Professional Documents
Culture Documents
وفيه مطلبان:
المطلب الثاني :التعريف بشرح ابن ناجي على رسالة ابن أبي زيد
والحفَ ص
صَييون ينتسبون إلى بني حفَص من أتباع ابن تومرت ،ودولتهم لم تلبث كثي ار ش
حتى صَارت من أعظم الدول السلمية وأقواها ،ومناط آمال المسلمين بالندلس وغيرها،
حتى أن خليفَتها الول أبو زكريا قد بايعه أهل مكة والندلس سنة 625هـ ،وخضعت له
تلمسان والمغرب ،وقد خشلف أبا زكريا ابنه الممستنصَر سنة 647هـ ،فأتيم ما شرع فيه أبوه،
وتميزت فترة حكمه باستتباب المن ودخول أصَحاب الطماع تحت ملكه ،قال ابن
طموس معالم الخلفة شرقا وغربا خلدون ..":ممتفَيحصئين صظلي ملكه وممشتناغين في الليشياذة به ،ل م
مينظر:المغرب العربي تاريخه وثقافته :رابح بونار ،دار الهدى ،عين مليلة ،ط1412 ،3:هـ2000-م) ،ص .(306
هو محمد بن عبد ال بن تومرت المصَمودي البربري ،أبو عبد ال ،المتلقب بالمهدي ،مؤسس دولة الموحدين ،كان
أديبا فصَيحا ،اشتهر بعداوته للمالكية وادعى العصَمة ،من مؤلفَاته كتاب أعز ما يطلب ،وكنز العلوم ،توفي سنة
524هـ.
ينظر :وفيات العيان وأنباء أبناء الزمان :ابن خلكان ،أحمد بن محمد بن إبراهيم ،تحقيق :إحسان عباس ،دار صَادر،
بيروت ،ط1971 ،1:م .(5/45) ،العلم :الزركلي ،خير الدين بن محمود ،دار العلم للمليين ،ط2002 ،15:م) ،
.(6/228
ينظر :تاريخ الجزائر في القديم والحديث :مبارك بن محمد الميلي ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ،دط،
1406هـ1986-م.(2/382) ،
ابن خلدون أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد ،أصَله من إشبيلية ومولده ونشأته بتونس ،القاضي والمؤرخ
المالكي ،من مصَنفَاته العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ،وشرح البردة وغيرها ،توفي سنة
808هـ.
ينظر :نيل البتهاج بتطريز الديباج :اليتنبكتي ،أبو العباس أحمد بابا ،دار الكاتب ،طرابلس :ليبيا ،ط2،200:م)،
.(1/250العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(3/330) ،
على عهده ،وخفَوت صَوت المملك إل في إيوانه" ،وبعد موت الممستنصَر ضعفَت الدولة
لخلفات أهلية شبت بها ،ولكنها عادت إلى قوتها وأوجها في عصَر الخليفَة أبي فارس
عبد العزيز )796هـ838-هـ(.
وقد عاصَر ابن ناجي الفَترتين ،فترة الضطرابات وفترة النتعاش؛ التي بلغ فيها نفَوذ
أبي فارس إلى تلمسان وأطاعه سلطين بني شزييان ،واعمتبر بذلك آخر عظماء السلطين
الحفَصَيين؛ فقد كان ممحشترما باليداخل والخارج؛ لتبنيه لسياسة داخلية صَارمة بتوحيده للبلد
والقضاء على الثورات ،ولقوته العسكرية والقتصَادية التي جعلت الدويلت الصَليبية
اليطالية والسبانية تعقد اتفَاقيات السلم معه.
تأثرت الحياة الجتماعية والقتصَادية في عصَر ابن ناجي بالحالة السياسة للبلد ،فقد
كانت دولة الحفَ ص
صَيين تمثل أرقى ما وصَلت إليه الحضارة السلمية في القرن السابع ش
الهجري وما بعده ،لسيما في حكم أبي فارس عبد العزيز.
أ -الحياة القاتصادية
تنوعت موارد وشمداخصيل الدولة في عهد بني حفَص فشملت الجزية والزكاة والخراج
إضافة إلى بعض الضرائب ،وانتعشت الزراعة في زمنهم وكثرت المحاصَيل ،و نشطت
الصَناعة من منسوجات وصَناعات جلدية وزجاجية وصَناعة للسلحة ،وانتعشت أيضا
التجارة البحرية وشكلت دخل كبي ار بفَضل الشتاوات التي كانت متفَرض على اليسفَن
الجنبية.
ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصَرهم من ذوي الشأن الكبر :ابن خلدون ،عبد الرحمن بن
محمد ،تحقيق :خليل شحادة ،دار الفَكر ،بيروت ،ط1408 ،2:هـ1988-م.(6/432) ،
ينظر :تاريخ إفريقية في العهد الحفَصَي :روبار بزنشفَيك ،ترجمة :حمادي الساحلي ،دار الغرب السلمي،
بيروت،دط1988 ،م ) ،ص .(269-268-267المغرب العربي تاريخه وثقافته :رابح بونار ،مصَدر سابق) ،ص
.(306السلطة الحفَصَية تاريخها السياسي ودورها في المغرب السلمي :محمد العروسي المطوي ،دار الغرب
السلمي ،بيروت ،دط1406 ،هـ1986-م) ،ص .(576-575-574
صَةة بهم لتسهيل مبادلتهم ومعاملتهم التجارية؛ حتىوقد ايتخذ الحفَصَييون معملة خا ي
أصَبحت عملتهم مما يجري التعامل به في كايفة البلدان الفريقية خلل القرن السابع
الهجري.
-طبقة حاكمة :متمثلة في نظام الخلفة الوراثي ،الذي يعاون فيه الخليفَة استشاريون،
ومحجياب شيفَصَلون في كثير من القضايا ،مع تمتعهم بشيء من الستقللية في ذلك بدون
الرجوع إلى الخليفَة .وهذه الطبقة الغالب عليها هو الغنى والثراء الفَاحش إل ما كان من
زهد بعض ملوك الدولة كأبي فارس عبد العزيز.
-طبقة الرعية :ممشيكلة من القبائل اليريحل وصشبه اليريحل ،وقد كانوا أصَحاب أمر ونهي؛
ولذلك شكلوا خط ار على اليدولة عبر أطوارها بسبب ثوراتهم المتتالية ،وقد كان رجال
القبائل يملكون موارد عيشهم من قطعانهم وأراضيهم؛ ولذلك لم يكونوا في حاجة للخضوع
إلى مسلطة معينة يستميلونها لكرامهم ،فقد كانوا ذوي صكفَاية بين غني ومتوسط حال ،أما
الفَقراء فقد كانوا قلة ،بسبب شوفرة مداخيل الدولة ،والحسان الغالب إلى أهل الصعوز
والحاجة.
ثالثا :الحياة العلمية والثقافية في عصر ابن ناجي
تبنت الدولة الحفَصَية مذهب المالكية كمذهب رسمي للدولة ،حيث كان يجري القضاء
والفتاء على وفقه ،وكان جامع الزيتونة في القيروان أبرز المعالم الحضارية والدينية في
العهد الحفَصَي؛ حيث كان منارة للعلم وطلبه ،وكانت العلوم التي تدرس فيه وافرة،
إواضافة إلى غيره من الجوامع شكلت الزوايا والربطة دو ار هاما في الحياة العلمية
ينظر :المغرب العربي تاريخه وثقافته :رابح بونار ،مصَدر سابق) ،ص .(306الحركة العلمية في الدولة الحفَصَية:
رحماني عائشة ورحماني مريم ،رسالة ماستر ،كلية العلوم النسانية والعلوم الجتماعية ،قسم التاريخ ،قالمة2016 ،م-
2017م) ،ص .(24-23-22
ينظر :المصَدر نفَسه) :ص .(24-23-22
ينظر :المصَدر نفَسه) :ص .(21-20-19
والثقافية ،واهتم السلطين بإنشاء المدارس لتعليم الفَقه المالكي كالمدرسة اليشيماعية
واليتوفيقية التي تويلى اليتدريس فيها صكبار العلماء والئمة.
كما شيكلت مدينة تونس مرك ةاز ثقافيا مصهمما؛ لكوصنها عاصَمة اليدولة ،و قد أخذت شيئا
فشيئا شهرة علمية شتفَوق القيروان؛ لستقرار كبار العلماء بها ،ونزول بعض الندلسيين بها
كابن سيد الناس وابن العربي وغيرهما.
ولم تكتف حضارة الحفَصَيين العلمية بالجانب الديني فقط ،بل شملت جوانب عديدة من
الفَنون كالدب والشعر والرياضيات والتاريخ والهندسة والعمران وغيرها من العلوم.
اختلف المترجمون لبن ناجي في ضبط اسمه بأبي القاسم أو قاسم ،فذهب بعضهم
إلى أن اسمه )أبو القاسم بن عيسى بن ناجي( ،بينما ذهب آخرون إلى أن اسمه )قاسم
ينظر :العلقات الثقافية بين الدولة الحفَصَية وبلد الندلس :ماستر التاريخ السياسي والحضاري ،خالدي كوثر،
جامعة مولي الطاهر ،كلية العلوم النسانية والعلوم الجتماعية ،شعبة التاريخ1438 ،هـ2017-م) ،ص .( 33
ابن سيد الناس محمد بن سيد الناس ،اليعمري الربعي المالكي ،مؤرخ وأديب ومحدث ،أصَله من إشبيلية ،من
تصَانيفَه عيون الثر في فنون المغازي والشمائل والسير ،توفي سنة 734هـ بالقاهرة .ينظر :العلم :الزركلي ،مصَدر
سابق.(7/34) ،
ابن العربي أبو بكر محمد بن عبد ال المعافري الشبيلي المالكي ،قاض ومحدث فقيه ،أخذ عن ابن عتاب
والطرطوشي ،من مصَنفَاته أحكام القرآن ،والعواصَم من القواصَم ،توفي سنة 453هـ.
ينظر :الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب :ابن فرحون ،برهان الدين اليعمري ،دار التراث ،القاهرة ،دط،
دت .(254-253-2/252) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(6/230) ،
ينظر :الحركة العلمية في الدولة الحفَصَية :رحماني عائشة ورحماني مريم ،مرجع سابق) ،ص .(118-117-116
ينظر :الضوء اللمع لهل القرن التاسع :السخاوي ،شمس الدين محمد بن عبد الرحمن ،منشورات مكتبة الحياة،
)دط ،دت( .(5/10) ،مدرة الحجال في أسماء الرجال :أبو العباس المكناسي ،أحمد بن محمد ،دار التراث ،القاهرة ،دط-
دت .(3/284) ،توشيح الديباج وحلية البتهاج :بدر الدين القرافي ،محمد بن يحي ،مكتبة الثقافة الدينية ،القاهرة ،ط:
،1دت) ،ص .(259تراجم المؤلفَين التونسيين :محمد محفَوظ ،دار الغرب السلمي ،بيروت ،ط1994 ،2:م) ،
.(5/8
بن عيسى بن ناجي( ،والصَواب أن اسمه )أبو القاسم( ،قال محمد محفَوظ" :وهو ما
أثبتته وثيقة إشهاد علي بن ناجي مؤرخة في ربيع الثاني 839هـ" ،ويلحظ أن
اليسخاوي - وهو ممن لقي ابن ناجي -في الضوء اللمع لم يذكره في )قاسم بن عيسى(
إوانما ذكره في باب المكشنى )أبو القاسم بن عيسى(.
وميكينى ابن ناجي بأبي الفَضل التيمنوخي نسشبةة إلى تشمنوشخ وهم قبائل استوطنوا البحرين،
والقيرواني نسبةة إلى مدينة القيروان.
ولد ابن ناجي في القيروان سنة 760ه ،قال محمد محفَوظ" :يؤخذ ذلك مما ذكره أنه
عند دخول السلطان الحفَصَي أبي العباس أحمد القيروان ،كان سنه واحدا وعشرين عاما،
وقد كان ذلك سنة 781ه".
أما تاريخ وفاته فقد اخمتلف فيه ،فذهب أغلب من شترجم له أنه توفي سنة 837ه،
صَواب أينه توفي سنة 829هـ؛ لثبوت
والبعض ذهب إلى أنه توفي سنة 838هـ ،لكن ال ي
ينظر :نيل البتهاج بتطريز الديباج :التنبكتي ،مصَدر سابق) ،ص .(364الفَكر السامي في تاريخ الفَكر السلمي:
الحجوي ،محمد الحسن ،دار الكتب العلمية ،لبنان ،ط1416 ،1:هـ ،(2/301) ،شجرة النور الزكية في طبقات
المالكية :مخلوف ،محمد بن سالم ،دار الكتب العلمية ،بيروت،ط1424 ،1:هـ (1/352) ،العلم :الزركلي ،مصَدر
سابق .(5/179) ،معجم المؤلفَين :عمر كحالة ،مكتبة المثنى ،بيروت ،دط-دت.(8/110) ،
تراجم المؤلفَين التونسيين :محمد محفَوظ ،مصَدر سابق.(5/8) ،
السخاوي محمد بن عبد الرحمن بن محمد ،مؤرخ حجة ،وعالم بالحديث والتفَسير والدب ،له مصَنفَات كثيرة منها،
الضوء اللمع في أعيان القرن التاسع ،وله شرح على ألفَية العراقي ،توفي سنة 902هـ.
ينظر :العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(6/194) ،
ينظر :الضوء اللمع :السخاوي ،مصَدر سابق.(5/10) ،
ينظر :النساب :السمعاني ،أبو سعد عبد الكريم بن محمد ،تحقيق :عبد الرحمن بم يحي المعلمي ،مجلس دائرة
ب اللشباب في تحرير النساب :جلل الدين السيوطي ،عبدالمعارف العثماني ،حيدر آباد ،ط1382 ،1:هـ .(3/90) ،لم ي
الرحمن بن أبي بكر ،دار صَادر ،لبنان ،دط-دت) ،ص .(55
القيروان مدينة قيل أن أصَل معناها فارسي وهو القافلة ،وقيل هي نسبة إلى قيروان بن حام بن نوح عليه السلم.
ينظر :النساب :السمعاني ،مصَدر سابق.(10/534) ،
تراجم المؤلفَين التونسيين :محمد محفَوظ ،مصَدر سابق.(5/8) ،
ذلك في المخطوطات ،قال محمد محفَوظ " :في المصَادر التي ترجمت له أنه توفي سنة
837هـ ،والوثائق الخطية أثبتت خطأ ذلك التاريخ".
وقد تم تصَحيح هذا الخطأ الشائع في اسم المترشجم له وتاريخ وفاته اعتمادا على
نسختين خطيتين بمكتبة جامع القيروان.
ثالثا :نشأته
لم تذكر المصَادر التي وقفَت عليها كثي ار عن نشأة ابن ناجي في أحضان أسرته ،إل
مامذكر من أن أباه عيسى بن ناجي توفي وترشكهم يتيةما في كفَالة عحمه خليفَة بن ناجي،
صَباه ،ومذكر أنه كان ميكرمه إذاوكان رجل صَالحا حافظا للقرآن وعنه تلقى القرآن في ص
حفَظ سورة من سور القرآن ،ويوحبخه بشدة إذا تهاون في تكرار شمحفَوصظه وشتعامهده.
وقد كان ابن ناجي منتمةيا إلى أسرة فقيرة جدا في صَباه؛ حيث بلغ به الشفَقر حينها أن
ف من سائل باليدين ،إلى أن بلغ ما بصصذيمتصصه ما شيزيد عن
شيشتري صقطعا من المخبز الجا ح
الدينار ،وقد كان يذكر ذلك بعدها ويشكر ال تعالى على ما أنعم عليه من الصغنى.
