You are on page 1of 10

‫بحث حول األحكام القضائية حسب قانون ‪09/08‬‬

‫مقدمــة‬
‫الحكم هو النهاية الطبيعية التي تختم بها الخصومة القضائية حيث تنص وهاته األخيرة يمكن أن تنقضي حتى بالشطب‬
‫الذي قد يكون حكما كما أنه قد يصدر الحكم دون انقضاء الخصومة كالحكم الذي يقضي بعدم االختصاص أو الحكم الذي‬
‫يأمر بإجراء من إجراءات التحقيق ومن هذا التبيان البسيط ألهمية األحكام فهي تعتبر تتويج إلجراءات الخصومة ويترتب‬
‫على ذلك خلق حجية فيما يخص الموضوع المتنازع عليه‪ :‬فما هي األحكام القضائية وما تقسيماتها وما هي اآلثار المترتبة‬
‫عن قيامها وقواعد إصدارها؟‬

‫المبحث األول تعريف األحكام وتقسيماتها‬


‫المطلب األول تعريفـــهــــــــا‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقسيماتهــــــــا‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد إصدار األحكام وطرق نسخها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬في المحكمــــــة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬في المجلس القضائي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬في المحكمة العليـــــا‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آثـــــــار األحكـــــام‬
‫المطلب األول‪ :‬خروج النزاع عن والية المحكمة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقوية وتقرير الحقوق‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حجية الشيء المقضي فيه‪.‬‬
‫خاتمـة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف األحكام وتقسيماتها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريفـــهــــــــا‬


‫إذا كانت القاعدة أن تنتهي الخصومة بالحكم في موضوع النزاع فإنها قد تنتهي بحكم إجرائي مثل الحكم بسقوط الخصومة‬
‫وال يكون الحكم منتهيا للخصومة في كل األحوال إذ قد يكون محله إجراء وقتيا تحفضيا كتعيين حارس قضائي على العين‬
‫المتنازع فيها أو إجراء تحقيق مثل تعيين خبير ‪ .‬ومصطلح الحكم يستعمل في تشريعتنا بمفهوم واسع إذ يعبر عن كل عمل‬
‫يصدر من أي جهة قضائية بما فيها أحكام التصديق أو أعمال اإلدارة القضائية أو الع‪ .....‬القضائية ولكن هذه األعمال‬
‫ليست في الحقيقة أحكام بمعنى الكلمة حتى وإن كانت تشبهها من الناحية الشكلية وبمعناه الصحيح والدقيق فالحكم هو الذي‬
‫يصدر عن المحكمة في خصومة وفقا للقواعد المقررة قانونا في نهايتها وسواء صدر في موضوع الخصومة أو في مسألة‬
‫إجرائية ‪.‬وتتمثل أجزاء الحكم فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ 1‬الديباجة ‪:‬‬
‫ويتصدرها الجمهورية الجزائرية الديمقراطيةالشعبية باسم الشعب الجزائري المادة ‪ 275‬قانون إجراءات مدنية‬
‫وإدارية ويذكر فيها الجهة القضائية التي أصدرت الحكم ومقرها وتاريخ صدور موضوعها‪:‬أسماء القضاة كاتب الضبط‬
‫وممثل النيابة العامة إذا إقتضى األمر أسماء الخصوم وصفاتهم محل إقامتهم وأسماء وكالئهم إن وجدوا‪.‬‬

‫‪ 2‬الوقائع ‪:‬‬
‫يحتوي على عرض موجز لموضوع الدعوى وخالصة ما إستندواإليه من أدلة وحجج قانونية كما يتضمن بيان للمسائل‬
‫المعروضة للفصل فيها وتذكر كذلك مختلف اإلجراءات المتخذة والمراحل التي مرت بها القضية وخالصة ما وصلت إلية‬
‫دون أن يبين القضاة موقفهم منها‪.‬‬

‫‪ 3‬المناقشة وأسباب الحكم ‪:‬‬


‫تتمثل في األدلة الواقعية والحجج القانونية التي يبني القضاة على أساسها أحكامهم ويظهر في هذا الجزء دور القضاة‬
‫والذي يناقشون فيه طلبات ودفوع الخصوم وفق القانون‪.‬‬

‫‪ 4‬منطوق الحكم ‪:‬‬


‫يذكر في هذا الجزء الموقف الفاصل في الدعوى مثال رفض الدعوى لعم تأسيسها وإلزام المدعي بالمصاريف القضائية أو‬
‫العكس‪.‬‬

‫المادة ‪ 276‬قانون إجراءات مدنية وإدارية تنص ‪ :‬يجب أن يتضمن الحكم البيانات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ 1‬الجهة القضائية التي أصدرته ‪،‬‬
‫‪ 2‬أسماء وألقاب وصفات القضاة الذين تداولوا في القضية ‪،‬‬
‫‪ 3‬تاريخ النطق به ‪،‬‬
‫‪ 4‬اسم ولقب ممثل النيابة العامة عند االقتضاء ‪،‬‬
‫‪ 5‬اسم ولقب أمين الضبط الذي حضر مع تشكيلة الحكم ‪،‬‬
‫‪ 6‬أسماء وألقاب الخصوم وموطن كل منهم ‪ ،‬وفي حالة الشخص المعنوي تذكر طبيعته وتسميته ومقره االجتماعي وصفة‬
‫ممثله القانوني أو االتفاقي‪.‬‬
‫‪ 7‬أسماء وألقاب المحامين أو أي شخص قام بتمثيل أو مساعدة الخصوم ‪،‬‬
‫‪ 8‬اإلشارة إلى عبارة النطق بالحكم في جلسة علنية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تقسيماتهــــــــا‪.‬‬


