You are on page 1of 44

‫كل الحقوق تمر بثالثة مراحل ‪ :‬السخرية منها وثانيا معارضتها وثالثا قبولها واعتبارها شيئا‬

‫بديهيا‪.‬‬
‫كل المجتمعات تمر بمراحل أساسية ‪ :‬الفوضى‪ ،‬االستبداد ثم الديمقراطية‪.‬‬
‫وكل مرحلة منها تتميز بأدوات واليات مميزة لها ‪ ،‬فيرى فيها البعض تعسفا بينما يراها البعض‬
‫ضرورة‪ ،‬و نراها نحن فلسفة لها عالقة بتطور قواعد العيش الجماعي فال غرابة أن تنبح السلطة‬
‫وال عجب أن تغرد الحرية‪ ،‬و بينهما حراك مجتمعي‪ ،‬صراع مجتمعي قبل أن يكون بين أفراد و‬
‫قبل أن يكون بين مؤسسات ‪ ،‬ويطرح السؤال الفكري القائم على المواطنة‪ ،‬من أنا ؟ و أين أنا ؟ و‬
‫لماذا ؟‬
‫تجيب السياسة بلغة المصالح ويجيب االقتصاد بالمال وتجيب االخالق بالخير فال تصارع وال‬
‫وحشية إنما هو عيش مشترك في ظل اختالف دون حقد في مناشدة لمجتمع راق‪ ،‬مجتمع الحقوق‬
‫والحريات‪.‬‬

‫هي مكونة من كلمتين الحقوق و االنسان ‪ ،‬سنقف عند المعنى اللغوي لكلمة حق ‪ ،‬ثم المفهوم‬
‫االصطالحي قبل أن نعرج على المفهوم االسالمي لحقوق االنسان ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪:‬‬


‫المفهوم اللغوي للحق‬
‫المطلب األول ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الحق فى المعاجم العربية‬
‫يقال في اللغة حق إذا وجب وثبت ‪ ،‬و يأتي بخمسة مفاهيم ‪:‬‬
‫‪ - 1‬نقيض الباطل‬
‫‪ -2‬اليقين‬
‫‪ - 3‬حقوق العباد‬
‫‪ - 4‬واجب شرعي و قانوني‬
‫‪ - 5‬المباح سواء أخالقي أو قانوني ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الحق فى المعاجم األجنبية‬
‫تدل أحيانا على القانون ‪ right‬أو ‪ law‬وتعني في االصل الالتيني للكلمة السير بصورة مستقيمة‬
‫وحسب قاعدة معينة ‪ ،‬فكلمة ‪ droit‬تعني مجموعة القواعد التي تنظم عالقات الناس في المجتمع‬
‫وتعني أحيانا حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫المفهوم االصطالحي لحقوق اإلنسان‬
‫نأتي بثالثة تعاريف أساسية ‪ :‬تعريف تقني وتعريف علمي وتعريف عام‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫التعريف العلمي لحقوق االنسان‬
‫عرفه بروني كاسان الحائز على نوبل لحقوق اإلنسان ‪ 1691‬بقوله ‪ :‬هو فرع خاص من فروع‬
‫العلوم االجتماعية موضوعه هو دراسة العالقات القائمة بين األشخاص وفق الكرامة االنسانية مع‬
‫تحديد الحقوق والخيارات الضرورية لفتح شخصية كل كائن إنساني ‪.‬‬
‫نستنبط من هذا التعريف ثالثة عناصر أساسية لمفهوم حقوق اإلنسان ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ضرورة إضفاء الطابع العلمي على كل تعريف لحقوق اإلنسان‬
‫‪ - 2‬ضرورة اعتبار الكرامة االنسانية معيارا أساسيا في وجود هذا العلم‬
‫‪ - 3‬ضرورة تميز أي تعريف بالبحث عن الخيارات التي من شأنها ضمان هذه الكرامة االنسانية‬
‫‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫التعريف التقني لحقوق االنسان‬
‫ذهب بعض الباحثين وعلى رأسهم كاغل فاسال إلى إعطاء مقاربة إدخال ‪ 55.555‬كلمة في‬
‫الحاسوب واستخراج تعريف جامع مانع تقني لكلمة حقوق اإلنسان جاء كالتالي "حقوق االنسان‬
‫علم يهم كل شخص والسيما اإلنسان العامل الذي يعيش في إطار دولة معينة والذي إذا ما كان‬
‫متهما بخرق القانون أو ضحية حالة حرب يجب أن يستفيد من حماية القانون الوطني والدولي وأن‬
‫‪2‬‬
‫تكون حقوقه خاصة الحق في المساواة مطابقة لضرورات المحافظة على النظام العام " يستشف‬
‫من هذا التعريف ثالثة نقاط ‪:‬‬
‫‪ -1‬ارتباط الحديث عن حقوق اإلنسان بوجود دولة وسلطة‬
‫‪ -2‬ال يتصور الحديث عن حقوق اإلنسان إال إذا كان هناك خرق لحماية قانونية وطنية أو دولية‬
‫‪ -3‬ضرورة األخذ بعين االعتبار عند الحديث عن حقوق االنسان متطلبات الحفاظ على النظام‬
‫العام ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫التعريف العام‬
‫ارتبط هذا التعريف بالفرنسي إيف ماديو الذي عرفه بأنه " دراسة الحقوق الشخصية المعترف بها‬
‫وطنيا ودوليا والتي في ظل حضارة معينة تضمن من جهة الجمع بين تأكيد الكرامة االنسانية‬
‫وحمايتها ومن جهة أخرى المحافظة على النظام العام " نستنتج من هذا التعريف ‪:‬‬
‫‪ - 1‬وجود بعدين لحقوق اإلنسان بعد وطني وآخر دولي من المفروض أن ال يتعارضا استنادا‬
‫إلى كونية وشمولية حقوق اإلنسان وعدم قابليتها للتجزئة‬
‫‪ -2‬ضرورة األخذ بعين االعتبار حدود الحقوق والحريات الشخصية المتمثلة في المحافظة على‬
‫النظام العام ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪:‬‬
‫تعاريف آخری‬
‫أمام تعدد التعاريف كان ال بد من الخروج بتعريف خاص مبسط وشامل ‪.‬‬
‫‪ -‬أوال تعريف ليا ليفين ‪ :‬ويرى أن له تعريفان ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن اإلنسان لمجرد أنه إنسان له حقوق ثابتة وطبيعية وهذه هي الحقوق المعنوية النابعة من‬
‫إنسانية كل كائن بشري تستهدف ضمان كرامته‬
‫‪ -2‬هي الحقوق القانونية التي أنشئت طبقا لعمليات سن القوانين في المجتمعات الوطنية والدولية ‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬تعريفنا الخاص ‪ ،‬حقوق اإلنسان تنصرف للداللة على كل ما يسهم في سمو اإلنسان‬
‫سواء كانت ذا مصدر طبيعي أو ديني أو وضعي بشكل يحافظ على الكرامة االنسانية و يدعم‬
‫العيش المشترك الذي يستلزم في نفس الوقت مراعاة قواعد النظام العام ‪.‬‬
‫هذا التعريف يركز على ثالثة عناصر أساسية ‪:‬‬
‫‪ -1‬عنصر سمو اإلنسان وتعزيز المبادئ اإلنسانية كمنع الرق أو عبادة البشر وحرية التصرف‬
‫والحق في العيش الكريم‬
‫‪ -2‬مصدر حقوق اإلنسان هو القانون سواء كان طبيعيا أو وضعيا ‪ ،‬وطنيا أو دوليا‬
‫‪ -3‬موضوع حقوق اإلنسان مفتوح على جميع اإليديولوجيات ما دامت تتوخى ضمان سيادة‬
‫مظاهر االنسانية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬‬
‫المفهوم اإلسالمي لحقوق اإلنسان‬
‫تميز مفهوم حقوق االنسان في االسالم بترکيزه علی مفهوم الحق بشکل مستقل عن صاحبه ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬‬


