Professional Documents
Culture Documents
*********************
تاريخ النشر2824/86/86 : تاريخ القبول2824 /82/14 : تاريخ اإلرسال2821/80/86 :
ملخص :كتاب تحفة الزائر في مآثر األمير عبد القادر وأخبار الجزائر حسب ما ذكره أبو القاسم سعد
هللا حتى اآلن أفضل مصدر عن األمير عبد القادر ،وتبرز أهميته من خالل الوثائق التي اعتمدها في
الدراسة باإلضافة إلى معايشته الكثير من األحداث بحكم قربه من والده ومرافقته له في الكثير من
األحداث واملناطق سواءا في الجزائر أو في فرنسا أو تركيا أو دمشق أين استقروا ،وهو ما سنحاول
تقديمه من خالل هذه الورقة البحثية التي ستتمحور حول التعريف باملؤلف واملصدر وظروف تقديمه
ومحتواه مع الرجوع إلى كتابات أخرى عربية وأجنبية تناولت األمير عبد القادر من جوانب مختلفة.
الكلمات املفتاحية :تحفة الزائر؛ الجزائر ؛ الكتابات ؛ األمير محمد؛ األمير عبد القادر.
Abstract: The book of “ Thahfa al-zair fi mathar Al-Amir Abd - El- Kader Wa Akhbar Al-
Djazair “, according to Abu Qasim Saadallah so far is the best source of AL-Amir Abd-El-
Kader, and its importance is highlighted by the documents he adopted in the study in
addition to living many events due to his proximity to his father and accompanying him in
many events and regions .
This research paper that will focus on On the introduction of the author and the source and
the circumstances of his presentation and content.
Keywords: Amir Abd-Al-kader; Thahfa al-zair; Algeria; Writings; Amir Mohammed.
419
ص ص 221 - 280 الأمير عبد القادر من خلال كتاب تحفة الزائر... درعـي فاطمـة
مقدمة:
يعتبر األمير عبد القادر عبقرية اجتمعت فيها الكثير من الخصال املفتقدة وجاء في
زمن تزايدت فيه الظلمات ،وهو شخصية متميزة دينيا ووطنيا حيث كانت له مكانة
خاصة ،خاض مع جيشه كفاحا ضاريا مع املستدمر الفرنس ي الذي استخدم كل الحيل
لدحر األمير لكنه لم يفلح.
تناولت الكثير من الدراسات األمير عبد القادر من حيث سيرته الجهادية أو من حيث بناء
دولته الحديثة ،وامللفت لإلنتباه في غالبية هذه الكتابات العربية أو الغربية هو تركيزها
الكبير على املحطات العسكرية في حياة األمير عبد القادر ثم على تنظيماته اإلدارية
واإلهتمام باألمير الفارس واملتصوف .
سنحاول من خالل هذه الدراسة املوسومة ب " :األمير عبد القادر من خالل كتاب
تحفة الزائر في مآثر األمير عبد القادر وأخبار الجزائر" الرجوع إلى الكتابات التي تناولت
األمير عبد القادر بشكل عام والتركيز على أحد أهم املصادر العربية وهو كتاب تحفة
الزائر الذي تناول مختلف جوانب حياة األمير عبد القادر ،وتم اإلعتماد في ذلك على
املنهج التاريخي الذي يقوم على التحليل والنقد للتعريف باملصدر وأهم الجوانب التي
تطرق لها من خالل هذا املصدر املهم.
.1األمير عبد القادر بين الكتابات العربية والغربية:
كان األمير عبد القادر شخصية فذة أثارت إعجاب الكثيرين وذاع صيتها في أرجاء الدنيا
واحترمته الشعوب نظرا لشخصيته وإنجازاته وكما سبق ذكره فإن العديد من الكتابات
تناولت األمير عبد القادر بالدراسة وهذا ما يطرح التساؤل حول دواعي هذا اإلهتمام .
قال عنه بطرس البستاني في كتاب "األمير عبد القادر "" :فضال عن كونه من أعاظم
رجال السيف والسياسة فهو أيضا في عداد الكتبة والعلماء ،وله رسائل وتآليف في
التصوف" (البستاني،ب ،2811 ،صفحة .)112
كما كتب عنه ميخائيل مشاقة في حديثه عن فتنة الشام سنة 2112م قائال " :األمير
عبد القادر الشهم،كان ال يترك فرصة تفوته عن الدفاع عنهم" (مشاقة،م،2821 ،
الصفحات )212-212ويضيف " :كان هذا الشهم الباسل متقلدا سالحه ،ومعه رجاله
البواسل" (مشاقة،م ،2821 ،صفحة .)212
411
ISSN: 2353 – 0030
مجلد ،31العدد ( 13خ)2121 ،
EISSN: 2602-697X
برزت العديد من البحوث والدراسات التي خصصت مجاال مهما لدراسة هذه
الشخصية ،وحول ذلك يقول عبد القادر شرشار أن شدة اإلعجاب بهذه الشخصية من
قبل اآلخر تطلبت هذا النوع من املوضوعية نظرا ملا اتسمت به سيرته املثالية سواء
كصديق أو كعدو لفرنسا من مواقف إنسانية مشهود لها بالحكمة وحسن التدبير
(شرشار،ع ،1221 ،صفحة .)28
لم نجد هذه املوضوعية في جميع الكتابات األوربية فمنها من اتسمت فعال باملوضوعية
لكن الكثير منها حملت أغراض معينة وبرزت فيها الروح اإلستعمارية وروح التعصب.
