You are on page 1of 72

‫الممبحث التمهيدي‪ :‬التعريف بابن ناجي وشرحه على الرسالة‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬ترجمة ابن ناجي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعريف بشرح ابن ناجي على رسالة ابن أبي زيد‬

‫المبحث الول‪ :‬التعريف بابن ناجي وشرحه على الرسالة‬


‫يستوجب في بداية هذا المبحث التعريف بابن ناجي وشرحه على رسالة ابن أبي زيد‬
‫القيرواني‪ ،‬وبيان ذلك في مطلبين على النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬ترجمة ابن ناجي‬


‫الفرع الول‪ :‬عصر ابن ناجي‬
‫أول‪ :‬الحياة السياسية في عصر ابن ناجي‬
‫نشأ ابن ناجي في البلد التونسية في شعصَرر كان الحكم في بلد إفريقية وششرق‬
‫صَية وريثة دولة الموححدين‪ ،‬وقد عاصَرت هذه الدولة كل من حكومة‬ ‫الجزائر للدولة الحفَ ص‬
‫ش‬
‫اليزياصنيين التي كانت تحكم الجزائر‪ ،‬والحكومة الشمصرينيية بالمغرب القصَى ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫والحفَ ص‬
‫صَييون ينتسبون إلى بني حفَص من أتباع ابن تومرت‪ ،‬ودولتهم لم تلبث كثي ار‬ ‫ش‬
‫حتى صَارت من أعظم الدول السلمية وأقواها‪ ،‬ومناط آمال المسلمين بالندلس وغيرها‪،‬‬
‫حتى أن خليفَتها الول أبو زكريا قد بايعه أهل مكة والندلس سنة ‪625‬هـ‪ ،‬وخضعت له‬
‫تلمسان والمغرب‪ ،‬وقد خشلف أبا زكريا ابنه الممستنصَر سنة ‪647‬هـ‪ ،‬فأتيم ما شرع فيه أبوه‪،‬‬
‫وتميزت فترة حكمه باستتباب المن ودخول أصَحاب الطماع تحت ملكه‪ ،‬قال ابن‬
‫طموس معالم الخلفة شرقا وغربا‬ ‫خلدون ‪..":‬ممتفَيحصئين صظلي ملكه وممشتناغين في الليشياذة به‪ ،‬ل م‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬مينظر‪:‬المغرب العربي تاريخه وثقافته‪ :‬رابح بونار‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬ط‪1412 ،3:‬هـ‪2000-‬م‪) ،‬ص ‪.(306‬‬
‫‪ ‬هو محمد بن عبد ال بن تومرت المصَمودي البربري‪ ،‬أبو عبد ال‪ ،‬المتلقب بالمهدي‪ ،‬مؤسس دولة الموحدين‪ ،‬كان‬
‫أديبا فصَيحا‪ ،‬اشتهر بعداوته للمالكية وادعى العصَمة‪ ،‬من مؤلفَاته كتاب أعز ما يطلب‪ ،‬وكنز العلوم‪ ،‬توفي سنة‬
‫‪524‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬وفيات العيان وأنباء أبناء الزمان‪ :‬ابن خلكان‪ ،‬أحمد بن محمد بن إبراهيم‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬دار صَادر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1971 ،1:‬م‪ .(5/45) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬خير الدين بن محمود‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬ط‪2002 ،15:‬م‪) ،‬‬
‫‪.(6/228‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث‪ :‬مبارك بن محمد الميلي‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دط‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪1986-‬م‪.(2/382) ،‬‬
‫‪ ‬ابن خلدون أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد‪ ،‬أصَله من إشبيلية ومولده ونشأته بتونس‪ ،‬القاضي والمؤرخ‬
‫المالكي‪ ،‬من مصَنفَاته العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر‪ ،‬وشرح البردة وغيرها‪ ،‬توفي سنة‬
‫‪808‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نيل البتهاج بتطريز الديباج‪ :‬اليتنبكتي‪ ،‬أبو العباس أحمد بابا‪ ،‬دار الكاتب‪ ،‬طرابلس‪ :‬ليبيا‪ ،‬ط‪2،200:‬م‪)،‬‬
‫‪ .(1/250‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(3/330) ،‬‬
‫على عهده‪ ،‬وخفَوت صَوت المملك إل في إيوانه"‪ ،‬وبعد موت الممستنصَر ضعفَت الدولة‬
‫لخلفات أهلية شبت بها‪ ،‬ولكنها عادت إلى قوتها وأوجها في عصَر الخليفَة أبي فارس‬
‫عبد العزيز )‪796‬هـ‪838-‬هـ(‪.‬‬

‫وقد عاصَر ابن ناجي الفَترتين‪ ،‬فترة الضطرابات وفترة النتعاش؛ التي بلغ فيها نفَوذ‬
‫أبي فارس إلى تلمسان وأطاعه سلطين بني شزييان‪ ،‬واعمتبر بذلك آخر عظماء السلطين‬
‫الحفَصَيين؛ فقد كان ممحشترما باليداخل والخارج؛ لتبنيه لسياسة داخلية صَارمة بتوحيده للبلد‬
‫والقضاء على الثورات‪ ،‬ولقوته العسكرية والقتصَادية التي جعلت الدويلت الصَليبية‬
‫اليطالية والسبانية تعقد اتفَاقيات السلم معه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحياة القاتصادية والجتماعية في عصر ابن ناجي‬

‫تأثرت الحياة الجتماعية والقتصَادية في عصَر ابن ناجي بالحالة السياسة للبلد‪ ،‬فقد‬
‫كانت دولة الحفَ ص‬
‫صَيين تمثل أرقى ما وصَلت إليه الحضارة السلمية في القرن السابع‬ ‫ش‬
‫الهجري وما بعده‪ ،‬لسيما في حكم أبي فارس عبد العزيز‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحياة القاتصادية‬

‫تنوعت موارد وشمداخصيل الدولة في عهد بني حفَص فشملت الجزية والزكاة والخراج‬
‫إضافة إلى بعض الضرائب‪ ،‬وانتعشت الزراعة في زمنهم وكثرت المحاصَيل‪ ،‬و نشطت‬
‫الصَناعة من منسوجات وصَناعات جلدية وزجاجية وصَناعة للسلحة‪ ،‬وانتعشت أيضا‬
‫التجارة البحرية وشكلت دخل كبي ار بفَضل الشتاوات التي كانت متفَرض على اليسفَن‬
‫الجنبية‪.‬‬

‫‪ ‬ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصَرهم من ذوي الشأن الكبر‪ :‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن‬
‫محمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬دار الفَكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1408 ،2:‬هـ‪1988-‬م‪.(6/432) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تاريخ إفريقية في العهد الحفَصَي‪ :‬روبار بزنشفَيك‪ ،‬ترجمة‪ :‬حمادي الساحلي‪ ،‬دار الغرب السلمي‪،‬‬
‫بيروت‪،‬دط‪1988 ،‬م‪ ) ،‬ص ‪ .(269-268-267‬المغرب العربي تاريخه وثقافته‪ :‬رابح بونار‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص‬
‫‪ .(306‬السلطة الحفَصَية تاريخها السياسي ودورها في المغرب السلمي‪ :‬محمد العروسي المطوي‪ ،‬دار الغرب‬
‫السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪1406 ،‬هـ‪1986-‬م‪) ،‬ص ‪.(576-575-574‬‬
‫صَةة بهم لتسهيل مبادلتهم ومعاملتهم التجارية؛ حتى‬‫وقد ايتخذ الحفَصَييون معملة خا ي‬
‫أصَبحت عملتهم مما يجري التعامل به في كايفة البلدان الفريقية خلل القرن السابع‬
‫الهجري‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحياة الجتماعية‬

‫تميزت الحياة الجتماعية في الفَترة الحفَصَيية بوجود طبقين‪:‬‬

‫‪ -‬طبقة حاكمة‪ :‬متمثلة في نظام الخلفة الوراثي‪ ،‬الذي يعاون فيه الخليفَة استشاريون‪،‬‬
‫ومحجياب شيفَصَلون في كثير من القضايا‪ ،‬مع تمتعهم بشيء من الستقللية في ذلك بدون‬
‫الرجوع إلى الخليفَة‪ .‬وهذه الطبقة الغالب عليها هو الغنى والثراء الفَاحش إل ما كان من‬
‫زهد بعض ملوك الدولة كأبي فارس عبد العزيز‪.‬‬
‫‪ -‬طبقة الرعية‪ :‬ممشيكلة من القبائل اليريحل وصشبه اليريحل‪ ،‬وقد كانوا أصَحاب أمر ونهي؛‬
‫ولذلك شكلوا خط ار على اليدولة عبر أطوارها بسبب ثوراتهم المتتالية‪ ،‬وقد كان رجال‬
‫القبائل يملكون موارد عيشهم من قطعانهم وأراضيهم؛ ولذلك لم يكونوا في حاجة للخضوع‬
‫إلى مسلطة معينة يستميلونها لكرامهم‪ ،‬فقد كانوا ذوي صكفَاية بين غني ومتوسط حال‪ ،‬أما‬
‫الفَقراء فقد كانوا قلة‪ ،‬بسبب شوفرة مداخيل الدولة‪ ،‬والحسان الغالب إلى أهل الصعوز‬
‫والحاجة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحياة العلمية والثقافية في عصر ابن ناجي‬

‫تبنت الدولة الحفَصَية مذهب المالكية كمذهب رسمي للدولة‪ ،‬حيث كان يجري القضاء‬
‫والفتاء على وفقه‪ ،‬وكان جامع الزيتونة في القيروان أبرز المعالم الحضارية والدينية في‬
‫العهد الحفَصَي؛ حيث كان منارة للعلم وطلبه‪ ،‬وكانت العلوم التي تدرس فيه وافرة‪،‬‬
‫إواضافة إلى غيره من الجوامع شكلت الزوايا والربطة دو ار هاما في الحياة العلمية‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬المغرب العربي تاريخه وثقافته‪ :‬رابح بونار‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪ .(306‬الحركة العلمية في الدولة الحفَصَية‪:‬‬
‫رحماني عائشة ورحماني مريم‪ ،‬رسالة ماستر‪ ،‬كلية العلوم النسانية والعلوم الجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،‬قالمة‪2016 ،‬م‪-‬‬
‫‪2017‬م‪) ،‬ص ‪.(24-23-22‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪.(24-23-22‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪.(21-20-19‬‬
‫والثقافية‪ ،‬واهتم السلطين بإنشاء المدارس لتعليم الفَقه المالكي كالمدرسة اليشيماعية‬
‫واليتوفيقية التي تويلى اليتدريس فيها صكبار العلماء والئمة‪.‬‬

‫كما شيكلت مدينة تونس مرك ةاز ثقافيا مصهمما؛ لكوصنها عاصَمة اليدولة‪ ،‬و قد أخذت شيئا‬
‫فشيئا شهرة علمية شتفَوق القيروان؛ لستقرار كبار العلماء بها‪ ،‬ونزول بعض الندلسيين بها‬
‫كابن سيد الناس‪ ‬وابن العربي‪ ‬وغيرهما‪.‬‬

‫ولم تكتف حضارة الحفَصَيين العلمية بالجانب الديني فقط‪ ،‬بل شملت جوانب عديدة من‬
‫الفَنون كالدب والشعر والرياضيات والتاريخ والهندسة والعمران وغيرها من العلوم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حياة ابن ناجي الشخصية‬

‫أول‪ :‬اسمه ونسبه وكنيته‬

‫اختلف المترجمون لبن ناجي في ضبط اسمه بأبي القاسم أو قاسم‪ ،‬فذهب بعضهم‬
‫إلى أن اسمه )أبو القاسم بن عيسى بن ناجي(‪ ،‬بينما ذهب آخرون إلى أن اسمه )قاسم‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬العلقات الثقافية بين الدولة الحفَصَية وبلد الندلس‪ :‬ماستر التاريخ السياسي والحضاري‪ ،‬خالدي كوثر‪،‬‬
‫جامعة مولي الطاهر‪ ،‬كلية العلوم النسانية والعلوم الجتماعية‪ ،‬شعبة التاريخ‪1438 ،‬هـ‪2017-‬م‪) ،‬ص ‪.( 33‬‬
‫‪ ‬ابن سيد الناس محمد بن سيد الناس‪ ،‬اليعمري الربعي المالكي‪ ،‬مؤرخ وأديب ومحدث‪ ،‬أصَله من إشبيلية‪ ،‬من‬
‫تصَانيفَه عيون الثر في فنون المغازي والشمائل والسير‪ ،‬توفي سنة ‪734‬هـ بالقاهرة‪ .‬ينظر‪ :‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر‬
‫سابق‪.(7/34) ،‬‬
‫‪ ‬ابن العربي أبو بكر محمد بن عبد ال المعافري الشبيلي المالكي‪ ،‬قاض ومحدث فقيه‪ ،‬أخذ عن ابن عتاب‬
‫والطرطوشي‪ ،‬من مصَنفَاته أحكام القرآن‪ ،‬والعواصَم من القواصَم‪ ،‬توفي سنة ‪453‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬برهان الدين اليعمري‪ ،‬دار التراث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دط‪،‬‬
‫دت‪ .(254-253-2/252) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(6/230) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الحركة العلمية في الدولة الحفَصَية‪ :‬رحماني عائشة ورحماني مريم‪ ،‬مرجع سابق‪) ،‬ص ‪.(118-117-116‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الضوء اللمع لهل القرن التاسع‪ :‬السخاوي‪ ،‬شمس الدين محمد بن عبد الرحمن‪ ،‬منشورات مكتبة الحياة‪،‬‬
‫)دط‪ ،‬دت(‪ .(5/10) ،‬مدرة الحجال في أسماء الرجال‪ :‬أبو العباس المكناسي‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬دار التراث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دط‪-‬‬
‫دت‪ .(3/284) ،‬توشيح الديباج وحلية البتهاج‪ :‬بدر الدين القرافي‪ ،‬محمد بن يحي‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪ ،1‬دت‪) ،‬ص ‪ .(259‬تراجم المؤلفَين التونسيين‪ :‬محمد محفَوظ‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1994 ،2:‬م‪) ،‬‬
‫‪.(5/8‬‬
‫بن عيسى بن ناجي(‪ ،‬والصَواب أن اسمه )أبو القاسم(‪ ،‬قال محمد محفَوظ‪" :‬وهو ما‬
‫أثبتته وثيقة إشهاد علي بن ناجي مؤرخة في ربيع الثاني ‪839‬هـ"‪ ،‬ويلحظ أن‬
‫اليسخاوي‪ - ‬وهو ممن لقي ابن ناجي‪ -‬في الضوء اللمع لم يذكره في )قاسم بن عيسى(‬
‫إوانما ذكره في باب المكشنى )أبو القاسم بن عيسى(‪.‬‬

‫وميكينى ابن ناجي بأبي الفَضل التيمنوخي نسشبةة إلى تشمنوشخ وهم قبائل استوطنوا البحرين‪،‬‬
‫والقيرواني نسبةة إلى مدينة القيروان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مولده ووفاته‬

‫ولد ابن ناجي في القيروان سنة ‪760‬ه‪ ،‬قال محمد محفَوظ‪" :‬يؤخذ ذلك مما ذكره أنه‬
‫عند دخول السلطان الحفَصَي أبي العباس أحمد القيروان‪ ،‬كان سنه واحدا وعشرين عاما‪،‬‬
‫وقد كان ذلك سنة ‪781‬ه"‪.‬‬

‫أما تاريخ وفاته فقد اخمتلف فيه‪ ،‬فذهب أغلب من شترجم له أنه توفي سنة ‪837‬ه‪،‬‬
‫صَواب أينه توفي سنة ‪829‬هـ؛ لثبوت‬
‫والبعض ذهب إلى أنه توفي سنة ‪838‬هـ‪ ،‬لكن ال ي‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬نيل البتهاج بتطريز الديباج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪ .(364‬الفَكر السامي في تاريخ الفَكر السلمي‪:‬‬
‫الحجوي‪ ،‬محمد الحسن‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1416 ،1:‬هـ‪ ،(2/301) ،‬شجرة النور الزكية في طبقات‬
‫المالكية‪ :‬مخلوف‪ ،‬محمد بن سالم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬ط‪1424 ،1:‬هـ‪ (1/352) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر‬
‫سابق‪ .(5/179) ،‬معجم المؤلفَين‪ :‬عمر كحالة‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪-‬دت‪.(8/110) ،‬‬
‫‪ ‬تراجم المؤلفَين التونسيين‪ :‬محمد محفَوظ‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/8) ،‬‬
‫‪ ‬السخاوي محمد بن عبد الرحمن بن محمد‪ ،‬مؤرخ حجة‪ ،‬وعالم بالحديث والتفَسير والدب‪ ،‬له مصَنفَات كثيرة منها‪،‬‬
‫الضوء اللمع في أعيان القرن التاسع‪ ،‬وله شرح على ألفَية العراقي‪ ،‬توفي سنة ‪902‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(6/194) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الضوء اللمع‪ :‬السخاوي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/10) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬النساب‪ :‬السمعاني‪ ،‬أبو سعد عبد الكريم بن محمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن بم يحي المعلمي‪ ،‬مجلس دائرة‬
‫ب اللشباب في تحرير النساب‪ :‬جلل الدين السيوطي‪ ،‬عبد‬‫المعارف العثماني‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬ط‪1382 ،1:‬هـ‪ .(3/90) ،‬لم ي‬
‫الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬دار صَادر‪ ،‬لبنان‪ ،‬دط‪-‬دت‪) ،‬ص ‪.(55‬‬
‫‪ ‬القيروان مدينة قيل أن أصَل معناها فارسي وهو القافلة‪ ،‬وقيل هي نسبة إلى قيروان بن حام بن نوح عليه السلم‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬النساب‪ :‬السمعاني‪ ،‬مصَدر سابق‪.(10/534) ،‬‬
‫‪ ‬تراجم المؤلفَين التونسيين‪ :‬محمد محفَوظ‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/8) ،‬‬
‫ذلك في المخطوطات‪ ،‬قال محمد محفَوظ‪ " :‬في المصَادر التي ترجمت له أنه توفي سنة‬
‫‪837‬هـ‪ ،‬والوثائق الخطية أثبتت خطأ ذلك التاريخ"‪.‬‬

‫وقد تم تصَحيح هذا الخطأ الشائع في اسم المترشجم له وتاريخ وفاته اعتمادا على‬
‫نسختين خطيتين بمكتبة جامع القيروان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نشأته‬

‫لم تذكر المصَادر التي وقفَت عليها كثي ار عن نشأة ابن ناجي في أحضان أسرته‪ ،‬إل‬
‫مامذكر من أن أباه عيسى بن ناجي توفي وترشكهم يتيةما في كفَالة عحمه خليفَة بن ناجي‪،‬‬
‫صَباه‪ ،‬ومذكر أنه كان ميكرمه إذا‬‫وكان رجل صَالحا حافظا للقرآن وعنه تلقى القرآن في ص‬
‫حفَظ سورة من سور القرآن‪ ،‬ويوحبخه بشدة إذا تهاون في تكرار شمحفَوصظه وشتعامهده‪.‬‬

‫وقد كان ابن ناجي منتمةيا إلى أسرة فقيرة جدا في صَباه؛ حيث بلغ به الشفَقر حينها أن‬
‫ف من سائل باليدين‪ ،‬إلى أن بلغ ما بصصذيمتصصه ما شيزيد عن‬
‫شيشتري صقطعا من المخبز الجا ح‬
‫الدينار‪ ،‬وقد كان يذكر ذلك بعدها ويشكر ال تعالى على ما أنعم عليه من الصغنى‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حياة ابن ناجي العلمية‬

‫عاش المام ابن ناجي حياة علمية حافلة نال بها منزلة عالية حتى بلغت مشهرته‬
‫الفاق واحتفَى به أهل زمانه‪.‬‬

‫أول‪ :‬شيوخه ورحلته وتلميذه‬

‫نشأ ابن ناجي في القيروان في بيئة وافرة بالعلماء والمشايخ‪ ،‬فتتلمذ على كثير من‬
‫العلماء قبل رحلته العلمية إلى تونس لتلقي العلم على علمائها‪ ،‬فأما في القيروان فأخذ عن‬
‫جملة من الشيوخ أشهرهم‪ :‬عبد ال اليشصبيبي‪ ‬وقد لزمه ملزمة شديدة وكان ميكثر النقل‬

‫‪ ‬تراجم المؤلفَين التونسيين‪ :‬محمد محفَوظ‪ ،‬مصَدر سابق )‪.(5/8‬‬


‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(5/14) :‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(9-5/8) :‬‬
‫‪ ‬عبد ال بن محمد بن يوسف البلوي الشبيبي القيرواني‪ ،‬المقرئ الفَقيه‪ ،‬تفَقه لبي عمران المناري وأبي الحسن‬
‫العواني‪ ،‬و أخذ عنه المبرمزلي وابن ناجي‪ ،‬له شرح على الرسالة مخطوط‪ ،‬توفي سنة ‪782‬ه‪.‬‬
‫عنه في مؤلفَاته‪ ،‬كما تتلمذ على يد القاضيين محمد بن شقليل الهشحم‪ ‬ومحمد بن أبي بكر‬
‫الفَاسي‪ ،‬كما درس عند المبررمزلي‪ ‬وغيره من أعلم القيروان‪.‬‬

‫ورحل إلى تونس فتتلمذ على أعلمها البارزين كابن عرفة‪ ‬وتلمذته‪ ،‬حتى صَار بار از‬
‫في العلم مقدما للقضاء والفَتيا‪.‬‬

‫ولتولي ابن ناجي سلك القضاء فإنه لم يشتغل بالتدريس كثيرا؛ ولذلك فإن التراجم ل‬
‫تذكر من تلمذته إل حلولو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مذهبه ومكانته العلمية‬

‫أ‪ -‬مذهبه الفقهي‪:‬‬


‫انتساب ابن ناجي لمذهب المالكية مما ل يحتاج إلى بينة‪ ،‬فقد نشأ في بيئة مالكية‬
‫محضة‪ ،‬وتلقى العلم على أيدي علماء المالكية‪ ،‬وكيل من ترجموا له يذكرون نسبشته‬
‫للمذهب المالكي‪ ،‬وما اعتناؤه بشروح دواوين ومؤلفَات المالكية إل بيان لذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬ثناء العلماء عليه‪:‬‬

‫ينظر‪ :‬نيل البتهاج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/224) ،‬شجرة النور‪ :‬مخلوف‪ ،‬مصَدر سابق‪.(325-324 /1) ،‬‬
‫‪ ‬أبو عبد ال محمد بن قليل الهم‪ ،‬كان عالما فقيها قدوة‪ ،‬تولى قضاء القيروان وتونس‪ ،‬توفي سنة ‪802‬ه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬شجرة النور‪ :‬مخلوف‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/326) ،‬‬
‫‪ ‬هو محمد بن أبي بكر الفَاسي القيرواني‪ ،‬قاض وفقيه مالكي‪ ،‬لم أقف على تاريخ وفاته‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نيل البتهاج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/482) ،‬‬
‫‪ ‬أبو القاسم بن أحمد البلوي القيرواني المعروف بالمبررزلي‪ ،‬أحد أئمة المالكية في المغرب‪ ،‬كان ينعت بشيخ السلم‪ ،‬له‬
‫كتاب جامع مسائل الحكام مما نزل من القضايا للفَتين والحكام‪ ،‬توفي سنة ‪844‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نيل البتهاج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/386) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(173-172 /5) ،‬‬
‫‪ ‬أبو عبد ال محمد بن محمد ابن عرفة الورغمي‪ ،‬إمام تونس وعالمها وخطيبها في زمانه‪،‬أخذ عن ابن عبد السلم‬
‫الهواري وابن حباب المنذري‪ ،‬وتتلمذ له البي والغبريني وغيرهما‪ ،‬من مكتبه المختصَر الكبير‪ ،‬والحدود‪ ،‬توفي سنة‬
‫‪803‬ه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج الممشذيهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/31) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(7/43) ،‬‬
‫‪ ‬أحمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عبد الحق‪ ،‬القيرواني‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬المعروف بحلولو‪،‬قاض فقيه وعالم بالصَول‪،‬‬
‫مالكي‪ ،‬له عدة مصَنفَات‪ ،‬منها الضياء اللمع في شرح جمع الجوامع‪ ،‬وشرح مختصَر خليل‪ ،‬توفي سنة ‪898‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الضوء اللمع‪ :‬السخاوي‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(2/260) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/147) ،‬‬
‫بلغ ابن ناجي درجة عالية من التحقيق في مذهب مالك أهلته لن يكون إماما فيه‬
‫قاد ار على الفتاء في النوازل‪ ،‬قال محمد مخلوف‪" :‬أبو الفَضل قاسم بن عيسى بن ناجي‬
‫اليتنوخي القيرواني‪ ،‬الحافظ للمذهب النظار العمدة الفَاضل القاضي العادل المؤلف العارف‬
‫بالحكام والنوازل‪...‬وقد أهله لهذه المنزلة تفَقهه واستحضاره لنصَوص المذهب"‪ ،‬وقال‬
‫عنه التينمبكصتي‪" :‬كان معه تفَيقه عظيم وصقيام تام على المديونة واستحضار للفَروع"‪.‬‬
‫ج‪ -‬وظائفه‪:‬‬

‫نبغ ابن ناجي في العلم صَغي ار وظهرت عليه شمشخايل الينجابة وحسن السلوك التي أيهلته‬
‫أن يتولى المامة والخطابة بجامع الزيتونة بالقيروان وله واحد وعشرون سنة بتقديم من‬
‫شيخه المبرزلي‪.‬‬
‫وبعد رحلته في طلب العلم إلى مدينة تونس وتفَقهه تخيرج قاضيا ومفَتيا للناس؛ إذ كان‬
‫شيخه ابن عرفة هو من يولي الفَقهاء سلك القضاء بتفَويض من الخليفَة‪ ،‬فتولى ابن ناجي‬
‫القضاء في عديد من المدن إلى أن استقر بالقيروان‪.‬‬

‫وكان ابن ناجي عارفا بقيمة منصَب القضاء وخطورته‪ ،‬صَلبا في الحق ل يداري‬
‫الولة؛ مما كاد يتسبب في عزله بسبب شكواهم للخليفَة أبي فارس عبد العزيز لول تدخل‬
‫بعض شيوخه وشفَاعتهم له‪.‬‬