‫مفهوم الحق فى القرآن الكريم‬
‫‪ - 1‬بمعنى هللا سبحانه ‪ ،‬ذلك بأن هللا هو الحق ‪ ،‬األنعام ‪93‬‬
‫‪ - 2‬بمعنى العلم ‪ ،‬إن الظن ال يغني من الحق شيئا ‪ ،‬النجم ‪21‬‬
‫‪ - 3‬بمعنى نقيض الباطل ‪ ،‬وال تلبسوا الحق بالباطل ‪ ،‬البقرة ‪41‬‬
‫‪ - 4‬بمعنى كتب هللا ‪ ،‬وال تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ‪ ،‬المائدة ‪15‬‬
‫‪ - 5‬بمعنى العدل ‪ ،‬قال ربك الحكم بالعدل ‪ ،‬األنبياء ‪111‬‬
‫‪ - 9‬بمعنى الصدق ‪ ،‬وهللا ال يستحيى من الحق ‪ ،‬االحزاب ‪53‬‬
‫‪ - 7‬بمعنى النصيب أو الحصة ‪ ،‬في أموالهم حق للسائل والمحروم ‪ ،‬الذاريات ‪16‬‬
‫‪ - 1‬بمعنى الهداية والصواب ‪ ،‬فماذا بعد الحق إال الضالل ‪ ،‬يونس ‪55‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫مفهوم الحق فى السنة النبوية‬
‫‪ - 1‬بمعنى حق المسلم على المسلم ‪ ،‬وهي رده السالم وعيادة المريض واتباع الجنازة وإجابة‬
‫الدعوة وتشميت العاطس‬
‫‪ - 2‬بمعنى حق الولد على والده أن يعلمه السباحة والكتابة والرماية وأن ال يطعمه إال حالال‬
‫وبالتالي مفهوم حقوق االنسان في االسالم يدخل في مجال الضروريات والواجبات ابتداء من‬
‫محاسبة أولي األمر وحفظ النظام العام و مرورا بحرية الفكر واالعتقاد والتعبير ثم انتهاء بواجبات‬
‫الملبس والمأكل والمسكن واألمن ‪.‬‬
‫وهكذا نظر االسالم إليها باعتبارها واجبات وضروريات وليست حقوقا فقط ‪.‬‬
‫نخلص إلى ان مفهوم حقوق اإلنسان يتأرجح بين خطابين ‪ ،‬الخطاب الطبيعي ذو المصدر الغربي‬
‫الذي يركز على ذاتية اإلنسان والخطاب الديني الذي يستند إلى التكريم اإللهي لإلنسان وهو ال‬
‫يتعارض في مضمونه مع المذهب الطبيعي الغربي ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫تعريف الحريات العامة والح ريات األساسية‬
‫لفظ مركب من كلمتين حرية ثم عامة ‪ ،‬نتطرق أوال إلى مفهوم الحرية ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫المفهوم اللغوي للحرية‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫مفهوم الحرية في المعاجم العربية‬
‫المقصود من كلمة الحرية هو ‪ :‬االباحة القانونية التي تعطي لإلنسان فعل ما يريد أو ترك ما يريد‬
‫شريطة عدم اإلضرار بالغير ‪.‬‬
‫في المعاجم العربية ال يخرج مفهوم الحرية عن معنيين اثنين ‪:‬‬
‫‪ - 1‬انعدام كل شكل من اشكال االكراه البدني أو المعنوي المباشر أو الغير المباشر‬
‫‪ - 2‬السلطة التي يملكها شخص في مجتمع منظم للقيام أو عدم القيام بعمل ما ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الحرية في المعاجم األجنبية‬
‫الحرية في المعجم الفرنسي تعني حالة الشخص الذي ال يوجد في وضعية تبعية تامة لشخص آخر‬
‫أي أن الشخص ليس في حالة عبودية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫المفهوم االصطالحي للحرية‬
‫يختلف المفهوم االصطالحي للحرية باختالف المبادئ التي يقوم عليها كل من المبدأ الفردي‬
‫واالشتراكي ‪ ،‬فكلمة حرية تظل معقدة التعريف وغير واضحة ممارسة وغير محددة أسلوبا وقد‬
‫عرفها الرئيس األمريكي‬
‫لنكولن في أحد خطاباته ‪ :‬إن العالم لم يصل أبدا إلى تعريف كلمة حرية ‪ ،‬األمر الذي يجعلنا‬
‫نتناولها من الوجهة المذهبية المتعارف عليها عالميا ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫الحرية من منظور المذهب الفردي‬
‫حسب جون ستيوارت ميل فإن الحرية هو عدم اإلضرار بالغير ‪ ،‬فهو يقول ‪ :‬أنت حر ما لم تضر‬
‫‪.‬‬
‫إال أن هذا المعيار يبقى قاصرا ألنه لم يضع حدا فاصال بين أثر تصرفات الشخص على نفسه‬
‫وغيره وقد‬
‫ضربوا مثال بشخص يشرب الخمر فهو يضر نفسه وربما يضر غيره ألنه يصبح طاقة معطلة‬
‫وعالة على المجتمع ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الحرية من منظور المذهب االشتراكي‬
‫تتحقق فقط في المرحلة الشيوعية التي تختفي فيها ظاهرة السلطة فتتحقق الحرية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫تعاريف أخرى للحرية‬
‫تعريف لينز ‪ :‬هي قدرة اإلنسان على فعل ما يراه ‪ ،‬والذي يملك الوسائل أكثر تكون له حرية‬
‫أكثر فاألغنياء أكثر حرية من الفقراء وهو تعريف مادي وهو تعريف غير مقبول ألن الحرية‬
‫إحساس وشعور و ممارسة‬
‫تعريف فولتير ‪ :‬عندما أقدر على ما أريد فتلك حريتي ‪ ،‬وهو تعريف غير مقبول ألنه قد يتجاوز‬
‫قواعد الجماعة فيجب األخذ بعين االعتبار إرادة اآلخرين ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬‬
‫المفهوم االصطالحي للحريات العامة‬
‫كلمة عامة في الحريات العامة يتماشى مع القانون العام والمرفق العام والقطاع العام فهو يحيل‬
‫إلى تدخل الدولة وأجهزتها لكن الفقه اختلف في ذلك ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اتجاه أول قال ان وصف الحرية بالعامة يعني أن تترتب واجبات على الدولة القيام بها ‪ ،‬وقد‬
‫تكون سلبية كعدم المساس بسالمة المواطن أو تكون إيجابية كخلق فرص العمل ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اتجاه ثاني يشير الى تدخل السلطة أي أنه ال توجد حرية خاصة فاألفراد ملزمون باحترام‬
‫اآلخرين والدولة مل زمة بتقنين ممارسة الحريات وضبط احترامها وهنا يحضر مفهوم عامة الدولة‬
‫تتدخل لالعتراف بها وتنظيم ممارستها عن طريق القانون الوضعي تجنبا للفوضى ‪.‬‬
‫‪ - 3‬االتجاه الثالث يذهب إلى أن عامة تلحق بكلمة الحرية عندما تتقرر الحرية للجميع فتكون‬
‫ممارستها لجميع االفراد فهي للجميع ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫التعريف األنطولوجي والتعريف السياسي‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫التعريف األنطولوجي للحرية‬
‫يتوضح هذا التعريف من خالل عالقة اإلنسان بالعام ‪ ،‬فهو يعرف الحرية كسلطة ذاتية يتمتع بها‬
‫الشخص لتقرير مصيره فاإلنسان بهذا المبدأ هو سيد نفسه فهو حر ‪ ،‬و نالحظ هنا أن مفهوم الحق‬
‫له مفهوم أوسع من مفهوم الحرية ‪ ،‬فالحرية هي سلطة لتقرير المصير يمارسها اإلنسان على نفسه‬
‫كحرية التنقل والتجول والمظهر ‪ ..‬دون انتظار تدخل الغير بخالف الحقوق التي لها وجهان فمرة‬
‫تشمل سلطة تقرير المصير ومرة تعني السلطة التي يمارسها على الغير ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫التعريف السياسي للحرية‬
‫التعريف السياسي يتطرق للعالقة القائمة بين اإلنسان والسلطة فهو يحاول تقديم الحرية كمجال‬
‫لألنشطة التي تظل بعيدة عن االكراهات المجتمعية فهو يشمل ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ - 1‬تعريف الحرية كمجال للمشاركة وهي امكانية المحكوم في أن يصبح حاكما ‪ ،‬كما تضم حرية‬
‫التصويت وحرية الترشح واالنتخاب ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اعتبار الحرية بالمفهوم السياسي حرية مستقلة وهو مفهوم الليبرالي يقوم على استقاللية‬
‫المحكومين كالحق في التنقل و األمن والتعبير ‪.‬‬
‫نستنتج أن الحريات العامة والحريات السياسية كل له مجاله الخاص ومع ذلك ال يتعارضان ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫التعريف الفقهي والقضائي للحريات العامة‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫تعاريف فقهية‬
‫‪ -1‬تعريف بغود ‪ :‬الحريات العامة عبارة عن واجبات أو التزامات قانونية اتجاه الدولة والتي‬
‫توضع على شكل قواعد لها قيمة دستورية تشمل حقوق االفراد ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف لبرتون ‪ :‬الحريات العامة هي سلطات تقرير المصير تتوخى تأمين استقالل الشخص‬
‫والمقررة في القواعد التشريعية وتستفيد من نظام قانوني ذو حماية قوية حتى في مواجهة السلطة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف روش ‪ :‬الحريات العامة هي مجموع الحريات األساسية السائدة في دولة عصرية‬
‫ليبرالية والتي ضرورية للحرية الحقيقية ‪.‬‬
‫هذا التعريف ال يميز بين الحرية العامة والحرية االساسية‬
‫يتبين أن الحريات العامة هى حقوق أساسية بينما الحقوق االساسية ليست بالضرورة حريات عامة‬
‫‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫التعريف القضائي للحرية‬
‫تعريف مجلس الدولة الفرنسي ‪ 1647‬الذي عرفها كما يلي ‪ :‬الحريات العامة تشمل نوعان من‬
‫الحريات ‪ ،‬من جهة الحرية الكالسيكية المرتبطة بالمفهوم الفردي وهي حرية التجول و االمن ‪...‬‬
‫ثم الحقوق الكبرى وهي تتعلق بالتعامل مع الغير وليس فقط بشخص واحد كحرية التجمهر‬
‫والتحزب وتأسيس األحزاب والجمعيات والنقابات وحرية الصحافة وحرية الرأي والعقيدة التعليم ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪:‬‬
‫الحرية في اإلسالم‬
‫جعل هللا الحرية أمرا فطريا تولد مع اإلنسان ‪.‬‬
‫ففي القرآن الكريم لم ترد كما هي في العلوم السياسية المعاصرة لكن مضمونها ثابت فالجزاء مثال‬
‫مقترن بحرية اإلنسان في االختيار ‪ ،‬وأن ليس لإلنسان إال ما سعى ‪ ،‬النجم ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أما في السنة النبوية فنصارى نجران آمنهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على أموالهم وعقيدتهم‬
‫وأطفالهم ومتاعهم ولم يمسسهم بسوء بل كفل لهم كل الحقوق المدنية والحماية وحرية التعبد‬
‫واالعتقاد ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪:‬‬
‫الحريات االساسية‬
‫يعتبرها البعض هي الحقوق الدستورية ويعتبرها البعض حريات عامة ‪.‬‬
‫لكن الواقع أن الحريات االساسية مفهوم خاص مرتبط بالجماعة وطبيعة العالقة القائمة بين‬
‫السلطة والحرية وبوظائف الفرد والدولة داخل الجماعة فالحريات االساسية لها معاني بقواعد‬
‫العيش المشترك ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الحريات األساسية هي الواردة في الدستور أما الحريات االخرى فهي حريات عامة‬
‫‪ - 2‬الحريات االساسية تمثل قيدا على االفراد و المؤسسات فال يحق ألحد مصادرتها فهي مستلقة‬
‫عن السلطة و االفراد فالتدخل ال يمكن أن يكون إال من أجل توسيع وضمان ممارستها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الحريات االساسية مرتبطة بتعزيز قواعد العيش المشترك وبالتعايش بين مكونات المجتمع‬
‫افرادا وسلطة ومؤسسات وليس فقط بالثنائية سلطة حرية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬الحريات االساسية ال تعني فقط التنصيص على الحقوق والحريات بل االستمتاع بها وتوفير‬
‫المستلزمات الالزمة لها كاإلنارة والنظافة والطرق والمناطق الخضراء ‪..‬‬
‫‪ - 5‬الحريات االساسية تنقلنا من منطق الصراع بين السلطة والحرية إلى منطق التعايش بأدوات‬
‫ناعمة مبنية على الحقوق والواجبات بين الطرفين مع ربط الحق بالواجب للفرد وربط الواجب قبل‬
‫الحق بالنسبة للسلطة ‪.‬‬
‫‪ -9‬الحريات االساسية ترتبط بترسيخ مجتمع الحقوق والحريات ودولة القانون والمؤسسات و‬
‫المساواة بين أفراد المجتمع قائمة على التنظيم والتوجيه ال على األمر والنهي والزجر ‪.‬‬
‫المبحث السادس ‪:‬‬
‫عالقة الحريات العامة بفروع القانون‬
‫القانون ينظم ممارسة الحريات العامة لألفراد ثم أنه يقيدها بغية السمو بالسلوك االنساني نحو‬
‫التحضر والتمدن والتنظيم ‪ ،‬فالقانون سيف ذو حدين فهو يمكن ان يستعمل كأداة للقمع والطغيان‬
‫ويمكن أن يكون ضامنا للحريات العامة في مجتمع راقي و حداثي تتحقق فيه الكرامة االنسانية‬
‫والحياة االنسانية الكريمة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫عالقة حقوق اإلنسان بالحريات العامة‬
‫الحريات العامة شكل من أشكال حقوق اإلنسان التي ترتبط بحرية اإلنسان فهي فرع متفرع من‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان المتعارف عليها عالميا ويتجلى الفرق بين الحريات العامة وحقوق اإلنسان‬
‫فى نقطتين ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -1‬الصورة التقليدية ‪:‬‬
‫ان حقوق اإلنسان مستمدة من تصورات القانون الطبيعي الذي يعطي االنسان مجموعة من الحقوق‬
‫كإنسان يحميها القانون الوضعي ويضمنها أما الحريات العامة فهي تلك الحقوق المعترف بها من‬
‫طرف السلطة العامة بمعنى أن السلطة تصرفت في القانون الطبيعي ومررته ليصبح قانونا وضعيا‬
‫بتصرف منها ‪ ،‬كما أن كلمة حقوق االنسان لها معنى طبيعي واسع بينما الحريات مقيدة دائما‬
‫بالنصوص القانونية ونوع النظام السياسي القائم والظرف االقتصادي واالجتماعي في كل دولة ‪.‬‬
‫وعليه فالحريات ولدت من رحم حقوق اإلنسان ‪ ،‬الذي يبقى أوسع مفهوما وداللة من الحريات‬
‫العامة التي تتطور دائما مع تطور المجتمع بينما تظل فلسفة حقوق اإلنسان هي األصل ومادة‬
‫أعمق والينبوع الذي تستقي منه الحريات العامة مفاهيمها المتجددة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الصورة الحديثة ‪:‬‬
‫تحاول هدم الفرق بين حقوق اإلنسان والحريات العامة انطالقا من كون كالهما يسعى للسمو‬
‫اإلنساني وتحقيق الكرامة االنسانية فالغاية واحدة فقط أن حقوق اإلنسان تستدعي تنزيال لها ‪،‬‬
‫فحقوق اإلنسان مرتبطة بشخص اإلنسان بينما الحريات العامة تصل إلى تحديد طبيعة النظام‬
‫السياسي السائد وعالقته بالمشروعية وحماية الحريات العامة لألفراد والجماعات ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫عالقة الحريات العامة بفروع القانون‬
‫الحريات العامة ملتقى العديد من المعارف القانونية التي تدرس بكليات الحقوق ‪ ،‬فهي تضرب‬
‫بجذورها في مواد القانون العام كما تعد مصبا لمواد القانون الخاص حيث كانت تدرس ضمن مواد‬
‫القانون الدستوري والجنائي والمدني لكن ابتداء من الستينات أصبحت مادة مستقلة ذلك أن تدريس‬
‫الحريات العامة ضمن مواد القانون العام أو الخاص أدى إلى إهمال الكثير من الحريات كحرية‬
‫الصحافة واالجتماع ‪..‬‬
‫كما أن التطور الدولي الحاصل جعل حماية الحقوق تخرج من إطارها الوطني وهكذا أصبحت‬
‫مادة بحد ذاتها ثم تم الفصل بين مادة حقوق اإلنسان ومادة الحريات العامة اللتين أصبحتا ضمن‬
‫مواد القانون العام ثم خرجتا إلى فضاءات أوسع شملت مراكز التكوين والمعاهد المتخصصة في‬
‫حقوق االنسان ودخلت إلى مواد كليات االداب والعلوم االنسانية لتشمل الكثير من المستويات‬
‫التعليمية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫الحريات العامة ومواد القانون العام‬
‫‪ - 1‬الحريات العامة و القانون الدستوري ‪ :‬الذي يعطي للحريات العامة إطارها القانوني من‬
‫خالل ديباجة الدستور أو من المواد بداخله‬
‫‪ - 2‬الحريات العامة والقانون االداري ‪ :‬ألن اإلدارة تمارس عملها في جو االفراد فيدخل‬
‫عنصر الشرعية والطعن أمام القضاء االداري والعقوبة على الشطط في استعمال السلطة ‪...‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ - 3‬الحريات العامة وعلم السياسة ‪ :‬كنظرية العقد االجتماعي و نناقش هنا األفكار السياسية‬
‫مثال أفكار روسو وهوبز و مونتسکيو و هيغل و جون لواليت ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫الحريات العامة ومواد القانون الخاص‬
‫‪ -1‬الحريات العامة والقانون الجنائي ‪ :‬المتهم بريء حتى تثبت إدانته ‪ ،‬الشك يفسر لصالح المتهم‬
‫‪ ،‬هذه بعض عناوين الحريات العامة التي تجد أصلها في الفكر القانوني الحديث وأصبحت من‬
‫أركان المحاكمة العادلة ‪ ،‬فالقانون الجنائي والمسطرة الجنائية لهما عالقة بالحريات العامة كما هو‬
‫الفعل بالنسبة الختصاصات الشرطة القضائية أو االعتقال التعسفي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الحريات العامة والقانون المدني ‪ :‬نتطرق هنا إلى حق الملكية وحمايتها‬
‫‪ - 3‬الحريات العامة والقانون التجاري ‪ :‬نتحدث هنا عن حرية التجارة والصناعة‬
‫‪ - 4‬الحريات العامة و القانون االجتماعي ‪ :‬عندما يتعلق االمر بالحق في الشغل أو حق‬
‫اإلضراب أو الحرية النقابية ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬‬
‫تصنيف الحريات والحقوق‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫تصنيف الحريات العامة‬
‫يختلف تصنيف الحريات العامة حسب الزاوية المنظور منها ‪ :‬ثنائي ‪ ،‬ثالثي ‪ ،‬تصور مجلس‬
‫الدستور الفرنسي‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫التصنيف الثنائي للحريات العامة‬
‫ويقوم على اساس التمييز بين نوعين من الحريات العامة ‪ ،‬ونشير هنا إلى أنه ال ينبغي التمتع بنوع‬
‫دون آخر أو إلغاء االنواع االخرى فالحريات العامة في مضمونها متكاملة وممارسة حرية تقتضي‬
‫ضمان حريات أخرى ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫الحريات الفردية والحريات الجماعية‬
‫من رواد هذا التقسيم ميديوت فالحريات الفردية هنا هي التي يمكن للفرد ممارستها بمفرده دون‬
‫توقف على الغير كالحق في الحياة واألمن والتجوال و إبداء الرأي ‪ ،‬أما الحريات الجماعية فهي‬
‫تلك التي ال يمكن ممارستها إال بصفة جماعية كتأسيس األحزاب والجمعيات وحق التجمع‬
‫والصحافة والنقابة و االضراب‬
‫سلبيات وإيجابيات هذا التقسيم ‪:‬‬
‫‪ -1‬تصنيف بسيط يسهل عملية التصنيف من حيث طبيعة ممارستها فرديا أو جماعيا‬
‫‪10‬‬
‫‪ -2‬تصنيف غير موفق ألنه يجعل الحريات ذات الطبيعة المختلطة خارج التصنيف كحرية العقيدة‬
‫‪ -3‬يوضح هذا التصنيف النزعة الفردية لواضعي اعالن حقوق االنسان الفرنسي لسنة ‪1676‬‬
‫حيث لم يتضمن سوى حرية جماعية واحدة هى حرية الصحافة‬
‫‪ -4‬اعطاء األولوية للحقوق الفردية التي يعتبرها اساس الحريات الجماعية وهذا مكون للديمقراطية‬
‫الليبرالية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫الحريات السلبية و الحريات االيجابية‬
‫ارتبط هذا التقسيم بـ ليون دوجي ‪ ،‬فتظهر الحريات السلبية كقيود على السلطة الحاكمة فتفرض‬
‫عليها عدم التدخل خالل ممارستهم لحريتهم أما اإليجابية فهي الخدمات االيجابية التي على السلطة‬
‫أو الدولة أن توفرها لألفراد ليمارسوا حرياتهم في أحسن وجه‪.‬‬
‫نالحظ على هذا التقسيم ‪:‬‬
‫‪ - 1‬يميز بين الحريات االيجابية والسلبية على اعتبار أن المظهر السلبي يمثل فلسفة الضبط‬
‫االداري بينما المظهر اإليجابي يمثله المرفق العام ‪.‬‬
‫‪ - 2‬هذا التقسيم يؤدي إلى ابتالع الحريات السلبية لاليجابية على اعتبار تراجع دور الدولة في‬
‫الكثير من مناحي الحياة عندما تصبح على قدم المساواة مع األفراد‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫التصنيف الثالثي للحريات العامة‬
‫تبناه بوردو ‪ ،‬ويقوم على التمييز بين الحريات الطبيعية أو المادية والفكرية‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫مضمون التصنيف الثالثي‬
‫الحريات الطبيعية أو المادية هي في مقابل الحريات الفكرية أو الروحية ويمكن أن تكون ‪:‬‬
‫‪ -‬الحق في التصرف في الجسد ‪ :‬الحق في منح الجسد ‪ ،‬الحق في الموت ‪ ،‬الحرية الجنسية‬
‫‪ -‬الحق في السالمة الطبيعية ‪ :‬عدم االضطهاد ‪ ،‬عدم العبودية ‪ ،‬عدم القتل ‪ ،‬المعاملة اإلنسانية‬
‫‪ -‬الحق في األمن‬
‫‪ -‬الحق في التجول والتنقل‬
‫‪ -‬الحق في الحياة الخاصة كالمسكن و التراسل‬
‫الحريات الفكرية أو الروحية فتشمل ‪:‬‬
‫‪ -‬حرية إبداء الرأي وحرية التعبير‬
‫‪ -‬حرية االعتقاد‬
‫‪ -‬حرية التعليم‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬حرية الصحافة‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫تقدير نظام التصنيف الثالثي‬
‫ايجابياته ‪:‬‬
‫‪ - 1‬يميز بين الحريات الطبيعية المادية و الحريات الفكرية والحريات العالئقية‬
‫‪ - 2‬يتماشى مع األبعاد الثالثية للشخصية االنسانية‬
‫‪ - 3‬غني في معانيه مقارنة مع التصنيف الثنائي‬
‫سلبياته ‪:‬‬
‫‪ - 1‬غير دقيق فالحق في حياة خاصة قد يشمل الجانب المادي والروحي‬
‫‪ - 2‬غير قادر على تجميع جميع الحريات المتعارف عليها فهناك حريات ليست طبيعية وال فكرية‬
‫كالحريات النقابية مثال والتجمع وحق الملكية والحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪ - 3‬التمييز بين الحقوق المادية والروحية يجد فلسفته في الفكر الكنسي بوجود البعد المادي‬
‫والروحي والمجتمعي ‪.‬‬
‫‪ - 4‬يذكرنا بتقسيم اسميان الذي اعتمد المساواة المدنية والحرية الفردية ‪ ،‬فالمساواة المدنية يندرج‬
‫فيها المساواة أمام القضاء والقانون وتولي الوظائف العمومية و امام الضرائب أما الحرية الفردية‬
‫فقسمها إلى ذات مضمون مادي وتشمل حق األمن والتنقل والتملك والمسكن والعمل والتجارة ثم‬
‫أخرى ذات مدلول معنوي وتشمل حرية العقيدة واالجتماع والصحافة والجمعيات والتعليم ‪ ،‬إذن‬
‫نفس سلبيات اسميان يمكن إسقاطها على التقسيم الثالثي فالتمييز بين المادي والعضوي ليست له‬
‫أي نتائج قانونية أو عملية ثم أن بعض الحريات تمثل حرية مادية وفكرية في نفس الوقت كحق‬
‫األمن ثم ان هذا التقسيم تجاهل بعض الحريات كالعمل والتأمين الصحي والضمان االجتماعي‬
‫وحق اإلضراب ‪..‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫تصنيف المجلس الدستوري الفرنسي للحريات العامة‬
‫حيث ميز بين الحريات العامة االساسية التي تحظى بكل االهمية وتحظى بحماية خاصة من قبل‬
‫المجلس الدستوري ثم الحريات العامة العادية ‪.‬‬
‫الحماية الخاصة للحريات العامة االساسية لها ‪ 3‬مبادئ ‪:‬‬
‫‪ - 1‬االمتناع عن إخضاع الحريات االساسية ألي نظام ترخيصي مسبق مثال ذلك تأسيس‬
‫الجمعيات فحرية تأسيس الجمعيات هي حرية عامة أساسية ال تحتاج أي ترخيص ‪ :‬قرار المجلس‬
‫الدستوري الفرنسي ‪ - 2 1671‬ال يمكن للمشرع التدخل إال من أجل توسيع دائرة التمتع بالحريات‬
‫العامة وليس التضييق عليها‬
‫‪ - 3‬تطبق على مجموع التراب الوطني الفرنسي دون تمييز بين المناطق‬

