Professional Documents
Culture Documents
ملخص المقال
يتناول المقال أهم اآلثار الحضارية لدولة بني حماد في الجزائر ،فقد اعتنى الحماديون بالعمران والفنون وكافة
العلوم ،فما شواهد تلك اآلثار؟
دولة بني حماد أو الدولة الحمادية (547 - 398هـ1152 - 1007/م) إحدى دول البربر في
المغرب األوسط ،وتمثــل أول دولــة بربريــة مسـتقلة تحكم الجزائــر في العصــر اإلســالمي.
أقامها حماد بن بلكين الزيري ،وتنسب إليه .يبدأ تاريخها الحقيقي حين اختــط حمــاد القلعــة،
وتعاقب على حكم هذه الدولة تسعة أمراء ،اختلفوا قوةً وضعفًا وأسلوب حكم ،وكان آخــرهم
يحيى بن العزيز الح ّمادي ،كما تركت منشآت عمرانية ومعالم حضارية بارزة إلى اآلن.
دور بــــــــــــــــــــــــــــــــــــني حمــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد في مجــــــــــــــــــــــــــــــــــــال التعليم:
كانت قلعة بني حماد عامرةـ بكتاتيب تعليم الصبيان ،وكان من معلميها البارزين أبــو حفص
لون من التعليم الجامعيـ في المدن الكبرى ،ال سيما بجايــة .وأنشــأ الناصــر العديري ،و ُو ِجد ٌ
علناس (- 454ـ 481هـ- 1062/ـ 1088م) في بجاية معهد سيدي التواتي ،الذي كان يضم
ثالثــة آالف طــالب ،وتــدرَّس فيــه كــل المــواد بمــا في ذلــك العلــوم الفلكيــة ،وعــرف علمــاء
الجزائر يومذاك منزلة االختصاص .كما عرفت المكتبات العامة.
وكان بجامع المنار بالقلعة مكتبة مليئة بالكتب المجلوبــة من أقطــار المغــرب ،والمتلقــاة عن
أساتذة الجامعة .وكان يحاضر في جامعــة ســيدي التــواتي علمــاء من األنــدلس ومن إفريقيــا
والشرق خالل عهد العزيز بن المنصــور بن الناصــر علنــاس (498هــ 515 -هـ- 1105/
1121م) .وغصت بجاية بطالب العلم والعلماء.
وكان عصر الحمادييبن عصر إنشاء وترقية في جميع مناحي الحيــاة المدنيــة ،فضــربوا في
العلم واألدب بسهم ،ونشطوا أهلهما بالجوائز والصالت ،فارتحــل إليهم أمثــال ابن حمــديس
الصقلي من األدباء وأبي الفضل بن النحوي التـوزري من العلمـاء وكـان يشـبه بـأبي حامـد
الغزالي .فغصة عواصمهم بطالب المعارفـ وناشريها .وكان العلماء يتناظرون في مجالس
بني حماد ويؤلفون لهم الكتب .وذكر ابن األبار في التكملة أن حمــاد بن إبــراهم المخــزوميـ
ألف كتابا في التاريخ للعزيز.
وبرز الفقهاءـ والشعراء والمؤرخون واألطباء والرياضيون وغيرهم ببجاية والقلعــة وطبنــة
والزاب والمسيلة برو ًزا لم تعهده الجزائر من قبــل .وقــد أورد الغبريــني في كتابــه "عنــوان
الدراية في علماء المائة الســابعة ببجايــة" ،مــا يــنيف على مائــة وثالثين ترجمــة ،ثم اعتــذر
بقوله" :وقـد بقي خلـق كثـير من أهــل المائــة السادسـة ممن لهم جالل وكمــال ،ولكن شـرط
الكتاب منع ذكرهم" .ونقل لنا قول الشيخ أبي علي المسيلي" :أدركت ببجاية مــا يــنيف على
تسعين مفتيًا ما منهم من يعرفني ،فإذا كان المفتون تسعين ،فكم يكون عدد المحدثين والنحاة
واألدباء وغيرهم؟!
ولم يخل مسجد من الطالب والمدرسـين ،واشـتملت بجايـة وحـدها على 73مسـجدًا .وكـان
لبعض علماء هذه الدولة شهرة واسعة على امتداد العالم اإلســالمي ،أمثــال مــروان بن علي
األسدي وموسى بن حماد الصنهاجي.
