ال
تعني المغرب فقط
الفرع الثاني :
حرية التعبير و الرأي
الفقرة األولى :
تعريف حرية التعبير و الرأي
وهي قدرة الفرد على التعبير عن رأيه بكل حرية بغض النظر عن الوسيلة التي يسلكها سواء
بالنشر أو الكتابة أو االتصال بالناس أو بواسطة البريد أو اإلذاعة أو المسرح أو األفالم أو
التلفزيون أو الصحف .
43
الفقرة الثانية :
مظاهر وقيود حرية الرأي والتعبير
- 1اذا ما انصبت على عالقة االفراد فيما بينهم وعالقتهم بالسلطة
- 2احترام حقوق اآلخرين وسمعتهم
- 3حماية األمن الوطني والنظام العام والصحة العامة واألخالق
الفرع الثالث :
حريات أخرى
- 1حرية الحياة الخاصة ،فالمادة " 6لكل فرد الحق في احترام حياته الخاصة .
- 2حرمة المسكن ،ضد اقتحامه دون رضاه وحرية استخدامه وتعديله وتشكيله وتنظيمه وتمتد
إلى ملحقاته كالسور والحديقة وقد نص على ذلك الفصل 15من الدستور :المنزل ال تنتهك
حرمته وال تفتيش وال تحقيق إال طبق الشروط واإلجراءات المنصوص عليها فى القانون .
- 3حرية التعليم وتقوم على 3محاور :
-حق نشر المعلومات و األفكار والرأي والنشر
-حق الفرد في التعليم ولوج المؤسسات التعليمية
-حق الفرد في اختيار المعلمين والمدارس
- 4حرية العقيدة وهي حرية الشخص في اختيار الدين الذي يرغب فيه بكامل الحرية .
44