You are on page 1of 126

‫جامعة الشهيد حمه لخضر – الــوادي‬

‫كليـة العلـوم االجتماعية واإلنسانية‬


‫قســـم العلـوم اإلنسانيـة‬

‫مصر خالل سيطرة الهكسوس‬


‫(‪59;9-5;;9‬ق‪.‬م)‬
‫مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في تاريخ الحضارات القديمة‬

‫إشراف االستاذ‪:‬‬ ‫إعـداد الطـــالبتين‪:‬‬


‫‪‬د‪ .‬دمحم رشدي جراية‬ ‫‪ ‬مــريم مناعـي‬
‫‪ ‬هـاجر هـويدي‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الجامعة‬ ‫الصفة‬ ‫اسم ولقب األستاذ‬
‫جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‬ ‫رئيسـا‬ ‫أ‪ .‬السعيـد قعـر المثـرد‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‬ ‫مشرفا ومقـر ار‬ ‫د‪ .‬دمحم رشدي جراية‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‬ ‫عضـوا مناقشا‬ ‫أ‪ .‬بالنـور عبـد الحــق‬

‫السنة الجامعية ‪587<-587; :‬هـ‪615;-615:/‬مـ‬


‫ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ‪:‬‬

‫ﱡ ﳀﳁﳂﳃﳄ‬

‫ﳅﳆﳇﱠ‬

‫‪‬‬
‫ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻤﺘﺤﻨﺔ ‪ ،‬ﺍﻵﻳﺔ‪04 :‬‬
‫شكر وعرفان‬
‫أول يا َفتتح به هى انتىجه بانشكش هلل سبحاَه وتعاىل انزي اَعى ؼهٍنا باننعًت انعهى واهلًنا اىل يا‬

‫فٍه اخلري وانفالح طٍهت يشىاسَا انذساسً ‪ ٌ،‬اىل يٍ هذاَا سبم انششاد َبٍنا حمًذ صهى اهلل عهٍه‬

‫وسهى وبعذ َتمذو بانشكش اجلضٌم نهًششؾ انذكتىس جشاٌت حمًذ سشذي انزي ال َبانػ ارا‬

‫لهنا اَنا كنا حمظىظني بشعاٌته خالل اجناصَا هزا انعًم ‪،‬فكاٌ املعهى انناصح وانشاشذ ننا ار‬

‫كاٌ ششفا كبري ننا كىَنا متكنا يٍ االستفادة يٍ تعانًٍه املثًشة وتىجٍهاته املخهصت‬

‫يتًنٍني نه دواو انتأنك وانتفىق وبهىغ املبتؽى ووصىل انذسجاث انعال كًا حنٍم انشكش اىل‬

‫االستار انفاضم يناعً حمًذ انعٍذ عهى يا لذيه ننا يٍ جمهىد ‪.‬كًا حنٍم انشكش اىل كافت‬

‫أساتزة لسى انتاسٌخ عايت خاصت األستار عًش بىصبٍع و االستار انسعٍذ شالنمت ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬

‫ﺍﳍﻜﺴﻮﺱ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﺳﺘﻴﻼﺋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ‬

‫‪ ‬ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳍﻜﺴﻮﺱ‬

‫‪ ‬ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﳌﺼﺮ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳍﻜﺴﻮﺱ‬


‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التعريف بالهكسوس‬

‫المطلب األول‪ :‬مواطنهم األولى وهجراتهم المبكرة‬

‫منذ بداية األلف الثانية قبل الميبلد شيدت منطقة الشرق األدنى القديم تحركات وىجرات‬

‫بشرية دفعت بيم لبلستقرار في أواسط أسيا‪ ،‬فكان لذلك تأثيره المباشر عمى أسيا الغربية والحدود‬

‫الشمالية الشرقية لمصر‪ ،‬وعميو اندفعت الييا القبائل العابرة لمصحراء نحو وادؼ النيل ىروبا من‬

‫الضغط البشرؼ‪ ،‬وكذلك طمعا في خيراتيا‪.1‬‬

‫تمك اليجرات جاءت في صورة زحف عمى حدود مصر بسبب عوامل القحط التي‬

‫أصابت منطقة وجودىم في شرق الدلتا أول األمر ثم توغموا في وادؼ النيل‪.2‬‬

‫وقد يعتبر أغمب المؤرخين أن األغمبية العظمى لميكسوس من األسيويين وىناك‬

‫نظريات حديثة حسب بعض المؤرخين وعمماء األنثروبولوجيا تفيد بأنيم ساميون‪ .3‬وذلك لما‬

‫تضمنتو أسماء بعض منيم من صبغة سامية مثل عبد‪ ,‬عنات‪ ،‬نخمان‪.4‬‬

‫‪ -1‬دمحم عمي سعد هل‪ :‬تاريخ مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬جامعة الزقازيق‪ ،1002،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -2‬مختار السويقي‪ :‬أم الحضارات مبلمح عامة ألول حضارة صنعيا اإلنسان‪( ،‬دط)‪ ،‬تق‪ :‬دمحم إبراىيم بكر‪ ،‬الدار المصرية‬
‫المبنانية‪ ،‬القاىرة‪ ،1000 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -3‬الساميون‪ :‬سموا نسبة إل ى سام الذؼ ورد ذكره في اإلصحاح العاشر من صفر التكوين في التوراة وفي ىذا الجدل من‬
‫األنساب نجد قائمة أبناء سام تضم أرام وأشور عبر إلى اآلراميين واألشوريين والعبرانيين‪ ،‬وعميو أطمق العمماء في ق ‪28‬‬
‫مصطمح أسماء مشتركة لتمك المجموعات من الشعوب التي تنتمي الييا اآلراميون واألشوريون والعبريون التي تتضح قرابتيا من‬
‫لغتيا وبعد ذلك اتسع المفع‪ .‬موسكاتي‪ :‬الحضارات السامية القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬يعقوب بكر‪ ،‬دار الرقي‪ ،‬بيروت‪،2986 ،‬‬
‫ص‪. 41‬‬
‫‪ -4‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬تاريخ مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬مر‪ :‬دمحم إبراىيم عمي‪ ،‬القاىرة‪ ،1008 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪6‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وفي نظر ىؤالء أن الساميون ىم العنصر الغالب لميكسوس وأنيم كانوا من سبلالت‬

‫وطوائف لغوية مختمفة ومعيم جماعة من الجنس اليندو إيراني المذين كانوا يعيشون في سيل‬

‫‪2‬‬
‫آسيا الوسطى ومن الحيثيين‪ 1‬المذين سكنوا سيول وجبال أسيا الوسطى وشرقيا ومن الحورانيين‬

‫المذين كانوا يقطنون بعض مناطق األراضي السورية‪.3‬‬

‫وىناك من يرجع أنيم مزيج من اآلراميين ويظير من المقابمة بين الترجيحات لعمماء اآلثار‬

‫والمؤرخين أنيم جاءوا من ببلد الحيثيين‪ ،‬حيث كانوا منتشرين في بعض أصقاع نير الفرات‪،‬‬

‫وقد انطمقوا من موقعيم ىذا إلى الجنوب‪ ،‬حيث استولوا عمى منطقة الشام بأسرىا متخذين مدينة‬

‫كادش السورية عمى نير األورونط مركز لتكوين إمبراطوريتيم ثم تقدموا وسيطروا عمى فمسطين‬

‫سيطرة شبو تامة‪.4‬‬

‫‪ -1‬الحيثيين‪ :‬موطنيم من آسيا الصغرػ جاء اسميم من صفر التكوين‪ ،‬ويطمق بوجو عام عمى جميع السكان غير الساميين‬
‫وذلك قبل مجيء العبرانيين‪ ،‬أول ذكر ليا في الوثائق المصرية بين ىدايا ممك مصر تحوتمس الثالث كذلك ذكر في خطابات‬
‫تل العمارنة‪ .‬عبد الحميد زايد‪ :‬الشرق الخالد‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة العربية‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪( ،‬دت)‪ ،‬ص ص‪. 447 -437‬‬
‫‪ -2‬الحورانيين‪ :‬ىم شعوب من أصل أسياوؼ‪ .‬أبو المحاسن عصفور‪ :‬معالم تاريخ الشرق األدنى منذ أقدم العصور حتى مجيء‬
‫اإلسكندر‪( ،‬دط)‪ ،‬مطبعة المصرؼ‪ ،2962 ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ -3‬عادل السيد عبد العزيز‪ :‬مصر تواجو أول احتبلل أجنبي ليا في التاريخ ‪( ،‬دط)‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -4‬دمحم عبد الواحد حجازؼ‪ :‬العسكرية المصرية من طرد اليكسوس إلى طرد الييود‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬دت)‪،‬‬
‫ص ‪.74‬‬
‫‪7‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فقد أحدثت ىذه اليجرات القبلقل في اإلمارات السورية وبدأ األموريون‪ 1‬في الشام يعانون‬

‫من ىذه اليجرات وتأثر مصر بيذه التحركات في عصر أسرتيا الثالثة عشر‪.‬‬

‫وأخذت جماعات المياجرين تقترب من الحدود المصرية الشمالية الشرقية‪.‬‬

‫كما أنيم لم يدخموا مصر دفعة واحدة وانما بدؤا باالنتشار قرب الحدود الشرقية وبقية ىذه‬

‫الجماعات وراء الحدود المصرية فترة من الزمن‪ ،‬لكن من المحتمل أنيا أقدمت عمى اختراق‬

‫الحدود المصرية كرد فعل لضغط آرؼ جديد في أوائل القرن السابع عشر قبل الميبلد‪ ،2‬كما أن‬

‫ىناك رأؼ آخر يقول أن أصل اليكسوس من المحاربين اليونانيين‪ ،‬وىذا اعتمادا عمى شرح‬

‫لمصطمح التسمية المركبة من كممتين مموك وثاسوس نسبة إلى جزيرة في شمال بحر ايجا كان‬

‫بيا معبد لييراكميس عرف بمعبد ثاسوسو كان في صيدا معبد ليي اركميس أيضا يسمى الثاسوس‬

‫نسبة إلى المذين بنوه‪ ،‬كما كان ىناك معبد آخر لييراكميس حرشف عمى الفرع الكانوبي لمنيل‪،‬‬

‫يرجح لدينا أن ىؤالء المحاربين عرفوه أيضا بيذا االسم‪.3‬‬

‫‪ -1‬األموريون‪ :‬أطمق عمييم سكان ببلد الرافدين كممة مارتو عمى أىل الغرب‪ ،‬ومنيا جاءت الكممة األكادية أمورو التي أصبحت‬
‫بعد ذلك تطمق عمى اإلقميم السورؼ بأكممو وتشبو في ىذه الكممة الشام التي كانت تعني أصبل اليسار أو الشمال‪ ،‬وقد وفد‬
‫األموريون إلى اإلقميم السورؼ وكانوا عبارة عن جماعات بدوية ال تعرف سكنى المدن وال الزراعة‪ .‬عبد الحميد زايد‪ :‬الشرق‬
‫الخالد‪(،‬دط)‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪( ،‬دت)‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪ -2‬رمضان السيد‪ :‬تاريخ مصر القديمة منذ بداية األسرة الخامسة عشر حتى دخول اإلسكندر األكبر‪ ،‬ج ‪( ،1‬دط)‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪،‬‬
‫(دت)‪ ،‬ص ص ‪.7-8‬‬
‫‪ -3‬مجدؼ صادق‪ :‬التاريخ الحقيقي لمصر القديمة‪( ،‬دط)‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪ ، 1001 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪8‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولما كان الغزاة المذين ىم من آسيا قد وىبوا أنفسيم لمعبد الثاسوس دعاىم مانيتون‪ 1‬مموك‬

‫ثاسوس الى اليكسوس‪.‬‬

‫ولعمى لفظة حورشس والتي ترجمت أتباع حو مشتقة من اسم اإللو حرشف وتؤدؼ نفس‬

‫‪3 2‬‬
‫المعنى أؼ اليكسوس ىم أنفسيم الحرشف ‪.‬‬

‫وقد اختمفت اآلراء بصدد اليكسوس وأصوليم فيناك من يرػ أنيم من أصل آرؼ وآخر‬

‫يقول أنيم من أصل عربي وآخرون يرون أنيم من أصل سامي‪ ،‬كذلك ىناك من يراىم من‬

‫الفينيقيين‪ ،4‬إضافة إلى وجود رأؼ آخر يقر بأنيم من الشعوب اليندو اوروبية‪.5‬‬

‫كما أن ىناك من يرجع أن مواطنيم األولى من اليونان‪ ،‬حيث يقال أن أصل اليكسوس‬

‫المحاربين من اليونان ىذا اعتمادا عمى شرح لمصطمح تسمية اليكسوس المركبة من الكممتين‬

‫مموك وتاسوس نسبة إلى جزيرة في شمال بحر ايجا‪ ،6‬كما أن ىناك من يعتبرىم عرب‪ ,7‬خرجوا‬

‫من شبو الجزيرة العربية‪ ،‬لكن ىذا الرأؼ ضعيف حيث أنيم اشتيروا بالعربات التي تجرىا‬

‫‪ -1‬مانيتون‪ :‬المؤرخ المصرؼ السمنودؼ الذؼ عاش في ببلط الممك بطميموس الثاني كان عمى جانب كبير من العمم والثقافة‬
‫لقد كتب ىذا المؤرخ تاريخ مصر حوالي ‪ 1800‬ق م‪ .‬ناصر األنصارؼ‪ :‬المجمل في تاريخ مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2997‬ص ص ‪.35-34‬‬
‫‪ -2‬حرشف ‪ :‬ىي آلية كان اليونانيون والكاريين يتعبدون‪ .‬مجدؼ صادق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ -3‬نفسو‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -4‬دمحم عبد الواحد حجازؼ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ -5‬إسبلم طو عبد المطمب‪ :‬اليكسوس وكفاح الشعب المصرؼ‪( ،‬دط)‪ ،‬مر‪ :‬زكية يوسف طبوزادة‪ ،‬المكتبة االلكترونية‪،1009 ،‬‬
‫ص‪.7‬‬
‫‪ -6‬مجدؼ صادق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -7‬إسبلم طو عبد المطمب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪9‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الخيول الحربية‪ ،‬وارض صحراء شبو الجزيرة العربية ال تسمح باستخدام مثل ىذا النوع من‬

‫العربات‪.1‬‬

‫وقد وجد رأؼ آخر أال وىو أن أصول اليكسوس ييودية وىذا حسب المؤرخ الييودؼ‬

‫فبلفيوسيوسيفوس‪ 2‬الذؼ قال أن اليكسوس من أصول ييودية وان اليكسوس والييود من عنصر‬

‫واحد ىو العنصر العبراني‪ ،3‬لكن ىذا الرأؼ ربما من اجل الرفع من قيمة الييود ويعتبر بعض‬

‫المؤرخين أن ىذا الرأؼ خاطئ اعتمادا عمى المؤرخ في قولو مؤكد أن اليكسوس خرجوا من‬

‫مصر قبل ألف سنة من نشوب حرب طروادة‪.4‬‬

‫لم يؤيد العمماء ىذا الرأؼ عمى أنيم لم يجدوا لو آية عبلقة بالثوابت التاريخية التي ذكرىا‬

‫المصريين القدماء عن فترة احتبلل اليكسوس لمصر وال الشواىد األثرية التي تم العثور عنيا‪،‬‬

‫كذلك من ناحية أخرػ انو بعيدا تماما عن مجال المصادر التاريخية‪ .5‬أما المؤرخ المصرؼ‬

‫مانيتون فقال‪" :‬ال ندرؼ لماذا نزلت بنا عاصفة من غضب اإللو‪ ...‬فقد تج ار قوم من أصل‬

‫‪ -1‬عبد العزيز صالح ‪:‬الشرق األدنى القديم مصر‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبة األنجمو مصرية‪ ،1006 ،‬ص‪.108‬‬
‫‪ -2‬يوسيفوسفبلفيوس‪ :‬المؤرخ الييودؼ عاش في القرن األول ميبلدؼ ‪70‬م‪ .‬مياب درويش‪ :‬الجيش المصرؼ القديم‪ ،‬جامعة ‪6‬‬
‫أكتوبر‪( ،‬دط)‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫‪ -3‬دمحم عبد الواحد حجازؼ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ -4‬حرب طروادة‪ :‬التي وقعت أحداثيا في عيد الممكة تي آخر مموك التحامسة وتحكي مجرياتيا عن أسطورة يونانيو عن فتاة‬
‫جميمة كان أبوىا في اعتقاد قوميا ىو اإللو دازوز وأميا ىي زوجة ممك مدينة اسبرطة اختطفيا أمير من أمراء مدينة طروادة‬
‫فأقام اليونان حرب عمى قومو بمدينتيم باستردادىا‪ .‬تيتميف‪ :‬تاريخ روما العتيقة‪ ،‬ج‪( ،2‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬تع‪ :‬المصطفى الحميامو‪،‬‬
‫(دت)‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ -5‬مختار السويقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 10‬‬
‫‪20‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وضيع من الشرق عمى غزو ببلدنا ‪ ،"...‬وعميو فمانيتون لم يشير إلى األصل الجنسي والمكان‬

‫األصمي الذؼ جاء منو اليكسوس‪.1‬‬

‫وعميو مزال أصل اليكسوس الجنسي مشكمة قائمة والرأؼ المقبول نسبيا ىو أن ىجرة‬

‫اليكسوس إلى مصر كانت ذات صمة بتحركات شعوبية كبيرة ىاجرت تباعا من سيوب أواسط‬

‫أسيا‪ ،‬تحت ضغط ظروف طبيعية أو بشرية مجيولة منذ أوائل األلف الثاني قبل الميبلد ثم‬

‫تدفقت عمى فترات متقطعة طويمة إلى شرق أوروبا من ناحية‪ ،‬والى األناضول وأراضي اليبلل‬

‫الخصيب‪ ،2‬من ناحية أخرػ‪ ،‬واختمفت وسائل تحركاتيم‪ ،‬ونتائج ىجراتيم من عيد إلى عيد‬

‫ومن ارض إلى ارض كما اختمفت األسماء التي عرفيا التاريخ بيا باختبلف الظروف واختبلف‬

‫األسماء التي عبر بيا أىميا عن أنفسيم أو عبر بيا عنيم أىل الببلد التي دخموىا‪.‬‬

‫فقد عرفيم بعض المؤرخين باسم عام وىو اسم اآلريين اواليندوآريين‪ 3‬وعرفتيم ببلد‬

‫‪1‬‬
‫‪- Flavius josephusus: ouvres complètes, tradouit, par j a c buchon, auguste desrez, imprimeur,‬‬
‫‪editeur. Paris.‬‬
‫‪ -2‬اليبلل الخصيب‪ :‬ويطابق اسم ببلد الرافدين ‪،‬العراق الذؼ يشكل مع سورية القديمة وفمسطين ووادؼ النيل ما دعاه برستد‬
‫اليبلل الخصيب‪ .‬دمحم حرب فرزات‪ ،‬عبد مرعي ‪ :‬دول وحضارات الشرق العربي القديم ‪،‬ط‪ ،1‬دار طبلس لنشر‪،2994 ،‬‬
‫ص‪.271‬‬
‫‪ -3‬اليندواريين‪ :‬ىم جماعات من الشعوب اليندوأوربية المذين ىاجروا إلى الشرق دارت حول بحر القزوين وعبرت القوقاز ثم‬
‫وصمت إلى منفى الفرات واختمطت بالحوريين‪ ،‬وقد خرجت من ىذه الجماعات بعض العناصر المحاربة‪ ،‬إلى جبال زقاروس‬
‫واخترقتيا جنوبا وبدأت ىذه الجماعات في المنطقة كأقمية نشطة سرعان ما طغى نفوذىا عمى سكانيا األصميين وىم الكاشيين‬
‫وامتصتيم وىذه المجموعة الشرقية كميا عرفت باليند أوروبية‪ .‬أبو المحاسن عصفور‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪22‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫النيرين باسم الكاشيين‪ ،1‬وعرفتيم شواطئ الفرات العميا والمناطق السورية الشمالية الشرقية باسم‬

