You are on page 1of 7

‫الدرس السادس‬

‫النظم التي سادت‬


‫في مصر الفرعونية‬
‫‪ -1‬معالم نظام الحكم في المجتمع المصري الفرعوني‬
‫‪ -2‬معالم التقنين في المجتمع المصري الفرعوني‬
‫‪ -3‬معالم التنظيم ا إلداري في مصر الفرعونية‬
‫‪ -4‬معالم التنظيم الجتماعي في مصر الفرعونية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬معالم نظام الحكم في المجتمع المصري الفرعوني‬
‫ارتبط نظام الحكم في مصر الفرعونية بشخص الفرعون الحاكم الذي استند حكمه على الصفة اإللهية‬
‫المقبولة من الشعب المصري‪ ،‬والمبررة كإله يعيش وسط الشعب‪ ،‬او ابن االله‪ ،‬او ممثل عن اال لهة‪،‬‬
‫او ظل اال لهة في االرض‪ ،‬او مكلف إلهي‪ ،‬او حاكم بتفويض إلهي‪ ،‬ليكون حكمه مطلقا ‪،‬اعتبر الفرعون‬
‫إلها في حياته وبعد مماته كذلك‪ ،‬ليجمع الفرعون بين يديه كل السلطات دينية‪ ،‬وتشريعية‪ ،‬وتنفيذية‪،‬‬
‫وقضائية‪ ،‬وحتى عسكرية‪ ،‬فهو بذلك مصدر القانون‪ ،‬وهو المختص بتفسيره وتنفيذه‪ ،‬ويرجع سبب‬
‫هذا التركيز إلى حاجة فراعنة مصر إلقامة إمبراوورية مترامية االورا‪ ،،‬وممان توحيد االقاليم التي تدلل‬
‫في نطاقها‪ ،‬وظلت قوة الدولة الفرعونية تاكيد على قوة الفرعون ومدى سيطرته على الحكم والجيش‬
‫والمال‪ ،‬فإذا معفت سلطته تضعف بالتبعية قوة الدولة‪.‬‬
‫كما تم إقراره سلفا‪ ،‬فإن الفرعون هو الدولة‪ ،‬والدولة هي للفرعون والسيادة له‪ ،‬لذلك ترتكز بيده‬
‫كل السلطات بسبب ذوبان الدولة في شخص الفرعون‪ ،‬فهو اإلله المشرع‪ -‬ابن رع او اإلله امون‪ -‬لم‬
‫يشترك مع الشعب في هذه السلطة ‪-‬عدم وجود نظام المجالس النيابية‪ -‬وهو المكلف بالتعبير لل لهة‬
‫والتعبير عنها‪ ،‬ويفوض الملك سلطة إصدار القوانين للوزير بالتنسيق مع مجلس لاص يضم العديد من‬
‫كاتمي االسرار‪ ،‬وبطبيعة الحال فالملك صاحب االلتصاص في تفسير القانون وإلغائه‪.‬‬
‫وبهذا المفهوم يصدر الفرعون بموجب سلطته الملكية قوانين‪ ،‬فإذا كانت تتجه إلى إحداث اثر جديد‬
‫في النظام القانوني كإعفاء معبد من الضرائب تعد اوامر ملكية‪ ،‬اما إن صدرت االوامر الملكية لتنفيذ‬
‫قانون او تعيين موظف او نقله او ترقيته فهي تعد بمثابة مرسوم‪ ،‬وفي نفس السياق فالقانون يستوجب‬
‫تسجيله في دار العدالة (قاعة حورس الكبرى)‪ ،‬في حين ال حاجة لتسجيل االمر الملكي ويصبح نافذا‬
‫بمجرد لتمه بخاتم الدولة تحت إشرا‪ ،‬الوزير‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن سلطة الفرعون ال تقتصر على المجال التشريعي بل تتعدى سلطته السهر على‬
‫تنفيذ القوانين‪ ،‬وهذا باالستعانة بعدد كبير من الموظفين‪ ،‬وهؤالء هم مجرد عمال ولدام واتباع للملك‬
‫ينقلون إرادته إلى الشعب‪ ،‬ويجسدون رغباته‪ ،‬كما ّعد الفرعون القامي االعلى في البلد يلجا إليه افراد‬
‫الشعب ولبا لرفع الظلم عنهم‪ ،‬وهذا تجسيدا لقوة الهة العدالة‪ ،‬كما كان يساعد الفرعون في واليته‬
‫القضائية الوزير ورجال الدين وقضاة مدنيين‪.‬‬
‫‪ -2‬معالم التقنين في المجتمع المصري الفرعوني‬
‫عرفت مصر عدة تشريعات في تاريخها الطويل‪ ،‬وما ميز هذه التشريعات وابعها الديني (الصفة اإللهية‬
