You are on page 1of 23

‫مجلة قضايا معرفية‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫تسميات أخرى مثل"تمحو‪،‬ليبو‪،‬مشاوش"‪،‬وهو ألامر‬


‫الذي سنحاول إبرازه وتوضيحه في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This topic deals with the origin of the‬‬ ‫سكان المغرب القديم من خالل‬
‫‪ancient inhabitants of the Maghreb, or the‬‬
‫المصادر االثرية المصرية‬
‫‪inhabitants of the West Nile, known in the‬‬
‫‪sources of ancient history under many names‬‬
‫‪(Libyans, Berbers, Amazighs). These ancient‬‬
‫‪sources (Greek and Roman) linked their history‬‬ ‫االستاذ ابراهيمي محمد‬
‫‪to Phoenician presence in the region in 1200 BC.‬‬
‫‪, Where they linked the first political, economic‬‬
‫استاذ مساعد ا‬
‫‪and social relations with the peoples of the‬‬ ‫جامعة المدية ‪ -‬الجزائر‬
‫‪ancient Levant (Phoenicians) from the point of‬‬
‫‪view of those sources, forgetting intentionally or‬‬
‫‪unintentionally those geographical, social,‬‬ ‫امللخص‪:‬‬
‫‪political, military and even religious relations‬‬ ‫يتناول هذا املوضوع أصل سكان بالد املغرب‬
‫‪that linked the ancient Maghreb peoples with‬‬ ‫القديم‪،‬او سكان غرب النيل واملعروفين في مصادر‬
‫‪the ancient Egyptians and their civilization, In‬‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫تحت‬ ‫القديم‬ ‫التاريخ‬
‫‪the interest of the Egyptian artist to write down‬‬ ‫املصادر‬ ‫التسميات(الليبيين‪.‬البربر‪.‬الامازيغ‪،)...‬هذه‬
‫‪the names of those peoples or tribes since about‬‬ ‫القديمة(إلاغريقية والرومانية) الذين ربطت تاريخهم‬
‫‪3100 years BC where the first naming of them‬‬ ‫بالتواجد الفينيقي باملنطقة سنة‪ 0811‬ق‪.‬م‪،،‬أين‬
‫‪(Thnw), to continue to refer to these peoples‬‬ ‫ربطوا أولى العالقات السياسية والاقتصادية‬
‫‪across the various stages of Egyptian civilization‬‬ ‫والاجتماعية مع شعوب بالد املشرق(الفينيقيين)من‬
‫‪under other names such as "Tmhw, Libo,‬‬ ‫وجهة نظر تلك املصادر‪،‬متناسين عن قصد أو بدون‬
‫‪.Mashosh," which will be explaied in this study‬‬ ‫قصد تلك العالقات الجغرافية والاجتماعية‬
‫والسياسية والعسكرية وحتى الدينية التي ربطت‬
‫شعوب بالد املغرب القديم باملصريين القدامى‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫وحضارتهم‪ ،‬هذه العالقات التي كانت سببا في اهتمام‬
‫اعتبر بعض املؤرخين الحضارة‬ ‫الفنان املصري بتدوين أسماء تلك الشعوب أو‬
‫املصرية القديمة السباقة بين كل حضارات‬ ‫القبائل منذ حوالي ‪ 0011‬سنة قبل امليالد أين ظهرت‬
‫العالم القديم‪،‬خاصة إذا ما تعلق ألامر‬ ‫أول تسمية لهم (تحنو)‪ ،‬لتتواصل إلاشارة إلى تلك‬
‫بالجانب الاجتماعي والسياس ي‪ ،‬فمصر شهدت‬ ‫الشعوب عبر مختلف مراحل الحضارة املصرية تحت‬
‫أولى مظاهر الوحدة الاجتماعية والسياسية‬

‫‪1‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫عهد امللك"مرنبتاح" (الاسرة‪ ،)4()01‬وبعدها‬ ‫حوالي ‪0011‬ق‪.‬م ‪ ،‬تلك الوحدة التي شهدتها‬
‫تعددت إلاشارات إلى شعوب جنوب غرب‬ ‫مصر القديمة أرخ لها املصريون القدماء في‬
‫املتوسط أو الليبيين بالعديد من ألاسماء‬ ‫نقوش مخلدة لها ولصاحب الفضل فيها امللك‬
‫ألاخرى‪،‬والتي تشير في مجملها إلى ذلك املوقع‬ ‫"نعرمر"(‪ )1‬امللقب بامللك العقرب‪، ،‬إذ يظهر‬
‫الجغرافي املهم الذي يشمل املنطقة املمتدة من‬ ‫ذلك جليا في لوح "امللك نعرمر" الذي تشير‬
‫"رأس صولوويس" ‪)5( Soloeis‬غربا إلى مصر‬ ‫رسومه إلى توحيد مملكتي مصر العليا والسفلى‬
‫شرقا ومن البحر ألابيض املتوسط شماال إلى‬ ‫تحت راية امللك املوحد‪،‬مبرزة كذلك الوحدة‬
‫ُ‬
‫مشارف الصحراء الكبرى‪،‬هذه املنطقة أطلقنا‬ ‫السياسية من خالل تلك إلاشارات التي تظهر‬
‫عليها في هذه الدراسة اسم جنوب غرب‬ ‫امللك وهو يرتدي تاجا يحمل رمز اململكتين‬
‫املتوسط‪،‬والتي أطلق عليها مصطلح ليبيا أو‬ ‫املتمثل في اللونين ألاحمر وألابيض؛كل هذا ربما‬
‫شمال افريقية أو بالد البربر و ألامازيغ(‪،)6‬أو‬ ‫يراه البعض عاديا‪ ،‬لكن الش يء الذي ال يراه‬
‫غيرها من املصطلحات القديمة ألاخرى التي‬ ‫هؤالء أن هذا اللوح أشار إلى شعوب جنوب‬
‫أطلقت على ذلك املوقع الجغرافي الذي لعب‬ ‫غرب املتوسط‪،‬أو ما يعرف عند البعض‬
‫دورا هاما في التاريخ السياس ي و الاجتماعي‬ ‫عرفته املصادر‬ ‫بشعوب املغرب القديم‪،‬أو ما ّ‬
‫والاقتصادي للعالم القديم‪،‬كونه يتوسط‬ ‫املصرية فيما بعد بشعوب التمحو أو التحنو أو‬
‫العالم القديم‪،‬ما جعله دائم الاتصال‬ ‫الليبو هذه التسمية ألاخيرة التي جاءت متأخرة‬
‫بالحضارات املجاورة في املشرق أو أوربا‪،‬خاصة‬ ‫نوعا ما(‪،)2‬مقارنة بغيرها من التسميات التي‬
‫الحضارة املصرية القديمة التي ال يفصلهما عن‬ ‫أطلقت على سكان شمال افريقية قديما‪،‬إذ‬
‫بعض أي حدود طبيعية(‪،)7‬وهو ألامر الذي‬ ‫تشير املصادر أن تسمية ليبيا وردت في املصادر‬
‫يتجلى أكثر في تلك إلاشارات التي تكلمت عن‬ ‫املصرية منذ ألالف الثالثة قبل امليالد‪،‬رغم أن‬
‫سكان غرب املتوسط أو غرب النيل على أنهم‬ ‫الدالئل ألاثرية تؤكد أن أول إشارة السم ليبيا‬
‫سكان ينتمون للحضارة املصرية في الكثير من‬ ‫في مصر ظهرت في عهد الدولة الوسطى(ألاسرة‬
‫ألاحيان‪،‬وكأجانب أحيانا أخرى في إشارة غير‬ ‫‪،)01/02‬أين وردت تحت مصطلح الليبو‪،‬هذا‬
‫ّ‬
‫مباشرة إلى تلك الوحدة السياسية و‬ ‫املصطلح التي تؤكد الدالئل ألاثرية أنه ظهر في‬
‫الاجتماعية التي عاشتها شعوب غرب املتوسط‬ ‫عهد امللك "تحتمس الرابع"(الاسرة‪)02‬في منظر‬
‫ومصر الفرعونية(‪،)8‬فكلما اتجهنا صوب‬ ‫يصور ضرب امللك ألحد ألاسرى الليبيين(التحنو‬
‫ّ‬
‫الشمال الغربي من مصر ‪،‬وعلى امتداد البحر‬ ‫او التمحو او املشاوش)(‪،)3‬بينما أكد أغلب‬
‫املتوسط نجد تلك املنطقة املأهولة بالسكان‬ ‫املؤرخين أن تلك التسمية ظهرت ألول مرة في‬
‫صالحة للزراعة‬ ‫والغنية باألراض ي‬ ‫للفرعون"رمسيس‬ ‫أبيدوس‬ ‫معبد‬
‫والرعي(‪،)9‬هذه ألاراض ي التي سكنها التحنو او‬ ‫الثاني"(الاسرة‪ ،)01‬وظهرت التسمية كذلك في‬

‫‪2‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫اليومية‪،‬سواء كانت هذه املصادر املادية غير‬ ‫التمحو والذين ربما نزلوا في مرحلة من املراحل‬
‫مكتوبة أو مكتوبة‪،‬وهنا ارتأينا التكلم عن هذا‬ ‫إلى ألاراض ي والواحات املصرية(‪،)10‬هؤالء هم‬
‫النوع من املصادر الذي لم يكن يشمل أي‬ ‫الذين تكلمت عنهم النقوش املصرية القديمة‬
‫كتابات معروفة أو رموز بل كانت عبارة عن‬ ‫بغموض وضبابية تجعل الباحث يتوه أحيانا‬
‫رسوم و نقوش دونت على بعض السطوح‬ ‫ويتعجب أحيانا أخرى من اهتمام املصريين‬
‫الحجرية أو ألالواح الطينية أو ما يعرف عند‬ ‫الكبير بتدوين أخبارهم ‪.‬‬
‫الباحثين و املتخصصين بـ"الصالية" وتطور مع‬ ‫إن لوح التحنو مثل أول شاهد على‬
‫مرور الوقت ليصير عبارة عن رموز ترافقها‬ ‫تلك العالقات التي سادت بين شعوب‬
‫كتابات مصرية قديمة تشير إلى العديد من‬ ‫املنطقتين إبان نشأة الحضارة املصرية‬
‫ألاحداث املهمة(‪،)12‬وتدل على العديد من‬ ‫وقبلها‪،‬أي فيما يعرف لدى الباحثين بمرحلة ما‬
‫مظاهر الحياة اليومية لتلك الشعوب التي‬ ‫قبل ألاسرات وعصر التوحيد في مصر القديمة‪،‬‬
‫عاشت في مرحلة اقل ما يقال عنها أنها قديمة‪.‬‬ ‫ممثال بذالك الشاهد على الدور الحضاري‬
‫لقد ساهمت آلاثار املصرية‬ ‫ملصر القديمة في تبيان أصل شعوب جنوب‬
‫القديمة في إعطاءنا ملحة عن سكان غرب‬ ‫غرب املتوسط ومن هنا نتساءل‪ :‬كيف كانت‬
‫النيل(‪،)13‬رغم ما أعيب عنها من غموض‬ ‫أولى الاتصاالت بين الشعبين؟ ومن هم سكان‬
‫واختفاء في بعض الفترات‪،‬فهي التي أشارت إلى‬ ‫بالد املغرب من خالل املصادر املصرية‬
‫شعوب جنوب غرب املتوسط كأجانب وغرباء‬ ‫القديمة؟‬
‫وغزاة(‪،)14‬لقد أشارت آلاثار املصرية القديمة‬ ‫‪/1-2‬التحنو والتمحو سكان جنوب‬
‫أنواعها(نقوش‪،‬رسوم‪،‬نصوص‬ ‫بمختلف‬ ‫غرب املتوسط من خالل املصادر املصرية‬
‫هيروغليفية) إلى الشعوب أو القبائل التي كانت‬ ‫القديمة ‪.‬‬
‫تقطن منطقة غرب نهر النيل)‪ (15‬وتمتد‬ ‫لم يعثر الباحثون في تاريخ املنطقة‬
‫مضاربها إلى غاية املحيط ألاطلس ي‪،‬وما يثير‬ ‫على وثائق أو كتابات ترجع إلى فترة أقدم من‬
‫الاستغراب هنا أن تلك املصادر تكلمت وذكرت‬ ‫فترة الاستعمار إلاغريقي لبرقة‪،‬لذا رجح‬
‫أصل ذلك العرق الذي سكن منطقة جنوب‬ ‫املختصون خلو هذه ألارض من‬
‫غرب املتوسط في مرحلة متقدمة جدا إذا ما‬ ‫الوثائق(‪،)11‬مايجعل الدارس هنا يتوجه‬
‫قورنت بغيرها من املصادر ألاخرى‪،‬وبالضبط‬ ‫مباشرة إلى املصادر املادية(ألاثرية)خاصة تلك‬
‫منذ نشأة الحضارة املصرية القديمة حوالي‬ ‫التي خلفها املصريون القدامى والتي حملت لنا‬
‫‪0811‬ق‪.‬م او ما عرف في مصر القديمة بعصر‬ ‫بعض من صور ومالمح الشعوب املجاورة لها‬
‫التوحيد(‪،)16‬أي قبل حوالي ‪ 8111‬سنة من‬ ‫‪،‬فهي التي عاصرت تلك الشعوب حاملة لنا‬
‫اكتشاف الفينيقيين للمنطقة والذين ارتبط‬ ‫صورة عن مختلف جوانب حياتهم‬

