You are on page 1of 49

‫جامعة سطيف ‪2‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫محاضرات في قانون حقوق‬


‫اإلنسان‬

‫من إعداد األستاذ‪:‬‬


‫بوجالل صالح الدين‬

‫السنة الجامعية ‪2102/2102‬‬

‫‪0‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫إن الحفاظ على حقوق اإلنسان هو حجر األساس في استقرار أي مجتمع‪ ،‬فأينما وجدت مجتمع‬
‫مطمئنا على حقوقه‪ .‬وما ال شك فيه أن لتعليم حقوق اإلنسان لكل فرد من أفراد‬ ‫ً‬ ‫إنسانا‬
‫ً‬ ‫مستقر وجدت‬
‫كبير في تعزيز فهم حقوقه أوالً‪ ،‬واحترامها والحفاظ‬
‫مردودا ًا‬
‫ً‬ ‫المجتمع وادخالها في ثقافته وتحويلها إلى واقع‪،‬‬
‫ثانيا مما يدفعه إلى المشاركة بفعالية في تنمية وطنه ورفاهية مجتمعه‬
‫عليها والشعور بالكرامة والحرية ً‬
‫وحفظ السالم‪ .‬وهذا ما أيدته التجربة‪.‬‬
‫إن الحصول على المعلومات هو حق من الحقوق األساسية لإلنسان التي كفلتها معاهدات ومواثيق‬
‫واتفاقيات حقوق اإلنسان الدولية‪ .‬فقد نصت المادة ‪ 91‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي أقرته‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة في العاشر من ديسمبر ‪ 9191‬على أن « لكل شخص حق التمتع بحرية‬
‫الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق اآلراء دون مضايقة‪ ،‬وفي التماس األنباء وتلقيها‬
‫ونقلها إلى اآلخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود»‪ .‬كما يؤكد ذات اإلعالن في الديباجة أن تعليم‬
‫أيضا‪ « :‬أن يسعى جميع أفراد المجتمع وهيئاته‪ ،‬واضعين‬
‫حقوق اإلنسان ليس حقًا فحسب‪ ،‬بل مسؤولية ً‬
‫هذا اإلعالن نصب أعينهم على الدوام‪ ،‬ومن خالل التعليم والتربية‪ ،‬إلى توطيد احترام هذه الحقوق‬
‫والحريات»‪.‬‬
‫وقد جعلت الجمعية العامة لألمم المتحدة في ديسمبر ‪9119‬م العقد الذي يغطي الفترة من جانفي‬
‫‪9111‬م حتى ديسمبر ‪4009‬م عقد تعليم حقوق اإلنسان‪ ،‬وعرفت الجمعية العامة تعليم حقوق اإلنسان‬
‫بأنه‪« :‬عملية شاملة ومستمرة باستمرار الحياة‪ ،‬يتعلم بوساطتها الناس في كل مستويات التنمية‪ ،‬وكل‬
‫شرائح المجتمع‪ ،‬احترام كرامة اآلخرين ووسائل ومناهج هذا االحترام في كل المجتمعات»‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬تحاول هذه المحاضرات المعدة خصيصا لطلبة الجامعة تقديم عرض عام لنظام‬
‫حقوق اإلنسان وأدوات حمايته على المستوى الدولي والوطني‪ ،‬وفقا للمحاور الرئيسية التالية‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬معالم القانون الدولي لحقوق اإلنسان‬


‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية حقوق اإلنسان‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‪ :‬معالم القانون الدولي لحقوق اإلنسان‬

‫نتناول من خالل هذا الفصل مفهوم حقوق اإلنسان وأصولها التاريخية ( المبحث األول)‪،‬‬
‫ثم نبحث في البعد العالمي لحقوق اإلنسان (ا لمبحث الثاني)‪ ،‬وأخي ار نتناول تقسيمات حقوق‬
‫اإلنسان ( المبحث الثالث)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان وأصولها التاريخية‬

‫إن منطلقات الدراسة تفرض بداءة البحث في المفهوم الحديث لحقوق اإلنسان ( المطلب‬
‫األول)‪ ،‬فإذا ما توضحت حقيقة هذا المفهوم نحاول الرجوع إلى أصوله التاريخية وكيفية تطوره‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان‬

‫نتناول في هذا الجزء من الدراسة تعريف حقوق اإلنسان ( الفرع األول)‪ ،‬وتمييزها عن الحريات‬
‫العامة ( الفرع الثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف حقوق اإلنسان‬


‫ثمة صعوبات عديدة مرتبطة بتعريف حقوق اإلنسان‪ ،‬ترتد إلى تباين الثقافات اإلنسانية‪ ،‬والمذاهب‬
‫الفكرية وتباين األنظمة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية لمختلف الدول‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى‬
‫اختالف المعايير واالعتبارات التي يعتمد عليها في تعريف الموضوع‪.‬‬
‫فالدول الغربية يعتمد مفهومها على المذهب الفردي بمصادره المتعددة‪ ،‬ونجدها تركز على الحقوق‬
‫والحريات الفردية‪ ،‬وفي إطارها على ما يسمى بالحقوق والحريات التقليدية أي الحقوق والحريات المدنية‬
‫والسياسية‪ ،‬والتي تعدها مقدسـة‪ ،‬ويتـساوى فيـها الجـميع‪ ،‬وعلى الـدولة عـدم التدخل فيها مما يجعل‬
‫تنتقد الدول الغربية العتمادها على الحقوق‬ ‫مضمونها ذو طابع سلبي‪ .‬بينما نجد الدول االشتراكية‬
‫والحريات التقليدية‪ ،‬والتي ال تلتزم فيها الدولة سوى بالتزام سلبي وهو ما لم يعد كافياً بل البد من‬
‫اضطالعها بدورها وهو ضمان ظروف حياة كريمة لألفراد‪ ،‬وهو ما يجعلها تلتزم إيجابياً‪ ،‬وتعمل على‬
‫إبراز االنتهاكات التي تعرفها الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية في الدول الغربية‪ ،‬وتعمل جاهدة‬
‫على صيانتها في دولها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا التباين لم يمنع من بروز عدة تعاريف أكاديمية لحقوق اإلنسان‪ ،‬إذ عرفها‬
‫"كارل فاساك" بأنها‪( :‬تلك الحقوق التي ينبغي االعتراف بها لإلنسان لمجرد كونـه إنسانـاً‪ ،‬وتختلف عـن‬
‫الحقوق الوضعية في كون المطالبة بها تتوقف على شرط وهو الحماية القانونيـة لها)‪ .‬وعرفتها "إيفا ماديو‬
‫" بأنها‪ ( :‬دراسة الحقوق الشخصية المعترف بها وطنياً ودولياً والتي في ظل حضارة معينة‪ ،‬تضمن الجمع‬
‫بين تأكيد الكرامة اإلنسانية وحمايتها من جهة والمحافظة على النظام العام من جهة أخرى)‪ .‬كما عرفها‬
‫"جون ريفيرو" بأنها ‪( :‬حقوق مالزمة أو لصيقة بشخص اإلنسان‪ ،‬وانكارها ال يمنع وجودها ألنها تدور‬
‫وجودا وعدما مع الكائن اإلنساني)‪.1‬‬
‫وورد تعريف حقوق اإلنسان في قاموس الفكر السياسي بأنها‪ ( :‬الحقوق التي يملكها الكائن البشري‬
‫لمجرد انه كائن بشري‪ ،‬فحقوق اإلنسان تعرف وفقا لذلك ضمن حالة الطبيعة وهي حالة الحرية والمساواة‬
‫التي يكون عليها الناس قبل أن تقوم فيهم سلطة تحد من حقهم في ممارستها‪ .‬أما وفق الناحية القانونية‬
‫فتعرف حقوق اإلنسان على أنها حصيلة مكتسبة من خالل كفاحّ إنساني طويل عبر التاريخ ‪ ،‬ويكون‬
‫خطها البياني صاعدا من تطور األوضاع السياسية واالجتماعية لإلنسان‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز حقوق اإلنسان عن الحريات العامة‬

‫تعرف الحرية تقليديا بأ نها عدم الخضوع لسلطة أعلى أو بأنها القدرة على القيام بعمل ما أو اإلمتناع‬
‫عن القيام به‪ ،‬حيث يختار اإلنسان بمقتضاها سلوكه الشخصي دون إكراه‪ .‬وتوصف الحرية بكونها عامة‬
‫ألنها تفترض تدخل السلطات العامة في الدولة لتنظيمها‪.2‬‬
‫وعموما‪ ،‬تتمثل أبرز نقاط اإلختالف بين حقوق اإلنسان والحريات العامة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن الحريات العامة‪ ،‬حقوق للفرد قبل الدولة‪ ،‬ويكفلها الدستور والقانون‪ ،‬وتمارس في مواجهة السلطة‬
‫وفي إطارها‪ ،‬فهي تفترض تدخل السلطة العامة اعترافا وضماناً‪ ،‬لترتقي من حرية مجـردة إلى حرية عامة‪،‬‬
‫وبهذا يعرفها "ريفيرو" على أنها‪ ( :‬الحقوق التي تعتبر بمجموعها في الدول المتحضرة بمثابة الحقوق‬
‫األساسية الالزمة لتطور الفرد والتي تتميز بنظام خاص من الحماية القانونية) ‪ .‬وبالتالي فمصـدر هـذه‬
‫الحريات وضعي‪ ،‬وهو تلك اإلرادة الشعبية التي وضعت الدسـتور أو القانـون‪ ،‬وعليه ال يـمكن تصـور وجود‬
‫حريات عامة‪ ،‬إال في ظل نظام قانوني معين‪ ،‬وهو ما يجعلها وثيقة الصلة بالدولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean Rivéro, Les Libbertés Public : Les Droits de l’Homme, Tome 1, P.U.F. , France, 1991, p. 23 et‬‬
‫‪ss.‬‬
‫نقال عن‪ :‬محمد يوسف علوان‪ ،‬محمد خليل الموسى‪ ،‬القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ :‬المصادر ووسائل الرقابة‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،4099 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪3‬‬
‫أما حقوق اإلنسان فهي حقوق طبيعية يمتلكها اإلنسان لطبيعته اإلنسانية‪ ،‬وتظل موجودة حتى عند عدم‬
‫االعتراف بها أو انتهاكها من قبل سلطة ما‪ ،‬كونها تستمد وجودها من مصادر تاريخية وفلسفية ترجع إلى‬
‫فكرة القانون الطبيعي‪ .‬وهذه الحقوق تقع فوق أطر القانون الوضعي‪ ،‬ألن الحقوق تثبت لإلنسان لمجرد‬
‫كونه إنساناً‪ ،‬ألنها تنبع من ضمير الجماعة‪ ،‬ومطالبة الجماعة بهذه الحقوق‪ ،‬دون اشتراط أن يكون‬
‫القانون الوضعي قد اعترف بها أو أدركها بالحماية‪ .‬وبالتالي فالحق موجود أصالً حتى قبل االعتراف‬
‫الدولي به‪ ،‬وما إذا أقدمت القوانين الوضعية على اإلقرار بتلك الحقوق وكفالة حمايتها تحولت إلى حريات‬
‫عامة‪.‬‬
‫‪ -2‬الحريات العامة غالبا ما تستعمل في إطار الدولة داللة على اإلمكانيات التي يمتلكها المواطن في‬
‫مواجهة السلطة‪ ،‬ولذلك فمكانها الدستور أو القانون‪ ،‬وعلى هذا يعرفها "كوليار"‪ ( :‬حاالت (أوضاع)‬
‫قانونيـة مشروعة ونظامية حيث يسمح للفرد أن يتصرف كيفما شاء ومن دون قيود في إطار حـدود‬
‫مضبوطة من طرف القانون الوضعي ومحددة تحت رقابة من قبل سلطة بوليسية مكلفة بحفظ النظام‬
‫العام)‪.‬‬
‫بينما يحتفظ بتعبير حقوق اإلنسان داللة على اهتمام المجتمع الدولي باإلنسان وحقوقه‪ ،‬ولذلك‬
‫يكون نطاقها القانون الدولي‪ ،‬وبهذا يعرفها عمر إسماعيل سعد اهلل‪ ( :‬جملة من القواعد والمبادئ القانونية‬
‫الدولية‪ ،‬التي قبلت بموجبها الدول االلتزام القانوني واألخالقي بالعمل على تعزيز وحماية حقوق اإلنسان‬
‫‪3‬‬
‫والشعوب وحرياتها األساسية ) ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األصول التاريخية لحقوق اإلنسان‬


‫ال شك أ ن تطور حقوق اإلنسان على النحو المتعارف عليه حاليا يرتبط بتطور البيئة اإلنسانية على‬
‫مر العصور المتعاقبة‪ ،‬وفي هذا الصدد نبحث في الخلفية التاريخية لحقوق اإلنسان في ظل الحضارتين‬
‫اليونانية والرومانية ( الفرع األول)‪ ،‬ثم أثناء الحضارة اإلسالمية ( الفرع الثاني)‪ ،‬والمرور بمرحلة التطور‬
‫القانوني في كل من أنجلت ار والواليات المتحدة وفرنسا ( الفرع الثالث) لنصل إلى مرحلة التنظيم الدولي‬
‫لحقوق اإلنسان ( الفرع الرابع)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حقوق اإلنسان في الحضارتين اليونانية والرومانية‬

‫خالل فترة الحضارة اليونانية‪ ،‬ميز أرسطو بين فئتين من الناس‪ ،‬اليونانيون الذين يمتازون بالفعل‬
‫واإلرادة‪ ،‬والبربر ذوي الطاقات البدنية التي تهيئهم الطبيعة ألن يكونوا عبيدا‪ .‬كما رأى أفالطون في‬

‫‪ 3‬محمد يوسف علوان‪ ،‬محمد خليل الموسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪4‬‬
‫جمهوريته الفاضلة بحرمان العبيد من حق المواطنة‪ ،‬واجبارهم على الطاعة والخضوع لألحرار من سادتهم‬
‫أو من السادة الغرباء‪ .‬ومع ذلك لم يكن الوضع كله سوءا على المستوى التنظيري إذ ظهرت المدرسة‬
‫الكلبية لتخفف من حدة التطرف الفكري والفلسفي اليوناني تجاه مسألة حقوق اإلنسان‪ ،‬والتي تبعت خطاها‬
‫بعد المدرسة الرواقية (‪ 910 – 910‬ق ‪ .‬م) والتي كان من أهم مبادئها على اإلطالق‪ ،‬مبدأ األخوة والذي‬
‫يقضي بأن جميع البشر أخوان‪ ،‬وألغت ظاهرة العبودية والسيد والعبد‪ ،‬إذ تنظر هذه المدرسة أن جميع‬
‫البشر أخوة مهما تباينت أصولهم وأجناسهم ولغاتهم‪ ،‬وذلك بإخضاعهم إلى قانون واحد هو القانون‬
‫الطبيعي الذي ال يجوز أن يخالف من قبل نصوص القانون الوضعي‪.4‬‬
‫أما في ظل الحضارة الرومانية‪ ،‬فقد تجاوزت فظائع إنتهاكات حقوق اإلنسان في العصر الروماني‬
‫كل أشكال الظلم والقهر التي شهدها اإلنسان في الحضارات األخرى‪ .‬فقد كان الرقيق في العهد الروماني‬
‫شيئا ال بشرا‪ ،‬فال حقوق لهم‪ ،‬وكان سبب غزو الرومان لغيرهم هو لمجرد استعباد سكان األقاليم التي تقع‬
‫تحت إحتاللهم‪ .‬وكان القانون الروماني يقسم الناس إلى وطنين وأجانب‪ ،‬واألخيرون في األصل أعداء‪،‬‬
‫وهم سكان البالد المجاورة لهم‪ ،‬والتي تقع على الضفة األخرى للنهر‪ .‬وما لم يرتبط هؤالء األجانب بروما‬
‫بمعاهدة أو حلف فقد كان للرومان أن يستولوا عليهم وعلى أموالهم وممتلكاتهم وبالتالي كان مبدأ استباحة‬
‫اآلخرين هو أهم المبادئ التي قامت عليه عناصر القوة الرومانية في التعامل مع اآلخرين من شعوب هذه‬
‫األرض‪ ،‬ومن ثم كان القانون الروماني يقسم العالم إلى ثالث ديار هي دار الوطنين‪ ،‬ودار األعداء ودار‬
‫المعاهدين والمحالفين‪.5‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬لم يمنع هذا الوضع المتردي لحقوق اإلنسان من ظهور مدرسة القانون الطبيعي‪ ،‬حيث‬
‫ذهب معظم المفكرين والفالسفة إلى اعتبار القانون الطبيعي مصد ار أساسيا للحقوق الثابتة لألفراد‪ ،‬فقد‬
‫أعتبر " شيشرون " ( ‪ 91-901‬ق م ) القانون الطبيعي مرادفا للعقل وغايته تحقيق العدالة والفضيلة ما‬
‫دام قد انبثق عن طبيعة إالهية عادلة وفاضلة وأن األفراد يكون متساوين في ظله‪ .‬ومن جهته‪ٌ ،‬بين‬
‫"سينيكا" ( ‪ 9‬ق م – ‪ 11‬م) بأن الطبيعة هي التي تقدم األساس الذي يعيش في ظله األفراد وأقر بمبدأ‬
‫المساواة اإلنسانية‪.6‬‬

‫‪ 4‬م ازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬المدخل لدراسة حقوق اإلنسان‪ ،‬دار قنديل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫عمان‪ ،4090 ،‬ص ‪.19-42‬‬
‫نفسه‪.43-43 ،‬‬ ‫‪ 5‬المرجع‬
‫‪ 6‬مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11-11‬‬
‫ويبقى القانوني الهولندي (هوغو غروشيوس) (‪ )9191 -9111‬هو من قام بعملية فصل بين القانون الطبيعي والقانون‬
‫اإللهي‪ ،‬وجعل األول مصد ار أساسيا للقوانين الدنيوية‪ ،‬الذي أرتأى أنها تقوم على المنطق والعقالنية‪ ،‬وانتهى (غروشيوس)‬
‫إلى أن كل ما يتفق مع طبيعة األمور شرعي عادل‪ ،‬وكل ما يخالفها غير شرعي وباطل‪ .‬وقد هيئت أعمال (غروشيوس)‬
‫المناخ للمفكرين والفالسفة للنظر إلى حقوق اإلنسان وشرعيتها بإعتبارها حقوقا طبيعية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق اإلنسان في الحضارة اإلسالمية‬

‫جاء اإلسالم في فترة كان يسود فيها الظلم و اإلستبداد والقهر وانتهاك كرامة اإلنسان‪ ،‬وكانت رسالة‬
‫السماء مجسدة في القرآن الكريم واضحة كل الوضوح على صعيد احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬حيث نادت‬
‫بضرورة تحرير اإلنسان من العبودية والرق واالستعباد وأقرت بمبادئ العدالة والمساواة وتحريم التمييز‪.‬‬
‫ويشير بعض الباحثون إلى أن اإلسالم قد بلغ في اإليمان باإلنسان وبتقديس حقوقه إلى الحد الذي‬
‫يتجاوز فيه الحقوق‪ ،‬عندما عدها ضرورات واجبة لهذا اإلنسان فردية كانت أم جماعية‪ ،‬إذ ال سبيل إلى‬
‫حياة اإلنسان من دونها فال يمكن التنازل عنها أو عن بعضها‪.7‬‬
‫وتعد حقوق اإلنسان من منظور الفكري اإلسالمي منحا إالهية تستمد من الشريعة اإلسالمية وتستند‬
‫إليها مصداقا لقوله عز وجل" ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات‬
‫وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيال)‪ .8‬ومن أهم الحقوق التي ضمنتها الشريعة اإلسالمية الحق في‬
‫الحياة‪ ،‬المساواة‪ ،‬الحرية‪ ،‬العقيدة‪ ،‬حرية التعبير عن الرأي والشورى‪ ،‬حرية التنقل واللجوء‪ ،‬وحق العدل‪،‬‬
‫العمل‪ ،‬وحقوق المرأة والطفل‪.‬‬
‫إن الشريعة اإلسالمية بقدر ما كرست قيم حقوق اإلنسان‪ ،‬فإنها أيضا وضعت ضوابط تنتظم داخلها‬
‫حقوق اإلنسان وأسلوب ممارسته لحرياته العامة‪ ،‬ومن هذه القواعد‪:9‬‬
‫‪ -‬كل شيء في األصل مباح‪ ،‬وهي المساحة الواسعة التي يتصرف داخلها الفرد المسلم‪ ،‬وال يقف إال‬
‫عندما يرد نص من الكتاب او السنة بالتحريم‪.‬‬
‫‪ -‬حدود حرية الفرد وحقه يقفان عند حدود حرية وحق فرد آخر ( ال ضرر وال ضرار )‪.‬‬
‫‪ -‬اإللتزام بالمصلحة العامة عند التقاطع بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬اإللتزام بأخالقيات اإلسالم عند ممارسة الحريات والحقوق‪ ،‬فإذا جادل الفرد أن يجادل بالحسنى‪ ،‬واذا‬
‫دعا فعليه أن يدعو بالحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬القاعدة األساسية في اإلسالم لممارسة الحريات والحقوق في إطارها هي " الشورى" والتي تعد في‬
‫اإلسالم منهجا للسلوك وفلسفة في الحكم‪.‬‬
‫وبخصوص مساهمة الحضارة اإلسالمية في القواعد المتعلقة بخصوص اإلنسان‪ ،‬يقول القاضي‬
‫" جاكسون"‪ (:‬إننا مدينون للحضارة اإلسالمية بالشيء الكثير‪ ،‬كما تظهر تقاريرنا القانونية وأن التجربة‬
‫اإلسالمية لديها الكثير الذي تستطيع أن تعلمنا إياه)‪.10‬‬

