Professional Documents
Culture Documents
الفوج05 :
العنوان:
العمارة هي فن وعلم تصميم وتخطيط وتشييد المباني والمنشآت ليغطي بها اإلنسان احتياجاته
المادية أو المعنوية وذلك باستخدام مواد وأساليب إنشائية مختلفة .ويتسع مجال العمارة ليشمل
مجاالت مختلفة من نواحي المعرفة والعلوم اإلنسانية ،مثل الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا
والتاريخ وعلم النفس والسياسة والفلسفة والعلوم االجتماعية والثقافة والفن بصيغته الشاملة.
عمراني ،وتخطيط عمراني ،والتخطيط اإلقليمي ،وهندسة عمارة البيئة )أو على
المستوى الجزئي( التأثيث المدني والتصميم الداخلي).
فالعمارة ذات عالقة وثيقة بمجاالت تخطيط المدن والتخطيط العمراني ،والتأثيث
المدني والتصميم الداخلي ،فالمطلوب من المعماري في مرحلة التصميم ،التالعب المبدع
والمبتكر بالموارد والتقنيات المتوفرة ،وذلك لتحليل المعطيات المتضاربة من أجل وضع
تصور كامل ومفصل للمشروع يعكس االعتبارات الوظيفية والفنية والجمالية ويربط
المش روع بالطبيعة والتقاليد والعادات الموجودة بالمنطقة أو البالد ،وال سيماإيجاد صيغة
مناسبة من التصميم تترجم احتياجات الناس المقيمين في والمستخدمين للمكان فيما بعد .كما
يجب عليه أيضا ً إعداد الرسومات والمخططات المعمارية والوصفية لتحديد أسلوب التشييد
والبناء ،وإعداد الجداول الزمنية وتقدير التكلفة وإدارة البناء.
كما تستخدم كلمة «العمارة» لتشمل كافة األنظمة المصممة األخرى( ،معمارية الحاسوب،
ومعمارية البرمجيات )وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
هي إحدى دُول الخالفةُ اإلسالميَّة ،والوحيدة ُ بين دُول الخالفة التي اتخذت من
المذهب الشيعي اإلسماعيلي مذهبًا رسميًّا لها .قامت هذه الدولة بعد أن نشط الدُعاة
ي
اإلسماعيليّون في إذكاء الجذوة ال ُحسينيَّة ودعوة الناس إلى القتال باسم اإلمام المهد ّ
ظهوره في القريب العاجل 1،وذلك خالل العهد ال ُمنتظر ،الذين تنبؤوا جمي ًعا ب ُ
العبَّاسي فأصابوا بذلك نجا ًحا في األقاليم البعيدة عن مركز ال ُحكم ُخصو ً
صا ،بسبب ُمطاردة
ُ
حيث تمكنوا من العبَّاسيين لهم واضطهادهم في المشرق العربي ،فانتقلوا إلى المغرب
صا ،وأعلنوا قيام الخالفة بعد حين.
استقطاب الجماهير وسط قبيلة كتامة البربريَّة خصو ً
شملت الدولة الفاطميَّة مناطق وأقاليم واسعة في شمال أفريقيا والشرق األوسط ،فامتدَّ نطاقها
ي من بالد المغرب إلى مصر ،ث ُ َّم تو َّ
سع ال ُخلفاء الفاطميّون أكثر على طول الساحل ال ُمتوسط ّ
شام ،والحجاز ،فأصبحت دولتهم أكبر دول ٍة استقلَّت
فض ّموا إلى ُممتلكاتهم جزيرة صقلية ،وال َّ
ي لها على زعامة األراضي ال ُمقدَّسة وزعامة
عن الدولة العبَّاسيَّة ،وال ُمنافس الرئيس ّ
ال ُمسلمين.