يقول أبو القاسم سعد هللا أن الكتابات التي كتبها الفرنسيون عن األمير عبد القادر رغم
كثرتها فهي ال تخرج في أغلبها عن الحط من دوره الوطني وجعله شخصا متعصبا دينيا في
البداية وصديقا لفرنسا في النهاية ،وهذا املوقف يلخصه كتاب بول أزان (األمير من
التعصب اإلسالمي إلى القومية الفرنسية) ذلك أن إسناد دور املدافع الوطني للمير
يبطل عمل فرنسا في الجزائر (سعدهللا،أ ،2811 ،صفحة .)21
يضيف سعد هللا أن املؤرخ جورج إيفير ( )Georges Evierتناول أيضا األمير عبد القادر
وقال أنه لم يكن بطل جنسية عربية في الجزائر ألنها لم توجد ولم يكن سياسيا مجددا
يهدف إلى إدخال الحضارة األوربية على مواطنيه الذين كانوا نصف برابر ،ولكنه كان
مرابطا طموحا أراد أن يحل نفسه محل األتراك واستغل لتحقيق ذلك الهدف غفلة
الفرنسيين ونسبه الشريف وشجاعته الشخصية (سعدهللا،أ .)2811 ،هذا املوقف الذي
اتخذه هؤالء املؤرخون لم يقتصر على األمير عبد القادر بل شمل باقي زعماء املقاومة
الوطنية (سعدهللا،أ ،2811 ،صفحة .)21
من املؤرخين الفرنسيين الذين اهتموا باألمير برونو إيتيان ( )Bruno Etienneفي كتابه
عبد القادر والذي يقدم وصفا دقيقا للمير عبد القادر وعالقته بأفراد أسرته وطالبه
وسكان دمشق خالل األيام األخيرة من حياته ،كما يحتوي الكتاب بيبلوغرافيا وافية عن
حياة األمير وسيرته العسكرية والعلمية والدينية وجرد للعمال األكاديمية التي ألفت
حول أعماله (شرشار،ع ،1221 ،صفحة ،)28وعن األمير وحياته يقول برونو إيتيان" :
تدعونا حياة األمير عبد القادر وأعماله أكثر من أي ش يء آخر إلى كتابة تأويلية عنها أكثر
منها كتابة سيرة حياة" (برونو،أ ،1222 ،صفحة .)22
411
ص ص 221 - 280 الأمير عبد القادر من خلال كتاب تحفة الزائر... درعـي فاطمـة
تعددت وتنوعت أيضا الكتابات اإلسبانية حول األمير عبد القادر ،ومنهم املؤرخ ميكيل
دي إيبالزا فيرير( )Mikel de Epalza Ferrerالذي تحدث بإسهاب عن رسائل األمير عبد
القادر للملكة االسبانية إيزابيال الثانية لطلب املساعدة وذلك بعد انحصار جيش األمير في
مواجهته للقوة الفرنسية املتزايدة لكن هذه املساعدة لم تتحقق (كبداني،ف،1221 ،
صفحة ،)121كما انفرد هذا املؤرخ بتوثيقه للحداث التي لها عالقة باألمير عبد القادر
والذي يمتده فيها ويفسر وجوده وذكره في أهم الكتب واملوسوعات والقصص واألدب
العالمي الذي يبين الصدى اإليجابي عن األمير خاصة أدواره اإلنسانية والتي تمثلت في
حماية املسيحيين سنة ( 2112كبداني،ف ،1221 ،صفحة .)122تظهر موضوعية هذا
املؤرخ من خالل وصف األمير بالزعيم واختار في ذلك العبارات املناسبة حيث وصف
حركة األمير باملقاومة وفرنسا بالغازية.
