Professional Documents
Culture Documents
0
مقدمة:
إن الحفاظ على حقوق اإلنسان هو حجر األساس في استقرار أي مجتمع ،فأينما وجدت مجتمع
مطمئنا على حقوقه .وما ال شك فيه أن لتعليم حقوق اإلنسان لكل فرد من أفراد ً إنسانا
ً مستقر وجدت
كبير في تعزيز فهم حقوقه أوالً ،واحترامها والحفاظ
مردودا ًا
ً المجتمع وادخالها في ثقافته وتحويلها إلى واقع،
ثانيا مما يدفعه إلى المشاركة بفعالية في تنمية وطنه ورفاهية مجتمعه
عليها والشعور بالكرامة والحرية ً
وحفظ السالم .وهذا ما أيدته التجربة.
إن الحصول على المعلومات هو حق من الحقوق األساسية لإلنسان التي كفلتها معاهدات ومواثيق
واتفاقيات حقوق اإلنسان الدولية .فقد نصت المادة 91من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الذي أقرته
الجمعية العامة لألمم المتحدة في العاشر من ديسمبر 9191على أن « لكل شخص حق التمتع بحرية
الرأي والتعبير ،ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق اآلراء دون مضايقة ،وفي التماس األنباء وتلقيها
ونقلها إلى اآلخرين بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود» .كما يؤكد ذات اإلعالن في الديباجة أن تعليم
أيضا « :أن يسعى جميع أفراد المجتمع وهيئاته ،واضعين
حقوق اإلنسان ليس حقًا فحسب ،بل مسؤولية ً
هذا اإلعالن نصب أعينهم على الدوام ،ومن خالل التعليم والتربية ،إلى توطيد احترام هذه الحقوق
والحريات».
وقد جعلت الجمعية العامة لألمم المتحدة في ديسمبر 9119م العقد الذي يغطي الفترة من جانفي
9111م حتى ديسمبر 4009م عقد تعليم حقوق اإلنسان ،وعرفت الجمعية العامة تعليم حقوق اإلنسان
بأنه« :عملية شاملة ومستمرة باستمرار الحياة ،يتعلم بوساطتها الناس في كل مستويات التنمية ،وكل
شرائح المجتمع ،احترام كرامة اآلخرين ووسائل ومناهج هذا االحترام في كل المجتمعات».
وفي هذا اإلطار ،تحاول هذه المحاضرات المعدة خصيصا لطلبة الجامعة تقديم عرض عام لنظام
حقوق اإلنسان وأدوات حمايته على المستوى الدولي والوطني ،وفقا للمحاور الرئيسية التالية:
1
الفصل األول :معالم القانون الدولي لحقوق اإلنسان
نتناول من خالل هذا الفصل مفهوم حقوق اإلنسان وأصولها التاريخية ( المبحث األول)،
ثم نبحث في البعد العالمي لحقوق اإلنسان (ا لمبحث الثاني) ،وأخي ار نتناول تقسيمات حقوق
اإلنسان ( المبحث الثالث).
إن منطلقات الدراسة تفرض بداءة البحث في المفهوم الحديث لحقوق اإلنسان ( المطلب
األول) ،فإذا ما توضحت حقيقة هذا المفهوم نحاول الرجوع إلى أصوله التاريخية وكيفية تطوره
(المطلب الثاني).
نتناول في هذا الجزء من الدراسة تعريف حقوق اإلنسان ( الفرع األول) ،وتمييزها عن الحريات
العامة ( الفرع الثاني)
2
ومع ذلك ،فإن هذا التباين لم يمنع من بروز عدة تعاريف أكاديمية لحقوق اإلنسان ،إذ عرفها
"كارل فاساك" بأنها( :تلك الحقوق التي ينبغي االعتراف بها لإلنسان لمجرد كونـه إنسانـاً ،وتختلف عـن
الحقوق الوضعية في كون المطالبة بها تتوقف على شرط وهو الحماية القانونيـة لها) .وعرفتها "إيفا ماديو
" بأنها ( :دراسة الحقوق الشخصية المعترف بها وطنياً ودولياً والتي في ظل حضارة معينة ،تضمن الجمع
بين تأكيد الكرامة اإلنسانية وحمايتها من جهة والمحافظة على النظام العام من جهة أخرى) .كما عرفها
"جون ريفيرو" بأنها ( :حقوق مالزمة أو لصيقة بشخص اإلنسان ،وانكارها ال يمنع وجودها ألنها تدور
وجودا وعدما مع الكائن اإلنساني).1
وورد تعريف حقوق اإلنسان في قاموس الفكر السياسي بأنها ( :الحقوق التي يملكها الكائن البشري
لمجرد انه كائن بشري ،فحقوق اإلنسان تعرف وفقا لذلك ضمن حالة الطبيعة وهي حالة الحرية والمساواة
التي يكون عليها الناس قبل أن تقوم فيهم سلطة تحد من حقهم في ممارستها .أما وفق الناحية القانونية
فتعرف حقوق اإلنسان على أنها حصيلة مكتسبة من خالل كفاحّ إنساني طويل عبر التاريخ ،ويكون
خطها البياني صاعدا من تطور األوضاع السياسية واالجتماعية لإلنسان.
تعرف الحرية تقليديا بأ نها عدم الخضوع لسلطة أعلى أو بأنها القدرة على القيام بعمل ما أو اإلمتناع
عن القيام به ،حيث يختار اإلنسان بمقتضاها سلوكه الشخصي دون إكراه .وتوصف الحرية بكونها عامة
ألنها تفترض تدخل السلطات العامة في الدولة لتنظيمها.2
وعموما ،تتمثل أبرز نقاط اإلختالف بين حقوق اإلنسان والحريات العامة في ما يلي:
- 1أن الحريات العامة ،حقوق للفرد قبل الدولة ،ويكفلها الدستور والقانون ،وتمارس في مواجهة السلطة
وفي إطارها ،فهي تفترض تدخل السلطة العامة اعترافا وضماناً ،لترتقي من حرية مجـردة إلى حرية عامة،
وبهذا يعرفها "ريفيرو" على أنها ( :الحقوق التي تعتبر بمجموعها في الدول المتحضرة بمثابة الحقوق
األساسية الالزمة لتطور الفرد والتي تتميز بنظام خاص من الحماية القانونية) .وبالتالي فمصـدر هـذه
الحريات وضعي ،وهو تلك اإلرادة الشعبية التي وضعت الدسـتور أو القانـون ،وعليه ال يـمكن تصـور وجود
حريات عامة ،إال في ظل نظام قانوني معين ،وهو ما يجعلها وثيقة الصلة بالدولة.
1
Jean Rivéro, Les Libbertés Public : Les Droits de l’Homme, Tome 1, P.U.F. , France, 1991, p. 23 et
ss.
نقال عن :محمد يوسف علوان ،محمد خليل الموسى ،القانون الدولي لحقوق اإلنسان :المصادر ووسائل الرقابة ،الجزء
األول ،دار الثقافة للنشر والتتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،4099 ،ص .90
2المرجع نفسه ،ص .90
3
أما حقوق اإلنسان فهي حقوق طبيعية يمتلكها اإلنسان لطبيعته اإلنسانية ،وتظل موجودة حتى عند عدم
االعتراف بها أو انتهاكها من قبل سلطة ما ،كونها تستمد وجودها من مصادر تاريخية وفلسفية ترجع إلى
فكرة القانون الطبيعي .وهذه الحقوق تقع فوق أطر القانون الوضعي ،ألن الحقوق تثبت لإلنسان لمجرد
كونه إنساناً ،ألنها تنبع من ضمير الجماعة ،ومطالبة الجماعة بهذه الحقوق ،دون اشتراط أن يكون
القانون الوضعي قد اعترف بها أو أدركها بالحماية .وبالتالي فالحق موجود أصالً حتى قبل االعتراف
الدولي به ،وما إذا أقدمت القوانين الوضعية على اإلقرار بتلك الحقوق وكفالة حمايتها تحولت إلى حريات
عامة.
-2الحريات العامة غالبا ما تستعمل في إطار الدولة داللة على اإلمكانيات التي يمتلكها المواطن في
مواجهة السلطة ،ولذلك فمكانها الدستور أو القانون ،وعلى هذا يعرفها "كوليار" ( :حاالت (أوضاع)
قانونيـة مشروعة ونظامية حيث يسمح للفرد أن يتصرف كيفما شاء ومن دون قيود في إطار حـدود
مضبوطة من طرف القانون الوضعي ومحددة تحت رقابة من قبل سلطة بوليسية مكلفة بحفظ النظام
العام).
بينما يحتفظ بتعبير حقوق اإلنسان داللة على اهتمام المجتمع الدولي باإلنسان وحقوقه ،ولذلك
يكون نطاقها القانون الدولي ،وبهذا يعرفها عمر إسماعيل سعد اهلل ( :جملة من القواعد والمبادئ القانونية
الدولية ،التي قبلت بموجبها الدول االلتزام القانوني واألخالقي بالعمل على تعزيز وحماية حقوق اإلنسان
3
والشعوب وحرياتها األساسية ) .
خالل فترة الحضارة اليونانية ،ميز أرسطو بين فئتين من الناس ،اليونانيون الذين يمتازون بالفعل
واإلرادة ،والبربر ذوي الطاقات البدنية التي تهيئهم الطبيعة ألن يكونوا عبيدا .كما رأى أفالطون في
3محمد يوسف علوان ،محمد خليل الموسى ،مرجع سابق ،ص .91
4
جمهوريته الفاضلة بحرمان العبيد من حق المواطنة ،واجبارهم على الطاعة والخضوع لألحرار من سادتهم
أو من السادة الغرباء .ومع ذلك لم يكن الوضع كله سوءا على المستوى التنظيري إذ ظهرت المدرسة
الكلبية لتخفف من حدة التطرف الفكري والفلسفي اليوناني تجاه مسألة حقوق اإلنسان ،والتي تبعت خطاها
بعد المدرسة الرواقية ( 910 – 910ق .م) والتي كان من أهم مبادئها على اإلطالق ،مبدأ األخوة والذي
يقضي بأن جميع البشر أخوان ،وألغت ظاهرة العبودية والسيد والعبد ،إذ تنظر هذه المدرسة أن جميع
البشر أخوة مهما تباينت أصولهم وأجناسهم ولغاتهم ،وذلك بإخضاعهم إلى قانون واحد هو القانون
الطبيعي الذي ال يجوز أن يخالف من قبل نصوص القانون الوضعي.4
أما في ظل الحضارة الرومانية ،فقد تجاوزت فظائع إنتهاكات حقوق اإلنسان في العصر الروماني
كل أشكال الظلم والقهر التي شهدها اإلنسان في الحضارات األخرى .فقد كان الرقيق في العهد الروماني
شيئا ال بشرا ،فال حقوق لهم ،وكان سبب غزو الرومان لغيرهم هو لمجرد استعباد سكان األقاليم التي تقع
تحت إحتاللهم .وكان القانون الروماني يقسم الناس إلى وطنين وأجانب ،واألخيرون في األصل أعداء،
وهم سكان البالد المجاورة لهم ،والتي تقع على الضفة األخرى للنهر .وما لم يرتبط هؤالء األجانب بروما
بمعاهدة أو حلف فقد كان للرومان أن يستولوا عليهم وعلى أموالهم وممتلكاتهم وبالتالي كان مبدأ استباحة
اآلخرين هو أهم المبادئ التي قامت عليه عناصر القوة الرومانية في التعامل مع اآلخرين من شعوب هذه
األرض ،ومن ثم كان القانون الروماني يقسم العالم إلى ثالث ديار هي دار الوطنين ،ودار األعداء ودار
المعاهدين والمحالفين.5
ومع ذلك ،لم يمنع هذا الوضع المتردي لحقوق اإلنسان من ظهور مدرسة القانون الطبيعي ،حيث
ذهب معظم المفكرين والفالسفة إلى اعتبار القانون الطبيعي مصد ار أساسيا للحقوق الثابتة لألفراد ،فقد
أعتبر " شيشرون " ( 91-901ق م ) القانون الطبيعي مرادفا للعقل وغايته تحقيق العدالة والفضيلة ما
دام قد انبثق عن طبيعة إالهية عادلة وفاضلة وأن األفراد يكون متساوين في ظله .ومن جهتهٌ ،بين
"سينيكا" ( 9ق م – 11م) بأن الطبيعة هي التي تقدم األساس الذي يعيش في ظله األفراد وأقر بمبدأ
المساواة اإلنسانية.6
4م ازن ليلو راضي ،حيدر أدهم عبد الهادي ،المدخل لدراسة حقوق اإلنسان ،دار قنديل للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
عمان ،4090 ،ص .19-42
نفسه.43-43 ، 5المرجع
6مازن ليلو راضي ،حيدر أدهم عبد الهادي ،مرجع سابق ،ص .11-11
ويبقى القانوني الهولندي (هوغو غروشيوس) ( )9191 -9111هو من قام بعملية فصل بين القانون الطبيعي والقانون
اإللهي ،وجعل األول مصد ار أساسيا للقوانين الدنيوية ،الذي أرتأى أنها تقوم على المنطق والعقالنية ،وانتهى (غروشيوس)
إلى أن كل ما يتفق مع طبيعة األمور شرعي عادل ،وكل ما يخالفها غير شرعي وباطل .وقد هيئت أعمال (غروشيوس)
المناخ للمفكرين والفالسفة للنظر إلى حقوق اإلنسان وشرعيتها بإعتبارها حقوقا طبيعية.
