Professional Documents
Culture Documents
يسرنا أن نحيي هذا العمل اجلماعي املتمثل في «معرض اجلزائر النوميدية» و الذي أقيم في إطار تظاهرة «اجلزائر عاصمة
الثقافة العربية . »2007
إميانا منا بأن التاريخ ذاكرة الشعوب ،و شعور منا كذلك بالنقص الكبير الذي تعاني منه املكتبة العربية في مجال التاريخ
عامة ،و التاريخ القدمي خاصة.
نحيي الطاقم العلمي ،التقني واإلداري الذي سهر على نشر هذا الكتاب الذي يتناول مجموعة من النصوص التاريخية
و الدراسات اآلثرية التي تغطي جوانب شتى من تاريخ املمالك النوميدية .
فهذا املعرض الذي سيتيح للجزائريني عامة ولألخوة العرب واألجانب خاصة ،الفرصة للتعرف على جزء كبير وهام من التاريخ
اجلزائري القدمي .ألول مرة سيقام في اجلزائر معرضا حول تاريخ و حضارة الشعب النوميدي الذي كان السباق في إبراز
الهوية اجلزائرية وذلك في القرون التي سبقت االحتالل الروماني لبالدنا.
وقد طور أسالفنا النوميد حضارة بارزة و متطورة ازدهرت بالتبادالت مع احلضارة املصرية ،الفنيقية ،االغريقية والالتينية
وخاصة حضارات البحر األبيض املتوسط .فملوك نوميديا ،سيفاقس وماسينيسا خاصة ،كانوا ميثلون القوة التي حتكم
املوازين في الصراع الذي دار بني قرطاجة وروما للهيمنة على حوض البحر األبيض املتوسط الغربي.
إن رغبتنا في وضع هذا الكتاب في متناول اجلمهور الواسع من متخصصني وهواة التاريخ كانت قوية .فالنصوص القدمية
وصفت النوميد بأنهم شعوب رحالة ال متلك مدن وال فالحة وليس لهم حتى قوانني تسير املجتمع ،لكن مختلف الدراسات
و احلفريات احلديثة و اإلكتشافات العفوية أظهرت عكس ذلك :إن بالد النوميد عامرة مبدن (سيرتا ،سيغا ،ملاغا) وقرى
(تيديس ،ميلة) وبها فالحة جد متطورة حتى قال أن ماسينيسا « األرض لم يخدمها» ووضعت قوانني حتكم العالقات بني
امللك و شعبه وقبائله وممثليهم اإلداريني.
يتمثل هذا العمل في جانبني :جانب علمي يحتوى على مقاالت و أبحاث علمية وآثرية و جانب علمي بيداغوجي متمثل في
معرض يتناول بعض اجلوانب املهمة من احلياة اليومية في عهد املمالك النوميدية .إن العمل الذي هو بني أيدينا قد بني أن
أسالفنا النوميد هم عنصرا هاما في تكوين شخصيتنا الوطنية كما ساهموا في حضارة البحر األبيض املتوسط القدمي
وبالتالي في احلضارة اإلنسانية.
خليدة تومي
وزيرة الثقافة
تقدمي السيد منير بوشناقي
منذ حوالي 30سنة ،كنت بصدد حتضير مقدمة حول «البحث األثري في اجلزائر» و ذلك مبناسبة تنظيم معرض حتت
عنوان« :النوميديون» من طرف Rheinische Landesmuseumملدينة «بون» التي كانت حينذاك عاصمة اجلمهورية
الفدرالية األملانية.
ال أعرف كيف أعبر عن فرحتي الكبيرة عندما رأيت زميلتي ،السيدة :دحو ،أستاذة التاريخ القدمي بجامعة قسنطينة ،تأخذ
املشعل و تنظم بدورها معرضا حول النوميديني ،من أجل هذا لم أتردد حلظة ،و بفخر كبير قبلت أن أكتب هذه املقدمة
القصيرة حول موضوع ،أعتبره أساسيا ملعرفة و فهم التاريخ القدمي ليس فقط للجزائر ،و إمنا للمغرب ككل.
ملعرفة أسباب و كيفية تنظيم هذا املعرض من طرف وزارة اإلعالم و الثقافة ،أجد نفسي مجبرا على سرد احلقائق التي
أأدت باملتاحف اجلزائرية إلعارة أكثر من 10أطنان من التحف األثرية و الفنية لعاصمة أملانيا Rheinische Landesm
.museum
لقد مت حتضير برنامج ثقافي بني اجلزائر و أملانيا سنة 1972و ذلك حول موقعني هامني :من جهة ضريح الصومعة باخلروب
(والية قسنطينة) ،و من جهة أخرى موقع ملباز (والية باتنة).
ال شك في أن اجلميع يعرف أن ضريح الصومعة باخلروب هو أحد املعالم اجلنائزية املهمة في الفترة النوميدية و انتسابه
ملاسينيسا ،أكبر ملوك نوميديا ،كان كأحد اإلحتماالت املقدمة ،لكن بدون أن يكون مدعما ببحث أثري منظم.
احلفريات التي أجريت سنتي 1915-1916من طرف ،F.Bonnellسمحت فقط بإخراج األدوات اجلنائزية التي كانت
في غرفة الدفن ،و وضعها مبتحف سيرتا بقسنطينة .و بعد دراسة مفصلة لهذه األدوات األثرية ،ثم ترميمها مبخبر متحف
بون،و من ثم جاءت فكرة إقامة معرض حول احلضارة النوميدية.
و في نفس الوقت ،مت وضع رسم بياني إلعادة تركيب ضريح اخلروب من طرف املهندس األثري األملاني F. Racobمن
هنا جائت فكرة إعداد برنامج واسع للبحث العلمي حول األضرحة النوميدية وذلك بإقامة أسبار أثرية.
و قد أجريت ثالث حمالت من البحوث األثرية بـ « :سيقا» – والية تلمسان – وبالضبط بضريح امللك سيفاكس ،ما بني سنتي
1976و .1978
و إلى جانب هذا ،أقيمت بتونس حفريات أثرية مبوقع « شمتو « ،و هو موقع نوميدي آخر في غاية األهمية.
لألسباب السالفة الذكر ،طرحت فكرة اجناز معرضا حول النوميديني على مدينة بون األملانية ،التي رمم فيها العتاد األثري
لضريح الصومعة.
وبفضل إهتمام وزير اإلعالم والثقافة األسبق ،السيد :عبد احلميد مهري ،بهذه املبادرة ،وبفضل مساندة سفير اجلزائر بـ
« :بون» آنذاك ،السيد :محمد سحنون ،نظمت تظاهرة كبيرة سهرة يوم 29نوفمبر 1979مبتحف بون ،مبشاركة وزير
الثقافة التونسي وسفير تونس بأملانيا.
هذا التذكير يبدو لي مفيدا في حالة ما أقيم أول معرض حول النوميد ،الشيئ الذي يحث على إعادة التفكير حول هذه
احلقبة من تاريخ املغرب القدمي ،ألنه في غالب األحيان كان مطموسا بثقل تواجد اآلثار الرومانية.
وعلى شرف األجيال الشابة من الباحثني في التاريخ و اآلثار باجلامعات اجلزائية ،تُترجم اليوم بإقامة معرض كبير حول
نوميديا واحلضارة النوميدية ،الذي أمتنى لكم فيه النجاح الكبير.
بعد تقدمي حملة تاريخية عن املمالك النوميدية من القرن الثالث قبل امليالد إلى القرن األول ميالدي نطلع على اللمسات
احلضارية للحياة اليومية لدى النوميد ،التي تبرز من خالل األدوات األثرية املتواجدة باملتاحف اجلزائرية.
إن الشواهد احلضارية للحياة اليومية لدى النوميد ،لم حتظ باهتمام كبير ضمن الدراسات القدمية ،رغم أن
النصوص األدبية الكالسيكية اإلغريقية والالتينية تذكر بعض األحداث التي جرت بها أو معها ،كما تذكر عدة مدن
و عواصم مهمة بها.
ولقد أبرزت هذا التراث االكتشافات األثرية لبعض بقايا املباني و الزخارف الهندسية و األدوات األثرية املختلفة.
إن التنقيبات األثرية التي أجريت باملواقع و األضرحة و القبور سمحت لنا بالتعرف أكثر على نوعية السكن احلضري ،كما
منحتنا هذه األدوات معرفة جانب من جوانب احلياة اليومية لهذه الفترة ( ،كاألواني املختلفة و احللي...إلخ).
كما الحظنا مدى تأثيرات احلضارة املعاصرة لها من « املصرية ،اإلغريقية ،البونيقية و األيبيرية» والتي تظهر جليا من
خالل العمارة الرسمية أكثر (كالقصور و األضرحة امللكية...الخ).
يجدر التأكيد على العملة التي ضربت باسم امللوك وباسم املدن و العواصم بشمال إفريقيا والتي سمحت لنا بالتعرف أكثر
على احلياة االقتصادية.
كما أن النقوش الليبية و البونيقية التي اكتشفت بهذه املنطقة هي بدورها سمحت لنا معرفة وفهم النظام الديني و السياسي و االجتماعي
الذي كان سائدا لدى املجتمع النوميدي (كاآللهة ،املناصب اإلدارية ،هيئة احلرفيني و أسماء بعض القبائل).
كل هذه الشواهد أبرزت لنا مدى انفتاح املمالك النوميدية على احلضارات املجاورة لها غير أن كون هذه األخيرة تركت
بصماتها لدى املجتمع النوميدي وظهرت جليا على بعض األدوات املصنعة محليا وفي فن البناء.
ويشمـــل هذا املعـــــرض ستة مجــــاالت :
يسر محافظة املعرض وجلنة التنظيم العلمية و التقنية أن تتقدم بشكرها لكل من ساهم في إجناح هذا العمل اجلماعي الذي
يقام ألول مرة في اجلزائر و منهم على وجه اخلصوص:
والي والية قسنطينة الحتضان واليته هذا املعرض وكذا رئيس بلدية قسنطينة.
في إطار فعاليات تظاهرة اجلزائر عاصمة للثقافة العربية 2007ينظم معرضا حتت عنوان «اجلزائر النوميدية» هذا
املعرض الذي يسمح للجمهور اجلزائري باكتشاف فترة من فترات تاريخه الغير معروفة ,والتي عاصرت حضارات البحر
املتوسط ما بني القرن الرابع ق-م و القرن األول م.
بعد تقدمي حملة تاريخية عن املمالك النوميدية من القرن الثالث ق م إلى القرن األول م .سنتعرف على اللمسات احلضارية
للحياة اليومية للنوميد التي تبرز من خالل األدوات األثرية املتواجدة باملتاحف اجلزائرية.
املمالـــــك النوميديــــة
أشارت النصوص األدبية الكالسيكية اإلغريقية و الالتينية إلى تواجد ممالك على الرقعة اجلغرافية املجاورة لقرطاجة ،و ذلك
منذ القرن الثالث ق.م و هي مملكتا املاسيل و عاصمتها سيرتا و مملكة املاسيسيل و عاصمتها سيغا «قرب واد تافنة» وفي
نهاية القرن الثالث ق-م ،أصبحت هاتان اململكتان تعرفان باسم نوميديا املوحدة التي كانت تتربع على شمال اجلزائر حاليا
و تداول على حكمها عدة ملوك و هم:
سيفاقس ( )220-203ق.م ،ماسينيسا ( )203-148ق.م ،مسيبسا ( )148-118ق.م ،هيمبصال األول ()118
ق.م أذر بعل ( 118-112ق.م ،يوغرطة ()118-105ق.م ،هيمبصال الثاني ()88-50ق.م ،يوبا األول ( )60-46ق-م
سيفاقس قد حكم ما بني 203 206-ق-م .ولم نعرف عنه الكثير إال انه حكم نوميديا و كانت له عاصمتان سيرتا بالشرق
وسيقا بالغرب ,وضرب العملة باسمه كملك ,وخلفه ابنه فيرمينا 203-190ق-م .هو اآلخر ضرب العملة باسمه.
تعد فترة حكم ماسينيسا أطول فترة حكم ,استرجع فيها أراضي أبائه و أجداده ،حتت شعار إفريقيا لألفارقة ،كما عرفت
نوميديا في عهده استقرارا حضاريا و كانت له عالقات خارجية عديدة ,و نشاطا جتاريا مع عدة مناطق من سواحل البحر
املتوسط.
كانت عاصمته سيرتا إضافة إلى المغا (قاملة) كمدينة ملكية و ضرب العملة باسمه كملك.
وبعد وفاته سنـ148ـة خلفه ابنه ميسيبسا وسار على نهج أبيه ماسينيسا ،حيث عرفت اململكة في عهده ازدهارا حضاريا،
في عدة مجاالت «العمارة ،املوسيقى ،الرياضة ،التجارة »...وبقيت سيرتا عاصمتا له ,إضافة إلى شرشال كمدينة ملكية
و ضرب العملة باسمه.
بعد وفاته سنـ118ـة ،انقسم حكم هذه اململكة بني أبنيه هيمبصال األول و أذر بعل و كذا ابن أخيه يوغرطة ،هذا األخير
قاوم أطماع الرومان و حاربهم حتت شعار جده مسينيسا «أفريقيا لألفارقة»،كما عرف بالدهاء و احلنكة السياسية وأشتهر
مبقولته« :روما للبيع ملن يريد شراءها».قال عنه سالوست :انه مفتول العضالت و كان يتمتع بقوة بدنية و ميارس كل األلعاب
الرياضية :من «ركوب اخليل و العدو واملصارعة مع احليوانات املفترسة» كان يتصارع مع األسد.
قاوم أطماع الرومان ,ولم يستطيعوا التغلب عليه ,لكن قبضوا علية بخديعة من صهره بوخوس ,و توفي مسجونا بروما .وبعد
هده اخلديعة قسم الرومان نوميديا ســنة 88ق.م إلى نوميديا الشرقية و نوميديا الغربية ،كان آخر من تربع على عرش
نوميديا الشرقية يوبا األول ما بني 60-46ق-م .هذا امللك الذي عرف باعتزازه النتمائه إلى إفريقيا.وكانت له عاصمتان
زاما و سيرتا .ضرب العملة باسمه ,وظهرت صورته على العملة بتسريحات شعره املفتول و دقن مثلث مثل دقن أبائه
وأجداده .اختلفت عملته عن سابقتها بظهور الكتابتان البونقية و الالتينية عليها.
مملكة نوميديا
احلضـــارة النوميديــة
إن الشواهد احلضارية للحياة اليومية للنوميديني لم حتضي باهتمام كبير ضمن الدراسات القدمية ،رغم أن النصوص
األدبية الكالسيكية اإلغريقية و الالتينية تذكر بعض األحداث جرت بها و في بعض األحيان كانت هذه النصوص تذكر هؤالء
اجليران بصورة سطحية كاملصريني والليبيني و الكوش ،واإلغريق و الرومان للشعوب الغير املنتمية حلضارتهما بالباربار,
بينما تذكر عدة مدن و عواصم مهمة بها.
أما االكتشافات األثرية لبعض بقايا من املباني و الزخارف الهندسية واألدوات األثرية املختلفة التي أبرزت هذا التراث.
إن التنقيبات األثرية التي أجريت باملواقع واألضرحة و القبور سمحت لنا بالتعرف أكثر على هذا التراث ,ونوعية السكن
احلضري ،كما منحتنا معرفة جانب من جوانب احلياة اليومية لهذه الفترة( ,كاألواني املختلفة و احللي ...الخ).
كما الحظنا مدى تأثيرات احلضارات املعاصرة لها من « املصرية،واإلغريقية،و البونقية اإليبيرية» تظهر جليا بالعمارة
الرسمية أكثر (كالقصور و األضرحة امللكية ...إلخ).
إن العملة التي ضربت باسم امللوك و باسم املدن والعواصم بشمال إفريقيا تسمح لنا بالتعرف على احلياة االقتصادية.
كما أن النقوش الليبية و البونقية التي اكتشفت بهذه املنطقة هي بدورها سمحت لنا معرفة وفهم النظام الديني و السياسي
و االجتماعي الذي كان سائدا لدى املجتمع النوميدي (كاآللهة و املناصب السياسية ،و هيئة احلرفيني).
كل هذه الشواهد أبرزت لنا مدى انفتاح املمالك النوميدية على احلضارات املجاورة لها ،تاركة هذه األخيرة بصماتها لدى
املجتمع النوميدي ،و تظهر جليا على بعض األدوات املصنعة محليا و في فن البناء.
ظهرت القوة السياسية والعسكرية للممالك النوميدية في نهاية القرن الثالث ق-م و أصبحت املراكز التجارية الساحلية البونية مراكز
نوميدية مثل موانئ سيقا عاصمة سيفاقس و روسيكادا (سكيكدة) و شولو (القل) و املوانئ الواقعة على خليج السيرت.
كانت التجارة و اإلقتصاد من أكبر اهتمامات ماسينيسا وإبنه مسيبسا من بعده .فقد حفظت لنا املصادر األدبية ،والنقوش
و اآلثار املختلفة أخبارا عن إجنازاتهما في هذا امليدان.
عمل ماسينيسا على فتح موانىء اململكة للتجارة اإلغريقية و األيبيرية وإجتذبت هذه املوانى التجار اإلغريق و املصريني
والالتني ،فراجت جتارتهم باململكة في عهدهما وكان بسيرتا ممثلني جتاريني من االغريق ومن الرومان.
و من أهم املواد املصدرة من نوميديا للعالم القدمي هو القمح و الشعير واألخشاب كخشب العرعار و العاج و قشور بيض
النعام و احليوانات املفترسة .حتى أن وصل االنتاج النوميدي بالد فارس وجزر رودس و ديلوس و روما و مناطق كثيرة في
البحر املتوسط.و تبني لنا االكتشفات اآلثرية اليوم على تواجد هذه السلع املختلفة و تنوعها من مناطق العالم القدمي وخاصة
من اجلزر االغريقية (رودس و ديلوس) باجلزائر.
العملــــة النوميديـــــة
يعد امللك سيفاقس أول ملك نوميدي ضرب عملة باسمه ثم يليه امللك ماسينيسا ثم امللوك الذين حكموا من بعدهم .كانت
عملة هؤالء امللوك كثيرة ضربت من معدن البرونز و الرصاص،و كتبوا عليها أسمائهم باللغة البونقية ،غير أنها تناقصت
بالتدريج إلى غاية حكم األمير النوميدي يوغرطة ,أما عملة يوبا االول ,فاختلفت عن العملة النوميدية االولي باستعماله
ملعدن الفضة و الذهب وبكتبته عليها بالبونقية و االتينية .وظهر نوعا آخرا من العملة ،ضربت باسم العواصم وبعض املدن
الكبرى .و بذلك ميكننا القول أن العملة النوميدية تنقسم إلى عملة امللوك و عملة املدن.
عملــــة امللــــــوك
لقد ضرب ملوك نوميدية العملة باسمهم على معدن البرنز و الرصاص ,بظهور وجه امللك عليها ،بينما على الظهر فيظهر
عليها إما احلصان راكضا ميينا أو شماال ,أو الفيل ,مع رموز أخري مختلفة مثل ( :سنابل القمح ,سعف النخيل,
الصوجلان ,صور ملباني ,قرصالشمس وهالل ,الي ...ألخ) .أما عملة يوبا األول فإختلفت عن العملة األولى بادخال معدن
الفضة و الذهب كمادة للضرب و أدخل الكتابة االتينية الي جانب الكتابة البنقية.
عملة املدن
كما أن العواصم و املدن الكبرى النوميدية هي األخري ضربت العملة باسمها مثل سيرتا (قسنطينة) و سيقا و هيبون
(عنابة) و ماكومادا (هنشير املرقب) .ضربت هذه العملة في أغلب األحيان من معدن البرونز و الرصاص ويظهر علي
تيشي « ,أما على الظهر جتسدت رموز مختلفة لثروات املدينة أوما
ّ وجه أغلبها رأس اإللهة حامية املدينة املعروفة بالهة «
يجاورها,كسنابل القمح و عناقيد العنب و كذا سعف النخيل وتختلف عملة مدينة سيرتا عن العمالت االخرى بظهور بوابة
املدينة على ظهرها.و يكتب اسم املدينة إما على الوجه أو على ظهر العملة باحلروف البونيقية وأضاف يوبا األول الكتابة
الالتينية عليها .
ولقد جسدت لنا نصب معبد احلفرة كل هذه الرموز املقدسة و املتداولة لديهم خالل فترة اململكة النوميدية ما بني القرن
الثالث و القرن األول ق.م .أنه معبد إلله « بعل حمون» كرمز للخصب و إنتاج األرض ،و النبات و احليوان ،لإللهة تانيت رمز
لألم وسيدة العالم السفلي ,و اإلله « بعل إدير» إله الصاعقة و املطر.
كان املجتمع النوميدي يقدم األضحية و القرابني لهذه القوة اخلفية ,لطرد األرواح الشريرة .و تتمثل هذه القرابني في
العديد من احليوانات كالكبش و الثور ,وبعض األدوات
( الفخارية و احللي ...الخ) ،و تظهر هذه الرموز مجسدتا على نصب معبد احلفرة .و تقدم هذه األضحية باملعابد أو على
عتبة أبواب املنازل و قرب منابع املاء و علي قمم اجلبال ولألشجار.
معبــــد احلفـــرة
يقع معبد احلفرة بقسنطينة على مرتفع ميتد طوليا على محور يبلغ حوالي 400م وهو محاديا للضفة اليسرى لنهر الرمال
و موازيا له من الناحية الشمالية.
يعتبر معبد احلفرة املجال املقدس حيث يعرف بالوفاة و هو املعبد املفتوح محاط بسور تقدم به القرابني (مولك )Molok
و هي تضحية بشرية أو حيوانية و أن األطفال الصغار يدفنون به.
احتوت نصب معبد احلفرة على نقوش ليبية و أغلبها بونيقية و بونيقية جديدة وكذا نقوش إغريقية و أخري التينية ,وكما
كانت من ضمن هذه النقوش نقوش مزدوجة و كانت من ضمن هذه النقوش ثالثة عشرة نقيشة مؤرخة ما بني 202-148
ق.م و 128-127ق.م.
و جتسدت على هذه النقوش أسماء آللهة كانت تعبد مبدينة سيرتا تتمثل في :اإلله بعل حمون ،اإللهة تانيت ،و اإلله بعل
إدير.
كما سجلت على هذه النقوش رموز زخرفية مختلفة تتمثل في :رموز لآللهة و أخرى هندسية ورموز عسكرية ،رموز حيوانية
،رموز ألعضاء بشرية و رموز ألسلحة.
ضريـــح املدغاســـن
يقع الضريح امللكي «املدغاسن» على هضبة املدهر ببلدية عني ياقوت ,على بعد 40كلم شمال شرق مدينة باتنة حاليا.و 100
كلم جنوب مدينة قسنطينة .وهو من أضخم األضرحة بشمال إفريقيا،
لم تتطرق النصوص القدمية لهذا الضريح ما عدى الدراسات األثرية .ولقد افرغ عن طريق النهب من أدواته اجلنائزية ولم
يبقي لدينا إال هذه البناية الضخمة التي يحتمل دراستها أكثر فأكثر.
وذكر هذا االسم ألول مرة من طرف ابن خلدون كاسم لقبيلة ضمن قائمة القبائل بهذه املنطقة و تسمى قبيلة مدغوس.
يحتمل أن هذه القبيلة تواجدت بهذه املنطقة مند العصور القدمية لهاذ بقي هذا االسم الذي يظهر بارزا علي الضريح حتى
عهد ابن خلدون.
يعتبر هذا الضريح من أقدم و أضخم املعالم اجلنائزية بنوميديا ,وأثبتت التحاليل العلمية التي أجريت علي خشب سقف
هذا الضريح أنه ,يعود للقرن الرابع ق.م.
ويتكون من قاعدة أسطوانية محورها 59م الشكل مستوحاة من القبور احمللية للفترة املمهدة للتاريخ التي تدعى البازيناس
أما جزؤه اخلارجي فهو علي شكل هرم مدرج يصل ارتفاعه 18,50 ,م زخرفته عرفت عدة تأثيرات (إغريقي-شرقي-
بونيقي) أعمدته بتيجان إغريقية( دورية-أيونية)هذه الزخرفة التي كانت مستعملة بكثرة عبر عدة مناطق بضفاف املتوسط
الغربي (بصقلية-بقرطاج-وبكنباني)-ما بني القرن II-Iق-م.بينما األبواب الوهمية وبعض الزخارف املأخوذة من التأثير
املصري-البونيقي.
ضريــــح الصومعــــة
يقع ضريح الصومعة ,الضريح امللكي الفردي ببلدية اخلروب على بعد 16كلم جنوب شرق مدينة قسنطينة سيرتا قدميا.
وهو مربع الشكل و بعدة طبقات .ينتهي بسقف هرمي ،يحتمل أن يتراوح علوه 30م .يوجد بالطبق األول أربعة أبواب وهمية
مزخرفة بدروع دائرية الشكل ،أما الطبق العلوي ،املهدم اليوم ،يحتمل أن يكون على شكل غرفة صغيرة بداخلها متثال من
البرنز و محاطة بأعمدة مربعة الشكل.
أن ضريح الصومعة غرفته مربعة الشكل ومغلقة ,الشيء أللذي ساعد علي االحتفاظ باألدوات اجلنائزية حتى بداية القرن
العشرين و في سنة 1915فتحت هذه الغرفة من أجل التنقيب .و أخرج ما كانت حتتويه من أدوات جنائزية فريدة تتمثل
في :أسلحة (املمثل شكلها على إحدى نصب معبد احلفرة) ،أوسمة يظهر عليها التأثير الهلينستية ,وجرار رودية وأخرى
إيطاليا ,تبني لنا مدى التبادالت التجارية ما بني نوميديا و عالم البحر األبيض املتوسط .كما وجد إناء فضي به بقايا لعظام
محروقة متثل شخص كبير في السن و طفال ذو عاهة حركية .هذه األدوات اجلنائزية ،رممت و أجريت عليها دراسة
مبناسبة املعرض الذي أقيم بأملانيا ،و مبدينة بون سنة.1979
ضريح تيبازا امللكي
ضريح تيبازا املعروف باسم « قبر الرومية « يوجد قرب مدينة تيبازا على السواحل اجلزائرية ،يؤرخ له مبنتصف القرن األول
قبل امليالد ،الضريح عبارة عن بناية ذات قاعدة أسطوانية الشكل تعلوها مدرجات في شكل مخروطي يبلغ علوه 32.40
م.
هدا الصرح يتوضع على أرضية مربعة ،أضالعها تبلغ 63.40م.
القاعدة األسطوانية حتمل 60عمودا أيونيا يعلوها إفريز ،و هي مزودة بأربعة أبواب وهمية ،عليها صليب ،املدخل يقع حتت
الباب الوهمية الشرقية.
غرفة الدفن تتجه نحو الشرق و هي تتوسط الضريح و مغطاة على شكل مهد ،مقاساتها:
العرض= 3.6م ،اإلرتفاع= 3.43م ،العمق= 4.04م
العمارة تختلف عن عمارة املدغاسن في تيجان األعمدة أي أنه عوض التيجان الدورية جند التيجان األيونية و كذلك غياب
التأثيرات املصرية فيه.
يتميز هدا الضريح بطابع معماري إيطالي يتجلى في التيجان األيونية ذات أوراق النخيل املسننة.
مدينــــة سيــرتـا
شهدت الصخرة التي تتربع عليها مدينة سيرتا تعاقب عدة حضارات مختلفة واالكتشافات األثرية أثبتت هذا .أن اإلنسان
استقر مبغاراتا الدببة و األروة املتواجدان على جدار صخرة املسيد بالضفة املقابلة لصخرة املدينة و مغارة احلمام بجدار
الصخرة فكانت هذه املغارات الواقية لهم من التقلبات الطبيعية ,كما منحتهم الغابات الشاسعة مبرتفعات سيدي املسيد,
و سطح املنصورة ,وجبل الوحش ,مجاال للصيد وكسب القوت .
و االكتشافات األثرية أثبتت أن استقرار اإلنسان بهذه املغارات وهذا منذ مرحلة ما قبل التاريخ و بقي يتردد عليها حتى
املرحلة التاريخية .ثم نزل من هذه املرتفعات للعيش علي ضفاف الوادي الستغالل مياهه لسقي إنتاجه الزراعي بأسفل
هذان املرتفعان املسيد و الصخرة واستقر العيش بهذا املكان .كل األدوات املكتشفة ,تثبت علي تردد اإلنسان بهذه املنطقة
بدون انقطاع من ماقبل التاريخ إلي املرحلة التاريخية ,لكن جنهل التطورات التي عرفها هذا املكان حتى أن أصبح مدينة
ثم عاصمة للمملكة املاسيل.
أما في املراحل التاريخية تذكر النصوص الكالسيكية اإلغريقية منها و الالتينية أن وجود مدن بشمال إفريقيا مند القرن
IVق.م و من بينهم سيرتا.
كتب مصطلح اسم هذه املدينة بعدة أشكال ,قرطن بأحرف بونيقية منفصلة ,ق.ر.ط.ن.على عملة املدينة التي تعود لعهد
املمالك النوميدية .ومعني هذا االسم في اللهجة احمللية املكان املدبب أي مكان مرتفع و كما تعني أيضا
الصخر املعزول باللغة الليبو-نوميدية و هذان املعنيان ينطبقان علي طبوغرافية هذا املكان .أما بالالتينية كتب علي هذا
الشكل سيرتا علي أن القاف أصبحت سني و الطاء تاء ,و ال معني لهذا االسم في اللهجات احمللية فهو حتريف لالسم األول
ق ر ط ن.التي ظهر على النقود.
أما معني مصطلح املدينة في اللغة البونقية ,فالقاف هي الكاف و نتلفظ بها ك.ر.ت ,و هذه األحرف لم تورد على العملة
النوميدية ,إال حرف الراء .
و(كرت -حذشت) معناها املدينة اجلديدة أو احلديثة هذا االسم الذي أصبح يطلق على هذه املدينة بهذا الشكل.
ومنذ القرن IVق-م تواصلت النصوص بذكرها كما ذكر اسمها إثناء احلرب البونقية األولى ما بني ( 264-241ق-م)
على أنها مدينة ,وأثناء احلرب البونقية الثانية( 218-201ق-م) ذكرت كعاصمة مللوك نوميديا وهم على التوالي :
-لسيفاقس ملك ململكة املاسيسيل أول عاصمة له سيقا بالقرب من مدينة بني صاف حاليا ,وبعد موت غايا أب مسينيسا,
أصبح أول ملكا لنوميديا الشرقية-والغربية وكانت له عاصمتان سيقا وسيرتا لكن حكمه لم يعمر طويال و كان ما بني
.206-203ولم نعرف الكثير عن النظام االقتصادي أو السياسي لهذا امللك ,غير أنه أول ملوك نوميديا من ضرب العملة
باسمه وكانت من معدن البرنز وظهر ت صورته علي وجهها و علي رأسه تاج و شعره مفتول وبدقن دائري وعلي ظهرها
احلصان يركض لليسار عليه فارس يرتدي برنس وعليها كتابة بأحرف بونيقية ,س.ف.ك-ح.م.م.ل.ك.ت .معناها سيفاقس
ملك ,وخلفه من بعده ابنه.
-فرمينا203-190,ق-م الذي هو بدوره ضرب العملة باسمه وكانت من معدن البرنز وظهر ت صورته علي وجهها و
علي رأسه تاج و وعلي ظهرها احلصان يركض لليسار ,وعليها كتابة بأحرف بونيقية ,و.ر.م.ن.د-.ح.م.م.ل.ك.ت .معناها
سيفاقس ملك ,وخلفه من بعده ابنه فرمينا الذي هو باسمه ومند نهاية القرن الثاني ق-م لم تشير املصادر عن مصيرهما
.
-مسينيسا إنها أطول فترة حكم مللك نوميدي و دامت فترة حكمه ستة وخمسون سنة ما بني-148 203 (:ق-م).