من جهته املؤرخ اإلسباني مانويل مالودي مولينا ()Manuel De Malo D e Molina
يصف املقاومة في الجزائر باألسطورة الخرافية من ما يصل من أشعار ويقول أن الحرب
تؤدي إلى خلق شعر راق ورنان وقدم أمثلة عن األشعار التي كتبت حول مقاومة األمير
عبد القادر والتي قام بترجمتها والتي قال عنها أنها بينت مكانة األمير عبد القادر في قلوب
الجزائريين وقال أن القضية هي قضية والء تبين عظمة هذا الرجل الذي يعتبر حامي
العباد والدين (كبداني،ف ،1221 ،صفحة .)121
املالحظ أن الكتابات اإلسبانية قد ركزت على شخصية األمير خاصة في جانبها الديني التي
كانت ضرورية لنجاح مقاومته ،وأهمية مدينة معسكر وبالتالي فإن هذه الشخصية كانت
لها دورها في تأسيس الدولة الجزائرية ،كما أن كل الظروف واملعطيات منحت األمير
املزايا التاريخية املهمة.
لقد اتفق العديد من الكتاب اإلسبان على عظمة شخصية األمير عبد القادر من خالل
مجموعة معطيات مهدت الطريق لتكون هذه الشخصية عاملية سواءا في املجال
العسكري أو السياس ي أو األدبي.
من بين الكتابات األوربية نجد الكتابات اإلنجليزية وكنموذج منها نأخذ كتاب الكولونيل
تشرشل ( )Charles – Henry Churchillوكتابه حياة األمير عبد القادر .عزم تشرشل
على كتابة سيرة األمير عبد القادر وفي شتاء 2112 -2128أقام في دمشق واتفق مع األمير
عبد القادر على الجلوس معه ساعة يوميا طيلة 2أشهر ومن هذا اإلمالء الشخي ي
412
ISSN: 2353 – 0030
مجلد ،31العدد ( 13خ)2121 ،
EISSN: 2602-697X
والوثائق األصلية التي حصل عليها تشرشل جاء كتاب حياة عبد القادر .يقوم الكتاب
على مبدأين :تمجيد بطولة األمير الحربية وتمجيد مواقفه اإلنسانية (تشرشل،هـ،
،1222صفحة . )11
أهم املواضيع التي ركز عليها تشرشل في هذا الكتاب هي التربية والتكوين الطبيعي
والديني للمير والبيئة اإلجتماعية التي كان يتفاعل معها والنظام اإلداري الذي حاول
إقامته ومناوراته وخططه العسكرية ،وروح التقدم واإلصالح التي تميز بها وتسامحه حتى
مع ألد خصومه وحسن معاملته للسرى وصبره على املكاره وعدم يأسه حتى في أضيق
ساعات العسر وإعجابه بالحضارة الغربية والتقدم اإلنساني وتدخله اإلنساني أثناء فتنة
الشام وحبه للعلم وتعلقه بالدين وكرمه وعزوفه عن الدنيا وشهامته (تشرشل،هـ،
،1222صفحة .)21
من جهتهم األملان كان لهم اهتمام بشخصية األمير عبد القادر من جوانب متعددة ومن
بينهم الضابط كليمانس ال مبينغ ( )Clements La Mpingالذي عاش في الجزائر ملدة
سنتين منذ 2118ثم غادرها وعاد إلى وطنه أملانيا ووضع كتابا بعنوان "ذكريات من
الجزائر" نشره سنة ( 2122دودو،أ ،2812 ،صفحة ،)81وقد تحدث عن األمير عبد
القادر الذي قال أنه شارك في معركة ضده في سهل الشلف ورآه من بعيد ،ويؤكد أنه ال
يستطيع إنكار إعجابه بهذا الرجل فقد كان وحده روح املعركة ولواله ملا وقفت ثالث
قبائل في وجه الفرنسيين ،ويتمنى للمير مصيرا آخر ألنه إذا لم يسقط في املعركة فإن
أصدقاؤه سيخونونه كما حدث قديما ليوغرطة ويقول أنه يشبهه في شجاعته وصموده
إلى حد كبير ،لكن األمير يفوقه في نبله وشهامته (دودو،أ ،2812 ،صفحة ،)81ويضيف
قائال أن األمير حرم على رجاله قتل األسرى وكان يعامل املرض ى معاملة إنسانية كبيرة
(دودو،أ ،2812 ،صفحة ،)81لكن املالحظ أن هذا الضابط لم يرجع أخالق األمير
وشخصيته إلى بيئته أو دينه بل قال أن ذلك يعود إلى ثقافة األمير التي تلقاها عن والده
الذي عاش مدة في إيطاليا واطلع على عادات أهلها وتقاليدهم.