5
الفرع الثاني :حقوق اإلنسان في الحضارة اإلسالمية
جاء اإلسالم في فترة كان يسود فيها الظلم و اإلستبداد والقهر وانتهاك كرامة اإلنسان ،وكانت رسالة
السماء مجسدة في القرآن الكريم واضحة كل الوضوح على صعيد احترام حقوق اإلنسان ،حيث نادت
بضرورة تحرير اإلنسان من العبودية والرق واالستعباد وأقرت بمبادئ العدالة والمساواة وتحريم التمييز.
ويشير بعض الباحثون إلى أن اإلسالم قد بلغ في اإليمان باإلنسان وبتقديس حقوقه إلى الحد الذي
يتجاوز فيه الحقوق ،عندما عدها ضرورات واجبة لهذا اإلنسان فردية كانت أم جماعية ،إذ ال سبيل إلى
حياة اإلنسان من دونها فال يمكن التنازل عنها أو عن بعضها.7
وتعد حقوق اإلنسان من منظور الفكري اإلسالمي منحا إالهية تستمد من الشريعة اإلسالمية وتستند
إليها مصداقا لقوله عز وجل" ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات
وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيال) .8ومن أهم الحقوق التي ضمنتها الشريعة اإلسالمية الحق في
الحياة ،المساواة ،الحرية ،العقيدة ،حرية التعبير عن الرأي والشورى ،حرية التنقل واللجوء ،وحق العدل،
العمل ،وحقوق المرأة والطفل.
إن الشريعة اإلسالمية بقدر ما كرست قيم حقوق اإلنسان ،فإنها أيضا وضعت ضوابط تنتظم داخلها
حقوق اإلنسان وأسلوب ممارسته لحرياته العامة ،ومن هذه القواعد:9
-كل شيء في األصل مباح ،وهي المساحة الواسعة التي يتصرف داخلها الفرد المسلم ،وال يقف إال
عندما يرد نص من الكتاب او السنة بالتحريم.
-حدود حرية الفرد وحقه يقفان عند حدود حرية وحق فرد آخر ( ال ضرر وال ضرار ).
-اإللتزام بالمصلحة العامة عند التقاطع بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع.
-اإللتزام بأخالقيات اإلسالم عند ممارسة الحريات والحقوق ،فإذا جادل الفرد أن يجادل بالحسنى ،واذا
دعا فعليه أن يدعو بالحكمة.
-القاعدة األساسية في اإلسالم لممارسة الحريات والحقوق في إطارها هي " الشورى" والتي تعد في
اإلسالم منهجا للسلوك وفلسفة في الحكم.
وبخصوص مساهمة الحضارة اإلسالمية في القواعد المتعلقة بخصوص اإلنسان ،يقول القاضي
" جاكسون" (:إننا مدينون للحضارة اإلسالمية بالشيء الكثير ،كما تظهر تقاريرنا القانونية وأن التجربة
اإلسالمية لديها الكثير الذي تستطيع أن تعلمنا إياه).10
7محمد عمارة ،اإلسالم وحقوق اإلنسان ،عالم المعرفة ،الكويت ،9111 ،ص .91-99
8سورة اإلسراء ،اآلية .20
عبد المالك المتوكل ،اإلسالم وحقوق اإلنسان ،في كتاب :حقوق اإلنسان :الرؤى العالمية واإلسالمية والعربية ،تأليف: 9
برهان غليون وآخرون ،مركز دراسات الوحدة العربية ،ط ،4001 ،9 .ص .12
6
الفرع الثالث :مرحلة التأطير الدستوري لحقوق اإلنسان
دخلت حقوق اإلنسان إطارها القانوني لتأخذ هذه الحقوق أبعادها الحقيقية وتتحول إلى نصوص
قانونية ملزمة بفعل تطور الفكر الفلسفي و القانوني متخذة شكل " إعالنات الحقوق" ومضمنة في وثائق
دستورية في كل من إنجلت ار والواليات المتحدة األمريكية وفرنسا.
محمود شريف بسيوني ،مصادر الشريعة اإلسالمية وحماية حقوق اإلنسان في إطار العدالة الجنائية في اإلسالم ،في: 10
حقوق اإلنسان ،المجلد الثالث ،تأليف :محمود شريف بسيوني وآخرون ،دار العلم للماليين ،بيروت ،9111 ،ص .91-92
11كريمان محمود إبراهيم مغربي ،األصول التاريخية لحقوق اإلنسان ،جامعة حلوان ،كلية اآلداب ،مصر ( ،د .ت .ن)،
ص 99وما يليها.
7
تضمن بصورة عامة حرية العقيدة وحرمة النفس والمال والمنزل وضمانات التقاضي وتحريم الرق والمساواة
في االنتخاب.12
لفهم التنظيم الدولي لحقوق اإلنسان ،ال بد أن نتناول مراحله بإيجاز كما يلي:
8
كما عرف القانون الدولي العرفي بعض المبادئ في مجال حماية حقوق اإلنسان ،ومنها قاعدة التدخل
ألغراض إنسانية الذي طبقته بادئ األمر الدول األوربية ضد الدول الضعيفة خارج القارة األوربية ،فضال
عن قواعد القانون الدولي اإلنساني المتعلقة بضحايا الحرب التي نشأت أصال بعرف دولي تجسد منذ عام
،9119ومن ثمة في اتفاقيتي الهاي لعام 9111و .16 9102
وبعد انتهاء الحرب العالمية األولى ،أ نشئت عصبة األمم أين لم يتضمن عهدها أية مبادئ عامة قابلة
للتطبيق تتعلق بحقوق اإلنسان ،إال أن جميع صكوك اإلنتداب قد ألزمت الدول المنتدبة بالعمل على رفع
المستوى الثقافي والمادي لشعوب األقاليم التي أخضعت لإلنتداب ،وبأن تكفل لسكانها حرية العقيدة وتحريم
السخرة واإلتجار بالرقيق .هذا إلى جانب الجهود الدولية لجعل مبدأ حماية األقليات قاعدة من قواعد
القانون الدولي العام ،على من انه كان نظاما استثنائيا يسري على بعض الدول وال يضمن إال حماية
بعض الحقوق.17
بعد الذي شهدته اإلنسانية من ويالت الحرب العالمية ومآسيها من إبادة للجنس البشري واإلعدام
الجماعي لألسرى والمدنيين واالنتهاك المستمر لحقوق اإلنسان وحرياته ،أصبحت حماية حقوق اإلنسان
هدفا ذا أولوية للجماعة الدولية ،وتحقيقا لهذا الغرض أنشئت هيئة األمم المتحدة.
تضمن ميثاق األمم المتحدة صياغة لحقوق اإلنسان تكرست عبر ديباجته التي أكدت على اإليمان
بالحقوق األساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء واألمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية.
وتناولت المواد 14 ،10 ،11 ،11 ،91 ،9و 11من الميثاق حقوق اإلنسان وحرياته ووجوب مراعاتها.
كما أنشأ الميثاق عددا من األجهزة الرئيسية كان من بينها المجلس االقتصادي واالجتماعي الذي أنشأ
بدوره لجنة دولية هي لجنة حقوق اإلنسان عام ،9191التي تتمتع بنظام قانوني خاص واختصاصات
تتعلق بتعزيز االعتراف بحقوق اإلنسان وكفالة احترامها ووضع التوصيات ومشاريع االتفاقيات الدولية
الالزمة لتحقيق هذه األغراض .لذا فإن إدراج حقوق اإلنسان في ميثاق األمم المتحدة كرس مجموعة من
األبعاد القانونية كان أهمها تقنين حقوق اإلنسان في شكل صكوك دولية ذات أوجه متعددة ،لينشأ ما
أطلق عليه إسم الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان .18International Bill of Human Rights
باسيل يوسف ،سيادة الدول في ضوء الحماية الدولية لحقوق اإلنسان ،دراسات استراتيجية ،العدد ،91مركز زايد 16
9
المبحث الثاني :البعد العالمي لحقوق اإلنسان
نقف من خالل هذا الفرع عند تحديد البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى القانوني (المطلب
األول) ،لننتقل إلى تحديد البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى المؤسساتي ( المطلب الثاني).
مع التغيرات العالمية الجديدة زاد التركيز على عالمية حقوق اإلنسان و أصبحت حقوق اإلنسان
صدقت عليها معظم الدول في جزء من القانون الدولي بوجود أكثر من 011معاهدة و عهد دولي وافقت و َ
العالم ،و أصبحت هذه االتفاقيات مع اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هي المرجعية الدولية لحقوق اإلنسان.
و عندما نتكلم عن البعد القانوني لعالمية حقوق اإلنسان فالمقصود هو هذه الترسانة من العهود و االتفاقيات
الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان ،وأهمها:
وقع ميثاق األمم المتحدة في 62جوان 0433في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر األمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية، 19
10
تيسير الحلول للمشاكل الدولية االقتصادية واالجتماعية والصحية وما يتصل بها ،وتعزيز التعاون الدولي
في أمور الثقافة والتعليم؛ (ج) أن يشيع في العالم احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية للجميع بال
تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ،وال تفريق بين الرجال والنساء ،ومراعاة تلك الحقوق والحريات
فعالً".
وبموجب المادة 55يتعهد جميع األعضاء بأن يقوموا ،منفردين أو مشتركين ،بما يجب عليهم من
عمل بالتعاون مع الهيئة إلدراك المقاصد المنصوص عليها في المادة .55
20وهذا التصنيف هو المعتمد من طرف هيئة األمم المتحدة .أنظر مثال موقع المفوضية السامية لحقوق اإلنسان التابعة لألمم المتحدة:
http://www2.ohchr.org/french/law/index.htm
21جعفر عبد السالم علي ،القانون الدولي لحقوق اإلنسان ،الطبعة األولى ،دار الكتاب المصري ،القاهرة ،0444 ،ص .34
الجمعية العامة لألمم المتحدة ،القرار رقم 602ألف (د )4-المؤرخ في 01ديسمبر ،0438والمتضمن اإلعالن العالمي لحقوق 22
اإلنسان.
11
كرامة متأصلة فيهم ،ومن حقوق متساوية و ثابتة ،يشكل أساس الحرية والعدل والسالم في العالم ...وكيما
يكفلوا ،بالتدابير المطردة الوطنية والدولية ،االعتراف العالمي بها ومراعاتها الفعلية ،فيما بين شعوب الدول
األعضاء ذاتها وفيما بين شعوب األقاليم الموضوعة تحت واليتها على السواء" .وهذا زيادة على كون معظم
23
المواد الواردة في هذا اإلعالن تبدأ بعبارة " لكل إنسان" أو " لكل فرد" و " لكل شخص".
ثانيا :العهدان الدوليان للحقوق المدنية والسياسية والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
صد ار سنة 6611عن منظمة األمم المتحدة ،ويعنى األول بالحقوق المدنية والسياسية ،أما الثاني
24
فيعنى بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،ويعتبران خطوة هامة في سبيل الحماية القانونية لحقوق
اإلنسان على المستوى الدولي ،فهما يشمالن كل الحقوق الرئيسية :السياسية ،المدنية ،االقتصادية،
االجتماعية والثقافية ،وهما اتفاقيتان مفتوحتان لتوقيع كافة الدول.
قامت األمم المتحدة بوضع قانون دولي لحقوق اإلنسان أكثر تحديدا في عدد من المعاهدات المتصلة
بمختلف المواضيع التي حددتها بصورة أولية الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان .ومن أهم هذه االتفاقيات ما
يلي:25
-اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها26؛
-االتفاقية الخاصة بوضع الالجئين؛
-البروتوكول الخاص بوضع الالجئين؛
-االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري؛
-اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة؛
-اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة؛
-اتفاقية حقوق الطفل؛
وفي هذا الصدد يقول " رينيه جان ديبوي" أن اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان عد عالمي ألنه يخص كل األمم ،وكل الشعوب، 23
وكل هيئات المجتمع ،وكل األفراد .كما أنه ال يمكن بالمقابل إعطاء وثيقة قانونية منحا عالميا إال باستعمال صيغ عامة ومطلقة.
أنظر:
رينيه جان دبوي ،مرجع سابق ،ص .51
تم إعدادهما من طرف اللجنة الفرعية سنة 5511و أقرتهما الجمعية العامة سنة .5511وقد بدأ نفاذ العهد الدولي الخاص 24
بالحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية في 3جانفي سنة ،5591أما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية فكان
نفاذه في 33مارس .5591
25أنظر لمزيد من التفاصيل :الموقع اإللكتروني الرسمي المفوضية السامية لحقوق اإلنسان التابعة لألمم المتحدة.