‫‪3‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫وزاد عددها‪،‬فيبدأ املوكب بالثيران وألابقار تليها‬ ‫تاريخ اكتشافهم للمنطقة بالتاريخ الحضاري‬
‫املاعز‪،‬ثم الحمير ثم الخراف‪،)18("...‬هذا‬ ‫لها‪،‬وهو ألامر الذي يجعلنا نتساءل عن تاريخ‬
‫املظهر الذي نجدة تقريبا مشابها ألحد وجهي‬ ‫ظهور تلك القبائل املغربية القديمة‪،‬وتاريخ‬
‫لوح التحنو(‪،)19‬لكن دون أن ننس ى بان ذلك‬ ‫نشأة الحضارة عندهم‪،‬وملاذا لم تتكلم عنهم‬
‫ألاثر حمل مظاهر ظهرت ألول مرة‪،‬مثلها مثل‬ ‫املصادر ألاجنبية‪،‬هل أهملتهم؟أم أهملوا‬
‫العالمة الجديدة"‪،"Thnw‬هذه ألاخيرة التي‬ ‫أنفسهم؟‪.‬‬
‫اعتبرها اغلب الباحثين أقدم إشارة لقبائل‬ ‫وسنحاول هنا سرد أهم ما جاءت به‬
‫غرب النيل في املصادر ألاثرية املصرية‬ ‫املصادر املادية املصرية القديمة حول املجتمع‬
‫القديمة‪،‬تلك التسمية ارتبطت دائما‬ ‫وسكان جنوب غرب املتوسط‪،‬مؤكدين بان‬
‫باألجانب)‪ (20‬أو السكان غير املصريين‪،‬وكأنها‬ ‫هذه ألاحداث تعتبر من أولى التأثيرات‬
‫إشارة واضحة إلى جيرانهم الغربيين (أي سكان‬ ‫الحضارية ملصر القديمة على املنطقة في‬
‫غرب النيل أو جنوب غرب املتوسط)‪،‬وما يزيد‬ ‫الجانب الاجتماعي خاصة التعريف بالسكان‬
‫ألامر غموضا تلك الصفات التي وصفوا بها‬ ‫املجاورين لهم‪،‬ومما جاء في هذه املصادر ما‬
‫والتي دونتها مختلف نصوص املصريين‬ ‫يلي‪:‬‬
‫القدامى‪،‬إذ نجد فيها تشابها كبيرا بين املصريين‬ ‫‪-/1‬التحنو"‪" Tehenou‬سكان غرب‬
‫صفات‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫التحنو‬ ‫و‬
‫)‪:‬‬ ‫الدلتا (‬
‫الجسمانية‪،‬واختالف في املالبس وأدوات‬
‫اعتبرت عالمة التحنو"‪"Thnw‬أولى‬
‫الزينة(‪،)21‬وهنا يدخل الدارس في متاهة‬
‫الدالئل الكتابية التي أشارت إلى سكان جنوب‬
‫ألاصل الحقيقي للتحنو أو سكان غرب النيل أو‬
‫غرب املتوسط أو غرب النيل‪،‬إذ نجد أن هناك‬
‫غرب املتوسط(‪.)22‬‬
‫إجماعا بين مختلف الباحثين املختصين‬
‫هذا الاختالف ربما أشار له‬
‫وألاثريين على كون هذه العالمة إشارة للبالد أو‬
‫هيرودوت عن غير قصد‪،‬حين قال‪ ":‬املصريين‬
‫كان‬ ‫السكان‪،‬فربما‬ ‫إلاقليم(‪ )17‬وحتى‬
‫بعد‬ ‫أبدانا‬ ‫الناس‬ ‫اصح‬ ‫هم‬
‫التحنو ‪ Thnw‬السكان ألاقرب للحضارة‬
‫أن‬ ‫هنا‬ ‫اللبيين‪،)23("...‬والحقيقة‬
‫املصرية‪،‬املماثلين لهم من حيث ألاصل‬
‫مصطلح"التحنو""‪"Thnw‬و أصل هذه الكلمة‬
‫والثقافة والعادات كما يرى البعض‪،‬حيث‬
‫يرجع إلى أقدم حقبة في التاريخ املصري القديم‬
‫يقول احد الباحثين في وصفه لبعض مظاهر‬
‫وهو عصر التوحيد أو ما قبل عصر‬
‫الحياة اليومية في واد النيل‪..":‬إذا عاد الرعاة‬
‫التوحيد‪،‬وذلك حسب ما يشير إليه الباحثون‬
‫من مستنقعات الدلتا يعرضون على سادتهم‬
‫في التاريخ املصري القديم‪،‬خاصة منهم‬
‫القطعان التي أخذوها مهم بعد أن توالدت‬
‫املختصين في فك طالسم اللغة املصرية‬

‫‪4‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫املهزومين في لوح امللك"نعرمر"(‪،)31‬والى هذا‬ ‫القديمة ورموزها‪،‬هؤالء الذين أعطوا العديد‬


‫الحد لم توجد نقوش أو كتابات تشير إلى‬ ‫من التفاسير للنقوش والرموز والكتابات‬
‫أسماء هؤالء إلى غاية نهاية ألالف الرابعة‬ ‫املصرية القديمة‪،‬فكانت آلاثار من أهم املصادر‬
‫وبداية ألالف الثالثة ق‪.‬م كما قال‬ ‫التي تكلمت عن سكان غرب الدلتا او جنوب‬
‫الباحثون‪،‬أين استنتجوا من آثارها املادية‬ ‫غرب املتوسط ‪،‬أهمها تلك التي ترجع إلى فجر‬
‫مجموعة من ألاسماء التي أطلقت على‬ ‫التاريخ ‪ 0811‬ق‪.‬م‪،‬أو عصر ما قبل ألاسرات (‬
‫الشعوب التي سكنت غرب نهر النيل‬ ‫قبل بداية عصر التوحيد في مصر )‪ ،‬ما عرف‬
‫قديما‪،‬ومن بين هذه ألاسماء "التحنو" إذ كتبت‬ ‫بالهجرات ألاولى لشعوب التحنو او الليبو(‪)24‬‬
‫هذه الكلمة باللغة الهيروغليفية بطرق مختلفة‬ ‫نحو الشرق حوالي ‪ 0011‬سنة ق‪.‬م(‪،)25‬ومن‬
‫حسبما فسره الباحثون‪،‬مع وجود ر موز‬ ‫أهمها وأقدمها على إلاطالق مقبض سكين جبل‬
‫موحدة ودالة في اغلب النماذج التي وجدت‬ ‫العرك(‪()26‬انظر شكل‪،)10‬هذا ألاثر الذي تم‬
‫وهي تلك الدالة على الشعوب ألاجنبية التي‬ ‫ذكره في الفصل السابق‪،‬وصنف من ضمن‬
‫تسكن ألارض املرتفعة‪،‬في إشارة واضحة منهم‬ ‫املصادر غير املكتوبة(‪،)27‬أشير فيه إلى شعوب‬
‫إلى ارض غرب نهر النيل(‪،)32‬فهذه العالمة(‬ ‫أجنبية سكنت غرب النيل‪،‬لها مواصفات‬
‫)يقصد بها ألارض املرتفعة والبالد‬ ‫جسمانية وخصائص اجتماعية موحدة‪،‬وال‬
‫)وهذه تدل على أهل‬ ‫ألاجنبية‪( ،‬‬ ‫تشبه املصريين القدامى‪،‬ارجع هذا املخلف‬
‫وسكان تلك البالد التي وصفت في العديد من‬ ‫ألاثري إلى حوالي ‪ 0011‬سنة ق‪.‬م(‪ ،)28‬كما‬
‫املحاطة‬ ‫باألرض‬ ‫التاريخ‬ ‫مصادر‬ ‫كانت صالية صيد ألاسود (شكل‪)18‬من‬
‫باملياه(ليبيا)(‪،)33‬وبجمع العالمتين معا على‬ ‫الشواهد ألاثرية املصرية القديمة التي أشارت‬
‫)تقرأ سكان‬ ‫الشكل التالي‪( :‬‬ ‫إلى سكان أو شعوب جنوب غرب‬
‫ألارض املرتفعة أو البالد ألاجنبية‪،‬وفي عهد‬ ‫املتوسط‪،‬حيث صورت رجلين يحمالن صفات‬
‫الدولة القديمة ظهرت رموز جديدة استعملها‬ ‫غير الصفات املصرية القديمة‪ ،‬يطيلون لحاهم‬
‫املصريون لإلشارة إلى سكان الغرب‪،‬إذ أصبحت‬ ‫ويضعون ريشا فوق رؤوسهم‪،‬وذيوال‬
‫تكتب تلك العالمات مع مخصص الجزيرة(‬ ‫خلفهم‪،‬كما أنهم يظفرون شعورهم ويسترون‬
‫عوراتهم بقراب(‪،)29‬وكانت بذلك هذه أول‬
‫)‪،‬و مرفقة بصورة آلانية الفخارية (‬
‫)الذي يرمز إلى منتجات تلك ألارض (ربما زيت‬ ‫الدالئل على وجود شعوب تجاور املصرين‬
‫الزيتون)‪،‬والعصا املعقوفة في جهة الغرب(‬ ‫تصارعهم أحيانا كما جاء في سكين جبل‬
‫العرك‪،‬وتساندهم وترافقهم أحيانا أخرى مثلما‬
‫شعب‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫)التي‬
‫أشارت إليه صالية صيد ألاسود (‪،)30‬التي‬
‫غريب(‪،)34‬وأبرزها ذلك النقش الذي عثر عليه‬
‫أعطتهم هيئة تشبه إلى حد كبير هيئة ألاعداء‬

‫‪5‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫بينما ذهب البعض إلى القول بأنها‬ ‫في لوح امللك العقرب‪،‬إذ تظهر فيه العالمة(‬
‫جزية أو ضريبة تحصل عليها ملك مصر من‬ ‫)بوضوح(‪.)35‬‬
‫احد أمراء البالد الليبية في تلك الحقبة ‪،‬وفي‬ ‫من خالل ما تم استعراضه يتضح‬
‫نفس هذا الصياغ ذهب بعض املؤرخين إلى‬ ‫أن أصل الكلمة يرجع إلى الحقبة التي يطلق‬
‫القول بأنها هدايا أرسلتها تلك الشعوب مللك‬ ‫عليها العلماء"فترة فجر التاريخ"‪،‬حيث وجد‬
‫مصر في تلك الحقبة قصد كسب مودتهم‬ ‫مصطلح التحنو"‪ "thnw‬أو التحنى"‪ "thny‬في‬
‫وبحكم عالقة الجوار السائدة بينهم في تلك‬ ‫النقوش املصرية التي ترجع إلى نشأة الحضارة‬
‫الحقبة(‪.)40‬‬ ‫املصرية القديمة(‪،)36‬أي إلى ما قبل ‪0111‬‬
‫وقال البعض آلاخر أنها صورة من‬ ‫سنة ق‪.‬م‪،‬فكانت أقدم إشارة كتابية إليهم‬
‫صور الحياة اليومية للمصرين‪،‬الذين اعتادوا‬ ‫ترجع إلى ما يسمى بعصر التوحيد‪،‬أو عهد امللك‬
‫عرض مواشيهم وإحصائها أمام امللك بعد انتهاء‬ ‫"نعرمر"الذي وحد مملكتي مصر السفلى‬
‫موسم الرعي وتكاثرها(‪،)41‬لكن هذا املظهر‬ ‫والعليا‪،‬وكان ذكر هذه التسمية في لوح إردوازي‬
‫احتوى شيئا جديد هو تلكم ألاشجار التي ربما‬ ‫عرف عند ألاثريين بالعديد من التسميات (لوح‬
‫تنفي ما ذهب إليه أصحاب هذا الرأي‪.‬‬ ‫أو صالية الحصون والغنائم ‪،‬كذلك لوحة‬
‫إن أهـ ــم فـ ـ يء لفـ ــت انتبـ ــاهي هنـ ــا فـ ــي‬ ‫الليبيين أو صالية الجزية الليبية أو صالية‬
‫ه ـ ـ ــذا ألاث ـ ـ ــر ال ـ ـ ــذي يرج ـ ـ ــع إل ـ ـ ــى حقب ـ ـ ــة مت ـ ـ ــأخرة‬ ‫التحنو)(الشكل‪،)37()10‬أين دون الفنان على‬
‫جــدا‪،‬ربما يؤكــد ال ـرأي القائــل علــى أنهــا هــديا أو‬ ‫احد وجوهها أربعة صفوف‪،‬يحمل الصف‬
‫جزية كان يقـدمها سـكان جنـوب غـرب املتوسـط‬ ‫العلوي منها رسم ثيران‪،‬والذي يليه صور‬
‫للمصـ ـ ــريين القدامى‪،‬والشـ ـ ــاهد هنـ ـ ــا علـ ـ ــى هـ ـ ــذا‬ ‫حمير‪،‬وفي الثالث أغناما‪،‬أما الرابع أو السفلي‬
‫الـ ـ ـ ـرأي عـ ـ ـ ــدم وجـ ـ ـ ــود أي مظهـ ـ ـ ــر مـ ـ ـ ــن مظـ ـ ـ ــاهر‬ ‫فحمل صور أشجار يعتقد أنها أشجار‬
‫الحـ ـ ـ ــرب‪،‬الن املصـ ـ ـ ــريين القـ ـ ـ ــدامى لـ ـ ـ ـم يكونـ ـ ـ ــوا‬ ‫الزيتون(‪.)38‬‬
‫ليغفلــوا هــذا الجانــب فــي مظــاهرهم التــي ال تكــاد‬ ‫لقد فسر الباحثون هذه اللوحة‬
‫تخل ــوا م ــن افتخ ــارهم بانتص ــارات مل ــوكهم عل ــى‬ ‫وأعطوها العديد من التفاسير‪،‬إذ قال البعض‬
‫ألاجانـ ـ ــب(‪،)42‬أم ـ ـ ــا الحص ـ ـ ــون فربم ـ ـ ــا ه ـ ـ ــي رم ـ ـ ــز‬ ‫منهم إنها تؤرخ ملحاولة"التحنو"الدخول إلى‬
‫للقبائـ ــل أو املـ ــدن التـ ــي قـ ــدمت تلـ ــك اله ـ ــدايا أو‬ ‫ارض مصر في تلك الحقبة املتقدمة ‪،‬أين‬
‫دفعـ ــت الجزيـ ــة لهـ ــؤالء املصـ ــريين القـ ــدامى‪،‬وإذا‬ ‫تصدى لهم املصريون القدامى‪،‬مستدلين في‬
‫ك ـ ــان ه ـ ــذا الـ ـ ـرأي ص ـ ــحيح يمكنن ـ ــا الق ـ ــول ب ـ ــان‬ ‫ذلك بتلكم الصور ملختلف الحيوانات على أنها‬
‫إلاش ــارة ل ــم تك ــن للس ــكان املج ــاورين والق ــريبين‬ ‫غنيمة حرب غنموها من "التحنو" في‬
‫لنهــر النيــل مــن جهــة الغــرب هــؤالء الــذين كان ــت‬ ‫نظرهم(‪.)39‬‬
‫بيئــتهم ومنتجــاتهم تقريبــا شــبيهة بتلــك املنتجــات‬