من الكتاب الروس الذين تناولوا األمير في كتاباتهم لوتسكي( Vladimir Borisovich
)Lutskyفي كتابه " تاريخ األقطار العربية" حيث يقول عنه أنه لم يكن مرابطا عاديا بل
قبل كل ش يء محاربا جريئا وفارسا ماهرا وقناصا صائبا وقائدا عسكريا عبقريا ،وكان
413
ص ص 221 - 280 الأمير عبد القادر من خلال كتاب تحفة الزائر... درعـي فاطمـة
خطيبا ملهما يسحر السامعين كالمه الحكيم الفصيح وكاتبا فذا ومنظما قديرا
(لوتسكي،ف ،1221 ،صفحة .)218
ثم يتحدث عن حياة األمير فيقول أنه بعدما أصبح حاكم دولة كبيرة واصل حياته
املتواضعة فأكل البسيط من الطعام وشرب املاء القراح ولم يتحل بأية حلية ،وكان
أمينا لتقاليد القبائل الرحل وفضل السكن في خيمة ،وكانت ثروته الوحيدة مكتبة
ممتازة (لوتسكي،ف ،1221 ،صفحة .)282
.4التعريف باألمير محمد بن األمير عبد القادر:
هو محمد بن األمير عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى بن املختار ،ولد بالقيطنة
سنة 2121هـ2122 /م (الزركلي ،1221 ،الصفحات )122-121وهي تقع على وادي
الحمام بمعسكر وهو أكبر أبناء األمير عبد القادر من زوجته خيرة وهي ابنة عمه.
ولد في فترة اشتداد الصراع ضد الفرنسيين ،حيث عاش 1سنوات من الحرب ضد
فرنسا ( ،)2121-2122و 2سنوات من األسر في سجون فرنسا ،ثم سنتين في بروسة ،ثم
انتقل إلى دمشق التي استقر بها (سعدهللا،أ ،1221 ،صفحة )228
لم يعش األمير محمد حياة مستقرة في صباه حيث عاش حياة الخوف على وقع الحرب
واألسر والغربة وزلزال بروسة ،فلم يعرف حياة اجتماعية هادئة .ويقول سعد هللا أن
والده تولى تعليمه في سجن أمبواز ووضعه تحت إشراف صهره مصطفى بن التهامي إال
أن ذلك لم يعطيه تعليما منتظما (سعدهللا،أ ،1221 ،صفحة ،)212إلى أن انتقل إلى
دمشق في مرحلة املراهقة أين انتظم في التعليم وأخذ من علمائها في الفترة التي كانت
بالد املشرق تعرف نهضة أدبية وسياسية.
تأثر األمير محمد بذلك كثيرا خاصة وأنه كان أكبر أبناء األمير عبد القادر وكان يرافقه
أينما ذهب ،وكان يحضر مجالسه مع أعيان بالد الشام وقد قال هو ذلك بأنه كان يالزم
والده ومحتذيا حذوه وأنه قرأ عليه التوحيد والحديث والنحو واستفاد منه (سعدهللا،أ،
،1221صفحة . )212
كان األمير محمد مهتما باألدب والتاريخ وظهرت ثقافته من خالل مؤلفه تحفة الزائر
وحتى من املؤلفات األخرى كما اهتم بالقضايا التي عرفتها الفترة التي عايشها.
إلى جانب اهتمامه بالتاريخ واألدب حصل األمير عبد القادر على لقب "باشا (سعدهللا،أ،
،1221صفحة ")212وكان ضابطا في الجيش العثماني ويقول الزركلي أنه كان يحمل
414
ISSN: 2353 – 0030
مجلد ،31العدد ( 13خ)2121 ،
EISSN: 2602-697X
رتبة فريق في الجيش العثماني ،وقد أكد والئه للدولة العثمانية من خالل كثرة دعائه
لسالطينها ،وقد حصل على وسام وراتب من السلطان عبد الحميد (سعدهللا،أ،1221 ،
صفحة .)212
بعد وفاة والده أصبح هو كبير العائلة بعد مبايعة إخوته له في وثيقة وقعوها بذلك .ترك
األمير محمد بعض األبناء منهم علي زين العابدين.
للمير محمد عدة تآليف وهي:
-2تحفة الزائر في مآثر األمير عبد القادر وأخبار الجزائر .
-1عقد األجياد في الصافنات الجياد (الزركلي ،1221 ،صفحة .)122
-1نخبة عقد األجياد وهو مختصر لعقد األجياد في الصافنات الجياد (الزركلي،1221 ،
صفحة ،)122وهو مطبوع في طبعتين 2181هـ و2111هـ،وكل من عقد األجياد ومختصره
هما في الخيل وذكر محاسنها (الزركلي ،1221 ،صفحة )122وتاريخها وآدابها.
-2مجموع ثالث رسائل ،وهي مطبوعة في مصر وهذه الرسائل هي:
-2ذكرى ذوي الفضل في مطابقة أركان اإلسالم للعقل.
-1كشف النقاب عن أسرار اإلحتجاب.
-1الفاروق والترياق في تعدد الزوجات والطالق (الزركلي ،1221 ،صفحة .)122
-1كتاب نزهة الخاطر في قريض األمير عبد القادر ،وقد جمع فيه بعض ما تفرق من
شعر األمير عبد القادر.
.2كتاب تحفة الزائر في مآثر األمير عبد القادر:
إن كثرة اإللحاح على كتابة سيرة األمير عبد القادر هي التي جعلت األمير محمد يفكر
في كتابة تحفة الزائر ،خاصة وأنه كان كبير العائلة وكان يالزم والده في الكثير من
تحركاته.