26اعتمﺪت الجمعية العامة لألمﻢ المتحﺪة نﺺ اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها في 4ديسمبر .0438وبعﺪ
الحصول على التصﺪيقات العشريﻦ الالزمة وفقاَ للمادة الثالثة عشرة ،بﺪأ سريان االتفاقية في 06جانفي .0430
12
-البروتوكول االختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،بهدف إلغاء
عقوبة اإلعدام.
كان لزاما إرفاق المواثيق واالتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان بمجموعة من اآلليات المعبر
عنها من خالل مؤسسات قائمة تقوم بأدوار إجرائية كفيلة بضمان الممارسة الحقوقية في العالم ،وما
يالحظ على تطور المؤسسات الحقوقية توجهها من العالمية نحو اإلقليمية ،ومن االتجاه الرسمي الحكومي
إلى االتجاه غير الحكومي من خالل ظهور المنظمات الحقوقية غير الحكومية (الدولية والوطنية) كفاعل
رئيسي في مجال تكريس حقوق اإلنسان ،ومن أهم المؤسسات الحقوقية نذكر:
27ويرى األستاذ " احمد فتحي سرور" أن ما جاء في المادة 34من الميثاق العربي لحقوق اإلنسان الصادر عام 6113والساري النفاذ
عام 6118يؤكد وجهة النظر هذه ،فحسب المادة ،34ال يجوز تفسير هذا الميثاق أو تأويله على نحو ينتقص من الحقوق والحريات
التي تحميها القوانين الداخلية للدول األطراف أو القوانين المنصوص عليها في المواثيق الدولية واإلقليمية لحقوق اإلنسان التي صدقت
عليها وأقرتها الدول األطراف في الميثاق .أنظر:
أحمد فتحي سرور ،إشكالية ثقافة حقوق اإلنسان ،مركز البحوث البرلمانية ،القاهرة ،فيفري ،6114ص .02-02
أنظر كذلك :مؤتمر األمم المتحدة لحقوق االنسان ،إعالن فيينا ،الجزء ،0فقرة .42
28أحمد فتحي سرور ،مرجع سابق ،ص .02
13
الفرع األول :منظمة األمم المتحدة
وهي تضطلع بهذا الدور الريادي في مجال حقوق اإلنسان عبر هياكلها وأجهزتها المختلفة المتمثلة
أساسا في :الجمعية العامة ،مجلس األمن ،المجلس االقتصادي واالجتماعي ،لجنة حقوق اإلنسان،
إضافة إلى 29
باإلضافة إلى محكمة العدل الدولية ،ومفوض األمم المتحدة السامي لشؤون الالجئين.
المنظمات المتخصصة التي يختص بعضها بحقوق اإلنسان على أساس طبيعة عمل تلك المنظمات
وهي :منظمة العمل الدولية ،منظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ،منظمة الصحة
30
العالمية ،منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة (فاو) ،ومنظمة األمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
المنظمة غير الحكومية ( )NGOهي منظمة ذات مصلحة عامة وهي ال تخضع لحكومة وال لمؤسسة
دولية ،وال يمنع ذلك أن تتعاون أو تتلقى مساعدات وتمويالت من الحكومات ،ولكنها تأسست وتنشط دون
29لمزيد من اإلطالع على منظمة األمم المتحدة وهياكلها واختصاصاتها ،أنظر على سبيل المثال:
أحمد أبو الوفا ،الوسيط في قانون المنظمات الدولية ،الطبعة الخامسة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،0448 ،ص 401وما بعدها.
30لمزيد من اإلطالع على كل من منظمتي اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية ،أنظر :المرجع نفسه ،ص 330وما بعدها.
إن اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان هي محور نظام الحماية الذي نصت عليه االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان ونقصد باالتفاقية 31
األوروبية لحقوق اإلنسان اتفاقية حماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية ،ومركز اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان هو مدينة
ستراسبورغ (فرنسا) حيث يوجد المقر الدائم لمنظمة مجلس أوروبا.
أنشئت المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان في عام ، 5515بعد أن قبلت ثمانية دول اختصاصها ( المادة 11من اتفاقية عام 32
قواعد إجراءات اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب اتخذت في 1أكتوبر 5551 35
خرج الميثاق المنشئ لجامعة الدول العربية إلى الوجود في 55مارس .5511مؤلفا من ديباجة و 31مادة وثالثة مالحق ،ووقع 36
عليه مندوبو الدول العربية في احتفال أقيم لهذا الغرض بقصر الزعفران بالقاهرة في 33مارس.5511
37تأسست المنظمة بتاريخ 53رجب 5395هـ الموافق 31سبتمبر 5515ومقرها الرسمي بجدة بالعربية السعودية.
14
رقابة من الحكومات الوطنية .وغالبا ما شكلت المنظمات غير الحكومية قوة خاصة في المجتمع الدولي
بجانب المنظمات الحكومية والشركات متعددة الجنسيات ،ورغم عدم تمتعها بالوضع القانوني أو
بالشخصية القانونية بمعناها الدقيق فهي تستفيد من نوع من االعتراف ،يمكنها من أن تلعب دو ار استشاريا
لدى المنظمات الدولية الحكومية الرسمية إذ نجد أن المجلس االقتصادي واالجتماعي التابع لمنظمة األمم
المتحدة يعتد ببعض هذه المنظمات الدولية غير الحكومية ويعتمدها كمؤسسات استشارية.
وقد اعترف مؤتمر فيينا العالمي لحقوق اإلنسان بالمساهمة المتزايدة األهمية التي يمكن للمنظمات
غير الحكومية أن تلعبها في األنشطة المتعلقة بحقوق اإلنسان 38.كما توسع ميدان قبول تلك المنظمات
بصدور قرار المجلس االقتصادي واالجتماعي تحت رقم 16بتاريخ 6661/70/52والذي تضمن 07
39
مادة لتنظيم العالقة بين هذه المنظمات والمجلس.
ومن أمثلة المنظمات الدولية غير الحكومية النشطة في مجال حقوق اإلنسان نجد كل من منظمة
العفو الدولية ،الفدرالية الدولية لحقوق اإلنسان ،اللجنة الدولية للصليب األحمر ،منظمة أطباء بال حدود،
منظمة السالم األخضر في مجال حماية الطبيعة ...إلخ.
يقوم التقسيم األكثر إعتمادا لحقوق اإلنسان على نظرة تاريخية ومستقبلية في نفس الوقت وهذا
التصنيف يقوم على ثالث فئات وهي الحقوق المدنية والسياسية أو ما تسمى بالجيل األول ،وهناك الحقوق
االقتصادية واالجتماعية أو ما تسمى بالجيل الثاني ،وأيضا الحقوق البيئية والثقافية والتنموية أو ما تسمى
بالجيل الثالث .وسنتعرض لجانب من هذه الحقوق على النحو التالي:
وفقا للمقاربة التقليدية ،توصف الحقوق المدنية والسياسية بأنها حقوق سلبية ،بمعنى أنه ال يتعين
على الدولة لضمان االمتثال الفعلي لها سوى االمتناع عن التدخل في ممارسة األفراد لها .ومع ذلك ،يبدوا
38أنظر :مؤتمر األمم المتحدة لحقوق االنسان ،إعالن فيينا ،الجزء ،0فقرة 08 ،04و .42
39
United Nations, Economic and Social Council, Consultative relationship between the United
Nations and non-governmental organizations , Resolution 1996/31, 25 July 1996, 49th plenary
meeting, available at : http://www.un.org/documents/ecosoc/res/1996/eres1996-31.htm
15
ان هناك عدد ال بأس به من هذه الحقوق من ال يستقيم كفالته بمجرد إلتزام سلبي باالمتناع ،بل يحتاج
إلى تدخل إيجابي من جانب الدولة.40
ومن بين ما تشمله هذه الفئة من الحقوق ما يلي:
ورد في المادة السابعة من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بأن الناس جميعا سواء أمام القانون،
وهم يتساوون في حق التمتع بحماية القانون دونما تمييز ،كما يتساوون في حق التمتع بالحماية من أي
تمييز ينتهك هذا اإلعالن ومن أي تحريض على مثل هذا التمييز ،كما تضمنت 56من اإلعالن العالمي
بعض تطبيقات مبدأ المساواة .وقد تكفل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية من جهته
بالتأكيد على حق األفراد في المساواة أمام القانون بصورة عامة وليس بصدد الحقوق الواردة في العهد
فحسب.
40فعلى سبيل المثال ،إعماال للحق في محاكمة عادلة وفقا لمقتضيات المادة 99من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية ،يبدوا مجرد اإللتزام السلبي عاج از عن حماية هذا الحق ،بل ال بد ان تتدخل الدولة بإمكانياتها القانونية والمادية
لتوفير المحيط القانوني والمادى من إنشاء محاكم وتكوين قضاة ومحامين واإلشراف على حسن سير العدالة .وتكليف
محامين لألشخاص العاجزين عن تكليف محام خاص بهم.
وانظر في هذا الصدد أيضا:
اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان ،التعليق العام رقم ( )19المتعلق بطبيعة اإللتزام القانوني العام المفروضة على األطراف في
العهد 41 ،مارس ،4009وثيقة رقم .A/59/40
مازن ليلو راضي ،حيدر أدهم عبد الهادي ،مرجع سابق.910 ، 41
16
ثانيا :الحق في الحرية وفي أمان الفرد على نفسه
تم التنصيص على الحق في الحرية وفي أمان الفرد على نفسه في المادة الثالثة من اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان .وتشمل هذه الحقوق مجموعة كبيرة من الحريات والحقوق التي تنضوي تحتها فال
يجوز استرقاق إنسان ألي سبب كان ،وهذا أمر نصت عليه الكثير من االتفاقيات الدولية وتنصاع له
القوانين الوطنية ،فضالً عن تحريم السخرة ويعد العمل من أعمال السخرة أو مفروضاً في مفهوم حقوق
اإلنسان ،كل عمل يفرض على اإلنسان ،دون أن تكون إلرادته دخل في قبوله ،وال يهم بعد ذلك أن يكون
المرء الذي يقوم بهذا العمل يؤديه نظير أجر أو بدون مقابل.42
17
أوال :حرية االجتماع وتكوين الجمعيات
تم التنصيص على هذا الحق في المادة 57من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،ويتكون هذا
الحق من قدرة الفرد لالجتماع بغيره بهدف عرض آرائه ،ويذهب الكتاب إلى عدم جواز الخلط بين حق
االجتماع وحق تشكيل الجمعيات ،فاألول هو اجتماع مجموعة من األشخاص بشكل مؤقت وفي مكان
معين بهدف عرض بعض األفكار ومناقشتها ،أما الحق الثاني فهو يتكون من اتفاق مجموعة أشخاص
على تكريس نشاطهم بهدف الوصول إلى تحقيق غرض معين ،واالجتماع في هذه الحالة له صفة الدوام
وال يستطيع المشرع المساس بهذا الحق أو جوهره إال أنه يستطيع أن يتخذ اإلجراءات التي تضمن عدم
مساس هذه االجتماعات أو التجمعات بحرية اآلخرين أو األمن العام ،ومن ثم فإنه من الممكن تنظيم
الحق في االجتماع وذلك بإخطار اإلدارة قبل انعقاد االجتماع أو التجمع.43
43مازن ليلو راضي ،حيدر أدهم عبد الهادي ،مرجع سابق ،ص .921
44المرجع نفسه ،ص .911
هشام صادق ،عكاشة محمد عبد العال ،حفيظة السيد الحداد ،القانون الدولي الخاص -الكتاب الثالث :أحكام الجنسية 45
18
فالحق في العمل بنواحيه المختلفة داخل الدولة رهن بتمتع الفرد بجنسية هذه الدولة كما أن الجنسية هي
الطريق الوحيد لحماية الفرد في المجتمع الدولي ،46فضالً عن مباشرة الحقوق المدنية والسياسية
واالقتصادية واالجتماعية والثقافية كلها تعتمد إلى ٍ
حد كبير على رابطة الجنسية .وقد أكدت المادة 62من
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أن (-6لكل فرد حق التمتع بجنسية ما-5 .ال يجوز حرمان شخص
من جنسيته تعسفاً أو إنكار حقه في تغييرها) ،أما المادة 52من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية فقد نصت على (لكل طفل الحق في أن تكون له جنسية) .وورد التأكيد أيضا على هذا الحق
في المادة السابعة من اتفاقية حقوق الطفل لعام .6616
تم التنصيص على هذا الحق في ق اررات عديدة للجمعية العامة لألمم المتحدة منها القرار 6262
الصادر عام 6617بخصوص منح االستقالل لألقطار والشعوب المستعمرة والقرار المرقم 6171الصادر
عام 6615حول السيادة الدائمة للدول على مصادرها الطبيعية.47
كما تم التنصيص عليه في المادة األولى المشتركة في العهدين الدوليين ،إذ ورد فيها ما يلي-6 ":
لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها ،وهي بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي،
وحرة في السعي لتحقيق نمائها االقتصادي واالجتماعي والثقافي -5 ....على الدول األطراف في هذا
العهد ،بما فيها الدول التي تقع على عاتقها مسؤولية إدارة األقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي واألقاليم
المشمولة بالوصاية ،ان تعمل على حق تقرير المصير ،وان تحترم هذا الحق وفقا ألحكام ميثاق األمم
المتحدة".