‫للملك المشرع)‪ ،‬ووابعها المركز (السلطة التشريعية للملك وحده)‪ ،‬وبذلك ظهر عدد كبير من‬
‫المشرعين الذين سنوا القوانين المختلفة لتنظيم الشؤون الحياتية للشعب المصري‪ ،‬ويعد كل من‬
‫حورمحب وبوكولوريس (بولوريس) من اهم المشرعين في تاريخ مصر القديمة واللذين سيكونان محل‬
‫للدراسة‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تقنين بوخوريس‬
‫صدر تقنين بولوريس (‪ 720 -740‬ق‪.‬م) كمحاولة لتنظيم المجتمع المصري من الفومى بعدما باتت‬
‫السلطة محل جدل وصراع بين االمراء وكهنة امون بس بب معف عام في البلد‪ ،‬وباتت البلد عرمة‬
‫لهجمات متكررة من الشعوب الهندواوروبية‪ ،‬وبالتالي عم الخراب والفومى‪ ،‬وجاء الملك‬

‫‪2‬‬
‫بوكولوريس(احد ملوك االسرة الرابعة والعشرين) كمصلح اجتماعي ليلعب دورا محوريا في تحقيق‬
‫وحدة البلد ونزع الغطاء الديني عن الدولة‪ ،‬والقضاء على سلطة االمراء‪ ،‬وإعطاء الدولة صبغتها المدنية‪.‬‬
‫وعن مجموع الخصائص التي ميزت تقنين بولوريس فهي تتمحور في‪:‬‬
‫‪ -‬تقنين من اصل االعرا‪ ،‬والتقاليد والتشريعات المصرية القديمة المعدلة‪ ،‬كما تاثر بالقوانين البابلية‬
‫وبالخصوص قانون حامورابي (كان بوكولوريس حليفا للشوريين والبابليين)‪.‬‬
‫‪ -‬تقنين مدني بطبيعته تخلى عن االور الدينية‪ ،‬بسبب فصله بين القواعد الدينية والقواعد القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬احكام تقنين بوكولوريس مرنة ومتطورة ومتجددة‪.‬‬
‫‪ -‬اثر تقنين بوكولوريس على التشريعات الغربية اللحقة في اثينا وروما‪.‬‬
‫وبخصوص مضمون تقنين بوكولوريس‪ ،‬فقد تركزت فلسفته حول إحداث إصلحات تنظيمية في‬
‫المجتمع وتفعيل النظام والعدالة االجتماعية‪ ،‬وهذا من للل‪:‬‬
‫‪ -‬إلغاء نظام االسترقاق بسبب الدين(اإلعسار عن دفع الدين) إذ لم يعد العجز عن الوفاء بالدين سببا‬
‫من اسباب االسترقاق‪ -‬سبب في العالم القديم‪ -‬إذ ان المدين مسئول عن دينه في شخصه وليس في‬
‫ماله فقط‪ ،‬فإن عجز عن الوفاء اصبح مملوكا للدائن(المذهب الشخصي) لكن قانون بوكولوريس جاء‬
‫والذ بالمذهب المادي القائم على االلتزام بالوفاء بالدين في ماله وليس في بدنه‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم سعر الفائدة‪ ،‬كاساس لإلصلح االجتماعي واالقتصادي من للل تخفيض فوائد الديون‬
‫الباهضة‪ ،‬وقرر منع المطالبة باك ثر من معف الدين مهما والت المدة‪ ،‬من للل تحديده لسعر الفائدة‬
‫كحد اقصى ‪( % 30‬النقود) و ‪( % 33‬محاصيل زراعية)‪ ،‬وعدم زيادة الفوائد على اصل الدين‪.‬‬
‫‪ -‬تاكيد الحرية الفردية‪ ،‬من للل تعزيز حرية تصر‪ ،‬الفرد بما يملك‪ ،‬وان يبرم العقود بحرية في حدود‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم المركز القانوني للمراة‪ ،‬عبر تفعيل المساواة وممان تمتعها بالشخصية القانونية‪ ،‬كما تتساوى‬
‫مع الرجل في الملكية والميراث وفي إبرام التصرفات القانونية‪ ،‬كما تم تمكين المراة من ان تتزوج بإرادتها‬
‫الحرة‪ ،‬وتمكينها من ان تشترط ان تكون العصمة بيدها كشرط في عقد الزواج‪ ،‬وان يلتزم الزوج بدفع‬
‫غرامة مالية فوق مهرها إذا ولقها ‪.‬‬