‫‪ 7‬محمد عمارة‪ ،‬اإلسالم وحقوق اإلنسان‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،9111 ،‬ص ‪.91-99‬‬
‫‪ 8‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية ‪.20‬‬
‫عبد المالك المتوكل‪ ،‬اإلسالم وحقوق اإلنسان‪ ،‬في كتاب‪ :‬حقوق اإلنسان‪ :‬الرؤى العالمية واإلسالمية والعربية‪ ،‬تأليف‪:‬‬ ‫‪9‬‬

‫برهان غليون وآخرون‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ط‪ ،4001 ،9 .‬ص ‪.12‬‬

‫‪6‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مرحلة التأطير الدستوري لحقوق اإلنسان‬
‫دخلت حقوق اإلنسان إطارها القانوني لتأخذ هذه الحقوق أبعادها الحقيقية وتتحول إلى نصوص‬
‫قانونية ملزمة بفعل تطور الفكر الفلسفي و القانوني متخذة شكل " إعالنات الحقوق" ومضمنة في وثائق‬
‫دستورية في كل من إنجلت ار والواليات المتحدة األمريكية وفرنسا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المصادر القانونية لحقوق اإلنسان في إنجلت ار‬


‫مع بداية عصر النهضة في القرن الثالث عشر الميالدي‪ ،‬صدرت في إنكلت ار الوثيقة الكبرى (الماكنا‬
‫كارتا ‪ )Magnacarta‬في عام ‪ ،9491‬على أثر ثورة عارمة معادية لطغيان الملك‪ ،‬وعدلت أكثر من مرة‬
‫لتحمل فيما بعد تسمية العهد األعظم‪ .‬ومن بين ما تضمنته هذه الوثيقة عدم سجن أي شخص أو القبض‬
‫عليه أو مصادرة أمالكه بغير سند قانوني‪ ،‬كما نصت على حرية التنقل وحرية التجارة وعدم فرض‬
‫ضرائب دون موافقة البرلمان‪.‬‬
‫أما "عريضة الحقوق ‪ "Petition of Rights‬التي أرسلها البرلمان اإلنكليزي إلى الملك (شارل األول)‬
‫في عام ‪ ،9141‬والقانون اإلنكليزي للحقوق لعام ‪ 9111‬بشأن حقوق اإلنسان‪ ،‬فقد تضمن كل منها‬
‫خطوات أخرى باتجاه مزيد من التبلور ومزيد من الضمانات‪ ،‬فقد أكدت الوثيقتان عدم جواز القبض على‬
‫إنسان أو سجنه من غير سند قانوني‪ ،‬وعدم جواز فرض األحكام العرفية في زمن السلم‪ ،‬وعدم جواز‬
‫فرض ضرائب إال بموافقة البرلمان‪.11‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصادر القانونية لحقوق اإلنسان في الواليات المتحدة األمريكية‬


‫يعد إعالن فرجينيا الذي صاغه " جورج ماسون" أول تقنين لحقوق اإلنسان‪ ،‬فقد تضمن حريات محددة‬
‫مثل حرية الصحافة وحرية ممارسة الشعائر الدينية واإللتزام بعدم سلب حرية أي شخص إال بقانون‪.‬‬
‫وأعقب هذا اإلعالن صدور وثيقة االستقالل في سنة ‪ 9221‬الذي صاغه " توماس جيفرسون" ومن بين‬
‫ما جا ء في مقدمته أن البشر كلهم خلقوا متساوين وأنهم موهوبون من عند خالقهم بحقوق معينة غير قابلة‬
‫لالنتزاع ومن بينها حق الحياة والحرية‪.‬‬
‫أما الدستور األمريكي لعام ‪ 9212‬فلم يتضمن حين وضعه حقوق اإلنسان‪ ،‬ولم يتأتى ذلك إال بعد‬
‫مجموعة التعديالت التي طرأت عليه ( بين سنة ‪ 9211‬و ‪ )9219‬والتي سميت بإعالن الحقوق‪ ،‬والذي‬

‫محمود شريف بسيوني‪ ،‬مصادر الشريعة اإلسالمية وحماية حقوق اإلنسان في إطار العدالة الجنائية في اإلسالم‪ ،‬في‪:‬‬ ‫‪10‬‬

‫حقوق اإلنسان‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬تأليف‪ :‬محمود شريف بسيوني وآخرون‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،9111 ،‬ص ‪.91-92‬‬
‫‪ 11‬كريمان محمود إبراهيم مغربي‪ ،‬األصول التاريخية لحقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬مصر‪ ( ،‬د‪ .‬ت ‪ .‬ن)‪،‬‬
‫ص ‪ 99‬وما يليها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫تضمن بصورة عامة حرية العقيدة وحرمة النفس والمال والمنزل وضمانات التقاضي وتحريم الرق والمساواة‬
‫في االنتخاب‪.12‬‬

‫ثالثا‪ :‬المصادر القانونية لحقوق اإلنسان في فرنسا‬


‫كانت الوثيقة األولى لحقوق اإلنسان في فرنسا هي إعالن حقوق اإلنسان والمواطن لسنة ‪،9211‬‬
‫الذي جاء نتاجا للثورة الفرنسية التي اقترنت كلمتا الحرية المساواة بها‪ ،‬ويعد هذا اإلعالن أولى الوثائق‬
‫المدونة التي سميت بإسم ( حقوق اإلنسان)‪ .‬وقد ٌبين " فريديريك سيدر ‪ " Frédéric Sudre‬بأن اإلعالن‬
‫الفرنسي لسنة ‪ 9211‬ليس إعالنا موجها للمواطنين الفرنسيين فقط‪ ،‬وانما لكل “إنسان” مهما كانت‬
‫جنسيته‪ ،‬أو الرقعة الجغرافية التي يعيش فيها‪.13‬‬
‫وبين أن الشعب هو مصدر المسلطات‪ ،‬وأكد في المادة‬‫وقد تضمن اإلعالن مبادئ الثورة الفرنسية ٌ‬
‫األولى منه على أن الناس ولدوا أح ار ار ومتساوين في الحقوق‪ ،‬بينما أبرزت المادة الثانية منه بعض‬
‫الحقوق المتمثلة في الحرية والملكية واألمن ومقاومة الطغيان والظلم‪ .‬وقد تم تبني اإلعالن في مختلف‬
‫الدساتير الفرنسية المتعاقبة والتي كان آخرها دستور عام ‪.14 9111‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مرحلة التنظيم الدولي لحقوق اإلنسان‬

‫لفهم التنظيم الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ال بد أن نتناول مراحله بإيجاز كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تنظيم حقوق اإلنسان قبل إنشاء هيئة األمم المتحدة‬


‫بدأ التنظيم الدولي لحقوق اإلنسان في أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬فقد تم عقد العديد من االتفاقيات‬
‫والمعاهدات الثنائية والجماعية كانت بيئتها األولى دول أوربا‪ ،‬ومن بين هذه اإلتفاقيات معاهدة باريس لعام‬
‫الرق واالتجار به من خالل زيارة وتفتيش السف التي يشتبه‬
‫‪ 9199‬بين بريطانيا وفرنسا الخاصة بمكافحة ٌ‬
‫بتورطها بعمليات نقل الرقيق‪ .‬وأيضا اتفاقية برلين لعام ‪ 9111‬لتحريم االتجار بالرقيق األبيض‪ ،‬واتفاقية‬
‫بروكسل لعام ‪ 9111‬التي أقرت تدابير تنفيذية للقضاء على تجارة الرقيق‪ ،‬واتفاقية الهاي لعام ‪9194‬‬
‫لتحريم االتجار بالمخدرات‪ ،‬واتفاقية عام ‪ 9101‬للعناية بصحة الفرد‪.15‬‬

‫‪ 12‬كريمان محمود إبراهيم مغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 41‬و ما يليها‪.‬‬


‫‪ 13‬نادر فرجاني‪ ،‬نحو ميثاق عربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬المعهد العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬تونس‪.9110 ،‬‬
‫‪ 14‬كريمان محمود إبراهيم مغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 19‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ 15‬عماد خليل الدين‪ ،‬تنظيم حقوق اإلنسان في القانون الدولي‪ ،‬الرافدين للحقوق‪ ،‬مجلد ‪ ،1‬السنة ‪ ،94‬العدد ‪،4002 ،19‬‬
‫ص ‪.421‬‬

‫‪8‬‬
‫كما عرف القانون الدولي العرفي بعض المبادئ في مجال حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬ومنها قاعدة التدخل‬
‫ألغراض إنسانية الذي طبقته بادئ األمر الدول األوربية ضد الدول الضعيفة خارج القارة األوربية‪ ،‬فضال‬
‫عن قواعد القانون الدولي اإلنساني المتعلقة بضحايا الحرب التي نشأت أصال بعرف دولي تجسد منذ عام‬
‫‪ ،9119‬ومن ثمة في اتفاقيتي الهاي لعام ‪ 9111‬و ‪.16 9102‬‬
‫وبعد انتهاء الحرب العالمية األولى‪ ،‬أ نشئت عصبة األمم أين لم يتضمن عهدها أية مبادئ عامة قابلة‬
‫للتطبيق تتعلق بحقوق اإلنسان‪ ،‬إال أن جميع صكوك اإلنتداب قد ألزمت الدول المنتدبة بالعمل على رفع‬
‫المستوى الثقافي والمادي لشعوب األقاليم التي أخضعت لإلنتداب‪ ،‬وبأن تكفل لسكانها حرية العقيدة وتحريم‬
‫السخرة واإلتجار بالرقيق‪ .‬هذا إلى جانب الجهود الدولية لجعل مبدأ حماية األقليات قاعدة من قواعد‬
‫القانون الدولي العام‪ ،‬على من انه كان نظاما استثنائيا يسري على بعض الدول وال يضمن إال حماية‬
‫بعض الحقوق‪.17‬‬

‫ثانيا‪ :‬تنظيم حقوق اإل نسان في ظل هيئة األمم المتحدة‬

‫بعد الذي شهدته اإلنسانية من ويالت الحرب العالمية ومآسيها من إبادة للجنس البشري واإلعدام‬
‫الجماعي لألسرى والمدنيين واالنتهاك المستمر لحقوق اإلنسان وحرياته‪ ،‬أصبحت حماية حقوق اإلنسان‬
‫هدفا ذا أولوية للجماعة الدولية‪ ،‬وتحقيقا لهذا الغرض أنشئت هيئة األمم المتحدة‪.‬‬
‫تضمن ميثاق األمم المتحدة صياغة لحقوق اإلنسان تكرست عبر ديباجته التي أكدت على اإليمان‬
‫بالحقوق األساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء واألمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية‪.‬‬
‫وتناولت المواد ‪ 14 ،10 ،11 ،11 ،91 ،9‬و ‪ 11‬من الميثاق حقوق اإلنسان وحرياته ووجوب مراعاتها‪.‬‬
‫كما أنشأ الميثاق عددا من األجهزة الرئيسية كان من بينها المجلس االقتصادي واالجتماعي الذي أنشأ‬
‫بدوره لجنة دولية هي لجنة حقوق اإلنسان عام ‪ ،9191‬التي تتمتع بنظام قانوني خاص واختصاصات‬
‫تتعلق بتعزيز االعتراف بحقوق اإلنسان وكفالة احترامها ووضع التوصيات ومشاريع االتفاقيات الدولية‬
‫الالزمة لتحقيق هذه األغراض‪ .‬لذا فإن إدراج حقوق اإلنسان في ميثاق األمم المتحدة كرس مجموعة من‬
‫األبعاد القانونية كان أهمها تقنين حقوق اإلنسان في شكل صكوك دولية ذات أوجه متعددة‪ ،‬لينشأ ما‬
‫أطلق عليه إسم الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان ‪.18International Bill of Human Rights‬‬

‫باسيل يوسف‪ ،‬سيادة الدول في ضوء الحماية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬دراسات استراتيجية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬مركز زايد‬ ‫‪16‬‬

‫للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬اإلمارات‪ ،4009 ،‬ص ‪.1‬‬


‫‪ 17‬عماد خليل الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬
‫الشافعي محمد بشير‪ ،‬قانون حقوق اإلنسان‪ :‬مصادره وتطبيقاته الوطنية والدولية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬ ‫‪18‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،4001 ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬البعد العالمي لحقوق اإلنسان‬

‫نقف من خالل هذا الفرع عند تحديد البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى القانوني (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬لننتقل إلى تحديد البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى المؤسساتي ( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى القانوني‬

‫مع التغيرات العالمية الجديدة زاد التركيز على عالمية حقوق اإلنسان و أصبحت حقوق اإلنسان‬
‫صدقت عليها معظم الدول في‬ ‫جزء من القانون الدولي بوجود أكثر من ‪ 011‬معاهدة و عهد دولي وافقت و َ‬
‫العالم‪ ،‬و أصبحت هذه االتفاقيات مع اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هي المرجعية الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫و عندما نتكلم عن البعد القانوني لعالمية حقوق اإلنسان فالمقصود هو هذه الترسانة من العهود و االتفاقيات‬
‫الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬وأهمها‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ميثاق منظمة األمم المتحدة‬

‫انطالقة جديدة في مجال االعتراف بحقوق اإلنسان وحرياته‪ ،‬من‬ ‫‪19‬‬


‫يمثل ميثاق منظمة األمم المتحدة‬
‫حيث صياغتها صياغة أكثر تحديدا واعطاء الفرد أهمية كبرى في العالقات الدولية‪ ،‬ومما جاء في ديباجة‬
‫ميثاق األمم المتحدة اإليمان " ‪ ...‬بالحقوق األساسية لإلنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء‬
‫واألمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية ‪." ...‬‬
‫وتمثل حماية واعمال حقوق اإلنسان أحد األهداف األربعة األساسية التي حددتها األمم المتحدة‬
‫مثلما ورد في المادة األولى التي تلت مباشرة الديباجة‪ )3(... ":‬ولتحقيق التعاون الدولي في حل المشاكل‬
‫الدولية ذات الصبغة االقتصادية واالجتماعية والثقافية أو اإلنسانية و لتعزيز وتشجيع احترام لحقوق‬
‫كما‬ ‫اإلنسان وحرياته األساسية للجميع دون تمييز على أساس العرق أو اللغة أو الجنس‪ ،‬أو الدين‪."...‬‬
‫وافق أعضاء األمم المتحدة أيضا بموجب المادة ‪ ، 2‬على أن يتصرفوا وفقا لعدد من المبادئ‪ ،‬ومن‬
‫ضمنها مبدأ الوفاء بالتزاماتهم بحسن نية وفقا للميثاق الحالي "‪.‬‬
‫وقد تضمن الفصل التاسع من الميثاق ("التعاون الدولي االقتصادي واالجتماعي") بموجب المادتين‬
‫‪ 55‬التزامات اتفاقية خاصة متعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬ومن ضمنها‪ ( :‬أ ) تحقيق مستوى أعلى للمعيشة‬
‫وتوفير أسباب االستخدام المتصل لكل فرد والنهوض بعوامل التطور والتقدم االقتصادي واالجتماعي؛ (ب)‬

‫وقع ميثاق األمم المتحدة في ‪ 62‬جوان ‪ 0433‬في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر األمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية‪،‬‬ ‫‪19‬‬

‫وأصبح نافذا في ‪ 63‬أكتوبر ‪.0433‬‬

‫‪10‬‬
‫تيسير الحلول للمشاكل الدولية االقتصادية واالجتماعية والصحية وما يتصل بها‪ ،‬وتعزيز التعاون الدولي‬
‫في أمور الثقافة والتعليم؛ (ج) أن يشيع في العالم احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية للجميع بال‬
‫تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين‪ ،‬وال تفريق بين الرجال والنساء‪ ،‬ومراعاة تلك الحقوق والحريات‬
‫فعالً‪".‬‬
‫وبموجب المادة ‪ 55‬يتعهد جميع األعضاء بأن يقوموا‪ ،‬منفردين أو مشتركين‪ ،‬بما يجب عليهم من‬
‫عمل بالتعاون مع الهيئة إلدراك المقاصد المنصوص عليها في المادة ‪.55‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان‬


‫تطلق تسمية " الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان "‪" The International Bill of Human Rights‬على‬
‫‪20‬‬
‫كل من‪:‬‬
‫‪-0‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان؛‬
‫‪-6‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية؛‬
‫‪-4‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية و البروتوكوالن الملحقان بها‪:‬‬
‫(أ) البروتوكول االختياري المتعلق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية؛‬
‫(ب) البروتوكول االختياري الثاني للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية‪ ،‬الذي يهدف إلى‬
‫إلغاء عقوبة اإلعدام‪.‬‬
‫وتعد هذه الوثائق األصل الدستوري للحقوق والحريات لعامة‪ ،‬لذلك فإن الوثائق الالحقة إنما تفصل‬
‫وتوضح الضوابط الخاصة بالممارسة لما ورد في الشرعة الدولية‪ .‬كما أن التطورات الالحقة‪ ،‬تتناول إلى‬
‫حد كبير كيفية تطبيق هذه الحقوق من جانب الدول والجهود التي بذلتها المؤسسات الدولية واإلقليمية‬
‫‪21‬‬
‫لكفالة تمتع اإلنسان بحقوقه وحرياته‪.‬‬
‫وسوف نلقي لمحة موجزة على كل من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والعهدين الدوليين فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬


‫تمثل فكرة العالمية في مجال حقوق اإلنسان أساس اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان وبموجبها انتقلت‬
‫حقوق اإلنسان من مجرد شأن من الشؤون الداخلية لتصبح جزءا من القانون الدولي‪ .‬وقد جاء في ديباجة‬
‫أنه " لما كان اإلقرار بما لجميع أعضاء األسرة البشرية من‬ ‫‪22‬‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان لسنة ‪0438‬‬

‫‪ 20‬وهذا التصنيف هو المعتمد من طرف هيئة األمم المتحدة‪ .‬أنظر مثال موقع المفوضية السامية لحقوق اإلنسان التابعة لألمم المتحدة‪:‬‬
‫‪http://www2.ohchr.org/french/law/index.htm‬‬
‫‪ 21‬جعفر عبد السالم علي‪ ،‬القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الكتاب المصري‪ ،‬القاهرة‪ ،0444 ،‬ص ‪.34‬‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬القرار رقم ‪ 602‬ألف (د‪ )4-‬المؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪ ،0438‬والمتضمن اإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫‪22‬‬

‫اإلنسان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫كرامة متأصلة فيهم‪ ،‬ومن حقوق متساوية و ثابتة‪ ،‬يشكل أساس الحرية والعدل والسالم في العالم ‪ ...‬وكيما‬
‫يكفلوا‪ ،‬بالتدابير المطردة الوطنية والدولية‪ ،‬االعتراف العالمي بها ومراعاتها الفعلية‪ ،‬فيما بين شعوب الدول‬
‫األعضاء ذاتها وفيما بين شعوب األقاليم الموضوعة تحت واليتها على السواء"‪ .‬وهذا زيادة على كون معظم‬
‫‪23‬‬
‫المواد الواردة في هذا اإلعالن تبدأ بعبارة " لكل إنسان" أو " لكل فرد" و " لكل شخص"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العهدان الدوليان للحقوق المدنية والسياسية والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫صد ار سنة ‪ 6611‬عن منظمة األمم المتحدة‪ ،‬ويعنى األول بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬أما الثاني‬
‫‪24‬‬

‫فيعنى بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ويعتبران خطوة هامة في سبيل الحماية القانونية لحقوق‬
‫اإلنسان على المستوى الدولي‪ ،‬فهما يشمالن كل الحقوق الرئيسية‪ :‬السياسية‪ ،‬المدنية‪ ،‬االقتصادية‪،‬‬
‫االجتماعية والثقافية‪ ،‬وهما اتفاقيتان مفتوحتان لتوقيع كافة الدول‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اتفاقيات حقوق اإلنسان المتخصصة‬

‫قامت األمم المتحدة بوضع قانون دولي لحقوق اإلنسان أكثر تحديدا في عدد من المعاهدات المتصلة‬
‫بمختلف المواضيع التي حددتها بصورة أولية الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان‪ .‬ومن أهم هذه االتفاقيات ما‬
‫يلي‪:25‬‬
‫‪ -‬اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها‪26‬؛‬
‫‪ -‬االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين؛‬
‫‪ -‬البروتوكول الخاص بوضع الالجئين؛‬
‫‪ -‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري؛‬
‫‪ -‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة؛‬
‫‪ -‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة؛‬
‫‪ -‬اتفاقية حقوق الطفل؛‬