‫الحوريين أو الخوريين وسمكتيم بعض مصادر اإلغريق في تسمية اآلخيين‪ ،‬وعرفتيم المصادر‬

‫المصرية باسم حقاوخاسوت الذؼ تحرف إلى اليكسوس‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أصل التسمية‬

‫اتفق المؤرخون عمى أن لفظة اليكسوس ال تعبر عن شعب محدد بقدر ما عبرت عن‬

‫صفة لمجموعة من الحكام‪ ،‬أطمق عمييم المصريون لقب "حقاوخاسوت" بمعنى الحكام األجانب‬

‫وحرفيا تعني الببلد الجبمية‪.3‬‬

‫وقد عرف مانيتون تسمية اليكسوس بأنيا مكونة من كممتين "ىيك" تعني في المغة‬

‫المقدسة ممك أما كممة "سوس" تعني في المغة العامية راعي والتي تعني المموك الرعاة‪،4‬‬

‫وترجميا يوسيفوسفبلفيوس بمعنى األسرػ الرعاة ووصل بينيم وبين العبرانيين وافترض أن النبي‬

‫يوسف دخل مصر في عيدىم‪ ،5‬ورغم انو أنزليم في التسمية من مموك إلى أسرػ‪ ،‬إال انو أراد‬

‫أن يدل عمى قدم العرق الييود أال وان ىناك شك كبير حيث إن الييود لم يعرف ليم تاريخ‬

‫مؤكد أال بعد قرون من ىذا األمر‪.‬‬

‫‪ -1‬الكاشيون‪ :‬من شعوب الشرق الجبمية لغتيم آرية عاشوا في بابل وتغمغموا في المجتمع البابمي سمميا‪ .‬أبو المحاسن عصفور‪:‬‬
‫المرجع السابق‪ ، ،‬ص‪. 271‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 179‬‬
‫‪ -3‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -4‬سمير أديب‪ :‬موسوعة الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار العربي لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،1000 ،‬ص‪.836‬‬
‫‪ -5‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪21‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولم يقصد المصريون من المصطمحات التي دلوا بيا عن اليكسوس حقاوخاسوت‪ ،‬وعاموا‪،‬‬

‫عن قومية معينة بقدر ما عبروا بو عن صفات البربرية واألجنبية والقبمية بوجو عام‪.1‬‬

‫كما سماىم المصريون باسم "منتيوساتت" وكانوا يطمقونو عمى القبائل البدوية التي كانت‬

‫تجوب الصحراء الشرقية وسيناء وىم ساميون‪ ،‬كما سموىم "شاسو" وىي القبائل المقيمة في‬

‫الصحراء جنوب فمسطين وكممة "شاسو" تعني رعاة‪.2‬‬

‫كذلك اإلغريق بدورىم أطمق عمييم اسم "اليكسوس"‪.‬‬

‫كما أطمقت النصوص المصرية عمى األسيويين مترادفات أخرػ أشيرىا تنو وعاموا‪،3‬‬

‫بمعنى أنيم من الشعوب األسيوية‪ ،4‬كما أن ىناك بعض الباحثين حاولوا إرجاع األصل المغوؼ‬

‫لكممة ىكسوس ألصل سامي أو آرؼ غير أن األبحاث المغوية أثبتت أن كممة "ىكسوس" ىي‬

‫تحريف لمكممتين المصريتين "حقاوخاسوت"‪ ،‬وىذا المقب ورد في بعض النصوص الييروغميفية‬

‫التي ترجع لعصور الدولتين القديمة والوسطى‪ ،‬حيث استخدمو المصريون القدماء لئلشارة إلى‬

‫األقوام األسيوية التي كانت تناوغ مصر من الناحية الشرقية وعميو فالمقب لو صفة عمومية‬

‫بالنسبة لؤلسيويين وال يعبر عن أصول عرقية معينة‪.5‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪. 179 178‬‬


‫‪ -2‬إسبلم طو عبد المطمب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 06‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -4‬مختار السويقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 29‬‬
‫‪ -5‬عبد الحميم نور الدين‪ :‬كفاح شعب مصر ضد اليكسوس‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪. 12‬‬
‫‪23‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األوضاع العامة لمصر قبيل دخول الهكسوس‬

‫المطلب األول‪ :‬األوضاع الداخلية‬

‫عرف التاريخ المصرؼ القديم عبر مساره التاريخي عمى مدػ القرون دورات عدة تراوحت‬

‫‪1‬‬
‫بين القمة والحضيض‪ ،‬لقد نشأت الدولة المصرية عمى يد الممك مينا مؤسس األسرة األولى‬

‫عام ‪ 0033‬ق‪.‬م‪ ،‬وقد ارتقت ىذه الدولة إلى قمة الحضارة في عصر الدولة القديمة‪ ،2‬وساد‬

‫عصر االضمحبلل‪ 3‬األول‪ ،‬ثم دار التاريخ دورتو وبمغت مصر مكانة حضارية تميزت بالقوة‬

‫والرخاء االقتصادؼ والفن االقتصادؼ والثقافي واألدبي‪ ،‬وكذلك تماسك المجتمع المصرؼ‬

‫وتحقيق مبدأ العدالة‪.‬‬

‫لكن ىذا الوضع لم يدم طويبل فبعد عيد الممك امنمحتب الثالث‪ ،4‬الذؼ جمع بين القوة‬

‫وحسن اإلدارة والحكم بين الناس بالعدل والسيطرة التامة عمى كافة أمور الدولة من مختمف‬

‫الجوانب الحضارية سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬وتولى الممك بعده ابنو امنمحتب الرابع‪ ،5‬ولم‬

‫يكن ذو كفاءة مثل أبيو‪ ،‬وقد دلت الشواىد التاريخية أن الحاكم المصمح القوؼ إذا ما خمفو‬

‫الضعيف سرعان ما تضطرب األوضاع وتعم الفوضى‪ ،‬وبعد امنمحتب الرابع إلى العرش إلى‬

‫‪ -1‬ىيرودوت‪ :‬ىيرودوت يتحدث عن مصر‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬دمحم صقر خفاجة‪ ،‬دار القمم‪ ،2966 ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ -2‬الدولة القديمة من األسرة الثالثة إلى األسرة السادسة‪ 1280-1690 ،‬ق‪.‬م‪ .‬ناصر األنصارؼ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -3‬عصر االضمحبلل األول‪ :‬من األسرة السابعة إلى األسرة السابعة عشر ‪ 1040 ،1282‬ق‪.‬م‪ .‬سمير أديب‪ :‬تاريخ الحضارة‬
‫المصرية القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪ ،‬القاىرة‪ ،2997 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -4‬أمنمحات الثالث‪ :‬حكم من سنة ‪1009‬ق‪.‬م حتى ‪ 2998‬ق‪.‬م‪ .‬األسرة الحادية عشر‪ .‬كارلوزيورد‪ :‬التاريخ المصور لمصر‬
‫القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬ابتسام دمحم عبد المجيد‪ ،‬مر‪ :‬دمحم ماىر طو‪ ،‬الييئة المصرية العامة‪ ،1009 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -5‬امنحتب الرابع ‪ 2997 :‬حتى ‪ ،2992‬ق‪.‬م‪ ،‬األسرة الحادية عشر‪ ،‬نفسو‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪24‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أختو‪ 1‬الممكة سبك نفرو‪ ،‬والتي جاءت بإقصاء الدولة الثانية عشر حوالي ‪ 7171‬ق‪.‬م أو ربما‬

‫يرجع ذلك إلى عدم وجود وريث‪ .2‬وزال حكم األسرة الثانية عشر واعتبرت سبك نفرو‪ 3‬أو سبك‬

‫نفرورع خاتمة ليذه األسرة‪ ،‬وىذا ما أجمعت عميو بردية تورين وقائمة مموك سقارة‪ 4‬ومانيتون‪،5‬‬

‫جاءت نياية الدولة في ظروف غامضة‪.‬‬

‫ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منيا‪:‬‬

‫ـ اعتماد أمنمحات األول عمى حكام األقاليم لتوطيد حكمو واعتبار حكمو بداية لعيد جديد‪،‬‬

‫باإلضافة إلى نبوءة نفرتي التي تقدمو في صورة المخمص وىذا يدل عمى انو يوجد صراع عمى‬

‫الحكم انتصر فيو أمنمحات األول عمى األسرة السابقة لو‪.‬‬

‫ـ نياية أمنمحات األول‪ 6‬الحزينة التي توضحيا قصة سنوىي‪ ،‬وكذلك نصائحو لولده‬

‫سنوسرت تدل عمى وجود نزاع عمى السمطة داخل األسرة الحاكمة‪.7‬‬

‫‪ -1‬مختار السويقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.25-5‬‬


‫‪ -2‬احمد أمين سميم‪ :‬دراسات في تاريخ الشرق األدنى القديم‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النيضة العربية‪ ،‬بيروت‪( ،‬دت)‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -3‬سبك نفرو‪ :‬حكمت من سنة ‪ 2789‬حتى ‪ 2786‬ق‪.‬م األسرة الثانية عشر‪.‬نفسو‪ ،‬ص‪. 39‬‬
‫‪ -4‬قائمة سقارة ‪ :‬عثر عمييا في مقبرة الكاىن تن رؼ في منطقة سقارة من عصر الممك رمسيس الثاني احد مموك األسرة‬
‫التاسعة عشر‪ ،‬وتوجد حاليا في المتحف المصرؼ‪ .‬عبلء الدين شاىين‪ :‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاىرة‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -5‬سير الن جاردنر‪ :‬مصر الفرعونية‪ ،‬تر‪ :‬ميخائيل إبراىيم‪( ،‬دط)‪ ،‬مر‪ :‬عبد المنعم أبو بكر‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪،‬‬
‫‪ ،2973‬ص‪.269‬‬
‫‪ -6‬أمنحات األول‪ :‬حكم من سنة ‪ 2992‬حتى ‪ 2961‬ق‪.‬م‪ ،‬األسرة الثانية عشر‪ .‬نيقوال جيرمان‪ :‬تاريخ مصر القديمة‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬تر‪ :‬ماىر جويجاتي‪ ،‬مر‪ :‬زكية طبوادة‪ ،‬القاىرة‪ ،2993 ،‬ص‪.500‬‬
‫‪ -7‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.5-4‬‬
‫‪25‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ـ التسمل األسيوؼ وانتشار األسيويين في الببلد بل وداخل منازل األغنياء كخدم ليم يدل‬

‫عمى أن مقاومة مموك األسرة الثانية عشر ليذا التسمل لم تكن ذات تأثير‪ ،‬ففي عصر سنوسرت‬

‫الثاني كان ىناك إلى جانب التسمل غير المشروع زيارات ودية يقوم بيا أقوام أسيويون‪ ،‬كما‬

‫توضح لنا مناظرة مقبرة خنوم حتت الثاني‪ ،‬حيث تقدم المناظر المنقوشة عمى جدرانيا ىؤالء‬

‫الوافدين يقودىم رئيس يدعى ايستا ويند‪ ،‬إن مقاومة ىذا التسمل األسيوؼ قد اتخذ مظير العنف‬

‫ومظاىر الود تارة أخرػ كما يتضح لنا من‪:‬‬

‫* تحصين الحدود الشمالية الشرقية‪.‬‬

‫* اختيار موقع العاصمة الجديدة "ايثتتاوػ" في مواجية الشمال الشرقي‪.‬‬

‫* الحمبلت العسكرية والزيارات الودية‪.‬‬

‫* زيادة نفوذ حكام األقاليم ابتداء من عصر "سنوسرت الثاني"‪ ،1‬مما انعكس بالخير عمى‬

‫أقاليميم من ناحية واضعف من نفوذ المموك من ناحية أخرػ‪.‬‬

‫* ظيور نصوص المعنة‪ 2‬النصوص السحرية والتي تنقش عمى األواني الفخارية الحمراء‬

‫أو عمى تماثيل صغيرة بدائية الصنع استخدم في الطقوس الدينية أو السحرية ليصب بيا الممك‬

‫أو من يقوم بيا المعنة عمى أعدائو أو عمى من يتوقع منيم العداوة‪ ،‬وردت عمييا أسماء أسيوية‬

‫منيا اسم أورشميم الذؼ يظير ألول مرة في ىدا العصر وكذلك أسماء أشخاص منيم األسيويين‬

‫‪ -1‬سنوسرت الثاني‪ 2895 :‬ق‪.‬م حتى سنة ‪ 2878‬ق‪.‬م‪ ،‬األسرة الثانية عشر‪ ،‬نيقوال جيرمان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.500‬‬
‫‪ -2‬نصوص المعنة‪ :‬ىي نصوص وتعاويذ دينية سحرية الغرض منيا إنزال المعنة‪ ،‬وقد شيدت اآلثار التي وجدت في مصر في‬
‫مناطق مختمفة عمى بعض الدمى واألواني الفخارية كتب عمييا أسماء أعداء مصر مقرونة بالمعنات ومن ثم يقوم صاحب‬
‫التعويذة بكسر الدمى واألواني الفخارية في احتفاالت دينية خاصة ووسط مراسيم وطقوس دينية سحرية اعتقادا بأن تحل المعنة‬
‫عمى أصحاب تمك األسماء‪ .‬سيتيند موسكاتي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪26‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫النوبيون والتحنو‪ 1‬وأيضا أسماء مصرية مما دل عمى تنوع جنسيات األعداء‪ ،‬وضعف قدرة‬

‫المموك المصريين في بداية األمر عمى المقاومة‪.2‬‬

‫وفي ظل ىذه الظروف والفوضى انتقل الحكم إلى األسرة الثالثة عشر وكان أول مموكيا‬

‫الممك سخم رع خوتاوػ‪ ،3‬وحينيا اجتاحت الفوضى واالضطراب والطمع العرش المصرؼ‪.4‬‬

‫وبيا انتقمت مقاليد الحكم إلى أيدؼ حاكمة جديدة حوالي الربع األول من القرن الثامن‬

‫عشر قبل الميبلد بطريقة غير معروفة‪ ،‬وتعاقب عمى عرشيا مموك وانساب مختمفة من بيوت‬

‫عدة‪ ،‬واختمفت العواصم فبعضيم فضل طيبة‪ 5‬عاصمة لو واآلخر فضل مدينة "ايثتتاوػ" ‪.6‬‬

‫ظمت وحدة الببلد قائمة في بداية ىذا العصر من الناحية الشكمية واستمرت األعمال‬

‫اإلدارية كأعمال تعداد السكان واحصائيات المواشي والعقارات تجرؼ في مكاتب اإلدارة المحمية‬

‫واإلقميمية كما ورثو عن األسرة السابقة ليم حدود جنوبية تمتد إلى ما بعد الشبلل الثاني عند‬

‫حصني سمنة وقمة حافظوا عنيا لمدة قصيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬التحنو‪ :‬يطمق لفع التحنو عمى أساس عرقي ال عمى أساس جغرافي‪ ،‬وتقع ببلدىم عمى الحدود الغربية المجاورة لدلتا‪ .‬ميا‬
‫عيساوؼ‪ :‬المجتمع الموبي في ببلد المغرب القديم‪ ،‬جامعة منتورؼ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬إشراف‪ :‬دمحم الصغير غانم‪ ،‬أطروحة الدكتوراه‪،‬‬
‫‪ ،2010.2009‬ص‪.202‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.179-178‬‬
‫‪ -3‬احمد حسن‪ :‬موسوعة تاريخ مصر‪ ،‬دار الشعب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ -4‬دمحم شفيق غربال وآخرون‪ :‬تاريخ الحضارة المصرية العصر الفرعوني‪ ،‬ج‪( ،2‬دط)‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫(دت)‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ -5‬مدينة طيبة‪ :‬ىي مدينة األقصر الحالية‪ ،‬أما كممة طيبة فيي تسمية إغريقية ظيرت أول مرة في قصائد ىوميروس‪ ،‬وقد‬
‫أطمق اإلغريق عمييا اسم طيبة عند ما الحظوا أنيا تتشابو مع المدينة اليونانية التي تمثل نفس االسم‪ ،‬وىناك من يعتبرىا‬
‫تحريفا لبلسم المصرؼ القديم رتاايب ت ويعني الحريم وذلك نسبة إلى حريم اإللو آمون‪ .‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.35‬‬
‫‪ -6‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪27‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما سجمت بردية من عيودىم بقاء ثبلثة عشر حصنا نشطة فييا دوريات مراقبة الوافدين‬

‫عبر الحدود‪ ،‬كما أن رسائل ىذه الحصون تفيد استتاب األمن عمى مناطق الحدود‪ ،‬لكنو‬

‫استتاب كاذب فما لبثت عيود النصف األول من ىذا العصر أن تخممتيا فترات اضطراب‬

‫داخمي غير معروفة تفاصيميا عكس ما دلت عميو بردية تورين‪ 1‬من قصر فترات حكم مموكيا‬

‫ومرور ست سنوات بغير ممك يعترف بو الجميع‪.2‬‬

‫فقد كانت فترة حكم مموك ىذه األسرة من سنة واحدة إلى ثبلث سنوات‪ ،‬لكن مع تردؼ‬

‫األوضاع بمغت فترة حكم المموك أحيانا يومين أو ثبلثة أيام فقط‪.3‬‬

‫كما أن الحكم لم ينتقل عن طريق الوراثة ولم تربط بين المموك صبلت قرابة وانما جمعت‬

‫بين عيودىم عوامل أخرػ‪ ،‬وذلك لقمة االستقرار وفساد اإلدارة وتفرق الكممة واضطراب حبل‬

‫الوالء في الداخل والخارج‪.‬‬

‫وقد ذكر مانيتون أن عدد مموك األسرة الثالثة عشر ستون ممكا حكموا ‪ 350‬سنو‪ ،‬أما‬

‫بردية تورين فقد ذكرت حوالي ستون اسما من غير ترتيب وحكم ثبلثة وعشرون منيم في اثنين‬

‫وخمسون سنة‪ ،‬وحسب األستاذ الن جردنر أن البردية كانت تتضمن نحو ‪ 773‬اسم من مموك‬

‫العصر ويوضح ىذا العدد الضخم حجم الضعف واالضطراب الذؼ شيدتو مصر إبان عيد‬

‫‪ -‬بردية تورين‪ :‬كتب عمى ورق البردؼ بالخط الييروطيقي تمتاز بأنيا أوردت بعض األسماء الممكية لم تذكرىا الحوليات‬ ‫‪1‬‬

