Professional Documents
Culture Documents
قسم الحقوق
إعداد الأستاذ
العيد الراعي
للسنة الجامعية
9191/9102
الجزء الأول
إن مهام ووظائف الإدارة عديدة ومتنوعة وتختلف حسب النظام السياسي .وهي محل
اهتمام كل من علماء الإدارة والقانون الإداري والمهتمين بالعلوم السياسية .وإذا كان علم الإدارة
يهتم خاصة بوظيفة التخطيط والتنفيذ ،فان فقهاء القانون الإداري يهتمون بالإدارة من حيث
والحقيقة أيا كانت وظائف الإدارة ومهامها ،فان نشاطها يظل مرصودا لخدمة الجمهور ،والا
لماذا عمدت السلطة العامة إلى تزويد الإدارة بالجانب البشري والجانب المادي وأحاطتها بنسيج
وتوفير الخدمة للجمهور يمكن أن يتم من خلال إنشاء مرفق عام تعود منافعه عليه (الجمهور).
ويمكن أن يتم بإلزام الإدارة الأفراد بالقيام بعمل معين أو الامتناع عن سلوك محدد .وقد اصطلح
الفقه على النوع الأول من الأعمال بالنشاط الإ يجابي (نظر ية المرفق العام) .أما النوع الثاني فقد
1
اصطلح عليه بالنشاط السلبي (نظر ية الضبط الإداري).
وتبعا لذلك قسمنا هذه الدراسة إلى مبحثين .تناولنا في المبحث الأول المرفق العام ،أما المبحث
-1عمار بوضياف ،الوجيز في القانون الإداري ،الطبعة الثالثة ،جسور للنشر والتوز يع ،الجزائر ،9102،ص.404
المبحث الأول :المرفق العام
يعد المرفق العام المظهر الإ يجابي لنشاط الإدارة وتتولاه الإدارة بنفسها أو بالاشتراك مع
الأفراد ،وتسعى من خلاله إلى إشباع الحاجات العامة .وترد إلى فكرة المرافق العامة معظم
النظر يات والمبادئ التي ابتدعها القضاء الإداري كالعقود الإدار ية والأموال العامة والوظيفة
العام .ونبين في هذا الجزء من الدراسة مفهوم المرفق العام والمبادئ التي تحكم المرافق العامة وأخيرا ً
طرق إدارة المرافق العامة وذلك في ثلاثة مطالب على النحو التالي :
إن البحث في مفهوم المرفق العام يستدعي بنا أن نبين تعر يفه ،وعناصره ،وأنواعه.
يعتبر المرفق العام أكثر المفاهيم غموضا وإثارة للجدل ،ولهذا اختلف الفقهاء في تعر يف المرفق العام،
فمنهم من ارتكز على المعنى العضوي ،وآخرون ارتكزوا على المعنى الموضوعي.
يقصد بالمرفق العام تبعا لهذا المعنى "كل منظمة عامة تنشئها الدولة وتخضع لإدارتها بقصد
تحقيق حاجات الجمهور .ومن هنا جاز اعتبار كل من مرفق القضاء والأمن والدفاع وغيرها مرافق
يقصد بالمرفق العام بالنظر للمعيار الموضوعي" ،مشروع يعمل باطراد وانتظام تحت إشراف
رجال الحكومة بقصد أداء خدمة عامة للجمهور مع خضوعه لنظام قانوني معين".2
استنادا إلى التعار يف السابقة يمكن استخلاص العناصر التي يقوم عليها المرفق العام وهي
كالآتي:
بمعنى أن يكون المرفق العام مرتبطا بالإدارة المركز ية أو بالإدارة اللامركز ية من حيث
نشأته ،وتسييره ،وإدارته ،وتنظيمه ،وإلغائه ،وقواعد تسييره وعلاقة هذا المرفق بالمنتفعين ،وممارسة
1
الرقابة عليه.
إن من أهداف إنشاء المرافق العمومية هو تحقيق المصلحة العامة ،و يعتبر هذا العنصر الأكثر
حدلا عند الفقهاء ،ذلك أن المصلحة العامة هي هدف كل وظيفة إدار ية ،بل وحتى المؤسسات
التي تسيرها الدولة والتي تكون غايتها ر بحية بحثه كالمؤسسات الاقتصادية والصناعية والتجار ية فهي
كما أن المصلحة العامة ليست حكرا على الإدارة ،فهناك وظائف يمارسها الأشخاص
2
الطبيعيون تتصل كذلك بالمصلحة العامة كخدمات النقل والبناء.
ولقد اقترح فقهاء القانون الإداري معايير للخروج من هذا الجدل وهي كالآتي:
-ك ل نشاط يتعلق بمرفق عام يحقق مصلحة عامة ،ولـكن ليس كل نشاط يحقق المصلحة
-إذا كانت المصلحة العامة تمثل الغاية الأولى من النشاط الذي يقوم به الشخص القانوني
وتوفرت الأركان الأخرى يتكون المرفق العام .أما إذا كانت المصلحة العامة تمثل غاية ثانو ية لهذا
كل مرفق عام ينبغي أن يخضع إلى مبدأ المجانية ،ولا يقصد بذلك عدم وجود مقابل بل القصد
أن فرض مقابل ما ليس هو الغاية المقصودة من خلال القيام بالنشاط ،أي أن المجانية لا تفيد
هنا انعدام المقابل انعداما تاما ،بل تفيد فقط أنه ليس من الضروري أن يكون المقابل مساو يا
للتكلفة المالية للمرفق العام ،فعندما يلزم الطالب في الجامعة مثلا بدفع رسوم رمزيةكل سنة جامعية
فان ما قدمه لا يغطي أبدا الخدمات التي ينتفع بها من مرفق التعليم العالي.
يقصد بالنظام القانوني المتميز" مجموعة الأحكام والقواعد والمبادئ القانونية التي تختلف
اختلافا جذر يا عن قواعد القانون الخاص بصفة عامة وعن قواعد النظام القانوني الذي يحكم
المشروعات الخاصة بصفة خاصة ،1مثل مبدأ المساواة ،والاستمرار ية ،ومبدأ التكيف.
يمكن تقسيم المرافق العامة من عدة معايير مختلفة ،سواء من حيث طبيعة نشاطها أو السلطة
التي تنشئها أو لاختلاف دائرة نشاطها نستعرض هذه الأنواع فيما يلي:
هي المرافق العامة التقليدية التي لازمت الدولة منذ زمن طو يل ،وعلى رأسها مرفق الدفاع
والأمن والقضاء ثم مرفق الصحة والتعليم ،وهذه المرافق عادة ما تتسم بارتباطها بالجانب السيادي
للدولة ،الأمر الذي يفرض قيامها بهذه النشاطات وألا تعهد بها للأفراد بما في ذلك من خطورة
2
كبيرة.
وهي مرافق حديثة النشأة نسبيا ظهرت نتيجة تدخل الدولة في الميدان الاقتصادي ،بحيث
أصبحت الدولة تزاول نشاطات تجار ية أو صناعية مماثلة لنشاط الأفراد ،وتعمل في ظروف مماثلة
لظروف عمل المشروعات الخاصة ،ومن أمثلتها مرفق النقل ،مرفق البريد والمواصلات ،ومرفق
الـكهرباء ،وبسبب طبيعة النشاط الذي تؤديه هذه المرافق دعا الفقه والقضاء إلى ضرورة تحرير
/2المرافق المهنية
وهي المرافق التي تنشأ بقصد توجيه النشاط المهني ورعاية المصالح الخاصة بمهنة معينة ،وتتم
إدارة هذه المرافق بواسطة هيئات أعضائها ممن يمارسون هذه المهنة و يخولهم القانون بعض
امتيازات السلطة العامة .مثل نقابات المهندسين والمحامين والأطباء وغيرها من النقابات المهنية
الأخرى.
/4المرافق الاجتماعية
هي المرافق التي تستهدف تحقيق خدمات اجتماعية للجمهور ،مثل المرافق المخصصة لتقديم
2
إعانات للجمهور ومراكز الضمان الاجتماعي والتقاعد ومراكز الراحة.
/0المرافق الوطنية
وهي مجموع المرافق التي يمتد نشاطها ليشمل جميع إقليم الدولة .ومثالها مرافق الدفاع والأمن
والبريد والقضاء ونظرا لأهمية هذا النوع من المرافق فان إدارتها تلحق بالدولة ونفعها يكون واسعا
يشمل كل الأقاليم.
-1مازن راضي ليلو ،القانون الإداري ،منشورات الأكاديمية العربية في الدنمارك ،9112 ،ص.90
-2عمار عوابدي ،القانون الإداري ،النشاط الإداري ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،9111 ،ص.21
/9المرافق المحلية
هي المرافق التي يقتصر نشاطها في جزء من إقليم الدولةكالولاية والبلدية .وينتفع من خدمات
هذا المرفق سكان الإقليم .وتتولى السلطات المحلية أمر تسييره والإشراف عليه لأنها أقدر من
الدولة ،ولقد أجاز قانون البلدية للبلدية حق إنشاء مؤسسات عمومية مشتركة تتمتع أيضا بالشخصية
1
المعنو ية.
وهي عادة مجموع المرافق ذات الأهمية الوطنية القصوى التي يفرض المشرع أمر إنشائها
بموجب نص تشر يعي ليمكن أعضاء السلطة التشر يعية من الاطلاع على نشاط المرفق وضرورته
وقواعده.
عادة ما يخول التشر يع الأساسي في الدولة للسلطة التنفيذية صلاحية إنشاء المرافق العامة،
سواء على المستوى المركزي بمرسوم رئاسي أو بمرسوم تنفيذي ،كما يحق للولاية أو البلدية بقرارات
إدار ية ،إنشاء مرافق عامة على المستوى المحلي التي من شأنها تلبي حاجات الجمهور.2
تخضع المرافق العامة لمجموعة من المبادئ استقر عليها القضاء والفقه ،وأضحت اليوم من
إن مبدأ المساواة أمام المرافق العامة هو امتداد للمبدأ العام هو مساواة الأفراد أمام القانون.
