You are on page 1of 10

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد بوضياف‪-‬المسيلة‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪-‬قسم الحقوق‬
‫ماستر ‪ - 2‬أحوال شخصية‪2021/2020‬‬
‫مقياس اإلجتهاد القضائي‬
‫د‪/‬سامية شرفه‬
‫درس‪-‬التعليق على األحكام والقرارات القضائية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫الحكم‪/‬القرار القضائي ‪ ،‬ىو احلكم الذي تصدره اجلهة القضائية بشأن خصومة ما‪ ،‬وفقا للشكل الذي‬
‫حيدده القانون لألحكام سواء يف هناية الدعوى أو أثناء سَتىا‪ ،‬وسواء كان احلكم صادرا يف نزاع بُت األفراد أو‬
‫بينهم وبُت اإلدارة‪.‬‬

‫ويسمى حكما ما صدر عن الدرجة القضائية االبتدائية (‪ )jugement‬بينما يسمى قرار ما صدر من‬
‫زلاكم الدرجة الثانية (‪ ،)arret‬أو من زلكمة النقض‪ ،‬ويعرب العمل القضائي ادلتمثل يف احلكم أو القرار‬
‫انعكاسا للمنهج الفكري الذي التزمو وتبناه القاضي يف حكمو من خالل تكييفو للوقائع‪ ،‬وربديده لإلشكال‬
‫القانوين واحلل الذي رآه مناسبا لذلك النزاع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تركيب األحكام والقرارات القضائية‬

‫الديباجة (التصدير)‪ :‬تشمل اسم احملكمة وتاريخ ومكان صدور احلكم‪ ،‬أمساء وصفات وموطن‬ ‫‪-1‬‬
‫اخلصوم (زبفى يف حالة اشًتاطهم)‪ ،‬أمساء القضاة وعضو النيابة حال اقتضائو‪ ،‬وكاتب اجللسة‪ .‬وىي البيانات‬
‫اليت تناولتها ادلادة ‪ 572‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬إضافة إىل نص م ‪ 921‬من دستور‪ ،91‬بشأن إلزامية صدور األحكام؛ (‬
‫(اجلمهورية اجلزائرية الدديقراطية الشعبية باسم الشعب اجلزائري)‪.‬وتعترب ىذه البيانات شكليات رمسية للحكم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬الوقائع‪ :‬ىي تلخيص للخصومة واإلجراءات ادلتبعة لغاية آخر مرحلة يف احلكم‪ ،‬م‪،5/577‬ق‪،‬‬
‫إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫الحيثيات‪ :‬ىي األسباب ادلوضوعية والقانونية اليت دفعت القاضي الختيار احلل الذي أصدره‬ ‫‪-3‬‬
‫ومِلَ أيد أو رفض طلبات اخلصوم‪ ،‬م ‪ ،9/577‬ق‪ ،‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫*وىناك فرق بُت احليثيات اخلاصة دبحاكم ادلوضوع يف أحكامها وقراراهتا وبُت قرارات احملكمة العليا‪:‬‬

‫محاكم الموضوع‪ :‬هتتم بسرد مفصل للوقائع أكثر من زلكمة النقض‪ ،‬حيث يعمل‬ ‫أ‪-‬‬
‫قاضي ادلوضوع على تقسيم ادعاءات اخلصوم‪ ،‬عن طريق ربليلو الدقيق لوقائع القضية ويكون العرض منظما‬
‫للوقائع كما تضيف إىل ذلك زلاكم االستئناف خالصة ادلرافعة السابقة‪ .‬وغالبا ما يكون عدد متغَتات احليثيات‬
‫معقدا جدا‪ ،‬ذلك أن قضاة ادلوضوع ال جيوز ذلم إمهال أي جانب من ادعاءات اخلصوم وتكون أحكام وقرارات‬
‫زلاكم ادلوضوع أكثر صعوبة منها بالنسبة لقرارات زلكمة النقض‪.‬‬
‫المحكمة العليا(محكمة النقض)‪ ،‬تتميز باإلجياز يف ربليالهتا‪ ،‬وغالبا ما يتم التعليل حبيثيُت أو‬ ‫ب‪-‬‬
‫ثالث من حيثيات احلكم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم التعليق على األحكام والقرارات القضائية وبيان أهميتها‬