‫وفي هذا الصدد يقول " رينيه جان ديبوي" أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عد عالمي ألنه يخص كل األمم‪ ،‬وكل الشعوب‪،‬‬ ‫‪23‬‬

‫وكل هيئات المجتمع‪ ،‬وكل األفراد‪ .‬كما أنه ال يمكن بالمقابل إعطاء وثيقة قانونية منحا عالميا إال باستعمال صيغ عامة ومطلقة‪.‬‬
‫أنظر‪:‬‬
‫رينيه جان دبوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫تم إعدادهما من طرف اللجنة الفرعية سنة ‪ 5511‬و أقرتهما الجمعية العامة سنة ‪ .5511‬وقد بدأ نفاذ العهد الدولي الخاص‬ ‫‪24‬‬

‫بالحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية في ‪ 3‬جانفي سنة ‪ ،5591‬أما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية فكان‬
‫نفاذه في ‪ 33‬مارس ‪.5591‬‬
‫‪ 25‬أنظر لمزيد من التفاصيل‪ :‬الموقع اإللكتروني الرسمي المفوضية السامية لحقوق اإلنسان التابعة لألمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ 26‬اعتمﺪت الجمعية العامة لألمﻢ المتحﺪة نﺺ اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها في ‪ 4‬ديسمبر ‪ .0438‬وبعﺪ‬
‫الحصول على التصﺪيقات العشريﻦ الالزمة وفقاَ للمادة الثالثة عشرة‪ ،‬بﺪأ سريان االتفاقية في ‪ 06‬جانفي ‪.0430‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬البروتوكول االختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬بهدف إلغاء‬
‫عقوبة اإلعدام‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬االتفاقيات اإلقليمية لحقوق اإلنسان‬


‫حتى على المستوى اإلقليمي تم التأكيد على عالمية حقوق اإلنسان‪ ،‬بالرغم من محاوالت تطبيق هذه‬
‫الحقوق على المستوى اإلقليمي فحسب حتى تكون لها فعالية كبيرة كما فعلت منظمة الدول األمريكية عندما‬
‫وضعت االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان والتي أبرمت في كوستاريكا سنة ‪ ،0424‬وتوقيع دول مجلس‬
‫أوروبا سنة ‪ 0431‬على االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬والميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب الذي‬
‫تم إقراره في مؤتمر قمة منظمة الدول اإلفريقية بنيروبي سنة ‪ 0480‬ودخل حيز التنفيذ في سنة ‪.0482‬‬
‫ويجب التأكيد هنا أن هذا التوجه نحو اإلقليمية في حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬إنما يعكس الرغبة واالعتزاز‬
‫بالطابع والموروث الثقافي لشعب كل إقليم عند إقرار اتفاقيته أو ميثاقه بشأن حقوق اإلنسان‪ ،‬وال يعني انقالبا‬
‫على عالمية حقوق اإلنسان‪ ،‬بل على العكس إنما جاء مؤكدا لها من المنظور الثقافي اإلقليمي‪ . 27‬واذا كانت‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬في فترة من الفترات‪ ،‬غير مرحبة بهذا النوع من االتفاقيات اإلقليمية‪ ،‬فإنه خالل سنة ‪0422‬‬
‫دعت الجمعية العامة لألمم المتحدة الدول التي تقع في أقاليم لم تتوفر فيها بعد اتفاقيات بشأن حقوق اإلنسان‬
‫‪28‬‬
‫أن تنظر في إقرار هذه االتفاقيات إلعالء وحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى المؤسساتي‬

‫كان لزاما إرفاق المواثيق واالتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان بمجموعة من اآلليات المعبر‬
‫عنها من خالل مؤسسات قائمة تقوم بأدوار إجرائية كفيلة بضمان الممارسة الحقوقية في العالم‪ ،‬وما‬
‫يالحظ على تطور المؤسسات الحقوقية توجهها من العالمية نحو اإلقليمية‪ ،‬ومن االتجاه الرسمي الحكومي‬
‫إلى االتجاه غير الحكومي من خالل ظهور المنظمات الحقوقية غير الحكومية (الدولية والوطنية) كفاعل‬
‫رئيسي في مجال تكريس حقوق اإلنسان‪ ،‬ومن أهم المؤسسات الحقوقية نذكر‪:‬‬

‫‪ 27‬ويرى األستاذ " احمد فتحي سرور" أن ما جاء في المادة ‪ 34‬من الميثاق العربي لحقوق اإلنسان الصادر عام ‪ 6113‬والساري النفاذ‬
‫عام ‪ 6118‬يؤكد وجهة النظر هذه‪ ،‬فحسب المادة ‪ ،34‬ال يجوز تفسير هذا الميثاق أو تأويله على نحو ينتقص من الحقوق والحريات‬
‫التي تحميها القوانين الداخلية للدول األطراف أو القوانين المنصوص عليها في المواثيق الدولية واإلقليمية لحقوق اإلنسان التي صدقت‬
‫عليها وأقرتها الدول األطراف في الميثاق‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫أحمد فتحي سرور‪ ،‬إشكالية ثقافة حقوق اإلنسان‪ ،‬مركز البحوث البرلمانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬فيفري ‪ ،6114‬ص ‪.02-02‬‬
‫أنظر كذلك‪ :‬مؤتمر األمم المتحدة لحقوق االنسان‪ ،‬إعالن فيينا‪ ،‬الجزء ‪ ،0‬فقرة ‪.42‬‬
‫‪ 28‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪13‬‬
‫الفرع األول‪ :‬منظمة األمم المتحدة‬
‫وهي تضطلع بهذا الدور الريادي في مجال حقوق اإلنسان عبر هياكلها وأجهزتها المختلفة المتمثلة‬
‫أساسا في‪ :‬الجمعية العامة‪ ،‬مجلس األمن‪ ،‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬لجنة حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫إضافة إلى‬ ‫‪29‬‬
‫باإلضافة إلى محكمة العدل الدولية‪ ،‬ومفوض األمم المتحدة السامي لشؤون الالجئين‪.‬‬
‫المنظمات المتخصصة التي يختص بعضها بحقوق اإلنسان على أساس طبيعة عمل تلك المنظمات‬
‫وهي‪ :‬منظمة العمل الدولية‪ ،‬منظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)‪ ،‬منظمة الصحة‬
‫‪30‬‬
‫العالمية‪ ،‬منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة (فاو)‪ ،‬ومنظمة األمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المنظمات اإلقليمية‬


‫تتمثل أساسا في اآلليات التي أوجدتها المواثيق واالتفاقيات اإلقليمية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ونذكر منها‬
‫اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان‪ 31،‬المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان التي أنشئت في عام ‪ ، 0434‬بعد‬
‫أن قبلت ثمانية دول اختصاصها ( المادة ‪ 32‬من اتفاقية عام ‪ ،)0431‬أما مقرها فهو مدينة ستراسبورغ‬
‫اللجنة اإلفريقية‬ ‫‪34‬‬
‫المحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫‪33‬‬
‫اإلنسان‪،‬‬ ‫اللجنة األمريكية لحقوق‬ ‫‪32‬‬
‫بفرنسا‪،‬‬
‫لحقوق اإلنسان والشعوب‪ 35،‬جامعة الدول العربية‪ 36،‬ومنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ... 37‬إلخ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المنظمات الدولية غير الحكومية‬

‫المنظمة غير الحكومية (‪ )NGO‬هي منظمة ذات مصلحة عامة وهي ال تخضع لحكومة وال لمؤسسة‬
‫دولية‪ ،‬وال يمنع ذلك أن تتعاون أو تتلقى مساعدات وتمويالت من الحكومات‪ ،‬ولكنها تأسست وتنشط دون‬

‫‪ 29‬لمزيد من اإلطالع على منظمة األمم المتحدة وهياكلها واختصاصاتها‪ ،‬أنظر على سبيل المثال‪:‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ ،‬الوسيط في قانون المنظمات الدولية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0448 ،‬ص ‪ 401‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 30‬لمزيد من اإلطالع على كل من منظمتي اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية‪ ،‬أنظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 330‬وما بعدها‪.‬‬
‫إن اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان هي محور نظام الحماية الذي نصت عليه االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان ونقصد باالتفاقية‬ ‫‪31‬‬

‫األوروبية لحقوق اإلنسان اتفاقية حماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية‪ ،‬ومركز اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان هو مدينة‬
‫ستراسبورغ (فرنسا) حيث يوجد المقر الدائم لمنظمة مجلس أوروبا‪.‬‬
‫أنشئت المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان في عام ‪ ، 5515‬بعد أن قبلت ثمانية دول اختصاصها ( المادة ‪ 11‬من اتفاقية عام‬ ‫‪32‬‬

‫‪ ،)5511‬أما مقرها فهو مدينة ستراسبورغ بفرنسا‪.‬‬


‫أعد النظام األساسي للجنة األمريكية لحقوق اإلنسان في عام ‪.5591‬‬ ‫‪33‬‬

‫أعد النظام األساسي للمحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان ‪.5591‬‬ ‫‪34‬‬

‫قواعد إجراءات اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب اتخذت في ‪ 1‬أكتوبر ‪5551‬‬ ‫‪35‬‬

‫خرج الميثاق المنشئ لجامعة الدول العربية إلى الوجود في ‪ 55‬مارس ‪ .5511‬مؤلفا من ديباجة و‪ 31‬مادة وثالثة مالحق‪ ،‬ووقع‬ ‫‪36‬‬

‫عليه مندوبو الدول العربية في احتفال أقيم لهذا الغرض بقصر الزعفران بالقاهرة في ‪ 33‬مارس‪.5511‬‬
‫‪ 37‬تأسست المنظمة بتاريخ ‪ 53‬رجب ‪ 5395‬هـ الموافق ‪ 31‬سبتمبر ‪ 5515‬ومقرها الرسمي بجدة بالعربية السعودية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫رقابة من الحكومات الوطنية‪ .‬وغالبا ما شكلت المنظمات غير الحكومية قوة خاصة في المجتمع الدولي‬
‫بجانب المنظمات الحكومية والشركات متعددة الجنسيات‪ ،‬ورغم عدم تمتعها بالوضع القانوني أو‬
‫بالشخصية القانونية بمعناها الدقيق فهي تستفيد من نوع من االعتراف‪ ،‬يمكنها من أن تلعب دو ار استشاريا‬
‫لدى المنظمات الدولية الحكومية الرسمية إذ نجد أن المجلس االقتصادي واالجتماعي التابع لمنظمة األمم‬
‫المتحدة يعتد ببعض هذه المنظمات الدولية غير الحكومية ويعتمدها كمؤسسات استشارية‪.‬‬
‫وقد اعترف مؤتمر فيينا العالمي لحقوق اإلنسان بالمساهمة المتزايدة األهمية التي يمكن للمنظمات‬
‫غير الحكومية أن تلعبها في األنشطة المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ 38.‬كما توسع ميدان قبول تلك المنظمات‬
‫بصدور قرار المجلس االقتصادي واالجتماعي تحت رقم ‪ 16‬بتاريخ ‪ 6661/70/52‬والذي تضمن ‪07‬‬
‫‪39‬‬
‫مادة لتنظيم العالقة بين هذه المنظمات والمجلس‪.‬‬
‫ومن أمثلة المنظمات الدولية غير الحكومية النشطة في مجال حقوق اإلنسان نجد كل من منظمة‬
‫العفو الدولية‪ ،‬الفدرالية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬منظمة أطباء بال حدود‪،‬‬
‫منظمة السالم األخضر في مجال حماية الطبيعة ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقسيمات حقوق اإلنسان‬

‫يقوم التقسيم األكثر إعتمادا لحقوق اإلنسان على نظرة تاريخية ومستقبلية في نفس الوقت وهذا‬
‫التصنيف يقوم على ثالث فئات وهي الحقوق المدنية والسياسية أو ما تسمى بالجيل األول‪ ،‬وهناك الحقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية أو ما تسمى بالجيل الثاني‪ ،‬وأيضا الحقوق البيئية والثقافية والتنموية أو ما تسمى‬
‫بالجيل الثالث‪ .‬وسنتعرض لجانب من هذه الحقوق على النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حقوق اإلنسان المدنية والسياسية( الجيل األول)‬

‫وفقا للمقاربة التقليدية‪ ،‬توصف الحقوق المدنية والسياسية بأنها حقوق سلبية‪ ،‬بمعنى أنه ال يتعين‬
‫على الدولة لضمان االمتثال الفعلي لها سوى االمتناع عن التدخل في ممارسة األفراد لها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبدوا‬

‫‪ 38‬أنظر‪ :‬مؤتمر األمم المتحدة لحقوق االنسان‪ ،‬إعالن فيينا‪ ،‬الجزء ‪ ،0‬فقرة ‪08 ،04‬و ‪.42‬‬

‫‪39‬‬
‫‪United Nations, Economic and Social Council, Consultative relationship between the United‬‬
‫‪Nations and non-governmental organizations , Resolution 1996/31, 25 July 1996, 49th plenary‬‬
‫‪meeting, available at : http://www.un.org/documents/ecosoc/res/1996/eres1996-31.htm‬‬

‫‪15‬‬
‫ان هناك عدد ال بأس به من هذه الحقوق من ال يستقيم كفالته بمجرد إلتزام سلبي باالمتناع‪ ،‬بل يحتاج‬
‫إلى تدخل إيجابي من جانب الدولة‪.40‬‬
‫ومن بين ما تشمله هذه الفئة من الحقوق ما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحق في المساواة وعدم التمييز‬

‫ورد في المادة السابعة من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بأن الناس جميعا سواء أمام القانون‪،‬‬
‫وهم يتساوون في حق التمتع بحماية القانون دونما تمييز‪ ،‬كما يتساوون في حق التمتع بالحماية من أي‬
‫تمييز ينتهك هذا اإلعالن ومن أي تحريض على مثل هذا التمييز‪ ،‬كما تضمنت ‪ 56‬من اإلعالن العالمي‬
‫بعض تطبيقات مبدأ المساواة‪ .‬وقد تكفل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية من جهته‬
‫بالتأكيد على حق األفراد في المساواة أمام القانون بصورة عامة وليس بصدد الحقوق الواردة في العهد‬
‫فحسب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحقوق ذات الصلة بسالمة اإلنسان‬


‫تشمل الحقوق ذات الصلة بسالمة اإلنسان ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحق في الحياة‬


‫تم التنصيص على الحق في المادة الثالثة من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وأيضا في المادة‬
‫السادسة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ .‬حيث يعد الحق في الحياة أحد الحقوق‬
‫الطبيعية التي يجب أن تضمن لكل إنسان‪ ،‬وحماية هذا الحق ال يقتصر على عدم المساس به من قبل‬
‫الدولة وسلطاتها العامة‪ ،‬بل هو حق يتطلب ضمانهُ التزام الدولة بمنع حدوث االعتداء عليه من جانب‬
‫األفراد‪ ،‬والهيئات‪ ،‬والجماعات‪ ،‬ووضع القوانين التي تحقق هذه الحماية بصورة فعلية‪ ،‬وتوقع الجزاء على‬
‫من يعتدي على هذا الحق بأي شكل من األشكال‪.41‬‬

‫‪ 40‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬إعماال للحق في محاكمة عادلة وفقا لمقتضيات المادة ‪ 99‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية‬
‫والسياسية ‪ ،‬يبدوا مجرد اإللتزام السلبي عاج از عن حماية هذا الحق‪ ،‬بل ال بد ان تتدخل الدولة بإمكانياتها القانونية والمادية‬
‫لتوفير المحيط القانوني والمادى من إنشاء محاكم وتكوين قضاة ومحامين واإلشراف على حسن سير العدالة‪ .‬وتكليف‬
‫محامين لألشخاص العاجزين عن تكليف محام خاص بهم‪.‬‬
‫وانظر في هذا الصدد أيضا‪:‬‬
‫اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم (‪ )19‬المتعلق بطبيعة اإللتزام القانوني العام المفروضة على األطراف في‬
‫العهد‪ 41 ،‬مارس ‪ ،4009‬وثيقة رقم ‪.A/59/40‬‬
‫مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪.910 ،‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪16‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحق في الحرية وفي أمان الفرد على نفسه‬

‫تم التنصيص على الحق في الحرية وفي أمان الفرد على نفسه في المادة الثالثة من اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان‪ .‬وتشمل هذه الحقوق مجموعة كبيرة من الحريات والحقوق التي تنضوي تحتها فال‬
‫يجوز استرقاق إنسان ألي سبب كان‪ ،‬وهذا أمر نصت عليه الكثير من االتفاقيات الدولية وتنصاع له‬
‫القوانين الوطنية‪ ،‬فضالً عن تحريم السخرة ويعد العمل من أعمال السخرة أو مفروضاً في مفهوم حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬كل عمل يفرض على اإلنسان‪ ،‬دون أن تكون إلرادته دخل في قبوله‪ ،‬وال يهم بعد ذلك أن يكون‬
‫المرء الذي يقوم بهذا العمل يؤديه نظير أجر أو بدون مقابل‪.42‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في احترام الحياة الخاصة و الحقوق العائلية‬


‫تم التنصيص على هذا الحق في المادة ‪ 65‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وأيضا في‬
‫المادة ‪ 60‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وهو يعد أيضاً من الحقوق المدنية حيث‬
‫ال يجوز التدخل بصورة تعسفية أو بشكل غير قانوني بخصوصيات أحد أو بعائلته أو بيته أو مراسالته‬
‫كما أنه ال يجوز التدخل بشكل غير قانوني بشرفه وسمعته ويثبت لكل شخص الحق في الحماية القانونية‬
‫ضد هذا التدخل أو التعرض‪ .‬وحتى تكون عمليات التدخل في الحياة الخاصة مشروعة‪ ،‬يجب أن يحدد‬
‫التشريع ذو الصلة بالتفصيل الظروف المحددة التي يجوز السماح فيها بهذا التدخل‪ ،‬و السلطة المؤهلة‬
‫للتدخل‪ ،‬وعلى أساس كل حالة على حدة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الحقوق القانونية والقضائية‬


‫ورد في المادة ‪ 66‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أن كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا‬
‫إلى أن يثبت ارتكابه لها قانونا في محاكمة علنية تكون قد وفرت له فيها جميع الضمانات الالزمة للدفاع‬
‫عن نفسه‪ ،‬كما ال يجب أن يدان أي شخص بجريمة بسبب أي عمل أو امتناع عن عمل لم يكن في حينه‬
‫يشكل جرما بمقتضى القانون الوطني أو الدولي‪ ،‬كما ال توقع عليه أية عقوبة أشد من تلك التي كانت‬
‫سارية في الوقت الذي ارتكب فيه الفعل الجرمي ‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬الحقوق السياسية‬


‫يقع تحت هذا العنوان مجموعة من الحقوق والحريات التي توصف بأنها ذات مضمون سياسي‬
‫بشكل أو بآخر‪ ،‬منها حق المواطنة (الجنسية) وحق المشاركة في الشؤون العامة وحق االجتماع وتشكيل‬
‫الجمعيات والعضوية فيها والحق في حرية الرأي والعقيدة والدين وسنتعرض لهذه الحقوق بالشكل اآلتي‪:‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.911‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪17‬‬
‫أوال‪ :‬حرية االجتماع وتكوين الجمعيات‬
‫تم التنصيص على هذا الحق في المادة ‪ 57‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ويتكون هذا‬
‫الحق من قدرة الفرد لالجتماع بغيره بهدف عرض آرائه‪ ،‬ويذهب الكتاب إلى عدم جواز الخلط بين حق‬
‫االجتماع وحق تشكيل الجمعيات‪ ،‬فاألول هو اجتماع مجموعة من األشخاص بشكل مؤقت وفي مكان‬
‫معين بهدف عرض بعض األفكار ومناقشتها‪ ،‬أما الحق الثاني فهو يتكون من اتفاق مجموعة أشخاص‬
‫على تكريس نشاطهم بهدف الوصول إلى تحقيق غرض معين‪ ،‬واالجتماع في هذه الحالة له صفة الدوام‬
‫وال يستطيع المشرع المساس بهذا الحق أو جوهره إال أنه يستطيع أن يتخذ اإلجراءات التي تضمن عدم‬
‫مساس هذه االجتماعات أو التجمعات بحرية اآلخرين أو األمن العام‪ ،‬ومن ثم فإنه من الممكن تنظيم‬
‫الحق في االجتماع وذلك بإخطار اإلدارة قبل انعقاد االجتماع أو التجمع‪.43‬‬