‫األخرػ بدا من مينا حتى األسرة التاسعة عشر‪ .‬دمحم عمي سعد هل ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 174-173‬‬
‫‪ -3‬جيمس ىنرؼ برستد‪ :‬تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي‪ ،‬ط‪ ،1‬تر‪ :‬حسين كمال‪ ،‬مر‪ :‬دمحم حسنين الغمراوؼ‬
‫بك‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪ ،2996 ،‬ص‪.238‬‬

‫‪28‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الدولة الثالثة عشر كم قد وصل حكم المموك لدرجة كبيرة من البساطة وذلك لما ورد في اآلثار‬

‫فقد ذكرت لوحة الكرنك‪ 1‬اسم الممك سبك سخم انو تنازل عن حكم إقميم الكاب ألحد أقاربو‬

‫مقابل كمية من الذىب والثياب والحبوب‪.2‬‬

‫وقد ترتب عمى ضعف المموك تدخل الوزراء في سمطة الممك فيم من ينزعوىم ويضعوىم‬

‫عمى العرش ونتج عن ذلك تظمما إداريا‪ ،‬وىذا ما أثبتتو بردية البلىوت‪ 3‬وبوالق‪ ،4‬كما حرص‬

‫الوزراء عمى االحتفاظ بالممك لكن مع سمبو كل السمطة أو معظميا‪.‬‬

‫كما اثر ىذا الضعف عمى الجانب اإلدارؼ أيضا‪ ،‬فقد توقف تسجيل ارتفاع منسوب نير‬

‫النيل بداية من ثالث مموكيا "نفر حتب" األول‪ ،‬مما جعمنا نعتقد ببداية االضطراب الداخمي لكن‬

‫مع مبلحظة استمرار استغبلل مناجم الفيروز بسيناء‪ 5‬وفي ظل ىذه الظروف المضطربة‬

‫والتدخل األجنبي في الحكم فمم يعد المموك يأمنون بالبقاء عمى عروشيم لفترات طويمة‪ ،‬وليس‬

‫من المستبعد أن بعض المموك تزامنوا وتعاصروا‪ ،‬وذلك بحكم أن لكل منيم منطقة محدودة في‬

‫مصر‪ ،‬ويدعي انو الممك في منطقتو‪.6‬‬

‫‪ -1‬قائمة الكرنك‪ :‬دون عمييا قائمة في عيد الفرعون تحوتمس الثالث‪ ،‬عمى جدران حجر األجداد بمعبد الكرنك‪ ،‬موجود حاليا‬
‫بمتحف الموفر بيا اسم ‪ 61‬ممكا من األسرة األولى إلى الثامن وعشر وبداية ميمشة حتى األسرة الرابعة‪ ،‬دمحم عمي سعد هل‪:‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -2‬عادل السيد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -3‬بردية البلىوت‪ :‬عثر ع نيا في منطقة البلىوت مؤرخة من نياية األسرة الثانية عشر وبداية األسرة الثالثة عشر‪ ،‬وقد تنوعت‬
‫محتوياتيا‪ .‬زكية طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -4‬بردية بوالق‪ :‬عثر عمييا عام ‪2860‬م وترجع ىذه البردية إلى النصف األول من األسرة الثالثة عشر‪ ،‬وقد حررت بمعرفة‬
‫كاتب طيبي يدعى نفروحتب‪ .‬نفسو‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -5‬دمحم أبو المحاسن عصفور‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.240‬‬
‫‪ -6‬عادل السيد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪29‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وكذلك وجود مموك أسيويين أو موالين لؤلسيويين ضمن مموك األسرة الثالثة عشر فالممك‬

‫نحسى أؼ حبيب اإللو ست معبود أواريس‪ 1‬عاصمة مموكيم فانو ال شك في إن نفوذ اليكسوس‬

‫قد اخذ في الظيور منذ عيد ىذا الممك‪.2‬‬

‫وكذاك الممك اميني الذؼ وصف نفسو باألسيوؼ‪ ،‬وقد عثر لو عمى ىرم يد ىشور عام‬

‫‪ ،7551‬ويرجح انو ىو نفسو الممك السادس من ترتيب بردية تورين والمسمى نسح اميني‬

‫انيوتن‪ ،‬والمسمى أيضا باألسيوؼ بالقرب من قطنة بسوريا في عكا بفمسطين وبنى الممك اوسر‬

‫كا رع خنجرؼ ىرما صغي ار في سقارة كما يدل عميو اسم "خنجور"‪ ،‬انو غير مصرؼ األصل‪.‬‬

‫باإلضافة إلى قائمة بيا خمسة وأربعين ‪ 35‬اسم كتب عمى ظيرىا بردية "بروكمين"‬

‫المؤرخة من حكم سبك حتب الثالث وىي تحتوؼ عمى أسماء خدم أسيويين منيم رجال ونساء‬

‫وأطفال يعممون بأكمميم عند فرد واحد مما يدل عمى وجود األسيويين بكثرة داخل منازل األثرياء‬

‫بمصر‪.‬‬

‫كما يعتقد الكثير من عمماء المصريات أن الممك جد عتب رع دودؼ المذكور في بردية‬

‫"تورين" ىو الممك نفسو توتيمايوس الذؼ ذكر مانيتون أن بداية غزو اليكسوس لمصر حدث‬

‫في عيده إال أن دودؼ ىو آخر مموك األسرة الثالثة عشر ‪ 70‬فمن الجائز أن االحتبلل الذؼ‬

‫‪ -1‬أواريس‪ :‬اسميا المصرؼ حة وعرت اتجو رأؼ بعض العمماء أن موقعيا تانيس وتعرف حاليا باسم صان الحجر‪ ،‬ويرػ‬
‫جارن لرد عميسسوتانيس‪ ،‬حة وعرة ‪ 3‬مقاطعات متوازية لنفس المدينة وتبعا لمحفاءر الحديثة يرػ كثير من العمماء أن افاريس‬
‫تقع إلى الشرق من الصالحية بحوالي ‪ 15‬كمم شرقي الختاعنة‪ ،‬قنتير الحالية‪ .‬دمحم عمي سعد هل‪ :‬دراسات في تاريخ الشرق‬
‫األدنى القديم ومصر‪ ،‬ج‪( ،2‬دط)‪ ،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪ ،1002،‬ص‪.132‬‬
‫‪ -2‬أبو المحاسن عصفور‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.245‬‬
‫‪10‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعنيو مانيتون كان احتبلل منف و "ايثتتاوػ"‪ ،‬وكان ىذا إذن بسقوط النفوذ المصرؼ في الدلتا‬

‫ومصر الوسطى‪.1‬‬

‫وفي ظل ظروف ضعف وتشتت األسرة الثالثة عشر ‪ 70‬استغل أمراء منطقة سخا‬

‫فرصة الضعف واستقموا بأقاليميم متخذين من مدينة سخا بكفر الشيخ عاصمة ليم‪ ،‬ويذكر‬

‫مانيتون أن عدد مموك ىذه األسرة كان ستة وسبعون‪ 17‬حاكما حكموا مدة ‪ 773‬عاما‪ ،‬وتذكر‬

‫بردية تورين ‪ 07‬ممكا منيم وسقطت ىذه األسرة بعد نياية األسرة الثالثة عشر‪ 70‬ب‪ 03‬سنة‬

‫وىكذا تنازعت في مصر في ىذه الفترة مموك األسرة الثالثة عشر في الجنوب وأمراء سخا في‬

‫غرب الدلتا بينما كان اليكسوس في شرقيا وميد ذلك لميكسوس أن يقضوا عنيم‪.2‬‬

‫فقد بدأ تسمميم حسب بعض المؤرخين في منتصف األسرة الثانية عشر‪ 70‬ومنتصف‬

‫األسرة الثالثة عشر‪ ،70‬واستمر ذلك من عام ‪ 7103‬إلى عام ‪ 7133‬ق‪.‬م استنادا لموح األثرؼ‬

‫المعروف بموح األربعمائة‪ 3‬الذؼ سمي نسبة لبلحتفال الذؼ أقيم بذكرػ تأسيس معبد اإللو ست‬

‫في أفاريس الذؼ رأػ فيو اليكسوس أن ىذا اإللو المحمي ىو صورة من إالىيم األسيوؼ‬

‫المقدس" بعل أو يشوب" حسب الموح‪.‬‬

‫‪ -1‬زكية يوسف طبوزادة ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 9-7‬‬


‫‪ -2‬احمد أمين سميم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫‪ -3‬لوحة األربعمائة‪ :‬عثر عمييا عالم اآلثار الفرنسي ماريبت عام ‪2863‬م في صان الحجر "تانيس" في محافظة الشرقية ثم‬
‫اختفت وحاول بعد طمك من عالمي اآلثار بترؼ و با ارزنتي العثور عمييا ولكن دون جدوػ إلى أن عثر عمييا عالم اآلثار‬
‫الفرنسي مونتيو في ثبلثينيات القرن وىي مؤرخة بعيد الممك سيتي األول‪ .‬عبد الحميم نور الدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪12‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المعروف أن ىذا الموح قد أقيم في عيد رمسيس الثاني‪ ،‬وان ىذا الموح نسخة منقولة عن‬

‫لوح أقدم يعود إلى عيد الفرعون حور محب من األسرة ‪ 37‬حوالي ‪ 7003‬ق‪.‬م‪ ،‬ىذا يعني أن‬

‫الموح تأسس حوالي ‪ 7103‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫وعميو فقد دخل اليكسوس مصر وحكموا شمال الببلد بالتدريج وعمى مراحل واستغرق ىذا‬

‫الصرع حوالي‪ 37‬عاما ويزيد‪ ،‬حتى نجحوا في توطيد نفوذىم وجعموا واحد منيم ممك عمييم‬

‫يدعى ساليتس قمدوه من منف‪ ،‬ولما توطد ليم الحكم واخذوا الجزية من مصر السفمى‪ 1‬والعميا‪،2‬‬

‫وجعموا حاميات في معظم األماكن وامنوا الحدود الشرقية الميددة من األشوريين أعادوا تشييد‬

‫مدينة قديمة اواريس جعموا منيا عاصمة ليم بعد تحصينيا‪.3‬‬

‫وقد صور المؤرخ مانيتون أوضاع مصر أثناء دخول مصر نقمو عنو يوسيفوس الييودؼ‬

‫فقال في حديثو عن ممك ذكره باسم"توتيمايوس"وىو"ديدومسيو"وفي عيده الندرؼ كيف حل بنا‬

‫غضب الرب وفد غزاة من الشرق مجيولوا األصل إلى أرضنا دون توقع وكميم أمل في النصر‪،‬‬

‫فياجمونا عنوة واستولوا عمييا بسيولة وتغمبوا عمى حكاميا وحرقوا مدننا بوحشية وسووا المعابد‬

‫ألرباب باألرض وعامموا المواطنين بخشونة وفضاضة وذبحوا بعضيم واسترقوا بعض آخرون‬

‫وأطفاليم ‪."...‬‬

‫‪ -1‬السفمى‪ :‬يشمل األرض المنبسطة وليذا سميت مصر السفمى‪ .‬عبد الحميد ازيد‪ :‬مصر الخالدة‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫‪ ،2991‬ص‪.02‬‬
‫‪ -2‬مصر العميا‪ :‬يشمل األرض من أسوان حتى رأس الدلتا‪ .‬نفسو‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -3‬دمحم عمي سعد هل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 163-161‬‬
‫‪11‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وىذا النص يفيد في توضيح الوضع الذؼ آلت إليو مصر إبان دخول اليكسوس‪.1‬‬

‫كما أن ىذا الضعف لم يشمل الجانب السياسي فقط بل حتى الجوانب األخرػ‪ ،‬وعميو فقد‬

‫كان من نتائج ىذا الخبلف الذؼ ساد بين زعماء الببلد وفوضى دخول اليكسوس لمصر‪ ،‬إلى‬

‫دخول مصر لمرحمة انتقالية دامت من سنة ‪ 7103‬إلى سنة ‪ 7573‬ق‪.‬م‪.2‬‬

‫ومما لحق الجانب االقتصادؼ من تمك االضطرابات فقد شيد تدىو ار‪ ،‬فبعدما كان نظام‬

‫الرؼ ينفذ في أنحاء الببلد تحت إشراف ديوان الممك انعدم نظامو واضطربت أموره فقمت‬

‫المحاصيل والمصنوعات‪ ،‬ثم عمد حكام األقسام إلى استعمال الشدة والظمم مع قوميم ففرضوا‬

‫عمييم الضرائب والرسوم الباىظة‪ ،‬وجمعوا ليا بشدة وقسوة وأثقموا كاىميم بيا‪ ،‬فقد أثرت ىذه‬

‫اإلجراءات في نيضة الببلد ورخائيا االقتصادؼ الذؼ كان في رعاية بيت أمنمحات في مدػ‬

‫مائتي سنة تقريبا‪ ،3‬والدليل عمى الضعف االقتصادؼ عدم وجود أثار‪ ،‬فقد كانت أثارىم عبارة‬

‫عن تماثيل ومنشئات ليا قيمة صغيرة ولم يشيدوا المباني الضخمة التي تحتاج إلى مصاريف‬

‫مالية كبيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.177-176‬‬


‫‪ -2‬عبد الحميد زايد‪ :‬أثار المنيا‪ ،‬صورة عابرة في تاريخ مصر القديم‪( ،‬دط)‪ ،‬دار اليناء لطباعة‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ -3‬جيمس ىنرؼ برستد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫‪ -3‬مختار السويقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪13‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما كان أيضا ليذه األوضاع أثرىا الواضح في الجانب االجتماعي‪ ،‬فقد تفاقم التناحر‬

‫االجتماعي‪ ،‬وكان ذلك منذ الدولة الوسطى‪ ،‬حيث تطورت العبودية ولم يعد النببلء ىم فقط من‬

‫يممكون عبيد بل أيضا الموظفون الصغار وحتى من العامة يممكون عبيد‪.1‬‬

‫ولم يستفد الشعب المصرؼ عموما من تحسن وضع الدولة في بعض الفترات‪ ،‬وال من‬

‫الفرائض واإلتاوات الممكية؛ الن استقبلل السادة أثقل كاىميم‪ ،‬ونتج عن ىذا الوضع فق ار شديدا‬

‫لمفبلحين‪ ،‬فقد تحدثت أعمال العصر األدبية عن بؤسيم‪ ،‬وعن الجوع الذؼ يجوس حول أكواخ‬

‫الحراث‪ ،‬فالعمل المضني ال يكفي لتأمين حياة العامل فكل الناس تسطو عمى حقو وينتزعون‬

‫منو الحبوب التي يخصصيا لمسوق‪ ،‬ويصادرون شعيره‪ ،‬ويضربونو بدون رحمة‪ ،‬ويمنعونو من‬

‫االحتجاج‪ ،‬وان ذىب ليشكو االبتزاز واالغتصاب والقير ال يجد العدل في أؼ مكان حتى لدػ‬

‫الموظفين‪.‬‬

‫كما أن حالة الصناع والنساجين والحدادين لم تكن أىون حاال من الفبلحين‪ ،‬فقد كانت ليم‬

‫حياة ال راحة فييا بعمل ميمك باإلضافة إلى الجوع‪.2‬‬

‫كما ذكرت اإلشارة لممعاناة االجتماعية فقد دلت أثار مدينة الفيوم ‪ -‬قرب بحيرة موريس‬

‫في أنحاء كاحوم الحالية‪ -‬عن حي فقير سكنو صغار الحانوتيين والصناع وباقي الكادحين‪ ،‬فقد‬

‫كانوا يأوون إلى األكواخ الترابية‪ ،‬حيث يعيشون في اكتظاظ‪ ،‬أما األحياء المجاورة فمخصصة‬

‫لمكينة والموظفين تضم عمارات من ‪ 13-53‬غرفة وسط حقول واسعة مزروعة عمى األرجح‬

‫‪ -1‬مختار السويقي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪ -2‬دياكوف و س كوناليف‪ :‬الحضارات القديمة‪،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،2‬تر‪ :‬نسيم وكيم اليازجي‪ ،‬دار عبلء الدين‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪ ،1000 ،‬ص‬
‫ص‪. 234-233‬‬
‫‪14‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالكروم واألشجار المثمرة‪ ،‬فظيور عدد ضخم من الصناع في المدن سببو فقر الفبلحين المذين‬

‫غادروا الريف بحثا عن العمل‪ ،‬وحي األغنياء في "كاحوم" كان منعزال عن حي العمال‪ ،‬وكان‬

‫محميا بسرية عسكرية قوية‪.‬‬

‫كما أن الموظفين وكذلك العمال المذين يرافقون مبلحظي ومراقبي ورشات الممك والسادة‬

‫كانوا أحسن حاال من غيرىم من العمال البسطاء والمزارعين والحرفيين وغيرىم‪ ،1‬وعميو فيذا‬

‫الوضع يدل عمى وجود الطبقية في المجتمع‪ ،‬كما انو ينم عن عدم تحقيق العدالة االجتماعية‬

‫بين ىذه الطبقات‪ ،2‬وقد كان المنفذون في السمطة يخشون من تمرد الفبلحين المضطيدين‬

‫والصناع والعبيد فقد عمموا خطورة الوضع خاصة وان سمطة الفرعون اإلليية والخوف من اإللو‬

‫بالذات قد ضعفت‪ ،‬كما أن الكينة أيضا يعيشون من عمل الفبلحين المقيورين والعبيد‬

‫والضرائب العالية التي تيدر عمى المعابد‪ ،‬ولما نقول نقص الخوف من اآللية يعني ضعف‬

‫الوالء والطاعة لممعبود‪.‬‬

‫وعميو فقد أفضى ىذا الضنك والتوتر واالضطرابات انتفاضة الفبلحين في منتصف القرن‬

‫الـ ‪ 77‬ق‪.‬م فقد عاشت مصر فترة تمرد وحروب داخمية دامت قرابة ثمانون ‪ 73‬سنة‬

‫‪ -1‬دياكوف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.234‬‬


‫‪ -2‬احمد أمين سميم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.47-44‬‬
‫‪15‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫غامضة لم نصل إلى معمومات موثقة حول ىذا الموضوع ‪ ،1‬وكل ىذه األوضاع سيمت‬

‫لميكسوس ميمة السيطرة عمى مصر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األوضاع والعالقات الخارجية‬

‫أما العوامل الخارجية فقد تمثمت في قوة ضغط القبائل عمى بعضيا البعض صوب‬

‫المناطق المتاخمة والبلصقة بيا‪.2‬‬

‫فقد كانت ببلد جنوب شرقي البحر المتوسط تعاني من عدم االستقرار والغزو األجنبي‪.‬‬

‫فمنذ سنة ‪ 0333‬ق‪.‬م تقريبا بدأت الشعوب اليندوأوروبية‪ 3‬تأتي من الشمال الشرقي من‬

‫مواطنيم األصمية في أواسط أسيا الصغرػ‪ ،‬لتستقر في العراق وسوريا ومن خبلل وثائق مدينة‬