‫مفهوم التعليق على األحكام والقرارات القضائية‬ ‫‪-1‬‬

‫التعليق على احلكم أو القرار القضائي ىو مناقشة أوربليل تطبيقي دلسألة قانونية نظرية‪ ،‬فهو عملية تضم‬
‫دراسة نظرية وتطبيقية يف آن واحد‪ ،‬ذلك ألن عمل القاضي ىو اجراء تطابق منطقي بُت النزاع ادلعروض عليو‬
‫وبُت النصوص التشريعية أو القواعد القانونية اليت ربكمو ومنو يستنتج حكمو‪.‬‬

‫فالباحث (ادلعلق)عند تعليقو على القرار أو احلكم القضائي يهدف حملاولة فهم االذباه الذي التزمو‬
‫القاضي وتبناه عند اصداره للحكم وليس هبدف اجياد احلل القانوين للنزاع ألن القضاء قد حكم فيو‪.‬‬

‫يفًتض التعليق على القرار أو احلكم اإلدلام اجليد بادلعارف النظرية اخلاصة دبوضوع النزاع وكذا ادلعارف‬
‫الثقافية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬السياسية األخالقية‪ ،‬أي ادلعارف القانونية وغَت القانونية‪،‬كما يفًتض كذلك‬
‫إدلامو باإلجتهاد والفقو بشىت أنواعو‪ ،‬ويفًتق التعليق على القرار القضائي عن االستشارة القانونية؛ يف أن القرار‬

‫‪2‬‬
‫رلموعة من وقائع عملية أعطت ذلا احدى احملاكم احلل يطلب من ادلعلق(الطالب)‪ ،‬ربليل احلل والنظر فيما إذا‬
‫كان يتعارض مع النصوص القانونية‪ ،‬كما يقف على مدى توافقو مع اجتهادات احملاكم وسباشيو مع اآلراء‬
‫الفقهية‪ ،‬بينما االستشارة يف ادلسألة القانونية فهي رلموعة وقائع عملية يطلب من ادلستشار اجياد حل قانوين ذلا‪.‬‬

‫أهمية التعليق على القرارات القضائية‬ ‫‪-2‬‬

‫من خالل خطوات التعليق فإنو يًتىب لدى الطالب (الباحث) ادلعلق حس قانوين‪ ،‬ويعوده على فهم بناء‬
‫وفن صياغة األحكام‪ ،‬كما يتمرن من خاللو على طريقة تقدمي األدلة وتوجيو التعليل ادلنطقي‪.‬‬

‫كما يعترب التعليق على األحكام والقرارات القضائية أحد أىم العناصر ادلساعدة على إطالع الطالب‬
‫القانوين على اجلانب العملي من دراستو النظرية للقانون‪ ،‬كما يعلمو أساليب ولغة األحكام القضائية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل إتقانو للوضوح والدقة واإلجياز ألهنا صفات سبتاز هبا األعمال اقضائية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقنيات التعليق على األحكام والقرارات القضائية‬

‫احلقيقة أن التع ليق على القرارات القضائية عمل غَت يسَت ألنو متعلق مبدئيا بقراءة وفهم وربديد مضمون‬
‫عمل وضعو رجل قانون متمرس(القاضي)‪ ،‬بعد مراحل إجرائية متعددة وعملية ذىنية معقدة طويلة‪ ،‬باإلضافة‬
‫للقواعد التقنية اليت زبضع ذلا القرارات أو األحكام‪ ،‬من ناحية البنية أو الصياغة‪.‬‬

‫وأول ما يتطلبو التعليق ىو قراءة القرار مرارا ألجل الفهم اجليد لو‪ ،‬ذلك أن مهمة ادلعلق تكون دلعاجلة‬
‫العناصر اليت انبٌت عليها احلكم أو القرار فيتعرض ادلعلق لكل نواحي القرار ليتسٌت لو إعطاء حكم تقييمي للقرار‬
‫ككل‪ ،‬واإلحاطة بكل النقاط القانونية اليت عاجلها‪.‬‬