‫ثانيا‪ :‬حرية الرأي والتعبير‬


‫ورد في المادة ‪ 66‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ما يلي‪ " :‬لكل شخص حق التمتع بحرية‬
‫الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق اآلراء دون مضايقة‪ ،‬وفى التماس األنباء واألفكار‬
‫وتلقيها ونقلها إلى اآلخرين‪ ،‬بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود‪ ".‬فكل إنسان يستطيع التعبير عن آرائه‬
‫وأفكاره للناس سواء كان بشخصه أو برسالة أو بوسائل النشر المختلفة أو عن طريق الروايات أو األفالم‬
‫وغيرها من وسائل النشر أو االتصال‪. 44‬‬

‫ثالثا‪ :‬حرية الضمير والعقيدة الدينية‬


‫بموجب هذا الحق يكون لكل إنسان حرية اختيار الدين الذي يؤمن به وحقه في أن يعبر بصورة‬
‫منفردة أو مع آخرين بصورة علنية أو غير علنية عن الديانة أو العقيدة التي يؤمن بها سواء تم ذلك عن‬
‫طريق العبادة أو الممارسة أو التعليم أو التقيد بتعاليم هذا الدين‪ ،‬مثلما تضمنته المادة ‪ 61‬من اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حق المواطنة (الجنسية)‬


‫‪45‬‬
‫تترتب عليها مجموعة من االلتزامات‬ ‫تعد الجنسية رابطة قانونية وسياسية بين الفرد والدولة‬
‫والحقوق المتبادلة‪ ،‬فالجنسية هي التي تكفل للفرد التمتع بالحقوق األساسية التي يتطلبها كيانه اإلنساني‬

‫‪ 43‬مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.921‬‬
‫‪ 44‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.911‬‬
‫هشام صادق‪ ،‬عكاشة محمد عبد العال‪ ،‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬القانون الدولي الخاص ‪ -‬الكتاب الثالث‪ :‬أحكام الجنسية‬ ‫‪45‬‬

‫المصرية‪ ،-‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5771 ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪18‬‬
‫فالحق في العمل بنواحيه المختلفة داخل الدولة رهن بتمتع الفرد بجنسية هذه الدولة كما أن الجنسية هي‬
‫الطريق الوحيد لحماية الفرد في المجتمع الدولي‪ ،46‬فضالً عن مباشرة الحقوق المدنية والسياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية كلها تعتمد إلى ٍ‬
‫حد كبير على رابطة الجنسية‪ .‬وقد أكدت المادة ‪ 62‬من‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أن (‪-6‬لكل فرد حق التمتع بجنسية ما‪-5 .‬ال يجوز حرمان شخص‬
‫من جنسيته تعسفاً أو إنكار حقه في تغييرها)‪ ،‬أما المادة ‪ 52‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية‬
‫والسياسية فقد نصت على (لكل طفل الحق في أن تكون له جنسية)‪ .‬وورد التأكيد أيضا على هذا الحق‬
‫في المادة السابعة من اتفاقية حقوق الطفل لعام ‪.6616‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬الحق في تقرير المصير‬

‫تم التنصيص على هذا الحق في ق اررات عديدة للجمعية العامة لألمم المتحدة منها القرار ‪6262‬‬
‫الصادر عام ‪ 6617‬بخصوص منح االستقالل لألقطار والشعوب المستعمرة والقرار المرقم ‪ 6171‬الصادر‬
‫عام ‪ 6615‬حول السيادة الدائمة للدول على مصادرها الطبيعية‪.47‬‬
‫كما تم التنصيص عليه في المادة األولى المشتركة في العهدين الدوليين‪ ،‬إذ ورد فيها ما يلي‪-6 ":‬‬
‫لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها‪ ،‬وهي بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي‪،‬‬
‫وحرة في السعي لتحقيق نمائها االقتصادي واالجتماعي والثقافي ‪ -5 ....‬على الدول األطراف في هذا‬
‫العهد‪ ،‬بما فيها الدول التي تقع على عاتقها مسؤولية إدارة األقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي واألقاليم‬
‫المشمولة بالوصاية‪ ،‬ان تعمل على حق تقرير المصير‪ ،‬وان تحترم هذا الحق وفقا ألحكام ميثاق األمم‬
‫المتحدة"‪.‬‬

‫تعتبر الجنسية حجر األساس إلعمال نظام الحماية الدبلوماسية المعروف في القانون الدولي العام‪ ،‬وفي هذا الصدد‬ ‫‪46‬‬

‫عرفت الحماية الدبلوماسية بموجب المادة األولى من مشروع المواد المتعلقة بالحماية الدبلوماسية بأنها تعني قيام دولة‪ ،‬عبر‬
‫إجراء دبلوماسي أو وسيلة أخرى من وسائل التسوية السلمية‪ ،‬بإدعاء مسؤولية دولة أخرى عن ضرر ناشئ عن فعل غير‬
‫مشروع دوليا لحق بشخص طبيعي أو معنوي من رعايا الدولة األولى‪ .‬و تمثل الحماية الدبلوماسية‪ ،‬بحسب ما ورد في‬
‫التعليقات المرفقة بمشروع المواد المتعلقة بالحماية الدبلوماسية‪ ،‬اآللية التي تهدف إلى ضمان جبر األضرار التي تلحق‬
‫بمواطن دولة ما مستندة إلى المبدأ القائل بأن الضرر الذي يلحق بمواطن هو ضرر يلحق بالدولة ذاتها‪.‬‬
‫أنظر‪:‬‬
‫‪C.D.I., Projet d’articles sur la protection diplomatique et commentaires y relatifs, Rapport de la Commission du‬‬
‫‪droit international à sa 58 ème session, 1 mai-9 juin et 3 juillet-11 aout 2006, Assemblée générale, Documents‬‬
‫‪officiels, 61ème session, Supplément no. 10 (A/61/10), p. 24.‬‬
‫‪ 47‬مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.911‬‬

‫‪19‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحقوق والحريات ذات المضمون االقتصادي واالجتماعي والثقافي (الجيل الثاني)‬

‫ظهرت فئة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية تاريخيا بعد الحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وهي‬
‫توصف بأنها حقوق إيجابية يتطلب إعمالها تدخال إيجابيا من جانب الدولة لوضعها موضع التنفيذ وكفالة‬
‫التمتع بها بصورة حسية مادية‪.‬‬
‫ومن أهم هذه الحقوق يمكن اإلشارة إلى المجموعة اآلتية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحق في العمل والضمان االجتماعي‬

‫ورد في المادة ‪ 51‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ما يلي‪ - " :‬لكل شخص حق العمل‪،‬‬
‫وفى حرية اختيار عمله‪ ،‬وفى شروط عمل عادلة ومرضية‪ ،‬وفى الحماية من البطالة ‪.‬‬
‫‪ -‬لجميع األفراد‪ ،‬دون أي تمييز‪ ،‬الحق في أجر متساو على العمل المتساوي ‪.‬‬
‫‪ -‬لكل فرد يعمل حق في مكافأة عادلة ومرضية تكفل له وألسرته عيشة الئقة بالكرامة البشرية‪ ،‬وتستكمل‪،‬‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬بوسائل أخرى للحماية االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬لكل شخص حق إنشاء النقابات مع آخرين واالنضمام إليها من أجل حماية مصالحه‪".‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حق الملكية‬


‫يعد حق الملكية من الحقوق األساسية والمهمة بالنسبة لكل فرد‪ ،‬من جانب آخر أكدت االتفاقيات‬
‫الدولية على حق الملكية وكذلك اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان حيث نصت المادة ‪ 60‬منه على حق‬
‫كل فرد في التملك سواء بمفرده أو مع غيره وأضافت إلى ذلك عدم جواز تجريد شخص من ملكه تعسفاً‪،‬‬
‫والمضمون ذاته أشارت إليه المادة الخامسة من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‬
‫واعالن القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪0‬‬
‫نوفمبر ‪.48 6610‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في الغذاء‬


‫يورد التقرير الصادر عن المقرر الخاص بشأن الحق في الغذاء األساس القانوني للحق في الغذاء‬
‫في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬ويرد أهم حكم في هذا الصدد في المادة ‪ 00‬من العهد الدولي‬
‫للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وهي المادة التي تبين في فقرتيها ‪ 0‬و ‪ 6‬معنى الحق في‬

‫‪ 48‬مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.404‬‬

‫‪20‬‬
‫الحصول على مستوى معيشي مالئم بما في ذلك الغذاء‪ ،‬والحق األساسي لكل فرد في أن يكون بعيدا عن‬
‫طائلة الجوع‪ .‬والحق في الغذاء مرتبط ارتباطا وثيقا أيضا بالحق في الحياة‪ ،‬وهو حق تحميه المادة ‪ 2‬من‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الحق في الصحة باعتباره أحد حقوق اإلنسان‬


‫تم اإلفصاح في المادة ‪ 06‬من العهد الدولي بشأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية لعام‬
‫‪ ،0422‬على نحو أوضح عن االلتزام الوارد في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بشأن حق اإلنسان في‬
‫اعتمد هذا العهد في وقت واحد مع العهد‬
‫الصحة باعتباره جزءاً من الحق في مستوى معيشي الئق‪ ،‬وقد ُ‬
‫الدولي للحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫وتمثل المادة ‪ 06‬من هذا العهد الدولي األساس المتين للحق في الصحة‪ ،‬و تنص على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0‬تقر الدول األطراف في هذا العهد بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة الجسمية‬
‫والعقلية يمكن بلوغه‪.‬‬
‫‪ - 6‬تشمل التدابير التي يتعين على الدول األطراف في هذا العهد اتخاذها لتأمين الممارسة الكاملة لهذا‬
‫الحق‪ ،‬تلك التدابير الالزمة من أجل‪:‬‬
‫الرضع وتأمين نمو الطفل نموا صحيا؛‬
‫(أ) خفض معدل وفيات المواليد و ّ‬
‫(ب) تحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية؛‬
‫(ج) الوقاية من األمراض الوبائية والمتوطنة والمهنية واألمراض األخرى وعالجها ومكافحتها؛‬
‫(د) تهيئة ظروف من شأنها تأمين الخدمات الطبية والعناية الطبية للجميع في حالة المرض‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬الحقوق الثقافية‬


‫من أهم الحقوق الثقافية الحق في التعليم والثقافة‪ ،‬حيث تم االعتراف في اإلعالن العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان( المادتين ‪ 52‬و ‪ )51‬وأيضا في القوانين الداخلية للدول والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق‬
‫اإلنسان بالحق في الثقافة والتعليم بهدف توجيه الثقافة نحو بناء وتنمية الشخصية اإلنسانية واإلحساس‬
‫بكرامتها واالشتراك بشكل مؤثر وفعال في نشاط المجتمع الحر‪ ،‬وهذا ما يتم تحقيقه عبر إتاحة فرصة‬
‫التعليم االبتدائي وجعله إلزامياً ومجانياً للجميع‪ ،‬والعمل على جعل التعليم الثانوي والفني والمهني متاحاً‬
‫وميسو اًر وبكل الوسائل المناسبة وعلى وجه التحديد عن طريق جعل الثقافة مجانية للجميع‪ ،‬فضالً عن‬
‫جعل التعليم العالي ميسو اًر للجميع على أساس كفاءة كل شخص والعمل على تطوير المناهج المدرسية‬
‫واحترام حق اآلباء وحريتهم في اختيار ما يرونه من مدارس لتعليم أبنائهم واحترام حرية البحث العلمي‬

‫‪21‬‬
‫واالنتفاع بالتقدم العلمي وتطبيقاته‪ ،‬وكذلك حرية األفراد في تأسيس المعاهد التعليمية ضمن المبادئ التي‬
‫تنسجم مع الحد األدنى للمستويات التي تقررها الدولة‪.49‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حقوق التضامن ( الجيل الثالث من حقوق اإلنسان)‬


‫اتسعت مجاالت حقوق اإلنسان مع مرور الزمن وتتطور فأصبحت هناك مجموعة من الحقوق‬
‫التي تحتاج إلى تعاون الجميع سواء على المستويين الداخلي أو الدولي لكون هذه الحقوق ذات بعد‬
‫إنساني عام كالحق في التنمية والحق في بيئة نظيفة والحق في السالم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحق في التنمية‬


‫اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة في عام ‪ 6895‬مفهوم الحق في التنمية الوارد في إعالن‬
‫الحق في التنمية‪ 50.‬فاإلعالن الذي ينص صراحة على أن الحق في التنمية هو حق من حقوق اإلنسان‬
‫جاء نتيجة لعملية مستفيضة من المفاوضات الدولية الهادفة إلى الربط بين جميع حقوق اإلنسان المدنية‬
‫والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية واالعتراف بهذا الترابط‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحق في بيئة نظيفة‬


‫يالحظ أ ن االتفاقيات والوثائق الدولية قد أقرت صراحة بحق اإلنسان في البيئة‪ ،‬وذلك في إشارات‬
‫واضحة ال لبس فيها تقرر لإلنسان بوصفه كذلك حقا في بيئة سليمة خالية مما يضر به‪ ،‬ومن أهم‬
‫النماذج التي تقرر ذلك" االتفاقية الدولية بشان الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية" لعام ‪،6611‬‬
‫بأعلى‬ ‫والتي جاء بمادتها الثانية عشرة‪ /1" :‬تقر الدول اإلطراف في االتفاقية الحالية بحق كل فرد في التمتع‬
‫مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية‪ /2 .‬تشمل الخطوات التي تتخذها الدول اإلطراف في االتفاقية الحالية‬
‫للوصول إلى تحقيق كلى لهذا الحق ما هو ضروري من اجل‪ :‬أ ‪/‬العمل على تخفيض نسبة الوفيات في المواليد وفى‬
‫وفيات األطفال من اجل التنمية الصحية للطفل؛ ب ‪/‬تحسين شتى الجوانب البيئية والصحية؛ ج ‪/‬الوقاية من اإلمراض‬
‫المعدية والمتفشية والمهنية ومعالجتها وحصرها؛ د‪ /‬خلق ظروف من شانها إن تؤمن الخدمات الطبية والعناية الطبية‬
‫ثم جاء بعد ذلك مؤتمر األمم المتحدة األول حول" البيئة اإلنسانية" الذي عقد في‬ ‫في حالة المرض"‪.‬‬
‫استكهولم بالسويد عام‪ ،6691‬وقد طرح في هذا المؤتمر تساؤل رئيسي‪ ،‬فحواه‪ :‬هل لإلنسان حق في‬
‫بيئة سليمة ومتوازنة؟ أو‪ ،‬بعبارة أدق هل أصبحت البيئة حقا من حقوق اإلنسان؟ وقد تكفل إعالن‬
‫استكهولم باإلجابة على هذا التساؤل المهم وذلك في أول مبدأ من مبادئه‪ ،‬إذ أكد أن لإلنسان حق أساسي‬

‫‪ 49‬مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.401-404‬‬
‫‪ 50‬إعالن الحق في التنمية ‪ ،‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 3 ، 068/30‬ديسمبر ‪ .0482‬متوفر على العنوان التالي‪:‬‬
‫‪(http://www.unhchr.ch/html/menu3/b/74.htm).‬‬
‫‪22‬‬
‫في الحرية والمساواة‪ ،‬وظروف حياة مالئمة في بيئة يسمح له مستواها بالعيش في كرامة ورفاهية‪ ،‬وأن‬
‫‪51‬‬
‫على اإلنسان واجب مقدس لحماية وتحسين بيئته من أجل أجيال الحاضر والمستقبل ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في السالم‬

‫يجد الحق في السالم األساس له في نصوص ميثاق األمم المتحدة التي تعمل على تحقيق مجموعة‬
‫من األهداف وعلى رأسها تحقيق السلم واألمن الدوليين وديباجة الميثاق تصدرتها الكلمات اآلتية (نحن‬
‫شعوب األمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا ان ننقذ األجيال المقبلة من ويالت الحرب التي في خالل جيل‬
‫واحد جلبت على اإلنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف ‪.52)...‬‬
‫واعماال لنص الميثاق اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة بتاريخ ‪ 65‬نوفمبر ‪ 6612‬إعالناً بشأن‬
‫حق الشعوب في السلم أكدت فيه " إن الحياة دون حرب هي بمثابة الشرط الدولي األساسي للرفاهية‬
‫المادية للبلدان ولتنميتها وتقدمها وللتنفيذ التام لكافة الحقوق والحريات األساسية التي تنادي بها األمم‬
‫المتحدة)‪.‬‬
‫وأضافت الجمعية العامة في هذا اإلعالن إنها (‪ ....‬تدرك أن إقامة سلم دائم على األرض‪ ،‬في‬
‫العصر النووي‪ ،‬يمثل الشرط األولى للمحافظة على الحضارة اإلنسانية وعلى بقاء الجنس البشري‪ ،‬واذ‬
‫تسلم بان ضمان حياة هادئة للشعوب هي الواجب المقدس لكل دولة ‪ -6‬تعلن رسمياً ان شعوب كوكبنا‬
‫لها حق مقدس في السلم‪ .....‬وان المحافظة على حق الشعوب في السلم وتشجيع تنفيذ هذا الحق يشكالن‬
‫التزاماً أساسياً على كل دولة ‪ ....‬وان ضمان ممارسة حق الشعوب في السلم يتطلب من الدول ان توجه‬
‫سياساتها نحو القضاء على أخطار الحرب‪ ،‬وقبل أي شيء آخر الحرب النووية‪ ،‬ونبذ استخدام القوة في‬
‫العالقات الدولية‪ ،‬وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية على أساس ميثاق األمم المتحدة ‪ ..‬وناشدت‬
‫الجمعية العامة جميع الدول والمنظمات الدولية ان تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في ضمان تنفيذ حق‬
‫الشعوب في السلم باتخاذ التدابير المالئمة على المستوى الوطني والدولي لتحقيق هذا الهدف‪.53‬‬

‫‪ 51‬محمد عبد المنعم عبد الغنى‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 52‬مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.401‬‬
‫‪ 53‬مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.490-401‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية حقوق اإلنسان‬

‫إن الحديث عن وجود حقوق لإلنسان من دون أن تكون مصحوبا بآليات ووسائل تنفيذه ‪ ،‬ال يعدو أن‬
‫يكون كالما نظريا و أحالما غير واقعية‪ ،‬إذ أن وضع قواعد خاصة سواء في ميدان حقوق اإلنسان أو في‬
‫ميدان القانون بوجه عام ال يكفي لضمان ممارستها من الناحية العملية‪ ،‬الفعلية والواقعية‪ ،‬وانما ال بد من‬
‫السهر على تطبيقها وحمايتها ‪ ،‬وذلك بإيجاد طرق ووسائل تكفل تحقيق ذلك ‪.‬‬
‫و قد كانت الجمعية العامة من قبل قد وضعت توجيهات إلعداد صكوك دولية في مجال حقوق اإلنسان‬
‫من خالل قرارها رقم ‪ 940/99‬بتاريخ ‪ ، 9111/94/01‬وقد جاء في نص المادة الرابعة من هذا القرار‪،‬‬
‫الفقرة (د) ‪ ،‬أنه يجب أن يكون استحداث أي حق جديد من حقوق اإلنسان مصحوبا بآليات واقعية‬
‫و فعالة للتنفيذ ‪.‬‬
‫نحاول من خالل هذا الفصل تبيان هذه الوسائل واآلليات ‪ ،‬وقد ارتأينا تقسيم هذا الفصل إلى ثالث‬
‫مباحث ‪ ،‬نتناول في المبحث األول اآلليات العالمية لحماية حقوق اإلنسان و يكون المبحث الثاني خاصا‬
‫باآلليات اإلقليمية‪ ،‬أما المبحث الثالث فيدرس اآلليات الوطنية لحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اآلليات العالمية لحماية حقوق اإلنسان‬

‫تتنوع اآلليات العالمية لحقوق اإلنسان بين آليات منشأة على مستوى األمم المتحدة ( المطلب‬
‫األول)‪ ،‬وأخرى على مستوى معاهدات حقوق اإلنسان ( المطلب الثاني)‪ ،‬إضافة إلى آلية المتابعة الجنائية‬
‫أمام المحاكم الجنائية الدولية ( المطلب الثالث)‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلليات المنشأة على مستوى هيئة األمم المتحدة‬

‫أناط الميثاق الجزء األكبر من المسائل المتعلقة بحقوق اإلنسان إلى الجمعية العامة والمجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي إال أن ذلك لم يلغ دور األجهزة األخرى‪ ،‬وهو ما سيتوضح طبقا للتفصيل اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجمعية العامة والمجلس االقتصادي واالجتماعي‬


‫تعد الجمعية العامة ثاني أهم جهاز بعد مجلس األمن الدولي وهي بالدرجة األساس جهاز للمداولة‬
‫واإلشراف واالستعراض ألعمال األجهزة األخرى‪ ،‬وبقدر تعلق األمر بحقوق اإلنسان فان المادة الثالثة‬
‫عشرة من الميثاق تنص على قيام األمم المتحدة بإنشاء دراسات وعمل توصيات بقصد (إنماء التعاون‬
‫الدولي في الميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية‪ ،‬واإلعانة على تحقيق حقوق‬