‫‪ ‬محمد بن محمد بن عمر مخلوف‪ ،‬من علماء المالكية‪ ،‬اشتهر بكتابه شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ ،‬توفي‬
‫سنة ‪1360‬ه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(7/82) ،‬‬
‫‪ ‬شجرة النور‪ :‬مخلوف‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/352) ،‬‬
‫‪ ‬أحمد بابا بن أحمد بن أحمد بن عمر التنبكتي السوداني‪ ،‬مؤرخ وفقيه مالكي‪ ،‬من مصَنفَاته نيل البتهاج بتطريز‬
‫الديباج‪ ،‬توفي سنة ‪1036‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/103) ،‬‬
‫‪ ‬نيل البتهاج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/364) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تراجم المؤلفَين التونسيين‪ :‬محمد محفَوظ‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/11) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪.(5/11) :‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪.(5/11) :‬‬
‫ثالثا‪ :‬آثار ابن ناجي العلمية‬
‫لبن ناجي مؤلفَات وآثار عديدة‪ ،‬اعتمدها أهل المذهب وكانت محل إشادة منهم‪،‬‬
‫ومجيلها شروح لكتب المذهب المالكي وهي‪:‬‬

‫صَيصفَي في مجزشئين ضخمين‪،‬‬


‫‪-1‬شرح تهذيب المدونة للشب ارصذعي ‪ ،‬وهما شرحان صَغير سيماه ال ي‬
‫‪‬‬

‫والشرح الكبير ميعرف بالحشتوي في خمسة عشرة جزءا‪ ،‬ولزال الشرح مخطوطا لم ميطبع‪.‬‬
‫‪-2‬شرح تفَريع ابن الشجيلب‪ ‬في ثلثة أسشفَار‪ ،‬وهو مطبوع‪.‬‬
‫طبع طبشعتان لم ترقشيا للممستوى الشمطلوب‪.‬‬
‫‪-3‬شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬وقد م‬
‫‪ -4‬وله في التيراجم‪ :‬اختصَار مع اليتذييل لمعالصم اليمان في تراجم معلماء القيروان‬
‫لليدباغ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -5‬وله في اليزهد واليتصَوف‪ :‬مشارق أنوار المقلوب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعريف بشرح ابن ناجي على الرسالة لبن أبي زيد‬
‫لما كان شرح الرسالة هو الصَل الول لشرح ابن ناجي كان لزاما التعريف بابن‬

‫‪ ‬خلف بن أبي القاسم أبو سعيد ابن البراذعي القيرواني‪ ،‬من حفَاظ المذهب المالكي‪ ،‬أخذ عن ابن أبي زيد وابن‬
‫القابسي‪ ،‬اشتهر بكتابه تهذيب المدونة‪ ،‬توفي سنة ‪372‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(351-350-1/349) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬‬
‫‪.(2/311‬‬
‫‪ ‬عبيد ال بن الحسين‪ ،‬أبو القاسم ابن الجلب‪ ،‬فقيه مالكي من أهل البصَرة‪ ،‬تفَقه بالبهري‪ ،‬من تلمذته القاضي أبو‬
‫محمد بن نصَر والمسدد بن أحمد‪ ،‬له كتاب في مسائل الخلف‪ ،‬وكتاب التفَريع في المذهب‪ ،‬توفي سنة ‪378‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ترتيب المدارك‪ :‬القاضي عياض‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(7/76) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(4/193) ،‬‬
‫‪ ‬عبد الرحمن بن محمد بن علي القيرواني‪ ،‬المعروف بالدباغ‪ ،‬فقيه ومؤرخ مالكي‪ ،‬من مصَنفَاته معالم اليمان في‬
‫معرفة أهل القيروان‪ ،‬توفي سنة ‪699‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نيل البتهاج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/241) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(3/329) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬شجرة النور‪ :‬مخلوف‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/352) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(5/179) ،‬تراجم المؤلفَين‬
‫التونسيين‪ :‬محمد محفَوظ‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/14) ،‬‬
‫أبي زيد وكتابه الرسالة قبل التعريف بشرح ابن ناجي عليه‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬التعريف بابن أبي زيد القيرواني وشرحه على الرسالة‬
‫أول‪ :‬التعريف بابن أبي زيد القيرواني‬
‫هو المام العلمة القدوة الفَقيه عالم أهل المغرب عبد ال بن أبي زيد عبد الرحمن‬
‫الينفَصزي نسبة إلى شنفَزاوة من قبائل إفريقيية‪ ،‬القيرواني نسبة إلى مدينة القيروان بتونس‪،‬‬
‫المالكي مذهبا‪ ،‬مولده سنة ‪310‬ه على الرجح ووفاته سنة ‪386‬ه‪ ،‬كان من وجوه العلم‬
‫ومرفشعاصئهم‪ ،‬ومنتهى المتقدمين من علماء المالكية‪.‬‬
‫أخذ ابن أبي زيد العلم عن صجيلة من الفَقهاء أبرزهم ابن اللباد‪ ‬والقاصبسي‪ ،‬أما تلمذمته‬
‫ضهم إلى أكثر من شسبعين تلميذا‪ ،‬ومن أشهرهم الشب ارصذصعي‪.‬‬ ‫صَله بع م‬
‫فأو ش‬
‫ق من شيصَدق عليه وصَف الممجحددين في الحدين؛‬ ‫قيل عن ابن أبي زيد القيرواني أنه أح ي‬
‫بسبب إحياصئه لمذهب مالك‪ ،‬حتى أنهم لقبوه بمالك ال ي‬
‫صَغير‪.‬‬
‫ف دحون من أجل‬ ‫ولبن أبي زيد القيرواني مصَنفَات كثيرة‪ ،‬وهي على صَنفَين‪ ،‬ص‬
‫صَن م‬
‫صَنف كتاب‬
‫تطوير الفَقه المالكي وجمع أقوال معلمائه وتقريبه من الفهام‪ ،‬ويشمل هذا ال ح‬
‫الحرسالة‪ ،‬وكتاب ممختصَر الممديونة‪ ،‬وشتهذيب المعتبيية‪ ،‬والينوادر والزييادات‪ ،‬ومتعمد هذه‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬ترتيب المدارك وتقريب المسالك‪ :‬القاضي عياض‪ ،‬عياض من موسى اليحصَبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬سعيد أحمد أعراب‬
‫وآخرون‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬المحمدية‪ :‬المغرب‪ ،‬ط‪1981 ،1:‬م‪ .(217-6/216) ،‬سير أعلم النبلء‪ :‬شمس الدين‬
‫الذهبي‪ :‬أبو عبد ال محمد بن أحمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجموعة من المحققين بإشراف شعيب الرنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪،3:‬‬
‫‪1405‬هـ‪1985-‬م‪ .(17/10) ،‬تراجم المؤلفَين التونسيين‪ :‬محمد محفَوظ‪ ،‬مصَدر سابق‪،(2/443) ،‬‬
‫‪ ‬محمد بن محمد أبو بكر اللباد القيرواني‪ ،‬فقيه مالكي‪ ،‬عالم بالتفَسير واللغة‪ ،‬أخذ عن أبي بكر بن عبد العزيز‬
‫وحمديس‪ ،‬وأخذ عنه زياد بن عبد الرحمن ومحمد بن الناظور‪ ،‬من مصَنفَاته الثار والفَوائد‪ ،‬وفضائل مالك بن أنس‪،‬‬
‫توفي سنة ‪333‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(197-2/196) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪-7/19) ،‬‬
‫‪.(20‬‬
‫‪ ‬علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني‪ ،‬أبو الحسن ابن القابسي‪ ،‬عالم المالكية بإفريقية في عصَره‪ ،‬أخذ عن أبي‬
‫العباس البياني وأبي الحسن الدباغ‪ ،‬وأخذ عنه أبو عمران الفَاسي وابن أبي زيد‪ ،‬من مصَنفَاته الممهد في أحكام الفَقه‬
‫والديانات‪ ،‬والمنقذ من شبه التأويل‪ ،‬توفي سنة ‪403‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(2/101) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(4/326) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬قلدة النحر في تراجم أعيان الدهر‪ :‬الطيب بامخرمة‪ ،‬الطيب بن عبد ال‪ ،‬دار المنهاج‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1428‬هـ‪2008-‬م‪.(3/272) ،‬‬
‫صَنف الثاني فهو رسائل دحونت لسباب‬ ‫الممصَينفَات مصَادر هامة عند فقهاء المالكية‪ ،‬وال ح‬
‫عديدة منها الريد على البدع الشيعية‪ ،‬ككتاب القتداء بأهل اليسنة‪ ،‬وكتاب التنبيه على‬
‫القول في أولد الممرتحدين‪ ،‬ورسالة إعطاء القشرابة من اليزكاة‪ ،‬وكلها مكت ب‬
‫ب كانت عبارة عن‬
‫مسائل وقع التناظر فيها بين أهل اليسنة والشيعة أيام دولة المعبيديين الروافض‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف برسالة ابن أبي زيد القيرواني‬
‫الرسالة في الفَقه المالكي لها مشهرة واسعة‪ ،‬حيث أصَبح هذا السم شعلما عليها عند‬
‫الطلق إذا كان الحديث في الفَقه‪ ،‬مثلما أصَبح لفَظ الرسالة في أصَول الفَقه شعلما على‬
‫كتاب الشافعي‪.‬‬
‫وقد كان الداعي لتأليف ابن أبي زيد للرسالة أن يضع ممختصَ ار يحوي مزبدة المذهب مع‬
‫صَيصَا لطفَال الممسلمين لكي يسهل عليهم حفَظها‬ ‫ممراعاة الختصَار؛ لنها أمحلفَت صخ ح‬
‫واستذكارها‪ ،‬ومسميت الرسالة لنها ألفَت بسبب مراسلة أحد الفَقهاء لبن أبي زيد القيرواني‬
‫طالبا منه كتابا مختصَ ار في الفَقه والديانة ميعلمه الصَبيان‪ ،‬فأجابه ابن أبي زيد بمتن‬
‫الرسالة‪ ،‬وقد حوت الرسالة خمسة وأربعين بابا ابتداء بالعقائد ثم العبادات ثم النكحة‬
‫والبيوع ثم الجنايات والحدود وختاما بأبواب الجامع‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سبب تأليف شرح ابن ناجي على الرسالة واهتمام العلماء به‬
‫أول‪ :‬سبب تأليف ابن ناجي لشرحه على الرسالة‬
‫شرمح ابن ناجي على الحرسالة شربح متوحسط‪ ،‬بيين ابن ناجي في ممقشحدمته سبب تأليصفَه‬
‫فقال‪ " :‬لميا كمثر إقرائي لرسالة الشيخ الفَقيه العالم العامل الشوصرع أبي محمد عبد ال ابن أبي‬
‫ت ال في وضع تعليق ميعين اليناظر على ما يتعليق بما تكلم عليه‬ ‫زيد القيرواني اسشتخر م‬
‫ضعم على‬ ‫ش‬
‫أ‬ ‫شيء‬ ‫ني‬‫ح‬ ‫صَغري إن كان ص‬
‫م‬ ‫الشيخ‪ ،"..‬وقال في المعالم‪" :‬ومكنت شنويت في ص‬
‫ش‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬المناهل الزللة في شرح وأدلة الرسالة‪ :‬المختار بن العربي مؤمن‪ ،‬دار بن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1434 ،1:‬هـ‪-‬‬
‫‪2013‬م‪.(50-1/49) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬القاضي عبد الوهاب البغدادي ومنهجه في شرح رسالة ابن أبي زيد‪ :‬حمزة أبو فارس‪ ،‬منشورات شركة‬
‫‪ ،ELGA‬دط‪2003 ،‬م‪) ،‬ص ‪.(248-247‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪(288‬‬
‫‪ ‬شرح رسالة ابن أبي زيد‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬أبو القاسم بن عيسى بن ناجي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد فريد المزيدي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1428 ،1:‬هـ‪2007-‬م‪(1/3) ،‬‬
‫رسالته تأليةفَا مينتششفَع به‪ ،‬فوفقني ال لذلك‪ ،‬فألفَته وأنا بتونس حال القراءة بها وفرغت منه في‬
‫زمن قريب خشية حضور أجلي‪ ،‬إذ ألفَته في زمن الوباء"‪ ،‬فتبين أن ابن ناجي كان يأمل‬
‫أن يشرح الرسالة منذ صَغره لكنه لم يتصَدى لشرحها حتى تأهل لذلك وكمثر إقراؤه لها‪،‬‬
‫ومع ذلك فإنه ألفَها على عجل‪ ،‬واعتذر عما قد يبمدر من تقصَيره في هذا الشرح بما ذكر‪،‬‬
‫محيل في تلفي الينقص إلى شرحه لليتهذيب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اهتمام العلماء بشرح ابن ناجي‬
‫أثنى علماء المالكية على شرح ابن ناجي على الرسالة كثي ار وأشادوا به‪ ،‬قال اليتنبكتي‪:‬‬
‫" له شرمح الحرسالة حسن ممفَيد‪ ،‬وميذكر أن الشمصخيلي بالغ في اليثناء على هذا اليشرح ويقول له‬
‫الممهيذب"‪ ،‬وقال مخلوف عن تآليفَه عموما‪" :‬وتآليمفَه ممعويل شعليها في الشمذهب"‪ ،‬ويظهر‬
‫ذلك جليا من خلل النيقولت الموجودة عن شرح ابن ناجي في كتبهم‪ ،‬قال الحطاب‬
‫اليرعيني‪" :‬ل شأعرف هذا القول الثاني تأويل عليها‪ ،‬وقال ابن ناجي في شرح الرسالة لما‬
‫ذكر ما ذكر‪ ،"..‬وفي اليثمر الداني في مسألة تيمم ال يارصجي في وسط الوقت‪.. " :‬ل أعلم‬
‫من نقل في اليراجي أنه يتيمم في وسط الوقت غير ابن أبي زيد‪ ،‬وقال ابن ناجي يمكن أن‬
‫ميشريد قوله‪ ،"..‬وغيرها من النقولت الكثيرة عنه في كتب المالكية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬منهج ابن ناجي في شرحه على الرسالة‬
‫شرشح ابن ناجي الرسالة كلها ابتداء بمقدمتها العقدية وانتهاء بالبواب الجاصمعة‪ ،‬وهذه‬
‫بعض الملحظات التي تلقي الضوء على مضمون شرح ابن ناجي ومنهجه‪:‬‬
‫‪ ‬معالم اليمان في معرفة أهل القيروان‪ :‬الدباغ‪ ،‬عبد الرحمان بن محمد النصَاري‪ ،‬وابن ناجي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫ماضور‪ ،‬دار الخانجي‪ ،‬مصَر‪1968 ،‬م‪.(3/119) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪.(3/119) :‬‬
‫‪ ‬نيل البتهاج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/346) ،‬‬
‫‪ ‬شجرة النور‪ :‬مخلوف‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/352) ،‬‬
‫‪ ‬محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحطاب المكي‪ ،‬فقيه مالكي‪ ،‬أخذ عنه التنبكتي وغيره‪ ،‬من مصَنفَاته مواهب‬
‫الجليل في شرح مختصَر خليل‪ ،‬توفي سنة ‪995‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نيل البتهاج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/639) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(8/169) ،‬‬
‫‪ ‬مواهب الجليل في شرح مختصَر خليل‪ :‬الح ي‬
‫طاب الرعيني‪ ،‬أبو عبد ال محمد بن محمد‪ ،‬دار الفَكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،3:‬‬ ‫ش‬
‫‪1412‬هـ‪1992-‬م‪.(5/258) ،‬‬
‫‪ ‬الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪ :‬البي‪ ،‬صَالح بن عبد السميع‪ ،‬المكتبة الثقافية‪ ،‬بيروت‪) ،‬دط‪ ،‬دت(‪،‬‬
‫)ص ‪.(71‬‬
‫‪ -1‬شيستشهد ابن ناجي في شرحه بكثير من الدلة المتفَق عليها كالكتاب والسنة والجماع أو‬
‫المختلف فيها كعمل أهل المدينة ومراعاة الصخلف ونحوه‪.‬‬

‫ومن أمثلة احتجاجه بالكتاب والسنة ‪ " :‬وقول الشيخ‪ :‬إواذا خشرج من شمكية‪ ،‬أراد به إواذا‬
‫أراد الخروج من مكة‪ ،‬ومنه قول النبي ‪)) :‬شمرن أششتى المجممشعةش شفلششيرغتشصسرل((‪ ،‬وقوله تبارك‬
‫وتعالى‪ :‬ﭐﱡﭐﲋﲌﲍ ﲎﲏﲐﲑﲒﲓﱠ ]النحل‪ ،" [٩٨ :‬ولم تسلم بعض الدلة التي يوردها من‬
‫السنة من الضعف أحيانا والشوضعص نادرا‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذكره الستدلل بعمل أهل المدينة‪ ،‬قوله في كون صَلة الصَيبح هي الصَلة‬
‫طرب العلماء في الصَلة الوسطى على أربعة عشر قول‪ ،‬وقول الشيخ‪:‬‬
‫الوسطى‪" :‬واض ش‬
‫عند أهل المدينة‪ ،‬شيحتمل أن يكون ممرتضيا لذلك وهو أقرب"‪.‬‬
‫ومن أمثلة استدلله بأصَل مراعاة الخلف مسألةب في السيهو في صَلة النافلة وكون‬
‫من تذكر قبل عقد الثالثة يرجع ويسجد بعد السلم‪ ،‬إوان عقشدها تمادى مطلقا فأكمل أربعا‪،‬‬
‫واخمتلف إذا تمادى هل يسجد أم ل يسجد للسهو‪ ،‬والكثرون أنه يسجد‪ ،‬وقال بعضهم بعدم‬
‫السجود مطلقا‪ ،‬قال ابن ناجي‪.." :‬لن أمرهم باليتمادي مع أمرهم بالسجود متناقض‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫ضة في ذلك للحتياط‪ ،‬وذلك أن التمادي مراعاةة للخلف والسجود مراعاة لمذهبنا‬ ‫ل ممناق ش‬
‫فمجمع بذلك بين المذهبين"‪.‬‬
‫‪-2‬ميشير ابمن شناجي في أغلبص الينقوصل إلى الشمصَادر والشمراجع التي ينقل عنها‪ :‬كالموطأ‬
‫والمدونة ومختصَر خليل بن إسحاق‪ ،‬ومن أمصثلة ذلك قوله‪" :‬وقيل بشتمام لصعان اليزوج شتنقطع‬

‫‪ ‬أخرجه البخاري في صَحيحه‪ :‬كتاب الجمعة‪ ،‬باب فضل الغسل يوم الجمعة‪ ،‬الجامع المسند الصَحيح من أمور رسول‬
‫ال ‪ ‬وسننه وأيامه‪ :‬أبو عبد ال البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل الجعفَي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد زهير بن ناصَر الناصَر‪ ،‬دار‬
‫طوق النجاة‪ ،‬ط ‪1422 ،1‬هـ‪ ،‬رقم‪ .(2/2) ،877 :‬ومسلم في صَحيحه‪ :‬أول كتاب الجمعة‪ ،‬المسند الصَحيح المختصَر‬
‫بنقل العدل عن العدل إلى رسول ال ‪ :‬مسلم بن الحجاج‪ ،‬أبو الحسن القشيري النيسابوري‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪) ،‬دط‪ ،‬دت(‪ ،‬رقم‪ .(2/579) ،844 :‬كلهما عن عبد ال بن عمر رضي ال‬
‫عنهما‪ ،‬مع اختلف يسير في اللفَظ‪.‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/350) ،‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(1/122) :‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/122) ،‬‬
‫الصعصَمة بيشنهما إوان لم متلعن‪ ..‬وهو ظاهر المموطأ‪ ،‬وفي الممديونة إن شماتت قبل أن متلعن‬
‫وبعد صلعانه ورثها"‪.‬‬
‫كما أنه كثيمر الينقل عن اليشيوخ دون الششارة إلى كتاب ممعيين‪ ،‬وتارة دون تسمية من شنشقشل‬
‫عنه‪ ،‬كقوله‪" :‬مرابض البقر والغنم الصَلة فيها جائزة وهو كذلك على المنصَوص وخيرج‬
‫بعضهم البقر على البل للتعليل بالنفَور"‪.‬‬
‫‪-3‬امتاز شرح ابن ناجي بالشارة إلى القول المشهور والممعتمد في المذهب‪ ،‬وما يخالفَه‬
‫من أقوال‪ ،‬ومن أمثلة ذلك قوله‪" :‬ل خصلف أن الصفَطر في سفَر الشقصَر جائبز واخمتلف هل‬
‫هو أفضل من الصَوم‪ ،‬أو العكس وهو المشهور‪ ،‬أو هما على حد السواء في ذلك ثلثة‬
‫أقوال حكاها غير واحد"‪.‬‬
‫‪-3‬يتعرض ابن ناجي لكثير من الخلف داخل المذهب مبينا الراجح منه في أغلب الحيان‪،‬‬
‫ضر إواغما ص‬
‫ضه‪ " :‬ماذكشره‬ ‫كما في قوله عند حديث ابن أبي زيد عن استقبال الصقبلة بالمحت ص‬
‫م‬
‫من أن استقبال القبلة بالمحتضر ممستحب هو الشمعروف في المذهب وقيل إنه مكروه‪ ،‬وهو‬
‫ظاهر قول مالك"‪.‬‬
‫‪ -4‬ميشير إلى الخلف خارج المذهب أحيانا كالمذهب الحنفَي والشافعي‪ ،‬مثاله في شرحه لقول‬
‫ابن أبي زيد في شتلصقين ل إله إل ال عند الموت قال‪" :‬فظاهر كلم الشيخ أن الصَيغير‬
‫ميليقن كغيره‪ ،‬وهو ظاهر كلم غيره‪ ،‬وقال النووي‪ :‬ل ميليقن إل من بلغ"‪.‬‬

‫صَر في سفَر الشمعصَية‪" :‬‬


‫‪-5‬ميصَوحب بعض القوال بعدما ينقدها‪ ،‬وذلك كما في قوله في القش ر‬
‫ظاهر كلم الشيخ سواء كان سفَره سفَر معصَية أم ل‪ ،‬وهو قول مالك من رواية زياد بن‬
‫صَر‪ ..‬والصَيواب عندي أنه ميستحب له أن ل‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬والمشهور أن العاصَي ل شيق م‬
‫صَر فل شيء عليه"‪.‬‬
‫يقصَر‪ ،‬فإن ق ش‬

‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(2/83) :‬‬


‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(1/82) :‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(2/428) :‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(276-1/266):‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(1/267) :‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/246) ،‬‬
‫‪ -6‬احتوى الشرح على كثير من التخريج الفَقهي‪ ،‬حيث يورد ابن ناجي مسألة التخريج‬
‫وينسبها لصَاحبها أحيانا‪ ،‬وأحيانا دون نسبتها إلى أحد‪ ،‬ثم يورد مناقشات ونقد الشيوخ‬
‫للتخريجات غالبا‪ ،‬كما أنه يشاركهم أحيانا في النقد لها وأحيانا يخ ح‬
‫طئِّ من ناقشها‪.‬‬ ‫م‬
‫‪-7‬يتعرض ابن ناجي أحيانا لعراب المتن وذلك كما في قوله تعليقا على عبارة "وسأفصَل‬
‫ب بابا على الحال‪ ،‬إوان‬ ‫‪‬‬
‫لك ذلك على ما شرطت لك ذكره بابا بابا‪ ، "..‬حيث قال‪" :‬انتصَ ش‬
‫صَل‪ ،‬فهو مشتق من التفَصَيل"‪.‬‬ ‫لم يكن ممشتقا‪ ،‬لكنه بمعنى الممشتق‪ ،‬إذ هو في معنى ممفَ ي‬

‫‪ ‬متن الرسالة‪ :‬ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفَنون المطبعية‪ ،‬الرغاية‪ ،‬دط‪1987 ،‬م‪) ،‬ص ‪.(7‬‬
‫‪ ‬المصَدر السابق‪.(1/19) :‬‬
‫المبحث الول‪ :‬حقيقة تخريج الفروع على الفروع ونشأته‬
‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬تعريف تخريج الفَروع على الفَروع‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نشأة تخريج الفَروع على الفَروع و أسبابه وأثره في‬
‫استمرار المذهب‬

‫المبحث الول‪ :‬حقيقة تخريج الفروع على الفروع‬

‫ارتبط تخريج الفَروع على الفَروع بكتب الشروح والنوازل عند المتأخرين من فقهاء‬
‫المذاهب الربعة‪ ،‬وكمثرت ممارستهم له لسيما عند فقهاء المالكية لعتبارات كثيرة‪،‬‬
‫فاحتيج لبيان حقيقته ونشأته وأثره في تطور المذهب‪ ،‬مع بيان حكمه وشروطه‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تعريف تخريج الفروع على الفروع‬

‫الفرع الول‪ :‬تعريف تخريج الفروع على الفروع مركبا إضافيا‬


‫أول‪ :‬تعريف التخريج‬
‫أ‪ -‬التخريج لغة‪:‬‬

‫اليتخريج شمصَشدر من اصلفَعل شخريشج‪ ،‬ميقال شخيرشج ميشخحرمج شتخريةجا ‪ ،‬بناةء على القاعدة ال ي‬
‫صَرفية‬ ‫‪‬‬

‫فيما كان على وزن فشيعشل فمصَدره تشرفَصعيل‪.‬‬

‫وتشمديل مادة خيرج في اليلغة على معنيين‪:‬‬

‫المعنى الول‪ :‬الننفاذ عن الشيء‪.‬‬


‫ومن هذا الصَل ميقال‪ :‬شخشرشج يخمرمج مخروةجا‪ ،‬والشخررمج والشخ شارمج‪ :‬الشتاشومة؛ لنه مابل ميخرجه‬
‫الممعطي‪ ،‬وميقال‪ :‬مفلن صخحريج مفلن‪ ،‬إذا كان يتعلم منه‪ ،‬وميقال‪ :‬شخشرج فلبن في العلم‬
‫صَناعة مخروةجا‪ ،‬إذا شنبغ‪ ،‬وهذا على سبيل المجاز‪ ،‬والستخراج كالستنباط‪.‬‬
‫وال ح‬