اعتمد األمير محمد على وثائق رسمية متمثلة في املعاهدات واإلتفاقيات ووثائق عائلته
واملراسالت الخاصة باألمير عبد القادر والكتب العربية واألجنبية التي تناولت األمير عبد
القادر بالدراسة.
شمل كتاب تحفة الزائر مرحلة كفاح األمير عبد القادر ضد اإلستعمار الفرنس ي الذي
ينتهي سنة ،2121ونالحظ أن املؤلف توقف عند سنة 2121أي أنه استثنى الفترة ما
بين 2111-2121من الدراسة.
415
ص ص 221 - 280 الأمير عبد القادر من خلال كتاب تحفة الزائر... درعـي فاطمـة
يعتبر هذا الكتاب من أهم املصادر التي أرخت لتاريخ الجزائر خاصة وأنه اعتمد على
مجموعة هامة من الوثائق املرتبطة بعائلة األمير ومراسالته .كما يمكن اعتبار هذا
املؤلف أدبيا إضافة غلى صفته التاريخية حيث اشتمل على أشعار وقصائد للمير عبد
القادر.
1 . 2وصف الكتاب:
جاء هذا املؤلف في جزأين :الجزء األول في سيرة األمير عبد القادر السيفية ،إال أنه لم
يكن مقسما ال إلى أبواب وال مباحث ،فلم يخضع بذلك إلى منهج علمي دقيق بل
استخدم عناوين صغيرة وقد تضمن الجزء األول:
مقدمة في ذكر جغرافية أقسام املغرب ،ثم ذكر حدود بالد الجزائر ومساحتها وما اشتهر
فيها من املدن والجبال ،ثم ذكر ابتداء عمران املغرب وحوادث دول األشراف والعرب
والبربر ،ثم ذكر للبربر وشعائرهم ،ثم ذكر لدول بالد املغرب األدارسة واألغالبة وصوال إلى
املوحدين والسعديين ،ثم الحديث عن الدولة العلية في املغرب األوسط وإفريقية ،ثم
الحديث عن ثورتي ابن األحرش ومحمد بن الشريف ،ثم ذكر تسلط الفرنسيين على
مدينة الجزائر وذكر معاهدة اإلستسالم ،ثم الحديث عن معارك األمير عبد القادر بعد
بيعته ،ثم ذكر كفاح األمير ضد الفرنسيين ،وتنظيمه للجيش ،ثم معاهداته مع فرنسا
وغيرها من الوقائع وقد جاء في نهاية الجزء األول ..." :بعد أن قهر رجالها وأباد أبطالها
وأشغلها خمسة عشر عاما إلى أن أراد هللا إنفاذ ما قدره وقضاه ...فاستسلم لقضاء
مواله وسلم إليه نفسه برضاه على شروط موقع عليها من الجانبين ".
وفي األخير يقول وبتسليم سيفه انتهت سيرته السيفية وهي الجزء األول ويليه الجزء
الثاني في سيرته القلمية أو العلمية وهللا ولي التوفيق (األميرمحمد ،2821 ،صفحة .)111
الجزء الثاني :يخص السيرة القلمية ،وقد تضمن ركوب األمير البحر إلى طولون وملا
اتفق له مع فرنسا ،وقد تضمن هذا الجزء ذكر تحركات األمير عبد القادر ومساره من
حمله إلى طولون ،ثم إلى سجن أمبواز ،ثم وصوله إلى القسطنطينية فبروسة وذكر
حادثة الزلزال ،ثم ذكر إنتقال األمير إلى دمشق وما صادفه من إحتفال فيها ،وكذا زيارته
لبيت املقدس .
تضمن هذا الجزء أيضا ذكر لحوادث جبل لبنان ،وحادثة دمشق ،وذكر وفاة والدته ،ثم
توجهه إلى الحجاز ،ثم إلى مكة الطاهرة فاملدينة املنورة ،ثم األستانة باريس ورجوعه إلى
411
ISSN: 2353 – 0030
مجلد ،31العدد ( 13خ)2121 ،
EISSN: 2602-697X
الشام ،ثم حديثه عن وفاة األمير عبد القادر وما أدرجته الجرائد الفرنساوية وذكر ملرضه
ورسائل التعازي واملراثي ،وفي األخير خاتمة في نسبه الشريف.