ذكر اسمه على العملة الفريدة بالشكل التالي :م.س.ن.س.ن -ح.م.ل.ك.ت .ضربت من معدن البرونز و حتمل صورته
على وجهها أما علي ظهرها صورة الفيل كما ذكر اسم مسينيسا بنصب مكتشف مبعبد احلفرة الذي يذكر السنة الواحدة
و األربعون من حكمه و نصب ثاني يذكر السنة السادسة و اخلمسون حلكمه و في هاذ النصب ذكر أيضا أسماء أبنائه
(مسيبسا ,غلوسة ومستنبعل األمير امللك و البطل الرياضي).
كانت سيرتا في عهد ماسينيسا العاصمة الثقافية حيث كان يأتي إليها املوسيقيني اإلغريق لتنظيم حفالت موسيقية بقصورها
حيث كانت توضع على الطاوالت األواني الفضية و السالل الذهبية .متتعت مدينة سيرتا بكل حقوقها و استقالليتها كمدينة
و كعاصمة في عهده و كانت الكتابة الرسمية هي البونقية كما وجدت بها الكتابة الليبية,و اإلغريقية ,و الالتينية ،و سكت
العملة باسمها .
استرجع ماسينيسا أراضي أبائه و أجداده ،حتت شعار إفريقيا لألفارقة ،كما عرفت نوميديا في عهده استقرارا حضاريا
.و عالقات خارجية مختلفة ,و نشاطا جتاريا مع عدة مناطق من البحر املتوسط.
تعتبر سيرتا من أقدم العواصم احمللية للمملكة و كانت املدينة السوق ,و املدينة الثقافية ,لها عالقات جتارية و ثقافية مع
قرطاجة و اإلغريق و إيبيريا و إيطاليا وهذا من خالل اللقى األثرية املكتشفة بها .و من املؤكد أن تأسيس هذه املدينة محلي
لكن جنهل فترة إنشائها و مراحل تطورها.
الكتـــابــــة
تعرف الكتابة األولى عند النوميديني بالليبية ،و هي تنتمي إلى كتابات العالم القدمي ،أستعملت إلى جانب الكتابة البونية،
البونية اجلديدة ،اإلغريقية و الالتينية.
لقد اكتشفت عدة نصب جنائزية حتمل هذه الكتابة في عدة مواقع أثرية فوق التراب اجلزائري .وكذا مواقع متعددة بكل
شمال افريقية .أقدم هده النصب يرجع إلى الفترة املمتدة ما بني 1500ق.م و القرن 6ق.م , بينما الباحثني متمسكني بأن
أقدم هذه النقوش هي النقيشة املزدوجة ملدينة دوقـة (تونس) و التي تؤرخ بسنة 138ق-م .تكتب اللغة الليبية أفقيا أو
عموديا و استمر تداول هذه الكتابة في عهد املمالك النوميدية لكن لم تتخذ من طرف امللوك ككتابة رسمية .و االكتشافات
األثرية تثبت علي أنها موجودة بكثرة خارج املدن احلضارية آن ذاك.
وبقيت بعض أحرف الكتابة الليبية متداولة في اللهجات األمازيغية حاليا نطقا و كتابة مبناطق مختلفة بكل شمال افريقية.
(التيفيناغ ،الشاوية ،القبائلية ،و الشنوة باجلزائر و الشلح باملغرب ,ومطماطة بتونس ) .و من هذه األحرف مثال + :ا
اا .... ๏إلخ.
استعمل امللوك النوميديون البونية ككتابة رسمية و هذا ما تبينه النصب املكتشفة بسيرتا ( معبد احلفرة) و قاملة (عني
النشمة)،ألن الكتابة البونقية هي الكتابة واللغة العاملية آن ذاك و لغة و كتابة التجارة املتوسطية.
أقدم النقوش البونية بسيرتا تعود إلى السنتني 163-162ق.م (عهد ماسينيسا).
وما دمنا مع االفريني واألفريقيني واألفارقة ،ال ب ّد من مالحظة وسؤال .فاملالحظة مضمونها ان في النصوص اإلغرقية
والالتينية إشارات إلى أسماء عرقية قبلية لم يذكرها هيرودوتس الذي اقتصر على قبائل أوردها من سبقه في احلديث عن
لوبة أو عن قبائل وصلته اخبارها في قورينة .Cyrèneفلم يصف القبائل التي كانت تعيش مثال على السواحل الشرقية
أو تلك التي عمرت سواحل األطلس وجباله وقد ال يكون ذلك سهوا من قبل هيرودوتس بل علّه كان ال يعرف عن تلك القبائل
توفرت لهم معلومات حول شعوب وقبائل عديدة من سكان أفريقا شيئا .أ ّما املؤرخون واجلغرافيون الذين عاشوا بعده ،فلقد ّ
فتحدثوا عنها بإطناب ومن ذلك ما أورده صلوستيوس في تأريخه حلرب يوغرطة مستفيدا من كتب بونية كانت في خزائن
امللك النوميدي هيمبصال .Hiempsalوملعرفة هذه الشعوب والقبائل األفريقية ،يفيد الباحث من كتاب صنفه املؤرخ
الفرنسي جيهن ديسنج Jehan Desangesحول القبائل األفريقية التي عرفتها العصور القدمية بني مصر واحمليط
األطلسي .فإلى جانب النوميديني واللوبيني واجلداليني الذين ورد ذكرهم في كتاب صلوستيوس قدم جيهن ديسنج غالب
القبائل املعروفة كاملصوليني واملسصوليني واملاووريني وغيرهم كثيرين فال شك أنّ مصنفه مرجع مفيد لكل من يريد معرفة
القبائل اللوبية ودورها في أفريقا قبل الغزو الروماني وبعده وعنوانه :مدونة القبائل األفريقية في العصور القدمية غرب النيل
وقد صدر في دكار سنة . 1962
كائـــن خرافــــي
مـدمـعـية
أ ّما السؤال الذي أردت طرحه ،فهو يتعلق بأصول األفريني أو األفريقيني أسالفنا.
فمن هم؟ إنّ الباحث في هذه القضية ال ب ّد أن يستهل عمله بالرجوع إلى املصادر.
فليس في تاريخ هيرودوتس ما قد يفيد في هذا املجال .فلم يطرح أبو التاريخ
قضية األصول اللوبية بل ركز على القبيلة ومجالها وتقاليدها ومعتقداتها .ومما
متيز به صلوستيوس في القرن األول قبل امليالد أنه تعرض إلى مسألة أصول
األفريقيني .ففي الفقرة الثامنة عشرة من كتابه حول حرب يوغرطة ،أشار إلى
عنصر محلي أصيل يتمثل في مجموعتني قبليتني وهما اللوبيون واجلداليون.
وإلى هذا الرصيد العرقي احمللي األصيل انضاف مهاجرون قيل إنهم من
شتات جيش هيرقليس في اسبانيا ومن هذا الشتات امليديون والفرس واألرمن
ومت االندماج بني األصليني واملهاجرين حتى ك ّونوا وحدة عرقية ثقافية تشمل
املاووريني والنوميديني مع فروع أخرى عديدة .فهي ،وال شك في ذلك ،رؤية تغلب
عليها مسحة خرافية ميثولوجية وال أدل على ذلك من ذكر البطل االغريقي
هيرقليس وجيشه الذي انحل وتشتت بعد موته .فكأنها خرافة أخذت
سداها وحلمتها مما حدث بعد موت اسكندر املقدوني .ولكن ال ننسى أنّ
نسيج اخلرافات امليثولوجية يحتوي غالبا على معطيات تاريخية فاخلرافة
ظرف له مظروف ولهذا املظروف عالقة باملعيش .فأي موقف نتوخى جتاه
هذه الرواية املقتبسة من كتب بونية معترف بها في األوساط األفريقية؟
اخلالصــــة
ومما يشهد لصالح الوحدة اللوبية ،عرقا وثقافة ،جتدر اإلشارة إلى األعالم
اجلغرافية .فال ب ّد أن تضاف هذه املادة إلى امللف اللغوي على أساس
أن األعالم اجلغرافية تصاغ من طينة اللغة التي بها تخاطب اللوبيون مع
خصوصيات جهوية أو محلية واستمدوا منها أسماء مدنهم وقراهم وجبالهم
ووديانهم وغيرها من األماكن التي كانوا يترددون عليها واتخذوا األسماء أصواءا
تدلّهم على طريقها ،واجلدير باالشارة ،أنك جتد نفس العلم اجلغرافي هنا وهناك
وهو ما يثبت وجود رصيد لغوي مشترك متحت منه القبائل اللوبية جميعها ،فتطاوين
في تونس تقابلها تطوان في املغرب األقصى وكذلك بالنسبة لتينجه قرب بنزرت وطنجه
في شمال املغرب وتتالقى تبرق الليبية مع طبرقة في تونس أما أزمور فهو اسم حتمله مدن
وقرى في ليبيا وتونس واجلزائر واملغرب األقصى .فمن هذه املادة التوبونيمية يفيد الباحث
خابية ملعرفة اللغة اللـّوبية وأصول وحدة اللّوبيني .لكنّها ما ّدة مازالت تستوجب دراسات نظامية
معمقة من جرد وتصنيف وحتليل إيتيمولوجي فيلولوجي .فاألعالم
اجلغرافية تسلط ضو ًءا يساعد على معرفة خبايا اللغة اللوبية.
وأيا كان األمر ،فتشابه األعالم اجلغرافية من السرت األكبر إلى
احمليط األطلسي يكرس وحدة التراث اللغوي والثقافي في هذه
الربوع املغاربية ويثبت أنّ لها رصيد لغوي مشاع مازال حيا
فيما يسمى آمازيغية وهي تسمية مشروعة ال يستوجب التنويه
بها تشنج األعصاب بل تدعونا إلى املزيد من الدراسات املعمقة.
على أنها تبقى إحدى التسميات التي تبنتها القبائل والشعوب
األصلية في مغربنا الكبير .فهم إفرييون وأفريقيون وأمازيغ ولكن
ال ننسى أنهم تسموا أيظا لوبيني ،فتجدر اإلشارة هنا إلى نقيشة
بونية تضمنت عبارة شد لوبييم ومعناها أرض اللوبيني أو حقل
اللوبيني وفي هذه العبارة دليل يثبت أن أسالفنا كانوا يتسمون
لوبيني وكانوا معتزين بإنتمائهم إلى أصولهم اللوبية وجتدر
اإلشارة هنا إلى إنتشار إسم لوبي للذكور ولوبية لإلناث
عندهم فكانوا يتسمون كذلك تعبي ًرا عن فخرهم واعتزازهم
باألصول .أ ّال يذكرنا هذا بانشار اسم عربي وعربية
عندنا اعتزازا بانتسابنا إلى حضارة تش ّبع أسالفنا بها
ملّا كان الفتح وتأسيس القيروان ،وساهموا في تنميتها
وإثرائها ونشرها فما بعد ،وهي احلضارة التي نشأت
في كنف اإلسالم .وأيا كان األمر ،فاعتقادي أن االحتاد
املغرب العربي لن يكون قويا ولن تكتب له الدميومة ما لم
يستند إلى مشروع أكادميي معرفي ،مضمونه اإلجابة عن
طرحتـْه ومازالت تطرحه الشعوب في توقها إلىسؤال خطير َ
التحديث وانخراطها في احلداثة :من نحن ؟
د .محمد فنطر
أستاذ كرسي -تونس-
خابية
نوميديا ،املوطن و السكان
على قـول هيرودوت ،قـسـم اإلغريـق و األيونيـني األرض إلى ثالثـة أجـزاء :أوروبا ،آسـيا و ليبيا .إلى هذه األقسام الثالثة،
يضيف اجلغرافي دلتا النيل .من ليـبـيا هذه أو من إفريقيا كما نقول اليوم ،كان القدماء ال يعرفون سوى جزءا صغيرا منها،
حتى و إن كانت بعض الرحالت و الغزوات قد حاولت معرفة األراضي املكتشفة آنذاك ،و تبقى فقط و على األرجح اجلهة
الشرقية (البحر املتوسط ) ثم أعمدة هرقل باحمليط التي كانت معروفة حقا.
ال ينتابنا كذلك أي شك أو تردد في التكلم عن إفريقيا ،بينما في حقيقة األمر ال نريد بذلك سوى جزء مما نعنيه اليوم حتت
اسم إفريقيا الشمالية أو إفريقيا الشمالية الغربية أو بالد املغرب العربي.
احلدود الشمالية للمنطقة املدروسة إذن هي ساحل البحر املتوسط و جند من اجلهة الشرقية مذبح فيليناس ()philénes
(خليج سيرت الكبيرة ) ،شرق هذه املنطقة بقيت هذه األقاليم تابعة إلى املشرق حتى نهاية العالم القدمي املتأخر (برقة
و مصر) .في اجتاه اجلنوب ،إن املعطيات املعروفة كانت غير دقيقة :هيرودوت كان يعلم جيدا أن ليبيا كانت محاطة
باملياه ،و رحلة نيشائو ( )Néchaoأثبتت ذلك ،فهو الذي أخرج الفينيقيني على البوارج « بإعطائهم أمرا بالعودة و هذا
عن طريق مسلك أعمدة هرقل للوصول إلى البحر اجلنوبي « .كذلك ،حتى في عهد اإلمبراطورية الرومانية ،كانت املعلومات
محدودة و حتى اجلغرافي بطليموس ( ، )Ptoléméeكان ال يعرف حقيقتا سوى املناطق اخلاضعة لروما ،و تلك التي
تبعتها و املتواجدة مباشرتا جنوبها .إن الفضولية و حب اإلطالع قد ملء هذا الفراغ باملدن و السكان و اجلبال .لكن كما
بينه املؤرخون املعاصرون ،كل هذا يعتبر جغرافية خرافية تصورية أين وقع البعض في غلطتها.بدون شك .و تعتبر رحلة
كورنيليوس بالبوس ( )Cornelius Balbusفي سنة 19ق.م أحسن دليل للحدود و التوغل و املعرفة.
الوطــــن
هذا الوطن ،مهما كان صغره ،يعطي اختالفات كبيرة إما بالنسبة للتضاريس و املناخ و ملناظره الطبيعية .إن الوجود
القرطاجي و االحتالل الروماني لهذا البلد لم يتوغل بداخله أكثر من 300إلى 350كلم على األكثر .رغم هذا ،كل مسافر
يقطع هذه األراضي ،من الساحل التونسي احلالي إلى السواحل األطلسية و خاصة من الشمال نحو اجلنوب ،فيكون على
دهشة من التغيرات العنيفة و املباغتة التي تواجهه.
-1التضــاريس و املــناخ
بالنسبة للجغرافيني املعاصرين فإن إفريقيا الشمالية هي منطقة اتصال الفتة للنظر و لوكان ( )Lucainفي كتابه الفرصال
(الفصل )X1.413.411كان يدرك أن ليبيا خاصة و أصلية ،و كان يعتبرها جزءا من أوروبا هذا إذ أخذنا بعني االعتبار
تشابه زروقة السماء و نوعية الرياح.
نصب من مدينة تيبازة
إن إفريقيا هي منطقة اتصال .فعندما نرسي على سواحلها الشمالية ،نالحظ في غالب األحيان شموخ التضاريس املنثنية
التي أنشأت خالل التقلبات اجليولوجية األلبية املتوسطية .بينما نحو اجلنوب جند فضاء الصحراء الشاسعة مبشاهده
الواسعة و اململة و هي الصلة التي تربط بني البحر املتوسط و قارة إفريقيا .القسم الشمالي من هذه املنطقة هو الذي كان
معمرا و مسكونا بكثافة في الفترة التاريخية.
إن مجموع التضاريس املكونة ملنطقة شمال إفريقيا مصدعة و منكسرة بطريقة عميقة و الفوضى املفروضة على اإلطار
اجليولوجي جتعل من كل إفريقيا الشمالية منطقة متشعبة أين ميكن متييز مجموع التضاريس املمتدة من الشمال إلى
اجلنوب و التي تبدو أنها توقف كل توغل قادم من البحر(الريف و األطلس) .فالفضاء األطلسي بسهوله الواسعة املسدودة
بالسالسل اجلبلية و كذلك الصحراء ،كما نالحظ تفاوتات من الشرق إلى الغرب و بها مناطق خاصة تعترض على إنشاء
وحدة سياسية إما في الفترة القدمية أو في العصر الوسيط ( صعبة لكنها غير مستحيلة ) .من هذه الوضعية اجلغرافية
فاملساحات التابعة و املتغيرة للمماليك الوطنية للقرنني الثاني و األول ق.م أو للواليات اإلفريقية التابعة لإلمبراطورية الرومانية
التي جتمع أيضا مناطق أخرى مختلفة .أحسن مثال على ذلك نالحظه في نقل املركز اجلهوي من سيرتا إلى ملباز ثم
العودة إلى سيرتا في الفترة املتأخرة القدمية ،حيث تغير اسم املدينة القدمية سيرتا إلى قسطنطينة و هو اسم اإلمبراطور
قسطنطني األول.
كما كان انفصال موريطانيا السطائفية على موريطانيا القيصرية التي امتدت من اجلنوب إلى الشمال امتداد جبال القبائل
الصغرى إلى شط احلضنة ،مرورا بالسهول العليا أين كانت توجد سيتيفيس عاصمة الوالية .أو أيضا ،فيما بعد ،اململكة
احلمادية حيث انتقلت عاصمتها من قلعة بني حماد ،غير بعيد عن شط احلضنة ،إلى صالدا القدمية (بجاية) على ساحل
البحر املتوسط.
املناخ هو اآلخر ،يخلق منطقة نزاع بني الكتل الهوائية القطبية و كتل الهواء االستوائية ،منطقة فيها فوارق عديدة مختلفة
تؤدي بسرعة من مشهد البحر املتوسط ( بلوط الفلني ،البلوط األخضر أو أماكن األدغال) إلى مساحات سهبية ثم إلى
مناطق شبه جافة إلى جافة ،الشيء الذي يجعل احلياة صعبة بهذه املناطق الغير املسقية ،املنتزعة بصعوبة ،إما من أراضي
الشطوط املاحلة أو من سفوح جبال حافة الصحراء.
تتلقى منطقة االتصال هذه ترسيبات عنيفة حتول الوديان اجلافة إلى فيضانات من الوحل املنتزع من األراضي املزروعة
أو غيرها .هذه األمطار سعيدة ألنها توحي بالثمار (كالتي تهاطلت في عهد ادريانوس سنة 128م ،ذلك بعد خمس سنوات
من اجلفاف) .لكنها أمطار صعبة و ضرورية للسقي.
يختلف في هذه املناطق منظر نفس الفصل من سنة إلى أخرى .بعد ذلك هذه احملاصيل املنقلبة و الغير مضمونة أو هذا
اجلفاف الذي يذكره بعض الكتاب القدماء :ترتيليانوس Tertullienيقول بأنه حتت حكم هيالريانوس Hilarianus
ليس هناك حصاد و الكاتب أرنوب Arnobeيتكلم عن اجلفاف الذي أصاب حقول اجليتول و موريطانيا الطنجية ،بينما مور
القيصرية و النوميديون يحصدون محاصيل غنية.
تضاريس و مناخ ،تتوحد لتعطي أشكال مختلفة لشبكة املياه ،فالوديان أو األنهار التي تصرف إلى البحر ذات املياه الكثيرة،
هي قليلة كالشلف أو املجردة (بقردة) .في غالب األحيان ما نرى سوى وديان عريضة متلؤها احلجارة و أحيانا سيالن
خيط مائي و بحيرات صغيرة سرعان ما جتف ،لكن تسيل نحو البحر ،فأخرى ،على عكس ذلك ،تنتهي إلى بحيرات الهضاب
العليا املاحلة ملنطقة قسنطينة أو احلدود الصحراوية( شط ملغيغ أو شط جريد).
-2الطبيعـــة
هذه املنطقة هي منطقة توازن غير مستقر ،و هي أكثر من ذلك بوجود اإلنسان و األعمال التخريبية لألرض .قد عرفت
إفريقيا الشمالية تذبذبات مناخية .فخالل الزمن اجليولوجي الرابع ،غيرت متاما ظروف املعيشة في الصحراء ،منذ املرحلة
التاريخية ،لم تكن هناك تفاوتات حرارية هامة ،لكن بعض التغيرات غطت املنظر الطبيعي .هذه التحوالت تصبح هامة
ملن يريد إتباع معيشة إحدى املناطق و استطاع علماء النبات ،في وقتنا هذا إظهار عملية التصحر للصحراء الشمالية و
للسهوب اجلوارية ،بفعل اإلنسان ،اليوم عن طريق توسع ثقافة الزرع بالصدفة و نزع األنواع الليفية -باألمس أيضا دون
شك باستعمال ثقافة جد متطورة لبعض املناطق.تذبذب املناخ على مدار السنوات في منطقة االتصال بني ميدان الشبه
اجلاف للهضاب العليا الوهرانية -املغربية ،حلوض احلضنة و السهوب التونسية من جهة ،و الصحراء متثل عامال هاما في
عدم استقرار اإلنسان.
إن مجرد انقطاع في مرحلة عمل أو مجرد خطأ قد يؤدي إلى عواقب وخيمة فيما يخص املجهودات الكبيرة التي تبذل للري
و العمل ضد اجنراف التربة.لكن الشيء املهم على األقل نالحظه باجتاهنا نحو الشمال.
بصعوبة شديدة ميكـن أن تكـون لدينا فكـرة عـن املناظـر الطبيعية الـتي منحتـه إفريقيا الشمالية إلـى املسافريـن األوائل.
إن عدم إجراء حتاليل طلعية على مـواقـع أثرية مؤرخـة ،جعلنا نلجأ حتى اآلن إلى املعلومـات التي نتلقاها من املؤلفني و
املؤرخني القدامى الذين هم املصـدر الوحيـد بالنسبـة لنـا وهذا يجعلنا نقع في اخلـطـأ بسهولة .بالنسبة لـي ،أصـدق
الكتابات التي توصـف لنـا املنظـر النظيـف و املقـدس عن ذلك الـذي نـراه اليـوم ،مـزروع أم ال :غابـات الساحـل اجلبلـي
االتي يذكـرها سترابـون في Maurusieالهضـاب العليا العارية و اجلبال اجلافـة التي يـراها أوغستينوس Augustin
nusفي جوتوليا ،مقابلـة منطقـة Thagasteسوق أهراس حيث كـان مسقـط رأسـه (( SERMON XLVI,39
و حـواف نهر املوثول MUTHULاملغروسـة باألشجار أيـن ترعى املاشيـة و يفلح املزارعني Salluste,Gugurth
. ) )a,XLVIII,4 ;XLXL,3
نصب بدون كتابية
الوجود اإلنساني كان سببـا في تغيير التـوازن أو في إسراع سيرورة التطـور و كـذا إنقـراض الفيلـة الصغيرة املشـار
إليها مـن طـرف الكتابات بـأنهـا كانت تلعـب دورا كبيرا في اجليش القرطاجـي،آخـر الباقني من احليـوانات التي تتالءم مـع
املنـاخ الرطـب القديـم.
إن تفاعـل العامل اإلجتماعي –اإلقتصادي مـع التغيرات املناخيـة جنـوب بيزاسينا Byzacèneجنوب تونس و في نوميديـا
قـد شـارك بـدون شك في حتويـل املناطق اخلصبـة – رمبــا املستثمـرة بكثرة – إلـى سهـوب أو صحـراء حجريـة.
-3الســــكان
الوجـود اإلنساني مذكـور منذ العصـر احلجري القدمي األسفـل،لكـن إلدراك إنتشـار غير متقطـع مثل ما تلمـح إلـيه حصـى
عني احلنـش أو عظـام ترنيفني و صناعـات محـجـرة سيدي عبد الرحمـان ،بالقـرب مـن الـدار البيضـاء ،يجـب تـرقب اآلثـار
التي خلفـها إنسـان مشتـى العـربي و أقاربــه عـلى الساحـل و الهضـاب العليـا مـن قسنطينـة إلـى وهـران :احلضـارة
اإليبيروموريـة التي يبـدو أنهـا تطـورت مـن الشـرق إلـى الغـرب ما بني األلفيـة 13و.8
جـاءت مجمـوعـة أخـرى إلـى إفريقيـا الشماليـة بتقاليد مستعـارة مـن الشـرق و هـم القفصيـون (إسـم مستـوحـى مـن موقـع
تونسـي ،قفصــة) الذيـن يبـدو أنـهم يكـونـون مجمـوعـة مركبـة أين كـانت عناصـر البحر املتوسـط مخطلطة بعناصر ذات
املميزات السـوداء ،إشـارتا إلـى تأثير البحـر األبيض املتوسط و إفريقيا ما وراء الصحراء.
إذا كانت البحـوث التي أجريت خـالل السنـوات املاضيـة تتكلـم عـن العالقـات بني الظهـور األول للعصـر احلجـري احلديث
بإفريقيـا الشماليـة خـالل األلفيـة الرابعـة مـع أسيـا الصغـرى ،فاكتشافـات جديـدة جـاءت لتلفـت اإلنتبـاه عـن قـدم
مـواقـع الصـحراء الوسـطى و الشرقـية للطاسيلـي و نتسـاءل أيضا هل يعـود هذا املجمـع السكني إلـى العصـر احلجـري
احلديث(إبتداء مـن األلفيـة السادسـة) ،أحـدث بقليل عـن تلك التجمعات االنسانية النيوليتية التي توجد باألناظول و ببالد
ما بني النهرين ( العراق).
مهمـا كـان من أمر حول هذه اإلحتماالت ،كما بينـه ، G.campsفالتواريخ التي أعطيت عـن طريق حتاليل الكاربـون
14تبـني أنـه ليـس هنـاك تـأخـر في تطـور املغـرب و الصـحراء»:حضــارات العصـر احلجـري القديـم املتأخـر ثم العصـر
احلجـري احلديث» أصبحت في آخـر هـذا العالم و للغرابـة ،معاصـرة مقارنـتا مـع تلك التي عرفتهـا البلدان اجلوارية ،و
ذلك بنفس النوعيـة ،و ظهـرت فترة ما قبل التاريخ لهـذه املناطق التابعـة للتحركـات الكبيرة التي غيرت ظروف املعيشـة في
حـوض البحر األبيض املتـوسط.
هناك إحتمال آخـر حـول هـؤالء الرجـال ،رجـال القفصي :هـل ميكنـنا أن نـرى فيهـم و بـدون شـك األجـداد احلقيقيني للبربر
الذيـن ميثـلون اليـوم أهم شعب شمـال إفريقـيا ،بالرغـم مـن أن لغتهـم متأخـرة عـن العربيـة كـما تـأخـرت أمـام الالتينيـة ،و
إذا تغيرت تقاليدهم عـن طـريق التأثيرات التي ورثـوها منذ الفترة البونـية .فـهم الذيـن مارسـوا التأثير الثقافي ،ليس فقـط
في املناطق التي بقيت بعيدة عـن املناطق القفصيـة أو اإليبيروموريـة و التي خضعـت فيما بـعد إلـى روما و إمنـا أيضـا
في نطـاق واسـع في الصحـراء ،و ذلك قبل أن يقـطع اجلفـاف املتقـدم للصحـراء إبتـداءا مـن األلفيـــة الثالثـة – تدريجيا
و ليس كليا – الساحل عـن التأثيرات اإلفريقـية .هـذه الظاهـرة األخيرة لديها أهميـة معتبرة لتاريخ هذه األراضي ،مبـا
أنها جعلت من إفريقيـا الشمالية جزيـرة حقيقيـة للبحر املتوسـط أبـعد من احلـدود أين تتوقف املعارف الدقيقـة لإلغريقيني
و الرومانيني.
مـع قدوم األلفيـة الثانية ،في الزمن الذي بـدأت تظهـر فيـه تأثيرات صـور و قـرطاجـة،ال نـعرف إال قليال مـن هـذه الشعـوب.
حاول املؤرخني في بعـض األحيـان إدخـال تقاليد حديثة و الحقـة لبعـض مظاهر حياة البربر القـدمـاء ذلك لعدم توفر
معلومات تاريخية عنهم ،هـذا مـا كتبـه « »St GSellفي جـزئـه األول مـن تاريخ إفريقيـا الشماليـة .يـوجد هـنا خطـر كبير
من املقارنة التاريخيـة في حتليل مجتمـع جـد حـساس للتغيرات ،و قـد نقـع بسهـولة في عدم فهم هاذ املجتمع القدمي.
Appien, Roman history, Engl, Transl by H. White, ed Loeb class. Libre. London
1912-28.
Cesar, La guerre d>Afrique, trad. A. Bouvet, Les belles lettres, Paris 1949.
Herodote, Histoire, Trad. A. Barguet ed. Galimard, Paris 1964.
Histoire Auguste, XXVIII (vie de Probus),IX,2, trad. A. Chastagnol, Paris, 1994,
p.1082-1083
Pline l’Ancien, Histoire Naturelle, Livre V, 21-31, trad. J. Desanges, Paris, les Belles
Lettres, 1980.
Polybe, Histoire,trad.D.Roussel,ed.Gallimard,Paris 1970 .
Salluste, Conjuration de Catalina et la guerre de Jugurtha, Walter G. Gallimard, Paris
1968.
Camps G., Aux Origines de la Berberie Monuments et Rites Funéraires Protohistom
riques de l>Afrique du Nord. Paris, A.M.G. 1961,
CAMPS G., Les Numides et la civilisation punique, A. A., t.14, 1979.
Camps G., Massinissa ou le début de l’histoire , libyca T. VIII 1er semestre, 1960
نوميديا ،الشعب واململكة
نومــيد وجيتـــول
تضاربت اآلراء حول اجلذور التاريخية لعبارة «نوميد « ،وتباينت الفرضيات املتعلقة مبصادر اشتقاقها .إن أقدم املؤرخني
اإلغريق هيرودوت الذي كان أكثر الناس معرفة بأحوال األقوام الليبية في عهده (القرن اخلامس ق .م )( )1لم يذكر قبيلة أو
عشيرة أو أية جماعة إثنية حتت لفظ « نوميد» باملعنى الذي شاع به ابتداء من القرن الثالث ق .م .عند الرومان .وكل ما
أورده هيرودوت من ألفاظ قريبة من صيغة «نوميد» هو ما يتضمن معنى البداوة ( ) Nomadismeالتي ذكر بشأنها
أن قسما هاما من األقوام الليبية التي عاصرته كانت بدوية تعتمد في معاشها على تربية املواشي و الترحال .وقد ردد كتاب
إغريق بعد هيرودوت لفظ البدو( ) Nomadesفي سياق املعنى الذي جاء به هيرودوت ،وذلك في القرن الرابع على لسان
هيكاتي ( ) Hecatéeوتيمايوس ( )Temaiusودوريس ( ،)Dorisكما ورد عن الرحالة ايراتوسفني ( )Eratospin
بنفس املعنى أواخر القرن الثالث ق.م .وقد استعمله ديودور الصقلي ( )Didore De sisile )(2في القرن األول على
نطاق واسع في موسوعته التاريخية ( ) Biblitheque historiqueلدى سرده أخبارا عن ليبيا و الليبني عموما دون
أن يحدد مدلول هذا اللفظ ( ) Nomadeالعرقي أو االجتماعي ،بل أدرجه في سياق سياسي ،أي أن املعنيني بهذا
اإلسم كانوا رعايا ممالك وإمارات في ذهن هذا املؤرخ .
أما اجلغرافي استرابون ( )Strabon )(3فلم يفرق هو اآلخر بني معنى البدو واملعنى السياسي للفظ «نوميد» الذي كان
شائعا في عصره (القرن األول ) ،بل راح يشرح أسباب حتول هذا الشعب إلى البداوة معلال ذلك بكثرة الوحوش الضارية
في بالدهم التي منعتهم من القيام بأعمال الفالحة فظلوا على حالة احلل و الترحال حسب رأيه .كذلك كان شأن املؤرخ
اإلغريقي بوليبيوس ( ،)Polybe )(4وكان معاصرا للملك مسينيسا وذا صلة به ،فقد أهمل التعرض إلى األصول اللغوية
للتسمية و لم يشر إلى مضمونها العرقي أو االجتماعي ،بل سار على نهج سابقيه من الكتاب اإلغريق ،فاهتم بأوضاع
النوميديني السياسية و االقتصادية وعالقتهم بالصراع القائم بني روما و قرطاجة آنذاك.