‫‪24‬‬
‫اإلنسان والحريات األساسية للناس كافة بال تمييز بينهم في الجنس أو اللغة أو الدين وال تفريق بين‬
‫الرجال والنساء) وتنشأ الجمعية العامة طبقًا للمادة ( ‪ ) 22‬من الميثاق ما تراه ضرورًيا من األجهزة‬
‫الفرعية للقيام بوظائفها‪ ،‬ومن هذه األجهزة لجنة القانون الدولي‪ ،‬واللجنة الخاصة لمناهضة التمييز‬
‫العنصري‪ ،‬واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وغيرها‪. … ،‬‬
‫أما المجلس االقتصادي واالجتماعي وهو جهاز متخصص في المسائل االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫فهو طبقًا للمادة الستون يعمل تحت إشراف الجمعية العامة‪ ،‬وهي جهاز سياسي بالدرجة األساس‪ ،‬وطبقًا‬
‫للمادة ‪ 2/22‬من الميثاق فان للمجلس ان يقدم توصيات فيما يتعلق بإشاعة ونشر واحترام حقوق اإلنسان‬
‫والحريات األساسية ومراعاتها فضال عن تقديم دراسات في مجاالت االقتصاد واالجتماع والثقافة والتعليم‬
‫والصحة وتقديم توصيات إلى الجمعية العامة وأعضاء األمم المتحدة والى الوكاالت ذات الشأن واعداد‬
‫مشاريع القوانين في المواضيع التي تدخل تحت اختصاصه ومنحت المادة ( ‪ ) 26‬من الميثاق المجلس‬
‫االقتصادي واالجتماعي الحق بإنشاء لجان تعنى بالمسائل االقتصادية واالجتماعية وتعزيز حقوق اإلنسان‬
‫عددا‬
‫وغيرها من اللجان التي قد يحتاج إليها لتأدية وظائفه‪ ،‬وهو ما قام به المجلس بصورة فعلية فأنشأ ً‬
‫كبير من األجهزة الفرعية التابعة له لتعمل ضمن وظائفه‪ ،‬وهذا ما دعا الجمعية العامة إلنشاء لجنة‬
‫ًا‬
‫خاصة لتنسيق العمل بين هذه األجهزة الفرعية‪.‬‬
‫ومن أهم اللجان التي أنشأت من قبل المجلس االقتصادي واالجتماعي التي تهتم بهذا الموضوع هي‬
‫لجنة حقوق اإلنسان التي تتمتع بنظام قانوني خاص بها إذ أنها الوحيدة التي خصها الميثاق بحكم‬
‫لجانا للشؤون االقتصادية واالجتماعية ولتقرير حقوق‬
‫تضمنته المادة ‪ 26‬ينشئ المجلس االقتصادي ً‬
‫اإلنسان كما ينشئ غير ذلك من اللجان التي قد يحتاج إليها لتأدية وظائفه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجلس حقوق اإلنسان‬

‫تم إنشاء مجلس حقوق اإلنسان بموجب توصية الجمعية العامة رقم ‪ 252 / 26‬ليحل محل لجنة‬
‫حقوق اإلنسان يضطلع بجميع مهامها‪ ،‬و يتشكل هذا األخير من ‪ 74‬دولة يجتمع لمدة ثالث دورات في‬
‫السنة لمدة ‪ 26‬أسابيع على خالف اللجنة السابقة التي تجتمع لمدة مرة واحدة في السنة‪ ،‬و يشمل دوره‬
‫معالجة انتهاكات حقوق اإلنسان و تعزيز التنسيق الفعال لحماية حقوق اإلنسان في إطار أعمال األمم‬
‫المتحدة‪ .‬و لقد جاء إنشاء هذا المجلس في إطار إصالح األمم المتحدة لتدعيم دور المنظمة في مجال‬
‫تعزيز و احترام حقوق اإلنسان باعتبار أن هذا المجال أحد األعمدة الثالث الرئيسية لألمم المتحدة‬
‫باإلضافة إلى التنمية‪ ،‬األمن و السلم الدوليين‪.‬‬
‫وقد زود هذا المجلس بجملة من اآلليات و الواليات‪ ،‬فأنشئت اللجنة االستشارية لمجلس حقوق‬
‫اإلنسان خلفا للجنة الفرعية لتعزيز و حماية حقوق اإلنسان التي كانت تابعة للجنة حقوق اإلنسان‪ ،‬و نظام‬
‫جديد للشكاوي الفردية تحسينا لإلجراء القديم ‪ 2561‬المتعلق بتلقي شكاوي األفراد الذين يدعون بوقوع‬
‫‪25‬‬
‫انتهاكات على حقوقهم‪ ،‬كما أنشأت آلية جديدة هي آلية االستعراض الدوري الشامل‪universal periodic " ،‬‬
‫‪ "examen périodique universal" ;"review‬بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪252/ 26‬‬
‫المؤرخ في ‪ 25‬مارس ‪ . 2662‬ومن خالل هذه اآللية كلف مجلس حقوق اإلنسان بأن يستعرض على‬
‫أساس دوري كل أربع سنوات أداء كل دولة من الدول األعضاء في األمم المتحدة اللتزاماتها وتعهداتها في‬
‫مجال حقوق اإلنسان‪ .‬واالستعراض الدوري الشامل آلية تعاونية‪ ،‬ويستند إلى حوار تفاعلي بين كل دولة‬
‫تخضع لالستعراض والدول األعضاء والمراقبة في المجلس‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬محكمة العدل الدولية‬

‫تمثل محكمة العدل الدولية الذراع القضائي لمنظمة األمم المتحدة بموجب أحكام المادة (‪ )31‬من‬
‫الميثاق‪ ،‬وتعمل المحكمة بموجب النظام األساسي الملحق بميثاق األمم المتحدة رقم (‪ )2‬وكذلك بموجب‬
‫قواعد واجراءات وضعتها المحكمة في عام ‪ .2372‬وتضم في عضويتها جميع أعضاء منظمة األمم‬
‫المتحدة‪ .‬و تعد محكمة العدل الدولية محكمة مدنية وتتمتع باختصاص تسوية المنازعات بين الدول‬
‫واصدار اآلراء االستشارية ألجهزة األمم المتحدة ووكاالتها المتخصصة‪.‬‬
‫وعن أدوار محكمة العدل الدولية في مجال حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬يمكننا الوقوف على سبيل المثال‬
‫عند األحكام واآلراء التالية الصادرة عن المحكمة‪ :‬في قضية " برشلونة تراكشن " ( بلجيكا ضد اسبانيا )‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 5‬فيفري ‪ . 0791‬وفي القضية المتعلقة بتيمور الشرقية‪ ،‬أكدت المحكمة في قرارها‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪ 0775‬أن "حق الشعوب في تقرير المصير‪ ،‬كما ورد في ميثاق األمم المتحدة‬
‫وممارسات األمم المتحدة‪ ،‬أحد المبادئ األساسية للقانون الدولي المعاصر وهو يتمتع بوصف االلتزام‬
‫اتجاه الكافة"‪ 54.‬وفي الرأي االستشاري الصادر عن المحكمة بشأن جدار الفصل‪ 55.‬وفي الرأي االستشاري‬
‫الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن مشروعية التهديد باألسلحة النووية‪.56‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬مجلس األمن‬


‫يعد مجلس األمن الدولي الجهاز الرئيسي في المنظمة الدولية الذي عهد إليه بمهمة حفظ األمن‬
‫والسلم الدوليين طبقًا لما ورد في المادة ( ‪ ) 27‬من الميثاق‪ ،‬ومجلس األمن الدولي مطالب في المادة‬
‫احدا منها هو تحقيق التعاون الدولي على حل‬
‫المذكورة بأن يعمل باالنسجام مع مبادئ األمم المتحدة وو ً‬
‫المسائل الدولية ذات الصبغة االقتصادية واالجتماعية والثقافية واإلنسانية‪ ،‬وعلى تعزيز احترام حقوق‬
‫جميعا‪ ،‬والتشجيع على ذلك إطالقًا بال تمييز بينهم بسبب العنصر أو‬
‫ً‬ ‫اإلنسان والحريات األساسية للناس‬

‫‪54‬‬
‫‪Timor Oriental (Portugal c. Australie), Op. Cit., para. 29, p. 102.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪Conséquences Juridiques de L' Édification d'un Mur dans le Territoire Palestinien Occupé, Avis‬‬
‫‪consultative du 9 Juillet 2004 , C. 1. J. Recueil 2004, paras. 155-160.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪Licéité de la menace ou de l'emploi d'armes nucléaires, Op. Cit., para. 25.‬‬
‫‪26‬‬
‫الجنس أو اللغة أو الدين) وقد بحث المجلس الكثير من المشاكل ذات المساس بحقوق اإلنسان منها‬
‫تقارير عن تعذيب المسجونين السياسيين ووفاة عدد من المحتجزين وتصاعد موجات القمع ضد األفراد‬
‫والمنظمات ووسائل اإلعالم في جنوب أفريقيا (القرار ‪ 724‬لسنة ‪ ) 2344‬وعدم توفير إسرائيل الحماية‬
‫المالئمة للسكان المدنيين في األراضي المحتلة (القرار ‪ 742‬لسنة ‪ . )2366‬كما أنشأ مجلس األمن‬
‫محكمة جنائية دولية لمحاكمة المتهمين المسؤولين عن االنتهاكات الخطيرة للقانون الدولي اإلنساني‬
‫المرتكبة في أراضي يوغسالفيا السابقة منذ عام ‪ 2332‬ومن أخطر هذه الجرائم جرائم التطهير العرقي‬
‫التي تعد شكال من أشكال اإلبادة الجماعية‪ ،57‬ثم أصدر ق ار ار آخر بتشكيل محكمة جنائية دولية‬
‫لمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم اإلبادة في رواندا‪.58‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬األجهزة األخرى‬

‫أنشت وظيفة المفوض السامي لحقوق اإلنسان لقيادة الحركة الدولية لحقوق اإلنسان بعد المؤتمر‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان الذي عقد في فيينا عام ‪ ،592331‬و تعد المفوضية السامية لحقوق اإلنسان جزء‬
‫من أمانة األمم المتحدة ويوجد مقرها في جنيف‪ ،‬وهي المسؤول الرئيسي عن حقوق اإلنسان في األمم‬
‫المتحدة حيث تقود جهود األمم المتحدة في مجال حقوق اإلنسان‪ .‬و هي تدعم عمل آليات حقوق اإلنسان‬
‫التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬مثل مجلس حقوق اإلنسان والهيئات الرئيسية المنشأة بموجب معاهدات من أجل‬
‫رصد امتثال الدول األطراف للمعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وتعزيز الحق في التنمية‪ ،‬وتنسيق أنشطة‬
‫األمم المتحدة المتعلقة بالتثقيف واإلعالم في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وتعزيز حقوق اإلنسان على نطاق‬
‫منظومة األمم المتحدة‪ .‬كما تعمل على ضمان إنفاذ معايير حقوق اإلنسان المعترف بها عالمياً‪ ،‬بوسائل‬

‫تنظر المحكمة الجنائية الدولية الخاصة ليوغسالفيا سابقا في الجرائم التي ارتكبت مخالفة للقانون الدولي اإلنساني فوق‬ ‫‪57‬‬

‫إقليم يوغسالفيا إنطالقا من عام ‪ .0440‬أنظر‪:‬‬


‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،862‬المؤرخ في ‪ 63‬ماي ‪ ،0444‬المتضمن إنشاء المحكمة الجنائية الدولية الخاصة ليوغسالفيا‪،‬‬
‫وثيقة االمم المتحدة رقم )‪ ،S/RES/827 ( 1993‬الفقرة ‪.16‬‬
‫أنشئت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا للنظر في الجرائم التي ارتكبت مخالفة للقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬فوق‬ ‫‪58‬‬

‫إقليم رواندا و الدول المجاورة‪ ،‬في الفترة الممتدة من ‪ 0‬جانفي ‪ 0443‬إلى ‪ 40‬ديسمبر ‪ .0443‬أنظر‪:‬‬
‫قرار مجلس األمن رقم ‪ ،433‬المؤرخ في ‪ 8‬نوفمبر ‪ ،0443‬المتضمن إنشاء المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا‪،‬‬
‫وثيقة األمم المتحدة رقم )‪ ،S/RES/955 ( 1994‬الفقرة ‪.10‬‬
‫‪ 59‬قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 999/91‬المؤرخ في ‪ 40‬ديسمبر ‪ ،9111‬وتسترشد المفوضية أيضا في عملها‬
‫بميثاق األمم المتحدة واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ( قرار الجمعية العامة ‪ 492‬ألف المؤرخ في ‪ 90‬ديسمبر ‪،9191‬‬
‫وصكوك حقوق اإلنسان الالحقة واعالن وبرنامج فيينا لعام ‪ 9111‬ووثائق نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام ‪ ( 4001‬قرار‬
‫الجمعية العامة رقم ‪ 9/10‬المؤرخ في ‪ 91‬سبتمبر ‪.4001‬‬

‫‪27‬‬
‫من بينها الترويج لكل من التصديق العالمي على المعاهدات الرئيسية لحقوق اإلنسان وتنفيذها عالمياً‪،‬‬
‫واحترام سيادة القانون‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أن الحكومات تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية حقوق اإلنسان‪ ،‬فإن المفوضية‬
‫السامية لحقوق اإلنسان تقدم ما يلزم من مساعدة إلى الحكومات‪ ،‬مثل الخبرة والتدريب الفني في مجاالت‬
‫إقامة العدل واإلصالح التشريعي والعملية االنتخابية‪ ،‬للمساعدة في تنفيذ المعايير الدولية لحقوق اإلنسان‬
‫على أرض الواقع‪.60‬‬

‫إضافة إلى المفوضية‪ ،‬تعمل العديد من منظمات وشركاء األمم المتحدة في تعزيز وحماية حقوق‬
‫اإلنسان وهي تتشارك في النشاط مع الهيئات الرئيسية لحقوق اإلنسان ومنها‪:‬‬

‫الشعبة المشتركة بين الوكاالت للمشردين داخليا؛ مفوضية األمم المتحدة لشؤون الالجئين ‪، UNHCR‬‬
‫‪ OCHA‬مكتب منسق الشؤون اإلنسانية‪ ILO ،‬منظمة العمل الدولية ‪ WHO ،‬منظمة الصحة العالمية‬
‫‪ UNESCO‬منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‪ UNAIDS ،‬برنامج األمم المتحدة المشترك‬
‫المعني بنقص المناعة‪/‬اإليدز ‪ IASC ،‬اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكاالت ‪ DESA ،‬إدارة الشؤون‬
‫االقتصادية واالجتماعية ‪ DAW ،‬شعبة النهوض بالمرأة ‪ UNFPA ،‬صندوق األمم المتحدة للسكان‪،‬‬
‫‪ UNICEF‬ومنظمة األمم المتحدة للطفولة ‪ UNIFEM ،‬صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة ‪،‬‬
‫‪ UNDP‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي ‪ FAO ،‬منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة‪.‬‬
‫اضحا أن هناك دور معين تلعبه منظمة األمم المتحدة في مجال حماية حقوق‬ ‫مما تقدم يبدو و ً‬
‫اإلنسان وبأشكال مختلفة من خالل أجهزة المنظمة وبالتعاون مع الدول األعضاء فيها إال أن هذا الدور‬
‫يبقى في إطار تشجيع وتطوير قضية حقوق اإلنسان فهي ال تتدخل لفرض حماية هذه الحقوق إال في‬
‫حالة وجود انتهاك لها من شأنه تعريض السلم واألمن الدوليين للخطر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات المنشأة بموجب المعاهدات الدولية‬

‫نقصد هنا أساسا اآلليات المنشأة بموجب المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان ( الفرع األول)‪،‬‬
‫وأيضا المحكمة الجنائية الدولية المنبثقة عن نظام روما األساسي ( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اآلليات المنشأة بموجب المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان‬

‫تتعدد هذه اآلليات بتعدد االتفاقيات الخاصة بحقوق اإلنسان‪ ،‬ومن بين هذه اللجان ما يلي‪:‬‬

‫‪ 60‬لمزيد من اإلطالع على المفوضية وطبيعة تفويضها‪ ،‬راجع الموقع الرسمي للمفوضية‪:‬‬
‫‪http://www.ohchr.org/AR/AboutUs/Pages/WhoWeAre.aspx‬‬

‫‪28‬‬
‫أوال‪ :‬اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‬

‫اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان هي هيئة مكونة من خبراء مستقلين تقوم بمتابعة تطبيق العهد الدولي‬
‫الخاص بالحقوق المدنية والسياسية من قبل الدول األعضاء به‪ .‬فجميع الدول األعضاء ملزمة بتقديم‬
‫تقارير منتظمة عن كيفية تطبيق الحقوق إلى اللجنة‪ .‬فبداية على الدولة تقديم تقرير أولي بعد عام من‬
‫اإلنضمام في العهد وتقدم التقارير فيما بعد بناء على طلب اللجنة (عادة ما يكون ذلك كل أربع سنوات)‪.‬‬
‫وتقوم اللجنة بفحص كل تقرير‪ ،‬وتعرب عما يقلقها وتقدم توصياتها إلى الدولة الطرف في شكل‬
‫"مالحظات ختامية"‪ .‬وباإلضافة لنظام تقديم التقارير‪ ،‬فالمادة ‪ 14‬من العهد تؤهل اللجنة لفحص الشكاوى‬
‫بين الدول‪ .‬واضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن البروتوكول األول للعهد يعطي اللجنة صالحية فحص شكاوى األفراد‬
‫بشأن االنتهاكات المزعومة للعهد من قبل الدول األطراف فيه‪ .‬وتمتد صالحية اللجنة بالكامل إلى‬
‫البروتوكول الثاني للعهد المتعلق بإلغاء عقوبة اإلعدام وذلك بالنسبة للدول التي قبلت هذا البروتوكول‪.‬‬
‫وتجتمع اللجنة في جنيف أو نيويورك وتعقد اعتياديا ثالث دورات في السنة‪ .‬وتصدر أيضا اللجنة تفسيرها‬
‫لمضمون األحكام الخاصة بحقوق اإلنسان‪ ،‬وهو ما يعرف بالتعليقات العامة في قضايا موضوعية أو‬
‫بخصوص أساليب عملها والى اآلن أصدرت اللجنة ‪ 23‬تعليقا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية هي كيان مكون من خبراء مستقلين تتابع تطبيق‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية من قبل الدول األعضاء به‪ .‬وقد أسست‬
‫اللجنة بموجب قرار المجلس االقتصادي واالجتماعي رقم ‪ 41/4891‬بتاريخ ‪ 39‬مايو ‪ 4891‬للقيام‬
‫بمهام المتابعة الموكلة للمجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة بموجب الجزء الرابع من العهد‪.‬‬
‫وجميع الدول األعضاء ملزمة بتقديم تقارير منتظمة عن كيفية تطبيق الحقوق إلى اللجنة‪ .‬وتصدر اللجنة‬
‫أيضا تفسيراتها لبنود العهد وهو ما يعرف بالتعليقات العامة والى اآلن أصدرت اللجنة ‪ 48‬تعليقا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬لجنة مناهضة التعذيب‬

‫لجنة مناهضة التعذيب هي هيئة مكونة من خبراء مستقلين تقوم بمتابعة تطبيق اإلتفاقية الدولية‬
‫لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة من قبل الدول‬
‫األعضاء بها‪ .‬فجميع الدول األعضاء ملزمة بتقديم تقارير منتظمة إلى اللجنة عن كيفية تطبيق الحقوق‪.‬‬
‫فبداية على الدولة تقديم تقرير أولي بعد عام من اإلنضمام إلى اإلتفاقية وكل أربعة أعوام بعد ذلك‪ .‬وتقوم‬
‫اللجنة بفحص كل تقرير‪ ،‬وتعرب عما يقلقها وتقدم توصياتها للدولة الطرف في شكل "مالحظات ختامية"‪.‬‬
‫وباإلضافة إلجراء تقديم التقارير‪ ،‬تؤسس اإلتفاقية ثالث آليات أخرى تمكن اللجنة من القيام بمهامها في‬

‫‪29‬‬
‫المتابعة‪ :‬فيمكن للجنة‪ ،‬في ظل ظروف معينة‪ ،‬فحص الشكاوى الفردية أو الرسائل المقدمة من األفراد‬
‫الذين يزعمون بانتهاك حقوقهم المكفولة باإلتفاقية‪ ،‬والقيام بإجراء تحقيقات‪ ،‬وفحص الشكاوى بين الدول‪.‬‬
‫وتصدر أيضا اللجنة تفسيرها لمضمون األحكام الخاصة بحقوق اإلنسان‪ ،‬وهو ما يعرف بالتعليقات العامة‬
‫في قضايا موضوعية وقد أصدرت إلى اآلن تعليقين إثنين ‪.61‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المحكمة الجنائية الدولية‬