‫‪12‬‬
‫انطالقا من هذا التحديد يصعب حصر الحريات العامة االساسية لكن يمكن إدراج بعض منها‬
‫كحرية تأسيس الجمعيات وحرية الصحافة والتجول و التعليم واللجوء ‪.‬‬
‫بينما تعتبر حرية التملك مجرد حرية عادية وفق المجلس الدستوري على التدخل من أجل تقييد‬
‫ممارستها بعض المالحظات حول تصنيف المجلس الدستوري الفرنسي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اضفاء صفة أساسية على بعض الحريات من شأنه تقييد ممارسة الحريات العادية‬
‫‪ - 2‬قد يفهم منه صراع بين الحريات االساسية والعادية أي قد يتم التضحية بالثانية لصالح االولى‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫تصنيف حقوق اإلنسان‬
‫تقسم الى ‪ 3‬اقسام ‪ :‬حقوق مدنية وسياسية ‪ ،‬حقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية ‪ ،‬حقوق مشتركة‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫الحقوق الكالسيكية‬
‫هي تلك الحقوق الواردة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي‬
‫بالحقوق االقتصادية واالجتماعي والثقافية ‪.‬‬
‫النوع األول ‪ :‬ويسمى بحقوق الجيل األول أي الحقوق الطبيعية الواردة في االعالنات القانونية‬
‫والسياسية والتي نجد أهم صورها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وهي‬
‫المرحلة االولى في تعريف حقوق االنسان حيث تقوم باألساس على الحقوق الفردية من أهم‬
‫صورها الحق في األمن والمساواة‬
‫النوع الثاني ‪ :‬ما يسمى بحقوق الجيل الثاني التي تستقي فلسفتها من أفكار الثورة الصناعية في‬
‫ق ‪ 16‬وأفكار الثورة السوفييتية ‪ 1617‬حيث ساهم االعالن السوفياتي لحقوق الشعب العامل‬
‫المضطهد في بلورة حقوق جديدة تجلت في العهد الدولي بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الحقوق الجديدة‬
‫وهي حقوق الجيل الثالث وهي حقوق حديثة تعبر عن عالمية حقوق اإلنسان أهمها الحق في التنمية‬
‫وبيئة سليمة والسلم واألمن الغذائي والكسب المشترك للثروات االنسانية وعدم ملكية القمر و‬
‫االجرام السماوية‬
‫وتؤكد في مجموعها على ضرورة التضامن البشري والتشارك من أجل عيش مشترك ومواجهة‬
‫التحديات التي ربما تعترض الحياة االنسانية المشتركة خصوصا مع تطور الطب وتقنيات‬
‫التواصل ‪.‬‬
‫القسم األول ‪:‬‬
‫نشأة وتطور الحقوق والحريات العامة‬

‫‪13‬‬
‫تاريخ حقوق اإلنسان والحريات العامة واحد ‪ ،‬وهو عبارة عن نضال بشري ضد االستبداد‬
‫والتسلط من أجل الحرية والكرامة اإلنسانية ‪ ،‬فالثقافة الحقوقية لها أصول فلسفية و سياسية‬
‫واجتماعية وهي ليست وليدة حقبة معينة أو إيديولوجية واحدة بل هي نتاج تراكمات تاريخية‬
‫متعاقبة أغنتها الديانات السماوية ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪:‬‬
‫دور الحضارات القديمة فى بلورة حقوق اإلنسان والحريات العامة‬
‫من الباحثين من يعترف للحضارات السابقة باإلسهام في بلورة ثقافة حقوق اإلنسان ومنهم من‬
‫يجعلها قاصرة على المصدر الغربي متجاهال دور الحضارات السابقة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫حقوق اإلنسان في الحضارة اإلغريقية‬
‫االنسان الحر عند اإلغريق هو الشخص الذي له الحق في الكالم والتعبير والمساهمة في تسيير‬
‫المدينة والحكم وخصوصا المشاركة في األمور السياسية أي أنه يكتسب صفة المواطنة بينما‬
‫المزارعون والعمال و األجانب والنساء فكانوا كما يقول أفالطون وأرسطو عبيدا بطبيعتهم فقد‬
‫كانوا ال يطالبون بأي حرية وكانوا يعتبرون كاآلالت مسخرين لخدمة االسياد ‪.‬‬
‫بالتالي ال يمكن اعتبار الفكر اليوناني مرجعية لحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫حقوق االنسان عند الرومان‬
‫استعمل الرومان كلمة حرية للتخلص من الطغاة لكن تطبيقه على الواقع ظل بعيدا من خالل ما يلي‬
‫‪:‬‬
‫‪ - 1‬عدم اعترافهم بالمساواة بين سكان الرومان األصليين و االجانب بل كانوا يستعبدونهم‬
‫‪ - 2‬اباحتهم للرق‬
‫‪ - 3‬التفرقة حتى بين الرومان االشراف وعامة الشعب الروماني‬
‫خالصة القول أن الحرية لم تكن معروفة في االزمنة القديمة خصوصا أن االنظمة السياسية آنذاك‬
‫كانت ال تعترف سوى بالحقوق بين المواطنين وال حق للمواطن على السلطة وبقي االمر على ما‬
‫هو عليه حتى جاءت الديانة المسيحية التي أقرت من الناحية العملية الكرامة االنسانية والمساواة ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫حقوق وحريات اإلنسان في الديانات السماوية‬
‫ساهمت الديانات السماوية في بلورة ثقافة حقوق اإلنسان عكس الديانات القديمة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫حقوق االنسان في الديانتين اليهودية والمسيحية‬

‫‪14‬‬
‫تميزت كل ديانة بنظرتها الخاصة و بأسلوب متفرد وبسياسة تفسيرية لمواضيع حقوق اإلنسان‬
‫وحرياته‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫الديانة اليهودية‬
‫جاءت رسالة نبي هللا موسى عليه السالم إلخراج بني اسرائيل من ظلم فرعون وجاءت الوصايا‬
‫العشر اإللهية التي كلم هللا بها نبيه موسى والتي تضمنت عشر حقوق من حقوق اإلنسان كالحق في‬
‫الحياة والملكية وغيره ويمكن اعتبار الوصايا اإللهية لنبي هللا موسى عليه السالم بمثابة إعالن‬
‫لحقوق اإلنسان لما تضمنته من مبادئ انسانية وتوجيهات ربانية لبني االنسان ليتخلصوا من‬
‫استعباد البشر وعبادة هللا وحده ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الديانة المسيحية‬
‫سارت المسيحية على نفس النهج حيث اعتبرت عبادة البشر وثنية وشركا باهلل ونادت بالحرية‬
‫العقدية وأن االنسان خلق على شاكلة هللا ألنهم انحدروا من إنسان واحد وهو آدم عليه السالم ‪.‬‬
‫‪ -1‬التأكيد على الكرامة االنسانية اعتبارا أن هللا هو من خلق اإلنسان واختصه بهذه الكرامة‬
‫‪ -2‬رسمت حدود السلطة الدنيوية بمقتضيات تناسب طبيعة اإلنسان والمجتمع كما خلقه هللا سبحانه‬
‫‪ -3‬اعتبار الفرد غاية التنظيم االجتماعي و إلزام الجماعة بالحفاظ على حقوقه وهكذا حرمت‬
‫الديانة المسيحية اإلكراه في الدين ونادت بحرية الفكر والعقيدة ‪ ،‬لكن رجال الكنيسة تورطوا من‬
‫بعد في االستبداد والتحكم في البالد باسم السلطة الدينية و ساندوا الطغاة والملوك بل اوغلوا في‬
‫الدماء والتعسف ومحاكم التفتيش و اإلرهاب ‪ .‬حتى ظهر مارتن لوثر في حركته االصالحية‬
‫للكنيسة ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫حقوق اإلنسان في اإلسالم‬
‫اعترف اإلسالم بحرية اإلنسان و حارب الرق والعبودية وجعل مقابل ذلك أجرا وثوابا وجعل مبدأ‬
‫الحرية وثيق الصلة بالعقيدة االسالمية مصداقا لقوله سبحانه وتعالى ‪ :‬ولقد كرمنا بني آدم ‪،‬‬
‫االسراء ‪. 17‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان في الشريعة اإلسالمية‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫تكريم اإلنسان‬
‫لقد سخر هللا الكون لإلنسان ‪ ،‬حيث قال سبحانه ‪ :‬إني جاعل في األرض خليفة ‪ ،‬وقوله ‪ :‬وسخر‬
‫لكم ما في السماوات و األرض جميعا منه ‪ ،‬سورة الجاثية ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫نماذج من الحقوق والحريات في اإلسالم‬
‫‪ - 1‬مبدأ الحرية ‪ :‬حرية اإلنسان في اإلسالم مقدسة اعتبارا أنها صفة تولد مع اإلنسان مصداقا‬
‫لقول عمر رضي هللا عنه ‪ :‬متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟‬
‫‪ - 2‬مبدأ المساواة ‪ :‬مصدقا لما ورد عن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬ال فضل لعربي على‬
‫عجمي وال لعجمي على عربي وال ألحمر على أسود وال ألسود على أحمر إال بالتقوى ‪.‬‬
‫ثم أقر المساواة بين الرجل والمرأة في قوله صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬النساء شقائق الرجال ‪.‬‬
‫فمبدأ اإلسالم هو المساواة في الحقوق والواجبات مع أحكام جزائية على حسب الخصوصية وذلك‬
‫من قمة العدل‪.‬‬
‫‪ -3‬الحق في العدالة ‪ :‬يعتبر العدل أساس استمرار المجتمعات واألنظمة وقد وردت آيات كثيرة‬
‫تأمر بالعدل منها قوله سبحانه وتعالى ‪ :‬ان هللا يأمر بالعدل و اإلحسان و إيتاء ذي القربى وينهى‬
‫عن الفحشاء والمنكر والبغي ‪.‬‬
‫‪ -4‬حق المشاركة في الحياة العامة حيث نبذ اإلسالم الحكم الفردي المستبد الذي كان يسود آنذاك‬
‫في ملكيات هرقل والفرس واعتبر الحكم الفردي من الظلم ورسخ مبادئ المشاركة الجماعية في‬
‫تسيير الشأن العام عن طريق آلية الشورى بين المسلمين مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬وأمرهم شورى‬
‫بينهم‪.‬‬
‫‪ - 5‬الحق في الحياة ‪ :‬حيث كان متداوال آنذاك قتل االسرى وإعدام العبيد ووأد البنات وجاء‬
‫اإلسالم وحرم قتل البنات و االسرى و االقليات واعتبر من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس‬
‫جميعا‬
‫‪ - 6‬حرية العقيدة ‪ :‬ومنه قوله تعالى ‪ :‬ال إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ‪ ،‬البقرة ‪259‬‬
‫باستثناء المرتد الذي يعدم لقوله تعالى ‪ :‬من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير‬
‫سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ‪ ،‬حيث أنها كانت عادة المشركين‬
‫إلدخال روح الفشل في المسلمين بالدخول في اإلسالم ثم الخروج منه ‪ ،‬فكأنه اللعب بالدين ‪ ،‬يسلم‬
‫ثم يكفر ‪.‬‬
‫لكن اإلسالم حافظ بالمقابل على حقوق األقليات المسيحية واليهودية وعاشت هذه األقليات في ظل‬
‫اإلسالم قرونا طويلة دون أن يمسها من المسلمين أي اضطهاد أو اكراه على الدخول في االسالم ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫بعض مظاهر حقوق االنسان في االسالم‬
‫طالت حقوق االنسان في االسالم كل الحقوق المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫بل فصل هذه الحقوق بشكل جزئي معطيا كل ذي حق حقه انطالقا من الجار والمرأة والطفل‬
‫والرضيع والكهل والمطلقة والعجزة والضعيف وعابر السبيل واليتيم واألسير إلى غير ذلك ‪،‬‬
‫وساهم اإلسالم في بناء منظومة حقوق االنسان بشكل كبير بل ربما بشكل يفوق بعض ما جاءت به‬
‫بعض مواثيق حقوق اإلنسان منها‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ - 1‬حق اإلنسان في الترفيه مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬ال تحرموا طيبات ما أحل هللا لكم‬
‫‪ - 2‬حق اإلنسان في عدم التجسس عليه ‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬وال تجسسوا وال يغتب بعضنا‬
‫‪ - 3‬حقوق األبناء ‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬وبالوالدين إحسانا وقوله تعالى يوصيكم هللا في أوالدكم‬
‫‪،‬‬
‫‪ - 4‬حق الي ٌتي ٌم ‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪ :‬إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم‬
‫نارا‬
‫‪ - 5‬حق ذوي القربی والمساکين و ابن السبيل ‪ ،‬لقوله تعالی ‪ :‬و بالوالدين احسانا و بذوي القربى‬
‫واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت‬
‫أيمانكم‬
‫‪ -9‬حق اإلنسان في العفو ‪ ،‬لقوله تعالى ‪ :‬وأن تعفوا أقرب للتقوى ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪:‬‬
‫الحقوق والحريات في المذاهب المعاصرة‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫الحقوق والحريات في المذهب الفردي‬
‫ساد هذا المذهب في أوروبا الغربية كرد فعل تجاه المظالم التي مارسها الثالثي المتكون من الملك‬
‫والكنيسة والطبقة اإلقطاعية حيث ظلوا قرونا طويلة يمارسون االستبداد والظلم والفساد حيث كان‬
‫الحكم فرديا ومطلقا للملك وكان اإلقطاع يسن القوانين ويتحكم في االقتصاد و األرض بينما راحت‬
‫الكنيسة تضفي على ذلك صبغة دينية إلقناع الناس أنها شريعة إلهية وهكذا كان القوانين تنقسم إلى‬
‫قسمين قوانين يسنها اإلقطاع وشريعة دينية تسنها الكنيسة ‪ ،‬فما هي إذن المصادر الفكرية للمذهب‬
‫الفردي وما تأثيرها على إعالنات حقوق اإلنسان والمواثيق الدولية ؟‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫المصادر الفكرية للمذهب الفردي‬
‫بهدف الخروج من الوضعية المتأزمة في أوروبا الغربية ظهر مفكرون وفالسفة اهتموا بالبحث‬
‫عن طرق للخروج من ظلمة االستبداد والحكم الفردي والجهل المتفشي في الناس إلى نور الحرية‬
‫والعلم وهكذا ظهر فكر األنوار والحرية وتم تبني نظرية العقد االجتماعي بين الحاكم والمحكوم‬
‫لتقييد الحاكم وإلزامها باحترام العقد االجتماعي بينه وبين الشعب وراجت هذه األفكار في الشعوب‬
‫األوروبية طيلة القرن ‪ 17‬و ‪ 11‬و ‪ 16‬فقامت الديمقراطية التقليدية التي حظيت بتقدير الشعب‬
‫واستحسانه للخروج من العبودية وإطالق الحريات ‪ ،‬ومن ثم فالمذهب الفردي قام على تمجيد الفرد‬
‫واعتباره محور النظام السياسي والدولة ليست إال أداة لخدمة المواطن فتتكفل بضمان حقوقه‬
‫وحرياته فالمذهب الفردي يركز على حل إشكالية الصراع بين السلطة والحرية و أوجد لها اليات‬
‫للخروج من هذه االزمة ولعل الفضل الكبير يعود إلى نظرية العقد االجتماعي التي نادى بها كل‬
‫من جون لوك و جون جاك روسو والمدرسة الطبيعية في ق ‪ 17‬و ‪ 11‬ثم الديانة المسيحية التي‬
‫تدعو إلى احترام اإلنسان وكرامته ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫الفكر المسيحي‬
‫ساهمت باعتبار عبادة البشر شركا و وثنية مقيتة فنادت بالحرية و ازدواجية السلطة‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫مدرسة الطبيعيين‬
‫مبادؤها من روافد المذهب الفردي حيث دارت مفاهيم هذه المدرسة حول الفرد واعتبرته حجر‬
‫الزاوية في هذا الوجود ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫نظرية العقد االجتماعي‬
‫بعد العصور الوسطى التي ساد فيها الحكم الملكي المطلق حسب نظرية " الحق اإللهي للملوك "‬
‫جاءت نظريات العقد االجتماعي التي تعتبر من المصادر الحقيقية لفلسفة المذهب الفردي والتي‬
‫أكدت على وجود‬
‫عقد بين الحاكم والمحكوم خاضع لإلرادة الجماعية والعيش المشترك ومن رواد هذه المدرسة‬
‫هوبز و لوك و روسو فاتفقوا على دولة خاضعة لعقد اجتماعي ‪.‬‬
‫الفقرة ‪: 1‬‬
‫توماس هوبز‬
‫نادى بالعقد االجتماعي وهو عبارة عن اتفاق بين الحاكم والمحكوم بمقتضاه يفوضه على السلطة‬
‫والتعبير عن إرادته فالمحكوم يتخلى عن بعض حريته لصالح الحاكم مقابل أن يضمن هذا األخير‬
‫األمن والمصالح الفردية للمحكومين وبمجرد توقيع العقد يصبح الكل مقيدا بما التزم به ‪.‬‬
‫الفقرة ‪: 2‬‬
‫جون لوك‬
‫من واجب الحاكم احترام حقوق المحكوم وعدم المساس بها وفي حالة إخالل الحاكم بااللتزامات‬
‫الملقاة على عاتقه أو جنوحه إلى الحكم المطلق يجوز للمحكومين مقاومته وطرده وعليه قرر جون‬
‫لوك أن الحريات والحقوق هي الغاية من السلطة السياسية وهي تبعا لذلك تحد السلطة فالدولة‬
‫حسب لوك تكونت للدفاع عن الحقوق الطبيعية للناس وليس بوسعها أن تنتهك تلك الحقوق ‪.‬‬
‫الفقرة ‪: 3‬‬
‫جون جاك روسو‬
‫يعتبر كتابه العقد االجتماعي سنة ‪ 1792‬إنجيل الحرية وهو من أنفس الكتب التي نشرت في عهد‬
‫كثر فيه الظلم واالستبداد وتقييد الفكر والتعبير فالحالة الطبيعية عنده هي الحرية والمساواة‬
‫واالستقالل عن السلطة فاإلنسان بطبعه يحب الحرية والمساواة وشيء واحد يعكر هذه الحياة هو‬
‫الكوارث الطبيعية كالزالزل والفيضانات ويجب عليه التعاون مع بني جنسه للتغلب عليها ‪ ،‬هكذا‬