والذي بات يمثل اليوم حقا من حقوق الإنسان وحقا دستور يا أعلنت عنه مختلف الدساتير.3
سواسية أمام القانون ،ولا يمكن أن يتذرع بأي تمييز يعود سببه إلى المولد ،أو العرق ،أو الجنس،
وبناء على ما سبق ،إن الالتزام بمبدأ المساواة ،لا يعني المساواة المطلقة بين جميع المواطنين،
وإنما يعني المساواة بين الأفراد الذين تتحقق فيهم نفس الشروط التي فرضها المرفق لإمكان الاستفادة
من نشاطه وخدماته ،وبالتالي لا تعتبر إخلالا ،بهذا المبدأ أن يصد المرفق العام أبوابه في وجه
يقتضي هذا المبدأ وجوب معاملة المرفق لكل المنتفعين معاملة واحدة دون تفضيل البعض
على البعض الآخر ،لأسباب تتعلق بالجنس أو اللون أو الدين أو الحالة المالية أو غيرها من
أما من حيث الالتزام بالأعباء ،وهو أن يلتزم المرفق العام بالمساواة بين المنتفعين في تقديم
تنص المادة 12من دستور 0221المعدل والمتمم على أنه ":يتساوى جميع المواطنين في
تقلد الوظائف في الدولة دون أية شروط أخرى غير الشروط التي يحددها القانون ،والتمتع بالجنسية
الجزائر ية دون سواها شرط لتولي المسؤوليات العليا في الدولة والوظائف السياسية".
وكذلك نصت عليه المادة 99من الأمر 12/11المؤرخ في 9111/19/ 02المتعلق بالقانون
الأساسي بالوظيفة العامة" :لا يجوز التمييز بين الموظفين بسبب آرائهم أو أصلهم أو بسبب أي ظرف
-1دستور 0221المعدل بقانون القانون رقم 10-01المؤرخ في 11مارس 9101ج ر ج ج ر عدد 04الصادر في 9مارس
.9101
-2ناصر لباد ،الوجيز في القانون الإداري ،الطبعة الثانية ،9119 ،ص .912
وهذا ما أكدت عليه المادة 94من الأمر 12/11السالف الذكر على الشروط الواجب
توافرها في الشخص للالتحاق بالوظيفة العامة ،ومن بينها ،أن يكون جزائري الجنسية ،أن يكون
متمتعا بحقوقه المدنية ،ألا تحمل شهادة سوابقه القضائية ملاحظات تتنافى وممارسة الوظيفة المراد
الالتحاق بها ،أن يكون في وضعية قانونية اتجاه الخدمة الوطنية ،أن تتوفر فيه شروط السن والقدرة
البدنية.............. ،الخ.
وعلى ما سبق ،فإن القانون نص على الضمانات الـكفيلة الواجب اتباعها من طرف مسيري
يقصد بحياد المرفق العام أن يراعي في أداء مهامه وتسييره مقتضيات تحقيق المصلحة العامة،
بحيث يجب على مسير المرفق ألا يستعمله لدعم مصالح أخرى.
وتطبيقا لذلك ،نص دستور 0221المعدل والمتمم ،على بعض المبادئ والإجراءات التي
تكفل حياد المرفق العام ،وإلزامه عند تقديم الخدمات للمواطنين بصورة واحدة ومتساو ية دون
تمييز ،وهذا ما نصت عليه المادة 92من دستور 0221على انه ":عدم تحيز الإدارة يضمنه القانون".
أما المادة 94منه فنصت على معاقبة كل من يتعسف في استعمال السلطة ،أما المادة 92
فكانت أهم ضمانة لحياد المرفق العام ،حيث نصت على عدم إمكانية أن تكون الوظائف مصدرا
للثراء ،ولا وسيلة للخدمة الشخصية ،وكل من يتعين في وظيفة سامية في الدولة أو ينتخب في
مجلس محلي أو مجلس وطني أو هيئة وطنية أن يصرح بممتلكاته في بداية وظيفته أو عهدته وفي
نهايتها.
تؤدي المرافق العامة دورا كبيرا داخل المجتمع أيا كان موضوع نشاطها ،وهذا يفرض أن
تقدم خدماتها للجمهور بشكل مستمر ومتواصل ،فلا يمكن أن نتصور مثلا توقف جهاز القضاء
عن الفصل في الخصومات ،أو توقف جهاز الأمن عن أداء مهامه أو مرفق الدفاع ،إن توقف
أحد هذه الأجهزة وغيرها سينجم عنه لا شك إلحاق بالغ الضرر بالمصلحة العامة و بحقوق الأفراد.
لذا تعين على المشرع وبغرض تحقيق المقصد العام وهو استمرار ية نشاط المرفق وقيامه بالخدمات
1
المنوطة به أن يعد من الآليات القانونية ما يضمن أداء الخدمة وتواترها وانتظامها وعدم انقطاعها.
وقد نص دستور 0221المعدل والمتمم على أن يسهر رئيس الجمهور ية على استمرار ية الدّولة،
و يعمل على توفير الش ّروط اللا ّزمة للسّير العاديّ للمؤسّ سات والن ّظام الد ّستوريّ ،و يسعى من أجل
تدعيم المسار الد ّيمقراطيّ ،وأحترم حرّ ي ّة اختيار الشّعب ،ومؤسّ سات الجمهور ي ّة وقوانينها.2
و يقتضي مبدأ الاستمرار ية توافر جملة من الضمانات ،تعمل جميعا على تجسيد هذا المبدأ على
أرض الواقع ،ومن هذه الضمانات ما وضعه المشرع ،بما يسمى بالضمانات التشر يعية (أولا)
ومنها ما وضعه القضاء الفرنسي ،ما يسمى بالضمانات القضائية (ثانيا) متمثلة في نظر ية
نص دستور 0221المعدل والمتمم بموجب المادة 22على مهام الوزير الأول لاسيما الفقرة
11والتي نصت على أنه ":يسهر على حسن سير الإدارة العمومية" ،ومن ثم فإنه يقع على جميع
المسؤولين وفي كل المستو يات الإدار ية الالتزام والتكفل بإدارة وتسيير المرافق العمومية بطر يقة
مستمرة ،كالتقيد بمواقيت العمل وتوفير الوسائل الـكفيلة بسير المرافق العمومية بانتظام واطراد
دون انقطاع.
كما أن مبدا استمرار ية المرفق العام أشار إليه قانون 01/00المتعلق بالبلدية بموجب المادة
42والتي نصت على انه ":في حالة حل المجلس الشعبي البلدي ،يعين الوالي خلال 01أيام التي
من أجل ضمان مبدأ استمرار ية المرافق العامة في تقديم خدماتها للجمهور ،نص القانون على
بعض الالتزامات يجب على الموظف مراعاتها والتقيد بها ونذكر من أهمها:
يعرف الإضراب بأنه" :اتفاق العاملين على الامتناع بشكل إرادي عن العمل ،لفترة زمنية
و يعد حق الإضراب من أهم الحقوق المكرسة للموظفين والعمال باعتباره وسيلة للدفاع
عن حقوقهم وحر ياتهم ،و يعد أخطر ما يهدد و يعطل سير المرافق العامة بانتظام واطراد ،رغم
ولقد كرس المؤسس الدستوري الجزائري هذا الحق بموجب المادة 71من دستور"0221:
المعدل والمتمم التي نصت على أنه ":الحقّ في الإضراب م ُعتر َف به ،ويُمار َس في إطار القانون،".
غير أن ذات المادة في الفقرة الثانية ،قضت بمنعه في ميادين أو جعل ممارسته محدودة كالد ّفاع
الوطنيّ والأمن ،أو في جميع الخدمات أو الأعمال العمومي ّة ذات المنفعة الحيو ي ّة للمجتمع.1
كما كرس المشرع الجزائري هذا الحق بم وجب القانون رقم ،219-21كما نص المشرع
على حق الموظف في الإضراب بموجب نص المادة 21من الأمر رقم 12/311المؤرخ في
9111/19/02المتضمن القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية ،والتي جاء فيها ":يمارس
الموظف حق الإضراب في إطار التشر يع والتنظيم ".وحفاظا على مبدأ استمرار ية المرفق العام قيد
-عقد اجتماعات دور ية :وتكون بين ممثلي العمال والممثلين المخولين في المؤسسات والإدارات
-موافقة جماعة العمل :تكون الموافقة على الإضراب عن طر يق الاقتراع السري ،بموافقة أغلبية
العمال المجتمعين في الجمعية العامة ،التي تضم على الأقل نصف عدد العمال ،الذين تتكون منهم
جماعة العمل.2
-الإشعار المسبق :يتحدد عن طر يق المفاضة بين الطرفين المستخدم وممثلي جماعة العمل ،و يكون
في أجل محدد لا يقل عن ثمانية ( )12أيام ،تحسب ابتداء من تاريخ إيداعه لدى المستخدم.3
-المحافظة على الممتلكات :يجب على المستخدم وممثلي العمال ،بمجرد إيداع الإشعار المسبق
بالإضراب ،اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان المحافظة على المنشآت والأملاك وضمان أمنها،
-ضمان الحد الأدنى من الخدمة :إذا كان الإضراب يمس الأنظمة التي يمكن أن يضر انقطاعها
التام استمرار المرافق العمومية الأساسية ،أو يمس الأنشطة الحيو ية الاقتصادية ،أو تموين المواطنين
أو المحافظة على المنشآت والأملاك الموجودة ،يتعين تنظيم مواصلة الأنشطة الضرور ية في شكل
لها" ، 1وتعني أيضا" ،ترك الموظف أو المستخدم وظيفته وباختياره" .وتعبر الاستقالة حقا مشروعا
للموظف وللعامل.