‫تمت الموافقة على النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية بمؤتمر روما الدبلوماسي في ‪92‬‬
‫جويلية ‪ ، 9111‬ونصت المادة ‪ 941‬منه على أن نفاذه يبدأ في اليوم األول من الشهر الذي يعقب اليوم‬
‫الستين من تاريخ إيداع الصك الستين للتصديق أو القبول أو الموافقة أو االنضمام لدى األمين العام لألمم‬
‫المتحدة ‪ .‬وبالفعل دخل النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية حيز النفاذ في اليوم األول من شهر‬
‫جويلية ‪.62 4004‬‬
‫تختص المحكمة بالبث في أربعة أنواع من الجرائم الخطيرة‪ ،‬وفقا لما ورد في النظام األساسي‬
‫للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬وهي جريمة اإلبادة الجماعية؛ الجرائم ضد اإلنسانية؛ جرائم الحرب؛ و جريمة‬
‫العدوان‪ .‬و يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن توقع على الشخص المدان بارتكاب جريمة في إطار المادة‬
‫‪ 1‬من هذا النظام األساسي إحدى العقوبات اآلتية ‪ :‬أ – السجن لعدد محدد من السنوات لفترة أقصاها ‪10‬‬
‫سنة ؛ ب – السجن المؤبد حينما تكون هذه العقوبة مبررة بالخطورة البالغة للجريمة وبالظروف الخاصة‬
‫للشخص المدان ‪.‬‬
‫وباإلضافة للسجن للمحكمة أن تأمر بما يلي ‪ :‬أ – فرض غرامة بموجب المعايير المنصوص عليها في‬
‫القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات ؛ ب – مصادرة العائدات والممتلكات واألصول المتأتية بصورة مباشرة‬
‫وغير مباشرة من تلك الجريمة دون المساس بحقوق األطراف الثالثة الحسنة النية ‪.‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 41‬من النظام األساسي للمحكمة فإن الجرائم المنصوص عليها في النظام األساسي‬
‫للمحكمة ج ‪ .‬د ال تتقادم ‪ .‬طبقا للمادتين ‪ 42‬و ‪ 41‬من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية فإنه ال‬
‫يعتد بالصفة الرسمية‪ ،‬فقادة ورؤساء الدول غير معفيين من المسؤولية الجنائية وبالتالي من العقاب فيما قد‬
‫يرتكبونه من جرائم منصوص عليها في هذا النظام ‪.‬‬

‫‪ 61‬لالطالع على مزيد من المعلومات عن أعمال لجنة مناهضة التعذيب ‪ ،‬راجع‪:‬‬


‫‪United Nations High Commissioner for Human Rights (OHCHR), The Committee against Torture,‬‬
‫‪Fact Sheet, No.17. available at: http://www.ohchr.org/Documents/Publications/FactSheet17en.pdf‬‬
‫‪ 62‬النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬إتفاقية روما المعتمدة في ‪ 92‬جويلية ‪ ،9111‬و دخلت حيز النفاذ بتاريخ ‪9‬‬
‫‪.A/CONF.183/9‬‬ ‫جويلية ‪ ، 4004‬وثيقة رقم‬

‫‪30‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية اإلقليمية لحقوق اإلنسان‬

‫من أهم اآلليات اإلقليمية لحماية حقوق اإلنسان نجد اآلليات المكرسة على المستوى اإلفريقي‬
‫( المطلب األول)‪ ،‬األوربي ( المطلب الثاني)‪ ،‬وتلك المنشأة على مستوى البلدان األمريكية ( المطلب‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حماية حقوق اإلنسان في النظام القانوني األفريقي‬


‫ثمة مواثيق أساسية تعنى بتنظيم وحماية حقوق اإلنسان ( الفرع األول)‪ ،‬والتي انبثق عنها تأسيس‬
‫آليات ضامنة لحماية تلك الحقوق ( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مواثيق حقوق اإلنسان األساسية في إفريقيا‬


‫جاءت أول إشارة إلى موضوع حقوق اإلنسان في إفريقيا في قانون الغوس الصادر عن المؤتمر‬
‫الذي دعت إليه اللجنة الدولية للفقهاء في الغوس العاصمة السابقة لنيجيريا نيجيريا عام‪ 1961‬إذ دعا فيه‬
‫المؤتمرون الدول األفريقية إلى دراسة فكرة وضع ميثاق أفريقي لحقوق اإلنسان بهدف توفير ضمانات‬
‫إضافية تحقق الحماية على المستوى العملي وقدر لهذه الفكرة أن تكون محل نقاش في مؤتمرات أفريقية‬
‫عدة حتى عرض الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان على مؤتمر القمة األفريقي في نيروبي عام ‪، 1981‬‬
‫‪63‬‬
‫وتمت الموافقة عليه ودخل حيز النفاذ عام‪. 1986‬‬
‫يتألف هذا الميثاق من ديباجة وثمان وستين مادة حيث أكدت الديباجة التي تعد جزًءا ال يتج أز من‬
‫الميثاق على أن الدول األعضاء مقتنعة بضرورة كفالة االهتمام الخاص بالحق في التنمية‪ ،‬وعدم فصل‬
‫الحقوق المدنية والسياسية عن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وان الوفاء بالحقوق الثانية هو‬
‫الذي يكفل التمتع بالحقوق األولى‪ ،‬كما أكدت الديباجة على عزم الدول األفريقية على إزالة كل أشكال‬
‫االستعمار‪ ،‬وعن وعيها للفضائل التي تتمتع بها التقاليد ذات الطابع التاريخي وقيم الحضارة في أفريقيا‬
‫التي يجب أن تنبع منها وتتسم بها أفكارها حول مفهوم حقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬وهذا يبرر الطابع المميز‬
‫والخاص لحقوق اإلنسان وأولوية بعضها على بعضها طبقًا لمفهوم أفريقي ينبع من مشاكل وحاجات القارة‬
‫السوداء‪.‬‬
‫إلى جانب الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬يتضمن النظام القانوني األفريقي لحقوق‬
‫اإلنسان مجموعة من الوثائق القانونية الملزمة ومنها االتفاقية التي تحكم الجوانب المختلفة لمشاكل‬
‫الالجئين في أفريقيا لعام‪ ،‬الميثاق األفريقي لحقوق ورفاهية الطفل لعام‪ ،‬البروتوكول الخاص بالميثاق‬

‫‪63‬‬
‫تم اعتماده بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،0480‬ودخل حيز النفاذ بتاريخ ‪ 60‬أكتوبر ‪.0482‬‬

‫‪31‬‬
‫األفريقي إلنشاء المحكمة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب لعام‪ ،‬بروتوكول الميثاق األفريقي لحقوق‬
‫الح ْكم‪.‬‬
‫اإلنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة‪ ،‬والميثاق األفريقي حول الديمقراطية واالنتخابات و ُ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات األساسية لحماية حقوق اإلنسان في إفريقيا‬


‫تتمثل أساسا في اللجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب وكذلك المحكمة اإلفريقية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب‬

‫أنشأ الميثاق األفريقي اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب‪ ،‬وقد بدأ نشاط اللجنة بادئ األمر‬
‫بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪ 9112‬في أديس أبابا ( عاصمة إثيوبيا)‪ ،‬و تم في وقت الحق جعل موقع األمانة‬
‫العامة للجنة األفريقية في بانجول ( عاصمة غامبيا)‪.‬‬
‫تتكلف اللجنة رسميا بثالث وظائف رئيسية‪:64‬‬
‫‪ -‬حماية حقوق اإلنسان والشعوب؛‬
‫‪ -‬ترويج وتعزيز حقوق اإلنسان والشعوب؛‬
‫‪ -‬تفسير الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب‪.‬‬
‫و يجوز للجنة إنشاء آليات فرعية مثل المقررين الخاصين واللجان ومجموعات العمل مع تحديد‬
‫اختصاصاتهم‪ ،‬على أن يكون إنشاء و تحديد عضوية كل من هذه اآلليات الفرعية عبر توافق اآلراء‪،‬‬
‫واالّ يتم عن طريق التصويت‪ .‬وتلتزم كل آلية فرعية بتقديم تقرير عن أعمالها إلى اللجنة في كل دورة‬
‫عادية لها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحكمة اإلفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب‬

‫تأسست المحكمة اإلفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب(المحكمة اإلفريقية ) بموجب البروتوكول‬


‫الخاص بالميثاق األفريقي المتعلق بإنشاء محكمة أفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب في واغادوغو‪ ،‬بوركينا‬
‫فاسو‪ ،‬في ‪ 1‬جوان ‪ 9111‬ودخل حيز النفاذ في ‪ 41‬جانفي ‪. 4009‬‬
‫تنطبق والية المحكمة على الدول التي صدقت على بروتوكول المحكمة فقط ‪ ،65‬و يمكن للمحكمة‬
‫البت في قضايا ونزاعات حول تفسير وتطبيق الميثاق األفريقي وبروتوكول المحكمة و أي معاهدة لحقوق‬

‫لمزيد من التفصيل حول اختصاصات اللجنة‪ ،‬أنظر الموقع الرسمي للجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب‪:‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪http://www.achpr.org/ar/mechanisms/‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلنسان المصادق عليها من الدولة المعنية‪ .‬وقد حددت الجهات التي يمكنها رفع المنازعة أمام المحكمة‬
‫وهي ‪ :‬اللجنة األفريقية‪ ،‬الدول األطراف في بروتوكول المحكمة و المنظمات اإلفريقية التي تتكون من دول‬
‫و المنظمات الغير حكومية التي لديها صفة مراقب أمام اللجنة و أخي ار األفراد ‪.‬‬
‫كما يجوز للمحكمة أن تصدر أيضا رأي استشاري بشأن أية مسألة تدخل في نطاق اختصاصها‬
‫بموجب طلب يقدم إليها من قبل الدول األعضاء في االتحاد اإلفريقي أو مؤسسات االتحاد اإلفريقي و أي‬
‫منظمة افريقية معترف بها من قبل االتحاد اإلفريقي‪.‬‬
‫و قد أجيز للمحكمة سلطة إقتراح التسوية الودية للقضايا المعروضة عليها‪ ،‬وأيضا سلطة تفسير‬
‫األحكام الصادرة عنها‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالقضايا المرفوعة من قبل المنظمات غير الحكومية واألفراد‪ ،‬تنص المادتين ‪ 1‬و ‪19‬‬
‫(‪ )1‬من البروتوكول المنشئ للمحكمة على متطلبات القبول التالية‪ :‬باإلضافة إلى المتطلبات السبعة‬
‫للمقبولية بموجب المادة ‪ 11‬من الميثاق األفريقي‪ ،‬تعتبر القضايا المرفوعة مباشرة أمام المحكمة من قبل‬
‫األفراد والمنظمات غير الحكومية مقبولة فقط عندما تكون الدولة التي تُقدم ضدها الشكوى قد أصدرت‬
‫إعالنا بموجب المادة ‪ )1( 1‬من بروتوكول المحكمة بقبول اختصاص المحكمة لتلقي مثل هذه الشكاوى‪.‬‬
‫وحتى تاريخ مارس ‪ ،4091‬لم تقوم سوى غانا وتنزانيا ومالوي و مالي وماالوي وبوركينا فاسو بإصدار‬
‫هذا اإلعالن‪.66‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية األوربية لحقوق اإلنسان‬

‫ثمة مواثيق أساسية تعنى بتنظيم وحماية حقوق اإلنسان ( الفرع األول)‪ ،‬والتي انبثق عنها تأسيس‬
‫آليات ضامنة لحماية تلك الحقوق ( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مواثيق حقوق اإلنسان األساسية في أوربا‬

‫أنشئت منظمة مجلس أوربا عام ‪ 1949‬من قبل مجموعة من الدول األوربية بهدف تحقيق وحدة هذه‬
‫الدول بصورة أوثق والعمل على توفير حماية للمبادئ والقيم المشتركة‪ ،‬ودفع التقدم االقتصادي‬
‫واالجتماعي إلى األمام‪ ،‬وهو ما يمكن أن يتحقق عن طريق تطوير مفاهيم حقوق اإلنسان وحمايتها‪.‬‬
‫ونتيجة لجهود هذه المنظمة‪ ،‬تم التوقيع على االتفاقية األوربية لحماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية في‬

‫‪ 65‬قامت ‪ 41‬دولة فقط بالتصديق على البروتوكول إلى اآلن وهي‪ :‬وهي‪ :‬الجزائر‪ ،‬بوركينا فاسو‪ ،‬بوروندي‪ ،‬كوت ديفوار‪،‬‬
‫جزر القمر‪ ،‬الكونغو‪ ،‬الجابون‪ ،‬جامبيا‪ ،‬غانا‪ ،‬كينيا‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ليسوتو‪ ،‬مالي‪ ،‬مالوي‪ ،‬موزمبيق‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬موريشيوس‪ ،‬نيجيريا‪،‬‬
‫النيجر‪ ،‬رواندا‪ ،‬جنوب افريقيا‪ ،‬السنغال‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬توجو‪ ،‬تونس‪ ،‬وأوغندا‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫طالع الموقع الرسمي للمحكمة السابق اإلشارة إليه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مدينة روما بتاريخ ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1950‬ودخلت حيز النفاذ يوم ‪ 3‬سبتمبر ‪ ، 1953‬وتحتوي االتفاقية‬
‫األوربية لحقوق اإلنسان على ديباجة‪ ،‬وخمسة أبواب‪ ،‬موزعة على ) ‪ ( 66‬مادة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان لعام ‪ 1950‬وبروتوكوالتها الملحقة التي بلغت ‪99‬‬
‫بروتوكوال‪ ،‬يتشكل النظام األوربي لحقوق اإلنسان من مجموعة أخرى من االتفاقيات ومنها االتفاقية‬
‫األوربية لمنع التعذيب والمعاملة أو العقوبة غير اإلنسانية أو المهينة لعام ‪ 1989‬التي أُلحق بها‬
‫بروتوكوالن عام‪ ، 1993‬االتفاقية األوربية بشأن ممارسة حقوق األطفال ‪ ،1996‬االتفاق األوربي المتعلق‬
‫باألشخاص المشاركين في إجراءات المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان لعام ‪ ، 1996‬المعاهدة المنشئة‬
‫للمجتمع األوربي (المعدلة) ‪ ،9112‬الميثاق االجتماعي األوربي (المعدل) ‪ ، 1996‬وميثاق الحقوق‬
‫األساسية لالتحاد األوربي لسنة ‪.674000‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات األوربية لحماية حقوق اإلنسان‬


‫يتميز بالنظام األوربي لحقوق اإلنسان بتنوع آليات الحماية بين تلك المنشأة وفقا لمقتضيات االتفاقية‬
‫األوربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وآليات أخرى جاءت تجسيدا لبقية المواثيق الخاصة بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫أوال‪ :‬آلية الحماية المكرسة بموجب االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان‬

‫مرت آلية الحماية التي أسستها االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان بعدة مراحل بين أعوام‬
‫‪ ،4009-9111‬فقد اعتمدت هذه الحماية بداية على هيئتين‪ :‬اللجنة األوروبية والمحكمة األوروبية لحقوق‬
‫اإلنسان‪ .68‬ولم يكن باإلمكان تقدم شكاوى األفراد‪ ،‬أو مجموعات األفراد أو المنظمات غير الحكومية إلى‬
‫اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان إال إذا قدمت الدولة المشتكى منها بالغا يسمح بقبول تقديم الشكاوى‬
‫ضدها‪ .‬كما كان من المفروض انتظار دخول البروتوكول رقم ‪ 1‬المضاف إلى االتفاقية األوروبية لحقوق‬
‫اإلنسان حيز التنفيذ ليتمكن األفراد‪ ،‬أو مجموعات األفراد أو المنظمات غير الحكومية من تقديم شكواهم‬
‫أمام المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان( والذي ألغي فيما بعد بدخول البروتوكول رقم ‪ 99‬حيز النفاذ)‪.‬‬
‫وجاء اعتماد البروتوكول رقم ‪ ،99‬ودخوله حيز التنفيذ في ‪ ،9111/99/9‬ليلغي اللجنة األوروبية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬ويكلف المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان وحدها مهمة السهر على احترام الدول‬
‫األطراف في االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان لما نصت عليه من حقوق وحريات‪ .‬وتتمثل الخطوة الهامة‬

‫‪ 67‬لإلطالع على مجمل االتفاقيات األوربية الخاصة بحماية حقوق اإلنسان وغيرها‪ ،‬راجع الموقع الرسمي لمجلس أوربا‪:‬‬
‫‪http://conventions.coe.int/Treaty/Commun/ListeTraites.asp?CM=8&CL=FRE‬‬
‫‪ 68‬أنشئت المحكمة في سنة ‪ 9111‬بعد موافقة ثماني دول من مجلس أوربا على لتشكيلتها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫في السماح لهذه المحكمة األوروبية بقبول الشكاوى الفردية من دون حاجة لموافقة مبدئية من قبل هذه‬
‫الدول األطراف‪.69‬‬
‫وحتى تكون الدعوى مقبولة ‪ ،‬يجب أن يكون مقدم الطلب ضحية مباشرة النتهاك ارتكبته دولة ما‬
‫لحق أو أكثر من الحقوق المعينة في المعاهدة‪ ،‬وعليه ال يمكن لألفراد أو المؤسسات الغير حكومية رفع‬
‫دعوى أمام المحكمة بشأن االنتهاك لحقوق أفراد آخرين‪ .‬على أن تكون الدولة التي تشكو منها طرفا في‬
‫المعاهدة‪ .‬ويجب أن تستنفد كافة الوسائل القضائية المتوفرة في الدولة المعنية‪ ،‬مع ضرورة تقديم الطلب‬
‫إلى المحكمة األوروبية خالل ‪ 1‬أشهر من تاريخ إصدار المحكمة المتخصصة العليا في البلد الحكم‬
‫النهائي في القضية المراد عرضها على المحكمة األوربية‪.70‬‬
‫تصدر المحكمة حكمها عبر التصويت باألغلبية‪ ،‬و تلتزم الدولة المعنية قانونيا بكافة األحكام النهائية‬
‫التي تصدرها المحكمة‪ ،‬وتراقب لجنة الوزراء ( تتكون من مجموعة من ممثلي الدول‪ ،‬المنضمة إلى‬
‫المعاهدة ) مسؤولة عن مراقبة مدى إلتزام الدول التي صدر ضدها الحكم بالتقيد بهذا األخير‪.‬‬
‫وقد نظمت المواد من ‪ 14‬إلى ‪ 10‬من النظام الداخلي للمحكمة األوربية كل ما يتعلق بطلبات‬
‫اآلراء االستشارية التي توجهها األطراف المتعاقدة إلى المحكمة وكيفية إبدائها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلليات األوربية األخرى لحماية حقوق اإلنسان‬


‫إلى جانب المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان التي تسهر على كفالة احترام وتطبيق أحكام االتفاقية‬
‫األوربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬توجد العديد من األجهزة األخرى ذات الصلة بحقوق اإلنسان‪ ،‬ومن أهمها اللجنة‬
‫األوروبية للحقوق االجتماعية‪ ،‬مفوض حقوق اإلنسان‪ ،‬ولجنة الحماية من التعذيب‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحماية األمريكية لحقوق اإلنسان‬

‫ثمة مواثيق أساسية تعنى بتنظيم وحماية حقوق اإلنسان ( الفرع األول)‪ ،‬والتي انبثق عنها تأسيس‬
‫آليات ضامنة لحماية تلك الحقوق ( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪Protocole no. 11 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés‬‬
‫‪fondamentales, portant restructuration du mécanisme de contrôle établi par la Convention, Ouverture‬‬
‫‪à la signature : 11 mai 1994, entrée en vigueur ; 1 octobre 1998. Disponible à l’adresse suivante :‬‬
‫‪http://www.conventions.coe.int/Treaty/Commun/QueVoulezVous.asp?NT=155&CM=7&DF=18/12/2‬‬
‫‪013&CL=FRE‬‬
‫‪70‬‬
‫‪Règlement de la Cour, art. 46.‬‬
‫‪35‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مواثيق حقوق اإلنسان األساسية في الدول األمريكية‬

‫يتأسس النظام األمريكي لحماية حقوق اإلنسان على إتفاقيتين دوليتين‪ ،‬وهما ميثاق منظمة‬
‫‪71‬‬
‫‪ ،‬و‬ ‫الدول األمريكية المبرم في بوجوتا في ‪ 41‬أبريل ‪ 0438‬و بدأ العمل به في ‪ 04‬ديسمبر ‪0430‬‬
‫اإلتفاقية األمريكية المتعلقة بحقوق اإلنسان والتي دخلت حيز النفاذ في سنة ‪ .9121‬وألحق بهذه األخيرة‬
‫البروتوكول الخاص بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية الذي اعتمد‬ ‫بروتوكولين إضافيين‪ ،‬أولهما‬
‫‪72‬‬
‫وتناول هذا البروتوكول أحكام تتعلق بالحق‬ ‫في عام ‪ 9111‬ودخل حيز التنفيذ في ‪ 91‬نوفمبر ‪9111‬‬
‫في العمل‪ ،‬والحق في ظروف عمل عادلة ومنصفة ومرضية‪ ،‬والحقوق النقابية‪ ،‬والحق في الضمان‬
‫اإلجتماعي‪......‬الخ‪ .‬وثانيهما البروتوكول الخاص بإلغاء عقوبة اإلعدام لعام ‪.739110‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات األساسية لحماية حقوق اإلنسان في البلدان األمريكية‬