‫‪18‬‬
‫يقرر روسو أن األفراد بمقتضى العقد االجتماعي يتنازلون عن بعض حقوقهم للجماعة ويحصلون‬
‫بالمقابل على حقوق وحريات تقررها لهم الجماعة التي أقاموها بمحض إرادتهم واختيارهم يسميه‬
‫العقد االجتماعي الذي يعطي الكيان السياسي سلطة على أعضائه لتوجيه االرادة العامة ‪.‬‬
‫ويبين روسو أن ال تعارض بين سيادة الدولة و حرية االفراد وأن الحرية الحقيقية هي سيادة‬
‫القانون الذي هو إرادة األمة وتصدره االغلبية المطالبة بتطبيقه بعد التصويت عليه ‪.‬‬
‫تجلت بوضوح مبادئ روسو في إعالن حقوق اإلنسان الصادر عن الثورة الفرنسية وتأكدت بعد‬
‫ذلك في إعالنات حقوق اإلنسان اإلنجليزية واألمريكية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫تطبيقات تعاليم المذهب الفردي في إعالنات الحقوق والوثائق الدستورية‬
‫قدمت الشعوب األوربية تضحيات كبرى ضد الحكم المطلق حتى حصلت على الحرية والحقوق‬
‫وتم إخراجها من حيز النظري إلى النطاق العملي تجسد في وثائق مكتوبة تسمى إعالنات حقوق‬
‫الحقوق ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫إعالنات الحقوق االنجليزية‬
‫تحتل األعراف مكانة ال يستهان بها في التاريخ الدستوري االنجليزي ومع ذلك تخللته وثائق‬
‫دستورية مكتوبة أعطت طابعا عمليا للحريات العامة أهمها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬العهد األعظم أو العهد األكبر‬
‫صدر في ‪ 1215‬بسبب استياء طبقة النبالء من الضرائب المفروضة عليهم لتمويل الحروب التي‬
‫كان يشنها الملك جون ‪.‬‬
‫وهي أهم وثيقة مكتوبة في تاريخ إنجلترا الدستوري فقد ضمت الكثير من الضمانات للحرية‬
‫الشخصية وتحديد سلطة الملك ‪ ،‬وهي لم تأت نتيجة ضغوط شعبية بل استجابة لضغوط النبالء‬
‫ورجال الدين لذلك كان العهد األكبر ينص على حقوق النبالء أكثر مما يحض على حقوق البسطاء‬
‫لكنه انتقل بنظام الحكم من ملكية مطلقة إلى ملكية دستورية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ملتمس الحقوق‬
‫وصدر سنة ‪ 1921‬عندما دخل البرلمان في صراع مع الملك الذي كان يعتقد بنظرية الحق اإللهي‬
‫للملوك كأساس لسلطتهم فكان الملك يقوم بالتشريع ويفرض الضرائب دون احترام لوثيقة العهد‬
‫األكبر ‪ ،‬هذا االستبداد من طرف الملك أدى إلى نشوب حرب أهلية انتهت بإعدام الملك شارل‬
‫األول‬
‫‪ - 3.‬قانون الحقوق‬
‫صدر سنة ‪ 1911‬وشكل قيدا من القيود المفروضة على الملك حيث قضى على الحكم الفردي‬
‫المطلق وقد نص على منع الملك من إيقاف القوانين أو اإلعفاء من تطبيق القوانين أو فرض‬
‫الضرائب أو االحتفاظ بالجيش زمن السلم ‪.‬‬
‫‪ -4‬األمر القضائي‬
‫‪19‬‬
‫الصادر سنة ‪ 1976‬ضد القبض التعسفي دون سند قانوني واعتبر كضمان للمواطنين اإلنجليز‬
‫وفي حالة المخالفة يتم معاقبة المسؤول عن القبض التعسفي والحكم عليه ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫إعالنات الحقوق االمريكية‬
‫تعتبر حرب االستقالل األمريكية أهم حرب تحررية سجلها التاريخ الحديث دفاعا عن حرية‬
‫اإلنسان وحقوقه حيث اشتعلت ثورة مسلحة في سنة ‪ 1775‬قادها جورج واشنطن انتهت بتحرر‬
‫أمريكا من النفوذ اإلنجليزي وانتخب هذا األخير كأول رئيس للواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬بعدها‬
‫أعلنت الواليات ‪ 13‬إعالنات الحقوق تضمنت نصوصا تؤكد على حقوق االفراد السابقة على‬
‫حقوق الدولة اقتبست مبادئها من قانون الحقوق اإلنجليزي ومن أفكار جون لوك و جاك روسو و‬
‫مونتسكيو مؤسس نظرية فصل السلط ‪.‬‬
‫‪ - 1‬إعالن والية فرجينا ‪ ،‬صدر سنة ‪ 1797‬ويعتبر أول إعالن حقوق اإلنسان في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية واقتديت به سائر الواليات األمريكية وقد تضمن العديد من الحقوق أهمها‬
‫المساواة بين المواطنين وحق الملكية واالعتراف بالشعب كمصدر للسلطة وفصل السلط واألمن‬
‫والمحاكمة العادلة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إعالن االستقالل األمريكي ‪ ،‬صدر سنة ‪ 1779‬حيث تنفصل بموجبه الواليات المتحدة عن‬
‫بريطانيا وقد نص على جميع الحقوق الواردة في إعالن فرجينيا وما يميز هذا االعالن ذكره ألول‬
‫مرة عبارة حقوق اإلنسان فاستهل إعالن االستقالل في ديباجته بعبارة جاك روسو ‪ :‬إن جميع‬
‫الناس ولدوا متساوين ولهم حق غير متنازع عليه في الحرية " وهو تقريبا نفس الكالم الذي قاله‬
‫عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ‪ :‬متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " ‪ ،‬وقد اعتبر‬
‫األمريكيون هذا اإلعالن بمثابة وثيقة لحرية مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وال سبيل للتخلي عن مبدأ‬
‫الحرية مهما كلفهم ذلك من ثمن وقد استهل االعالن بالفقرة التالية ‪ :‬إن الباري خلق الناس متساوين‬
‫ومنحهم حقوقا ال تنتزع أبدا كالحق في الحياة والحرية والسعي من أجل السعادة وأن ضمان هذه‬
‫الحقوق رهين بتكوين حكومات تستمد سلطتها العادلة من موافقة الشعب وإذا ما وقع سوء استعمال‬
‫للسلطة أو اغتصابها من لدن حكومة تبين أنها ترمى إلى االستبداد وإهدار الحقوق المشروعة‬
‫للشعب فمن حق هذا األخير بل من واجبه إسقاط هذه الحكومة وإقامة مكانها نظاما جديدا كفيال‬
‫بتأمين سعادته ومستقبله "‬
‫‪ - 3‬التعديالت على دستور الواليات المتحدة ‪ ،‬دستور ‪ 1779‬اكتفى بتنظيم المؤسسات الفدرالية‬
‫ولم يهتم بالحقوق والحريات لكن ابتداء من سنة ‪ 1716‬سينكب على االهتمام بضرورة حماية‬
‫حقوق المواطنين مما سيدفع السلطات إلى إعداد تعديالت على الدستور ‪ ،‬وأهم ما جاءت به‬
‫تعديالت ‪ 1716‬هي الحرية الدينية أو حرية العقيدة وحرية التعبير والرأي والصحافة والتجمع‬
‫واألمن الشخصي وحرية الملكية بلغت في مجموعها ‪ 29‬تعديال ‪.‬‬
‫التصريح األمريكي كان جد واقعي وال يطمح إلى تجاوز حدود الواليات المتحدة عكس اإلعالن‬
‫الفرنسي وكان هدف رجال الثورة األمريكيون إقناع االنسانية بعدالة قضيتهم وإقناع الرأي العام‬
‫الدولي بأسباب قيامهم بالثورة وكسب تعاطف المجتمع الدولي معهم وقد اقترب كثيرا من إعالن‬
‫الحقوق الفرنسي من حيث التأثير دون أن يصل إلى مستواه التأثيري ودرجة سموه باإلنسان ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫إعالنات الحقوق الفرنسية‬
‫تعد فرنسا مهد الثورة المحملة بمبادئ الفكر الحر المتحرر التي جرفت العالم أرغمته على تبني‬
‫تعاليم حقوق اإلنسان والحريات العامة والسيادة الشعبية ‪ .‬فقد عاشت فرنسا كباقي دول أوروبا‬
‫تحت سلطة النظام الملكي اإلقطاعي في جميع مظاهر الحياة السياسية ومؤسسات الحكم حيث كان‬
‫الحكم مطلقا وكان الملوك يرون طاعتهم واجبة وأن كلمتهم هي القانون وأنهم هم الدولة وكان لهم‬
‫كامل التصرف في المال العام والعفو ومصادرة االراضي و االمالك والسجن دون محاكمة حتى‬
‫قال جونسون مقولته الشهيرة ‪ " :‬إن بالط الملوك قبر الشعوب " ‪.‬‬
‫‪ :‬مصادر التصريح الفرنسي ‪1 -‬‬
‫قاومت الثورة الفرنسية االنحرافات و االستبدادات وقد قاد هذه الحركة الثورية العديد من الفالسفة‬
‫المتأثرين بحرب التحرير االمريكية خاصة بعد ترجمة الدساتير االمريكية إلى اللغة الفرنسية ‪ ،‬من‬
‫بين هؤالء المفكرين ‪ :‬مونتسكيو صاحب كتاب روح القوانين الذي جمع فيه الكثير من أنظمة‬
‫الحكم ودرس أنواعها وبين عيوبها ومحاسنها وإليه يرجع الفضل في مبدأ فصل السلط وهو‬
‫صاحب المقولة الشهيرة ‪ :‬إذا تجمعت السلطات الثالث في يد شخص واحد فإن كل شيء يضيع ‪.‬‬
‫يوجد أيضا فولتير ‪ :‬الذي تناول الملكية ونظام الحكم الملكي بالنقد والسخرية والتهكم ‪ ،‬أيضا نذكر‬
‫فيلسوف الحرية روسو صاحب كتاب العقد االجتماعي الملقب إنجيل الثورة وهو القائل ‪ :‬إن‬
‫الحكومات ليست إال ممثلة إلرادة الشعب وعليها أن تكون في خدمة الشعب ومنفذة إرادته فإذا‬
‫أساءت استعمال سلطاتها وانحرفت عن واجباتها وجب عزلها وإحالل غيرها محلها ‪.‬‬
‫من بين الفالسفة أيضا ديدرو ‪ :‬الذي جمع األفكار الحديثة في موسوعته التي كان النتشارها‬
‫التأثير البالغ من شفاء الناس مما تعانيه من ظلم وغياب الحرية والمساواة ‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الثورة الفرنسية قد أعادت التوازن للخلل المتجسد في الوضعية المتخلفة حيث يسود‬
‫اإلقطاع والملك ورجال الدين واألشراف والنبالء وتضيع حقوق المواطنين فنادى الثوار باحترام‬
‫حقوق االنسان وصون كرامته واحترام حريته واعتبار الدولة حارسة فقط للدفاع الوطني واألمن‬
‫الداخلي والقضاء ‪ ،‬واستطاع الشعب الفرنسي برمته أن يضع حدا للنظام الملكي وأقاموا‬
‫الجمهورية الفرنسية سنة ‪ 1762‬كما قضوا على المجتمع الطبقي وما كان يسوده من تفاوت‬
‫وجاءت وثيقة حقوق اإلنسان مؤكدة على حقوق اإلنسان آدميته وكرامته ‪.‬‬
‫إعالن حقوق اإلنسان ‪2 -‬‬
‫صدر سنة ‪ ، 1716‬وتجلت أهميته في عالميته ألنه يعلن حقوقا ال تهم المواطن فقط بل باعتباره‬
‫إنسانا يرفض كل أشكال التمييز ويالحظ أن استعمال مصطلح إعالن الحقوق كان الغرض منه‬
‫صفة االعالنية ال االنشائية وأن دوره كان مجرد االعتراف بحقوق اإلنسان المالزمة للفرد‬
‫والسابقة على وجود الدولة والسلطة فمجهودهم انحصر على سرد الحقوق والتذكير بها بعد أن‬
‫كانت مجهولة وتم التصويت على االعالن من قبل الجمعية الوطنية في ظروف سريعة فجاء على‬
‫شاكلة ديباجة و ‪ 17‬مادة كلها تؤكد على الحقوق الطبيعية التي يتمتع بها االفراد ومن ضمن هذه‬
‫الحقوق ‪ :‬المساواة ‪ ،‬عدم االعتقال التعسفي ‪ ،‬الحرية ‪ ،‬البراءة إلى أن تثبت االدانة ‪ ،‬حرية الرأي و‬
‫التعبير ‪ ،‬الشعب مصدر السلطة ‪ ،‬حق االنتخاب ‪ ،‬حق المشاركة السياسية ‪ ،‬حق تقلد الوظائف‬
‫‪21‬‬
‫العمومية ‪ ،‬حق مراقبة صرف الضرائب ‪ ،‬وأكد الفصل ‪ 19‬أن كل مجتمع ال يحمي هذه الحقوق‬
‫يعتبر غير دستوري ‪ .‬هكذا اهتم اإلعالن الفرنسي بالحقوق الفردية دون الحقوق الجماعية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية جاعال من عدم تدخل الدولة الهدف الرئيسي لحماية حقوق االفراد‬
‫مصورا بالتالي معالم مجتمع ليبرالي فرداني تنافسي مالئم للمجتمع الرأسمالي غير أن االعالنات‬
‫الالحقة ستعمل على سد الثغرات بالنص الصريح على الحريات الجماعية واالهتمام بالحقوق‬
‫االقتصادية ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫أزمة المذهب الفردي‬
‫تعرض المذهب الفردي لهجمات ألنه سقط في فخ الربح و استغالل العمال فاتسعت الهوة بين‬
‫الطبقة المالكة والطبقة العاملة فنادى العمال بتدخل الدولة من أجل حماية حقوق العمال من‬
‫االستغالل البرجوازي وتحقيق نوع من المساواة الفعلية مما هيأ المجال لظهور أفكار اشتراكية‬
‫مطالبة بالعدالة االجتماعية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫المذهب االشتراکي‬
‫تبين أن الحريات في النظام الليبرالي زائفة وخادعة عند تطبيقها حرفيا ‪ ،‬فالحرية المطلقة في‬
‫االقتصاد أدت إلى فوارق اجتماعية هائلة مما جعل الحرية السياسية حبرا على ورق وتأكد عدم‬
‫المساواة بين المواطنين فسلبية الدولة في النظام الليبرالي الحر نتج عنها أزمات اقتصادية وظهور‬
‫احتكارات وطبقات اجتماعية فكان ال بد من ظهور أفكار اشتراكية ‪ ،‬كانت على مرحلتين المرحلة‬
‫االولى هي االشتراكية المثالية أو الطوباوية وامتدت حتى القرن ‪ 16‬حيث كانت قائمة على‬
‫مخاطبة الناس باألحاسيس والضمائر قصد تحقيق مجتمع مثالي خال من الظلم والطبقية لكنها لم‬
‫تبين الوسائل من أجل بلوغ هذا الهدف فقد كانت عاطفية أكثر منها عملية ‪ ،‬وقد نادى بهذه الفكرة‬
‫العديد من الفالسفة على سبيل المثال ‪ ،‬كونفوشيوس الذي ظهر في الصين و الذي نظر للفرد على‬
‫أساس قيمته وليس على أساس الميالد واعترف له بإمكانية االنتقال من طبقة اجتماعية ألخرى ‪ ،‬ثم‬
‫أفالطون الذي دعى في كتابه الجمهورية إلى الشيوعية بإقامة المدينة الفاضلة على أساس مبادئ‬
‫االشتراكية فألغى الملكية واألسرة ألن الملكية تعتبر أداة خالف بين الناس ‪ ،‬ثم توماس مور في‬
‫كتابه يوتوبيا حيث اقترح نظاما يماثل جمهورية أفالطون المثالية واستبدال الملكية الفردية بالملكية‬
‫الجماعية اعتبارا أن العدل ال يمكن تحقيقه في ظل الملكية الفردية ‪ .‬المرحلة الثانية هي االشتراكية‬
‫العلمية أو الماركسية ‪.‬‬
‫بدأت منتصف القرن ‪ 16‬مع صدور البيان االشتراكي لكارل ماركس الذي أضحى إنجيل الحركة‬
‫العمالية الماركسية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫الظروف التاريخية‬
‫انتقلت أفكار فولتير وروسو إلى روسيا سريعا ورافقتها إصالحات قام بها الملك ‪ -‬القيصر –‬
‫لتغطية الحكم المطلق ‪ ،‬لكن انكشفت عورة هذه اإلصالحات الهشة مع الخسارة الكبيرة في الحرب‬