‫‪‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور‪ ،‬أبو الفَضل محمد بن مكرم بن علي‪ ،‬دار صَادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1414 ،3:‬هـ‪ ،‬مادة‬
‫)شخشرشج(‪ .(2/250) ،‬القاموس المحيط‪ :‬الفَيرو آبادي‪ ،‬أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط‪1426 ،8:‬هـ‪2005 -‬م‪،‬مادة‪) :‬شخشرشج(‪.(1/185) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬شرح ابن عقيل على ألفَية ابن مالك‪ :‬ابن عقيل‪ ،‬عبد ال بن عبد الرحمن‪ ،‬تحقيق‪ :‬محي الدين عبد الحميد‪،‬‬
‫دار التراث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1400 ،20:‬هـ‪1980 -‬م‪.(3/128) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ :‬ابن فارس‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السلم‬
‫هارون‪ ،‬دار الفَكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪1399 ،‬ه‪1979-‬م‪ ،‬مادة )خرج(‪.(2/175) ،‬‬
‫‪‬ينظر‪ :‬تهذيب اللغة‪ :‬أبو منصَور الزهري‪ ،‬محمد بن أحمد الزهري الهروي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عوض مرعب‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪2001 ،‬م‪ ،‬مادة )خرج(‪ .(7/28) ،‬معجم مقاييس اللغة‪:‬ابن فارس‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬مادة‬
‫)خرج(‪ .(2/176) ،‬تاج اللغة وصَحاح العربية‪ ،‬الجوهري‪ ،‬أبو نصَر إسماعيل بن حماد الجوهري الفَارابي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫أحمد عبد الغفَور عطار‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1407 ،4:‬م‪1987 -‬م‪،‬مادة )خشرج(‪ .(1/309) ،‬أساس‬
‫البلغة‪ :‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار ال محمود بن عمرو بن أحمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد باسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1419 ،1:‬هـ‪1998-‬م‪ ،‬مادة )خرج(‪ .(1/237) ،‬القاموس المحيط‪ :‬الفَيروز أبادي‪ ،‬مصَدر سابق‪،‬‬
‫مادة )خرج(‪.(1/185) ،‬‬
‫المعنى الثاني‪ :‬اختلف اللونين‪.‬‬
‫ض صرجلها إلى خا ص‬
‫صَرتها‪.‬‬ ‫ت لونين‪ ،‬والشخررشجاء‪ :‬اليشاة تبشي ي‬
‫أرض ممشخيرشجة ذا م‬
‫ب‬ ‫ميقال‪:‬‬

‫وقد لشحظ الفَيروز آبادي أن "اليتخريج أكثر ما ميقال في العلوم وال ح‬


‫صَناعات"‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ومن خلل بعض التششتبيع لمعاني المادة تبين أن المعنى الول أكثر استعمال‪ ،‬وهو‬
‫القرب لموضوع البحث؛ لن اليتخريج مصَدر للفَعل خيرج الـممضيعف‪ ،‬وهو ميفَيد اليتعدية بأن‬
‫ل يكون المخروج ذاتيا بل من خاررج عنه‪ ،‬ومثله أشرخشرشج الشيء واستخشرشجه فإنهما بمعنى‬
‫طه‪ ،‬وطلب إليه أن شيخمرج‪.‬‬
‫استنشب ش‬
‫فيتبين جليا أن اليتخريج في اللغة دائر حول إظهار الشياء والمور‪ ،‬وهو عين ما يقوم‬
‫به الممخ حرج‪ ،‬حيث يقوم بإظهار انعدام الفَوارق بين المسائل المتشابهة كما سيأتي بيانه‪.‬‬

‫ب‪ -‬التخريج اصطلحا‪:‬‬

‫اسمتعمل لفَظ التخريج عند العلماء في فنون مختلفَة‪ ،‬والذي يهم في هذا البحث هو‬
‫ت استعمالتهم لهذا المصَطلح وجدتها كالتي‪:‬‬‫معناه عند الفَقهاء والصَوليين‪ ،‬إواذا تأيمل ش‬
‫أ‪ -‬إطلق التخريج على اليتوصَل إلى أصَول الئمة في المسائل المنقولة عنهم‪ ،‬من خلل‬
‫طلح عليه بتخريج الصول على‬
‫استقراء فروعهم الفَقهية‪ ،‬وهذا النوع من التخريج اصَ م‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬معجم مقاييس اللغة‪ :‬ابن فارس‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬مادة )خرج(‪.(2/175) ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬المصَدر نفَسه‪(2/176) :‬‬
‫‪ ‬هو أبو طاهر محمد بن يعقوب مجد الدين الشيرازي‪ ،‬من أئمة اللغة والدب‪ ،‬من مصَنفَاته اللمع المعلم العجاب‪،‬‬
‫والقاموس المحيط‪ ،‬توفي سنة ‪817‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬خيرالدين بن محمود‪ ،‬دار العلم للمليين‪ ،‬ط‪2002 ،15:‬م‪.(147-7/146) ،‬‬
‫‪ ‬بصَائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز‪ :‬الفَيروز آبادي‪ ،‬لجنة إحياء التراث السلمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دط‪1996 ،‬م‪،‬‬
‫مادة )خرج(‪.(2/532) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج عند الفَقهاء والصَوليين‪ :‬يعقوب الباحسين‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ ،‬دط‪1414 ،‬هـ‪) ،‬ص ‪.(9‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬ماستر الفَقه المالكي وأصَوله‪ ،‬جامعة أبو بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪1436 ،‬هـ‪1437-‬م‪) ،‬ص ‪.(11‬‬
‫الفروع‪ ،‬وعرفه يعقوب الباحسين بأنه‪" :‬العلم الذي يكشف عن أصَول وقواعد الئمة‬
‫وتعليلتهم للحكام"‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذا النوع من التخريج‪ :‬نصسبة تقديم القياس بمعنى القاعدة الشرعية على‬
‫صَه في حديث ولوغ الكلب‪.‬‬ ‫خبر الواحد عند مالك بناء على شن ح‬
‫ب‪ -‬إطلق التخريج على رد الخلفات الفَقهية إلى القواعد الصَولية‪ ،‬وهذا النوع من التخريج‬
‫طلح عليه بتخريج الفروع على الصول‪ ،‬وعرفه يعقوب الباحسين بأنه‪ " :‬العلم الذي‬
‫اصَ م‬
‫يبحث عن علل أو مآخذ الحكام الشرعية لرد الفَروع إليها بيانا لسباب الخلف‪ ،‬أو لبيان‬
‫حكم ما لم يرد بشأنه نص عن الئمة بإدخاله ضمن قواعدهم وأصَولهم"‪.‬‬

‫ومن أمثلة هذا النوع من التخريج‪ :‬بناء القول في تقديم وتأخير الزكاة على أن المر‬
‫يقتضي الفَور أو التراخي‪ ،‬و بناء القول بعدم وجوب قضاء الصَلة المتروكة عمدا على‬
‫أن المر بالداء ليس أم ار بالقضاء‪.‬‬

‫د‪ -‬وقد ميطلق التخريج وميراد به استنباط كليات أصَولية أو عقدية أو لغوية عامة من‬
‫مثيلتها في الشمول إوان اختلف مجالها‪ ،‬وهو ما اصَطلح عليه بتخريج الصول على‬
‫الصول‪ ،‬وعرفه وليد الودعان بأنه‪" :‬ترتيب قاعدة أصَولية على قاعدة أصَولية أخرى على‬
‫جهة ميعرف منها الحكم"‪.‬‬

‫ومن أمثلة هذا النوع من التخريج‪ :‬بناء إثبات المجاز في القرآن على كونه نزل بلسان‬
‫العرب ولسان العرب فيه مجاز‪ ،‬ومثل إنكار حجية مفَهوم الموافقة بناء على اعتباره أحد‬
‫أنواع القياس‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج عند الفَقهاء والصَوليين‪ :‬يعقوب الباحسين‪ ،‬مرجع سابق‪) ،‬ص ‪.(12 -11‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪ :‬ص ‪.19‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(15-14‬‬
‫‪ ‬المصَدر السابق‪) :‬ص ‪.(51‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(15-14‬‬
‫‪ ‬بناء الصَول على الصَول‪ :‬وليد الودعان‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الشريعة‪-‬قسم أصَول الفَقه‪ ،‬جامعة محمد بن سعود‬
‫السلمية‪ ،‬السعودية‪1427 ،‬هـ‪1428-‬م‪.(1/39) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(14‬‬
‫ج‪ -‬وقد يطلق التخريج على بيان رأي المام في المسائل الجزئية عن طريق إلحاقها‬
‫طلح عليه بتخريج الفروع‬
‫بما يشبهها من المسائل المروية عنه‪ ،‬وهذا النوع هو ما اصَ م‬
‫على الفروع أو ما يسمى بالتخريج الفَقهي‪ ،‬وهو موضوع البحث‪.‬‬

‫ويمكن تعريف التخريج عند الفَقهاء والصَوليين بتعريف يشمل النواع الربعة بأنه‪" :‬علم‬
‫ميعشنى بإلحاق الراء الممخيرجة بالقوال أو الحكام الممشاصبهة داخل المذهب تأصَيل أو‬
‫تفَريعا"‪.‬‬

‫فقيد "الراء المخرجة" شيشمل الفَروع الفَقهية والقواعد الصَولية والفَقهية‪ ،‬وقيد "القوال أو‬
‫الحكام المشابهة" يعني القياس على القوال المستمدة من الدلة أو من المعقول دون‬
‫دليل‪ ،‬أي بقياس العلة‪ ،‬وقيد "داخل المذهب" لن الخروج عن المذهب يسمى اختيا ار ل‬
‫تخريجا‪ ،‬وقيد" تأصَيل وتفَريعا" ليشمل جميع أنواع التخريج؛ لن التخريج في عمومه‬
‫نوعان‪ ،‬نوع يتجه للصَول والثاني للفَروع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الفروع‬

‫أ‪ -‬الفروع لغة‪:‬‬

‫ت اليشيشء شفرةعا إذا عشلوشته‪ ،‬والشفَرعم أعلى‬


‫المفَروعم جمعب ممفَرمده الشفَرعم وهو مصَشدمر شفريع ش‬
‫ع ميفَشحرعم شتفَصريةعا‪ ،‬وفشيرع المسألة أي جعلها مفروةعا‪ ،‬أي مشعةبا‪،‬‬
‫الشيء‪ ،‬والفَروع ممفَرد شفررع من فشير ش‬
‫وتشفَشيرعت أغصَان الشجر إذا كمثرت‪ ،‬والفَشررعم أيول شنتاج البل والغنم‪ ،‬وكانوا يذبحونه في‬
‫الجاهلية للهتهم فنهى عنه السلم‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج عند الفَقهاء والصَوليين‪ :‬يعقوب الباحسين‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(51‬‬
‫‪ ‬المصَدر السابق‪) :‬ص ‪.(15‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪) ،‬ص ‪.(12‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تاج اللغة وصَحاح العربية‪ :‬الجوهري‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬مادة )فرع(‪ .(1258 /3) ،‬مقاييس اللغة‪ :‬ابن فارس‪،‬‬
‫مصَدر سابق‪ ،‬مادة )فرع(‪.(4/491) ،‬‬
‫ع ول شعصتيشرةش )( ‪ ،‬والفَرع أول نتاج كان ينتج لهم‪ ،‬كانوا يذبحونه لطواغيتهم‪ ،‬والشعتيشرةم في‬
‫‪ ‬عن النبي ‪ ‬قال‪ )) :‬ل فشرر ش‬
‫رجب‪ .‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب العقيقة‪ :‬باب الفَرع ‪ ،‬رقم‪ ،(7/85) ،5473 :‬ومسلم‪ ،‬كتاب الضاحي‪ :‬باب الفَرع والعتيرة‪،‬‬
‫رقم‪ ،(3/564) ،1976 :‬كلهما عن أبي هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫فيتبين أن الفَرع هو جزء الشيء و بعضه أو ما كان راجعا إلى أصَل ثابت‪ ،‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﳀﳁﳂ‬
‫ﳃﳄﳅﳆﳇ ﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ ﱠ ]إبراهيم‪ ،[24:‬ففَروع الشجرة غصَونها وأعاليها وأصَلها أسفَلها‬
‫ومنشأها‪ ،‬ولما كانت الفَروع ناشئة عن الصَل ومعتمدة عليه أطلق اسم الفَرع على كل ما‬
‫‪.‬كان معتمدا على أصَل ثابت‬
‫ب‪ -‬الفروع اصطلحا‪:‬‬
‫عيرف الصَوليون الفَرع بتعريفَات متباينة أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬اسم لشيء ميبنى على غيره‪.‬‬


‫وانمتقد هذا التعريف بأنه ميدخل الحكام الصَولية التي ميستدل عليها بالدلة؛ فيثبت‬
‫حكمها بغيرها‪ ،‬وهي ليست من الفَروع‪.‬‬
‫‪-2‬الفَروع هي القضايا التي ل يتعلق بالخطأ في اعتقاد ممقتضاها والعمل بها قدح في الديانة‬
‫لخروي‪.‬‬
‫أو العدالة أو وجوب العقاب ا م‬
‫وانتقد بأن هذا حكم مبني على الفَروع وليس هو حقيقة الفَروع‪ ،‬وهناك فرق بين الحقيقة‬
‫والحكم‪.‬‬
‫‪-3‬الفَروع هي المسائل الجتهادية التي شرعها ال لعباده‪.‬‬
‫وانتقد بأين جعلها اجتهادية ميخرج الحكام الثابتة بدليل قطعي ل يعلمه الــمكلف‪.‬‬

‫‪ ‬الصَول والفَروع‪ :‬سعد بن ناصَر الشثري‪ ،‬كنوز إشبيليا‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1426 ،1:‬هـ‪2005 ،‬م‪) ،‬ص ‪.(75‬‬
‫‪ ‬التعريفَات‪ :‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي الشريف الجرجاني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1403 ،1:‬هـ‪1983 -‬م‪،‬‬
‫)ص ‪.(66‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر السابق‪) :‬ص ‪.(82‬‬
‫‪ ‬المعيدة في أصَول الفَقه‪ :‬أبو يعلى الفَراء‪ ،‬محمد بن الحسين بن محمد بن خلف‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد بن علي مباركي‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1410 ،2‬هـ‪1990-‬م‪.(1/179) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الصَول والفَروع‪ :‬سعد بن ناصَر الشثري‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(83‬‬
‫‪‬ينظر‪ :‬شرح مختصَر الروضة‪ :‬الطوفي‪ ،‬سليمان بن عبد القوي بن الكريم أبو الربيع نجم الدين‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد ال بن‬
‫عبد المحسن التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1407 ،1:‬هـ‪1987 -‬م‪.(1/121) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر السابق‪) :‬ص ‪.(83‬‬
‫ع هي أحكام الشارع المتعلقة بصَفَة فعل المكلف‪ .‬وهو التعريف المختار للفَروع‪.‬‬
‫‪ -4‬الفَرو م‬

‫فـقيد "الحكام" يشمل الحكام اليتكليفَية والوضعية‪ ،‬وقيد" الشرعية" لخراج الحكام العقلية‬
‫والحسية‪ ،‬وقيد" المتعلقة بأفعال المكلفَين" لخراج ما يتعلق بغيرهم من غير المكلفَين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف تخريج الفروع على الفروع لقبا‬

‫ليتعلق البحث بالتخريج عند المالكية حاولت البحث عن التعريفَات الصَطلحية‬


‫للتخريج عند المالكية عند المتقدمين ثم المتأخرين منهم‪.‬‬

‫أول‪ :‬عند المتقدمين‬

‫لم يهتم متقدمو المالكية بوضع تعريف لتخريج الفَروع على الفَروع‪ ،‬لكن ورد عنهم‬
‫ذكر حكم التخريج وضوابطه وبيان شروط مجتهد التخريج‪ ،‬ولعل أول من حاول تعريفَه‬
‫ابن فرحون‪ ، ‬وقد جاء تعريفَه من باب تعريف الشيء ببيان أنواعه‪ ،‬فقال‪" :‬اعلم أن‬
‫التخريج على ثلثة أنواع‪ :‬استخراج مسألة ليس فيها حكم منصَوص من مسألة‬
‫منصَوصَة‪...‬النوع الثاني‪ :‬أن يكون في المسألة حكم منصَوص فيخرج فيها من مسألة‬
‫أخرى قول بخلفه‪...‬النوع الثالث‪ :‬أن يوجد للمصَنف نص في مسألة على حكم‪ ،‬ويوجد‬
‫نص في مثلها على ذلك الحكم‪ ،‬ولم يوجد بينهما فارق فينقلون النص من إحدى المسألتين‬
‫وميخرحجون في الخرى‪ ،‬فيكون في كل واحدة منهما قول منصَوص وقول مخرج"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عند المتأخرين‬

‫‪ ‬نشر البنود على مراقي السعود‪ :‬العلوي الشنقيطي‪ ،‬عبد ال بن ابراهيم‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬المغرب‪) ،‬دط‪،‬دت(‪) ،‬‬
‫‪.(1/19‬‬
‫‪ ‬المصَدر السابق‪) :‬ص ‪.(85‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪.(85‬‬
‫‪ ‬ابن فرحون أبو القاسم إبراهيم بن علي الجياني الصَل المدني المولد‪ ،‬القاضي المالكي الشهير‪ ،‬أخذ عن أبي عبد ال‬
‫المطري ومحمد بن عرفة وابنه محمد‪ ،‬من مصَنفَاته‪ :‬تبصَرة الحكام في أصَول القضية ومناهج الحكام‪ ،‬والديباج‬
‫المذهب في تراجم أعيان المذهب‪ ،‬توفي سنة ‪799‬هـ‪ .‬ينظر‪ :‬نيل البتهاج بتطريج الديباج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬‬
‫ص ‪.(35-34-33‬‬
‫‪ ‬كشف النقاب الحاجب من مصَطلح ابن الحاجب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬ابراهيم بن علي‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمزة أبو فارس بالشتراك‪،‬‬
‫دار الغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1990 ،1:‬م‪) ،‬ص ‪.(106-105‬‬
‫عرف المتأخرون تخريج الفَروع على الفَروع بتعريفَات متباينة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬إلحاق ما سكت عنه المام بنظير ما نص على حكمه‪.‬‬

‫و يناقش بقصَر مجال التخريج الفَقهي في الشمسكوت عنه‪ ،‬مع أن التخريج الفَقهي قد‬
‫يكون فيما فيه نص كما سيأتي في بيان أنواعه‪.‬‬

‫‪ -2‬تفَريع الحكام الشرعية العملية على نصَوص المذهب وقواعده‪.‬‬

‫ونوقش استعمال لفَظ التفَريع بكونه غير مناسب لتعريف التخريج الفَقهي بقدر مملئمته‬
‫لستنباط الفَروع من الدلة العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬أن شينظر مجتهد المذهب في مسألة غير منصَوص عليها في المذهب مع مراعاة ضوابط‬
‫التخريج من علة وغيرها‪.‬‬

‫نوقش التعريف بقصَره للتخريج الفَقهي فيما لم مينص عليه‪ ،‬كما نوقش إدراجه للشروط‬
‫والضوابط ضمن التعريف‪ ،‬كما أن التعريف غير حاصَر لدخول جميع أنواع التخريج‪.‬‬

‫‪ -4‬إلحاق مسائل جزئية بأخرى منصَوصَة جارية على قياس واحد‪.‬‬

‫ص عليه‪.‬‬
‫ويمكن مناقشة التعريف بشقصَر التخريج الفَقهي فيما لم ميشن ي‬

‫وبناء على التعريفَات السابقة ومناقشتها يمكن تعريف تخريج الفَروع على الفَروع بأنه‪:‬‬

‫"إلحاق المسائل بنظيراتها من الفَروع لججامع بينها أو لليتلزم" ‪.‬‬

‫‪ ‬نشر البنود‪ :‬عبد ال العلوي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(323 /2) ،‬‬


‫‪ ‬نظرية التخريج في الفَقه السلمي‪ :‬نوار بن الشلي‪ ،‬دار البشائر السلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1431 ،1:‬هـ‪2010-‬م‪) ،‬ص‬
‫‪.(62‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(32‬‬
‫‪‬ينظر‪ :‬أصَول الفَتوى والقضاء في المذهب المالكي‪ :‬محمد رياض‪ ،‬ط‪1416 ،1:‬هـ‪1996-‬م‪) ،‬ص ‪.(577‬‬
‫‪ ‬ينظر‪:‬المصَدر السابق‪) :‬ص ‪.(32‬‬
‫‪ ‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(33‬‬
‫فقيد "الفَروع" ميخرج الصَول فينحصَر بذلك التخريج في المجال الفَقهي فيدخل بذلك‬
‫التخريج على القواعد الفَقهية دون الصَولية‪ ،‬وقيد "لجامع بينها" لن التخريج الفَقهي ميعد‬
‫قياسا فقهيا‪ ،‬وقيد "التيلزم" لن تخريج الفَروع على الفَروع مبني على كون لزم المذهب‬
‫مذهبا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬علقاته ببعض المصطلحات‬

‫أول‪:‬العلقاة بين التخريج الفقهي و التخريج الصولي‬

‫تخريج الفَروع على الفَروع أو التخريج الفَقهي علم يعنى بإلحاق المسائل بنظائرها من‬
‫الفَروع لجامع بينها‪ ،‬فهو مجرد نقل حكم أو خلف فرع إلى ما يشبهه من الفَروع‪ ،‬أما‬
‫التخريج الصَولي فهو دائر بين ثلثة أنواع‪ ،‬تخريج الفَروع على الصَول‪ ،‬وتخريج‬
‫الصَول من الفَروع‪ ،‬وتخريج الفَروع على الصَول‪.‬‬

‫فالملحظ أن حقيقة التخريج عند الفَقهاء تفَترق عما هي عند الصَوليين‪ ،‬فالتخريج عند‬
‫الفَقهاء غالبا ما يختص بنوع تخريج الفَروع على الفَروع الفَقهية‪ ،‬بينما التخريج عند‬
‫الصَوليين يشمل في الغالب النواع الثلثة السابق ذكرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العلقاة بين التخريج الفقهي والتكييف الفقهي‬

‫التكييف الفَقهي مصَطلح حادث جديد‪ ،‬حده المعاصَرون بحدود متباينة منها‪:‬‬

‫‪ ‬القياس حمل معلوم على معلوم في حكمه لمساواته له في علته‪ .‬ينظر‪ :‬نثر الورود شرح مراقي السعود‪ :‬محمد‬
‫المين الشنقيطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي العمران‪ ،‬دار عالم الفَوائد‪) ،‬دط‪ ،‬دت(‪.(1/409) ،‬‬
‫‪ ‬التلزم هو أن يقول المجتهد قول في مسألة خلفية فيكون له حكمان في مسألتين‪ :‬حكم ما قاله وحكم يلزمه على أثر‬
‫قوله فيكون بمثابة ما قاله‪ ،‬والمسألة خلفية بين العلماء‪ .‬ينظر‪ :‬نشر البنود‪ :‬عبد ال العلوي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬‬
‫‪ .(2/278‬المدخل المفَصَل لمذهب المام أحمد وتخريجات الصَحاب‪ :‬بكر بن عبد ال أبوزبد‪ ،‬دار العاصَمة‪ ،‬جدة‪،‬‬
‫ط‪ 1417 ،1:‬ه‪(1/284) ،‬ـ‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى‪ :‬محمد مهدي لخضر‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬الفَقه وأصَوله‪ ،‬جامعة المير عبد‬
‫القادر‪ ،‬قسنطينة‪) ،‬ص ‪.(62‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى‪ :‬محمد مهدي لخضر‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(62‬‬
‫‪-1‬أن التكييف الفَقهي للمسألة تحريرها وبيان انتمائها إلى أصَل معين معتبر‪.‬‬

‫وعليه فالتكييف الفَقهي جزء من التخريج الفَقهي إذ ل يعدو أن يكون التكييف تصَو ار‬
‫حقيقيا لواقع المسألة مع بيان انتمائها‪ ،‬والتخريج هو اللحاق ل مجرد بيان النتماء‪.‬‬

‫‪-2‬التكييف الفَقهي رد العمليات المعاصَرة إلى أصَولها الشرعية إوادراجها تحت ما يناسبها من‬
‫العقود التي تولى الفَقه السلمي صَياغتها وتنظيم أحكامها‪ ،‬ليكون ذلك منطلقا للصَلح‬
‫والتقويم‪.‬‬

‫ويلحظ في هذا التعريف وجود عموم وخصَوص بين التخريج والتكييف‪ ،‬فكل تكييف‬
‫تخريج وليس العكس‪ ،‬حيث جعل التعريف خاصَا بالعقود كالمعاملت ونحوها‪ ،‬أما‬
‫التخريج فشامل لكل البواب‪ ،‬كما قييد صَاحب التعريف التكييف بالعمليات المعاصَرة‪ ،‬أما‬
‫التخريج فيكون في المعا ص‬
‫صَرة وغيرها‪.‬‬ ‫م‬
‫ثالثا‪ :‬العلقاة بين التخريج الفقهي و الستنباط‬

‫الستنباط لغة‪ :‬الستخراج‪.‬‬

‫أما اصطلحا فهو‪ :‬استخراج المعاني والعلل ونسبة بعضها إلى بعض‪ ،‬فيعتبر ما يصَح‬
‫منها بصَحة مثله وشبهه ونظيره‪ ،‬ويلغى ما ل يصَح‪.‬‬

‫وبالنظر إلى تعريف الستنباط و تخريج الفَروع على الفَروع‪ ،‬يتبين أن الستنباط من‬
‫طرق التخريج وآلية من آلياته‪ ،‬فيشتركان في كون كل منهما استخراجا للرابط بين الفَرع‬
‫ونظيره‪ ،‬فل فرق بينهما من هذا الجانب‪ ،‬فالمخرج مستنبط والمستنبط مخرج‪ ،‬لكن يفَترقان‬

‫‪ ‬فقه النوازل‪ :‬الجيزاني‪ ،‬محمد بن حسين‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬الدمام‪-‬السعودية‪ ،‬ط‪1427 ،2:‬هـ‪2006-‬م‪.(1/47) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪ ،(64‬و التكييف الفَقهي للوقائع المستجدة وتطبيقاته الفَقهية‪ :‬محمد عثمان شبير‪ ،‬دار القلم‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬ط‪1435 ،2:‬هـ‪2014 -‬م‪)،‬ص ‪.(21‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى‪ :‬محمد مهدي لخضر‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(64‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪.(64‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬لسان العرب‪ :‬ابن منظور‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬مادة ) الستنباط(‪.(7/410) ،‬‬
‫‪ ‬إعلم الموقعين عن رب العالمين‪ :‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬أبو عبد ال محمد بن أبي بكر‪ ،‬تحقيق‪ :‬مشهور بن حسن‪ ،‬دار‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪1423 ،1:‬هـ‪.(2/397)،‬‬
‫في كون الستنباط عاما من نصَوص الشريعة وغيرها أما التخريج الفَقهي فيكون على‬
‫أقوال الئمة وآرائهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة تخريج الفروع على الفروع و أسبابه وأثره في تطور المذهب‬

‫الفرع الول‪ :‬نشأته‬

‫نشأ تخريج الفَروع على الفَروع في مذهب مالك مع ظهور تلميذ أئمة المذاهب الفَقهية‬
‫وذلك منتصَف القرن الثالث الهجري‪ ،‬وكان منهج علماء المذهب في الستنباط التخريمج‬
‫على ما نص عليه مالك من أصَول‪ ،‬أو ماورد عنه من فروع‪.‬‬

‫وبعد مرحلة النشأة أتت مرحلة تدوين الروايات والسمعة فظهرت الدواوين والمهات‪،‬‬
‫ثم تمحوجت هذه المرحلة بمرحلة ثالثة استقر فيها المذهب وذلك بعد القرن السابع للهجرة‪،‬‬
‫ق بعض الفَقهاء باب الجتهاد المطلق‪ ،‬وشعكف الراغبون في الفَقه على مذهب المام‬ ‫وشأغل ش‬
‫ودواوين المرحلة الثانية‪ ،‬فنشط نوع آخر من الجتهاد في إطار المذهب بتمحيص‬
‫الروايات والترجيح بينها أو بطريق التخريج‪.‬‬