حفاظا على استمرار ية المرافق العامة لتقديم خدماته للمواطنية بصورة منتظمة ،تم تقييدها
يمارس ضمن الشروط المنصوص عليها في هذا القانون الأساسي ،أما المواد 902و 902و991
-يعلن الموظف رغبته الصر يحة في قطع العلاقة الوظيفية ،إلا بطلب كتابي موجه للسلطة المخولة
قانونا بصلاحية التعيين 2عن طر يق السلم الإداري.3
-يتوجب على الموظف أداء المهام الموكلة إليه إلى حين صدور قرار قبول الاستقالة.4
-لا يترتب على طلب الاستقالة أي أثر إلا بعد قبولها الصريح من طرف السلطة التي لها صلاحية
التعيين ،والتي منح لها المشرع أجل شهرين للرد من تاريخ إيداعها ،5إلا أنه ولضرورة المصلحة تم
منح أجل لهذه السلطة مدته شهرين تحسب من انتهاء تاريخ الآجل الأول ،6وبانتهاء هذا الأجل
تصبح الاستقالة فعلية ،7بحيث لا يمكن الرجوع في الاستقالة بعد قبولها.8
/2من حيث الأموال
-1سعد نواف العنزي ،النظام القانوني للموظف العام في ظل قانون الخدمة المدنية الـكويتي ،دار المطبوعات الجامعية الإسكندر ية،
.003 ،8993ص
-2المادة 852من الأمر ،90/96المرجع السابق.
-3المادة 5/850من الأمر ،90/96المرجع السابق.
-4المادة 5/850من الأمر ،90/96المرجع السابق.
-5المادة 5/889من الأمر ،90/96المرجع السابق.
-6المادة 8/889من الأمر ،90/96المرجع السابق.
-7المادة 0/889من الأمر ،90/96المرجع السابق.
-8المادة 8/850من الأمر ،90/96المرجع السابق.
يحتاج كل مرفق عام للقيام بنشاطه صورة منتظمة ومستمرة إلى أموال كالعقارات
والمنقولات ،1وخلافا عن القاعدة العامة التي تجيز الحجز على أموال المدين الذي امتنع عن الوفاء
بدينه ،لا يجوز الحجز عن أموال المرافق العامة وفاءا لما يتقرر للغير من ديون في ذمتها ،ضمانا
لاستمرار ية هذه المرافق في تقديم خدماتها بصورة منتظمة غير متقطعة ،2وهذت ما نصت عليه
المادة 122من القانون المدني والتي جاء فيها ":لا يجوز التصرف في أموال الدولة ،أو حجزها أو
تملـكها بالتقادم.".......
معنى ذلك أن المشرع حصن المال العام من التصرف فيه باي شكل من الأشكال حفاظا
على استمرار ية المرفق العام المناط بها تقديم الخدمات للجمهور بصفة منتظمة ومستمرة.
إلا أن المشرع الجزائري خرج عن المبدأ العام الذي يكفل حماية العام من الحجز عليه ،وذلك
في القانون التوجيهي للمؤسسات العامة الاقتصادية ،3والذي نص على إمكانية التصرف أو التنازل
أو الحجز على ممتلكات التابعة لذمة المؤسسات الاقتصادية حسب القواعد المعمول بها في التجارة
ماعدا الجزء من الأصول الصافية التي تساوي رأس المال التأسيسي.4
من أهم خصائص القانون الإداري أنه قضائي المنشأ ،بسبب مساهمة القضاء الإداري
الفرنسي في إ يجاد وإظهار النظر يات التي تخدم حسن سير المرافق العامة بانتظام واطراد ،وتجلى
تجاه الطرف الآخر إلا لقوة قاهرة ،وهي حادث غير متوقع ولا يمكن دفعه و يكون سببا خارجيا
عن المدين يحرره من التزامه أو يعفيه من المسؤولية ،2وهذه القاعدة لم يكن يؤخذ بها على إطلاقها
وتعتبر هذه النظر ية من أهم النظر يات المتعلقة بمبدأ دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد
وخاصة في مجال العقود الإدار ية ،4و يقصد بها "تلك الحوادث التي تقع بعد التعاقد ،دون أن
تكون معلومة أو متوقعة ،وتجعل تنفيذ العقد مرهقا لاحد طرفيه إرهاقا شديدا ،بحيث يهدده
بخسارة فادحة."5
إلا أن مجلس الدولة الفرنسي أنشأ حالة وسط بين الحالة التي يستطيع فيها المتعاقد أن يفي
بالتزاماته ،وبين القوة القاهرة التي يستحيل فيها تنفيذ الالتزام مطلقا ،ففي هذه الحالة يستطيع
المتعاقد أن يفي بالتزاماته ولـكن سيناله إرهاق مالي شديد ،وهذه هي نظر ية الظروف الطارئة التي
ابتدعها مجلس الدولة الفرنسي من اجل تحقيق المصلحة العامة التي تقتضي بوجوب سير المرافق
العامة بانتظام واطراد من جهة ،واستجابة لقواعد العدل والإنصاف من جهة أخرى.6
فتطبيق هذه النظر ية يؤدي إلى التزام الإدارة المتعاقدة في هذه الظروف بتعو يض المتعاقد
معها حتى لا يتوقف عن تنفيذ العقد أي بهدف معاونته في القدرة على الاستمرار في التنفيذ،7
-1تنص المادة 596من القانون المدني على أنه ":العقد شر يعة المتعاقدين ،فلا يجوز نقضه ،ولا تعديله إلا باتفاق الطرفين ،أو
للأسباب التي يقررها القانون".
-2محمد أبوزيد ،المرجع في القانون الإداري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،5003 ،ص .100
-3عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص .110
-4هاني علي الطهراوي ،القانون الإداري (ماهية القانون الإداري ،التنظيم الإداري-النشاط الإداري) ،دار الثقافة للنشر
والتوز يع ،الطبعة الخامسة ،الأردن ،8951 ،ص .091
-5محمد فؤاد مهنا ،مبادئ وأحكام القانون الإداري ،مؤسسة شباب الجامعة ،الإسكندر ية ،5030 ،ص .808
-6حمدي القبيلات ،القانون الإداري (ماهية القانون الإداري-التنظيم الإداري-النشاط الإداري) ،الجزء الأول ،دار وائل
للنشر ،الطبعة الأولى ،الأردن ،8992 ،ص .090
-7محمد رفعت عبد الوهاب ،مبادئ وأحكام القانون الإداري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،8991 ،ص058
ولـكن لا يكون تعو يضا كاملا لأن الإدارة لم تكن متسببة في هذا الظرف الطارئ ،وإنما يكون
وقد طبق مجلس الدولة الفرنسي هذه النظر ية في مطلع القرن العشرين في مجال العقود التي
يتعلق موضوعها بمرفق عام .وتحديدا في قضية "بوردو" " ،2"Bordeauبين بلدية "بوردو" وشركة
لتوز يع الغاز بموجب عقد امتياز ،3ولما أحيلت القضية إلى مجلس الدولة اشترط لتطبيق هذه
النظر ية ما يلي:
-أن تقع لم تكن بالإمكان توقعها وقت التعاقد ،ولا يمكن دفعها بعد حدوثها ،وليست من
-ألا تجعل هذه الظروف تنفيذ الالتزام مستحيلا كما هو الشأن في حالة القوة القاهرة ،ولـكنها
-يجب أن تكون ا لظروف الطارئة عارضة ،وأنها هي السبب المباشر في قلب التوازن المالي
للمشروع.1
إن الهدف من تعو يض المتعاقد هو تمكينه من الاستمرار في تنفيذ العقد وليس مجرد تعو يضه
عن الخسارة أو الربح الذي فاته بسبب تلك الظروف ،أما إذا توقف رغم قدرته على الاستمرار
ولوكان ذلك بصعوبة بالغة وكلفة تفوق كثيرا ما كان يتوقعه ،فإنه يتعرض لتوقيع الجزاء.2
والجدير بالذكر أن المشرع الجزائري أخذ بهذه النظر ية ،ونص عليها في المادة 12/019من
القانون المدني التي نصت على أنه ":غير أنه إذا طرأت حوادث استثنائية عامة لم يكن في الوسع
توقعها ،وترتب على حدوثها أن تنفيذ الالتزام التعاقدي وإن لم يصبح مستحيلا ،صار مرهقا للمدين
بحيث يهدده بخسارة فادحة ،جاز للقاضي تبعا للظروف وبعد مراعاة لمصلحة الطرفين أن يرد
الالتزام المرهق إلى الحد المعقول ،و يقع باطلا كل اتفاق على خلاف ذلك".
وباستقراء هذ النص القانوني السالف الذكر ،تبين لنا أن المشرع الجزائري نص على هذه
النظر ية في القانون المدني ،فإنه أخذ بالمبدأ الذي أقره مجلس الدولة الفرنسي في قضية "بوردو"
بالنسبة للعقود الإدار ية ،بل وزاد عليه بأن جعل مجال تطبيق هذه النظر ية شاملا بالنسبة للعقود
المدنية.
يشترط لاعتبار الشخص موظفا ً عاما ً أن يكون قد التحق بالوظيفة العامة وفقا ً للشروط
والأوضاع المقررة قانونا ً لشغلها ،بمعنى أن تقوم الجهات المختصة في الدولة بتقليد الشخص الوظيفة
-1ألبرت سرحان ،يوسف جميل ،ز ياد أيوب ،القانون الإداري الخاص ،منشورات الحلبي الحقوقية ،الطبعة الأولى ،بيروت،
،8959ص .19
-2مصطفى أبو زيد فهمي ،القانون الإداري ،الدار الجامعية ،الإسكندر ية ،5022 ،ص .862
العامة بمقتضى قرار إداري أو وفقا ً لعقد استخدام تبرمه معه ،أو بأية طر يقة أخرى ينص عليها
القانون.1
ولـكن القضاء الإداري الفرنسي قد اعترف بصحة بعض التصرفات الصادرة من بعض
الأشخاص الذين لم يصدر قرار بتعيينهم في الوظيفة العامة من السلطة المختصة ،أو ممن كان قرار
والذي يمكن تعر يفه على أنه ":هو الشخص الذي يقوم بأعمال الوظيفة العامة سواء صدر
بتعيينه قرار خاطئ أو معيب ،أو لم يصدر بتعيينه قرار إطلاقا ً"2.