عاش المام ابن ناجي حياة علمية حافلة نال بها منزلة عالية حتى بلغت مشهرته
الفاق واحتفَى به أهل زمانه.
نشأ ابن ناجي في القيروان في بيئة وافرة بالعلماء والمشايخ ،فتتلمذ على كثير من
العلماء قبل رحلته العلمية إلى تونس لتلقي العلم على علمائها ،فأما في القيروان فأخذ عن
جملة من الشيوخ أشهرهم :عبد ال اليشصبيبي وقد لزمه ملزمة شديدة وكان ميكثر النقل
ورحل إلى تونس فتتلمذ على أعلمها البارزين كابن عرفة وتلمذته ،حتى صَار بار از
في العلم مقدما للقضاء والفَتيا.
ولتولي ابن ناجي سلك القضاء فإنه لم يشتغل بالتدريس كثيرا؛ ولذلك فإن التراجم ل
تذكر من تلمذته إل حلولو.
ينظر :نيل البتهاج :التنبكتي ،مصَدر سابق .(1/224) ،شجرة النور :مخلوف ،مصَدر سابق.(325-324 /1) ،
أبو عبد ال محمد بن قليل الهم ،كان عالما فقيها قدوة ،تولى قضاء القيروان وتونس ،توفي سنة 802ه.
ينظر :شجرة النور :مخلوف ،مصَدر سابق.(1/326) ،
هو محمد بن أبي بكر الفَاسي القيرواني ،قاض وفقيه مالكي ،لم أقف على تاريخ وفاته.
ينظر :نيل البتهاج :التنبكتي ،مصَدر سابق.(1/482) ،
أبو القاسم بن أحمد البلوي القيرواني المعروف بالمبررزلي ،أحد أئمة المالكية في المغرب ،كان ينعت بشيخ السلم ،له
كتاب جامع مسائل الحكام مما نزل من القضايا للفَتين والحكام ،توفي سنة 844هـ.
ينظر :نيل البتهاج :التنبكتي ،مصَدر سابق .(1/386) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(173-172 /5) ،
أبو عبد ال محمد بن محمد ابن عرفة الورغمي ،إمام تونس وعالمها وخطيبها في زمانه،أخذ عن ابن عبد السلم
الهواري وابن حباب المنذري ،وتتلمذ له البي والغبريني وغيرهما ،من مكتبه المختصَر الكبير ،والحدود ،توفي سنة
803ه.
ينظر :الديباج الممشذيهب :ابن فرحون ،مصَدر سابق .(1/31) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(7/43) ،
أحمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عبد الحق ،القيرواني ،أبو العباس ،المعروف بحلولو،قاض فقيه وعالم بالصَول،
مالكي ،له عدة مصَنفَات ،منها الضياء اللمع في شرح جمع الجوامع ،وشرح مختصَر خليل ،توفي سنة 898هـ.
ينظر :الضوء اللمع :السخاوي ،مصَدر سابق .(2/260) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(1/147) ،
بلغ ابن ناجي درجة عالية من التحقيق في مذهب مالك أهلته لن يكون إماما فيه
قاد ار على الفتاء في النوازل ،قال محمد مخلوف" :أبو الفَضل قاسم بن عيسى بن ناجي
اليتنوخي القيرواني ،الحافظ للمذهب النظار العمدة الفَاضل القاضي العادل المؤلف العارف
بالحكام والنوازل...وقد أهله لهذه المنزلة تفَقهه واستحضاره لنصَوص المذهب" ،وقال
عنه التينمبكصتي" :كان معه تفَيقه عظيم وصقيام تام على المديونة واستحضار للفَروع".
ج -وظائفه:
نبغ ابن ناجي في العلم صَغي ار وظهرت عليه شمشخايل الينجابة وحسن السلوك التي أيهلته
أن يتولى المامة والخطابة بجامع الزيتونة بالقيروان وله واحد وعشرون سنة بتقديم من
شيخه المبرزلي.
وبعد رحلته في طلب العلم إلى مدينة تونس وتفَقهه تخيرج قاضيا ومفَتيا للناس؛ إذ كان
شيخه ابن عرفة هو من يولي الفَقهاء سلك القضاء بتفَويض من الخليفَة ،فتولى ابن ناجي
القضاء في عديد من المدن إلى أن استقر بالقيروان.
وكان ابن ناجي عارفا بقيمة منصَب القضاء وخطورته ،صَلبا في الحق ل يداري
الولة؛ مما كاد يتسبب في عزله بسبب شكواهم للخليفَة أبي فارس عبد العزيز لول تدخل
بعض شيوخه وشفَاعتهم له.
محمد بن محمد بن عمر مخلوف ،من علماء المالكية ،اشتهر بكتابه شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ،توفي
سنة 1360ه.
ينظر :العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(7/82) ،
شجرة النور :مخلوف ،مصَدر سابق.(1/352) ،
أحمد بابا بن أحمد بن أحمد بن عمر التنبكتي السوداني ،مؤرخ وفقيه مالكي ،من مصَنفَاته نيل البتهاج بتطريز
الديباج ،توفي سنة 1036هـ.
ينظر :العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(1/103) ،
نيل البتهاج :التنبكتي ،مصَدر سابق.(1/364) ،
ينظر :تراجم المؤلفَين التونسيين :محمد محفَوظ ،مصَدر سابق.(5/11) ،
ينظر :المصَدر نفَسه.(5/11) :
ينظر :المصَدر نفَسه.(5/11) :
ثالثا :آثار ابن ناجي العلمية
لبن ناجي مؤلفَات وآثار عديدة ،اعتمدها أهل المذهب وكانت محل إشادة منهم،
ومجيلها شروح لكتب المذهب المالكي وهي:
والشرح الكبير ميعرف بالحشتوي في خمسة عشرة جزءا ،ولزال الشرح مخطوطا لم ميطبع.
-2شرح تفَريع ابن الشجيلب في ثلثة أسشفَار ،وهو مطبوع.
طبع طبشعتان لم ترقشيا للممستوى الشمطلوب.
-3شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني ،وقد م
-4وله في التيراجم :اختصَار مع اليتذييل لمعالصم اليمان في تراجم معلماء القيروان
لليدباغ.
-5وله في اليزهد واليتصَوف :مشارق أنوار المقلوب.
المطلب الثاني :التعريف بشرح ابن ناجي على الرسالة لبن أبي زيد
لما كان شرح الرسالة هو الصَل الول لشرح ابن ناجي كان لزاما التعريف بابن
خلف بن أبي القاسم أبو سعيد ابن البراذعي القيرواني ،من حفَاظ المذهب المالكي ،أخذ عن ابن أبي زيد وابن
القابسي ،اشتهر بكتابه تهذيب المدونة ،توفي سنة 372هـ.
ينظر :الديباج المذهب :ابن فرحون ،مصَدر سابق .(351-350-1/349) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق) ،
.(2/311
عبيد ال بن الحسين ،أبو القاسم ابن الجلب ،فقيه مالكي من أهل البصَرة ،تفَقه بالبهري ،من تلمذته القاضي أبو
محمد بن نصَر والمسدد بن أحمد ،له كتاب في مسائل الخلف ،وكتاب التفَريع في المذهب ،توفي سنة 378هـ.
ينظر :ترتيب المدارك :القاضي عياض ،مصَدر سابق .(7/76) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(4/193) ،
عبد الرحمن بن محمد بن علي القيرواني ،المعروف بالدباغ ،فقيه ومؤرخ مالكي ،من مصَنفَاته معالم اليمان في
معرفة أهل القيروان ،توفي سنة 699هـ.
ينظر :نيل البتهاج :التنبكتي ،مصَدر سابق .(1/241) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(3/329) ،
ينظر :شجرة النور :مخلوف ،مصَدر سابق .(1/352) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق .(5/179) ،تراجم المؤلفَين
التونسيين :محمد محفَوظ ،مصَدر سابق.(5/14) ،
أبي زيد وكتابه الرسالة قبل التعريف بشرح ابن ناجي عليه.
الفرع الول :التعريف بابن أبي زيد القيرواني وشرحه على الرسالة
أول :التعريف بابن أبي زيد القيرواني
هو المام العلمة القدوة الفَقيه عالم أهل المغرب عبد ال بن أبي زيد عبد الرحمن
الينفَصزي نسبة إلى شنفَزاوة من قبائل إفريقيية ،القيرواني نسبة إلى مدينة القيروان بتونس،
المالكي مذهبا ،مولده سنة 310ه على الرجح ووفاته سنة 386ه ،كان من وجوه العلم
ومرفشعاصئهم ،ومنتهى المتقدمين من علماء المالكية.
أخذ ابن أبي زيد العلم عن صجيلة من الفَقهاء أبرزهم ابن اللباد والقاصبسي ،أما تلمذمته
ضهم إلى أكثر من شسبعين تلميذا ،ومن أشهرهم الشب ارصذصعي. صَله بع م
فأو ش
ق من شيصَدق عليه وصَف الممجحددين في الحدين؛ قيل عن ابن أبي زيد القيرواني أنه أح ي
بسبب إحياصئه لمذهب مالك ،حتى أنهم لقبوه بمالك ال ي
صَغير.
ف دحون من أجل ولبن أبي زيد القيرواني مصَنفَات كثيرة ،وهي على صَنفَين ،ص
صَن م
صَنف كتاب
تطوير الفَقه المالكي وجمع أقوال معلمائه وتقريبه من الفهام ،ويشمل هذا ال ح
الحرسالة ،وكتاب ممختصَر الممديونة ،وشتهذيب المعتبيية ،والينوادر والزييادات ،ومتعمد هذه
ينظر :ترتيب المدارك وتقريب المسالك :القاضي عياض ،عياض من موسى اليحصَبي ،تحقيق :سعيد أحمد أعراب
وآخرون ،مطبعة فضالة ،المحمدية :المغرب ،ط1981 ،1:م .(217-6/216) ،سير أعلم النبلء :شمس الدين
الذهبي :أبو عبد ال محمد بن أحمد ،تحقيق :مجموعة من المحققين بإشراف شعيب الرنؤوط ،مؤسسة الرسالة ،ط،3:
1405هـ1985-م .(17/10) ،تراجم المؤلفَين التونسيين :محمد محفَوظ ،مصَدر سابق،(2/443) ،
محمد بن محمد أبو بكر اللباد القيرواني ،فقيه مالكي ،عالم بالتفَسير واللغة ،أخذ عن أبي بكر بن عبد العزيز
وحمديس ،وأخذ عنه زياد بن عبد الرحمن ومحمد بن الناظور ،من مصَنفَاته الثار والفَوائد ،وفضائل مالك بن أنس،
توفي سنة 333هـ.
ينظر :الديباج المذهب :ابن فرحون ،مصَدر سابق .(197-2/196) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق-7/19) ،
.(20
علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني ،أبو الحسن ابن القابسي ،عالم المالكية بإفريقية في عصَره ،أخذ عن أبي
العباس البياني وأبي الحسن الدباغ ،وأخذ عنه أبو عمران الفَاسي وابن أبي زيد ،من مصَنفَاته الممهد في أحكام الفَقه
والديانات ،والمنقذ من شبه التأويل ،توفي سنة 403هـ.
ينظر :الديباج المذهب :ابن فرحون ،مصَدر سابق .(2/101) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(4/326) ،
ينظر :قلدة النحر في تراجم أعيان الدهر :الطيب بامخرمة ،الطيب بن عبد ال ،دار المنهاج ،جدة ،ط،1:
1428هـ2008-م.(3/272) ،
صَنف الثاني فهو رسائل دحونت لسباب الممصَينفَات مصَادر هامة عند فقهاء المالكية ،وال ح
عديدة منها الريد على البدع الشيعية ،ككتاب القتداء بأهل اليسنة ،وكتاب التنبيه على
القول في أولد الممرتحدين ،ورسالة إعطاء القشرابة من اليزكاة ،وكلها مكت ب
ب كانت عبارة عن
مسائل وقع التناظر فيها بين أهل اليسنة والشيعة أيام دولة المعبيديين الروافض.
ثانيا :التعريف برسالة ابن أبي زيد القيرواني
الرسالة في الفَقه المالكي لها مشهرة واسعة ،حيث أصَبح هذا السم شعلما عليها عند
الطلق إذا كان الحديث في الفَقه ،مثلما أصَبح لفَظ الرسالة في أصَول الفَقه شعلما على
كتاب الشافعي.
وقد كان الداعي لتأليف ابن أبي زيد للرسالة أن يضع ممختصَ ار يحوي مزبدة المذهب مع
صَيصَا لطفَال الممسلمين لكي يسهل عليهم حفَظها ممراعاة الختصَار؛ لنها أمحلفَت صخ ح
واستذكارها ،ومسميت الرسالة لنها ألفَت بسبب مراسلة أحد الفَقهاء لبن أبي زيد القيرواني
طالبا منه كتابا مختصَ ار في الفَقه والديانة ميعلمه الصَبيان ،فأجابه ابن أبي زيد بمتن
الرسالة ،وقد حوت الرسالة خمسة وأربعين بابا ابتداء بالعقائد ثم العبادات ثم النكحة
والبيوع ثم الجنايات والحدود وختاما بأبواب الجامع.
الفرع الثاني :سبب تأليف شرح ابن ناجي على الرسالة واهتمام العلماء به
أول :سبب تأليف ابن ناجي لشرحه على الرسالة
شرمح ابن ناجي على الحرسالة شربح متوحسط ،بيين ابن ناجي في ممقشحدمته سبب تأليصفَه
فقال " :لميا كمثر إقرائي لرسالة الشيخ الفَقيه العالم العامل الشوصرع أبي محمد عبد ال ابن أبي
ت ال في وضع تعليق ميعين اليناظر على ما يتعليق بما تكلم عليه زيد القيرواني اسشتخر م
ضعم على ش
أ شيء نيح صَغري إن كان ص
م الشيخ ،"..وقال في المعالم" :ومكنت شنويت في ص
ش
ينظر :المناهل الزللة في شرح وأدلة الرسالة :المختار بن العربي مؤمن ،دار بن حزم ،بيروت ،ط1434 ،1:هـ-
2013م.(50-1/49) ،
ينظر :القاضي عبد الوهاب البغدادي ومنهجه في شرح رسالة ابن أبي زيد :حمزة أبو فارس ،منشورات شركة
،ELGAدط2003 ،م) ،ص .(248-247
ينظر :المصَدر نفَسه) :ص (288
شرح رسالة ابن أبي زيد :ابن ناجي ،أبو القاسم بن عيسى بن ناجي ،تحقيق :أحمد فريد المزيدي ،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،ط1428 ،1:هـ2007-م(1/3) ،
رسالته تأليةفَا مينتششفَع به ،فوفقني ال لذلك ،فألفَته وأنا بتونس حال القراءة بها وفرغت منه في
زمن قريب خشية حضور أجلي ،إذ ألفَته في زمن الوباء" ،فتبين أن ابن ناجي كان يأمل
أن يشرح الرسالة منذ صَغره لكنه لم يتصَدى لشرحها حتى تأهل لذلك وكمثر إقراؤه لها،
ومع ذلك فإنه ألفَها على عجل ،واعتذر عما قد يبمدر من تقصَيره في هذا الشرح بما ذكر،
محيل في تلفي الينقص إلى شرحه لليتهذيب.
