المبحــث األول :انقضاء الحق العيني : المطلب األول :سقوط حق الملكية : المطلب الثاني :انقضاء حق االرتفاق واالنتفاع الفرع األول :انقضاء حق االرتفاق الفرع الثاني :انقضاء حق االنتفاع بوفاة المنتفع أو بانقضاء المدة او بهالك الشيء المنتفع المطلب الثاني :انقضاء الحقوق العينية التبعية المبحث الثاني :انقضاء الحق الشخصي : المطلب األول :انقضاء الحق بالوفاء وبما يعادل الوفاء الفرع األول :انقضاء الحق بالوفاء الفرع الثاني :انقضاء الحق بما يعادل الوفاء المطلب الثاني :انقضاء الحق دون الوفاء الفرع األول :اإلبراء الفرع الثاني :استحالة التنفيذ الفرع الثالث :التقادم المسقط الخـــاتمة مقدمــــة : االنقضاء في اللغة يقصد به االنتهاء أو الزوال أما في القانون فإنه يقصد به فقد السيطرة عليه أو بوفاة المالك أو تقلد بعض الوظائف فإنه ينقضي حق الموظف بالترشح مثال كما أنه ينقضي حق االنتخاب بالنسبة للمحكوم عليه جنائيا فما هو المقصود بانقضاء الحقوق وكيف تنقضي هذه الحقوق؟ المبحث األول :انقضاء الحق العيني : المطلب األول :سقوط حق الملكية : كما هو معروف فإن حق الملكية يخول لصاحبه سلطة كاملة على الشيء ويتميز بأنه حق جامع ومانع وال يسقط بعد االستعمال إال أنه يسقط بوفاة المالك حيث ينتقل حق الملكية بعده إلى ورثته أو الموصى إليه ويسقط ايضا بعدم االستعمال إذا اقترنت الملكية بحيازة الغير وتوافرت لهذا الغير شروط التقادم المكسب فإنه يكتسب هذا الشيء بالتقادم ألن حق الملكية يكتسب بالتقادم وال يسقط بالتقادم كما ان حق الملكية يسقط أيضا إذا تم التصرف فيه مثل البيع أو التنازل عنه كالهبة كما أنه يسقط أيضا ب :التخلي عنه المطلب الثاني :انقضاء حق االرتفاق واالنتفاع الفرع األول :انقضاء حق االرتفاق ينتهي حق االرتفاق لألسباب التالية : • انقضاء األجل المحدد له حسب نص المادة 878من القانون المدني الجزائري فإذا تقرر حق االرتفاق على عقار لمدة خمس سنوات فإنه بانتهاء المدة ينتهي االرتفاق • نقضي االرتفاق بهالك العقار المرتفق كليا • ينقضي باجتماع العقار المرتفق به والعقار المرتفق • ينقضي حق االرتفاق بالتقادم عشر سنوات • ينقضي بالفقد المنفعة المرجوة للعقار المرتفق الفرع الثاني :انقضاء حق االنتفاع بوفاة المنتفع أو بانقضاء المدة او بهالك الشيء المنتفع المطلب الثاني :انقضاء الحقوق العينية التبعية تنقضي بانقضاء االلتزام الشخصي الذي تضمنه كما تنقضي بعدم تجديد الرهن وينقضي الرهن كذلك بنزول المرتهن على الرهن وينقضي بانتقال المال المرهون إلى الراهن وينقضي كذلك بهالك العقار المرهون أو تطهيره المبحث الثاني :انقضاء الحق الشخصي ينقضي الحق الشخصي بالوفاء ،او ما يعادل الوفاء كما ينقضي دون وفاء وفي ما يلي نتعرض لمختلف هذه األسباب . المطلب األول :انقضاء الحق بالوفاء وبما يعادل الوفاء الفرع األول :انقضاء الحق بالوفاء الوفاء هو تنفيذ المدين ما التزم به عينا ،ومنه ينقضي حق الدائن ،ويشترط في بعض االلتزامات كااللتزام بالقيام