وعرفه البعض الآخر بأنه "هو شخص لم يصدر قرار بتعيينه في الوظيفة العامة ،أو صدر قرار
3
ولـكنه صدر معيباً ،وقام بممارسة بعض التصرفات أو الاختصاصات المعهودة لموظف عام".
وتعتبر هذه النظر ية ضمانا لمبدأ استمرار ية المرفق العام بانتظام واطراد وحماية الغير حسن
النية ،وكان القضاء الإداري الفرنسي الأول في تقريرها ،ولها تطبيقين أولهما متمثل في تطبيق
نظر ية الموظف الفعلي في الظروف العادية ،أما الثاني متمثل في تطبيق نظر ية الموظف الفعلي في
يترتب في الظروف العادية أن تصدر بعض الأعمال والتصرفات المتصلة بالمرافق العامة من
بعض الأفراد رغم أنهم ليسوا موظفين رسميين معينين تعيينا صحيحا ساري المفعول في مجال
الوظائف التي قاموا بها ،و يعد القضاء الإداري تصرفات هؤلاء فترة ممارستهم لتلك الوظائف
صحيحة- 4رغم التطبيق الدقيق لقواعد المشروعية كان يقتضي عدم الاعتراف بصحة هذه
-1عبد الل ّه منصور الشائبي ،نظر ية الموظف الفعلي والموظف الظاهر بين الفقه والقضاء ،مجلة العلوم القانونية والشرعية ،جامعة
https://www.zu.edu.ly/jsls/issus_8/dowanload/paper4.pdf الزاو ية ،العدد الثامن ،ليبيا ،ص .09منشور على الموقع التالي:
-2إسماعيل احفيظه إبراهيم ،أهمية دور الموظف العام في سير المرفق العام ،مجله العلوم القانونية والشرعية ،العدد الأول ،السنة
.09 الأولى ،ديسمبر 8958م ،ص
-3شر يف يوسف خاطر ،الوظيفة العامة ،دار الفكر والقانون ،المنصورة2011 ،م ،ص 01
-4محمد جمال الذنيبات ،الوجيز في القانون الإداري (ماهية القانون الإداري-التنظيم الإداري-القرار الإداري-النشاط الإداري-
العقود الإدار ية-الوظيفة العامة) ،دار الثقافة للنشر والتوز يع ،الأردن ،9101 ،ص .022
التصرفات ،وذلك فقط على أساس مبدأ استمرار ية المرفق العام-حماية لأفراد الجمهور الذين اعتمدوا
بحسن نية على جميع المظاهر الخارجية التي تؤكد أن الشخص موظف عمومي ،ولا يهم في ذلك أن
يكون الموظف الفعلي حسن النية أو سيئها ،وإنما يكفي أن يكون ظهوره بمظهر الموظف المختص
من الجدية والمعقولية بحيث يدفع فعلا إلى الاعتقاد في مشروعية ممارسته لأعماله.1
يعتبر الموظف في الظروف الاستثنائية موظفا فعليا كالأفراد الذين يتصدون لمباشرة الوظيفة
عقب اختفاء وهرب السلطات الشرعية بسبب حرب خارجية أو داخلية أو اضطرابات معينة،
يحمل السكان على اختيار مجموعة منهم دون سند شرعي لتصر يف شؤونهم المحلية الأساسية وتسيير
المرافق العامة .2وتعد تصرفاتهم صحيحة ومشروعة رغم أنهم غير موظفين ،وقد طبق القضاء
الإداري الفرنسي هذه النظر ية أثناء غزو فرنسا في الحرب العالمية الثانية ،3لاسيما في قضية
"مار يون" " ،"Marionوالتي تتلخص وقائعها في أن مجموعة أشخاص قاموا بتكوين لجنة لرعاية مصالح
الإقليم للغزو من قبل الجيش الألماني ،والذي أدى إلى فرار أعضاء المجلس البلدي خوفا من
الوقوع في أيدي سلطات الاحتلال ،وقامت هذه اللجنة المشكلة بالاستيلاء على البضائع والأغذية
لضمان توفيرها على الموطنين ،وعلى إثر ذلك قام "مار يون" وآخرين بالطعن بهذه القرارات الصادرة
عن هذه اللجنة ،مستندين على أن تصرفاتها لا تستند إلى أي أساس قانوني ،وكان رد مجلس الدولة
الفرنسي على هذه الدعوى برفض هذا الطعن المقدم إليه رغم تسليمه بأن هذه اللجنة تشكل سلطة
فعلية لس لها أي صفة إدار ية ،وذلك استنادا إلى الظروف الاستثنائية التي نجمت عن هذا الغزو
لهذا الإقليم من شانها إضفاء طابع الضرورة والاستعجال على التصرفات التي قامت بها هذه اللجنة،
مما يودي إلى اعتبار هذه القرارات صحيحة وسليمة قانونيا وكأنها صادرة عن سلطة إدار ية.4
-1محمد فؤاد عبد الباسط ،القانون الإداري (تنظيم الإدارة-نشاط الإدارة-وسائل الإدارة) ،دار الجامعة الجديدة للنشر،
الإسكندر ية ،دون سنة نشر ،ص .902
-2علي خطار شنطاوي ،القانون الإداري الأردني (مبادئ القانون الإداري-التنظيم الإداري-نشاط الإدارة العامة) ،الكتاب
الأول ،دار وائل للنشر ،الطبعة الأولى ،الأردن ،9112 ،ص .222
-3محمد جمال الذنيبات ،المرجع السابق ،ص .024
-4حمدي القبيلات ،المرجع السابق ،ص .212
وقد اعترف القضاء الإداري المصري بنظر ية الموظف الفعلي في الظروف الاستثنائية،
فقضت المحكمة الإدار ية العليا في حكمها الصادر في 92نوفمبر عام 0214بأن ":نظر ية الموظف
الفعلي-كما جرى بذلك قضاء هذه المحكمة-لا تقوم إلا في الأحوال الاستثنائية البحثة ،تحت إلحاح
الحاجة إلى الاستعانة بمن ينهضون بتسيير دولاب العمل في بعض الوظائف ضمانا لانتظام المرافق
العامة ،وحرصا على تأدية خدماتها للمنتفعين بها ،باضطراد ودون توقف ،وتحتم الظروف غير العادية
أن تعهد جهة الإدارة إلى هؤلاء الموظفين بالخدمة العامة إذ لا يتسع أمامها الوقت لاتباع أحكام
الوظيفة في شأنهم"1.
إن إنشاء مرافق عامة يكمن في تلبية الاحتياجات العامة للمواطنين ،بما أن هذه الاحتياجات
متجددة ومتغيرة باستمرار ،فإن الأمر يقضي بالضرورة تجدد وتغيير وتعديل طرق عمل وسير المرافق
فيتم وضع الموظفين في مركز لائحي تنظيمي قابل للتغيير والتعديل من طرف الإدارة بما
يتوافق ومقتضيات تطوير الأجهزة الإدار ية لمواجهة ومواكبة ما يطرأ على الاحتياجات العامة،
أما بالنسبة للعقود ،فيمكن للإدارة أن تدخل التعديلات اللازمة عليها لتتكيف مع الأوضاع
تناولنا فيما سبق ،أن للمرافق العامة أنواع مختلفة ،وهذا يؤدي بالضرورة إلى اختلاف طرق
تسييرها ،وإن اختيار أسلوب تسيير المرافق العامة يرجع أساسا إلى عدة اعتبارات ،سواء سياسية
يسمى بالاستغلال المباشر وأسلوب المؤسسة العمومية (الفرع الأول) ،أن الواقع أثبت نتائج غير
مجدية من خلال اتباع الإدارة أسلوبي الاستغلال المباشر والمؤسسة العمومية في تسيير مرافقها،
الذي أدى إلى عدم مسايرة متطلبات المواطنين ولم يحقق مبدأ النجاعة والجودة والسرعة المطلوبة،
خاصة أن بعض المرافق العمومية تحتاج في إدارتها للمرونة بسبب طبيعتها التي تخضع للمنافسة
مما أدى بالمشرع إلى تبني أسلوب أخر غير الأسلوب التقليدي لتسيير المرافق العمومية ،وهو
ما يعرف بالتسيير غير المباشر باشراك القطاع الخاص عن طر يق أسلوب العقد الإداري من أجل
الاستفادة م ن خبرة وأساليب وإمكانيات القطاع الخاص في تقديم الخدمات العمومية ،لـكن
بإشراف الدولة بمختلف هيئاتها ،لتسيير المرافق العمومية ،قصد تحسين الخدمات التي تقدمها المرافق
العامة التي ترقى إلى تطور المواطنين من جهة ،ومن جهة أخرى تخفيف الأعباء الملقاة على كاهل
الإدارة تحقيقا للمصلحة العامة ،وهو ما يعرف بتفو يض المرافق العامة لتسيير المرافق العامة (الفرع
الثاني).
تحتكر الدولة في الـكثير من المرافق العامة النشاط الذي يقوم به ،وتنفق الأموال وتعيين
الموظفين وتراقب سير المرفق ونشاطه ما أصطلح عليه بطر يقة الاستغلال المباشر (أولا) ،وأحيانا
أخرى نجد الدولة لجأت إلى طر يقة أكثر مرونة في تسيير المرافق العمومية ذلك بخلق مؤسسات
"أن تقوم الدولة والجماعات المحلية بإدارة المرفق مستعينة بأموالها وموظفيها مستعملة في ذلك
1
وسائل القانون العام".