‫يمكن تقسيم األحكام القضائية إلى تقسيمات عديدة باختالف أسس التقسيم ‪:‬‬
‫أ‪ -‬فعلى أساس التقسيم الموضوعي ‪:‬‬
‫بالنظر إلى طبيعة موضوعها ‪:‬‬
‫أحكام مدنية ‪ ,‬أحكام جزائية ‪,‬أحكام تجارية ‪.‬‬
‫بالنظر إلى وظيفتها ‪:‬‬
‫أحكام موضوعية ‪ ,‬أحكام وقتية ‪ ,‬أحكام والئية ‪.‬‬
‫بالنظر إلى محلها ‪:‬‬
‫أحكام تقريرية بحته ‪ ,‬أحكام إلزام ‪ ,‬أحكام منشئة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ومن هنا نتعرض إلى أهم التقسيمات التي تتم على األسس اإلجرائية فضال عن تقسيمتها ومن حيث مضمونها‬
‫بغرض البيان الدقيق لمعاني المصطلحات المستعملة ‪:‬‬

‫‪ /1‬من حيث صدورها في موضوع الدعوى أو في مسألة إجرائية ‪:‬‬


‫تنقسم من هذا الجانب إلى أحكام فاصلة في الموضوع وأحكام إجرائية وتعد األحكام الفاصلة في الموضوع تلك التي تفصل‬
‫في الطلبات والدفوع الموضوعية سواء بقبولها أو برفضها أما األحكام اإلجرائية فهي التي تفصل في المسائل اإلجرائية‬
‫التي تثور أثناء سير الخصومة مثل اإلختصاص‪.‬‬

‫‪ /2‬من حيث محلها ‪:‬‬


‫تنقسم األحكام من حيث مضون القضاء الصادر في الحكم إال أحكام تقريرية (كاشفة) و إلى أحكام منشئة والحكم التقريري‬
‫يكتفي بالقضاء بوجود أو عدم وجود الحق أو المركز القانون للمدعي ومن أمثلة ذلك الحكم ببراءة الذمة والحكم بصحة‬
‫عقد البيع ونفاذه والحكم بالبطالن والحكم المنشىء يتمثل في الحكم الذي ينشئ أو يعدل أو ينهي حق أو مركز قانوني‬
‫موضوعي مثل الحكم بفسخ العقد الملزم لجانبين في غياب كل شرط فاسخ والحكم بشهر اإلفالس وحكم اإللزام هو الحكم‬
‫الذي يقضي بالزام المحكوم عليه بأداء معين قابل للتنفيذ الجبري مثل إلزام مسبب الضرر بدفع التعويض وإلزام البائع‬
‫بتسليم الشيء المبيع‪.‬‬

‫‪ /3‬من حيث إستنفاذ المحكمة سلطتها في المسألة التي فصلت فيها ‪:‬‬
‫تنقسم األحكام إلى أحكام قطعية وأحكام غير قطعية‪.‬‬
‫والحكم القطعي هو الحكم الذي يفصل في مسالة معينة بصورة حاسمة تستنفذ سلطة المحكمة بالنسبة لها وحيث ان كل‬
‫األحكام الفاصلة في الموضوع أحكام قطعية فإن األحكام اإلجرائية نوعان‬
‫يعتبر األول أحكام قطعية كالحكم الصادرفي مسألة عدم اإلختصاص أو سقوط الخصومة‪.‬‬
‫ويعتبر الثاني أحكاما غير قطعية كاألحكام المنظمة لسير الخصومة واألحكام المتعلقة بالتحقيق‪.‬‬
‫لكن قد يكون الحكم مختلطا فيشمل على قرارين أحدهما قطعي واآلخر غير قطعي الذي قرر أن القطعة األرضية المتنازع‬
‫عليها ملكية خالصة للمطعون ضده وإستولت عليها البلدية دون وجه حق مما يخول لملكها حق الحصول على التعويض‬
‫وعين خبير لتحيد قيمة القطة األرضية‪.‬ونظرا لعدم وجود نص يتعلق بالحكم المختلط فقد أدخله القضاء ضمن الحكم‬
‫التمهيدي وطبق عليه أحكامه‪.‬‬

‫‪ /4‬من حيث وضوح إتجاه المحكمة في موضوع النزاع ‪:‬‬


‫تنقسم األحكام الغير قطعية إلى أحكام تمهيدية واحكام تحضيرية وتظهر صعوبة التمييز في ان الحكم الواحد في الدعوى‬
‫مماثلة يمكن أن يكون تحضيريا أو تمهيديا ومثال ذلك‪ :‬الحكم بتعيين خبير في دعوى التعويض الذي يكون تمهيديا حين‬
‫يكون الغرض منه مجرد تقدير األضرار التي لحقت المدعي ويكون تحضيريا حين يكون غرضه التأكد من وقوع الخطأ‬
‫من المدعى عليه ولعدم وجود أي نص في القانون يسمح بالتفرقة بين الحكمين التمهيدي والتحضيري فقد إعتبرت المحكمة‬
‫العليا ذلك مسألة تكييف تتعلق بالقانون ولقضاة الموضوع إستخالصها من وقائع الدعوى وتخضع لرقبتها‪.‬‬

‫ومن خالل أحكام المحكمة العليا نستخلص أن الحكم يكون تمهيديا في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫فصل في جانب من جوانب النزاع‪.‬‬
‫مس بحقوق الطرفين‪.‬‬
‫أبدى القاضي رأيه في النزاع‪.‬‬
‫يمكن أن نستشف او نتنبأ من خالله إتجاه المحكمة في موضوع النزاع وينبئ لصالح أي من الخصمين سيصدر‪.‬‬
‫أما في عكس الحاالت المذكورة وحين يصدر حكما محله إجراء تحقيقات تسمح للقاضي باإللمام أكثر بموضوع النزاع‬
‫والفصل فيه على ضوء نتائجها فإن الحكم يكون تحضيريا ومن أمثلته نذكر‪ :‬الحكم بانتقال المحكمة للمعاينة‪ .‬الحكم باجراء‬
‫تحقيق لسماع الشهود قصد تحديد المسؤول عن الحادث‪.‬‬