اختلفت المصادر التاريخيَّة حول تحديد نسب الفاطميين ،ف ُمعظم المصادر الشيعيَّة ّ
تؤكد ص َّحة
عبيد هللا المهدي باهلل ،وهو َّ
أن الفاطميين يرجعون ساللة ،اإلمام ُ
ما قال به مؤسس هذه ال ُ
علَو ّيون ،ومن ُ
ساللة صادق ،ف ُهم بهذا َ
بنسبهم إلى ُمح َّمد بن إسماعيل بن جعفر ال َّ
ي بن أبي طالب . الرسول ُمح َّمد عبر ابنته فاطمة الزهراء ورابع ال ُخلفاء َّ
الراشدين اإلمام عل ّ
بال ُمقابل ،أنكرت مصادر أُخرى هذا النسب وأرجعت أصل ُ
عبيد هللا
المهدي إلى الفُرس أو اليهود .2أسس الفاطميّون مدينة المهدية في
ي 912 - 913م ،واتخذوها عاصمةً لدولتهم
والية إفريقية سنة 300هـ ال ُموافقة لسنت ّ
الناشئة ،وفي سنة 336هـ ال ُموافقة لسنة 948م ،نقلوا مركز ال ُحكم إلى مدينة المنصوريَّة،
ول َّما ت َّم للفاطميين فتح مصر سنة 358هـ ال ُموافقة لسنة 969م ،أسسوا
ي
مدينة القاهرة شمال الفسطاط ،وجعلوها عاصمتهم ،فأصبحت مصر المركز الروح ّ
ي للدولة ،وبقيت كذلك حتّى انهيارها.
ي والسياس ّ
والثقاف ّ
سلوا في بناء
تنافس الخلفاء الفاطميون مع حكام اإلمبراطوريتين العباسية والبيزنطية ،واستَر َ
القصور الفخمة .ومع ذلك ،قصورهم ،أعظم إنجازاتهم المعمارية ،لم تُعرف إال من خالل
األوصاف المكتوبة .تحتفظ العديد من المقابر والمساجد والبوابات والجدران ،خاصة في
القاهرة ،بالعناصر األصلية ،على الرغم من تعديلها أو إعادة بنائها بشكل كبير في فترات
الحقة .ومن األمثلة البارزة الموجودة من العمارة الفاطمية الجامع الكبير في المهدية ،ومسجد
األزهر ،ومسجد الحاكم بأمر هللا ،ومسجد الجيوشي ،ومسجد اللؤلؤة في القاهرة.
على الرغم من التأثر الكبير بعمارة بالد ما بين النهرين والبيزنطية ،قدم الفاطميون أو
طوروا معالم فريدة مثل قنطرة العامود المقدس ذو المحاور األربعة ،وحاملة القبة التي تربط
حجوم المربعات الداخلية بالقبة .اتبعت مساجدهم أسلوب البهو المعمد ،حيث كان الفناء
المركزي محا ً
طا برواق معمد مع أسقف عادة ما تكون مدعومة بأعمدة مقوسة ،التي كانت
سابقًا تقام على أعمدة ذات رؤوس كورينثية ذات زخرفات نباتية .كان لديهم عدة معالم مثل
المداخل التي تبرز من الجدار والقباب فوق ال َمحاريب والقبلتين ،وزخرفة الواجهة بنقوش
تصويرية ،وزخارف جصية .غالبًا ما نُحتت األعمال الخشبية لألبواب والتصاميم الداخلية
ضا .المشهد (المزار أو
كبيرا في بناء األضرحة أي ً
تطورا ً
ً للمباني بدقة .حقق الفاطميون
المقام) ،هو ضريح يخلد خلف النبي محمد ،وهو نوع مميز من العمارة الفاطمية.
من البوابات الناجية التي بُنيت في العصر الفاطمي في القاهرة بأمر من الوزير بدر الدين
الجمالي( حكم ،)1094-1074باب النصر) ، (1087وباب الفتوح ) (1087وباب
زويلة (1092).على الرغم من تغيرها على مر القرون ،تتمتع بسمات معمارية بيزنطية،
مع أثر قليل من التقاليد اإلسالمية الشرقية .ظهر في اآلونة األخيرة أسلوب «الفاطميون
الجدد» ،استُخدم هذا األسلوب في الترميم أو في المساجد الشيعية الحديثة من قبل البهرة
الداودية ،التي تدعي استمراريتها من العمارة الفاطمية األصلية.