"أن تقوم الإدارة بنفسها بتشغيل المرفق بأساليب القانون العام مستخدمة في ذلك أموالها
وموظفيها ،سواء كانت الإدارة مركز ية أو محلیة على أساس أن المرفق العام لا یملك استقلالية
2
مالیة ولا شخصية معنو ية ولا جهاز تسیر خاص به".
أما الأستاذ أحمد محيو عرفه" :عندما يؤمن تسيير المرفق العام مباشرة من قبل المجموعة العامة
(دولة ،جماعات محلية) والتي تتولى مسؤوليته ،فالإدارة تتصرف بواسطة وكلائها ووسائلها المادية
3
مستعملة أدوات القانون العام".
أما الأستاذ سليمان الطماوي بأنه" :الطر يقة التي تقوم الدولة والجماعات المحلية بإدارة مرفق
4
عام مستعينة بأموالها وموظفيها ومستعملة في ذلك وسائل القانون العام".
أما من جهة المشرع الجزائري ،فإنه لم يعطي تعر يفا له ،واقتصر دوره بالإشارة إليه في كل
من قانون البلدية 5وقانون الولاية ،6حيث نصت المادة 020من قانون البلدية على ما يلي" :يمكن
الاستغلال المباشر في ميزانية البلدية .ويتولى تنفيذها أمين خزينة البلدية طبقا لقواعد المحاسبة
العمومية".
على ضوء هذه التعار يف والنصوص القانونية يتبين لنا ،أن الاستغلال المباشر لا يتمتع
بالشخصية المعنو ية ،وأن الموظفون العاملون في هذه المرافق هم موظفون عموميون يخضعون فبما
یتعلق بتعينهم وتحديد مرتباتهم واختصاصاتهم لقانون الوظيفة العامة .كما أن أموال هذه المرافق
هي أموال عامة والقرارات التي تصدرها قرارات إدار ية والعقود التي يبرمونها عقود إدار ية تتضمن
قد تجد الدولة من الأنسب لتحقيق مصلحة المرفق العام وفاعلية أداء خدماته للأفراد ،ألا
تتولى إدارته بطر يق الإدارة المباشرة عن طر يق وزاراتها ،وإنما عن طر يق إنشاء مؤسسات عامة
يعتبر أسلوب المؤسسة العامة وسيلة من وسائل إدارة المرفق العام وأكثرها شيوعا وانتشارا،3
ولم يستقر الفقه على تعر يف واحد للمؤسسة العامة ،رغم ما أفردوه من أراء وأبحاث مطولة ،في
هذا الشأن.
حيث عرفها الفقيه "بيار لورين فري" " "Pierre Laurent Frierعلى أنها " :شخص معنوي
من القانون العام يسير مرفق عمومي متخصص ،مستقل عن الدولة والجماعات المحلية ،ولـكنه
مرتبط بهما."4
أما الأستاذ "عمار عوابدي" عرفها بأنها " :منظمة إدار ية عامة تتمتع بالشخصية القانونية
والمعنو ية والاستقلال المالي والإداري ،وترتبط بالسلطات الإدار ية المركز ية ،فهي تدار وتسير
وعرفها الأستاذ "أحمد محيو" المؤسسة العمومية على أنها ":شخص اعتباري إداري من النموذج
التأسيسي ،الهدف من إحداثها تأمين التسيير المستقل لمرفق الدولة أو الولاية أو البلدية أو لشخص
من خلال ما تم التطرق إليه من تعر يفات يمكن أن نستنتج بأن المؤسسة العامة هي أسلوب
تدار به المرافق العامة ويتمتع بالشخصية المعنو ية ،والتي تتميز بالخصائص التالية:
أنها تقوم على مرفق عام :بمعنى أنها تدير أحد المرافق العامة كان من الممكن أن
تتولاه الدولة بنفسها أو بواسطة هيئاتها المحلية (البلدية والولاية) ،ولـكنها رأت أنه من الأفضل
إنشاء مؤسسة عامة مستقلة لتتولى إدارة المرفق العام نيابة عنها.4
تتمتع بالشخصية المعنو ية :كما أشرنا أعلاه أن المؤسسة العامة تتمتع بالشخصية المعنو ية،
فانه يترتب عن هذا التمتع النتائج التالية( :أ) أن يكون لها ذمة مالية مستقلة عن الدولة أو
الجماعات المحلية المنشئة لها( ،ب) أن يكون لها حق قبول الهبات والوصايا( ،ج) أن يكون
لها حق التعاقد دون الحصول على رخصة( ،د) أن يكون لها حق التقاضي( ،ه) أن يكون
في نص إنشائها أي إشباع حاجات معينة ومحددة ،1وهي ملزمة بأن لا تحيد عنها وألا تمارس
استقلال المؤسسة العامة مع بقائها مرتبطة برابطة الخضوع الوصاية الإدار ية :إذا
كانت المؤسسة العامة تتمتع بالاستقلالية بما أنها تمثل اللامركز ية في جانبها المرفقي فإن ذلك
لا يعني قطع كل علاقة بينها وبين سلطة الوصاية ،بل تبقى المؤسسة خاضعة لنظام الوصاية
كفكرة مقابلة للاستقلالية المطلقة ،فمن حق الإدارة العامة المركز ية أن تراقب نشاطها بهدف
التأكد من عدم خروجها عن المجال المحدد لها .3ولـكن يجب أن تمارس الإدارة العامة
المركز ية الوصاية ،في حدود القانون تطبيقا لقاعدة "لا وصاية بدون قانون".
وقد نص المشرع الجزائري في المادة 041من قانون الولاية على أنه" :يمكن المجلس الشعبي
الولائي أن ينشئ مؤسسات عمومية ولائية تتمتع بالشخصية المعنو ية والذمة المالية المستقلة من أجل
تسيير مصالحها".
أما قانون البلدية فقد نص على المؤسسة العامة في المادة 022التي كما يلي ":يمكن للبلدية أن
تنشأ مؤسسات عمومية بلدية تتمتع بالشخصية المعنو ية والذمة المالية المستقلة من أجل تسيير
مصالحها".
المؤسسات العامة ذات الطابع الإداري :ومن أمثلتها المدارس والمعاهد والديوان الوطني
للمياه....الخ.
المؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والثقافي والمهني :ومن أمثلتها المجمع الجزائري للغة
العربية.
إن فكرة تفو يض المرفق العام ليست بحديثة العهد ،وإنما تعود إلى بداية القرن الماضي عندما
اتجهت الدولة الفرنسية إلى تفو يض أشخاص القانون الخاص بتسيير بعض المرافق العامة ذات
الطابع الصناعي والتجاري ،لذلك لا تعد تقنية حديثة في تطبيقاتها ،1بل أن جذورها تعود إلى
عقد الامتياز الذي يشكل أهم الأساليب التي اعتمدتها الدولة الجزائر ية في إدارة استغلال المرافق
العمومية.2
وتبنت العديد من الدول أسلوب تفو يض المرافق العمومية لتسييرها ،من ضمنها الجزائر وذلك
العمومية ،إضافة إلى المرسوم التنفيذي رقم ،0224/02المتعلق بتفو يضات المرفق العام ،كتنظيم
وللتفصيل أكثر سنعالج في هذا الفرع ،بيان مفهوم تفو يض المرافق العمومية(أولا) ،وأسس
تفو يض المرافق العامة (ثانيا) ،وأشكال تفو يضات المرافق العمومي) رابعا).
1
-Jean François Auby, les services publics locaux, collection Que sais-je ?,Paris, 1997,p 16. Voir:
le site www.quesaisje.com le 03/03/2020 a 21.00.
-2سهيلة فوناس ،تفو يض المرافق العمومية في التشر يع الجزائري ،رسالة دكتوره ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود
معمري ،تيزي وزو ،9102 ،ص .91
-3المرسوم الرئاسي 949/02المؤرخ في 01سبتمبر 9102يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفو يضات المرفق العام ،ج ر ج
ج عدد 42صادر 01سبتمبر .9101
- 4المرسوم تنفيذي 022/02المؤرخ في 19أوت 9102يتعلق بتفو يض المرفق العام ،ج ر ج ج عدد 42صادر في 12أوت
.9102
أولا :مفهوم تفو يض المرفق العام
تعددت التعر يفات الخاصة بتفو يض المرفق العام وذلك راجع لتعدد أشكاله ،لذلك سيتم
التطرق إلى التعر يف الفقهي لتفو يض المرافق العامة (أ) ،وإلى التعر يف التشر يعي(ب).
استعمل مصطلح تفو يض المرفق العام لأول مرة في الفقه الفرنسي ،ولم يتناول الفقه
الجزائري هذ ه التقنية إلا ناذرا ،وذلك راجع إلى صعوبة تحديد مدلولها لغياب تنظيم يحكمها قبل
سنة ،9102في حين تناولها الفقه المغربي باستفاضة لتكريسها من قبل المشرع المغربي سنة .19112
فبالنسبة للفقه الفرنسي فإن مصطلح تفو يض المرفق العام أو ما يسمى ب délégation de
،service publicظهر لأول مرة على يد الأستاذ " "Jean François Aubyسنة 0229ضمن
دراسة تتعلق بالمرافق العامة المحلية ،حيث عرفه على أنه ":العقد الذي يهدف إلى تحقيق الأهداف
التالية:
-أن يعهد إلى شخص آخر يطلق عليه تسمية (صاحب التفو يض).
-أن يتحمل صاحب التفو يض مسؤولية تشغيل المرفق العام ،وإقامة علاقة مباشرة مع
المستفيدين الذين تؤدى إليهم الخدمات مقابل تأديتهم لتعر يفات محددة.