‫وتبدو أهمية التفرقة بين الحكمين فيما يلي‪:‬‬


‫يجوز إستئناف الحكم التمهيدي مالم ينص القانون على خالف ذلك وهو عكس الحكم التحضيري الذي ال يجوز إستئنافه‬
‫سوى مع الحكم القطعي الم ‪ 333‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬
‫يحوز الحكم التمهيدي الذي يفصل في جزء من الموضوع حجية الشيء المقضي فيه خالفا للحكم التحضيري‪.‬‬

‫‪ /5‬من حيث قابلية االحكام للطعن‪:‬‬


‫توجد عدة أنواع تختلف بقدر قابليتها للطعن وهي‪:‬‬
‫الحكم اإلبتدائي ‪:‬وهو الحكم الصادر في الدرجة األولى والقابل لإلستئناف وهو حال غالبية األحكام الصادرة عن المحكمة‬
‫في إطار المنازعات الخاضعة للقانون الخاص وكذا القرارات الصادرة عن المجلس القضائي في منازعات اإلدارة‪.‬‬
‫الحكم اإلنتهائي ‪ :‬هو الحكم الذي يصدر في الدرجة األولى واألخيرة فال يقبل اإلستئناف سواء صدر عن المحكمة أو عن‬
‫المجلس القضائي أو عن المحكمة العليا‪.‬‬
‫الحكم النهائي ‪ :‬هو الحكم الذي يصدر في الدرجة األخيرة فال يقبل اإلستئناف ويكون ذلك في حالة صدوره في الدرجة‬
‫الثانية أو صدوره عن الدرجة األولى وإنقضاء الميعاد المقرر لتقديمه‪.‬‬
‫الحكم البات ‪ :‬هو الحكم الذي ال يقبل الطعن فيه بأي طريقة من طرق الطعن القانونية سواء كانت عادية أو غير عادية‬
‫وسواءا كان باتتا منذ صدوره أو أصبح كذلك بفوات مواعيد الطعن فيه‪.‬‬
‫الحكم الحضوري والحكم الغيابي ‪ :‬تنقسم األحكام من حيث قابليتها للطعن بالمعارضة إلى أحكام حضورية وغيابية‬
‫ويختلف معيار وصف الحكم بأنه غيابي بسبب ما إذا صدر عن المحكمة أو عن المجلس القضائي ففي‬
‫الحالة االولى ‪:‬‬
‫تكون العبرة بحضور المدعى عليه أو وكيله ويعد حكم حضوره بنفسه أو بواسطة وكيله في اليوم المحدد رغم صحة‬
‫التبليغ ويستثنى من هذه القاعدة حالتين يعتبر فيهما الحكم حضوريا إعتباريا‪.‬‬
‫أ‪ /‬تسليم التكليف بالحضور إلى المدعى عليه بالذات ‪.‬‬
‫ب‪ /‬تجديد التكليف بالحضور ويكون ذلك في حالة تعدد المدعى عليهم‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪:‬‬
‫تكون العبرة بتقديم العرائض ويكون الحكم حضوريا حين تقدم عرائض أو مذكرات مكتوبة في الجلسة سواء تضمنت‬
‫طلبات أو دفوع حتى ولو لم يكن األطراف أو المحامون عنهم قد ابدوا مالحظات شفوية في جلسة المرافعات‪ .‬وتعد ايضا‬
‫حضورية األحكام التي فصلت في موضوع الدعوى بعد الرفض دفع شكلي أو دفع بعدم القبول وكان المدعى عليه قد‬
‫امسك عن الدفاع في موضوع الدعوى إحتياطيا بالرغم من دعوى الرئيس له للقيام بذلك أما في جميع األحكام االخرى‬
‫فتصدر غيابيا المواد ‪ 288‬المادة ‪ 293 292‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد إصدار األحكام وطرق نسخها‪.‬‬


‫المحكمــــــة‪.‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬في‬
‫تصدر أحكام المحكمة كقاعدة عامة من قاضي فرد المادة ‪ 255‬ق‪ .‬إ‪.‬م‪.‬إ وتتضمن التصدير التالي ( الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية باسم السعب الجزائري) لمادة ‪ 275‬قانون إجراءات مدنية وإدارية وتذكر فيها أسماء‬
‫وصفات األطراف وبيان موجز بأسانيدهم وتتضمن اإلشارة إلى أن المحكمة إطلعت على أوراق القضية والمواد القانونية‬
‫التي طبقتها ويشار فيها إلى أنها صدرت في جلسة علنية‪.‬‬

‫وتؤرخ األحكام ويوقع عليها القاضي وكاتب الضبط المادة ‪ 277‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية يعتبر تسبيب‬
‫األحكام واجبا وإذا تعذر على القاضي التوقيع على أصل الحكم الذي كان قد أصدره لوفاة أو أي مانع آخر فينتدب رئيس‬
‫المجلس القضائي الذي توجد في دائرته المحكمة المصدرة للحكم وإذا تعذز لنفس األسباب على كاتب الضبط وعن‬
‫اإلقتضاء إلى المترجم التوقيع على أصل الحكم فعلى القاضي أن يشير إلى هذا المانع ويكون الحكم مشموال بالتنفيذ المعجل‬
‫في حالتين ‪:‬‬
‫أ بحكم القانون ‪:‬‬
‫يأمر بالتنفيذ المعجل رغم المعارضة أو اإلستئناف في جميع األحوال التي يحكم فيها بسند رسمي أو وعد معترف به أو‬
‫حكم سابق نهائي وكذا في القضايا التي ينص عليها القانون صراحة مثل قضايا النفقة والمنازعات المتعلقة بقبول كفالة‬
‫وكذا األحكام الصادرة بناء على سلطة القاضي في ضبط الجلسة‪.‬‬
‫ب بحكم جوازي من القاضي ‪:‬‬
‫يجوز للقاضي األمر بالتنفيذ المعجل بكفالة أو بدونها إذا إقتضت حالة االستعجال ذلك ‪.‬‬