بعمل أن يتم الوفاء من المدين نفسه اذ شخصه يكون محل اعتبار ،وفيما عدا هذا االستثناء يجوز أن يكون الموفى شخصا آخر غير المدين وينقضي الحق اذا وفى غير المدين وللموفي الرجوع على المدين بالدعوى الشخصية أي دعوى الوكالة او الفضالة او الثرا بال سبب وذلك بتوفر الشروط لرفع هذه الدعاوى . ويمكن الرجوع على المدين بدعوى الحلول حسب الحاالت التي نصت عليها المادة 261ق م ج وهي الخاصة بالحلول القانوني وزيادة علة هذه الحاالت يمكن للموفي الرجوع على المدين بدعوى الحلول اذا تم االتفاق بينهما على ذلك ،ويسمى هذا بالحلول االتفاقي وإذا حل الموفي محل الدائن يكون له الرجوع على المدين بحق الدائن بما لهذا ال الحق من خصائص وتوابع ويمكن المدين التمسك في مواجهة الموفي بكافة الدفوع التي كانت له في مواجهة الدائن . ويالحظ انه يجوز للمدين الذي حصل الوفاء بغير إرادته أن يمنع رجوع الموفي عليه بما وافاه عنه كال او جزءا اذا اثبت أن له مصلحة في االعتراض على الوفاء وهذا ما تضمنته المادة 259م ج كأن يكون التصرفـ الذي انشأ الدين ،تصرفا باطال لعدم مشروعية سببه او كان قد انقضى كله باإلبراء او المقاصة . ولكي ينقضي الدين بالوفاء يجب ان يشمل محل الوفاء ما كان مستحقا أصال في ذمة المدين ، أي عين ما التزم به ،فال يمكن ان يجبر الدائن على قبول الوفاء الجزئي وقد نصت المادة 277/1ق م ج على ( :ال يجبر المدين الدائن على قبول وفاء جزئي لحقه ما لم يوجد اتفاق او نص يقضي بغير ذلك ). ويكون الوفاء الجزئي في حاالت معينة نص عليها القانون ،ومنها يمكن الكفالء غير متضامنين الدفع بالتقسيم وألزم الدائن بالقبول الوفاء الجزئي وهذا كما تضمنته المادة 664 ققرة 01مدني وللمدنين غير المتضامنين الحق في الدفع بالتقسيم إال إذا كان االلتزام غير قابل لالنقسام أما إذا كان االلتزام غير قابل للتجزئة فال يمكن الوفاء به جزئيا في غير الحاالت المنصوص عليها قانونا أو المتفق عليها صراحة ال يحبر الدائن على قبول الوفاء الجزئي ويبقى االلتزام قائما وال ينقضي حق الدائن الفرع الثاني :انقضاء الحق بما يعادل الوفاء طرق انقضاء الحق بما يعادل الوفاء هي الوفاء بالمقابل والمقاصة واتحاد الذمة والتجديد أ-/الوفاء بالمقابل إذا قدم المدين شيء آخر في مقابل االلتزام ( مبلغ النقود ) بشرط أن يقبل الدائن اذ تنص المادة 285على ما يلي ( اذا قبل الدائن في استيفاء حقه مقابال استعاض به عن الشيء المستحق قام هذا مقام الوفاء . ويترتب على قبول الدائن أن تسري أحكام البيع فيما يتعلق في أهلية الطرفين وبما يخص الضمانات التي يلتزم بها المدين كضمان االستحقاق والعيوب الخفية كما أن الوفاء بالمقابل يعتبر وفاءا لدين وينقضي به حق الدائن فتسري عليه أحكام الوفاء فيما يخص جهة الدفع وانقضاء التأمينات وهذا ما تضمنته المادة 286مدني ويترتب على الوفاء بالمقابل النقضاء حق الدائن رغم انه ال يتم حق الوفاء بما هو مستحق عينا ألن العوض الذي تم الوفاء به يقوم مقام ما هو مستحق أصال