-أن يتقيد صاحب التفو يض بالمدة المحددة والتي تعكس الاستثمارات التي تهدف إلى
تغطيتها".2
وعرفه الأستاذ " "chapusعلى أن ":عقود تفو يض المرفق العام هو عقود موضوعها تكليف
المتعاقد مع الإدارة مهمة تنفيذ مرفق عام إداري أو اقتصادي بصورة جزئية أو كلية".3
"les contrats de délégation de services publics sont les contrats ayant pour
objet de confier au contractant de l’administration، la charge d’assurer en tout
أما الفقه العربي فقد عرفه الدكتور وليد حيدر جابر على أنه ":كل عمل قانوني تعهد بموجبه
جماعة عامة ضمن اختصاصاتها ،ومسؤولياتها ،لشخص آخر إدارة واستثمار مرفق عام بصورة كلية
أو جزئية مع أو بدون بناء منشآت عامة لمدة محددة وتحت رقابتها ،وذلك مقابل عائدات يتقاضاها
أما الأستاذ مروان محي الدين قطب على أنه ":تفو يض مرفق عام يعني أن تعهد الدولة أو
أحد الأشخاص القانون العام ،إدارة واستغلال مرفق عام ،إلى شخص طبيعي ومعنوي ،غاليا ما
5
يكون من أشخاص القانون الخاص".
أما الفقه المغربي فقد حاول أساتذة القانون الإداري تحديد مدلول تفو يض المرفق العام،
حيث عرفه الأستاذ "بوعشيق" على انه ":عقد إداري تحدد السلطة العامة المفوض له داخل المجال
الترابي المحدد في مدار التفو يض باستغلاله وتدبيره للمرفق العام الصناعي والتجاري المحلي لمدة
أما الأستاذ عبد الل ّه حداد عرفه على أنه ":طر يقة جديدة من بين الطرق المعتمدة لتسيير
المرافق العامة ،تتشابه مع عقد الامتياز ،وتختلف عنه لأن المدة الزمنية لعقد الامتياز تكون أطول،
- René Chapus, Le Droit Administratif General, tome 1, 15 e, Montchrestien, Paris, 1996, P516.
1
أما في الفقه الجزائري ،فنادرا تم التطرق إلى تعر يف تفو يض المرفق العام ،نظرا لحداثتها هذه
التقنية ،إلا أن هذا لم يمنع القليل من محاولة تحديد مدلول التفو يض منهم الأستاذ "رشيد زوايمية"
أ -المدلول الأول :وفقا لهذا المدلول فإن تفو يض المرفق العام يعد بمثابة عمل قانوني يسمح أو
يخول للهيئات العمومية بنقل مهمة تسيير المرفق العام إلى أشخاص القانون الخاص.
ب -المدلول الثاني :يعتبر أسلوب التفو يض طر يقة من طرق تسيير المرفق العام يتولى من
خلاله أشخاص القانون الخاص هذه المهمة التي كانت حكرا على الهيئات العمومية".2
من خلال التعار يف المشار إليها سابقا ،يمكن استنتاج بأن تفو يض المرفق العام هو ":عقد
إداري يخو ل للدولة أو الجماعات الإقليمية أو المؤسسات التابعة لها تسمى السلطة المفوضة ،نقل
تسيير مرفق عام غير سيادي إلى شخص معنوي عام أو خاص يسمى المفوض له ،الذي يتقاضى
إن التعر يفات السابقة لم ترقى إلى تحديد واضح المعالم لمفهوم تفو يض المرفق العام ،سواء من
الناحية الموضوعية أو المسؤولية أو الإجرائية ،مما دفع المشرع إلى التدخل من أجل تعر يف هذه
وسنتناول في هذا الصدد إلى تعر يف المشرع الفرنسي باعتباره السباق للنص على تقنية
تفو يض المرفق العام ،ثم سنتناول موقف المشرع الجزائري من تقنية تفو يض المرافق العامة.
-1زينب خلوط ،تفو يض المرفق العام ،مجلة العلوم القانونية والاجتماعية ،جامعة ز يان عاشور ،الجلفة ،الجزائر ،مجلد ،9العدد
،9109 ،0ص .29
-2سهيلة فوناس ،المرجع السابق ،ص .04
فبالنسبة للمشرع الفرنسي تناول مصطلح التفو يض لأول مرة في القانون 092/29المتعلق
بالإدارة الإقليمية والجمهور ية ،والذي أطلق عليه اسم " 1"Loi Joxوالذي منح من خلاله سلطة
الجماعات الإقليمية تفو يض مرافقها العامة للأشخاص العامة أو الخاصة ،2ثم تم تكريسه في مجال
تفو يض المرافق العامة حيث عرفه القانون 099/22المعروف بقانون " "Sapinبموجب المادة 22
منه المعدلة بمقتضى المادة 12من القانون رقم 0012/9110المتعلق بالإجراءات المستعجلة
للإصلاحات ذات الطابع الاقتصادي والمالي ،والذي يطلق عليه تسمية " 3"Murcefوالتي نصت
على أنه"
"Une délégation de service public est un contrat par lequel une personne
morale de droit public confie la gestion d'un service public dont elle a la
responsabilité à un délégataire public ou privé, dont la rémunération est
substantiellement liée aux résultats de l'exploitation du service. Le délégataire
peut être chargé de construire des ouvrages ou d'acquérir des biens nécessaires
au service".
"تفو يض المرفق العام عقد يعهد من خلاله شخص معنوي عام تسيير مرفق عام وبتولي
مسؤوليته ،للمفوض له ،سواء كان عام أم خاص ،بمقابل مالي مرتبط باستغلال المرفق العام،
إلا أنه وفي نهاية سنة 9102عرف التشر يع الفرنسي عدة مناقشات في هذا الموضوع،
خلصت إلى إعادة النظر في الأشكال التقليدية الأربعة لتفو يضات المرفق العام ،وتماشيا والاجتهاد
1
-loi d’orientation N 92/125 du 06 février 1992 relative à l’administration territoriale de la
République, JO N 33 Du 08 février 1992. Voir le site web www.légifrance.gouv.com vu le
22/03/2020 à 16 :00.
-2سهيلة فوناس ،المرجع السابق ،ص .02
- loi N 93/122 Du 09 janvier 1993, relative à la prévention de la corruption et la transparence de la
3
vie économique et des procédure publiques. JO FR N 25 du 30 janvier 1993, modifié par la loi N
2001/1168 du 11 décembre 2001 portant mesures urgentes réformes caractère économique et
financier. Voir le site web www.légifrance.gouv.com vu le 22/03/2020 à 16 :00.
-4أبو بكر أحمد عثمان ،عقود تفو يض المرفق العام ،دار الجامعة الجديدة ،الإسكندر ية ،9104 ،ص .20
القضائي في فرنسا ،ليبقي على الامتياز كشكل وحيد لتفو يضات المرفق العام ،عدا ما يتعلق
بتفو يضات المرفق العام المتعلق بالجماعات الإقليمية ،الأمر الذي تأكد فعليا سنة .19101
l'article L. 1121-3 du Code de la commande publique définit la délégation de
service public comme « une concession de services ayant pour objet un service
public et conclue par une collectivité territoriale, un établissement public local,
» un de leurs groupements, ou plusieurs de ces personnes morales.2
أما المشرع الجزائري فإنه لم يضع نظام قانوني خاص بتقنية التفو يض وإنما أشار إليها في
نصوص متناثرة لاسيما قانون 09/12المتعلق بالمياه ،3حيث نصت المادة 010منه على أنه":
......يمكن للدولة منح امتياز تسيير الخدمات العمومية للمياه لأشخاص خاضعين للقانون العام،
على أساس دفتر الشروط ونظام الخدمة يصادق عليها عن طر يق التنظيم ،كما يمكن تفو يض كل
أو جزء من تسيير هذه الخدمات لأشخاص معنو يين خاضعين للقانون العام والخاص بموجب
اتفاقية ،".إضافة إلى تخصيص قسم خاص من المادة 014إلى المادة 001من هذا القانون تحت
وبالرجوع إلى قانون البلدية رقم 01/00الذي نص فيه صراحة على أسلوب تفو يض المرفق
العام مع إبقائه على الأساليب التقليدية المتمثلة في الاستغلال المباشر والمؤسسة العمومية وأسلوب
الامتياز ،وذ لك استعماله عبارة تفو يض المصالح العمومية بموجب المادة 021منه ،4إلا أن
المشرع لم يفصل في مفهوم التفو يض ربما تركه لمجال التنظيم ،إضافة إلى قصره فقط في المصالح
-1حساين سامية ،لميز لأمينة ،قراءة نقدية في تفو يض المرفق العام على ضوء المرسوم الرئاسي 949/02والمرسوم التنفيذي
،022/02مجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة ابن خلدون ،تيارت ،مجلد ،4عدد ،9102 ،19ص .22
2-Ordonnance n° 2016-65 du 29 janvier 2016 et son décret d’application n° 2016-86 du 1 février
2016.
-3قانون 09/12مؤرخ في 14أوت ،9112يتعلق بالمياه ،ج ر ج ج عدد 11صادر في 14سبتمبر ،9112معدل ومتمم
بموجب قانون رقم 12/12مؤرخ في 92جانفي ،9112ج ر ج ج ،عدد 14صادر في 99جانفي ،9112معدل ومتمم
بموجب الأمر رقم 19/12مؤرخ في 99جو يلية ،9112عدد 44صادر في 99جو يلية .9112
-4تنص المادة 021من قانون 01/00المتعلق بالبلدية على أنه ":يمكن البلدية أن تفوض تسييـر المصالح العمومية المنصوص عليها
في المادة 042أعلاه عن طر يق عقــد برنامج أو صفقة طلبية طبقا للأحكام التشر يعية والتنظيمية المعمول بها".