أما الرومان دولة و ُكتّابا( )5،6،7فهم الذين ك ّرسوا هذا اللفظ ( )Numideوأعطوه مدلوال سياسيا محددا وذلك ابتداء من
القرن الثالث ق .م .عندما اصطدموا بالقرطاجيني في صقلية ( احلرب البونية األولى ) و أخذوا يقيمون صالت مباشرة مع
األقوام الليبية املناوئة للدولة القرطاجية .ويظهر أن تلك اإلتصاالت مكنتهم من اإلطالع على أحوال البالد و العباد ،و أنهم
تعرفوا على األسماء الشائعة ،ومنها ماكان يطلق على الشعوب و القبائل البارزة و أعيان الناس الذين لهم صلة مبا يهم
الرومان في البالد ،واقتضى احلال أن يطلعوا على ُمس ّميات اإلمارات و املمالك و الشعوب في لسان أعدائهم القرطاجيني
وكذا في لسان الليبني أنفسهم .
وقد احتفظت بعض النقوش املزدوجة اللغة ( ليبية -بونيقية ) ببعض األسماء ألشخاص كانوا يحملون أسماء مشتقة من
لفظ «نوميد» في الفترة السابقة لالحتالل الروماني ،كما وردت في نقوش مزدوجة أخرى (بونيقية -التينية ) من العهد
الرومان أسماء بصيغة «نوميد» كذلك .إن هذه اإلشارات و الشواهد األكيدة شجعت املختصني في اللغات القدمية وعلم
األسماء( )Onomastiqueعلى القول بأن «نوميد» اسم علم ُعرف به القوم منذ العهد القرطاجي ،وأنه ذو أصول سامية
حيث ورد في البونيقية بصيغة (ن .ب .د) وفي الليبية بصيغة (ن .ج .ر) ،وهاتان الصيغتان يقابلهما في الالتينية لفظ
«نوميد» حسب النقيشة البونيقية -الالتينية املذكورة آنفا .غير أن املختصني لم يتوصلوا إلى اتفاق حول معنى التسمية إن
كان يتضمن صفة البداوة كما جاء في الكتابات اإلغريقية أم له مدلول إثني (عرقي) ميكن أن نقرنه بالقبائل النوميدية التي
كانت تستوطن منطقة أعالي نهري مجردة والسيبوس واستعارت منها املدينة الرومانية اسمها ،وهي «تبورسيق النوميدية»
) )Thubursicu Numidarumاجلاثمة أطاللها بجوار قرية خميسة (والية سوق اهراس) ( .)8إنها امل ْعلم األثري
الوحيد الذي يحمل اسم النوميد و يخلد ذكراهم في تاريخ اجلزائر القدمي .
إن اإلشكال املتعلق بالنوميديني ينسحب كذلك على قبائل اجليتول ،وكانوا قوما كثيري العدد متداخلي املوطن والتحرك مع
النوميديني ،نظرا التساع مجال تواجدهم جغرافيا نعتت بالدهم ب:جيتوليا ( .)Gaetuliaواعتبارا الرتباطهم بنوميديا
والنوميديني ارتأينا إدراجهم هنا ضمن مكونات اململكة النوميدية األساسيني .يرى بعض املؤرخني أن لفظ غيتولوس(
( Gaetulusالالتيني هو شكل محرف من عبارة «أغاديق» ( )Agadigالليبية التي تجُ مع « إغودالم»(Igudalem
، ))(9وقد ُشذبت هذه العبارة في العربية فأصبحت «جدالة.لكن مدلول التسمية(جيتول) غيرمحدد املعنى ،ولكنه كان يطلق
على مجموعة بشرية متشابهة من حيث منط املعيشة .أما األصول العرقية و التاريخية للجيتول فيظهر أن لها عالقة مبربي
األبقار الذين عاشوا في العصر احلجري احلديث وسيطروا أثناءه على أقاليم الرعي في جتاويف (وديان ) الصحراء الكبرى
،ثم أجبرهم اجلفاف على النزوح في اجتاهات مختلفة منها بالد التل.
ويرى بعض املؤرخني أن اجليتول بصفتهم بدوا ممتازين شكلوا حلقة وصل بني مربي األبقار واجل ّمالة (مربو اجلمال )،
فهم أحفاد األولني و أسالف األخيرين .ومن ثم فدورهم كان جليا في فترة اخليول ،حيث برزوا كفرسان و سواق عربات
قبل عصر اجلمال .وقد خلفوا آثارهم اجلنائزية مجسدة في قبورهم املنتشرة مبناطق الرعي في النجود و السهول السهبية
اجلزائرية ،تلك اآلثار التي تدل على أن أصحابها كانوا خليطا من األعراق الزجنية و املتوسطية( .)10وهذا ما حدا ببعض
الباحثني إلى القول بأن اجليتول مثلوا من الناحية االنثروبولوجية فاصال بني اجلنس الزجني اإلفريقي و اجلنس األييض
املتوسطي في شمال افريقيا .غير أنه يجدر التذكير هنا بصعوبة الفصل عرقيا بني العناصر البشرية التي تعايشت سواء
في عمق الصحراء أو في حوافها الشمالية ،فكما هو احلال اليوم كان كذلك قبيل فجر التاريخ وعلى امتداده.
ورد ذكر قبائل اجليتول في مواقع جغرافية مختلفة و متباعدة بحيث ميكن القول أن هذه املجموعة البشرية الهامة كانت تتردد
على املنطقة املمتدة من احمليط ألطلسي إلى فزان ،ضمن إطار جغرافي متشابه ،متثل في السهوب و املرتفعات اجلنوبية
(األطلس الصحراوي) وحواف الصحراء الشمالية ،أي مناطق الرعي املمتدة ما بني إقليم التل الزراعي و الصحراء .ومن ثم
متيز اجليتول بكونهم رعاة ممتازين ،ومحاربني أشداء ،حيث ض ّمت جيوش القرطاجيني و الرومان مقاتلني من رجالهم .
و بالنظر إلى انتشارهم الواسع وعدم متيزهم عن مجموعتي النوميد واملور من حث العادات و التقاليد اجلنائزية املمثلة في
طرق الدفن و الطقوس والشعائر املأمتية ،فإنه يصعب التمييز بينهم وبني غيرهم من األقوام الليبية العتيقة ،إمنا الفرق الذي
اختصوا به هو كونهم رعاة ،يغلب عليهم احلل و الترحال ( .)11ولعل أبوليوس الكاتب الالتيني املادوري ،وهو سليل مدينة
مادور /مداوروش ،قد أصاب احلقيقة عندها خاطب اجليتول و النوميد في مدينته (مادور) معتبرا إياهم أقاربه وذويه قائال:
«أهلي النوميد أهلي اجليتول» (.)12
واحلقيقة أن قبائل اجليتول لم تكن تفصل أوطانهم عن تراب مملكة نوميديا أو مملكة موريطانيا أية حدود ،كما أن اإلدارة
الرومانية لم تضع أي معلم يشير إلى وطن اجليتول ،فهم نوميديون ضمن إطار اململكة النوميدية وموريون تشملهم مملكة
املور .وكذا كان حالهم مع املقاطعات الرومانية فيما بعد .غير أن هذا ال يعني أن اجليتول كانوا خاضعني بصفة دائمة
لسلطة أهل الشمال ،سواء قبل أو بعد االحتالل الروماني ،فطبيعتهم البدوية املتحركة وت ْوقهم الدائم إلى احلرية واالنعتاق،
جعل منهم قوما يأنفون القيد وااللتزام بأوامر السلطة املركزية ،ومن ثم فصالتهم بأهل الشمال غالبا ما كانت تقوم على ما
يحقق لهم حرية التنقل واإلنتجاع دون خضوع تام لضوابط احلكم واإلدارة.
الدولـــة واملجتمـــع
إن أشكال التنظيم االجتماعي -االقتصادي التي برزت من خاللها األقوام الوارد ذكرها في النصوص اليونانية الباكرة،
كان يغلب عليها الطابع العشائري ،وأن مالمح ذلك التنظيم لم تتضمن صفات الدولة املركزية ذات السلطة املباشرة على تلك
األقوام كما هو شأن املجتمعات املجاورة في مصر و بالد اليونان وفي اإلقليم الساحلي من بالد املغرب الذي كان خاضعا
لدولة قرطاجة أو املستوطنات الفينيقية ،ثم أن الروابط التي كانت تشكل نسيج العالقات بني األفراد و اجلماعات كانت قائمة
على قرابة الدم .أي أن اإلحساس باالنتماء كان يحركه الوالء إلى العشيرة أوال بصرف النظر عن درجة االرتباط باألرض .
فمفهوم الوطن النابع من الشعور بالتملك الدائم لألرض لم يكن قد استقر بعد في مدارك تلك األقوام .هذا ما ندركه بجالء
عندها نتمعن في مضامني النصوص التي ألفها هيرودوت حول األقوام الليبية.
ومن جهة أخرى فقد خلت كتابات هيرودوت وغيره من اإلخباريني اليونان القدماء من اإلشارة إلى أشكال التنظيم السياسي
و اإلداري املتعلق باألقوام الليبية التي حتدثوا عنها في كتبهم .ثم إن الوثائق األثرية التي بحوزتنا ليس من بينها ما يتضمن
اإلشارة إلى وجود الدولة لدى هؤالء (الليبو ) في عصر هيرودوت .غير أن بعض القصص ذات الطابع اخليالي التي ّ
مت
وضعها في زمن متأخر ( القرن األول ) تذكر اسم ملك ليبي يدعى حيرباص(إربان؟)( ،)13وتنسب له القصة أنه كان ميتلك
أجر لألميرة عليسا قطعة األرض التي بنت عليها مستوطنتها .لكن هذه الرواية رغم املنطقة التي قامت فيها قرطاجة ،وأنه ّ
طرافتها لم يشر إليها هيرودوت املعروف بشغفه باألخبار الطريفة التي ذكر منها الكثير بشأن األقوام الليبية ،وهو ما يقلل
من مصداقية مضمون هذه القصة ،خاصة ما ورد فيها من طرائف .واضح أن واضع هذه القصة كان يريد من ورائها
التعريض بسلوكات الكنعانيني(الفينيقيني) ورميهم بالتحايل على الناس ،إذ جند في الكتابات اليونانية كثيرا من التوصيف
املشني ألعدائهم القرطاجيني .
تواصل صمت النصوص اليونانية عن األحداث السياسية في بالد املغرب إلى أواخر القرن الرابع حيث ذكر املؤرخ ديودور
الصقلي( )14اسم ملك يدعى يلماس تعاون مع حاكم سيراكوزة اإلغريقي أثناء حملة هذا األخير على أرض قرطاجة (
310-307ق.م ، ).لكن خبر ديودور هذا وصلنا مقتضبا جدا بحيث اقتصر على اجلوانب املتعلقة بدور هذا امللك النوميدي
في تلك احلملة التي هلك فيها بسبب تقلبات مواقفه ،فقد كان يناصر القائد اإلغريقي تارة وينقلب إلى جانب القرطاجيني
تارة أخرى فانكشف أمره و مت قتله حسب رواية ديودور .وليس لدينا من املستندات األثرية ما يتعلق بهذا امللك أو باألحداث
الواردة عند ديودور الصقلي بشانه فبقيت أخبارهذا امللك طي املجهول .وتواصل صمت املؤرخني حول نوميديا إلى منتصف
القرن الثالث عندما كان الصراع على أشده بني روما وقرطاجة (احلرب البونية األولى 264-241:ق.م ) .وكان من نتائجه
اخلطيرة على قرطاجة مترد جيشها(241-237ق.م ).الذي كان مؤلفا من رجال ينتمون إلى أعراق متوسطية مختلفة ،
ُجلّهم نوميديون .فذكر املؤرخون وفي مقدمتهم بوليبيوس اليوناني أخبارا متعلقة بذلك التمرد ( .)15وكان من بني من ساهم
في إخماد نار ذلك العصيان الشهير أمير نوميدي يدعى نرهفاص ،استعان به القائد القرطاجي أميلكار بركا .وابتداء
من هذا األمير بدأت خيوط النسب في العائلة النوميدية املالكة تتضح تدريجيا .من ذلك أن نرهفاص خلف ولدا اسمه
مزيطل(مازيتول) تنازع سلطة املُلك مع بني أعمامه ومنهم األمير مسينيسا ،وذلك بعد وفاة امللك غ ّيه والد مسينيسا أثناء
احلرب البونيقية الثانية (218-202ق.م.).
مالمح التنظيم السياسي -امللك.
حسب مضامني األخبار املتعلقة بامللوك واألمراء النوميديني فإن النظام السياسي للمملكة كان عشائريا ،تك ّون القبيلة نواته
الصلبة وتعضده التحالفات العشائرية .ومعروف أن امللكية في عصورها األولى كانت عبارة عن سلطة عسكرية أو دينية
وقضائية أو هي كلها مجتمعة .وكان منصب امللك رمزا للسلطة العليا القائمة على مبدإ الغلبة و التفوق .وعند النوميديني
مؤسس الدولة ( السلطة ) وواضع أسس احلكم فيها .ومن كان املُلك ميراث عائلة ترتبط شجرة نسب أفرادها بجد أعلى هو ّ
تقاليد وراثة العرش عندهم أن املترشح له يجب أن يكون أكبر أفراد األسرة املالكة سنا ،بصرف النظر عن درجة قرابته
للملك السابق إن كانت درجة األبوة أو األخوة أو العمومة .وحسب نقيشة دوقة فإن صاحب السلطة عند النوميديني كان
يدعى أغليد .وقد تواصل استعمال هذا اللفظ إلى العهد اإلسالمي ،حيث كان يطلق على كل شخصية مرموقة ذات سلطة أو
نفوذ ،ومن ثم قال ابن خلدون إنه يعني السلطان .ويظهر أن عبارة أغليد ظلت محلية التداول ومحدودة اإلستعمال بحيث
لم ترد في وثائق امللوك أمثال سيفاكس (صفك ) ومسينيسا وغيرهما ،إذ جند بدل «أغليد» عبارة «ملك» الكنعانية (:صفك
حمملكت)(،مسنسن حمملكت )،أي امللك سيفاكس ،امللك مسينيسا .جند هذه الصيغ الكنعانية منقوشة عادة في عمالتهم.
متمرسا وفارسا مغوارا( .)16فهو يرمز لقوة ومن الصفات املرموقة التي كان امللك يحرس على التحلي بها أن يكون محاربا ّ
القبيلة التي حتتكر السلطة وميثل قدوة لرجالها احملاربني .وتبرز هذه الصفات في رسوم امللوك النوميديني املنقوشة على
عمالتهم ،حيث نرى فيها امللك ممتطيا جواده املتوثب دون سرج أو جتهيز .وفي غالب األحيان تكون صورة الفارس في حالة
عدو يسابق الريح كما هو حال امللك سيفاكس على قطعة من عملته النادرة ،حيث نراه على جواده املنطلق رغم كبر سنه كما
يبدو في الصورة .وقد وصف لنا املؤرخ بوليبيوس امللك مسينيسا بأنه كان يقضي يومه على صهوة جواده اخلالي من أي
جتهيز دون أن تظهر عليه أعراض التعب مع تقدمه في السنّ (.)17
وال غرابة فإن الصفات العسكرية وقيادة اجليوش وإدارة املعارك كانت أهم وظائف امللوك وأبرز صفاتهم في العصور
جسدتهم الوثاثق املكتوبة والرسوم في صور احملاربني األبطال الذين ال ُيقهرون .كما أن
القدمية .من ذلك أن فراعنة مصر ّ
ملوك اإلغريق بلغت مكانتهم عند الرعية منزلة األبطال اخلالدين املعدودين في صفوف اآللهة.
وتكرس النظام امللكي فيها على بنية اجتماعية واقتصادية متباينة العناصر ،بحيث عملت الظروف اجلغرافية قامت الدولة ّ
والتباينات الثقافية واألصول احلضارية املتنوعة على ترسيخ االختالفات بني فئات السكان الذين شكلوا املضمون البشري
لرعايا اململكة ،إذ كان وضعهم يتراوح بني الرعاة املتنقلني املعتمدين على الدخل املتحرك ( تربية املواشي ) و احلضر
املمارسني للنشاط احلرفي و التجاري ،مرورا باملزارعني املنتشرين في القرى و األرياف .و يظهر لي أن ذلك التنوع في
البنية االجتماعية -االقتصادية للمملكة اقتضى مرونة في إدارة شؤون الدولة ومعاملة تلك الفئات املتباينة
فخار ليبي من مدينة تيديس
املـــدن
كان سكان املدن الساحلية من أعراق مختلفة .منهم املنحدرون من أصل محلي (ليبي) ،ومنهم من أحفاد املهاجرين الفينيقيني،
ومنهم املولّدون من الطرفني ،باإلضافة إلى عناصر متوسطية مختلفة تقاطرت على املدن الساحلية لتأجير خدماتها ،سواء
كمحاربني متمرسني أو حرفيني مهرة في مجاالت البناء و التعدين وما إلى ذلك من مهن وصناعات العصر.
وكان هؤالء السكان خاضعني فيما سبق لسلطة الدولة القرطاجية أو معترفني بهيمنتها منذ أن تزعمت السيادة على حوض
البحر األبيض املتوسط الغربي ،فكان النظام في تلك املدن و ما واالها من املدن الداخلية املتأثرة بها مماثال لنظام املدن
الفينيقية املوصوف بكونه نظاما أرستقراطيا ميكن نعته بجمهورية التجار ،على اعتبار أنه كان مكرسا لرعاية مصالح الطبقة
املهيمنة على مجتمع املدينة .ولم يتغير وضعها في العهد النوميدي فقد حافظت فيما يبدو على كثير من أوجه االستقاللية
ولم تكن تدين بالوالء للمملكة سوى من حيث االعتراف لها بالسيادة و القيام إزاءها بواجب الطاعة و املؤازرة عند االقتضاء
وحتسن أداؤه في العهد الفينيقي -القرطاجي متأثرا مبا كان يحدث من تقدم في أنظمة ّ .وكان نظام هذه املدن قد تطور
احلكم في املدن اليونانية التي استفادت كثيرا من التقدم الفكري و التنظيم السياسي و التشريعي الذي جاء به فالسفة
ومشرعون ومصلحون سياسيون أمثال أفالطون و بركليس و صولون وأرسطو وغيرهم.ومن أبرز الهيئات احلاكمة في املدن
مجلس بلدي كان مكونا من األعيان املنتخبني وعلى رأسهم قاضيان « شافطان» يشرفان على الشؤون العامة و ُيحتكم
إليهما فيما يج ّد من األمور واملنازعات .ويبدو أن املدن النوميدية الرئيسية كانت لها بعض اخلصوصية من حيث الهيئة
نص مزدوج اللغة ( بونيقية -نوميدية ) ،وجد منقوشا على لوح تذكاري يعود إلى عهد احلاكمة ،وهو ما تبينّ لنا من خالل ّ
امللك مكيبسا بن مسينيسا ،وقد ُعثرعليه في خرائب مدينة دوقة( ،)18وهي من أقدم و أهم املدن النوميدية ،حيث نقرأ فيه
أن السلطة احلاكمة في هذه املدينة كانت مشكلة كاآلتي :
-احلاكم العام امللقب باألغليد ( األمير ) ،وكان ميثل امللك ،و ميارس سلطاته في املدينة ملدة سنة.
-ضابطان عسكريان برتبة قائد مئة مقاتل.
-ضابط مساعد برتبة قائد خمسني مقاتل.
-ثالثة موظفني مدنيني.
فالهيئة احلاكمة تتشكل هنا من ستة أشخاص ،منهم ذوو الرتب و الوظائف العسكرية ،و كانوا أكثر أهمية و أقوى نفوذا
.ثم أصحاب املهام املدنية و الدينية .وباعتبار أن دوقة مدينة داخلية واقعة في عمق التراب النوميدي و كان جل سكانها
نوميديني شديدي التأثر باحلضارة الفنيقية ،فإن تشكيلة الهيئة احلاكمة فيها تعد منوذجا جيدا ملا كان عليه حال املدن
النوميدية األخرى من حيث النظام اإلداري و عالقة الرعية بامللك وطبيعة السلطة السائدة في أرجاء اململكة .فالهيئة احلاكمة
في مدينة دوقة كانت ذات طابع عسكري ،لكنه يعكس النظام العشائري املتبع من طرف ملوك نوميديا دون أن يهمل العنصر
املدني في تسيير شؤون املدينة على الطريقة البونيقية.
وقد احتفظت لنا وثائق بعض املدن األخرى مبا يشهد على العمل بالنظام البونيقي املوصوف ب «الشفاط « ( القضاة )
الذين كانوا على رأس املجالس البلدية( . )19كما تبني من بعضها أن أسلوب النظام القرطاجي هذا قد احتفظ به الرومان
فيما بعد ومزجوه بالنظام العسكري النوميدي الوارد ذكره في نقيشة دوقة سالفة الذكر .ومن أبرز صفات هذا النظام أنه
يعتمد أسلوب السلطة الثالثية املكونة من أمير ( أغليد ) و قاضيني «شافطني» اثنني و ضباط عسكريني .غير أن هذا
النموذج الثالثي الميثل قاعدة ،إذ وجدنا مناذج أخرى للسلطة الثنائية املكونة من األمير والقاضيني «الشافطني» فقط ،
وهو منوذج ساد املدن النوميدية بعد سقوط اململكة عام 46ق.م .حيث اختفت السلطة العسكرية املمثلة للملك وعوضتها
سلطة متثل سيادة روما على املدن .
وكان امللوك حريصني على وضع أكفاء الرجال وأشدهم إخالصا لهم على رأس املدن وخاصة تلك التي انتزعوها أواستعادوها
من أيدي القرطاجيني .لكن يبدو أن حكام املدن النوميدية لم يكونوا كلهم دائما في مستوى ثقة ملوكهم ،إذ يظهر أن بعضهم
كان يضعف أمام إغراءات األعداء فيتآمر معهم ويشق عصا الطاعة على امللك ،من ذلك ما ذكره املؤرخ الروماني صلوستيوس
من أن القائد الروماني ميتولوس ( )Metullusمتكن من إغراء حكام بعض املدن النوميدية فتواطأوا معه وخدعوا امللك
يوغرطة ،األمر الذي سهل مهمة مساعده سيال( )Syllaفتمكن من القبض على يوغرطة مبساعدة صهره بوكوس ملك
موريطانيا( .)20وكانت مدينة زاما إحدى عواصم نوميديا قد شق» أهلها عصا الطاعة مللكهم يوبا األول و أوصدوا أبوابها
في وجهه عند عودته منهزها في احلرب ضد يوليوس قيصر عام 46ق.م .فكانت نهايته ونهاية اململكة(.)21
متأصلة ،ولكن ذلك يدل على قوة
ّ إن هذه األمثلة التي تكررت في أمكنة و تواريخ مختلفة التعكس بالضرورة روحا تآمرية
النفوذ التي كان يتمتع بها حكام املدن و نخبها االجتماعية و قدرة الهيئات احلاكمة في املدينة على اتخاذ قرارات حاسمة
جتاه امللوك و سيادة الدولة .إن مثل هذه الوقائع تقوي لدينا االعتقاد بأن الصورة الباهتة التي نحملها على نظام احلكم
وسياسة الدولة عند النوميديني ،والتي توحي بأنها تعبر عن ضعف الروابط بني املجتمعات احلضرية ذات النزعة االستقاللية
التقصي.
ّ وبني امللوك ،هي في الواقع صور معتّمة و تخفي حقائق ال تنكشف لنا إال مبزيد من البحث و
األريــــاف
ُيستشف من نصوص املؤرخ بوليبيوس ،وكان معاصرا للملك مسينيسا ،أن العالقة بني اململكة ومجموعات القبائل والعشائر
احلليفة الضاربة في أعماق الريف والسهوب والصحراء ،كانت مرنة بحيث تضمن استمرار والء تلك األقوام للعرش ،وجتعلها
تنهض مبسائل األمن واالستقرار ،وتؤ ّمن للدولة حاجتها من الرجال املقاتلني عند االقتضاء .ويظهر أنه كان على رأس كل
مجموعة (قبيلة /عشيرة ) شيخ ميثلها بتزكية من امللك ،وهو يرأس مجلس أعيان املجموعة .وكان ذلك املجلس أشبه ما
يكون باجلماعة «تاجماعت « الوارد ذكرها في املصادر بلفظ «مزراح «( ، )Mzrhوكان ذلك املجلس ميارس صالحياته كهيئة
متثيلية للعشيرة أو القبيلة بصورة مماثلة فيما يبدو للمجلس البلدي في املدينة .وال نعلم إن كان رئيس تلك الهيئة ( اجلماعة
ظهر نقد نوميدي ملدين
سيرتا ميثل الحصان
ويظهر أنه بقدر ما كان امللوك حريصني على جتسيد سلطتهم في املدن من خالل
تغليب السلطة العسكرية فيها على السلطة املدنية قصد احملافظة على
إذعان أهلها الذين كانوا ذوي نزعة استقاللية بقدر ما كان أولئك
امللوك مرنني إزاء القبائل والعشائر ،خاصة منها تلك الضاربة في
أقاليم ريفية نائية أواملجموعات املترحلة ،وذلك بهدف احملافظة
على والء تلك األقوام واستتباب األمن في ربوعها ،وهو ما
جعل الدولة تستغني عن إقامة احلاميات العسكرية في تلك
األقاليم النائية للمحافظة على مصاحلها احليوية هنالك .
فمسؤولية ذلك كان ينهض بها شيوخ القبائل (األصدقاء)
ومجالسها (جلماعة) التزاما منهم بواجب الوالء اجلماعي
للملك واململكة معا.
أ.د .محمد البشير شنيتي.
ببليوغرافيا
ضريح املدغاسن
عاشت مناطق شمال إفريقيا فترة طويلة من عصور ما قبل التاريخ شهدت فيها تطورا متميزا وبشكل متدرج في حضاراتها
احلجرية املتنوعة التي أثريت مع الزمن وبشكل ملحوظ باتصاالت وروابط مع البلدان التي حولها من شبه اجلزيرة اإليبرية
وإيطاليا شماال ومصر شرقا واحلزام الصحراوي جنوبا ،حيث نتج عنها مبادالت في مجاالت متنوعة من ثقافية ودينية
وغيرها.
مع دخول املنطقة في فجر التاريخ كان السكان يعيشون على منطني أساسيني من احلياة .فكان منهم من ميارس رعي
املواشي الذي يتطلب الترحال سعيا وراء الكأل بني سهوب الهضاب العليا الشمالية واجلنوبية ،ومنهم من يعيش في مجتمعات
قروية مستقرة ميارسون فيها الزراعة.
إن املقابر امليغاليتية الكثيرة والتي جتمع قبور القرويني املستقرين مع أثاثها اجلنائزي هي منتشرة في أنحاء البالد وخاصة
منها الشرقية واملتمثلة في إقليم نوميديا .هذا األثاث اجلنائزي يتكون خاصة من الفخار على أشكاله املتنوعة وتقنياته املتميزة
التي تد ّل على تواجد نوع من احلياة الزراعية الريفية املستقرة.
في أوائل القرن 12ق.م بدأ يصل غربي البحر املتوسط أوائل البحارة الفينيقيني بهدف التجارة وخاصة مع منطقة تارشيش
املتواجدة جنوب غربي إسبانيا والغنية باملعادن من قصدير ونحاس وفضة ،رابطني بذلك شرقي حوض املتوسط بغربيه
بطريق بحري جتاري ستدوم فيه االتصاالت فيما بعد قرونا متعددة.
استقر قسم من هؤالء الفينيقيني التجار على الشاطئ اإلفريقي ليؤسسوا سلسلة من احملطات التي كان هدفها التجارة والتي ّ
سوف تتطور خالل القرون األولى من األلف األول ق.م إلى مدن متطورة بحيث ستصبح فيها مدينة قرطاجة األهم واألقوى
على مستوى احلوض الغربي للمتوسط..
باحلقيقة أن هاته احملطات ستجد نفسها أمام السكان احملليني حيث أن االتصال واالحتكاك واملبادالت التجارية ستؤدي
بالضرورة إلى نشوء األسواق فيها ،وستجلب السكان لهذه احملطات ،وحضارة هؤالء الفينيقيني ستجذبهم كثقافة جديدة
تنفتح أمامهم .ومع هذه االحتكاكات التي ستدوم مدة طويلة بني الشخصية البربرية اإلفريقية والفينيقية الشرقية سوف
تتولد الشخصية احلضارية البونية .فمع تأسيس قرطاجة مث ًال ،يروي جوستينوس بأن «أليسة فتشت على صداقة السكان
منذ وصولها إلى إفريقيا ،الذين هم بدورهم كانوا مسرورين بوصول هؤالء األجانب ،حيث يرون فيهم مناسبة في إقامة
املعامالت التجارية واملبادالت» ،ويضيف بأن «سكان النواحي املجاورة جاؤوا بكثرة ليبيعوا محاصيلهم الزراعية لهؤالء النزالء
اجلدد».a
إن األبحاث األثرية التي بدأت منذ قرنني تقريبا في كثير من املواقع البونية وخاصة منها قرطاجة برهنت على وجود هذه
احلضارة ومت ّيزها وخاصة في مدن الساحل شمال اإلفريقي وتغلغلها في العالم النوميدي.
باحلقيقية أن احلضارة البونية لم تعد تلك احلضارة الفينيقية الشرقية ،بل هي نتيجة احتكاكات واتصاالت طويلة بني
الفينيقيني والسكان .فأصول قرطاجة وغيرها من املدن البونية لم تكن باحلقيقة إال نتيجة مز ّودين بشر ّيني أساسيني هما
السكان احملليون الذين يشكلون الغالبة املطلقة والفينيقيون ،وهذا يبرهن على تواجد هذا التبادل املبكر بني احلضارتني
الفينيقية الشرقية والليبية البربرية.
لقد متيزت هذه احلضارة بعدة مظاهر متميزة ،سواء في جانب اللغة أو الفن والعمارة أو العقيدة والطقوس اجلنائزية.
فإذا أخذنا باالعتبار وضعية شمال إفريقيا اعتبارا من النصف الثاني من األلف األول ق.م (أي من حوالي 500ق.م) جند
أنفسنا أمام دولة أو إمبراطورية قرطاجة ومعها املدن البونية الساحلية املرتبطة معها جتاريا وسياسيا على شكل حتالف
من ناحية ،والدول النوميدية حتت حكم املاصيل واملاصيسيل التي تتمثل في اململكة النوميدية الشرقية بالنسبة للماصيل
والنوميدية الغربية بالنسبة للماصيسيل بحيث يصعب تعيني احلدود الترابية واجلغرافية لكل واحدة منها أو طبيعة تنظيمهما
اإلداري.
إن أهم ما مي ّيز هذه احلقبة هي قوة الروابط واملبادالت التي قامت بني الطرفني النوميدي والبوني وعلى جميع املستويات
من مظاهر احلياة ،سواء في الروابط االجتماعية أو في اللغة والعقيدة والفن والعمارة .النوميديون لم يتر ّددوا في اتخاذهم
للحضارة البونية واحتضانها خالل الفترة األولى ،وخاصة الطبقة األرستقراطية النوميدية التي كانت تعتبر قرطاجة خالل
هذه الفترة عاصمة لهم .فحسب أبيانوس مثال ،فإن ماسينيسا كان قد تربى في قرطاجة.b
هذا ولدينا عدد من األمثلة على روابط النسب والزواج بني العائالت األرستقراطية البونية والنوميدية .فالنصوص أمدتنا بعدد
من هذه الروابط الزوجية من طلبات أو مناسبات زواج .فمع تأسيس مدينة قرطاجة خالل القرن التاسع ق .م ،نسمع عن
طلب امللك الليبي هيارباس يد األميرة أليسة للزواج cالقائد القرطاجي أميلكار برقة مثال كان قد وعد بإحدى بناته لألمير
النوميدي نارهافاس وهذا خالل حرب املرتزقة .dأوزالكيس Oezalcèsع ّم ماسينيسا كانت زوجته قرطاجية وهي بنت
أخت حنّا بعل .وهو نفسه ز ّوج إحدى بناته لقرطاجي يدعى أد ُربعل .eلدينا مثال مشهور جدا على املنافسة في الزواج بني
ماسينيسا وصيفاكس اللذان طلبا يد نفس الفتاة املدعوة صفو نسب Sophonicbeابنة أحد اجلنراالت القرطاجيني
أزربعل ،وكان صيفاكس وألسباب سياسية قد حتصل عليها ،وبعدها يحاول ماسينيسا الزواج منها ،وهذا بعد خسارة ُ
صيفاكس للحرب وأسره من قبل الرومان .fولهذا فإن االختالط اجلنسي بني الطرفني كان قويا بحيث أن ال ّدم اإلفريقي أو
القرطاجي كان يسيل في عروق كل منهما.