صا في عاصمتيهم
آثارا معماريَّة كبيرة في المناطق التي حكموها ،خصو ً
ترك الفاطميُّون ً
للمرة األولى أثناء العصر
بمصر وتونس .ظهرت العديد من األنماط واألفكار المعماريَّة َّ
ضا
الفاطمي ،منها على سبيل المثال بناء واجهات المساجد بالحجر المنحوت والمزخرف عو ً
عن الطوب ،كما هي الحال في مسجد الحاكم بأمر هللا .وقد كانت تُبنَى القباب صغيرة ً
وبسيطة ،وأصبحت تُشيَّد بشك ٍل مضلَّع في الفترة المتأخرة من العصر الفاطمي.6
سس الفاطميون مدينة القاهرة على ضفاف نهر النيل سنة 358هـ (969م) ،وذلك بعد
أ َّ
فتحهم لمصر مباشرةً ،ليجعلوها العاصمة الجديدة لدولتهم .وقد أمر جوهر الصقلي بعد
ب للقاهرة ،هي باب النصر والفتوح وباب زويلة والقوس،
تأسيس المدينة ببناء أربعة أبوا ٍ
سعت القاهرة مع َّ
الزمن ،لتتحد وكذلك أمر بال ُّ
شروع ببناء الجامع األزهر عام 359هـ .7وتو َّ
مدن كانت قد بُنيت سابقًا في المنطقة ذاتها ،هي :الفسطاط من عصر الفتح
بثالث ٍ
اإلسالمي ،والعسكر من العصر العباسي ،والقطائع من العصر الطولونيَّ ،
وإن اتحاد هذه
المدن كلُّها مع القاهرة الفاطمية هو الذي أدَّى إلى ظهور القاهرة الحديثة .وازدهرت العمارة
كبيرا في القاهرة ،ومن أبرز اآلثار المعماريَّة الباقية للفاطميين فيها الجامع
ازدهارا ً
ً
األزهر وجامع الحاكم بأمر هللا .8
6مميزات العمارة في العصر الفاطمي .المنظمة الدولية للتحقيق باألنساب والقبائل العربية .تاريخ الولوج . 2014-07-25نسخة محفوظة 16نوفمبر 2016على موقع واي باك مشين.
↑ -7تعدى إلى األعلى ل:أ ب السرجاني ،2005صفحة 419
^ -8العمارة اإلسالمية في مدينة القاهرة القديمة .محمد حسام الدين ،موقع أرض الحضارات .تاريخ الولوج . 2014-07-25نسخة محفوظة 26مارس 2016على موقع واي باك مشين .
تجم ُع العمارة الفاطميَّة ،وفقًا للپروفسور إيرا الپيديوس األستاذ في جامعة كاليفورنيا ،بركلي،
عصور الخالفة اإلسالميَّة وحتّى العصر العبَّاسي،
بين عناصر شرقيَّة وغربيَّة ،من أوائل ُ
ث تصنيفها ضمن فئ ٍة ُمحددة ]239[.ومن أبرز
أي باح ٍ
األمر الذي يجعل من الصعب على ّ
سامراء ،والعمارة القبطيَّة في مصر،
َّ المؤثرات في العمارة الفاطميَّة :العمارة العبَّاسيَّة في
أغلب المباني الفاطميَّة تُش َّيدُ
ُ والعمارة الروميَّة في ال َّ
شام وبيزنطة ]240[.وكانت
بواسطة الطوب في بادئ األمر ،ث ُ َّم َّ
تحول ال ُمهندسون إلى استعمال الحجر النافر ]241[.وعني
الفاطميّون بإنشاء وتشييد المشاهد والمزارات ال ُمقدَّسة آلل البيت ،فزيّنوا عاصمتهم القاهرة
بعد ٍد منها ،استُعمل بع ُ
ضها لدفن ال ُخلفاء أنفسهم ]242[،وما زال عددٌ من هذه المزارات قائ ٌم في
مصر حتّى الزمن الحالي فيما زال بع ُ
ضها اآلخر.