‫‪6‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫وعالقاته ــا الحض ــارية‪ ،‬نظ ـرا لكث ــرة املص ــادر الت ــي‬ ‫املصــرية القديمــة‪ ،‬بــل إشــارة إلــى كامــل املنطقــة‬
‫تكلمت عنها خاصة ألاجنبيـة منهـا‪،‬بعكس الغـرب‬ ‫أي جنوب غرب املتوسط أو ليبيا قديما‪.‬‬
‫إذ لــم تش ــر تلــك املص ــادر لشــعوب جن ــوب غ ــرب‬ ‫كم ـ ــا أن ه ـ ــذا ال ـ ـرأي يب ـ ــين ويوض ـ ــح‬
‫املتوسـط أو الليبيـين وعالقـتهم باملصـريين إال مـع‬ ‫ك ــذلك أن س ــكان جن ــوب غ ــرب املتوس ــط ك ــانوا‬
‫نهايـ ـ ــة عهـ ـ ــد الدولـ ـ ــة الحديثـ ـ ــة‪،‬ومن أهـ ـ ــم هـ ـ ــذه‬ ‫ف ــي تل ــك الحقب ــة يمتلك ــون أراضـ ـ ي خاص ــة به ــم‪،‬‬
‫املصـ ــادر مـ ــا خلفـ ــه املصـ ــريون أنفسـ ــهم‪،‬ما يـ ــدل‬ ‫وم ـ ــدن وحص ـ ــون وحيوان ـ ــات وأش ـ ــجار ونباتـ ـ ــات‬
‫ربمـا علــى العالقــة التــي يمكــن أن تكــون اكبــر ممــا‬ ‫ومعب ــودات‪ ،‬فكي ــف غاب ــت ع ــنهم الحض ــارة ول ــم‬
‫يتص ـ ـ ــوره البـ ـ ـ ــاحثون ب ـ ـ ــين الشـ ـ ـ ــعبين املصـ ـ ـ ــري‬ ‫تظه ـ ـ ـ ــر إلـ ـ ـ ـ ــى مـ ـ ـ ـ ــع قـ ـ ـ ـ ــدوم الفينيقيـ ـ ـ ـ ــين حـ ـ ـ ـ ــوالي‬
‫والليبـ ــي)‪،(44‬وربمـ ــا كانـ ــت العالقـ ــات الحضـ ــارية‬ ‫‪0811‬ق‪.‬م‪ ،‬هؤالء الذين تشير بعـض املراجـع أن‬
‫مماثلـ ـ ـ ــة أو أكثـ ـ ـ ــر مـ ـ ـ ــن عالقـ ـ ـ ــة مصـ ـ ـ ــر بجيرانهـ ـ ـ ــا‬ ‫قدومهم إلى املنطقـة كـان بعيعـاز مـن احـد امللـوك‬
‫املشـ ـ ـ ــارقة‪،‬هنا سـ ـ ـ ــنحاول أن نبـ ـ ـ ــرز أهـ ـ ـ ــم تلـ ـ ـ ــك‬ ‫املص ــريين‪ ،‬وه ــو دلي ـل آخ ــر عل ــى وج ــود عالق ــات‬
‫النم ــاذج ألاثريـ ــة التـ ــي يمك ــن للباحـ ــث الاعتمـ ــاد‬ ‫بين الشعبين ترجع إلى ابعد من هذه الحقبة‪.‬‬
‫عليها وهي‪:‬‬ ‫امله ــم هن ــا م ــا يمك ــن استخالص ــه م ــن‬
‫تل ـ ــك اللوح ـ ــة بالنس ـ ــبة لن ـ ــا نح ـ ــن كب ـ ــاحثين ف ـ ــي‬
‫الت ــاريخ الق ــديم ل ــبالد املغرب‪،‬وه ــو أن م ــا ذه ــب‬
‫إليـه هــؤالء البــاحثون مــن تــأويالت وتفســيرات مــا‬
‫هــو إال دليــل علــى أن تلــك الشــعوب التــي قطنــت‬
‫منطقــة جنــوب غــرب املتوســط كــان لهــا ارتبــا‬
‫وعالقــات اجتماعي ــة وسياســية)‪،(43‬مكنته ــا م ــن‬
‫الوص ــل إل ــى مص ــر إمـ ــا ط ــامعين ف ــي ملكه ــا أو فـ ــي‬
‫اكتساب ود ملوكها‪،‬أو بمعنى آخر هذه الشعوب‬
‫الت ــي أس ــهب املص ــريون الق ــدامى ف ــي ذكره ــا عب ــر‬
‫رس ــومهم ونقوش ــهم ك ــان له ــا دوره ــا الفع ــال ف ــي‬
‫بناء الحضارة املصرية القديمة بطريقة مباشرة‬
‫(شكل‪()11‬سكين جبل العرك أو العرق أو‬ ‫أو غير مباشرة‪،‬ألنها كانت سببا أساسيا في تطور‬
‫العركى نسبة إلى املنطقة التي وجد بها‪-‬‬ ‫الج ـ ــيش املص ـ ــري القديم‪،‬واكتش ـ ــاف املص ـ ــريين‬
‫حوالي‪ 0011‬ق‪.‬م)(‪)45‬‬ ‫لألخطـ ــار الخارجيـ ــة‪،‬وربما كـ ــان لهـ ــذه الشـ ــعوب‬
‫حضــارة أغفلتهــا املصــادر القديمــة بقصــد أو عــن‬
‫غي ـ ـ ـ ــر قص ـ ـ ـ ــد‪،‬إذ ي ـ ـ ـ ــرجح ال ـ ـ ـ ــبعض أن اهتم ـ ـ ـ ــام‬
‫الدارسين كان أكثر بالشعوب املشرقية القديمة‬

‫‪7‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫القبائل دون أن يشار إلى بداوتهم باملصطلح‬


‫‪،‬ويذهب إلى هذا الرأي مثال املؤرخ‬
‫"ساليزمان"‪)48(Salzman،‬خاصة أن صور هذه‬
‫الحيوانات كانت ترافقهم دائما في آلاثار‬
‫املصرية القديمة التي تم العثور عليها سواء‬
‫تلك آلاثار التي رافقتها كتابة أو غير‬
‫شكل‪ -18‬صالية صيد ألاسود‪-‬حوالي ‪0811‬‬
‫املكتوبة(املرسومة واملنقوشة)(‪.)49‬‬
‫ق‪.‬م(‪)46‬‬
‫لقد وجدت العديد من النماذج‬
‫التي ترجع إلى ما يسمى بعصر التوحيد أو عصر‬
‫ما قبل ألاسرات‪،‬وكلها كانت تشير إلى شعوب أو‬
‫قبائل التحنو الليبية‪،‬تشترك في بعض الرموز‬
‫وتختلف في البعض آلاخر‪،‬لكن تصب كلها في‬
‫خانة واحدة وهي إلاشارة إلى تلك الشعوب‬ ‫احد اجزاء اللوحة السابقة توضح‬
‫ألاجنبية التي تقطن املنطقة الغربية من‬ ‫بشكل كبير مميزات وخصائص الليبيين‬
‫مصر‪،‬في إشارة إلى شعوب جنوب غرب‬
‫املتوسط أو ما عرف سابقا بليبيا أو لوبيا أو‬
‫بالد البربر وما يعرف آلان باملغرب القديم(انظر‬
‫شكل‪)10‬‬

‫ترجمتها املصدر‬ ‫العالمة الهيروغليفية‬


‫جزيرة الغالل متون‬
‫في الغرب الاهرام‬
‫نقوش‬ ‫شعوب‬
‫أراض ي غرب ساحورع‬ ‫شكل ‪:10‬الوجه ألامامي والخلفي للوحة‬
‫النيل‬
‫التحنو‪:‬عصر ألاسرات(حوالي ‪0211‬سنة‬
‫إني أمنحك نقوش‬
‫أسرى أمراء ساحورع‬
‫ق‪.‬م)(‪)47‬‬
‫ارض التحنو‬ ‫إن لوح التحنو يؤكد ومما الشك‬
‫خيرات ارض قصة‬ ‫فيه أن هذه املجموعات من أشجار وحيوانات‬
‫سنوهي‬ ‫التحنو‬ ‫متنوعة تميز ارض التحنو عن مصر‬
‫القديمة‪،‬وكأنه إشارة واضحة على بداوة تلك‬

‫‪8‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫(‪،)51‬واستمر ذكرهم مع توالي ألاسر على حكم‬ ‫قصة‬ ‫خيرات‬


‫مصر في عهد الدولة القديمة‪،‬ولكن من أهم‬ ‫سنوهي‬ ‫التحنو‬
‫الالمعة‬
‫آلاثار التي تدل عليهم تلك النقوش التي عثر‬
‫معبد‬ ‫عظماء‬
‫عليها الباحثون في معبد امللك ساحورع(ألاسرة‬
‫الكرنك(‬ ‫ألاراض ي‬
‫لخامسة)(شكل‪)00‬حيث فسر النقش والعبارة‬ ‫سيتي‬ ‫ألاجنبية‬
‫املكتوبة عليه ب"ضرب التحنو"(‪.)52‬‬ ‫ألاول)‬ ‫التحنو‬
‫كما أشير إلى تلك الشعوب في العديد‬ ‫معبد ابو‬ ‫غنائم‬
‫من النصوص والنقوش املصرية ألاخرى‪،‬ومن‬ ‫سمبل(رم‬ ‫أراض ي‬
‫أهمها نذكر نصوص الكرنك الطويلة والتي‬ ‫سيس‬ ‫التحنو‬
‫ترجع إلى عهد امللك "مرنبتاح"(‪0801‬‬ ‫الثاني)‬
‫معبد‬ ‫غالل‬
‫ق‪.‬م‪0880/‬ق‪.‬م)‪،‬هذا ألاخير الذي سجل‬
‫واسري ارض الكرنك(‬
‫انتصاره على الليبو ومن تحالف معهم من‬
‫سيتي‬ ‫التحنو‬
‫شعوب البحر‪،‬ومن النصوص نذكر كذلك‬ ‫ألاول)‬
‫رمسيس‬ ‫امللك‬ ‫نقوش‬ ‫معبد‬ ‫غالل‬
‫تخلد‬ ‫الثالث(‪0012‬ق‪.‬م‪0011/‬ق‪.‬م)‪،‬والتي‬ ‫وأسرى ارض الكرنك(مر‬
‫النتصاره هو ألاخر ورده لهجومين قويين من‬ ‫نبتاح)‬ ‫التحنو‬
‫شعوب غرب الدلتا (‪،)53‬واستمر ذكر تسمية‬ ‫‪ .‬شكل‪:10‬نماذج كتبات مصرية‬
‫الليبيين أو سكان غرب الدلتا طيلة التاريخ‬ ‫قديمة تشير إلى قبائل التحنو(‪)50‬‬
‫الفرعوني‪،‬ما يدل على أهمية تلك الشعوب في‬ ‫كما نجد إشارة أخرى إلى شعوب‬
‫التاريخ الفرعوني القديم‪،‬وما ساد بين سكان‬ ‫التحنو فيما يسمى بعصر التوحيد وبالضبط في‬
‫جنوب غرب املتوسط بصفة عامة والفراعنة‬ ‫عصر امللك "مينا‪-‬أو‪-‬نعرمر"حوالي‪ 0011‬ق‪.‬م‪،‬إذ‬
‫من عالقات حضارية استمرت ألكثر من ثالثة‬ ‫عثر على اسطوانة من العاج نقش عليها اسم‬
‫آالف سنة(‪.)54‬‬ ‫امللك "نعرمر"‪،‬وأمامه أعدائه املكبلون باألغالل‬
‫هنا نفتح مجاال جديدا للتساؤل‬ ‫وفوقهم نقشت رموز تشير إلى التحنو‪ ،‬وتختلف‬
‫وهو أين يكمن هذا الدور الحضاري؟‪،‬وملاذا تأثر‬ ‫النقوش قليال عن تلك التي وجدت فيما يسمى‬
‫املغاربة القدماء بالفراعنة ولم يحدث العكس‬ ‫نقوش امللك العقرب‪،‬إذ أضيف إلى الرمزين‬
‫مثلما حدث فيما يعرف بعهد الحكم الليبي في‬ ‫املوجودين في أثار امللك العقرب وهما‪:‬‬
‫مصر أواخر عهدها؟‪.‬‬ ‫رمز آلانية‪،‬مع فصل الرمزين السابقين‬
‫فأصبحت على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪8102‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫الفرع ـ ــون وس ـ ــيطرته عل ـ ــى ألاق ـ ــاليم والش ـ ــعوب‬


‫املج ــاورة واملعادي ــة ملصـ ـر بم ــا ف ــي ذل ــك الليبي ــين‬
‫الذين أخذوا قدرا كبيرا مـن الصـور التـي خلفتهـا‬
‫تلـ ـ ـ ـ ـ ــك املناظر‪،‬خاص ـ ـ ـ ـ ـ ــة ف ـ ـ ـ ـ ـ ــي عه ـ ـ ـ ـ ـ ــد الدول ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫القديم ـ ـ ـ ـ ــة‪،‬وذلك دلي ـ ـ ـ ـ ــل آخ ـ ـ ـ ـ ــر عل ـ ـ ـ ـ ــى املكان ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫الاجتماعية والسياسية التي حض ي بهـا الليبيـون‬
‫القــدامى فــي املصــادر ألاثريــة التــي ترجــع إلــى تلــك‬
‫الحقب ــة‪،‬بل تع ــد ألام ــر عه ــد الدول ــة القديم ـة إذ‬
‫نج ـ ـ ــد ان ـ ـ ــه اس ـ ـ ــتمر ذك ـ ـ ــر التحن ـ ـ ــو ف ـ ـ ــي الرس ـ ـ ــوم‬
‫والنقـ ـ ـ ــوش املص ـ ـ ـ ــرية القديم ـ ـ ـ ــة الت ـ ـ ـ ــي أرجعه ـ ـ ـ ــا‬
‫البـ ـ ــاحثون إلـ ـ ــى عهـ ـ ــد الدولـ ـ ــة الوسـ ـ ــطى‪،‬ولو أن‬
‫هنـ ــاك اخـ ــتالف حـ ــول معناهـ ــا‪،‬إذ يـ ــرى الـ ــبعض‬
‫أمث ــال احم ــد فخ ــري أنه ــا اس ــتعملت من ــذ عهـ ــد‬
‫ألاس ــرة الثاني ــة عش ــر‪،‬بهدف إلاش ــارة إل ــى س ــكان‬
‫غ ــرب ال ــدلتا‪،‬وذلك بع ــد أن فق ــدت كلم ــة تحن ــو‬
‫معناها ألاصلي في نظره(‪.)58‬‬
‫شكل(‪:)10‬منظر من معبد امللك‬
‫وفيما يلي باقي النماذج املادية التي‬
‫ساحورع(‪()55‬ألاسرة الخامسة) يظهر ألاسرى‬
‫اعتمد عليها الباحثون كمصدر ملا ذكر‬
‫والغنائم من التحنو‬
‫سابق‪،‬والتي حملت في طياتها نفس الصفات‬
‫‪L; op.cit, plate 1.p .. Borchard‬‬
‫والخصائص التي تشير إلى ألاجانب عن‬
‫‪7‬املصدر‪:‬‬
‫الحضارة املصرية والذين يسكنون غرب نعر‬
‫وجـدت نمــاذج أخــرى تشــير كــذلك إلــى‬
‫النيل‪،‬أو ما أطلقنا عليه في هذه الدراسة‬
‫شــعوب جنــوب غــرب املتوســط‪،‬وهي شــبيهة جــدا‬
‫شعوب جنوب غرب املتوسط‪.‬‬
‫بم ـ ــا وج ـ ــد ف ـ ــي رس ـ ــومات ونق ـ ــوش معب ـ ــد املل ـ ــك‬
‫سـاحورع‪،‬من أهمهـا تلــك التـي أرجعهـا البــاحثون‬
‫إلى عهد ألاسرة السادسة ‪،‬إذ عثر في معبد امللـك‬
‫بيبــي ألاول (ثالــث مل ــوك ألاســرة السادســة) عل ــى‬
‫منظ ــر مماث ــل(‪،)56‬وك ــذلك ألام ــر ف ــي معب ــد املل ــك‬
‫بيب ــي الث ــاني(‪،)57‬وق ــد فس ــرت ه ــذه املن ــاظر م ــن‬
‫شكل‪)59(10‬‬ ‫ط ـ ــرف املختص ـ ــين بأنه ـ ــا تعبي ـ ــر ع ـ ــن ق ـ ــوة املل ـ ــك‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪11‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫مثلما كانت املصادر ألاثرية املصرية‬ ‫لوحة ألاسد والعقبان‪:‬متحف الاشموليان‪-‬‬