‫وذبدر اإلشارة أ ن التعليق السليم ىو الذي يرتكز فيو الطالب على وقائع الدعوى وادلسألة القانونية اليت‬
‫ت ثَتىا تلك الوقائع‪ ،‬واحلل القانوين الذي أعطتو احملكمة ذلذه ادلسألة‪ ،‬مث يستخدم ادلعلق ما لديو من معرفة‬
‫ودراسة للمادة يف عملية تقييم القرار والبحث يف أبعاده‪(.‬أبعاد احلكم)‪.‬‬

‫ويتضمن التعليق على الحكم أو القرار القضائي شقين أساسين‪:‬‬

‫الشق األول‪ :‬يتناول التحليل الشكلي أو اإلجرائي للحكم‪/‬القرار‪.‬‬

‫الشق الثاني‪ :‬يتضمن تقييم احلكم‪ ،‬القرار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أوال‪ :‬التحليل الشكلي للحكم‪/‬القرار‬

‫ىي ادلرحلة التحضَتية للتعليق على األحكام والقرارات القضائية‪ ،‬وأول ما يتطلبو التعليق ىو القراءة‬
‫للحكم أو للقرار القضائي حيث تكون القراءة على عدة مراحل‪:‬‬

‫‪ -‬القراءة األوىل أولية وال يسجل أي شيء مث يقرأ قراءات بعدىا تكون أكثر تركيز أو تكون بتأن وانتباه‪،‬‬
‫وديكن للمعلق أن يعتمد على التسجيل على بطاقات‪ ،‬يسجل أو ي َدون هبا العناصر األساسية حىت يسهل عليو‬
‫العودة لتلك ادلعلومات اليت مجعها ويراجعها مباشرة‪ ،‬دون الرجوع للقرار حيث ديكن أن يكون (القرار) مطوال‬
‫فيصعب تسجيلها‪.‬‬

‫البيانات الواجب تسجيلها يف ىذه ادلرحلة‪:‬‬

‫الدباجة أو التصدير‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الوقائع‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الحيثيات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الحل القضائي‬ ‫‪-4‬‬

‫وعلى كل فعلى ادلعلق تسجيل ادلعلومات اليت يستخرجها على الشكل اآليت‪:‬‬

‫االدعاءات الواقعية والقانونية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تسجيل ادلبدأ الذي ارتكزت عليو احملكمة ومدى وضوحو‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توضيح النظريات الفقهية وبأي رأي ارتكزت عليو‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استحضار االجتهادات القضائية السابقة إن وجدت دلعرفة موقف القضاء من احلكم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التوصل دلناقشة الوسائل ادلثارة‪ ،‬والبعد القانوين للحل القضائي ادلقدم للواقعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الوصول للرأي الشخصي مع تقدمي براىُت على ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن ربليل احلكم أو القرار ىو دبثابة وصف للوقائع واإلجراءات وىو تفسَت لعمل القضاة وصوال للحكم‬
‫أو القرار الذي وصلوا إليو وينبغي أن يكون‪:‬‬
‫عرض موجز للوقائع ادلؤثرة يف وجو الفصل يف النزاع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عرض ادلبادئ القانونية اليت مت تطبيقها على النزاع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ابراز القياس ادلنطقي الذي أفضى بقضاة ادلوضوع إلصدار احلكم أو القرار الذي صدر فيو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪4‬‬
‫عرض كل ادلراحل االجرائية اليت مرت هبا الدعوى موضوع القرار ادلعلق عليو‪ ،‬ابتداء من زلكمة‬ ‫‪‬‬
‫الدرجة األوىل إىل آخر مرحلة‪ ،‬وحىت لو كان حكم زلكمة يسرد ادلراحل االجرائية ادلهمة كإحالة الدعوى إىل‬
‫خربة‪.‬‬
‫جيب أن يكون ادلعلق دقيقا بشأن التحليل ألن التحليالت الالحقو ستبٌت عليو‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يتخ ذ ادلعلق أي موقف خاص يف ىذه ادلرحلة يستشف منو أنو يقيم احلكم أو القرار زلل‬ ‫‪‬‬
‫التعليق‪.‬‬
‫كما يلزم عليو ابراز احلدود اليت صدر فيها احلكم أو القرار سبهيدا لتقسيمو‪ ،‬ذلك أن القضاء قد‬ ‫‪‬‬
‫يسقط بعضها من الطلبات أو الدفوع‪ ،‬يرى أنو ليس حباجة للتصدي للفصل فيها‪.‬‬
‫بيان أىم العناصر الالزمة يف ادلرحلة التحضَتية ( التحليل الشكلي االجرائي)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وتعترب ادلرحلة التحضَتية مرحلة وصفية ولكن على ادلعلق توخي الدقة فيها‪ ،‬وتتكون من‪:‬‬