تعتبر الجنسية حجر األساس إلعمال نظام الحماية الدبلوماسية المعروف في القانون الدولي العام ،وفي هذا الصدد 46
عرفت الحماية الدبلوماسية بموجب المادة األولى من مشروع المواد المتعلقة بالحماية الدبلوماسية بأنها تعني قيام دولة ،عبر
إجراء دبلوماسي أو وسيلة أخرى من وسائل التسوية السلمية ،بإدعاء مسؤولية دولة أخرى عن ضرر ناشئ عن فعل غير
مشروع دوليا لحق بشخص طبيعي أو معنوي من رعايا الدولة األولى .و تمثل الحماية الدبلوماسية ،بحسب ما ورد في
التعليقات المرفقة بمشروع المواد المتعلقة بالحماية الدبلوماسية ،اآللية التي تهدف إلى ضمان جبر األضرار التي تلحق
بمواطن دولة ما مستندة إلى المبدأ القائل بأن الضرر الذي يلحق بمواطن هو ضرر يلحق بالدولة ذاتها.
أنظر:
C.D.I., Projet d’articles sur la protection diplomatique et commentaires y relatifs, Rapport de la Commission du
droit international à sa 58 ème session, 1 mai-9 juin et 3 juillet-11 aout 2006, Assemblée générale, Documents
officiels, 61ème session, Supplément no. 10 (A/61/10), p. 24.
47مازن ليلو راضي ،حيدر أدهم عبد الهادي ،مرجع سابق ،ص .911
19
المطلب الثاني :الحقوق والحريات ذات المضمون االقتصادي واالجتماعي والثقافي (الجيل الثاني)
ظهرت فئة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية تاريخيا بعد الحقوق المدنية والسياسية ،وهي
توصف بأنها حقوق إيجابية يتطلب إعمالها تدخال إيجابيا من جانب الدولة لوضعها موضع التنفيذ وكفالة
التمتع بها بصورة حسية مادية.
ومن أهم هذه الحقوق يمكن اإلشارة إلى المجموعة اآلتية:
ورد في المادة 51من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ما يلي - " :لكل شخص حق العمل،
وفى حرية اختيار عمله ،وفى شروط عمل عادلة ومرضية ،وفى الحماية من البطالة .
-لجميع األفراد ،دون أي تمييز ،الحق في أجر متساو على العمل المتساوي .
-لكل فرد يعمل حق في مكافأة عادلة ومرضية تكفل له وألسرته عيشة الئقة بالكرامة البشرية ،وتستكمل،
عند االقتضاء ،بوسائل أخرى للحماية االجتماعية .
-لكل شخص حق إنشاء النقابات مع آخرين واالنضمام إليها من أجل حماية مصالحه".
48مازن ليلو راضي ،حيدر أدهم عبد الهادي ،مرجع سابق ،ص .404
20
الحصول على مستوى معيشي مالئم بما في ذلك الغذاء ،والحق األساسي لكل فرد في أن يكون بعيدا عن
طائلة الجوع .والحق في الغذاء مرتبط ارتباطا وثيقا أيضا بالحق في الحياة ،وهو حق تحميه المادة 2من
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
21
واالنتفاع بالتقدم العلمي وتطبيقاته ،وكذلك حرية األفراد في تأسيس المعاهد التعليمية ضمن المبادئ التي
تنسجم مع الحد األدنى للمستويات التي تقررها الدولة.49
49مازن ليلو راضي ،حيدر أدهم عبد الهادي ،مرجع سابق ،ص .401-404
50إعالن الحق في التنمية ،قرار الجمعية العامة رقم 3 ، 068/30ديسمبر .0482متوفر على العنوان التالي:
(http://www.unhchr.ch/html/menu3/b/74.htm).
22
في الحرية والمساواة ،وظروف حياة مالئمة في بيئة يسمح له مستواها بالعيش في كرامة ورفاهية ،وأن
51
على اإلنسان واجب مقدس لحماية وتحسين بيئته من أجل أجيال الحاضر والمستقبل .
يجد الحق في السالم األساس له في نصوص ميثاق األمم المتحدة التي تعمل على تحقيق مجموعة
من األهداف وعلى رأسها تحقيق السلم واألمن الدوليين وديباجة الميثاق تصدرتها الكلمات اآلتية (نحن
شعوب األمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا ان ننقذ األجيال المقبلة من ويالت الحرب التي في خالل جيل
واحد جلبت على اإلنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف .52)...
واعماال لنص الميثاق اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة بتاريخ 65نوفمبر 6612إعالناً بشأن
حق الشعوب في السلم أكدت فيه " إن الحياة دون حرب هي بمثابة الشرط الدولي األساسي للرفاهية
المادية للبلدان ولتنميتها وتقدمها وللتنفيذ التام لكافة الحقوق والحريات األساسية التي تنادي بها األمم
المتحدة).
وأضافت الجمعية العامة في هذا اإلعالن إنها ( ....تدرك أن إقامة سلم دائم على األرض ،في
العصر النووي ،يمثل الشرط األولى للمحافظة على الحضارة اإلنسانية وعلى بقاء الجنس البشري ،واذ
تسلم بان ضمان حياة هادئة للشعوب هي الواجب المقدس لكل دولة -6تعلن رسمياً ان شعوب كوكبنا
لها حق مقدس في السلم .....وان المحافظة على حق الشعوب في السلم وتشجيع تنفيذ هذا الحق يشكالن
التزاماً أساسياً على كل دولة ....وان ضمان ممارسة حق الشعوب في السلم يتطلب من الدول ان توجه
سياساتها نحو القضاء على أخطار الحرب ،وقبل أي شيء آخر الحرب النووية ،ونبذ استخدام القوة في
العالقات الدولية ،وتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية على أساس ميثاق األمم المتحدة ..وناشدت
الجمعية العامة جميع الدول والمنظمات الدولية ان تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في ضمان تنفيذ حق
الشعوب في السلم باتخاذ التدابير المالئمة على المستوى الوطني والدولي لتحقيق هذا الهدف.53
23
الفصل الثاني :آليات حماية حقوق اإلنسان
إن الحديث عن وجود حقوق لإلنسان من دون أن تكون مصحوبا بآليات ووسائل تنفيذه ،ال يعدو أن
يكون كالما نظريا و أحالما غير واقعية ،إذ أن وضع قواعد خاصة سواء في ميدان حقوق اإلنسان أو في
ميدان القانون بوجه عام ال يكفي لضمان ممارستها من الناحية العملية ،الفعلية والواقعية ،وانما ال بد من
السهر على تطبيقها وحمايتها ،وذلك بإيجاد طرق ووسائل تكفل تحقيق ذلك .
و قد كانت الجمعية العامة من قبل قد وضعت توجيهات إلعداد صكوك دولية في مجال حقوق اإلنسان
من خالل قرارها رقم 940/99بتاريخ ، 9111/94/01وقد جاء في نص المادة الرابعة من هذا القرار،
الفقرة (د) ،أنه يجب أن يكون استحداث أي حق جديد من حقوق اإلنسان مصحوبا بآليات واقعية
و فعالة للتنفيذ .
نحاول من خالل هذا الفصل تبيان هذه الوسائل واآلليات ،وقد ارتأينا تقسيم هذا الفصل إلى ثالث
مباحث ،نتناول في المبحث األول اآلليات العالمية لحماية حقوق اإلنسان و يكون المبحث الثاني خاصا
باآلليات اإلقليمية ،أما المبحث الثالث فيدرس اآلليات الوطنية لحماية حقوق اإلنسان.
تتنوع اآلليات العالمية لحقوق اإلنسان بين آليات منشأة على مستوى األمم المتحدة ( المطلب
األول) ،وأخرى على مستوى معاهدات حقوق اإلنسان ( المطلب الثاني) ،إضافة إلى آلية المتابعة الجنائية
أمام المحاكم الجنائية الدولية ( المطلب الثالث)
أناط الميثاق الجزء األكبر من المسائل المتعلقة بحقوق اإلنسان إلى الجمعية العامة والمجلس
االقتصادي واالجتماعي إال أن ذلك لم يلغ دور األجهزة األخرى ،وهو ما سيتوضح طبقا للتفصيل اآلتي:
24
اإلنسان والحريات األساسية للناس كافة بال تمييز بينهم في الجنس أو اللغة أو الدين وال تفريق بين
الرجال والنساء) وتنشأ الجمعية العامة طبقًا للمادة ( ) 22من الميثاق ما تراه ضرورًيا من األجهزة
الفرعية للقيام بوظائفها ،ومن هذه األجهزة لجنة القانون الدولي ،واللجنة الخاصة لمناهضة التمييز
العنصري ،واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف وغيرها. … ،
أما المجلس االقتصادي واالجتماعي وهو جهاز متخصص في المسائل االقتصادية واالجتماعية،
فهو طبقًا للمادة الستون يعمل تحت إشراف الجمعية العامة ،وهي جهاز سياسي بالدرجة األساس ،وطبقًا
للمادة 2/22من الميثاق فان للمجلس ان يقدم توصيات فيما يتعلق بإشاعة ونشر واحترام حقوق اإلنسان
والحريات األساسية ومراعاتها فضال عن تقديم دراسات في مجاالت االقتصاد واالجتماع والثقافة والتعليم
والصحة وتقديم توصيات إلى الجمعية العامة وأعضاء األمم المتحدة والى الوكاالت ذات الشأن واعداد
مشاريع القوانين في المواضيع التي تدخل تحت اختصاصه ومنحت المادة ( ) 26من الميثاق المجلس
االقتصادي واالجتماعي الحق بإنشاء لجان تعنى بالمسائل االقتصادية واالجتماعية وتعزيز حقوق اإلنسان
عددا
وغيرها من اللجان التي قد يحتاج إليها لتأدية وظائفه ،وهو ما قام به المجلس بصورة فعلية فأنشأ ً
كبير من األجهزة الفرعية التابعة له لتعمل ضمن وظائفه ،وهذا ما دعا الجمعية العامة إلنشاء لجنة
ًا
خاصة لتنسيق العمل بين هذه األجهزة الفرعية.
ومن أهم اللجان التي أنشأت من قبل المجلس االقتصادي واالجتماعي التي تهتم بهذا الموضوع هي
لجنة حقوق اإلنسان التي تتمتع بنظام قانوني خاص بها إذ أنها الوحيدة التي خصها الميثاق بحكم
لجانا للشؤون االقتصادية واالجتماعية ولتقرير حقوق
تضمنته المادة 26ينشئ المجلس االقتصادي ً
اإلنسان كما ينشئ غير ذلك من اللجان التي قد يحتاج إليها لتأدية وظائفه.
تم إنشاء مجلس حقوق اإلنسان بموجب توصية الجمعية العامة رقم 252 / 26ليحل محل لجنة
حقوق اإلنسان يضطلع بجميع مهامها ،و يتشكل هذا األخير من 74دولة يجتمع لمدة ثالث دورات في
السنة لمدة 26أسابيع على خالف اللجنة السابقة التي تجتمع لمدة مرة واحدة في السنة ،و يشمل دوره
معالجة انتهاكات حقوق اإلنسان و تعزيز التنسيق الفعال لحماية حقوق اإلنسان في إطار أعمال األمم
المتحدة .و لقد جاء إنشاء هذا المجلس في إطار إصالح األمم المتحدة لتدعيم دور المنظمة في مجال
تعزيز و احترام حقوق اإلنسان باعتبار أن هذا المجال أحد األعمدة الثالث الرئيسية لألمم المتحدة
باإلضافة إلى التنمية ،األمن و السلم الدوليين.
وقد زود هذا المجلس بجملة من اآلليات و الواليات ،فأنشئت اللجنة االستشارية لمجلس حقوق
اإلنسان خلفا للجنة الفرعية لتعزيز و حماية حقوق اإلنسان التي كانت تابعة للجنة حقوق اإلنسان ،و نظام
جديد للشكاوي الفردية تحسينا لإلجراء القديم 2561المتعلق بتلقي شكاوي األفراد الذين يدعون بوقوع
25
انتهاكات على حقوقهم ،كما أنشأت آلية جديدة هي آلية االستعراض الدوري الشاملuniversal periodic " ،
"examen périodique universal" ;"reviewبموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 252/ 26
المؤرخ في 25مارس . 2662ومن خالل هذه اآللية كلف مجلس حقوق اإلنسان بأن يستعرض على
أساس دوري كل أربع سنوات أداء كل دولة من الدول األعضاء في األمم المتحدة اللتزاماتها وتعهداتها في
مجال حقوق اإلنسان .واالستعراض الدوري الشامل آلية تعاونية ،ويستند إلى حوار تفاعلي بين كل دولة
تخضع لالستعراض والدول األعضاء والمراقبة في المجلس.
تمثل محكمة العدل الدولية الذراع القضائي لمنظمة األمم المتحدة بموجب أحكام المادة ( )31من
الميثاق ،وتعمل المحكمة بموجب النظام األساسي الملحق بميثاق األمم المتحدة رقم ( )2وكذلك بموجب
قواعد واجراءات وضعتها المحكمة في عام .2372وتضم في عضويتها جميع أعضاء منظمة األمم
المتحدة .و تعد محكمة العدل الدولية محكمة مدنية وتتمتع باختصاص تسوية المنازعات بين الدول
واصدار اآلراء االستشارية ألجهزة األمم المتحدة ووكاالتها المتخصصة.