ثانيا :اهتمام العلماء بشرح ابن ناجي
أثنى علماء المالكية على شرح ابن ناجي على الرسالة كثي ار وأشادوا به ،قال اليتنبكتي:
" له شرمح الحرسالة حسن ممفَيد ،وميذكر أن الشمصخيلي بالغ في اليثناء على هذا اليشرح ويقول له
الممهيذب" ،وقال مخلوف عن تآليفَه عموما" :وتآليمفَه ممعويل شعليها في الشمذهب" ،ويظهر
ذلك جليا من خلل النيقولت الموجودة عن شرح ابن ناجي في كتبهم ،قال الحطاب
اليرعيني" :ل شأعرف هذا القول الثاني تأويل عليها ،وقال ابن ناجي في شرح الرسالة لما
ذكر ما ذكر ،"..وفي اليثمر الداني في مسألة تيمم ال يارصجي في وسط الوقت.. " :ل أعلم
من نقل في اليراجي أنه يتيمم في وسط الوقت غير ابن أبي زيد ،وقال ابن ناجي يمكن أن
ميشريد قوله ،"..وغيرها من النقولت الكثيرة عنه في كتب المالكية.
الفرع الثالث :منهج ابن ناجي في شرحه على الرسالة
شرشح ابن ناجي الرسالة كلها ابتداء بمقدمتها العقدية وانتهاء بالبواب الجاصمعة ،وهذه
بعض الملحظات التي تلقي الضوء على مضمون شرح ابن ناجي ومنهجه:
معالم اليمان في معرفة أهل القيروان :الدباغ ،عبد الرحمان بن محمد النصَاري ،وابن ناجي ،تحقيق :محمد
ماضور ،دار الخانجي ،مصَر1968 ،م.(3/119) ،
ينظر :المصَدر نفَسه.(3/119) :
نيل البتهاج :التنبكتي ،مصَدر سابق.(1/346) ،
شجرة النور :مخلوف ،مصَدر سابق.(1/352) ،
محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحطاب المكي ،فقيه مالكي ،أخذ عنه التنبكتي وغيره ،من مصَنفَاته مواهب
الجليل في شرح مختصَر خليل ،توفي سنة 995هـ.
ينظر :نيل البتهاج :التنبكتي ،مصَدر سابق .(1/639) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(8/169) ،
مواهب الجليل في شرح مختصَر خليل :الح ي
طاب الرعيني ،أبو عبد ال محمد بن محمد ،دار الفَكر ،بيروت ،ط،3: ش
1412هـ1992-م.(5/258) ،
الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني :البي ،صَالح بن عبد السميع ،المكتبة الثقافية ،بيروت) ،دط ،دت(،
)ص .(71
-1شيستشهد ابن ناجي في شرحه بكثير من الدلة المتفَق عليها كالكتاب والسنة والجماع أو
المختلف فيها كعمل أهل المدينة ومراعاة الصخلف ونحوه.
ومن أمثلة احتجاجه بالكتاب والسنة " :وقول الشيخ :إواذا خشرج من شمكية ،أراد به إواذا
أراد الخروج من مكة ،ومنه قول النبي )) :شمرن أششتى المجممشعةش شفلششيرغتشصسرل(( ،وقوله تبارك
وتعالى :ﭐﱡﭐﲋﲌﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﱠ ]النحل ،" [٩٨ :ولم تسلم بعض الدلة التي يوردها من
السنة من الضعف أحيانا والشوضعص نادرا.
ومن أمثلة ذكره الستدلل بعمل أهل المدينة ،قوله في كون صَلة الصَيبح هي الصَلة
طرب العلماء في الصَلة الوسطى على أربعة عشر قول ،وقول الشيخ:
الوسطى" :واض ش
عند أهل المدينة ،شيحتمل أن يكون ممرتضيا لذلك وهو أقرب".
ومن أمثلة استدلله بأصَل مراعاة الخلف مسألةب في السيهو في صَلة النافلة وكون
من تذكر قبل عقد الثالثة يرجع ويسجد بعد السلم ،إوان عقشدها تمادى مطلقا فأكمل أربعا،
واخمتلف إذا تمادى هل يسجد أم ل يسجد للسهو ،والكثرون أنه يسجد ،وقال بعضهم بعدم
السجود مطلقا ،قال ابن ناجي.." :لن أمرهم باليتمادي مع أمرهم بالسجود متناقض ،قلت:
ضة في ذلك للحتياط ،وذلك أن التمادي مراعاةة للخلف والسجود مراعاة لمذهبنا ل ممناق ش
فمجمع بذلك بين المذهبين".
-2ميشير ابمن شناجي في أغلبص الينقوصل إلى الشمصَادر والشمراجع التي ينقل عنها :كالموطأ
والمدونة ومختصَر خليل بن إسحاق ،ومن أمصثلة ذلك قوله" :وقيل بشتمام لصعان اليزوج شتنقطع
أخرجه البخاري في صَحيحه :كتاب الجمعة ،باب فضل الغسل يوم الجمعة ،الجامع المسند الصَحيح من أمور رسول
ال وسننه وأيامه :أبو عبد ال البخاري ،محمد بن إسماعيل الجعفَي ،تحقيق :محمد زهير بن ناصَر الناصَر ،دار
طوق النجاة ،ط 1422 ،1هـ ،رقم .(2/2) ،877 :ومسلم في صَحيحه :أول كتاب الجمعة ،المسند الصَحيح المختصَر
بنقل العدل عن العدل إلى رسول ال :مسلم بن الحجاج ،أبو الحسن القشيري النيسابوري ،المحقق :محمد فؤاد عبد
الباقي ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت) ،دط ،دت( ،رقم .(2/579) ،844 :كلهما عن عبد ال بن عمر رضي ال
عنهما ،مع اختلف يسير في اللفَظ.
شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/350) ،
المصَدر نفَسه.(1/122) :
شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/122) ،
الصعصَمة بيشنهما إوان لم متلعن ..وهو ظاهر المموطأ ،وفي الممديونة إن شماتت قبل أن متلعن
وبعد صلعانه ورثها".
كما أنه كثيمر الينقل عن اليشيوخ دون الششارة إلى كتاب ممعيين ،وتارة دون تسمية من شنشقشل
عنه ،كقوله" :مرابض البقر والغنم الصَلة فيها جائزة وهو كذلك على المنصَوص وخيرج
بعضهم البقر على البل للتعليل بالنفَور".
-3امتاز شرح ابن ناجي بالشارة إلى القول المشهور والممعتمد في المذهب ،وما يخالفَه
من أقوال ،ومن أمثلة ذلك قوله" :ل خصلف أن الصفَطر في سفَر الشقصَر جائبز واخمتلف هل
هو أفضل من الصَوم ،أو العكس وهو المشهور ،أو هما على حد السواء في ذلك ثلثة
أقوال حكاها غير واحد".
-3يتعرض ابن ناجي لكثير من الخلف داخل المذهب مبينا الراجح منه في أغلب الحيان،
ضر إواغما ص
ضه " :ماذكشره كما في قوله عند حديث ابن أبي زيد عن استقبال الصقبلة بالمحت ص
م
من أن استقبال القبلة بالمحتضر ممستحب هو الشمعروف في المذهب وقيل إنه مكروه ،وهو
ظاهر قول مالك".
-4ميشير إلى الخلف خارج المذهب أحيانا كالمذهب الحنفَي والشافعي ،مثاله في شرحه لقول
ابن أبي زيد في شتلصقين ل إله إل ال عند الموت قال" :فظاهر كلم الشيخ أن الصَيغير
ميليقن كغيره ،وهو ظاهر كلم غيره ،وقال النووي :ل ميليقن إل من بلغ".
متن الرسالة :ابن أبي زيد القيرواني ،المؤسسة الوطنية للفَنون المطبعية ،الرغاية ،دط1987 ،م) ،ص .(7
المصَدر السابق.(1/19) :
المبحث الول :حقيقة تخريج الفروع على الفروع ونشأته
وفيه مطلبان:
المطلب الثالث :نشأة تخريج الفَروع على الفَروع و أسبابه وأثره في
استمرار المذهب
ارتبط تخريج الفَروع على الفَروع بكتب الشروح والنوازل عند المتأخرين من فقهاء
المذاهب الربعة ،وكمثرت ممارستهم له لسيما عند فقهاء المالكية لعتبارات كثيرة،
فاحتيج لبيان حقيقته ونشأته وأثره في تطور المذهب ،مع بيان حكمه وشروطه.
المطلب الول :تعريف تخريج الفروع على الفروع
اليتخريج شمصَشدر من اصلفَعل شخريشج ،ميقال شخيرشج ميشخحرمج شتخريةجا ،بناةء على القاعدة ال ي
صَرفية
ينظر :لسان العرب :ابن منظور ،أبو الفَضل محمد بن مكرم بن علي ،دار صَادر ،بيروت ،ط1414 ،3:هـ ،مادة
)شخشرشج( .(2/250) ،القاموس المحيط :الفَيرو آبادي ،أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب ،مؤسسة الرسالة ،بيروت،
ط1426 ،8:هـ2005 -م،مادة) :شخشرشج(.(1/185) ،
ينظر :شرح ابن عقيل على ألفَية ابن مالك :ابن عقيل ،عبد ال بن عبد الرحمن ،تحقيق :محي الدين عبد الحميد،
دار التراث ،القاهرة ،ط1400 ،20:هـ1980 -م.(3/128) ،
ينظر :معجم مقاييس اللغة :ابن فارس ،أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي ،تحقيق :عبد السلم
هارون ،دار الفَكر ،بيروت ،دط1399 ،ه1979-م ،مادة )خرج(.(2/175) ،
ينظر :تهذيب اللغة :أبو منصَور الزهري ،محمد بن أحمد الزهري الهروي ،تحقيق :محمد عوض مرعب ،دار إحياء
التراث العربي ،بيروت ،دط2001 ،م ،مادة )خرج( .(7/28) ،معجم مقاييس اللغة:ابن فارس ،مصَدر سابق ،مادة
)خرج( .(2/176) ،تاج اللغة وصَحاح العربية ،الجوهري ،أبو نصَر إسماعيل بن حماد الجوهري الفَارابي ،تحقيق:
أحمد عبد الغفَور عطار ،دار العلم للمليين ،بيروت ،ط1407 ،4:م1987 -م،مادة )خشرج( .(1/309) ،أساس
البلغة :الزمخشري ،أبو القاسم جار ال محمود بن عمرو بن أحمد ،تحقيق :محمد باسل عيون السود ،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،ط1419 ،1:هـ1998-م ،مادة )خرج( .(1/237) ،القاموس المحيط :الفَيروز أبادي ،مصَدر سابق،
مادة )خرج(.(1/185) ،
المعنى الثاني :اختلف اللونين.
ض صرجلها إلى خا ص
صَرتها. ت لونين ،والشخررشجاء :اليشاة تبشي ي
أرض ممشخيرشجة ذا م
ب ميقال:
ومن خلل بعض التششتبيع لمعاني المادة تبين أن المعنى الول أكثر استعمال ،وهو
القرب لموضوع البحث؛ لن اليتخريج مصَدر للفَعل خيرج الـممضيعف ،وهو ميفَيد اليتعدية بأن
ل يكون المخروج ذاتيا بل من خاررج عنه ،ومثله أشرخشرشج الشيء واستخشرشجه فإنهما بمعنى
طه ،وطلب إليه أن شيخمرج.
استنشب ش
فيتبين جليا أن اليتخريج في اللغة دائر حول إظهار الشياء والمور ،وهو عين ما يقوم
به الممخ حرج ،حيث يقوم بإظهار انعدام الفَوارق بين المسائل المتشابهة كما سيأتي بيانه.
اسمتعمل لفَظ التخريج عند العلماء في فنون مختلفَة ،والذي يهم في هذا البحث هو
ت استعمالتهم لهذا المصَطلح وجدتها كالتي:معناه عند الفَقهاء والصَوليين ،إواذا تأيمل ش
أ -إطلق التخريج على اليتوصَل إلى أصَول الئمة في المسائل المنقولة عنهم ،من خلل
طلح عليه بتخريج الصول على
استقراء فروعهم الفَقهية ،وهذا النوع من التخريج اصَ م
ينظر :معجم مقاييس اللغة :ابن فارس ،مصَدر سابق ،مادة )خرج(.(2/175) ،
.المصَدر نفَسه(2/176) :
هو أبو طاهر محمد بن يعقوب مجد الدين الشيرازي ،من أئمة اللغة والدب ،من مصَنفَاته اللمع المعلم العجاب،
والقاموس المحيط ،توفي سنة 817هـ.
ينظر :العلم :الزركلي ،خيرالدين بن محمود ،دار العلم للمليين ،ط2002 ،15:م.(147-7/146) ،
بصَائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز :الفَيروز آبادي ،لجنة إحياء التراث السلمي ،القاهرة ،دط1996 ،م،
مادة )خرج(.(2/532) ،
ينظر :التخريج عند الفَقهاء والصَوليين :يعقوب الباحسين ،مكتبة الرشد ،الرياض ،دط1414 ،هـ) ،ص .(9
ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية :صَدام محمدي ،ماستر الفَقه المالكي وأصَوله ،جامعة أبو بكر
بلقايد ،تلمسان1436 ،هـ1437-م) ،ص .(11
الفروع ،وعرفه يعقوب الباحسين بأنه" :العلم الذي يكشف عن أصَول وقواعد الئمة
وتعليلتهم للحكام".
ومن أمثلة هذا النوع من التخريج :نصسبة تقديم القياس بمعنى القاعدة الشرعية على
صَه في حديث ولوغ الكلب. خبر الواحد عند مالك بناء على شن ح
ب -إطلق التخريج على رد الخلفات الفَقهية إلى القواعد الصَولية ،وهذا النوع من التخريج
طلح عليه بتخريج الفروع على الصول ،وعرفه يعقوب الباحسين بأنه " :العلم الذي
اصَ م
يبحث عن علل أو مآخذ الحكام الشرعية لرد الفَروع إليها بيانا لسباب الخلف ،أو لبيان
حكم ما لم يرد بشأنه نص عن الئمة بإدخاله ضمن قواعدهم وأصَولهم".
ومن أمثلة هذا النوع من التخريج :بناء القول في تقديم وتأخير الزكاة على أن المر
يقتضي الفَور أو التراخي ،و بناء القول بعدم وجوب قضاء الصَلة المتروكة عمدا على
أن المر بالداء ليس أم ار بالقضاء.
د -وقد ميطلق التخريج وميراد به استنباط كليات أصَولية أو عقدية أو لغوية عامة من
مثيلتها في الشمول إوان اختلف مجالها ،وهو ما اصَطلح عليه بتخريج الصول على
الصول ،وعرفه وليد الودعان بأنه" :ترتيب قاعدة أصَولية على قاعدة أصَولية أخرى على
جهة ميعرف منها الحكم".
ومن أمثلة هذا النوع من التخريج :بناء إثبات المجاز في القرآن على كونه نزل بلسان
العرب ولسان العرب فيه مجاز ،ومثل إنكار حجية مفَهوم الموافقة بناء على اعتباره أحد
أنواع القياس.