‫السباقة لذكر تسمية "تحنو"‪،‬كانت هي أول من‬ ‫‪-81710‬اكسفورد (من اواخر عصر ما قبل‬
‫ذكر تسمية "تمحو"‪،‬إذ تعتبر النقوش و‬ ‫الاسرات الى الاسرة الاولى‪:‬وعليها صور امللك على‬
‫النصوص املصرية القديمة من أهم املصادر‬ ‫هيئة أسد وهو يفتك باعداه (أسير ليبي)كما‬
‫التاريخية املادية والكتابية في نفس الوقت‪،‬ألنها‬ ‫صورت ألاسرى والقتلى تفترسهم العقبان‪.‬‬
‫حملت لنا مجموعة كبيرة من الكتابات على‬ ‫شكل‪)60(10:‬صالية امللك نعرمر‪:‬‬
‫آثار يصعب على املرء وحتى الطبيعة‬ ‫املتحف املصري‪-‬القاهرة‪-2110/12/21-‬‬
‫محوها‪،‬لتبقى أهم شاهد على تلكم‬ ‫‪.02103‬‬
‫الحضارة‪،‬ومن بين ما حملته تلك النصوص‬ ‫في الوجه املوجود يمين القارئ نالحظ‬
‫املصرية القديمة إلاشارة إلى قبائل‬ ‫بوضوح شكل ألاسرى الليبيين كما هو موضح‬
‫"التمحو"‪،‬لكن الاختالف الوحيد هنا أن ذكر‬ ‫في الشكل ‪،10‬ونجد كذلك إشارة لألسير‬
‫هذه ألاخيرة جاء متأخر من حيث الحقبة‬ ‫الليبي في الوجه املوجود يسار الصورة(أسير‬
‫الزمنية‪،‬إذ تشير الدالئل ألاثرية أن أولى‬ ‫من التحنو)‪.‬‬
‫إلاشارات لـ"التمحو"كان في نصوص عصر‬
‫الدولة القديمة‪،‬ما يعني انه لم يكن لهذه‬
‫التسمية وجود في عصر ما قبل‬
‫ألاسرات‪،‬ومصطلح"تمحو"(‪ )Tm hw‬تسمية‬
‫أطلقت على سكان غرب النيل أو شمال‬
‫افريقية(جنوب غرب املتوسط)‪،‬أي ألاجانب‬
‫عن مصر وبوضوح تام‪،‬إذ اتفقت آلاراء مع ما‬
‫دونه "مولر"عن ساللة "التمحو"بأنهم ذوي‬ ‫)(‪.)Temhou‬‬ ‫ثانيا‪":‬التمحو"(‬
‫ألاشقر‬ ‫البيضاء‪،‬والشعر‬ ‫البشرة‬ ‫"تمحو"‪)Tm hw(61‬تلك التسمية‬
‫الطويل‪،‬والعيون الزرقاء‪،‬أي أصل الشعوب‬ ‫التي تشبه إلى حد كبير تسمية "التحنو"ظهرت‬
‫املستوطنة إلى الجنوب منها قبائل التحنو‬ ‫هي ألاخرى في النصوص املصرية القديمة ألول‬
‫والقادمين من سواحل شمال إفريقيا‬ ‫مرة‪،‬قبل أن تتناقلها باقي املصادر ألاخرى‪،‬في‬
‫(‪)62‬حاليا أو البربر)‪ (63‬ألامازيغ (‪)64‬في‬ ‫إشارة إلى شعوب جنوب غرب املتوسط أو‬
‫العصور القديمة املتأخرة‪،‬وقال البعض أنهم‬ ‫غرب النيل‪،‬لكن كان القصد منها أشخاص أو‬
‫ما وراء البحر‬ ‫ربما من شعوب‬ ‫قبائل أخرى تختلف بشكل واضح عن التحنو‪.‬‬
‫املتوسط(أوربيون) ‪،‬بوصفهم بأنهم ليسو فرعا‬ ‫‪-/1‬ذكرهم وأصلهم حسب املصادر‬
‫املصرية‪:‬‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪11‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫تدل على أنهم أجانب سكنوا غرب النيل ‪،‬أي‬ ‫من فروع"التحنو"ومن أمثال هذا الرأي‬
‫من سكان منطقة جنوب غرب املتوسط‪،‬لهم‬ ‫"باتيس"(‪)65‬‬
‫نفس سمات التحنو العدوانية اتجاه مصر‬ ‫تذكر البحوث أن اسم"تمحو" ورد‬
‫وملوكها‪.‬‬ ‫ألول مرة في نصوص امللك "بيبي ألاول"(ألاسرة‬
‫نجد كذلك العديد من إلاشارات‬ ‫السادسة)‪،‬أي حوالي ‪8081‬ق‪.‬م‪8821/‬ق‪.‬م‪،‬إذ‬
‫للتمحو فيما يعرف بنصوص الدولة الوسطى‬ ‫ذكر "التمحو"كفرقة من املرتزقة التي تخدم في‬
‫في معبد"دندرة"(عهد امللك منتحتب ألاول)‪،‬وفي‬ ‫جيوش اململكة املصرية القديمة(‪)66‬التي‬
‫عهد امللك (منتمحات ألاول) أشير إلى حروبهم‬ ‫سارت لقتال ألاسيويين وسمي هذا ألاثر بلوحة‬
‫ضد (سنوسرت ألاول) هذا ألاخير الذي انتصر‬ ‫"أوني"(‪،)67‬ثم جاء ذكرهم كذلك في عهد‬
‫عليهم عائدا بمختلف أنواع الغنائم من ماشية‬ ‫امللك"مرن رع"(ألاسرة السادسة كذلك)‪،‬وهو‬
‫وأسرى وغيرها‪،‬مثلما دونته نصوص أو‬ ‫ألاثر الذي عرف عند املتخصصين‬
‫قصة"سنوهي"(‪.)72‬‬ ‫بنقوش"حرخوف")‪ (68‬الذي ذكر زيارته للتمحو‬
‫وفي هذا الصياغ يمكن أن نخلص‬ ‫و أراضيهم في رحلته إلى ارض "يام" (ارض‬
‫كون معظم آلاراء ذهبت إلى الاتفاق على أن‬ ‫يهزم‬ ‫أن‬ ‫استطاع‬ ‫الزنوج)‪،‬وكيف‬
‫"التمحو" هم أجانب وأعداء للمصريين‬ ‫رئيس"يام"الذي كان بصدد مهاجمة‬
‫القدامى‪،‬لكن الاختالف هنا يبرز في هل هذه‬ ‫التمحو"واصفا تلك الشعوب بأنها كانت تسكن‬
‫التسمية كانت تسمية لقبيلة أو شعب التمحو‪،‬‬ ‫جنوب غرب النيل بين مصر‪،‬إذ يذكر النص في‬
‫‪،‬اي سكان جنوب غرب املتوسط‪،‬ام تسمية‬ ‫ترجمته‪( :‬كما أرسلني جاللته للمرة الثالثة إال‬
‫للبالد والارض؟‬ ‫بالد "يام"(‪)69‬ورحلت من إلاقليم الثيني عن‬
‫ذهبت معظم آراء الباحثين إلى اعتبار‬ ‫طريق الواحة‪،‬واكتشفت أن زعيم "يام"يتجه‬
‫التمحو(‪ )Tm hw‬كلمة أو مصطلح يعبر عن‬ ‫جنوب ارض "التمحو"جهة الغرب‪،‬وصعدت‬
‫شعب أجنبي عن املصريين القدامى(‪،)73‬ومن‬ ‫وراءه وتعقبته وهزمته)(‪،)70‬وعليه يمكن‬
‫النماذج التي تعتبر ألاكثر داللة على أن‬ ‫القول إن أولى إلاشارات لهذه القبائل يرجع إلى‬
‫"التمحو" أجانب عن مصر نقوش امللك "سيتي‬ ‫منتصف ألالف الثالثة قبل امليالد‪،‬إذ انفردت‬
‫ألاول"‪،‬هذه النقوش التي صورتهم على أنهم‬ ‫املصادر املصرية القديمة بذكرهم في تلك‬
‫جنس جديد من أجناس العالم القديم‬ ‫الحقبة‪،‬وأشارت إليهم كمساندين للجيوش‬
‫وأرضها(انظر‬ ‫ملصر‬ ‫املجاورة‬ ‫املصرية في الكثير من ألاحيان وكأعداء جدد‬
‫الشكل‪،)74()17‬وهو ألامر نفسه الذي ذكره‬ ‫للمصريين القدامى في أحيان أخرى(أسرى‬
‫الدكتور احمد عبد الحليم دراز بقوله‪":‬أما‬ ‫حرب)(‪،)71‬واصفة إياهم بصفات جسمانية‬
‫التمحو فلم يكونوا فرعا من التحنو بل كانوا‬ ‫تختلف عن التحنو ولكن إلاشارات ألاخرى كلها‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪12‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫الرأي الثاني يرى أصحابه أن‬ ‫جماعة عرقية جديدة‪،(75)"...‬وقد ربطهم بتلك‬
‫مصطلح "التمحو"إشارة إلى ألارض وليست‬ ‫الرسوم البدائية املرسومة على صخور‬
‫إشارة للشعب الذي سكنها‪ ،‬ومن خالل كل ما‬ ‫الصحراء الليبية(فزان ووسط الصحراء‬
‫جاء في هذه آلاراء حول" التمحو "يمكن أن‬ ‫الكبرى)‪ ،‬والتي أرجعها الباحثون إلى ألالف‬
‫نقول أن املصطلح استعمل للداللة على ارض‬ ‫السادسة ومنتصف ألالف الرابعة قبل‬
‫تلك القبائل ذات الخصائص واملميزات‬ ‫امليالد‪،‬هذه الرسوم التي صورت السكان بنفس‬
‫الجسمانية املختلفة عن املصريين‪ ،‬والتي‬ ‫صفات التمحو أصحاب البشرة البيضاء‬
‫جعلت املصريين القدماء يتكلمون عنهم كعنصر‬ ‫والشعر ألاشقر‪،‬رغم الفاصل الزمني الكبير بين‬
‫جديد‪ ،‬خاصة إذا تعلق ألامر باملنطقة التي‬ ‫تلك الرسوم وما ذكرته النقوش املصرية‬
‫سكنها هؤالء والتي تقع إلى الغرب من بالد‬ ‫القديمة(‪.)76‬‬
‫النوبة وتمتد على طول نهر النيل وصوال إلى‬ ‫هذه الصفات الجسمانية التي حاول‬
‫ارض "التحنو" ‪،‬وتذكر النقوش أن املصريين‬ ‫العديد من املؤرخين ألاجانب ربطها بالعنصر‬
‫استعانوا بهم في العديد من املرات كمرتزقة‬ ‫ألاوربي القادم من شمال البحر ألابيض‬
‫حاربوا معهم‪،‬خاصة أثناء توسع إلامبراطورية‬ ‫املتوسط‪،‬والذين استوطنوا منطقة جنوب‬
‫املصرية في عهد الدولة القديمة‪،‬أين جاءت‬ ‫غرب املتوسط(شمال إفريقيا) في فترة ما‪،‬إذ‬
‫إلاشارات إليهم في مختلف تقارير حروب‬ ‫ذهب اغلب أصحاب هذا الرأي إلى ربط أصل‬
‫املصريين القدامى(‪،)79‬ما يؤكد لنا أهمية ذلك‬ ‫التمحو بالوندال ‪77‬للشبه الكبير بينهم في‬
‫العنصر في تطور الحضارة املصرية القديمة‬ ‫الصفات الجسمانية‪،‬لكن املتتبع لتاريخ‬
‫بصفة خاصة وحضارة جنوب غرب املتوسط‬ ‫املنطقة(جنوب غرب املتوسط )يعرف جيدا أن‬
‫بصفة عامة‪،‬إذ لعبوا دورا مهما في الجانب‬ ‫قدوم الوندال للمنطقة كان متأخرا جدا عن‬
‫العسكري والاجتماعي‪،‬وال نستبعد أن "التمحو"‬ ‫تاريخ ذكر التمحو هذا املصطلح الذي ذكر في‬
‫وقادتهم قد أصبح لهم نفوذ خاص في تلك‬ ‫املصادر الاثرية املصرية حوالي القرن ‪80‬‬
‫الحقبة في مصر خاصة ما كانت تعيشه‬ ‫ق‪.‬م‪،‬بينما تاريخ التواجد الوندالي فيرجع إلى‬
‫الحضارة املصرية من تدهور وزعزعة في‬ ‫القرن ‪10‬م(‪،)78‬هذا الفاصل الزمني الذي يبلغ‬
‫أوضاعها الداخلية والخارجية‪،‬في فترة الانتقال‬ ‫‪ 0111‬سنة يفند هذا الرأي تماما ويجعلنا‬
‫الاولى‪8811‬ق‪.‬م الى‪8111‬ق‪.‬م‪،‬ألامر الذي دفع‬ ‫متأكدين أن أصلهم يرجع إلى قبائل استوطنت‬
‫ربما بموجات جديدة من "التمحو" لالستقرار‬ ‫جنوب غرب املتوسط‪،‬وبالتالي فاملصطلح يشير‬
‫بمصر‪،‬إذ تشير الدالئل ألاثرية إلى حدوث زحف‬ ‫إلى الشعوب املجاورة للمصرين القدامى من‬
‫لشعوب(أقوام) من الجنوب الغربي ملصر في‬ ‫جهة الغرب وبالتحديد ألاجانب الذين ذكروا في‬
‫تلك الحقبة‪،‬أين تمكنوا من الوصول إلى‬ ‫العديد من املصادر كأعداء لهم‪.‬‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪13‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫نفس املالبس التي ارتدتها"حوت حرس‬ ‫الجندل الثاني بمحاذاة النيل شماال‪،‬مكتسحين‬
‫الثانية"(‪)83‬باختالف واحد ليس بالجوهري في‬ ‫في طريقهم سكان بالد النوبة السفلى والجندل‬
‫هذه الدراسة‪،‬وهو أن ذلك اللباس كان بعقدة‬ ‫ألاول واصفة إياهم بأنهم ليسوا من‬
‫واحدة عند الكتف‪،‬بل من وضوح الصورة‬ ‫الزنوج(‪.)80‬‬
‫نالحظ هنا أن ألامير هو آلاخر كان يرتدي النقبة‬ ‫وفي هذا الجانب نشير إلى ما ذهب إليه‬
‫املعروفة‪،‬لكن تتدلى من وسطه حزامه رأس‬ ‫املؤرخ"جاردنر"(‪)81‬حول التمحو وتاريخ إلاشارة‬
‫آلالهة حتحور(‪،)84‬كما يزين الجزء ألاعلى من‬ ‫إليهم في آلاثار املصرية‪،‬إذ ذهب إلى رأي مخالف‬
‫جسده بشريطين من الجلد يتقابالن في وسط‬ ‫يقول بان املصريين ذكروا التمحو في رسومهم‬
‫الصدر(وكأنه من التحنو)‪،‬ما يؤكد على أن‬ ‫قبل أن يذكروهم في كتاباتهم‪،‬مستدال بتلك‬
‫هذه الصفات واملميزات التي خلفها هذان‬ ‫الرسوم التي ترجع إلى عهد ألاسرة‬
‫املنظران ال تنتمي للداخل املصري بل طراز‬ ‫الرابعة‪،‬وبالضبط رسوم مقبرة امللكة "مرس ى‬
‫أجنبي(‪.)85‬‬ ‫عنخ الثالثة بالجيزة"التي مثلت بجنب‬
‫وهنا كل الدالئل تشير إلى‬ ‫والدتها"حوتب حرس الثانية" وهي بنت‬
‫مصر‪،‬وبدراسة‬ ‫عن‬ ‫"التمحو"كأجانب‬ ‫امللك"خوفو"‪،‬إذ كان منظر هذه ألاخيرة مختلفا‬
‫انتروبولوجية يتضح بأنهم سكان ساحل‬ ‫عن مظهر"مرس ى عنخ"وعن باقي ألاسرة(ألاوالد)‬
‫املتوسط‪،‬ولكن لألسف هذا العنصر الذي‬ ‫ألابيض‬ ‫اللون‬ ‫حملت‬ ‫‪،‬فبشرتها‬
‫أهمل في التاريخ القديم كما أهملت حضارة‬ ‫الناصع‪،‬وشعرها لون باألصفر(وكأنها إشارة‬
‫املنطقة التي ربما ينتمي إليها(جنوب غرب‬ ‫للشعر ألاشقر) ويحلي جبينها خصلة‬
‫املتوسط)‪.‬‬ ‫قصيرة‪،‬وعيونها حملت اللون ألازرق‪،‬وهي نفسها‬
‫وم ــن خ ــالل ك ــل م ــا ت ــم ذك ــره يتضـ ــح‬ ‫مالمح وصفات "التمحو"(‪.)82‬‬
‫انهـ ـ ـ ـ ـ ــم مـ ـ ـ ـ ـ ــن سـ ـ ـ ـ ـ ــاللة اجنبيـ ـ ـ ـ ـ ــة عـ ـ ـ ـ ـ ــن مصـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫أما إذا أتينا على اللباس في نفس‬
‫القديم ـ ــة‪،‬تميزو ببش ـ ــرة بيض ـ ــاء وش ـ ــعر اص ـ ــفر‬ ‫املنظر فنجده ال يشبه الزي املصري‪،‬إذ رسمت‬
‫وعيون زرقاء(‪.)86‬‬ ‫مرتدية جلباب ابيض ضيق محبوك بشريطين‬
‫م‪:2-‬تسمية الريبو و املشوش‬ ‫ملفوفين على الصدر ومربوطين على الكتف‬
‫اوال‪ :‬الريبو و املشوش في النصوص‬ ‫بعقدتين بارزتين‪،‬هذا الطراز من املالبس الذي‬
‫املصرية القديمة‬ ‫لم يعثر على نظير له في مصر الفرعونية إال مرة‬
‫لقد حاولنا دمج هذان العنصرين‬ ‫واحدة وفي نفس العصر(عهد خوفو)‪،‬فيما‬
‫لذلك الشبه الكبير بين أصلهما و‬ ‫يعرف برسوم جبانة الجيزة" في مقبرة"خوفو‬
‫أوصافهما‪،‬وحتى تاريخ ظهور إلاشارة إليهما الذي‬ ‫خعف"ابن خوفو إذ حملت مناظر املقبرة‬
‫يكاد يكون متزامنا‪،‬رغم أن كل شعب وجدت‬ ‫صورة لهذا ألامير رفقة والدته التي كانت ترتدي‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪14‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫يشبهون هؤالء إال في ذلك القمـيص الـذي يلـبس‬ ‫له عدة رموز وكتابات في النقوش والكتابات‬
‫تحــت العبــاءة الواســعة و يعلــو الركبــة‪،‬كما أنهــم‬ ‫املصرية القديمة‪،‬أما عن تقديم الليبو عن‬
‫يضــعون فــوق رأســهم ريشــتين بــدل الريشــة التــي‬ ‫املشوش فذلك راجع إلى استنتاج خاص‬
‫ميزت التمحو(‪.)90‬‬ ‫بالباحث‪،‬إذ ومن خالل تحليل معظم املعلومات‬
‫مــن خــالل هــذا الوصــف قــال اغلــب‬ ‫واستقراءها اتضح لنا أن املشوش هم جزء أو‬
‫املـ ــؤرخين أن "الريبـ ــو" أو "الليبـ ــو" هـ ــم السـ ــكان‬ ‫فرع من الليبو ربما‪،‬هنا أدركنا انه البد من‬
‫ألاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليون ملنطق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة جن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب غ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫تناول كل تسمية على حدا مع تقديم الليبو‬
‫املتوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‪،‬باعتبارهم ألاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداد املباش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرين‬ ‫ألنها ألاشمل فكانت آلاراء الواردة في هاتين‬
‫للنومي ـ ــدين ال ـ ــذين ذك ـ ــروا الحقا‪،‬مس ـ ــتدلين ف ـ ــي‬ ‫التسميتين على الشكل التالي‪:‬‬
‫ذلــك علــى تحــول تلــك التســمية مــع مــرور الوقــت‬
‫‪-/1‬ذكـر الريبـو(‪-RBW‬‬
‫علم ــا أو ص ــفة ي ــدل عل ــى ك ــل املنطق ــة الت ــي تق ــع‬
‫) في آلاثار املصرية القديمة‪:‬‬
‫غ ـ ـ ــرب نه ـ ـ ــر الني ـ ـ ــل والت ـ ـ ــي تمت ـ ـ ــد إل ـ ـ ــى املح ـ ـ ــيط‬