في نهاية الجزء الثاني يقول ..." :وهنا انتهى القلم في تنسيق ما قصدناه على الوجه الذي
أردناه فجاء بحمده تعالى كتابا كلل الصدق تيجانه وسلسل التحقيق غدرانه،ولعبت يد
التهذيب بأغصان سطوره ...وقد وفق هللا سبحانه إلتمامه واستنشاق مسك ختامه في
منتصف ربيع األول 2121هـ وسنة 2182ميالدية والحمد هلل في اإلبتداء واإلنتهاء
والصالة والسالم على ذي السنا والبها وعلى آله وأصحابه أولي النهي صالة وسالما دائمين
متالزمين إلى يوم الدين (األميرمحمد ،2821 ،صفحة . )222
1-1-2ذكره لنسب أبيه:
أخذ نسب أبيه حسب ما جاء في كتب النسب والشرف كالحافظ سيدي عبد الرحمن
بن محمد الفاس ي في جوهرة العقول في ذكر آل الرسول والشيخ أحمد بن احمد بن ابي
القاسم العشماوي ،وكتاب العالمة عبد هللا الونشريس ي صاحب املعيار ،والفهامة املقري
التلمساني في رياض األزهار وغيرهم ممن ثبت عندهم وزينوا به صحائف كتبهم حيث
يقول في ذلك ... " :ها أن أرويه كما تلقيته من فيه رض ي هللا عنه فهو عبد القادر بن
محي الدين بن مصطفى بن محمد بن املختار بن عبد القادر بن أحمد املختار بن عبد
القادر بن أحمد املشهور بابن خدة بن محمد بن عبد القوي بن علي بن أحمد بن عبد
القوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن محمد بن مسعود بن طاووس بن
يعقوب بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن إدريس األصغر بن إدريس األكبر بن عبد
هللا بن الحسن املثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وأمه فاطمة الزهراء بنت
سيد الوجود محمد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وشرف وكرم وعظم (األميرمحمد،
،2821صفحة .)181
2-1-2مبايعته:
يقول األمير محمد أنه عندما توالى عليهم فيما بينهم الكرب والنكد وتسلط على بالدهم
العدو ومنعهم القرار ...اجتمع األشراف والعلماء وأعيان القبائل من العرب والبربر
وقدموا على حضرة سيدي الجد وألزموه أن يقبل بيعتهم على اإلمارة لنفسه أو لولده
سيدي الوالد....وملا كان عاجزا عن القيام بأعبائه ورأى أن ولده املنوه به قد بلغ أشده
411
ص ص 221 - 280 الأمير عبد القادر من خلال كتاب تحفة الزائر... درعـي فاطمـة
وترشح لإلمارة وتأهل لها ...وقبل سيدي الوالد ما انشرح إليه صدر والده من إمارته قائال
إنا لها إنا لها (األميرمحمد ،2821 ،صفحة .)81
عن ظروف املبايعة يقول... " :وملا تالحق الناس الذين تعيد بحضورهم للبيعة وجلس
سيدي الوالد تحت الشجرة قام والده فبايعه على السمع والطاعة ودعا له ثم لقبه
ناصر الدين وقام عمه سيدي الجد ألمي السيد علي أبو طالب وبايعه وكذا األخوة وسائر
القرابة ثم األشراف والعلماء واألعيان والرؤساء ...بايعوه على ما بايعه عليه والده
(األميرمحمد ،2821 ،صفحة .)81
يقول األمير محمد أن البيعة تمت في 1رجب 2121هـ املوافق ل 11نوفمبر 2111م،
نجد أن تشرشل قال أن البيعة تمت في 12نوفمبر 2111م وقد وصف البيعة أن األمير
أعلم بكل ما دار وفي هدوء وانضباط نفس وبدون زهو قال " :إن من واجبي طاعة أوامر
والدي" .
لقد اكتفى األمير عبد القادر بلقب اإلمارة وتجنب الخالفة حتى ال يصطدم بالخليفة
العثماني أو بسلطان املغرب عبد الرحمن ،وهذا ما لم يذكره إبنه.