بالنسبة للمدن النوميدية الساحلية فيها والداخلية التي حتمل اسما ليبيا بربريا أو بونيا فإنها تأثرت كلها بالثقافة البونية،
هذا ما جنده مثال في إنتاج الفخار البوني الذي جنده في قيرطة (قسنطينة) أو في املدن واحملطات الساحلية أو املعابد
املكرسة آللهة اخلصب بعل ح ّمون وتانيت أو في اللغة املستعملة سواء على املستوى الرسمي أومن قبل العامة .حتى وإن ّ
ً ً ً
قيرطة نفسها حتمل اسما بونيا مع أنها لم تكن أبدا حتت السيطرة القرطاجية.
إذا درسنا أسماء مقدمي «الوعدات» والنذور لبعل ح ّمون وتانيت سواء في املدن النوميدية أو البونية فإنه سيلفت انتباهنا
التداخل الكبير بني األسماء البونية والنوميدية البربرية حتى وأحيانا في نفس العائلة .ومن األسماء املتكررة كثيرا في املدن
البونية والنوميدية جند مثال عبد ملكارت ،gعبد أشمون ،hأزربعل ،iعبد عشتارت ،jبد ملكارت ،kبد عشتارت.l
اللغة البونية باحلقيقة لم تعد مستعملة فقط في املدن البونية ،فالنصوص الكثيرة جدا أثبتت على أنها أصبحت مستعملة
بشكل عادي في املدن النوميدية اعتبارا من القرن 3ق.م .وال ننسى أنه باللغة البونية ضربت عملة امللوك النّوميديني اعتبارا
من ماسينيسا حتى يوبا األول وهذا بعد سقوط مدينة قرطاجة .وكذلك التكريسات النذرية واجلنائزية عند العامة كانت
غالبيتها بالبونية .فمعظم األنصاب النذرية املقدمة في معابد بعل ح ّمون وتانيت سواء في قيرطة أو املدن النوميدية األخرى
مثل قاملة ،عني النّشمة ،خميسة ،والدقة وغيرها كانت بالبونية ،وكذلك التكريسات اجلنائزية املقدمة بالبونية التي وجدت في
هذه املدن كانت كثيرة ،منها أيضا ما كان بالليبية وخاصة في منطقة الشافية في منطقة الطارف .عدد من التكريسات كان
مزدوج اللغة بالليبية والبونية مثل الكتابة املكرسة لبناء ضريح الدقة في تونس أو أيضا في كتابة أخرى مكرسة ملاسينيسا
مقدمة من قبل ميكيبسا.هاته اللغة بقيت ح ّية مدة طويلة بعد سقوط قرطاجة .فاألسقف أوغسطينوس الذي عاش خالل
القرن 5م يروي بأن القرويني في ضواحي عنابة يتكلمون البونية .عدد من الباحثني أمثال شارل كورتوا وضع الشك في
هذه املعلومات معتبرا بأنها يجب أن تكون لهجة بربرية ،mولكن يجب أال ننسى بأن أوغسطينوس هو من سوق أهراس
منطقة ما زالت تتكلم البربرية حتى يومنا هذا ،ولذا فمن الصعب علينا االعتقاد بأن أوغسطينوس ال يفرق بني اللغة البربرية
والبونية.
بالنسبة للمعتقدات جند نفس اآللهة املعبودة لدى املجتمعني ،وهما املعبودان الرئيسيان للخصب واإلجناب القرطاجيا األصل
بعل حمون وتانيت حيث جند ممارسة عبادتهما منذ تواريخ تأسيس عدد من املدن البونية وخاصة قرطاجة.
آالف األنصاب التي وجدناها في املعابد والتي تري األضاحي الكثيرة التي قدمت للمعبودين لتشهد بأن هذه العبادات قد
انتشرت في أنحاء املمالك النوميدية اعتبار ًا من القرن 3ق.م .فمعابدهما تتواجد في كل مكان في قيرطة ،قاملة ،عني النشمة
خميسة ،تيديس ،عنابة ،دلس ،تيغزررت ،تيبازة ،بطيوة (بورتوس ماغنوس) وغيرها .ونالحظ أن انتشار هاته العبادات كان
خالل عهد ماسينيسا خاصة حيث أن عددا من النصب النذرية في قيرطة نفسها مؤرخة إلى عهده.
أسماء مقدمي النذور واألضاحي هي نوميدية والكتابات املستعملة كانت بالبونية أو البونية احملدثة املعتبرة كتابة نسخية.
الصفات والطباع
فعلى ما يظهر أن بعل حمون لم يعد معبودا بونيا ولكنه أصبح إفريقيا .وقد دخلت عليه تأثيرات كثيرة من ّ
التعبدية البربرية وخاصة في زيادة قرون الكبش التي جندها على العملة النوميدية .فمما يجدر بالذكر بأن آثار عبادة الكبش
في إفريقيا تواجدت على الرسومات والنقوش الصخرية ملا قبل التاريخ والتي تعود لأللف 2ق.م.
اإللهة تانيت نفسها حتمل على ما يبدو اسما ذي طابع محلي في الشكل أو املعنى فبداية االسم وانتهاؤه بالتاء من صفات
األسماء البربرية .ويعود ظهور عبادة هاته اإللهة ملا قبل القرن 5ق.م ،حيث جند فيها الكثير من املشابهات مع اإللهة
الفينيقية للخصب عشتارت.
التشخيص اإلنساني لهاته اآللهة املقدسة على اللوحات النذرية لقرطاجة وغيرها من املدن البونية والنوميدية كانت نادرة.
فهي غالبا مستعاضة برموز فلكية مثل قرص الشمس أو الهالل أو اليد املباركة ،ونستطيع التعرف على قيمتها ومكانتها
من املكان الذي يحتلونه على النصب النذري .هذا ما جنده بشكل كبير في أنصاب احلفرة في قسنطينة وغيرها من املدن.
القرص الشمسي الذي يرمز لبعل ح ّمون متواجد بكثرة ،إما أن يكون مق ّدما لوحده أو مرفق ًا بالهالل الذي يرمز لتانيت.
هناك رمز آخر تواجد بكثرة على أنصاب نوميديا وخاصة أنصاب احلفرة في قسنطينة هو رمز تانيت املتمثل باملثلث الذي
يعلوه دائرة بينهما عارضة أفقية مقدمة بذلك شكال إنسانيا ذي طابع هندسي .إنه يشغل املكان الرئيسي في النصب ،وغالبا
ما يكون مرفقا برموز أخرى مثل الصوجلان واليد واملباخر .لقد ظهر هذا الرمز اعتبارا من القرن 5ق.م .في قرطاجة وفي
املدن البونية األخرى ،فأنصاب تيغزيرت وتيبازة وبطيوة تعطينا أمثلة كثيرة عليه .هذا وسيختفي هذا الرمز خالل القرن األول
م بحيث تكون تيبازة آخر مكان يتواجد فيه وهذا في نهاية القرن األول ليختفي بعدها متاما من قائمة الرموز الدينية.
حتتوي قبور السكان في املدن البونية على أثاث جنائزي ذي مواصفات بربرية محلية بحتة ،ومتطابق مع ما جنده في القبور
الريفية البربرية لفجر التاريخ ،وهي نادرة لدى الفينيقيني ،مما يبرهن على وجود طقوس جنائزية ليست فينيقية بل لسكان
محليني؛ وهي إشارات ودالئل مهمة لتوضيح نوعية السكان في املدن البونية.n
إن تطور القبور البونية ذات الغرفة واملدخل اجل ّبي احملفورة بعمق في األرض ،نحو األقل عمقا ونصف الظاهرة فوق األرض،
تفسر حسب كامبس «بانشغال السكان في أن يكون لقبورهم مدخل سهل نحو الغرفة اجلنائزية كما هو احلال في املعالم ّ
الضريح امللكي املوريطاني-
جانب من األعمدة
اجلنائزية البربرية لفجر التاريخ» .oأما احلرق املمارس في أضرحة اخلروب ورمبا املدغاسن وامللكي املوريطاني أيضا ،فهي
تأثيرات بونية كانت ممارسة في قرطاجة اعتبارا من القرن 5ق.م.
بالنسبة للعمارة فإن املعالم اجلنائزية متدنا بأفضل األمثلة على جمع الكثير من العناصر املعمارية والفنية املختلفة املصادر،
وعلى اخلصوص فيها ضريحي املدغاسن املتواجد بني قسنطينة وباتنة (الشكل ،)1والضريح امللكي املوريطاني القريب من
تيبازة (الشكل .)3فهما املثاالن األكثر أهمية اللذان يسمحان لنا بتمييز التبادل بني العاملني البوني والنوميدي.
االثنان بنيا بهيئة معلم بربري انتشر بشكل كبير خالل أواخر فترة ما قبل التاريخ يدعى البازينة .إنه عبارة عن شكل
ومتوج من األعلى بهرم مدرج .القسم األسطواني مزين بعناصر معمارية متنوعة ،تتمثل خاصة في األعمدة احملالة
أسطواني ّ
بالتيجان واملرضومة بجسم الضريح لتزين محيطه (األشكال .)4 ،2
الضريح امللكي املوريطاني -الباب الوهمي
وتكون جانب تبادل مه ّم بني عدة حضارات .إنها تتمثل خاصة في التيجان هذه العناصر التزيينية ذات أصول متنوعة ّ
واألبواب الوهمية واحلن ّية املصرية .فالتاج اإليوني الذي جنده في الضريح امللكي املوريطاني يكون جانبا مهما في زينة املعلم
بحيث منيز فيه نوعان :النوع الذي يزين محيط الضريح (الشكل ،)6والنوع الذي يجنّح األبواب الوهمية (الشكل .)5
فالتيجان املجنحة لألبواب الوهمية حتمل تعريقة نباتية فوق عنق التاج وهي عبارة عن تعريقة نخلية ،نوع من الزينة ذات
أصول فينيقية .ونرى هذا النوع من الزينة مثال على تيجان مصلى بوني وجد في توبوربو ماجوس ليس بعيدا عن تونس
.p
النوع الثاني من التيجان مزين بعصابة من الورود حتت احللزنة ،ويحتوي على قناة تصل بني احللزنتني بشكل مقعر بشكل
عميق (الشكل .)6
هذا النوع من التيجان كان مستعمال في البالد اإلغريقية قبل القرن 4ق.م ،حيث انقطع استعماله منذ وقتها ،بينما استمر
استعماله في املعالم البونية املعمارية حيث جنده على عدد من العناصر املعمارية من القرن 3ق.م وعلى األنصاب (الشكل
q)8
التاج اإليوني جنده أيضا في أضرحة سيقا في الغرب اجلزائري والدقة في تونس وصبراطة في ليبيا.
التيجان الدورية املستعملة في املدغاسن تتواجد على عدد من املعالم مثل ضريح اخلروب وكذلك على األنصاب البونية في
قرطاجة .rومن املالحظ أيضا انتفاخ جذوع األعمدة الدائرة بالضريح الشكل .)2هذا النوع من األعمدة جنده أيضا على
األنصاب القرطاجية وأصوله مصرية .فالعمود املنتفخ في الوسط هو من تقاليد العمارة املصرية.
احلن ّية املصرية تواجدت على عدد من األضرحة مثل املدغاسن واخلروب والدقة والضريح امللكي املوريطاني ,إنه نوع من
االنحناء البارز والذي جند بروزه بشكل متميز على الكورنيش الذي يتوج أعمدة املدغاسن (الشكل .)2هذا العنصر
متواجد بكثرة في العمارة البونية وفي التقدمي املعماري على األنصاب القرطاجية من القرن السادس إلى القرن الرابع ق.م
وتعود أصوله إلى مصرs.
وكذلك األبواب الوهمية مع أسلوبها التزييني بشكل صليب الذي نراه في ضريح تيبازة فنجد مثاله في نصب بوني من دلس
يعود للقرن الثالث ق.م ،tأما أصوله فهي مصرية أيض ًا.
كل هذه املظاهر تد ّل على وجود تداخل كبير في املعتقدات والثقافة والفن بني النّوميديني والبونيني بحيث يصعب التمييز
أحيان ًا بني ما هو نوميدي وما هو بوني .وكل ذلك كان ناشئ ًا عن هذه الروابط القوية بني الطرفني.
تقع مدينة قرطن -سيرتا -بنوميديا الشرقية ،أي مبملكة املاسيل ،و أصبحت عاصمة لنوميديا املوحدة ،هذه اململكة التي
كانت رقعتها تتربع على شمال (اجلزائر) و متتد من الناحية الشرقية لتضم كل من السهول الواسعة ملنخفضات مجردة
حتى جنوب (تونس) و متتد من اجلهة الشمالية غرب ليبيا لتضم كل من السرت األصغر (لبدة الكبرى ،أما من الغرب فكان
يحدها نهر ملوية باململكة املغربية ومن اجلنوب قبائل اجليتول.a
إن اإلنسان بدأ يتردد على هذا املكان منذ آالف السنني أي منذ مرحلة ما قبل التاريخ ,لقد جلبته إليها غابات سطح
املنصورة ،و غابات جبل الوحش ،و غابات املسيد ،كما استقر باملغارات التي توجد على جدران الصخرة فاستعملها كمأوى
طبيعي لفترة طويلة ألنها منحته األمن من مختلف الظواهر الطبيعية إلى جانب خطر احليوانات املتوحشة ،و لهذا جنده قد
متسك بها واستقر مبغارتها منذ عصور ما قبل التاريخ ،و بقي يتردد عليها ألنها أصبحت تؤدى له وظيفة أخرى و هي
الوظيفة الدينية إذ أن قدمها و كذا الدالئل األثرية تؤكد لنا هذا اإلعتقاد أال و هو ارتباطه بالعالم الداخلي أي بعالم األموات,
باإلضافة إلى كونها مكان األرواح اخلفية واملغارة في اللهجة األمازيغية هي إفرى و وجدت عدة مغارات بهذا االسم ،إنها
مغارات خصصت للعبادة و منهم مغارة العتروس ,ومغارة شطابة و التي وجدت على جدرانها هذه األحرف G.D.A = :
GIDDABAو يحتمل أنه اسم اإلله ،و مازالت املنطقة تسمى تقريبا بهذا االسم حاليا «شطابة .»CHATABA
و تؤكد لنا االكتشافات األثرية تردد اإلنسان على هذه املغارات إذ مت العثور على أدوات ملختلف مراحل ما قبل التاريخ
من أدوات ساذجة إلى أدوات ميكروليتية ,و حجرية مصقولة و فخاريات بدائية ,و كل هذه األدوات متواجدة اليوم باملتحف
الوطني سيرتا بقسطينة b.لكن بعد اكتشافه للزراعة و ممارسته لها بدأ اإلنسان تدريجيا يتجه نحو ضفاف األنهار و
االستقرار بها ,تؤكد لنا اللقى األثرية تواجده على ضفاف واد الرمال خاصة بالضفة اليسرى منه .يقول قزال« :أن املدن
النوميدية شأنها شأن املدن الفينيقية و اإلغريقية و الالتينية حتتاج إلى مكان واسع و فسيح و املساحة التي كانت تتربع
عليها مدينة سيرتا كانت بدون شك واسعة «. c
إذن احتفظ اإلنسان بالصخرة كملجأ مؤقتا ،و استراتيجيا و ألمنه في حالة اخلطر ،dو كانت قلعة الصخرة متصلة بقالع
أخرى حترسها من اجلهات األربع ،و كان دور هذه القالع حراسة املدينة و العاصمة من الغارات اخلارجية و اآلثار تشهد
على ذلك ،كما بقي اإلنسان يتردد على مغاراتها لغرض ديني و هو التعبد بها اعتقادا منه أنها تربطه بالعالم الداخلي عالم
األموات ،و التعبد باملغارة ظاهرة معروفة بشمال افريقيا eلكن توالي احلمالت االستعمارية لشمال إفريقيا جعلت سكانها
يلجئون من جديد إلى هذه القالع هروبا من املستعمر .
إن اختيار هذا املكان أي الصخرة التي أصبحت مدينة ثم عاصمة ,لم تنفرد به شمال إفريقيا إذ
نالحظ أن أغلب املدن اختيرت لها األماكن املرتفعة أو سفوح اجلبال و في بعض األحيان
قمم اجلبال .كما اختار اإلنسان األماكن املرتفعة لبناء املدن والقالع لعدة أسباب ميكن
حوصلتها في نقطتني:
إن الصخرة منحت املأوى الطبيعي واألمن ولهذا متسك بها اإلنسان
واستقر مبغارتها وهذا منذ عصور ما قبل التاريخ ،وفرت له احلماية
بحصانتها الطبيعية ,كما كانت غاباتها تزوده مبا يحتاجه من قوت
عن طريق القنص والصيد للحيوانات األثرية بكهوفها و خاصة كهف
الدببة ,وكهف أروى ,وكهف احلمام و ما تواجد أثناء احلفريات بهذه
الكهوف من أدوات بدءا من األدوات البسيطة الساذجة إلى األدوات
الدقيقة الصنع واألدوات العظمية وكذا األواني الفخارية لفترات
مختلفة ,فخارية غير مشوية إلى األدوات املصنوعة بالدوالب مسرجة
تعود إلى فترة اإلحتالل الروماني.
كما أن اإلنسان قدس األماكن املرتفعة وتردد عليها للتعبد بها ,و قدم
لها القرابني اعتقادا منه أنها تربطه بالعالم العلوي السماوي املقدس
وعبادته لألماكن املرتفعة كانت عنده حتى بعد املوت ,وهذا االعتقاد
نالحظه على النصب اجلنائزية التي وجدت بتيديس TIDDISإذ
ينقش على النصب سلم و في أغلب هذه النصب و يوجد السلم
على يسار النصب اعتقادا منه أن امليت يحتاجه في احلياة األخرى
للصعود إلى األعلى .
لم نعثر في سيرتا على بقايا أثرية كثيرة مثل ما تكلمت عنها
النصوص األدبية ,سترابون يقول أنه كان يوجد بها 10.000فارس
و 20.000من املشاة كما ذكرت نصوص أخرى مبانيها الفاخرة
بعناية مسيبسا .وجل اآلثار ما عدا السور النوميدي بالقصبة أسفل
املعبد الروماني و بقايا املعبد النوميدي فجل اآلثار التي اكتشفت
فوق الصخرة أثناء شق الطرقات و بناء األحياء األوروبية (إبان
نـصب نـذري
االحتالل الفرنسي ) تعود إلى سيرتا عاصمة املستعمرة الرومانية .ويقول »CHERBONNEAUفي هذا الشأن أن
سيرتا لم تكن محصورة فوق الصخرة فقط ,بل كانت تتكون من مدينة داخلية أي فوق الصخرة وثانية خارجية أي حول
الصخرة ,وهي أوسع من األولى وتشكل الضواحي كما الحظنا أثناء املعاينة والدراسة وجود بعض الكتل من األبنية و بقايا
جدران و بقايا خلزانات املياه ,ملقاة و متفرقة على األرض ,كحلقات للسلسلة ،فجأة انفكت وتبعثرت هنا وهناك».
أما األماكن التي اكتشفت بها اآلثار خارج الصخرة فهي كالتالي:
–)1مقبرة (املنصورة) و هي املقبرة النوميدو – البونيقية باجلنوب.
-)2مقبرة (املسيد) و هي املقبرة النميدو – البونيقية بالشمال الشرقي.
–)3مقبرة (الكوديا عاتي) و هي باجلنوب الغربي و استعملت هذه املقبرة ملختلف املراحل (النوميدية ,الرومانية ,العربي
والتركية).
–)4و أخيرا معبد احلفرة و يعود إلى القرن 17و هو املعبد امللكي ملا وجد به من نصب نذريه.
-)5إن كل املقابر ملختلف الفترات من ما قبل التاريخ إلى املراحل التاريخية بعيدة عن الصخرة ,و املعروف عن املدن القدمية
أن املقبرة تكون مبحاذاة السور أو بالقرب منه.
بينما جل اآلثار التي تعود إلى فترة املمالك وجدت على ضفاف الوادي و خاصة بالضفة اليسرى منه مثل بقايا لبناء نوميدي
بسيدي مسيد و مت اكتشاف بالقصبة بقايا من سور يحتمل أنه سورملعبد نوميدي قبل أن يصبح سور الكابيتول الروماني
و بالقرب من القصبة ,و أثناء بناء دار البلدية حاليا عثر على بقايا لبرج وجزء من السور على أنه نوميدي و كان يسمى
من طرف السكان برج أسوس يحتمل أنه برج احلراسة أي «العسوس» وهذا البرج كان غير بعيد عن املكان الواصل بني
الصخرة واألرض و هو املكان الوحيد للدخول إلى الصخرة من اجلهة الغربية واملتصل باألرض ,ألن الصخرة محاطة بالوادي
من كل اجلهات ,حتى قال عنها العبدري أن الصخرة يحيط بها الوادي كما حتيط األسوار مبعصم املرأة.
كما وجد ب الصخرة خزان احلبوب و يقول البكري أن بها خزانات احلبوب نثرت في الصخرة ,و ميكن أن حتفظ بها احلبوب
مدة قرنا من الزمن بدون أن تتلف .كما يلجأ لها في حالة اخلطر و لفترة قصيرة و هذا لنقص املاء فوقها ,ما عدا اجليوب
املائية سواء كانت طبيعية أو من صنع اإلنسان أي اخلزانات وهذه املياه غير كافية لتموين مدينة كاملة ,بينما ما أثبتته
اآلثار هو وجود مكان العبادة فوق الصخرة ,و مبا أن املعبد البد أن يكون مبحاذاة القصر امللكي .من احملتمل أن املعبد و
القصر و بعض السكنات القليلة بنبت فوق الصخرة ،أما باقي املدينة فكان على ضفتي الوادي ,مما أدى بالرومان إلى جلب
املاء إليها ومده عبر قنوات ,و مازالت آثار هذه القنوات حتى اآلن.
كما كان احملصول الزراعي يخزن في األماكن اآلمنة و جماعيا في مطامير و هذه املطامير ال توجد إال في األماكن الصخرية
مثل صخرة سيرتا ،يقول اإلدريسي في هذا الشأن ,أن سكان قسنطينة كانت لهم مطامير» في كل دار منها مطمورتان و
ثالث و أربع منقورة في احلجر».
اسم املدينــة عبــر التاريخ:
حريطة اململكة النوميدية
من خالل الكتابات التاريخية و اللقى األثرية عرفت هذه املدينة عدة أسماء سجلت على أشكال مختلفة في النصوص
البونيقية و اإلغريقية و الالتينية ،و على القطع األثرية و هي على التوالي (:قرطن ،سيرتا ،قسنطينة).
-ظهر اسم (سيرتا قرطن) ألول مرة أثناء احلرب البونيقية الثانية fعلى أنها املدينة و بعد فترة قصيرة عاصمة .
-اسم سيرتا له معنى في كل من اللغات األمازيغية ،القبطية ،و الفينيقية.
-سيرتا في اللغة األمازيغية ( النوميدية ) :الكهف املهجور. g
-أما معنى كرت في اللغة الفينيقية تعنى القلعة أو املدينة و يرمزون لها بثالثة أحرف و ترجمتها إلى الالتينية و العربية
كاآلتي Q.R.T.Nكرت و هذه األحرف الثالثة لم نعثر عليها منقوشة على عملة املدينة و التي تعني كما ذكرت.
-و كلمة س ر ت في اللغة الفينيقية و اللغة القبطية لها نفس املعني أي املكان املدبب أي رأس اجلبل،hو األحرف األربعة
التي ظهرت على عملة املدينة املكتوبة بالكتابة البونيقية و هي ق ر ط ن،iاحلرف األول الذي وجد على العملة هو حرف القاف
بينما احلرف األول الذي وجد إلسم املدينة احلديثة هو الكاف .باإلضافة إلى حرف النون في األخير.j
إذ من املؤكد أن اسم املدينة هو (قرطن) أو (تقرط) ألن هذه التسميات مازالت في اللهجات احمللية ،هذه اللهجات التي
انحدرت من اللغة القدمية لشمال إفريقيا أن اإلنسان قد بدأ يتردد على هذه الصخرة و على الغابات املجاورة لها ،و سكن
و استقر مبغاراتها منذ آالف السنني ،ال ميكن أن يبقى بدون وصفها بالصفة التي هي عليها أو إعطائها اسما ما ،إذ جند
أن جل أسماء املدن أو املواقع فهي مستمدة من وضعية املكان ،أو أن املكان ينتج نبتة ما أو له ميزة ميتاز بها ،و حاليا
أنكب العلماء حول هذه الدراسة على أنها مصدر أثري ،و يعرف بعلم دراسة أسماء األعالم و األماكن ،و أسماء املدن و
القرى ألنها دراسة تاريخية ملعرفة عدة علوم.
إن املصادر التي تساعدنا للوصول إلى معرفة خبايا مدينة سيرتا قسنطينة عديدة و مختلفة منها اإلغريقية الالتينية ،هذه
الكتابات التي كتبت في املرحلة القدمية من طرف املؤرخني و اجلغرافيني و الرحالة و في العصور الوسطى ،مصادر عربية
لبعض املؤرخني الذين زاروها أو الرحالة الذين مروا بها.
كما أن املصادر التي كتبت باللغة الفرنسية لبعض القادة العسكريني الذين رافقوا احلملة الفرنسية على اجلزائر و على
قسنطينة باخلصوص.
نـصب نـذري
يوغرطا أضطر إلى حفر خنادق حولها و بناء أبراج حتى يتمكن من االستيالء عليها لو كانت املدينة فوق الصخرة فقط ملا
استطاع حفر هذه اخلنادق حولها ،ألن خندق الوادي ال يسمح بذلك ,وهي محصنة من كل اجلهات إال من جهة األبواب .
املصـــادر العربيـــة
-1اإلدريسي :سنة ،1099-1165-1186جغرافي عربي يقول أن قسنطينة يحيط بها الوادي من جميع اجلهات كالعقد
املستدير بها و ليس للمدينة بالداخل سور ذات علو أكثر من نصف القامة ،إال من جهة باب ميلة و باب القنطرة و هي من
بناء الروم ،و قسنطينة من أحصن بالد الله .و في داخل املدينة و بالقرب من سورها مسقى يستقون منه ويصرفون به عند
أوقات احلصار (هذا اخلزان الذي أكتشف أثناء بناء النفق) سنة .1985
2-1االدريسي :إنها مبنية على صخرة معزولة على شكل رباعية ،للوصول إليها البد من الصعود مبشقة و ندخل إليها إال
من بوابة في اجلهة الغربية .
-2البكـــري :أما الرحالة البكري سنة ،1068إنها مدينة أولية كبيرة آهلة ذات حصانة و مناعة و هي على ثالثة أنهار
عظيمة جتري فيها السفن و هي مدينة الهواء .
-3العبدري (شاعر) :إن قسنطينة يحيط بها الوادي ألسوار حول معصم اليد .
-4إبن حوقل :املدينة الفضائية املوجودة في الفضاء و الوادي يحيط بها كأنها معلقة في السماء.
-5العدواني :يقول حول الصخرة أين توجد املدينة اليوم ،كان عدد كبير من السكان و فوق الصخرة كانت شجرة تني
يزورها األهالي و يقدمون لها الهدايا و يأتون إليها ملعرفة املستقبل.
استمرت وظيفة األشباط في املستعمرات الرومانية حتى سنة 48و 49بدوقا ،وعوضت وظيفة األشباط فيما بعد بوظيفة
القاضي و ذلك حسب بعض النقوش الالتينية و التي تعود إلى العهد اجلمهوري.
النقوش التي اكتشفت مبعبد احلفرة حي بيدي لويزة حاليا تعطينا احلرف و الوظائف التي كانت موجودة باملدينة و بضواحيها
وادي الرومال
احلمى «بعل حامون و تانيت» هذه األحرف كاآلتي :السباكة ،التجارة ،صانعي األدوات الفنية» الزخرفة البناء من الطراز
العالي ،البنائني العاديني ،عدد من الكتاب أو الناسخني Scribeعدد من األطباء ،مندوبو املنابع ،مندوب خزانات املياه،
عمال احملاجر ،وعدد من الصناع من يتقنون الصناعة اإلغريقية و الصناعة القرطاجية ،و نقيشة دوقا تذكر لنا أن البناء
الذي بني ضريح دوقا يحمل اسم ليبي nباإلضافة إلى األحرف الغير مذكورة بنصب معبد احلفرة والتي اكتشفت كإنتاج
حرفي محلى وكان بها حرفيني مختصني ظهرت أختام على صناعة الفخار ،الدباغني ،عمال املعاصر الزيتية ،الفرانني،
احلدادين ،املطاحن العمومية و التجار األجانب خاصة الرومان الذين كانوا بسيرتا أثناء حرب يوغرطة مع الرومان كما كان
بسيرتا مهندسني هيلينيني جاءوا إلهداء خدماتهم إلى األمراء و امللوك النوميديني كما ساهموا في تكوين تالميذ في هذا
امليدان.
إن احلكام بسيرتا قد أثرت فيهم احلضارة البونيقية ،وخاصة الكتابة البونيقية إذ وجدت أغلبية نصب احلفرة مكتوبة باللغة
البونيقية إال عدد قليل قد كتب باللغة اإلغريقية و واحدة فقط باللغة الليبية ونصب مزدوج الكتابة « ليبية ،بونيقية» كانت هي
اللغة الرسمية و السائدة للمملكة و العاصمة التي كانت هذه الكتابة هي السائدة فيها ،لكن جند هذه اللغة أي اللغة الرسمية
البونيقية منحصرة في العاصمة و بعض املدن امللكية مثل مدينة قاملة ،أما مبدينة ميلة لقد كانت الكتابة السائدة هي الكتابة
الليبية باإلضافة إلى اكتشاف الكتابات الليبية خارج املدن ،كما جند بعض النقوش البونيقية و اإلغريقية مضمونها ليبي
نوميدي سواء كان األمر يتعلق باالسم أو اسم القبيلة أو الديانة.
إن املجتمع السيرتي كان يكتب بأربع لغات أما الكتابة الرسمية في العاصمة و املدن امللكية هي الكتابة البونيقية ألنها كانت
سائدة في احلوض الغربي من البحر األبيض املتوسط وهي لغة التجارة.
كانت بسيرتا جاليات بونيقية وإغريقية و رومانية ،أغلبها من التجار باإلضافة إلى بعض الفنانني و احلرفيني املهرة و
العسكريني.
أما التجارة فكانت جاليات جتارية بونيقية إغريقية والتينية تأتي إلى املدن و القالع النوميدية ،لتسويق سلعهم أو شراء
السلع احمللية ،وكانت تعقد أسواق شهرية ونصف شهرية و أسبوعية و كانت هذه األسواق عامرة باحلبوب على اختالفها
و الصوف و اخلشب و العاج حتى قيل أن نوميديا مطمورة الفينيقيني و الرومان .و يعتبر سوق سيرتا السوق الرئيسي
لإلستيراد و التصدير.
وانطالقا من هذه الفكرة ،فقد حاولنا التساؤل هل ميكن الوقوف على معطيات تاريخية بهذه املعالم اجلنائزية ،تسمح
باستغاللها للحديث عن عمران وتاريخ املدن أو املواقع األقرب منها؟
و قد اخترت في هذا املجال منوذجني ينتميان للفترة النوميدية أو ما يسمى بالفترة ما قبل الرومانية ،رغم طابعهما املعماري
املختلف .قد تكون مدينة سيرتا القاسم املشترك بينهما .األول هو ضريح املدغاسن ،والثاني هو ضريح الصومعة.