‫قال ابن خلدون‪ ":‬ولما صَار مذهب كل إمام علما مخصَوصَا عند أهل مذهبه ولم‬
‫يكن لهم سبيل إلى الجتهاد والقياس‪ ،‬فاحتاجوا إلى تنظير المسائل في اللحاق وتفَريقها‬
‫عند الشتباه بعد الستناد إلى أصَول المقررة من مذاهب إمامهم‪ ،‬وصَار كل ذلك كله‬
‫يحتاج إلى ملكة راسخة يقتدر بها على ذلك النوع من التنظير أو التفَرقة واتباع مذهب‬
‫إمامهم فيما استطاعوا‪ ،‬وهذه الملكة هي علم الفَقه لهذا العهد"‪.‬‬

‫وحاصَل القول أن عمل الفَقهاء في هذا العصَر انحصَر في التخريج على أصَول‬
‫المام وآرائه‪ ،‬أو في الترجيح بينها‪ ،‬وتميز المالكية في باب تخريج الفَروع على الفَروع بما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى‪ :‬محمد مهدي لخضر‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(65‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬القوال الفَقهية في مذهب المام أحمد جمعا ودراسة‪ :‬إيمان بنت محمد القثامي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الشريعة‬
‫والدراسات السلمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪1438 ،‬هـ‪1439 -‬م‪) ،‬ص ‪.(38‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪.(41‬‬
‫‪ ‬ديوان المبتدأ والخبر‪ :‬ابن خلدون‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/568) ،‬‬
‫‪-1‬إحكام تدوين الروايات وسهولة الوصَول إليها‪ ،‬مما سهل عملية التخريج‪ ،‬ولذلك معيد‬
‫المذهب المالكي أوسع المذاهب في باب تخريج الفَروع على الفَروع‪.‬‬
‫‪-2‬اشتهر المالكية بكتب النوازل التي تحتوي الكثير من التخريجات‪.‬‬
‫‪ -3‬يظهر تخريج الفَروع على الفَروع جليا في كتب الشروح والحواشي المتوافرة في مذهب‬
‫مالك‪ ،‬كما هو الشأن مع شرح ابن ناجي للرسالة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب تخريج القاوال في المذهب المالكي‬

‫ميعد مذهب المالكية أوسع المذاهب في حركية التخريج الفَقهي لمرونة أصَوله وكثرتها‬
‫من جانب‪ ،‬ولقابليته لدى الناس باعتباره مذهب إمام دار الهجرة‪ ،‬وأهم أسباب تخريج‬
‫القوال في المذهب هي‪:‬‬

‫‪-1‬ضرورة بيان أحكام الشريعة‪ :‬فقد جيدت مسائبل أماشم الصَحاب لم مينقل فيها عن المام‬
‫شيء مما اضطرهم إلى تخريج أجوبتها على المسائل المنصَوصَة لمام المذهب‪،‬‬
‫ولقصَورهم عن رتبة الجتهاد المطلق لجأوا إلى التخريج؛ ليجاد الحكم الشرعي للمسائل‪.‬‬
‫‪-2‬عدم وجود اختلف كبير بين التخريج الفقهي والقياس‪ :‬عرف الصَوليون الممخحرج بأينه‬
‫من يقيس غير المنصَوص عليه على المنصَوص مع عدم الفَارق‪ .‬فالتعبير عن التخريج‬
‫بلفَظ القياس يبين كون القياس آلية من آليات التخريج‪ ،‬وبذلك يعد اعتبار التخريج ضربا‬
‫من ضروب القياس من أسباب تخريج الفَروع على الفَروع‪.‬‬
‫‪-3‬الفراط في العجاب والتأثر بآراء الشيوخ‪ :‬فكان فقهاء المذهب إذا مسئلوا أجابوا بجواب‬
‫ب ما مسئلوا عنه‪ ،‬كما كان ابن القاسم‬
‫إمام المذهب‪ ،‬إوال اتخذوه مصَد ار ميخحرجون منه جوا ش‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬علي نجم‪ ،‬العمال الكاملة لمؤتمر المام مالك‪ ،‬الجامعة السمرية‪،‬‬
‫‪1435‬هـ‪2013 -‬م‪) ،‬ص ‪.(772‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬القوال المخرجة في الفَقه الشافعي وأثرها‪ :‬محمد جمعة أحمد العوسي‪ ،‬دار الضياء للنشر والتوزيع‪) ،‬دط‬
‫دت(‪) ،‬ص ‪.(56‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬أنوار البروق في أنواء الفَروق‪ :‬شهاب الدين القرافي‪ ،‬أبو العباس أحمد بن إدريس‪،‬عالم الكتب‪) ،‬دط‪ ،‬دت(‪) ،‬‬
‫‪.(2/107‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى‪ :‬محمد مهدي لخضر‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(65‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬نظرية التخريج في الفَقه السلمي‪ :‬نوار بن الشلي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(21-20-19‬‬
‫يقول لسائله‪.." :‬لم أسمع من مالك في هذا شيئا‪ ،‬ولكن قال مالك‪ ،" ..‬وميخرحج المسألة‬
‫على ما يشبهها من قوله‪.‬‬
‫‪-4‬قاصور همم المتأخرين عن رتبة الجتهاد‪ :‬مما أدى إلى غلق بعضهم لباب الجتهاد‬
‫المطلق‪ ،‬ولم يعد أمامهم من سبيل للجابة عن الحوادث إل بالتخريج‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أثر التخريج الفقهي في تطور المذهب المالكي‬

‫وجود مجتهدي اليتخريج الذين يبنون أحكام الحوادث بناء على أصَول المام وآرائه أمر‬
‫ل بد منه في ظل المستجدات والنوازل‪ ،‬ول يخفَى أن الفَضل في مد الكتب المذهبية‬
‫وشحنها بالفَروع يرجع غالبا إلى التخريج بأنواعه‪ ،‬وأهم آثار التخريج الفَقهي على المذهب‬
‫هي‪:‬‬

‫‪-1‬تطور المذهب وبقائه‪ :‬ول شك أن سبب اندثار العديد من المذاهب هو عكوف وجمود‬
‫أصَحابها على المنصَوصَات المذهبية دون تجديد‪ ،‬ومما ساهم في بقاء المذهب المالكي‬
‫وتطوره الجتهاد في دائرة المذهب بالتخريج‪ ،‬فكان المذهب في كل مرة ميعطي حلول‬
‫للنوازل والحوادث بناء على ذلك‪.‬‬
‫‪-2‬التثبت من أحكام الفروع بالوقاوف على ددنقاتها‪ :‬فالقول الممخيرج محيل نظر بين مجتهدي‬
‫المذهب ؛ لن كثي ار من التخريجات تكون محل نقد على طريقة الجدل‪ ،‬وهذه العملية‬
‫تجعل الفَقيه يقف على المسألة من جميع جوانبها‪ ،‬فيخمرج الفَقيه متثبتا من أحكام المسائل‬
‫غير متذبذب فيها‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬المدونة‪ :‬سحنون‪ ،‬عبد السلم بن سعيد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1415 ،1:‬هـ‪1994-‬م‪.(2/204) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬القوال الفَقهية المخرجة في مذهب المام أحمد‪ :‬إيمان بنت محمد القثامي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪ .(44‬نظرية‬
‫التخريج في الفَقه السلمي‪ :‬نوار بن الشلي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(24‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر السابق‪) :‬ص ‪.(117‬‬
‫‪ ‬الجدل تردد الكلم بين اثنين قصَمد كلح واحرد منهما تصَحيح قوله إوابطال قول صَاحبه‪ .‬المنهاج في ترتيب الحجاج‪:‬‬
‫أبو الوليد الباجي‪ ،‬سليمان بن خلف‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد المجيد التركي‪ ،‬ط‪ ،2:‬دار الغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪1987 ،‬م‪،‬‬
‫)ص ‪.(11‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬القوال المخرجة في الفَقه الشافعي وأثرها‪ :‬محمد جمعة أحمد العوسي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪ ،(126‬القوال‬
‫الفَقهية المخرجة في مذهب المام أحمد‪ :‬إيمان بنت محمد القثامي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(118-117‬‬
‫‪-3‬تربية الملكة الفقهية عند فقهاء المالكية‪ :‬التعومد على استنباط الحكام بناء على التخريج‬
‫من شأنه أن ميربي الملكة الفَقهية عند ممارسة مثل هذه التخريجات الدقيقة؛ ولذلك فإنك‬
‫تجد بعض المانعين لتخريج الفَروع على الفَروع يمارسون هذا النوع من التخريج‪ ،‬بل‬
‫بعضهم يجيزه من باب التفَنن والتدرب الفَقهي‪.‬‬
‫‪-4‬نفي تهمة الجمود والتعصب‪ :‬كثي ار ما ايتهشم فقهاء المذهب المالكي بالجمود‪ ،‬وتأتي القوال‬
‫الممخ يرجة لتنفَي هذه التهمة عن الفَقهاء؛ إذ التقليد المحض أخذ للقول دون معرفة الدليل‪،‬‬
‫وعملية التخريج منافية لذلك؛ إذ يبحث المخحرج فيها عن وجوه اليشبه بين القوال‪ ،‬وكونها‬
‫موجبة للحكم‪ ،‬كما يبحث عن الفَروق بينها‪ ،‬وربما ريجح بعضهم القوال الممخيرجة‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر‪:‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪ .(18‬القوال المخرجة في الفَقه الشافعي وأثرها‪ :‬محمد جمعة أحمد العوسي‪ ،‬مصَدر‬
‫سابق‪) ،‬ص ‪.(127‬‬
‫‪ ‬ينظر‪:‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪.(129-128‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع تخريج الفروع على الفروع وأركانه‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أنواع تخريج الفَروع على الفَروع‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان تخريج الفَروع على الفَروع‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع تخريج الفروع على الفروع وأركانه‬

‫في هذا المبحث أتطرق لذكر أنواع تخريج الفَروع على الفَروع وأركانه في مطلبين هما‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أنواع تخريج الفروع على الفروع‬

‫قسم ابن فرحون أنواع التخريج إلى ثلثة أقسام‪ ،‬ترجع كلها لنوعين‪ :‬الول القياس كما‬
‫في الفَرع الول والثالث‪ ،‬والثاني لزم القول كما في الفَرع الثاني‪ ،‬وبيانها كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬التفَريج عمن اهتم بتحقيق القول في التأويل والتخريج‪ :‬أبو البقاء يعيش بن الرغاي‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحيا طالبي‪،‬‬
‫المركز المغربي للبحث في التراث المخطوط‪ ،‬دط‪2014 ،‬م‪) ،‬ص ‪.(63‬‬
‫الفرع الول‪ :‬تخريج حكم فيما ل نص فيه‬

‫وعرفه ابن فرحون بقوله‪" :‬استخراج حكم مسألة ليس فيها حكم منصَوص عن إمام‬
‫المذهب من مسألة منصَوصَة"‪.‬‬

‫والتعريف يمكن مناقشته بكونه غير مانع لدخول أنواع التخريج الخرى كتخريج‬
‫الصَول على الفَروع‪ ،‬و تخريج الفَروع على الصَول‪.‬‬

‫حاول المعاصَرون تعريف هذا النوع من التخريج‪ ،‬و لم تسلم تعريفَاتهم من المناقشة‬
‫والنقد‪ ،‬والتعريف الذي أراه مناسبا هو‪:‬‬

‫ص عليه في المذهب"‪.‬‬
‫"إلحاق الفَروع غير المنصَوصَة بنظيرها مما من ي‬

‫فقيد "الفَروع" لتخرج الدلة الجمالية‪ ،‬و قيد "غير المنصَوصَة" ليخرج المنصَوص عليه‪،‬‬
‫وقيد" بنظيرها" لنه يشترط في الصَل المخرج عليه أن يكون فرعا هو الخر‪ ،‬وقيد"ما‬
‫نص عليه" لعدم إمكان التخريج إل بوجود أصَل ميخريج عليه‪ ،‬وقيد "في المذهب" لن‬
‫الخارج عن المذهب ميعد اختيا ار ل تخريجا‪.‬‬

‫ومن أمثلة هذا النوع‪ :‬القول بصَحة صَلة من سيلم بلفَظ اليسلبم عليكم بالتعريف‬
‫والتنوين‪ ،‬تخريجا على القول بصَحة صَلة اللياحن في قراءة الفَاتحة عج از عن تعلم‬
‫الصَواب لعدم المعلم أو لضيق الوقت مع قبوله التعلم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تخريج حكم آخر فيما فيه نص‬

‫‪‬‬ ‫‪.‬كشف النقاب الحاجب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪(105-104‬‬
‫ص ‪(34‬‬ ‫‪.‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬نيل السول على مرتقى الوصَول‪ :‬الولتي‪ ،‬محمد يحي بن محمد مختار‪ ،‬تحقيق‪ :‬بابا الولتي‪ ،‬دار عالم الكتب‪،‬‬
‫الرياض‪1412 ،‬هـ‪ )،‬ص ‪ .(348‬نثر الورود‪ :‬عبد ال العلوي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/594) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الفَواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪ :‬شهاب الدين النفَراوي‪ ،‬أحمد بن غانم‪ ،‬دار الفَكر‪ ،‬دط‪،‬‬
‫‪1415‬هـ‪.(1/190) ،‬‬
‫وعرفه ابن فرحون بـ ‪":‬أن يكون في المسألة حكم منصَوص فيخرج فيها من مسألة‬
‫أخرى قول بخلفه"‪ .‬ويمكن مناقشة هذا التعريف بكونه غير مانع لدخول أنواع التخريج‬
‫الخرى كتخريج الصَول على الفَروع‪ ،‬و تخريج الفَروع على الصَول‪ ،‬والتعريف الذي أراه‬
‫مناسبا بناء على تعريف النوع السابق‪:‬‬

‫نص عليه في المذهب"‪.‬‬


‫"إلحاق الفَرع المنصَوص عليه بنظيره مما م ي‬

‫وقد سبق بيان قيود التعريف في النوع السابق‪ ،‬إل أن هذا التعريف يختلف عن السابق‬
‫ص في المذهب على حكم الفَرع الول‬ ‫في قيد "إلحاق الفَرع المنصَوص عليه"‪ ،‬وهو أن ميشن ي‬
‫ص على حكم آخر‪ ،‬فشميشخريج قول آخر في الفَرع الول‬ ‫إل أنه في فرع آخر مشابه له ميشن ي‬
‫بناء على الفَرع الثاني‪.‬‬

‫ومن أمثلة هذا النوع‪ :‬القومل بغسل الشجسد عند خروجص المذي تخريةجا على غسل النثيين‬
‫عند خشية إصَابتهما به‪ ،‬وهناك قول بالنضح فقط‪ ،‬قال ابن الحاجب‪" :‬الجسد في النضح‬
‫كالثوب على الصَح‪ ،‬وفيها‪ :‬ول يغسل أنثييه من المذي إل أن يخشى إصَابتهما‪ .‬فمأخذ‬
‫منه الغسل"‪ ‬وقوله فيها يقصَد به المدونة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تخريج حكم ثان في فرعين منصوصين‬

‫وعرف ابن فرحون هذا النوع بقوله‪" :‬أن يوجد نص في مسألة على حكم‪ ،‬ويوجد نص‬
‫في مثلها على ذلك الحكم‪ ،‬ولم يوجد بينهما فارق فينقلون النص من إحدى المسألتين‬

‫‪ ‬كشف النقاب الحاجب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫‪ ‬جامع المهات‪ :‬ابن الحاجب‪ ،‬عثمان بن عمر‪ ،‬تحقيق‪ :‬الخضر الخضري‪ ،‬دار اليمامة‪ ،‬ط‪1421 ،2:‬هـ‪-‬‬
‫‪2000‬م‪) ،‬ص ‪.(39‬‬
‫‪ ‬الممدونة هي إحدى أمهات المذهب المالكي‪ ،‬وهي أسمعة سحنون لبن القاسم المعتقي المصَري كبير تلمذة مالك‪ ،‬وقد‬
‫حظيت المدونة باهتمام بالغ عند المالكية وقدمها أكثرهم على الموطأ لمكانة ابن القاسم‪ ،‬وقيل أنها ضمت بين دفتيها ما‬
‫يجاوز ستا وثلثين ألف مسألة إلى جانب الحاديث والثار أيضا‪ .‬ينظر‪ :‬اصَطلح المذهب عند المالكية‪ :‬محمد‬
‫إبراهيم علي‪ ،‬دار البحوث للدراسات السلمية إواحياء التراث‪ ،‬دبي‪ -‬المارات‪ ،‬ط‪1421 ،1:‬هـ‪2000-‬م‪) ،‬ص ‪-117‬‬
‫‪.(121‬‬
‫ويخرجون في الخرى‪ ،‬فيكون في كل واحدة منهما قول منصَوص وقول مخرج"‪ ،‬إل أن‬
‫التعريف يفَتقر لشرط اليجاز المطلوب في التعريفَات‪ ،‬ويمكن تعريفَه بأنه‪:‬‬

‫"إلحاق الفَرعين المختلف حكمهما ببعضهما‪ ،‬إيجادا لقول ثان في كليهما"‪.‬‬

‫فقيد "الفَرعين"‪ :‬ليخرج تخريج أحد الفَرعين فقط‪ ،‬فهو غير داخل في هذا النوع‪ ،‬وقيد‬
‫"المختلف حكمهما" لنه إذا اتفَق الحكم فل معنى للتخريج‪ ،‬وقيد "إيجادا لقول ثان" لن‬
‫كل من الفَرعين لهما حكم منصَوص عليه أصَالة‪ ،‬والفَقيه يخرج أحد القولين على الخر‬
‫حتى يكون في كل فرع حكم منصَوص وحكم مخرج‪ ،‬ول يعني ذلك إلغاء الحكم الول‬
‫المنصَوص عليه‪.‬‬

‫وبعض الصَوليين يسمي هذا النوع بالنقل والتخريج‪ ،‬أما المالكية فقد استعملوا هذا‬
‫النوع بمعناه دون لفَظه‪.‬‬

‫ومن أمثلة هذا النوع‪ :‬تخريج جواز طلق المدخول بها إن كانت حامل‪ ،‬على عدم‬
‫طلق غير المدخول بها حال حملها‪ ،‬فيخرج أحدهما على الخر‪ ،‬والقول بإجزاء نية‬
‫الداء عن نية القضاء‪ ،‬تخريجا على عدم إجزاء صَوم السير لشعبان ظنا منه أنه‬
‫رمضان‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان تخريج الفروع على الفروع‬

‫أركان تخريج الفَروع على الفَروع هي الممخحرج‪ ،‬والفَرع المخيرج عليه‪ ،‬والفَرع الممراد‬

‫تخريجه‪ ،‬والجامع بين الفَرعين‪ ،‬وبيانها في الفَروع التية‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬الممخررج‬

‫‪ ‬كشف النقاب الحاجب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(105‬‬


‫‪ ‬ينظر‪ :‬التمذهب دراسة نظرية نقدية‪ :‬خالد الرويتع‪ ،‬دار التدمرية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1434 ،1:‬هـ‪2013-‬م‪.(1/514) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬ال يتبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬علي بن محمد الربعي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الكريم نجيب‪ ،‬و ازرة الوقاف والشؤون‬
‫السلمية‪ ،‬قطر‪ ،‬ط‪1432 ،1:‬هـ‪2011-‬م‪.(5/2187) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التوضيح في شرح المختصَر الفَرعي لبن الحاجب‪ :‬خليل بن إسحاق‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد نجيب‪ ،‬مركز نجيبويه‪،‬‬
‫ط‪1429 ،1:‬هـ‪2008-‬م‪.(2/396) ،‬‬
‫أول‪ :‬بيان مرتبة مجتهد التخريج‪:‬‬
‫اختلف المالكية في مراتب الجتهاد الممقيد بعدما اتفَقوا على إثبات درجة الجتهاد‬
‫المطلق للمام مالك‪ ،‬والخلف بينهم راجع إلى تداخل بعض المراتب فقط‪ ،‬وحاصَل المر‬
‫عندهم أن مراتب المجتهدين ثلثة‪:‬‬
‫الولى‪ :‬مرتبة المجتهد المطلق‪ ،‬وهو الذي استقل بأصَول معينة فجاز له استنباط الحكام‬
‫من نصَوص اليشريعة مباشرة‪ ،‬وهذا النوع من الجتهاد مفقد منذ دهر فيما يرى‪ ،‬وبعضهم‬
‫ميلحق بهذه المرتبة المجتهشد المقيد أو المنتسب وهو من حصَلت له ملكة المجتهد المطلق‬
‫لكن سلم بأصَول إمامه ورضي بالستنباط على منوالها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مرتبة مجتهد التخريج‪ ،‬أو ما يسمى بمجتهد المذهب‪ ،‬وهو من تخلفَت فيه بعض‬
‫شروط الجتهاد المطلق ولكن حصَلت له آلت الجتهاد في إطار المذهب كإتقان القواعد‬
‫والفَروع المقيس عليها‪.‬‬
‫وبعضهم يجعل مجتهد الترجيح ضمن هذه الرتبة نظ ار لتقارب وظيفَتهما‪ ،‬والظاهر أن‬
‫بينهما فرقا وهو أن مجتهد التخريج له القدرة على على الترجيح بين القوال فله ممارسة‬
‫خصَائص من هو أدنى منه رتبة‪ ،‬بينما مجتهد الترجيح ليس له التخريج على أصَول‬
‫المام أو على أقواله‪ ،‬ووظيفَته هي مجرد الترجيح بين القوال المختلفَة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬وهي مرتبة مجتهد المفَتيا‪ ،‬وهو فاقد التقان للقواعد‪ ،‬فله الفَتوى بما حفَظ من‬
‫نصَوص المذهب‪ ،‬وليس له القياس على الفَروع لفَقده آلت القياس‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط مجتهد النتخريج‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬أنوار البروق‪ :‬شهاب الدين القرافي‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،(2/107) ،‬مواهب الجليل‪ :‬الحطاب الرعيني‪ ،‬مصَدر‬
‫سابق‪.(95-6/94) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬نور البصَر شرح خطبة المختصَر للعلمة خليل‪ :‬أبو العباس الهللي‪ ،‬دار يوسف بن تاشفَين‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫محمود ولد محمد المين‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬ط‪1428 ،1:‬هـ‪2007-‬م‪) ،‬ص ‪.(117‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪ ) ،‬ص ‪.(56‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الفَكر السامي في تاريخ الفَقه السلمي‪ :‬الحجوي ‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/495) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬أصَول الفَتوى والقضاء‪ :‬محمد رياض‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(297‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬نور البصَر‪ :‬أبو العباس الهللي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(118-117‬‬
‫لكي يكون مجتهد التخريج مؤهل لممارسة الجتهاد والفَتيا ل بد أن شيتحيلى بجملة من‬
‫الشروط‪ ،‬منها ما يرجع إلى شخصَه كالبلوغ والعقل والعدالة‪...‬ومنها ما يعود إلى المعارف‬
‫التي لبد من توفرها له‪ ،‬وهذا النوع الثاني هو الشمقصَود‪ ،‬وأهم هذه الشروط‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون محيطا بالفَروع الفَقهية ‪ ،‬لكون تفَاريع الفَقه مصَد ار من مصَادر التخريج‬
‫عنده‪ ،‬بخلف المجتهد المطلق‪ ،‬فل ميشترط في ححقه معرفة الفَروع لكونها من ثمرات‬
‫اجتهاده‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون عالما بأصَول الفَقه لسيما باب القياس‪ ،‬كما يشترط فيه أن يكون مملصمما بأصَول‬
‫وقواعد مذهبه لئل ميضاد تخريجه قواعد المذهب وأصَوله‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون ذا اطلع على علوم اللغة العربية من نحو وصَرف ومعان‪ ،‬ويكفَي في ذلك‬
‫القدر اللزم لفَهم نصَوص الشارع وكلم العلماء‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون عارفا بجملة من اليسنن‪ ،‬تؤهله لئل يخالف السنة الصَحيحة بتخريجه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬الفرع المخرج عليه‬
‫الفَرع المخرج عليه يكون على نص المام أو مفَهوم قوله أو أفعاله وتقريراته‪ ،‬وبيان‬
‫ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أول‪ :‬النص‬
‫النص هو الكلم الدال على معنى معين‪ ،‬وهذا هو الغالب في استعمال الفَقهاء‪ ،‬وعليه‬
‫فيدخل فيه جميع معاني النص عند الصَوليين كقولهم‪:‬‬
‫أ‪ -‬كل ملفَوظ مفَهوم المعنى سواء كان ظاه ار أو نصَا أو مفَسرا‪ ،‬حقيقة أو مجازا‪ ،‬عاما أو‬
‫خاصَا‪ ،‬اعتبا ار منهم للغالب‪ ،‬إذ غالب مايرد يكون منصَوصَا عليه‪.‬‬

‫ب‪-‬هو مال يتطرق إليه الحتمال أصَل‪ ،‬فيكون في مقابل الظاهر‪.‬‬


‫ومثال ذلك ما ورد في منح الجليل‪ " :‬قال مالك رضي ال عنه‪ :‬ل يجوز في العنب‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪):‬ص ‪.(118-117‬‬


‫‪ ‬ينظر‪ :‬نظرية التخريج في الفَقه السلمي‪ :‬نوار بن الشلي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(105‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪.(106-105‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬شرح مرتقى الوصَول‪ :‬فخر الدين المحسي‪ ،‬الدار الثرية‪ ،‬الردن‪ ،‬ط‪1428 ،1:‬هـ‪) ،‬ص ‪.(774‬‬
‫‪ ‬نشر البنود‪ :‬عبد ال العلوي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/91 ) ،‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(1/90) :‬‬
‫التفَاضل بعضه ببعض‪ ،‬إوان كان أحدهما ل يتزبيب‪ ،‬وكذلك التين‪...‬فهذا نص مالك رضي‬
‫ال عنه أن التين ربوي‪ ،‬وظاهره شموله الخضر واليابس"‪.‬‬

‫فقوله‪":‬وكذلك التين" هو نص في عدم جواز التفَاضل فيه‪ ،‬وهو ظاهر في شموله‬


‫"وان كان أحدهما ل يتزبب" ‪.‬‬
‫للخضر واليابس؛ لنه قال في العنب قبله‪ :‬إ‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم نص المام‬

‫مفَهوم نص المام هو ما دل عليه لفَظه ل في محل النطق‪.‬‬


‫ويكون مفَهوم موافقة أو مخالفَة‪ ،‬أما ما كان من مفَهوم الموافقة فحيث يكون المسكوت‬
‫عنه موافقا للملفَوظ به‪ ،‬ول خلف في اعتبار هذا المسلك في نصَوص الشريعة وأقوال‬
‫الئمة‪.‬‬