‫‪22‬‬
‫العالمية األولى مما ساهم في الثورة البلشفية بزعامة فالديمير لينين المنادية بالحقوق المتساوية‬
‫والعدالة االجتماعية واالعتراف بحقوق العمال فتطور التمرد إلى ثورة حقيقية أدت إلى سقوط‬
‫القيصر ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الثورة الروسية‬
‫بصدور بيان حقوق الشعب العامل المستغل سنة ‪ 1617‬وقع اإلعالن عن أول حكومة حرة في‬
‫روسيا بزعامة ليفوف التي قامت بمجموعة من اإلصالحات كالمساواة أمام القانون وإصدار بيان‬
‫سمي حقوق الشعب العامل المستغل سنة ‪ 1611‬حيث جاء بمفهوم جديد للحريات حيث تتدخل‬
‫الدولة في النشاط الفردي كوسيلة ناجحة للحد من الفوارق االجتماعية ‪.‬‬
‫في هذا المضمار قال لينين ‪ :‬ال يمكن أن تكون حرية في مجتمع قائم على سلطة المال حيث‬
‫الطبقة الكادحة في فقر و فئة طفيلية من األغنياء ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫المفهوم االشتراكي للحقوق و الحريات‬
‫ال يعترف واضعو البيان الشيوعي بالحقوق في ظل المجتمع البورجوازي ‪ ،‬فقط انتصار‬
‫البروليتاريا من سيحقق الكرامة االنسانية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫التمييز بين الحريات الشكلية والحريات الواقعية‬
‫ميز ماركس بين الحريات الشكلية فأصبحت تدعى الحريات الكالسيكية وحلت محلها الحريات‬
‫الواقعية وهي الحقوق االقتصادية واالجتماعية التي ال يمكن أن توفرها سوى الدولة ‪ ،‬فـ ماركس‬
‫يرى أن رجال المال في الحرية الشكلية يتحكمون في المال وبالتالي يتحكمون في الصحافة و‬
‫اإلعالم والحكومات إذن هذه الحرية صورية وشكلية ومزيفة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫انتقاد اعالنات القرن ‪ 11‬و ‪11‬‬
‫يرى ماركس أن إعالنات القرنين ‪ 11‬و ‪ 16‬ما هي إال أدوات في يد البرجوازية استعملتها للقضاء‬
‫على االقطاعية ثم استعملتها بعد الثورات للقضاء على حقوق العمال وبالتالي هذه اإلعالنات ما‬
‫هي إال نفاق سياسي ‪ ،‬ويطرح أسئلة من قبيل " ما فائدة حرية السكن لشخص ال يملك سكنا ؟ ما‬
‫قيمة حرية الصحافة إذا كانت الصحف بيد رؤوس األموال ؟ ما قيمة األمن لشخص يموت جوعا ؟‬
‫وهكذا رفض ماركس مفهوم الحريات في العالم الغربي وطرح بديال تمثل في حريات في ظل‬
‫مجتمع اشتراكي تنعدم فيه الطبقات وتشرف فيه الدولة على حقوق االنسان ‪ ،‬وقال بـ " أولوية‬
‫الجماعة على الفرد ثم التضحية بحقوق الفرد من أجل حقوق الجماعة ‪ ،‬الدولة هي تدخلية ترتكز‬
‫على الهيمنة السياسية عن طريق الحزب الواحد ثم الهيمنة االقتصادية الممارسة من خالل‬
‫المخططات االقتصادية ‪ ،‬وهكذا ظهرت حقوق جديدة لم تكن في إعالنات الحقوق الفرنسية‬
‫واالنجليزية و االمريكية من قبيل الحق في العمل والحق في الراحة والحق في التأمين والحق في‬
‫‪23‬‬
‫التعليم ‪ ،‬والحقوق والواجبات في المذهب االشتراكي وجهان لعملة واحدة فمن يطالب بالحق في‬
‫الطعام والكساء عليه واجبات العمل ومن يطالب بالحرية عليه أن يحترم‬
‫حقوق االخرين ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫أزمة المذهب االشتراكي‬
‫تركت النظرية الماركسية أثرا بالغا في تاريخ االنسانية ولعبت دورا كبيرا في تطور الفكر‬
‫والسياسة في العصر الحديث ‪ ،‬واستطاعت الثورة االشتراكية في روسيا أن تطيح بالحكم الفردي‬
‫المتمثل في القيصر وتؤسس دولة اشتراكية قوية وأصبحت قوة عظمى عالميا قبل أن تعصف بها‬
‫رياح التغيير في ‪ 1616‬أدت إلى إعادة النظر في الكثير من مبادئ االشتراكية وتجلت أزمة‬
‫المذهب االشتراكي في حماية حقوق وحريات الفرد وثانيا من خالل ظهور مذهب التدخل الجزئي‬
‫‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫على مستوى حماية حقوق وحريات االفراد‬
‫حققت االشتراكية بعض العدل في العمل وتوزيع الثروات لكن الفرد المسكين حوصر من كل‬
‫جانب فالسلطة والمال واإلعالم والثورة والثقافة تركزت كلها بيد الدولة وهذه الدولة يسيرها بشر‬
‫فالسلطة إذن لم تتالشى ولم تتكون المدينة الفاضلة وسيطر الحزب الواحد ولم يفسح المجال للرأي‬
‫األخر وصودر الحق في العمل السياسي الحر والمشاركة في الحكم والتداول على السلطة وساد‬
‫الحرمان في حين كان االنسان األوروبي ينعم بكامل حقوق اإلنسان وبالمشاركة السياسية الحرة‬
‫وتطورت مسيرة اإلنتاج والرخاء ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫ظهور مذهب التدخل الجزئي‬
‫مع ضغط المبادئ االشتراكية اضطرت النظم الليبرالية إلى القبول بمبدأ تدخل الدولة جزئيا بدل‬
‫الدولة الحارسة وبدأت الدولة تضمن حقوق االفراد كالتعليم والتطبيب والكفالة االجتماعية فاقتبست‬
‫النظم الغربية من االشتراكية بعض االفكار من قبيل تدخل الدولة لتنظيم الحقل االقتصادي‬
‫واالج تماعي و تغليب المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية و احترام الملكية الفردية ثم تطور‬
‫األمر حتى تدخلت الدولة في تحديد األجور وساعات العمل وتأمين العمال فتم إقرار في فرنسا مثال‬
‫الحق بالعمل لكل فرد ومنع االساءة للعمال وتعويض العمال في حاالت الحوادث أو البطالة وتم‬
‫استصدار قانون الضمان االجتماعي ‪ ،‬هكذا نالحظ أن الحقوق جاءت نتيجة تراكمات فلسفية‬
‫وفكرية أسهمت فيها جل الحضارات فاستفاد الالحق من السابق مؤكدة أن الزبد يذهب جفاء وأن ما‬
‫ينفع الناس يمكث في األرض ‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫النظم الدولية لحماية حقوق اإلنسان والحريا ت العامة‬
‫مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الخسائر الجمة التي تكبدها العالم ‪ ،‬أدرك الجميع ضرورة‬
‫هينة دلية يكون من مهامها حماية حقوق اإلنسان السعي وراء عالم يسوده السلم السياسي‬
‫واالجتماعي دون اعتبار للحدود الجغرافية ومتجاوزا للسيادة الوطنية ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫ميثاق األمم المتحدة‬
‫حلت منظمة األمم المتحدة محل عصبة األمم سنة ‪ 1645‬وكان أهم دور لها هو ترسيخ عالمية‬
‫حقوق االنسان فكانت منبرا دوليا تتظافر فيه الجهود لتجنيب األجيال المقبلة ويالت الحروب‬
‫وفرض تدخل المجتمع الدولي من أجل حماية حقوق اإلنسان في حالة انتهاكها حفاظا على السلم‬
‫الدولي ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫ميثاق األمم المتحدة المضمون والطبيعة القانونية‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫مضمون حقوق اإلنسان في ميثاق األمم المتحدة‬
‫حسب ديباجة الميثاق هناك تالزم بين الديمقراطية والسلم ‪ ،‬فأهم هدف هو ترسيخ الديمقراطية‬
‫وحقوق االنسان والحريات العامة باعتبارهما ركيزتين للنظام الدولي ‪ .‬جاء في الديباجة ‪ " :‬إن‬
‫شعوب األمم المتحدة تؤكد إيمانها بالحقوق االساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء‬
‫واألمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية " ويستطرد الميثاق جاعال من مقاصد المنظمة الدولية‬
‫‪" :‬تحقيق التعاون الدولي وحل المسائل الدولية ذات الصبغة االقتصادية واالجتماعية واإلنسانية‬
‫وعلى تعزيز حقوق اإلنسان والحريات االساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك بال تمييز بسبب‬
‫الجنس أو اللغة أو الدين ‪.‬‬
‫أما في المجال السياسي ‪ " :‬إن الحكومات الديكتاتورية التي تنكر حقوق اإلنسان تسبب الحرب في‬
‫حين أن النظم الديمقراطية محبة للسالم " لذلك نصت على حق الشعوب في تقرير المصير‬
‫وربطت بين حقوق اإلنسان وبين التقدم االقتصادي واالجتماعي على المستوى الفردي والجماعي ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫القيمة القانونية لميثاق األمم المتحدة‬
‫وضع الميثاق توصيات للنهوض بحقوق اإلنسان لكنه لم يحدد مفهوم هذه الحقوق رغم اتفاق‬
‫المجتمعين في سان فرانسيسكو سنة ‪ 1645‬على هذه الحقوق لكن طرح التفاصيل من شأنه أن‬
‫يثير الخالفات في وجهات النظر مما سيسبب في افشال الجهود الهادفة إلى إخراج المنظمة إلى‬
‫الوجود ‪.‬‬
‫مما دفع الفقه إلى مناقشة القوة القانونية لهذه المقتضيات ‪ ،‬فالميثاق لم ينص على الوسائل واآلليات‬
‫لحماية الحقوق بل اكتفى باإلشارة إلى وظيفة الجمعية العامة ودورها المتمثل في اإلعداد‬