وعن أدوار محكمة العدل الدولية في مجال حماية حقوق اإلنسان ،يمكننا الوقوف على سبيل المثال
عند األحكام واآلراء التالية الصادرة عن المحكمة :في قضية " برشلونة تراكشن " ( بلجيكا ضد اسبانيا )
الصادر بتاريخ 5فيفري . 0791وفي القضية المتعلقة بتيمور الشرقية ،أكدت المحكمة في قرارها
الصادر بتاريخ 01جوان 0775أن "حق الشعوب في تقرير المصير ،كما ورد في ميثاق األمم المتحدة
وممارسات األمم المتحدة ،أحد المبادئ األساسية للقانون الدولي المعاصر وهو يتمتع بوصف االلتزام
اتجاه الكافة" 54.وفي الرأي االستشاري الصادر عن المحكمة بشأن جدار الفصل 55.وفي الرأي االستشاري
الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن مشروعية التهديد باألسلحة النووية.56
54
Timor Oriental (Portugal c. Australie), Op. Cit., para. 29, p. 102.
55
Conséquences Juridiques de L' Édification d'un Mur dans le Territoire Palestinien Occupé, Avis
consultative du 9 Juillet 2004 , C. 1. J. Recueil 2004, paras. 155-160.
56
Licéité de la menace ou de l'emploi d'armes nucléaires, Op. Cit., para. 25.
26
الجنس أو اللغة أو الدين) وقد بحث المجلس الكثير من المشاكل ذات المساس بحقوق اإلنسان منها
تقارير عن تعذيب المسجونين السياسيين ووفاة عدد من المحتجزين وتصاعد موجات القمع ضد األفراد
والمنظمات ووسائل اإلعالم في جنوب أفريقيا (القرار 724لسنة ) 2344وعدم توفير إسرائيل الحماية
المالئمة للسكان المدنيين في األراضي المحتلة (القرار 742لسنة . )2366كما أنشأ مجلس األمن
محكمة جنائية دولية لمحاكمة المتهمين المسؤولين عن االنتهاكات الخطيرة للقانون الدولي اإلنساني
المرتكبة في أراضي يوغسالفيا السابقة منذ عام 2332ومن أخطر هذه الجرائم جرائم التطهير العرقي
التي تعد شكال من أشكال اإلبادة الجماعية ،57ثم أصدر ق ار ار آخر بتشكيل محكمة جنائية دولية
لمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم اإلبادة في رواندا.58
أنشت وظيفة المفوض السامي لحقوق اإلنسان لقيادة الحركة الدولية لحقوق اإلنسان بعد المؤتمر
العالمي لحقوق اإلنسان الذي عقد في فيينا عام ،592331و تعد المفوضية السامية لحقوق اإلنسان جزء
من أمانة األمم المتحدة ويوجد مقرها في جنيف ،وهي المسؤول الرئيسي عن حقوق اإلنسان في األمم
المتحدة حيث تقود جهود األمم المتحدة في مجال حقوق اإلنسان .و هي تدعم عمل آليات حقوق اإلنسان
التابعة لألمم المتحدة ،مثل مجلس حقوق اإلنسان والهيئات الرئيسية المنشأة بموجب معاهدات من أجل
رصد امتثال الدول األطراف للمعاهدات الدولية لحقوق اإلنسان ،وتعزيز الحق في التنمية ،وتنسيق أنشطة
األمم المتحدة المتعلقة بالتثقيف واإلعالم في مجال حقوق اإلنسان ،وتعزيز حقوق اإلنسان على نطاق
منظومة األمم المتحدة .كما تعمل على ضمان إنفاذ معايير حقوق اإلنسان المعترف بها عالمياً ،بوسائل
تنظر المحكمة الجنائية الدولية الخاصة ليوغسالفيا سابقا في الجرائم التي ارتكبت مخالفة للقانون الدولي اإلنساني فوق 57
إقليم رواندا و الدول المجاورة ،في الفترة الممتدة من 0جانفي 0443إلى 40ديسمبر .0443أنظر:
قرار مجلس األمن رقم ،433المؤرخ في 8نوفمبر ،0443المتضمن إنشاء المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا،
وثيقة األمم المتحدة رقم ) ،S/RES/955 ( 1994الفقرة .10
59قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 999/91المؤرخ في 40ديسمبر ،9111وتسترشد المفوضية أيضا في عملها
بميثاق األمم المتحدة واإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ( قرار الجمعية العامة 492ألف المؤرخ في 90ديسمبر ،9191
وصكوك حقوق اإلنسان الالحقة واعالن وبرنامج فيينا لعام 9111ووثائق نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام ( 4001قرار
الجمعية العامة رقم 9/10المؤرخ في 91سبتمبر .4001
27
من بينها الترويج لكل من التصديق العالمي على المعاهدات الرئيسية لحقوق اإلنسان وتنفيذها عالمياً،
واحترام سيادة القانون.
وبالنظر إلى أن الحكومات تتحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية حقوق اإلنسان ،فإن المفوضية
السامية لحقوق اإلنسان تقدم ما يلزم من مساعدة إلى الحكومات ،مثل الخبرة والتدريب الفني في مجاالت
إقامة العدل واإلصالح التشريعي والعملية االنتخابية ،للمساعدة في تنفيذ المعايير الدولية لحقوق اإلنسان
على أرض الواقع.60
إضافة إلى المفوضية ،تعمل العديد من منظمات وشركاء األمم المتحدة في تعزيز وحماية حقوق
اإلنسان وهي تتشارك في النشاط مع الهيئات الرئيسية لحقوق اإلنسان ومنها:
الشعبة المشتركة بين الوكاالت للمشردين داخليا؛ مفوضية األمم المتحدة لشؤون الالجئين ، UNHCR
OCHAمكتب منسق الشؤون اإلنسانية ILO ،منظمة العمل الدولية WHO ،منظمة الصحة العالمية
UNESCOمنظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة UNAIDS ،برنامج األمم المتحدة المشترك
المعني بنقص المناعة/اإليدز IASC ،اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكاالت DESA ،إدارة الشؤون
االقتصادية واالجتماعية DAW ،شعبة النهوض بالمرأة UNFPA ،صندوق األمم المتحدة للسكان،
UNICEFومنظمة األمم المتحدة للطفولة UNIFEM ،صندوق األمم المتحدة اإلنمائي للمرأة ،
UNDPبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي FAO ،منظمة األمم المتحدة لألغذية والزراعة.
اضحا أن هناك دور معين تلعبه منظمة األمم المتحدة في مجال حماية حقوق مما تقدم يبدو و ً
اإلنسان وبأشكال مختلفة من خالل أجهزة المنظمة وبالتعاون مع الدول األعضاء فيها إال أن هذا الدور
يبقى في إطار تشجيع وتطوير قضية حقوق اإلنسان فهي ال تتدخل لفرض حماية هذه الحقوق إال في
حالة وجود انتهاك لها من شأنه تعريض السلم واألمن الدوليين للخطر.
نقصد هنا أساسا اآلليات المنشأة بموجب المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان ( الفرع األول)،
وأيضا المحكمة الجنائية الدولية المنبثقة عن نظام روما األساسي ( الفرع الثاني).
الفرع األول :اآلليات المنشأة بموجب المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان
تتعدد هذه اآلليات بتعدد االتفاقيات الخاصة بحقوق اإلنسان ،ومن بين هذه اللجان ما يلي:
60لمزيد من اإلطالع على المفوضية وطبيعة تفويضها ،راجع الموقع الرسمي للمفوضية:
http://www.ohchr.org/AR/AboutUs/Pages/WhoWeAre.aspx
28
أوال :اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان
اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان هي هيئة مكونة من خبراء مستقلين تقوم بمتابعة تطبيق العهد الدولي
الخاص بالحقوق المدنية والسياسية من قبل الدول األعضاء به .فجميع الدول األعضاء ملزمة بتقديم
تقارير منتظمة عن كيفية تطبيق الحقوق إلى اللجنة .فبداية على الدولة تقديم تقرير أولي بعد عام من
اإلنضمام في العهد وتقدم التقارير فيما بعد بناء على طلب اللجنة (عادة ما يكون ذلك كل أربع سنوات).
وتقوم اللجنة بفحص كل تقرير ،وتعرب عما يقلقها وتقدم توصياتها إلى الدولة الطرف في شكل
"مالحظات ختامية" .وباإلضافة لنظام تقديم التقارير ،فالمادة 14من العهد تؤهل اللجنة لفحص الشكاوى
بين الدول .واضافة إلى ذلك ،فإن البروتوكول األول للعهد يعطي اللجنة صالحية فحص شكاوى األفراد
بشأن االنتهاكات المزعومة للعهد من قبل الدول األطراف فيه .وتمتد صالحية اللجنة بالكامل إلى
البروتوكول الثاني للعهد المتعلق بإلغاء عقوبة اإلعدام وذلك بالنسبة للدول التي قبلت هذا البروتوكول.
وتجتمع اللجنة في جنيف أو نيويورك وتعقد اعتياديا ثالث دورات في السنة .وتصدر أيضا اللجنة تفسيرها
لمضمون األحكام الخاصة بحقوق اإلنسان ،وهو ما يعرف بالتعليقات العامة في قضايا موضوعية أو
بخصوص أساليب عملها والى اآلن أصدرت اللجنة 23تعليقا.
لجنة الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية هي كيان مكون من خبراء مستقلين تتابع تطبيق
العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية من قبل الدول األعضاء به .وقد أسست
اللجنة بموجب قرار المجلس االقتصادي واالجتماعي رقم 41/4891بتاريخ 39مايو 4891للقيام
بمهام المتابعة الموكلة للمجلس االقتصادي واالجتماعي لألمم المتحدة بموجب الجزء الرابع من العهد.
وجميع الدول األعضاء ملزمة بتقديم تقارير منتظمة عن كيفية تطبيق الحقوق إلى اللجنة .وتصدر اللجنة
أيضا تفسيراتها لبنود العهد وهو ما يعرف بالتعليقات العامة والى اآلن أصدرت اللجنة 48تعليقا.
لجنة مناهضة التعذيب هي هيئة مكونة من خبراء مستقلين تقوم بمتابعة تطبيق اإلتفاقية الدولية
لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو المهينة من قبل الدول
األعضاء بها .فجميع الدول األعضاء ملزمة بتقديم تقارير منتظمة إلى اللجنة عن كيفية تطبيق الحقوق.
فبداية على الدولة تقديم تقرير أولي بعد عام من اإلنضمام إلى اإلتفاقية وكل أربعة أعوام بعد ذلك .وتقوم
اللجنة بفحص كل تقرير ،وتعرب عما يقلقها وتقدم توصياتها للدولة الطرف في شكل "مالحظات ختامية".
وباإلضافة إلجراء تقديم التقارير ،تؤسس اإلتفاقية ثالث آليات أخرى تمكن اللجنة من القيام بمهامها في
29
المتابعة :فيمكن للجنة ،في ظل ظروف معينة ،فحص الشكاوى الفردية أو الرسائل المقدمة من األفراد
الذين يزعمون بانتهاك حقوقهم المكفولة باإلتفاقية ،والقيام بإجراء تحقيقات ،وفحص الشكاوى بين الدول.
وتصدر أيضا اللجنة تفسيرها لمضمون األحكام الخاصة بحقوق اإلنسان ،وهو ما يعرف بالتعليقات العامة
في قضايا موضوعية وقد أصدرت إلى اآلن تعليقين إثنين .61
تمت الموافقة على النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية بمؤتمر روما الدبلوماسي في 92
جويلية ، 9111ونصت المادة 941منه على أن نفاذه يبدأ في اليوم األول من الشهر الذي يعقب اليوم
الستين من تاريخ إيداع الصك الستين للتصديق أو القبول أو الموافقة أو االنضمام لدى األمين العام لألمم
المتحدة .وبالفعل دخل النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية حيز النفاذ في اليوم األول من شهر
جويلية .62 4004
تختص المحكمة بالبث في أربعة أنواع من الجرائم الخطيرة ،وفقا لما ورد في النظام األساسي
للمحكمة الجنائية الدولية ،وهي جريمة اإلبادة الجماعية؛ الجرائم ضد اإلنسانية؛ جرائم الحرب؛ و جريمة
العدوان .و يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن توقع على الشخص المدان بارتكاب جريمة في إطار المادة
1من هذا النظام األساسي إحدى العقوبات اآلتية :أ – السجن لعدد محدد من السنوات لفترة أقصاها 10
سنة ؛ ب – السجن المؤبد حينما تكون هذه العقوبة مبررة بالخطورة البالغة للجريمة وبالظروف الخاصة
للشخص المدان .