‫"الريبـ ـ ــو" أو" الليبـ ـ ــو"تسـ ـ ــمية وجـ ـ ــدت‬
‫ألاطلس ـ ي‪،‬وهو نفــس ألامــر الــذي ذكــر فــي املصــادر‬
‫كـ ـ ــذلك فـ ـ ــي املصـ ـ ــادر املصـ ـ ــرية خاصـ ـ ــة ألاثريـ ـ ــة‬
‫الكتابيــة إلاغريقيــة القديمــة فيمــا بعــد(‪،)91‬وفــي‬
‫منها‪،‬للداللــة علــى شــعب ينتمــي إلــى احــد القبائــل‬
‫مقدمتهم هيرودوت(‪. )92‬‬
‫الت ــي تع ــيش ف ــي ش ــمال إفريقي ــا أو غ ــرب جن ــوب‬
‫أمــا عــن تــاريخ ظهــور تلــك التســمية‬
‫املتوس ــط‪،‬أين اعتبرهـ ــا ال ــبعض إشـ ــارة واضـ ــحة‬
‫فعننــا إجماعــا عل ــى ظهورهــا ف ــي رســوم ونق ــوش‬
‫إلى بعد مواطن هذه القبيلة عن مصر في الكثيـر‬
‫معاب ـ ـ ـ ـ ــد ومق ـ ـ ـ ـ ــابر اس ـ ـ ـ ـ ــر ال ـ ـ ـ ـ ــدولتين الوس ـ ـ ـ ـ ــطى‬
‫مــن ألاحيــان(‪،)87‬مــع وجــود أراء تشــير إلــى تواجــد‬
‫والحديث ـ ــة(‪،)93‬لكننـ ـ ــا نجـ ـ ــد ف ـ ــي نفـ ـ ــس الوقـ ـ ــت‬
‫احد عشائرها في واحة سيوة(‪.)88‬‬
‫تضــاربا كبي ـرا ب ــين البــاحثين حــول ظهوره ــا ألول‬
‫لقـ ـ ــد قـ ـ ــدمت لنـ ـ ــا املصـ ـ ــادر املصـ ـ ــرية‬
‫مرة‪،‬فمنهم من أرجعها إلى عهد "رمسيس الثاني"‬
‫القديمـ ـ ــة‪،‬وفي مقـ ـ ــدمتها ألاثريـ ـ ــة وصـ ـ ــفا دقيقـ ـ ــا‬
‫(‪)94‬أيــن قيــل أن هــذه التســمية جــاءت بصــيغة‬
‫وواضــحا عــن الريبــو وحيــاتهم اليوميــة فــي حقبــة‬
‫جم ـ ـ ــع السـ ـ ـ ــم ال ـ ـ ــرب"‪("RB‬ربـ ـ ـ ــو‪-RBW-‬او رابـ ـ ـ ــو‪-‬‬
‫غابــت فيه ــا إلاش ــارة إل ــى هــذه التس ــمية والت ــي ل ــم‬
‫‪،)R3BW‬مس ـ ــتدال بالرس ـ ــوم والنق ـ ــوش املخل ـ ــدة‬
‫تذكر إال في كتابات إلاغريق ومن جاء بعدهم‪،‬إذ‬
‫النتصــاراته وغ ــزوه لــبالد الليب ــو واملش ــوش‪،‬والتي‬
‫وص ــفهم املص ــريون الق ــدامى ف ــي ص ــفات ش ــبيهة‬
‫تصــور لنــا تل ــك الغنــائم التــي حص ــلوا عليهــا م ــن‬
‫ب ــالتمحو جس ــميا م ــع تس ــجيل اخ ــتالف بس ــيط‬
‫ماشية(أغنام وثيران وحميرا)‪،‬هذا النوع الذي ال‬
‫تمثل في ذلك الوشم الذي ميزهم والذي طبعوه‬
‫يمك ــن أن يع ـيش إال ف ــي من ــاطق رعوي ــة غني ــة‪،‬ما‬
‫علـ ـ ــى أذرعهـ ـ ــم وسـ ـ ــيقانهم والـ ـ ــذي يرمـ ـ ــز لإللهـ ـ ــة‬
‫يرجح الاعتقاد بأنها من إقليم برقة ومـا جاورهـا‬
‫"ني ــت"(‪،)89‬أم ــا إذا تعل ــق ألام ــر باللب ـاس فه ــم ال‬
‫غربا‪،‬بينم ـ ــا ي ـ ــذكر ال ـ ــبعض آلاخ ـ ــر أن إلاش ـ ــارات‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪15‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫ألاول ــى له ــم كان ــت ف ــي عه ــد "مرنبت ــاح"و"رمس ــيس‬
‫العهد‬ ‫العالمات ترجمتها‬ ‫العالمة الهيروغليفية‬ ‫الثال ــث"‪،‬ه ــذا ألاخي ــر ال ــذي ش ــهد عص ــره ض ــعفا‬
‫الناطقة‬
‫امللك‬ ‫‪ Wr-‬الرئيس‬
‫كبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرا خاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الجانـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب السياس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ي‬
‫)‪ r3-nrb (w‬العظيم للريبواوسراكون‬ ‫والعس ــكري‪،‬وهنا ظه ــرت قبائـ ــل الليب ــو مسـ ـاندة‬
‫(‪)97‬‬
‫الثالث‬ ‫‪ m3w-t pd3‬ماوثبدا‬ ‫أحيان ــا لحك ــام مص ــر وف ــي أحي ــان كثي ــرة وص ــفت‬
‫‪721/‬ق‪.‬م‬
‫بالع ــداء‪،‬ألنهم اعتب ــروا م ــن املحرض ــين للح ــروب‬
‫امللك‬ ‫‪ Wr-‬الرئيس‬
‫‪ r3-nrbyw t-‬العظيم للريبوشيشنق‬ ‫التــي لعــب املشــوش وشــعوب البحــر الــدور ألاهــم‬
‫(‪)98‬‬
‫الخامس‬ ‫‪ t3-rw‬تتاورو‪..‬‬ ‫فيه ـ ــا‪،‬اين زاد عـ ـ ــددهم فيم ـ ــا بعـ ـ ــد وتوغل ـ ــوا فـ ـ ــي‬
‫‪700/‬ق‪.‬م‬
‫مصر(‪، )95‬وهو نفس الوصف الذي أعطي لهـم‬
‫امللك‬ ‫‪ Wr-‬الرئيس‬
‫شيشنق‬ ‫‪ r3-(1)-rb‬العظيم‬ ‫في عهد"امنحوتب الثاني"في مسلة وجدت بمنف‬
‫(‪)99‬‬
‫الخامس‬ ‫‪ (w). Wr-r3-‬لـ"الريبو"‬ ‫اي ـ ـ ــن عث ـ ـ ــر عل ـ ـ ــى تس ـ ـ ــمية(‪،)R3BW‬وبع ـ ـ ــد ه ـ ـ ــذه‬
‫‪701/‬ق‪.‬م‬ ‫)‪ n-mr (sws‬الرئيس‬
‫العصــور ظه ــر املص ــطلح ف ــي العدي ــد م ــن الص ــور‬
‫‪ h3wty; hm-‬العظيم‬
‫للما"شاوش"‬ ‫‪ntr .kr‬‬ ‫والنقــوش التــي تلــت تلــك العصــور بعــد ان شــهد‬
‫قائد‬ ‫عصـ ـ ـ ــر الاسـ ـ ـ ــرة الواحـ ـ ـ ــدة والعشـ ـ ـ ــرون (عصـ ـ ـ ــر‬
‫الجيش‪،‬الكاه‬
‫الانتق ـ ــال الثال ـ ــث) غي ـ ــاب إلاش ـ ــارة إليهم‪،‬لتع ـ ــاود‬
‫ن‪"،‬كر"‪...‬‬
‫‪ Msr‬مس العظيم نهاية عهد‬ ‫الظه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي عه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ألاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫; ‪ 3 n rbw‬للريبو "عنخ شيشنق‬ ‫والعشرين‪،‬كعشــارة إلــى ألاجانــب الــذين يقطنــون‬
‫ابن الخامس‬ ‫‪ nh-hr ; s3.f‬حر"‬ ‫(‪)100‬‬
‫الجـزء الغربــي مــن الـدلتا‪،‬أين توجــد إشــارات إلــى‬
‫وبداية‬ ‫‪ hr-b3‬حربي"‪...‬‬
‫عنخ‬ ‫رؤسـ ـ ـ ــاءهم‪،‬مثل تلـ ـ ـ ــك النقـ ـ ـ ــوش التـ ـ ـ ــي تحمـ ـ ـ ــل‬
‫حر‪781/‬ق‬ ‫لق ـ ـ ــب"نـ ـ ـ ــاي م ـ ـ ــاوتى ابـ ـ ـ ــدي"(ال ـ ـ ــرئيس العظـ ـ ـ ــيم‬
‫‪.‬م‬
‫للريبو)‪،‬وهي تقريبا نفس التسميات او إلاشارات‬
‫جدول يبين أهم النقوش والكتابات التي ذكرت الريبو في عصور حكم‬
‫الليبيين (عهد الدولة القديمة) مع ترجمتها وتحديد العصور التي‬ ‫التـ ـ ــي وجـ ـ ــدت متـ ـ ــأخرة فـ ـ ــي عهـ ـ ــد امللـ ـ ــك الليبـ ـ ــي‬
‫ذكرت فيها من إعداد الباحث باالعتماد على مجموعة مصادر أخرى‬ ‫"شيشـ ـ ـ ــنق الثالـ ـ ـ ــث"حـ ـ ـ ــوالي‪201‬ق‪.‬م(‪،)96‬كمـ ـ ـ ــا‬
‫ظهرت العديد من النماذج املشابهة في العصور‬
‫‪*2‬املشوش‬
‫التـ ــي تلـ ــت هـ ــذا العصـ ــر سـ ــنحاول تلخيصـ ــها فـ ــي‬
‫‪msws‬وذكرهم في الاثار املصرية‪:‬‬
‫الجدول التالي‪:‬‬
‫تعتبـ ــر هـ ــذه التسـ ــمية ألاكثـ ــر ذك ـ ـرا فـ ــي‬
‫املص ــادر ألاثري ــة املص ــرية القديمة‪،‬خاص ــة تل ــك‬
‫التـ ـ ـ ـ ـ ــي ترجـ ـ ـ ـ ـ ــع إلـ ـ ـ ـ ـ ــى عهـ ـ ـ ـ ـ ــد ألاسـ ـ ـ ـ ـ ــرة الثامنـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫عشر(‪،)101‬والتي صورتهم كأعداء وأجانب عن‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪16‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫الثال ـ ـ ــث"(‪0080/0002‬ق‪.‬م)(‪،)107‬ألام ـ ـ ــر ال ـ ـ ــذي‬ ‫مصــر هاجموهــا فــي العديــد مــن املرات‪،‬كمــا فســر‬
‫نفــاه جــاردنر الــذي قــال أن اســم املشــوش ورد‬ ‫بعض الباحثين هذه النقوش والرسوم على أنها‬
‫بص ــيغته الكامل ــة (مش ــوش) أوال ث ــم اختص ــر ف ــي‬ ‫إش ـ ـ ــارة واض ـ ـ ــحة إلقام ـ ـ ــة ه ـ ـ ــذه القبيل ـ ـ ــة عل ـ ـ ــى‬
‫العهــود التــي تلتــه‪،‬إذ حــدد ظهــور ذلــك املصــطلح‬ ‫الضفاف الغربية لنهر النيل(‪،)102‬وأظهرت تلك‬
‫فـ ـ ـ ــي عهـ ـ ـ ــد امللـ ـ ـ ــك"امنحوتـ ـ ـ ــب الثالـ ـ ـ ــث"(‪-0011‬‬ ‫املخلفـ ـ ــات صـ ـ ــفاتهم الشـ ـ ــبيهة جـ ـ ــدا بـ ـ ــالتمحو و‬
‫‪0008‬ق‪.‬م) وه ـ ـ ــو نفـ ـ ـ ــس التـ ـ ـ ــاريخ الـ ـ ـ ــذي ذكـ ـ ـ ــره‬ ‫الريب ــو كونهـ ــا صـ ــورتهم ببش ــرة بيضـ ــاء‪ ،‬مرتـ ــدين‬
‫كذلك"دافيـد اوكـونر" (‪ )D.O’conner‬الـذي اكـد‬ ‫أش ــرطتهم الجلدي ــة املتقاطع ــة عن ــد الص ــدر‪،‬مع‬
‫ظه ــور املصـ ــطلح ف ــي اشـ ــارة ال ــى قطعـ ــان ماشـ ــية‬ ‫قـراب العــورة والــذيل‪،‬لكن الشـ يء املختلــف هنــا‬
‫للمش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوش غي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر معروف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬ ‫تمث ــل ف ــي املع ــاطف الطويل ــة الت ــي يرتدونها‪،‬ه ــذه‬
‫(غن ـ ـ ـ ــائم‪/‬ه ـ ـ ـ ــدايا‪/‬ارادات)(‪ ،)108‬قب ـ ـ ـ ــل تأكي ـ ـ ـ ــد‬ ‫ألاخيــرة تــدل علــى أنهــم مــن منــاطق بــاردة وليســوا‬
‫جاردنر على أن اغلب إلاشارات الواضحة لهؤالء‬ ‫مـ ـ ــن السـ ـ ــكان القـ ـ ــريبين مـ ـ ــن النيـ ـ ــل ربما‪،‬كمـ ـ ــا‬
‫كان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي عه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد "رمس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيس‬ ‫صـ ـ ـ ــورتهم تلـ ـ ـ ــك النقـ ـ ـ ــوش دائمـ ـ ـ ــا فـ ـ ـ ــي أشـ ـ ـ ــكال‬
‫الثــاني"(‪0800/0871‬ق‪.‬م)‪،‬حيــث وجــدت نقــوش‬ ‫محــاربين(‪،)103‬إم ــا ع ــن الصــيغة الت ــي كت ــب به ــا‬
‫ت ـ ــدل عل ـ ــيهم ف ـ ــي معب ـ ــد الكرنك‪،‬تص ـ ــفهم ب ـ ــأنهم‬ ‫فهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي تـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأتي فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ترجمتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا وفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق عـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة‬
‫ش ـ ـ ــكلوا فرق ـ ـ ــة عس ـ ـ ــكرية مص ـ ـ ــرية‪،‬و ف ـ ـ ــي عه ـ ـ ــد‬ ‫أشــكال‪،‬ألاول"مشــوش‪"msws-‬وكــان هــذا الشــكل‬
‫"رمس ــيس الثال ــث"و"مرنبت ــاح" وص ــفتهم الرس ــوم‬ ‫فـ ـ ــي عه ـ ـ ــد ألاس ـ ـ ــرتين الثامن ـ ـ ــة عش ـ ـ ــر والتاس ـ ـ ــعة‬
‫والنقـ ـ ـ ــوش بكـ ـ ـ ــونهم أعـ ـ ـ ــداء غـ ـ ـ ــربيين هـ ـ ـ ــاجموا‬ ‫عشر‪،‬أما الصيغة الثانية فكانت في عهد ألاسرة‬
‫مص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر(‪ ،)109‬وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن آلاراء ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلك م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫العش ـ ــرين وج ـ ــاءت بص ـ ــيغة"مش ـ ــو‪،"msw-‬كم ـ ــا‬
‫ذكرته"نيي"التي وصفتهم انهمك انـو يشـتغلون فـي‬ ‫وردت ك ـ ـ ـ ــذلك ف ـ ـ ـ ــش ص ـ ـ ـ ــيغة"م ـ ـ ـ ــش أو م ـ ـ ـ ــس‪-‬‬
‫نش ـ ــاطي تربي ـ ــة املوافـ ـ ـ ي واملع ـ ــادن(‪،)110‬وأك ـ ــد‬ ‫‪،"ms‬ونج ـ ــد ك ـ ــذلك ذك ـ ــرهم ب"م ـ ــي‪"m-‬واغل ـ ــب‬
‫نف ـ ــس ألام ـ ــر"ه ـ ــيس"ال ـ ــذي ذك ـ ــر تل ـ ــك النق ـ ــوش‬ ‫هـ ـ ــذه الصـ ـ ــيغ عثـ ـ ــر عليـ ـ ــه فـ ـ ــي ألاسـ ـ ــرة الواحـ ـ ــدة‬
‫الفرعوني ــة الت ــي أش ــارت إل ــى خمس ــة عش ــر ج ــرة‬ ‫والعشرين(‪.)104‬‬
‫ممل ــوءة بي ــحم ثيـ ـران املش ــوش‪،‬أين ارج ــع ه ــذا‬ ‫هنـ ــا ال يفوتنـ ــا أن نـ ــذكر نقطـ ــة مهمـ ــة‬
‫ألاث ـ ـ ـ ـ ــر إل ـ ـ ـ ـ ــى الع ـ ـ ـ ـ ــام الراب ـ ـ ـ ـ ــع والثالث ـ ـ ـ ـ ــون م ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫أش ــار إليه ــا ال ــدكتور س ــليمان ب ــن الس ــعدي ع ــن‬
‫حكم"امنحوتب الثالث"(‪.)111‬‬ ‫الاخـ ــتالف بـ ــين املـ ــؤرخين حـ ــول أسـ ــبقية كتابـ ــة‬
‫هــذه الصــفات دفعــت اغلــب البــاحثين‬ ‫تلـ ـ ــك الصـ ـ ــيغ(‪،)105‬حيـ ـ ــث هولشـ ـ ــير كـ ـ ــون أول‬
‫لألخذ بالفرضية القائلة أن املشـوش هـم سـكان‬ ‫تسـ ـ ــمية كانـ ـ ــت فـ ـ ــي صـ ـ ــيغة"مشـ ـ ــو‪"msw-‬والتـ ـ ــي‬
‫ش ــمال إفريقي ــا أي جن ــوب غ ــرب املتوس ــط وه ــم‬ ‫وافقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت الرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم الهيروغليفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫نفســهم ربمــا الليبــو او فــرع مــنهم(‪،)112‬أيــن كــان‬ ‫(‪)106‬ه ــذه إلاش ــارة الت ــي‬
‫قـ ــدومهم إلـ ــى مصـ ــر عبـ ــر الطريـ ــق السـ ــاحلي‪،‬كما‬ ‫ظه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي عه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد املل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك"ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوحتمس‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪17‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫عالقات مع املصريين(ودية و عدائية)‪،‬وعلى هذا‬ ‫اعتبـ ــرت طريقـ ــة دخـ ــولهم إل ـ ـى مصـ ــر سـ ــلمية فـ ــي‬
‫ألاساس تمت إلاشارة إليهم في كل مراحل الدولة‬ ‫مرحلـ ــة م ـ ــن املراحـ ــل إذ انض ـ ــموا إلـ ــى الجي ـ ــوش‬
‫املص ــرية بالعدي ــد م ــن التس ــميات أهمه ــا"تحن ــو"‬ ‫املصـ ـ ـ ــيرية وحمالتهـ ـ ـ ــا علـ ـ ـ ــى الشـ ـ ـ ــرق‪،‬وفي عهـ ـ ـ ــد‬
‫و"تمحو" و"ريبو"و "مشاوش" موصلين لنـا بـذلك‬ ‫"رعمسـ ـ ــيس الثالـ ـ ــث"(‪0000-0021‬ق‪.‬م)منحـ ـ ــت‬
‫أقدم صورة عن أصـل هـؤالء السـكان وصـفاتهم‬ ‫لهــم ألاراضـ ي مــع قبائــل التحنــو فــي مصــر كامتيــاز‬
‫وعالقاتهم بمصر‪.‬‬ ‫علــى خــدماتهم العســكرية كمرتزقــة مقابــل عــدم‬
‫إث ــارتهم الفوضـ ـ ى خاص ــة وان عص ــر ه ــذا املل ــك‬
‫تميز بقلة الحروب‪،‬هنا اندمجوا بكثرة وصار لهم‬
‫الهوامش‪:‬‬ ‫وزنهم في مصر ‪.‬‬