االهتمـــــــــــــــــــــــــــام بعلـــــــــــــــــــــــــــوم الـــــــــــــــــــــــــــدين والعربيـــــــــــــــــــــــــــة:
وكانت لعلوم الــدين المنزلــة األولى ويليهــا علــوم العربيــة .وينســب إلى القلعــة وبجايــة فمــا
دونهمــا من ممالــك الدولــة الحماديــة علمــاء كثــيرون تجــد نبــذا من أخبــارهم متفرقــة في
الدواوين .ولكي تتصور إجماال مبلغ الحركةـ العلمية بهذا العصر ننقل كلمة لياقوت الحموي
ذكرها لما ذكر ريغة وأنها قرب القلعة .قال" :قال أبو طــاهر بن ســكينة :ســمعت أبــا محمــد
عبد هللا بن محمد بن يوسـف الزنـاتي الضـرير بـالثغر يقـول :حضـرت هـارون بن النضـر
الريغي بالريغ في قراءة كتاب البخــاري والموطــأ وغيرهمــا عليــه وكــان يتكلّم على معـاني
أمي ال يقرأ وال يكتب ،ورأيتــه يقــرأ كتــاب التلقين لعبـد الوهــاب البغــدادي في الحديث وهو ٌّ
مذهب مالك من حفظهـ كما يقرأ اإلنســان فاتحــة الكتــاب ،ويحضــر عنــده دوين مائــة طــالب
لقراءة المد ّونة وغيرها من كتب المذهب عليه" اهـ.
ولتقدم العلوم العربية في هذا الدور ظهر من اليهرد الذين دأبهم مسايرة الوســط نبغــاء طــار
صيتهم في اآلفاق وكانوا من بلغاء الكتـاب العربـيين .وكـانت العربيـة هي اللسـان الرسـمي
للدولة .وجاء الهالليون بلغتهم القريبة يومئذ جدا من الفصحى فنشروها بين ســائر الطبقــات
وسهلوا على الخاصة تعلم العربية وعلى العامة تعلم دينها.
ولم يبق كبير حاجةـ إلى التدريس أو التأليف باللسان الــبربري في الجزائــر كمــا كــان األمــر
في أيام الرستميين ،حيث تقهقرت البربرية من الميدان العلمي واألدبي ،وزاحمتهــا العربيــة
في المجالس العامة فاستعرب كثير من البربر .ولم يبــق للبربريــة مــوطن إال جبــال أوراس
وتيطري وجرجرة ونحوها حيث لم يختلط البربر بالعرب.
والذي دعا البربر إلى هذا االستعراب والدولة دولتهم والحكومة حكــومتهم مــا يعتقدونــه من
شرف العربية وغناها وكونها لغة الدين .فصاروا يتشرفون بإجادة النطق بها .وهكــذا تــأثير
األديان في رفع الفوارق الجنسية.
عنايـــــــــــــــــــــة بـــــــــــــــــــــني حمـــــــــــــــــــــاد بـــــــــــــــــــــالعلوم التجريبيـــــــــــــــــــــة:
عرف في عصر بني حماد كثير من المهتمين بالعلوم التجريبية إلى جانب اهتمامهم بالعلوم
اإلسالمية ،وعرف متخصصون في العلوم التجريبية ،كــابن أبي المليح الطــبيب المشــهور،
وابن النبــاش البجــائي ،الطــبيب الــذي ألم بــالعلوم الطبيعيــة والفلســفية ،وعمــر بن البيــدوخ
القلعي ،الذي كان خبيرًا في األدوية المركبة والمفردة ،وعارفًا بــاألمراض وعالجهــا ،وقــد
صنف كثيرًا من الكتب مثل حواش على كتاب القانون البن سينا ،وشرح الفصول ألبقراط،
ومحمد بن أبي بكر المنصور القلعي نسبة إلى القلعة عاصمة بــني ح ّمــاد األولى ،الــذي نبــغ
في الطب والرياضيات والفـرائض ،واشـتهر في علم الفلك علي بن أبي الرجـال التـاهرتي،
وله كتاب البارع في أحكام النجوم ،الذي نقــل إلى األســبانية والالتينيــة العلــوم عنــد العــرب
والمسلمين.
الحيـــــــــــــــــــــــــاة االقتصـــــــــــــــــــــــــادية في الدولـــــــــــــــــــــــــة الحماديـــــــــــــــــــــــــة:
كانت مملكة الدولة الحمادية تشتمل على أرض طيبة وجبال جالبة لألمطار وأوديــة حافظ ـةـ
لها ،وعني الحماديون بحفظ األمن واستخراج خيرات المملكة ،فلم ينوا في إطفــاء الثــورات
الداخلية وصد الهجومات الخارجيةـ وتنظيم البريد وتأمين السبل.
نشطت الفالحة فأحيي موات األرضين وازينت البوادي وضواحي المدن والقرى بالمزارع
على اختالف أنواعها ،ونصبت األرحاء على أرجاءـ األودية والجداول ،وغرسـت البسـاتين
الجامعة ألنواع األشجار واألزهار.