وباإلضافة للسجن للمحكمة أن تأمر بما يلي :أ – فرض غرامة بموجب المعايير المنصوص عليها في
القواعد اإلجرائية وقواعد اإلثبات ؛ ب – مصادرة العائدات والممتلكات واألصول المتأتية بصورة مباشرة
وغير مباشرة من تلك الجريمة دون المساس بحقوق األطراف الثالثة الحسنة النية .
ووفقا للمادة 41من النظام األساسي للمحكمة فإن الجرائم المنصوص عليها في النظام األساسي
للمحكمة ج .د ال تتقادم .طبقا للمادتين 42و 41من النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية فإنه ال
يعتد بالصفة الرسمية ،فقادة ورؤساء الدول غير معفيين من المسؤولية الجنائية وبالتالي من العقاب فيما قد
يرتكبونه من جرائم منصوص عليها في هذا النظام .
30
المبحث الثاني :الحماية اإلقليمية لحقوق اإلنسان
من أهم اآلليات اإلقليمية لحماية حقوق اإلنسان نجد اآلليات المكرسة على المستوى اإلفريقي
( المطلب األول) ،األوربي ( المطلب الثاني) ،وتلك المنشأة على مستوى البلدان األمريكية ( المطلب
الثالث).
63
تم اعتماده بتاريخ 62جوان ،0480ودخل حيز النفاذ بتاريخ 60أكتوبر .0482
31
األفريقي إلنشاء المحكمة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب لعام ،بروتوكول الميثاق األفريقي لحقوق
الح ْكم.
اإلنسان والشعوب بشأن حقوق المرأة ،والميثاق األفريقي حول الديمقراطية واالنتخابات و ُ
أنشأ الميثاق األفريقي اللجنة األفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب ،وقد بدأ نشاط اللجنة بادئ األمر
بتاريخ 4نوفمبر 9112في أديس أبابا ( عاصمة إثيوبيا) ،و تم في وقت الحق جعل موقع األمانة
العامة للجنة األفريقية في بانجول ( عاصمة غامبيا).
تتكلف اللجنة رسميا بثالث وظائف رئيسية:64
-حماية حقوق اإلنسان والشعوب؛
-ترويج وتعزيز حقوق اإلنسان والشعوب؛
-تفسير الميثاق األفريقي لحقوق اإلنسان والشعوب.
و يجوز للجنة إنشاء آليات فرعية مثل المقررين الخاصين واللجان ومجموعات العمل مع تحديد
اختصاصاتهم ،على أن يكون إنشاء و تحديد عضوية كل من هذه اآلليات الفرعية عبر توافق اآلراء،
واالّ يتم عن طريق التصويت .وتلتزم كل آلية فرعية بتقديم تقرير عن أعمالها إلى اللجنة في كل دورة
عادية لها.
لمزيد من التفصيل حول اختصاصات اللجنة ،أنظر الموقع الرسمي للجنة اإلفريقية لحقوق اإلنسان والشعوب: 64
http://www.achpr.org/ar/mechanisms/
32
اإلنسان المصادق عليها من الدولة المعنية .وقد حددت الجهات التي يمكنها رفع المنازعة أمام المحكمة
وهي :اللجنة األفريقية ،الدول األطراف في بروتوكول المحكمة و المنظمات اإلفريقية التي تتكون من دول
و المنظمات الغير حكومية التي لديها صفة مراقب أمام اللجنة و أخي ار األفراد .
كما يجوز للمحكمة أن تصدر أيضا رأي استشاري بشأن أية مسألة تدخل في نطاق اختصاصها
بموجب طلب يقدم إليها من قبل الدول األعضاء في االتحاد اإلفريقي أو مؤسسات االتحاد اإلفريقي و أي
منظمة افريقية معترف بها من قبل االتحاد اإلفريقي.
و قد أجيز للمحكمة سلطة إقتراح التسوية الودية للقضايا المعروضة عليها ،وأيضا سلطة تفسير
األحكام الصادرة عنها.
وفيما يتعلق بالقضايا المرفوعة من قبل المنظمات غير الحكومية واألفراد ،تنص المادتين 1و 19
( )1من البروتوكول المنشئ للمحكمة على متطلبات القبول التالية :باإلضافة إلى المتطلبات السبعة
للمقبولية بموجب المادة 11من الميثاق األفريقي ،تعتبر القضايا المرفوعة مباشرة أمام المحكمة من قبل
األفراد والمنظمات غير الحكومية مقبولة فقط عندما تكون الدولة التي تُقدم ضدها الشكوى قد أصدرت
إعالنا بموجب المادة )1( 1من بروتوكول المحكمة بقبول اختصاص المحكمة لتلقي مثل هذه الشكاوى.
وحتى تاريخ مارس ،4091لم تقوم سوى غانا وتنزانيا ومالوي و مالي وماالوي وبوركينا فاسو بإصدار
هذا اإلعالن.66
ثمة مواثيق أساسية تعنى بتنظيم وحماية حقوق اإلنسان ( الفرع األول) ،والتي انبثق عنها تأسيس
آليات ضامنة لحماية تلك الحقوق ( الفرع الثاني).
أنشئت منظمة مجلس أوربا عام 1949من قبل مجموعة من الدول األوربية بهدف تحقيق وحدة هذه
الدول بصورة أوثق والعمل على توفير حماية للمبادئ والقيم المشتركة ،ودفع التقدم االقتصادي
واالجتماعي إلى األمام ،وهو ما يمكن أن يتحقق عن طريق تطوير مفاهيم حقوق اإلنسان وحمايتها.
ونتيجة لجهود هذه المنظمة ،تم التوقيع على االتفاقية األوربية لحماية حقوق اإلنسان وحرياته األساسية في
65قامت 41دولة فقط بالتصديق على البروتوكول إلى اآلن وهي :وهي :الجزائر ،بوركينا فاسو ،بوروندي ،كوت ديفوار،
جزر القمر ،الكونغو ،الجابون ،جامبيا ،غانا ،كينيا ،ليبيا ،ليسوتو ،مالي ،مالوي ،موزمبيق ،موريتانيا ،موريشيوس ،نيجيريا،
النيجر ،رواندا ،جنوب افريقيا ،السنغال ،تنزانيا ،توجو ،تونس ،وأوغندا.
66
طالع الموقع الرسمي للمحكمة السابق اإلشارة إليه.
33
مدينة روما بتاريخ 4سبتمبر 1950ودخلت حيز النفاذ يوم 3سبتمبر ، 1953وتحتوي االتفاقية
األوربية لحقوق اإلنسان على ديباجة ،وخمسة أبواب ،موزعة على ) ( 66مادة.
باإلضافة إلى االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان لعام 1950وبروتوكوالتها الملحقة التي بلغت 99
بروتوكوال ،يتشكل النظام األوربي لحقوق اإلنسان من مجموعة أخرى من االتفاقيات ومنها االتفاقية
األوربية لمنع التعذيب والمعاملة أو العقوبة غير اإلنسانية أو المهينة لعام 1989التي أُلحق بها
بروتوكوالن عام ، 1993االتفاقية األوربية بشأن ممارسة حقوق األطفال ،1996االتفاق األوربي المتعلق
باألشخاص المشاركين في إجراءات المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان لعام ، 1996المعاهدة المنشئة
للمجتمع األوربي (المعدلة) ،9112الميثاق االجتماعي األوربي (المعدل) ، 1996وميثاق الحقوق
األساسية لالتحاد األوربي لسنة .674000
مرت آلية الحماية التي أسستها االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان بعدة مراحل بين أعوام
،4009-9111فقد اعتمدت هذه الحماية بداية على هيئتين :اللجنة األوروبية والمحكمة األوروبية لحقوق
اإلنسان .68ولم يكن باإلمكان تقدم شكاوى األفراد ،أو مجموعات األفراد أو المنظمات غير الحكومية إلى
اللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان إال إذا قدمت الدولة المشتكى منها بالغا يسمح بقبول تقديم الشكاوى
ضدها .كما كان من المفروض انتظار دخول البروتوكول رقم 1المضاف إلى االتفاقية األوروبية لحقوق
اإلنسان حيز التنفيذ ليتمكن األفراد ،أو مجموعات األفراد أو المنظمات غير الحكومية من تقديم شكواهم
أمام المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان( والذي ألغي فيما بعد بدخول البروتوكول رقم 99حيز النفاذ).
وجاء اعتماد البروتوكول رقم ،99ودخوله حيز التنفيذ في ،9111/99/9ليلغي اللجنة األوروبية
لحقوق اإلنسان ،ويكلف المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان وحدها مهمة السهر على احترام الدول
األطراف في االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان لما نصت عليه من حقوق وحريات .وتتمثل الخطوة الهامة
67لإلطالع على مجمل االتفاقيات األوربية الخاصة بحماية حقوق اإلنسان وغيرها ،راجع الموقع الرسمي لمجلس أوربا:
http://conventions.coe.int/Treaty/Commun/ListeTraites.asp?CM=8&CL=FRE
68أنشئت المحكمة في سنة 9111بعد موافقة ثماني دول من مجلس أوربا على لتشكيلتها.
34
في السماح لهذه المحكمة األوروبية بقبول الشكاوى الفردية من دون حاجة لموافقة مبدئية من قبل هذه
الدول األطراف.69
وحتى تكون الدعوى مقبولة ،يجب أن يكون مقدم الطلب ضحية مباشرة النتهاك ارتكبته دولة ما
لحق أو أكثر من الحقوق المعينة في المعاهدة ،وعليه ال يمكن لألفراد أو المؤسسات الغير حكومية رفع
دعوى أمام المحكمة بشأن االنتهاك لحقوق أفراد آخرين .على أن تكون الدولة التي تشكو منها طرفا في
المعاهدة .ويجب أن تستنفد كافة الوسائل القضائية المتوفرة في الدولة المعنية ،مع ضرورة تقديم الطلب
إلى المحكمة األوروبية خالل 1أشهر من تاريخ إصدار المحكمة المتخصصة العليا في البلد الحكم
النهائي في القضية المراد عرضها على المحكمة األوربية.70
تصدر المحكمة حكمها عبر التصويت باألغلبية ،و تلتزم الدولة المعنية قانونيا بكافة األحكام النهائية
التي تصدرها المحكمة ،وتراقب لجنة الوزراء ( تتكون من مجموعة من ممثلي الدول ،المنضمة إلى
المعاهدة ) مسؤولة عن مراقبة مدى إلتزام الدول التي صدر ضدها الحكم بالتقيد بهذا األخير.
وقد نظمت المواد من 14إلى 10من النظام الداخلي للمحكمة األوربية كل ما يتعلق بطلبات
اآلراء االستشارية التي توجهها األطراف المتعاقدة إلى المحكمة وكيفية إبدائها.
ثمة مواثيق أساسية تعنى بتنظيم وحماية حقوق اإلنسان ( الفرع األول) ،والتي انبثق عنها تأسيس
آليات ضامنة لحماية تلك الحقوق ( الفرع الثاني).
69
Protocole no. 11 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, portant restructuration du mécanisme de contrôle établi par la Convention, Ouverture
à la signature : 11 mai 1994, entrée en vigueur ; 1 octobre 1998. Disponible à l’adresse suivante :
http://www.conventions.coe.int/Treaty/Commun/QueVoulezVous.asp?NT=155&CM=7&DF=18/12/2
013&CL=FRE
70
Règlement de la Cour, art. 46.
35
الفرع األول :مواثيق حقوق اإلنسان األساسية في الدول األمريكية
يتأسس النظام األمريكي لحماية حقوق اإلنسان على إتفاقيتين دوليتين ،وهما ميثاق منظمة
71
،و الدول األمريكية المبرم في بوجوتا في 41أبريل 0438و بدأ العمل به في 04ديسمبر 0430
اإلتفاقية األمريكية المتعلقة بحقوق اإلنسان والتي دخلت حيز النفاذ في سنة .9121وألحق بهذه األخيرة
البروتوكول الخاص بالحقوق اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية الذي اعتمد بروتوكولين إضافيين ،أولهما
72
وتناول هذا البروتوكول أحكام تتعلق بالحق في عام 9111ودخل حيز التنفيذ في 91نوفمبر 9111
في العمل ،والحق في ظروف عمل عادلة ومنصفة ومرضية ،والحقوق النقابية ،والحق في الضمان
اإلجتماعي......الخ .وثانيهما البروتوكول الخاص بإلغاء عقوبة اإلعدام لعام .739110
71بالنسبة الفقرات المتعلقة بحقوق اإلنسان ،أنظر :المواد 912 ،901 ،11 ،10-91 ،19-10 ،1 ،9-9و.991
الموقع اإللكتروني التالي:
http://www1.umn.edu/humanrts/arab/am1.html
72البروتوكول اإلضافي لالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ( بروتوكول
"سان سلفادور") ،منظمة الدول األمريكية ،سلسلة المعاهدات رقم ،)9111( 11دخل حيز التنفيذ في 91نوفمبر .9111
البروتوكول الخاص باالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان إللغاء عقوبة اإلعدام ،منظمة الدول األمريكية ،سلسلة 73
المعاهدات رقم ،)9110( 21تم اتخاذه في 1جوان ،9110دخل حيز التنفيذ في 41أوت .9119
أنظر :الئحة اللجنة األمريكية لعام ،9114المادتين 9و .4متوفرة على الموقع اإللكتروني التالي: 74
http://www1.umn.edu/humanrts/arab/am13.html
36
النوع من التبليغات ،وقد يكون إعالن الدولة الصادر إستنادا لنص المادة 1/91من اإلتفاقية مطلق المدة
أو محدد المدة أو محددا بحالة معينة .ومن جهة أخرى ،تمتد صالحية اللجنة إلى تلقي العرائض الفردية،
و ال تقتصر على تلك الموجهة ضد الدول األطراف في إتفاقية الدول األمريكية فحسب ،لكنها تشمل كذلك
العرائض الموجهة ضد دول أعضاء في منظمة الدول األمريكية والتي ليست طرفا في اإلتفاقية.75
-مهمة تقرير إحترام حقوق اإلنسان :ويتم ذلك عن طريق إعداد التقارير والدراسات.