-10موسوعة الشروق :ج 1صـ ،244حسن الباشا :مدخل إلى العمارة صـ ،137فولفغانغ مولر -فيز :القالع أيام الحروب الصليبية صـ .85
وكانت هذه القلعة عند بنائها تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القاهرة الفاطمية على ارتفاع
250قدما ً من سطح األرض ،وهي تأتي على رأس المنشآت العسكرية التي أقامها األيوبيون
لدفع الخطر الصليبي وكذلك حماية لهم من خطر نور الدين زنكي وقد اختار لها صالح الدين
مكانا ً مرتفعا ً من جبل المقطم وقد أراد بها تأمين مدن مصر الممثلة في العسكر والقطائع
والفسطاط والقاهرة وجمعها بسور واحد مزود بالتحصينات واألبراج والبوابات المنيعة
فأصبحت القلعة جزء من السور ولكن صالح الدين توفي قبل إتمام القلعة فأتم بنائها أخوه
الملك العادل سنة 614هـ 120 /م وقد بنيت القلعة من أحجار مقتطعة من جبل المقطم
وبعض األحجار التي تم حملها من بعض أهرامات الجيزة الصغيرة وقد قام صالح الدين
بحفر خندق حول القسم الشرقي من القلعة ليضاعف من ارتفاع الجدران وبذلك فصل بين
القلعة وبين جبل المقطم بهوة كبيرة تمنع أي عدو يسيطر على المقطم من االستفادة من ذلك
الموقع .وقد أشار بن جبير إلى أن أسرى الصليبيين قد سخروا في بناء القلعة وحفر أساسها
في الصخر ونشر رخامها وحفر الخندق المحيط بالسور.
وقد تعرضت أسوار القلعة للتجديد في عصور مختلفة وللقلعة أبواب عديدة منها باب المدرج
وهو المواجه للقاهرة وكان يجلس بداخله والي القاهرة وهو الباب الرئيسي للقلعة وفي أعاله
توجد كتابة باسم صالح الدين ووزيره بهاء الدين قراقوش وباب العزب الذي أنشأه األمير
رضوان كتخدا حوالي 1168هـ 1754 /م) موضع باب السلسلة القديمة ومنها باب الجبل
والباب الجديد ويقع أمام باب المدرج وقد أنشأه محمد علي ( 1241هـ 1825 /م) .
ومن أهم أقسام القلعة بئر يوسف الحلزوني يقع خلف جامع الناصر محمد بن قالوون وهذه
البئر عمقها 90مترا ً حفرها قراقوش في باطن الصخر وكانت تتكون من طابقين العلوي
عمقه 50مترا ً والسفلي عمقه 40مترا ً تستخرج المياه منها بواسطة سواقي في كل طابق
تدور األبقار ويقال أن قاع هذه البئر كانت مساوية ألرض بركة الفيل وأن ماءها كان عذبا ً
في أول األمر فلما أراد قراقوش تعميقها تداخلت معها عين مالحة أفسدت عذوبتها ،وجامع
الناصر محمد بن قالوون سنة 718هـ وجامع سليمان باشا (جامع سارية) وجامع أحمد
كتخدا العزب وجامع محمد علي وكان بالقلعة العديد من المنشآت كالمساجد والقصور
واإلسطبالت واإليوانات وغيرها مما يجعلها مدينة قائمة بذاتها.
ومنذ عهد صالح الدين اتخذت القلعة مقرا ً للحكم حتى عصر إسماعيل سنة 1850م عندما
11
انتقل إلى قصر عابدين.
ثانياً :األسوار
اهتم العرب بتأمين مدنهم وحمايتها ولذلك أقاموا حولها األسوار التي تمنعها عند مهاجمة
األعداء ومن أشهر األسوار العربية أسوار بغداد وسور دمشق وسور القاهرة.