ونفقت األسواق بمختلف البضائع .فكانت الطرق البرية غاصة بالقوافــل والبحــارـ واألوديــة
الكبار تشقها أسراب السفن التجارية غادية رائحة .وتعــددت الصــنائع والحــرف من خشــابة
ونجارةـ وخراطةـ وحدادة وحياكة صوف وقطن وكتــان وحريــر ،واســتخرجت المعــادن من
مختلف الجهات.
العمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــران والفنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون:
وزاد الحركة العمرانية نموا فــرار النــاس من إفريقيــة إلى الحمــاديين أمــام الهجــوم الهاللي
ومن صقلية أمام استيالء النورمان ومن األندلس أمام استيالء المرابطين .ووطد أركان هذه
الحركة بسط المرابطين لنفوذهم الفعلي على عواصم القوة الزناتية غربــا الــتي كــانت أكــبر
شاغل للحماديين.
وساعد هـذا العمـران على إنشــاء حضـارةـ من أرقى الحضــارات من نقش وتزويـق وغنــاء
وبنــاء ،وقــد عــثر على أوان من الخــزف المطلي فيهــا كتابــات عربيــة بــارزة ،وقــارورات
وبعض أدوات من الزجاج .وكلها تدل على صناعة خزفية وزجاجيـةـ راقيـة .وذكـر يـاقوت
الحموي القلعة ،فقال" :ويتخذ بها لبابيد الطيلقان جيدة غاية ،وبها األكســية القلعيــة الصــفيقة
النسج الحسنة المطرّزةـ بالذهب ،ولصوفها من النعومة والبصيص بحيث يــن ّزل مــع الــذهب
بمنزلة اإلبريسم" اهـ .وقــال جــورج مارصــي" :وحــوالي ســنة 457هــ 1065 /م صــارت
القلعــة مدينــة تجاريــة عظيمــة وارفــة الخــيرات ،وقصــدها أربــاب الصــنائع من المشــرق
وإفريقية ،ويظهـر أن صـناعة الفخــار يومئـذ بلغت بهــا مبلغـا عظيمـا ويظهـر عليهــا تـأثير
الفرس ومصر فنا وعمال ،وجد بها من ذلك آثار كثيرة ،ثم ترقَّت الصناعة وتطورت حسب
تطور الدولة في العظمة" اهـ.
وكانت موسيقى الجزائر الحمادية متأثرة بالموسيقى اإلفريقية واألندلســية ،ينشــطها الملــوك
واألمراء ،فيتخذون بمجالســتهم المغــنين والمغنيــات .وعــاش إلى جنبهــا أغــاني العــرب في
باديتهم والبربر في جبالهم .فكان للحاضرين أغانيهم الفنية القابلة للتهذيب والرقي ،وللبادين
أغانيهم الموروثة عن أسالفهم المتعاصية عن التطور.
وعنى الحماديون بالخط والحفر والرسم والنقش والنحت والزخرفة .وخلفوا نمــاذج متعــددة
ومتنوعة من فنونهم الصناعية ،كالرخام والخشب المنحوت والرســوم الزخرفيــة والــبرونز
والزجاج والخــزفـ الصــيني .وعرفــوا هندســة تخطيــط المــدن الــتي تتــوافر فيهــا الخــدمات
األساسية مثل مياه الشرب عن طريق العيــون الجاريـةـ إليهــا ،وتخصــيص أمــاكن لألســواق
والبساتين والجداول واألنهار التي تخترق المدينة.
ولم تخل مدنهم من الفنادق وأماكن االحتفاالت والمعارض ،وكان قصر البحر الــذي تعــاون
الناصر والمنصور في إنشائه بالقلعة ،يمتاز بتخطيطه الذي أصــبح فيمــا بعــد مثــاالً يحتذيــه
المعمــاريون في صــقلية ،وغرناطة وغيرهمــا .وكــان بــرج المنــار واحـدًا من أبــرز معــالم
اإلبــداع الهندســي الح ّمــادي في القلعــة .وكــان الجــامع الكبــير بقســنطينة من أكــبر اآلثــار
المعمارية اإلسالمية الــتي خلفهــا الحمــاديون ،وكــان لحضــارة الح ّمــاديين األثــر البــارز في
المغرب واألندلس وأوروبا.