‫مارؼ السورية عمى حدود العراق بينت لنا ما ترتب عمى ىذه اليجرات من اضطراب في تمك‬

‫الببلد والواليات فاستول الكاشيون عمى الجزء الشرقي من مممكة بابل وأسسوا دولتيم‪ ،‬كما‬

‫استولى الحيثيون المذين عرفوا فيما بعد باسم الحيثيون عمى أسيا الصغرػ واستقر "الحوريون" أو‬

‫"الخوريون" في سوريا الشمالية الشرقية وشواطئ الفرات فكان طبيعي أمام ىذا االندفاع أن‬

‫يحاول الساميون اإلقامة في ببلد كنعان جنوبا وقد تبعيم مجموعات قميمة من اآلراميين‪ ،‬وفي‬

‫نياية المطاف جاءت ىذه الموجات لتستقر في الدلتا‪.4‬‬

‫‪ -1‬دياكوف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.231‬‬


‫‪ -2‬عادل السيد عبد العزيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -3‬اليندواوروبية‪ :‬كانت ىجراتيم في خبلل األلف الثانية قبل الميبلد من موطنيم األصمي الذؼ كان عمى األرجح في السيول‬
‫األوروروسية جنوب روسيا‪ ،‬وقد تفرعت ىذه اليجرات إلى شعبتين غربية دارت حول بحر األسود وعبرت بوسفور ثم وصمت‬
‫إلى أسيا الصغرػ ويطمق عمييم اسم اليندواوروبيين‪ .‬دمحم أبو المحاسن عصفور‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ -4‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪16‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقد تمتعت ىذه القبائل بقوة حربية متمثمة في السبلح والعربات والخيول‪ ،‬لم تكن تممكيا‬

‫مصر من قبل أو تحسن استعماالىا حتى وان وجدت‪ ،‬باإلضافة إلى ما تمتعت بو ىذه الشعوب‬

‫من روح قتالية عالية‪.1‬‬

‫ورغم ىذا فقد دخموا في صورة ىجرات بسبب عامل القحط والجفاف التي أصابت مناطق‬

‫وجودىم في شرق الدلتا أول مرة‪ ،‬ثم توغموا في وادؼ النيل وسيطروا عميو‪ ،2‬وكان المصريين‬

‫يعانون الفوضى واالضطراب‪ ،‬ورغم ذلك فقد كانت ىناك مقاومة ودلت عمى ذلك اآلثار‬

‫المصرية‪ ،‬فقد عثر عمى جبانة واسعة قرب كوم لحصن غرب الدلتا والتي تشير عمى أن‬

‫أصحابيا وىم حكام األسرة الرابعة عشر‪ ،73‬دفنوىم في حالة حرب ونضال بكامل أسمحتيم‪،‬‬

‫وبما وجدوا معيم من أدوات حربية كثيرة تدل عمى المقاومة‪ ،‬لتكن رغم ىذا فقد استطاع‬

‫اليكسوس التفوق والنصر‪ ،‬وىذا لما كان ليم من تفوق عسكرؼ عمى المصريين‪ .‬فقد أسسوا‬

‫عاصمتيم في الدلتا الشرقية عرفت باسم أواريس‪.3‬‬

‫كما أن العبلقات المصرية القديمة كانت قائمة مع المناطق التي تعيش بيا ىذه الشعوب‪،‬‬

‫وربما كان ليا الدور أيضا في االتجاه صوب مصر‪.4‬‬

‫فقد كانت سياسة عصر األسرة الثانية عشر‪ 70‬عمى أساس تغميب العبلقات الودية مع‬

‫الدول المجاورة في الشام والعراق وجزر بحر ايجا واتخاذ الصبلت التجارية معيا سبيبل إلى‬

‫‪ -1‬عادل السيد عبد العزيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.5‬‬


‫‪ -2‬مياب درويش‪ :‬صفحة مصرية‪( ،‬دط)‪ ،‬ارئد التحرير عبد الحميم نور الدين‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬سقنن رع‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -3‬عادل السيد عبد العزيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ -4‬نيقوال جرمان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 169‬‬
‫‪17‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التأثير الحضارؼ وامتداد الحدود في الغرب والجنوب إلى الصحراء الغربية والنوبة تمك األخيرة‬

‫التي ضميا سنوسرت الثاني وقاد بنفسو الجيش الييا كل ذلك مع إيثار السبلم المسمح القائم‬

‫عمى التحصين واليقظة‪.‬‬

‫وكما يوضح لنا نقش ورد عمى جدران إحدػ مقابر"بني حسن" يمثل وفدا جاء من أسيا‬

‫يتألف من ‪ 01‬شخصا من البدو الساميين ‪،‬بين رجال ونساء وأطفال‪ ،‬ارتدوا مبلبس صوفية‬

‫مزركشة‪ ،‬وترك الرجال لحاىم‪ ،‬وأسدل النساء شعورىن‪ ،‬وجمبوا معيم الحمير التي حمموىا‬

‫باليدايا لحاكم منطقة بني حسن‪ ،‬وتقدميم رئيسيم يطمب إليو اإلذن لو ولجماعتو باإلقامة في‬

‫مصر والتجارة معو‪ ،‬السيما في الكحل والروائح العطرية التي كان المصريين يستعممونيا بكثرة‬

‫أن ذاك‪.1‬‬

‫ومما يبدو أن االتصال بسوريا العميا وبيبموس كان نشيطا وقائما عمى الصداقة‪ ،‬وقد‬

‫تساءل بعض العمماء عما أن كانت فينيقيا قد اديرت في تمك الفترة بواسطة حاكم مصرؼ‪.‬‬

‫كذلك الحال مع أىل الشام غير أن العبلقات كانت قد أكدتيا اآلثار المكتشفة وبينت عمق‬

‫الصبلت بينيا‪ ،‬فقد عثر في نواحي فمسطين وسوريا عمى أواني وجعارين وأختام نقشت بأسماء‬

‫أفراد مصريين ترددوا عمى ببلد الشام وتعامموا مع أىميا‪ ،‬وكان منيم رسبل من الببلط الفرعوني‬

‫وحكام أقاليم وافرد عاديون لعميم تجار لحسابيم الخاص‪ ،‬وىناك تجار لحساب الدولة‪ ،‬وتوالت‬

‫‪ -1‬إبراىيم نمير سيف الدين وآخرون‪ :‬مصر في العصور القديمة‪ ،‬ط‪ ،1‬تر‪ :‬دمحم شفيق غربال‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪( ،‬دت)‪،‬‬
‫ص‪.265‬‬
‫‪18‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إىداءات المموك المصريين إلى أمراء الشام الموالين ليم مقابل ما يتمقونو من ىدايا ومنيا أوان‬

‫من حجر السبخ األسود البلمع ذو حواف مذىبة أىديت إلى احد أمراء جبيل‪.1‬‬

‫كما وجدت عبل قات مع ببلد الرافدين فقد عثر عمى تماثيل ذات طراز بابمي ومصنوعات‬

‫ذات طراز إيجي مما أكد العمماء عمى وجود عبلقة بين كريت ومصر‪ ,‬وىناك من يؤكد عمى أن‬

‫العبلقة كانت قائمة عن طريق فينيقيا وليس عن طريق السواحل المصرية مباشرة‪ ،‬وكذلك عثر‬

‫في منطقة "ىوارة" ومناطق مصرية متفرقة عمى أختام و أواني ذات زخارف تعود لمحضارة‬

‫الكريتية المنوية الثانية‪ ,‬كما عثر عمى مصنوعات مصرية متنوعة وتماثيل بنقوش مصرية في‬

‫عواصم جزيرة كريت‪.2‬‬

‫ونتيجة ليذا االضطراب وتدفق اليجرات‪ ,‬أقامت مصر عدة تحصينات قوية‪ ،‬حيث وجدت‬

‫ىناك منطقة محصنة تحصينا منيعا ضد غارات الزنوج‪ ,‬دفعت أماميا جماعات سودانية واىم‬

‫تمك التحصينات تحصين سمنة وقمة وبوىن‪ ،‬وأقيم حصنا سمنة وقمة عمى ضفتي النير عند‬

‫أضيق موضع فيو‪ ،‬وكانت تمك الحصون مشيدة من الطوب المبن‪ 3‬فوق قواعد متينة من الحجر‪،‬‬

‫وبداخميا ثكنات الجنود ومستودعات ودور عبادة ‪.4‬‬

‫ويرجع إنشاء الحصون إلى أمنمحات األول‪ ،‬والتي امتدت إلى الحدود الشرقية والشمالية‬

‫الشرقية وسميت "بأسوار الوالي"‪ ،‬إذ كان البدو الساميين بالنسبة لممصريين جيرانا مزعجين‪،‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.293‬‬


‫‪ -2‬نفسو‪ ،‬ص ص ‪.297-293‬‬
‫‪ -3‬المبن‪ :‬ينتج عن خمط الطين بالرمل أو التبن ليقوػ تماسكو‪ .‬رمضان عبده‪ :‬حضارة مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تق‪ :‬زاىي‬
‫حورس‪ ،‬مطابع المجمس األعمى لآلثار‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -4‬رمضان عبده‪ :‬تاريخ مصر القديم‪ ،‬ج ‪( ،2‬دط)‪ ،‬دار النيضة الشرق‪ ،‬القاىرة‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.678‬‬
‫‪19‬‬
‫الهكسوس قبيل استيالئهم على مصر‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولكن دون أن يكونوا خطيرين‪ ،‬وكان اليدف عمى ما يبدو من إقامة جدار األمير أو أسوار‬

‫الوالي عبر برزخ السويس‪ ،‬ىو أن يحول إلى منع قدوم البدو السبلبين فتشرب قطعانيم من ماء‬

‫النيل وجاء غزو اليكسوس ليثبت أن ىذا االحتياط كان غير كاف‪ ،‬وشرعت أسيا القوية تيدد‬

‫من اآلن فصاعدا أبواب مصر‪.1‬‬

‫وعمى األرجح حين ترفع الحصون تكون نتيجة لمضعف أو لوجود إخطار ميددة لمدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬جان فيركتيز‪ :‬مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬ماىر جويجاتي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاىرة‪ ،2991 ،‬ص‪.204‬‬
‫‪30‬‬
‫انفصم انثاني‬

‫املظاهر احلضارية ملصر خالل حكم‬

‫اهلكسىس‬

‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬املظهر انسياسي وانعسكري‬

‫‪ ‬املبحث انثاني‪ :‬املظهر االقتصادي واالجتماعي‬

‫‪ ‬املبحث انثانث‪ :‬املظهر انثقايف وانديين‬


‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬

‫المبحث األول‪ :‬الجانب السياسي والعسكري‬

‫المطلب األول‪ :‬الجانب السياسي‬

‫جاء استيبلء اليكسوس عمى الحكـ في مصر شماؿ الببلد‪ ،1‬بالتدريج وعمى مراحل فقد‬

‫ووطدت أقداميـ في"فرعشة" و"تل الصحابة" عند مخرج وادؼ الطميبلت وفي بوباستسو أنشاص‬

‫وفي تل الييودية عمى مسافة عشريف ‪ 32‬كيمومتر شماؿ ىيموبوليس‪ ،‬واستغرؽ ىذا الزحف‬

‫حواؿ‪ 54‬أو‪ 42‬يوما لينتيي عاـ ‪ 5764‬ؽ‪.‬ـ في عيد الممؾ ديدومسيو األوؿ‪ ،‬احد مموؾ األسرة‬

‫الثالثة عشر‪ 52‬اذ أف ىذا الممؾ ىو نفسو توتيمايوس الذؼ ذكره مانيتوف‪ ،‬يمكف القوؿ أف‬

‫اليكسوس قد تمت ليـ السيطرة عمى مصر في عيده‪ ،‬كما نرجع صحة تطابق االسميف‬

‫ديدومسيو وتوتيمايوس؛ ألف اآلثار في طيبة والدير البحرؼ والجبميف تبيف أف آخر مموؾ األسرة‬

‫الثالثة عشر‪ 52‬وىو ديدومسيو‪ ،‬وعميو فاف دخوؿ اليكسوس كاف عمى عيده ومع ذلؾ ال يمكف‬

‫القوؿ باف نياية حكمو قد وضعت نياية لؤلسرة الثالثة عشر‪ ،52‬بل بقية السمطة في يد حمفائو‬

‫لكنيا انحصرت في إطار محمي وسرعاف ما اختفت بشكل نيائي سنة ‪ 5722‬ؽ‪.‬ـ‪.2‬‬

‫‪ -1‬سمير أديب‪ :‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪ ،‬ص‪.555‬‬


‫‪ -2‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 355‬‬
‫‪23‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فقد حكـ اليكسوس شرؽ الدلتا‪ ،1‬تاركيف الجزء الغربي مف مصر ألسرة مصرية تحكميا ‪،‬‬

‫كما أنيـ لـ يستطيعوا أف يحتموا الصعيد كمو‪ ،‬وانما اضطروا إلى أف يتركوا الجزء األعمى منو‬

‫ألم ارء مصرييف يحكمونو عمى شرط الوالء‪ ،‬وىكذا استقر ىؤالء الغزاة بمصر‪ 2‬بعدما عينوا واحدا‬

‫منيـ يدعى ساليتيس أو الوليد ابف دومج‪ ،3‬قمدوه في منف ألخذ الجزية مف مصر العميا ومصر‬

‫السفمى وجعل حاميات في معظـ األماكف وامف حدوده الشرقية التي كانت ميددة مف اآلشورييف‬

‫ثـ أعادوا تشييد مدينة قديمة أطمقوا عمييا أواريس أو أفاريس‪ ،‬والتي أصبحت عاصمتيـ في‬

‫شرؽ الدلتا ‪ ،4‬وربما يرجع السبب في اختيار اليكسوس لمصر كونيا قريبة مف أسيا التي كانت‬

‫تحت حكميـ ‪ ،5‬أو يرجع السبب في ذلؾ ألسباب دينية ‪ .6‬إذ أسست مدينة أواريس سنة ‪5622‬‬

‫ؽ‪.‬ـ تقريبا بعد انتياء األسرة الثالثة عشر بمائة وخمسيف سنة ‪ ،542‬ويحتمل أف مموؾ األسرة‬

‫الثالثة عشر أوقف زحف اليكسوس‪ ،‬وانقضت فترة طويمة والدلتا خاضعة لسيطرة مشتركة لكل‬

‫مف اليكسوس والمصرييف المذيف احتفظوا فييا بقدر مف السمطة السياسية‪ ،‬أما العبلقة بيف‬

‫‪ -1‬الدلتا‪ :‬ىي مثل شجرة استخدـ ىذا التعبير أفبلطوف وجعل الدلتا في قمة المثمث وتمثل اثنيف مف أضبلع ىذا المثمث‬
‫والقاعدة يمثميا جزء مف الساحل ‪Strabon: geographie de strabon ,tradouit par amedee ,tradouitlibrarie ..‬‬
‫‪de L hachette ,paris 1865‬‬
‫‪ -2‬دمحم شفيق غرباؿ وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.535‬‬
‫‪ -3‬أسامة حسف‪ :‬مصر الفرعونية‪ ،‬دار األمل‪ ،5991 ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -4‬نجوػ جماؿ الدور السياسي و الحضارؼ لمصر الفرعونية‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬لبناف‪ ،3255 ،‬ص ص ‪-547‬‬
‫‪. 546‬‬
‫‪ -5‬دمحم عبد الواحد حجازؼ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -6‬احمد حسف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪22‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الطرفيف ال نعرفيا‪ ،‬ولكف ربما أف اليكسوس اكتفوا بفرض الضرائب واإلتاوات وانصرافيـ عف‬

‫الشؤوف اإلدارية في حيف كانت الحكومة المصرية اضعف مف أف تتصدػ ليـ‪.1‬‬

‫أما عف معاممتيـ لممصرييف عند دخوليـ مصر في شكل غزاة فقد وصفيا المؤرخ‬

‫يوسيفوس نقبل عف مانيتوف‪ :‬في عيد توتيمايوس ال اعرؼ كيف حمت بنا ضربة مف هللا وفجأة‬

‫تقدـ في ثقة بالنصر غزاة مف إقميـ الشرؽ‪ ،‬مف جنس غامض إلى أرضنا واستطاعوا بالقوة أف‬

‫يتممكوىا في سيولة دوف أف يضربوا ضربة واحدة‪ ،‬ولما تغمبوا عمى حكاـ األرض أحرقوا مدننا‬

‫بغير رحمة وقوضوا ارض معابد اآللية وعامموا المواطنيف بعدواف وقسوة فذبحوا بعضيـ وساقوا‬

‫زوجات آخريف وأطفاليـ إلى العبودية‪.2‬‬

‫فحسب ىذا النص أف اليكسوس عامموا المصرييف بعنف‪ ،‬لكف ربما ىذه الوحشية التي‬

‫ارتكبت مف جانب اليكسوس كاف سببيا ىو الحماس الديني ضد األلوىية أو الرغبة الجامحة‬

‫في التدمير أو أف ما حدث ىو شرعية الغزاة وسنة القوؼ عمى الضعيف‪ ،‬واف عمى الغزاة أف‬

‫يسمكوا طرؽ العنف وذلؾ حتى يتسنى ليـ اليدؼ وىو حكـ مصر‪ ،‬وىناؾ رأؼ آخر فقد اجمع‬

‫بعض المؤرخيف أف اليكسوس لـ يستعمموا العنف والقوة لما دخموا مصر‪ ،3‬واكتف ػوا‬

‫بفرض الجزية عمى المصرييف‪.4‬‬

‫‪ -1‬جاف فيركوتيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.525‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Flafiusjosephus :Op.cit.‬‬
‫‪ -3‬عادؿ السيد عبد العزيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ -4‬إبراىيـ سيف الديف وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪25‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لكف ربما الرأؼ األوؿ صحيح واف ىذا العنف كاف في المراحل األولى لدخوليـ‪ ،‬وذاؾ لما‬

‫عثر عميو مف أثار فقد عثر عمى جبانة واسعة قرب كوـ الحصف غرب الدلتا والتي تشير‬

‫عمى أصحابيا وىـ حكاـ األسرة ‪ 55‬دفنوا وىـ في حالة حرب ونضاؿ بكامل أسمحتيـ‪ ،‬وبما‬

‫وجد معيـ مف أدوات حربية كثيرة دليل عمى تمؾ المقاومة‪ ،‬لكف رغـ ذلؾ فقد استطاع اليكسوس‬

‫التفوؽ عمى المصرييف وكاف النصر حميفيـ وىذا راجع إلى التفوؽ في العدد والعدة الحربية‪.1‬‬

‫ويعتقد أف ساليتس المعروؼ باسـ "شيشي" أو "شارؾ" قد انطمق في حكمو مف "منف"‬

‫ليحكـ الببلد قرابة ‪ 35‬سنة وامتد سمطانو ليشمل الدلتا والوادؼ حتى الجبايف‪ ،‬كما سيطر عمى‬

‫دروب القوافل ليضمف وسائل االتصاؿ بحمفائو في النوبة ‪ ،2‬وقسمت اسر اليكسوس إلى ثبلث‬

‫اسر األسرة الخامسة عشر‪ 54‬والسادسة عشر‪ 57‬ثـ األسرة السابعة ‪ 56‬التي كانت معاصرة‬