ينظر :التخريج عند الفَقهاء والصَوليين :يعقوب الباحسين ،مرجع سابق) ،ص .(12 -11
المصَدر نفَسه :ص .19
ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية :صَدام محمدي ،مصَدر سابق) ،ص .(15-14
المصَدر السابق) :ص .(51
ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية :صَدام محمدي ،مصَدر سابق) ،ص .(15-14
بناء الصَول على الصَول :وليد الودعان ،رسالة دكتوراه ،كلية الشريعة-قسم أصَول الفَقه ،جامعة محمد بن سعود
السلمية ،السعودية1427 ،هـ1428-م.(1/39) ،
ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية :صَدام محمدي ،مصَدر سابق) ،ص .(14
ج -وقد يطلق التخريج على بيان رأي المام في المسائل الجزئية عن طريق إلحاقها
طلح عليه بتخريج الفروع
بما يشبهها من المسائل المروية عنه ،وهذا النوع هو ما اصَ م
على الفروع أو ما يسمى بالتخريج الفَقهي ،وهو موضوع البحث.
ويمكن تعريف التخريج عند الفَقهاء والصَوليين بتعريف يشمل النواع الربعة بأنه" :علم
ميعشنى بإلحاق الراء الممخيرجة بالقوال أو الحكام الممشاصبهة داخل المذهب تأصَيل أو
تفَريعا".
فقيد "الراء المخرجة" شيشمل الفَروع الفَقهية والقواعد الصَولية والفَقهية ،وقيد "القوال أو
الحكام المشابهة" يعني القياس على القوال المستمدة من الدلة أو من المعقول دون
دليل ،أي بقياس العلة ،وقيد "داخل المذهب" لن الخروج عن المذهب يسمى اختيا ار ل
تخريجا ،وقيد" تأصَيل وتفَريعا" ليشمل جميع أنواع التخريج؛ لن التخريج في عمومه
نوعان ،نوع يتجه للصَول والثاني للفَروع.
ينظر :التخريج عند الفَقهاء والصَوليين :يعقوب الباحسين ،مصَدر سابق) ،ص .(51
المصَدر السابق) :ص .(15
ينظر :المصَدر نفَسه) ،ص .(12
ينظر :تاج اللغة وصَحاح العربية :الجوهري ،مصَدر سابق ،مادة )فرع( .(1258 /3) ،مقاييس اللغة :ابن فارس،
مصَدر سابق ،مادة )فرع(.(4/491) ،
ع ول شعصتيشرةش )( ،والفَرع أول نتاج كان ينتج لهم ،كانوا يذبحونه لطواغيتهم ،والشعتيشرةم في
عن النبي قال )) :ل فشرر ش
رجب .رواه البخاري ،كتاب العقيقة :باب الفَرع ،رقم ،(7/85) ،5473 :ومسلم ،كتاب الضاحي :باب الفَرع والعتيرة،
رقم ،(3/564) ،1976 :كلهما عن أبي هريرة رضي ال عنه.
فيتبين أن الفَرع هو جزء الشيء و بعضه أو ما كان راجعا إلى أصَل ثابت ،ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﳀﳁﳂ
ﳃﳄﳅﳆﳇ ﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ ﱠ ]إبراهيم ،[24:ففَروع الشجرة غصَونها وأعاليها وأصَلها أسفَلها
ومنشأها ،ولما كانت الفَروع ناشئة عن الصَل ومعتمدة عليه أطلق اسم الفَرع على كل ما
.كان معتمدا على أصَل ثابت
ب -الفروع اصطلحا:
عيرف الصَوليون الفَرع بتعريفَات متباينة أهمها:
الصَول والفَروع :سعد بن ناصَر الشثري ،كنوز إشبيليا ،الرياض ،ط1426 ،1:هـ2005 ،م) ،ص .(75
التعريفَات :الجرجاني ،علي بن محمد بن علي الشريف الجرجاني ،دار الكتب العلمية ،ط1403 ،1:هـ1983 -م،
)ص .(66
ينظر :المصَدر السابق) :ص .(82
المعيدة في أصَول الفَقه :أبو يعلى الفَراء ،محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ،تحقيق :أحمد بن علي مباركي ،ط:
1410 ،2هـ1990-م.(1/179) ،
ينظر :الصَول والفَروع :سعد بن ناصَر الشثري ،مصَدر سابق) ،ص .(83
ينظر :شرح مختصَر الروضة :الطوفي ،سليمان بن عبد القوي بن الكريم أبو الربيع نجم الدين ،تحقيق :عبد ال بن
عبد المحسن التركي ،مؤسسة الرسالة ،ط1407 ،1:هـ1987 -م.(1/121) ،
ينظر :المصَدر السابق) :ص .(83
ع هي أحكام الشارع المتعلقة بصَفَة فعل المكلف .وهو التعريف المختار للفَروع.
-4الفَرو م
فـقيد "الحكام" يشمل الحكام اليتكليفَية والوضعية ،وقيد" الشرعية" لخراج الحكام العقلية
والحسية ،وقيد" المتعلقة بأفعال المكلفَين" لخراج ما يتعلق بغيرهم من غير المكلفَين.
لم يهتم متقدمو المالكية بوضع تعريف لتخريج الفَروع على الفَروع ،لكن ورد عنهم
ذكر حكم التخريج وضوابطه وبيان شروط مجتهد التخريج ،ولعل أول من حاول تعريفَه
ابن فرحون ، وقد جاء تعريفَه من باب تعريف الشيء ببيان أنواعه ،فقال" :اعلم أن
التخريج على ثلثة أنواع :استخراج مسألة ليس فيها حكم منصَوص من مسألة
منصَوصَة...النوع الثاني :أن يكون في المسألة حكم منصَوص فيخرج فيها من مسألة
أخرى قول بخلفه...النوع الثالث :أن يوجد للمصَنف نص في مسألة على حكم ،ويوجد
نص في مثلها على ذلك الحكم ،ولم يوجد بينهما فارق فينقلون النص من إحدى المسألتين
وميخرحجون في الخرى ،فيكون في كل واحدة منهما قول منصَوص وقول مخرج".
نشر البنود على مراقي السعود :العلوي الشنقيطي ،عبد ال بن ابراهيم ،مطبعة فضالة ،المغرب) ،دط،دت() ،
.(1/19
المصَدر السابق) :ص .(85
المصَدر نفَسه) :ص .(85
ابن فرحون أبو القاسم إبراهيم بن علي الجياني الصَل المدني المولد ،القاضي المالكي الشهير ،أخذ عن أبي عبد ال
المطري ومحمد بن عرفة وابنه محمد ،من مصَنفَاته :تبصَرة الحكام في أصَول القضية ومناهج الحكام ،والديباج
المذهب في تراجم أعيان المذهب ،توفي سنة 799هـ .ينظر :نيل البتهاج بتطريج الديباج :التنبكتي ،مصَدر سابق) ،
ص .(35-34-33
كشف النقاب الحاجب من مصَطلح ابن الحاجب :ابن فرحون ،ابراهيم بن علي ،تحقيق :حمزة أبو فارس بالشتراك،
دار الغرب السلمي ،بيروت ،ط1990 ،1:م) ،ص .(106-105
عرف المتأخرون تخريج الفَروع على الفَروع بتعريفَات متباينة منها:
و يناقش بقصَر مجال التخريج الفَقهي في الشمسكوت عنه ،مع أن التخريج الفَقهي قد
يكون فيما فيه نص كما سيأتي في بيان أنواعه.
ونوقش استعمال لفَظ التفَريع بكونه غير مناسب لتعريف التخريج الفَقهي بقدر مملئمته
لستنباط الفَروع من الدلة العامة.
-3أن شينظر مجتهد المذهب في مسألة غير منصَوص عليها في المذهب مع مراعاة ضوابط
التخريج من علة وغيرها.
نوقش التعريف بقصَره للتخريج الفَقهي فيما لم مينص عليه ،كما نوقش إدراجه للشروط
والضوابط ضمن التعريف ،كما أن التعريف غير حاصَر لدخول جميع أنواع التخريج.
ص عليه.
ويمكن مناقشة التعريف بشقصَر التخريج الفَقهي فيما لم ميشن ي
وبناء على التعريفَات السابقة ومناقشتها يمكن تعريف تخريج الفَروع على الفَروع بأنه:
تخريج الفَروع على الفَروع أو التخريج الفَقهي علم يعنى بإلحاق المسائل بنظائرها من
الفَروع لجامع بينها ،فهو مجرد نقل حكم أو خلف فرع إلى ما يشبهه من الفَروع ،أما
التخريج الصَولي فهو دائر بين ثلثة أنواع ،تخريج الفَروع على الصَول ،وتخريج
الصَول من الفَروع ،وتخريج الفَروع على الصَول.
فالملحظ أن حقيقة التخريج عند الفَقهاء تفَترق عما هي عند الصَوليين ،فالتخريج عند
الفَقهاء غالبا ما يختص بنوع تخريج الفَروع على الفَروع الفَقهية ،بينما التخريج عند
الصَوليين يشمل في الغالب النواع الثلثة السابق ذكرها.
التكييف الفَقهي مصَطلح حادث جديد ،حده المعاصَرون بحدود متباينة منها:
القياس حمل معلوم على معلوم في حكمه لمساواته له في علته .ينظر :نثر الورود شرح مراقي السعود :محمد
المين الشنقيطي ،تحقيق :محمد علي العمران ،دار عالم الفَوائد) ،دط ،دت(.(1/409) ،
التلزم هو أن يقول المجتهد قول في مسألة خلفية فيكون له حكمان في مسألتين :حكم ما قاله وحكم يلزمه على أثر
قوله فيكون بمثابة ما قاله ،والمسألة خلفية بين العلماء .ينظر :نشر البنود :عبد ال العلوي ،مصَدر سابق) ،
.(2/278المدخل المفَصَل لمذهب المام أحمد وتخريجات الصَحاب :بكر بن عبد ال أبوزبد ،دار العاصَمة ،جدة،
ط 1417 ،1:ه(1/284) ،ـ
ينظر :التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى :محمد مهدي لخضر ،دكتوراه ،الفَقه وأصَوله ،جامعة المير عبد
القادر ،قسنطينة) ،ص .(62
ينظر :التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى :محمد مهدي لخضر ،مصَدر سابق) ،ص .(62
-1أن التكييف الفَقهي للمسألة تحريرها وبيان انتمائها إلى أصَل معين معتبر.
وعليه فالتكييف الفَقهي جزء من التخريج الفَقهي إذ ل يعدو أن يكون التكييف تصَو ار
حقيقيا لواقع المسألة مع بيان انتمائها ،والتخريج هو اللحاق ل مجرد بيان النتماء.
-2التكييف الفَقهي رد العمليات المعاصَرة إلى أصَولها الشرعية إوادراجها تحت ما يناسبها من
العقود التي تولى الفَقه السلمي صَياغتها وتنظيم أحكامها ،ليكون ذلك منطلقا للصَلح
والتقويم.
ويلحظ في هذا التعريف وجود عموم وخصَوص بين التخريج والتكييف ،فكل تكييف
تخريج وليس العكس ،حيث جعل التعريف خاصَا بالعقود كالمعاملت ونحوها ،أما
التخريج فشامل لكل البواب ،كما قييد صَاحب التعريف التكييف بالعمليات المعاصَرة ،أما
التخريج فيكون في المعا ص
صَرة وغيرها. م
ثالثا :العلقاة بين التخريج الفقهي و الستنباط
أما اصطلحا فهو :استخراج المعاني والعلل ونسبة بعضها إلى بعض ،فيعتبر ما يصَح
منها بصَحة مثله وشبهه ونظيره ،ويلغى ما ل يصَح.
وبالنظر إلى تعريف الستنباط و تخريج الفَروع على الفَروع ،يتبين أن الستنباط من
طرق التخريج وآلية من آلياته ،فيشتركان في كون كل منهما استخراجا للرابط بين الفَرع
ونظيره ،فل فرق بينهما من هذا الجانب ،فالمخرج مستنبط والمستنبط مخرج ،لكن يفَترقان
فقه النوازل :الجيزاني ،محمد بن حسين ،دار ابن الجوزي ،الدمام-السعودية ،ط1427 ،2:هـ2006-م.(1/47) ،
ينظر :المصَدر نفَسه) :ص ،(64و التكييف الفَقهي للوقائع المستجدة وتطبيقاته الفَقهية :محمد عثمان شبير ،دار القلم،
دمشق ،ط1435 ،2:هـ2014 -م)،ص .(21
ينظر :التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى :محمد مهدي لخضر ،مصَدر سابق) ،ص .(64
ينظر :المصَدر نفَسه) :ص .(64
ينظر :لسان العرب :ابن منظور ،مصَدر سابق ،مادة ) الستنباط(.(7/410) ،
إعلم الموقعين عن رب العالمين :ابن قيم الجوزية ،أبو عبد ال محمد بن أبي بكر ،تحقيق :مشهور بن حسن ،دار
ابن الجوزي ،السعودية ،ط1423 ،1:هـ.(2/397)،
في كون الستنباط عاما من نصَوص الشريعة وغيرها أما التخريج الفَقهي فيكون على
أقوال الئمة وآرائهم.
المطلب الثاني :نشأة تخريج الفروع على الفروع و أسبابه وأثره في تطور المذهب
نشأ تخريج الفَروع على الفَروع في مذهب مالك مع ظهور تلميذ أئمة المذاهب الفَقهية
وذلك منتصَف القرن الثالث الهجري ،وكان منهج علماء المذهب في الستنباط التخريمج
على ما نص عليه مالك من أصَول ،أو ماورد عنه من فروع.
وبعد مرحلة النشأة أتت مرحلة تدوين الروايات والسمعة فظهرت الدواوين والمهات،
ثم تمحوجت هذه المرحلة بمرحلة ثالثة استقر فيها المذهب وذلك بعد القرن السابع للهجرة،
ق بعض الفَقهاء باب الجتهاد المطلق ،وشعكف الراغبون في الفَقه على مذهب المام وشأغل ش
ودواوين المرحلة الثانية ،فنشط نوع آخر من الجتهاد في إطار المذهب بتمحيص
الروايات والترجيح بينها أو بطريق التخريج.
قال ابن خلدون ":ولما صَار مذهب كل إمام علما مخصَوصَا عند أهل مذهبه ولم
يكن لهم سبيل إلى الجتهاد والقياس ،فاحتاجوا إلى تنظير المسائل في اللحاق وتفَريقها
عند الشتباه بعد الستناد إلى أصَول المقررة من مذاهب إمامهم ،وصَار كل ذلك كله
يحتاج إلى ملكة راسخة يقتدر بها على ذلك النوع من التنظير أو التفَرقة واتباع مذهب
إمامهم فيما استطاعوا ،وهذه الملكة هي علم الفَقه لهذا العهد".
وحاصَل القول أن عمل الفَقهاء في هذا العصَر انحصَر في التخريج على أصَول
المام وآرائه ،أو في الترجيح بينها ،وتميز المالكية في باب تخريج الفَروع على الفَروع بما
يلي:
ينظر :التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى :محمد مهدي لخضر ،مصَدر سابق) ،ص .(65
ينظر :القوال الفَقهية في مذهب المام أحمد جمعا ودراسة :إيمان بنت محمد القثامي ،رسالة دكتوراه ،كلية الشريعة
والدراسات السلمية ،جامعة أم القرى1438 ،هـ1439 -م) ،ص .(38
ينظر :المصَدر نفَسه) :ص .(41
ديوان المبتدأ والخبر :ابن خلدون ،مصَدر سابق.(1/568) ،
-1إحكام تدوين الروايات وسهولة الوصَول إليها ،مما سهل عملية التخريج ،ولذلك معيد
المذهب المالكي أوسع المذاهب في باب تخريج الفَروع على الفَروع.