المقاصة : هي اجتما صفتي المدنين والدائن في كل طرفي االلتزام كأن يكون أ دائن ل ب 4000دج وب دائنا ل أ بـ 3000دج فينقضي الدين بقدر 3000دج وهناك المقاصة القانونية واالتفاقية أو القضائية ويشترط في القانونية أن يكون الدينان دين نفس الشخصين وواردين على نقود أو مثليات متحدة النوع وخاليين من النزاع إذ ال تجوز المقاصة إذا كان أحد الدينين معلق على شرط ويشترط أن يكون الدينين صالحين للمطالبة القضائية وإذا كان أحد الدينين دينن طبيعيا فال تجوز المقاصة بينه وبين التزام المدين وال يحكم القاضي بالمقاصة من تلقاء نفسه يترتب على إجراء المقاصة انقضاء حق الدائن للقدر الذي تمت به وإذا لم تتوافر الشروط السابقة يجوز أن تقع المقاصة باتفاق الطرفين عندما تتخلف المقاصة القانونية كأن يسمح صاحب الحق المستحق األداء بإجراء المقاصة مع صاحب الحق المؤجر وال يجوز إجراء المقاصة االختيارية آال باختيار الطرفين اما المقاصة القضائية فيستطيع المدعي عليه في حق المتنازع فيه إذا كان دائنا للمدعي بمبلغ معين أن يطلب من القاضي إجراء المقاصة وللقاضي سلطة تقديرية في ذلك اتحاد الذمة :يجتمع في نفس الشخص صفة الدائن والمدين كأن يرث المدين الدائن ويشترط أن يكون وارثه الوحيد وتكون المقاصة بمقدار ما يرثه عند تعدد الو راث فإذا كان يرث الربع يجري المقاصة في حدود الربع ويبقى مدينا بقدر ثالثة أرباع و قد يحدث اتحاد الذمة عند طريق الوصية وذلك في حالة ما اذا أوصى الدائن للمدين بما له في ذمته فينقضي حق الدائن في حدود الثلث و اذا كانت الوصية اكثر من الثلث و لم يقر الورثة الزيادة فان اتحاد الذمة يزول بالقدر الذي لم يقره الورثة و ال ينقضي الدين إال في حدود الثلث الن الوصية ال تتجاوز الثلث شرعا . د /التجديد :هو اتفاق يحل بموجبه التزام جديد محل االلتزام القديم فينقضي الحق القديم و نشأة محل حق محله حسب نص المادة 291 :فقرة 01من مدني بقولها ( :يترتب على التجديد انقضاء التزام األصلي بتوابعه و أنشاء التزام جديد مكانه) . و لحصول التجديد يجب أن يكون االلتزامان القديم و الجديد مرتبطان اذ ال ينقضي االلتزام األصلي إال اذا حل محله الجديد و ال ينشأ الجديد إال بانقضاء األصلي كما قد يتم التجديد بتغيير سبب الدين فيكون سبب الحق القديم مثال عقد بيع و يصبح بالتجديد عقد قرض و قد يتم التجديد بتغيير الدائن او المدين المادة 287 :مدني . و يالحظ انه اذا كان التجديد بتغيير المدين فمن الجائز نقل التأمينات المقدمة منه دون رضاه و اذا التجديد بتغيير الدائن فال تنقل التأمينات الى التزام جديد إال اذا رضي لذلك كل من الدائن و المدين و الدائن الجديد المادة 292 :مدني ,اما اذا كان التأمين المقدم عبارة عن كفالة شخصية او تأمين عيني او تضامن سلبي بين المدينين فانه ال ينتقل الى االلتزام الجديد إال اذا رضي لذلك الكفيل . او المدين المتضامن المادة 293 :مدني ( ال تنتقل الكفالة العينية او الشخصية و ال التضامن الى االلتزام الجديد إال اذا رضي لذلك