‫لمموؾ طيبة ‪ ،3‬وقد حكـ مموؾ اليكسوس شماؿ الببلد ومموؾ طيبة جنوبيا‪.4‬‬

‫أما عف المموؾ المذيف تعاقبوا عف ىذه األسر فمف الصعب حصرىـ‪ ،‬ووفقا لتقسيـ‬

‫"مانيتوف" فاف األسرة الخػامسة عشر ضمػف ستة ‪ 7‬مموؾ‪ ،‬ذلؾ مػا أكدتػو لنػا لػوحة‪. 5‬‬

‫‪ -1‬عادؿ السيد عبد العزيز‪ :‬المرجع السابق‪ :‬ص‪.5‬‬


‫‪ -2‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.355‬‬
‫‪ -3‬جيمس بيكي‪ :‬اآلثار المصرية في وادؼ النيل‪ ،‬ج‪( ،5‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬لبيب حبش و شفيق فريد‪ ،‬مر‪ :‬دمحم جماؿ الديف مختار‪،‬‬
‫‪ ،5992‬ص‪.32‬‬
‫‪ -4‬سمير أديب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.529‬‬
‫‪ -5‬سمير أديب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.513‬‬
‫‪24‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫"سمفت"‪ .1‬واألسرة السادسة عشر ضمف اثنيف وثبلثيف ممكا ‪ ، 23‬ثـ األسرة السابعة عشر عدد‬

‫مموكيا ثبلثة وأربعيف ‪ 52‬ممكا‪.‬‬

‫أما بردية "توريف" فقد ذكرت ستة مموؾ يمكف أف يطمق عمييـ اسـ مموؾ اليكسوس‬

‫الكبار‪ ،2‬وىـ مموؾ األسرة الخامسة عشر‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة أخرػ مف المموؾ أطمق‬

‫عمييـ اليكسوس الصغار وىـ مموؾ ينتموف لؤلسرة السادسة عشر‪ ،‬وسموا بيذا االسـ ألنيـ لـ‬

‫يتمكنوا مف السيطرة عمى جميع أنحاء مصر‪.3‬‬

‫ويعد الممؾ "خياف" أعظـ مموؾ اليكسوس‪ ،‬وقد ورد اسمو عمى بردية توريف‪ ،‬وربما ىو‬

‫نفسو الممؾ "إيناس" الذؼ ورد اسمو في قائمة مانيتوف‪ ،‬وقد تمقب بألقاب ممكية مصرية ما يظير‬

‫التأثير المصرؼ عمى اليكسوس‪ ،‬إذ عثر لو عمى بعض اآلثار في الدلتا بوجو خاص ذؼ‬

‫الطابع المصرؼ‪ ،‬مف بينيا أجزاء مف تمثاؿ مف الجرانيت عثر عميو في "بوبسطة" وخاتـ‬

‫و"جعاريف" بمتحف "ليدف" بيولندا‪ ،‬كما وجد لو أيضا عمى حمية معمارية في الجبميف بمصر‬

‫العميا‪ ،‬وكذلؾ"بسوريا " و"فمسطيف" جزء مف إناء مف االبسدياف عثر عميو في "بوغازكوؼ"‪.4‬‬

‫‪ -1‬لوحة سمفت‪ :‬مف عصر متأخر مف الكينة مارسوا الوظائف الكينوتية مف األب إلى االبف ابتداء مف األسرة الحادية عشر‬
‫نصت عمى أ ف السابق الموزيس ىو يوبى الذؼ يتبع بدوره واحدا غبير معروؼ ىو شارؾ الذؼ كاف في المكاف السادس قبل‬
‫شارؾ نجد عقنف رع حميفا مباش ار لمممؾ بيبى ونفترض أف نقارف عقنف رع بابيبى‪ ،‬الف ابيبى تعني عظيـ وقوؼ وسقنف رع تعني‬
‫الجحش القوؼ‪ .‬وىذه الموحة تغطي كل عصر اليكسوس‪ .‬سير الف جيرنر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.515‬‬
‫‪ -2‬زكرياء رجب عبد المجيد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.362‬‬
‫‪ -3‬سمير أديب‪ :‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪ ،‬ص‪.553‬‬
‫‪ -4‬بوزغازكوؼ‪ :‬عاصمة األسيوييف بآسيا الصغرػ‪ .‬زكريا رجب عبد الحميد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.365‬‬
‫‪27‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما تـ العثور ببغداد عمى تمثاؿ صغير ألسد دوف عمى صدره اسـ الممؾ "خياف"‪،‬‬

‫إضافة إلى غطاء آنية متوسطة الحجـ مف المرمر في "كنوسوس" بجزيرة كريت‪.1‬‬

‫ونظ ار ليذه اآلثار المتفرقة التي عثر عمييا فقد افترض بعض المؤرخيف أف الممؾ "خياف"‬

‫أقاـ لنفسو إمبراطورية عالمية تضـ كل النواحي السالفة الذكر‪ ،‬ولكف ىذا الرأؼ مستبعد وربما‬

‫ىذه اآلثار تدؿ عمى العبلقات التجارية القائمة ‪2‬وقد عثر عمى أثار كثيرة تحمل أسماء ثبلثة مف‬

‫مموؾ اليكسوس باسـ "ايبي" يصعب ترتيب تعاقبيـ‪ ،‬فيناؾ الممؾ "ايبي عاقنف رع " الذؼ يغمب‬

‫عميو الضف انو صاحب أوؿ معركة مف سمسمة المعارؾ التي انتيت بطردىـ‪ ،‬ويبدو انو بني‬

‫معبد رممو في "اواريس"‪ ،‬وقد عثر لو عمى أثار عديدة في الدلتا منيا تمثاؿ مف "تانيس" تحمل‬

‫اسمو والقابو ومف بينيا "أمير الجيوش"‪ ،‬وجزء مف دعاء يحمل اسمو وجد في "منف"‪.‬‬

‫أما الممؾ "ايبي اوسر رع " فمف أثاره بقايا أدوات كتابية عثر عمييا بالفيوـ‪ ،‬ونعت انو‬

‫بطل الحرب‪ ،‬كما وجد إناء مف الجرانيت في قبر "امنمحتب األوؿ" بوادؼ المموؾ عميو اسمو‬

‫كما ذكر اسمو في بردية "رند"‪.‬‬

‫أما الممؾ الثالث مف ىذه المجموعة ىو "ايبي مبخبش رع" ومف أىـ أثاره خنجر مف‬

‫البرونز عميو نقوش متأثرة بالفف الكريتي‪ ،‬عثر عميو في قبر رجل يدعى "عبدوا سقارة"‪. 3‬‬

‫باإلضافة إلى أسماء مموؾ آخريف منيـ "خنزر‪ ،‬عاسع رع"‪.‬‬

‫‪ -1‬زكريا رجب عبد الحميد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 365-362‬‬


‫‪ -2‬سير الف جاردنر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.512‬‬
‫‪ -3‬زكريا رجب عبد الحميد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 363-365‬‬
‫‪26‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ومف الراجح أف ترتيب ىؤالء المموؾ زمنيا‪ ،‬أمر غير مؤكد ماعدا "ايبي الثالث" الذؼ‬

‫يعتبر يقينا آخر مموؾ اليكسوس بدليل انو كاف حاكما "اواريس" لما طردىـ منيا المصرييف‪.1‬‬

‫ولقد حصل ممؾ اليكسوس عمى شارات الممكية الفرعونية وعمى حقوؽ االمتياز وجميع‬

‫األلقاب الخاصة بالفرعوف المصرؼ‪ ،‬وربما خص بيذا المموؾ الكبار منيـ‪ ،2‬كما أنيـ انصيروا‬

‫في القالب المصرؼ السياسي بدال مف فرض اليياكل التنظيمية الحكومية الخاصة بيـ مع‬

‫احتفاظيـ بيويتيـ الثقافية التي تظير بوضوح في العمارة والقبلع وغيرىا‪ ،‬وعميو فقد تقبل‬

‫أكدت أف المصرييف‬ ‫السكاف استيطانيـ‪ ،‬وتوضح قائمة موظفي بردية "بروكميف" التي‬

‫واليكسوس تعايشوا في سبلـ ودوف صدمات‪ ،3‬واألكثر مف ذلؾ أف المصرييف أنفسيـ اندمجوا‬

‫معيـ وانصيرت بذلؾ الثقافتيف‪.4‬‬

‫لكف ىذا الوضع لـ يستمر كما أف فترة سيطرت اليكسوس عمى مجمل الببلد كانت قصيرة‬

‫األجل فسرعاف ما فقدوا السيطرة عمى مصر العميا ليقتصر سمطانيـ عمى الدلتا مما سيل عمى‬

‫المصرييف فيما بعد تحرير الببلد‪.5‬‬

‫كما استغل النوبيوف فترة اضمحبلؿ النظاـ الممكي المصرؼ‪ ،‬فقد ظمت مصر منقسمة إلى‬

‫أقساـ ففي الدلتا ومصر الوسطى كانتا تحت سمطة اليكسوس المباشرة‪ ،‬أما مصر العميا فكانت‬

‫‪ -1‬جاف فيركوتيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 525-522‬‬


‫‪ -2‬ىنرؼ برستد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -3‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.353‬‬
‫‪ -4‬كارلو ريو ردا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -5‬جاف فيركوتيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.523‬‬
‫‪21‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫خاضعة لتبعية األجنبي واف ظمت مستقمة مف الناحية العممية‪ ،‬وبذلؾ قد استعادت النوبة‬

‫حريتيا‪.2‬‬

‫وعميو فالببلد قسمت أواخر عيد اليكسوس إلى مممكة طيبة‪ ،‬مممكة اليكسوس‪ ،‬مممكة‬

‫النوبة‪ ،3‬وعميو عادت الفوضى أصبح الوضع مشابو لموضع القائـ إباف منتصف األسرة الثانية‬

‫عشر لما دخل اليكسوس مصر‪ ،‬فقد قامت في وجو ايبي األوؿ أسرة جديدة ظيرت في طيبة‬

‫منبثقة مف فرع مف فروع األسرة الثالثة عشر‪ ،‬وقد أسسيا رع حوتب‪ ،‬وتحدد بردية توريف خمسة‬

‫عشر ممكا ليذه األسرة‪ ،‬في حيف تحدد قائمة األجداد التي أقيمت في الكرنؾ عدد ىـ بتسعة‬

‫مموؾ‪ ،‬أما اآلثار بالعمائر بطيبة فقد ذكرت عشرة منيـ‪ ،‬كما عثر فييا عمى سبعة مقابر ليـ‪،‬‬

‫باإلضافة إلى ممؾ ثامف يرد ذكره في القوائـ الممكية‪ ،‬وحكـ ىؤالء أقاليـ الصعيد الثمانية األولى‬

‫لفترة دامت خمسة وسبعيف عاما‪ ،‬وىـ عمى التوالي‪ :‬رع حوتب وىو المؤسس كما ذكرت سابقا‬

‫وانتف الخامس‪ ،‬سوبؾ اـ ساؼ الثاني‪ ،‬منتوحتب السابع‪ ،‬نت أرػ األوؿ‪ ،‬انتف السابع‪،‬‬

‫نساخت اف رع تاعا االوؿ‪ ،‬سقنف رع‪ ،‬تاعا الثاني‪ ،4‬كامس وىذا حسب ما ورد في بردية‬

‫‪ 5abbolt‬ابوت‪.6‬‬

‫‪ -1‬النوبة‪ :‬وتسمى ببلد الذىب‪ .‬سبلمة موسى مصر أصل الحضارة‪( ،‬دط)‪ ،‬شركة كممات عربية‪ ،‬القاىرة‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -2‬جاف فيركوتيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.523‬‬
‫‪ -3‬احمد أميف سميـ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -4‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.352‬‬
‫‪ abbolt -5‬أبوت‪ :‬محفوظة بالمتحف البريطاني بمند ‪ ea 52335‬فييا أسماء مموؾ شممت مقابرىـ تحقيقات سرقات المقابر‬
‫الممكية تتضمف بعض أسماء مموؾ األسرة ‪ 56‬وىي ليست قائمة كاممة‪ .‬نفسو‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪ -6‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪29‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إما فيما يخص الييكمة اإلدارية كما ذكرت أف اليكسوس حافظوا عمى نفس األساليب‬

‫المصرية في الحكـ وكذا المناصب اإلدارية‪ ،‬فقد تمثل كبار الموظفيف في الوزير وىو أعمى‬

‫وظيفة في الدولة ويعتبر رئيس جياز الحكومة المركزية وىو يشرؼ عمى باقي الموظفيف‪.1‬‬

‫‪ -‬الكاىف وىو الذؼ يقف عمى شؤوف المعبد ويقوـ بالطقوس والشعائر الدينية المختمفة‬

‫‪ -‬الكاتب وىو الوحيد المسؤوؿ عف تسجيل كل ما يتـ مف أعماؿ أدارية داخل الببلد‬

‫وخارجيا‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المظهر العسكري‬

‫لقد عاش المصرؼ القديـ عمى ضفاؼ النيل أمنا مستق ار ولقد أضافت عميو الطبيعة مف‬

‫حولو اإلحساس باألماف‪ ،‬ولـ يعكر صفو ىذا اإلحساس سوػ بعض االضطرابات الداخمية التي‬

‫يعقبيا عودة األمور إلى نصابيا‪ ،‬وتمؾ المناوشات عمى الحدود ودفع شر الحمبلت التأديبية‪،‬‬

‫وكاف ىذا الشعور بالطمأنينة حجر الزاوية في النظاـ المصرؼ وأف مصر ال يمكف ألحد أف‬

‫يياجميا‪ ،‬كاف األمر الجديد في ىذا الحدث ىو احتبلؿ الببلد ألوؿ مرة في تاريخيا فػزاؿ الغزو‬

‫إحساس المصرؼ بالقوة النفسية واألمف الذؼ طالما تمتع بو في عصوره السابقة‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبلء الديف شاىيف‪ :‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،3227 ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ -2‬زاىي حواس‪ :‬مائة حقيقة مف حياة الفراعنة‪ ،‬مكتبة األسرة‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة‪ ،‬مصر‪ ،3252 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -3‬عادؿ السيد عبد العزيز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪52‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وعميو فمـ يكف لمصر في البداية (قبل دخوؿ اليكسوس ) جيش كبير موحد‪ ،‬فقد كاف‬

‫مكوف مف فرؽ عسكرية صغيرة‪ ،‬أحيانا كانوا يمجئوف إلى الجنود المرتزقة‪ ،1‬كما انو في البداية‬

‫ميمتو حراسة الحدود والقصر الممكي والحصوف‪.2‬‬

‫وعميو لـ يكف لمصر جيش منظـ بأتـ معنى الكممة‪ ،‬فكاف كل حاكـ إقميـ لو جيشو‬

‫الصغير الذؼ يدافع بو عف إقميمو‪ ،‬رغـ إف الدولة شيدت بعض األحداث العسكرية أىميا‬

‫المعارؾ ضد ببلد النوبة وضميا لمصر‪.‬‬

‫كما أف جنود الجيش المصرؼ استخدموا األسمحة التي كانت منذ القدـ كالعصي والرماح‬

‫والم ازريق والنشاب والحراب و النصل والدبوس والشاطور والبمطة والسكيف‪ ،3‬أؼ عمى عيد‬

‫الدولة القديمة إذ أضيفت ليا الخناجر والسيوؼ التي تتخذ شكل المناجل والتي أصبح يحمميا‬

‫مموؾ الدولة الحديثة فيما بعد‪.4‬‬

‫والدليل عمى الضعف الذؼ كاف يدب في الجيش المصرؼ أو الجياز العسكرؼ ككل‪ ،‬انو‬

‫لما دخل اليكسوس مصر ارىبوا المصرييف ولـ يجدوا مقاومة بأتـ معنى الكممة فقد تفوقوا عمييـ‬

‫في العدد والعدة وكذلؾ بداية المقاومة األولى التي ذكرىا بعض المؤرخيف وىي مقاومة‬

‫‪ -1‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬


‫‪ -2‬جيمس ىنرؼ برستد‪ :‬انتصار الحضارة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬احمد فخرؼ‪ ،‬تق‪ :‬ممدوح دمحم الدماضي‪ ،‬الييئة المصرية لمكتاب‪،‬‬
‫‪ ،3255‬ص‪.533‬‬
‫‪ -3‬ميخائيل شارويبؾ‪ :‬الكافي في تاريخ مصر القديـ‪ ،‬ج‪ ،5‬ط‪ ،3‬مر‪ :‬عبد النبي دمحم‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪،5191 ،‬‬
‫ص‪.355‬‬
‫‪ -4‬مياب درويش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 4-5‬‬
‫‪55‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اليكسوس بنصوص المعنة وعميو قد التجئوا إلى استعماؿ السحر لتخمص مف أعدائيـ‪ ،1‬في‬

‫حيف خصميـ كاف قويا باإلضافة إلى طابعيـ العسكرؼ‪ ،‬كما استعمموا أسمحة جديدة عف‬

‫‪2‬‬
‫المصرييف تمثمت في الحصاف والخيل والعجبلت الحربية والسيوؼ المصنوعة مف البرونز‬

‫واألقواس بعيدة المدػ‪ ،3‬والدروع المركبة المصنوعة مف طبقات الخشب ومف القروف واألوتار‬

‫الشديدة التي ترمي بالقوة وىي متطورة عف األقواس المصرية‪.4‬‬

‫وكاف طبيعي أف تدخل ىذه األسمحة في المنظومة العسكرية لمجيش المصرؼ‪ ،5‬وذلؾ بعد‬

‫ما أدرؾ المصرؼ ما لمقوة العسكرية مف أىمية كبرػ في حماية الوطف‪ ،‬وقد أقاـ اليكسوس‬

‫المعسكرات المحصنة وكانت أىـ أثارىـ عثر عمييا في مصر وفمسطيف وسوريا‪ ،‬حيث كانت‬

‫تقاـ فييا حاميات عسكرية وكانت ىذه الحصوف كبيرة الحجـ مستطيمة او مربعة التصميـ ‪،‬‬

‫بنيت مف المبف‪ ،‬ويبمغ طوؿ ضمع حصف تل الييودية جنوبي الدلتا‪ ،‬حوالي ‪ 234‬متر ويتراوح‬

‫ارتفاع سوره بيف ‪ 32‬و‪ 34‬متر‪.‬‬

‫وىناؾ بعض المؤرخيف مف يعتبر ىذا (دخوؿ األسمحة في المنظومة العسكرية) أف‬

‫اليكسوس أوؿ مف ادخموا الخيوؿ والعربات الحربية وصناعة األسمحة مف البرونز‪ ،‬وىذا تأثير‬

‫اليكسوس عمى المصرييف بحيث استفادوا مف األسمحة الجديدة ‪ ،‬وىناؾ رأؼ آخر يقوؿ بأف‬

‫المصرييف عرفوا صناعة البرونز منذ الدولة الوسطى‪ ،‬واف لـ يستخدموه لؤلسف في أسمحتيـ‪،‬‬