‫الوقائع‬ ‫‪-1‬‬

‫كل األحداث اليت أدت لنشوء نزاع سواء تصرفات قانونية‪ -‬بيع‪ -‬أو أفعال مادية –ضرب‪ -‬ويشًتط‬
‫فيها‪:‬‬

‫أال يستخرج الباحث إال الوقائع اليت شكلت النزاع ادلعروض فعال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احًتام التسلسل الزمٍت حسب الوقائع ويرتبها بنقاط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ذبنب افًتاض وقائع ِل تذكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم اغفال أي عنصر من شأنو إعطاء النزاع مسار آخر ما يسمى بتحريف الوقائع‪ ،‬ويعترب‬ ‫‪‬‬
‫سبب من أسباب الطعن يف األحكام‪.‬‬
‫االجراءات‬ ‫‪-2‬‬

‫ىي سلتلف ادلراحل القضائية اليت مر هبا النزاع إىل غاية صدور احلكم‪/‬القرار زلل التعليق‪.‬‬

‫االدعاءات‬ ‫‪-3‬‬

‫ىي طلبات أطراف النزاع اليت جيب أن تكون مرتبة مع شرح األسانيد القانونية اليت اعتمدوا عليها فال‬
‫يكفي ذكر سوء تطبيق القانون أو سلالفة القانون‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ديكن التعرف على االدعاءات من خالل عبارات‪ :‬عن الوجو األول‪ ،‬كما ديكن أال يستعملها القاضي‬
‫ويستعمل بدذلا‪ ،‬حيث يؤخذ على القرار‪ -‬حيث يعاب على القرار‪... ،‬وغَتىا‪.‬‬

‫المشكل القانوني‬ ‫‪-4‬‬

‫ىو السؤال الذي يتبادر لذىن القاضي عند الفصل يف النزاع ألن تضارب االدعاءات يثَت مشكال قانونيا‬
‫يقوم القاضي حبلو يف أواخر حيثيات القرار‪ .‬فادلشكل ال يظهر يف القرار إمنا يستنبط من االدعاءات‪ ،‬ومن خالل‬
‫احلل القانوين الذي توصل إليو القاضي ويشًتط فيو‪:‬‬

‫أن يكون بشكل سؤال أو عدة أسئلة‪ ،‬سؤال رئيسي وأخرى فرعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يطرح السؤال بأسلوب قانوين فعوض قول‪ (:‬ىل حيق أن يتم عقد الزواج بعقد عريف؟) يقول‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(ىل الرمسية ركن يف انعقاد عقد الزواج؟)‪.‬‬
‫إعادة طرح السؤال بشكل تطبيقي‪ ،‬عوض ىل التدليس عيب يف عقد الزواج؟ يكون ىل تعترب‬ ‫‪‬‬
‫ادلعلومات اخلاطئة اليت أدىل هبا الزوج حيلة تدليسية تؤدي لقابلية عقد الزواج لإلبطال؟‬
‫أال يطرح مشكلة غَت موجودة وغَت مؤسسة للنزاع بُت األطراف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إ ّن طرح السؤال بشكل جيد وصحيح يساعد ادلعلق على التحليل والتعليق اجليد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحل القانوني‬ ‫‪-5‬‬