‫‪ -1‬نعرمر‪:‬احد ملوك مصر القديمة‪،‬موحد مصر السفلى‬


‫والعليا سنة ‪ 0011‬ق‪.‬م‪،‬اعتبر أهم ملوكها ومؤسس‬ ‫الخاتمة‬
‫الحضارة الفرعونية في تلك الحقبة الزمنية املتأخرة‬ ‫من خالل كل تم ذكره تتضح لنا ألاهمية‬
‫جدا‪،‬واليه يرجع الفضل في ظهور ما يعرف في التاريخ‬
‫الكبي ــرة للمص ــادر ألاثري ــة املص ــرية‪ ،‬الت ــي خلف ــت‬
‫املصري بعصر ألاسرات التي قسمها مانيتون إلى ‪00‬‬
‫أسرة‪،‬وهو التقسيم املستعمل حاليا‪(،‬مانيتون‬ ‫لن ـ ــا كم ـ ــا ه ـ ــائال م ـ ــن املعلوم ـ ــات ع ـ ــن املص ـ ــريين‬
‫السمنودي‪:‬مؤرخ مصري عاش في العصر البطلمي‪،‬ق‪0‬‬ ‫وغيـ ـ ــرهم مـ ـ ــن الشـ ـ ــعوب والحضـ ـ ــارات املجـ ـ ــاورة‬
‫ق‪.‬م‪،‬ألف كتابا في تاريخ مصر‪،‬ضاعت معظم أجزاءه ولم‬
‫لهم‪،‬وذلـ ـ ــك فـ ـ ــي إطـ ـ ــار مـ ـ ــا يعـ ـ ــرف باالحتكـ ـ ــاك أو‬
‫يصلنا منه إال فقرات نقلها املؤرخ اليهودي يوسوفس في‬
‫كتابه "ضد أبيون")‬ ‫التبــادل الثقــافي بــين تلــك الشــعوب التــي عاشــت‬
‫‪8 --Hérodote,Livre,IV ,p….p,168.181.185.186.187.188.‬‬ ‫فـ ـ ـ ــي العـ ـ ـ ــالم القديم‪،‬هـ ـ ـ ــذه العالقـ ـ ـ ــات الوديـ ـ ـ ــة‬
‫‪-0.Bates.‬‬ ‫‪O,The‬‬ ‫‪Eastern‬‬ ‫‪Libyans,èd,MACL‬‬
‫سـ ــتتحول مـ ــع مـ ــرور الوقـ ــت و ضـ ــيق املسـ ــاحات‬
‫‪,London,1914,Big31. P205.‬‬
‫الزراعي ــة (نتيج ــة الجف ــاف)إل ــى ص ـراع م ــن اج ــل‬
‫البقاء‪،‬والحف ــاى عل ــى الوج ــود ف ــي س ــياق جدي ــد‬
‫من العالقات التي ستحددها الظـروف السـائدة‬
‫‪4‬حسين عبد العال مراجع‪"،‬العالقات الليبية الفرعونية منذ‬ ‫ف ـ ـ ــي تل ـ ـ ــك املجتمعات‪،‬هن ـ ـ ــا ربم ـ ـ ــا ظه ـ ـ ــرت تلـ ـ ـ ـك‬
‫عصر ما قبل ألاسرات وحتى بداية الحكم الليبي ملصر"‪،‬‬ ‫إلاشــارات ألاولــى التــي حــاول مــن خاللهــا إلانســان‬
‫بحث مقدم لنيل شهادة املاجستير في التاريخ القديم‪،‬‬
‫املص ـ ـ ــري الق ـ ـ ــديم وص ـ ـ ــف ألاجنب ـ ـ ــي ع ـ ـ ــن تل ـ ـ ــك‬
‫إشراف‪:‬د‪/‬رجب عبد الحميد الاثرم‪،‬جامعة قار‬
‫يونس‪،‬ألاردن ‪،0121‬ص‪.10‬‬ ‫ألاراضـ ـ ـ ي‪،‬وتحديد مختلـ ـ ــف صـ ـ ــفاته الجسـ ـ ــدية‬
‫‪ -5‬رأس صولوويس‪:‬يقع هذا الرأس بعد أعمدة هرقل(مضيق‬ ‫وحتــى النفسية‪،‬وتوص ــيفه بالعــدو ف ــي الكثيــر م ــن‬
‫جبل طارق حاليا)‪،‬واملوقع كما ذكره هيرودوت إلى الجنوب‬
‫ألاحيــان‪،‬ومن هــذه الشــعوب ســكان بــالد املغــرب‬
‫من أعمدة هرقل‪،‬ما يعني انه ربما رأس سبارطيل‬
‫(طنجة)حسب رأي الكثير من املؤرخين‪، .‬انظر‪- :‬‬ ‫القـ ــديم الـ ــذين لعبـ ــوا دورا مهمـ ــا فـ ــي الحضـ ــارة‬
‫‪Hérodote,L.II,32-43.‬‬ ‫املصـ ـ ــرية‪،‬وكانوا مـ ـ ــن أول الشـ ـ ــعوب التـ ـ ــي لهمـ ـ ــا‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪18‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫‪ -24‬الليبو‪:‬مصطلح قديم أطلق على سكان شمال إفريقيا أو‬ ‫كذلك‪:‬هيرودوت‪"،‬أحاديث‬ ‫أكثر‪:‬انظر‬ ‫لالطالع‬
‫سكان غرب النيل‪،‬ومن هذا املصطلح جاءت تسمية ليبيا‬ ‫هيودوت(‪080-071/021‬ق‪.‬م)عن الليبيين"‪،‬تر‪:‬د‪-‬مصطفى‬
‫او بالد ليبيا والليبيين التي ذكرت فالعديد من مصادر‬ ‫اعش ي‪،‬مطبعة املعارف الجديدة‪،‬املعهد امللكي للثقافة‬
‫القديم‪،.‬انظر‪:‬‬ ‫التاريخ‬ ‫الامازيغية‪،‬الربا ‪،8112‬ص‪..‬ص‪.87...80،‬‬
‫‪-Homers ;Odyssey, Pag 275.285‬‬ ‫‪-6 - Hérodote,L.IV, ,174-181.‬‬
‫‪Hérodote, Op Cit,Pg ,42,43,p-p,196,198.‬‬ ‫كذلك‪:‬‬ ‫‪ -7‬حسين عبد العال مراجع‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪-‬ص‪.10-10،‬‬
‫‪ -25‬شارل أندري جوليان‪"،‬تاريخ إفريقيا الشمالية"(تونس‪-‬‬ ‫‪ -8‬رجب عبد الحميد الاثرم‪"،‬تاريخ برقة السياس ي‬
‫الجزائر‪-‬املغرب ألاقص ى‪-‬منذ البدء إلى الفتح إلاسالمي)‪،‬‬ ‫والاقتصادي من القرن السابع ق‪.‬م وحتى بداية العصر‬
‫تعريب محمد مزالي والبشير بن سالمة‪،‬مؤسسة تاولت‬ ‫الروماني"‪ ،‬منشورات مكتبة قورينا‪،‬بنغازي‪،0170،‬ص‪.00‬‬
‫للطباعة والنشر‪،‬الطبعة الثانية‪،8100،‬ص ‪.01‬‬ ‫‪9 -Hérodote, L.II, ,41-42‬‬
‫كذلك‪:‬بوزياني الدراجي‪" ،‬القبائل الامازيغية"أدوارها‬ ‫‪ -10‬عبد املعطي محمد سمرة‪"،‬ألاجانب في مقابر أشراف‬
‫ومواطنها وأعيانها‪،‬الجزء ألاول‪،‬الطبعة الرابعة‪،‬دار الكتاب‬ ‫ألاسرة الثامنة عشر"‪،‬رسالة ماجستير‪،‬إشراف‪:‬د‪/‬سيد‬
‫العربي ‪،8101،‬ص‪.28‬‬ ‫توفيق‪،‬كلية آلاثار‪،‬جامعة القاهرة‪،0120،‬ص‪.011‬‬
‫‪ -26‬سمي هكذا نسبة الى املنطقة التي وجد بها‪،‬جبل‬ ‫‪ -11‬احمد عبد الحليم دراز‪"،‬مصر وليبيا فيما بين القرن‬
‫العركي‪،‬بمنطقة نجع حمادي‪،.‬انظر‪:‬عبد الحليم‬ ‫السابع والقرن الرابع ق‪.‬م"الهيئة املصرية العامة‬
‫دراز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪-‬ص‪.81-82.‬‬ ‫للكتاب‪،‬القاهرة‪، ،8111 ،‬ص‪-‬ص‪.87-81،‬‬
‫‪ -87‬محمد بيومي مهران‪"،‬املرجع السابق"‪،‬ص‪.11.‬‬ ‫‪08 - Bates.O,op cit,p…p,245…252.-‬‬
‫‪ -82‬عبد العزيز صالح‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪-‬ص‪.021-027،‬‬ ‫‪00- A.Fakhri,The Search for Texts in the Western‬‬
‫‪ -81‬رجب عبد الحميد الاثرم‪"،‬العالقات الليبية‬ ‫‪Desert,in Institut Français d’Archéologie‬‬
‫املصرية‪،...‬ص‪\010‬‬ ‫‪Orientale,d’Etude,T.LXV,Le Caire,1972,p299.‬‬
‫صالح‪،‬املرجع‬ ‫العزيز‬ ‫عبد‬ ‫‪-01‬‬ ‫‪00 - Bates.O,loc cit,p.210.-‬‬
‫السابق‪،‬ص‪...‬ص‪018...027،‬كذلك‪:‬محمد ابو املحاسن‬ ‫‪00 -,p-p,245-246.- ibid-‬‬
‫عصفور‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‬ ‫‪ -01‬هيرودوت‪،‬احاديث هيرودوت‪،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -00‬احمد عبد الحليم دراز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.82.‬‬ ‫‪ -07‬محمد بيومي مهران‪"،‬املغرب القديم‪،"..‬ص‪،.11‬كذلك‬
‫‪-K.Zibelius,Afrikanische Orts-Und Volkernamen in -32‬‬ ‫محمد علي العيس ى‪"،‬اسم ليبا‪"..‬ص‪.21‬‬
‫‪Hieroglyphischen‬‬ ‫‪Und‬‬ ‫‪Hieratischen‬‬ ‫‪ -02‬ابراهيم نجيب ميخائيل‪"،‬مصر والشرق الادنى‬
‫‪texten,Wiesbaden,1972,p187.‬‬ ‫القديم"‪،‬ج‪،8 ،0‬دار املعارف‪،‬القاهرة‪،0111،‬ص‪.002.‬‬
‫‪ -01‬فوزي جاد هللا‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪،10.‬هامش‪.18‬‬
‫‪33 - Amèdèe,paris,p03.:– Strabon ,Géographie,Livres,X-‬‬ ‫‪-81‬احمد عبد الحليم دراز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪،.82‬كذلك ‪-‬‬
‫‪VII,traduction nouvell par‬‬ ‫‪:Bates.O,Op Cit,p-p, 210-211.‬‬
‫‪ -34‬سليمان بن السعدي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪،00.‬هامش‬ ‫‪ -21‬عبد املنعم أبو بكر‪"،‬ليبيا في أقدم عصورها"‪(،‬بحث‬
‫رقم‪.10‬‬ ‫تاريخي يعتمد على النصوص املصرية القديمة)‪،‬املؤتمر‬
‫‪ -00‬الن جاردنر‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.087‬‬ ‫السادس لآلثار في البالد العربي‪f‬ة‪،‬ليبيا‪،0170،‬الهيئة‬
‫‪ -01‬سليمان بن السعدي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.00‬‬ ‫العامة للطباعة ألاميرية‪،‬القاهرة‪،0170،‬ص‪.072‬‬
‫‪ -07‬متحف القاهرة‪،‬قطعة رقم‪،00082‬كذلك‪:‬حسين محمد‬ ‫‪ -22‬ألن جاردنر‪"،‬مصر الفراعنة"‪،‬ترجمة‪:‬ميخائيل‬
‫سالم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.‬ص‪.27.21،‬‬ ‫نجيب‪،‬مراجعة‪:‬عبد املنعم أبو بكر‪،8 ،‬الهيئة املصرية‬
‫‪ -‬ألن جاردنر‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪38 .087‬‬ ‫العامة للكتاب‪،‬القاهرة‪ ،0127،‬ص‪.087‬‬
‫‪01- Bates. O, Op Cit,p205.‬‬ ‫‪80- Hèrodote, Op Cit,Pag.77.‬‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪19‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫‪Comparative Studies of end Nomadism Pastoralism,‬‬ ‫‪ -40‬ألن جاردنر‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪،.087‬كذلك‪ :‬احمد عبد‬
‫‪1971.p-p185-186‬‬ ‫الحليم دراز‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ -49‬عبد املنعم أبو بكر‪"،‬ليبيا في أقدم عصورها"‪(،‬بحث‬ ‫‪ -00‬حسين محمد سالم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.21.‬‬
‫تاريخي يعتمد على النصوص املصرية القديمة)‪،‬املؤتمر‬ ‫‪08- Ahmed.F,Bahria Oasis I,s.èd,Cairo,1942,p.6.‬‬
‫السادس لآلثار في البالد العربية‪ ،‬ليبيا ‪ ،0170،‬الهيئة‬
‫العامة للطباعة ألاميرية‪،‬القاهرة‪،0170،‬ص‪.070‬‬ ‫‪ -‬حسين عبد العال مراجع‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪-‬ص‪43 .0-0،‬‬
‫‪ -50‬سليمان بن السعدي‪"،‬عالقات مصر باملغرب القديم منذ‬ ‫‪00 -.01 Bates. O, Op Cit,p2-‬‬