‫‪ -1‬عبلء الديف شاىيف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ -2‬محمود اميز‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 337‬‬
‫‪ -3‬كارلو ريو ردا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.312‬‬
‫‪ -5‬كارلو ريو ودا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪53‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما أنيـ عرفوا قبمو فكرة العجبلت أو اإلطا ارت المستديرة منذ النصف الثاني لدولة القديمة‬

‫واستخدموىا في دفع سبللـ أسوار الحصار الكبير وأنيـ لـ يعمموا استخداميا عمى نطاؽ‬

‫واسع‪ ،1‬وىناؾ أراء حديثة‪ 2‬ترػ أنيـ عرفوا الجياد منذ الدولة الوسطى‪ ،‬وذلؾ حسب الحفائر‬

‫األثرية بمنطقة بوىف بالنوبة العميا ‪ ،‬وعثروا فييا عمى ىياكل الخيوؿ دفنت في مستويات قديمة‬

‫ألطبلؿ احد الحصوف المصرية ىناؾ وقد حدد تاريخ ىذا المستوػ أياـ الدولة الوسطى‪ ،‬لكف‬

‫ىناؾ أراء أخرػ تحاوؿ إرجاع ىذا المستوػ إلى أوائل الدولة الحديثة كما استدلوا أف اليكسوس‬

‫لما دخموا مصر بالخيل والعربات منذ الوىمة األولى ‪ ،‬وانما وفدوا عمى شكل جماعات‪ ،3‬مع كل‬

‫ىذه اآلراء يعتبر دخوؿ األسمحة الجديدة لميكسوس في منظومة األسمحة المصرية تأثير‬

‫عسكرية اليكسوس ليـ فقد استفادوا مف ذلؾ إلى درجة أنيـ طردوىـ باألسمحة التي غزوىـ‬

‫بيا‪.4‬‬

‫كما أف استيعابيـ ليذه األسمحة والتنظيـ العسكرؼ لميكسوس لـ يكتفوا بطرد اليكسوس‬

‫فقط بل ميد ليـ الطريق إلنشاء إمبراطورية عظيمة عمى عيد الدولة الحديثة ‪ ،5‬عكس ما كاف‬

‫‪ -1‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.312‬‬


‫‪ -2‬الدراسة التي قاـ بيا األستاذ ولتر ايمرؼ بمنطقة بوىف بالنوبة ‪.‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.369‬‬
‫‪ -3‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.35-32‬‬
‫‪ -4‬عبد الحميـ نورالديف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -5‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.352‬‬
‫‪52‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عميو في البداية فقد كاف الشعب المصرؼ قبل ذلؾ شعب زراعي بالدرجة األولى‪ ،‬ولـ يسعى‬

‫وراء األمجاد والبطوالت األعمى عيد‪ 1‬الدولة الحديثة‪.2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المظهر االقتصادي واالجتماعي‬

‫المطلب األول‪ :‬المظهر االقتصادي‬

‫‪ /1‬الزراعة‪ :‬عرفيا المصرؼ القديـ منذ القدـ كوسيمة لمحصوؿ عمى الطعاـ خاصة بعدما‬

‫استقروا عمى ضفاؼ النيل‪ ،3‬كما أف الطبيعة أعانتو وسيمت لو عممية الزراعة‪ ،‬وذلؾ بتوفر‬

‫المياه واألراضي الخصبة‪ ،4‬كما قاؿ ىيرودوت مصر ىبة النيل‪ ،5‬وكاف مف بيف المنتجات‬

‫الزراعية الحبوب والتي تتـ زراعتيا عبر مراحل‪ ،‬وتبدأ م ارحل الزراعة بحرث األراضي‪ ،‬وذلؾ‬

‫عف طريق تفتيت كتل الطمي الكبيرة الموجودة عمى سطحيا بواسطة الفأس والمحراث الذؼ يجر‬

‫بالثيراف‪ ،‬وبعد إعداد الحقل تبدأ عممية البذر‪ ،‬ومنو عممية إنزاؿ الحبوب في األرض وكانت تتـ‬

‫بواسطة الخراؼ والخنازير‪ ،‬وبعد ىذه المرحمة تبدأ عممية الحصاد ويتـ فييا تقطيع سيقاف النبات‬

‫بواسطة المنجل وىي تزيد مف عممية درس الحبوب‪ ،‬ثـ يحصد المحصوؿ يربطونو في حزـ‬

‫ومنو ينقل المحصوؿ إلى المكاف الذؼ تدرس فيو ومف ثـ يجمع القش في كومو عالية بواسطة‬

‫مذراة ذات أسناف ومنو تبدأ تذرية الحبوب‪ ،‬وىي محاولة فصل التبف والمواد األخرػ بعيدة عف‬

‫‪ -1‬ج شتيندروؼ‪ ،‬ؾ سيل ‪ :‬عندما حكمت مصر الشرؽ‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬دمحم العزب موسى‪ ،‬مر‪ :‬محمود ماىر طو ‪ ،‬مكتبة‬
‫مدبولي‪ ،5992 ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -2‬الدولة الحديثة‪ .223-5412" :‬دمحم مبروؾ نافع‪ :‬عمى ضفاؼ النيل‪( ،‬دط)‪ ،‬مكتبة ىنداوؼ‪ ،‬مصر‪ ،3253 ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -3‬زاىيي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -4‬سميماف الحزيف‪ :‬حضارة مصر‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الشرؽ‪ ،5992 ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -5‬ىيرودوت‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪55‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحب‪ ،‬وغالبا يقوـ بيا النساء بواسطة لوحات مف الخشب قميمة الثقوب‪ ،‬وبعد ما تغربل الحبوب‬

‫بغرباؿ مربع حتى يتـ تنقيتيا نيائيا مف الشوائب‪ ،‬وآخر أعماؿ الحصاد يعمل الموظفيف‬

‫الخاصيف ككاتب لمصوامع واآلخر ليكيل أكواـ القمح قبل تخزينو في الصوامع‪.1‬‬

‫وخبلؿ فترة حكـ اليكسوس‪ ،‬شرع المزارعوف باستثمار الحقوؿ المرتفعة التي ال يصميا‬

‫فيضاف النيل‪ ،‬لذا اجبروا عمى سقايتيا بواسطة آالت رافعة خاصة كاف ابسطيا (الشادوؼ) ومف‬

‫الجائز أف زراعة الحقوؿ المرتفعة أدت إلى ظيور محراث متقدـ ذؼ مقبضيف خشبييف وذلؾ‬

‫تسييبل لعمل الفبلح‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى الحبوب المتمثمة في القمح والشعير والحنطة‪ 2‬وغيره زراعة الذرػ وكذلؾ‬

‫البقوؿ منيا الفوؿ والعدس والحمص والترمس والموبياء والبذور الزيتية منيا بذور الكتاف والخروع‬

‫والقرطـ والخس وثمار الزيتوف‪ ،‬والخضر منيا البصل والثوـ والقرع والمفت و الفجل والبقدونس‪،‬‬

‫الشبت والكزبرة‪.‬‬

‫ولـ تكف مصر غنية باألشجار ولكف عرفوا بعض األنواع منيا النخيل والنبق و الطرفاء‬

‫والصفصاؼ وأشجار الكروـ ‪ .3‬وقد ذكر سترابوف شجرة طويمة تنمو في مصر واليند يشبو‬

‫التيف‪ ،‬لكف لو طعـ يختمف عف التيف‪.4‬‬

‫‪ -1‬الصوامع‪ :‬ىي عبارة عف أبنية مف الطيف مخروطية الشكل في جزئيا العموؼ فتحة صغيرة وفي جزئيا األسفل فتحة أخرػ‬
‫ألخذ القمح‪ .‬زاىي حورس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -2‬سير د ـ قمدوزؼ‪ :‬الحياة االجتماعية في مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬حسف دمحم جوىر‪ ،‬عبد المنعـ عبد الحميـ‪ ،‬الييئة‬
‫المصرية العامة لمكتاب‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.354‬‬
‫‪ -3‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- STRABON: Op.cit.‬‬
‫‪54‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما عرفوا تربية الماشية وكانت الثيراف‪ 1‬والخراؼ والماعز واألبقار والبغاؿ‪ ،‬والكبلب التي‬

‫تساعد في حماية القطيع ودلت النقوش الموجودة بالمقابر عمى وجود ىذه الحيوانات وكانت‬

‫تقسـ إلى نوعيف الماشية الكبيرة وتشمل الثيراف واألبقار والماشية الصغيرة وتشمل الكباش‬

‫والماعز أما قطعاف الخنازير فمـ تصور عمى جدراف المقابر إال ناد ار‪.‬‬

‫كما عرفوا تربية الدواجف منيا اإلوز والبط والحماـ‪.2‬‬

‫وكذلؾ الثروة السمكية تعد األسماؾ مف أىـ مصادر الثروة المائية كما ذكرىا سترابوف‬

‫ىناؾ أنواع مف األسماؾ تنموا في النيل‪.3‬‬

‫وكما عرفوا تربية النحل وجمع العسل وتخزينو وذلؾ منذ األسرة الخامسة إذ يوجد منظر‬

‫بمعبد في أوسر رع في أبو صير يوضح جمع العسل واعداده‪ ،‬كما نشاىد استخراج عسل النحل‬

‫في مقبرة مرػ روكا‪ ،‬واستمرت تربية النحل حتى عيد الدولة الحديثة‪.4‬‬

‫‪ /2‬الصناعة‪:‬‬

‫وىبت الطبيعة مصر الكثير مف الموارد التي استغميا المصرؼ القديـ في مجاالتو‬

‫المختمفة‪ ،‬وقد تعددت الصناعات المصرية منذ القدـ فقد برعوا في الكشف عف الموارد والمعادف‬

‫منيا واالنتفاع بيا في أغراض مختمفة‪.5‬‬

‫‪ -1‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫‪ -2‬رمضاف عبده‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.477-474‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Strabon : Op.cit.‬‬
‫‪ -4‬رمضاف عبدة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.449‬‬
‫‪ -5‬إيماف احمد أبو بكر‪ :‬النظافة في الحيات اليومية عند المصرييف القدماء‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪ ،5999 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪57‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما توصل اإلنساف المصرؼ إلى صناعات مختمفة كما أنيـ صنعوا كل ما ىو ضرورؼ‬

‫لحياتيـ‪.1‬‬

‫ويعتبر النحاس أوؿ معدف وفقوا في العثور عميو‪ ،‬وقد استخرجوه مف شبو جزيرة سيناء‬

‫والصحراء الشرقية‪ ،‬كما لجئوا إلى مناجـ شبو جزيرة سيناء منذ فجر تاريخيـ يستخمصوف‬

‫نحاسيا مف ركاـ النحاس والمسمى مبلخيف‪ ،‬فيصيرونو ويييئوف منو كميات كبيرة لصناعة‬

‫األواني واألسمحة المختمفة واآلالت‪ ،2‬كما عرفوا أيضا النحاس األصفر في عصور متأخرة‪.3‬‬

‫أما طريقة استخراجو فيستعمل لو أدوات مف الصواف إذ ما كانت طبقات الخميط الذؼ‬

‫يستخرج منو المعدف طبقات سطحية أما إذا امتدت طبقاتو تحت سطح األرض فقد كاف يستخدـ‬

‫أزاميل مف النحاس يحفر بيا الصخر حتى يبمغ مجرػ ىذه الطبقات‪ ،‬وقد عثر عمى عدد مف‬

‫ىذه األزاميل في مناطق التعديف بشبو جزيرة سيناء‪.‬‬

‫وتعقب ىذه الطريقة طريقة أخرػ ىي طحف الخميط وتنظيفو أما الخطوة الثالثة فيي وضع‬

‫كميات مف الفحـ مع الخميط وتكويميا جميعا في كومة عمى سطح األرض أو في حفرة غير‬

‫عميقة‪ ،‬ثـ إشعاؿ النار في ىذه الكومة مع إمرار تيار مف اليواء عف طريق أنابيب ينفخ فييا أو‬

‫أؼ منفاخ آخر إلشعاؿ النار وزيادة لييبيا‪ ،‬وبيذه الطريقة وكاف المعدنوف المصريوف يصموف‬

‫‪ -1‬رشيد الناظورؼ‪ :‬دراسات في بعض معالـ تاريخ و حضارة منطقة الشرؽ األدنى القديـ‪( ،‬دط)‪ ،‬المكتبة المصرية الحديثة‪،‬‬
‫جامعة اإلسكندرية‪ ،5941 ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -2‬دمحم شفيق غرباؿ و آخروف‪ :‬تاريخ الحضارة المصرية‪ ،‬مج‪( ،5‬دط)‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪( ،‬دت)‪ ،‬ص ص ‪546-545‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬الفريد لوكاس‪ :‬المواد و الصناعات عند قدماء المصرييف‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬زكي اسكندر دمحم زكريا غنيـ‪ ،‬مكتبة مدبولي القاىرة‪،‬‬
‫(دت)‪ ،‬ص‪.259‬‬
‫‪56‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلى إذابة الخميط بدرجة الح اررة المطموبة‪ ،‬وربما استغرقت ىذه العممية وقتا طويبل‪ ،‬وذلؾ الف‬

‫األكواـ تتكوف‪ ،‬وبعد ىذه الخطوة يترؾ األكواـ حتى تبرد ويبدأ العمل في حصد الفحـ المحترؽ‬

‫أو الذؼ لـ يحترؽ بعد مف النحاس الذؼ يترسب‪ ،‬وبعدد مف اآلالت يعمموف عمى تجزئة كمية‬

‫النحاس إلى أجزاء صغيرة سيمة الحمل والتداوؿ ليبدأ استخداميا في األغراض المختمفة‪ .‬أما‬

‫عف تحويل النحاس مف مادة خاـ إلى أدوات مختمفة‪ ،‬فقد استعممت مطارؽ مف الخشب أو غيره‬

‫ليحوؿ بيا إلى قطع مف معدف إلى صفائح مطروقة ليمكف أف يشكل بيا ما يشاء‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ‬

‫صناعة تمثاؿ مف األوؿ الذؼ يعد قطعة فنية بديعة‪ ،‬كما اىتدوا إلى طريقة أخرػ وىي صير‬

‫النحاس ثـ صبو في قوالب مييأة عمى الشكل المطموب فاآلالت واألدوات واألسمحة‪ ،‬وكانت ىذه‬

‫القوالب تصنع مف الطيف عمى الشكل المطموب ويحرؽ بعد ذلؾ ليحوؿ إلى قوالب مف الفخار‬

‫يصب فييا النحاس المصير‪ .1‬وتطور استخدامو إلى األدوات الضخمة‪ ،‬كما عرفوا خمط‬

‫النحاس بالقصدير ليحصموا عمى البرونز ألنيـ عرفوا انو أكثر صبلبة مف النحاس وازداد‬

‫استخدامو خاصة عمى عيد اليكسوس لما جمبوه مف تقنية لصناعة األسمحة البرونزية وزاد عمى‬

‫نطاؽ أوسع عمى عيد الدولة الحديثة‪.2‬‬

‫كما صنعوا منو التماثيل الصغيرة‪ ،‬كاف الصناع يصنعوف التماثيل مف شمع العسل صورة‬

‫مطابقة لما يود أف يكوف عميو التمثاؿ ثـ يغطى التمثاؿ مف الشمع وبطبقة مف الطيف أو خميط‬

‫مف مادة أخرػ ‪ ،‬ويوضع تمثاؿ الشمع مف القالب الطيف المحيط بو في وسط كمية مف الرمل‬

‫‪ -1‬دمحم شفيق غرباؿ وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.546-545‬‬


‫‪ -2‬عبد الحميـ نور الديف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪51‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تحيط بو مف جميع الجيات ماعدا أعبله فإذا ما ذاب الشمع بتأثير الح اررة أو تطيروا تسرب مف‬

‫داخل القالب الطيني يصب البرونز فيمؤل الثنايا ويأخذ الشكل المطموب‪ ،‬وبعد ذلؾ يكسر القالب‬

‫الطيني ويستخرج التمثاؿ مف الحديد‪ ،‬رغـ وجود بعض اآلثار عمى بعض الخزز منو ألنيـ لـ‬

‫يتوصموا لمعرفة الحديد وطرؽ استخبلصو إال عمى عيد الدولة الحديثة‪.‬‬

‫أما صياغة الذىب فقد وصموا إلى ميارة ال تختمف كثي ار عما عميو اآلف في صياغة‬

‫الذىب‪ ،‬فقد كاف يصاغ أما بطريقة القوالب أو بالحفر والنقش فوؽ الصفائح‪ ،1‬وكاف يصاغ منو‬

‫الحمي والخواتـ والصدريات‪ ،2‬لما كانت تغطي بو التوابيت والمشابؾ‪.3‬‬

‫أما المعادف األخرػ التي برعوا فييا فمنيا الفضة ورغـ ندرة وجودىا فقد خمفوىا بالذىب‪.‬‬

‫كما عرفوا الصناعة الخشبية والنجارة‪ ،‬وكانت األشياء الموجودة في مصر كالجمبيز‪،‬‬

‫والشط‪ ،‬النخيل و البتق‪ ،‬كميا محدودة النفع فقد اضطروا الستيراد الخشب الجيد مف غرب أسيا‪،‬‬

‫وكانت األخشاب المحمية تصقل ويقضى بيا النجار األغراض الصغيرة أما األشياء الكبيرة‬

‫كاألبواب مثبل فأنيا تصنع مف الخشب المستورد الجيد‪ ،4‬كما صنعوا منو األسرة والكراسي‪ .5‬وقد‬

‫‪ -1‬دمحم شفيق غرباؿ وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.546‬‬


‫‪ -2‬دومينيؾ فالبيبل‪ :‬الناس والحياة الحياة في مصر القديمة‪ ،‬ط‪ ،3‬ت‪ :‬ماىر حويجاتي‪ ،‬مر‪ :‬زكية يوسف طبوزادة‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫(دت)‪ ،‬ص‪.572‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.312‬‬
‫‪ -4‬إبراىيـ رزقانة وآخروف‪ :‬حضارة مصر والشرؽ األدنى القديـ‪( ،‬دط)‪ ،‬دار مصر لمطباعة‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.537‬‬
‫‪ -5‬إبراىيـ نمير سيف الديف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.541‬‬
‫‪59‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫استعمموا أدوات في النجارة منيا المنشار وكاف مف النحاس والبرونز‪ ،‬والمنجل (القدوـ) والحجر‬

‫مف اجل إكساب القطعة سطحا أممس‪.1‬‬

‫وقد صنعوا مف الخشب السفف وتطورت ىذه مف صناعة القوارب البسيطة مف سيقاف‬

‫البردؼ‪ ،‬وذلؾ ألغراض تجارية وأخرػ دينية الف اآللية كانت تحتاج القوارب مقدمة توضع‬

‫عمييا تماثيميا وتعمل في مواكب دينية‪.2‬‬

‫أما صناعة القيشاني‪ 3‬فقد استعممت منو لوحات لكساء الجدراف واألبواب واستعمل في‬

‫عمل التمائـ والخواتـ واألواني والعقود والخزز والتماثيل الصغيرة لمحيوانات‪.‬‬

‫وقد عرؼ المصريوف صناعة النسيج منذ القدـ مف الكتاف والصوؼ والقطف والحرير فيما‬

‫بعد‪.‬‬

‫أىـ صناعات النسيج صناعة الكتاف‪ ،‬وكاف نبات الكتاف مف النباتات المنتشرة‪ ،‬أما‬

‫الطريقة التي استعمميا بيا فقد كانت السيقاف تقتمع مف التربة دوف تقطيعيا لمحصوؿ عمى خيوط‬