‫وىو ما يتوصل إليو القضاة ويبدأ من عبارة "لكن حيث" أو "حيث يتبُت "أو غَتىا شلا يتبُت منو كالم‬
‫القاضي وحلو القانوين‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬المرحلة التحريرية للتعليق على القرار القضائي‬

‫للتعليق القرار القضائي يستلزم وضع خطة متوازنة وزلكمة لدراسة ادلسألة القانونية‪ ،‬واإلجابة على‬
‫اإلشكال القانوين الذي طرحو قرار احلكم‪ ،‬مث مناقشتها‪.‬‬

‫إن مرحلة التحرير مرحلة جد مهمة يف التعليق على القرار القضائي‪ ،‬ذلك أن األساتذة يقرؤونو‬
‫ويصححونو ويقومون التعليق بناء عليو‪ .‬ويلزم أن يتم ربرير التعليق ربريرا قانونيا مضبوطا من ادلقدمة – ادلوضوع‬
‫(العرض)‪ -‬اخلاسبة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وقبل احلديث عن تفصيل ذلك نعرض دلاىية ىذه اخلطوة واليت تعترب تقييما لألحكام والقرارات القضائية‬
‫ويلزم على ادلعلق يف ىذه ادلرحلة أن يتصدى دلهمتُت أساسيتُت األوىل‪ :‬نقد احلكم والثانية بلورة توجو احلكم‪.‬‬

‫نقد الحكم‬ ‫أ‪-‬‬

‫ويعٍت بيان مدى صحتو من الوجهة القانونية فقد يكون النقد إجيابيا أو سلبيا‪ ،‬كما يقتضي تقدير مدى‬
‫ال تزام اجلهة القضائية باعتبارات القانون يف اصدار احلكم حيث يقتضي نقد احلكم ادلتواصل دلعرفة مدى توفيق‬
‫احملكمة يف استخالص الوقائع ادلؤثرة يف وجو الفصل يف النزاع وصحة تكييفها وبالتايل صحة تعيُت القواعد‬
‫القانونية الواجبة التطبيق على موضوع النزاع‪ ،‬كما أنو على ادلعلق أن يقدر مدى صحة تفسَت احملكمة لقواعد‬
‫القانون دبعٌت معرفة مدى انطباقها على وقائع النزاع والذي يربز يف احلكم أو القرار‪.‬‬

‫بلورة الحكم‬ ‫ب‪-‬‬

‫يشكل موضوع األحكام والقرارات القضائية ما يعرف باالجتهاد القضائي فقد يرجح القاضي وجها‬
‫تفسَتيا لنص تشريعي وقد يضبط نطاق سريان قاعدة قانونية أو غَتىا كما قد يكتفي بالتطبيق اآليل للقانون‬
‫حبيث ال حيتاج لعناء واجتهاد كثَت‪ ،‬وادلالحظ أن األحكام أو القرارات اليت يتولد عنها مبدأ قانوين أكثر ما‬
‫يستحق التعليق عن غَتىا‪.‬‬

‫وتكون احملكمة (ابتدائية)‪ ،‬أول من يضع لبمنَة ادلبادئ القانون إما أن تقره الدرجة الثانية‪ ،‬وإما أن ربيد عنو‬
‫إال أنو ال تستقر ادلبادئ القانونية إال اعتبارا من تأكيد احملكمة العليا ذلا مع اشًتاط أال ربيد عن ذلك ادلبدأ‬
‫مستقبال‪ ،‬يف ىاتو ادلرحلة على كل معلق أن يبُت دور احلكم أو القرار يف انشاء أو تأكيد تكريس مبدأ قانوين‬
‫باتباعو إن كان قد سبق وضعو‪.‬‬