4-1-2تنظيم الدولة:
بعد البيعة عمل األمير عبد القادر على اختيار رجال تتوفر فيهم القدرة والكفاءة واإللتزام
ليتحملوا معه أعباء املسؤولية أمام هللا وأمام الشعب وفي ذلك يقول األمير محمد" :
...استوزر محمد بن العربي واستكتب ابن عمه السيد أحمد بن علي بن ابي طالب
والسيد الحاج مصطفى بن تهامي ....وولي الحاج الجيالني بن فريحة ناظر خزينة اململكة
...ولنظارة األمور الخارجية عين الحاج امليلود بن عراش وبث العمال والقضاة في سائر
الجهات ورتب مجلسا للشورى يشمل 22عضوا من أجلة العلماء وجعل لرئاسته قاض ي
القضاة أحمد بن الهاشمي املراحي( "..األميرمحمد ،2821 ،صفحة . )222
2-1-2تنظيم الجيش:
أولى األمير عبد القادر أهمية للجانب العسكري للحفاظ على سلطته وملواجهة العدو
وأدرك أن الحماسة وحدها ال تكفي وأن الشجاعة بال تنظيم ال تكفي وأنه البد من
تنظيم الجيش لذلك عقد مجلسا عموميا حسب ما أورده األمير محمد من رجال الدولة
وأعيان الرعية وزعمائها وخطب فيهم خطبة أوضح فيها فوائد العسكر النظامي ومنافعه
وأخبرهم أنه اعتزم على تنظيم عدد منه كاف فأجابه الجميع غلى ذلك ووافقوه عليه
411
ISSN: 2353 – 0030
مجلد ،31العدد ( 13خ)2121 ،
EISSN: 2602-697X
...املنادي بأعلى صوت ..أنه صدر أمر موالنا ناصر الدين بتجنيد وتنظيم العساكر من
كافة البالد فمن أراد الدخول تحت اللواء املحمدي ويشمله عز النظام ،فليسارع إلى دار
اإلمارة معسكر ليقيد اسمه في الدفاتر األميرية ،وتنظم الجيش في ثالث فرق فرقة
املشاة ،فرقة الخيالة ،فرقة املدفعيون (األميرمحمد ،2821 ،صفحة .)212
6-1-2نهاية الكفاح:
في شرح الظروف التي أنهى فيها األمير عبد القادر كفاحه يقول..." :فلم يسعه حينئذ إال
النظر في أمره وانتهاز الفرصة في خالصه من مكائد العدو ومكره فجمع خاصته وذويه
وقال :ياقوم إن األحوال كما ترون واألخبار على ما تسمعون فما الرأي وما الحيلة فقالوا
الرأي لسيدنا فالذي يراه نحن معه فيه ،فقال ال أرى إال التسليم لقضاء هللا تعالى
والرض ى به ...إلى أن فقدت املعاضد واملساعد ."...
نرى في ذلك أن األمير يقول أنه تم اإلجماع على أن يتم التسليم للفرنسيين ،دون ذكر
لسلطان املغرب بينما يقول تشرشل أن األمير عبد القادر طرح مشكل حول ملن يكون
اإلستسالم إلى املسيحيين أو إلى أيدي موالي عبد الرحمن ،وترك لهم الحكم في األمر
ويقول أنه يفضل ألف مرة أن يثق فيمن حاربه على الوثوق فيمن خانه (تشرشل،هـ،
،1222صفحة .)122
عن مطالب األمير عبد القادر الخاصة بالتسليم فيقول األمير محمد .." :إن األمير
عاجله الحال أن يكتب كتابا في ذلك إلى الجنرال المورسيير رئيس الجيوش الفرنساوية
فبعث رسوال من حاشيته ليخبر الجنرال باللسان ...فبلغ الرسول الرسالة الشفاهية إلى
الجنرال فاهتز لذلك" ،بينما يقول تشرشل ..." :لم يستطيع األمير عبد القادر أن يكتب
مطالبه ألن املطر كان مايزال ينزل بغزارة ثم اخذ قطعة من الورق ووضع عليه خاتمه
وأرسلها في الحال مع فارسين وكلفهما بإظهار خاتمه للجنرال كعالمة على التفويض منه
بإبداء املطالب التي سيقدمانها باسمه شفويا" (تشرشل،هـ ،1222 ،صفحة .)122
هل يمكن اعتبار ما قام به األمير عبد القادر تسليما كما يقول ابنه األمير محمد هذا
غير صحيح ألن األمير عقد اتفاقا مع العدو الفرنس ي اشترط فيه الذهاب إلى عكا أو
اإلسكندرية على متن باخرة تنقله بعد وقف الحرب ،وقراره هذا كان مرتبطا بقبول أو
رفض السلطات اإلستعمارية التي رحبت بذلك بل وافقت على طلبه في الرحيل مع من
يريد مرافقته.
419
ص ص 221 - 280 الأمير عبد القادر من خلال كتاب تحفة الزائر... درعـي فاطمـة
كما نجد أيضا ما يؤكد أن األمير لم يسلم وذلك من خالل الرسالة التي بعثها األمير إلى
ال مورسيير عندما أصبح وزيرا للحرب والتي هنأه فيها بمنصبه وذكره بامليثاق والقيام
بواجب الوفاء ومن جملة ما كتب..." :كثيرا ممن ال إملام لهم بما وقع بيني وبينك
يعتقدون أنك غلبتني في الحرب وأجبرتني على التسليم والبقاء فينبغي لك أن توضح لهم
القضية وتوقفهم على ما جهلوه من أمرنا وبذلك تجد منهم من يسعفك ويأخذ بيدك في
الوفاء بعهدك الذي هو في الحقيقة عهد دولة فرنسا بل الشعب كله لكونك كنت وقتئذ
رئيس جيوشهم ونائب ملكهم في كل ما تجريه وبالجملة فإن وفيتهم فإنكم تنالون فخرا
كبيرا بين األمم والدول وإن نقضتم وأخلفتم فال شك أنكم مرتكبون أمرا شنيعا يسقط
به قدركم ويقبح بارتكابه ذكركم في العالم كله ،حرر في 1شعبان 2112هـ11/
جوان( 2128األميرمحمد ،2821 ،صفحة .)21
يواصل قائال فحرك املكتوب من دي المورسيير سواكن اإلحن فأمر بنقل األمير من
بو إلى أمبواز .نجد أن تشرشل يقول أن األيام مرت وأسابيع وشهور دون جواب
(تشرشل،هـ ،1222 ،صفحة ،)111وأن سبب نقلهم من بو إلى أمبواز هي محاولة
مرافقيه الوقوع على الحراس ونقل العدد املمكن منهم وتذوق حالوة الثأر في حركة
يائسة من التضحية ما داموا غير مسلحين وقد قالوا فيما بعد أنهم لم يفكروا في
الهروب بل رغبتهم في املوت حتى يبقى دمهم عارا أبديا لفرنسا ...من أجل املطالبة
بالوفاء بالوعد الذي أعطي لسيدنا ،وبعد رفضهم الحرية نقلوا مع األمير عبد القادر إلى
قصر أمبواز.