املدغاسن
يعتبر أقدم األضرحة النوميدية ،وأقدم منوذج للعمارة النوميدية أيضا ،بني إلى الشمال من األوراس بني هضبة جبل عازم
وجبل تفراوت،أين متتد سهول املعذر ،على بعد حوالي 40كلم شمال-شرق باتنة بني عني ياقوت واملعذر وعلى بعد100كلم
من مدينة قسنطينة .و رغم عظمته فإن النصوص التي أشارت إليه تعتبر قليلة جدا.
حيث جند في كتاب تاريخ أغسطس “ Histoire Augusteأن اإلمبراطور شيد بناية ،اليقل عرضها عن 200
قدم ْا،تخليدا النتصاره وقتله ألحد الثائرين يحمل اسم أراديون Aradion “b3ورغم أن القياس يتقارب مع قطر الضريح
احلقيقي فإن هذه املقاربة تبقى في حاجة إلى إثباتات أخري ،بل سرعان ما تخلى عنها غالبية الباحثني.
وقد أشار إليه البكري ،الذي وصفه بضريح مادغوس...." :وهو قبر مثل اجلبل الضخم مبني بأجر رقيق قد خرق و بني
طيقانا صغارا وعقد بالرصاص وصورت فيه صور احليوان من األناسي وغيرهم وهو مدرج النواحي وفي أعاله شجرة نابتة
مخطط متثيلي للمؤثرات الهندسية في عمارة املدغاسن حسب كامبس
وقد أجمع على هدمه من سلف فلم يقدر على ذلك وفي الشرق من هذا القبر بحيرة مادغوس ."c4 ..إن ربط تسمية هذا
الضريح بأحد أسالف البربر مادغيس(األبتر) قد وجدت ذيوعا كبيرا خاصة وأن البكري قد أكد البحيرة املوجودة شرق هذا
املعلم حتمل نفس االسم ،كما أن السبخة املجاورة كانت تسمى خالل الفترة الرومانية . Lacus regus d5 :كما وصفه
الرحالة شاو Dr.T. Shawفي القرن الثامن عشر بأنه يشبه ضريح املسيحية،و رغم أنه أكبر منه فإن الطوق الذي
e6
يحيط به يرتكز على أعمدة توسكانية.
لقدإختلف الباحثون في تسميته بني مدرا شيم ( ) Dr Shawومدرا زن ( ) Carpuccia، Foyأو مدغاسن (H
Fournel. ،Berbrugger). f7
وقد بدأت عمليات التنقيب فيما بني 1849و ،1850تبعتها عمليات أخرى خالل القرن التاسع عشر ،إال أن التوغل إلى
الغرفة اجلنائزية لم يتم إال في أفريل 1969بفضل كل من كامبس G.Campsوفيفري P.A.Fevrier. g8وسنحاول
الوقوف على أهم األعمال التي اهتمت بهذا املعلم :
احملاولة األولى كانت من طرف الضابط كولينو Colineauوبرعاية القائد كاربوشيا . Carpucciaحيث مت اكتشاف
مدخل الضريح املوجود على الدرجة الثالثة والسلم املؤدي الى الغرفة اجلنائزية -حيث ساد االعتقاد خطأ أنها الغرفة
h9
نفسها -كما نشر القائد كربو شيا تقريرا ألول مرة عن البناية املتواجدة شرق الضريح.
كما قام املهندس بيكر Beckerسنة 1854بإعطاء وصف للضريح مصححا املعلومات التي أوردها بيسونال ،Peyssonell
ومنتقدا أعمال كربو شيا.كما اقترح وجود رواق يتصل بالفتحة التي اكتشفها كربو شيا .ويعود إليه الفضل أيضا في أنه
أول من اكتشف األبواب الوهمية للضريح والتي طاملا أهملت .كما أعطى رقم املدرجات الصحيح-.i:23
عقب قائد الفيلق فوي Foyسنة،1855معتبرا أن اختيار موقع الضريح لم يكن ناجت عن أهمية إستراتيجية للموقع أو
اقترابه من أي عاصمة ملكية ،و إمنا شيد في املكان الذي قتل فيه األمير املدفون به ،فبساطة الهندسة املعمارية -حسب
رأيه -والكمية الضخمة من مواد البناء تؤكدان على أن اليد العاملة لم تكن إال عسكرية .فمن دون شك قد كانت متوفرة
للغاية إال أنها غير مختصة.j
كما نشر العقيد برينو Brunoتقريرا كامال بعد ذلك عن هذا الضريح ،ورغم أنه يتميز بالعديد من األخطاء العلمية ،إال
k
كما نظمت حفريات أخرى حتت رعاية اجلمعية األثرية لقسنطينة ،ما بني 21أفريل و 18جوان من سنة . 1873متكن
من خاللها بوشتي من الوصول إلى الغرفة املركزية ،بعد إزاحته احلجارة من الرواق الذي يربط السلم بالداخل.إال أنه يبدو
أن الغرفة قد وصل إليها آخرون قبل هذا التاريخ ،حيث لوحظ أن األثاث اجلنائزي كله قد ضاع ،ولم يعثر إال على ركائز
وضعت لتدعيم سقف الرواق .وإذا كانت هذه الفرقة قد وضعت بابا حديديا عند مدخل الرواق ،فيبدو أن من حاولوا نزعه قد
تسببوا في انهيار أكبر بدأت اإلشارة إليه في حدود سنة ، 1893حيث لم يتمكن بعد ذلك أي أحد من التوغل إلى الداخل
إلى غاية سنة.m 1969
ومع ذلك فقد نشرت بعض الدراسات الهامة حول الضريح Mollinier-Violle -والذي حتدث عن الرسوم والنقائش
املتواجدة على واجهة الضريح nومقال بامار Pamartالذي صحح املقاسات التي قدمها كل من بيسونيل ،بيكر و فوي.
وقد متكن األستاذ كامبس من التوغل رفقة األستاذ فيفري إلى الغرفة اجلنائزية سنة 1969وأخذ عينات عن األخشاب التي
تدعم السقف ،كما متكن ثانية من دراستها سنة 1970مما جعله يصحح الكثير من املعلومات .pولألسف لم يعرف هذا
املعلم أي دراسة بعد هذا التاريخ.
الوصف
يبدو املدغاسن من اخلارج على شكل ركام مخروطي ضخم يقسم إلى قسمني:
قاعدة أسطوانية
ارتفاعها أقل من خمسة أمتار 86 ,58،م و محيطها 80،184م .فهي مبنية بحجارة صغيرة ومبلطة بحجارة كلسيه متقنة
اإلعداد تتقاسمها األعمدة غير املنفصلة عنها وقدرها 60عمود ذات التيجان الدورية.تعلوها عتبة ، Architraveوقد أثار
نص البكري جدال كبيرا هل حقا كانت اجلدران مبنية باآلجر الرقيق ،وهل كانت هناك فعال رسومات موجودة على هذه
اجلدران .وقد جند في نص الضابط الفرنسي فوي تبريرا لنص البكري حيث كتب بعد إعطائه وصفا للمظهر اخلارجي من
الضريح “ :توجد من خلف هذا التبليط اخلارجي السميك قطع حجرية كلسية صلبة ذات لون بنفسجي .فهي ذات مقاسات
متساوية وموضوعة بدقة شديدة إلى درجة أنه يجب أن ننظر إليها عن قرب حتى ال نحسبها قطع آجر " qولعل هذا أيضا
ما يؤكد أن عمليات االنهيار كانت منذ زمن البكري خاصة وأن هذا األخير قد أورد أن هناك من حاول هدمه دون توفيق.
وبالتالي إذا تأكدنا من مصداقية شهادة البكري حول طبيعة مادة البناء التي تتجلى كاآلجر ،أال ميكن أن نعتمد شهادته
فيما يخص الرسومات اجلدارية ؟
كما ميكن أن " 1854لقد كانت كل اجلدران ما بني األعمدة مملوءة باحلروف الهيروغليفية وحروف غريبة أخرى يكاد الزمن
ميحوها r”..إلى جانب ما سجله العقيد برينو Brunoمن حروف و أشكال حيوانية مثل األسد ،اجلمل ،األرنب...sوالتي
نقلها عنه الكثير من الباحثني فيما بعد .إال أن ذلك لم يجد تأكيدا عند كل من أودولو Audollentسنة ،t 1890أو غزال
سنة 1894uالذين أكدا عدم العثور على أي أثر لرسومات صخرية .
وهو األمر الذي حاول تفسيره الباحث موليني فيول منذ سنة 1893بإعتباره أن تلك اخلطوط والرسومات ما هي إال آثار
الزوار الذين توافدوا على مثل هذا املعلم الضخم منذ القدمي v.وهو الرأي الذي مييل إليه كامبس أيضا. w
إال أنه بالرغم عن غياب أدلة أثرية كافية ،فإن عينات كثيرة جتعلنا ال نقتنع متاما بهذا النفي التام إلمكانية وجود رسومات
صخرية على اجلدران اخلارجية ،مثل إقرار اجلميع بوجود خطوط بونية وبونية جديدة في جدران الرواق الداخلي ،والتأكيد
على وجود الطالء األحمر على أرضية الرواق والغرفة اجلنائزية فضال عن الساحة األمامية ،إلى جانب جزء من ذراع لتمثال
مصبوغ باألحمر هو األخر ،كما أنه إذا حاولنا النظر إلى األضرحة األخرى املتواجدة في بالد املغرب القدمي فإننا الجند
ظاهرة الرسومات أو النقائش الصخرية غريبة عنها ،فضريح مثل الصومعة كان يتميز بتمثال من البرونز وأشكال أخرى
مجسمة ،نفس األمر بالنسبة لضريح دوقة أو صبراتة.
الوضعية احلالية لضريح الصومعة
هرم مخروطي
مشكل من 23دكة ،ينتهي بقمة مسطحة قد تكون قاعدة لتمثال أوهرم صغير .ويبلغ ارتفاعه 13,92م،ويقدر ارتفاع الدكة
ب 58سم بينما عرضها يصل إلى 97سم .في حني يصل قطر القمة املسطحة ب 11,40م .كما يصل ارتفاع الضريح
بأكمله 50،18م ،وهو يشبه إلى حد بعيد الكثير من البازيناس املنتشرة باألوراس واملناطق املجاورة -شكل .- 1
ويحتوي املدغاسن على ثالثة أبواب مزخرفة إال أنها وهمية-شكل ،- 2قد تكون مخلفات للمنافذ اخلاصة بتقدمي القرابني
مثلما هو معروف في الكثير من بازيناس بالد املغرب القدمي .وعلى املدرجات من الناحية الشرقية ،يوجد املدخل احلقيقي بني
الدكة الثالثة والرابعة -شكل - 3بني بابني وهميني ،حيث يؤدي إلى السلم الذي يؤدي بدوره إلى رواق طوله 17م ،ينتهي
عند باب خشبي كبير للغرفة اجلنائزية ذات 30،3على 59،1\ 45،1م يبدو أنه كان يحمل نفس معالم الزخرفة املوجودة
على األبواب الوهمية اخلارجية . x
وقد ساد االعتقاد أن سقف هذا الرواق كان من احلجارة ودعم بأخشاب الزان من طرف اللصوص ،إال أن األستاذين
فيفري و كامبس أوضحا بعد متكنهما من إزاحة العوائق أمام الرواق سنة 1969أنه مغطي بجذوع أشجار األرز
مدعمة في بعض اجلوانب بجذوع أشجار الزان األخضر ،وقد أسفرت دراسة عينات منهما بالكربون 14على عمر
يقدرمابني±155 2170سنة و 110 2270±سنة yأما من الناحية الشرقية أمام الباب جند أرضية مبلطة مربعة الشكل
ضلعها حوالي11.40م.وهي مبلطة ببالطات صخرية ،ويبدو أن هذه األرضية املستوية كانت تقام عليها الطقوس اجلنائزية،
خاصة وأنها إلى جانب الرواق مغطاة بطالء أحمر.مبلطة ذات 25م \ 14م ،متجهة نحو الشرق ،تقام عليها املراسيم
اجلنائزية ،ويشبه في ذلك أغلب األضرحة املنتشرة عبر بالد املغرب القدمي مثل الضريح املوريطاني ،اجلدار ،والغور. z
الغرفـــة اجلنائزيــة
يبدو أنها صممت إلى جانب الرواق في قلب الضريح.وقد وضع مدخلها باجتاه الشرق ،فكان هذا املدخل مغطى بصفيحة حجرية
aa
إنزالقية أعدت بدقة لتحكم إغالق املدخل وتخفيه.تليه غرفة صغيرة ثم سلم حجري يتكون من 11درجة بعرض يقدر ب 1,20م
وقد أعطى الباحث برينو Bruno abوصفا كافيا لهذا السلم والرواق الذي يليه ،خاصة وأن املعلم قد عرف انهيارا من الداخل
بعد حملة التنقيب املنظمة سنة .1873
ويبدو أن جدران الرواق كانت مبنية باحلجارة الصغيرة ،مبلطة باجلبس حتى السقف .كما كانت األرضية قد أعدت من بقايا
احلجارة التي بنيت بها الواجهة اخلارجية يعلوها بالط مصبوغ باألحمر ،شأنها شأن السلم الداخلي .أما السقف فيبدو أنه
كان مدعم بجذوع أشجار األرز-حيث وجدت 17ركيزة من جذوع األشجار ،غير التي وضعت من طرف الباحثني عن الكنوز
أو الفرقة األثرية خالل القرن التاسع عشر ،والتي أعطى حتليل الكربون 14تقديرا زمنيا لها ما بني 150 2170±و2270
ac
.110 ±وهذا ما جعله يقترح أن الرواق في األصل كان يحتوي على حوالي 45قطعة خشبية.
أما الغرفة الداخلية فجدرانها مبنية باحلجارة املهيئة ،كمايرجح أن سقفها هو اآلخر كان مغطى بجذوع شجر األرز.
ارتفاعه 1,70موعرضه 0,90م،مصنوع من خشب األرز .فقدمت العثور على بقايا منه مغطاة باللون األحمر . adكما عثرفي
سنة 1873على بقايا من جبيهة ذات حلية مصرية تتشابه مع تلك التي تعلو األبواب الوهمية للضريح. ae
تتميز الغرفة اجلنائزية بأنها صغيرة احلجم ،حيث يقدر طولها 3,30م وعرضها عند املدخل 1,45م بينما تصل في طرفها
األخر الى1,59م ،متتد على جانبيها مصطبيتني بعرض يقدر ب 0,20م وارتفاع يصل الى0,30م. afويبدو أن دورهما
ليس هو احتضان بقايا اجلثث احملروقة وإمنا قاعدة لصفائح خشبية تعزل اجلثة التي توضع فوقها عن الرطوبة التي قد
تكون في األرض.
إن التوغل إلى الغرفة اجلنائزية والوقوف على صغر حجمها من جهة موجودات agبقدر ما هي غير قادرة على إقامة احلجة
،فهي في حد ذاتها عرضة لشك والتساؤالت ،هل هي حقا مخلفات جنائزية تعود إلى عهد بناية الضريح ،أم هي مخلفات
من توغل إليه فيما بعد بحثا عن الكنوز؟ وإذا كان كل من توغل إلى الغرفة يقر بأن الغرفة عرفت حريقا أتلف ما بها ، ahهل
هذا يؤكد أن بناة الضريح كانوا ميارسون طقوس حرق جثثهم ؟ أم أن حريقا ما لسبب أو آلخر قد نشب في الغرفة فأتلف ما
بها ،مبا فيها مواد البناء؟
وإذا متعنا النظر في إشكالية هذه الغرفة ،فصغر مساحتها يجعلها قد ال تكفي إال لشخص واحد ،خاصة وأننا نتحدث عن
شخصية أميرية أو ملكية تدفن في مثل هذا الضريح الضخم .افترضنا أن هذه الغرفة كانت مخصصة لبقايا العائلة امللكية
فسرعان ما نفكر في طريقة احلرق ووضع البقايا في أواني فخارية أو حجرية فاألمر يصبح مقبوال ،خاصة وان لدينا عينة
في ضريح الصومعة الذي يعتبر أقرب إلى املدغاسن حتى في بعض املواصفات املعمارية املشرقية مثل احللية املصرية ،ال
سيما و أن طريقة حرق اجلثث تعتبر قادمة إلى بالد املغرب عن طريق الفينيقيني أو اإلغريق .وبالرغم من ذلك فإن فقر هذه
الغرفة من العينات األثرية الشافية جتعلنا ال نتجاوز مجال الفرضيات.
اقترحت تواريخ مختلفة لهذا الضريح ،فاعتبر غزال أن بناء على الطروز الفنية التي يتميز بها هذا املعلم ،خاصة األعمدة
الدورية ،قد يعود إلى القرن الثالث ق م. aiوإذا كان كامبس قد أوضح مدى ارتباط هندسة هذا الضريح بنماذج البازينات
احمللية ذات القاعدة األسطوانية aj،فإن املواصفات املعمارية والزخرفية التي يتميز بها جتعل منه مظهرا من مظاهر التأثر
باملؤثرات الفينيقية واإلغريقية مثل استعمال األعمدة الدورية والتي جند مثيالتها في معبد ساقونتة ،Sagonteوالطوق ذو
احللية املصرية وهو ما جنده أيضا في ضريح الصومعة أو دوقة ،هذا فضال عما أبرزه األستاذ أ.لزين A. Lezineمن
تشابه بني النصب اجلنائزية القرطاجية في معبد صالمبو وزخرفة البواب الوهمية للضريح ،والتي لم تكن من دون شك قد
استعملت للزخرفة فقط. ak
وبالتالي إذا كان املدغاسن يستمد أصوله من التقاليد البربرية لفجر التاريخ عموما ،وبعبارة أوضح من البازينات ذات
القاعدة األسطوانية والتي جندها في أغلب مقابر الشرق اجلزائري خاصة .فإن املؤثرات اإلغريقية والفينيقية تكرس طبيعة
العالقة القائمة بني بناة هذا الضريح والكيان القرطاجي على األقل من الناحية احلضارية.
واعتمادا على وسائل التأريخ املتاحة بفضل الكربون 14لقطع خشب االرز املوجودة بالرواق وبالغرفة اجلنائزية ،والتي
أعطت متوسط 110 2270±سنة أي ما يعادل 110 320±سنة قبل امليالد فاالحتمال كبير بأن يكون هذا الضريح قد
شيد في النصف الثاني من القرن الرابع أو على أكبر تقدير قبل بداية القرن الثالث قبل امليالد.alاألمر الذي يجعلنا أمام
سؤال أساسي وهو ملن شيد هذا الضريح؟
وإذا كان من البديهي القول أنه لم يشيد لشخص عادي ،وإمنا ألمير أو عائلة ملكية .فيبدو أن األمير الذي شيد من أجله
هذا الضريح كان يبسط نفوذه على نطاق واسع .فهل ميكن اعتباره نطاق اململكة املاسيلية و لعل املقبرة اجلماعية املتواجدة
am
بالقرب من الضريح حتسسنا مبدى حجم هذه اململكة.
في الواقع أسئلة كثيرة تظل مطروحة أمام غياب مصادر أثرية تشفي الغليل .و مع ذلك فإن املوضوع لم يسلم من اخلوض
فيه من طرف الباحثني .ففيه من اعتبره ضريح امللك سيفا قص على أساس أن مدينة سيرتا ظلت عاصمة تقليدية للمملكة
املازيسيلية . anرغم أننا نعرف أن هذا امللك قد توفي في إيطاليا ،وهناك من اعتبره بأنه ضريح ملؤسسي اململكة املاسيلية
والتي يعتبر ماسينيسا أحد ورثتها ،خاصة وأن املصادر التاريخية لم تكشف لنا إال عن امللوك الذين شاركوا وعايشوا
احلروب البونية ،مهملة بذلك أسالفهم أو املؤسسني احلقيقيني لهذه املمالك. ao
وقد حاول كامبس apتبرير هذه الفرضية باستعمال نص لبلني القدمي Plineقبائل إفريقيا nationes d’Africa
بني نهر األمساغا( الوادي الكبير) L>Amsagaالناتابود Natabudesوالكابسيتاني أو القفصية Capsitani
Misulami Sabarbares Massyliوالنسيف Nicives Mussiniبفضل مصادر أخرى.aq
و من خالل محاولة مطابقة هذه التسميات مع املواقع اجلغرافية التي أفرزت نقائش أثرية تؤكدها ،أوضح كامبس أن النطاق
املاسيلي يجب البحث عنه ليس في العاصمة سيرتا نفسها وإمنا ما بني قبائل السوبر بور غرب سيرتا .للوصول إلى أن
منطلقات الدولة املاسيلية كان حول منطقة املدغاسن وهذا في شكلها القبلي ،وذلك في نهاية القرن الرابع تقلت بعد ذلك إلى
سيرتا لتظهر في شكلها امللكي الذي عرفت به منذ القرن الثالث ق.م .arوبالتالي فجلي أنه لم يكن ضريح امللك سيفا قص.
و عموما يعداملدغاسن أكثر أصالة في هيئته االساسية وفي حجمه ،ورغم أن غزال يرى أن املدغاسن منخفض باملقارنة مع
قطره ،فان كامبس يعتبر أن املدغاسن ينتمي إلى فصيلة البازينات ذات القاعدة األسطوانية القليلة االرتفاع باملقارنة مع
قطرها ،وبالتالي فهو أكثر أصالة وأكثر رونقا مما لو كان أكثر ارتفاعا.
لقد أسس على منوذج البازينات ذات القاعدة االسطوانية،ومن دون شك فان إجناز بهذا احلجم كان يحتاج إلى إمكانيات
أكبر من األضرحة السابقة الذكر ،وأنه لم ينجز إال مللك أو عائلة ملكية .كما أنه يبقى مرتبط بأحد مراحل تطور اململكة
املاسيلية والتي تكرس تطور بالد الغرب خالل فجر التاريخ من خالل كثافة االستقرار البشري التي تعكسها لنا املقابر
املتعددة -في منطقة الشرق اجلزائري خاصة -كالركنية وعني العربي وبونوارة وغيرها ..ومن حيث الطابع املعماري الليبي
الذي حافظ على نفس املعالم املعمارية املتواجدة في البازينات ذات القاعدة األسطوانية ،باإلضافة إلى الساحة املبلطة من
الناحية الشرقية واألبواب املتجهة نحو الشرق ،واستعمال اللون األحمر ...
كما تتجلى فيه أيضا املؤثرات االغريقية ( الدورية من صقلية ) فضال عن املؤثرات الشرقية وخاصة منها املصرية من خالل
احللية gorgeاألبواب الوهمية ،و بالتالي فيمكن القول أن بناة املدغاسن قد استوعبوا جيدا اجلوانب احلضارية الفينيقية
والتي جندها مجسدة في العديد من النصب ما بني القرنني 6و 5ق .مع حفاظهم على تقاليدهم الليبية العريقة-شكل .4-
جدول مقاسات ضريح املدغاسن:
بالرغم من أن التسمية التي يحملها الضريح هي تسمية عربية ،تشبه هذا الضريح بصومعة املساجد ،فال توجد إشارة لهذا املعلم
في مصادر التاريخ القدمي أو الوسيط .بل يجب انتظار العهد االستعماري للوقوف على معلومات متعلقة بالضريح ،.حيث جند
اإلشارة األولى إليه كانت سنة as:1838كما تعرض إليه بربروغر A.Berbruggerسنة ، 1843atثم رافوازيE.Ravoisier
.سنة1846auودوالمار Ad.Delamareسنة .1850وفي سنة 1862قدم كل من دو رميوند DeRemondو شاربونوA
Cherbonneauتقريرا حلاكم مقاطعة قسنطينة حول التنقيبات التي نظمت بالصومعة. av
وكانت احلفريات احلقيقية التي خص بها هذا املعلم سنتي 1916-1915حتت إشراف مصلحة املعالم التاريخية باجلزائر
. awحيث مت تهدمي الضريح عن آخره األمر الذي سمح باكتشاف الغرفة اجلنائزية ،ثم أعيد بناؤه ثانية -رغم أن عملية
إعادة البناء لم تكن على أساس علمي ألن عملية ترقيم احلجارة أثناء عملية التهدمي كانت بإستعمال طالء سرعان ما إندثر
أمام أشعة الشمس ،فضال عن كون أشغال البناء توقفت عند الطابق األول فقط -كما لوحظ أن املكتشفات داخل الغرفة
اجلنائزية لم تعن بدراسة وجرد حقيقيني. ax-
وعموما تبقى معلوماتنا حول هذا الضريح مستمدة أساسا من الدراسة التي نشرها بونيل Bonnellباعتباره املشرف
على احلفريات. ayو لم يحض ضريح الصومعة بدراسة جدية إال سنة 1980\1979من طرف متحف مدينة بون األملانية
في إطار املعرض املنظم حول األضرحة امللكية النوميدية ،حيث إقترح الباحث األملاني راكوب .Rakob Fتصورا جديدا
لشكل الضريح على أساس املعطيات املعمارية و األثرية-شكل.6az
الوصف
شيد هذا الضريح على هضبة صخرية على بعد 03كلم إلى الشمال الشرقي من مدينة اخلروب ،وعلى 14كلم من العاصمة
امللكية قيرطا -قسنطينة . -حيث يتجلىعلى شكل قلعة ذات طوابق ،قد تصل إلى 30م طوال . baيتميز ببناية جيدة اإلتقان
،مثل ضريح دوقة ،حيث إستعملت حجارة ضخمة جيدة الصقل ،تتجاوز عادة املترين طول .و يرتكز على قاعدة مربعة طول
ضلعها 10,50م على 2,80م ارتفاعا ،حتمل ثالث درجات ترتكز عليها القاعدة القصيرة املزينة بالناتئاتMoulures
في األسفل واألعلى والتي يصل طول ضلعها 8,40م .ترتفع فوقها أربع كتل على شكل ركائز تشغل زوايا مربع من 5,55
م من كل جهة ،مزخرفة خارجيا بدروع مستديرة كبرى. bb
صورة لضريح املدغاسن
صورة لضريح املدغاسن
وقد تساءل غزيل bc Gsellإن لم تكن تشكل أعمدة أربع شرفات مقوسة ،لكن وجود تقوس ضمن احلطام املوجود على األرض،
جعله مييل إلى افتراض أن هذه الكتل حتدد غرفة وحتيط بأربعة أبواب وهمية.مثلما وجد في معبد ثيرون بأقرقنتة.
أما القسم العلوي للمبنى فقد تهدم ،رمبا نتيجة هزة أرضية ،حيث تكدست املواد التي كانت تشكله حول القاعدة خاصة من
الشمال. ،األمر الذي جعل ترتيب قمة املبنى غير مؤكد وإمنا مجرد مجاال للفرضيات ،حيث افترض البعض وجود مقصورة
محاطة بثمانية أعمدة أو 12عمودا حسب البعض األخر ،تتميز هذه األعمدة بأنها دورية ذات جذوع مظلعة ،كانت حتمي
متثاال أو متاثيل عديدة.وقد عثر على قطعة من إفريز على شاكلة احللية املصرية تدل رمبا على وجود جبيهة ،يبدو أنها كانت
تزين الطابق ذي الدروع.ويرجح أن هذه الشرفة كانت مخصصة إلحتضان متثال من البرونز ،مثلما وجدت بعض األجزاء
منه. 4bd
ويعتقد غزيل أن قمة الضريح ،هي على شكل أرضية أو قاعدة لتمثال أو منوذج زخرفي ما beشكل ."5بينما اقترح الباحث
األملاني راكوب هرما قد يحتضن متثاال أو شكال ما أيضا". bfشكل "6
الغرفـــة اجلنائزيـــة
لقد أعدت فوق األرضية األصلية ،ويبدو أن الضريح قد بني عليها -بطريقة ال جتعل لها أي منفذ للخارج - bgوهي عبارة عن
غرفة طولها 2م وعرضها 1م ،أما ارتفاعها فال يتجاوز0,90م ،وقد وضعت على عمق 1,50م حتت األرض ،أرضيتها مغطاة
جزئيا ببالطات من احلجر وجد فوقها مباشرة اإلناء الفضي الذي يحتوي على الرماد وبقايا العظام املفحمة . bhكما عثر على
سبعة جرار مهشمة "،وجدت في اجلهة الشرقية من الغرفة جرتني قائمتني إال أنهما فارغتني،أما في اجلهة اجلنوبية فوجدت
أخرى مائلة إال أنها سليمة ،كما عثر على بقايا أربعة جرار أخرى مهشمة ،و لم يعثر في اجلرار السليمة إال على بقايا املياه
املتسربة من األمطار ،و في واحدة منها عثر على بقايا عظام مفحمة." biو قد عثر أيضا بنفس الغرفة على أسلحة ولباس
حملارب تتمثل في خوذة حادة من األعلى وممتدة من األسفل لتغطي العنق واألذنني ،سيف ،صدرية ،رؤوس رماح -حيث كان
أغلبها مغروسا في سقف هذه الغرفة-فضال عن أواني من الفضة أهمها هذه امليدالية التي حتمل صورة اإلله بوزيدون. bj
وإذا كانت املخلفات اجلنائزية التي مت العثور عليها،قد مت تأريخها ،بنهاية القرن IIق.م -األمر الذي جعل الباحثني
bk
يحاولون ربط هذا التأريخ بالسنة التي توفي فيها مسيبسا(مكوسن) bl-ورغم أن ماسينيسا أو مسيبسا هما الشخصيتني
املرشحتني للدفن في مثل هذا الضريح ،فاملعطيات املعمارية و األثرية ال تسمح في الواقع بتقدمي إجابة قاطعة حول إسم هذه
الشخصية -ما دمنا لم نعثر على أية نقيشة تتحدث صراحة عن الشخصية أو العائلة التي شيد من أجلها الضريح.-وإذا
كان معبد شمتو يؤرخ بحكم مكوسن( مسيبسا) ،فان ضريح اخلروب يكون قد بني بعده ،واعتباره كقبر ملكوسن ممكن
جدا ،لكن ال ميكن االستدالل عليه.
وقد ذهب برتي Berthier bmأبعد من ذلك،حيث أوضح أنه إذا كان ضريح دوقة هو مكان دفن ماسينيسا،وذلك ألسباب
عديدة أهمها القراءة التي قدمها شابو Chabotbnلنقيشة هذا الضريح ،والتي تتحدث عن السنة العاشرة من حكم مسيبسا،
أي حوالي سنة 139ق.م.فضال عما إقترحه لزين A.Lezineboبأن هندسة ضريح الصومعة جتعل تأريخه في حدود نهاية
bp
القرن الثاني ق.م.وهو ما أكدته الدراسات األملانية التي أجراها متحف بونRheinisches Landesmuseum
Bonnوالتي أعطت فرشة زمنية بني 130و 110سنة ق.م.مما يجعلها تبتعد بفترة زمنية تقدر ما بني 20و 40سنة عن
التاريخ املرجح لوفاة ماسينيسا .فيمكن أن البقايا املوجودة بالضريح تعود ألحد شخصيات مدينة سيرتا في الفترة البونيقية
. bqوهو ما يجعلنا أمام نفس اإلشكالية :من هي هذه الشخصية؟وملن تعود هذه املخلفات اجلنائزية؟
كما علق غزيل Gsellعلى املوضوع ،فاعتبر أن األثاث اجلنائزي بالصومعة هو عبارة عن عدة حرب أمير أو ملك توفي في
منتصف القرن الثاني ق.م،.في حني أن أغلب هذه األسلحة هي في الواقع أجنبية أو مستوردة :اخلوذة ،الصدرية ،الرمح،
والسيف . brكما إعتبر كامبس Campsأن هذه األسلحة تتميز حقيقة عن األسلحة النوميدية واملورية لكنها ليست غريبة
عن األسلحة القرطاجية أو املشرقية عموما -- -. bsوهي نفس اإلستنتاجات التي كرستها الدراسة التي أعدها متحف بون
. btومع ذلك فال ميكن نفي امتزاج التقاليد احمللية باملؤثرات اإلغريقية والفينيقية في مثل هذه العمارة ،خاصة وأن ضريح
الصومعة يندرج ضمن سلسلة من األضرحة املتميزة مثل صبراتة ،سيقا ودوقة.وهو أمر لن يتأتى إال ألسرة ملكية لها من
القوة والنفوذ على احمليط اخلارجي ما يجعلها قادرة على حتقيق هذه الثنائية.