مما سبق ،نستنتج أن المشرع الجزائري في قانون المياه وقانون البلدية اعتبر تفو يض المرفق
العام طر يقة مستقلة في حد ذاتها للتسيير ،لا تشمل الامتياز وإنما تختلف عنه.
بتنظيم الصفقات العمومية وتفو يضات المرفق العام بتفو يضات المرفق العام ،لاسيما المادة 919
التي عرفته على أنه ":يمكن للشخص المعنوي الخاضع للقانون العام المسؤول عن المرفق العام ،أن
يقوم بتفو يض تسييره إلى المفوض له ،وذلك مالك يوجد حكم تشر يعي مخالف .و يتم التكفل بأجر
وتقوم السلطة المفوضة التي تتصرف لحساب شخص معنوي خاضع للقانون العام بتفو يض
وبهذه الصفة ،يمكن للسلطة المفوضة أن تعهد للمفوض له إنجاز منشآت أو اقتناء ممتلكات،
نلاحظ في هذا الصدد أن التعر يف الموجود في المادة 919من المرسوم الرئاسي 949/02
هو نفس التعر يف الذي أقره المشرع الفرنسي في قانون " "murcefمن خلال المادة 12منه.1
إضافة إلى أن المادة 14من المرسوم التنفيذي 022/02أجازت للمؤسسات ذات الطابع
الإداري التابعة للجماعات الإقليمية ،أن تفوض تسيير مرفق عام ،علما أن هذه المؤسسات هي
أيضا تسير مرفق عاما ،وهذه الأخيرة تتصف بعد مردوديتها ،وعلى هذا الأساس نتساءل حول
كيفية التكفل بأجر المفوض له ،خاصة إذا علمنا أن المادة 919من المرسوم الرئاسي تنص على
التكفل بأجر المفوض له يتم بصفة أساسية من استغلال من استغلال المرفق العام.2
نستنتج من التعار يف السابقة (الفقهية والتشر يعية) ،أن لتحقيق تقنية تفو يض المرفق العام
يشترط توفر مجموعة من الأسس عند تخلفها لا نكون أمام تفو يض المرفق العام ،يتمثل الأول في
-1حسام الدين بر يكة ،تفو يض المرفق العام مفهوم جديد ومستقل في إدارة المرافق العامة ،مجلة المفك ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
عدد ،04ص .292
-2حساين سامية ،لميز لأمينة ،المرجع السابق ،ص .21
وجود مرفق عام قابل للتفو يض( ،)0أما الثاني متمثل في وجود علاقة تعاقدية بين السلطة صاحبة
التفو يض والمفوض له ( ،)9أما الثالث فيتمثل في استغلال المرفق العام وارتباط هذا الاستغلال
بالمقابل المالي(.)2
يستشف من نص المادة 919من المرسوم الرئاسي ،أنه يجوز تفو يض المرافق العامة بشتى
أنواعها إلا إذا ورد حكم تشر يعي يمنع ذلك ،1وتأكيدا لهذا الاستنتاج ما قضت به المادة 19من
المرسوم التنفيذي 022/02على عدم إمكانية تفو يض تسيير المرافق العامة خاصة أذا كانت هذه
الأخيرة تتولى مهام سيادية ،بمعنى أن هذين التنظيمين منحا إمكانية مشاركة القطاع الخاص في
ممارسة تقنية تفو يض المرافق العامة لتسيير بعض المرافق ومنعها عن البعض الأخر .وعليه ،نتساءل
عن ماهية المرافق العامة القابلة للتفو يض ،وغير القابلة لذلك؟
إن جميع المرافق باختلاف أنواعها قابلة للتفو يض من حيث المبدأ ،ذلك أن أي قيد أو مانع
على مبدأ جواز تطبيق تقن ية التفو يض يعلن عنه بموجب نص قانوني أو تنظيمي ،أو قد يكون
موضوع اجتهاد قضائي ،إلا أن كلا من التشر يع والاجتهاد أجازا تطبيق تقنية التفو يض على كافة
المرافق بغض النظر عن طبيعتها ،إلا هذا التطبيق يبقى نسبيا ،وتبقى المرافق العامة الصناعية
والتجار ية الميدان الأفضل لتقنية التفو يض ،2أما بالنسبة للمرافق العامة الإدار ية فقد تضارب
الآراء حول إمكانية تفو يضها بسبب عدم استهدافها الربح الذي يمثل المعيار الأساسي لاستدراج
القطاع الخاص.
وتأكيدا لذلك ،اقر مجلس الدولة الفرنسي رأيا صادر بتاريخ 19أكتوبر 0221أكد فيه على
أن ":الطابع الإداري للمرفق العام لا يمنع الجماعة المحلية من توكيل تنفيذه لأشخاص خاصة ،إلا
المرافق العامة بسبب طبيعتها أو إرادة المشرع بأن تسير بطر يقة مباشرة من طرف الجماعة المحلية"3.
-1حيث حددت المادة 042المصالح العمومية للبلدية ،أما المادة 9/021التي نصت على أنه ":ويمكن تسيير هذه المصالح مباشرة
في شكل استغلال مباشر أو في شكل مؤسسة عمو مية بلدية عن طر يق الامتياز أو التفو يض ،".قانون ،01/00المرجع السابق.
-2صالح زمال بن علي ،المرجع السابق ،ص .011
-3سهيلة فوناس ،المرجع السابق ،ص .92
"le caractère administratif d'un service public n'interdit pas la collectivité
territoriale compétence d'en confier l'exécution à des personnes privées sous
réserve toutefois que le service ne soit pas au nombre de ceux qui, par leur
nature ou par la volonté du législateur, ne peuvent être assurés que par la
"collectivité territoriale elle-meme.1
من المهم الإشارة أخيرا أن تقنية التفو يض في إدارة المرفق العام تختلف في تطبيقاتها بين
الدولة وأخرى ،وذلك بحسب الأوضاع القانونية والسیادیة والاجتماعية السائدة إضافة إلى طبيعة
نشاط المرفق العام ،ومن جهتنا نرى أن هناك بعض المرافق التي لا يجوز تطبيق تقنية التفو يض
عليها ،لارتباطها بسيادة الدولة مثل مرفق العدالة ،الدفاع ،الشرطة ،التعليم ،الصحة ،رئاسة
الجمهور ية ،المجلس الدستوري ،الشؤون الخارجية ،وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة
العمرانية ،ووزارة المالية ،أو لارتباطها بامتيازات السلطة كسلطة الضبط والانتخابات والحالة
المدنية ،أو ارتباطها باحتكار الدولة لتسييرها واستغلالها مثل مرفقي توز يع الغاز والـكهرباء.
لإبرام عقد التفو يض اشترط المشرع وجود طرفين ،فالطرف الأول متمثل في شخص من
أشخاص القانون العام وهو ما يسمى بالسلطة المفوضة أو مانح التفو يض ،وينبغي أن يكون من
أشخاص القانون العام (الدولة والولاية والبلدية والمؤسسات ذات الطابع الإداري التابعة لها) ،أما
الطرف الثاني متمثل في شخص يسمى المفوض له أو صاحب التفو يض ،فيمكن أن يكون شخص
فالعلاقة التي تقوم بين السلطة المفوضة والمفوض له هي علاقة تعاقدية ،وبالتالي خضع طرفي
العقد إلى البنود والأحكام المدرجة في العقد ،2وقد أشار المرسوم التنفيذي 022/02لاسيما المادة
14منه 3على يكن تفو يض المرفق العام بموجب اتفاقية التفو يض ،والتي تشكل بدورها عقدا
1
- l’avis de conseil d’état français du 07 octobre 1986.voir le site web , www.senat.fr le 22/03/2020
a 22.00.
-2مروان محي الدن قطب ،طرق خصخصة المرافق العامة ،الامتياز الشركات المختلطة ،تفو يض المرفق العام ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،لبنان ،9112 ،ص .441
-3تنص المادة 14من المرسوم التنفيذي رقم 022/02على أنه ":يمكن الجماعات الإقليمية والمؤسسات العمومية ذات الطابع
الإداري التابعة لها ،والمسؤولة عن مرفق عام ،التي تدعى في صلب النص "السلطة المفوضة" ،أن تسير مرفق عام إلى شخص معنوي
عام أو خاص ،خاضع للقانون الجزائري ،ويدعى في صلب النص " المفوض له" ،بموجب اتفاقية" ،المرجع السابق.
إدار يا بمقتضى المادة 11من ذات المرسوم ،1كون أحد أطرافها شخصا عاما ،وموضوعها تنفيذ
مرفق عام ،وتتضمن هذه الاتفاقية شروط استثنائية مثل حق السبطة المفوضة إنهاء العقد بإرادة
منفردة.
لا يكفي لقيام تفو يض المرفق العام توفر الأسس الأخرى من وجود مرفق عام قابل
للتفو يض وقيام العلاقة التعاقدية بين السلطة المفوضة والمفوض له ،بل لابد أن يكون موضوع
العقد استغلال مرفق عام ،وان يرتبط هذا الاستغلال بقابل مالي يخصل عليه المفوض له بنتائج
فبالنسبة لاستغلال المرفق العام هو أن يقوم المفوض له بتسيير المرفق العام وتشغله وفقا للغاية
التي أنشئ من أجلها تحت إشراف ورقابة السلطة المفوضة ،كما عليه أن يتحمل مخاطر التشغيل،
ويتولى المفوض له استغلال المرفق على نفقته ،كما يلقى على عاتقه تمو يل عملية التشغيل.
و يترتب على إدارة واستغلال المرفق العام على نفقة المفوض له مجموعة من النتائج:3
-أن تمنح اتفاقية تفو يض المرفق العام للمفوض له الحق في تحديد القواعد والأنظمة الداخلية
التي يخضع لها المرفق العام موضوع التشغيل والمتعلقة بتأدية خدمات وعمليات التشغيل.