‫أما مفَهوم المخالفَة وهو كون المسكوت عنه مخالفَا للمذكور في الحكم إثباتا أو نفَيا‪،‬‬
‫فيثبت للمسكوت عنه نقيض حكم المنطوق به‪ ،‬وقد حصَل الخلف في اعتباره‪ ،‬والجمهور‬
‫على اعتباره خلفا للحنفَية وبعض الصَوليين‪.‬‬
‫قال يعقوب الباحسين‪" :‬وعلى الرغم من قبول كثير من العلماء مبدأ التخريج من مفَاهيم‬
‫صَا صَريحا بأين ما خيرجوه كان بناء على المفَهوم‪،‬‬‫نصَوص الئمة‪ ،‬لكن قلما نجد ن ة‬
‫فالمثلة التي من هذا القبيل قليلة جدا"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أفعال الئمة‬

‫‪ ‬منح الجليل شرح مختصَر خليل‪ :‬عليش‪ ،‬أبو عبد ال محمد بن أحمد‪ ،‬دار الفَكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪1409 ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1989‬م‪.(5/16) ،‬‬
‫‪ ‬الوجيز في أصَول الفَقه السلمي‪ :‬محمد الزحيلي‪ ،‬دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪1427 ،2:‬هـ‪-‬‬
‫‪2006‬م‪.(2/153) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪.(2/154) :‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪.(2/154) :‬‬
‫‪ ‬التخريج عند الفَقهاء والصَوليين‪ :‬يعقوب الباحسين‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(218‬‬
‫صَا‪ ،‬فإنه ميعتبر مذهبا له‪،‬‬
‫ومذهب المالكية أن المجتهد إذا فعل فعل ولم ميفَت بجوازه ن ي‬
‫قال الشاطبي‪.." : ‬إذا ثبت للمفَتي أنه قائم مقام النبي ونائب منابه‪ ،‬لزم من ذلك أن أفعاله‬
‫محل للقتداء أيضا"‪.‬‬
‫ومثال الستدلل بفَعل المام ماجاء في المدونة من جواز الكلم والمام على المنبر‬
‫قبل أن يقوم للقاء خطبته‪ ،‬قال ابن القاسم‪ " :‬رأيت مالكا والمام يوم الجمعة على الصمنبر‬
‫ك ممتححلق في أصَحابه "‪.‬‬
‫قاعد ومال ب‬
‫رابعا‪ :‬تقريرات الئمة‬
‫يقصَد باليتقريرات ما مفعل بحضرة المام فلم ينكره‪ ،‬أو علم به فسكت‪ ،‬وقد حصَل‬
‫الخلف في اعتبار السكوت مذهبا‪ ،‬والذي عليه المالكية أنه ممعتبر‪ ،‬وميعيد من ممتحممات‬
‫المصَادر التي يستقى منها رأي المام‪ ،‬قال الشاطبي‪ " :‬وشك ي‬
‫ف المفَتي عن النكار إذا رأى‬
‫فعل من الفعال كشتصَريحه بجوازه‪ ،‬وقد أثبت الصَوليون ذلك دليل شرعيا بالنسبة إلى‬
‫الينبي ‪ ‬فكذلك يكون بالنسبة إلى المنتصَب بالفَتوى"‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفرع الممراد تخريجه‬


‫أول‪ :‬حكم تخريج الفرع‬

‫تناول المالكية حكم تخريج الفَروع على الفَروع في مصَنفَاتهم‪ ،‬وقد اتفَقوا على جواز‬
‫تخريج الفَروع على الفَروع تفَقها وتفَيننا‪ ،‬إوانما محل النزاع بينهم في الفتاء والقضاء به‪،‬‬

‫‪ ‬إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي‪ ،‬أصَولي حافظ‪ ،‬كان من أئمة المالكية‪ ،‬أخذ عن أبي‬
‫سعيد بن لب‪ ،‬وأبي عبد ال الشريف التلمساني وغيرهم‪ ،‬وعنه أبو بكر بن عاصَم‪ ،‬من مؤلفَاته كتاب العتصَام‪،‬‬
‫والموافقات في أصَول الفَقه‪ ،‬توفي سنة ‪790‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نيل البتهاج‪ :‬التنبكتي‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/48) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/75) ،‬‬
‫‪ ‬الموافقات‪ :‬الشاطبي‪ ،‬إبراهيم بن موسى‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبيدة بن مشهور حسن آل سلمان‪ ،‬دار ابن عفَان‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1417‬هـ‪1997 -‬م‪.(5/262) ،‬‬
‫‪ ‬عبد الرحمن بن القاسم العتقي المصَري‪ ،‬أبو عبد ال‪ ،‬فقيه جمع بين الزهد والعلم‪ ،‬تفَقه بالمام مالك ولزمه نحو‬
‫عشرين سنة‪ ،‬تنسب إليه المدونة لن فيها سماعاته عن مالك وهي أجل ما كتب المالكية‪ ،‬توفي سنة ‪191‬ه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/465) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(3/323) ،‬‬
‫‪ ‬المدونة‪ :‬سحنون‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/230) ،‬‬
‫‪ ‬الموافقات‪ :‬الشاطبي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/265) ،‬‬
‫فاختلفَوا في ذلك على مذهبين بين مجيز ومانع‪ ،‬و سأورد أدلة الفَريقين ومناقشتها‬
‫باختصَار مع الترجيح‪.‬‬

‫أدلة المجيزين للتخريج ومناقاشتها‬ ‫أ‪-‬‬

‫ذهب لجواز تخريج الفَروع على الفَروع جمهور المالكية‪ ،‬وهو الظاهر من ممارستهم له‪،‬‬
‫واستدل المجيزون بمجموعة من الدلة منها‪:‬‬

‫‪-1‬إجماع علماء المذهب على ذلك‪ ،‬وقد صَرح بذلك جملة منهم‪ ،‬قال أبو الحسن اليلخمي‪:‬‬
‫"ل خلف عندنا في مسائل الفَروع أن القول فيها بالجتهاد والقياس واجب"‪ .‬ونوقش بأن‬
‫الجماع ل يكون حجة إل إذا صَدر من أهل الجتهاد ل من هو دونهم‪.‬‬
‫‪-2‬أن لزم المذهب ميعيد مذهبا‪ ،‬فإن أفتى المجتهد في مسألة فالظاهر أن نظيرتها مثلها‬
‫عنده‪ ،‬فلو لم يكن كذلك لمنسب إلى التناقض‪ .‬ونوقش باحتمال وجود الفَارق بين‬
‫المسألتين فل يمكن الجزم بانتفَائه إل من صَاحب المذهب نفَسه‪.‬‬
‫‪-3‬لو ممنع اليتخريج لتعطلت الحكام خاصَة في ظل انعدام المجتهد المطلق في بعض‬
‫الزمنة‪ .‬ونوقش بأنه إذا لم يوجد الينص في المذهب أمكن الخذ بنص غيره دون اللجوء‬
‫إلى التخريج‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬ضوابط التخريج الفَقهي في المذهب المالكي‪ :‬نور الدين حمادي‪ ،‬أعمال الملتقى الدولي الثامن للمذهب‬
‫المالكي‪ ،‬عين الدفلى‪1434 ،‬ه‪2012 -‬م‪) ،‬ص ‪.(79‬‬
‫‪ ‬علي بن محمد الربعي‪ ،‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬فقيه قيرواني مالكي‪ ،‬نزل صَفَاقس‪ ،‬تفَقه بابن محرز والسيوري‪ ،‬حاز‬
‫إمامة المذهب في زمانه‪ ،‬وعنه أخذ المازري‪ ،‬من مصَنفَاته التبصَرة في التعليق على المدونة‪ ،‬توفي سنة ‪478‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ترتيب المدارك‪ :‬القاضي عياض‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(7/220) ،‬الديباج‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪-2/104) ،‬‬
‫‪.(105‬‬
‫‪ ‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(10/4958) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬شرح تنقيح الفَصَول‪ ،‬شهاب الدين القرافي‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه سعد‪ ،‬شركة الطباعة الفَنية المتحدة‪ ،‬ط‪1393 ،1:‬هـ‪،‬‬
‫)‪.(1/336‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تحرير المقال فيما تصَح نسبته للمجتهد من أقوال‪ :‬عياض السلمي‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬ط‪،1:‬‬
‫‪1415‬هـ‪) ،‬ص ‪.(48‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬كيف نخدم الفَقه المالكي‪ :‬بن حنفَية العابدين‪ ،‬دار المام مالك‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪1434 ،2:‬هـ‪) ،‬ص ‪.(288‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬مواهب الجليل‪ :‬الحطاب الرعيني‪ ،‬مصَدر سابق‪.(6/92) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية ضبطا وتأصَيل‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪ ) ،‬ص ‪.(46‬‬
‫أدلة المانعين للتخريج ومناقاشتها‬ ‫ب‪-‬‬

‫ذهب بعض الباحثين‪ ‬إلى أن أول من قال من المالكية بمنع تخريج الفَروع على الفَروع‬
‫ابن العربي‪ ،‬لكن موجد قبله ابن عبد البر‪ ‬في أحد أبياته يقول‪:‬‬

‫وعلى الصَوصل فصقس أصَوشلك ل تصقرس** فرةعا بفَررع كالشجهوصل الحائصر‪.‬‬

‫ونص كلمه منع تخريج الفَروع على الفَروع‪ ،‬وعليه فتصَريح ابن العربي بالمنع لم يكن‬
‫أرةيا لم ميسبق إليه بل ميحتمل أن يكون تأثيةار بغيره ممن سبقه‪ ،‬وقد تابعهما على ذلك أيضا‬
‫جماعة من أعلم المالكية ‪.‬‬
‫واستدل المانعون بجملة من الدلة يعتبر غالبها من أدلة المانعين للقياس‪ ،‬منها‪:‬‬

‫من القرآن‪ :‬استدلوا بقوله تعالى‪:‬ﱡﭐﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅ ﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ ﱠ ]السراء‪ ،[٣٦ :‬قال ‪1-‬‬
‫ابن العربي‪ " :‬ومن قال من الممقحلدين هذه المسألة تمشخيرج من قول مالك في موضع كذا فهو‬
‫داخل في الية"‪ .‬ويمكن مناقشة استدلله بأنه محتمل في حال وجود المجتهد المطلق أما‬
‫‪.‬حال تعذره فل مناص من اللجوء إلى التخريج الفَقهي‬

‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪) :‬ص ‪.(40‬‬


‫‪ ‬أبو عمر يوسف بن عمر بن عبد البر النمري القرطبي‪ ،‬فقيه ومحدث مالكي‪ ،‬أخذ عن أبي الوليد الفَرضي ووأبي‬
‫عمر بن المكوي‪ ،‬وعنه أحمد بن قاسم البزاز وأبو عبد ال الحميدي‪ ،‬من مصَنفَاته التمهيد لما في الموطأ من المعاني‬
‫والسانيد‪ ،‬وجامع بيان العلم وفضله‪ ،‬توفي سنة ‪463‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(2/367) ،‬ترتيب المدارك‪ :‬القاضي عياض‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬‬
‫‪.(8/127‬‬
‫‪ ‬جامع بيان العلم وفضله‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬أبو عمر يوسف بن بن عبد البر النمري‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو الشبال الزهيري‪ ،‬دار‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪1414 ،1:‬هـ‪1994 -‬م‪.(988 /2) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬أحكام القرآن‪ :‬أبو بكر ابن العربي‪ ،‬محمد بن عبد ال‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪1424 ،3:‬هـ‪.(201-3/200) ،‬الضروري في أصَول الفَقه‪ :‬ابن رشد الحفَيد‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬محمد بن‬
‫محمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬جمال الدين العلوي‪ ،‬دار المغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1994 ،1:‬م‪) ،‬ص ‪ .(145‬مفَتاح الوصَول إلى‬
‫بناء الفَروع على الصَول‪ :‬الشريف التلمساني‪ ،‬أبو عبد ال محمد بن أحمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي فركوس‪ ،‬مؤسسة الريان‬
‫والمكتبة المكية‪ ،‬لبنان ومكة المكرمة‪ ،‬ط‪1419 ،1:‬هـ‪1998-‬م‪) ،‬ص ‪ .(663‬القواعد‪ :‬أبو عبد ال الشمقري‪ ،‬محمد بن‬
‫محمد بن أحمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد بن حميد‪ ،‬مركز إحياء التراث السلمي‪ ،‬مكة‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ .(349-348 /1) ،‬فتح‬
‫الودود‪ :‬الولتي‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬أحكام القرآن‪ :‬أبو بكر ابن العربي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(201-3/200) ،‬‬
‫ظممشها صفترشنةة‬
‫ضرع شوشسربصعيشن صفررقشةة‪ ،‬أشرع ش‬
‫ق أميمصتي شعشلى بص ر‬
‫‪ -2‬من السنة‪ :‬قول النبي ‪ )) :‬تشرفَتشصر م‬
‫شعشلى أميمصتي قشروبم شيصقيمسوشن المممومر بص شرأريصصهرم‪ ،‬فشميشحلحملوشن الشح شارشم وميشححرمموشن الشحشلشل ((‪ .‬ووجه‬
‫الستدلل أن التخريج الفَقهي ميعيد من القياس بالرأي المذموم بنص الحديث‪ ،‬ويجاب عنه‬
‫بأن الممشراد في الحديث إنما هو القياس الممصَادم للنصَوص الشرعية‪.‬‬
‫ص‬‫ب الشمذهب مينسب إليه ومالم شيمن ي‬
‫ص عليه صَاح م‬
‫‪ -3‬أن لزم الشمذهب ليس مذهةبا‪ ،‬فما شن ي‬
‫عليه لم شيجز إضافته إليه لحتمال الفَارق‪ .‬ويجاب عنه بأن لزم المذهب ل يكون مذهبا‬
‫إذا كان خفَيا غير شبحين‪ ،‬أما في حال ظهور الصعلة فإنه يكون لزما‪ ،‬والتزام الشروط‬
‫والضوابط يجنب الوقوع في إلحاق الممفَتصرشقات ببعضها‪.‬‬

‫ج‪ -‬الموازنة والترجيح‬

‫بعد ذكر الدلة ومناقشتها يتبين أن القول بالتفَصَيل في هذه المسألة هو الراجح‪،‬‬
‫فالتخريج إذا كان من أهله وبشروطه كان جائ از في الفَتوى والقضاء‪ ،‬وميحمل قول من قال‬
‫بالمنع على من ليس أهل للتخريج‪ ،‬قال صَاحب التفَريج‪" :‬وبهذا المحمل إن شاء ال‬
‫تعالى يرتفَع الشقاق وينخرط جميع كلم أهل المذهب في سلك الوفاق"‪ .‬والقول بجواز‬
‫التخريج الفَقهي بشروطه ضرورة يقتضيها العصَر في ظل انعدام الممجتهد المطلق‪ ،‬وكما‬
‫ص مع ظل استيفَاء الشروط المتعلقة‬‫أجاز العلماء الجتهاد المجزئي في مسألة أو باب خا ص‬
‫بالمسألة الممجشتهد فيها‪ ،‬فكذلك تخريج الفَروع على الفَروع إذا استوفى مجتهد التخريج‬
‫الشروط و التزم الضوابط‪.‬‬

‫‪ ‬أخرجه الحاكم في مستدركه‪ :‬في كتاب الفَتن والملحم‪ ،‬وقال‪ :‬هذا حديث صَحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬المستدرك على الصَحيحين‪ :‬الحاكم النيسابوري‪ ،‬أبو عبد ال محمد بن عبد ال‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬دط‪1418 ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1998‬م‪ ،‬رقم‪ .(5/615) ،8375 :‬من رواية عوف بن مالك رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬تخريج الفَروع على الفَروع عند المالكية‪ :‬صَدام محمدي‪ ،‬مصَدر سابق‪ ) ،‬ص ‪.(47‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬القول المخ يرج تعريفَه صَوره وأحكامه‪ :‬نذير الطيب أوهاب‪ ،‬أعمال الملتقى الدولي الثامن للمذهب المالكي‪ ،‬عين‬
‫الدفلى‪1433 ،‬هـ‪2012-‬م‪) ،‬ص ‪.(51‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬مواهب الجليل‪ :‬الحطاب الرعيني‪ ،‬مصَدر سابق‪.(6/92) ،‬‬
‫‪ ‬التفَريج‪ :‬يعيش بن الرغاي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(92‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬استخراج الحكام الفَقهية للنوازل المعاصَرة دراسة تأصَيلية تطبيقية‪ :‬مسفَر بن علي القحطاني‪ ،‬دكتوراه‪ ،‬الفَقه‬
‫وأصَوله‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬جامعة أم القرى‪1421 ،‬هـ‪.(2/562) ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضوابط تخريج الفروع‬

‫التخريج الفَقهي من الليات التي ينبغي ريد العتبار إليها لتفَعيلها في الجتهاد‬
‫المعاصَر‪ ،‬وقد وضشع معلماء المذهب ضوابط من شأنها تحقيق ذلك من بينها‪:‬‬

‫‪-1‬أن ل يكون الننص الممخنرج عليه معادرضا لدليل شرعي‪ :‬وهذا ما يسمى عند الصَوليين‬
‫بقادح فساد العتبار‪ ،‬ويظهرذلك من خلل اعتراض أئمة المذهب على كثير من‬
‫التخريجات باعتماد هذا القادح‪.‬‬
‫‪-2‬انعدام الفارق بين المسألة المممخنرجة والمممخنرج عليها‪ :‬وقد ذهب العلماء إلى استحسان‬
‫ضشتين أو مهشما معا‪ ،‬وذلك بالمعارضة في الفَرع‬
‫ذلك‪ ،‬والفَارق راجع إلى إحدى الممعار ش‬
‫المخيرج عليه بوصَف شيصَملح أن يكون عيلة مستقلة أو المعارضة في الفَرع الممخيرج فيه بما‬
‫يقتضي نقيض الحكم‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون النتخريج على الكتب والقاوال المعتمدة في الفتوى‪ :‬ذهب فقهاء المالكية إلى أن‬
‫الفَتوى تكون من الكتب المعتمدة وذكروا مجموعة منها في مصَنفَاتهم كما أشاروا إلى‬
‫الكتب التي ل تجوز الفَتيا منها‪ ،‬و اشترطوا الفَتيا بالمتفَق ثم بالراجح ثم بالمشهور ثم‬
‫بالقول المساوي‪ ،‬وكذلك التخريج يكون بناء على هذا الترتيب‪.‬‬
‫‪-4‬مراعاة مقاصد الشريعة‪ :‬وذلك باعتبار مآلت التخريج الممفَضية إما إلى مصَلحة أو إلى‬
‫مفَسدة مع سد ذرائع المفَساد إن موجدت‪ ،‬وهو مجال للممجتهد صَعب الموارد إل أنه عذب‬
‫ب‪ ،‬جارر على مقاصَصد الشريعة‪.‬‬
‫المذاق‪ ،‬محمود الصغ ح‬

‫‪ ‬فساد العتبار هو مخالفَة القياس للدلة الشرعية كنص أو إجماع أو قياس جلي‪ .‬ينظر‪ :‬مختصَر منتهى السؤل‪:‬‬
‫ابن الحاجب‪ ،‬أبو عمرو جمال الدين عثمان بن عمر‪ ،‬تحقيق‪ :‬نذير حمادو‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1427 ،1:‬هـ‪-‬‬
‫‪2006‬م‪.(1/1135) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر ‪ :‬شرح تنقيح الفَصَول‪ :‬شهاب الدين القرافي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪ .(406‬مختصَر منتهى السؤل‪ :‬ابن‬
‫الحاجب‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(2/1159) ،‬مفَتاح الوصَول‪ :‬الشريف التلمساني‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(728-726‬‬
‫‪ ‬مينظر‪ :‬نور البصَر‪ :‬أبو العباس الهللي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(107‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬بوطمشليحيية‪ :‬النابغة الغلوي‪ ،‬محمد بن عمر‪ ،‬تحقيق‪ :‬يحي بن البراء‪ ،‬المكتبة المكية‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬ط‪،2:‬‬
‫)ص ‪.(72-71-70‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الموافقات‪ :‬الشاطبي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/178) ،‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الجامع بين الفرعين‬
‫الجامع بين الفَرعين إما أن يكون علة أو تلزما أو بنفَي الفَارق‪ ،‬وعموم نص المام‪،‬‬
‫وبيان ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أول‪ :‬العلة‬
‫فالعلة هي الوصَف الممعحرف للمحكم‪ ،‬أي الذي مجعل علمةة عليه‪.‬‬
‫ص صَاحب‬ ‫والعيلة نوعان‪ :‬منصَوصَة وممستنبطة‪ ،‬يقول صَاحب البحر الرائق‪ " :‬فإن شن ي‬
‫ص على المحكصم فقط فلشهم أن‬ ‫الشمذهصب على المحكصم والصعيلة مألصح ش‬
‫ق بصشها غيمر الشمنصَو ص‬
‫ص‪ ،‬ولو ن ي‬
‫يستنبط العيلة ويقيس"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النتلزم‬
‫اليتلزم امتناع انفَشكامك أحد الشيئين عن الخر‪ ،‬وهو أن يجعل حكم الصَل في الثبوت‬
‫ملزوما وفي النفَي نقيضه لزما من غير تعيين للعلة‪.‬‬
‫ومثاله‪ :‬تخريج المالكية مسألة تقديم الصَلة بالحرير على الصَلة معريانا‪.‬‬
‫ووجه اليتخريج فيه‪ :‬أينه لما قيدم في المدونة الحرير على الينصجس‪ ،‬والينصجس على المعرري‪،‬‬
‫فيلزم قول آخر وهو تقديم الصَلة بالحرير على الصَلة معريانا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬نفي الفارق‬
‫ونفَي الفَارق إظهار كون الشفَرع لم ميخالف ما قيس عليه إل فيما ل ميؤثر‪.‬‬
‫والقياس بنفَي الفَارق خلف قياس العلة؛ لن قياس العلة ميعحين القائس جاصمةعا بين‬
‫المقيس فيه والمقيس عليه‪ ،‬ول ميعحينه هنا‪ ،‬بل ينبه إلى عدم الفَارق بينهما فقط‪ ،‬ولهذا لم‬
‫شيمعيده الشجدلصييون من مسالك التعليل‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬البهاج في شرح المنهاج‪ :‬تقي الدين السبكي‪ ،‬أبو الحسن علي بن عبد الكافي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫دط‪1416 ،‬هـ‪1995-‬م‪.(3/40) ،‬‬
‫‪ ‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ :‬ابن نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم‪ ،‬دار الكتاب السلمي‪ ،‬ط‪ ،2:‬دت‪.(6/290) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬معجم مصَطلحات أصَول الفَقه‪ :‬قطب سانو‪ ،‬دار الفَكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪1420 ،1:‬هـ‪2000-‬م‪) ،‬ص ‪.(145‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التخريج الفَقهي عند محمد عليش في الفَتوى‪ :‬محمد مهدي لخضر‪ ،‬مرجع سابق‪) ،‬ص ‪.(94-93‬‬
‫‪ ‬ينظر ‪ :‬شرح تنقيح الفَصَول‪ :‬شهاب الدين القرافي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪ .(406‬مختصَر منتهى السؤل‪ :‬ابن الحاجب‪،‬‬
‫مصَدر سابق‪ .(2/1159) ،‬مفَتاح الوصَول‪ :‬الشريف التلمساني‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(728-726‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬البحر المحيط في أصَول الفَقه‪ :‬اليزرشكشي‪ ،‬محمد بن عبد ال بن بهادر‪ ،‬دار الكتبي‪ ،‬ط‪1414 ،1:‬هـ‪-‬‬
‫‪1994‬م‪.(7/326) ،‬‬
‫رابعا‪ :‬عموم نص المام‬

‫والمعمموم هو اليلفَظ الذي شيستغصرق جميشع شما شيصَملح شله‪.‬‬

‫ومثال ذلك في المذهب‪:‬‬


‫مسألة المسح على الخف المزرر بالحديد انطلقا من إطلقات منصَوص مشيراح‬
‫الممخشتصَر‪.‬‬
‫قال صَاحب فتح العلي المالك‪" :‬نص شارحوا المختصَر على صَحة مسح المخ ح‬
‫ف‬
‫الممزيرر وأطلقوا‪ ،‬ولم أر من قييد أز ارره بكوتها غير حديد‪ ،‬فظاهر إطلقهم جواز مسح ما‬
‫أز ارره حديد‪ ،‬ول وجه لمنع مسحه"‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج تطبيقية في تخريج الفروع على الفروع‬


‫من خلل شرح ابن ناجي على رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪.‬‬

‫وفيه مطلبان‪:‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬أصَول الفَقه السلمي‪ :‬محمد الزحيلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/243) ،‬‬


‫‪ ‬فتحي العلي المالك في الفَتوى على مذهب المام مالك‪ :‬عليش‪ ،‬أبو عبد ال محمد بن أحمد‪ ،‬دار المعرفة‪) ،‬دط‪،‬‬
‫دت(‪.(1/114) ،‬‬
‫المطلب الول‪ :‬نماذج تطبيقية في العبادات‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية في النكاح‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج تطبيقية في تخريج الفروع على الفروع من خلل شرح ابن ناجي‬
‫على رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪.‬‬
‫في هذا المبحث التطبيقي أعرض نماذج تطبيقية لتخريج الفَروع على الفَروع من خلل‬
‫شرح ابن ناجي في قسمي العبادات والنكاح‪ ،‬وذلك بإيراد نص المسألة من خلل شرح ابن‬
‫ناجي وبيان صَورة التخريج فيها ثم إيراد مناقشة التخريج إن وجدت‪ ،‬وجعلت ذلك في‬
‫مطلبين على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬نماذج تطبيقية في العبادات‬
‫الفرع الول‪ :‬نماذج تطبيقية في الطهارة‬
‫س الدبر‬
‫المسألة الولى‪ :‬انتقاض الوضوء من م ر‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫ذكر ابن ناجي في شمعرض كلمه عن نواصقض الوضوء مسألة تأثير محس اليدبر في‬
‫انتقاض الوضوء فقال‪" :‬وأما الديمبر فالمنصَوص أنه ل أثر له‪ ،‬وخيرجه شحمديس على محس‬
‫فشررج المرأة"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الفَرع الممخيرج عليه هو مس المرأة فرجها‪ ،‬وقد وقع الخلف عند المالكية في انتقاض‬
‫الوضوء بذلك‪ ،‬فقيل‪ :‬يجب عليها الوضوء‪ ،‬وقيل ل يجب عليها‪ ،‬وقيل‪ :‬إن ألطفَت وجب‬
‫عليها إوان لم تلطف لم يجب عليها‪ ،‬ووجه بعضهم الخلف إلى أن من قال بالوجوب‬
‫يقصَد اللطاف‪ ‬ومن قال ل يجب فيقصَد من غير إلطاف‪.‬‬
‫وأما الفَرع الممخيرج فيه وهو مس الدبر‪ ،‬فالمنصَوص أنه ل انتقاض للوضوء بلمسه‪ ‬وهذا‬
‫الذي ذكره ابن ناجي‪ ،‬وخريج حمديس‪ ‬في الفَرع حكما آخر بانتقاضه على القول بوجوب‬
‫الوضوء مطلقا من مس المرأة فرجها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬

‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/72) ،‬‬


‫‪ ‬ينظر‪ :‬النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من المهات‪ :‬ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الفَتاح‬
‫الحلو ومحمد صَبحي وآخرون‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1999 ،1:‬م‪ .(1/55) ،‬التنبيه على مبادئ التوجيه‪:‬‬
‫أبو الطاهر ابن بشير‪ ،‬إبراهيم بن عبد الصَمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بلحسان‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1428 ،1:‬هـ‪) ،‬‬
‫‪.(1/294‬‬
‫‪ ‬اللطاف إدخال أصَبعها‪ .‬ينظر‪ :‬المختصَر الفَقهي‪ :‬ابن عرفة الورغمي‪ ،‬محمد بن محمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬حافظ عبد‬
‫الرحمان محمد خير‪ ،‬مؤسسة خلف أحمد الخبتور للعمال الخيرية‪ ،‬ط‪1435 ،1:‬هـ‪2014-‬م‪.(1/146) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/78) ،‬شرح التلقين ‪ :‬أبو عبد ال المازري‪ ،‬محمد بن علي‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد المختار السلمي‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬ط‪2008 ،1:‬م‪.(1/5) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الذخيرة‪ :‬شهاب الدين القرافي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد حجي وآخرون‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1994 ،1:‬م‪،‬‬
‫)‪.(1/234‬‬
‫صَخر اليلخمي القفَصَي‪ ،‬أخذ عن ابن عون ومحمد بن عبد الحكم‪ ،‬له كتاب اختصَار مسائل‬
‫‪ ‬شحمديس بن إبراهيم بن ش‬
‫المدونة‪ ،‬توفي سنة ‪299‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ترتيب المدارك‪ :‬القاضي عياض‪ ،‬مصَدر سابق‪.(4/384) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/72) ،‬‬
‫رد بعض الفَقهاء هذا اليتخريج ولم يسلموا به‪ ،‬قال ابن ناجي‪ " :‬ومردي بوجهين أحدهما‬
‫عدم ص‬
‫صَيحة القياس؛ فإن اليدبر ل ميسيمى فرجا‪ ،‬وهذا لبن بشير‪ ،‬الثاني‪ :‬عدم وجود اللذة‬
‫في مس الدبر‪ ،‬قاله عبد الحق ومثله لبن بشير أيضا"‪.‬‬
‫وأجيب عن الوجه الول بأنه جاء المر بالوضوء من مس الفَرج بقوله ‪:‬‬
‫ص‬ ‫صص‬
‫ضى أششحمدمكرم بصشيده إصشلى فشررصجه شفرلشيتششو ش‬
‫ضرأ((‪ ،‬والديبر فرج لقوله ‪ ‬في مريد قضاء‬ ‫))إشذا أشرف ش‬
‫الحاجة‪)) :‬ل شيرستشرقربمل الصقربلشةش وشل شيرستشردبصمرشها بصفَشررصجصه((‪. ‬‬
‫علل به فشررمج المرأة من العمل بهذه الرواية التي‬
‫"وانما ألحقه عمل بما م ح‬ ‫‪‬‬
‫قال خليل ‪ :‬إ‬
‫فيها ذكر الفَرج وهذا فشررج"‪.‬‬
‫ومأجيب عن الوجه الثاني بأن شحمديسا لم ميعحلل باللذة بل بمجرد اللمس وحينئذ فل فارق‪،‬‬
‫وذهب ابن ناجي لتصَويب هذا‪ ،‬واستبعد قول ابن بشير‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬التنبيه على مبادئ التوجيه‪ ،‬ابن بشير‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪(250-249‬‬
‫‪ ‬المصَدر السابق‪.(1/72) :‬‬
‫‪ ‬أخرجه النسائي‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب الوضوء من مس الذكر‪ ،‬السنن الصَغرى‪ :‬أبو عبد الرحمن النسائي‪ ،‬أحمد بن‬
‫شعيب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الفَتاح أبو غدة‪ ،‬مكتب المطبوعات السلمية‪ ،‬حلب‪،‬ط‪1406 ،2:‬هـ‪1986-‬م‪ ،‬رقم‪) ،445 :‬‬
‫‪ .(1/216‬والبيهقي‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬جامع أبواب الحدث‪ ،‬باب الوضوء من مس المرأة فرجها‪ ،‬السنن الكبرى‪ :‬أبو بكر‬
‫البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1424 ،3:‬هـ‪2003-‬م‪،‬‬
‫رقم‪ .(1/211) ،642 :‬كلهما من حديث بسرة بنت صَفَوان رضي ال عنها‪ .‬وصَححه اللباني‪ ،‬صَحيح الجامع‬
‫الصَغير وزياداته‪ :‬محمد ناصَر الدين اللباني‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬ط‪1408 ،3:‬هـ‪) ،‬ص‬
‫‪.(368‬‬
‫‪ ‬أخرجه النسائي‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب النهي عن استقبال القبلة عند الحاجة‪ ،‬السنن الصَغرى‪ :‬أبو عبد الرحمن‬
‫النسائي‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪ .(1/21) ،20:‬وابن عبد البر في التمهيد‪ ،‬وقال عنه‪ :‬حسن صَحيح‪ ،‬التمهيد لما في‬
‫الموطأ من المعاني والسانيد‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصَطفَى بن أحمد ومحمد عبد الكبير‪ ،‬و ازرة عموم الوقاف‬
‫والشؤون السلمية‪ ،‬المغرب‪ ،‬دط‪1387 ،‬هـ‪ ،‬رقم‪ .(1/303) ،63721 :‬كلهما من حديث أبي أيوب النصَاري رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬وصَححه اللباني‪ ،‬صَحيح الجامع الصَغير وزياداته‪ :‬محمد ناصَر الدين اللباني‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(361‬‬
‫‪ ‬خليل بن إسحاق بن موسى‪ ،‬ص‬
‫ضياء الدين الجندي‪ ،‬فقيه مالكي من أهل مصَر‪ ،‬تفَقه على أبي عبدال المنوفي‪ ،‬له عدة‬
‫مصَنفَات منها المختصَر في الفَقه‪ ،‬والتوضيح في شرح مختصَر ابن الحاجب‪ ،‬توفي سنة ‪776‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/375) ،‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(316-2/315) ،‬‬
‫‪ ‬التوضيح‪ ،‬خليل بن إسحاق‪ ،‬ضياء الدين الجندي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/166) ،‬‬
‫‪‬ينظر‪ :‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/72) ،‬‬
‫إل أن ابن عرفة رد تخريج شحمديس بأنه تعليل بوصَف طردي‪ ‬وهو مجرد اللمس أما‬
‫اللذة فهي الوصَف المناسب‪ ،‬و ل وجود لها في مس الدبر‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬الستنجاء من خروج الريح‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫قال ابن ناجي في معرض شرحه نهي ابن أبي زيد القيرواني عن الستنجاء من خروج‬
‫الريح ‪" :‬ظاهمر كلمه النهي عن ذلك وهو كذلك‪ ،‬وخريج بعض من لشقيناه قول بأينه‬
‫طيه"‪.‬‬
‫ميسشتحب الستنجامء منه من قول مالك ميستحب غسل يديه من نتف إب ش‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫أما الفَرع الممخ يرج عليه فهو استحباب مالك غسل اليدين من رائحة البط‪ ،‬وأما الفَرع‬
‫الممخ يرج فيه فهو الستنجاء من خروج الريح‪ ،‬وفي المدونة‪" :‬قال مالك‪ :‬ل ميستنجى من‬
‫الريح"‪ ،‬وهذا النهي للكراهة وقيل للمنع‪ .‬ومخرحج حكم آخر باستحباب الستنجاء في ذلك‬
‫بناء على الفَرع المخيرج عليه‪ ،‬وذلك بجامع التنظف والتنزه من القذر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬

‫‪ ‬الوصَف المناسب أو الخالة هي إبداء المجتهد مناسبة بين علة ممعينة والحكم مع سلمة الوصَف من قوادح العليية‪،‬‬
‫ككون السكار علة تحريم الشخمر‪ ،‬فلزالته العقل المطلوب حفَظه كان مناسبا للحرمة‪ .‬ينظر‪ :‬نشر البنود‪ :‬عبد ال‬
‫العلوي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/171) ،‬‬
‫صَبح صَلةب ل متقصَر فل ميقيدم الذان فيها‬
‫‪ ‬الوصَف الطردي هو ما ل ممناسبة فيه ول ششبه‪ ،‬كقول الحنفَية صَلة ال ي‬
‫كالمغرب‪ ،‬فوصَف القصَر طردي إذ شعدم التقديم موجود فيما ميقصَر‪ .‬ينظر‪ :‬نشر المبنود‪ :‬عبد ال العلوي‪ ،‬مصَدر سابق‪،‬‬
‫)‪.(2/218‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المختصَر الفَقهي‪ :‬ابن عرفة الورغمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/147) ،‬‬
‫‪ ‬المصَدر السابق‪.(1/88) :‬‬
‫‪ ‬المدونة‪ :‬سحنون‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/117) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬حاشية العدوي على كفَاية الطالب الرباني‪ :‬أبو الحسن العدوي‪ ،‬علي بن أحمد‪ ،‬يوسف الشيخ محمد البقاعي‪،‬‬
‫دار الفَكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪1414 ،‬هـ‪1994-‬م‪.(1/176) ،‬‬
‫ناقش ابن ناجي هذا التخريج من وجهين فقال‪ " :‬أحدهما‪ :‬أن هذا التخريج فاسد الوضع‬
‫لقوله ‪ )) :‬لشريشس صمينا شمصن ارستشرنشجى صمرن رريرح ((‪ ‬قيل معناه ليس بهدينا ول مميتبع سنتنا"‪،‬‬
‫وذشكر ابن ناجي أنه لم ميناشقش في هذا‪ ،‬ويمكن جوابه بأن الحديث منكبر عند المحدثين‪.‬‬
‫و"الثاني‪ :‬أن الجاعل يده تحت إبطيه ل يضطر إلى ذلك عند زوال ما هنالك من‬
‫الشعر ول يتكرر ذلك‪ ،‬وخروج الريح أمر متكرر"‪ ،‬وهذا الوجه ميعتبر قدحا بالفَارق‪ ،‬وذكر‬
‫هنا فارقين هما‪ :‬تمكن رائحة البط‪ ،‬وندور حدوث النتف‪ .‬وقد وافق بعضهم ابن ناجي في‬
‫هذا الوجه من النقد‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬بطلن طهارة المتيمم بعد وجود الماء‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫قال ابن ناجي في معرض ذكره اغتساشل الحائض والمجمنصب بعدما صَيليا بتيمم‪" :‬وما مذكر‬
‫أنهما يغتسلن هو المنصَوص‪ ،‬وخيرج القاضي عبد الوهاب عدم الغسل على القول بأنه‬
‫شيرفع الحدث"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫فالفَرع الممخيرج عليه هو ارتفَاع الحدث بالتيمم وقد روي عن مالك في ذلك روايتان‪،‬‬
‫وحكى عنه بعض أصَحابه أنه يرفع الحدث الصَغر دون الكبر‪ ،‬قال الماصزري‪ " :‬وفي‬
‫المذهب ما يدل على الضطراب في ذلك"‪ ، ‬وأصَل الضطراب كون الماء يرفع‬

‫‪ ‬ل يوجد بهذا اللفَظ ولكن بلفَظ‪)) :‬شمصن ارستشرنشجى صمرن صريرح شفشليشس صمينا((‪ ،‬قال الحطاب‪ " :‬هذا حديث أسنده صَاحب‬
‫الفَردوس من حديث أنس وفيه بشير يروي المناكير"‪ .‬مواهب الجليل‪ :‬الحطاب الرعيني‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/286) ،‬وقال‬
‫اللباني‪ ":‬الجزم بنسبته إلى النبي ‪ ‬فيه نظر"‪ .‬تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد‪ :‬محمد ناصَر الدين اللباني‪،‬‬
‫مكتبة المعارف‪ ،‬ط‪1422 ،1:‬هـ‪) ،‬ص ‪.(33‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/88) ،‬‬
‫‪ ‬المصَدر نفَسه ‪.(1/88) :‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬شرح الرسالة‪ :‬شزيروق الشبرنسي‪ ،‬أحمد بن محمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد فريد المزيدي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪1427 ،1‬هـ‪2006-‬م‪.(1/136) ،‬‬
‫‪ ‬المصَدر السابق‪.(115-1/114) :‬‬
‫‪ ‬محمد بن علي بن عمر التميمي المازري‪ ،‬أبو عبد ال‪ ،‬فقيه ومحدث مالكي‪ ،‬من مصَنفَاته المعلم بفَوائد مسلم‪ ،‬وشرح‬
‫التلقين‪ ،‬توفي سنة ‪536‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬العلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(6/277) ،‬‬
‫‪ ‬شرح التلقين‪ :‬أبو عبد ال المازري‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/305) ،‬‬
‫استصَحاب الطهارة التي كانت بالتراب أو يرفع ابتداء الطهارة به‪ ،‬فمن رأى أنه يرفع‬
‫ينقضها إل الحدث‪ ،‬ومن رأى أنه يرفع استصَحاب الطهارة قال‪:‬‬
‫ابتداء الطهارة به قال‪ :‬ل ش م‬
‫أنه شينقضها‪.‬‬
‫والفَرع الممخيرج فيه هو اغتسال الجنب والحائض إذا طهرت بعدما تيمما ثم وجدا‬
‫الماء‪ ،‬والمنصَوص في المذهب وجوب الغتسال لما يستقبل ولو لم يحدث لهما موجب‬
‫طهارة‪ ،‬وخرج القاضي عبد الوهاب‪ ‬حكما آخر في الفَرع بعدم لزوم الغسل بناء على‬
‫القول بعدم رفع التيمم للحدث‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫بأن ‪" :‬من قال يرفع‬
‫ذكر ابن ناجي مناقشة بعض الشيوخ تخريج القاضي عبد الوهاب ي‬
‫الحدث إنما أراد أينه يصَلي به متى شاء إلى وجود الماء‪ ،‬أما أنه ل يغتسل فل "‪ ،‬وعليه‬
‫فمن قال يرفع الحدث معناه إلى غاية وهي وجود الماء ومن قال ل يرفعه أي رفعا مطلقا‪،‬‬
‫وعليه فيكون الصخلف لفَظةيا فقط‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية في الصلة‬
‫المسألة الولى‪ :‬تكرار القاامة لمن فاتته عدة صلوات‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫ب الذان والقامة من متن الرسالة مسألة تكرار‬
‫ذكر ابن ناجي في معرض شرحه با ش‬
‫القامة لمن فاتته عدة صَلوات فقال‪ " :‬في المدونة‪ :‬وعلى من ذكر صَلوات إقامة لكل‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬بداية المجتهد ونهاية المقتصَد‪ :‬أبو الوليد ابن رشد الجد‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دط‪،‬‬
‫‪1425‬هـ‪2004-‬م‪.(1/78) ،‬‬
‫‪ ‬عبد الوهاب بن علي بن نصَر الثعلبي البغدادي‪ ،‬قاض من فقهاء المالكية‪ ،‬أخذ عن البهري وابن القصَار‪ ،‬وعنه أبو‬
‫بكر بن ثابت وأبو إسحاق الشيرازي‪ ،‬من مصَنفَاته التلقين في الفَقه‪ ،‬والشراف على مسائل الخلف‪ ،‬توفي سنة ‪422‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬ترتيب المدارك‪ :‬القاضي عياض‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(7/220) ،‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬‬
‫‪.(2/26‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة ‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/115) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الدر الثمين والمورد المعين‪ :‬ميارة الفَاسي‪ ،‬محمد بن أحمد‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد ال المنشاوي‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1429‬هـ‪2008-‬م‪) ،‬ص ‪.(221‬‬
‫صَلة‪ ،‬قلت‪ :‬وخرج بعض من لقيناه من رواية أبي الفَرج يتيمم للفَوائت تيمما واحدا إواقامة‬
‫واحدة‪ .‬أن من عليه صَلوات كثيرة أن ميقيم لها إقامة واحدة "‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬

‫فالفَرع الممخيرج عليه هو إجزاء تيمم واحد لمن فاتته عدة صَلوات في رواية أبي الفَرج‪،‬‬
‫و جمهور المالكية أنه يلزم تكرار التيمم لكل صَلة مكتوبة؛ لنه يلزمه طلب الماء إذا‬
‫دخل وقت الصَلة‪ ،‬فإذا عدم الماء دخل فيمن خوطب بالتيمم‪ ‬بقوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐﱧﱨﱩﱪﱫ‬
‫ﱬ ﱭﱮﱯﱰﱱﱠ ]المائدة‪ ،[٦ :‬وأما الفَرع الممخرج فيه فهو تكرار القامة لمن ذكر عدة‬
‫صَلوات فائتة‪ ،‬ففَي تهذيب المدونة‪" :‬وعلى من ذكر عدة صَلوات إقامة لكل صَلة‪ ،‬ول‬
‫يصَلي صَلتين بإقامة واحدة"‪ ،‬وعليه فالمنصَوص تكرار القامة‪ ،‬وخرج بعضهم حكما‬
‫بجواز إقامة واحدة في الجميع بناء على القول بجواز تيمم واحد لمن فاتته عدة صَلوات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫لم يسلم ابن ناجي بهذا التخريج لوجود الفَارق فقال ‪" :‬وأجبته بميسر القامة لكونها قولية‬
‫بخلف التيمم لنه فعلي"‪ ،‬فعليل الفَرع بالميسر وأبدى فيه وصَفَا وهو كونه قوةل‪ ،‬وأثبت‬
‫انعدامه في الفَرع المقاس عليه‪ ،‬وهذا ما يسمى بقادح الممعارضة‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬إعادة صلة من صلت عارية الطراف‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫ذكر ابن ناجي اختلف المالكية في صَحة صَلة المرأة إذا انكشفَت عورتها المخفَفَة‬
‫كالطراف والشعر فقال‪" :‬إذا صَلت معريانة الطراف هل تعيد أبدا أم في الوقت أم ل‬
‫إعادة‪ ،‬لنها إذا صَلت عريانة فالمنصَوص أنها تعيد أبدا‪ ،‬وخيرج اليلخمي من قول أشهب‬
‫في الرجل يعيد في الوقت أنها كذلك"‪.‬‬

‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(133-1/132) ،‬‬


‫‪ ‬ينظر‪ :‬الكافي في فقه أهل المدينة المالكي‪ :‬أبو عمر ابن عبد البر‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أحيد الموريتاني‪ ،‬مكتبة الرياض‬
‫الحديثة‪ ،‬ط‪1400 ،2:‬هـ‪1980-‬م‪.(1/183) ،‬‬
‫‪ ‬التهذيب في اختصَار المدونة‪ :‬أبو سعيد بن البراذعي‪ ،‬خلف بن أبي القاسم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد المين ولد محمد سالم‪،‬‬
‫دار البحوث للدراسات السلمية إواحياء التراث‪ ،‬دبي‪ ،‬ط‪1423 ،1:‬هـ‪2002-‬م‪.(1/230) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/133) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي ‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/182) ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫فالفَرع الممخيرج عليه هو قول أشهب في أن اليرمجل إذا انكشفَت عورته الممخيفَفَة أنه ميعيد‬
‫في الوقت‪ ،‬وهو مشهور المذهب‪ ،‬وقيل ميعيد أبدا‪ ،‬وشمريد الخلف كون ستر العورة شرطا‬
‫في صَحة الصَلة‪ ، ‬قال خليل‪ " :‬فعلى الشرطية يعيد أبدا وعلى نفَيها يعيد في الوقت"‪،‬‬
‫مع الثم عند القدرة والعلم دون العجز والنسيان‪.‬‬
‫وأما الفَرع المخيرج صفيه فهو صَلة المرأة عارية الطراف وقد مذكر أن المنصَوص‬
‫العادة أبدا‪ ،‬قال مالك‪ " :‬إن صَلت عارية الطراف أعادت أبدا"‪ ،‬والمحكم المخرج هو‬
‫‪‬‬
‫العادة في الوقت قياسا على قول أشهب السابق‪ ،‬بجامع انكشاف العورة المخفَفَة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫ذكر ابن ناجي رد بعضهم تخريج اليلخمي بالفَارق‪ ،‬فذكروا أن تعري المرأة أشنع من‬
‫تعري اليرمجل‪.‬‬
‫ورد ابن ناجي هذا بأن الشناعة إنما هي بالنسبة إلى عيون الناظرين أما بالنسبة إلى‬
‫الصَلة فل فرق بينها وبين الرجل‪ ،‬قال في الدر الثمين‪" :‬شيظهر أن المرأة كالرجل في‬
‫حكم الحستر وسائر مسائل الشعورة‪ ،‬تمشخريج على هذا الشمعنى وال أعلم"‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬قاضاء الصلة على من تركها متعمدا‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫تطرق ابن ناجي في شرحه لباب جامع الصَلة لمسألة قضاء الصَلة لمن تركها عمدا‬
‫فقال‪ " :‬فإن تركها سهوا فالقضاء بل خلف‪ ،‬إوان تركها عمدا فكذلك على معروف‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬الفَواكه الدواني‪ :‬النفَراوي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/129) ،‬‬


‫‪ ‬التوضيح‪ :‬خليل بن إسحاق‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(306‬‬
‫‪ ‬النوادر والزيادات على مافي المدونة من غيرها من المهات‪ :‬ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الفَتاح الحلو ومحمد‬
‫حجي وآخرون‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1999 ،1:‬م‪.(1/207) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/369) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/182) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر نفَسه‪.(1/182) :‬‬
‫‪ ‬الدر الثمين‪ :‬ميارة الفَاسي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(260‬‬
‫المذهب‪...‬وكان بعض من لقيته ميخرحج من عدم الكيفَارة في اليمين الشغموس أن ذلك أعظم‬
‫من أن ميكحفَر‪ ،‬وكذلك ال ي‬
‫صَلة"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الفَرع الممخيرج عليه هو عدم اليتكفَير في اليمين الشغموس‪ ،‬وهي اليمين التي يكون‬
‫الحالف فيها ممتعحمدا الكذب أو شامكا فيما شيحلف‪ ،‬كأن يحلف بال أنه ما شنظر زيةدا في هذا‬
‫ث‬‫اليوم‪ ،‬والحال أنه عالم بأينه نظشره أو شاك ‪ ،‬وعدم تكفَيرها لنه ل يأتي فيها برر ول شحرن ب‬
‫‪‬‬

‫بخلف المنعقدة‪.‬‬
‫صَلة على من تركها ممتعحمدا‪ ،‬فالمعروف في الشمذهب‬
‫والفَرع الممخيرج فيه هو قضاء ال ي‬
‫عظم الثم‪.‬‬‫أن عليه قضاءها‪ ،‬ومخحرشج حكم آخر بعدم قضائها من الفَرع السابق بجامع ص‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫نوقش التخريج السابق بفَساد العتبار؛ لمصَادمته للقياس الجلي المعروف بمفَهوم‬
‫الموافقة‪ ،‬وذلك بأن يكون الشمسمكوت عنه أولى بالحكم من المنطوق به أو مساويا له‪ ،‬قال‬
‫ابن ناجي‪" :‬هذا مصَادرة للقياس الجلي في كلم الشارع وهو قوله ‪ )) :‬شمرن شناشم شعرن‬

‫‪‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/192) ،‬‬


‫‪‬اليمين الغموس سميت كذلك لنها تغمس صَاحبها في النار وقيل في الثم‪ .‬ينظر‪ :‬التوضيح في شرح مختصَر ابن‬
‫الحاجب‪ :‬خليل ابن إسحاق‪ ،‬مصَدر سابق‪.(3/289) ،‬‬
‫‪‬ينظر‪ :‬الفَواكه الدواني‪ :‬النفَراوي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/412) ،‬‬
‫‪‬ينظر‪ :‬التفَريع في فقه المام مالك بن أنس‪ :‬ابن الجلب‪ ،‬عبيد ال بن الحسين‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد كسروي حسن‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1428 ،1:‬هـ‪2007-‬م‪ .(1/287) ،‬الشراف على نكت مسائل الخلف‪ :‬القاضي عبد‬
‫الوهاب‪ ،‬أبو محمد بن علي بن نصَر‪ ،‬تحقيق‪ :‬الحبيب بن الطاهر‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪1420 ،1:‬هـ‪1999-‬م‪) ،‬‬
‫‪.(2/881‬‬
‫‪‬ينظر‪ :‬مذكرة في أصَول الفَقه‪ :‬محمد المين الشنقيطي‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬ط‪2001 ،5:‬م‪) ،‬ص‬
‫‪.(106‬‬
‫صَلحشها صإشذا شذشكشرشها‪ ،‬فإن ال تعالى يقول‪ :‬ﱡﭐﱏﱐﱑﱒﱠ ]طه‪ (([١٤ :‬فإن كان‬ ‫ص‬ ‫ر‬
‫صَشلة شأو شنسشيشها شفرلمي ش‬
‫ش‬
‫‪‬‬
‫يقضي فيما ذكر فأحرى في العمد" ‪.‬‬
‫فاقتصَاره في الحديث على صذركصر المنسيات والتي نام عنها من باب التنبيه بالدنى على‬
‫العلى‪. ‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬نماذج تطبيقية في الصيام‬
‫المسألة الولى‪ :‬صوم يوم الشك احتياطا لرمضان‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫قال ابن ناجي شارحا نص ابن أبي زيد في النهي عن صَوم يوم اليشك احتياطا‬
‫لرمضان‪:‬‬
‫"وخرج اليلخمي أنه ميؤمر بصَيامه على الوجوب والستحسان من مسألتين إحداهما من‬
‫ي‬
‫شك في الفَجر‪ ،‬فاخمتلف هل يباح له الكل أو يحرم أو يكره‪ ،‬والجامع أن كل واحد من‬
‫الزمانين مشكوك فيه‪ ،‬والثانية‪ :‬الحائض يجاوز دمها عادتها‪ ،‬ولم يبلغ خمسة عشر يوما‬
‫فقد قيل إنها تحتاط فيجب أن يكون الحكم كذلك في يوم الشك"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الشفَرع الممخيرج عليه هنا مسألتان‪:‬‬
‫الولى‪ :‬الشك في طلوع الفَجر بالنسبة للصَائم‪ ،‬وقد حصَل الخلف في ذلك على ثلثة‬
‫ص صَريح عن المام مالك في هذا‪ ،‬إوانما‬
‫أقوال‪ :‬الكراهة والتحريم والباحة‪ ،‬ول يوجد ن ر‬
‫خلف بين أصَحابه‪ ،‬وسبب الخلف استصَحاب إباحة الكل أو وجوب الصَوم‪ ،‬فمن‬