-2اشتهر المالكية بكتب النوازل التي تحتوي الكثير من التخريجات.
-3يظهر تخريج الفَروع على الفَروع جليا في كتب الشروح والحواشي المتوافرة في مذهب
مالك ،كما هو الشأن مع شرح ابن ناجي للرسالة.
ميعد مذهب المالكية أوسع المذاهب في حركية التخريج الفَقهي لمرونة أصَوله وكثرتها
من جانب ،ولقابليته لدى الناس باعتباره مذهب إمام دار الهجرة ،وأهم أسباب تخريج
القوال في المذهب هي:
-1ضرورة بيان أحكام الشريعة :فقد جيدت مسائبل أماشم الصَحاب لم مينقل فيها عن المام
شيء مما اضطرهم إلى تخريج أجوبتها على المسائل المنصَوصَة لمام المذهب،
ولقصَورهم عن رتبة الجتهاد المطلق لجأوا إلى التخريج؛ ليجاد الحكم الشرعي للمسائل.
-2عدم وجود اختلف كبير بين التخريج الفقهي والقياس :عرف الصَوليون الممخحرج بأينه
من يقيس غير المنصَوص عليه على المنصَوص مع عدم الفَارق .فالتعبير عن التخريج
بلفَظ القياس يبين كون القياس آلية من آليات التخريج ،وبذلك يعد اعتبار التخريج ضربا
من ضروب القياس من أسباب تخريج الفَروع على الفَروع.
-3الفراط في العجاب والتأثر بآراء الشيوخ :فكان فقهاء المذهب إذا مسئلوا أجابوا بجواب
ب ما مسئلوا عنه ،كما كان ابن القاسم
إمام المذهب ،إوال اتخذوه مصَد ار ميخحرجون منه جوا ش
ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية :علي نجم ،العمال الكاملة لمؤتمر المام مالك ،الجامعة السمرية،
1435هـ2013 -م) ،ص .(772
ينظر :القوال المخرجة في الفَقه الشافعي وأثرها :محمد جمعة أحمد العوسي ،دار الضياء للنشر والتوزيع) ،دط
دت() ،ص .(56
ينظر :أنوار البروق في أنواء الفَروق :شهاب الدين القرافي ،أبو العباس أحمد بن إدريس،عالم الكتب) ،دط ،دت() ،
.(2/107
ينظر :التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى :محمد مهدي لخضر ،مصَدر سابق) ،ص .(65
ينظر :نظرية التخريج في الفَقه السلمي :نوار بن الشلي ،مصَدر سابق) ،ص .(21-20-19
يقول لسائله.." :لم أسمع من مالك في هذا شيئا ،ولكن قال مالك ،" ..وميخرحج المسألة
على ما يشبهها من قوله.
-4قاصور همم المتأخرين عن رتبة الجتهاد :مما أدى إلى غلق بعضهم لباب الجتهاد
المطلق ،ولم يعد أمامهم من سبيل للجابة عن الحوادث إل بالتخريج.
وجود مجتهدي اليتخريج الذين يبنون أحكام الحوادث بناء على أصَول المام وآرائه أمر
ل بد منه في ظل المستجدات والنوازل ،ول يخفَى أن الفَضل في مد الكتب المذهبية
وشحنها بالفَروع يرجع غالبا إلى التخريج بأنواعه ،وأهم آثار التخريج الفَقهي على المذهب
هي:
-1تطور المذهب وبقائه :ول شك أن سبب اندثار العديد من المذاهب هو عكوف وجمود
أصَحابها على المنصَوصَات المذهبية دون تجديد ،ومما ساهم في بقاء المذهب المالكي
وتطوره الجتهاد في دائرة المذهب بالتخريج ،فكان المذهب في كل مرة ميعطي حلول
للنوازل والحوادث بناء على ذلك.
-2التثبت من أحكام الفروع بالوقاوف على ددنقاتها :فالقول الممخيرج محيل نظر بين مجتهدي
المذهب ؛ لن كثي ار من التخريجات تكون محل نقد على طريقة الجدل ،وهذه العملية
تجعل الفَقيه يقف على المسألة من جميع جوانبها ،فيخمرج الفَقيه متثبتا من أحكام المسائل
غير متذبذب فيها.
ينظر :المدونة :سحنون ،عبد السلم بن سعيد ،دار الكتب العلمية ،ط1415 ،1:هـ1994-م.(2/204) ،
ينظر :القوال الفَقهية المخرجة في مذهب المام أحمد :إيمان بنت محمد القثامي ،مصَدر سابق) ،ص .(44نظرية
التخريج في الفَقه السلمي :نوار بن الشلي ،مصَدر سابق) ،ص .(24
ينظر :المصَدر السابق) :ص .(117
الجدل تردد الكلم بين اثنين قصَمد كلح واحرد منهما تصَحيح قوله إوابطال قول صَاحبه .المنهاج في ترتيب الحجاج:
أبو الوليد الباجي ،سليمان بن خلف ،تحقيق :عبد المجيد التركي ،ط ،2:دار الغرب السلمي ،بيروت1987 ،م،
)ص .(11
ينظر :القوال المخرجة في الفَقه الشافعي وأثرها :محمد جمعة أحمد العوسي ،مصَدر سابق) ،ص ،(126القوال
الفَقهية المخرجة في مذهب المام أحمد :إيمان بنت محمد القثامي ،مصَدر سابق) ،ص .(118-117
-3تربية الملكة الفقهية عند فقهاء المالكية :التعومد على استنباط الحكام بناء على التخريج
من شأنه أن ميربي الملكة الفَقهية عند ممارسة مثل هذه التخريجات الدقيقة؛ ولذلك فإنك
تجد بعض المانعين لتخريج الفَروع على الفَروع يمارسون هذا النوع من التخريج ،بل
بعضهم يجيزه من باب التفَنن والتدرب الفَقهي.
-4نفي تهمة الجمود والتعصب :كثي ار ما ايتهشم فقهاء المذهب المالكي بالجمود ،وتأتي القوال
الممخ يرجة لتنفَي هذه التهمة عن الفَقهاء؛ إذ التقليد المحض أخذ للقول دون معرفة الدليل،
وعملية التخريج منافية لذلك؛ إذ يبحث المخحرج فيها عن وجوه اليشبه بين القوال ،وكونها
موجبة للحكم ،كما يبحث عن الفَروق بينها ،وربما ريجح بعضهم القوال الممخيرجة.
ينظر:المصَدر نفَسه) :ص .(18القوال المخرجة في الفَقه الشافعي وأثرها :محمد جمعة أحمد العوسي ،مصَدر
سابق) ،ص .(127
ينظر:المصَدر نفَسه) :ص .(129-128
المبحث الثاني :أنواع تخريج الفروع على الفروع وأركانه
وفيه مطلبان:
المطلب الول :أنواع تخريج الفَروع على الفَروع
في هذا المبحث أتطرق لذكر أنواع تخريج الفَروع على الفَروع وأركانه في مطلبين هما
كالتالي:
المطلب الول :أنواع تخريج الفروع على الفروع
قسم ابن فرحون أنواع التخريج إلى ثلثة أقسام ،ترجع كلها لنوعين :الول القياس كما
في الفَرع الول والثالث ،والثاني لزم القول كما في الفَرع الثاني ،وبيانها كما يلي:
ينظر :التفَريج عمن اهتم بتحقيق القول في التأويل والتخريج :أبو البقاء يعيش بن الرغاي ،تحقيق :إحيا طالبي،
المركز المغربي للبحث في التراث المخطوط ،دط2014 ،م) ،ص .(63
الفرع الول :تخريج حكم فيما ل نص فيه
وعرفه ابن فرحون بقوله" :استخراج حكم مسألة ليس فيها حكم منصَوص عن إمام
المذهب من مسألة منصَوصَة".
والتعريف يمكن مناقشته بكونه غير مانع لدخول أنواع التخريج الخرى كتخريج
الصَول على الفَروع ،و تخريج الفَروع على الصَول.
حاول المعاصَرون تعريف هذا النوع من التخريج ،و لم تسلم تعريفَاتهم من المناقشة
والنقد ،والتعريف الذي أراه مناسبا هو:
ص عليه في المذهب".
"إلحاق الفَروع غير المنصَوصَة بنظيرها مما من ي
فقيد "الفَروع" لتخرج الدلة الجمالية ،و قيد "غير المنصَوصَة" ليخرج المنصَوص عليه،
وقيد" بنظيرها" لنه يشترط في الصَل المخرج عليه أن يكون فرعا هو الخر ،وقيد"ما
نص عليه" لعدم إمكان التخريج إل بوجود أصَل ميخريج عليه ،وقيد "في المذهب" لن
الخارج عن المذهب ميعد اختيا ار ل تخريجا.
ومن أمثلة هذا النوع :القول بصَحة صَلة من سيلم بلفَظ اليسلبم عليكم بالتعريف
والتنوين ،تخريجا على القول بصَحة صَلة اللياحن في قراءة الفَاتحة عج از عن تعلم
الصَواب لعدم المعلم أو لضيق الوقت مع قبوله التعلم.
.كشف النقاب الحاجب :ابن فرحون ،مصَدر سابق) ،ص (105-104
ص (34 .ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية :صَدام محمدي ،مصَدر سابق) ،
ينظر :نيل السول على مرتقى الوصَول :الولتي ،محمد يحي بن محمد مختار ،تحقيق :بابا الولتي ،دار عالم الكتب،
الرياض1412 ،هـ )،ص .(348نثر الورود :عبد ال العلوي ،مصَدر سابق.(2/594) ،
ينظر :الفَواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني :شهاب الدين النفَراوي ،أحمد بن غانم ،دار الفَكر ،دط،
1415هـ.(1/190) ،
وعرفه ابن فرحون بـ ":أن يكون في المسألة حكم منصَوص فيخرج فيها من مسألة
أخرى قول بخلفه" .ويمكن مناقشة هذا التعريف بكونه غير مانع لدخول أنواع التخريج
الخرى كتخريج الصَول على الفَروع ،و تخريج الفَروع على الصَول ،والتعريف الذي أراه
مناسبا بناء على تعريف النوع السابق:
وقد سبق بيان قيود التعريف في النوع السابق ،إل أن هذا التعريف يختلف عن السابق
ص في المذهب على حكم الفَرع الول في قيد "إلحاق الفَرع المنصَوص عليه" ،وهو أن ميشن ي
ص على حكم آخر ،فشميشخريج قول آخر في الفَرع الول إل أنه في فرع آخر مشابه له ميشن ي
بناء على الفَرع الثاني.
ومن أمثلة هذا النوع :القومل بغسل الشجسد عند خروجص المذي تخريةجا على غسل النثيين
عند خشية إصَابتهما به ،وهناك قول بالنضح فقط ،قال ابن الحاجب" :الجسد في النضح
كالثوب على الصَح ،وفيها :ول يغسل أنثييه من المذي إل أن يخشى إصَابتهما .فمأخذ
منه الغسل" وقوله فيها يقصَد به المدونة.
وعرف ابن فرحون هذا النوع بقوله" :أن يوجد نص في مسألة على حكم ،ويوجد نص
في مثلها على ذلك الحكم ،ولم يوجد بينهما فارق فينقلون النص من إحدى المسألتين
فقيد "الفَرعين" :ليخرج تخريج أحد الفَرعين فقط ،فهو غير داخل في هذا النوع ،وقيد
"المختلف حكمهما" لنه إذا اتفَق الحكم فل معنى للتخريج ،وقيد "إيجادا لقول ثان" لن
كل من الفَرعين لهما حكم منصَوص عليه أصَالة ،والفَقيه يخرج أحد القولين على الخر
حتى يكون في كل فرع حكم منصَوص وحكم مخرج ،ول يعني ذلك إلغاء الحكم الول
المنصَوص عليه.
وبعض الصَوليين يسمي هذا النوع بالنقل والتخريج ،أما المالكية فقد استعملوا هذا
النوع بمعناه دون لفَظه.
ومن أمثلة هذا النوع :تخريج جواز طلق المدخول بها إن كانت حامل ،على عدم
طلق غير المدخول بها حال حملها ،فيخرج أحدهما على الخر ،والقول بإجزاء نية
الداء عن نية القضاء ،تخريجا على عدم إجزاء صَوم السير لشعبان ظنا منه أنه
رمضان.
أركان تخريج الفَروع على الفَروع هي الممخحرج ،والفَرع المخيرج عليه ،والفَرع الممراد
ينظر :أنوار البروق :شهاب الدين القرافي ،مصَدر سابق ،(2/107) ،مواهب الجليل :الحطاب الرعيني ،مصَدر
سابق.(95-6/94) ،
ينظر :نور البصَر شرح خطبة المختصَر للعلمة خليل :أبو العباس الهللي ،دار يوسف بن تاشفَين ،تحقيق :محمد
محمود ولد محمد المين ،موريتانيا ،ط1428 ،1:هـ2007-م) ،ص .(117
ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية :صَدام محمدي ،مصَدر سابق ) ،ص .(56
ينظر :الفَكر السامي في تاريخ الفَقه السلمي :الحجوي ،مصَدر سابق.(2/495) ،
ينظر :أصَول الفَتوى والقضاء :محمد رياض ،مصَدر سابق) ،ص .(297
ينظر :نور البصَر :أبو العباس الهللي ،مصَدر سابق) ،ص .(118-117
لكي يكون مجتهد التخريج مؤهل لممارسة الجتهاد والفَتيا ل بد أن شيتحيلى بجملة من
الشروط ،منها ما يرجع إلى شخصَه كالبلوغ والعقل والعدالة...ومنها ما يعود إلى المعارف
التي لبد من توفرها له ،وهذا النوع الثاني هو الشمقصَود ،وأهم هذه الشروط:
-1أن يكون محيطا بالفَروع الفَقهية ،لكون تفَاريع الفَقه مصَد ار من مصَادر التخريج
عنده ،بخلف المجتهد المطلق ،فل ميشترط في ححقه معرفة الفَروع لكونها من ثمرات
اجتهاده.
-2أن يكون عالما بأصَول الفَقه لسيما باب القياس ،كما يشترط فيه أن يكون مملصمما بأصَول
وقواعد مذهبه لئل ميضاد تخريجه قواعد المذهب وأصَوله.
-3أن يكون ذا اطلع على علوم اللغة العربية من نحو وصَرف ومعان ،ويكفَي في ذلك
القدر اللزم لفَهم نصَوص الشارع وكلم العلماء.
-4أن يكون عارفا بجملة من اليسنن ،تؤهله لئل يخالف السنة الصَحيحة بتخريجه.
الفرع الثاني:الفرع المخرج عليه
الفَرع المخرج عليه يكون على نص المام أو مفَهوم قوله أو أفعاله وتقريراته ،وبيان
ذلك فيما يلي:
أول :النص
النص هو الكلم الدال على معنى معين ،وهذا هو الغالب في استعمال الفَقهاء ،وعليه
فيدخل فيه جميع معاني النص عند الصَوليين كقولهم:
أ -كل ملفَوظ مفَهوم المعنى سواء كان ظاه ار أو نصَا أو مفَسرا ،حقيقة أو مجازا ،عاما أو
خاصَا ،اعتبا ار منهم للغالب ،إذ غالب مايرد يكون منصَوصَا عليه.
أما مفَهوم المخالفَة وهو كون المسكوت عنه مخالفَا للمذكور في الحكم إثباتا أو نفَيا،
فيثبت للمسكوت عنه نقيض حكم المنطوق به ،وقد حصَل الخلف في اعتباره ،والجمهور
على اعتباره خلفا للحنفَية وبعض الصَوليين.