‫أهمية تبليغ الحكم بالطرق القانونية فيما يلي ‪:‬‬


‫ال يكون الحكم قابال للتنفيذ الجبر سوى بعد تبليغه فيما عدا حالة األمر بالتنفيذ المعجل بموجب المسودة األصلية لألمر‬
‫تبدأ مواعيد الطعن في السريان كقاعدة عامة من تاريخ تبليغ الحكم‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬في المجلس القضائي‪.‬‬


‫القـرار القضائي هو الـذي تصدره المجـالس القضائيـة بجـميع غـرفها ‪ ،‬بإستثناء غـرفـة اإلتهام‪ .‬إن القرارات القضائية‬
‫تكون قابلة للتنفيذ فيما يتعلق بالقضايا المدنية بعد صدورها إذ أنها تسلم إلى المستفيد مصحوبة بالصيغة التنفيذية‪.‬‬
‫المادة ‪ 332‬قانون إجراءات مدنية وإدارية ‪:‬‬
‫يهدف االستئناف إلى مراجعة أو إلغاء الحكم الصادر عن المحكمة‬
‫المادة ‪ 333‬قانون إجراءات مدنية وإدارية ‪:‬‬
‫تكون األحكام الصادرة في جميع المواد قابلة لالستئناف ‪ ،‬عندما تفصل في موضوع النزاع أو في دفع شكلي أو في دفع‬
‫بعدم القبول أو أي دفع عارض آخر ينهي الخصومة ‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك ‪.‬‬
‫المادة ‪ 255‬قانون إجراءات مدنية وإدارية فقرة ‪ 2‬تنص علي ‪:‬‬
‫وتصدر قرارات جهة االستئناف بتشكيلة مكونة من ثالثة قضاة‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك ‪.‬‬
‫ويجب أن تكون الهيئة المصدرة للقرار هي نفسها التي شاركت في المرافعات الخاصة بالقضية ويتضمن قرار المجلس‬
‫فضال عن تصدير البيانات التالية ‪:‬‬
‫إسم ولقب األطراف وصفتهم أو مهنتهم وموطنهم أو محل إقامتهم والمحامين عنهم وإذا تعلق األمر بشركة فيذكر عنوان‬
‫ونوع ومقر هذه الشركة‪.‬‬

‫تالوة التقرير‪.‬‬
‫التأشير اإلجمالي على جميع الوثائق المقدمة‪.‬‬
‫النصوص القانونية التي طبقت‪.‬‬
‫أسماء االعضاء الذين شاركوا في إصدار الحكم ‪.‬‬
‫إسم ممثل النيابة العامة (إذا إقتضى الحال)‪.‬‬
‫سماع أقوال األطراف أو محاميهم عند اإلقتضاء‪.‬‬
‫يجب أن تكون قرارات المجلس معللة ومحتوية على الدفوع المقدمة وعند اإلقتضاء اإلدعاءت المقيدة على ورقة الجلسة‬
‫كما يجب أن تتضمن اإلشارة بأنها صدرت في جلسة علنية وعند اإلقتضاء أن النيابة قد أبدت طلباتها‪.‬‬
‫ويوقع على اصل القرار من الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الضبط وإذا حدثت وفاة الرئيس أو حدث أي سبب آخر‬
‫يجعل من المسحيل توقيع أصل القرار منه فيعتبر هذا صحيحا بامضاءات من القاضي المساعد والذي كان قد حضر‬
‫الجلسة ‪.‬‬
‫المادة ‪ 347‬قانون إجراءات مدنية وإدارية ‪ :‬يجوز للمجلس القضائي إذا تبين له أن االستئناف تعسفي أو الغرض منه‬
‫اإلضرار بالمستأنف عليه ‪ ،‬أن يحكم على المستأنف بغرامة مدنية من عشرة آالف دينار ( ‪ )10.000‬دج إلى عشرين‬
‫ألف دينار ( ‪ )20.000‬دج دون اإلخالل بالتعويضات التي يمكن أن يحكم بها للمستأنف عليه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬في المحكمة العليـــــا‪.‬‬


‫المادة ‪ 349‬قانون إجراءات مدنية وإدارية ‪ :‬تكون قابلة للطعن بالنقض ‪ ،‬األحكام والقرارات الفاصلة في موضوع النزاع‬
‫والصادرة في آخر درجة عن المحاكم واﻟﻤﺠالس القضائية ‪.‬‬
‫المادة ‪ 358‬قانون إجراءات مدنية وإدارية‪ :‬ال يبنى الطعن بالنقض إال على وجه واحد أو أكثر من األوجه اآلتية ‪:‬‬
‫مخالفة قاعدة جوهرية في اإلجراءات ‪،‬‬
‫إغفال األشكال الجوهرية لإلجراءات ‪،‬‬
‫عدم االختصاص ‪،‬‬
‫تجاوز السلطة ‪،‬‬
‫مخالفة القانون الداخلي ‪،‬‬
‫مخالفة القانون األجنبي المتعلق بقانون األسرة ‪،‬‬
‫مخالفة االتفاقيات الدولية‪،‬‬
‫انعدام األساس القانوني‪،‬‬
‫انعدام التسبيب‪،‬‬
‫قصور التسبيب‪،‬‬
‫تناقض التسبيب مع المنطوق ‪،‬‬