‫فجر التاريخ حتى القرن السابع قبل امليالد"‪،‬أطروحة‬ ‫‪ -45‬سكين جبل العركى ‪ :‬من أهم ألادوات التى عثر عليها ترجع‬
‫دكتوراه ‪،‬إشراف الدكتور محمد البشير شنيتي‪،‬جامعة‬ ‫إلى ما قبل ألاسرات املصرية حوالي‪ 0011‬سنة‬
‫‪-.‬‬ ‫قسنطينة‪،8111-8112،‬ص‪ .00‬كذلك‪:‬‬ ‫ق‪.‬م وسميت بهذا الاسم ألنها وجدت في منطقة جبل‬
‫‪K.Zibelius,Op Cit,p17,not2‬‬ ‫ً‬
‫اصطالحا باسمه‪.0‬‬ ‫العركي تجاه نجع حمادي فسميت‬
‫‪ -00‬سليمان بن السعدي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.01.‬‬ ‫وصور فنانها على أحد وجهي مقبضها معركة جرت على‬
‫‪52 -‬‬ ‫‪. SA3HU RE, Band II, berlin 1913,p71. Das‬‬ ‫البر واملاء بين فريقين اتخذ أحدهما هيئة املصريين واتخذ‬
‫‪grabdenkmal Des konigs.- Borchar.L‬‬ ‫ثانيهما هيئة الليبيين‪ ،‬وكانت الغلبة للفريق ألاول‪ .‬وصور في‬
‫‪ -00‬سليم حسن‪" ،‬مصر القديمة" ‪ ،‬مكتبة ألاسرة ‪ ،‬الجزء‬ ‫معركة املاء ثالث مراكب على الطراز املصري املعتاد‪،‬‬
‫السادس ‪،‬القاهرة‪، 8111،‬ص‪.802‬‬ ‫وتعاقبت هذه املراكب خلف بعضها ولكن أطرافها‬
‫‪-54‬سليم حسن‪"،‬مصر القديمة"‪،‬مطبعة دار الكتاب‬ ‫تداخلت مع بعضها‪ .‬ثم صور مركبين في صف مستقل‬
‫الوطنية‪،‬ج‪،7‬القاهرة‪،0101،‬ص‪-‬ص‪.20- 20 ،‬‬ ‫على طراز آخر مختلف ارتفعت فيه مقدمة املركب‬
‫‪ -55‬عثر عليها في هيراكونبوليس‪ ،‬الجزء العلوي منها محفوى‬ ‫كبيرا‪،‬وعبر عن نتيجة املعركة بصور‬ ‫ومؤخرتها ار ً‬
‫تفاعا ً‬
‫بمتحف اللوفر‪ ،‬أما الجزء السفلي فمحفوى باملتحف‬ ‫رجال غرقى صورهم في أوضاع مختلفة بين صفي املراكب‪.‬‬
‫البريطاني‪.‬انظر‪:‬سيريل الدريد ‪:‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪94‬‬ ‫‪- Gardiner.S.A,Egypt of the .‬‬ ‫انظر‪:‬‬
‫‪،‬كذلك‪Kees, H., Ancient Egypt, a - 1961, P. 40. :‬‬ ‫‪Pharaons ;New Yourk,1972,Plate.20‬‬
‫‪- cultural Topography, London,‬‬ ‫‪،-01‬ارتفاعها‪ 11‬سم‪- .‬هذه الصالية مصنوعة من الشست‬
‫‪01-J.Leclant,La Famille Libyenne au Tomple Haut De‬‬ ‫‪-‬مقسمة الى ثالث أجزاء الجزأين الكبيرين في املتحف‬
‫‪Pèpi 1 er Dans Livre Du Centenaire 1880-‬‬ ‫البريطاني والجزء الصغير في متحف اللوفر‪،‬وهذه الصالية‬
‫‪1980,IFAO 140 ,Le Caire 1980,p…p,49…54.‬‬ ‫ذات وجه واحد يتوسطها بؤرة الطحن ‪ ،‬وهي تمثل الصيد‬
‫‪--57‬سليم حسن‪"،‬مصر القديمة"‪،‬الجزء السابع(عصر‬ ‫املقصورة في أقص ى اليمين وآلاخر في أقص ى اليسار‬
‫مرنبتاح ورعمسيس الثالث وملحة في تاريخ لوبية)‪،‬الهيئة‬ ‫مصابين بالسهام وفي اعلي اللوحة صف من حاملي‬
‫املصرية العامة للكتاب‪،‬القاهرة‪، 0118 ،‬ص‪.80‬‬ ‫السهام يرتدون أقنعة بها ريشة و غالبا أنهم ليبيين ويمكن‬
‫‪02-A.Fakhri,Bahria Oasis 1 ,Caire,1942,p05.‬‬ ‫أن نقول انه تأثير ليبي ربما يكون هذا الصيد في الغرب‬
‫‪01-W.Wolf , Die Kunst Ägyptens ,s.èd, (Stuttgart ,‬‬ ‫بالقرب من حدود ليبيا بصفة عامة‪ ،‬وهي موجودة حاليا‬
‫‪1957),s.81,Taf818.P236.‬‬ ‫باملتحف البريطاني ‪ -‬متحف اللوفر‪.‬لالطالع أكثر انظر ‪:‬‬
‫‪-60‬صالية نعرمر ‪:‬عبارة عن لوح مصنوع من حجر‬ ‫‪-Gardiner.S.A,Op Cit,p394.‬‬
‫الشيست‪،‬عثر عليه بمعبد مدينة"نخن"العاصمة الدينية‬ ‫‪ -07‬قطعة من إلاردواز‪،‬ترجع إلى حقبة ما قبل‬
‫ملصر العليا‪،‬ارجعها املؤرخون الى عصر التوحيد‬ ‫ألاسرات‪،‬محفوظة بمتحف القاهرة‬
‫حوالي‪0011‬ق‪.‬م‪،‬وهي آلان متواجدة باملتحف املصري‬ ‫‪02-- Salzman,P.C,Movement and Resourses Extraction‬‬
‫بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪among Pastoral Nomad :The Case of the Shah .‬‬
‫‪-61‬التمحو‪:‬احدى القبائل الليبية القديمة‪،‬وصفتهم املصادر‬ ‫‪Nawazi Baluch"Anthropological Quaterly,‬‬
‫واملراجع بأنهم تلك القبائل التي كانت تقطن املنطقة‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪21‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫‪Connor.D.O,The Locations of YAM and KUSH and -‬‬ ‫الواقعة الى الجنوب منها منطقة التحنو‪،‬تنتشر مضاربهم‬
‫‪Their‬‬ ‫‪Historical‬‬ ‫‪Implications,‬‬ ‫‪JARCE23,‬‬ ‫على طول ضفة النيل الغربية‪.‬لالطالع انظر‪ :‬سليمان بن‬
‫‪1986,p…p,27…35.‬‬ ‫السعدي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪...‬ص‪.70...01،‬‬
‫‪ -70‬ايمن محمد صديق الحكيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪-‬ص‪-08،‬‬ ‫‪-62‬سليمان بن السعدي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪-‬ص‪.01-01،‬‬
‫‪.00‬‬ ‫‪-Moller. G,Op Cit,p38.‬‬ ‫‪،‬كذلك‪:‬‬
‫‪70- Bates. O,Op Cit,p4‬‬ ‫‪-63‬البربر ‪:‬تسمية أطلقت على سكان جنوب غرب املتوسط أو‬
‫‪ -72‬هدى محمد بلحاج‪ ،‬هدى محمد بلحاج‪"،‬العالقات‬ ‫الليبيين‪،‬وجاءت هذه التسمية متأخرة نوعا وبالظبط في‬
‫والتأثيرات الحضارية املتبادلة بين مصر واملستوطنات‬ ‫العصر الروماني ‪،‬لالطالع أكثر انظر‪:‬محمد ابراهمي‪"،‬‬
‫الفينيقية في شمال إفريقيا"‪،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬ ‫املجتمع املغاربي من خالل مصادر التاريخ القديم"‪،‬مجلة‬
‫املاجستير في آلاثار املصرية‪،‬إشراف د‪/‬عبد الحليم نور‬ ‫الحكمة للدراسات التاريخية‪،‬العدد ‪،01‬السداس ي الثاني‬
‫الدين‪،‬د‪/‬سليمان حامد الحولي‪،‬قسم آلاثار‪،‬جامعة‬ ‫‪،8100‬الجزائر‪،‬ص‪-‬ص‪.00-01،‬‬
‫القاهرة‪،8100،‬ص‪.21‬‬ ‫‪ -64‬الامازيغ ‪:‬تسمية أطلقت على سكان جنوب غرب املتوسط‬
‫‪73 - Bates. O,Loc Cit,p46-‬‬ ‫في الحقبة الاسالمية‪،‬وجاءت هذه التسمية متأخرة هي‬
‫‪ -74‬رمضان عبده علي‪"،‬تاريخ الشرق ألادنى القديم‬ ‫الاخرى ‪،‬لالطالع أكثر انظر‪:‬محمد ابراهمي‪،‬املرجع‬
‫وحضارته"‪،0 ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪،8111 ،‬‬ ‫السابق‪،‬ص‪-‬ص‪.00-01،‬‬
‫ص‪.808‬‬ ‫‪10- Bates. O,Op Cit,p46.‬‬
‫‪ -75‬احمد عبد الحليم دراز ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص‪،00‬انظر‬ ‫‪-66‬أيمن محمد صديق الحكيم‪"،‬ألاوضاع الداخلية في مصر‬
‫كذلك‪-Bates. O,Op Cit,p46. :‬‬ ‫القديمة خالل عهد ألاسرات الليبية"‪،‬رسالة مقدمة لنيل‬
‫‪ -76‬نفسه‪،‬ص‪.00‬‬ ‫درجة املاجستير في الدراسات إلافريقية‪ ،‬إشراف‪:‬د‪/‬عبد‬
‫‪ -77‬قبائل الوندال‪:‬خليط من شعب الجرمان والبولنديين‬ ‫هللا عبد الرزاق‪،‬أ‪ /‬محمد صالح الدين الخولي‪،‬معهد‬
‫وشعوب الاراض ي الاسكندنافية(املنخفضة)من النرويج‬ ‫البحوث والدراسات إلافريقية‪،‬جامعة القاهرة‪،8110،‬ص‪-‬‬
‫والسويد والدنمارك‪،‬اسسوا دولة لهم بشبه الجزيرة‬ ‫ص‪.00-08،‬‬
‫الايبرية(اسبانيا)واحتلو شمال افريقيا حوالي ‪000/081‬‬ ‫‪ -67‬نقوش عثر عليها في معبد "أبيدوس"‪،‬نسبت تسميتها إلى‬
‫ق‪.‬م‪:‬لالطالع اكثر انظر‪:‬الصالح العود محمد‪"،‬التحوالت‬ ‫صاحبها"أوني"‪ ،‬موظف شغل منصبا كهنوتيا في عهد امللك‬
‫الحضارية في الفترة الوندالية‪ 000/081‬ق‪.‬م"‪،‬رسالة‬ ‫بيبي ألاول‪ ،‬وبعدها عين قاضيا‪،‬كما تولى بنفسه قيادة‬
‫ماجستير‪،‬كلية العلوم الاجتماعية والانسانية‪،‬جامعة‬ ‫الحملة ضد البدو ألاسيويين‪،‬شغل عدة مناصب‬
‫منتوري‪،‬قسنطينة‪.8101/ 8111،‬‬ ‫بعدها‪،‬سواء في عهد بيبي ألاول أو عهد "مرن رع"رابع ملوك‬
‫‪ -78‬سليمان ابن السعدي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.01‬‬ ‫ألاسرة السادسة‪ ،‬وفي عهده عين حاكما للوجه‬
‫‪79 - Bates. O,Op Cit,p.210.‬‬ ‫القبلي‪،‬يوجد هذا ألاثر اليوم باملتحف املصري‬
‫‪ -80‬احمد عبد الحليم دراز ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.00‬‬ ‫أكثر‬ ‫‪،0000‬لالطالع‬ ‫الرقم‬ ‫بالقاهرة‪،‬يحمل‬
‫‪20- Gardiner A.,Op Cit,p115.‬‬ ‫انظر‪Wilson.J ;Asiatic Campaigns Under Pepi :‬‬
‫‪28-ibid,p115‬‬ ‫‪-I,ANET ,Princeton,1966,p-p,227-228.‬‬
‫‪-20‬سليمان بن السعدي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.01.‬‬ ‫‪-68‬نيقوال جيرمان‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪،011‬كذلك‪:‬سليمان بن‬
‫‪ -20‬عبد املنعم ابوبكر‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪-‬ص‪.071-070،‬‬ ‫السعدي ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.00‬‬
‫‪20-Gardiner. A, Op Cit,p115.‬‬ ‫‪-69‬بالد يام‪،‬قيل ان موقعا الى الجنوب من الجندل الثاني في‬
‫‪ -21‬هدى محمد بلحاج‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.11‬‬ ‫النوبة العليا(السودان حاليا)‪،‬اما موقها بالتحديد وقع‬
‫‪27- Gardiner.A ,AEOI,p121.‬‬ ‫حوله اختالف كبير‪ ،‬لالطالع اكثر انظر‪:‬‬
‫‪ -22‬مصطفى كمال عبد العليم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.80‬‬
‫‪ -21‬مها عيساوي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.011‬‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪21‬‬