سور بغداد
عبارة عن سورين أمر المنصور ببنائهما حول مدينة بغداد :سور داخلي ويبلغ عرض أسفله
خمسون ذراعا ً وأعاله عشرون ذراعا ً وسور خارجي عرضه مثل عرض السور الداخلي
وارتفاعه ثالثون ذراعا ً وليس عليه أبراج وحول السور خندق تجري فيه الماء حافتيه من
الجص واألجر وفوق الخندق 163برجا ً يبلغ سمك كل منها خمسة أذرع وكان بالسور أبواب
أربعة منها :باب الكوفة في الجنوب الغربي وباب البصرة في الجنوب الشرقي وباب
خراسان في الشمال الشرقي ويقع على نهر دجلة ويتصل بقنطرة السفن وقد عرف أيضا ً باسم
باب الدولة وباب الشام في الشمال الغربي وكان بين السورين فاصل مقداره ستون ذراعا ً وقد
بنيت األسوار باللبن أو اللبن واألجر وكان بين السورين دهاليز تصل السور الخارجي
بالداخلي.
ولما ضاقت بغداد بسكانها امتدت المباني إلى خارجها حتى وصلت الضفة الشرقية لنهر دجلة
ولذلك بنى سور آخر في القرن الخامس الهجري 488هـ 1095 /م وما زال هذا السور باقيا ً
وأهم أجزاءه باب الشرجة وباب المعظم وعندما أعاد السالجقة تجديد السور في القرن السابع
الهجري بنوا بابين باب الطلسم وباب الوسطاني الذي رممته مديرية اآلثار وحولته إلى
12
متحف حربي.
سور القاهرة
عندما بنى جوهر الصقلي مدينة القاهرة 358هـ 969 /م أحاطها بسور من اللبن عرضه
عدة أذرع يتسع لمرور فارسين وهو على شكل مربع طول ضلعه 1200متر وأضالعه في
محاور الجهات األصلية وكان الضلع الجنوبي في مواجهة الفسطاط والشمالي حفر حوله
-11المقريزي :الخطط ج 3صـ 34وما بعدها ،حسن الباشا :المرجع السابق صـ ،138الموسوعة :ج 11صـ ،1916محمد الكحالوي :آثار مصر في كتابات الرحالة صـ ،151 ،150حسني محمد نويصر:
العمارة اإلسالمية في مصر (عصر األيوبيين والمماليك) صـ .26 ،8 ،7 ،5
-12الموسوعة :ج 8صـ .1401 ،1388
خندق والغربي كان يحميه خليج يخرج من نهر النيل والشرقي كان بإزاء جبل المقطم وجعل
فيه جوهر ثمانية أبواب.
وفي سنة 480هـ 1087 /م رأى أمير الجيوش بدر الجمالي أن يجدد هذا السور باللبن
ولكنه جعل األبواب بالحجارة وجعل فيها عقودا ً وممرات فخمة وأهم هذه األبواب باب الفتوح
وباب النصر وباب زويلة ويقول المقريزي" :عن هذه األبواب الثالثة صممها أخوة من الرها
وبلغ عرض السور حوالي عشرة أذرع وكان بين السور الذي بناه جوهر والذي بناه بدر
الجمالي حوالي خمسون ذراعاً" .
ويعتبر السور واألبواب الثالثة من أجمل المباني الحربية في العمارة العربية اإلسالمية وفي
سنة 569هـ 1173 /م بنى صالح الدين يوسف بن أيوب سورا ً آخر أحاط به القاهرة وقلعة
الجبل حيث قام بمد السور الفاطمي الشمالي إلى الغرب حتى يلتقي بميناء المقس على النيل
وموضعه اآلن مسجد الفتح الجديد بميدان رمسيس كما قام بحفر خندق حول السور يمتد من
باب الفتوح إلى قلعة المقس ثم يمتد الخندق من باب النصر في الجهة الشرقية إلى باب
البرقية كما قام بمد السور من الشرق حتى يتصل بالسور الفاطمي الشمالي القديم كما قام بمد
سور ثالث من جنوب القلعة حتى يتصل بباب القرافة إلى أن يصل مدينة الفسطاط.