‫ويشترط في التحرير ما يلي‪:‬‬

‫وضع خطة تتعلق بالقضية وأطراف النزاع( خطة تطبيقية)‪ ،.‬كما يشًتط أن تكون اخلطة دقيقة‬ ‫‪‬‬
‫وأن يتجنب العناوين العامة كما يشًتط أن تكون اخلطة متسلسلة منطقيا (متتابعة وفق وقائع)‪.‬‬
‫حيث جيعل لكل اشكال مبحث خاص‪ ،‬وعليو أن يطرح ىذا االشكال بشكل استفهامي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن تشتمل اخلطة على إجابة للسؤال أو ادلشكل القانوين ادلطروح‪ ،‬إن أمكن استخراج سؤالُت‬ ‫‪‬‬
‫(اشكالُت)‪ .‬فذلك يكون أفضل وجيعل لكل إشكال مبحث خاص‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫يكون عرض ىذه النقطة بشكل استفهامي‪ ،‬ومناقشتها وربليلها يتعُت على ادلعلق عرض احلل‬ ‫‪‬‬
‫القضائي ومناقشتو وربليلو‪.‬‬
‫يشتمل التحرير على‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ادلقدمة ذلا أمهية بالغة يف التعليق على احلكم‪ ،‬القرار القضائي‪ ،‬حيث يهدف لتحديد سلتلف ادلسائل اليت‬
‫ستعاجل يف التعليق‪ ،‬ادلدخل الرئيسي لتوضيح أمهية موضوع التعليق‪ .‬ديكن تعويضها بالتحليل الشكلي‪ ،‬حيث‬
‫يعرض‪ :‬النزاع‪ ،‬الوقائع‪ ،‬االجراءات ادلتبعة‪ ،‬وينتهي لتحديد اإلشكال أو اإلشكاليات‪ ،‬أو الفكرة احملورية اليت‬
‫يطرحها احلكم أو القرار‪.‬‬

‫يجب أن تضم المقدمة عدة عناصر‪:‬‬

‫التعريف بادلوضوع أنو تعليق على قرار قضائي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ابراز أمهية التعليق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تعريف القرار واجلهة مصدرة القرار‪ ،‬مراجع القرار(رقمو‪ ،‬تارخيو‪ ،‬رقم ادللف)‪ ،‬فالتاريخ لو أمهية‬ ‫‪‬‬
‫دلعرفة اذباه احملكمة مصدرة احلكم‪ /‬القرار وغَتىا من احملاكم دلعرفة االذباه الغالب يف االجتهاد القضائي‪ ،‬فإذا‬
‫كان القرار صادرا من احملكمة العليا ديكن مقارنتو مع غَته من القرارات الصادرة عن احملكمة العليا‪.‬‬
‫تلخيص القضية(قضية القرار) بإجياز أىم ادلراحل والدفوعات واحلجج ادلعتمدة‪ ،‬وال يتصور‬ ‫‪‬‬
‫وقائع غَت موجودة كما ال يتجاىل وقائع أساسية يف الدعوى‪.‬‬
‫بعد ذلك خيلص ادلعلق لطرح االشكالية اليت تعرض ذلا القرار‪ ،‬وال تظهر يف القرار فيصيغها‬ ‫‪‬‬
‫صياغة قانونية سلتصرة وواضحة إما بشكل سؤال واحد أو عدة أسئلة حيث يكون السؤال األول رئيسي‬
‫واألخرى فرعية‪.‬‬
‫الموضوع – العرض‪-‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أصعب ادلراحل اليت تواجو ادلعلق ألهنا تقتضي تقسيم العرض لقسمُت أو ثالث حسب االشكاليات‬
‫ادلتواجدة يف القضية‪ ،‬حيث يناقش ادلعلق كل نقطة من أجزاء ادلسألة القانونية مناقشة نظرية وتطبيقية مع إعطاء‬
‫رأيو يف حل النزاع‪.‬‬

‫لذلك فالدراسة والتعليق يكون من الناحية ادلوضوعية‪ ،‬حيث يبدأ ادلعلق دبناقشة احلل من الوجهة‬
‫القانونية‪ ،‬ىل استند احلل لنص أو قاعدة قانونية أو ال؟ كيف فسر القاعدة القانونية ىل أصاب يف ذلك‪ ،‬مث‬