وهو ما يتبين من نص المادة 19من الئحة الدول األمريكية لحقوق اإلنسان الموجودة تحت الفصل الثالث المعنون 75
باإللتماسات التي تتعلق بالدول غير األطراف في اإلتفاقية األمريكية بشأن حقوق اإلنسان ،وهذه اإللتماسات التي تتعلق
بالدول غير األطراف في اإلتفاقية األمريكية بشأن حقوق اإلنسان ،بحسب نص المادة 41من الئحة الدول األمريكية
لحقوق اإلنسان ،يقدمها أي شخص أو مجموعة أشخاص أو كيان حكومي معترف به قانونا في واحدة أو أكثر من الدول
أعضاء المنظمة.
76أنظر :المادة 11من اإلتفاقية األمريكية.
37
وال تقتصر الوالية اإللزامية للمحكمة على القضايا المتعلقة بتفسير وبتطبيق إتفاقية الدول األمريكية
لحقوق اإلنسان ،ولكنها تتناول أيضا عددا من اإلتفاقيات األمريكية األخرى ذات الصلة بحقوق اإلنسان،
وتكون أحكام المحكمة ملزمة للدول األطراف المعنية بها.
يالحظ بأن المادة 14تشترط للنظر في المنازعات المعروضة ،أن يكون هناك اعترافا مسبقا من
جانب الدولة الطرف في النزاع بإختصاص المحكمة وفقا لمضمون المادة .09/19ومن جهة أخرى ،ال
يمكن لألفراد التقدم مباشرة أمام المحكمة ،بل يقدمون الشكاوى والعرائض إلى اللجنة ،فإن فشلت هذه
األخيرة في تسوية النزاع ،تحيل القضية إلى المحكمة.
يمكن تقسيم آليات الحماية الداخلية لحقوق اإلنسان في الجزائر إلى آليات مؤسساتية حكومية
(المطلب األول ) وأخرى غير حكومية ( المطلب الثاني).
38
-6دراسة التشريع الوطني وابداء اآلراء فيه ،عند االقتضاء ،قصد تحسينه في ميدان حقوق اإلنسان.
-7المشاركة في إعداد التقارير التي تقدمها الجزائر إلى أجهزة األمم المتحدة ولجانها المختصة والى
المؤسسات الجهوية طبقا اللتزاماتها االتفاقية.
-8تطوير التعاون في ميدان حقوق اإلنسان مع أجهزة األمم المتحدة والمؤسسات الجهوية الوطنية
المماثلة وكذا مع المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.
-9القيام بنشاطات الوساطة لتحسين العالقات بين اإلدارات العمومية والمواطنين.
-10إعداد تقرير سنوي عن وضع حقوق اإلنسان يرفع إلى رئيس الجمهورية.
هذا وتتكون الجمعية العامة للجنة الوطنية االستشارية لترقية وحماية حقوق اإلنسان من أعضاء
يعينهم رئيس الجمهورية يختارون من بين المواطنين المعروفين باهتماماتهم بالدفاع عن حقوق اإلنسان
وبحماية الحريات العامة لعهدة مدتها أربع سنوات .وتقوم اللجنة بنشر تقرير سنوي وتقارير بحث
واستقصاء ،واصدار مجلة فصلية لحقوق اإلنسان تحتوي ثالثة أجزاء ،إضافة إلى نصوص وثائق،
معلومات عامة ومقاالت خاصة ومعرضا للصحافة يحتوي مقاالت بحث ومعلومات عامة تتعلق بوضعية
حقوق اإلنسان كما وضعت اللجنة مصلحة للمداومة مكلفة باستقبال ودراسة مطالب وتظلمات المواطنين،
ومرك از للتوثيق موجه للجمهور.77
نادية خلفة ،آليات حقوق اإلنسان في المنظومة القانونية الجزائرية ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في العلوم القانونية ،كلية 77
78
نادية خلفة ،مرجع سابق ،ص .30-32
39
الفرع الثالث :المجلس الدستوري
يساهم المجلس الدستوري في الدفاع عن حريات األفراد ،ويتحول من مدافع عن السلطة العامة -
ذلك ألنه في األساس جهاز له صفة السلطة العامة -إلى مدافع عن الحريات الفردية ،فهو من جهة
حينما يمارس رقابته فإنه يحمي المواطنين من تعسف المشرع ومن جهة أخرى يساهم في حماية حريات
األقلية البرلمانية أي المعارضة .ويتبين هذا من رأيه رقم 09/01المؤرخ في 02نوفمبر 4001فيما
يخص التعديل الدستوري األخير حول المادة 19مكرر المتعلقة بترقية حقوق المرأة وتوسيع حظوظ
تمثيلها في المجالس المنتخبة ،معتب ار ذلك مستمد من المطلب الديمقراطي المذكور في الفقرة 8من ديباجة
الدستور التي تقضي بأن تبنى مؤسسات الدولة حتما على مشاركة جميع المواطنين والمواطنات في تسيير
الشؤون العمومية وتحقيق العدالة االجتماعية والمساواة وحرية الفرد والجماعة من خالل رأيه الذي أبداه
بخصوص عدم دستورية اشتراط الجنسية الجزائرية األصلية في زوجة رئيس الجمهورية ،معتب ار أن هذا
الشرط انتهاك لحقوق اإلنسان.79
وذهب إلى أكثر من ذلك ،عند تذكيره المشرع بدوره المتمثل في تجسيد حقوق األفراد وحرياتهم،حيث
جاء في رأيه رقم 09المؤرخ في 9112/01/01والمتعلق بمدى مطابقة األمر الخاص بالقانون العضوي
المتعلق باألحزاب السياسية للدستور أن نشاط المشرع ،وخاصة ،في ميدان حقوق وحريات األفراد ( الفردية
والجماعية) يجب أن يتضمن الممارسة الفعالة للحقوق والحريات المعترف بها في الدستور ،كما ذهب
إلى القول أيضا أن الهدف من القانون هو تطبيق المبادئ الدستورية وذلك عن طريق وضع إجراءات
وطرق ممارستها وليس الهدف وضع حدود لها وافراغها من محتواها .80
رأي رقم 01/09ر .ت د /م د مؤرخ في 1ذي القعدة عام 9941الموافق 2نوفمبر سنة ،4001يتعلق بمشروع 79
القانون المتضمن التعديل الدستوري .متوفر على الموقع الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري:
http://www.conseil-constitutionnel.dz/IndexArab.htm
80
رأي رقم 09ر.أ.ق عضـ /م.د المؤرخ في 42شوال عام 9992الموافق 1مارس سنة ،9112يتعلق بمراقبة مطابقة
األمر المتضمن القانون العضوي المتعلق باألحزاب السياسية للدستور .متوفر على الموقع الرسمي للمجلس الدستوري
الجزائريhttp://www.conseil-constitutionnel.dz/IndexArab.htm :
40
هذا المجال ،خاصة في النظم الديمقراطية الليبرالية تبرز من قول الفقيه األمريكي" قارنر" إن األحزاب تقوم
بدور في تسيير اإلدارة الحكومية بمثل ذلك الدور الذي يقوم به البخار في تسيير القاطرة البخارية ومن هنا
يظهر التالزم والترابط بين األحزاب وبين الحقوق والحريات الفردية ،و هذا التالزم عبر عنه الفقيه الفرنسي
"إيسمان" بقوله ال حرية بدون أحزاب سياسية.81
الفرع الثاني :المؤسسات األخرى للدفاع عن حقوق اإلنسان في الجزائر
أصبحت منظمات المجتمع المدني في المرحلة الراهنة سواء على المستوى المحلي أو الدولي
تضطلع بأدوار مختلفة في مجال حماية حقوق اإلنسان ،ومن اهم تلك المنظمات الجزائرية التي تبنت
خيار الدفاع على حقوق اإلنسان ما يلي:
أوال :الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق اإلنسان
أسست الرابطة من طرف المحامي علي يحي عبد النور في 9111/01/10مهمتها األولى حماية
حقوق اإلنسان في الجزائر وحول العالم وعلى الرغم من سجن قادتها والصعوبات التي واجهتها في العمل
فإنها تظل جمعية ذات ميول سياسية معارضة للنظام الحاكم ومنتقدة لسياسة الحكومة التي .كما عارضت
القوانين سيئة السمعة حيث انتقدت قانون مكافحة التخريب واإلرهاب ،مما أدى إلى الزج بمؤسسيها في
السجن ،ليعاد إطالق سراحهم ،وليعاد تأسيسها عام .9111
ثانيا :الرابطة الجزائرية لحقوق اإلنسان
تأسست في عام 9112بعد أن سمح النظام الحاكم لبعض المناضلين القدامى في الثورة بإنشائها،
وهي تعمل كمنافس للرابطة األولى ،بدعم من الدولة ،ومن أهم نشاطاتها تفاعلها مع األزمة الجزائرية في
وجهها السياسي والقانوني ،وذلك بسعيها للدفاع عن المعتقلين والتجاوزات التي ارتكبت خالل حوادث
أكتوبر وما بعدها.
ثالثا :جمعية ترقية المواطنة وحقوق اإلنسان
تشكلت في أول مارس ، 4004و من أهم أهدافها:
-المساهمة في الدفاع عن حقوق ضحايا اإلرهاب وضحايا المأساة الوطنية.
-المساهمة في الدفاع عن فئات اجتماعية أخرى مثل :المعوقين واألشخاص المسعفين
والمسنين وحماية األمومة والطفولة.
-البحث عن حلول لمشكلة المفقودين.
-المساهمة في تسجيل التجاوزات والتعسف المسجلين ميدانيا وابالغها للسلطات الوصية.
-العمل على نشر ثقافة السلم داخل المؤسسات التربوية.
إلى جانب هذه المؤسسات غير الحكومية المدافعة عن حقوق اإلنسان الجزائري ،يوجد العديد من الهيئات
نذكر منها على سبيل المثال.
81
نادية خلفة ،مرجع سابق ،ص .38-32
41
قائمة المراجع:
-0الكتب
-0أحمد أبو الوفا ،الوسيط في قانون المنظمات الدولية ،الطبعة الخامسة ،دار النهضة العربية ،القاهرة.0448 ،
-6أحمد فتحي سرور ،إشكالية ثقافة حقوق اإلنسان ،مركز البحوث البرلمانية ،القاهرة ،فيفري .6114
-4باسيل يوسف ،سيادة الدول في ضوء الحماية الدولية لحقوق اإلنسان ،دراسات استراتيجية ،العدد ،91مركز زايد
للدراسات والبحوث االستراتيجية ،اإلمارات.4009 ،
-3جعفر عبد السالم علي ،القانون الدولي لحقوق اإلنسان ،الطبعة األولى ،دار الكتاب المصري ،القاهرة.0444 ،
-1رينيه جان ديبوي ،عالمية حقوق اإلنسان ،في محمد أمين الميداني ،ترجمات في الحماية الدولية لحقوق اإلنسان ،الطبعة الثانية،
مركز المعلومات والتأهيل لحقوق اإلنسان ،ستراسبورغ.6113 ،
-1الشافعي محمد بشير ،قانون حقوق اإلنسان :مصادره وتطبيقاته الوطنية والدولية ،منشأة المعارف ،الطبعة الخامسة،
اإلسكندرية.4001 ،
-2عبد المالك المتوكل ،اإلسالم وحقوق اإلنسان ،في كتاب :حقوق اإلنسان :الرؤى العالمية واإلسالمية والعربية ،تأليف:
برهان غليون وآخرون ،مركز دراسات الوحدة العربية ،ط.4001 ،9 .
-1كريمان محمود إبراهيم مغربي ،األصول التاريخية لحقوق اإلنسان ،جامعة حلوان ،كلية اآلداب ،مصر ( ،د .ت .ن).