‫تحريف المضمون الواضح والدقيق لوثيقة معتمدة في الحكم أو القرار‪،‬‬


‫تناقض أحكام أو قرارات صادرة في آخر درجة ‪ ،‬عندما تكون حجية الشيء المقضي فيه قد أثيرت بدون جدوى ‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يوجه الطعن بالنقض ضد آخر حكم أو قرار من حيث التاريخ ‪ ،‬وإذا تأكد هذا التناقض‪ ،‬يفصل بتأكيد الحكم أو‬
‫القرار األول ‪،‬‬
‫تناقض أحكام غير قابلة للطعن العادي ‪ .‬في هذه الحالة يكون الطعن بالنقض مقبوال ‪ ،‬ولو كان أحد األحكام موضوع طعن‬
‫بالنقض سابق انتهى بالرفض ‪.‬وفي هذه الحالة يرفع الطعن بالنقض حتى بعد فوات األجل المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 354‬أعاله ‪ ،‬ويجب توجيهه ضد الحكمين‪ ،‬وإذا تأكد التناقض ‪ ،‬تقضي المحكمة العليا بإلغاء أحد الحكمين أو الحكمين معا‬
‫‪،‬‬
‫وجود مقتضيات متناقضة ضمن منطوق الحكم أو القرار ‪،‬‬
‫الحكمبم ا لم يطلب أو بأكثر مما طلب ‪،‬‬
‫السهو عن الفصل في أحد الطلبات األصلية ‪ 18 ،‬إذا لم يدافع عن ناقصي األهلية‪.‬‬

‫تكون قرارات المحكمة العليا معللة وينص فيها على المواد القانونية التي طبقتها ويجب أن تتضمن مايلي ‪:‬‬
‫أسماء وألقاب ومهن الخصوم وكذا أسماء وعناوين محاميهم ‪.‬‬
‫المذكرات المقدمة وما تضمنته من أسانيد‪.‬‬
‫اسماء المستشارين الذين أصدرو الحكم مع اإلشارة إلى صاحب صفة المستشار المقرر‪.‬‬
‫إسم ممثل النيابة العامة ‪.‬‬
‫تالوة التقرير وسماع أقوال النيابة العامة‪.‬‬
‫اإلستماع لمرافعة محامي الخصوم والموكلين الحاضرين بالجلسة ‪.‬‬
‫إثبات النطق بالحكم في جلسة علنية ‪.‬‬
‫ويوقع على اصل الحكم الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الجلسة ويكون القرار الذي يصدر عن المحكمة العليا إما‬
‫بالرفض للطعن أو قبوله في‪.‬‬
‫الحالة ‪ 1‬يتأكد الحكم محل الطعن ويزول الشك الذي يحوم حوله‪.‬‬
‫الحالة ‪ 2‬يتم التمييز بين ثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ - 1‬إذا كان نقض الحكم مؤسس على عدم إختصاص الجهة القضائية التي أصدرته (تحال إلى الجهة المختصة أصال)‪.‬‬
‫‪ - 2‬إذا كان قرار المحكمة فيما فصل فيه من نقاط قانونية ال يترك من النزاع ما يستدعي الحكم فيه فإنه فإنه ينقضي الحكم‬
‫دون إحالة ( مثل حكم المجلس القضائي إثر إستئناف قدم بعد فوات األجل القانوني)‪.‬‬
‫‪ - 3‬وفي الحاالت األخرى ينقضي الحكم المطعون فيه أو جزء منه وتحيل الدعوى إلى الجهة القضائية التي أصدرت الحكم‬
‫المنقوض شكله تشكيال آخر أو تحيله إلى جهة قضائية مما يحيل األطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل صدور الحكم‬
‫المنقوض ويبلغ قرار المحكمة العليا إلى الخصوم في الطعن‪.‬‬
‫وإلى محاميهم بكتاب يوقع عليه بعلم الوصول بواسطة كتابة الضبط كما يبلغ بنصه الكامل إلى الجهة القضائية التي حكم‬
‫المطعون فيه بواسطة النائب العام لدى المحكمة العليا‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬آثــــــــــــار األحكام‬
‫المطلب األول ‪ :‬خروج النزاع من والية المحكمة‪.‬‬

‫يترتب عن صدور الحكم إجرائيا أو موضوعيا إستنفاذ المحكمة سلطتها بالنسبة للقضية فال يجوز لها العدول عنه وال‬
‫تعديله ولو تبين لها عدم صحة ما فصلت به ولذلك فال يجوز للمحكمة التي قضت بعدم إختصاصها أن تحكم بعد ذلك‬
‫باختصاصها كما اليجوز للمحكمة أن تقضي بشمول حكمها بالنفاذ المعجل بعد أن سبق صدوره غير مشمول به وتستثنى‬
‫من هذه القاعدة الحاالت التالية ‪:‬‬
‫يجوز للمحكمة أن تعيد النظر في الحكم الذي أصدرته إذا قدم الطعن فيه بطريق المعارضة أو إلتماس إعادة النظر أو‬
‫إعتراض الغير الخارج عن الخصومة‬
‫يجوز للمحكمة أن تصحح ما يقع في حكمها من أخطاء مادية محضة كتابية كانت أو حسابية مثل الخطأ في كتابة إسم أحد‬
‫الخصوم أو الخطأ في حساب مبالغ التعويضات‪.‬‬
‫يجوز للمحكمة أن تفسر ما يشوب حكمها من غموض‪.‬‬