‫طويمة‪ ،‬وتحزـ السيقاف مجموعات‪ ،‬تربط مف قبل جذورىا وتترؾ لتجف في الحقل ثـ يبسط‬

‫الكتاف‪ ،‬وكامف طريقة النسج بسيطة وىي أف شيد سدى الثوب في وضع أفقي بيف ماسكيف‬

‫مثبتيف باألوتاد في األرض‪ ،‬ولذلؾ يجمب النساج ويستخدـ خشبتيف تدفعاف بيف خيوط السدػ‬

‫‪ -1‬دمحم شفيق غرباؿ واخزوف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.572‬‬


‫‪ -2‬إبراىيـ نمير سيف الديف وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.541‬‬
‫‪ -3‬القيشاني‪ :‬تتكوف ىده المادة مف الجسـ الداخمي‪ ،‬وعميو طبقة المعة تضرب إلى الموف األزرؽ أو األخضر أو خميط منيما‬
‫والجسـ الداخمي كاف يحصل عميو عادة مف حجر الطواتز وىو حجر صمب يطحف حتى يصبح مسحوؽ ناعما‪ ،‬يمكف عجنو‬
‫واستعماؿ عجينو‪ ،‬ويشكل منو الشكل المطموب‪ .‬إبراىيـ رزقانة وآخروف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.539‬‬
‫‪42‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لتقسيمو‪ .‬وكانت خيوط السدػ لتقسيمو‪ 1‬وكانت خيوط المحمة تنسق وتحكـ بخشب معقوفة‪ .‬وفي‬

‫عصر الدولة الحديثة أدخمت عمى ىذه الصناعة عدة تعديبلت‪.2‬‬

‫صناعة الفخار مف أقدـ الصناعات البشرية وتمثمت صناعتو في األواني الفخارية‬

‫واألدوات المنزلية وغيرىا‪ ،‬وكانت سيمة الصناعة‪ ،‬وقصيرة الوقت‪ ،‬ولـ تكف متقنة ومتطورة في‬

‫البداية ثـ تطورت واستعمل نوعيف مف الطمي أوليما يضرب إلى الموف البني واألسود الذؼ‬

‫يميل إلى الموف الرمادؼ البني عندما يجفف‪ ،‬والنوع الثاني ىو البني الرمادؼ الذؼ يصبح رماديا‬

‫عندما يجف‪ ،‬أما طريقة صنعو فكالتالي يحضر الطمي ويعجف حتى يتماسؾ ويضاؼ لو بعض‬

‫التبف في بعض األحياف حتى يحافع عمى التماسؾ‪ ،‬ويحرؽ التبف عند حرؽ اآلنية‪ ،‬ثـ تشكل‬

‫اآلنية وتجفف قـ تحرؽ‪ ،‬وكانت تحرؽ عمى األرض في البداية ثـ أصبحت تحرؽ عمى مواقد‪.3‬‬

‫صناعة البف وىو مادة تستعمل في العمارة حيث تبنى بيا البيوت والمعابد والمقابر‬

‫وغيرىا ‪ ،‬والنيل ىو المورد الخصب لمطمي فيو كل عاـ يأتي بكمية كبيرة ويترسب عمى‬

‫الشواطئ والجانبيف حتى لصبحت تربة األرض في مصر تصمح لعمل الطوب إذا خمط بالماء‬

‫وعجف واتخذ الشكل المطموب‪.4‬‬

‫‪ -1‬شفيق غرباؿ وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪. 514-515‬‬


‫‪ -2‬إبراىيـ نمير وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.546‬‬
‫‪ -3‬دمحم شفيق غرباؿ وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪. 519 -511‬‬
‫‪ -4‬رمضاف عبده‪ :‬حضارة مصر القديمة‪ ،‬ج‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪45‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واألركاف األساسية أو المادة األولية ليذه الصناعة ىي الطمي والتبف والماء وأشعة‬

‫الشمس التي تجفف القوالب‪.1‬‬

‫أما صناعة الزجاج فتعد مف الصناعات التي القت رواجا كبي ار في مصر إذ صنع منيا‬

‫بعض الخزز والتمائـ واألواني ذات الموف األزرؽ لكف إتقانو وتطوره كاف عمى عيد األسرة‬

‫الثانية عشر‪.‬‬

‫أما صناعة البردؼ فتعد أىـ الصناعات ومنو صناعة الورؽ وىي أعظـ ما قدمتو ىذه‬

‫الصناعات لمحضارات القديمة جمعاء‪.‬‬

‫وكانت أوراؽ البردؼ تحضر بقطع سيقاف البردؼ ونزع الغبلؼ الخارجي‪ ،‬وتقطيع الجسـ‬

‫الرخو الداخمي إلى شرائح‪ ،‬وتوضع ىذه الشرائح جنبا إلى جنب بحيث تغطى أحرؼ القطع‬

‫بعضيا البعض‪ ،‬وفوؽ ىذا توضع طبقة ثانية مف الشرائح في اتجاه متعامد عمى اتجاه الشرائح‬

‫السفمية ‪ ،‬وبعد أف تغطي الطبقة العميا السفمى‪ ،‬تضغط الطبقتاف معا‪ ،‬وتدؽ بمطارؽ مف‬

‫الخشب وذلؾ عمى سطح مستوؼ ‪ ،‬وربما كاف الصانع يضع تحت ىذه الشرائح وفوقيا قطعا مف‬

‫القماش لتمتص العمارة الزائدة مف الشرائح‪ ،‬أف تندمج الشرائح معا تترؾ لتجف‪ ،‬وبذلؾ تصبح‬

‫صالحة لمكتابة عمييا‪ ،‬ولما كانت الحاجة تدعي باستمرار استعماؿ أكثر مف قطعة واحدة لذلؾ‬

‫كاف العامل يمصق الصفحات معا لعمل ممف طويل منو بعد تيذيب القطع الزائدة يبمغ طوؿ‬

‫الممف نحو ‪ 54‬مت ار‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم شفيق غرباؿ وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪. 516-515‬‬


‫‪43‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫صناعة السبلؿ تستخدـ في ىذه الصناعة سعف النخيل والبمح أو النخيل الدوـ وبعض‬

‫النباتات األخرػ مثل نبات الحفاء وكانت منوعة ومتطورة تشبو السبلؿ في الوقت الحالي‪ .‬كما‬

‫عرفوا صناعة الحباؿ مف نفس المواد التي صنعت منيا السبلؿ باإلضافة إلى الكتاف وكذلؾ‬

‫صناعة الحصر التي استعممت لتغطية األرضيات في المنازؿ‪.‬‬

‫‪ /3‬التجارة‪:‬‬

‫كانت التجارة الداخمية في مصر ضعيفة نسبيا؛ الف المموؾ وكبار الدولة والمعابد كانت‬

‫ليـ أراضييـ وورشاتيـ الحرفية‪ ،‬أما الموظفوف والعساكر فكانت ادفع ليـ وراتب عينية مف غذاء‬

‫ولباس‪ ،‬وعميو اقتصرت التجارة عمى الحرفييف وصغار الفبلحيف‪.1‬‬

‫وكانت عندىـ األسواؽ أما عممية البيع والشراء فعف طريق المقايضة في البداية والمقايضة‬

‫ىي أساس التبادؿ واآلثار المنقوشة عمى الجدراف تبيف رسوماتيا ىذا النوع مف المعاممة كما‬

‫أنيـ استعمموا حمقات مف الذىب والنحاس ذات وزف ثابت فكانت بمثابة العممة‪ ،‬كما أنيـ‬

‫استعمموا أوزاف مف الحجر‪ ،‬وعرفوا كل مستمزمات التجارة مف دفاتر الحساب والعقود واحتاجوا‬

‫بذلؾ إلى الكتاب‪ ،‬كما بدعوا في المحاسبة‪.2‬‬

‫أما السمع المعروضة في السوؽ فمنيا السمؾ‪ ،‬والسبلؿ‪ ،‬األحذية‪ ،‬والحمويات والحمي‪،‬‬

‫‪...‬الخ‪ ،‬مع حموؿ الدولة الحديثة فقد اتسع نطاؽ السوؽ فشمل السمع المحمية والمستوردة‪.‬‬

‫‪ -1‬برىاف الديف دلو‪ :‬حضارة مصر والعراؽ‪ ،‬الفرابي‪ ،5919 ،‬ص‪.96‬‬


‫‪ -2‬إبراىيـ نجيب سيف الديف وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.572-549‬‬
‫‪42‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما التجارة الخارجية فقد كاف لمصر عبلقات تجارية مع البمداف المجاورة وخاصة ببلد‬

‫الشاـ‪ ،‬وتوسعت أكثر عمى عيد الدولة الوسطى‪ ،‬وقد تحكـ مموؾ اليكسوس في التجارة والطرؽ‬

‫المؤدية لممناجـ والمحاجر‪ ،‬أما المصرييف فكانت مواردىـ االقتصادية ىزيمة‪.1‬‬

‫كما وجدت أثارىـ في مناطق مختمفة في فمسطيف وسوريا وىي عبارة عف جعاريف وفي‬

‫قصر كنوسوس في كريت عثر عمى غطاء آنية مف المرمر‪ 2‬نقش عميو "اإللو الطيب ساوسر‬

‫اف رع" ابف الشمس خياف‪ ،‬وعميو ربما أف التجارة الخارجية نشطت عمى عيد ىذا الممؾ‪.3‬‬

‫واستمر ىذا النشاط والعبلقات التجارية لتزدىر عمى عيد الدولة الحديثة‪ ،‬وبخاصة بعد‬

‫انفتاح مصر عمى العالـ القديـ بعد التحرر مف غزو اليكسوس‪.‬‬

‫أما عف الصاد ارت فمف بينيا‪ ،‬ورؽ البردؼ‪ ،‬والكتاف كما كاف ليا واردات منيا أشجار‬

‫المر‪ 4‬وأنواع الصموغ والمواد العطرية والبخور البلزمة لممعابد‪.5‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجانب االجتماعي‬

‫يعتبر النظاـ االجتماعي ىو اإلطار الذؼ تعيش بداخمو الجماعات البشرية وىو مجموع‬

‫األحكاـ مف عادات وتقاليد وممارسات يومية التي يخضع ليا المجتمع مثل الزواج الذؼ ىو‬

‫‪ -1‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.355‬‬


‫‪ -2‬محمود اميز‪ :‬في تاريخ الشرؽ األدنى القديـ‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،3252 ،‬ص‪.335‬‬
‫‪ -3‬احمد أميف سميـ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ -4‬إبراىيـ نمير سيف الديف وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.572‬‬
‫‪ -5‬برىاف الديف دلوا‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.522‬‬
‫‪45‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الركيزة األساسية لتكويف األسرة‪ ،‬وغيره مف العادات المتوارثة والمرسخة في المجتمع والتي تؤثر‬

‫بدورىا وتتأثر بغيرىا مف األمـ والجماعات وعميو فمف بيف األركاف االجتماعية‪.1‬‬

‫* األسرة‪ :‬والتي اعتبرت الركيزة األساسية لممجتمع في كل العصور‪ ،‬وتشمل األسرة اآلباء‬

‫واألجداد واألبناء واألحفاد واألـ والزوجة‪ ،‬وىذا بالمفيوـ الواسع لؤلسرة‪ ،‬وتقوـ األسرة عمى أساس‬

‫الزواج الذؼ يتـ بواسطة مراسيـ دينية أو وثيقة قانونية‪ ،‬وكاف الزوج يقدـ ما يشبو المير في‬

‫الوقت الحالي لمحصوؿ عمى موافقة الزوجة ووليييا‪ ،‬وكانت إقامة الزوجيف في بيت واحد ىي‬

‫الترجمة الممموسة إلتماـ القراف‪.‬‬

‫كما كاف لؤلسرة المالكة الحق في تعدد الزوجات والزواج مف األقارب بيدؼ المحافظة‬

‫عمى انتقاؿ السمطة الفرعونية أو ما يسمى بالزواج السياسي‪.2‬‬

‫وكانت رعاية اآلباء لؤلجداد عند الكبر واجبة‪ ،‬كذلؾ رعاية اآلباء لؤلبناء واجبة عند األسرة‬

‫المصرية‪ ،‬كما شجعيـ عمى ذلؾ أمور عديدة منيا الميراث وىو سموؾ يشبو ما يحدث في‬

‫الوقت الحالي‪ ،‬وقد دلت اآلثار عف رسالة تحرـ الورثة الشرعييف مف الميراث‪ ،‬ربما لعدـ طاعة‬

‫الوالديف وخدمتيما في الحياة‪ .‬كما اىتموا باألطفاؿ وتربيتيـ‪ ،‬وحافظوا عمى صحتيـ وعرفوا حتى‬

‫أمراض وعبلج األطفاؿ الرضع‪.3‬‬

‫‪ -1‬سعيد إسماعيل عمي‪ :‬التربية والتعميـ في حضارات الشرؽ القديـ‪( ،‬دط)‪ ،‬عالـ الكتب القاىرة‪ ،5999 ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -2‬دومنيؾ فالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.524-523‬‬
‫‪ -3‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪44‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولقد قاـ المجتمع المصرؼ عمى الطبقية‪ ،‬وذكرت قائمة االونوماسيكوف‪ 1‬تذكر المموؾ‬

‫والمقربيف إلييـ ورجاؿ الببلط وكبار الرسمييف ومعاونييـ‪ ،‬ثـ تنتقل إلى أسماء الكينة والعماؿ‬

‫والحرفييف وأصحاب الميف المختمفة‪.‬‬

‫فقد كاف الممؾ الذؼ ىو في اعتقادىـ قد اختارتو اآللية ىو الشخصية األولى في الببلد‪،‬‬

‫ويجمع بيف يديو مطمق السمطات ويتمتع بكافة االمتيازات‪ ،‬وفي نفس الوقت يضطمع تجاه بمده‬

‫وتجاه رعاياه بواجباتو ومسؤولياتو‪ ،‬مع كبار الموظفيف المدنييف والدينييف والعسكرييف الذيف‬

‫اختارىـ مف أفراد أسرتو‪.2‬‬

‫أما المنازؿ فتنقسـ إلى نصفيف أوال الديار الفسيحة والضياع التي تحيط بالبيوت‪ ،‬ثانيا‬

‫البيوت المتواضعة حيث تقيـ العائمة بمعناىا المحدود‪ ،3‬وقد نشأت المساكف في العصور القديمة‬

‫في المناطق التي ترتفع عمى مستوػ الفيضاف‪ ،‬واستمر الحاؿ كذلؾ حتى العصور الحديثة‪،‬‬

‫وعميو فقد بنو مساكنيـ إما عمى ارض مرتفعة خارج نطاؽ األراضي الزراعية‪ ،‬أو في الكثباف‬

‫التي تتخمل األراضي الزراعية‪ ،‬لتكوف آمنة بقدر اإلمكاف مف إغارة الفيضاف‪.4‬‬

‫و بعض كانت المساكف تغطي مساحة تتراوح بيف ‪ 53‬و‪ 52‬متر وتتكوف مف سمسمة مف‬

‫الحجرات ذات أبعاد مختمفة وتتكوف جميعا مف طابق ارضي والمدخل ىو مصدر اإلضاءة ىذا‬

‫‪ -1‬االونوماسيكوف‪ :‬مف تصنيف أمنموتي كتبت في عصر الرعامسة‪ ،‬وىي قائمة أشبو بأف تكوف مذكرة موسوعية تدرس في‬
‫أصوؿ األسرة الثالثة عشر ‪ .52‬دومينيؾ فالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -2‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -3‬دومينيؾ قاتمبيل‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.521-527‬‬
‫‪ -4‬ت‪.‬ج‪.‬جيمز‪ :‬الحياة أياـ الفراعنة‪ ،‬تر‪ :‬احمد زىير أميف‪ ،‬مر‪ :‬محمود ماىر طو‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪,5991 ،‬‬
‫ص‪.579‬‬
‫‪47‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ما يبيف أف نوع البناء فيمة بيا غرؼ مكرسة لعبادة اآللية واألجداد وتماثيل نصفية آللية‬

‫المنزؿ‪ ،‬ثـ غرؼ يستقبل فيو أىل البيت ضيوفيـ وتسمى حجرة المعيشة‪ ،‬وكذلؾ مطبخ مجيز‬

‫بفرف إلعداد الخبز والمعاجف‪ ،‬أما خ ازنات الماء فتوجد في اليواء الطمق‪ .‬كما تحتوؼ الحجرات‬

‫لمرأس‪،‬‬ ‫عمى أثاث متواضع مصنوع مف الخشب أو الحجر بيا مقاعد وكراسي ومساند‬

‫وصناديق وحصر وسبلؿ وأدوات مف السيراميؾ وبعض المنتوجات‪.1‬‬

‫أما مواد البناء فقد بنيت البيوت بالطوب المبف في البداية وغطى السقف بجذوع النخل‪،‬‬

‫وكانت الحجرات مطمية بطبقة مف الحصى وتممئ بزخارؼ ممونة‪.2‬‬

‫أما اإلضاءة فقد عرؼ المصرؼ القديـ اإلضاءة منذ القدـ ففي النيار عف طريق النوافذ‬

‫مف أشعة الشمس وفي المساء عف طريق مصابيح فخارية‪ ،‬وكانت معظـ الممبات المنزلية عبارة‬

‫عف صحف مف الفخار بسيط الشكل يمؤل بمادة زيتية تشتعل بواسطة فتيل مف خيط الكتاف‪ .‬وقد‬

‫حفظت لنا اآلثار كثير مف المصابيح الفخارية التي كانوا يستعممونيا في المنازؿ وكانت توضع‬

‫عمى قواعد عالية لبلنتفاع بضوئيا الضعيف إلى أقصى حد‪ ،‬أما طريقة إشعاؿ النار يعتقد‬

‫باستعماؿ المثقاب حيث ت دور عصى مدببة مف الخشب الرخو في لوح صغير حتى تشتعل‬

‫الش اررة نتيجة االحتكاؾ الشديد‪.3‬‬

‫‪ -1‬دومنيؾ قالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.521-527‬‬


‫‪ -2‬جورج ىارت‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -3‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪46‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما نظاـ الصرؼ فقد كاف مستعمل منذ الدولة القديمة فقد كانت شبكة مف توصيبلت‬

‫المياه عمى درجة عالية مف الكفاءة داخل المعابد‪ ،‬كما يوجد نظاـ الصرؼ الصحي أيضا ومثاؿ‬

‫ذلؾ نظاـ الصرؼ في قمعة بوىف عند الشبلؿ الثاني وترجع إلى الدولة الوسطى‪.1‬‬

‫* العادات والتقاليد‪ :‬كاف المجتمع المصرؼ القديـ مجتمع مترابط تجمع بينو عادات‬

‫وتقاليد راسخة وكانوا يعتزوف بيا‪ ،‬إذ كانت ىذه العادات تنظـ حياة المجتمع عامة واألسرة‬