-1مازن ليلو راضي ،حيدر أدهم عبد الهادي ،المدخل لدراسة حقوق اإلنسان ،دار قنديل للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
عمان.4090 ،
-90محمد عمارة ،اإلسالم وحقوق اإلنسان ،عالم المعرفة ،الكويت.9111 ،
-99محمد يوسف علوان ،محمد خليل الموسى ،القانون الدولي لحقوق اإلنسان :المصادر ووسائل الرقابة ،الجزء األول،
دار الثقافة للنشر والتتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان.4099 ،
-06محمود شريف بسيوني وآخرون ،حقوق اإلنسان ،دار العلم للماليين ،بيروت.9111 ،
-61هشام صادق ،عكاشة محمد عبد العال ،حفيظة السيد الحداد ،القانون الدولي الخاص -الكتاب الثالث :أحكام
الجنسية المصرية ،-دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية.5771 ،
-2الرسائل الجامعية
خلفة ( نادية ) ،آليات حقوق اإلنسان في المنظومة القانونية الجزائرية ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في العلوم القانونية ،كلية
الحقوق ،جامعة الحاج لخظر ،باتنة.9101-9117 ،
42
-0اإلعالن األمريكي لحقوق وواجبات اإلنسان ،منظمة الدول األمريكية ،القرار رقم 10الذي اتخذه المؤتمر الدولي التاسع
للدول األمريكية ( .)9191متوفر على الموقع اإللكتروني التالي:
http://www1.umn.edu/humanrts/arab/am15.htm
-6إعالن الحق في التنمية ،قرار الجمعية العامة رقم 3 ، 068/30ديسمبر .0482
-4إعالن حول التقدم واإلنماء في الميدان االجتماعي ،قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ( 6336د 00 ،)63-ديسمبر .0424
http://www2.ohchr.org/arabic/law/index.htm متوفر على الموقع اإلكتروني التالي:
-9البروتوكول اإلضافي لالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (
بروتوكول "سان سلفادور") ،منظمة الدول األمريكية ،سلسلة المعاهدات رقم ،)9111( 11دخل حيز التنفيذ في 91نوفمبر
.9111
-1البروتوكول الخاص باالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان إللغاء عقوبة اإلعدام ،منظمة الدول األمريكية ،سلسلة
المعاهدات رقم ،)9110( 21تم اتخاذه في 1جوان ،9110دخل حيز التنفيذ في 41أوت .9119
-1اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة (قرار الجمعية العامة ) A/RES/61/106معاهدة دولية لحقوق اإلنسان ،اعتمدتها الجمعية
العامة لألمم المتحدة في 91ديسمبر 4001؛ وفُتح باب التوقيع عليها في 10مارس 4002ودخلت حيز النفاذ في 1ماي .4001
-2االتفاقية الدولية لحماية جميع األشخاص من االختفاء القسري ،اعتمدت ونشرت على المأل وفتحت للتوقيع والتصديق واالنضمام
بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 922/19المؤرخ في 40ديسمبر .4001
-8اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها ،اعتمﺪت الجمعية العامة لألمﻢ المتحﺪة في 4ديسمبر .0438بﺪأ سريان
االتفاقية في 06جانفي .0430
-1الجمعية العامة لألمم المتحدة ،القرار رقم 602ألف (د )4-المؤرخ في 01ديسمبر ،0438والمتضمن اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان.
-90الئحة اللجنة األمريكية لعام ،9114المادتين 9و .4متوفرة على الموقع اإللكتروني التالي:
http://www1.umn.edu/humanrts/arab/am13.html
-00رأي رقم 18/10ر .ت د /م د مؤرخ في 4ذي القعدة عام 0364الموافق 2نوفمبر سنة ،6118يتعلق بمشروع القانون المتضمن
التعديل الدستوري .متوفر على الموقع الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري:
http://www.conseil-constitutionnel.dz/IndexArab.htm
رأي رقم 10ر.أ.ق عضـ /م.د المؤرخ في 62شوال عام 0302الموافق 2مارس سنة ،0442يتعلق بمراقبة مطابقة األمر المتضمن -94
القانون العضوي المتعلق باألحزاب السياسية للدستور .متوفر على الموقع الرسمي للمجلس الدستوري الجزائري:
http://www.conseil-constitutionnel.dz/IndexArab.htm
-91الميثاق االجتماعي األوروبي ألول مره عام ، 9119تم تعديله الميثاق عام ،9111و دخل الميثاق الجديد حيز
التنفيذ عام .9111
-03العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية ،تم إعداده من طرف اللجنة الفرعية سنة 5511و أقرته
الجمعية العامة سنة ،5511بدأ نفاذ في 3جانفي سنة .5591
-51العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية ،تم إعداده من طرف اللجنة الفرعية سنة 5511و أقرته الجمعية العامة
سنة ،5511دخل حيز النفاذ في 33مارس .5591
-61قانون الجنسية الجزائرية الصادر بموجب األمر 11/07المعدل والمتمم بموجب األمر .76/72
-02اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان ،التعليق العام رقم :41المادة ( 9عدم التقيد بأحكام العهد أثناء حاالت الطوارئ) ،الدورة
الثانية والسبعون (.)4009
43
-08اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان ،التعليق العام رقم ( )19المتعلق بطبيعة اإللتزام القانوني العام المفروضة على األطراف
في العهد 41 ،مارس ،4009وثيقة رقم .A/59/40
-04اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية ،التعليق العام رقم :91عدم التمييز ،الدورة السابعة والثالثون (،)9111
وثيقة األمم المتحدة رقمA/45/40 :
-61اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية ،التعليق العام رقم :44المادة ( 91حرية الفكر والوجدان والدين) ،الدورة
الثامنة واألربعون (.)9111
-49اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية ،التعليق العام رقم :42المادة ( 94حرية التنقل) ،الدورة السابعة والستون
( ،)9111وثيقة األمم المتحدةA/55/40
-44اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية ،التعليق العام رقم :91المادة ( 92الحق في حرمة الحياة الخاصة) ،الدورة
الثانية والثالثون (.)9111
-64اللجنة المعنية بالحقوق المدنية والسياسية ،التعليق العام رقم : 91المادة ( 41األسرة) ،الدورة التاسعة والثالثون
(.)9110
-63اللجنة المعنية بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،التعليق رقم ،03الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن
بلوغه (المادة 66 ،)62أوت ،2222وثيقة األمم المتحدة رقم .E/C.12/2000/4
-63اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان ،التعليق العام رقم :40طبيعة االلتزام القانوني العام المفروض على الدول األطراف في العهد،
U.N. Doc. اعتمد هذا التعليق في جلسة اللجنة رقم 6082المعقودة في 64مارس ،6113وثيقة األمم المتحدة رقم
.6113 ،CCPR/C/21/Rev.1/Add.13
-62مؤتمر األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ،إعالن فيينا ،الجزء ،0الفقرة 0و 3و 46
-62المجلس االقتصادي واالجتماعي" ،التقرير الثالث للخبير المستقل المعني بالحق في التنمية" ،مقدمة من طرف السيد آرجون
سينغويبتا لقرار لجنة حقوق اإلنسان ،3/6111وثيقة األمم المتحدة رقم 6 ،E/CN.4/2001/WG.18/2فيفري -611068المؤتمر
الدولي لحقوق اإلنسان ،إعالن طهران 04 ،ماي ،0428الفقرة 04
-64المجلس االقتصادي واالجتماعي " ،دراسة عن الحالة الراهنة للتقدم المحرز في تنفيذ الحق في التنمية" مقدمة من السيد أرجون
ك .سانغوبتا الخبير المستقل عمال بقرار اللجنة رقم 26/0448وقرار الجمعية العامة ،033/34وثيقة األمم المتحدة رقم
62 ،E/CN.4/1999/WG. 18/2جويلية .0444
-41مفوضية األمم السامية لحقوق اإلنسان ،االتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين واللجنة المعنية باالتفاقية ،صحيفة
وقائع ،العدد .49
-16المرسوم الرئاسي رقم 71/10المؤرخ في 10مارس 9110المتضمن التصديق على البروتوكول المنشئ للمحكمة اإلفريقية
لحقوق اإلنسان والشعوب المعتمد بواغادوغو ( بوركينافاسو ) في 17جوان ، 0771الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،العدد ، 05السنة . 9110
-46ميثاق األمم المتحدة ،تم توقيعه في 62جوان 0433في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر األمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة
الدولية ،وأصبح نافذا في 63أكتوبر .0433
44
باللغة األجنبية:ثانيا
6- C.D.I., Projet d’articles sur la protection diplomatique et commentaires y relatifs, Rapport de la Commission
du droit international à sa 58 ème session, 1 mai-9 juin et 3 juillet-11 aout 2006, Assemblée générale,
Documents officiels, 61ème session, Supplément no. 10 (A/61/10).
5- Commission du Doit International, Documents de la deuxième partie de la dix-septième session et
de la dix-huitième session y compris les rapports de la Commission à l'Assemblée générale Comptes
rendus analytiques de la deuxième partie de la dix-septième session 3 - 28 janvier 1966, UN Doc,
A/CN.4/SER.A/1966/Add. 1, Annuaire de la Commission du Doit International, Volume 1966 ( 2),
Publication des Nations Unies, 1967.
1- Cour Européenne des Droits de l’Homme, Règlement de la Cour, 1er janvier 2014.
2- Protocole no. 11 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, portant restructuration du mécanisme de contrôle établi par la Convention, Ouverture
à la signature : 11 mai 1994, entrée en vigueur ; 1 octobre 1998.
2- Protocole n° 13 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, relatif à l'abolition de la peine de mort en toutes circonstances, Ouverture à la
signature : 3 mai 2002, entrée en vigueur ; 1 juillet 2003.
1- Protocole n° 14 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, amendant le système de contrôle de la Convention, Ouverture à la signature : 13 mai
2004, entrée en vigueur : 1 juin 2010.
0- Protocole n° 16 à la Convention de sauvegarde des Droits de l'Homme et des Libertés
fondamentales, Ouverture à la signature : 2 octobre 2013.
8-United Nations High Commissioner for Human Rights (OHCHR), The Committee against Torture,
Fact Sheet, No.17
9- United Nations, Economic and Social Council, Consultative relationship between the United
Nations and non-governmental organizations , Resolution 1996/31, 25 July 1996, 49th plenary
meeting, available at : http://www.un.org/documents/ecosoc/res/1996/eres1996-31.htm
1- Conséquences Juridiques de L' Édification d'un Mur dans le Territoire Palestinien Occupé, Avis
consultative du 9 Juillet 2004 , C. 1. J. Recueil 2004.
2- Licéité de la menace ou de l'emploi d'armes nucléaires, Avis Consultatif du 8 Juillet 1996, C.I.J.
Recueil 1996.
3- Licéité de l'utilisation des armes nucléaires par un Etat dans un conflit armé, Avis Consultatif du 8
Juillet 1996, C.I. J. Recueil 1996.
4- Timor Oriental (Portugal c. Australie), Arrêt de 30 Juin 1995, C.I.J. Recueil, 1995.
45
الفهرس:
مقدمة9 ............................................................................................................. .
الفصل األول :معالم القانون الدولي لحقوق اإلنسان 2................................................................
المبحث األول :مفهوم حقوق اإلنسان وأصولها التاريخية 2...........................................................
المطلب األول :مفهوم حقوق اإلنسان4 ................................................................................
الفرع األول :تعريف حقوق اإلنسان4 .................................................................................
الفرع الثاني :تمييز حقوق اإلنسان عن الحريات العامة 1 ..............................................................
المطلب الثاني :األصول التاريخية لحقوق اإلنسان 9....................................................................
الفرع األول :حقوق اإلنسان في الحضارتين اليونانية والرومانية 9 ......................................................
الفرع الثاني :حقوق اإلنسان في الحضارة اإلسالمية1 ..................................................................
الفرع الثالث :مرحلة التأطير الدستوري لحقوق اإلنسان2................................................................
الفرع الرابع :مرحلة التنظيم الدولي لحقوق اإلنسان1 ....................................................................
المبحث الثاني :البعد العالمي لحقوق اإلنسان 01 ....................................................................
المطلب األول :البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى القانوني 01 ...............................................
الفرع األول :ميثاق منظمة األمم المتحدة 01............................................................................
الفرع الثاني :الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان 00 .......................................................................
الفرع الثالث :اتفاقيات حقوق اإلنسان المتخصصة65 ..................................................................
الفرع الرابع :االتفاقيات اإلقليمية لحقوق اإلنسان 04 ..................................................................
المطلب الثاني :البعد العالمي لحقوق اإلنسان على المستوى المؤسساتي 04 ............................................
الفرع األول :منظمة األمم المتحدة 03 ................................................................................
الفرع الثاني :المنظمات اإلقليمية 03 ..................................................................................
الفرع الثالث :المنظمات الدولية غير الحكومية 03 .....................................................................
46
الفرع الثالث:الحق في الغذاء 57.......................................................................................
الفرع الرابع :الحق في الصحة باعتباره أحد حقوق اإلنسان 60..........................................................
الفرع الخامس :الحقوق الثقافية 56 ....................................................................................
المطلب الثالث :الجيل الثالث من حقوق اإلنسان 55...................................................................
الفرع األول :الحق في التنمية 55......................................................................................
الفرع الثاني :الحق في بيئة نظيفة 55 .................................................................................
الفرع الثالث :الحق في السالم 51......................................................................................
47
الفرع األول :األحزاب السياسية 21....................................................................................
الفرع الثاني :المؤسسات األخرى للدفاع عن حقوق اإلنسان في الجزائر 20...............................................
قائمة المراجع 29 ...................................................................................................
48