‫‪8‬‬
‫ابراز موقف الفقو واالجتهاد القضائي من احلل القضائي ومعرفة الرأي ادلعتمد يف القرار‪ ،‬أيضا معرفة مدى توافق‬
‫ىذا احلل مع غَته من االجتهادات القضائية‪ ،‬وما الذي أضافو عليها دبعٌت ىل ىناك تطور يف اإلذباه الذي‬
‫كرس االجتهادات السابق ة‪ ،‬حيث يبُت النتائج اليت ديكن أن يرتبها احلل القضائي على تطور‬
‫ازبذه أو أنو ّ‬
‫االجتهاد القضائي‪.‬‬

‫ال يكفي الكشف عن موطن اخللل الواقع من احملكمة (خلل واقعي قانوين) إمنا ال بد من التعليل الضفاء‬
‫صفة اجلدية وصفة العملية على التعليق‪ ،‬حيث يكون التعليل واقعي وقانوين‪ ،‬والتعليل القانوين يستند فيو حلجج‬
‫من التشريع ويستشهد بنصوص قانونية مت إغفاذلا أو من مصدر قضائي‪ ،‬اجتهادات سابقة‪ -‬أما التعليل الواقعي‬
‫فيستند آلراء الفقهاء والنظريات العلمية‪ ،‬حبيث يكون للمعلق رأي شخصي‪ ،‬يقيم بو احلل الذي جاء يف القرار‬
‫وىل ديكن أن يكون ىناك حكم يقيم بو احلل الذي جاء يف القرار وىل ديكن أن يكون ىناك حكم أفضل منو‬
‫دون سلبيات‪.‬‬

‫مع مالحظة أن يكون رأي ادلعلق بعد تقييمو للقرار‪ /‬احلكم مؤسسا ومنطقيا‪ ،‬حبيث يستغل مجيع ادلعارف‬
‫القانونية‪ ،‬العلمية وادلنطقية اليت تؤيد احلل القضائي الذي اعتمده‪ ،‬حبيث جيعل تعليقو منسجم وواضح ومتميز‪.‬‬

‫‪ -‬إن التعليق على القرارات القضائية ال يعٍت دوما ادلعارضة إمنا قد يكون رأي ادلعلق إما مؤيد أو معارض‬
‫للحل القانوين‪ ،‬أو أنو يؤيد جزء وينتقد جزء آخر‪.‬‬

‫الخاتمة‬ ‫‪-3‬‬

‫يرى البعض أهنا ليست الزامية‪ ،‬ولكن يستحسن أن خيتم ادلعلق تعليقو خباسبة يؤكد فيها على النتيجة‬
‫األساسية اليت توصل إليها من التعليق على احلكم أو القرار‪ ،‬ومدي مسامهتو يف تفسَت القانون وتكوين اجتهاد‬
‫قضائي‪.‬‬

‫كما يوضح ما توصل إليو من بيان قيمة احلكم من النواحي ادلختلفة االجتماعية‪ ،‬االقتصادية واألخالقية‬
‫حيث يتطلب ذلك ربط احلكم بالواقع وبيان أمهيتو (أمهية القانون وتطوره)‪.‬‬

‫يذكر ادلعلق احلل القانوين للمسألة زلل التعليق‪ ،‬إما بالتأكيد أو باإلعًتاض مع ذكر البديل الذي يراه وبو‬
‫خيتتم تعليقو وكالمو‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مالحظة أخيرة‪:‬‬

‫‪ -‬ديكن أن يضمن ادلعلق خاسبة تعليقو بـ‪:‬‬


‫النتائج اليت توصل إليها من خالل تعليقو‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اقًتاحات ادلعلق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ديكنو طرح سؤال لفتح آفاق حبث جديدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬ديكن للمعلق أن يقسم تعليقو إذا كان يف القرار ادلدروس إشكال واحد إىل مبحثُت اثنُت‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬خيصصو لبحث وربليل اإلشكالية من الناحية القانونية والواقعية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬يتعرض لبيان البعد القانوين للحل ادلعتمد يف القرار وىوا مسايرتو لالجتهادات القضائية‬
‫واآلراء الفقهية ويربر فيو ادلعلق رأيو‪ /‬موقفو الشخصي‪ .‬وإن كان القرار يطرح أكثر من اشكال يعاجلو ادلعلق كلو‬
‫يف خطة شاملة ال تتجاوز ثالث مباحث‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like