الخاتمة:
رغم أن هذا املصدر يعتبر من أهم املصادر التي تناولت األمير عبد القادر بالدراسة إال
أنه حمل بعض املغالطات خاصة وأنه اعتمد على بعض املصادر الغربية ،لذلك أصبح
من الواجب إعادة دراسته للحفاظ على صورة األمير عبد القادر رمز املقاومة ومؤسس
الدولة الجزائرية الحديثة والوقوف والتصدي لكل املحاوالت اإلستعمارية الرامية
لتشويه سيرته وذلك من خالل التدقيق أكثر والتمحيص في كل ما ورد عن األمير عبد
القادر وما كتب حوله من كتابات عربية أو غربية.
يبقى األمير عبد القادر شخصية حافظت على مكانتها ليس فقط على املستوى الوطني أو
العربي اإلسالمي لكن أيضا على املستوى العالمي .وهو عبقرية اجتمعت فيها الكثير من
421
ISSN: 2353 – 0030
مجلد ،31العدد ( 13خ)2121 ،
EISSN: 2602-697X
الخصال املفتقدة وجاء في زمن تزايدت فيه الظلمات ،وهو شخصية متميزة دينيا ووطنيا
حيث كانت له مكانة خاصة ،خاض مع جيشه كفاحا ضاريا مع املستدمر الفرنس ي الذي
استخدم كل الحيل لدحر األمير لكنه لم يفلح.
املصادر واملراجع:
:املؤلفات
-المري محمد بن عبد القادر .)6909(.حتفة الزائر يف مأثر المري عبد القادر .السكندرية،لبنان :املطبعة التجارية عرزوزي وجاويش،
-البس تاين،بطرس.)6911(.المري عبد القادر(ط.)2بريوت ،لبنان :مطبعة املعارف،مج .66
-الزرلكي،خري ادلين ،)2002(.العالم(ط.)69بريوت ،لبنان :دار العمل للماليني ،ج.1
-برونو ،ايتني .)2006(.المري عبد القادر (ط.)2ترمجة ميش يل خوري ،دار الفارايب.
-ترششل،تشارلز هرني .)2009(.حياة المري عبد القادر(،ترمجة وتقدمي وتعليق،أبو القامس سعد هللا).اجلزائر :دار الغرب الساليم.
-دودو ،أبو العيد.)6919(.اجلزائر يف مؤلفات الرحالني الملان ( . )6199 - 6120اجلزائر :الرشكة الوطنية للنرش والتوزيع.
-سعد هللا ،أبو القامس .)2001(.أحباث وأراء ،ج ،2اجلزائر :دار البصائر.
-سعد هللا،أبو القامس.)6912(.جتارب يف الدب والرحةل.اجلزائر :املؤسسة الوطنية للكتاب.
-لوتسيك،فالدميري.)2001( .اترخي القطار العربية احلديث(ط .)9بريوت ،لبنان :دار الفارايب.
-مشاقة،ميخائيل.)6901(،شاهد العيان حبوادث سورًي ولبنان .مرص :ملحم خليل عبدو وأندراوس حنا شخاشريي.
:املقالت
-رششار ،عبد القادر ".)2002(.خشصية المري عبد القادر من منظور الخر ترمجة كتاب عبد القادر لقوس تاف دوقا أمنوذجا ".جمةل
انسانيات .مركز البحث يف النرثوبولوجيا الاجامتعية والثقافية( .اجملدل ،VIIالعدد ( )20 -69ص .ص)26-69 .
-كبداين،فؤاد ".)2061(.صورة المري عبد القادر يف الكتاابت الس بانية " .جمةل العلوم النسانية والاجامتعية.جامعة قاصدي مرابح.
(العدد .) 61ص .ص.161 - 166 .
421