‫وتشمل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬لجنة الدول األمريكية‬


‫تعد اللجنة األمريكية بشأن حقوق اإلنسان كيان مستقل بذاته لمنظمة الدول األمريكية‪ ،‬وظيفتها‬
‫الرئيسية تشجيع مراقبة حقوق اإلنسان‪ ،‬والدفاع عنها‪ ،‬والعمل كهيئة استشارية للمنظمة في هذه المنطقة‪.‬‬
‫و تتألف اللجنة من سبعة أعضاء يتم انتخابهم بصفتهم الشخصية من قبل الجمعية العامة للمنظمة من‬
‫األشخاص ذوي المكانة األخالقية العالية‪ ،‬واالختصاص المعترف به في مجال حقوق اإلنسان‪ .‬وتدوم‬
‫مدة عضويتهم أربع سنوات‪ ،‬ويجوز إعادة انتخابهم مرة ثانية فقط‪.74‬‬
‫تتولى اللجنة مهمتين أساسيتين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬إستقبال تبليغات الدول بشروط معينة البد من توافرها أهمها وجوب قيام الدولة الطرف في إتفاقية‬
‫الدول األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬في أي وقت من األوقات بإعالن قبولها إختصاص اللجنة للنظر في هذا‬

‫‪ 71‬بالنسبة الفقرات المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬أنظر‪ :‬المواد ‪912 ،901 ،11 ،10-91 ،19-10 ،1 ،9-9‬و‪.991‬‬
‫الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪http://www1.umn.edu/humanrts/arab/am1.html‬‬
‫‪ 72‬البروتوكول اإلضافي لالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ( بروتوكول‬
‫"سان سلفادور")‪ ،‬منظمة الدول األمريكية‪ ،‬سلسلة المعاهدات رقم ‪ ،)9111( 11‬دخل حيز التنفيذ في ‪ 91‬نوفمبر ‪.9111‬‬
‫البروتوكول الخاص باالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان إللغاء عقوبة اإلعدام‪ ،‬منظمة الدول األمريكية ‪ ،‬سلسلة‬ ‫‪73‬‬

‫المعاهدات رقم ‪ ،)9110( 21‬تم اتخاذه في ‪ 1‬جوان ‪ ،9110‬دخل حيز التنفيذ في ‪ 41‬أوت ‪.9119‬‬
‫أنظر‪ :‬الئحة اللجنة األمريكية لعام ‪ ،9114‬المادتين ‪ 9‬و ‪ .4‬متوفرة على الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪http://www1.umn.edu/humanrts/arab/am13.html‬‬

‫‪36‬‬
‫النوع من التبليغات‪ ،‬وقد يكون إعالن الدولة الصادر إستنادا لنص المادة ‪ 1/91‬من اإلتفاقية مطلق المدة‬
‫أو محدد المدة أو محددا بحالة معينة‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬تمتد صالحية اللجنة إلى تلقي العرائض الفردية‪،‬‬
‫و ال تقتصر على تلك الموجهة ضد الدول األطراف في إتفاقية الدول األمريكية فحسب‪ ،‬لكنها تشمل كذلك‬
‫العرائض الموجهة ضد دول أعضاء في منظمة الدول األمريكية والتي ليست طرفا في اإلتفاقية‪.75‬‬
‫‪ -‬مهمة تقرير إحترام حقوق اإلنسان‪ :‬ويتم ذلك عن طريق إعداد التقارير والدراسات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬محكمة الدول األمريكية لحقوق اإلنسان‬


‫تتكون المحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان من ‪ 02‬قضاة من رعايا الدول األعضاء في منظمة الدول‬
‫األمريكية‪ ،‬وينتخب القضاة عن طريق اإلقتراع السري باألغلبية المطلقة للدول األطراف في اإلتفاقية‬
‫األمريكية لحقوق اإلنسان داخل الجمعية العامة لمنظمة الدول األمريكية‪.76‬‬
‫تتمتع المحكمة وفقا ألحكام إتفاقية الدول األمريكية لحقوق اإلنسان بإختصاصين‪ :‬إستشاري‬
‫وقضائي‪.‬‬
‫فبالنسبة لالختصاص االستشاري‪ ،‬نصت المادة ‪ 19‬من إتفاقية الدول األمريكية لحقوق اإلنسان على‬
‫أن لكل دولة عضو في منظمة الدول األمريكية سواء كانت طرفا في اإلتفاقية أم ال‪ ،‬أن تطلب رأي‬
‫إستشاري من المحكمة بشأن هذه اإلتفاقية أو أية إتفاقية أخرى تتعلق بحقوق اإلنسان في الدول األمريكية‪،‬‬
‫كما يمكن ألي جهاز من األجهزة المنصوص عليها في الفصل العاشر من ميثاق منظمة الدول األمريكية‬
‫طلب رأي كهذا من المحكمة‪ ،‬ويشترط أن يكون الموضوع المطلوب اإلستشارة فيه متصال بإختصاص‬
‫الجهاز وفي حدوده‪ .‬واآلراء اإلستشارية للمحكمة األمريكية لحقوق اإلنسان غير ملزمة‪ ،‬لكنها تتمتع بقيمة‬
‫أدبية معتبرة يتعذر عدم أخذها بعين اإلعتبار‪.‬‬
‫أما بالنسبة لالختصاص القضائي للمحكمة‪ ،‬فيشمل القضايا التي ترفع أمامها من قبل الدول األطراف‬
‫التي أقرت بهذا اإلختصاص لها وللجنة الدول األمريكية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ويجري اإلعتراف بهذا‬
‫اإلختصاص من خالل إعالن يتضمن اإلعتراف بالوالية اإللزامية لها‪ ،‬أو من خالل إتفاق خاص يعقد‬
‫لهذه الغاية‪ ،‬وال تنصرف آثار البند اإلختياري الخاص بالوالية اإللزامية للمحكمة إال على القضايا التي‬
‫ترفعها الدول ضد بعضها البعض بشرط المقابلة أو المعاملة بالمثل‪ ،‬وال تنسحب آثاره مطلقا إلى القضايا‬
‫المحالة إلى المحكمة من جانب لجنة الدول األمريكية لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫وهو ما يتبين من نص المادة ‪ 19‬من الئحة الدول األمريكية لحقوق اإلنسان الموجودة تحت الفصل الثالث المعنون‬ ‫‪75‬‬

‫باإللتماسات التي تتعلق بالدول غير األطراف في اإلتفاقية األمريكية بشأن حقوق اإلنسان‪ ،‬وهذه اإللتماسات التي تتعلق‬
‫بالدول غير األطراف في اإلتفاقية األمريكية بشأن حقوق اإلنسان ‪ ،‬بحسب نص المادة ‪ 41‬من الئحة الدول األمريكية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬يقدمها أي شخص أو مجموعة أشخاص أو كيان حكومي معترف به قانونا في واحدة أو أكثر من الدول‬
‫أعضاء المنظمة‪.‬‬
‫‪ 76‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 11‬من اإلتفاقية األمريكية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫وال تقتصر الوالية اإللزامية للمحكمة على القضايا المتعلقة بتفسير وبتطبيق إتفاقية الدول األمريكية‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬ولكنها تتناول أيضا عددا من اإلتفاقيات األمريكية األخرى ذات الصلة بحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫وتكون أحكام المحكمة ملزمة للدول األطراف المعنية بها‪.‬‬
‫يالحظ بأن المادة ‪ 14‬تشترط للنظر في المنازعات المعروضة‪ ،‬أن يكون هناك اعترافا مسبقا من‬
‫جانب الدولة الطرف في النزاع بإختصاص المحكمة وفقا لمضمون المادة ‪ .09/19‬ومن جهة أخرى‪ ،‬ال‬
‫يمكن لألفراد التقدم مباشرة أمام المحكمة‪ ،‬بل يقدمون الشكاوى والعرائض إلى اللجنة‪ ،‬فإن فشلت هذه‬
‫األخيرة في تسوية النزاع‪ ،‬تحيل القضية إلى المحكمة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية الداخلية لحقوق اإلنسان‬

‫يمكن تقسيم آليات الحماية الداخلية لحقوق اإلنسان في الجزائر إلى آليات مؤسساتية حكومية‬
‫(المطلب األول ) وأخرى غير حكومية ( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلليات المؤسساتية الحكومية لحماية حقوق اإلنسان‬


‫وفقا للنموذج الجزائري‪ ،‬يمكن الوقوف عند ثالثة نماذج لثالث آليات مؤسساتية هي اللجنة‬
‫االستشارية لحماية وترقية حقوق اإلنسان‪ ،‬والبرلمان ثم المجلس الدستوري ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اللجنة االستشارية لحماية وترقية حقوق اإلنسان‬

‫جهاز لمراقبة وتقييم كل ما يتعلق‬


‫ا‬ ‫تعد اللجنة الوطنية االستشارية لحماية وترقية حقوق اإلنسان‬
‫بحقوق اإلنسان في الجزائر‪ ،‬وهي مؤسسة مستقلة‪ ،‬تتمتع باالستقاللية اإلدارية والمالية توضع تحت رعاية‬
‫رئيس الجمهورية حامي الدستور والحريات األساسية للمواطنين‪ ،‬و للجنة دور استشاري ودور اإلنذار‬
‫المبكر في الميادين المتعلقة بحقوق اإلنسان في الجزائر‪ .‬ومن مهامها ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬ترقية حقوق اإلنسان في الجزائر طبقا للمبادئ المتضمنة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪-2‬مراقبة وتقييم تطبيق األحكام المتعلقة بحقوق اإلنسان المنصوص عليها في الدستور وفي القوانين‬
‫والنظم الوطنية‪ ،‬والمنصوص عليها في االتفاقيات التي صادقت عليها الجزائر‪.‬‬
‫‪-3‬القيام بكل مسعى حين تالحظ مساسا بحقوق اإلنسان وحين تبلغ بذلك‪.‬‬
‫‪-4‬القيام بكل عمل للتوعية واإلعالم واالتصال االجتماعي من أجل ترقية حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪-5‬ترقية البحث والتربية والتعليم في مجال حقوق اإلنسان في جميع أطوار التكوين وفي األوساط‬
‫االجتماعية والمهنية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-6‬دراسة التشريع الوطني وابداء اآلراء فيه‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬قصد تحسينه في ميدان حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪-7‬المشاركة في إعداد التقارير التي تقدمها الجزائر إلى أجهزة األمم المتحدة ولجانها المختصة والى‬
‫المؤسسات الجهوية طبقا اللتزاماتها االتفاقية‪.‬‬
‫‪-8‬تطوير التعاون في ميدان حقوق اإلنسان مع أجهزة األمم المتحدة والمؤسسات الجهوية الوطنية‬
‫المماثلة وكذا مع المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية‪.‬‬
‫‪-9‬القيام بنشاطات الوساطة لتحسين العالقات بين اإلدارات العمومية والمواطنين‪.‬‬
‫‪-10‬إعداد تقرير سنوي عن وضع حقوق اإلنسان يرفع إلى رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫هذا وتتكون الجمعية العامة للجنة الوطنية االستشارية لترقية وحماية حقوق اإلنسان من أعضاء‬
‫يعينهم رئيس الجمهورية يختارون من بين المواطنين المعروفين باهتماماتهم بالدفاع عن حقوق اإلنسان‬
‫وبحماية الحريات العامة لعهدة مدتها أربع سنوات‪ .‬وتقوم اللجنة بنشر تقرير سنوي وتقارير بحث‬
‫واستقصاء‪ ،‬واصدار مجلة فصلية لحقوق اإلنسان تحتوي ثالثة أجزاء‪ ،‬إضافة إلى نصوص وثائق‪،‬‬
‫معلومات عامة ومقاالت خاصة ومعرضا للصحافة يحتوي مقاالت بحث ومعلومات عامة تتعلق بوضعية‬
‫حقوق اإلنسان كما وضعت اللجنة مصلحة للمداومة مكلفة باستقبال ودراسة مطالب وتظلمات المواطنين‪،‬‬
‫ومرك از للتوثيق موجه للجمهور‪.77‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البرلمان‬


‫يمارس البرلمان‪ ،‬باعتباره ممثل إرادة الشعب والمعبر عن طموحاته وانشغاالته‪ ،‬مهمتين أساسيتين‬
‫تتمثالن في المهمة التشريعية والمهمة الرقابية ‪ .‬ومن خالل الصالحية التشريعية فإن البرلمان يفترض فيه‬
‫أن يكون فاعال أساسيا في إنشاء وتطوير وحماية حقوق اإلنسان بالنظر إلى تأكيد الدستور الجزائري على‬
‫أن المجالس المنتخبة وعلى رأسها البرلمان تعد مكانا لمشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية‪،‬‬
‫لذلك ال يمكن إنكار أن البرلمان يشكل آلية أساسية للتعبير عن اإلرادة العامة وبالتالي التعبير عن‬
‫حقوقها‪ ،‬مما يجعله مسؤوال أمام المواطنين وحاميا لحقوقهم خاصة في النظم الديمقراطية‪.‬‬
‫و يمارس البرلمان الجزائري بعض الصالحيات والوسائل الرقابية على أعمال الحكومة كمناقشة‬
‫مخطط الحكومة‪ ،‬ودراسة السياسة العامة للحكومة ودراسة قوانين المالية والتصويت والمصادقة عليها‪،‬‬
‫توجيه األسئلة الكتابية والشفوية ألعضاء الحكومة‪ ،‬واستجوابها وكذا تشكيل لجان التحقيق البرلمانية وذلك‬
‫كله بهدف ترقية وحماية حقوق اإلنسان الجزائري المدنية والسياسية واالجتماعية والثقافية‪. 78‬‬

‫نادية خلفة‪ ،‬آليات حقوق اإلنسان في المنظومة القانونية الجزائرية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في العلوم القانونية‪ ،‬كلية‬ ‫‪77‬‬

‫الحقوق‪ ،‬جامعة الحاج لخظر‪ ،‬باتنة‪ ،6101-6114 ،‬ص ‪.32 – 33‬‬

‫‪78‬‬
‫نادية خلفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30-32‬‬

‫‪39‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المجلس الدستوري‬
‫يساهم المجلس الدستوري في الدفاع عن حريات األفراد‪ ،‬ويتحول من مدافع عن السلطة العامة ‪-‬‬
‫ذلك ألنه في األساس جهاز له صفة السلطة العامة ‪ -‬إلى مدافع عن الحريات الفردية‪ ،‬فهو من جهة‬
‫حينما يمارس رقابته فإنه يحمي المواطنين من تعسف المشرع ومن جهة أخرى يساهم في حماية حريات‬
‫األقلية البرلمانية أي المعارضة‪ .‬ويتبين هذا من رأيه رقم ‪ 09/01‬المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪ 4001‬فيما‬
‫يخص التعديل الدستوري األخير حول المادة ‪ 19‬مكرر المتعلقة بترقية حقوق المرأة وتوسيع حظوظ‬
‫تمثيلها في المجالس المنتخبة‪ ،‬معتب ار ذلك مستمد من المطلب الديمقراطي المذكور في الفقرة ‪ 8‬من ديباجة‬
‫الدستور التي تقضي بأن تبنى مؤسسات الدولة حتما على مشاركة جميع المواطنين والمواطنات في تسيير‬
‫الشؤون العمومية وتحقيق العدالة االجتماعية والمساواة وحرية الفرد والجماعة من خالل رأيه الذي أبداه‬
‫بخصوص عدم دستورية اشتراط الجنسية الجزائرية األصلية في زوجة رئيس الجمهورية‪ ،‬معتب ار أن هذا‬
‫الشرط انتهاك لحقوق اإلنسان‪.79‬‬
‫وذهب إلى أكثر من ذلك‪ ،‬عند تذكيره المشرع بدوره المتمثل في تجسيد حقوق األفراد وحرياتهم‪،‬حيث‬
‫جاء في رأيه رقم ‪ 09‬المؤرخ في ‪ 9112/01/01‬والمتعلق بمدى مطابقة األمر الخاص بالقانون العضوي‬
‫المتعلق باألحزاب السياسية للدستور أن نشاط المشرع‪ ،‬وخاصة‪ ،‬في ميدان حقوق وحريات األفراد ( الفردية‬
‫والجماعية) يجب أن يتضمن الممارسة الفعالة للحقوق والحريات المعترف بها في الدستور‪ ،‬كما ذهب‬
‫إلى القول أيضا أن الهدف من القانون هو تطبيق المبادئ الدستورية وذلك عن طريق وضع إجراءات‬
‫وطرق ممارستها وليس الهدف وضع حدود لها وافراغها من محتواها ‪.80‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات المؤسساتية غير الحكومية لحماية حقوق اإلنسان‬


‫أصبحت المنظمات غير الحكومية في مجال حماية حقوق اإلنسان إحدى الظواهر المجتمعية المهمة‬
‫في الساحة الجزائرية خاصة بعد اعتماد قانون الجمعيات بموجب األمر ‪ 19/10‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر‬
‫‪ ،9110‬وكذلك قانون الجمعيات السياسية الصادر في سنة ‪.9111‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األحزاب السياسية‬
‫تشكل األحزاب مؤسسة أساسية وضرورة سياسية ألي نظام سياسي ديمقراطي يسعى إلى حماية‬
‫حقوق اإلنسان وترقيتها ‪.‬ألنها تمثل حجر الزاوية لحماية الحقوق والحريات الفردية ‪ .‬وأهمية األحزاب في‬

‫رأي رقم ‪ 01/09‬ر‪ .‬ت د‪ /‬م د مؤرخ في ‪ 1‬ذي القعدة عام ‪ 9941‬الموافق ‪ 2‬نوفمبر سنة ‪ ،4001‬يتعلق بمشروع‬ ‫‪79‬‬

‫القانون المتضمن التعديل الدستوري‪ .‬متوفر على الموقع الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري‪:‬‬
‫‪http://www.conseil-constitutionnel.dz/IndexArab.htm‬‬
‫‪80‬‬
‫رأي رقم ‪ 09‬ر‪.‬أ‪.‬ق عضـ‪ /‬م‪.‬د المؤرخ في ‪ 42‬شوال عام ‪ 9992‬الموافق ‪ 1‬مارس سنة ‪ ،9112‬يتعلق بمراقبة مطابقة‬
‫األمر المتضمن القانون العضوي المتعلق باألحزاب السياسية للدستور‪ .‬متوفر على الموقع الرسمي للمجلس الدستوري‬
‫الجزائري‪http://www.conseil-constitutionnel.dz/IndexArab.htm :‬‬

‫‪40‬‬
‫هذا المجال‪ ،‬خاصة في النظم الديمقراطية الليبرالية تبرز من قول الفقيه األمريكي" قارنر" إن األحزاب تقوم‬
‫بدور في تسيير اإلدارة الحكومية بمثل ذلك الدور الذي يقوم به البخار في تسيير القاطرة البخارية ومن هنا‬
‫يظهر التالزم والترابط بين األحزاب وبين الحقوق والحريات الفردية‪ ،‬و هذا التالزم عبر عنه الفقيه الفرنسي‬
‫"إيسمان" بقوله ال حرية بدون أحزاب سياسية‪.81‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسات األخرى للدفاع عن حقوق اإلنسان في الجزائر‬
‫أصبحت منظمات المجتمع المدني في المرحلة الراهنة سواء على المستوى المحلي أو الدولي‬
‫تضطلع بأدوار مختلفة في مجال حماية حقوق اإلنسان ‪ ،‬ومن اهم تلك المنظمات الجزائرية التي تبنت‬
‫خيار الدفاع على حقوق اإلنسان ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق اإلنسان‬
‫أسست الرابطة من طرف المحامي علي يحي عبد النور في ‪ 9111/01/10‬مهمتها األولى حماية‬
‫حقوق اإلنسان في الجزائر وحول العالم وعلى الرغم من سجن قادتها والصعوبات التي واجهتها في العمل‬
‫فإنها تظل جمعية ذات ميول سياسية معارضة للنظام الحاكم ومنتقدة لسياسة الحكومة التي‪ .‬كما عارضت‬
‫القوانين سيئة السمعة حيث انتقدت قانون مكافحة التخريب واإلرهاب‪ ،‬مما أدى إلى الزج بمؤسسيها في‬
‫السجن‪ ،‬ليعاد إطالق سراحهم‪ ،‬وليعاد تأسيسها عام ‪.9111‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرابطة الجزائرية لحقوق اإلنسان‬
‫تأسست في عام ‪ 9112‬بعد أن سمح النظام الحاكم لبعض المناضلين القدامى في الثورة بإنشائها‪،‬‬
‫وهي تعمل كمنافس للرابطة األولى‪ ،‬بدعم من الدولة‪ ،‬ومن أهم نشاطاتها تفاعلها مع األزمة الجزائرية في‬
‫وجهها السياسي والقانوني‪ ،‬وذلك بسعيها للدفاع عن المعتقلين والتجاوزات التي ارتكبت خالل حوادث‬
‫أكتوبر وما بعدها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬جمعية ترقية المواطنة وحقوق اإلنسان‬
‫تشكلت في أول مارس ‪ ، 4004‬و من أهم أهدافها‪:‬‬
‫‪-‬المساهمة في الدفاع عن حقوق ضحايا اإلرهاب وضحايا المأساة الوطنية‪.‬‬
‫‪-‬المساهمة في الدفاع عن فئات اجتماعية أخرى مثل ‪:‬المعوقين واألشخاص المسعفين‬
‫والمسنين وحماية األمومة والطفولة‪.‬‬
‫‪-‬البحث عن حلول لمشكلة المفقودين‪.‬‬
‫‪-‬المساهمة في تسجيل التجاوزات والتعسف المسجلين ميدانيا وابالغها للسلطات الوصية‪.‬‬
‫‪-‬العمل على نشر ثقافة السلم داخل المؤسسات التربوية‪.‬‬
‫إلى جانب هذه المؤسسات غير الحكومية المدافعة عن حقوق اإلنسان الجزائري‪ ،‬يوجد العديد من الهيئات‬
‫نذكر منها على سبيل المثال‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫نادية خلفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38-32‬‬