‫‪ -‬الحد من السلطة االبوية‪ ،‬حيث اقتصرت سلطة االب على ابنائه الصغار وعلى مالهم‪ ،‬واصبح للم‬
‫الوالية على ابناءها الصغار بعد وفاة والدهم‪.‬‬
‫‪ -2-2‬تقنين حور محب‬
‫يعد حور محب من اهم ملوك االسرة الثانية عشرة الفرعونية‪ ،‬رغم انه لم يكن من االسرة الحاكمة‬
‫الفرعونية بل كان من وبقة العسكريين التي ترجع اصولها إلى عامة الشعب‪ ،‬وقد استطاعت هذه الطبقة‬
‫ان تسيطر على االوماع في البلد التي كانت تمر اصل بامطرابات شديدة‪ ،‬ونتج عنها اعتلء حورمحب‬
‫عرش البلد‪ ،‬وكانت بداية تغلغل العسكر في حكم البلد‪ ،‬وبالتبعية تمكنهم من تكوين اسرة ملكية‬
‫جديدة بعد حورمحب‪.‬‬
‫ساهم الملك حورمحب في صقل الهيكلية القانونية للمجتمع المصري اثناء فترة حكمه‪ ،‬وذلك بإصدار‬
‫قانونه عام ‪ 1330‬ق‪.‬م في شكل تشريعات منقوشة على نصب من الجرانيت في معبد الكرنك‪ ،‬وكان هذا‬
‫القانون نتاج االوماع السيئة التي كانت سائدة ايام إلناتون وللفائه‪ ،‬وبالخصوص مع فساد الموظفين‪،‬‬
‫وانتشار الرشوة والخيانة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وعن مضمون تشريع حورمحب فقد ركز على معالجة الخلل اإلداري الذي كان سائدا في اقاليم كل‬
‫انظمة الحكومات المتعاقبة من للل‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على النهوض باقتصاد البلد‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم الجهاز اإلداري عبر ومع حد للفومى والظلم‪.‬‬
‫‪ -‬ترسيخ ان الوظيفة العامة هدفها لدمة الشعب ال التسلط عليه‪.‬‬
‫‪ -‬منع االلتلس والتهرب من الضرائب‪ ،‬والتزوير‪ ،‬والتطفيف في الكيل والميزان‪ ،‬وتزييف االلتام‪ ،‬من‬
‫للل تجريم تلك الوقائع وفرض اقصى العقوبات على مرتكبيها‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على منع الموظفين اإلداريين عن ولب الرشوة‪ ،‬والعمل على زيادة مرتباتهم‪ ،‬واستقبالهم في‬
‫قصره ومنحهم العطايا والهبات‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز مركز القضاة من للل إعفاءهم من دفع الضرائب والسماح لهم باالحتفاظ بكل دللهم من‬
‫وظيفتهم حتى ال يكون لهم عذر في إتباع ورق غير مشروعة (الرشوة) فل يكون من يحكم بالعدل نفسه‬
‫جانيا على القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬معالم التنظيم إالداري في مصر الفرعونية‬
‫بعد توحد مصر الفرعونية تحت حكم الملك مينا‪ ،‬وبعد حفاظ للفائه من ملوك االسرتين االولى‬
‫والثانية على الوحدة السياسية وقضائهم على كل عوامل التفرقة‪ ،‬وتوحيدهم لكل اقاليم البلد‪ ،‬تركزت‬
‫السلطة في يد الفرعون وحده‪ ،‬ولضعت البلد لنظام إداري واحد‪.‬‬
‫‪ -1-3‬المنظومة إالدارية المركزية‬
‫‪ -‬الملك الفرعون على راس منظومة إدارية مركزية معقدة في مصر‪ ،‬وهو تجسيد لقوة هذه المنظومة‬
‫ووحدتها تحت سلطة واحدة‪ ،‬وكان القصر الملكي مجمع هذه المنظومة‪.‬‬
‫‪ -‬منصب الوزير او المستشار ال كبر للفرعون‪ ،‬كان يعين من كبار موظفي الدولة المدنيين ال العسكريين‬
‫لمنع تدلل الجيش في الحكم‪ ،‬يتولى العديد من الوظائ ف بحكم التفويض الممنوح له من اإلرادة‬