قال يعقوب الباحسين" :وعلى الرغم من قبول كثير من العلماء مبدأ التخريج من مفَاهيم
صَا صَريحا بأين ما خيرجوه كان بناء على المفَهوم،نصَوص الئمة ،لكن قلما نجد ن ة
فالمثلة التي من هذا القبيل قليلة جدا".
منح الجليل شرح مختصَر خليل :عليش ،أبو عبد ال محمد بن أحمد ،دار الفَكر ،بيروت ،دط1409 ،هـ-
1989م.(5/16) ،
الوجيز في أصَول الفَقه السلمي :محمد الزحيلي ،دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع ،دمشق ،ط1427 ،2:هـ-
2006م.(2/153) ،
ينظر :المصَدر نفَسه.(2/154) :
ينظر :المصَدر نفَسه.(2/154) :
التخريج عند الفَقهاء والصَوليين :يعقوب الباحسين ،مصَدر سابق) ،ص .(218
صَا ،فإنه ميعتبر مذهبا له،
ومذهب المالكية أن المجتهد إذا فعل فعل ولم ميفَت بجوازه ن ي
قال الشاطبي.." : إذا ثبت للمفَتي أنه قائم مقام النبي ونائب منابه ،لزم من ذلك أن أفعاله
محل للقتداء أيضا".
ومثال الستدلل بفَعل المام ماجاء في المدونة من جواز الكلم والمام على المنبر
قبل أن يقوم للقاء خطبته ،قال ابن القاسم " :رأيت مالكا والمام يوم الجمعة على الصمنبر
ك ممتححلق في أصَحابه ".
قاعد ومال ب
رابعا :تقريرات الئمة
يقصَد باليتقريرات ما مفعل بحضرة المام فلم ينكره ،أو علم به فسكت ،وقد حصَل
الخلف في اعتبار السكوت مذهبا ،والذي عليه المالكية أنه ممعتبر ،وميعيد من ممتحممات
المصَادر التي يستقى منها رأي المام ،قال الشاطبي " :وشك ي
ف المفَتي عن النكار إذا رأى
فعل من الفعال كشتصَريحه بجوازه ،وقد أثبت الصَوليون ذلك دليل شرعيا بالنسبة إلى
الينبي فكذلك يكون بالنسبة إلى المنتصَب بالفَتوى".
تناول المالكية حكم تخريج الفَروع على الفَروع في مصَنفَاتهم ،وقد اتفَقوا على جواز
تخريج الفَروع على الفَروع تفَقها وتفَيننا ،إوانما محل النزاع بينهم في الفتاء والقضاء به،
إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي ،أصَولي حافظ ،كان من أئمة المالكية ،أخذ عن أبي
سعيد بن لب ،وأبي عبد ال الشريف التلمساني وغيرهم ،وعنه أبو بكر بن عاصَم ،من مؤلفَاته كتاب العتصَام،
والموافقات في أصَول الفَقه ،توفي سنة 790هـ.
ينظر :نيل البتهاج :التنبكتي ،مصَدر سابق .(1/48) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(1/75) ،
الموافقات :الشاطبي ،إبراهيم بن موسى ،تحقيق :عبيدة بن مشهور حسن آل سلمان ،دار ابن عفَان ،ط،1:
1417هـ1997 -م.(5/262) ،
عبد الرحمن بن القاسم العتقي المصَري ،أبو عبد ال ،فقيه جمع بين الزهد والعلم ،تفَقه بالمام مالك ولزمه نحو
عشرين سنة ،تنسب إليه المدونة لن فيها سماعاته عن مالك وهي أجل ما كتب المالكية ،توفي سنة 191ه.
ينظر :الديباج المذهب :ابن فرحون ،مصَدر سابق .(1/465) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(3/323) ،
المدونة :سحنون ،مصَدر سابق.(1/230) ،
الموافقات :الشاطبي ،مصَدر سابق.(5/265) ،
فاختلفَوا في ذلك على مذهبين بين مجيز ومانع ،و سأورد أدلة الفَريقين ومناقشتها
باختصَار مع الترجيح.
ذهب لجواز تخريج الفَروع على الفَروع جمهور المالكية ،وهو الظاهر من ممارستهم له،
واستدل المجيزون بمجموعة من الدلة منها:
-1إجماع علماء المذهب على ذلك ،وقد صَرح بذلك جملة منهم ،قال أبو الحسن اليلخمي:
"ل خلف عندنا في مسائل الفَروع أن القول فيها بالجتهاد والقياس واجب" .ونوقش بأن
الجماع ل يكون حجة إل إذا صَدر من أهل الجتهاد ل من هو دونهم.
-2أن لزم المذهب ميعيد مذهبا ،فإن أفتى المجتهد في مسألة فالظاهر أن نظيرتها مثلها
عنده ،فلو لم يكن كذلك لمنسب إلى التناقض .ونوقش باحتمال وجود الفَارق بين
المسألتين فل يمكن الجزم بانتفَائه إل من صَاحب المذهب نفَسه.
-3لو ممنع اليتخريج لتعطلت الحكام خاصَة في ظل انعدام المجتهد المطلق في بعض
الزمنة .ونوقش بأنه إذا لم يوجد الينص في المذهب أمكن الخذ بنص غيره دون اللجوء
إلى التخريج.
ينظر :ضوابط التخريج الفَقهي في المذهب المالكي :نور الدين حمادي ،أعمال الملتقى الدولي الثامن للمذهب
المالكي ،عين الدفلى1434 ،ه2012 -م) ،ص .(79
علي بن محمد الربعي ،أبو الحسن اللخمي ،فقيه قيرواني مالكي ،نزل صَفَاقس ،تفَقه بابن محرز والسيوري ،حاز
إمامة المذهب في زمانه ،وعنه أخذ المازري ،من مصَنفَاته التبصَرة في التعليق على المدونة ،توفي سنة 478هـ.
ينظر :ترتيب المدارك :القاضي عياض ،مصَدر سابق .(7/220) ،الديباج :ابن فرحون ،مصَدر سابق-2/104) ،
.(105
التبصَرة :أبو الحسن اللخمي ،مصَدر سابق.(10/4958) ،
ينظر :شرح تنقيح الفَصَول ،شهاب الدين القرافي ،تحقيق :طه سعد ،شركة الطباعة الفَنية المتحدة ،ط1393 ،1:هـ،
).(1/336
ينظر :تحرير المقال فيما تصَح نسبته للمجتهد من أقوال :عياض السلمي ،مكتبة الملك فهد الوطنية ،ط،1:
1415هـ) ،ص .(48
ينظر :كيف نخدم الفَقه المالكي :بن حنفَية العابدين ،دار المام مالك ،الجزائر ،ط1434 ،2:هـ) ،ص .(288
ينظر :مواهب الجليل :الحطاب الرعيني ،مصَدر سابق.(6/92) ،
ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية ضبطا وتأصَيل :صَدام محمدي ،مصَدر سابق ) ،ص .(46
أدلة المانعين للتخريج ومناقاشتها ب-
ذهب بعض الباحثين إلى أن أول من قال من المالكية بمنع تخريج الفَروع على الفَروع
ابن العربي ،لكن موجد قبله ابن عبد البر في أحد أبياته يقول:
ونص كلمه منع تخريج الفَروع على الفَروع ،وعليه فتصَريح ابن العربي بالمنع لم يكن
أرةيا لم ميسبق إليه بل ميحتمل أن يكون تأثيةار بغيره ممن سبقه ،وقد تابعهما على ذلك أيضا
جماعة من أعلم المالكية .
واستدل المانعون بجملة من الدلة يعتبر غالبها من أدلة المانعين للقياس ،منها:
من القرآن :استدلوا بقوله تعالى:ﱡﭐﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅ ﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ ﱠ ]السراء ،[٣٦ :قال 1-
ابن العربي " :ومن قال من الممقحلدين هذه المسألة تمشخيرج من قول مالك في موضع كذا فهو
داخل في الية" .ويمكن مناقشة استدلله بأنه محتمل في حال وجود المجتهد المطلق أما
.حال تعذره فل مناص من اللجوء إلى التخريج الفَقهي
بعد ذكر الدلة ومناقشتها يتبين أن القول بالتفَصَيل في هذه المسألة هو الراجح،
فالتخريج إذا كان من أهله وبشروطه كان جائ از في الفَتوى والقضاء ،وميحمل قول من قال
بالمنع على من ليس أهل للتخريج ،قال صَاحب التفَريج" :وبهذا المحمل إن شاء ال
تعالى يرتفَع الشقاق وينخرط جميع كلم أهل المذهب في سلك الوفاق" .والقول بجواز
التخريج الفَقهي بشروطه ضرورة يقتضيها العصَر في ظل انعدام الممجتهد المطلق ،وكما
ص مع ظل استيفَاء الشروط المتعلقةأجاز العلماء الجتهاد المجزئي في مسألة أو باب خا ص
بالمسألة الممجشتهد فيها ،فكذلك تخريج الفَروع على الفَروع إذا استوفى مجتهد التخريج
الشروط و التزم الضوابط.
أخرجه الحاكم في مستدركه :في كتاب الفَتن والملحم ،وقال :هذا حديث صَحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
ينظر :المستدرك على الصَحيحين :الحاكم النيسابوري ،أبو عبد ال محمد بن عبد ال ،دار المعرفة ،دط1418 ،هـ-
1998م ،رقم .(5/615) ،8375 :من رواية عوف بن مالك رضي ال عنه.
ينظر :تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية :صَدام محمدي ،مصَدر سابق ) ،ص .(47
ينظر :القول المخ يرج تعريفَه صَوره وأحكامه :نذير الطيب أوهاب ،أعمال الملتقى الدولي الثامن للمذهب المالكي ،عين
الدفلى1433 ،هـ2012-م) ،ص .(51
ينظر :مواهب الجليل :الحطاب الرعيني ،مصَدر سابق.(6/92) ،
التفَريج :يعيش بن الرغاي ،مصَدر سابق) ،ص .(92
ينظر :استخراج الحكام الفَقهية للنوازل المعاصَرة دراسة تأصَيلية تطبيقية :مسفَر بن علي القحطاني ،دكتوراه ،الفَقه
وأصَوله ،المملكة العربية السعودية ،جامعة أم القرى1421 ،هـ.(2/562) ،
ثانيا :ضوابط تخريج الفروع
التخريج الفَقهي من الليات التي ينبغي ريد العتبار إليها لتفَعيلها في الجتهاد
المعاصَر ،وقد وضشع معلماء المذهب ضوابط من شأنها تحقيق ذلك من بينها:
-1أن ل يكون الننص الممخنرج عليه معادرضا لدليل شرعي :وهذا ما يسمى عند الصَوليين
بقادح فساد العتبار ،ويظهرذلك من خلل اعتراض أئمة المذهب على كثير من
التخريجات باعتماد هذا القادح.
-2انعدام الفارق بين المسألة المممخنرجة والمممخنرج عليها :وقد ذهب العلماء إلى استحسان
ضشتين أو مهشما معا ،وذلك بالمعارضة في الفَرع
ذلك ،والفَارق راجع إلى إحدى الممعار ش
المخيرج عليه بوصَف شيصَملح أن يكون عيلة مستقلة أو المعارضة في الفَرع الممخيرج فيه بما
يقتضي نقيض الحكم.
-3أن يكون النتخريج على الكتب والقاوال المعتمدة في الفتوى :ذهب فقهاء المالكية إلى أن
الفَتوى تكون من الكتب المعتمدة وذكروا مجموعة منها في مصَنفَاتهم كما أشاروا إلى
الكتب التي ل تجوز الفَتيا منها ،و اشترطوا الفَتيا بالمتفَق ثم بالراجح ثم بالمشهور ثم
بالقول المساوي ،وكذلك التخريج يكون بناء على هذا الترتيب.
-4مراعاة مقاصد الشريعة :وذلك باعتبار مآلت التخريج الممفَضية إما إلى مصَلحة أو إلى
مفَسدة مع سد ذرائع المفَساد إن موجدت ،وهو مجال للممجتهد صَعب الموارد إل أنه عذب
ب ،جارر على مقاصَصد الشريعة.
المذاق ،محمود الصغ ح
فساد العتبار هو مخالفَة القياس للدلة الشرعية كنص أو إجماع أو قياس جلي .ينظر :مختصَر منتهى السؤل:
ابن الحاجب ،أبو عمرو جمال الدين عثمان بن عمر ،تحقيق :نذير حمادو ،دار ابن حزم ،بيروت ،ط1427 ،1:هـ-
2006م.(1/1135) ،
ينظر :شرح تنقيح الفَصَول :شهاب الدين القرافي ،مصَدر سابق) ،ص .(406مختصَر منتهى السؤل :ابن
الحاجب ،مصَدر سابق .(2/1159) ،مفَتاح الوصَول :الشريف التلمساني ،مصَدر سابق) ،ص .(728-726
مينظر :نور البصَر :أبو العباس الهللي ،مصَدر سابق) ،ص .(107
ينظر :بوطمشليحيية :النابغة الغلوي ،محمد بن عمر ،تحقيق :يحي بن البراء ،المكتبة المكية ،مكة المكرمة ،ط،2:
)ص .(72-71-70
ينظر :الموافقات :الشاطبي ،مصَدر سابق.(5/178) ،
الفرع الرابع :الجامع بين الفرعين
الجامع بين الفَرعين إما أن يكون علة أو تلزما أو بنفَي الفَارق ،وعموم نص المام،
وبيان ذلك فيما يلي:
أول :العلة
فالعلة هي الوصَف الممعحرف للمحكم ،أي الذي مجعل علمةة عليه.
ص صَاحب والعيلة نوعان :منصَوصَة وممستنبطة ،يقول صَاحب البحر الرائق " :فإن شن ي
ص على المحكصم فقط فلشهم أن الشمذهصب على المحكصم والصعيلة مألصح ش
ق بصشها غيمر الشمنصَو ص
ص ،ولو ن ي
يستنبط العيلة ويقيس".
ثانيا :النتلزم
اليتلزم امتناع انفَشكامك أحد الشيئين عن الخر ،وهو أن يجعل حكم الصَل في الثبوت
ملزوما وفي النفَي نقيضه لزما من غير تعيين للعلة.
ومثاله :تخريج المالكية مسألة تقديم الصَلة بالحرير على الصَلة معريانا.
ووجه اليتخريج فيه :أينه لما قيدم في المدونة الحرير على الينصجس ،والينصجس على المعرري،
فيلزم قول آخر وهو تقديم الصَلة بالحرير على الصَلة معريانا.
ثالثا :نفي الفارق
ونفَي الفَارق إظهار كون الشفَرع لم ميخالف ما قيس عليه إل فيما ل ميؤثر.
والقياس بنفَي الفَارق خلف قياس العلة؛ لن قياس العلة ميعحين القائس جاصمةعا بين
المقيس فيه والمقيس عليه ،ول ميعحينه هنا ،بل ينبه إلى عدم الفَارق بينهما فقط ،ولهذا لم
شيمعيده الشجدلصييون من مسالك التعليل.