وكان بالسور أبراج عديدة لم يتبقى منها غير برج الظفر بالركن الشمالي كما جعل فيها عدة
أبواب لم يتبق منها غير ثالثة هي باب النصر وباب الفتوح شماالً وباب زويلة جنوبا ً
وجميعها من عهد بدر الجمالي وال تزال بعض مناطق القاهرة تحتفظ بأسماء بعض هذه
13
األبواب مثل باب الشعرية وباب سعادة وباب البحر.
سور دمشق
من المنشآت الحربية التي ترجع إلى العصر األيوبي ولم يتبقى منه غير أجزاء قليلة وهو
مبنى باألحجار الضخمة ويوجد عليه برجان أحدهما يرجع للقرن السادس الهجري الثاني
عشر الميالدي وهو دائري الشكل ويقع جنوب باب الجابية ويعرف ببرج نور الدين زنكي
أما البرج الثاني فهو مربع الشكل ويعود تاريخه للقرن السابع الهجري الثالث عشر الميالدي
وعليه اسم الملك الصالح أيوب.
-13المقريزي :الخطط ج 1صـ ،97 :90محمد شفيق :الموسوعة العربية ج 1صـ ،1031حسن الباشا :موسوعة العمارة واآلثار والفنون ج 1صـ ،384 ،383محمد الكحالوي :المرجع السابق هامش صـ
.151 ،150
ومن أهم األجزاء الباقية (باب السالمة) وسمى كذلك تفاؤالً حيث إنه ال يستطيع األعداء
مهاجمة المدينة من ناحيته لكثرة األشجار واألنهار حوله وقد بنى هذا الباب في عهد نور
الدين زنكي أيضا ً ثم جدده الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 641هـ وعلى عتبته كتابة
تشير لذلك.
وحول السور كان يوجد خندق يمأل بالماء عند الضرورة وكانت عليه جسور أمام كل باب
من أبواب المدينة التسعة وال تزال تلك األبواب باقية فيما عدا باب النصر الذي هدم (١٢٨٠
هـ 1863 /م) وجميعها ترجع إلى العصر العربي فيما عدا الباب الشرقي الذي يعود للعصر
الروماني.
والسور نموذج لألبنية العسكرية العربية التي تقدمت تقدما ً ملموسا ً في أوائل القرن السابع
14
الهجري.
ثالثاً :أبواب المدن:
اهتم العرب بتزويد مدنهم باألبواب الضخمة المصفحة والمصنوعة من الحديد المطروق
وغيره وكانت تزود أحيانا ً بالباشورات
-أي يكون في المدخل انكسار بحيث يعوق حركة المهاجمين
-كما كانت تزود بالمزاغل والسقاطات إللقاء المواد الحارقة والزيت والمياه المغليين ورمي
السه ام ومن أشهر األبواب التي بقيت في المدن العربية أبواب مدينة القاهرة.
أبواب القاهرة
كان بالقاهرة أبواب عديدة في الجانب القبلي كان يوجد بابان متالصقان يطلق عليهما بابي
زويلة وفي الجانب الشمالي بابان متباعدان أحدهما باب الفتوح واآلخر باب النصر وفي
الجانب الشر قي ثالثة أبواب هم باب البرقية والباب الجديد والباب المحروق ومن الجهة
الغربية ثالثة أبواب هم باب الفرج وباب القنطرة وباب سعادة وباب آخر يعرف باسم باب
الخوخة وفي سنة 485هـ بنى بدر الجمالي باب زويلة الكبير الباقي إلى اآلن ولم يتبقى من
تلك األبواب غير ثالثة أبواب هي التي أنشأها بدر الجمالي ويقال أن ثالثة أخوة من الرها هم
من قاموا ببناء تلك األبواب الثالثة وهي :باب الفتوح ،باب النصر ،باب زويلة.