‫إذا أغفلت المحكمة عن الفصل في طلب موضوعي صراحة كان أو ضمنيا فإنه يجوز ألحد الخصوم الرجوع أمام تلك‬
‫المحكمة ليطالب منها بالفصل فيه والمثال عن حاالت اإلغفال الصريح نذكر حالة القضاء بإحالة األطراف لرفع دعوى‬
‫مستقلة بخصوص طلبات معينة قصد تفادي تأخير الفصل في الدعوى األصلية كما يحدث غالبا بالنسبة لطلب إسترداد‬
‫األثاث الذي يقدم بمناسبة دعوى الطالق أما عن اإلغفال الضمني فنذكر حالة القضاء بإسناد حضانة األوالد لألم دون‬
‫منحها النفقة المرتبطة بها‪.‬‬

‫يجوز لنفس المحكمة أن تنظر في نفس الطلبات إذا صدر الحكم سابقا برفض الدعوى في الحال بمعنى في حال الملف‬
‫ويكون ذلك مثال إذا كانت الدعوى غير مؤيدة بمبررات وأسانيد كافية ‪.‬‬

‫تنظر المحكمة في القضية رغم سبق إصدارها حكما فيها إذا أحيلت إليها من جهة قضائية عليا ويحدث ذلك في الحاالت‬
‫التالية ‪:‬‬
‫أ‪ /‬إذا ألغى المجلس القضائي الحكم المستأنف وكانت القضية غير مهيئة للفصل فيها فإنه يحيل القضية للمحكمة للفصل في‬
‫موضوعها ويحدث ذلك خاصة إذا إكتفى األطراف والقاضي بمناقشة الدفع الشكلي أو الدفع بعدم القبول المثار‪.‬‬
‫ب‪/‬إذا ألغى المجلس القضائي الحكم المستأنف وفضل إحالة القضية إلى المحكمة للفصل في موضوعها متنازال عن حقه‬
‫في التصدي رغم أن القضية مهيأة للفصل فيها ويحدث ذلك مثال في حالة إلغاء حكم غير قطعي‪.‬‬
‫ج‪ /‬إذا قبلت المحكمة العليا الطعن بالنقض ونقضت الحكم المطعون فيه أو جزء منه وتركت من النزاع ما يتطلب الحكم‬
‫فيه فإنه يجوز لها أن تحيل القضية إلى الجهة القضائية التي أصدرت الحكم المنقوض مشكلة من تشكيلة أخرى‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تقوية وتقرير الحقوق‪.‬‬


‫القاعدة العامة أن يكون الحكم مقرر للحق محل النزاع وال يخلق للخصوم حقوقا جديدة من أمثلة ذلك تقرير حق المديونية‬
‫وحق الملكية ولكن ال يكفي الحكم الذي يصدر بتقرير الحق وإنما يقويه أيضا وذلك بإنشاء بعض المزايا للخصم الذي‬
‫صدر الحكم لصالحه وأهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬قطع النزاع في الحق المتنازع فيه ومنع المحكوم عليه من تجديده في المستقبل‪.‬‬
‫ب‪ -‬نشوء سند رسمي هو نسخة الحكم القضائي يحل محل السند الذي كان أساسا لإلدعاء ويخول له حق تنفيذه تنفيذا جبريا‬
‫فور صدوره إذا كان معجل النفاذ وبعد إستنفاذ طرقي الطعن العاديين وفوات ميعادهما‪.‬‬
‫ت ‪ -‬تصبح المدة المسقطة للحق ‪ 30‬سنة ولو كان من الحقوق التي تنقضي بمدة التقادم القصير ‪.‬‬
‫ث ‪ -‬يجوز لكل دائن بيده حكم واجب التنفيذ صادر في أصل الدعوى يلزم المدين بشيء معين أن يحصل على حق‬
‫تخصيص بعقارات مدينه ضمانا ألصل الدين والمصاريف المادة ‪ 937‬قانون مدني إضافة إلى ذلك توجد أحكام منشئة‬
‫لحالة جديدة لم تكن موجودة قبل صدوره مثل الحكم باإلفالس أو بالتطليق‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬حجية الشيء المقضي فيه ‪.‬‬


‫حيث يترتب عن صدور الحكم إكتسابه حجية الشيء المقضي فيه والتي تعد قرينة قانونية مفادها أن الحكم يتضمن قضاءا‬
‫عادال وصحيحا بمعنى أن الحكم قد صدر صحيحا من حيث الشكل وعلى حق من حيث الموضوع وال يحوز الحكم حجية‬
‫الشيء المقضي فيه إال إذا توفرت فيه ثالث عناصر نصت عليها المادة ‪ 338‬فقرة ‪ 1‬قانون مدني وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬وحدة األطراف ‪:‬‬
‫ال تتعدى حجية الشيء المقضي فيه أطراف الدعوى وهو شأن العقد الذي ال تسري آثاره سوى بين أطرافه وال تمتد إلى‬
‫الغير والعبرة بالصفة في الدعوى ال بالصفة في التقاضي فيعد طرفا في الدعوى كل من شارك في الخصومة باعتباره‬
‫مدعيا أو مدعى عليه أو متدخال أو مدخال سواء قام بذلك بنفسه أو عن طريق ممثل‪.‬‬
‫فإذا قام الشخص برفع دعوى باعتباره ممثال وصدر الحكم فيها يجوز له تجديد نفس الدعوى بصفته أصيال والعكس ممكن‬
‫حيث يجوز لمن رفضت دعواه أن يكون وكيال عن شخص آخر في رفع ومباشرة نفس الدعوى وال يعد غيرا لخلف عام‬
‫للخصوم كالورثة والموصى لهم وخلفهم الخاص بالنسبة لألحكام التي تتعلق باألموال التي إكتسبوا عليها حقوق من‬
‫صاحبها األصلي‪.‬‬