‫مجلة قضايا معرفية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سكان املغرب القديم من خالل املصادر الاثرية املصرية‬

‫‪ -017‬سليمان بن السعدي ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.70‬‬ ‫‪ -11‬مصطفى كمال عبد العليم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪81‬‬


‫‪-108‬دافيد اوكونر‪"،‬الدولة الحديثة ومصر الانتقال‬ ‫‪ -10‬شارل أندري جوليان‪"،‬املرجع السابق"‪،‬ص‪.70‬كذلك‪:‬مها‬
‫الثالث‪110-0008‬ق‪.‬م"‪،‬تر‪:‬يقطر لويس‪،‬مر‪:‬جاب هللا علي‬ ‫عيساوي ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.010‬‬
‫جاب هللا‪،‬مطبوعات املجلس ألاعلى للثقافة‪،‬‬ ‫‪18- Hèrodots ;LivreIV ,pg23-26.‬‬
‫القاهرة‪،8111،‬ص‪.017‬‬ ‫‪10-Rachet.G ;Dictionnaire‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪civilisation‬‬
‫‪ -011‬احمد عبد الحليم دراز‪"،‬املرجع السابق"‪،‬ص‪.02‬‬ ‫‪ègyptienne,èd.Larousse,Paris,2001,p149‬‬
‫‪001- Nibbi.A, lapwings and Libyans in ancient Egypt.p‬‬ ‫‪ -10‬احمد عبد الحليم دراز‪"،‬مصر وليبيا فيما بين القرن‬
‫‪77‬‬ ‫السابع والقرن الرابع ق‪.‬م"‪،‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‬
‫‪000- Hayes. W.C., Inscriptions from the palace of AMEN‬‬ ‫‪،‬القاهرة‪،8111،‬ص‪.01‬‬
‫‪HOTEP III. JNES 10.1951 p 91‬‬ ‫‪ -10‬سليمان بن السعدي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.010‬‬
‫‪ -008‬دافيد اوكونر‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪- .072‬‬ ‫‪-96‬‬

‫‪-‬الرئيس العظيم للريبو‪،‬ناي ماوتى ابدي‪ ،‬لالطالع‬


‫السابق‬ ‫السعدي‪،‬املرجع‬ ‫بن‬ ‫انظر‪:‬سليمان‬
‫ص‪،010‬هامش‪.0-0-‬‬
‫‪ -97‬لوحة موسكو‪"،‬رقم‪،"0107‬متحف الفنون الجميلة –‬
‫موسكو‪-‬ترجمها يويوت جان على كونها اعطية او قربان‬
‫لالله اوزير‪.‬‬
‫‪12 :- J. Yoyotte, les principautés du delta… , p 143‬‬
‫لالطالع اكثر انظر‬
‫لوحة هبة‪،‬من محفوظات مجموعة"ناهمان"‪،‬املصدر‪:‬‬
‫متجر لبيع التحف ‪.‬‬
‫‪- J. Yoyotte, Op Cit, p 143‬لالطالع اكثر انظر‪:‬‬
‫‪ -99‬لوحة محفوظة في متحف القاهرة‪،‬رقم‪،01178‬عثر عليها‬
‫في الدلتا الغربي‪.‬‬
‫‪- J. Yoyotte, Loc Cit , p 143‬لالطالع اكثر انظر‪.:‬‬
‫"‬ ‫‪- ibid , p 143‬لالطالع اكثر انظر‪:‬‬
‫‪m‬لوحة السرابيوم‪،‬متحف اللوفر‪،‬رقم"‪-100 0172‬‬
‫‪ Nibbi.A,‬مها عيساوي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.011‬كذلك‪-101‬‬
‫‪lapwings and Libyans in ancient Egypt,p 77. -‬‬
‫‪018-Bates.O ;Op Cit,p46.‬‬
‫‪ -010‬عبد اللطيف احمد البرغوثي‪،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪...‬ص‪.78...11،‬‬
‫‪010- Yoyotte J., les principautés du delta au temps de‬‬
‫‪l‟anarchie libyenne.étudesd‟histoire politique‬‬
‫‪MIFAO 66.le Caire 1961 pp 122-123‬‬
‫‪-010‬سليمان بن السعدي ‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪77‬‬
‫‪011- Holscher.W, Op. Cit., p 60‬‬

‫ــــــــــــ العدد الثاني‪ /‬سبتمبر ‪ 8102‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪22‬‬

You might also like