‫الملكية ‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس الحكومة الممارس العمال السلطة التنفيذية نيابة عن الفرعون‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس ديوان الرسائل المنسق بين المصالح الحكومية ومراقب تقارير اإلدارات اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ -‬حامل اللتام اإلدارات الملكية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس العشرة الكبار الذي يتولى اإلشرا‪ ،‬على الجهاز اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬المشر‪ ،‬على المحفوظات الملكية من مراسيم‪ ،‬وعقود‪ ،‬ومستندات‪ ،‬واتفاقيات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشرا‪ ،‬على اعمال إدارتين رئيسيتين الخزانة العامة واإلدارة الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس المحكمة القضائية العليا باعتباره كبير القضاة ‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس كهنة اإلله (تحوت) إله القانون منحه سلطة تشريعية مقيدة‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس العشرة الكبار( كبار الموظفين) يختارهم الملك من بين رؤساء الدواوين الحكومية ورؤساء‬
‫االقاليم وكاتمي االسرار‪ ،‬ويعمل المجلس على إدارة وتسيير جميع مرافق الدولة‪ ،‬وتنفيذ اوامر الملك‪.‬‬
‫‪ -‬كاتمي اسرار الملك‪ ،‬يختارهم الملك من بين كبار الموظفين اإلداريين‪ ،‬وبالخصوص من بين اعضاء‬
‫مجلس العشرة الكبار‪ ،‬ويختصون بمساعدته في رسم السياسة العامة للدولة إلحالتها إلى مجلس العشرة‬
‫الكبار ليتولى تنفيذها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬الدواوين الملكية ‪ ،‬منها ما يوجد مقرها في القصر الملكي‪ ،‬والرى في مقرات ملحقة بالقصر الملكي‪،‬‬
‫ولها فروع في مختلف االقاليم‪ :‬ديوان الرسائل (إلطار جميع اإلدارات الحكومية بك تابات الملك) ‪،‬‬
‫ديوان التسجيل والتوثيق ( توثيق الحوادث الهامة‪ ،‬وتسجيل المراسيم والقرارات‪ ،‬إحصاء رسمي‬
‫االشخاص واالموال ) ‪ ،‬ديوان المحفوظات (تسجيل الوثائق وحفظها) ‪ ،‬ديوان الضرائب (مراقبة الحياة‬
‫المادية وممان غنى التاج‪ ،‬وتحصيل الضرائب) ‪ ،‬ديوان المالية ( إادارة خزانة الوجهين القبلي‬
‫والبحري‪ -‬البيت البيض المزدوج) يختص بتخزين النفائس من المعادن واالموال و بدفع الرواتب‪،‬‬
‫إوادارة برنوب (بيت الذهب) لتخزين احتياوي الذهب الحكومي تجسيدا للمشاريع الضخمة‬
‫لإلمبراوورية‪ ،‬إادارة(الشونة) لتموين وتخزين والحفاظ على المحاصيل القابلة للتلف مثل الحبوب‬
‫والشعير والخضر التي تلعب دورا هاما في حياة مصر االقتصادية‪ ،‬إوادارة للجمارك ( االستيراد والتصدير‬
‫تحت سلطة الدولة‪ ،‬وإدارة مرور القوافل التجارية)‪ ،‬وهناك ديوان الشغال العمومية (توفير اليد‬
‫العاملة ومواد البناء واإلشرا‪ ،‬على المشاريع العظيمة (االهرامات والمعابد والقصور واالسوار والبوابات‬
‫العظيمة وشق الطرق وبناء اساويل السفن واستغلل المناجم‪...‬الخ)‪ ، .‬ديوان الزراعة ( استغلل‬
‫ارامي الدولة ومنح قطع منها لموظفي الدولة للنتفاع بها كراتب‪ ،‬وديوان الشؤون الدينية ( يرعى العبادة‬