‫‪ -2‬وحدة المحل ‪:‬‬


‫وهو ما ترمي إليه الدعوى ويشترط لكي يتحد محل الدعوى أن تتحد العناصر الثالثة التالية ‪:‬‬
‫نوع القرار الذي يطلب من القاضي‪:‬ويكون تقريرا أو إنشاء أو إلزام أو قرارا وقتيا ويختلف المحل باختالف هذا القرار‬
‫فدعوى صحة عقد معين مختلفة عن دعوى إلزام الخاصة بتنفيذ إلتزام ناشىء عن هذا العقد‪.‬‬
‫نوع الحق أو المركز القانوني المطلوب حمايته‪ :‬فالدعوى التي ترمي إلى تقرير حق ملكيةأرض تختلف عن دعوى تقرير‬
‫حق اإلرتفاق على هذه األرض ودعوى الحيازة تختلف عن دعوى الملكية‪.‬‬
‫ذاتية الشيء محل الحق المطلوب حمايته‪ :‬فدعوى تقرير ملكية عقار تختلف عن عن دعوى تقري ملكية عقار أو منقول‬
‫آخر ولكن هذا ينفي محل وحدة الدعوى أن يكون المطلوب في دعوى مجرد نفي المطلوب في دعوى سابقة مثل دعوى‬
‫صحة عقد ودعوى بطالنه‪.‬‬

‫‪ -3‬وحدة السبب ‪:‬‬


‫يتمثل السبب في األساس الواقعي والقانوني الذي تتأسس عليه الدعوى فإذا رفع شخص دعوى بطالن عقد على أساس‬
‫الغلط أو التدليس ورفضت دعواه فليس هناك ما يمنعه من أن يجدد دعواه بالبطالن على أساس نقص األهلية أو اإلستغالل‬
‫لكن يجب التفرقة بين سبب الدعوى وأدلتها‪.‬‬
‫فإذا إستند المدعي على ورقة عرفية إلثبات ما يستوجب تقديم ورقة رسمية وخسر دعواه فإنه ال يستطيع رفع نفس‬
‫الدعوى إستنادا إلى أدلة أخرى مهما كانت قوتها والحجية تثبت للحكم بمجرد صدوره أو غيره دون اإلخالل بحق الطعن‬
‫فيه بالطرق المقررة قانونا وتشمل المنطوق واألسباب المكملة له والمرتبطة به إرتباطا وثيقا والزما ولكن ال ترد الحجية‬
‫على كل ما يتضمنه منطوق الحكم من عبارات‪.‬‬

‫إنما يقتصر على ما يكون منها فاصال في الدعوى فالحكم القضائي بالنفقة لإلبن ليس له حجية في النسب ولو وصف‬
‫المحكوم له كإبن في المنطوق طالما ان موضوع النسب لم يكن محل طلب أو دفع من الخصوم ‪ .‬ويعتبر الدفع بحجية‬
‫األمر المقضي فيه من الدفوع بعدم القبول التي ال تتعلق بالنظام العام لنص المشرع الجزائري على أنه ال يجوز للمحكمة‬
‫أن تقضي به من تلقاء نفسها المادة ‪ 338‬فقرة ‪ 2‬قانون مدني‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫من خالل ما سبق ذكره نخلص إلى القول بأن األحكام هي تتويج لرفع الدعوى وتحمل رأي‬
‫القضاء فيما يخص هذا النزاع بالفصل فيه وهي عموما تحمل حجية الشيء المقضي فيه مادامت‬
‫قد فصلت في موضوع الدعوى حيث تصبح عنوانا لحقيقة ما فصلت فيه أما إذا استنفذت األحكام‬
‫طرق الطعن فتصبح حائزة لقوة الشيء المقضي فيه حيث ترتقي من الحجية إلى القوة وعليه فإن‬
‫الحكم القضائي يصدر عن المحاكم االبتدائية و يسمى حكم ابتدئي اي غير نهائي يمكن االستئناف‬
‫ضده ‪.‬‬

‫بربارة عبد الرحمن‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬‬

‫حمدي باشا عمر‪ ،‬طرق التنفيذ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2012 ،‬‬

‫شويحة زينب‪ ،‬اإلجراءات المدنية في ظل القانون ‪ ،08-09‬ج‪ ،1‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2009،‬‬

‫‪-------------------------------------‬‬

‫مقدمة‬
‫يعتبر الحكم أهم مرحلة من مراحل الخصومة إذ يلجأ الخصوم في الدعوى إلى القضاء من أجل الوصول إلى الغاية‬
‫المبتغاة‪ ،‬وهي الحصول على الحكم القضائي الذي يتفق مع مركزهم القانوني ‪ 1‬فبمثابة هذا الحكم تستقر مراكز الخصوم‬
‫القانونية فهو يعتبر نتيجة للصراع القائم الذي يحمل كل منهما الحجج واألدوات القانونية‪ ،‬وعلى ذلك فدراستنا حصرناها‬
‫على األحكام القضائية اإلدارية الصادرة عن القضاء اإلداري دون التعرض لتلك الصادرة عن القضاء العادي وإن كانت‬
‫تتشابه في كونها تتضمن نفس األركان‪ ،‬إذا الحكم القضائي اإلداري هو حكم بما تحمله الكلمة من معاني إذا تتوفر فيه‬
‫أركان األحكام فهو يصدر في خصومة تتميز دائما بأن اإلدارة تعتبر أحد طرفيها ‪.‬‬
‫من أجل التطرق لهذه األحكام كان لزاما علينا تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األحكام القضائية اإلدارية في التشريع الجزائري‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف األحكام القضائية اإلدارية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص األحكام القضائية اإلدارية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقسيمات وأثار األحكام القضائية اإلدارية في التشريع الجزائري‬
‫المطلب األول‪ :‬تقسيمات األحكام القضائية اإلدارية‪،‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أثار األحكام القضائية اإلدارية‪.‬‬
‫المبحث األول‪:‬مفهوم األحكام القضائيةاإلدارية في التشريع الجزائري‬