‫‪41‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬

‫‪ -0‬الكتب‬

‫‪ -0‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬الوسيط في قانون المنظمات الدولية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.0448 ،‬‬
‫‪ -6‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬إشكالية ثقافة حقوق اإلنسان‪ ،‬مركز البحوث البرلمانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬فيفري ‪.6114‬‬
‫‪ -4‬باسيل يوسف‪ ،‬سيادة الدول في ضوء الحماية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬دراسات استراتيجية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬مركز زايد‬
‫للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬اإلمارات‪.4009 ،‬‬
‫‪ -3‬جعفر عبد السالم علي‪ ،‬القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الكتاب المصري‪ ،‬القاهرة‪.0444 ،‬‬
‫‪ -1‬رينيه جان ديبوي‪ ،‬عالمية حقوق اإلنسان‪ ،‬في محمد أمين الميداني‪ ،‬ترجمات في الحماية الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫مركز المعلومات والتأهيل لحقوق اإلنسان‪ ،‬ستراسبورغ‪.6113 ،‬‬
‫‪ -1‬الشافعي محمد بشير‪ ،‬قانون حقوق اإلنسان‪ :‬مصادره وتطبيقاته الوطنية والدولية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.4001 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد المالك المتوكل‪ ،‬اإلسالم وحقوق اإلنسان‪ ،‬في كتاب‪ :‬حقوق اإلنسان‪ :‬الرؤى العالمية واإلسالمية والعربية‪ ،‬تأليف‪:‬‬
‫برهان غليون وآخرون‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ط‪.4001 ،9 .‬‬
‫‪ -1‬كريمان محمود إبراهيم مغربي‪ ،‬األصول التاريخية لحقوق اإلنسان‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬مصر‪ ( ،‬د‪ .‬ت ‪ .‬ن)‪.‬‬
‫‪ -1‬مازن ليلو راضي‪ ،‬حيدر أدهم عبد الهادي‪ ،‬المدخل لدراسة حقوق اإلنسان‪ ،‬دار قنديل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫عمان‪.4090 ،‬‬
‫‪ -90‬محمد عمارة‪ ،‬اإلسالم وحقوق اإلنسان‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪.9111 ،‬‬
‫‪ -99‬محمد يوسف علوان‪ ،‬محمد خليل الموسى‪ ،‬القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪ :‬المصادر ووسائل الرقابة‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪.4099 ،‬‬
‫‪ -06‬محمود شريف بسيوني وآخرون‪ ،‬حقوق اإلنسان‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪.9111 ،‬‬
‫‪ -61‬هشام صادق‪ ،‬عكاشة محمد عبد العال‪ ،‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬القانون الدولي الخاص ‪ -‬الكتاب الثالث‪ :‬أحكام‬
‫الجنسية المصرية‪ ،-‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.5771 ،‬‬

‫‪ -2‬الرسائل الجامعية‬
‫خلفة ( نادية )‪ ،‬آليات حقوق اإلنسان في المنظومة القانونية الجزائرية‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في العلوم القانونية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الحاج لخظر‪ ،‬باتنة‪.9101-9117 ،‬‬

‫‪ -2‬النصوص القانونية والق اررات‬

‫‪42‬‬
‫‪ -0‬اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنسان‪ ،‬منظمة الدول األمريكية ‪ ،‬القرار رقم ‪ 10‬الذي اتخذه المؤتمر الدولي التاسع‬
‫للدول األمريكية (‪ .)9191‬متوفر على الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪http://www1.umn.edu/humanrts/arab/am15.htm‬‬
‫‪ -6‬إعالن الحق في التنمية ‪ ،‬قرار الجمعية العامة رقم ‪ 3 ، 068/30‬ديسمبر ‪.0482‬‬
‫‪ -4‬إعالن حول التقدم واإلنماء في الميدان االجتماعي‪ ،‬قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪( 6336‬د‪ 00 ،)63-‬ديسمبر ‪.0424‬‬
‫‪http://www2.ohchr.org/arabic/law/index.htm‬‬ ‫متوفر على الموقع اإلكتروني التالي‪:‬‬
‫‪ -9‬البروتوكول اإلضافي لالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (‬
‫بروتوكول "سان سلفادور")‪ ،‬منظمة الدول األمريكية‪ ،‬سلسلة المعاهدات رقم ‪ ،)9111( 11‬دخل حيز التنفيذ في ‪ 91‬نوفمبر‬
‫‪.9111‬‬
‫‪ -1‬البروتوكول الخاص باالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان إللغاء عقوبة اإلعدام‪ ،‬منظمة الدول األمريكية ‪ ،‬سلسلة‬
‫المعاهدات رقم ‪ ،)9110( 21‬تم اتخاذه في ‪ 1‬جوان ‪ ،9110‬دخل حيز التنفيذ في ‪ 41‬أوت ‪.9119‬‬
‫‪ -1‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة (قرار الجمعية العامة )‪ A/RES/61/106‬معاهدة دولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬اعتمدتها الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة في ‪ 91‬ديسمبر ‪4001‬؛ وفُتح باب التوقيع عليها في ‪ 10‬مارس ‪ 4002‬ودخلت حيز النفاذ في ‪ 1‬ماي ‪.4001‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الدولية لحماية جميع األشخاص من االختفاء القسري‪ ،‬اعتمدت ونشرت على المأل وفتحت للتوقيع والتصديق واالنضمام‬
‫بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 922/19‬المؤرخ في ‪ 40‬ديسمبر ‪.4001‬‬
‫‪ -8‬اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها‪ ،‬اعتمﺪت الجمعية العامة لألمﻢ المتحﺪة في ‪ 4‬ديسمبر ‪ .0438‬بﺪأ سريان‬
‫االتفاقية في ‪ 06‬جانفي ‪.0430‬‬
‫‪ -1‬الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬القرار رقم ‪ 602‬ألف (د‪ )4-‬المؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪ ،0438‬والمتضمن اإلعالن العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -90‬الئحة اللجنة األمريكية لعام ‪ ،9114‬المادتين ‪ 9‬و ‪ .4‬متوفرة على الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪http://www1.umn.edu/humanrts/arab/am13.html‬‬

‫‪ -00‬رأي رقم ‪ 18/10‬ر‪ .‬ت د‪ /‬م د مؤرخ في ‪ 4‬ذي القعدة عام ‪ 0364‬الموافق ‪ 2‬نوفمبر سنة ‪ ،6118‬يتعلق بمشروع القانون المتضمن‬
‫التعديل الدستوري‪ .‬متوفر على الموقع الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري‪:‬‬
‫‪http://www.conseil-constitutionnel.dz/IndexArab.htm‬‬
‫رأي رقم ‪ 10‬ر‪.‬أ‪.‬ق عضـ‪ /‬م‪.‬د المؤرخ في ‪ 62‬شوال عام ‪ 0302‬الموافق ‪ 2‬مارس سنة ‪ ،0442‬يتعلق بمراقبة مطابقة األمر المتضمن‬ ‫‪-94‬‬
‫القانون العضوي المتعلق باألحزاب السياسية للدستور‪ .‬متوفر على الموقع الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري‪:‬‬
‫‪http://www.conseil-constitutionnel.dz/IndexArab.htm‬‬
‫‪ -91‬الميثاق االجتماعي األوروبي ألول مره عام ‪ ، 9119‬تم تعديله الميثاق عام ‪ ،9111‬و دخل الميثاق الجديد حيز‬
‫التنفيذ عام ‪.9111‬‬
‫‪ -03‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية‪ ،‬تم إعداده من طرف اللجنة الفرعية سنة ‪ 5511‬و أقرته‬
‫الجمعية العامة سنة ‪ ،5511‬بدأ نفاذ في ‪ 3‬جانفي سنة ‪.5591‬‬
‫‪ -51‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية‪ ،‬تم إعداده من طرف اللجنة الفرعية سنة ‪ 5511‬و أقرته الجمعية العامة‬
‫سنة ‪ ،5511‬دخل حيز النفاذ في ‪ 33‬مارس ‪.5591‬‬
‫‪ -61‬قانون الجنسية الجزائرية الصادر بموجب األمر ‪ 11/07‬المعدل والمتمم بموجب األمر ‪.76/72‬‬
‫‪ -02‬اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ :41‬المادة ‪( 9‬عدم التقيد بأحكام العهد أثناء حاالت الطوارئ)‪ ،‬الدورة‬
‫الثانية والسبعون (‪.)4009‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ -08‬اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم (‪ )19‬المتعلق بطبيعة اإللتزام القانوني العام المفروضة على األطراف‬
‫في العهد‪ 41 ،‬مارس ‪ ،4009‬وثيقة رقم ‪.A/59/40‬‬
‫‪ -04‬اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ :91‬عدم التمييز‪ ،‬الدورة السابعة والثالثون (‪،)9111‬‬
‫وثيقة األمم المتحدة رقم‪A/45/40 :‬‬
‫‪ -61‬اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ :44‬المادة ‪( 91‬حرية الفكر والوجدان والدين)‪ ،‬الدورة‬
‫الثامنة واألربعون (‪.)9111‬‬
‫‪ -49‬اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ :42‬المادة ‪( 94‬حرية التنقل)‪ ،‬الدورة السابعة والستون‬
‫(‪ ،)9111‬وثيقة األمم المتحدة‪A/55/40‬‬
‫‪ -44‬اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ :91‬المادة ‪( 92‬الحق في حرمة الحياة الخاصة)‪ ،‬الدورة‬
‫الثانية والثالثون (‪.)9111‬‬
‫‪ -64‬اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ : 91‬المادة ‪( 41‬األسرة)‪ ،‬الدورة التاسعة والثالثون‬
‫(‪.)9110‬‬
‫‪ -63‬اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬التعليق رقم ‪ ،03‬الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن‬
‫بلوغه (المادة ‪ 66 ،)62‬أوت ‪ ،2222‬وثيقة األمم المتحدة رقم ‪.E/C.12/2000/4‬‬
‫‪ -63‬اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ :40‬طبيعة االلتزام القانوني العام المفروض على الدول األطراف في العهد‪،‬‬
‫‪U.N. Doc.‬‬ ‫اعتمد هذا التعليق في جلسة اللجنة رقم ‪ 6082‬المعقودة في ‪ 64‬مارس ‪ ،6113‬وثيقة األمم المتحدة رقم‬
‫‪.6113 ،CCPR/C/21/Rev.1/Add.13‬‬
‫‪ -62‬مؤتمر األمم المتحدة لحقوق اإلنسان‪ ،‬إعالن فيينا‪ ،‬الجزء ‪ ،0‬الفقرة ‪ 0‬و ‪ 3‬و ‪46‬‬

‫‪ -62‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪" ،‬التقرير الثالث للخبير المستقل المعني بالحق في التنمية"‪ ،‬مقدمة من طرف السيد آرجون‬
‫سينغويبتا لقرار لجنة حقوق اإلنسان ‪ ،3/6111‬وثيقة األمم المتحدة رقم ‪ 6 ،E/CN.4/2001/WG.18/2‬فيفري ‪ -611068‬المؤتمر‬
‫الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬إعالن طهران‪ 04 ،‬ماي ‪ ،0428‬الفقرة ‪04‬‬
‫‪ -64‬المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ " ،‬دراسة عن الحالة الراهنة للتقدم المحرز في تنفيذ الحق في التنمية" مقدمة من السيد أرجون‬
‫ك‪ .‬سانغوبتا الخبير المستقل عمال بقرار اللجنة رقم ‪ 26/0448‬وقرار الجمعية العامة ‪ ،033/34‬وثيقة األمم المتحدة رقم‬
‫‪ 62 ،E/CN.4/1999/WG. 18/2‬جويلية ‪.0444‬‬
‫‪ -41‬مفوضية األمم السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين واللجنة المعنية باالتفاقية‪ ،‬صحيفة‬
‫وقائع‪ ،‬العدد ‪.49‬‬

‫‪ -16‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 71/10‬المؤرخ في ‪ 10‬مارس ‪ 9110‬المتضمن التصديق على البروتوكول المنشئ للمحكمة اإلفريقية‬
‫لحقوق اإلنسان والشعوب المعتمد بواغادوغو ( بوركينافاسو ) في ‪ 17‬جوان ‪ ، 0771‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬العدد ‪ ، 05‬السنة ‪. 9110‬‬
‫‪ -46‬ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬تم توقيعه في ‪ 62‬جوان ‪ 0433‬في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر األمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة‬
‫الدولية‪ ،‬وأصبح نافذا في ‪ 63‬أكتوبر ‪.0433‬‬

‫‪44‬‬
‫ باللغة األجنبية‬:‫ثانيا‬

‫ النصوص القانونية والق اررات‬-2

6- C.D.I., Projet d’articles sur la protection diplomatique et commentaires y relatifs, Rapport de la Commission
du droit international à sa 58 ème session, 1 mai-9 juin et 3 juillet-11 aout 2006, Assemblée générale,
Documents officiels, 61ème session, Supplément no. 10 (A/61/10).
5- Commission du Doit International, Documents de la deuxième partie de la dix-septième session et
de la dix-huitième session y compris les rapports de la Commission à l'Assemblée générale Comptes
rendus analytiques de la deuxième partie de la dix-septième session 3 - 28 janvier 1966, UN Doc,
A/CN.4/SER.A/1966/Add. 1, Annuaire de la Commission du Doit International, Volume 1966 ( 2),
Publication des Nations Unies, 1967.
1- Cour Européenne des Droits de l’Homme, Règlement de la Cour, 1er janvier 2014.
2- Protocole no. 11 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, portant restructuration du mécanisme de contrôle établi par la Convention, Ouverture
à la signature : 11 mai 1994, entrée en vigueur ; 1 octobre 1998.
2- Protocole n° 13 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, relatif à l'abolition de la peine de mort en toutes circonstances, Ouverture à la
signature : 3 mai 2002, entrée en vigueur ; 1 juillet 2003.
1- Protocole n° 14 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, amendant le système de contrôle de la Convention, Ouverture à la signature : 13 mai
2004, entrée en vigueur : 1 juin 2010.
0- Protocole n° 16 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, Ouverture à la signature : 2 octobre 2013.
8-United Nations High Commissioner for Human Rights (OHCHR), The Committee against Torture,
Fact Sheet, No.17

9- United Nations, Economic and Social Council, Consultative relationship between the United
Nations and non-governmental organizations , Resolution 1996/31, 25 July 1996, 49th plenary
meeting, available at : http://www.un.org/documents/ecosoc/res/1996/eres1996-31.htm

:‫ األحكام القضائية واآلراء االستشارية‬-2

1- Conséquences Juridiques de L' Édification d'un Mur dans le Territoire Palestinien Occupé, Avis
consultative du 9 Juillet 2004 , C. 1. J. Recueil 2004.
2- Licéité de la menace ou de l'emploi d'armes nucléaires, Avis Consultatif du 8 Juillet 1996, C.I.J.
Recueil 1996.
3- Licéité de l'utilisation des armes nucléaires par un Etat dans un conflit armé, Avis Consultatif du 8
Juillet 1996, C.I. J. Recueil 1996.
4- Timor Oriental (Portugal c. Australie), Arrêt de 30 Juin 1995, C.I.J. Recueil, 1995.

45
‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة‪9 ............................................................................................................. .‬‬
‫الفصل األول‪ :‬معالم القانون الدولي لحقوق اإلنسان ‪2................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان وأصولها التاريخية ‪2...........................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان‪4 ................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف حقوق اإلنسان‪4 .................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز حقوق اإلنسان عن الحريات العامة ‪1 ..............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األصول التاريخية لحقوق اإلنسان ‪9....................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حقوق اإلنسان في الحضارتين اليونانية والرومانية ‪9 ......................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق اإلنسان في الحضارة اإلسالمية‪1 ..................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مرحلة التأطير الدستوري لحقوق اإلنسان‪2................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مرحلة التنظيم الدولي لحقوق اإلنسان‪1 ....................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬البعد العالمي لحقوق اإلنسان ‪01 ....................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى القانوني ‪01 ...............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ميثاق منظمة األمم المتحدة ‪01............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان ‪00 .......................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اتفاقيات حقوق اإلنسان المتخصصة‪65 ..................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬االتفاقيات اإلقليمية لحقوق اإلنسان ‪04 ..................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى المؤسساتي ‪04 ............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬منظمة األمم المتحدة ‪03 ................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المنظمات اإلقليمية ‪03 ..................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المنظمات الدولية غير الحكومية ‪03 .....................................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقسيمات حقوق اإلنسان ‪51 .........................................................................‬‬


‫المطلب األول‪:‬حقوق اإلنسان المدنية والسياسية( الجيل األول) ‪62... ..................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحق في المساواة وعدم التمييز ‪61.......................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحقوق ذات الصلة بسالمة اإلنسان ‪61..................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في احترام الحياة الخاصة و الحقوق العائلية ‪60 ...................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الحقوق القانونية والقضائية ‪60............................................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬الحقوق السياسية ‪60..................................................................................‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬الحق في تقرير المصير ‪66 ...........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحقوق والحريات ذات المضمون االقتصادي واالجتماعي والثقافي (الجيل الثاني) ‪57...................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحق في العمل والضمان االجتماعي ‪57.................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حق الملكية ‪57 .........................................................................................‬‬

‫‪46‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬الحق في الغذاء ‪57.......................................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الحق في الصحة باعتباره أحد حقوق اإلنسان ‪60..........................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬الحقوق الثقافية ‪56 ....................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الجيل الثالث من حقوق اإلنسان ‪55...................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحق في التنمية ‪55......................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحق في بيئة نظيفة ‪55 .................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الحق في السالم ‪51......................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬آليات حماية حقوق اإلنسان ‪92 .......................................................................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬اآلليات العالمية لحماية حقوق اإلنسان ‪92.............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اآلليات المنشأة على مستوى هيئة األمم المتحدة ‪92 ..................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الجمعية العامة والمجلس االقتصادي واالجتماعي ‪92 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مجلس حقوق اإلنسان ‪95...............................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬محكمة العدل الدولية ‪92...........................................................................................‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬مجلس األمن ‪92.......................................................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬األجهزة األخرى ‪99...................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات المنشأة بموجب المعاهدات الدولية ‪91.........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اآلليات المنشأة بموجب المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان ‪91 ...................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المحكمة الجنائية الدولية ‪01 ............................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية اإلقليمية لحقوق اإلنسان ‪00...................................................................‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬حماية حقوق اإلنسان في النظام القانوني األفريقي ‪00 ..................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مواثيق حقوق اإلنسان األساسية في إفريقيا ‪00 ............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات األساسية لحماية حقوق اإلنسان في إفريقيا ‪09 ...................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحماية األوربية لحقوق اإلنسان ‪00.....................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مواثيق حقوق اإلنسان األساسية في أوربا ‪00..............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات األوربية لحماية حقوق اإلنسان ‪02 ...............................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الحماية األمريكية لحقوق اإلنسان ‪05..................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مواثيق حقوق اإلنسان األساسية في الدول األمريكية ‪02....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اآلليات األساسية لحماية حقوق اإلنسان في الدول األمريكية ‪02............................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الحماية الداخلية لحقوق اإلنسان ‪01 ...................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اآلليات المؤسساتية الحكومية لحماية حقوق اإلنسان ‪01.................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اللجنة االستشارية لحماية وترقية حقوق اإلنسان ‪01 .......................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬البرلمان ‪07 ............................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المجلس الدستوري ‪21 ..................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات المؤسساتية غير الحكومية لحماية حقوق اإلنسان ‪21 ............................................‬‬

‫‪47‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األحزاب السياسية ‪21....................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسات األخرى للدفاع عن حقوق اإلنسان في الجزائر ‪20...............................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪29 ...................................................................................................‬‬

‫‪48‬‬

You might also like