من الواضح أن ضريح الصومعة هو أحدث عهدا من املدغاسن و يتجلى ذلك خاصة من خالل مواصفاته املعمارية ومخلفاته
اجلنائزية .و بالتالي فان قربه من العاصمة سيرتا ،يؤكد طبيعة التطور الذي عرفته اململكة املاسيلية خالل القرن الثاني
ق.م.على أساس أن منطلقات الدولة املاسيلية األولى كانت حول املدغاسن ،وذلك في شكلها القبلي ،في نهاية القرن الرابع
ق.م .وعندما توفرت الشروط املالئمة لتكوين الدولة ،إنتقلت بعد ذلك إلى سيرتا لتظهر في شكلها امللكي ،والذي عرفت به
منذ القرن الثالث ق.م- bu.
و في اخلتام فان استعراض هذين النموذجني ،في اعتقادي له عالقة كبيرة مبرحلتني هامتني من مراحل تطور مدينة سيرتا
في تاريخها القدمي.
فاملرحلة األولى :متزامنة مع تأسيس ضريح املدغاسن ،كانت فيها جاذبية األسرة التي شيدت الضريح أكبر نحو أصولها
القبلية ،أو مصدر نفوذها العشائري ،من ارتباطها باملدينة .مما يجعلنا نتصور أن مدينة سيرتا وإن وجدت ،فهي لم تكن
نكتسي أهمية كبيرة.
بينما كانت املرحلة الثانية ،تعكس األهمية احلقيقية التي اكتسبتها املدينة ،فعناية بناة ضريح الصومعة في موقع يتراءى
عن بعد ،يكرس اإلحساس باالنتماء واالرتباط ليس فقط بهذا الركام املعماري ،بل أيضا مبا متثله املدينة في كيان الدولة
النوميدية ،هذا فضال عما ميثله من انفتاح أكثر وضوح على املؤثرات اإلغريقية والقرطاجية ،وهو أمر يكرس نوع من الرقي
أو التمدن ،يجعلنا نعتقد أن القصور واملباني التي حتدث عنها تيت ليفيوس وأبيان أو سترابون ،قد تكون هي أيضا ذات
طوابق ،بأعمدة دورية ،وأقواس أو شرفات مثلما وجدناه في ضريح الصومعة .كما ميكن القول أنه من الضروري توظيف
هذين املعلمني في عملية البحث عن تأريخ أو تاريخ ملدينة سيرتا العتيقة.
د .يوسف عيبش
قسم التاريخ و اآلثا
جامعة منتوري -قسنطينة
(Endnotes)
الوصف
يتشابه الى حد بعيد مع ضريح املدغاسن ،رغم أنه أكثر إرتفاعا وإتساعا ،كما أنه أحدث عهدا ،يبلغ إرتفاعه 35م ليشرف
بذلك على سهول متيجة والساحل في نفس الوقت .وإذا جتلت فيه املظاهر االغريقية فقد ظل إمتدادا للهندسة املغربية العتيقة
املستمدة من البازينات االسطوانية القاعدة واملخروطية القمة ،فضال عن الساحة املبلطة من الواجهة الشرقية .فقد شيد على
أرضية حجرية مربعة ضلعها 63.40م ،تتألف من حصباء صغيرة موصولة بنوع من البالط األحمر وتتميز بحزام مشكل
من 03درجات ترتكز عليها أعمدة الضريح وقواعدها.g
يقدر محيط دائرة هذا املعلم 185.50م و قطرها 60.90م أما االرتفاع فيصل إلى ، 32.40و حتمل القاعدة االسطوانية
60عمودا من النموذج االيوني ،تتميز تيجانها بتحزيز سفلي و بتوجه قنواتها إلى األسفل ،يعلوها حزام صغير يختلف عن
احللية املصرية املوجودة في ضريح املدغاسن.كما توجد أربعة أبواب وهمية على اجلوانب االربعة للضريح ،يقدر علوها ب
6.90م ،مدعمة بأعمدة حتمل تيجانا أيونية مزخرفة بعروق نباتية ،وقد نقش على هذه األبواب الوهمية خطان متقاطعان
على شكل صليب التيني كبير -كان من دون شك مصدر التسمية التي ذاعت لدى الفترة االستعمارية -كما يعلوها ساكف
(اركيتراف) مزخرف بأشكال بيضاوية،لؤلؤية ودائرية مسننة .hفي حني يتألف املخروط الذي يعلو القاعدة االسطوانية من
منظر عام للضريح امللكي املوريتاني
33درجة ،يبلغ ارتفاع الواحدة 0.58م ،بينما تبدو قمة الهرم مسطحة .iكما توجد أمام باب الضريح آثار بناء يبلغ طوله
16م وعرضه6م ،يفترض أنه كان يستعمل كمعبد متارس فيه الطقوس و االحتفاالت اجلنائزية ،مما يجعله من بني املالحق
جلنائزية التي كثيرا ما جندها في العمارة اجلنائزية النوميدية.j
أما الغرفة اجلنائزية ،ففضال عن كونها تتوسط مركز الضريح ،فهي صغيرة احلجم فقد وجدت بها ثالث كوات سقفها نصف
اسطواني ،يرجح أنها كانت حتتوي على الرماد اجلنائزي m urnes cinérairesخاصة وأنه من الصعب تصور دفن
جثث بكاملها -شأنها شأن املدغاسن -فهي ال تكفي ألكثر من ثالثة أشخاص ،وهو عدد ضئيل إذا ما قورن بضخامة
الضريح وكتلته اخلارجية .فقد افترض غزيل Gsellأن بقايا الرماد اجلنائزي تكون قد وضعت في أواني معدنية ثمينة،
أعدت حسب مقاسات الكوات أو وضعت فوق أثاث أعد وفقا ملقاسات املكان .nإال أن اشكالية عدم العثور على أية قطع
إال أنه إذا كانت املواصفات املعمارية لهذا الضريح جتعل منه منوذجا لضريخ املدغاسن ،باستعماله نفس القطر تقريبا،
وعدد األعمدة احمليطة بالقاعدة األسطوانية ،وأسلوب التدرج املخروطي الذي ينتهي بالقاعدة املسطحة ،فهو في نفس الوقت
يبرز بعض املظاهر التجديدية ،مثل االرتفاع الذي يزيد حوالي 20م بالنسبة لضريح املدغاسن ،أو الزخرفة اخلارجية ،مثل
التيجان األيونية أو شكل األبواب الوهمية .كما تسمح مقارنة مخططي الرواقي الداخليني املؤديني للغرفتني اجلنائزيتني
بالوقوف على خصوصيات هذه النسخة ،ففضال عن متيز رواق الضريح املوريطاني بطول املسافة أوشكله الدائري ،فصورتي
اللبؤة و األسد تشجعان على فتح املجال الفتراض تطور في ممارسة الطقوس اجلنائزية.
أما فيما يتعلق باإلطار التاريخي ،فقد اعتبر لفترة طويلة مبثابة ضريح امللك يوبا الثاني الذي حكم ما بني 25ق م و 23م
وزوجته كليوباترا ،باعتبار إقامة هذا امللك عاصمته بأيول ، IOLشرشال حاليا ،oإال أن غزيل اعتبر أن ميول يوبا الثاني
يوسف عيبش.د
قسنطينة- جامعة منتوري
(Endnotes)
a Pomponius Mela, De Situs Orbis, chap VI.
b A.Berbrugger, Le Tombeau de la Chrétienne, d’après Shaw et Bruce, dans Rev.Afr. 10, 1866,
p.441-450
c T.Shaw, Voyages ou Observations relatives à plusieurs parties de Berberie et du Levant, La Haye,
1734
d 10 ص،1979 اجلزائر، تعريب عبد احلميد حاجيات، الضريح امللكي املوريطاني،منير بوشناقي
e A, Berbrugger, le Tombeau de la Chrétienne, dans Rev.Afr. 11,1867, p37, cf, M.Dodin-Payre, le
premier repportage photographique archéologique en Afrique du Nord : les fouilles du Tombeau de la
Chrétienne en 1855-1856, dans l’Africa Romana XIV, Sassari 2000, Roma 2002, p.2119-2146
f A. Ballu, Rapports sur les travaux du servie des Monuments historiques de l’Algérie, 1918-1923 ;
M.Christofle, Rapport sur les travaux de Fouilles et consolidations effectuées en 1933-1936, par les servm
ices des monuments historiques de l’Algérie, Alger, p70
g M.Christofle, Le Tombeau de la Chrétienne, p.90-110.
h St.Gsell, H.A.A.N. VI, p .266
i M.Pamart, Etude sur le Medracen ( Tombeau de Syphax) et le Kbeur Roumia( Tombeau de la
chrétienne), Rev.Afr. 61,1920,p.285.
j A.Berbrugger, Le Tombeau de la Chrétienne, Rev.Afr. 11, 1967, p32
k G.Camps, Monuments et rites funéraires protohistoriques de l’Afrique du Nord, Paris, AMG,
1961, p.201
l G.Camps, Monuments et rites…p203
m St.Gsell, H.A.A.N. VI,p267-268
n St.Gsell, H.A.A.N. VI,p268
o A.Berbrugger, Le Tombeau de la Chrétienne d’après Shaw et Bruce, op. Cit. p.449-450 ; cf,
M.Cotltelloni-Trannoy, le Royaume de Maurétanie sous Juba II et Ptolémée, 25avJ-C-40 ap.J-C, études
d’Antiquités Africaines,
p St.Gsell, H.A.A.N, VI, p.271-273
q G.Camps, Mausolées Princiers de Numidie et de Maurétanie, Archéologia,,1994, N° 298, p 57
r P.Romanelli, la Tomba Christiana e il suo mistero, dans Archeologia classica, IV,2, p.274
كما نالحظ أيضا ،أن النقوش البونيقية تكاد تكون منعدمة على سواحل هيبون و شولو و صالداي مع العلم أن هذه املدن
كانت لها عالقة مباشرة مع الفينيقيني منذ الفترات املبكرة و بعض النصوص تذكر لنا هذا ،كما أنها كانت من املدن النوميدية
التي تطل على البحر و املخرج للعاصمة قرطن ،خاصة شولو و روسيكادا ،كما أننا لم نعثر ولو على نقيشة واحدة بونيقية
بشولو «القل» حتى اآلن.
ما السر في ذلك و هل يرجع إلى أن سكان املدن الساحلية كانوا يستعملون كتابة أخرى غير الكتابة البونيقية و ال الكتابة
اللوبية؟ معناه ال وجود ال لكتابة اإلدارة و ال لكتابة الشعب .هل املمثلون اإلداريون الذين ميثلون السلطة في هذه املدن كانوا
يعيشون باملدن الساحلية و بعد موتهم يعودون بهم ملدنهم األصلية؟ و إذا كان هذا بالنسبة إلى احلاكم ،فاالكتشافات األثرية
اﳋﻄﻮط اﻟﻌﻤﻮدﻳﺔ اﳋﻄﻮط اﻻﻓﻘﻴﺔ
تبني لنا ازدواج احلضارتني اللوبية و البونيقية في السواحل ،و هذا بالنسبة
اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻹﺣﺮف اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻹﺣﺮف
و ﺗﻘﺮأ ﻣﻦ اﻻﺳﻔﻞ و ﺗﻘﺮأ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﲔ
اﻟﻰ اﻟﻴﺴﺎر اﻟﻰ اﻻﻋﻠﻰ
اﻟﺒﻮﻧﻴﻘﻴﺔ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ إلى عنابة و القل و جيجل و تيبازة وغيرها من املدن الساحلية األخرى.
و تتباعد هذه النقوش شمال و جنوب وغرب مدينة قسنطينة وشرق وجنوب
مدينة ميلة ،كما جندها متباعدة عن بعضها البعض و بأقل كثافة جنوب
مدينة الطارف وغرب مدينة أبو حجار ،وجنوب شرق مدينة سوق أهراس.
أما باجلنوب فهي منعدمة متاما ،و شبه منعدمة بالسواحل ،ماعدا بعناية
و القل bو بجاية.
الكتابـــة اللوبية
إن الكتابة اللوبية وصلتنا من خالل النصب اجلنائزية التي اكتشفت في
مناطق عديدة بشمال إفريقيا ،وبعد جمع هذه النقوش cوزعناها على
املناطق التي اكتشفت بها dو للتوصل إلى معرفة أين كان تكاثفها و
تباعدها وانعدامها eتعرفنا على أماكن تكاثف التواجد البشري بشمال
إفريقيا ،ألن النصوص األدبية ذكرت لنا أسماء لبعض القبائل التي كانت
تقطن بهذه املناطق لكن لم نتوصل إلى معرفة مواقع استقرارها ،fو هل
هذه القبائل كانت مستقرة أم ال ،و بهذا ميكننا معرفة هل هذه النقوش
الكتابية تواجدت gبأماكن تواجد هذه القبائل أو بأماكن مدن قدمية أو
خارج هذه املدن مقارنة بأماكن تواجد الكتابة البونيقية hكما قارنا تواجد
هذه النقوش باملواقع األثرية التي ذكرها .St. Gselli
النـــقوش اللوبية
إن هذه النقوش محصورة مابني جنوب مدينة الطارف وغرب مدينة أبو
حجار وشمال وشرق مدينة سوق أهراس ،وبأقل كثافة ما بني شمال و
شرق و جنوب مدينة قاملة .jو تبدأ في التباعد عن بعضها البعض بشرق
مدينة قسنطينة لتتكاثف أكثر بجنوبها ما بني أوالد رحمون وسيقوس
وشرق عني مليلة وكذلك غرب مدينة قسنطينة ،تتكاثف نوعا ما مبدينة
ميلة باجلهات األربع و من الناحية الغربية حتى مدينة فج مزالة ،و جنوبا
حتى واد العثمانية وتالغمة .لتتباعد مرة ثانية بالهضاب العليا ،مابني عني
البيضاء و جنوب عني مليلة.
النقـــوش البونيقـــية
إن النقوش البونيقية تواجدت بكثرة مبدينة قسنطينة و قاملة و بجنوبيهما و بكثافة أقل مبدينة عني مليلة و شمال باتنة ،أما
مبيلة فنجدها قليلة و متباعدة عن بعضها البعض ،كما توجد بعض النقوش بشرق سوق أهراس ،وشمال و غرب مدينة
الطارف ومتتد حتى الشمال .أما بالسواحل فهي شبه منعدمة :اثنان بعنابه ،واحدة بالقل و واحدة ببجاية.
من خالل تواجد هذه النقوش البونيقية نتأكد من استعمال هذه الكتابة ككتابة رسمية في املدينة العاصمة في عهد املمالك
النوميدية وهذا من خالل النقوش املؤرخة التي اكتشفت باحلفرة سنة ،1950nثمانية منها تعود إلى عهد امللك ماسينيسا
سنة 163-162ق.م 148-147ق.م oو واحدة تعود إلى عهد ميسيبسا 128-127ق.م.p
أما املدينة الثانية من حيث عدد اكتشاف النقوش البونيقية فيها ,فهي مدينة قاملة و يحتمل أنها كانت املدينة امللكية الثانية
أو املدينة املفضلة للملوك .و نالحظ شبه انعدام النقوش الليبية بها ،إذ توجد نقيشة واحدة ليبية بقاملة و واحدة مزدوجة
ليبية-بونيقية بقسطينة.
إن الكتابة البونيقية استعملت ككتابة رسمية لإلدارة ،و في املجال الديني و في التجارة .كما استعملت نطقا و هذا بشهادة
القديس أغسطني Saint Augustinالذي يقول بأن سكان أرياف مدينة هيبون (عنابة) يتكلمون اللغة البونيقية بطالقة,
باإلضافة إلى وجود من يتكلم لغة أبائهم أي « اللوبية « كما كان هناك من يستطيع التحدث باللغة الالتينية .qو تؤكده لنا
النقوش املكتوبة باللوبية و بالبونقية و الالتينية و حتى اإلغريقية و كذا النصوص املزدوجة التي اكتشفت مبعبد احلفرة.
نتساءل عن قلة وجود النقوش البونيقية مبدينة ميلة و وجود النقوش اللوبية بها .هل هذا لبعدها عن قرطاج؟ أو أنها لم
تستعمل الكتابة البونيقية في النصوص الرسمية .و لم تخضع للنظام اإلداري امللكي rأو كانت مدينة مستقلة عنه ،و هذا
النظام كان معروفا عند النوميديني ،إذ كانت هذه املدن تسك العملة باسمها. s
خريطة توزيع الكتابات الليبية بالشرق اجلزائري
اخلالصـــــة
حسب تواجد النقوش اللوبية املوزعة على خط عرض من احلدود التونسية حتى واد الصومام مرورا بجبال املجردة و اجلبال
القسنطينية و حتى جبال القبائل الصغرى نالحظ تكوين كتلتني :إحداهما توجد حول وادي و جبال مجردة و الثانية حول
الوادي الكبير «مبرزوق الرمال» و تقل هذه النقوش كلما اجتهنا نحو اجلنوب و الغرب أما بالشمال فهي منعدمة tو هذا
حسب ما لدينا اليوم من نقوش.
أما النقوش البونيقية فهي منحصرة مبدينتي قاملة و قسنطينة لتصبح هذه األخيرة ،الثانية بعد قرطاج من حيث العدد
املكتشف بها من النقوش حتى اليوم .كما جندها بكثرة حول مدينة قاملة و املناطق الريفية ما بني شرق الطارف وسوق
أهراس ،و شمال وغرب مدينة قسنطينة.
خريطة توزيع الكتابات البونية بالشرق اجلزائري
ال نستطيع أن نقول أن اللغة اللوبية هي التي كانت سائدة على اللغة البونيقية ،إنهما كتابتان متعايشتان األولى هي الكتابة
احمللية ،و الثانية هي الكتابة املستعملة في النصوص اإلدارية و الدينية و اجلنائزية داخل بعض املدن آنذاك ،فهي لغة
التجارة واإلدارة ولغة الديانة و لعل اختيار امللوك لهذه الكتابة ككتابة رسمية لم يكن عفوي بل لغرض االنفتاح على العالم
اخلارجي لالحتكاك بالثقافات املعاصرة لهم ,و وجود كتابات و أدوات حضارية إغريقية و هيلينية بقسطينة معاصرة لفترة
املمالك.
أما الكتابة اللوبية فهي كلها كتابات جنائزية نحاول استقرائها الستخراج منها أسماء األماكن حيث توصل G. Camps
إلى قراءة إسم Misicirauو هي مقر هذه القبيلة.
ملاذا تكلم القديس أغسطني Saint Augustinعن ضواحي عنابة و لم يتكلم عن عنابة املدينة ؟ هل في هذه الفترة كل
سكان عنابة يتكلمون الالتينية ؟
نتساءل عن عدم اكتشاف النقوش البونيقية بالسواحل حتى اآلن رغم أن النصوص القدمية و االكتشافات األثرية تدل على
تواجد بصمات لهذه احلضارة.
بينما استمرت الكتابة البونيقية حتى القرن األول امليالدي في بعض املدن الداخلية بكل من مدينتي قسنطينة وقاملة اللتني
احتفظتا بالنظام اإلداري احمللي لألشباط حتى القرن اخلامس ميالدي.
أ .قيطوني دحو كلثوم
نصب نذري
ببليوغرافيا
(Endnotes)
a A.Berthier, A.R Charlier, Ibid, p.II.
b Carte B.
c Chabot, R.I.L, 1940, et les inscriptions publiées après 1940 dans R.S.A.C, et quelques inscriptions
inédites
d Carte A, répartitions des inscriptions libyque = 5 inscriptions.
Carte A1, répartition des inscriptions libyque = 1 inscription.
A échelle plus grande la parti nord est ou les inscriptions sont plus douze = inscription douteuse.
e Carte A1 et A1 ibid.
f Chabot Ibid.
g Camps Carte des tubes misicivi et autre.
h Carte B .B1 répartitions des inscriptions punique = 5 inscriptions.
Carte B .B1 répartitions des inscriptions punique = 1 inscription.
Carte B .B1 répartitions des inscriptions punique = ville.
i St.Gsell, Atlas Archéologique de l’Algérie, 1927, feuille ; VIII, IX, X , XI, XV, XVI, XVII, XVIII,
XIX, XXV, XXVI, XXXVII, XXXVIII, LXVIII.
j Carte A., ibid.
k G.Camps, Massinissa ou le début de l’histoire , libyca T. VIII 1er semestre, 1960, p. 146 fig. 17.
l G.Camps; Ibid, p. 248, fig. 26.
m G.Camps ; Ibid, p. 252, fig27.
n A.Berthier et M. Leglay, les sanctuaire du sommet et les stèles à bâal-Saturne de Tiddis dans
libyca A.E, T. VI, 1958 ,p. 25-27. pl. Ib. Pl. II.
o A. Berthier et A.R Charlier, ibid., p. II.
p A. Berthier et A.R Charlier, Ibid, p. III
q P.A. Fevrier , approches du Maghreb, Aix en Provena, 1990, p. 119.
r St. Gsell, H.A.A.N.T. V., p. 129.
s و إقتصاديا، و يكون اإلحتاد في أوقات اخلطر بينما جند هذه الوحدة تتكون وقت احلرب،وهذه اإلستقاللية فهي إستقاللية مؤقتة.
t Carte A A.1 , Ibid.
u G. Camps , Mass, Ibid, p. 1.
تطور معبد احلفرة «املجال املقدس للنوميديني»
بحث املجتمع النوميدي كغيره من املجتمعات على اآلمان و االطمئنان ،و الذي وجدهما في تقربه من اآللهة املتحكمة في
حياته .و قد وعى منذ الوهلة األولى أنه ال ميكنه ذلك ،إال إذا خلق مجاال وفضاء للتعبد.
و لهذا جلأ املجتمع النوميدي إلى رؤوس التالل و األماكن العليا لتسهيل عملية االتصال بينه و بني اآللهة ,ثم أختار الكهوف
و املغارات و أعتبرها مجاال مفتوحا إلقامة هذه القوة اخلارقةa.
و على العموم ،فقد طورت املجتمعات القدمية ،السيما العالم النوميدي ،مجالها املقدس وفقا ملشيئة اإلله كما ما دلت عليه
لوحات رأس الشمرة – القرن الثالث عشر ق.م -.عند تطرقها لضرورة بناء معبد»لإلله بعل» bعلى أن اختيار موقعه و بنائه
بأمر منه.
موقع احلفرة
و إذا أخدنا بعني االعتبار موقع احلفرة على هضبة تظهر
كل مميزات املجال املقدس يجعلنا نفكر بأن النوميديني
هم أيضا قد اختاروا هذا املجال وفقا لشروط أقرها
الكهنة كتوصية مقدسة من اإلله.
-لقد أختار النوميديون أن يكون مجالهم املقدس في
الهواء الطلق على رؤوس التالل و األماكن العليــا حتى
يكون االتصال املباشر مع اإلله.
-لقد فضل الشعب النوميدي أن يكون مجاله املقدس
يحوي على أشجار ،كما وصى اإلله على أن يكون فضاءه
املقدس في غابة ،حيث اعتبرت الشجرة مسكنا لإلله و
منبع صوته من خالل ما حتدثه فروعها من أصواتc.
-كذلك يجب أن ،كأن يكون قرب منبع مـائي الذي
يسكنـه املسـؤول عن رزق اإلنسـان و الواهب لنعمه.
مخطط معبد احلفرة
و عليه ،فإن موقع معبد احلفرة على هضبة مرتفع في
اجلنوب الغربي لعاصمة اململكة النوميدية في مدخل باب
املدينة اجلنوبي .و متتد الهضبة على طول محور يبلغ
حوالي 400م ،و يحدها من اليسار منبع مائي يتمثل في
وادي الرمال و الذي سيوازيها بعد أن يأخذ النهر اجتاهه
نحو الشمال .و بهذا فقد أعطى للفضاء املقدس مساحة
تقع بني أسفل القمة و الضفة اليسرى من النهر احملاط
بأشجارd.
إن املتمعن في موقع احلفرة ،يجد أنه خضع
لهذه الشروط ،كما كان بتشابه مع مواقع بعض املعابد
الفينيقية مثل « معبد عميرت « Amirtالواقع على
سفح الضفة الشمالية من نهر الوالي و كذلك معبد أفقا
Afkaاملتواجد على مرتفع لبنان عند منبع إبراهيمe.
مجال مقدس مفتوح على الهواء الطلق ما يعرف بالتوفاة إلى مجال مقدس مبني حسب التقاليد الفينيقية .و قد وصل في
فترة امللك « ماسينيسا» و أبنائه خالل القرن الثاني ق.م .إلى أوج ازدهاره و جتاوزت تأثراته حدود مدينة سيرتا لشمل
اململكة النوميدية.
و اعتمادا على الصيغ النذرية املسجلة على نصب معبد احلفرة ،فنتوقع أن هذا األخير ،كان يحوي بداخل السور على مذبح
و رمبا حفرة مشتعلة للتقدميات النذرية سواء احليوانية أو البشرية ،املتمثلة في التضحية باألطفال ،و التي كانت موجودة
في املجتمع النوميدي ،و لو كانت مقتصرة على الفئة املتأثرة باحلضارة البونية .حيث كانوا يذبحون أطفالهم و تلقى جثتهم
في النار ،حسب ما جاء في النصوص اإلغريقية « لديودوروس الصقلي» Diodoros de Sicile . hثم توضع اجلثث
بعد حرقها في خوابي و تدفن في باطـن األرض املقدسة و تنصب فوقها حجارة منحوتة تدعى بالنصبi .
غير أن ظروف تنقيبات باملعبد لم تسمح لنا لسوء احلظ من العثور على تلك اخلوابي احلاوية للعظام املتفحمة ،حتى أن
وضعية النصب كانت هي األخرى متراكمة فوق بعضها .و لعل السبب في ذلك أن املعبد يقع على هضبة منحدر وادي
الرمال و لكثرة اإلنزالقات أدى إلى ضياعها .
و اجلدير بالذكر أن ،هذا النوع من املعابد املفتوحة على الهواء ،قد ظهرت في كتب املؤرخني املعاصرين باسم التوفاة ،كما
فسر الباحث «ج .فيفري» G. Fevrierأن كلمة التوفة هي عبارة عن حفرة مؤججة بالنار ،يلقون فيها باألطفال تقربا «إلله
املولك «j.
توفاة قرطاج
توفات قرطاج
أرتبط مخطط املعبد بالنمط التقاليد الشرقية هو األخر ،فكان يعتمد أساسا على
وجود مدخل بأعمدة و جبهة تؤدي إلى فناء واسع بساحة تتجه مباشرة نحو «املصلى
(احلرم) .« Sacra cellaكما يصادف مجال مفتوح على الهواء الطلق املقسم إلى
جزء داخلي توضع فيه موائد القرابني و تقام فيه االحتفاالت و الوالئم الدينية ،أما
اجلزء اآلخر ،فاستعمل لنشاطات أخرىl.
و يتشكل معبد احلفرة من بناية مستطيلة الشكل(أنظر الشكل رقم )5يبلغ
طولها 32م .و عرضها 26,5م .محاطة بسورين ،خارجي من احلجارة و
الداخلي غير واضح .و يصادف الزائر لهذا الفضاء رواقا (أ) طوله طول
املعبد و عرضه 4،75م .و كان مزين بأعمدة .و يؤدي الرواق إلى قاعة
على شكل معني يبلغ طولها حوالي 10م و عرضها 4م فتحت في الزاوية
الشمالية للمعبد.
و بناء على النتائج األثرية لبقايا فخارية و جصية عثر عليها في قاعة (ب)
توحي لنا بوجود مذبح بزخرفة جيدة m.
كما عثر أبضا في ساحة (ج) شبه أرضية بوسط املعبد و التي كانت
توجي ببنيات صغيرة غير واضحة املعالم على العديد من احلجارة بأحجام
مختلفة و التي لفتت انتباه ا لباحثني و التي ظهرت بها كتابة بونية متمثلة
في حرفني من كلمة « ب و ت « و أخرى حرفني « م و ب»n.
و للعلم عثر على العديد من اآلبار املائية املنتشرة باملعبد و التي كانت
تستعمل للتطهير و الوضوء قبل التقرب من اإلله.
كما يعتقد أن املدخل الرئيسي يوجد في اجلانب الغربي و ذلك ألن جدار
السور اخلارجي يختفي تقريبا من هذه الناحية.
غير أن بعض من البقايا األثرية تؤكد على أن معبد احلفرة أستمر في نشاطه
حتى الفترة الرومانية ،حيث عثر في قمة املرتفع على بناية من ثالث غرف
نـصب نـذري
و يبدو أن املدخل كان من الناحية اجلنوبية ،حتوي على كسور
فخارية و قرميد و كذا هيكلني عظميني اللذين درسا من طرف ل.
بالو « « L. Baloutو كان واحد منهما المرأة يتجاوز عمرها
( 25سنة ) عند وفاتها و حتمل مالمح زجنية و آخر لرجل مسن
يتجاوز عمره عن ( 60سنة ) و أكد الباحث ل« .بالو» على أن
العظام تعرضت لطقوس التشويهp .
أما عن األثاث الذي وجد مبعبد احلفرة ( أنظر الشكل رقم ،)7
فيتكون أساسا من :
-النصب
لقد قدم لنا معبد احلفرة حوالي 850نصب و جزء من نصب ،و
بهذا العدد احتلت مدينة سيرتا عاصمة اململكة النوميدية املرتبة
الثانية بعد قرطاج و األولى قبل حضرموت .كما وزعت على متحف
اللوفر بباريس و متحف سيرتا الوطني بقسنطينة .و قد شملت
هذه النصب أربع أنواع من الكتابة إلى جانب البونيـة و البونية
اجلديدة ظهرت اإلغريقية و الالتينية q،و قد ساعدتنا في رسم
مالمح املعبد.
-بعض مواد البناء ( أجزاء ملعالم معمارية مصنوعة من اجلص
مصبوغة ،بقايا ألرضيات و قنوات املياه التي بلغت 14قناة)...
-أجزاء فخارية ( 200قطعة لقارورات العطر أو مدمعيات،
فخار من صنف كومباني و آخر بوني ،مواقد لغليونات ،مقابض
مختلفة األشكال بقايا األواني ،مزهريات و مبخرات)...
-و عثر على 19قطعة نقدية تشمل أثنني قرطاجية و 17قطعة
نوميديةr.
زينب بلعابد
.معهد التاريخ و اآلثار
.جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة
(Endnotes)
a -H. Basset, Les influences puniques chez les berbères, R. Afr, T. LXII, 1921, pp.(340- 341)
b - 136-137(. ص ص،1952-1970 ، باريس، وليد اجلادر/. ت، الديانة عند البابليني، بروتير.)م
c - 33 32- ( . مص ص،)نفس املرجع.
d - 206 . ص1998، اجلزائر، شركة دار األمة للطباعة و النشر و التوزيع،1 ج، اململكة النوميدية و احلضارة البونية، غامن. ص.م.
e - 132 .ص،1948 ، مصر، شركة مركز كتب الشرق األوسط، راجعه طه حسني، محمد عبد الهادي شعيرة. ت، احلضارة الفينيقية، كنتنو.ج.
f -M. Leglay, Saturne Africain , monuments, T. I ( Afrique proconsulaire) , Paris, 1961, p. 24.
g - A. Berthier et R. Charlier, Le sanctuaire punique d’El –Hofra à Constantine, Arts et métiers graphim
ques, Paris, 1955 , p. 177.
h - Diodore de Sicile, Bibliothèque historique, XX, 14, 4, Trad., A.T. Miot , Paris, 1934.
i- A. Berthier et R. Charlier, op.-cit. , p. 177.
j - Les sacrifices d’enfants, Archéologie vivante, Vol., I, n° 2, Décembre, 1968, p.116.
k - M .H. Khandel Ben Younes, La présence punique en pays numide, institut national du patrimoine ,
Tunis, 2002, p. 257.
l - M. H. Fantar, Kerkoune, Cité punique en pays berbères de Tamézart (IV-III av. J.C.), 1° édition Alf,
Tunis, 1998, p. 52.
m - A. Berthier et R. Charlier, op.-cit. , pp. ( 5-6).
n - Ibid., p. 6.
o - C. Dhorme, Les religions de Babylone et d’Assyrie, 1° partie, collection Mana, Paris, 1949, p. 175.
p - G. Camps, Les civilisations préhistoriques de l’Afrique du Nord et du Sahara, publier avec le centre
national de recherche scientifique, Paris, 1974, P. 553.
q - A. Berthier et R. Charlier, op.-cit. , pp. ( 5-6).
r - Ibid., p. 222.