ينظر :البهاج في شرح المنهاج :تقي الدين السبكي ،أبو الحسن علي بن عبد الكافي ،دار الكتب العلمية ،بيروت،
دط1416 ،هـ1995-م.(3/40) ،
البحر الرائق شرح كنز الدقائق :ابن نجيم ،زين الدين بن إبراهيم ،دار الكتاب السلمي ،ط ،2:دت.(6/290) ،
ينظر :معجم مصَطلحات أصَول الفَقه :قطب سانو ،دار الفَكر ،دمشق ،ط1420 ،1:هـ2000-م) ،ص .(145
ينظر :التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى :محمد مهدي لخضر ،مرجع سابق) ،ص .(94-93
ينظر :شرح تنقيح الفَصَول :شهاب الدين القرافي ،مصَدر سابق) ،ص .(406مختصَر منتهى السؤل :ابن الحاجب،
مصَدر سابق .(2/1159) ،مفَتاح الوصَول :الشريف التلمساني ،مصَدر سابق) ،ص .(728-726
ينظر :البحر المحيط في أصَول الفَقه :اليزرشكشي ،محمد بن عبد ال بن بهادر ،دار الكتبي ،ط1414 ،1:هـ-
1994م.(7/326) ،
رابعا :عموم نص المام
وفيه مطلبان:
المبحث الثالث :نماذج تطبيقية في تخريج الفروع على الفروع من خلل شرح ابن ناجي
على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
في هذا المبحث التطبيقي أعرض نماذج تطبيقية لتخريج الفَروع على الفَروع من خلل
شرح ابن ناجي في قسمي العبادات والنكاح ،وذلك بإيراد نص المسألة من خلل شرح ابن
ناجي وبيان صَورة التخريج فيها ثم إيراد مناقشة التخريج إن وجدت ،وجعلت ذلك في
مطلبين على النحو التالي:
المطلب الول :نماذج تطبيقية في العبادات
الفرع الول :نماذج تطبيقية في الطهارة
س الدبر
المسألة الولى :انتقاض الوضوء من م ر
أول :نص المسألة
ذكر ابن ناجي في شمعرض كلمه عن نواصقض الوضوء مسألة تأثير محس اليدبر في
انتقاض الوضوء فقال" :وأما الديمبر فالمنصَوص أنه ل أثر له ،وخيرجه شحمديس على محس
فشررج المرأة".
ثانيا :صورة التخريج
الفَرع الممخيرج عليه هو مس المرأة فرجها ،وقد وقع الخلف عند المالكية في انتقاض
الوضوء بذلك ،فقيل :يجب عليها الوضوء ،وقيل ل يجب عليها ،وقيل :إن ألطفَت وجب
عليها إوان لم تلطف لم يجب عليها ،ووجه بعضهم الخلف إلى أن من قال بالوجوب
يقصَد اللطاف ومن قال ل يجب فيقصَد من غير إلطاف.
وأما الفَرع الممخيرج فيه وهو مس الدبر ،فالمنصَوص أنه ل انتقاض للوضوء بلمسه وهذا
الذي ذكره ابن ناجي ،وخريج حمديس في الفَرع حكما آخر بانتقاضه على القول بوجوب
الوضوء مطلقا من مس المرأة فرجها.
ثالثا :مناقاشة التخريج
ينظر :التنبيه على مبادئ التوجيه ،ابن بشير ،مصَدر سابق) ،ص (250-249
المصَدر السابق.(1/72) :
أخرجه النسائي ،كتاب الطهارة ،باب الوضوء من مس الذكر ،السنن الصَغرى :أبو عبد الرحمن النسائي ،أحمد بن
شعيب ،تحقيق :عبد الفَتاح أبو غدة ،مكتب المطبوعات السلمية ،حلب،ط1406 ،2:هـ1986-م ،رقم) ،445 :
.(1/216والبيهقي ،كتاب الطهارة ،جامع أبواب الحدث ،باب الوضوء من مس المرأة فرجها ،السنن الكبرى :أبو بكر
البيهقي ،أحمد بن الحسين ،تحقيق :محمد عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط1424 ،3:هـ2003-م،
رقم .(1/211) ،642 :كلهما من حديث بسرة بنت صَفَوان رضي ال عنها .وصَححه اللباني ،صَحيح الجامع
الصَغير وزياداته :محمد ناصَر الدين اللباني ،تحقيق :زهير الشاويش ،المكتب السلمي ،ط1408 ،3:هـ) ،ص
.(368
أخرجه النسائي ،كتاب الطهارة ،باب النهي عن استقبال القبلة عند الحاجة ،السنن الصَغرى :أبو عبد الرحمن
النسائي ،مصَدر سابق ،رقم .(1/21) ،20:وابن عبد البر في التمهيد ،وقال عنه :حسن صَحيح ،التمهيد لما في
الموطأ من المعاني والسانيد :ابن عبد البر ،تحقيق :مصَطفَى بن أحمد ومحمد عبد الكبير ،و ازرة عموم الوقاف
والشؤون السلمية ،المغرب ،دط1387 ،هـ ،رقم .(1/303) ،63721 :كلهما من حديث أبي أيوب النصَاري رضي
ال عنه ،وصَححه اللباني ،صَحيح الجامع الصَغير وزياداته :محمد ناصَر الدين اللباني ،مصَدر سابق) ،ص .(361
خليل بن إسحاق بن موسى ،ص
ضياء الدين الجندي ،فقيه مالكي من أهل مصَر ،تفَقه على أبي عبدال المنوفي ،له عدة
مصَنفَات منها المختصَر في الفَقه ،والتوضيح في شرح مختصَر ابن الحاجب ،توفي سنة 776هـ.
ينظر :الديباج المذهب :ابن فرحون ،مصَدر سابق .(1/375) ،العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(316-2/315) ،
التوضيح ،خليل بن إسحاق ،ضياء الدين الجندي ،مصَدر سابق.(1/166) ،
ينظر :شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/72) ،
إل أن ابن عرفة رد تخريج شحمديس بأنه تعليل بوصَف طردي وهو مجرد اللمس أما
اللذة فهي الوصَف المناسب ،و ل وجود لها في مس الدبر.
المسألة الثانية :الستنجاء من خروج الريح
أول :نص المسألة
قال ابن ناجي في معرض شرحه نهي ابن أبي زيد القيرواني عن الستنجاء من خروج
الريح " :ظاهمر كلمه النهي عن ذلك وهو كذلك ،وخريج بعض من لشقيناه قول بأينه
طيه".
ميسشتحب الستنجامء منه من قول مالك ميستحب غسل يديه من نتف إب ش
ثانيا :صورة التخريج
أما الفَرع الممخ يرج عليه فهو استحباب مالك غسل اليدين من رائحة البط ،وأما الفَرع
الممخ يرج فيه فهو الستنجاء من خروج الريح ،وفي المدونة" :قال مالك :ل ميستنجى من
الريح" ،وهذا النهي للكراهة وقيل للمنع .ومخرحج حكم آخر باستحباب الستنجاء في ذلك
بناء على الفَرع المخيرج عليه ،وذلك بجامع التنظف والتنزه من القذر.
ثالثا :مناقاشة التخريج
الوصَف المناسب أو الخالة هي إبداء المجتهد مناسبة بين علة ممعينة والحكم مع سلمة الوصَف من قوادح العليية،
ككون السكار علة تحريم الشخمر ،فلزالته العقل المطلوب حفَظه كان مناسبا للحرمة .ينظر :نشر البنود :عبد ال
العلوي ،مصَدر سابق.(2/171) ،
صَبح صَلةب ل متقصَر فل ميقيدم الذان فيها
الوصَف الطردي هو ما ل ممناسبة فيه ول ششبه ،كقول الحنفَية صَلة ال ي
كالمغرب ،فوصَف القصَر طردي إذ شعدم التقديم موجود فيما ميقصَر .ينظر :نشر المبنود :عبد ال العلوي ،مصَدر سابق،
).(2/218
ينظر :المختصَر الفَقهي :ابن عرفة الورغمي ،مصَدر سابق.(1/147) ،
المصَدر السابق.(1/88) :
المدونة :سحنون ،مصَدر سابق.(1/117) ،
ينظر :حاشية العدوي على كفَاية الطالب الرباني :أبو الحسن العدوي ،علي بن أحمد ،يوسف الشيخ محمد البقاعي،
دار الفَكر ،بيروت ،دط1414 ،هـ1994-م.(1/176) ،
ناقش ابن ناجي هذا التخريج من وجهين فقال " :أحدهما :أن هذا التخريج فاسد الوضع
لقوله )) :لشريشس صمينا شمصن ارستشرنشجى صمرن رريرح (( قيل معناه ليس بهدينا ول مميتبع سنتنا"،
وذشكر ابن ناجي أنه لم ميناشقش في هذا ،ويمكن جوابه بأن الحديث منكبر عند المحدثين.
و"الثاني :أن الجاعل يده تحت إبطيه ل يضطر إلى ذلك عند زوال ما هنالك من
الشعر ول يتكرر ذلك ،وخروج الريح أمر متكرر" ،وهذا الوجه ميعتبر قدحا بالفَارق ،وذكر
هنا فارقين هما :تمكن رائحة البط ،وندور حدوث النتف .وقد وافق بعضهم ابن ناجي في
هذا الوجه من النقد.
المسألة الثالثة :بطلن طهارة المتيمم بعد وجود الماء
أول :نص المسألة
قال ابن ناجي في معرض ذكره اغتساشل الحائض والمجمنصب بعدما صَيليا بتيمم" :وما مذكر
أنهما يغتسلن هو المنصَوص ،وخيرج القاضي عبد الوهاب عدم الغسل على القول بأنه
شيرفع الحدث".
ثانيا :صورة التخريج
فالفَرع الممخيرج عليه هو ارتفَاع الحدث بالتيمم وقد روي عن مالك في ذلك روايتان،
وحكى عنه بعض أصَحابه أنه يرفع الحدث الصَغر دون الكبر ،قال الماصزري " :وفي
المذهب ما يدل على الضطراب في ذلك" ، وأصَل الضطراب كون الماء يرفع
ل يوجد بهذا اللفَظ ولكن بلفَظ)) :شمصن ارستشرنشجى صمرن صريرح شفشليشس صمينا(( ،قال الحطاب " :هذا حديث أسنده صَاحب
الفَردوس من حديث أنس وفيه بشير يروي المناكير" .مواهب الجليل :الحطاب الرعيني ،مصَدر سابق .(1/286) ،وقال
اللباني ":الجزم بنسبته إلى النبي فيه نظر" .تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد :محمد ناصَر الدين اللباني،
مكتبة المعارف ،ط1422 ،1:هـ) ،ص .(33
شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/88) ،
المصَدر نفَسه .(1/88) :
ينظر :شرح الرسالة :شزيروق الشبرنسي ،أحمد بن محمد ،تحقيق :أحمد فريد المزيدي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط:
1427 ،1هـ2006-م.(1/136) ،
المصَدر السابق.(115-1/114) :
محمد بن علي بن عمر التميمي المازري ،أبو عبد ال ،فقيه ومحدث مالكي ،من مصَنفَاته المعلم بفَوائد مسلم ،وشرح
التلقين ،توفي سنة 536هـ.
ينظر :العلم :الزركلي ،مصَدر سابق.(6/277) ،
شرح التلقين :أبو عبد ال المازري ،مصَدر سابق.(1/305) ،
استصَحاب الطهارة التي كانت بالتراب أو يرفع ابتداء الطهارة به ،فمن رأى أنه يرفع
ينقضها إل الحدث ،ومن رأى أنه يرفع استصَحاب الطهارة قال:
ابتداء الطهارة به قال :ل ش م
أنه شينقضها.
والفَرع الممخيرج فيه هو اغتسال الجنب والحائض إذا طهرت بعدما تيمما ثم وجدا
الماء ،والمنصَوص في المذهب وجوب الغتسال لما يستقبل ولو لم يحدث لهما موجب
طهارة ،وخرج القاضي عبد الوهاب حكما آخر في الفَرع بعدم لزوم الغسل بناء على
القول بعدم رفع التيمم للحدث.
ثالثا :مناقاشة التخريج
بأن " :من قال يرفع
ذكر ابن ناجي مناقشة بعض الشيوخ تخريج القاضي عبد الوهاب ي
الحدث إنما أراد أينه يصَلي به متى شاء إلى وجود الماء ،أما أنه ل يغتسل فل " ،وعليه
فمن قال يرفع الحدث معناه إلى غاية وهي وجود الماء ومن قال ل يرفعه أي رفعا مطلقا،
وعليه فيكون الصخلف لفَظةيا فقط.
الفرع الثاني :نماذج تطبيقية في الصلة
المسألة الولى :تكرار القاامة لمن فاتته عدة صلوات
أول :نص المسألة
ب الذان والقامة من متن الرسالة مسألة تكرار
ذكر ابن ناجي في معرض شرحه با ش
القامة لمن فاتته عدة صَلوات فقال " :في المدونة :وعلى من ذكر صَلوات إقامة لكل
ينظر :بداية المجتهد ونهاية المقتصَد :أبو الوليد ابن رشد الجد ،محمد بن أحمد ،دار الحديث ،القاهرة ،دط،
1425هـ2004-م.(1/78) ،
عبد الوهاب بن علي بن نصَر الثعلبي البغدادي ،قاض من فقهاء المالكية ،أخذ عن البهري وابن القصَار ،وعنه أبو
بكر بن ثابت وأبو إسحاق الشيرازي ،من مصَنفَاته التلقين في الفَقه ،والشراف على مسائل الخلف ،توفي سنة 422هـ.
ينظر :ترتيب المدارك :القاضي عياض ،مصَدر سابق .(7/220) ،الديباج المذهب :ابن فرحون ،مصَدر سابق) ،
.(2/26
شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/115) ،
ينظر :الدر الثمين والمورد المعين :ميارة الفَاسي ،محمد بن أحمد ،تحقيق :عبد ال المنشاوي ،دار الحديث ،القاهرة،
1429هـ2008-م) ،ص .(221
صَلة ،قلت :وخرج بعض من لقيناه من رواية أبي الفَرج يتيمم للفَوائت تيمما واحدا إواقامة
واحدة .أن من عليه صَلوات كثيرة أن ميقيم لها إقامة واحدة ".
ثانيا :صورة التخريج
فالفَرع الممخيرج عليه هو إجزاء تيمم واحد لمن فاتته عدة صَلوات في رواية أبي الفَرج،
و جمهور المالكية أنه يلزم تكرار التيمم لكل صَلة مكتوبة؛ لنه يلزمه طلب الماء إذا
دخل وقت الصَلة ،فإذا عدم الماء دخل فيمن خوطب بالتيمم بقوله تعالى :ﭐﱡﭐﱧﱨﱩﱪﱫ
ﱬ ﱭﱮﱯﱰﱱﱠ ]المائدة ،[٦ :وأما الفَرع الممخرج فيه فهو تكرار القامة لمن ذكر عدة
صَلوات فائتة ،ففَي تهذيب المدونة" :وعلى من ذكر عدة صَلوات إقامة لكل صَلة ،ول
يصَلي صَلتين بإقامة واحدة" ،وعليه فالمنصَوص تكرار القامة ،وخرج بعضهم حكما
بجواز إقامة واحدة في الجميع بناء على القول بجواز تيمم واحد لمن فاتته عدة صَلوات.
ثالثا :مناقاشة التخريج
لم يسلم ابن ناجي بهذا التخريج لوجود الفَارق فقال " :وأجبته بميسر القامة لكونها قولية
بخلف التيمم لنه فعلي" ،فعليل الفَرع بالميسر وأبدى فيه وصَفَا وهو كونه قوةل ،وأثبت
انعدامه في الفَرع المقاس عليه ،وهذا ما يسمى بقادح الممعارضة.