‫الملكية يعمل على حماية دين دولة الملك‪ ،‬وتقديم القرابين واداء الشعائر الدينية‪ ،‬ويختص بتقديم‬
‫القرابين للمقبرة الملكية في مناسبات العبادات الجنائزية ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬المنظومة إالدارية غير المركزية‬
‫قسمت مصر الفرعونية إلى اثنين واربعين إقليما‪ ،‬اثنان وعشرون في النطاق القبلي‪ ،‬وعشرون في‬
‫النطاق البحري‪ ،‬وكان كل إقليم مستقل بمركز إدارة محلي‪ ،‬وعلى راس كل إقليم حاكم(محافظ اإلقليم)‬
‫ينوب عن الفرعون(ممثل السلطة المركزية) في تسيير اإلقليم وإدارة فروع الدواوين الحكومية المركزية‪،‬‬
‫كما قسم كل إقليم إلى مراكز‪ ،‬وكل مركز إلى مدن وقرى‪ ،‬ولكل منها حاكم يخضع لحاكم اإلقليم وبقا‬
‫قواعد التدرج في السلم اإلداري يسهرون على تصريف امور الناس‪.‬‬
‫‪ -4‬معالم التنظيم الجتماعي في مصر الفرعونية‬
‫نظمت قوانين مصر الفرعونية الجانب االجتماعي‪ ،‬وومعت له انظمة لاصة‪ ،‬وسيتم التركيز في‬
‫هذه الجزئية على ثلثة انظمة اساسية‪ ،‬من نظام الزواج‪ ،‬ونظام الميراث‪ ،‬ثم نظام الملكية‪.‬‬
‫‪ -1-4‬نظام الزواج‬
‫اعتبرت االسرة النواة الرئيسية في المجتمع المصري القديم‪ ،‬وع ّد الزواج من اسمى العلقات التي تم‬
‫تنظيمها‪ ،‬حسب ما بينته الوثائق التي حكمت نظام الزواج وك تابات قدامى المؤرلين‪ ،‬والنقوش التي‬
‫وجدت على المقابر في عهود االسر التي حكمت مصر الفرعونية‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ -‬ساد مفهوم الزواج المبكر من اجل ان يرزق الزوجان بالولد وهم صغار السن وليربوه حتى يكبر ويصير‬
‫رجل‪.‬‬
‫‪ -‬سن زواج الفتاة في الرابعة عشر‪ ،‬ويتزوج الفتى في سن السابعة عشر بعدما إنهاء تعليمه وحصوله على‬
‫وظيفة تمكنه من تحمل اعباء الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬كان الزواج غالبا ما يتم دالل إوار االسرة الواحدة او القرية الواحدة لضمان تكوين عائلة كبيرة من‬
‫االوالد واالحفاد‪ ،‬كما لم يعتبر القانون المصري قرابة النسب مانعا من موانع الزواج‪ ،‬فقد جرت العادة‬

‫‪5‬‬
‫على سماح زواج االخ من الته‪ -‬افراد االسرة المالكة‪ -‬للحفاظ على نقاء الدم الملكي (اعتبارات سياسية)‬
‫وفقا لنظام الزواج اإللهي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تاثير الفوارق االجتماعية في الزواج عند المصري القديم‪ ،‬فقد وجدت العديد من االمثلة على زواج‬
‫افراد لهم الدم الملكي من افراد ينتمون السر عادية ‪.‬‬
‫‪ -‬إفراغ الزواج في قالب رسمي (محرر مك توب وموثق) كاداة إلثبات حقوق كل من الزوجين واالوالد‪،‬‬
‫كما ان الزواج كان مدنيا(ممارسة الطقوس الدينية ليست شروا النعقاد الزواج او صحة العقد) بل مجرد‬
‫شكليات للتبرك باال لهة‪.‬‬
‫‪ -‬مدفوعات الزواج في مصر الفرعونية قائمة على تقديم الزوج لزوجته مهرا بمناسبة الزواج‪ ،‬وتحمل‬
‫الزوجة إلى زوجها الدووة مساهمة منها واهلها من نفقات المعيشة‪.‬‬
‫‪ -‬لم يترتب عن الزواج التلط الحقوق المالية للزوجين‪ ،‬فلكل زوج ذمته المالية المستقلة عن الزوج‬
‫االلر‪ ،‬ولكل منهما الحق في مباشرة التصرفات القانونية وااللتزام باثارها‪ ،‬ولكن مع عصر الدولة الحديثة‬