وقد أنشأ الحمــاديون القصــور في مختلــف المــدن والمســاجد والجوامــع والحــدائق والمنــابر
واألسواق واألسوار والقناطر ،وأصلحوا ما تــداعى من إنشــاء من قبلهم وأسســوا المــدينتين
العظيمتين القلعة وبجاية ،وبنوا حولهما القصور الشاهقة والمباني الجميلة ،لذا قال الشاعر
همم الملوك اذا أرادوا ذكرها *** من بعدهم فبألسن البنيان
وقد بنى الناصر علناس حول القلعة قصورا شامخة مســماة بعــدة أســماء ،قــال ابن خلــدون:
"وبني ببجاية قصر اللؤلؤة ،وكــان من أعجب قصــور الــدنيا" اهـــ .قــال أبــو راس" :وكــان
بناؤه حوالي سنة 470هـ" اهـ .والمنصور بن الناصر (- 481ـ 498هـ- 1088 /ـ 1104م)
حضـر ملـك بـني حمـاد وصـيَّر بجايـة فـدار المملكــة ،وجـدد َّ قـال ابن خلــدون" :هـو الـذي
قصورها وشيد جامعها وتأنق في اختطاط المباني وتشييد المصانع واتخاذ القصور وإجراء
المياه في الرياض والبساتين ،فبنى في القلعة قصر المنار والملك والكـوكب وقصـر السـالم
وفي بجاية قصر اللؤلوة وقصر أميمون" ا.هـ.
قال صاحب االستبصار" :وفي بجاية موضع يسمى اللؤلؤة ،وهو أنف جبل داخل في البحر
متصل بالمدينة ،فيه قصور من بناء ملـوك صـنهاجة لم يـر الـراءون أحسـن منهـا بنـاء وال
أنــزه موضــعا .فيهــا طاقــات مشــرفة على البحــر عليهــا شــبابيك الحديــد ،ومجالســها مبنيــة
حيطانها بالرخام األبيض من أعالها إلى أسفلها ،قد نقشــت أحســن نقش ،وأنــزلت بالــذهب،
وصورت فيها الصور الحسنة ،فجاءت من أحسن القصور" ا.هـ.
وقال أحد المستشرقين" :إن الحضارةـ الحمادية تظهر تحت تأثير المشرق .وآثارها ال نظير
لهــا ببقيــة وطن الــبربر ،وهي شــاهد قــوي على رقي الحضــارة اإلســالمية المغروســة
بالجزائر".
وكان النورمانديون مغرمين بحضارة بني حماد ،فوضعوا قصور بلــرم على شــكل قصــور
بجاية ،وكان قصرا زيزة وكوبة ببلرم شديدي الشبه بقصور اللؤلوة والكوكب وأميمون.
وقد ذكر المقري في نفح الطيب قصيدة لعبد الجبار بن حمديس الشاعر الصقلي يصــف بهــا
دارا بناها الملك المنصور ببجاية ،ولدقة وصفها وحسن تصويرها للحضارةـ الحمادية نورد
من مطلعها:
أعمـــر بقصــــــــــــر الملـــك ناديـــك الـــذي *** أضـــــــــــحىـ بجـــدك بيتـــه معمـــورا
قصــــــــــــــر لـــــو أنـــــك قـــــدكحلت بنـــــوره *** أعمى لعـــــاد إلى المقـــــام بصـــــيرا
واشتق من معنى الجنان نسيمه *** فيكاد يحدث بالعظام نشورا
ومن ختامها:
يــــا مالــــك األرض الــــذي أضـــــحى لـــــه *** ملـــــك الســـــماء على العــــداة نصــــيرا
كم من قصـــــــور للملـــــــوك تقـــــــدمت *** واســـــــتوجبت بقصـــــــورك التأخيــــــــرا
فعمرتها وملكت كل رياسـة *** منها ودمـرت العــدا تدميرا
قال المقري" :ولم أر لهذه القصيدة في لفظها ومعناهــا من نظـير غـير أن فيهـا عنـدي عيبــا
واحدا هو ختمها بلفــظ التــدمير" ا.هــ .واخترنـا هـذا الــبيت لختـام هـذا الكالم من أجــل لفـظ
التدمير الذي تحقق في العمران والحضارة الحماديين كما هو الشأن في آثار كل الدول ســنة
هللا قد خلت من قبل ولن تجد لسنة هللا تبديال.
المصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادر والمراجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع:
-ابن خلـــــــــدون ،تـــــــــاريخ ابن خلـــــــــدون (مؤسســـــــــة األعلمي ،بـــــــــيروت).
-مبارك الميلي :تاريخ الجزائر في القديم والحديث ،تقديم :محمد الميلي ،الناشر :المؤسســة
الوطنيّـــــــــة للكتـــــــــاب بـــــــــالجزائر ،عـــــــــام النشـــــــــر1406 :هــــــــــ 1986 /م.
-عبــد الحليم عــويس :دولــة بــني حمــاد صــفحة رائعــة من التــاريخ الجزائــري ،ط ،2دار
الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحوة ،القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهرة1991 ،م.
-إسماعيل العربي :دولة بني حماد ملوك القلعة و بجاية ،الشركة الوطنية للنشر و التوزيع،
1980م.
.L.Goluir, Le Magribe Central de lépoque des Zirides -
-موقع الموسوعة اإللكتروني