‫إن النهاية الطبيعية لكل دعوى منشورة أمام القضاء أيا كانت طبيعة الـنزاع هـو صـدور حكم بشـأنها يفصـل في الـدعوى‬
‫المرفوعة‪ .‬الحكم هو النهاية الطبيعية الــتي تختتم بهــا الخصــومة القضــائية فــالحكم هــو القــرار الــذي تصــدره المحكمــة في‬
‫الخصومة وفقا للقواعــد المقـررة قانونــا في نهايتهــا أو أثنــاء سـريانها سـواءا صـدر في موضـوع الخصـومة أو في مسـألة‬
‫اجرائية فــإذا كــانت المحــاكم اإلداريــة في التشــريع الجزائــري هي جهــات الواليــة العامــة في المنازعــات اإلداريــة تختص‬
‫بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلديـة أو إحـدى المؤسسـات‬
‫العمومية ذات الصبغة االدارية طرفا فيها‪.‬‬

‫تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في‪:‬‬


‫‪ -1‬دعاوى إلغاء وتــفسيــر وفــحص مشروعــيــة الــقــرارات الصادرة عن‪:‬‬
‫‪ -2‬دعاوى القضاء الكامل‪،‬‬
‫‪ -3‬القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‪.‬‬
‫إال أنه وخالفا لما سبق ذكره‪ ،‬تختص المحاكم العادية بالمنازعات اآلتية‪:‬‬
‫ا‪ )-‬مخالفات الطرق‪،‬‬
‫ب‪) -‬المنازعات المتعلقة بكل دعوى خاصة بالمسؤولية الرامية إلى طلب تعويض عن االضرار الناجمــة عن مركبــة تابعــة‬
‫للدولة أو إلحدى الواليات أو البلديات أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬
‫ترفع الدعاوى وجوبا أمام المـحاكم اإلدارية في المواد التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬في مادة الضرائب أو الرسوم‪ ،‬أمام المـحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان فرض الضريبة أو الرسم‪،‬‬
‫‪ -2‬في مادة األشغال العمومية‪ ،‬أمام المـحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪،‬‬
‫‪ -3‬في مادة العقود اإلدارية‪ ،‬مهما كانت طبيعتها‪ ،‬أمام المـحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إبرام العقد أو تنفيذه‪،‬‬
‫‪ -4‬في مادة المنازعات المتعلقة بالموظفين أو أعوان الدولة أو غيرهم من األشخاص العاملين في المؤسسات العمومية‬
‫اإلدارية‪ ،‬أمام المـحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان ممارسة وظيفتهم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف األحكام القضائية اإلدارية‬


‫سنتطرق في هذا المطلب لتعريف الحكم لغة واصطالحا وهذا ما سيتضمنه الفرع األول أما في الفرع الثاني سنحدد تعريف الحكم‬
‫القضائي اإلداري بصفة عامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬التعريف اللغوي واإلصطالحي للحكم‬


‫سنوضح في هذا الفرع تعريف الحكم من خالل المعنى اللغوي والمعنى اإلصطالحي‬
‫أوال‪-‬المعنى اللغوي للحكم‪- 1 :‬الحكم لغة‪ :‬حكم باألمر حكما‪ :‬قضى‪-‬يقال‪ :‬حكم له وحكم عليه‪ ،‬وحكم بينهم‬
‫‪ .‬ثانيا‪-‬المعنى اإلصطالحي للحكم‪ :‬للحكم في اإلصطالح معنيان‪:‬‬
‫‪-‬الحكم في المعنى العام‪:‬أوفيه تطلق كلمة "الحكم" على كل أمر أو قرار يصدر عن المحكمة ولو لم يكن قد فصل في خصومة‪،‬‬
‫كالحكم التمهيدي‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫* النصوص القانونية‬
‫‪-1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 356-98‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر سنة ‪ 1998‬المحدد لكيفيــات تطــبيق احكــام القــانون رقم ‪-98‬‬
‫‪ 02‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية معدل بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 195-11‬المؤرخ في ‪ 22‬مايو سنة ‪.2011‬‬
‫‪-2‬القانون العضوي رقم ‪ 22/10‬المؤرخ في ‪ 9‬يونيو ‪ 2022‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪.‬‬
‫*المراجع العامة‪:‬‬
‫‪ 2-‬أبو بشير محند أمقران‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2008 ،‬‬
‫‪-3‬بربارة عبد الرحمن‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬‬
‫‪- 4‬حسينة شرون‪ ،‬إمتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضدها‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬الجزائر‪2010 ،‬‬
‫‪- 5‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري مجلس الدولة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2005 ،‬‬
‫‪- 6‬حسين فريجة‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪201 ،‬‬

‫*الرسائل العلمية والمذكرات‪:‬‬


‫‪ 2-‬إسماعيل صالح الدين‪ ,‬إشكاالت تنفيذ القرارات القضائية في مواجهة اإلدارة‪ ,‬مذكرة ماستر‪ ،‬تلمسان‪2016 ,‬‬
‫المداح محجوبة‪ ,‬األحكام القضائية اإلدارية وطرق الطعن فيها في التشريع الجزائري‪ , ,‬مذكرة ماستر ‪,‬مستغانم ‪2020,‬‬

You might also like