يد يعتقد انها لتمثال من الفخار اكتشف مبعبد احلفرة
مرمديـــة Urne Cinéraire
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران .
رقم اجلرد ANC 82 :
املادة :فخار
املقاسات :إ 31 :سم .ق (العنق) 27 :سم .ق (البطن) 28 :سم.
الوصف :مرمدية من الطني ،بيضاوية الشكل ،تتكون من قعر مسطح
بقاعدة ،و عنق ينتهي بفتحة دائرية يصل قطرها 10سم ،تتحلي حافته
“شفته” بزخارف مشكلة باألصبع ،تتوضع أسفل العنق عروتني على
شكل ضفيرتني ،حول الفتحة املركزية وسطح العنق أربعة ثقوب تبعد
الواحدة على األخرى بــ 2سم ،و ستة ثقوب بـ 2مم .هذه الزخارف
املشكلة باألصبع يعتقد أنها مستوحاة من زخارف محلية.
التأريخ :نهاية القرن الثالث ق.م و بداية القرن الثاني ق.م.
مكان اإلكتشاف :األندلوسيات ،املقبرة الشرقية،
املراجع:
Vuillemot, 1965,p. 182, fig. 70, n° 16 et pp. (370-
.)371
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 70, n° 62
ز .بلعابد
زيــــر Jarre Iberique
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران.
رقم اجلرد ANC 26 :
املادة :فخار
املقاسات :إ 33 :سم .ق (البطن) 17 :سم.
الوصف :زيـــرمن الطني ،كرويالشكل ،لكن مظهره العام مخروطي،بقاعدة
مرفوعة قليال و تتركز على بروز ضيقة ،يتكون الزير من فتحة واسعة
وعروتني عموديتني ،حتلت بزخارف هندسية مرسومة باللون األحمر
القرمزي فوق طالء مصفر ،و هي عبارة عن أشرطة تتالحق متوازية من
أعلى إلى أسفل داخل سجلني ،يتكون السجل األول من شريط خلطوط
متعرجة يتناوب مع شريط لكشاكش «. » Festons
أما السجل الثاني فيضم أنصاف دوائر متراكزة و أسفلها خطوط
مهزهزة « » vibrs تتجاور مع شريط لكشاكش عمودية.لقد إنتشر هذا
النوع من الزيور باملواقع الساحلية اإلسبانية ،كما عثر عليها في مقبرة
األندلوسيات على العديد من الفخار اإليبري «.» Ibriques
التأريخ :القرن الرابع و الثالث ق.م .
مكان اإلكتشاف :مقبرة األندلوسيات ،القبر .44
املراجع:
Vuillemot, 1965,p. 186, et p. 363, n° 1 ; Kandel
.Benyounes. 2002, p. 387
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 70, n° 63
ز .بلعابد
وعــــــاء سـفر Gourde
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران،
رقم اجلرد .ANC 92 :
املادة :فخار.
املقاسات :إ 17 :سم ،ق 2 :سم ،ع 13 :سم.
الوصف :وعاء سفر من الطني ذات لون أبيض مصفر فاحت ،ببطن
مسطح علىاجلانبني قليال ،تتركز حتت حافة العنق عروتني ،يتحلى
الوعاء بزخارف باللون األسود على طالء أبيض ،و تتمثل في دائرتني
بني خطني و داخلها خط لولبي .لقد مت اكتشاف العديد من صنف هذا
الوعاء في اجلزائر و حتديدا في املقابر النوميدية ،في كل من تيبازة،
قوراية،األندلسيات و منطقة بوشان بالقرب من قسنطينة ،لكن يبقى هذا
النوع نادرا في شمال إفريقيا إلى حد اآلن،و لعل أصل هذا النوع من
األوعية بفينيقيا (بيروت) «.» chypriote
التأريخ :القرن الرابع ق.م.
مكان اإلكتشاف :األندلوسيات ،قبر،21
املراجع:
Vuillemot, 1965, p. 194, fig. 74, n° 62 et 348 Cintas,
.1949, p. 46
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 72, n° 64
ز .بلعابد
صحــنAssiette
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران ،
رقم اجلرد ، ANC 42 :
املادة :فخار
املقاسات :ق 15 :سم.
الوصف :صحن من طني ،لون أحمر قرمزي داكن ،مطلي باللون األسود
الالمع يحتوي على حافة متسعة و وسطه ملون باألحمر.
التأريخ :القرن الثالث ق.م.
مكان اإلكتشاف :األندلوسيات ،مقبرة،
املراجع:
,Py, 1993, p. 538
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 71.n° 65
ز .بلعابد
صحن سمك plat à poisson
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران .
رقم اجلرد .ANC 66 :
املادة :فخار.
املقاسات :ق 22 :سم.
الوصف :صحن سمك من طني ذات لون أحمر داكن ،مدهونة بطالء
أسود ،حتتوي على حافة مسدودة إلى أسفل و قعرها على شكل حوض
مزخرف بأزهار مركزية.
التأريخ :القرن الثالث ق.م.
مكان االكتشاف :األندلوسيات ،مقبرة،
املراجع:
,Py, 1993,p. 538
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 71.n° 66
ز .بلعابد
املراجع:
Vuillemot, 1965, p. 65, fig. 17 ; type rachgoun, 28,
; p. 73, fig.20
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 72, n° 70
ز .بلعابد
وعــاءعلى شكل بطةAskos en forme de Cannard ،
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران.
رقم اجلرد .RC 14 :
املادة :فخار مشوي.
املقاسات :إ 10 :سم.
الوصف :تشكل من طني حمراء أجوري ،وعاء على شكل بطة،
بجناحني جانبني مبظهر عام مسطح قليال ،و مزخرفتني بحزات
عمودية ،و من عينني بارزتني و رأس يعلوه عرف مكسور كما
الفتحة واسعة.ننتهي بحافة يخرج منها الذيل ،يتركز على قاعدة
بشكل بوق يتسع نحو األعلى ،لقد مت طالء الوعاء مبيناء حمراء
مسمرة من الداخل و اخلارج .
لقد مت عثور على هذا النوع من األوعية في معبد “توفاة” قرطاج،
وصقلية وأن هذا الصنف ذو الشكل احليواني خاص بالفخار
البوني و البعض منه مت اكتشافه في مقابر نوميدية خاصة ،بتيبارة
،Tipasaقورية ،Gourayaو األندلوسيات ،و يعتقد أن هذا
النوع من األوعية قد لعب دورا في الطقوس اجلنائزية ،ولعل هذا
ما يفسر وجوده مع رماد امليت دائما.
التأريخ :القرن اخلامس و الرابع ق.م.
مكان االكتشاف :رشقون ،مقبرة اجلزء الشمالي،
املراجع:
Vuillemot, 1965, p. 65, fig. 17 ; type rachgoun,
; 28, p. 73, fig.20
L’Algérie au temps des royaumes numides
.2003, p. 72, n° 70
ز .بلعابد
التمــــــائم
تعود التمائم النوميدية للعالم السامي الفينيقي-البوني ،وكانت التمائم تتضمن قوة سحرية تتصدى لقوة الشر ،كما أنها جتلب كاملها اخلير (م.ح .فنطر ،املرجع السابق ،ص.
.).233
قـــــالدة Pendentif
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران .
رقم اجلرد .BR 01:
املادة :فضة.
املقاسات :ق 1.7 :سم.
قـــــالدة Pendentif
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران.
رقم اجلرد .BR 03 :
املادة :فضة.
املقاسات :إ 2.5 :سم ،ع 1.3 :سم.
الوصف :قالدة أسطوانية الشكل ،مزودة بحلقة على شكل كبسولة
بجوف دائري ،هذا النوع من القالئد منتشرة بقرطاج.
التأريخ :القرن السابع -السادس ق.م.
مكان االكتشاف :رشقون ،مقبرة اجلزء الشمال.
املراجع:
Vuillemot, 1955, p. 33, Pl. XIV ; 1965, p. 86, fig.
.28
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 74, n° 75
ز .بلعابد
خاتــــم Bague
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران.
رقم اجلرد .BR 04 :
املادة :نحاس.
املقاسات :ق 1.2 :سم .
الوصف :خامت يتكون من حلقة مهذبة حلزونيا أطرافها رقيقة.
التأريخ :القرن السابع ق.م.
مكان اإلكتشاف :رشقون ،مقبرة اجلزء الشمال.
املراجع:
.Vuillemot, 1965, p. 83
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 74, n° 76
ز .بلعابد
خاتــــم Bague
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران.
رقم اجلرد .BR 07 :
املادة :نحاس.
املقاسات :ق 1.2 :سم .
الوصف :خامت ذا فص متحرك ميثل جعران ،Scarabéeقاوم النار،
تظهر عليه رسوم هندسية على شكل صليب ،ولقد عثر على مثل هذااخلامت
مبتحف باردو بتونس مصنوع من عجينة صلبة.
لقد أوضحت لنا البقايا األثرية ،أن اخلوامت املكتشفة في املقابر النوميدية
تنقسم إلى نوعني رئيسيني ،ذوات الفصوص الثابتة و وجدت في قوارية
و خصوصا رشقون وكانت قليلة العدد بشكل عام ،أما ذوات الفصوص
املثبتة ،فعثر عليها بأعداد كبيرة في مختلف املقابر النوميدية خاصة
جيجل و تيبازة.
التأريخ :القرن السادس ق.م.
مكان اإلكتشاف :رشقون ،مقبرة اجلزء الشمال.
املراجع:
Vuillemot, 1955, p. 35 ; 1965, pp (88-89), fig. 29 ,
.n° 101-1
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 74, n° 77
ز .بلعابد
قـــــرط حلقي Anneau d’oreille
املتحف الوطني أحمد زبانة ،وهران .
رقم اجلرد .BR 06 :
املادة :فضة.
املقاسات :إ 1 :سم ،ع 0.8 :سم.
الوصف :قرط يتكون من حلقة متطاولة مفتوحة على إحدى أطرافها
ليسهل وضعها في ثقب شحمة األذن.
التأريخ :القرن السابع و السادس ق.م.
مكان اإلكتشاف :رشقون ،مقبرة اجلزء الشمال.
املراجع:
.Vuillemot, 1955, p. 35 ; 1965, p. 86, fig. 28
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 74, n° 78
ز .بلعابد
ز .بلعابد
وعاء على شكل طائــر Askos en forme d’oiseau
متحف تيبازة.
رقم اجلرد C.B4 45 :
املادة :فخار.
املقاسات :إ 9.3 :سم .ع 13.4 :سم.
الوصف :وعاء على شكل طائر من طني رمادية في الداخل و وردية
أومبيضة على السطح .مشكل من رأس محمول إلى األعلى بواسطة رقبة
طويلة ،و يتركز على ثالث ركائز صغيرة ،رديء الصنع وغير مزخرف.
التأريخ :نهاية القرن اخلامس و بداية القرن الرابع ق.م.
مكان االكتشاف :تيبازة ،املقبرة النوميدية الغربية ،تنقيبات 1966-
1967
املراجع:
.Lance, 1968, p. 142-143, fig.140
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 58, n° 40
ز .بلعابد
مبخـــرة Brûle-parfum
املتحف الوطني لآلثار القدمية ،اجلزائر العاصمة.
رقم اجلرد . IC 49 :
املادة :فخار
املقاسات :إ 10.8 :سم.
الوصف :مبخرة من طني رديئة الصنع ،تتكون من صحنني مركبني فوق
بعضهما البعض يحملهما عمود صغير .لقد أستعمل هذا النوع من
املبخرات في الطقوس الفينيقية كمذبح نار .في املشرق جند هذا
الصنف املصنوع من الطني املشوي التي أنشأت من كأس مزدوج بقاعدة
عريضة .يرجع معظمها إلى بداية القرن الثامن ق.م و يستمر إلى غاية
القرن اخلامس ق.م .غير أن املبخرات كانت نادرة في املقابر ،إال أنها
متواجدة خاصة في املعابد.
التأريخ :القرن اخلامس ق.م.
مكان االكتشاف :تيبازة ،مقبرة،
املراجع:
.Cintas, 1952, pp. 49-50
.Py, 1993,p. 453
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 59, n° 43
ز .بلعابد
عقــــد بوني Collier Punique
متحف تيبازة.
رقم اجلرد . a24 A4 :
املادة :عجينة الزجاج.
املقاسات 93 :جوهرة.
الوصف :عقد مشكل من 93جوهرة أسطوانية الشكل من الزجاج
األخضر املزرق و الفيروزي مثقوبة و مزخرفة بدوائر متركزة باللون
األبيض و املسمر.
التأريخ :القرن الثاني -األول ق.م.
مكان االكتشاف :تيبازة،املقبرة النوميدية الشرقية،
املراجع:
L’Algérie au temps des royaumes numides 2003,
.p. 60, n° 44
ز .بلعابد
اجلعــــران :لقد أخذ النوميد استعمال أختام في شكل جعران من القرطاجيني الذين بدورهم ،أخذوها من املصريني ،وقد استعملت كأوسمة تتدلى على صدورهم أو فصوصا
تزين بها خوامتهم .ولعل اختيار اجلعران منذ نهاية القرن الثامن ق.م يستند على أسس دينية سحرية تكمن فيها تنسبه الديانة املصرية لهذه احلشرة من فصيلة اخلنافس من
قداسة وداللة رمزية .كما ألتقط اجلعران من مختلف مقابر العالم البوني و املتأثر بهم .منها القبور النوميدية ،وقبور بسردينيا و أخرى بصقلية و إسبانيا و جزر البليار (م.ح.
فنطر ،املرجع السابق ،ص ص .)239-235
إن ضريح صومعة اخلروب ،يعتبر الوحيد إلى حد اآلن الذي قدم لنا أثاث جنائزي كامل ،املشكل من مجموعة أسلحة و خوابي ،و أوسمة وبقايا من اخلوابي،رغم أن األسلحة
كانت نادرة في معظم املدافن النوميدية ،ماعدا مقبرة رشقون أين أكتشف بها العديد من رؤوس السهام،ولعل اختفاء األسلحة من األثاث اجلنائزي النوميدي يرجع إلى اعتقادات
نوميدية.
يعتبر األثاث اجلنائزي لضريح صومعة اخلروب مهم جدا خاصة من الناحية التاريخية حيث أعتبر مصدرا مهم لتحديد الفترة الكرونولوجية والذي يعود إلى نهاية القرن الثاني ق.م
وهذه الفترة الزمنية تتزامن مع تاريخ وفاة امللك ميسيبسا “مكوسن”
وحسب دراسة ج.كامبس G.Camps ،فإن هذا النوع من األسلحة ترجع للحضارة البونية ،فإن نفس السهم ،الذرع البيضاوي ،اخلوذة املخروطية ،القوس وخاصة السيف،كانت
موجودة في قرطاج و الشرق ،ثم أصبحت من بني األدوات العسكرية النوميدية واملورية،ولقد نحتت هذا النوع من األسلحة على إحدى نصب معبد احلفرة.
ذرعBouclier
املتحف الوطني سيرتا.
رقن اجلرد 3C.Fe.347.:
املادة :احلديد.
املقاسات :ط60 :سم ع 12.5 :سم.
الوصف :ذرع بيضاوي الشكل ،حسب التحليالت الكيماوية ثبت أنه يتكون من ثالث أجزاء جزء معدني ،وآخر
من اجللد و الثالث من القماش .لقد استعمل الفرسان النوميدين شكلني من الدروع ،واحد بيضوي ،واآلخر
دائري ،هذا األخير قد ظهر على نقوش الفترة التاريخية ،كذلك على واجهة ضريح صومعة اخلروب بالنحت
البارز وأنه أكثر قدما من الذرع البيضاوي وكان يعتبره دائما س .جزيل St.Gsellكنوع صنع بسرعة أثناء
عام 149ق.م وقد كان يستعمل الذرع البيضاوي من طرف الغالني و الرومان،وقد صدروه البونني للنوميدين.
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :صومعة اخلروب ،تنقيبات .1915قسنطينة.
املراجع:
.Bonnel, 1915,p. 176 ; St.Gsell, 1913- 1928, T.II, pp. 350-351
Berthier et Chelier, 1955, p. 194, Bonn, 1979, p. 610, p.2-124
.Berthier, 1981, p. 171
.L’Algérie au temps des royaumes numides 2003, p. 126, n° 119
ز .بلعابد
خوذة مخروطية Casque Pointu
املتحف الوطني سيرتا.
رقم اجلرد 3C.Fe.348.:
املادة :احلديد
املقاسات :ط 60 :سم .ع 12.5 :سم.
الوصف :عند اكتشاف هذه اخلوذة ،كانت مكسورة إلى عدة أجزاء ،فإلى
جانب قبة على شكل مخروطي مدبب جند جدارين نحت عليهما بالنحت
البارز أذنني و كذلك جزء يغطي مؤخرة الرأس كليا .رغم أن هذا النوع
من اخلوذة قد نحت على إحدى نقوش معبد احلفرة ،إال أننا جندها دخيلة
على املجتمع النوميدي .لقد أجرى الباحثون عدة دراسات حول أصل
اخلوذة ،فالبعض أرجعها إلى أصلها الشرقي السوري و البعض األخر،
أمثال الباحث أ .برتي الذي ذكر أهم مناطق اكتشاف هذا الصنف من
اخلوذة في كل من “ القوقاز ،إيران ،العراق و تركيا الشرقية و أضاف
أن هذه القطعة من مجموعة أسلحة لفرسان سوريني و اقتبسوها منهم
اليهود و ضموها إلى مجموعتهم احلربية.
أما الباحث ج .كامبس فقد ربطها باحلضارات الشرقيــة ،خاصــة
احلضــارة البونيــة .و نعتقد أن امللوك النوميديني كانوا يرتادونها فوق
رؤوسهم ،رغم أن القطع النوميدية تظهرهم عرى الرؤوس مزودين
بشريط الرند و في بعض األحيان متوجني.
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة صومعة اخلروب ،تنقيبات .1915
املراجع:
.Bonnel, 1915,p. 176 ; Thépnier, 1915, p. 188
Berthier et Cherlier, 1955, p. 194, Bonn, 1979, p.
608, pl. 123
G. Camps, 1961, p. 261-262
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
p. 126, n° 120
ز .بلعابد
حربـــة Javelot
املتحف الوطني سيرتا
رقم اجلرد 3C.Fe.357:
املادة:احلديد
املقاسات:ط 18,5 :سم.
الوصف:حربة من احلديد.
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة .صومعة اخلروب ،تنقيبات . 1915
املراجع:
Bonnel, 1915,p. 177 ; Bonn, 1979, p. 614, pl. 125-
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 127, n° 121
ز .بلعابد
ســالح للــرمي Arme de jet
املتحف الوطني سيرتا،
رقم اجلرد 3C.Fe.355.:
املادة :احلديد.
املقاسات :ط 17,4 :سم.
الوصف :سالح للرمي على شكل معني يشبه الرمح ،و يعتبر جزء من
األسلحة النوميدية منذ فترة املمهد للتاريخ و أكدت على ذلك كثير من
النصوص التاريخية و معطيات أثرية .
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،صومعة اخلروب ،تنقيبات 1915
املراجع:
Bonnel, 1915,p. 177 ; Bonn, 1979, p. 614, pl. 126-4
/G. Camps, 1961, p. 261
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 127, n° 122
ز .بلعابد
سيف Epée
املتحف الوطني سيرتا.
رقم اجلرد ،3C.Fe.346.:
املادة :برونز.
املقاسات :ط372, :سم .ع 6,5 :سم.
الوصف :سيف طويل داخل غمد من خشب األرز الذي سمح مقبض قد
يكون من الذهب أو النحاس .لم يشير الكتاب القدماء لوجود السيف في
مجموعة األسلحة النوميدية لكن يظهر منحوتا على بعض املعالم األثرية
كمنهير“بوشان” مثال.
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،صومعة اخلروب ،تنقيبات .1915
املراجع:
Bonnel, 1915,p. 177 ; Bonn, 1979, p. 612, pl. 121-5
.G. Camps, 1961, p. 112
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 127, n° 123
ز .بلعابد
فوهـــة بوق لنـــداء Embouchure d’une corne d’appel
املتحف الوطني سيرتا
رقم اجلرد C.Fe.349.3 :
املادة :الفضة.
املقاسات :ط 9,5 :سم .ق (الفوهة) 3,5 :
الوصف :فوهة بوق نداء محفوظة جيدا ،مزخرفة بنتوءات بارزة تشبه
شكل القواقع.
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان اإلكتشاف :قسنطينة ،صومعة اخلروب ،تنقيبات .1915
املراجع:
.Bonnel, 1915,p. 117; Bonn, 1979, p. 600, pl. 118
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 127, n° 124
ز .بلعابد
ز .بلعابد
وســـام يظهر رأس أيلMédaillon représentant une tête -
de Cerf
املتحف الوطني سيرتا،
رقماجلرد C.Fe.363.3 :
املادة :الفضة.
املقاسات :ق7 :سم.
الوصف :وسام على شكل دائري بحواف محدبة ،مث ّل في وسطه بالنحت
البارز صورة لرأس أيل .هذا الوسام يشبه الوسام السابق و لعله ميثل
حلية حزام ،لم يبق منه إال حلقة مبشابك و بقايا حلبكة مشكلة من املعدن
برباط مزدوج مربوط بخيوط من الفضة .
التأريخ:القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،صومعة اخلروب ،تنقيبات .1915
املراجع:
Bonnel, 1915,p. 177 ; Bonn, 1979, p. 604, pl. 121-2
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p. 128, n° 126
ز .بلعابد
مسرجة Lampe
متحف الوطني سيرتا بقسنطينة ،
رقم اجلرد .F.701.3 :
املادة :فخار.
املقاسات :إ 3,5 :سم ،ط .8,5 :ق (الفتحة) 5,2 :سم ،
ق (القعر) 16 :سم.
الوصف :مسرجة من الطني وردي اللون ينعكس عليه اللون البوني،محببة
و صلبة .تأخذ املسرجة الشكل الدائري ،و يظهر عليها نتوء من اجلهة
اليسرى ،كما نسجل غياب املقابض ،تضيق فوهتها في الوسط و تتسع
في النهاية مشكلتا رأسني على كل جانب .و تنتفخ املسرجة ما بني
اخلزان و فوهة الفتيلة على شكل سندان .و حتمل ختم داخل إطار مربع،
أين يكون رأس رمز “تانيت” نحو الفوهة ،كما نسجل أيضا ثالث فتحات
على اخلزان و أثر للطالء البوني الالمع .تعتبر هذه املسرجة إغريقية أو
هيلينستية.
التأريخ:القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :تيديس،
املراجع:
; .Berthier, 2000,pp.350-360, fig.72
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p.37,n°4
ك .قيطوني دحو.
ز .بلعابد
خابية صغيرة Petite amphore
متحف الوطني سيرتا بقسنطينة ،
رقم اجلرد .C.Ce.422.3 :
املادة :فخار.
املقاسات :إ31 :سم .ق(البطن) 22 :سم .ق( القاعدة) 12 :سم.
ق (العنق).11,9 :
الوصف :خابية جنائزية صغيرة احلجم من طني رملية ،يظهر أسفل
بطنها آثار كلسية .ذراعـــا اخلابيـة يحمـالن العنق و مثبتـان فوق
البـطن .أما العنـق فقصيــر و متسع ينتهي بحافة مزخرفة بحلية محدبة.
زينت اخلابية في اجلزء املنتفخ من البطن و أسفل الذراعني بأشرطة
بأحجام مختلفة،و ذات لون بوني وكذلك بسعفة نخيــل و سلم موضوعان
بالتناوب على محيط البطن ،و الكل يرتكز على شبكة خيوط.
التأريخ:القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،اكتشاف عفوي لقبر بصندوق
جنائزي ،ساحة بن يزار ( Boudinسابقا) ،كدية عاتي ـ املنظر
اجلميل،1960،
املراجع:
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p.39,n°13
ك .قيطوني دحو.
ز .بلعابد
قلة Cruche
املتحف الوطني سيرتا بقسنطينة ،
رقم اجلرد .C.Ce.281.3:
املادة :فخار.
املقاسات :إ 18 :سم ،إ (الذراع) 11 :سم .ق (اخلارجي) 9 :سم
ق (القاعدة) 7 :سم .ق (العنق) 11,9 :سم .ع (احلافة)10 :سم.
الوصف :قلة مشكلة من طني رملية صلبة ذات لون وردي وطالء بوني،
يظهر عليها آثار للون األحمر و األبيض .تأخذ القلة شكل بيضاوي ينتهي
بحافة ،أما العروة على البطن .يتميز شكل القلة بضغط على مستوى
البطن ليسهل قبض القلة جيدا .أما عن القعر الداخلي ،فتوجد عليه
بثرة مركزية.
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،اكتشاف عفوي لقبر بصندوق جنائزي ،ساحة
بن نزار ( Boudinسابقا) كدية عاتي ـ املنظر اجلميل،1960،
املراجع:
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p.39,n°14
ك .قيطوني دحو.
ز .بلعابد
غرفيــة Bol
املتحف الوطني سيرتا بقسنطينة ،
رقم اجلرد.3C.Ce.43.:
املادة :فخار.
املقاسات:إ33 :سم .إ(القاعدة) 4 :سم .ع (احلافة)10 :سم.
الوصف :غرفية من طني زهرية اللون ،جيدة و ملساء ،بطالء بوني المع.
الكوب عميق قليال و حوافه متسعة و يفتقد لذراع ،زخرف القعرالداخلي
للكوب ،بأربع جريدات نخيل متماثلة و موضوعة علىشكل صليب.
التأريخ:القرن الرابع ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،سيدي مسيد ،تنقيبات 1960ـ ،1962
منحدر مدرسة ،Puyadeقسنطينة ،أ .بريتيى ،A.Bertheir
املراجع:
; Berthier, 1980, p.16 ; Morel, 1981, forme, 1000
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p.40,n°16
ك .قيطوني دحو.
ز .بلعابد
غرفيــة Bol
املتحف الوطني سيرتا بقسنطينة ،
رقم اجلرد .3C.Ce.69. :
املادة :فخار.
املقاسات :إ 4 :سم .إ (القاعدة) 4 :سم، .ع (احلافة)7 :سم.
الوصف :غرفية بقاعدة و جوانب منتفخة قليال و بحافة مشدودة نحو
الداخل ،هذه الغرفية مشكلة من طني برتقالية اللون مع آثار للون
البني على احلافة اخلارجية ،كما يحمل قطعة نقدية من
البرونز ( غير واضحة).
التأريخ :القرن الرابع ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،سيدي مسيد ،تنقيبات 1960ـ ،1962
منحدر مدرسة ،Puyadeقسنطينة ،أ .بريتيى ،A.Bertheir
املراجع:
L’Algérie au temps des royaumes numides,2003,
.p.40,n°18
ك .قيطوني دحو.
ز .بلعابد
وعاء للتفريــغ Entonnoire
املتحف الوطني سيرتا بقسنطينة ،
رقم اجلرد .C.Ce.50.3 :
املادة :فخار.
املقاسات :إ 11:سم ،إ 18:سم ،ق (احلافة) 11 :سم
ط (الشفة ) 11 :سم.
الوصف :وعاء للتفريغ مشكل من طني زهرية اللون بطالء مبيض ـ بني،
وهو على شكل قرن ينتهي برأس كبش .القمع مثقوب في نهايتهبثقب
صغير لسيالن السوائل.
التأريخ :القرن الرابع ـ القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،ساحة فوضيل بن يزار( ساحة Boudin
سابقا )، 1960 ،
املراجع:
L’Algérie au temps des royaumes numides, 2003,
.p.40,n°19
ك .قيطوني دحو.
ز .بلعابد
مسرجة Lampe
املتحف الوطني سيرتا بقسنطينة ،
رقم اجلرد .F.Ce.706.3:
املادة :فخار.
املقاسات :إ4,5:سم ،إ (الفوهة( 1,4:سم ،فتحة الفوهة [األنبوب]:
3,5سم.
الوصف :مسرجة مشكلة من طني زهرية ومبيضة بطالء أبيض .هذه
الطني مثنية على شكل ثالث قرون .كما حتوي على ثالث فوهـات ،أثنني
منها لتمـرير الفتيـلة و الثالثة أكثر أتساعا مللئ املسرجة بالزيت .ينتمي
هذا النوع ملجموعة 500مسرجة احملفوظة باملتحف و املستخرجة من
معظم مقابر كدية عاتي.
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،مقبرة كدية عاتي ،
املراجع:
Cintas ,1950,pl.n°11 ; RSAC, 1879-1880, pl.VII,
; .RSAC, 1878, n°64, Gsell, 1913-1928, T.IV, p.61
L’Algérie au temps des royaumes numides,2003,
.p.41,n°20
ك .قيطوني دحو.
ز .بلعابد
مبخرة Brûle-parfum
املتحف الوطني سيرتا بقسنطينة ،
رقم اجلرد 3N.Ce.52.:
املادة :فخار.
املقاسات :إ( املقبض) 6:سم ،إ( الغطاء) 6,5:سم ،ق(احلافة) 4:سم،
ق (الغطاء)8 :سم ،ق(القعر)9 :سم.
الوصف :مبخرة من طني زهرية اللون بطالء أبيض ،حتتوي على غطاء.
نحت هذا األخير و احلواف املبخرة على شكل أوراق .كما يحوي الغطاء
أيضا على العديد من النقاط .القاعدة اخلارجية منتفخة قليال.
اكتشفت هذه املبخرة داخل صندوق من الرصاص يجمل رقم ،31و الكل
كان في مرمدة مستطيلة حتوي على عظام متفحمة.
()Doublet et Gauckler, 1893
التأريخ :القرن الرابع ـ القرن الثالث ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،مقبرة كدية عاتي.
املراجع:
;Doublet et Gauckler, 1893, pl.XII, n°4
Arguel, 1878,pp.262-263, ; RSAC , 1879-1880,
; pl.V,n°27
L’Algérie au temps des royaumes numides,2003,
.p.42,n°22
ك .قيطوني دحو.
ز .بلعابد
إنــــــاءRécipient
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد .3J Ce 241 :
املادة :طني مشوي.
املقاسات :إ 30 :سم ،إ “القدم” 9 :سم .قطر “الفتحة”
31.5:سم .قطر “القدم” 4 :سم.
الوصف :إناء ذو ثالثة قوائم متثل رؤوس آدمية ،يتكون من عدة
قطع ملصقة حتمل زخارف .قطعة فريدة من نوعها.
التأريخ :القرن الثالث والثاني ق.م.
مكان االكتشاف :تيديس ،مقبرة الشرق ،صندوق جنائزي
(.)P.A. Fevrier
املراجع:
.Fevrier, 1971a, pl VII
.Berthier, 2000, p. 322
L’Algérie au temps des royaumes numide,
.2003, p. 36, n°01
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
شـقالــة oenochoé
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد .3N Ce 57:
املادة :طني مشوي.
املقاسات :إ 27 :سم ،إ “ العروة” 10 :سم.
قطر” احلافة”13 :سم .قطر “القاعدة”11 :سم.
الوصف :شقالة من الطني املشوي ذو اللون الوردي املبيض
عليه طالء أسمر .ميثل أوجه آدمية ومزود بعروتني ،على الرقبة
وجهني متدابرين األول بتسريحة والثاني بدون تسريحة حتت كل
واحد خمسة أقراص تبعد الواحدة عن األخرى بثالثة سنتمترات،
هذا النوع من الشقاالت يبدو فريد من نوعه.
التأريخ:القرن الرابع والثالث ق.م.
القل ،حفريات مارس .1893 مكان االكتشاف:
املراجع:
.Cintas, 1950, pl. VIII, n° 22
Doublet et Gauckler, 1893, pp. 107-108, p.
.XII
,Hélo 1895, p. 347, pl. XII-XIII
.Gsell : 1913-1928, T. IV, p. 60
L’Algérie au temps des royaumes numide,
.2003, p. 64-65-66,n°54
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
ســـــوار Anneau
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد 3C Br 181:
املادة :برونـــــز.
املقاسات :قطر 2.5 :سم.