‫‪‬أخرجه أبو داوود في سننه‪ :‬كتاب الصَلة‪ ،‬باب من نام هن صَلة أو نسيها‪ ،‬من رواية أبي هريرة رضي ال عنه‪،‬‬
‫سنن أبي داوود‪ :‬سليمان بن الشعث‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬المكتبة العصَرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫‪ .(1/118) ،435‬والطبراني في الوسط‪ :‬باب الميم‪ ،‬من اسمه محمد‪ ،‬من رواية أنس بن مالك رضي ال عنه‪ ،‬المعجم‬
‫الوسط‪ :‬سليمان بن أحمد الطبراني‪ ،‬دار الحرمين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪ ،‬رقم‪ .(6/182) ،6129 :‬وصَححه اللباني في‬
‫تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد‪ :‬ناصَر الدين اللباني‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ط‪1422 ،1:‬هـ‪) ،‬ص ‪.(69‬‬
‫‪‬شرح الرسالة ‪ :‬ابن ناجي ‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/192) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التنبيه‪ :‬ابن بشير‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/568) ،‬‬
‫‪ ‬المصَدر السابق‪.(1/276) :‬‬
‫نظر إلى استصَحاب زمن الليل أجاز الكل أو كرهه مراعاة للخلف‪ ،‬ومن نظر إلى‬
‫وجوب استصَحاب الصَوم منع ذلك‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬هي مسألة الحائض التي يتمادى بها الدم فوق عادتها‪ ،‬فرواية المصَريين أنها‬
‫تستظهر بثلرث ثم تصَلي وتصَوم‪ ،‬ورواية المدنيين ل تستظهر بل تبلغ خمسة عشر يوما‬
‫وهو أكثر الحيض‪.‬‬
‫وأما الفَرع الممخيرج فيه فهو مسألة صَوم يوم الشك احتياطا لرمضان‪ ،‬فمذهب مالك أنه‬
‫ي‬
‫صَوصم شيورم شوشل شيروشمريصن صإل شرمجبل شكاشن شي م‬
‫صَومم‬ ‫ضاشن بص ش‬
‫ل ميصَام لليتحري لقوله ‪)) :‬ل تمقشحدمموا شرشم ش‬
‫صَرممه((‪ ، ‬وخيرج اللخمي قول ثانيا بالوجوب أو الندب بناء على المسألتين‬ ‫صَروةما شفرلشي م‬
‫ش‬
‫السابقتين بجامع الشك في الزمن‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫ذكر ابن ناجي ريد ابن بشير‪ ‬تخريج اللخمي من وجهين‪ ،‬الول الموافقة لهل البدع‬
‫في صَوم يوم الشك‪ ،‬والثاني للموافقة للمنجمين‪ ،‬وهذا يعد قدحا في التخريج بالفَارق‪.‬‬
‫كما ناقش خليل التخريج بكونه فاسد العتبار‪ ‬لمعارضته النهي عن صَوم يوم الشك‪.‬‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر السابق‪.(2/703) :‬‬


‫‪ ‬ينظر‪ :‬النوادر والزيادات‪ :‬ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/131) ،‬‬
‫ضاشن((‪ ،‬كتاب الصَوم‪ ،‬باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومن رأى‬ ‫‪ ‬أخرجه البخاري معلقا بلفَظ‪)) :‬ل تمقشحدمموا شرشم ش‬
‫كله واسعا‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(3/25) ،‬ومسلم في كتاب الصَيام‪ ،‬باب ل تقدموا رمضان بصَوم يوم ول يومين‪ ، ،‬مصَدر‬
‫سابق‪ ،‬رقم‪ .(2/762) ،1082:‬كلهما من رواية أبي هريرة رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/77) ،‬‬
‫‪ ‬أبو الطاهر إبراهيم بن عبد الصَمد‪ ،‬ابن بشير‪ ،‬من كبار فقاء المالكية‪،‬أخذ عن السيوري‪ ،‬وكان بينه وبين أبي‬
‫الحسن اللخمي قرابة‪ ،‬وتفَقه عليه في كثير من المسائل ورد اختياراته‪ ،‬من أشهر ممصَنفَاته كتاب التنبيه على مبادئ‬
‫التوجيه‪ ،‬والنوار البديعة في أس اررالشريعة‪ ،‬توفي سنة ‪526‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(1/265) ،‬شجرة النور‪ :‬مخلوف‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/186) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التنبيه‪ :‬ابن بشير‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/714) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التوضيح ‪ :‬خليل بن إسحاق‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/392) ،‬‬
‫صَى أششبا الشقاصسصم"‪ ،‬أخرجه أبو داوود‪،‬‬ ‫ي صص‬ ‫ص‬
‫صَاشم الشيوشم الذي ميششك فيه فشقشرد شع ش‬
‫‪ ‬وهو قول عمار بن ياسر رضي ال عنه‪" :‬شمرن ش‬
‫كتاب الصَوم‪ ،‬باب كراهية صَوم يوم الشك‪ ، ،‬سنن أبي داوود‪ :‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪ .(2/300) ،2334 :‬والترمذي في‬
‫سننه‪ :‬باب ما جاء في كراهية صَوم يوم الشك‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صَحيح‪ ،‬الترمذي في سننه‪ :‬أبو عيسى محمد بن‬
‫عيسى‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وآخرون‪ ،‬شركة مصَطفَى بابي الحلبي‪ ،‬مصَر‪ ،‬ط‪1395 ،2:‬هـ‪-‬‬
‫‪1975‬م‪ ،،‬رقم‪.(3/61) 686 :‬و النسائي‪ ،‬كتاب الصَيام‪ ،‬باب صَيام يوم الشك‪ ،‬رقم‪ ،2188 :‬سنن النسائي‪ :‬النسائي‪،‬‬
‫ورد ابن عرفة الفَارقين بمنع شهرة المنجمين وأهل البدع بذلك‪ ،‬وناقش خليل في ذكره فساد‬
‫العتبار بمنع كون الحديث مسندا‪.‬‬
‫وعليه فالمسألة كلها مبنية على رفع أثر النهي عن صَوم يوم الشك‪ ،‬فمن رأى رفعه‬
‫إلى النبي ‪ ‬فقال بأنه ل يصَام ومن رأى عدم رفعه فرأى أن الحتياط للعبادة مطلوب‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬رجوع القيء في حالة الصيام غلبة أو نسيانا‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫قال ابن ناجي في شرحه مسألة من ذرعه القيء في رمضان فقال‪.." :‬ل يستحب له‬
‫القضاء‪ ،‬ولذلك قال ابن الحاجب‪ :‬والقيء الضروري كالعدم‪ .‬فإن رجع منه إلى جوفه غلبة‬
‫أو نسيانا فروى ابن أبي أويس أنه يقضي في الغلبة‪ ،‬وروى ابن شعبان‪ :‬أنه ل يقضي إن‬
‫كان ناسيا‪ ،‬فخريج اللخمي قول إحداهما في الخر"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫وهذه المسألة الفَرع الممخرج عليه ليس واحدا‪ ،‬إوانما أحد الفَرعين يكون مقيسا عليه تارة‬
‫ومقاسا فيه تارة أخرى‪.‬‬
‫فمن استقاء عمدا وجب عليه القضاء إن لم يبتلع شيئا‪ ،‬فإن ابتلع وجب عليه القضاء‬
‫والكفَارة‪ ،‬أما من ذرعه القيء ولم يرجع فل قضاء عليه مالم يبتلع‪ ،‬لقوله ‪)) :‬شمرن شذشرشعهم‬
‫ض((‪.‬‬‫ضارء‪ ،‬وشمصن ارستششقاشء شعرمةدا شفرلشيرق ص‬ ‫ص‬
‫القشريمء شفلشريشس شعلشريه قش ش ش‬
‫أما إذا رجع القيء وابتلعه غلبة أو نسيانا فهنا حصَل الخلف‪ ،‬فمروي أنه يقضي في‬
‫الغلبة‪ ،‬وروي أنه ل شيء عليه في النسيان‪ ،‬فخيرج اللخمي حكما ثانيا في كليهما بجامع‬

‫مصَدر سابق‪ .(3/61) ،‬وابن ماجه في كتاب الصَيام‪ ،‬باب ما جاء في صَيام يوم الشك‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ :‬ابن ماجه‪:‬‬
‫محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬رقم‪ .(1/527) ،1645 :‬وصَححه‬
‫اللباني‪ ،‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪ :‬محمد ناصَر الدين اللباني‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪2،1405‬هـ‪ ،1985-‬رقم‪(4/125) ،961 :‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المختصَر الفَقهي‪ :‬ابن عرفة الورغمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/64) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/280) ،‬‬
‫‪ ‬أخرجه أبو داوود‪ ،‬كتاب الصَيام‪ ،‬باب الصَائم يستقيء عامدا‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪ ،(4/56) ،2380 :‬والترمذي‪ ،‬باب‬
‫ماجاء فيمن استقاء عامدا‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪ .(3/89) ،720 :‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب الصَيام‪ ،‬باب ماجاء في الصَائم‬
‫يقيء‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪ ،(1/536) ،1676 :‬كلهم من رواية أبي هريرة رضي ال عنه‪ .‬وصَححه اللباني‪ ،‬صَحيح‬
‫الجامع وزياداته‪ :‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪.(2/1072) ،6241 :‬‬
‫الرجوع والبتلع‪ ،‬قال اللخمي‪" :‬فعلى قوله في الشمغلوب شيقضي شيقضي الناسي وهو أولى‬
‫بالقضاء‪ ،‬وعلى قوله في الناسي لشيء عليه يسقط القضاء على المغلوب"‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫لم يناقش ابن ناجي تخريج اللخمي ولم يورد جوابا للمالكية عليه‪ ،‬ولم أقف على من‬
‫ناقشه في ذلك‪ ،‬ولعلهم سلموا له بالتخريج وذلك لنقل البعض لهذا التخريج دون مناقشة‬
‫أونقد‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬تأديب من أفطر متعمدا في رمضان‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫في مسألة تأديصب من أفطر متعمدا بأكل أو شرب أو جماع في رمضان قال ابن‬
‫ناجي‪" :‬ول خلف أن من أفطر متعمدا أنه يؤيدب إذا لم يأت تائبا‪ ،‬وأما إن جاء تائبا‪،‬‬
‫فالمختار العفَو‪ ،‬وأجراه اللخمي على الخلف في شاهد الزور‪ ،‬وساعده غيره على هذا‬
‫التخريج"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫فالفَرع الممخيرج عليه هو مسألة تأديب شاهد الزور إذا أتى تائبا‪ ،‬فقد روي في ذلك‬
‫قولن بالعقوبة بما يكون زاج ار له عن العودة إلى مثل ذلك‪ ،‬وروي أنه ل يعاقب‪ ،‬ولعل‬
‫الخلف في النقل راجع إلى أن النص على العقوبة في حال الرفع إلى المام دون غيره ‪،‬‬
‫قال مالك‪ " :‬إواذا ظهر المام على شاهد الزور ضرشبهم بقدر رأيه وطاف به في‬
‫المجالس"‪.‬‬
‫أما الفَرع الممخيرج فيه فهو تأديب المفَطر عمدا إذا أتى تائبا‪ ،‬فقد روي أنه ل عقوبة‬
‫عليه لنه لو عوقب لمخشي أن ل يأتي أحد للستفَتاء في مثل ذلك‪ ،‬ولن النبي ‪ ‬لم‬

‫‪ ‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/741) ،‬‬


‫‪ ‬ينظر‪ :‬التوضيح‪ :‬خليل بن إسحاق‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(2/414) ،‬شرح الرسالة‪ :‬زروق البرنسي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬‬
‫‪.(1/451‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/287) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬منح الجليل‪ :‬أبو عبد ال عليش‪ ،‬مصَدر سابق‪.(8/302) ،‬‬
‫‪ ‬التهذيب‪ :‬ابن البراذعي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(3/616) ،‬‬
‫يعاقب السائل الذي واقع امرأته في نهار رمضان‪ ،‬وخرج اللخمي من الخلف في مسألة‬
‫شاهد الزور الخلف في هذه المسألة بجامع كون كل منهما معصَية لم متحيدد على‬
‫عقوبتها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫ذكر ابن ناجي أن هذا التخريج نوقش من وجهين أولهما بوجود الفَارق‪ ،‬إذ أن شهادة‬
‫الزور من أكبر الكبائر فلعظم المفَسدة فيها عوقب فاعلها إوان تاب‪ ،‬والثاني أن المانع من‬
‫القياس وجود الحكم منصَوصَا عليه في الحديث فيكون فاسد العتبار‪.‬‬
‫وأجيب عن الثاني بأن السائل ميحتمل أن يكون جاهل بالحكم أو كوشنه حديث عهد‬
‫صَفَح عنه‪.‬‬
‫بالسلم‪ ،‬ولذلك م‬
‫وذكر خليل فارقا آخر فقال‪" :‬وميمكن الشفَرق بينهما بأن اليشهادة شتستلزم مشهودا له وعليه‬
‫فقيل بالعقوبة على أحد القولين؛ لينه مييتهم في ممبادرته خشيةة من إظهار حاله من جهة‬
‫المشهود عليه‪ ،‬ول كذلك الممفَطر"‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬نماذج تطبيقية في الزكاة‬
‫المسألة الولى‪ :‬إخراج القيمة في الزكاة‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫قال ابن ناجي في معرض شرحه لزكاة ذوات الزيوت وكيفَية إخراجها من ثمن الزيت أو‬
‫ثمنها إذا بيعت‪" :‬عن مالك قال‪ :‬ميخرج معشر الثمن كالزيتون واليرطب والعنب مما يعتصَر‬

‫ت يا رسوشل ال‪ ،‬قال‪ )) :‬شوشما شأهلششكشك؟َ(( قال‪:‬‬ ‫‪ ‬عن أبي هريرة رضي ال عنه أين رجةل جاء إلى الينبي ‪ ‬فقال‪ :‬شهلشرك م‬
‫صَوشم ششرهشريصن‬ ‫ص‬ ‫وشقعت على امرأتي في رمضان‪ ،‬قال ‪)) :‬هل تشصجمد شما شتعتص م‬
‫ق شرقششبةة؟َ((‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ )) :‬فشهشرل تشرستشطيعم أشرن تش م‬
‫ممتششتابصشعيصن؟َ((‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ )) :‬فشهشرل تشصجمد شما متطصعمم صسحتيشن صمرسصكيشنا؟َ((‪ ،‬قال‪ :‬ل‪ ،‬قال ثم جلس فمأتي النبي ‪ ‬بشعرق‪-‬والعرق‬
‫صَيدرق بصهششذا((‪ ،‬فقال‪ :‬أفقر منا؟َ‪ ،‬فما بين لشبتيها أهل بيرت أحومج إليه منا‪ ،‬فضصحك‬ ‫الصمكشتل فيه تمر‪ -‬فقال‪ )) :‬اذشه ر‬
‫ب فشتش ش‬
‫طصعرمهم أشرهلششك((‪ .‬أخرجه مسلم في صَحيحه‪ :‬كتاب الصَيام‪ ،‬باب تغليظ‬ ‫ب فأش ر‬‫رسول ال ‪ ‬حتى بدت أنيابه‪ ،‬ثم قال‪)) :‬اذشه ر‬
‫تحريم الجماع في نهار رمضان‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪.(2/781) ،81 :‬‬
‫‪ ‬ينظرك التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اليلخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/801) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التنبيه‪ :‬ابن بشير‪ ،‬مصَدر سابق‪.(754-2/753) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬شرح الرسالة ‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/287) ،‬‬
‫‪ ‬التوضيح‪ :‬خليل بن إسحاق‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/444) ،‬‬
‫ويثمر وميزيبب‪...‬قال عبد الوهاب‪ :‬وأخذ بعض الشياخ منه قول بأنه يجوز إخراج القيم في‬
‫الزكاة"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫صَر وميزيبب‬ ‫ي‬
‫فالفَرع الممخيرمج عليه هو قول مالك بجواز إخراج عشر الثمن في كل ما ميعت ش‬
‫ويثمر إذا مابيشع ومحصَحل ثمنه‪ ،‬قال مالك‪" :‬ومن جبشره المصَدق على أن أدى في صَدقته‬
‫دراهم شرجوت أن ميجزيه "‪.‬‬
‫وأما الفَرع الممخيرج فيه فهو إخ ارمج القيمة في اليزكوات‪ ،‬وشمشهور مذهب مالك أنه ل‬
‫ب واليشاةش صمشن الشغشنصم والشبصعيشر‬
‫ب صمشن الشح ح‬
‫يجزئ إخراج القيمة في الزكاة‪ ،‬لقوله ‪)) : ‬مخصذ الشح ي‬
‫صمشن اصلبصصل والشبقششرةش شمشن الشبقشصر((‪ ،‬ووجه دللته أنه شعيين أخشذ كل جنس من جنسه‪ ،‬فدل أنه‬
‫ةمستحق في اليزكاة‪ ،‬ومخحرج جوامز إخراج الصقيمة صبناء على الفَرع السابق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫ناقش القاضي عبد الوهاب هذا اليتخريج بوجود الفَاصرق فيه؛ فعيلل قول مالك في الفَرع‬
‫الممخيرج عليه بفَوات إمكان إخراجها زيتا أو عينا فميصَار إلى إخراجها بالقيمة‪ ،‬وهذا ل‬
‫ينطبق على جميع فروع إخراج الصقيم كإخراجها القيمة ابتداء‪ ،‬ومثل زكاة الفَطر ونحوها‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬إخراج الزكاة في مال الصبي‬
‫قال ابن ناجي في لزوم الزكاة في مال الصَبيان‪" :‬وأما كون الزكاة لزمة لهم في‬
‫الحرث والماشية فل خلف في المذهب في ذلك‪ ،‬وأما لزوم الزكاة في العين فهو‬
‫المنصَوص‪ ،‬وخريج اللخمي فيه قول بسقوط الزكاة حيث ل مينمى ماله من حكم المال‬

‫‪ ‬المصَدر السابق‪.(1/306) :‬‬


‫‪ ‬الجامع لمسائل المدونة‪ :‬ابن يونس الصَقلي‪ ،‬محمد بن عبد ال‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجموعة باحثين‪ ،‬معهد البحوث العلمية‪ ،‬دار‬
‫الفَكر‪ ،‬مكة‪ ،‬ط‪1434 ،1:‬هـ‪2013-‬م‪.(4/300) ،‬‬
‫‪ ‬أخرجه أبو داوود‪ :‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب صَدقة الزرع‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪(1/85) ،1599 :‬ـ وابن ماجه‪ :‬كتاب الزكاة‪،‬‬
‫باب ما تجب فيه الزكاة من الموال‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،‬رقم‪ .(1/580) ،1814 :‬كلهما من رواية معاذ بن جبل رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬وضعفَه اللباني‪ ،‬سلسلة الحاديث الضعيفَة والموضوعة وأثرها السيء في المة‪ :‬محمد ناصَر الدين‬
‫اللباني‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1412 ،1:‬هـ‪1992-‬م‪ ،‬رقم‪.(8/36) ،3544:‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الشراف على نكت مسائل الخلف‪ :‬القاضي عبد الوهاب‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/391) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المعونة على مذهب عالم المدينة‪ :‬القاضي عبد الوهاب‪ ،‬تحقيق‪ :‬حميش عبد الحق‪ ،‬المكتبة التجارية‪ ،‬مكة‪،‬‬
‫) دط‪ ،‬دت(‪) ،‬ص ‪.(410‬‬
‫المعجوز عن تنميته‪ ،‬كالمدفون الذي ضل صَاحبه ثم وجده‪ ،‬وكمال الموروث الذي لم‬
‫يعلم به وارثه إل بعد حول أو أحوال"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الفَرع الممخيرج عليه هو كل مال معجوز عن تنميته مغصَوبا كان أو مدفونا أو أيا كان‬
‫وجه العجز في في تنميته‪ ،‬وفي المدونة‪ " :‬قال مالك في قوم ورثوا دا ار فباع عليهم‬
‫القاضي‪ ،‬ووضع ثمنها على يدي عدل حتى يقسم بينهم‪ ،‬فأقام أحوال ثم قبضوه‪ :‬ل زكاة‬
‫عليهم حتى يحول الحول من يوم قبضوه"‪ . ‬فأسقط الزكاة ليما كانوا مغلوبين عن تنمية‬
‫ذلك المال‪.‬‬
‫والفَرع الممخيرج فيه هو زكاة مال الصَبي إذا كان عينا وعجز عن تنميته‪ ،‬فالمنصَوص‬
‫عليه وجوب الزكاة لنه مالك ملكا حقيقيا‪ ،‬وخرج اللخمي حكما آخر بعدم الوجوب من‬
‫الفَرع السابق بجامع العجز عن التنمية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫ناقش ابن بشير تخريج اللخمي بوجود الفَارق بين الفَرعين‪ ،‬فمال الصَبي ممهيأ للنماء‬
‫إوانما العجز من صقبل المالك ول خلف أن من كان عاج از من الممكلفَين عن اليتنمية لماله‬
‫أنه تجب عليه الزكاة‪ ،‬أما مال المفَقود والسير ونحوه فهو غير مقدور عليه‪.‬‬
‫وقبل ابن ناجي نقد ابن بشير وعضده بقول بعض شيوخه فقال‪" :‬ميريد هذا التخريج بأن‬
‫فقشد المال يوجب فقد مالكه وعجز الصَبي والمجنون ل يوجب فقد مالكه"‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬التفريق بين الممجتمدمع والمجمع بين الممفتدرق خشية الزكاة‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬

‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/313) ،‬‬


‫‪ ‬المدونة‪ :‬سحنون‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/323) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬مواهب الجليل‪ :‬الحطاب الرعيني‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/292) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/915) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التنبيه‪ :‬ابن بشير‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/797) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/313) ،‬‬
‫ق بين الممجتصمصع في زكاة الغنم‪:‬‬
‫قال ابن ناجي في مسألة الجمع بين الممفَتشصرق واليتفَري ص‬
‫صَدقة رجلن لكل منهما مائة شاة وشاة فيفَترقان في آخر الحوصل‬ ‫"مثال اليتفَريق خشية ال ي‬
‫لشتجب عليهما شاتان وقد كان الواجب عليهما ثلثا‪.‬‬
‫ومثال الجمع ثلثة رجال لكل واحد منهم أربعون فيجمعونها في آخر الشحول لشتجب‬
‫عليهم شاتان وقد كان الواجب عليهم ثلثا‪ ،‬والمنصَوص أخذهم بالول‪..‬وخرج اليلخمي‬
‫أنهما يؤخذان بزكاة ما رجعا إليه من مسألة البائع ماشيته يذهب ف ار ار من الزكاة‪ ،‬فقد قال‬
‫مالك في مختصَر ابن شعبان يؤخذ بزكاة الذهب"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫فالفَرع الممخيرج عليه هو مسألة من باع ماشيته ف ار ار من الزكاة‪ ،‬قال خليل‪" :‬ومن أبدل‬
‫ماشيته ف ار ار من الزكاة لم تسقط الزكاة اتفَاقا ويؤخذ بزكاتها‪ ،‬وقال ابن شعبان‪ :‬بزكاة مثلها‬
‫إن كان نقدا"‪.‬‬
‫وأما الفَرع المخرج فيه فهو الجمع بين الممفَتشصرق واليتفَريق بين الممجشتمع للنقاص من‬
‫مقدار الزكاة‪ ،‬والمنصَوص في المذهب أن من فعل ذلك أنه يؤخذ منه بالمقدار الول قبل‬
‫صَشدقشصة((‪،‬‬
‫ق صفي ال ي‬
‫ق شبيشن ممرجتشصمرع ول ميرجشمعم شبريشن ممرفَتششر ر‬
‫ش‬
‫‪‬‬
‫الجمع أو التفَريق لقوله ‪)) : ‬ل ميفَشجر م‬
‫وخيرج اللخمي حكما آخر بأنه ميصَار إلى ما رجعا إليه تخريجا على مسألة بيع الماشية‬
‫اليسابقة‪ ،‬بجامع أن كل منهما تحويل وتبديل لمقدار اليزكاة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬

‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/325) ،‬‬


‫‪ ‬جامع المهات‪ :‬ابن الحاجب‪ ،‬تحقيق‪ :‬الخضر الخضري‪ ،‬اليمامة للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1421 ،2:‬هـ‪-‬‬
‫‪2000‬م‪) ،‬ص ‪.(157‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬النوادر والزيادات‪ :‬ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(75‬‬
‫‪ ‬أخرجه البخاري في صَحيحه‪ :‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب ل يجمع بين متفَرق ول يفَرق بين مجتمع‪ ،‬مصَدر سابق‪ ،،‬رقم‪:‬‬
‫‪ ،(2/117) ،1450‬من رواية أنس رضي ال عنه‪.‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(3/1042) ،‬‬
‫ذكر ابن ناجي ردي ابن بشير تخريج اليلخمي بالفَارق‪‬؛ إذ أين أخشذ العين في حالة بيصع‬
‫ص في العدد الخارج في اليزكاة‪ ،‬بخلف حالصة الجمصع بين الممفَترق‬‫الماشصية ليس فيه إنقا ب‬
‫واليتفَريق بين المجتمع فإنها مؤثرة في ذلك كما تقدم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نماذج تطبيقية في النكاح‬


‫المسألة الولى‪ :‬مضي نكاح الممجمبرة بإجامزدة ولريها إمذا زومجمها مغري ب‬
‫ب عنها‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫عرض ابن ناجي لمسألة مضي نكاح المرأة بإجازة وليها إذا تولى تزويجها غريب‬
‫عنها‪ ،‬فقال‪" :‬وأما الممجشبرة كالب في ابنته البصكر وكالسحيد في أمته‪ ،‬فالمشهور تحتم الفَسخ‬
‫وروى عبد الوهاب عن مالك أنه يمضي بإجازة السيد‪ ،‬وخرجه اللخمي في الب"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الفَرع المخرج عليه هو رواية مضي نكاح المة بإجازة سيدها إذا زوجها غريب عنها‪،‬‬
‫قال في التفَريع‪ " :‬إوان جعلت أمرها لرجل فزوجها فعلى روايتين‪ ،‬إحداهما أنه كنكاح العبد‬
‫إن شاء السيد فسخه إوان شاء تركه‪."..‬‬
‫والفَرع المخرج فيه هو مسألة المجبرة البكر إذا نكحت بغير إذن وليها بتزويج غريب‬
‫لها‪ ،‬فمشهور المذهب أن نكاحها باطل ولو بإجازة الولي‪.‬‬
‫وخرج حكم آخر بمضي النكاح بإجازة الولي تخريجا على رواية مضي نكاح المة‬
‫بإجازة سيدها‪ ،‬والجامع بينهما أن كلهما مجبرتان‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(325‬‬