‫‪25‬‬
‫والمصادقة على اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وعلى العهدين الدوليين المكملين له باإلضافة إلى‬
‫البروتوكول االختياري ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫المشروعية الدولية فى مجال حقوق االنسان‬
‫نقصد بالمشروعية الدولية في مجال حقوق اإلنسان المواثيق الدولية المتعارف عليها عالميا وهما‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعهدين الدوليين المتعلقان بحقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬
‫وصف هذا االعالن بالعالمي مقصود الهدف منه توسيع دائرة العالمية حتى تتسم الحقوق بالشمولية‬
‫فحقوق اإلنسان من طينة واحدة وال فرق بين جنس وجنس أو اسود وابيض بل هي حقوق االنسان‬
‫كل االنسان‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫ماهية اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬
‫يتكون اإلعالن من ديباجة تؤكد الكرامة البشرية والحقوق المتساوية أساس الحرية والعدل والسلم‬
‫في العالم يتكون من ثالثين مادة يمكن تقسيمها إلى ‪ 4‬أقسام ‪:‬‬
‫مجموعة أولى ‪ :‬تتعلق بالحقوق الفردية كالحق في الحياة والحرية ومنع الرق والتعذيب‬
‫والمساواة‬
‫مجموعة الثانية ‪ :‬تهتم بالحقوق الفردية الخاضعة للدولة كالحق في الجنسية والحق في اللجوء‬
‫السياسي مجموعة ثالثة ‪ :‬تتطرق للحقوق السياسية كاعتراف بالشعب كمصدر للسلطة وحرية‬
‫التعبير وحرية العقيدة وحرية تأسيس الجمعيات‬
‫المجموعة الرابعة ‪ :‬تتعلق بالحقوق االقتصادية واالجتماعية كالحق في الشغل والضمان‬
‫االجتماعي والحق في التعليم واالنتماء للنقابات ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫مميزات اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬
‫ساد التناقض بعض بنود اإلعالن وذلك لالتفاق الحبي بين المعسكرين الشرقي والغربي فالمادة‬
‫‪ 17‬مثال تقول ‪ :‬لكل فرد الحق في التملك بمفرده أو باالشتراك مع غيره " فموقف الليبرالية هو‬
‫التملك الفردي أما موقف االشتراكية فهو التملك الجماعي ‪.‬‬
‫كما أن الدول لم يعد بمقدورها االنفراد بتنظيم حقوق االنسان بعيدا عن المنظمات العالمية ‪ ،‬أيضا‬
‫الميثاق ضمن عدم السقوط في الحرية المطلقة والفوضى بل إن الدول مسؤولة عن رعاية الحقوق‬
‫وممارسة الحريات وطرق التعبير عن الرأي ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫القيمة القانونية لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬
‫نطرح هنا سؤاال ‪ ،‬هل يتضمن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أي التزام قانوني ؟ يجيب الفقيه‬
‫الفرنسي ريني كسيه أن االمر يتعلق فقط بتوجيه سياسي وتشريعي للدول في مجال حقوق اإلنسان‬
‫وال يتعلق األمر بأي قوة الزامية قانونية ‪ ،‬لكن االلتزام بالميثاق شرط من شروط االنضمام‬
‫للمنظمة الدولية واكتسابها العضوية في المنتظم الدولي ‪ ،‬ومن ثمة نستخلص أن اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق االنسان من الناحية الحقوقية النظرية ال مفعول له لكن تأثيره على القرارات الدولية أصبح‬
‫واضحا كما أن أغلب دساتير العالم تبنته ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫العهدان الدوليان لحقوق اإلنسان‬
‫ظل اإلعالن العالمي لحقوقاإلنسان ما بين ‪ 1641‬و ‪ 1699‬مجرد نص ذو قيمة فلسفية أخالقية‬
‫أكثر منه ذا قوة قانونية و لتحقيق نوع من االلزامية كان ال بد من اتفاقية تتقيد بها الدول في مجال‬
‫تطبيق حقوق اإلنسان ‪ ،‬لهذا تم وضع العهدان الدوليان لحقوق اإلنسان ‪ ،‬هما العهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫طبيعة العهدان الدوليان لحقوق اإلنسان‬
‫يشكل العهدان وسيلة لتقوية الطبيعة القانونية لإلعالن العالمي لحقوق االنسان باعتبارهما امتدادا له‬
‫لكن العمل بهما لم يبدأ سوى سنة ‪ 1679‬بعدما توفر النصاب للعمل بهما ويرجع السبب إلى‬
‫إصرار دول العالم الثالث على إضافة حق تقرير المصير الى الحقوق باعتبار أن الشعب المحروم‬
‫من تقرير مصيره ال يمكن أن ي ٌتمتع بالحقوق والحريات وهذا ما عارضته الدول االستعمارية‬
‫باعتباره حقا جماعيا وليس حقا من حقوق اإلنسان ‪ ،‬فإذا كان اإلعالن العالمي ينص على الحقوق‬
‫الفردية لإلنسان وليس حقوق الدولة فان العهدان ينصان على الحقوق الجماعية وحقوق الشعوب ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫مضمون العهدان الدوليان‬
‫أوال العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬يتكون من ‪ 31‬مادة تقر فيها‬
‫الدول الموقعة بتوفير ظروف معيشية أفضل لشعوبها من ذلك حق العمل وحق النقابة والضمان‬
‫االجتماعي والصحة والتربية والتعليم وحقوق الطفل وضرورة تقديم الدول تقارير إلزامية عن‬
‫اإلجراءات التي اتخذتها في هذا المجال وتوضيح الصعوبات التي وجدتها ‪.‬‬
‫ثانيا العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ‪ ،‬ويتكون من ‪ 53‬مادة ‪ ،‬وأهم مادة هي التي‬
‫لم تذكر في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والتي تنص على احترام حق الشعوب في تقرير‬
‫المصير وهو ما يعكس انتصارات حركات التحرر الوطني كما نص العهد على عالمية احترام‬
‫حقوق االنسان ‪ ،‬ثم منع الحبس التعسفي أو االعتقال الغير القانوني ومنع التعذيب والمحافظة على‬
‫الكرامة االنسانية أو التدخل في خصوصيات االفراد أو االطالع على مراسالته أو تلويث سمعته ‪،‬‬
‫ويتميز هذا العهد بقوة قانونية ملزمة بحيث تتعرض الدول المخالفة ألحكامه إلى مسائلة دولية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫‪27‬‬
‫آليات األمم المتحدة لحماية حقوق اإلنسان‬
‫أناط الميثاق بمنظمة األمم المتحدة مهمة حماية حقوق اإلنسان من خالل مجموعة من الهيئات‬
‫تدور كلها في فلك أجهزة األمم المتحدة بعضها له صالحيات اتخاذ توصيات والبعض األخر له‬
‫اختصاصات التحقيق والحماية المباشرة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫األجهزة الرئيسية‬
‫الجمعية العامة و المجلس االقتصادي واالجتماعي يعتبران هيئات شبه تقريرية لها اختصاصات‬
‫حماية حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫الجمعية العامة لالمم المتحدة‬
‫أنيطت بها مهمة إنجاز الدراسات وإصدار التوصيات بهدف تنمية التعاون الدولى في الميادين‬
‫الحقوقية واالقتصادية والتعليمية والصحية واالجتماعية والثقافية حيث تتخذ الجمعية العامة‬
‫قراراتها على شكل توصيات وإعالنات ال تتمتع بأي قوة قانونية إلزامية ‪،‬وقد اعتمدت كوسيلة‬
‫لذلك مجموعة من المواثيق الدولية والعهود واالتفاقيات التي تهم الطفل والمرأة والتمييز العنصري‬
‫والتعذيب والالجئين وغيره ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬‬


‫المجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫يسهر على تقديم توصيات للتوصل إلى احترام فعلي لحقوق اإلنسان ‪ ،‬وإعداد مشاريع قوانين‬
‫ومواثيق للجمعية العامة ‪ ،‬المطالبة بعقد الندوات والمؤتمرات لدراسة القضايا المتعلقة بحقوق‬
‫اإلنسان ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫مجلس حقوق اإلنسان‬
‫وقد حل محل لجنة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ويعد أعلى سلطة في نظام األمم المتحدة حيث‬
‫يعتبر تابعا مباشرة للجمعية العامة وليس للمجلس االجتماعي واالقتصادي وبذلك فهو جهاز فرعي‬
‫تابع للجمعية العامة لألمم المتحدة ‪.‬‬
‫وأهم اختصاصاته ‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -1‬نشر االحترام العالمي بحقوق اإلنسان‬
‫‪ -2‬مراقبة انتهاكات حقوق اإلنسان‬
‫‪ -3‬العمل على نشر ثقافة حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الهيئات الفرعية التابعة لهيئة األمم المتحدة في مجال حقوق اإلنسان‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫المفوضية السامية لحقوق اإلنسان‬
‫تأسست سنة ‪ 1663‬وتضطلع بمهام واسعة جوهرها توجيه ومراقبة كل االنشطة األممية في مجال‬
‫حقوق االنسان ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫األجهزة الخاصة‬
‫وتشمل بعض اللجان الدولية المختصة بقضايا معينة وبمهام محددة‬
‫‪ -1‬منظمة العمل الدولية ‪ :‬تهتم بالحرية النقابية وتحسين شروط العمل واألجور وحماية العمال‬
‫‪ - 2‬منظمة اليونيسكو ‪ :‬هدفها المحافظة على السلم واألمن بصفة عامة عن طريق التربية والتعليم‬
‫والثقافة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬منظمة العفو الدولية ‪ :‬للدفاع عن المسجونين وضمان محاكمة عادلة واحترام حق اللجوء‬
‫السياسي‬
‫ورفض عقوبة اإلعدام وأشكال التعذيب وحرية الرأي ‪.‬‬
‫توجد العديد من اللجان التابعة لألمم المتحدة والتي ولدت مع االتفاقيات الدولية لحقوق اإلنسان‬
‫أهم االتفاقيات ‪:‬‬
‫‪ -‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‬
‫‪ -‬االتفاقية ضد التعذيب‬
‫نخلص من النظم الدولي ة لحقوق اإلنسان إلى وجود ما أصبح يسمى بالقانون الدولي لحقوق اإلنسان‬
‫الذي يتميز بمضمون خاص و بقيمة قانونية انبثقت عنه مبادئ دولية متفق عليها في مجال حقوق‬
‫اإلنسان يتم تجاهلها أحيانا خصوصا أن األمم المتحدة تظل عاجزة على فرض مبادئ ميثاقها في‬
‫بعض حاالت الحرب كما وقع في العراق وفلسطين أو ما يتعلق بالحقوق والحريات واالعتداء‬
‫بشكل علني كما يحدث في غوانتانامو حيث أن بعض الدول تسخر المنظمة لخدمة مصالحها بدل‬
‫أن تكون في خدمة السلم واألمن ‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪:‬‬


‫حقوق اإلنسان والحريات العامة في المغرب ‪ ،‬المصادر ونماذج‬
‫‪29‬‬
‫تتأرجح المصادر الحقوقية في المغرب بين ما هو قانوني وما هو أيديولوجي كالمرجعية اإلسالمية‬
‫والغربية وهي تطرح الكثير من الصدام بين ما هو إسالمي وما هو غربي ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫المصادر القانونية‬
‫ترجع إلى بداية القرن ‪ 25‬وتشكل مدونة الحريات العامة أهم ما ميز المصادر القانونية ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫المصادر القانونية السابقة على تبنى مدونة الحريات العامة‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫مشروع دستور ‪1191‬‬
‫تضمن مجموعة من الحقوق حيث ميز بين الحقوق المدنية والسياسية والحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫الحقوق المدنية والسياسية‬
‫مثل عدم الضرب بالعصي والجلد والتعذيب والتشهير وإنشاء مجالس منتخبة ومجلس لتمثيل األمة‬
‫‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫مثل حق التعليم كإلزامية التعليم االبتدائي و حق الملكية و اصدار الصحف وتنظيم التجمعات‬
‫السياسية والنقابية حيث ساوى بين المغاربة واألجانب ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫مصادر أخرى‬
‫ونقصد به كال من القانون المتعلق بالحرية النقابية الصادر في ‪ 1657‬و مرسوم ‪ 1651‬بشأن‬
‫ممارسة الموظفين للحق النقابي ثم العهد الملكي الصادر سنة ‪ 1651‬جاء على شكل خطاب ملكي‬
‫تم االعتراف فيه بحرية التعبير والنشر والتعليم واالجتماع و التحزب وتكوين الجمعيات شريطة‬
‫احترام النظام الملكي ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫المصادر الالحقة على مدونة الحريات العامة‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫مدونة الحريات العامة‬

‫‪30‬‬
‫ويطلق على أربعة قوانين أساسية باإلضافة إلى القانون المتعلق بالحرية النقابية الذي يضيفه‬
‫البعض إلى مدونة الحريات العامة ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫القانون المتعلق بالجمعيات‬
‫صدر بظهير شريف رقم ‪ 1.51.379‬متضمنا ‪ 41‬فصال موزعة على سبعة أجزاء تم تعديله‬
‫سنة ‪ ، 1673‬لكن هذا القانون عرف تضييقات كثيرة حتى عرف باسم القانون الجنائي للحريات‬
‫العامة بل إن ممارسته أوجدت قانونا عرفيا للحريات العامة تمثل في منطق التعليمات الشفوية و‬
‫التهديدات البوليسية والتعذيب والترهيب ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫القانون المتعلق بالتجمعات العمومية‬
‫صدر بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 1.51.377‬ويضم ‪ 29‬فصال تنظم االجتماعات العمومية‬
‫والتجمهر وعقوبات حمل السالح في وجه األمن ‪..‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫القانون المتعلق بالصحافة بالمغرب‬
‫صدر بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 1.51.371 :‬ويضم ‪ 15‬فصال على ‪ 5‬ابواب تضمن‬
‫قوانين الطباعة وترويج الكتب والصاق االعالنات والنشرات والمتابعات وقد تم إدخال العديد من‬
‫التعديالت عليه بما يخص االعالم والصحافة والطبع والنشر ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫مصادر أخرى‬
‫نختزلها في القانون األساسي للمملكة الصادر في ‪ 1691‬و الدساتير المغربية‬
‫الفقرة االولى ‪:‬‬
‫القانون األساسي للمملكة‬
‫وقد أصدره الملك الحسن الثاني تمهيدا إلصدار أول دستور فشكل بذلك مرجعية قانونية لحقوق‬
‫االنسان والحريات نظرا لما تضمنه من مبادئ عامة للمساواة بين المواطنين في الحقوق‬
‫والواجبات وصيانة كرامة اإلنسان و إقرار نظام اقتصادي بهدف تحقيق العدالة االجتماعية وحاول‬
‫إرساء دعائم مجال سياسي قانوني يساعد على ممارسة هذه الحقوق منها دعامتين مهمتين هما‬
‫فصل السلط واستقالل القضاء ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫المصدر الدستوري‬
‫حيث عرف المغرب ‪ 5‬دساتير ‪ 1669-1662-1672-1675-1692‬فكانت مجرد تغييرات‬
‫على الدستور األم وهو دستور ‪ 1692‬ثم آخر تعديل وهو دستور ‪ 2511‬الذي نص على مجموعة‬