المسألة الثانية :إعادة صلة من صلت عارية الطراف
أول :نص المسألة
ذكر ابن ناجي اختلف المالكية في صَحة صَلة المرأة إذا انكشفَت عورتها المخفَفَة
كالطراف والشعر فقال" :إذا صَلت معريانة الطراف هل تعيد أبدا أم في الوقت أم ل
إعادة ،لنها إذا صَلت عريانة فالمنصَوص أنها تعيد أبدا ،وخيرج اليلخمي من قول أشهب
في الرجل يعيد في الوقت أنها كذلك".
بخلف المنعقدة.
صَلة على من تركها ممتعحمدا ،فالمعروف في الشمذهب
والفَرع الممخيرج فيه هو قضاء ال ي
عظم الثم.أن عليه قضاءها ،ومخحرشج حكم آخر بعدم قضائها من الفَرع السابق بجامع ص
ثالثا :مناقاشة التخريج
نوقش التخريج السابق بفَساد العتبار؛ لمصَادمته للقياس الجلي المعروف بمفَهوم
الموافقة ،وذلك بأن يكون الشمسمكوت عنه أولى بالحكم من المنطوق به أو مساويا له ،قال
ابن ناجي" :هذا مصَادرة للقياس الجلي في كلم الشارع وهو قوله )) :شمرن شناشم شعرن
أخرجه أبو داوود في سننه :كتاب الصَلة ،باب من نام هن صَلة أو نسيها ،من رواية أبي هريرة رضي ال عنه،
سنن أبي داوود :سليمان بن الشعث ،تحقيق :محمد محي الدين عبد الحميد ،المكتبة العصَرية ،بيروت ،دط ،دت ،رقم:
.(1/118) ،435والطبراني في الوسط :باب الميم ،من اسمه محمد ،من رواية أنس بن مالك رضي ال عنه ،المعجم
الوسط :سليمان بن أحمد الطبراني ،دار الحرمين ،القاهرة ،دط ،دت ،رقم .(6/182) ،6129 :وصَححه اللباني في
تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد :ناصَر الدين اللباني ،دار المعارف ،ط1422 ،1:هـ) ،ص .(69
شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/192) ،
ينظر :التنبيه :ابن بشير ،مصَدر سابق.(2/568) ،
المصَدر السابق.(1/276) :
نظر إلى استصَحاب زمن الليل أجاز الكل أو كرهه مراعاة للخلف ،ومن نظر إلى
وجوب استصَحاب الصَوم منع ذلك.
الثانية :هي مسألة الحائض التي يتمادى بها الدم فوق عادتها ،فرواية المصَريين أنها
تستظهر بثلرث ثم تصَلي وتصَوم ،ورواية المدنيين ل تستظهر بل تبلغ خمسة عشر يوما
وهو أكثر الحيض.
وأما الفَرع الممخيرج فيه فهو مسألة صَوم يوم الشك احتياطا لرمضان ،فمذهب مالك أنه
ي
صَوصم شيورم شوشل شيروشمريصن صإل شرمجبل شكاشن شي م
صَومم ضاشن بص ش
ل ميصَام لليتحري لقوله )) :ل تمقشحدمموا شرشم ش
صَرممه(( ، وخيرج اللخمي قول ثانيا بالوجوب أو الندب بناء على المسألتين صَروةما شفرلشي م
ش
السابقتين بجامع الشك في الزمن.
ثالثا :مناقاشة التخريج
ذكر ابن ناجي ريد ابن بشير تخريج اللخمي من وجهين ،الول الموافقة لهل البدع
في صَوم يوم الشك ،والثاني للموافقة للمنجمين ،وهذا يعد قدحا في التخريج بالفَارق.
كما ناقش خليل التخريج بكونه فاسد العتبار لمعارضته النهي عن صَوم يوم الشك.
مصَدر سابق .(3/61) ،وابن ماجه في كتاب الصَيام ،باب ما جاء في صَيام يوم الشك ،سنن ابن ماجه :ابن ماجه:
محمد بن يزيد القزويني ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء الكتب العربية ،رقم .(1/527) ،1645 :وصَححه
اللباني ،إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل :محمد ناصَر الدين اللباني ،المكتب السلمي ،بيروت ،ط:
2،1405هـ ،1985-رقم(4/125) ،961 :
ينظر :المختصَر الفَقهي :ابن عرفة الورغمي ،مصَدر سابق.(2/64) ،
شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/280) ،
أخرجه أبو داوود ،كتاب الصَيام ،باب الصَائم يستقيء عامدا ،مصَدر سابق ،رقم ،(4/56) ،2380 :والترمذي ،باب
ماجاء فيمن استقاء عامدا ،مصَدر سابق ،رقم .(3/89) ،720 :وابن ماجه ،كتاب الصَيام ،باب ماجاء في الصَائم
يقيء ،مصَدر سابق ،رقم ،(1/536) ،1676 :كلهم من رواية أبي هريرة رضي ال عنه .وصَححه اللباني ،صَحيح
الجامع وزياداته :مصَدر سابق ،رقم.(2/1072) ،6241 :
الرجوع والبتلع ،قال اللخمي" :فعلى قوله في الشمغلوب شيقضي شيقضي الناسي وهو أولى
بالقضاء ،وعلى قوله في الناسي لشيء عليه يسقط القضاء على المغلوب".
ثالثا :مناقاشة التخريج
لم يناقش ابن ناجي تخريج اللخمي ولم يورد جوابا للمالكية عليه ،ولم أقف على من
ناقشه في ذلك ،ولعلهم سلموا له بالتخريج وذلك لنقل البعض لهذا التخريج دون مناقشة
أونقد.
المسألة الثالثة :تأديب من أفطر متعمدا في رمضان
أول :نص المسألة
في مسألة تأديصب من أفطر متعمدا بأكل أو شرب أو جماع في رمضان قال ابن
ناجي" :ول خلف أن من أفطر متعمدا أنه يؤيدب إذا لم يأت تائبا ،وأما إن جاء تائبا،
فالمختار العفَو ،وأجراه اللخمي على الخلف في شاهد الزور ،وساعده غيره على هذا
التخريج".
ثانيا :صورة التخريج
فالفَرع الممخيرج عليه هو مسألة تأديب شاهد الزور إذا أتى تائبا ،فقد روي في ذلك
قولن بالعقوبة بما يكون زاج ار له عن العودة إلى مثل ذلك ،وروي أنه ل يعاقب ،ولعل
الخلف في النقل راجع إلى أن النص على العقوبة في حال الرفع إلى المام دون غيره ،
قال مالك " :إواذا ظهر المام على شاهد الزور ضرشبهم بقدر رأيه وطاف به في
المجالس".
أما الفَرع الممخيرج فيه فهو تأديب المفَطر عمدا إذا أتى تائبا ،فقد روي أنه ل عقوبة
عليه لنه لو عوقب لمخشي أن ل يأتي أحد للستفَتاء في مثل ذلك ،ولن النبي لم
ت يا رسوشل ال ،قال )) :شوشما شأهلششكشك؟َ(( قال: عن أبي هريرة رضي ال عنه أين رجةل جاء إلى الينبي فقال :شهلشرك م
صَوشم ششرهشريصن ص وشقعت على امرأتي في رمضان ،قال )) :هل تشصجمد شما شتعتص م
ق شرقششبةة؟َ(( ،قال :ل ،قال )) :فشهشرل تشرستشطيعم أشرن تش م
ممتششتابصشعيصن؟َ(( ،قال :ل ،قال )) :فشهشرل تشصجمد شما متطصعمم صسحتيشن صمرسصكيشنا؟َ(( ،قال :ل ،قال ثم جلس فمأتي النبي بشعرق-والعرق
صَيدرق بصهششذا(( ،فقال :أفقر منا؟َ ،فما بين لشبتيها أهل بيرت أحومج إليه منا ،فضصحك الصمكشتل فيه تمر -فقال )) :اذشه ر
ب فشتش ش
طصعرمهم أشرهلششك(( .أخرجه مسلم في صَحيحه :كتاب الصَيام ،باب تغليظ ب فأش ررسول ال حتى بدت أنيابه ،ثم قال)) :اذشه ر
تحريم الجماع في نهار رمضان ،مصَدر سابق ،رقم.(2/781) ،81 :
ينظرك التبصَرة :أبو الحسن اليلخمي ،مصَدر سابق.(2/801) ،
ينظر :التنبيه :ابن بشير ،مصَدر سابق.(754-2/753) ،
ينظر :شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/287) ،
التوضيح :خليل بن إسحاق ،مصَدر سابق.(2/444) ،
ويثمر وميزيبب...قال عبد الوهاب :وأخذ بعض الشياخ منه قول بأنه يجوز إخراج القيم في
الزكاة".
ثانيا :صورة التخريج
صَر وميزيبب ي
فالفَرع الممخيرمج عليه هو قول مالك بجواز إخراج عشر الثمن في كل ما ميعت ش
ويثمر إذا مابيشع ومحصَحل ثمنه ،قال مالك" :ومن جبشره المصَدق على أن أدى في صَدقته
دراهم شرجوت أن ميجزيه ".
وأما الفَرع الممخيرج فيه فهو إخ ارمج القيمة في اليزكوات ،وشمشهور مذهب مالك أنه ل
ب واليشاةش صمشن الشغشنصم والشبصعيشر
ب صمشن الشح ح
يجزئ إخراج القيمة في الزكاة ،لقوله )) : مخصذ الشح ي
صمشن اصلبصصل والشبقششرةش شمشن الشبقشصر(( ،ووجه دللته أنه شعيين أخشذ كل جنس من جنسه ،فدل أنه
ةمستحق في اليزكاة ،ومخحرج جوامز إخراج الصقيمة صبناء على الفَرع السابق.
ثالثا :مناقاشة التخريج
ناقش القاضي عبد الوهاب هذا اليتخريج بوجود الفَاصرق فيه؛ فعيلل قول مالك في الفَرع
الممخيرج عليه بفَوات إمكان إخراجها زيتا أو عينا فميصَار إلى إخراجها بالقيمة ،وهذا ل
ينطبق على جميع فروع إخراج الصقيم كإخراجها القيمة ابتداء ،ومثل زكاة الفَطر ونحوها.
المسألة الثانية :إخراج الزكاة في مال الصبي
قال ابن ناجي في لزوم الزكاة في مال الصَبيان" :وأما كون الزكاة لزمة لهم في
الحرث والماشية فل خلف في المذهب في ذلك ،وأما لزوم الزكاة في العين فهو
المنصَوص ،وخريج اللخمي فيه قول بسقوط الزكاة حيث ل مينمى ماله من حكم المال
الفَرع المخرج عليه هو القول بأن الممعتدة من طلق ممحريمة الشوطء وأن الشهاشد في
ب لقوله تعالى :ﱡﭐﱰﱱﱲﱳ ﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻ ﱠ ]الطلق ،[٢ :فمحمل المر في شرجعتها واج ب
ينظر :مناهج التحصَيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلتها :أبو الحسن الرجراجي ،علي بن
سعيد ،تحقيق :أبو الفَضل الدمياطي و أحمد بن علي ،دار ابن حزم ،بيروت ،ط 1428 ،1:هـ 2007-م.(4/223) ،
شرح الرسالة :ابن ناجي ،مصَدر سابق.(1/77) ،
ينظر :التبصَرة :أبو الحسن اللخمي ،مصَدر سابق.(5/2341) ،
أخرجه ابن ماجه في سننه :كتاب الطلق ،باب طلق الممكشره والناسي ،رقم .(1/659) ،2043 :وابن حبان في
صَحيحه :محمد بن حبان بن أحمد التميمي ،كتاب إخباره عن مناقب الصَحابة ورجالهم ،باب فضل المة ،رقم:
،7219تحقيق :شعيب الرنؤوط ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،ط1414 ،2:هـ1993-م .(16/202) ،كلهما من رواية
عبد ال بن عباس رضي ال عنهما .وصَححه اللباني :صَحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ،دار الصَميعي،
الرياض ،ط1422 ،1:هـ2002-م ،رقم.(2/60) ،1252:
تعرض ابن ناجي لكفَارة الظهار وكيفَية إخراجها فقال" :قال في المدونة :ول ميجزئ فيها
ض ول ثمن فيه وفاء بالقيمة ،وخريجه بعضهم على إجزاء القيمة في الزكاة". عشر ب
ثانيا :صورة التخريج
الفَرع الممخيرج عليه هو الحرواية بإجزاء القيمة في الزكاة على خلف القول الشمشهور،
وقد قمحيدت هذه الحرواية بكون المام عدل ،قال صَاحب مناهج اليتحصَيل" :فإن كانوا ولة
عدل فأخذوها عند محلها وفيما أخذوه وفاء عما وجب لهم وهم يضعونها مواضعها
ويصَرفونها لمن يستحقها فإنها تجزئه ،وهو قول ابن القاسم وأشهب في الشميوازية ،ول فرق
على هذا القول بين أن يأخذ منهم القيمة طوةعا أو كرةها".
والشفَرعم الممخيرج فيه هو إخراج الصقيمة بدل الطعام في كفَارة الظهار وسائر الكفَيارات،
والمنصَوص عليه عدم جواز إخراجها قيمة ،قال البراذعي" :ول يجزئ عرض أو دراهم
فيها وفاء بالقيمة".
ويتخيرج حكم آخر بجواز إخراج القيمة في كيفَارة ال ح
ظهار على القول بجواصز إخ ارصج القيمة ش
في اليزشكاة.
ثالثا :مناقاشة النتخريج
ذكر ابن ناجي اعتراض بعض اليشيوخ على هذا التخريج بالفَارق بين الفَرعين؛ إذ أن
التعبد في الكفَيارات أظهر منه في الزكاة ،فالزكاة لها جباة يأخذونها من الغنياء وتكون
محل شتشيوف من الفَقراء ،بخلف الكيفَارات فإنها ل تقع إل كتكفَير عن الخطاء والذنوب،
ولذلك قال ابن ناجي عن هذا التخريج" :وريده بعض مشيوصخنا بظهور التيعبد في الكفَيارات".
المسألة الثامنة :دعندة المحرة الكتابية من وفاة زوجها المسلم
ص المسألة
أول :ن ص
تطرق ابن ناجي لذكر صعيدة المحيرة الكتابية ،فأما بعد اليدخول بها فقد اخمتلف هل تعتد
ي
أربعة أشهر وعش ار كالمسلمة أو بثلث حيضات ،وقال ابن ناجي" :وأما إن لم يدخل بها
وأما الفَرع المخرج فيه فهو مدة عيدة الكتابية ،والجامع بين الكتابية والممسلمة عموم
الخطاب الشرعي وشموله لهما ،قال تعالى :ﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇ ﱈﱉﱊﱋﱠ ]البقرة.[٢٣٤ :
ثالثا :مناقاشة التخريج
ناقش ابن ناجي شتخريمج ابن الجيلب بعدم تحريصره للصعبارة وهذا ما ميسيمى بقاصدح فساصد
الشوضع ،وذلك بأن يبحين الممعترض أن قياس المستصدحل لم يكن على الهيئة ال ي
صَالحة في
اعتباره لترتيصب المحكم ،قال ابن ناجي" :لم ميححرر رحمه ال العبار إ
ة..وانما يصَيح شتخريجها
على أن املكفَار غير المخاطبين بفَروع الشريعة".
فابن ناجي لم ميخالف ابن الجيلب في نتيجة اليتخريج ،إوانما خالفَه في الشفَرع الممخريج
عليه.
المسألة التاسعة :تعيين معنى المقرء
أول :نص المسألة