‫صاحب عقد الزواج اتفاق مك توب يحدد وبيعة العلقات المالية من اعتبار اموال الزوجين امواال مشتركة‬
‫بينهما‪ ،‬والمكاسب المتحصل عليها من انعقاد الزواج‪ ،‬وانتقال حق االنتفاع بنصيب الزوج المتوفى‬
‫للزوج الحي رغم ان الملكية تؤول لورثة المتوفى‪.‬‬
‫‪ -‬بخصوص اثار الزواج‪ ،‬فاالب هو رب االسرة وهو صاحب السلطة المطلقة على االوالد لحين بلوغهم‬
‫سن الرشد بالنسبة للبناء الذكور وبالزواج للبنات‪ ،‬وتنتقل هذه السلطة للبن اال كبر بعد وفاة االب الذي‬
‫يتمتع بوالية عامة على افراد اسرته واموالهم بما فيهم االم ‪ ،‬ولكن مع مرور الوقت تحررت االم واالبناء‬
‫من مفهوم السلطة االبوية‪.‬‬
‫‪ -‬يكون انحلل الزواج في مصر الفرعونية لعدة اسباب كوفاة احد الزوجين‪ ،‬او فك الرابطة الزوجية‬
‫بسبب الطلق ويكون مثبت بوثيقة يشهد عليها اربعة شهود ‪.‬‬
‫‪ -2-4‬نظام الميراث‬
‫عرفت مصر الفرعونية نظام الميراث من للل انتقال الثروة عبر الميراث القانوني بتقسيم اموال‬
‫المورث على الورثة المقربين (االبن‪ ،‬ابن االبن‪ ،‬اإللوة وااللوات‪ ،‬الزوجة‪ ،‬االبوين)‪ ،‬كما لم يقتصر‬
‫الميراث على االموال المنقولة والعقارية بل تعداه لل لقاب الشرفية واالمتيازات‪ ،‬والمهن والحر‪ ،،‬وفي‬
‫نفس السياق استخدمت الوصية في مجال تقسيم التركة‪ ،‬وتعديل انصبة الورثة ‪ ،‬وتقرير االمتياز للبن‬
‫اال كبر‪ ،‬وتحقيق االتفاقيات المالية المصاحبة لعقد الزواج‪.‬‬
‫‪ -3-4‬نظام الملكية‬
‫بخصوص نظام الملكية فقد عرفت مصر القديمة مفهوم ملكية الدولة (الغابات‪ ،‬واالنهار‪ ،‬والطرق‬
‫العامة‪ ،‬والقلع‪...‬الخ)‪ ،‬وملكية المعابد(العطايا‪ ،‬والقرابين‪ ،‬والهبات‪ ،‬وحقول اال لهة‪ ،‬ودور اال لهة) ‪،‬‬
‫والملكيات الفردية حيث انتشرت الملكيات الصغيرة على الراضي الزراعية‪ ،‬التي كانت تك في إلعاشة‬
‫االسر المتوامعة‪ ،‬باإلمافة للملكيات الكبيرة التي انتشرت على حساب الملكيات الصغيرة لعجز‬
‫الملك الصغار على تحمل العبء الضريبي‪ ،‬واهمية هذه الملكيات كان مرتبطا باإلحصاء الذي كان‬
‫يجرى كل سنتين للثروة العقارية والمنقولة (إحصاء الذهب والحقول) كاساس لتحديد الضريبة على‬
‫الدلل ومتابعة عملية تحصيلها ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬عر‪ ،‬القانون المصري القديم مفهوم حق النتفاع المرتبط بالملكية المقيدة‪ ،‬حيث منحت الدولة كبار‬
‫الموظفين حق االنتفاع(سلطة االستعمال واالستغلل) ببعض اراميها " اموال مقتطعة" كراتب لهم‬
‫ووال فترة ادائهم لوظيفتهم مع بقاء سلطة الرقابة للدولة‪ ،‬باإلمافة ل "الحبوس المقدس" كاموال‬
‫عقارية مرتبطة بالمؤسسات الدينية ال يمكن التصر‪ ،‬فيها وإن كان يمكن استغللها(حقول وممتلكات‬
‫اال لهة ك قرابين لضمان الحياة االلرة بعد الموت)‪ ،‬وهناك "الوقف الهلي" القائم على عقد هبة صادر‬
‫من االب الواهب إلى االبن اال كبر الموهوب له يعطيه سلطة إدارة المال محل الوقف‪ ،‬مع سلطة توزيع‬
‫ريعه على باقي اإللوة‪ ،‬وينتقل حق اإلدارة للخ اال كبر على التوالي من وبقة اإللوة ثم االحفاد‬
‫الذكور‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like