الوصف :سوار على شكل حلقة مفتوحة تتكون من ساق
ملتوية ،إحدى نهايتيها معقوفة.
هذه احللقة هي في األصل قرط أو إبزمي.
التأريخ :القرن الثاني ق.م.
مكان االكتشاف :حفريات سيدي مسيد 1960-1962منحدر
قسنطينة (.)A.Berthier مدرسة بوياد –
املراجع:
.Berthier, 1980
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 43,n°27
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
كائـــن خرافــــي Sphinx
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد 3F Br 374 :
املادة :برونـــــز.
املقاسات :إ11 :سم.
الوصف :متثال من البرونز ميثل كائن خرافي يزين رأسه
تاج ملكي رقيق .الشخص واقف ،بتسريحة عالية وقرنني يعلوهما
نتوء قائم ،عموده الفقري بارز .هذا التمثال يشبه حلد كبير
التماثيل الفينيقية املكتشفة في سوريا وسردينيا“ .البرونز
القدمي لسردينيا” ،كتالوج املعرض املنظم في BnFباريس
،1954س ،غزال كتب يقول “ أضن أن هذا التمثال هو أقدم
حتفة للفن اإلغريقي وجدت حتى اآلن في اجلزائـر”1898
التأريخ :القرن السادس ق.م.
مكان االكتشاف :اكتشاف عرضي سنة 1890تيديس.
املراجع:
.Gsell, BAC 1898, p. 241
.Berthier, 2000, p. 397
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 38,n°09
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
متيثيـــــل Statuette
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد 3C Pb 84:
املادة :رصاص.
املقاسات :إ8 :سم.
الوصف :متيثيل من الرصاص ميثل إمرأة واقفة جد مرتكزة،
تضع يديها مفتوحتان على بطنها ،كرتان متثالن الثديني .مكان
السرة ميثله دائرتان مركزيتان .ترتدي لباس مخصر مزين
بثنيات عند الكتفني ،تزين رقبتها بجواهر وجبهية وأقراط..
التميثيل في حالة جيدة “ ينقص الرجلني” ميثل إلهة يوجد
هذا الطراز على بعض املنحوتات الفينيقية في آسيا كما أنها
تشبه التمثال املمثل في نقيشة وجدت في أسكالون “ متحف
اللوفر”.
التأريخ:
مكان االكتشاف :قبر حفر في صخر سيدي مسيد –
قسنطينة.
املراجع:
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 44,n°28
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
قــــــالدة - Pendentif
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد 3C Ag 88 :
املادة :فضة.
املقاسات :القطر 3.5 :سم.
الوصف :قالدة تتكون من وسام دائري تتدلى منه أربعة
سالسل لم يبق منها إال ثالثة ،اثنان منها تنتهي مبثلثات.
القالدة مزودة بحلقة تدلية.الوسام متكون من صفيحة دائرية
رقيقة من الفضة عليها رأس بعل حامون “ مما بدل على انتشار
االعتقاد بهذا اإلله في نوميديا” .وجدت هذه القالدة في قبر مع
جبهية اختفت أثناء املعرض العاملي سنة ،1878التي هي من
نفس الطراز ونفس صناعة تنتميان حتما إلى نفس احللية.
التأريخ :القرن الثالث والثاني ق.م.
مكان االكتشاف :عني القصر “ باتنة”.
املراجع :
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 79,n°93
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
مدمعــــــية Lacrymatoire
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد 3C Ve 213 :
املادة :زجاج.
املقاسات :إ 8.6 :سم.
قطر 2.5 :سم.
سمك 6 :مم.
الوصف :مدمعية من عجينة الزجاج امللون مزخرفة بخطوط
ومتموجة غير واضحة. متعرجة
الزخارف بلون أبيض فوق أرضية زرقاء قائمة تزين بطن
املدمعية املضلع ،الذي يضيق في نهايتيه.
التأريخ :القرن الثالث ق.م.
مكاناالكتشاف:قسنطينة
املراجع:
Boublet et Gauckler, 1893, pp. 112-113., pl.
.XIII, n° 01
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 42, n°23
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
مدمعــــــية Lacrymatoire -
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد 3C Ve 214 :
املادة :زجاج.
املقاسات :ط 7.8 :سم .قطر “ الفتحة” 2.2 :سم.
الوصف :مدمعية من عجينة الزجاج امللون ذات زخارف على
شكل سعفة نخيل باللون املبيض على أرضية زرقاء قامتة.
املقبضني غير مثقوبني.
التأريخ :القرن الثالث ق.م.
مكاناالكتشاف:قسنطينة
املراجع:
Boublet et Gauckler, 1893, pp. 112-113., pl.
.XIII, n° 05
.Argnel, R.S.A.C, 1904, n° 115
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 42, n°24
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
Lacrymatoire مدمعــــــية
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد 3C Ve 225:
املادة :زجاج.
املقاسات :ط 13.2 :سم.
الوصف :مدمعية من عجينة الزجاج امللون مزينة بخطوط
منقوشة على شكل سعفة نخيل ذات لون أزرق فيروزي فوق
أزرق مسمر ،على اجلانبني مقبضني مثقوبني.
التأريخ :القرن الثالث ق.م.
مكاناالكتشاف :كدية عاتي قسنطينة
املراجع:
Doublet et Gauckler, 1893, pp. 112-113., pl.
.XIII, n° 04
.Argnel, R.S.A.C, 1904, n° 116
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 43,n°25
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
تعــويدة Amulette
مجموعة متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد 3C Ce 85 :
املادة :طيـــــن.
املقاسات :ط 2.2 :سم.
الوصف :تعــويدة متثل شخص يجلس على ركبتيه يضع
إصبع اليد اليسرى على فمه ،يتعلق األمر باالله “هاربوقراط
“ومعنى هذا اللفظ :حورس الطفل.
التأريخ :القرن الثالث والثاني ق.م .
مكان االكتشاف :القـــــــل
املراجع:
.Hélo, 1895, p. 366
.Doublet et Gauckler, 1893, p. 64
.Aziza, 2000, 343-367
L’Algérie au temps des royaumes numide,
.2003, p. 69,n°61a
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
تعــويــدة Amulette
متحف سيرتا الوطني – قسنطينة .-
رقم اجلرد 3C Ce 87 :
املادة :طيـــــن.
املقاسات :ط 2.2 :سم.
الوصف :تعــويدة من الطني متثل شخص واقف يضع إصبع اليد
اليمنى على فمه ،يعتقد أنه االله “هاربوقراط “.
ومعنى هذا اللفظ :حورس الطفل.
التأريخ:القرن الثالث والثاني ق.م.مكان االكتشاف :القـــــــل
املراجع:
.Hélo, 1895, p. 366
.Doublet et Gauckler, 1893, p. 64
.Aziza, 2000, 343-367
L’Algérie au temps des royaumes numide,
.2003, p. 69,n°61b
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
وعـــاء Vase
متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد .3J Ce 242:
املادة :طني مشوي.
املقاسات :إ 15.5 :سم،
القاعدة 3 :سم.
القطر 15 :سم.
سمك 2 :سم.
زخرفة :إ 2 :سمx 6سم.
الوصف :وعاء مقولب من الطني الوردي ،ذو الطالء األبيض،
مزخرف بزخارف بنية تشكل شريطني بينهما معينات تتوسطها
صلبان ترمز حلرف “ ”Tبالليبية .يعلو الشريطني مجموعة من
املثلثات ذات اللون األسود مزخرفة
التأريخ :القرن الرابع والثاني ق.م.
مكان االكتشاف :قسنطينة ،حتت القصبة في مخبأ صخري
املراجع:
.Marcais, 1914, p. 177
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 38, n°10
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
مشــرب Vase
متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد .3J Ce 242 bis :
املادة :طني.
املقاسات :إ 13 :سم،
إ “العروة” 14 :سم.
القطر 6 :سم.
الوصف :مشرب مقولب من الطني ،عليه زخارف حمراء فوق
أرضية بيضاء ،هي عبارة عن شريطني عريضني وخطني فوقهما
حلقة طيور ،وشريط أخير على احلواف .هذا النوع من األواني
اليزال متداول حتى اآلن في مناطق عديدة من اجلزائر.
التأريخ :القرن الثالث والثاني ق.م.
مكان االكتشاف :تيديس.
املراجع:
.Camps, 1961, p. 367
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 37,n°03
ك .قيطوني دحو.
و.بلحيمر
خابية Amphore
متحف سيرتا الوطني – قسنطينة .-
رقم اجلرد 3C Ce 429
املادة :طني.
املقاسات :إ 81:سم ،ق(الفوهة)13 :سم .ق(القعر) 5 :سم.
الوصف :خابية من الطني الوردي املتجانسة وملساء ،ذات فوهة ذائرية
وعروتان تنطلقان من حتت حافة الفوهة حتى كتف البطن.البطن بيضاوية
الشكل تنتهي بنتوء دائري عليها آثار طالء أسمر أملس براق .هي خابية
رودية مستورة لنقل الشراب حتمل ختم على العروتني في دمعة مستطيلة
عليها كتابة منقولة من مونوتينيس Monothenisوهو إسم الورشة
التي صنعت هذه اخلابية ووجدت في طبقات كرنتيا عام 146ق.م وهو
عهداإلحتالل الروماني .هذه اخلابية صنعت عام 146ق.م أو قبل بقليل،
ألن مونوتينيس بقي مستغل حتى 150ق.م .التأريخ 150:ق.م.
مكان االكتشاف:صومعة اخلروب – قسنطينة.-
:املراجع
M.Bonnel, Monument Gréco Punique de la Soumâa (près
Constantine), p. 167-178 R.S.A.C, T. 49, 1915, p. 167-178.
Christoph B.Rüger ; Die Keramik des Grabes Von Es Soumâa
Bei El Khroub, p. 339-344.
St.Gsell, T.Iv, p. 62-63 Note, n° 05 de la p. 62 (lampe).
Daho KITOUNI Keltoum, thèse inédite, n° 146.
L’Algérie au temps des royaumes numide, 2003, p. 130,
n°129
ك .قيطوني دحو
و.بلحيمر
خابية Amphore
متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد C Ce 430 3:
املادة :طني.
املقاسات :إ 89 :سم،
ق (الفوهة) 15 :سم .ق (القعر) 4 :سم.
الوصف :خابية من الطني اخلشن األحمر البرتقالي احملبب ،الطلب
والثقيل ذات طالء أسمرمبيض ،لها عروتان حتمالن ختم دائري الشكل.
خابية من صنف :ملبو غليا .)Lamboglia (4
التأريخ:القرن الثاني ق.م.
مكاناالكتشاف:صومعةاخلروب–قسنطينة.-
املراجع:
M.Bonnel, Monument Gréco Punique de la Soumâa (près
Constantine), p. 167-178 R.S.A.C, T. 49, 1915, p. 167-178.
Christoph B.Rüger ; Die Keramik des Grabes Von Es Soumâa
Bei El Khroub, p. 339-344.
Daho KITOUNI Keltoum, thèse inédite, n° 151.
L’Algérie au temps des royaumes numide, 2003, p. 130,
n°129
ك .قيطوني دحو
و.بلحيمر
خابية Amphore
متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد .C Ce 431 3:
املادة :طني.
املقاسات :إ 88.5 :سم ،ق (الفوهة) 15 :سم .ق(القعر)
4 :سم.
الوصف :خابية من الطني اخلشن البرتقالي عليها حبيبات
سمراء قليلة اللمعان ،يطهر على اجلدار الداخلي اخلابية
آثار القولبة ،اخلابية ذات عروتان من صنف ملبوغليا .1أ.
Lamboglia 1.A
التأريخ:القرن الثاني ق.م.
صومعة اخلروب – قسنطينة.- مكان االكتشاف:
املراجع:
M.Bonnel, Monument Gréco Punique de
la Soumâa (près Constantine), p. 167-178
.R.S.A.C, T. 49, 1915, p. 167-178
Christoph B.Rüger ; Die Keramik des
Grabes Von Es Soumâa Bei El Khroub, p.
.339-344
Daho KITOUNI Keltoum, thèse inédite, n°
.153
L’Algérie au temps des royaumes numide,
2003, p. 130,n°129
ك .قيطوني دحو
و.بلحيمر
مسرجةLampe
متحف الوطني سيرتا
رقم اجلرد3C Ce 144:
.املادة :الطني املشوي
املقاسات :قطر فوهة صنبور املسرجة 1.5 :سم ،
قطر ثقب سكب الزيت 2.5 :سم.
الوصف :هذه املسرجة تعود للفترة البونيقية ،شكلت
باستعمال اليد بطريقة رديئة ،حتتوي على ثقب متسع لسكب
الزيت بشكل غير متجانس ،عجينتها سميكة ،عليها طالء
ذو لون وردي مييل إلى اإلحمرار ،و كذا آثار احلرق ،و قد
استعملت كأثاث طقوسي.
التأريخ :القرن 3ق.م.
مكان اإلكتشاف :جيجل.
املراجع :
P. Cintas, Céramique punique, 1950, paris,
p 203, pl N° LXIV, N°40
.Astruc, Djidjelli, 1937, p 213, fig 08, n°03
س.بوذراع
مسرجة Lampe
متحف الوطني سيرتا
رقم اجلرد3C Ce 151:
املادة :الطني املشوي .
املقاسات :الطول 8 :سم ،قطر ثقب سكب الزيت 2.8:سم.
الوصف :هذه املسرجة شكلت باستعمال اليد بطريقة رديئة ،
حتتوي على ثقب لسكب الزيت متسع و مهشم من جوانبه ،
تعتبر إنتاج محلي ذو تقليد للمسرجة الروديزية ،عجينتها
سميكة و غير متجانسة ،شكلت بطريقة غير منتظمة ،عليها
طالء ذو لون وردي مييل إلى البني ،و كذا آثار احلرق ،و قد
استعملت كأثاث طقوسي .التأريخ :القرن 3ق.م .مكان
اإلكتشاف :جيجل.
املراجع:
P. Cintas, Céramique punique, 1950, paris,
p 203, pl N° LXIV, N°42
Astruc, Djidjelli, 1937, p 213, fig 08, n°03.
س.بوذراع
قـــدح Godet
متحف الوطني سيرتا
املادة :الطني املشوي .
رقم اجلرد 3C Ce 155 :
املقاسات :إ 7.5 :سم ،قطر القاعدة 3 :سم.
الوصف :قدح شكل باستعمال اليد بطريقة رديئة ،مجوف
يشبه إلى حد ما شكل وعاء صغير ،ذو عجينة سميكة و غير
متجانسة ذات لون وردي مغطاة بطالء وردي فاحت ،ذو شكل
بيضوي و له قاعدة سفلية و قد استعمل كأثاث طقوسي ،يعتبر
صناعة محلية.
التأريخ :القرنني 3-2ق.م؟.
مكان اإلكتشاف :جيجل
املراجع :
س.بوذراع
قـــدحGodet
متحف الوطني سيرتا
رقم اجلرد 3C Ce 161 :
املادة :الطني املشوي .
املقاسات :إ 8.2 :سم ،قطر القاعدة 3.5سم.
الوصف :قدح شكل باستعمال اليد بطريقة رديئة ،مجوف
يشبه إلى حد ما شكل وعاء صغير ،ذو عجينة سميكة و غير
متجانسة ذات لون وردي مييل إلى األصفر مغطاة بطالء وردي
ذو شكل بيضوي و له قاعدة سفلية ،كما جند على مساحته
اخلارجية آثار للحرق ،و قد استعمل كأثاث طقوسي يعتبر
صناعة محلية
التأريخ :القرنني 3-2ق.م؟.
مكان اإلكتشاف :جيجل.
املراجع :
س.بوذراع
قــــدح Godet
متحف الوطني سيرتا
رقم اجلرد 3C Ce 162 :
املادة :الطني املشوي .
املقاسات :إ 8 :سم ،
قطر القاعدة 3.5سم.
الوصف :قدح شكل باستعمال اليد بطريقة جد رديئة ،مجوف
يشبه إلى حد ما شكل وعاء صغير ،ذو عجينة جد سميكة و
غير متجانسة ذات لون وردي مغطاة بطالء بني غير متجانس،
ذو شكل بيضوي و له قاعدة سفلية ،كما جند على مساحته
اخلارجية آثار للحرق ،و قد استعمل كأثاث طقوسي ،يعتبر
صناعة محلية.
التأريخ :القرنني 2 3-ق.م؟.
مكان اإلكتشاف :جيجل.
املراجع :
س.بوذراع
-مصباح
تيديس ،معبد ،املتحف الوطني سيرتا قسنطينة
اجلردj.Ce.210.3:
فخار
االرتفاع3.2 :سم
قطر الفتحة4:سم
قطر القدم3.5:سم
القطر االجمالي6:سم
-جرة
هذه اجلرة ذات عجينة وردية ،دقيقة و متناسقة مطلية
ببرنيق أسود على اجلهة العريضة من البطن أين جند شريط
عريض أبيض ،لها مقبض أفقي و هي من الفخار األتيكي.
اجلردC.Ce.159.3:
االرتفاع10.5:سم
قطر احلافة3.5:سم
قطر القاع4.5:سم
-التاريخ IV :قبل امليالد (الربع األول)
-البيبلوغرافيا :مورال ،1981 ،الشكل رقم 5416 :س،1
أستروك ،1937ص.ص ، -253 199 .اللوحة ، IIرقم 25 :شلبي،
،1982رقم( 469 :للمقارنة) ،كيتوني دحو ،رقم.422 :د
-جرة
جرة من عجينة وردية متجانسة مطلية ببرنيق
أسود ،أملس و ملاع ،قليل التفتت مع بعض
االنعكاسات السمراء على القاع اخلارجي.
حافتها مسطحة و مقبض أفقي حتمل دائرة،
أثار لتجمع الكلس على كل األداة عندما وضعن
في القبر و خاصة اجلهة اخلارجية .
هذه اجلرة من النوع الذي صنفه تيبو كمسكبة
بـ( تيبو-قوتيي 1991رقم 3ص )148هو من نوع
ما قبل الكامباني .
اجلردC.Ce.160.3:
االرتفاع8.5:سم
قطر احلافة3.7:سم
قطر القاع8:سم
-التاريخ IV :قبل امليالد (النصف أو الربع الثالث)
-البيبلوغرافيا :مورال ،1981الشكل رقم5457 :
ب ،1أستروك ،1937ص.ص ،199-253 .اللوحة 2
رقم ،24كيتوني دحو ،رقم.423 :
-قدح
جيجل،
اجلردC.Ce.157.3:
فخار
االرتفاع6.2:سم
قطر احلافة18:سم
قطر القاع6.5:سم
Guttus -
القل ،قبر ،16املتحف الوطني سيرتا
بقسنطينة
اجلردC.Ce.150.3:
فخار
االرتفاع5.8:سم
الرتفاع باملقبض8:سم
قطر احلافة3.2:سم
قطر القاع6.5:سم
بعجينة وردية اللون – سمراء متجانسة ،مع بعض اللمعان في العجينة الصلبة ،يحتوي هذا Guttusعلى بريق أسود رطب و ملك ،مقشر قليال على
اجلانب اخلارجي ،القعر الداخلي للقعر اخلارجي متحفظ أو محفوظ .احلوض مغلق بفتحة ذات خمس فوهات ،محيط احلوض مزخرف بحزتني ،الفم
على شكل رأس أسد ،حتت الفم زخرفة على شكل « »Xاملقبض على شكل حلقة مع زخرفة مضلعة تابعة للبطن.
-
مزهرية بعجينة وردية اللون متجانسة ،طحينية نوعا ما ،على شكل
حداءقدم نالحظ برنيق أسود مقشر قليال على جميع اجلرة ثقب الفتيلة
متواجد حتت الكعب ،اجلهة العليا مثقوبة بخمس أثقاب و حتتوي على
مقبض على اجلانب على شكل حلقة القدم حتمل نعال جد محرما و
تضمه خيوط مضفورة لشد القدم مربط أربعة صفوف حتت مقدمة
القدم القبر الدي وجدت فيه هذه اجلرة غني جدا بالفخار هدا النوع من
اجلرات اليزال متواجد مثل في كركوان أو قرطاجة mitillotيرجعها الى
قوارير العطر املصرية أو اإلسكندرية ،ميكن أن تكون هده اجلرة .
هذه القطعة ذات أهمية بالغة لكونها تعطي صورة امللك ماسينيسا وأسمه بالكامل،التآكل يخفي حتته العبارة البونية :حمملكت بحيث يصبح
لدينا مسنسن حمملكت التي تعني ماسينيسا ملك وهذاما تشهد عليه العديد من نصب احلفرة .كذلك صورة الفيل في الظهر بدال من احلصان
كبقية القطع امللكية النوميدية األخرى للملك ماسينيساكل هذا يجعلها قطعة نقدية فريدة.
الفيــــــــل :
بصفاته الطبيعية و مبنافعه لإلنسان و خاصة احلربية ،كان قدميا رمزا للقوة و االنتصار .في سنة 311ق.م أنتصر اإلمبراطور سليكوسن األول نكتور في معركة
إيبسوس بفضل الفيلة وقد أظهرها على قطعة نقدية كرمز للنصر و الشمس وعامة هو رمز للخلود .ظهر الفيل في اإلكنوغرافيا النوميدية في عهد امللك ماسينيسا
تخليدا النتصاراته في معركة زاما مع القرطاجيني ،ثم بعد ذلك أصبح الفيل رمزا ألفريقيا كما هو احلال في نقود يوبا األول أي ميثل االستقالل و قوة اململكة
النوميدية ،فوق نقود بوكوس األصغر أين يظهر الفيل وهو ميسك سعفة نخيل بخرطومه و فوق نقود يوبا الثاني يظهر الفيل مبناسبة الهزمية املتكررة للجيتوليني
وتاكفاريناس في 7-8ق.م.
و .بلحيمر
النجم :
ويرمز للشمس التي تعتبر معتقد النوميديني وهو أكثر انتشارا من معتقد القمر لكنهما دائما مجتمعني .و حسب هيرودوت أن اللبيني كانوا يقدمون القرابني
للشمس و القمر.
و .بلحيمر
و .بلحيمر
قطعة نقدية للملك هيرباص (81-108ق.م).
أو ورشة مجهولة ( 60-50ق.م).
متحف سيرتا الوطني – قسنطينة.-
رقم اجلرد .3GBr 02:
املادة :برونـــــز.
املقاسات :الوزن 6.4 :غ.
القطر 21:مم .القطر 2 :مم.
الوصف :
الوجه :رأس امللك إلى اليمني ،بشعر طويل و مخرص.
الظهر : رأس اإللهة إفريقيا إلى اليمني مزين بفروة
فيل،أمامها عالمة محفورة و احلرفان البونيان ي ل.
التاريخ 81-108:ق.م 50-60 ، .ق.م.
املراجع :
Mazard, 1955, p. 54, n° 95.
R.S.A.C. , 1904, p. 198, n° 3745.
Alexandropoulos, 2000, p. 403, n°85.
Charrier, 1912, p. 37, n°85.
L’Algérie au temps des royaumes numim
des, 2003, p 135 n° 150
و .بلحيمر
مالحظة:
الكتابة على الوجه قرأت أول مرة بدملكرت وبن حانو على أنها أسم لشخص واحد أما
A. Berthierالحظ أن اخلط العمودي الذي يسبق احلاء األولى ألسم حانو كانت في احلقيقة تشيل قرن بحيث تصبح حرف واو ،و لهذا فهناك إشارة لشخصني
و ليس واحد و هما بدملكرت -حانو وهما شبطني أي حاكمني كما ذكر في قطعة نقدية أخرى وجدت في تيديس عام 1959أين جند أسمي الشبطني مسبوقان
بعبارة « س ف ت م « حتت رأس تيشي و العبارة إذا هي :قرطن بدملكرت و حانو شبطني.
الشبطني :هما حاكمان ينتخبان إلدارة املدن البونية ،وهذه اإلشارة تبني أن سيرتا املدينة نوميدية إتخدت نظام اإلدارة الذي استمر حتى الفترة الرومانية.
س.بوذراع
نصب نذري Stèle votive
متحف الوطني سيرتا
املادة :حجر كلسي أصفر .
رقم اجلرد 3C P 798:
املقاسات :إ 32 :سم ،ع 17 :سم ،السمك 9 :سم.
مقاسات حقل الكتابة :العرض 12 :سم ،إ :بقي منه 5سم.
الوصف :جزء علوي لنصب مهشم من األعلى و األسفل ،يظهر في
واجهته نحت بارز مبكن أن يكون أداة موسيقية ؟ و في األسفل جند إطار
كتابي بوني ذو مقاسات صغيرة ،لم يبق
منه إال سطر واحد.
التأريخ :القرنني 2 - 3ق.م.
مكان االكتشاف :معبد احلفرة بقسنطينة .1950
املراجع :
س.بوذراع
س.بوذراع
قائمة املختصرات
املعارض
Atlanta : from Hannibal to Saint Augustine, Ancient Art of North Africa from
the Musée du Louvre, Michael C. Carlos Muséum, Atlanta, Cocker Art Muséum,
Sacramento, Milwaukee Art Muséum, Milwaukee, 1995-1994.
Bonn : Die Numider. Reiter und Kônige nôrdlich der Sahara, sous la direction de H.
G. Horn et C. B. Rùger, Bonn, 1979.
Venise : The Phéniciens, sous la direction de S. Muscat, exposition Venizi Palazzo
Grossi, Milan, 1988.
Hanovre : Die Phônizier im Zeitalters Homers, sous la direction de
U. Gehrig et H. G. Niemeyer, Hanovre, Kestner Muséum, 1990.
Paris : De l>Empire romain aux vil/es impériales. 6000 ans d>art au
Maroc, Paris, Petit-Palais (exposition annulée), 1990.
Paris : Liban, l>autre rive, Institut du monde arabe, Paris, 1999.
Rouen, Musée départemental des antiquités 16 Mai27- Octobre 2003/ Constantine, 18
Février18- Mai 2004 « l’Algérie au temps des Royaumes Numides », sous la direction
de G. Sennquier, N. Roy et K. Kitouni Daho.
املصادر
.1965 Paris .G.De Slane ترجمة، املغرب في ذكر بالد إفريقية واملغرب،البكري
Appien, Roman history, Engl, Transl by H. White, ed Loeb class. Libre. London
28-1912.
Apulée, Apologie, texte établi tard. Par P. Vallet, introd. et notes par J. Pigeaud,
Paris, les belles lettres, 2001.
Cesar, La guerre d>Afrique, trad. A. Bouvet, Les belles lettres, Paris 1949.
Diodore de Sicile, Bibliothèque historique, XX, 4 ,14, Trad., A.T. Miot , Paris, 1934.
Herodote, Histoire, Trad. A. Barguet ed. Galimard, Paris 1964.
Histoire Auguste, XXVIII (vie de Probus),IX,2, trad. A. Chastagnol, Paris, 1994,
p.1083-1082
Justin, Les douzes livre du code, 4 vol, trad. P.A. Tissot ed. Behmer, Metz 1811.
Pline l’Ancien, Histoire Naturelle, Livre V, 31-21, trad. J. Desanges, Paris, les Belles
Lettres, 1980.
Polybe, Histoire,trad.D.Roussel,ed.Gallimard,Paris 1970 .
Salluste, Conjuration de Catalina et la guerre de Jugurtha, Walter G. Gallimard,
Paris 1968.
Strabon, Géographie, trad., Tardieu A., Hachette, Paris 90-1867.
Tite-live, Histoire romaine, Trad. Verger V. ed, Panckoucke, Paris 33-1930.
)137-136(. ص ص،1970-1952 ، باريس، وليد اجلادر/. ت، الديانة عند البابليني، .بروتير م
.149-126 ص.1 ج. اجلزائر في ظل االحتالل الروماني،)ب.شنيتي (م
.) قراءة في جذور التاريخ وشواهد احلضارة (حتت الطبع، اجلزائر،)ب.شنيتي (م
1998، اجلزائر، شركة دار األمة للطباعة و النشر و التوزيع،1 ج، اململكة النوميدية و احلضارة البونية،. ص.غامن م
.206 .ص
، مصر، شركة مركز كتب الشرق األوسط، راجعه طه حسني، محمد عبد الهادي شعيرة. ت، احلضارة الفينيقية، .كنتنو ج
.132 .ص،1948
Hélo , Notice sur la Nécropole Liby -Phénicienne de Collo, B.C.T.H ; 1895, p. -343
368.
Judas A., R.S.A.C. T. X 1866, p. 278.
Lamboglia, N.; Per Una Classificazione Preliminare Délia Céramica Campana.
Lancel, S.et ALU ; Byrsa II A. 55 ,170.
Lassus, J.; la céramique de Tiddis Libyca ,T. IV , 1956.
Lassus, J.; la céramique importé de Tiddis Libyca ,T. VII, 1959.
Lassus, J.; l>Archéologie Algérienne, libyca A. E T. VII, 2 éme semestre, 1959.
Lezine A., Architecture punique. Recueil de Documents, publication de l>Université
de Tunis, 1960,
M .H. Khandel Ben Younes, La présence punique en pays numide, institut national
du patrimoine , Tunis, 2002, p. 257.
M. H. Fantar, Kerkoune, Cité punique en pays berbères de Tamézart (IV-III av.
J.C.), °1 édition Alf, Tunis, 1998, p. 52.
M. Leglay, Saturne Africain , monuments, T. I ( Afrique proconsulaire) , Paris,
1961, p. 24.
Marcais, G.; Notice sur deux vases kabyles trouvée à Constantine, dans R.S.A.C.
1914 ; pp 183-175.
Mollinier-Violle,Le Medracen. dans R.S.A.C. t 28,1893,p 77-45
Morel, J.P, Céramique Campanienne les Formes , Ecole Française de Rome, Palais
Farnèse ,1981.
Morel, J.P, La céramique à verni noir de Carthage sa diffusion et son influence
,cahier des étude anciennes XVIII CARTHAGE VIII acte du congrès Illéme partie
université du quebec (troisrivières) 1986 , p. 45 -43.
Morel, J.P, Les vases à vernis noir et à figures rouges d>Afrique avant la deuxième
guerre punique et le problème des exportations de grande -Grèce ;antiquités
africaines T. 1980 , 15.
Morel, J.P; Etudes de céramique campanienne l>atelier des petites estampilles
M.E.F.R. 1969 , p. 127-59.
Pamart H.,Etude sur le Medracen-..pp296-279
Pamart,Etude sur le Medracen( tombeau de Syphax) et le Kebeur Roumia
(Tombeau de la Chrétienne), dans Rev.Afr.,t 61,1920,p 293-279.
PICARD C. G., Catalogue du Musée Alaoui, collection punique, Tunis.
Picard (ch.G), Civitas Mactaritana (in Karthago. VIII) 1957.
Rüger C.B.,Die Keramik des Grabes von Es Soumaa bei El Khroub, dans Die
Numider, p.339.344
Rakob F., Numidische Königsarchitektur in Nordafrica, dans Die Numider, Reiter
königs
Rakob F., « Architecture Royale Numide» dans collection EFR., Actes du colloque
international Architecture et Société de l’archaïsme Grec a la fin de la république
romaine. Rome, 1983. pp339-325.
Rebout R.S.A.C.T XVIII 1877-1876, p. 445 et J. Bosco, R.S.A.C.T XLVI, p. 241-240.
Rûger C. B. ; Die Keramik des Grabes Von Es Soumâa Bei El Khroub, p 344-339.
SALAMA P., Le Tombeau Royal Maurétanien, El Djezair «Revue du Ministère du
Tourisme», n° 1963 ,3.
Shaw T..»Voyages ou observations relatives a plusieurs parties de la Barbarie et du
Levant », la Haye , 1734.
Soumaa apport adresse a M. le Préfet du département de Constantine sur les fouilles
du (Monument du Khroub) Ann. S.A.C.T.VI,1862,pp 75-68 et pl.XIV.
Tahar, M, La collection des miroirs en bronze, conservé dans le musée de Carthage
essai de classification, Africa, série , REPPAL XI 1999, p. 211-195.
Temple et Fable, Relation d’une excursion a Constantine, Paris, 1838.pl.II
Tillot Guttim, M.; Fioles à parfum et Askoi de la nécropole punique de Kerkouane,
VI Tunis, 1991.