الكفالء و المدينون المتضامنون ) . المطلب الثاني :انقضاء الحق دون الوفاء : ينقضي الحق دون أن يفي به المدين بالطرق التالية : الفرع األول :اإلبراء : يكون اإلبراء بإرادة الدائن المنفردة و يشترط فيه أن يكون الدائن أهال للتبرع ألنه تصرف بدون عوق و يمكن للمدين رد اإلبراء لذلك هناك من يرى أن اإلبراء هو اتفاق بين المدين و الدائن و ال يكون له أي اثر اذا رده المدين و الدكتورة فريدة محمدي ترى غير ذلك فال يستطيع الدائن العدول عن تصرفه و تنص المادة ك 305من القانون المدني على ما يلي : ينقضي االلتزام اذا برأ الدائن مدينه اختياريا ,و يتم اإلبراء متى وصل الى علم المدين و ال يصبح باطال اذا رفضه المدين . الفرع الثاني :استحالة التنفيذ : ينقضي الحق اذا استحال المدين تنفيذه و كانت االستحالة راجعة الى سبب أجنبي كالقوة القادرة او الحادث الفجائي او خطأ الغير او فعل الدائن و تنص المادة 307 :مدني _(¬ :ي نقضي االلتزام اذا اثبت المدين أن الوفاء به اصبح مستحيال عليه بسبب أجنبي عن إرادته ) و ليس على المدين التعويض اذا كان فعل الدائن او الغير هو السبب الوحيد الذي أدى الى الضرر اما اذا كانت االستحالة ترجع الى المدين نفسه فهو ملزم بالتعويض . الفرع الثالث :التقادم المسقط : بمرور خمسة عشر سنة من يوم االستحقاق :المادة ك 314مدني تنص على ما يلي : تحسب مدة التقادم باأليام ال بالساعات و ال يحسب اليوم االول و تكمل المدة بانقضاء آخر يوم منه و اذا كان الحق معلقا على شرط واقف ال يبدأ سريان التقادم إال من تحقق الشرط و قد يقترن الحق بأجل فال يبدأ التقادم اال من يوم حلول األجل .و قد يتعرض التقادم أثناء سريانه للوقف يؤدي الى توقف سريان مدته فتحسب المدة السابقة و تضاف إليها الالحقة و قد يرجع وقف التقادم الى أسباب خارجية تمنع صاحب الحق من المطالبة بحقه او المحاكم لمباشرة عمله و قد يكون المانع أدبيا كعالقة الزوجية او القرابة نص المادة 116 :من القانون المدني ( ال يسري التقادم كلما وجد مانع مبرر شرعا يمنع الدائن من المطالبة بحقه كما ال يسري فيما بين النائب و األصيل) و قد يرد على التقادم االنقطاع بالمطالبة القضائية من صاحب الحق و لكي ينقطع التقادم بالمطالبة القضائية يجب أن تنتهي الدعوى لصالح المدعي اما اذا سقطت الدعوى او رفض الفصل فيها فال ينقضي التقادم و ينقطع أيضا اذا نبه الى أن صاحب الحق يملك سند التنفيذ ( حكم او سند رسمي ).و ينقطع التقادم كذلك بفعل الحائز اذا اقر صراحة او ضمنا بحق الدائن فتسقط مدة التقادم و يبدأ بعدها تقادم جديد ال تحسب المدة السابقة . الخاتمــــة وفي االخير ومن كل ما سبق يمكن القول ان الحقوق مهما كانت طبيعتها البد من ان تنقضي وتوصلنا ان الحقوق العينية تنقضي اما بوفاة المالك واما بالتنازل عنها او بهالك الشيئ محل الملكية المراجع المعتمد عليها - 1نظرية الحق فريدة د .محمدي زواوي طبعة 1999د م ج الجزائر دار هومة - 2نظريتا القانون والحق – د .إسحاق إبراهيم منصور د.م.ج الجزائر