‫‪31‬‬
‫من الحقوق والحريات االساسية لألفراد والجماعات في الباب الثاني تحت اسم الحريات والحقوق‬
‫االساسية من الفصل ‪ 16‬إلى الفصل ‪ 45‬أي حوالي ‪ 22‬فصال ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫الحقوق المدنية‬
‫‪ -1‬المساواة ‪ :‬نص عليها الفصل ‪ 16‬من دستور ‪ 2511‬على الرجل والمرأة على حد سواء‬
‫والحقوق والحريات المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية الواردة في‬
‫الدستور واالتفاقيات الدولية التي وقع عليها المغرب وكل ذلك تحت ثوابت المملكة وقوانينها‬
‫‪ -2‬الحق في الحياة ‪ :‬الفصل ‪ 25‬تحدث أول حق وهو الحق في الحياة ويحمي القانون هذا الحق‬
‫‪ -3‬الحق في السالمة الشخصية ‪ :‬حيث تطرق إلى سالمة األشخاص والممتلكات و التراب‬
‫الوطني‬
‫‪ -4‬منع االعتقال التعسفي والحق في الصمت حتى الحصول على مساعدة قانونية ‪.‬‬
‫‪ -5‬الحق في المحاكمة العادلة‬
‫‪ - 9‬الحق في ظروف اعتقال انسانية واالستفادة من برامج التكوين والتأهيل‬
‫‪ -7‬منع العنصرية والكراهية والعنف والتحريض‬
‫‪ - 1‬منع جرائم الحرب والجرائم ضد اإلنسانية‬
‫‪ - 6‬حرمة المنزل واالتصاالت الشخصية والمال الشخصي‬
‫‪ - 15‬حرية التنقل واالستقرار‬
‫‪ - 11‬حرية الرأي والتعبير‬
‫‪ - 12‬الحق في المعلومة الموجودة في حوزة اإلدارة العمومية والمؤسسات المنتخبة والهيئات التي‬
‫تسيير المرفق العام‬
‫‪ -13‬حرية الصحافة فال يمكن تقييدها بموجب الفصل ‪ 21‬مع وضع القوانين المنظمة لذلك‬
‫‪ -14‬الفصل ‪ 26‬المنظم لالجتماعات العمومية والتجمهر وتأسيس الجمعيات والنقابات واألحزاب‬
‫‪ -15‬الحقوق المرتبطة باالنتخابات سواء بالتصويت أو الترشح والتمتع بالحقوق السياسية والمدنية‬
‫و تكافؤ الفرص ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫كما نص دستور ‪ 2511‬على مجموعة من الحقوق االقتصادية واالجتماعية المرتبطة باألفراد‬
‫والجماعات‬
‫‪ -1‬الحقوق المرتبطة بالفرد ‪ :‬من خالل الفصل ‪ 31‬لالستفادة من العالج والصحة العمومية‬
‫والضمان االجتماعي والتغطية الصحية والتعليم والتكوين المهني والتربية البدنية والسكن الالئق‬
‫والشغل والوظائف العمومية والماء والتنمية المستدامة ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -2‬الحقوق المرتبطة باألسرة ‪ :‬من خالل الفصل ‪ 32‬فاألسرة هي الخلية االساسية للمجتمع‬
‫وتعمل الدولة على ضمان حماية االسرة واالعتبار المادي والمعنوي للطفل ‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق الشباب ‪ :‬من خالل الفصل ‪ 33‬فيشجع على التنمية االجتماعية ومساعدة الشباب على‬
‫االندماج في الحياة العملية النشيطة و تيسير ولوج الشباب العالم التكنولوجيا واألنشطة الترفيهية‬
‫والفن والرياضة مع توفير األجواء المناسبة لذلك فتم استحداث مجلس استشاري للشباب ‪.‬‬
‫‪ -4‬حقوق ذوي الحاجات ‪ :‬من خالل الفصل ‪ ، 34‬من خالل إعادة تأهيلهم واالعتناء بهم ‪.‬‬
‫‪ -5‬حق الملكية ‪ ،‬حيث نص الفصل ‪ 35‬عليه وممارسته بموجب القانون وتضمن الدولة حق‬
‫المبادرة والتنافس الحر والحفاظ على الثروات الطبيعية وعلى حقوق األجيال القادمة ‪.‬‬
‫التشريع الدستوري المغربي في مجال حقوق اإلنسان يتميز بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يميز بين الحقوق المدنية والسياسية والحقوق االقتصادية واالجتماعية والحقوق الفردية‬
‫والجماعية‬
‫‪ -2‬الباعث من دسترة بعض الحقوق في دستور ‪ 2511‬باالسم هو امتصاص الغضب الشعبي‬
‫وتحسين صورة المغرب في المنتظم الدولي‬
‫‪ - 3‬توسيع مضمون الحقوق والحريات ليتم االنتقال إلى المفهوم الحديث لها‬
‫‪ - 4‬تطرق الفصلين ‪ 41‬و ‪ 42‬إلى الحقوق الدينية والحقوق الفردية والجماعية‬
‫‪ - 5‬انتقال المغرب من مجال الحريات العامة إلى مجال الحريات االساسية مراهنا بذلك على‬
‫االنخراط في المنظومة الدولية لحقوق اإلنسان‬
‫‪ - 9‬التناقض القائم في عملية السرد الدستوري للحقوق والحريات وكذلك تعدد المرجعيات‬
‫االيديولوجية‬
‫‪ - 7‬توسيع مجاالت الحقوق والحريات الواردة في الدستور وتسميتها باألساسية فضال عن طابعها‬
‫العام والكوني ‪.‬‬
‫‪ -1‬تسمية الحقوق والحريات في الباب الثاني باألساسية يجعلنا نؤكد وجود حقوق عادية غير‬
‫اساسية‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫المصادر األيديولوجية‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫المرجعية اإلسالمية‬
‫وتبدأ لنا من خالل الخطب الملكية والدستور المغربي واالتفاقيات والمعاهدات الدولية‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫الخطب الملكية‬
‫‪ -1‬من خالل طبيعة النظام السياسي القائم في المغرب أي النظام الملكي القائم على البيعة التعاقدية‬

‫‪33‬‬
‫‪ -2‬االحالة الملكية في الخطب على المرجعية االسالمية‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫من خالل الدستور‬
‫‪ -1‬من خالل الفقرة ‪ 2‬من التصدير " المملكة المغربية دولة إسالمية "‬
‫‪ - 2‬ما نص عليه الفصل ‪ 3‬من أن اإلسالم دين الدولة‬
‫‪ -3‬ما نص عليه الفصل ‪ 41‬من أن الملك أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين‬
‫‪ -4‬ما نص عليه الفصل ‪ 42‬من أن أولوية الشريعة االسالمية على ما عداها من الشرائع‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫من خالل االتفاقيات والمعاهدات‬
‫وتظهر من خالل التحفظات التي يسلكها المغرب كأسلوب للمصادقة عليها‬
‫‪ - 1‬تحفظ المغرب على حرية الدين للطفل نظرا أن اإلسالم هو دين الدولة‬
‫‪ - 2‬تحفظ المغرب على مقتضيات كل اتفاقية تتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫المرجعية الغربية‬
‫أوال ‪ :‬ما نصت عليه الفقرة ‪ 3‬من تصدير الدستور من أن المغرب عضو نشيط فى إطار‬
‫المنظمات الدولية‬
‫ثانيا ‪ :‬في عملية تنظيم مختلف أنواع الحريات العامة‬
‫ثالثا ‪ :‬في عملية تصنيف الحقوق الواردة في الدستور المغربي حيث نجد تصنيفا غريبا خالصا‬
‫حيث قسم إلى الحقوق المدنية والسياسية كالحق في الحياة والمساواة وتحريم االعتقال التعسفي‬
‫وحرية التعبير والعبادة واالنتخاب والترشح والفكر والصحافة والتنقل ثم الحقوق االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية كالحق في الشغل والتعليم و االضراب والعالج والسكن والتجارة والمنافسة‬
‫الشريفة وحق الملكية وتكافؤ القرص ثم الحقوق البيئية وهي الحق في الماء والعيش في بيئة سليمة‬
‫والتنمية المستدامة ثم الحقوق الخاصة كحقوق الطفل والمرأة واألسرة والشباب واألشخاص ذوي‬
‫االحتياجات الخاصة واألشخاص المسنين ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫دراسة أنواع من حقوق اإلنسان والحريات العامة‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫نماذج من حقوق اإلنسان‬
‫المطلب األول ‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫حق الشعب في تقرير المصير‬
‫هو مبدأ واسع و موضوع شائك يجمع بين مميزات الحقوق الفردية والجماعية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫مضمون حق الشعب في تقرير المصير‬
‫ظهر في القرن ‪ 25‬بعد كفاح طويل وأكد عليه العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية‬
‫"لكافة الشعوب الحق في تقرير المصير ولها أن تقر بحرية كيانها السياسي وتواصل بحرية نموها‬
‫االقتصادي واالجتماعي والثقافي ‪ ،‬وللشعوب الحق في التصرف بحرية في ثرواتها ومواردها‬
‫الطبيعية "‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫المغرب ومبدأ الحق في تقرير المصير‬
‫رغم أن المغرب حصل على استقالله لكن هناك إشكاليات في التصرف بحرية في الثروات‬
‫الطبيعية والموارد البشرية وحرية االختيار السياسي والحرية في اختيار المناهج االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الحق في التنمية‬
‫ال بد للحقوق من توفر التنمية فالجائع ال يمكنه أن يفكر في غير الخبز فأكبر عقبة أمام الحقوق هو‬
‫التنمية‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫تعريف الحق في التنمية‬
‫هو الحق في العيش الكريم وهو حق مختلف عن باقي الحقوق فهو حق فردي جماعي ومتعدد‬
‫األبعاد ويقتضي اتخاذ تدابير اقتصادية و سياسية ضرورية کتوزيع الثروات و الخيرات بشكل‬
‫عادل ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫الحق في التنمية من خالل اآلليات الدولية‬
‫نظرا لمكانته المهمة نصت عليه الكثير من المؤسسات والمواثيق أهمها ميثاق االمم المتحدة ولجنة‬
‫األمم المتحدة لحقوق االنسان والمؤتمر العالمي لحقوق االنسان ‪ ،‬وهو مختلف عن باقي الحقوق‬
‫االخرى فهو ينتمي إلى الجيل الثالث من الحقوق مبني أساسا على الجيل األول المرتكز على‬
‫الحقوق الفردية المدنية‬
‫والسياسية والجيل الثاني المعتمد على الحقوق الجماعية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫والمساواة ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫نماذج من الحريات العامة‬
‫الحريات العامة في المغرب حليب بال زبد والتشريعات الداخلية ال تكف من محاولة تحديد نطاقها ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫الحق في تأسيس الجمعيات‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫تعريف الجمعيات‬
‫عرفها ظهير ‪ " 1651‬هي اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص الستخدام‬
‫معلوماتهم أو نشاطهم لغاية غير توزيع األرباح فيما بينهم "‬
‫أركان قيام الجمعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬االتفاق في االرادة و االهداف‬
‫‪ -2‬المرونة والتعاون المستمر ‪ ،‬فمن حيث العدد شخصين كاف فبإمكان زوج و زوجته إنشاء‬
‫جمعية‬
‫‪ -3‬المعيار غير توزيع األرباح بصفة غير مقاوالتية لكن المشرع يجيز تحقيق الربح لكن لفائدة‬
‫الجمعية وتجهيز الجمعية وتمويل االنشطة وليس لفائدة االعضاء‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫تأسيس الجمعيات‬
‫إذا كان الحق في تأسيس الجمعيات مطلقا في تعريفه فإنه مقيد في ممارسته بشروط موضوعية‬
‫وأخرى إجرائية توفق بين الحرية والسلطة ‪ .‬فالمغرب مثال لم يتبنى مبدأ اإلقليمية واشترط على‬
‫المستوى العضوي ضرورة أن يكون أعضاء المكتب المسير ينتمون لنفس االقليم أو الجهة أما‬
‫على المستوى الوظيفي فاشترط أن يشمل نشاط الجمعية سكان الجماعة مقر الجمعية وفي حدود‬
‫ضيقة استثنائية امكانية تمدد نشاط الجمعية على مجموع التراب الوطني أو خارج الوطن ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫حرية تأسيس الجمعيات‬
‫الفصل الثاني من ظهير تأسيس الجمعيات يسمح بتأسيس الجمعية دون سابق إذن أو تصريح من‬
‫السلطات بشرط أن تقدم تصريحا إلى االدارة المحلية القائد أو الباشا والى وكيل الملك لدى‬
‫المحكمة االبتدائية بالدائرة‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫كيفية تأسيس الجمعيات‬