-يجب على المفوض له استخدام الأجراء والعاملين من أجل تأمين الأعمال المتعلقة بالتشغيل
-إخضاع العلاقة بين المفوض له والمستفيدين من خدمات المرفق العام لأحكام القانون
الخاص.
أما بالنسبة لارتباط المقابل المال بنتائج استغلال المرفق العام ،بما أن المقابل المالي يجب أن
يعكس تحمل المفوض له لمخاطر استغلال التي تنتج عن تسييره للمرفق العام على نفقته ومسؤوليته،
-1تنص المادة 11من المرسوم 022/02على أنه ":اتفاقية تفو يض المرفق العام عقد إداري يبرم طبقا للتشر يع والتنظيم المعمول
بهما وأحكام هذا المرسوم ،".المرجع السابق.
-2نص المادة 893من المرسوم الرئاسي 813/51على أنه":
-3مروان محي الدن قطب ،المرجع السابق ،ص .442
وهذا لا يعني أن مصدر المقابل المالي من المستفيدين من خدمات المرفق محل التفو يض فقط،
بل يمكن أن توجد مصادر تمو يل أخرى تعكس الارتباط بنتائج الاستغلال ،وإن كان جزء من
المقابل المالي يدفع من قبل الشخص العام أو كان هذا الأخير يساهم في دعم المرفق.1
بحسب نص المادة 901من المرسوم الرئاسي 949/02فإن أشكال تفو يض المرفق العام
تختلف على حسب مستوى التفو يض ،والخطر الذي يتحمله المفوض له ،ورقابة السلطة المفوضة،
وقد عدد ذات المادة أشكال التفو يض على سبيل المثال كما يلي ،الامتياز ،أو الإ يجار ،أو الوكالة
وأشارت المادة 42من المرسوم التنفيذي 022/02إلى معيار أخر يمكن أن يكون على
أساسه اختلاف تفو يض المرفق العام ،ألا وهو مدى تعقيد المرفق العام ،وعدد الماد 29من
ذات المرسوم أشكال تفو يض المرفق العام ،وهو نفس التعداد الذي أشارت إليه المادة 901من
وللتفصيل أكثر في أشكال تفو يض المرفق العام ،سيتم تقسيم هذه الفقرة إلى الامتياز والإ يجار
تلجا الإدارة في أكثر الأحوال إلى التعاقد مع أشخاص القطاع الخاص من اجل إدارة مرفق
(أ)الامتياز
عرف التشر يع الجزائري عقد امتياز المرفق العام بموجب المادة 22من المرسوم التنفيذي
022/02على أنه ":الامتياز هو الشكل الذي تعهد من خلاله السلطة المفوضة له إما إنجاز منشآت
أو اقتناء ممتلكات ضرور ية لإقامة المرفق العام واستغلاله ،وإما أن تعهد له فقط استغلال المرفق
العام.
المفوضة .ويمول المفوض له بنفسه الإنجاز واقتناء الممتلكات واستغلال المرفق العام ،ويتقاضى
ويمكن تمديد هذه المدة بموجب ملحق مرة واحدة بطلب من السلطة المفوضة ،على أساس
تقرير معلل لإنجاز استثمارات مادية غير منصوص عليها في الاتفاقية شر يطة ألا تتعدى مدة التمديد
من خلال هذا التعر يف ،نستنتج أن لعقد امتياز المرافق العامة خصائص متمثلة فيما يلي:
-أن السلطة المفوضة في عقد امتياز المرافق العامة هي الجماعات الإقليمية والمؤسسات العمومية
-المفوض له يكون شخص معنوي عام أو شخص معنوي خاص بشرط خضوعه للقانون
الجزائري.
-ينصب عقد امتياز المرفق العام على إنشاء واستغلال مرفق عام ،أو استغلاله فقط.
-إن عقد امتياز المرفق العام هو عقد محدد المدة ب ثلاثين سنة ،ويمكن تمديد هذه المدة
عرف التشر يع الجزائري عقد إ يجار المرفق العام بموجب المادة 24من المرسوم التنفيذي
022/02على أنه ":الإ يجار هو الشكل الذي تعهد من خلاله السلطة المفوضة له تسيير وصيانة
المرفق العام ،م قابل إتاوة سنو ية يدفعها لها .ويتصرف المفوض له لحساب مع تحمل كل المخاطر
وقد تعترض المفوض له مخاطر تجار ية تتعلق بإيرادات الاستغلال ،وكذا مخاطر صناعية
تحدد مدة اتفاقية تفو يض المرفق العام في شكل الإ يجار بخمس عشرة ( )02سنة كحد
أقصى.
ويمكن تمديد هذه المدة بموجب ملحق مرة واحدة بطلب من السلطة المفوضة ،على أساس
تقرير معلل لإنجاز استثمارات مادية غير منصوص عليها في الاتفاقية شر يطة ألا تتعدى مدة التمديد
من خلال هذا التعر يف ،نستنتج أن لعقد إ يجار المرافق العامة خصائص متمثلة فيما يلي:
-تتولى السلطة المفوضة إقامة المرفق العام وتحمل نفقات المنشآت ،بحيث يتسلم المفوض له
-يتولى المفوض له تسير المرفق العام أو تسييره وصيانته ،مع تحمل المخاطر كلها التي يمكن أن
-يستغل المفوض له المرفق العام بمقابل إتاوة يقدمها للسلطة المفوضة سنو يا ،ويتقاضى
-مدة عقد إ يجار المرفق العام خمس عشرة ( )02سنة ،ويمكن تمديد هذه المدة كحد أقصى
علاوة على تفو يض المرفق العام على شكل الامتياز والإ يجار ،أضاف التنظيم إليهما شكل
عرف التشر يع الجزائري عقد الوكالة المحفزة لتفو يض المرفق العام بموجب المادة 22من
المرسوم التنفيذي 022/02على أنها ":الوكالة المحفزة هو الشكل الذي تعهد من خلاله السلطة
يستغل المفوض له المرفق العام لحساب السلطة المفوضة التي تمول بنفسها المرفق العام وتحتفظ
ويدفع للمفوض له أجر مباشرة من السلطة المفوضة في شكل منحة تحدد بنسبة مئو ية من
رقم الأعمال ،تضاف إليه منحة الإنتاجية وعند الاقتضاء ،حصة من الأرباح.
تحدد السلطة المفوضة بالاشتراك مع المفوض له التعر يفات التي يدفعها مستعملو المرفق العام،
تحدد مدة اتفاقية تفو يض المرفق العام ،في شكل الوكالة المحفزة بعشر ( )01سنوات كحد
أقصى.
ويمكن تمديد هذه المدة بموجب ملحق مرة واحدة بطلب من السلطة المفوضة ،على أساس
تقرير معلل لإنجاز استثمارات مادية غير منصوص عليها في الاتفاقية شر يطة ألا تتعدى مدة التمديد
من خلال هذا التعر يف ،نستنتج أن للوكالة المحفزة كعقد لتفو يض المرافق العامة خصائص
-تتحمل السلطة المفوضة إقامة المرفق العام وتموله بنفسها ،وتحتفظ بإدارته وتتحمل رقابته
-المفوض له يقوم بتسيير المرفق العام أو تسيره وصيانته لحساب السلطة المفوضة ،مع تحمله
-أشرك التنظيم صلاحية تحديد التعر يفة التي يدفعها مستخدمو المرفق العام بين السلطة
المفوضة والمفوض له ،والتي يحصلها هذا الأخير لحساب السلطة المفوضة.
-يتحصل المفوض له أجرا يحصل عليه مجددا بنسبة مئو ية من رقم الأعمال مضاف إليها منحة
عرف التشر يع الجزائري عقد التسيير لتفو يض المرفق العام بموجب المادة 21من المرسوم
التنفيذي 022/02على أنه ":التسيير هو الشكل الذي تعهد من خلاله السلطة المفوضة له تسيير
المرفق العام ،أو تسييره وصيانته ،بدون أي خطر يتحمله المفوض له.
يستعمل المفوض له المرفق العام لحساب السلطة المفوضة التي تمول بنفسها المرفق العام
ويدفع للمفوض له أجر مباشرة من السلطة المفوضة في شكل منحة تحدد نسبة مئو ية من
رقم الأعمال ،تضاف إليه منحة الإنتاجية .و يتم تحديد التعر يفات التي يدفعها مستعملو المرفق
العام مسبقا في دفتر الشروط من طرف السلطة المفوضة التي تحتفظ بالأرباح.
وفي حالة العجز ،تعوض السلطة المفوضة المسير بأجر جزافي ،و يحصل المفوض له التعر يفات
لا يمكن أن تتجاوز مدة اتفاقية تفو يض المرفق العام في شكل التسيير خمس ( )12سنوات".
يتفق عقد الوكالة المحفزة وعقد الإ يجار كشكلين لتفو يض المرفق العام في كثير من
الخصائص ،خاصة ما يتعلق في كون السلطة المفوضة هي التي تتحمل نفقات إنشاء المرفق العام
وتحتفظ بإدارته ورقابتهكلية ،وأن يقوم المفوض له بتسيير المرفق العام أو تسييره وصيانته ،ويتحصل
على المقابل المالي بنسبة مئو ية محددة من رقم الأعمال مضاف إليها المنحة الإنتاجية ،إلا أن عقد
-في حالة عجز في عقد التسيير نعوض السلطة المفوضة المفوض له اجر جزافي ،عكس الوكالة
-تحدد السلطة المفوضة التعر يفات التي يدفعها مستعملو المرفق العام مسبقا في دفتر الشروط
وبإرادة منفردة ،بينما في عقد الوكالة المحفزة فيكون ذلك باشتراط طرفي العقد.
-مدة عقد الوكالة المحفزة أطول ب خمس ( )2سنوات من عقد التسيير.