‫‪ ‬ينظر‪ :‬التنبيه‪ :‬ابن بشير‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/896) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/11) ،‬‬
‫‪ ‬التفَريع في فقه المام مالك‪ :‬ابن الجلب‪ ،‬عبيد ال بن الحسن أبو القاسم‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد كسروي حسن‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1428 ،1:‬هـ‪2007-‬م‪.(1/374) ،‬‬
‫ذكر ابن ناجي مناقشة بعض الشيوخ للتخريج السابق واعتراضهم عليه بالفَارق بين‬
‫الفَرعين‪ ،‬ف أروا أن الغالب في الشمة صَلحية كل أحد وكفَاءته لها فلم يبق إل إلحاق عيب‬
‫النكاح‪ ،‬بخلف نكاح البكر فإن باب الكفَاءة فيه أوسع‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬المشرك يسلم وله أكثر من أربع نسوة‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫إذا أسلم المشرك وله أكثر من أربع نسوة فمشهور المذهب أنه يختار أربعا ويفَارق‬
‫باقشيهن‪ ،‬قال ابن ناجي‪" :‬ظاهره أوائل كن أو أواخر‪ ،‬وهو كذلك في منصَوص المذهب‪،‬‬
‫وقال أبو حنيفَة يتعيين الول وخيرجه الليخمي في المذهب" ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الفَرع المخرج عليه هو قول أبي حنيفَة في أن المشرك إذا أسلم وله أكثر من أربع‬
‫نسوة يتعين عليه البقاء على الوائل دون الواخر‪ ،‬قال صَاحب الحجة على أهل‬
‫المدينة‪ " :‬قال أبو حنيفَة رضي ال عنه‪ :‬إذا أسلم رجل وعنده خمس نسوة أو أختان فإن‬
‫كان تزوج ذلك من عقد متفَرقة فنكاح الربع الول من الخمس جائز ونكاح الخامسة فاسد‬
‫لنه تزوجها على أربع فكان أصَل نكاحها حراما فل يحله السلم"‪.‬‬
‫وأما الفَرع المخرج فيه فهو نص المذهب بأن المشرك إذا أسلم وله أكثر من أربع نسوة‬
‫فإنه يختار منهن أربعا أوائل أو أواخر‪ ،‬وفي كتاب الجامع ‪ " :‬قال مالك‪ :‬إواذا أسلم حربي‬
‫على أكثر من أربع نسوة نكحهن في عقدة أو عقد فليختر منهن أربعا‪ ،‬مكني أول من منكح‬
‫أو آخرهن‪ ،‬ويفَارق باقيهن"‪.‬‬
‫وخرج أبو الحسن اللخمي حكما آخر بأنه يتعين الوائل على قول أبي حنيفَة السابق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫لم يورد ابن ناجي من اعترض تخريج اليلخمي‪ ،‬إل أن هذه التخريجات على أقوال‬
‫خارج المذهب مما عابه المالكية على اليلخمي جملة‪ ،‬بسبب اختلف أصَول المذاهب‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬المصَدر السابق‪.(2/11) :‬‬


‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/36) ،‬‬
‫‪ ‬الحجة على أهل المدينة‪ :‬محمد بن الحسن الشيباني‪ ،‬تحقيق‪ :‬مهدي حسن الكيلني‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،3:‬‬
‫‪1403‬هـ‪.(337-3/396) ،‬‬
‫‪ ‬الجامع‪ :‬ابن يونس‪ ،‬مصَدر سابق‪.(9/387) ،‬‬
‫ومآخذ الئمة‪ ،‬قال صَاحب نور البصَر‪ " :‬واختياراته ربما خرج ببعضها عن المذهب كما‬
‫قال عياض في مداركه‪ :‬له اختيارات خرج بكثير منها عن المذهب"‪.‬‬
‫يرد تخريج اليلخمي بإيراد أدلة المالكية في المسألة مما يجعل التخريج فاسد‬ ‫ويمكن أن م ي‬
‫العتبار‪ ،‬كقول النبي ‪ ‬للرجل الذي أسلم وتحته عشر نسوة‪)) :‬اختشرر صمرنهمين أشررشبةعا((‪ ،‬وهو‬
‫دليل على إثبات الخيار وعند الممخالف ل صخيار‪.‬‬
‫كما يمكن رده بكون التخريج مخالفَا للصَل‪ ،‬فالصَل عند المالكية أن نكاح الكافر فاسد‬
‫إوانما ميصَححمح السلم لهم العقود وميعفَى عن صَفَاتها‪ ،‬ولو ممصنع المساك بالواخر لفَساد‬
‫شعقدهن لممنع الجميع‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬إرجاع المحرم امرأته في العدة‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫طلق اليرجعي‪ ،‬فقال‪ ":‬قال‬ ‫عرض ابن ناجي لمسألة إرجاع المحرم امرأته المعتيدة من ال ي‬
‫م‬
‫ابن الجيلب‪ :‬وله رجعة امرأته في الصعيدة‪ ،‬ومثله في المديونة والمو ي‬
‫طأ‪ ،‬قال ابن عبد البر‪:‬‬ ‫م‬ ‫ش‬
‫وهو متفَق عليه بين فقهاء المصَار‪ ،‬ونقل الباجي عن أحمد بن حنبل منعها‪.‬‬
‫قال ابن عبد السلم‪ :‬ول يبعد تخريجه في المذهب على القول بأنها قبل الرتجاع محرمة‬
‫الوطء وأن الشهاد في الرجعة واجب"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬

‫الفَرع المخرج عليه هو القول بأن الممعتدة من طلق ممحريمة الشوطء وأن الشهاشد في‬
‫ب لقوله تعالى‪ :‬ﱡﭐﱰﱱﱲﱳ ﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻ ﱠ ]الطلق‪ ،[٢ :‬فمحمل المر في‬ ‫شرجعتها واج ب‬

‫‪ ‬نور البصَر‪ :‬أبو العباس الهللي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(75‬‬


‫‪ ‬أخرجه الترمذي‪ :‬باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة‪ ،‬رقم‪ .(3/427) ،1120 :‬وأحمد في مسنده‪ :‬أبو عبد‬
‫ال أحمد بن محمد بن حنبل‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مسند عبد ال بن عمر‪ ،‬رقم‪) ،4609 :‬‬
‫‪ .(4/327‬وابن ماجه‪ :‬باب الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة‪ ،‬رقم‪ .(3/131) ،1953:‬والحاكم في المستدرك‪:‬‬
‫كتاب النكاح‪ ،‬رقم‪ .(3/210) ،2781 :‬كلهم من رواية عبد ال بن عمر رضي ال عنه‪ .‬وصَححه اللباني في إرواء‬
‫الغليل تخريج أحاديث منار السبيل‪ :‬المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1405 ،2:‬هـ‪1985-‬م‪ ،‬رقم‪.(6/291) ،1883:‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬الشراف‪ :‬القاضي عبد الوهاب‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/708) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/41) ،‬‬
‫الية على وجوب الشهاد‪ ،‬ومشهور المذهب أن المر للندب؛ لتشبيه هذا الحق بسائر‬
‫الحقوق التي يقبضها النسان‪ ،‬فكان الجمع بين القياس والية حمل المر على الندب‪.‬‬
‫وأما الفَرع المخرج فيه فهو صإرشجاع الممحرم لمرأته الممعتدية‪ ،‬ومشهور المذهب إباحة‬
‫ذلك‪ ،‬وفي البيان والتحصَيل‪ " :‬قال مالك في الممحرم‪ :‬إنه يراجع امرأته مادامت له‬
‫الرجعة"‪.‬‬
‫وخيرج ابن عبد السلم‪ ‬حكما آخر بعدم الجواز على الرواية بأن الشهاد في الرجعة‬
‫واجب‪ ،‬فكان شبيها بعقد النكاح‪ ،‬وقد تعضد تخريجه برأي أحمد بن حنبل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫نقل ابن ناجي مناقشة تخريج ابن عبد السلم بالفَارق بين الفَرعين فقال‪" :‬ريده بعض‬
‫شيوخنا بأن حرمة الحرام أشد لعدم القدرة على رفعها‪ ،‬وبالتفَاق على ثبوت الرث بينهما‬
‫في المسألة الممخيرج منها"‪.‬‬
‫فذكر هنا فارقين‪:‬‬
‫الول‪ :‬كون حرمة الحرام ل يمكن رفعها أثناءه فميخشى فوات العدة‪ ،‬فكان الرجاع من‬
‫باب الضطرار‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ثبوت الرث بينهما في المسألة المخرج عليها‪ ،‬فثبت بذلك أن عصَمة النكاح‬
‫باقية‪ ،‬وعليه فل يكون هذا نكاحا إوانما هو إرجاع‪ ،‬قال في البيان والتحصَيل‪ " :‬المطلقة‬
‫واحدة باقية في العصَمة‪ ،‬مالم شتنشقضص العدة‪ ،‬فليس الرتجاع بعقد النكاح إوانما هو‬
‫إصَلح"‪.‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬عذر العروس في التخلف عن الجمعة‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬بداية المجتهد‪ :‬ابن رشد الحفَيد‪ ،‬مصَدر سابق‪.(105-3/104) ،‬‬


‫‪ ‬البيان والتحصَيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة‪ :‬ابن رشد الجد‪ ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد حجي وآخرون‪ ،‬دار الغرب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪1408 ،2:‬م‪1988-‬م‪.(5/355) ،‬‬
‫‪ ‬شمس الدين محمد بن أبي القاسم بن عبد السلم‪ ،‬قاض وفقيه مالكي‪ ،‬أخذ عن أبي المحاسن يوسف بن أحمد‬
‫المشقي‪ ،‬وشمس الدين المقدسي الحنبلي‪ ،‬تولى قضاء السكندرية‪ ،‬من مصَنفَاته مختصَر التفَريع في الفَقه المالكي‪،‬‬
‫توفي سنة ‪715‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/317) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/41) ،‬‬
‫‪ ‬البيان والتحصَيل‪ :‬ابن رشد الجد‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/355) ،‬‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫وفي مسألة كون الشعروس من أصَحاب العذار الذين يحل لهم التخلف عن الجمعة‬
‫قال ابن ناجي‪" :‬وسمع ابن القاسم‪ :‬ل يتخلف الشعروس عن المجمعة ول عن الجماعات‪،‬‬
‫ونقل سحنون عن بعض الناس ل شيخرج وهو ح ر‬
‫ق لها بالسيينة‪ ،‬ونقل ابن يونس عن بعض‬
‫فقهائنا بأنه يرجع إلى أقرب مذكور وهو الجماعات وأما الجمعة فل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا يدلي على أينه قول مذهبي ولم ميقحيده اليلخمي‪ ،‬وخيرجه على أن المجممعة فرض‬
‫صكفَاية"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الفَرع المخرج عليه أن الجماعة في الجمعة فرض كفَاية وهو قول شاذ في المذهب‬
‫نسبه بعضهم لبن رشد الجد‪ ،‬والمذهب أن شهود صَلة المجمعة فرض عين بخلف‬
‫الجماعة في سائر الصَلوات‪ ،‬قال في الدر اليثمين‪" :‬إيقاع صَلة المجمعة في الجماعة‬
‫واجب‪ ،‬وأنها مسنة في غيرها من سائر الفَرائض"‪.‬‬
‫وأما الفَرع المخرج فيه فهو تخلف العروس عن صَلة المجمعة‪ ،‬ومشهور المذهب أنه ل‬
‫يجوز له التخلف عنها ‪ ،‬قال في البيان والتحصَيل‪" :‬قال مالك‪ :‬ل يتخلف عن المجمعة ول‬
‫غيرها"‪ ،‬ويتخرج حكم آخر بجواز التأخر على القول بأنها فرض كفَاية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫رده بكون القول‬
‫بين ابن ناجي أن المازري قبل هذا التخريج‪ ،‬وذكر أن ابن بشير ي‬
‫بفَرضية الجمعة على الكصفَاية قول خارج عن المذهب لم يذهب إليه إل بعض أصَحاب‬
‫الشافعي والظاهرية‪ ،‬قال ابن بشير‪" :‬فالمشهور من المذهب أنه يخمرمج إليها –أي صَلة‬
‫الجمعة‪ ،-‬والشياذ إسقاطه عنه‪ ،‬وأراد أبو الحسن اللخمي أن يجعل القول بالسقوط بأن‬
‫المجمعة فرض على الصكفَاية ل على العيان‪ ،‬وهذا ل يقوله أحد من أهل المذهب"‪.‬‬

‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(68-2/67) ،‬‬


‫‪ ‬الدر الثمين‪ :‬ميارة الفَاسي‪ ،‬مصَدر سابق‪) ،‬ص ‪.(370‬‬
‫‪ ‬البيان والتحصَيل‪ :‬ابن رشد الجد‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/356) ،‬‬
‫‪ ‬التنبيه‪ :‬ابن بشير‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/634) ،‬‬
‫ورد ابن ناجي نقد ابن بشير بأن هذا قول مذهبي إوان كان شاذا‪ ،‬قال ابن ناجي‪" :‬وكان‬
‫بعض شيوخنا يترديد هل هو مذهبي أم ل‪ ،‬والقرب الجزم بالول"‪.‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬اشتراط قااضي الجماعة في ضرب أجل الفقود عن زوجته‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫مذهب مالك أن المفَقود ميضرب له أجل أربع سنين من يوم رفع زوجته ذلك‪ ،‬وتعتد بعد‬
‫ضرب‬ ‫ذلك كعدة الميت عنها زوجها ثم تتزوج إن شاءت‪ ،‬وقال ابن ناجي‪" :‬ل ميششترط في ش‬
‫الجل قاضي الجماعة‪ ،‬بل غيره كاف في ذلك وهو المشهور‪...‬وقال سحنون ل يضرب‬
‫أجله إل من ينفَذ كتابه في البلدان‪...‬وعلى الول فنص أبو الحسن القابسي وأبو عمران‬
‫أن صَالحي البلد يتشنيزلون منزلة القاضي عند عدمه‪ ،‬ومخرحج على قول سحنون عدم‬
‫الكتفَاء بذلك"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫في المسألة فرعان ممخنرج عليهما‪ ،‬أحدهما مشهور المذهب في كون الكشف عن خبر‬
‫المفَقود يكون برفع أمره إلى القاضي العام وأن تولي غيره من القضاة جائز‪ ،‬قال أبو‬
‫الحسن اللخمي‪" :‬والمعروف من المذهب أن الكشف عن خبره إلى سلطان بلده‪ ،‬إوان تولى‬
‫ذلك بعض ولة المياه‪ ،‬وكان المفَقود منهم أجزأ"‪ ،‬والثاني قول سحنون بأنه ل شيضرب‬
‫أجله إل من شينمفَذ كتابه في المبلدان‪.‬‬
‫ت عنه هو إجزاء صَالصحي البلد وتنزيلهم منزلة القاضي‪،‬‬‫والفرع المممخنرج فيه شمسكو ب‬
‫فيتخيرج في الفَرع محكمان بالجواز على ظاهر القول المشهور‪ ،‬وبعدم الشجواز على قول‬
‫سحنون‪.‬‬

‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/68) ،‬‬


‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(2/64) :‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/2241) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬المختصَر الفَقهي‪ :‬ابن عرفة الورغحمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(4/478) ،‬‬
‫‪ ‬أبو سعيد عبد السلم بن سعيد بن حبيب‪ ،‬الملقب بسحنون‪ ،‬قاض وفقيه مالكي‪ ،‬أخذ عن علي بن زياد وابن أشرس‬
‫بتونس‪ ،‬وعن ابن القاسم وابن وهب بمصَر‪ ،‬من تلمذته بكر بن حماد و سليمان بن سالم‪ ،‬روى الممدونة في فروع‬
‫المالكية عن عبد الرحمان بن القاسم عن مالك‪ ،‬توفي سنة ‪240‬هـ‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪ ،‬مصَدر سابق‪ .(2/30) ،‬والعلم‪ :‬الزركلي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(4/5) ،‬‬
‫والخلف بينهما في التعليل أن من رأى أن صَالحي البلد لهم القدرة على إيصَال خبره‬
‫إلى البلدان والتماس موقعه جعلهم كالقاضي إوال فل‪.‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬قاطع صيام كفارة الظهار بالنسيان أو الخطأ‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬
‫من المعلوم أن كفَارة المظاهر على مراتب بتحرير رقبة فإن لم يجد فصَيام شهرين‬
‫متتابعين فإن لم يستطع فالطعام‪ ،‬وقد يعرض على تتابع الصَيام خطأ أو نسيان‪ ،‬قال ابن‬
‫ناجي‪ " :‬عن اللخمي‪..‬ذكر عدم القطع عن المدونة في الخطأ وخريجه في النسيان‪،‬‬
‫والقطع للموازية نصَا في النسيان وخرجه في الخطأ"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫في هذه المسألة الفَرعان يكونان مخرج عليهما تارة ومخرج فيهما تارة أخرى‪.‬‬
‫فيتخرج عدم القطع في النسيان من فرع عدم القطع في الخطأ في المدونة‪ ،‬ويتخرج القطع‬
‫في الخطأ من فرع القطع في النسيان في المويازية‪.‬‬
‫وعليه فيكون في كل فرع حكم منصَوص وحكم ممخيرج‪ ،‬والشجامع بين حال الخطأ‬
‫والنسيان أن كل الحالين من غير تعمد‪ ،‬وقد سوى الحديث بينهما‪ ،‬قال النبي ‪)) : ‬إين‬
‫طأم والنصرسشيامن وشما استمركصرمهوا شعلشريصه((‪.‬‬
‫ال قد تجاوز عن أميمصتي الشخ ش‬
‫المسألة السابعة‪ :‬إخراج القيمة بدل الطعام في كفارة الظهار‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬

‫‪ ‬ينظر‪ :‬مناهج التحصَيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلتها‪ :‬أبو الحسن الرجراجي‪ ،‬علي بن‬
‫سعيد‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو الفَضل الدمياطي و أحمد بن علي‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 1428 ،1:‬هـ ‪2007-‬م‪.(4/223) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(1/77) ،‬‬
‫‪ ‬ينظر‪ :‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/2341) ،‬‬
‫‪ ‬أخرجه ابن ماجه في سننه‪ :‬كتاب الطلق‪ ،‬باب طلق الممكشره والناسي‪ ،‬رقم‪ .(1/659) ،2043 :‬وابن حبان في‬
‫صَحيحه‪ :‬محمد بن حبان بن أحمد التميمي‪ ،‬كتاب إخباره ‪ ‬عن مناقب الصَحابة ورجالهم‪ ،‬باب فضل المة‪ ،‬رقم‪:‬‬
‫‪ ،7219‬تحقيق‪ :‬شعيب الرنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1414 ،2:‬هـ‪1993-‬م‪ .(16/202) ،‬كلهما من رواية‬
‫عبد ال بن عباس رضي ال عنهما‪ .‬وصَححه اللباني‪ :‬صَحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان‪ ،‬دار الصَميعي‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط‪1422 ،1:‬هـ‪2002-‬م‪ ،‬رقم‪.(2/60) ،1252:‬‬
‫تعرض ابن ناجي لكفَارة الظهار وكيفَية إخراجها فقال‪" :‬قال في المدونة‪ :‬ول ميجزئ فيها‬
‫ض ول ثمن فيه وفاء بالقيمة‪ ،‬وخريجه بعضهم على إجزاء القيمة في الزكاة"‪.‬‬ ‫عشر ب‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الفَرع الممخيرج عليه هو الحرواية بإجزاء القيمة في الزكاة على خلف القول الشمشهور‪،‬‬
‫وقد قمحيدت هذه الحرواية بكون المام عدل‪ ،‬قال صَاحب مناهج اليتحصَيل‪" :‬فإن كانوا ولة‬
‫عدل فأخذوها عند محلها وفيما أخذوه وفاء عما وجب لهم وهم يضعونها مواضعها‬
‫ويصَرفونها لمن يستحقها فإنها تجزئه‪ ،‬وهو قول ابن القاسم وأشهب في الشميوازية‪ ،‬ول فرق‬
‫على هذا القول بين أن يأخذ منهم القيمة طوةعا أو كرةها"‪.‬‬
‫والشفَرعم الممخيرج فيه هو إخراج الصقيمة بدل الطعام في كفَارة الظهار وسائر الكفَيارات‪،‬‬
‫والمنصَوص عليه عدم جواز إخراجها قيمة‪ ،‬قال البراذعي‪" :‬ول يجزئ عرض أو دراهم‬
‫فيها وفاء بالقيمة"‪.‬‬
‫ويتخيرج حكم آخر بجواز إخراج القيمة في كيفَارة ال ح‬
‫ظهار على القول بجواصز إخ ارصج القيمة‬ ‫ش‬
‫في اليزشكاة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة النتخريج‬
‫ذكر ابن ناجي اعتراض بعض اليشيوخ على هذا التخريج بالفَارق بين الفَرعين؛ إذ أن‬
‫التعبد في الكفَيارات أظهر منه في الزكاة‪ ،‬فالزكاة لها جباة يأخذونها من الغنياء وتكون‬
‫محل شتشيوف من الفَقراء ‪ ،‬بخلف الكيفَارات فإنها ل تقع إل كتكفَير عن الخطاء والذنوب‪،‬‬
‫ولذلك قال ابن ناجي عن هذا التخريج‪" :‬وريده بعض مشيوصخنا بظهور التيعبد في الكفَيارات"‪.‬‬
‫المسألة الثامنة‪ :‬دعندة المحرة الكتابية من وفاة زوجها المسلم‬
‫ص المسألة‬
‫أول‪ :‬ن ص‬
‫تطرق ابن ناجي لذكر صعيدة المحيرة الكتابية‪ ،‬فأما بعد اليدخول بها فقد اخمتلف هل تعتد‬
‫ي‬
‫أربعة أشهر وعش ار كالمسلمة أو بثلث حيضات‪ ،‬وقال ابن ناجي‪" :‬وأما إن لم يدخل بها‬

‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/79) ،‬‬


‫‪ ‬مناهج التحصَيل‪ :‬أبو الحسن الرجراجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/377) ،‬‬
‫‪ ‬التهذيب‪ :‬ابن البراذعي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/275) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/79) ،‬‬
‫فقال ابن الجلب‪ :‬يتخيرج على روايتين‪ :‬إحداهما ل شيء عليهما للعلم ببراءة رحمها‪،‬‬
‫والرواية الخرى يلزمها أربعة أشهر وعشر على أنها تعبيد"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫في هذه المسألة فرعان مخرج عليهما وهما‪:‬‬
‫أول الرحواية على أين عيدة الكتابية استب شاربء لرصحمها‪ ،‬والثانية على أنها كالمسلمة‪ ،‬قال‬
‫القاضي عبد الوهاب‪ " :‬وفي عصدة الكتابية من الوفاة روايتان‪:‬‬
‫إحداهما‪ :‬أنها كالمسلمة‪.‬‬
‫والخرى‪ :‬استبراء لرحمها"‪.‬‬

‫وأما الفَرع المخرج فيه فهو مدة عيدة الكتابية‪ ،‬والجامع بين الكتابية والممسلمة عموم‬
‫الخطاب الشرعي وشموله لهما‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇ ﱈﱉﱊﱋﱠ ]البقرة‪.[٢٣٤ :‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫ناقش ابن ناجي شتخريمج ابن الجيلب بعدم تحريصره للصعبارة وهذا ما ميسيمى بقاصدح فساصد‬
‫الشوضع‪ ،‬وذلك بأن يبحين الممعترض أن قياس المستصدحل لم يكن على الهيئة ال ي‬
‫صَالحة في‬
‫اعتباره لترتيصب المحكم‪ ،‬قال ابن ناجي‪" :‬لم ميححرر رحمه ال العبار إ‬
‫ة‪..‬وانما يصَيح شتخريجها‬
‫على أن املكفَار غير المخاطبين بفَروع الشريعة"‪.‬‬
‫فابن ناجي لم ميخالف ابن الجيلب في نتيجة اليتخريج‪ ،‬إوانما خالفَه في الشفَرع الممخريج‬
‫عليه‪.‬‬
‫المسألة التاسعة‪ :‬تعيين معنى المقرء‬
‫أول‪ :‬نص المسألة‬

‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(2/95) :‬‬


‫‪ ‬التلقين في الفَقه المالكي‪ :‬القاضي عبد الوهاب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بوخبزة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1425 ،1:‬هـ‪-‬‬
‫‪2004‬م‪.(1/137) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/95) ،‬‬
‫ذكر ابن ناجي في عدة النساء مسألة تعيين معنى المقرء فقال‪" :‬ماشذكر اليشيخ من أين‬
‫الق ارشء هي الطشهار هو الشمنصَوص‪ ،‬وخريج الليخمي أنها الحيض من اطلقها في‬
‫المذهب على ذلك"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صورة التخريج‬
‫الفَرع الممخيرج عليه هو إطلق لفَظ المقرء على الحيض في المشذهب‪ ،‬قال الليخمي‪" :‬ويجري‬
‫ص‬ ‫ص‬
‫في كثير من مسائلنا بأن ميقال‪ :‬عيدة المحيرة ثلث حيض‪ ،‬والشمةم حي ش‬
‫ضتان "‪.‬‬
‫والفَرع الممخيرج فيه منصَوص عليه‪ ،‬قال صَاحب النوادر والزيادات‪ " :‬قال مالك في قول‬
‫ال سبحانه وتعالى‪ :‬ﭐﱡﭐﱨﱩ ﱪﱫﱬﱭﱠ ]البقرة‪ [٢٢٨ :‬إنها الطهار‪ ،‬بدليل قوله تعالى‪ :‬ﭐﱡﭐﱆ‬
‫ﱇﱠ ]الطلق‪ ،[١ :‬إوانما متطيلق في م‬
‫طهرر تعتيد به"‪.‬‬
‫ويتخيرج حكم آخر وهو أن المقرء هو الحيض‪ ،‬والجامع هو عموم إطلقات الشمذهب في‬
‫بعض المسائل المقرء على الحي ص‬
‫ض‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقاشة التخريج‬
‫ذكشر ابن شناجصي أن ابن بشيرر ناقشش تخصريج اليلخصمي بكوصنه تخريةجا على بعض اللفَاظ‬
‫التي أطلقها المالكيية على وجه اليتجويز‪ ،‬قال ابن ناجي‪" :‬وردي ابن بشير ما قال اليلخمي‬
‫بأن لفَظ الحيض إنما جاء في موضع ال ي‬
‫طهر ممسامحة ل حقيشقة"‪.‬‬

‫‪ ‬المصَدر نفَسه‪.(2/91) :‬‬


‫‪ ‬التبصَرة‪ :‬أبو الحسن اللخمي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(6/2512) ،‬‬
‫‪ ‬النوادر والزيادات‪ :‬ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬مصَدر سابق‪.(5/23) ،‬‬
‫‪ ‬شرح الرسالة‪ :‬ابن ناجي‪ ،‬مصَدر سابق‪.(2/92 ) ،‬‬

You might also like