‫‪36‬‬
‫تقدم الجمعية تصريحا لدى االدارة المحلية القائد أو الباشا مباشرة أو بواسطة عون قضائي يسلم‬
‫عنه وصل إيداع مؤقت مختوم ومؤرخ ثم توجه السلطة المحلية المذكورة إلى النيابة العامة نسخة‬
‫من التصريح قصد تمكينها من إبداء رأيها في الطلب ثم يسلم الوصل النهائي وجوبا داخل أجل‬
‫أقصاه ستون يوما وفي حالة‬
‫عدم تسليمه داخل أجل ‪ 95‬يوما جاز للجمعية أن تمارس نشاطها ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫أنواع الجمعيات‬
‫منظومة الجمعيات فى المغرب جد واسعة ما بين المنفعة العامة والسياسية و االجنبية واالتحادية ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫الجمعيات الحاملة لصفة المنفعة العامة‬
‫هي كل جمعية ما عدا الجمعيات السياسية يعترف لها بالمنفعة العامة بعد إجراء بحث ويتم الرد‬
‫عليه في أجل ال يتعدى ‪ 9‬أشهر ويترتب على االعتراف بالجمعية مجموعة من الحقوق‬
‫وااللتزامات ‪.‬‬
‫الشروط الالزمة لقبول طلب الحصول على صفة المنفعة العامة‬
‫‪ -1‬أن تكون مؤسسة طبقا ألحكام الظهير الشريف رقم ‪1.51.379‬‬
‫‪ -2‬ان تتوفر على القدرات المالية إلنجاز المهام المحددة في نظامها األساسي‬
‫‪ - 3‬أن يكون لها نظام أساسي ونظام داخلي يضمن لألعضاء المشاركة الفعلية في تدبير الجمعية‬
‫‪ - 4‬أن يكون الهدف هو المصلحة العامة محليا أو جهويا أو وطنيا‬
‫‪ -5‬محاسبة مضبوطة توضح الوضعية المالية‬
‫‪ -9‬أن تخضع للمراقبة االدارية وتقديم المعلومات للجهات االدارية‬
‫مسطرة اكتساب صفة المنفعة العامة‬
‫‪ -1‬نسخة من الوصل النهائي إليداع ملف تأسيس الجمعية‬
‫‪ -2‬نسختين من النظام األساسي والنظام الداخلي‬
‫‪ -3‬نسختين من قائمة االعضاء فى المكتب المسير‬
‫‪ -4‬تقرير عن أنشطة الجمعية وبرنامج عملها ل‪ 3‬سنوات القادمة‬
‫‪ -5‬الوضعية المالية للجمعية وقيمة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة‬
‫‪ -9‬نسخة من محضر المداوالت للجهاز المختص في الجمعية الذي يأذن بتقديم طلب االعتراف‬
‫بصفة المنفعة العامة لفائدة الجمعية المعنية‬
‫نتائج االعتراف بصفة المنفعة العامة‬
‫االمتيازات المصاحبة لصفة المنفعة العامة ‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ - 1‬االمتالك ضمن الحدود المبينة في مرسوم االعتراف‬
‫‪ - 2‬االقتناء بدون عوض بموجب عقود‬
‫‪ - 3‬االلتزام باستعمال النقود في األهداف المخصصة لها‬
‫‪ - 4‬اإلشارة إلى المبلغ التقديري من عملية التماس االحسان العمومي ‪،‬‬
‫أما االلتزامات المصاحبة لالعتراف فهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة التزام الجمعية بما ورد في قانونها األساسي‬
‫‪ -2‬اإلمساك بالمحاسبة المالية و اإلدالء بالقوائم التركيبية للذمة المالية وقيمة الممتلكات ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫األحزاب السياسية‬
‫تنظم األحزاب بموجب الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.199‬الصادر ‪ 2511‬بتنفيذ القانون التنظيمي‬
‫‪26.11‬‬
‫تعريف الحزب السياسي ‪ -‬أ‬
‫عرفته المادة ‪ 2‬من القانون السالف الذكر بأنه تنظيم سياسي دانم يتمتع بالشخصية االعتبارية‬
‫يؤسس طبقا للقانون بين أشخاص ذاتيين يتمتعون بحقوقهم المدنية والسياسية ويتقاسمون نفس‬
‫المبادئ واألهداف ‪.‬‬
‫ويعمل على تأطير المواطنين وتكوينهم السياسي وانخراطهم في الحياة الوطنية وتدبير الشأن العام‬
‫والتعبير عن إرادة الناخبين و المشاركة في ممارسة السلطة على أساس التعددية والتناوب وفي‬
‫نطاق المؤسسات الدستورية ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تأسيس األحزاب السياسية‬
‫نصت المادة ‪ 5‬من قانون األحزاب السياسية على جملة من الشروط‬
‫‪ -1‬أن يكون المؤسسون بالغين ‪ 11‬سنة شمسية كاملة‬
‫‪ -2‬أن يكون المؤسسون والمسيرين مسجلين في اللوائح االنتخابية العامة‬
‫‪ -3‬أن يكون المؤسسون والمسيرين متمتعين بالحقوق المدنية والسياسية‬
‫‪ -4‬أن يكون المؤسسون والمسيرون حاملين للجنسية المغربية وغير متحملين ألي مسؤولية‬
‫سياسية فى دولة أخرى قد يحملون جنسيتها ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬مسطرة تأسيس حزب سياسي‬
‫نصت على ذلك المادة ‪ 9‬من قانون األحزاب‬
‫‪ -1‬ضرورة إيداع الملف لدى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية عن طريق مفوض قضائي مقابل‬
‫وصل مؤرخ ومختوم يسلم فورا ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة توجيه السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية نسخة من ملف التأسيس الى النيابة العامة‬
‫الحزب بمبادرة من الحكومة‬
‫‪38‬‬
‫‪ -3‬ينشر بالجريدة الرسمية مستخرج من ملف التصريح بتأسيسٌ الحزب بمبادرة من الحكومة‬
‫د ‪ -‬مبادئ تنظيم األحزاب السياسية وتسييرها‬
‫‪ -1‬أن يسير وفق مبادئ الديمقراطية ‪ ،‬ومراعاة مبادئ الحكامة والشفافية والمسؤولية والمحاسبة‬
‫‪ -2‬تعميم مشاركة النساء والشباب‬
‫‪ -3‬تحديد نسبة الشباب الواجب اشراكهم في االجهزة المسيرة للحزب‬
‫‪ -4‬التوفر على هياكل تنظيمية وطنية و جهوية وفروع في الجماعات الترابية‬
‫‪ -5‬تقديم مرشحين نزهاء و أكفاء ومؤهلين النظام األساسي للحزب‬
‫يجب أن يتوفر النظام األساسي للحزب على البيانات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تسمية الحزب ورمزه و مقره المركزي‬
‫‪ -2‬اختصاصات وتأليف مختلف األجهزة‬
‫‪ -3‬حقوق وواجبات األعضاء‬
‫‪ -4‬طريقة ومسطرة تزكية مرشحي الحزب لمختلف العمليات االنتخابية‬
‫‪ -5‬دورات انعقاد اجتماعات األجهزة‬
‫‪ -9‬مدة انتداب المسؤولين‬
‫‪ - 7‬شروط انخراط األعضاء وشروط إقالتهم أو استقالتهم‬
‫‪ - 1‬العقوبات المطبقة على األعضاء وأجهزة الحزب المكلفة بذلك‬
‫‪ - 6‬كيفية االنضمام للحزب وكيفية االنسحاب‬
‫‪ - 15‬التوفر على أجهزة ‪ :‬المراقبة المالية ‪ ،‬التحكيم ‪ ،‬المناصفة ‪ ،‬الترشيحات ‪ ،‬المغاربة بالخارج‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫الجمعيات األجنبية وما في حكمها‬
‫عرفها المشرع المغربي في الفصل ‪ 21‬من قانون الجمعيات األجنبية بأنها الهيئات التي لها‬
‫مميزات جمعية ولها مقر في الخارج ويكون مسيروها أجانب أو يديرها أجانب ومقرها في‬
‫المغرب وهي تخضع إلى شروط الجمعيات في المغرب مع شروط إضافية تتعلق بعدم مباشرة أي‬
‫نشاط في المغرب إال بعد تصريح سابق كما يمكن للحكومة أن ترفض تأسيس الجمعية أو عند‬
‫طارئ على المسيرين أو االدارة أو عند إحداث فروع أو مؤسسات أخرى تابعة للجمعية األجنبية‬
‫بالمغرب ‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫الجمعيات االتحادية الجامعات‬
‫يمكن للجمعيات المصرح بها أن تكون اتحاديات وجامعات ويجب أن يقدم في هذا الخصوص‬
‫تصريح يحتوي على الجمعيات المنضوية تحته وكذا على األهداف من تأسيسه ويطبق عليه نفس‬
‫قانون الجمعيات‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫التجمعات العمومية‬
‫نفرق بين االجتماعات العمومية والمظاهرات بالطرق العمومية و التجمهر‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫االجتماعات العمومية‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫تعريف التجمعات العمومية‬
‫عرفها المشرع في الفصل ‪ 1‬من ظهير ‪ 1651‬المتعلق بالتجمعات العمومية ‪ :‬هو كل جمع مؤقت‬
‫مدبر مباح للعموم وتدرس خالله مسائل مدرجة في جدول أعمال محدد من قبل ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫شروط عقد االجتماعات العمومية‬
‫يمكن أن تعقد دون إذن مسبق وفق شروط ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ان يسلم تصريح لإلدارة العمومية المسؤولة يبين المكان والزمان‬
‫‪ - 2‬التصريح بموضوع االجتماع‬
‫‪ - 3‬التصريح موقع من طرف ‪ 3‬أشخاص يقطنون في نفس العمالة مع عناوينهم ونسخ من البطاقة‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫الموانع الواردة على االجتماعات العمومي‬
‫‪ - 1‬عدم عقدها في الطرق العمومية‬
‫‪ - 2‬عدم تمديد وقتها إلى ما بعد ‪ 12‬ليال‬
‫‪ - 3‬ان يكون لالجتماع رئيس مكلف يحافظ على النظام واحترام القانون‬
‫‪ - 4‬يمنع أن يكون في االجتماع شخص يحمل سالحا‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫المظاهرات بالطرق العمومية‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫ماهي المظاهرات المباحة‬
‫نص ظهير التجمعات العمومية أنها تخضع لوجوب تصريح مسبق ‪ ،‬جميع المواكب‬
‫واالستعراضات والمظاهرات بالطريق العمومية ويعفى من ذلك التي تجري طبقا للعادات و التقاليد‬
‫‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ - 1‬الجنائز ‪ :‬من منزل الميت إلى المقبرة وتعتبر من المتعارف عليها شعبيا‬
‫‪ - 2‬االحتفاالت بالمولود‬
‫‪ - 3‬االحتفاالت بالزواج‬
‫‪ - 4‬استعراضات القوات العمومية مثل الجيش أو الدرك تسري عليها عدم الحصول على‬
‫التصريح بل يكتفي باألخبار واإلشعار للسلطات المحلية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫شروط التظاهر في الطرق العمومية‬
‫‪ - 1‬تسليم التصريح بالتظاهر إلى االدارة المحلية في ظرف ‪ 3‬أيام قبل تاريخ المظاهرة‬
‫‪ - 2‬التصريح يتضمن األسماء للمنظمين ويوقع عليه ‪ 3‬أفراد على األقل ممن يسكنون في نفس‬
‫المنطقة‬
‫‪ - 3‬التصريح بالمكان والساعة والتاريخ والطرق المنوي المرور منها‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫التجمهر‬
‫ويندرج ضمن التجمعات العمومية‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫تعريف التجمهر‬
‫تجمع بديهي عارض غير منظم يسعى إلى تحقيق غاية غير مشروعة ومن شأنه أن يؤدي إلى‬
‫اضطرابات أو المس باألمن العام ‪ ،‬نصت عليه الفصول ‪ 17‬إلى ‪ 25‬من ظهير التجمعات‬
‫العمومية ‪ ،‬ويمنع التجمهر سواء كان سلميا أو مسلحا إال بشرطين وهما عدم المساس بالنظام العام‬
‫وأن ال يكون مسلحا ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫حاالت التجمهر المسلح‬
‫ويعتبر مسلحا في حالتين إذا كان أشخاص ضمن المتجمهرين مسلحا ولم يقع اقصاؤهم من طرف‬
‫المتجمهرين ‪ ،‬ويتم االعالن عن طريق مكبر الصوت عن تفريق المتجمهرين وإال تتدخل القوة‬
‫العمومية بالقوة حماية للممتلكات العامة ‪ .‬وتقع المسؤولية على المنظمين ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬‬
‫الوقفات االحتجاجية‬
‫تتميز عن المظاهرات العمومية بكونها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الثبات والسكون‬
‫‪ - 2‬التحديد الزمني‬

‫‪41‬‬
‫‪ - 3‬التحديد المكاني أمام مبنى حكومي أو خصوصي‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫تعريف الوقفات االحتجاجية‬
‫هي تطور ناتج عن مفهوم النضال الديمقراطي وتعني المطالبة بحق من الحقوق أو التنديد بأمر ما‬
‫سلميا فتكون معارضة أو مناصرة ولم يتطرق إليها ظهير التجمعات العمومية لكننا نحيلها إلى‬
‫االجتهاد القضائي لملء الفراغ التشريعي الناتج عن هذه الممارسة ‪.‬‬
‫وهي اجتماع عارض وتلقائي محدد من الناحية الزمنية والمكانية ينبغي أن يخضع لتصريح مسبق‬
‫من الجهات المعنية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫شروط ممارسة الوقفات االحتجاجية‬
‫‪ - 1‬أن ال يكون االعتداء على حق خاص أو عام‬
‫‪ - 2‬ان ال يكون في زمن ومكان غير مناسبين‬
‫‪ - 3‬تقديم طلب تصريح إلى السلطة المحلية‬
‫‪ - 4‬المدة الزمنية للوقفة‬
‫‪ - 5‬مكان الوقفة االحتجاجية‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫حرية الصحافة‬
‫ويراد بها قدرة الصحفيين على استعمال حقهم في التعبير و االبداء عن رأيهم في الصحف‬
‫والمجالت‬
‫والمطبوعات ومواقع االنترنيت ‪ ،‬فحرية الصحافة تساعد على إقامة حكم سياسي ديمقراطي ‪ .‬فهي‬
‫من الحريات العامة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫الصحافة والطباعة والنشر وترويج الكتب‬
‫نص الفصل ‪ 1‬من قانون الصحافة على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬حرية الصحافة مضمونة بنص القانون‬
‫‪ - 2‬لوسائل اإلعالم الحرية في الوصول إلى المعلومة من مختلف مصادرها ما لم تكن سرية‬
‫بنص القانون وتمارس في إطار مبادئ الدستور وأحكام القانون المنظم للمهنة واحترام أخالقيات‬
‫المهنة‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫الصحافة الدورية‬
‫‪42‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫تعريف الصحافة الدورية‬
‫عرفها الفصل ‪ 11‬من قانون الصحافة انها تصدر في فترات منتظمة‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫شروط النشر‬
‫‪ - 1‬أن يقدم كل مطبوع دوري في نسختين إلى النيابة العامة لدى المحكمة االبتدائية‬
‫‪ -2‬تعيين مدير للنشر‬
‫المطلب الرابع ‪:‬‬
‫حريات أخرى‬
‫الفرع األول ‪:‬‬
‫حرية التجول والتنقل‬
‫تعتبر حرية التجول والتنقل من الحريات العامة التي نص عليها الدستور‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫تعريف حرية التجول والتنقل‬
‫هي حرية االفراد في االنتقال من مكان إلى مكان آخر في ظل القانون المعمول به وحق الفرد في‬
‫الهجرة من الوطن ومغادرته ‪ ،‬المادة ‪ 13‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪ :‬لكل فرد الحق في‬
‫حرية التنقل وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة أو المغادرة إلى أي بلد بما في ذلك حق‬
‫الرجوع إلى بلده ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫مظاهر التمتع بحرية التنقل‬
‫يضمن الدستور حرية التنقل واالستقرار في أي مكان داخل المغرب وهي خاصية دستورية ال‬
‫تعني المغرب فقط‬
‫الفرع الثاني ‪:‬‬
‫حرية التعبير و الرأي‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫تعريف حرية التعبير و الرأي‬
‫وهي قدرة الفرد على التعبير عن رأيه بكل حرية بغض النظر عن الوسيلة التي يسلكها سواء‬
‫بالنشر أو الكتابة أو االتصال بالناس أو بواسطة البريد أو اإلذاعة أو المسرح أو األفالم أو‬
‫التلفزيون أو الصحف ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫مظاهر وقيود حرية الرأي والتعبير‬
‫‪ - 1‬اذا ما انصبت على عالقة االفراد فيما بينهم وعالقتهم بالسلطة‬
‫‪ - 2‬احترام حقوق اآلخرين وسمعتهم‬
‫‪ - 3‬حماية األمن الوطني والنظام العام والصحة العامة واألخالق‬
‫الفرع الثالث ‪:‬‬
‫حريات أخرى‬
‫‪ - 1‬حرية الحياة الخاصة ‪ ،‬فالمادة ‪ " 6‬لكل فرد الحق في احترام حياته الخاصة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬حرمة المسكن ‪ ،‬ضد اقتحامه دون رضاه وحرية استخدامه وتعديله وتشكيله وتنظيمه وتمتد‬
‫إلى ملحقاته كالسور والحديقة وقد نص على ذلك الفصل ‪ 15‬من الدستور ‪ :‬المنزل ال تنتهك‬
‫حرمته وال تفتيش وال تحقيق إال طبق الشروط واإلجراءات المنصوص عليها فى القانون ‪.‬‬
‫‪ - 3‬حرية التعليم وتقوم على ‪ 3‬محاور ‪:‬‬
‫‪ -‬حق نشر المعلومات و األفكار والرأي والنشر‬
‫‪ -‬حق الفرد في التعليم ولوج المؤسسات التعليمية‬
‫‪ -‬حق الفرد في اختيار المعلمين والمدارس‬
‫‪ - 4‬حرية العقيدة وهي حرية الشخص في اختيار الدين الذي يرغب فيه بكامل الحرية ‪.‬‬

‫‪44‬‬

You might also like