‫خاصة‪ ،‬وربما يرجع االحتفاظ بيذه‪ 2‬التقاليد إلى سيطرت الديانة عمى عقوؿ المصرييف القدماء‪،3‬‬

‫فكاف حائبل أماـ كل التقاليد أو عادة أجنبية‪ .‬إذ كاف مف عاداتيـ أنيـ ال يجالسوف األجانب وال‬

‫يأكموف معيـ حيث كانوا يبغضونيـ‪ .4‬وعميو فقد ظمت تقاليدىـ وعاداتيـ األصمية المتوازنة ىي‬

‫السائد طواؿ فترات تاريخيـ‪ ،‬وانصير كل ما ىو غريب عنيا في بوتقة األصالة المتأصمة‪،5‬‬

‫مثل ما حدث لميكسوس حيث حاولوا التقرب مف المصرييف وذلؾ بتبني عاداتيـ في ببلدىـ‪،‬‬

‫فقد احتفظوا بالبداية بعاداتيـ‪ ،‬وعامموا المصرييف بغمظة ولكف ما لبثوا أف تمصروا وقمدوا‬

‫الفراعنة‪ ،‬ويظير ذلؾ جميا في تقميدىـ لؤلسمػاء المصريػة وعاداتيػـ‬

‫‪ -1‬دومينيؾ قالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.547‬‬


‫‪ -2‬ناصر األنصارؼ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -3‬رمضاف عبده‪ :‬حضارة مصر القديمة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.43-45‬‬
‫‪ -4‬ميخائيل شاوربيـ بؾ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.352‬‬
‫‪ -5‬رمضاف عبده‪ :‬حضارة مصر القديمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪41‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وأزيائيـ ولغتيـ الييروغميفية‪ 1‬وسموا أنفسيـ أبناء رع‪ ،‬وشيدوا المعابد وكتبوا أسمائيـ عمى‬

‫اآلثار‪ ،2‬وىذا االندماج حتـ عمى المصرييف طوعا كاف أـ كرىا التواصل والتأثير الحضارؼ‬

‫باألجنبي‪.3‬‬

‫أما فيما يخص الطعاـ والشراب فقد كاف الخبز والعجة عنصريف أساسييف في الوجبة‬

‫المصرية‪ ،‬وكاف يطمق عميو "عنح" أؼ الحياة ما يسمى في الوقت الحالي عيش‪ ،‬ذلؾ ما دؿ‬

‫عمى اعتباره غذاء أساسي في الحياة اليومية حتى في الوقت الحالي‪.‬‬

‫وكانت المرأة ىي المسؤولة عف إعداده‪ ،‬وكانت المخابز الكبيرة ممحقة بالمراكز الحكومية‬

‫اإلدارية‪ ،‬تقوـ المرأة بطحف الغبلؿ وصب العجيف في قوالب الخبز وابقاء الفرف الذؼ في الغالب‬

‫مبنيا في إحدػ حجراتو الخمفية‪ ،‬وقد عثر عمى أواف ضخمة عرفت بالماجور كاف يطحف فييا‬

‫بذور القمح باإلضافة إلى أواني صغيرة لمعجف كما استخدـ دقيق القمح في صناعة العجائف‬

‫المختمفة‪ ،‬مضاؼ إلييا العسل‪.4‬‬

‫أما العجة فكانت تصنع مف الشعير أو أرغفة الخبز المنقوع في الماء مضاؼ إليو بعض‬

‫الحبوب المطحونة‪ ،‬بعد أف تتخمر يصفى بمصفاة‪ ،‬ثـ يخزف في جرار صغيرة معدة لمشرب‪،‬‬

‫‪ -1‬الييروغميفية‪ :‬عرفت المغة المصرية القديمة أربعة أنواع مف الكتابة األولى الييروغميفية وىي كممة يونانية تعني الكتابة‬
‫المقدسة نشأت عنيا كتابة مختصرة تسمى الديموطيقية أؼ الشعبية ثـ الكتابة الييروطيقية‪.‬جوف ماكميش‪ :‬العدد مف الحضارات‬
‫القديمة حتى عصر الكومبيوتر‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬خضر األحمد‪ ،‬مر‪ :‬عطية عاشور‪ ،‬عالـ المعرفة‪( ،‬دت)‪ ،‬ص ص‪.73-75‬‬
‫‪ -2‬نفسو‪ :‬ص‪.27‬‬
‫‪ -3‬دمحم شفيق غرباؿ‪ :‬تكويف مصر عبر العصور‪( ،‬دط)‪ ،‬الييئة المصرية لمكتاب‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -4‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.55-52‬‬
‫‪49‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما األغنياء فكانوا يشربوف النبيذ الذؼ كاف يصنع مف عصير العنب‪ ،1‬باإلضافة إلى أطعمة‬

‫أخرػ منيا الحبوب والخضروات الطازجة والفواكو والمحوـ والمنتوجات واأللباف‪.2‬‬

‫كما عرفوا تنظيف الطيور واعدادىا لطيي وتقطيع األسماؾ‪ ،‬فقد عرفوا إعداد الحماـ‬

‫المشوؼ‪ ،‬ولحوـ كالحوـ األبقار واألغناـ‪ ،‬كما استعمموا أنواع مف الزيوت في الطيي كزيت‬

‫السمسـ وزيت بذور الكتاف‪.3‬‬

‫أما فيما يخص المبلبس واألزياء اختمف موقفيـ مف العرػ مف موقف مف موقف أىل‬

‫الحضارات الحديثة فالعرػ في سمات الطفولة في مصر القديمة‪ ،‬أما البالغوف فالرجاؿ عاريي‬

‫الصدر والكتفيف ويرتدؼ نقبة قصيرة‪ ،‬ويرتدييا طولية حيف ي ازوال أعماال أخرػ‪.‬‬

‫أما المرأة فترتدؼ سرواال فضفاضا ينتيي في أعبله بحامميف عريضتيف تتركاف النيديف‬

‫عاريتيف‪ ،‬وغالبا ما ترتدؼ مبلبس رقيقة شفافة‪ ،‬أما الخدـ فيظيروف بارتداء ساتر لمعورة فقط‪،‬‬

‫وتصنع المبلبس مف نسيج الكتاف بمقاسات مختمفة‪ ،‬كما يوجد نوع آخر مف الثياب عمى ىيئة‬

‫شباؾ وقد صنعت وفق ألسموب المكرمية‪ ،‬وتحات بزخارؼ نسجت بخيوط ممونة أو مطرزة‪ ،‬أو‬

‫بإضافة خيوط نسيج وأطراؼ الثوب مكففة أو ذات ىذاب أو ليا أشرطة ذات لوف واحد لو‬

‫متعددة األلواف‪ ،‬وكذلؾ رداء مرسوـ يشبو جمد الفيد يرتديو الكينة‪ ،‬كما أنيـ جمبوا ألبسة‬

‫مستوردة مف الخارج فمـ يكتفوا باإلنتاج المحمي‪ ،‬وكانت أقمشة مزركشة‪.‬‬

‫‪ -1‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪ -2‬دومينيؾ فالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.544‬‬
‫‪ -3‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪72‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما النعاؿ‪ ،‬فقد كاف طرؼ النعل األمامي معقود مع وجود لساف بيف إبياـ القدـ واألصبع‬

‫الثاني‪ ،‬وقد صنعت مف األلياؼ النباتية المجدولة أو مف الصنبعي المصنوع بالموف األبيض‪،1‬‬

‫أما الزينة والحمي يشتمل التزييف واالغتساؿ‪ ،‬تطيير الفـ بالنطروف وازالة الشعر وتدليؾ البشرة‬

‫بالزيت واألدىاف المعطرة‪ ،‬واطبلؽ البخور‪ ،‬واىماؿ الشخص لمظيره يجعمو عرضة لبلحتقار‪.‬‬

‫وقد اىتموا بجماليـ لوضعيـ وصفات تنقي البشرة وأخرػ لعبلج المسع وأخرػ إلعادة‬

‫الشباب‪ ،‬وذلؾ بإعداد األدىاف باستخداـ العسل والنطروف‪ 2‬األحمر والممؾ وكذلؾ الحمبة‪.‬‬

‫أما مساحيق التجميل كما ىو واضح في اآلثار المرسومة‪ ،‬فقد تنوعت منيا ما يبرز جماؿ‬

‫العيف وتعتمد عمى الكحل والمبلخيت والجالينا‪ ،‬كما استعمموا آلة الحبلقة والممقط وىما مف‬

‫مستمزمات الزينة‪ ،‬أيضا كما أف لشعر أىمية كبيرة سواء عند الرجاؿ أو النساء ودليل ذلؾ‪.‬‬

‫* مكانة الم أرة‪ :‬كاف لممرأة مكانة كبيرة في الحضارة المصرية‪ ،‬فيي األـ والزوجة‬

‫والخادمة واآللية المتحكمة في شؤوف البشر‪ ،‬فمـ يقتصر دور المرأة قديما عمى األسرة وتربية‬

‫األطفاؿ فقط‪ ،‬لكنيا خرجت لمعمل مع الرجل‪ ،3‬فقد كانت ليا أعماؿ عديدة تؤدييا في الحقوؿ‬

‫فيي التي كانت تنقل محاصيل الحقل فتحمميا عمى رأسيا في سبلؿ صغيرة بينما تحمل‬

‫‪ -1‬دومينيؾ فالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.573‬‬


‫‪ -2‬النطروف‪ :‬تيدؼ الى العناية ببشرة الوجو لتضفي عميو حيوية ونظارة وتتـ بطحف مجموعة مف المواد في أجرار خاصة‪ ،‬ثـ‬
‫تخمط بزيوت أو أدىاف وتحفع في أوعية صغيرة مف الحجر أو الزجاج‪ .‬نفسو‪ ،‬ص‪.573‬‬
‫‪ -3‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪75‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدواجف في يدييا‪ ،‬كما كانت تتوجو لمسوؽ لشراء الحاجات‪ ،‬وكانت تقوـ بنثر بذور الحبوب‬

‫عقب الحصاد‪.1‬‬

‫كما أنيا وصمت أعمى مناصب وارفعيا‪ ،‬خاصة المناصب الدينية إذ حمل عدد مف‬

‫السيدات لقب الزوجة اإلليية‪ ،‬لئللو آموف‪ ،‬سيد اآللية‪ .2‬باإلضافة إلى دورىا السياسي فقد كاف‬

‫ليا دور كبير في الحياة السياسية فقد وصمت إلى العرش واف كاف بطريقة غير مباشرة مثبل عف‬

‫طريق الوصاية‪ ،‬كما حصمت عمى امتيازات كانت خاصة بالممؾ مثل كتابة نصوص األىرامات‬

‫عمى الجدراف‪ ،3‬واكبر دليل عمى وصوؿ المرأة لممناصب السياسية العميا الممكة أباح حتب التي‬

‫كاف ليا الدور الكبير في عممية تحرير مصر مف اليكسوس والممكة تتي سيتي‪ ،4‬والممكة تي‪،‬‬

‫ونفرتيتي‪ ،‬كما كانت المرأة دائما بالقرب مف زوجيا‪ ،‬تساعده في كل شيء فكانت الحياة الزوجية‬

‫بينيما بيا ألفة ومحبة بكل طبقات المجتمع‪ .‬واذ عامميا بسوء تعرضو عمى المحكمة‪ ،‬كما‬

‫اىتمت المرأة بالجماؿ والتجميل فكانت تضع مساحيق التجميل عمى وجييا بتناسق تاـ‪.5‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الجانب الثقافي والديني‬

‫‪ -1‬سير‪.‬ـ فمندرزيتر‪ :‬الحياة االجتماعية في مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬حسف محمود جوىر‪ ،‬عبد المنعـ عبد الحميـ‪ ،‬الييئة‬
‫المصرية‪ ،3222 ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -2‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -3‬دمحم بيومي ميراف‪ :‬الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬ط‪ ،5‬دار المعرفة الجامعية‪ ،5919 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.392‬‬
‫‪ -5‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪73‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الجانب الثقافي‬

‫جاء اليكسوس داعميف لؤلدب والعموـ ال معارضيف مخربيف كما ورد عف بعض اآلراء‪،‬‬

‫فقد جاءوا مشجعيف عمى إحياء العموـ‪ ،‬كما قاموا باإلنشاء والتعمير كأنيـ مصرييف‪.1‬‬

‫و قمد اليكسوس الفراعنة وكتبوا أسمائيـ عمى اآلثار الييروغميفية‪ ،2‬وجدت عمى الجعاريف‬

‫الكبيرة التي عثر عمييا في مصر منقوشة عمى الطريقة األسيوية‪ ،3‬ما يعكس لنا تأثير‬

‫المصرييف عمى اليكسوس‪.‬‬

‫ولقد كانت الحياة العممية بسيطة لكف قائمة عمى نظـ وأسس ثابتة‪ ،‬فقد اىتموا بالتعميـ‬

‫وكاف المتعمـ محاط بيالة مف التقدير العجيبة ‪ ،4‬وكاف التعميـ يساعد عمى الترقية في مختمف‬

‫الوظائف‪ ،‬واألب ىو المسؤوؿ عف تعميـ ابنو وتربيتو‪ ،‬وكاف يكتب ذلؾ في تعاليـ وىي عبارة‬

‫عف نماذج يوجو فييا األب خبلصة تجاربو البنو‪ ،‬وقد كاف التعميـ يقتصر عمى فئة معينة وىـ‬

‫مف أبناء االرستقراطية‪ ،‬عف طريق مدارس القصر التي تعمـ وتخرج منو الكتيبة فالواحد منيـ‬

‫إنما ىو كاتب دار الحياة‪ ،5‬وفي ىاتو المدارس نظاـ صارـ إذ عمى الطالب أف ينسخ في اليوـ‬

‫ماال يقل عف ثبلث صفحات ليتعمـ الكتابة الصحيحة والقواعد واألسموب‪ .6‬وكاف مف يذىب إلى‬

‫إلى المدرسة يعفى مف األعماؿ الشاقة وكانت الفتيات ال تذىبف لممدرسة‪.‬‬

‫‪ -1‬رمضاف عبده‪ :‬تاريخ مصر القديـ‪ ،‬ج ‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59‬‬


‫‪ -2‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.353‬‬
‫‪ -3‬إبراىيـ نمير سيف الديف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪. 573-572‬‬
‫‪ -4‬ت‪.‬جيمز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.555‬‬
‫‪ -5‬دمحم بيومي ميراف‪ :‬الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬ج‪( ،5‬دط)‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5919 ،‬ص‪. 254‬‬
‫‪ -6‬نعيـ فرح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.554‬‬
‫‪72‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وكاف الطالب قبل أف ينتقل لممدرسة‪ ،‬يمر بمرحمة قبميا منذ الطفولة يبدأ بدراسة بسيطة‬

‫يتعمـ فييا مبادغ القراءة والكتابة ثـ ينتقل إلى مراحل أعمى‪.1‬‬

‫وكاف يطمق عمى المدرسة دور الحياة‪ ،‬ذلؾ ما يبرز مكانة العمـ لدػ المصرييف القدامى‪،‬‬

‫يمتحق بيا المميزوف‪ ،‬وكانت دور الحياة تخدـ جميع مجاالت الحياة‪. 2‬‬

‫وقد عرفوا اآلداب بحيث قسمت إلى أربعة أقساـ‪ :‬األدب الديني والقصصي واألدب‬

‫العاطفي أو الغنائي واألدب الفمسفي‪.‬‬

‫بحيث تطور األدب الديني بتطور البيئة والمجتمع‪ ،‬وكانت تعبر عف تطور مفيوـ نشأة‬

‫الكوف وخمق العالـ‪ ،‬وكاف ىذا األدب يعكس أف السمطة الممكية ممنوحة مف قبل اإللو وىو مف‬

‫يمنحيا ويضاؼ إلى األدب الديني الكثير مف األناشيد والتراتيل الدينية التي وضعت لتمجيد‬

‫اآللية وحوؿ فضميا في خمق العالـ والمحافظة عميو بقوتو‪.3‬‬

‫‪ /1‬األدب القصصي‪ :‬وصفنا لنا ىذا األدب رحبلت المصرييف إلى خارج حدود مصر‪،‬‬

‫وتحتوؼ القصة عمى عناصر خيالية قديمة‪ ،‬وكمثاؿ عمى األدب القصصي نسرد قصة سنوىى‬

‫التي تتحدث عف أمير ييرب إلى سوريا حتى ال يتيـ بمؤامرة حيكت ضد الممؾ‪ ،4‬فيتعرض في‬

‫طريقو لمعطش والعذاب‪ ،‬ومف كمماتو "داىمني العطش فجف حمقي‪ ،‬فقمت أف ىذا طعـ الموت‪،‬‬

‫ثـ يصل األمير إلى سورية ويصف حياتو فييا ‪."...‬‬

‫‪ -1‬جورج ىارت‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫‪ -2‬نفسو‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ -3‬نعيـ فرح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -4‬احمد منذور طو‪ :‬مجمة الحضارة المصرية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬ص‪.3‬‬
‫‪75‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ /2‬األدب العاطفي أو الغنائي‪ :‬ويحتوؼ عمى كثير مف األناشيد الدينية العاطفية واألناشيد‬

‫ذات المعنى االقتصادؼ وغير ذلؾ‪.‬‬

‫‪ /3‬األدب الفلسفي‪ :‬رغـ سيطرة الديف عمى مناحي الحياة‪ ،‬إال انو قد ظيرت بعض‬

‫القصائد الشعرية التي تفصح عف عدـ االعتقاد بالحياة اآلخرة وتدعو لبلستمتاع بممذات الحياة‪،‬‬

‫ويحتوؼ األدب الفمسفي الكثير مف النصائح والحكـ التي تعبر عف خبلصة تجارب الحياة في‬

‫مصر بشتى أنواعيا‪.1‬‬

‫أما فيما يخص العموـ فأثبتت لنا اآلثار ما وصمت إليو العموـ مف درجات المدنية وما‬

‫أحرزوه مف الفنوف العقمية والفمسفية والطبية والكيمياوية‪ ،‬كما برعوا في عمـ الهيئة والنجوـ‬

‫واليندسة السيما فف الطب الوقائي‪ ،2‬ليس بمفيوـ الطب الحالي الذؼ يجرؼ عمميات جراحية‬

‫وانما ىو طب وقائي يحمي مف حدوث األمراض‪ ،‬وكاف يزاوؿ ىذه المينة الكينة وكانوا‬

‫يستخدموف المشارط واألدوات الطبية التي استخدمت في األعماؿ الجراحية كما توصموا لعبلج‬

‫العديد مف األمراض عف طريق استخداـ العقاقير المستخمصة مف األعشاب الطبيعية وبعض‬

‫المواد األخرػ‪ ،‬كما كانوا عمى دراية كبيرة بتركيب األدوية وذلؾ بخمط بعض المواد واألعشاب‬

‫بنسب معينة ‪.‬‬

‫وساعد عمـ التشريح واستخداـ العقاقير الطبية عمى إعداد المتوفى لمحياة األخرػ عف‬

‫طريق الحفاظ عمى جثمانو ضد عوامل التحمل والتمف‪ ،‬وعميو توصموا لعممية التحنيط عف طريق‬

‫‪ -1‬نعيـ فرح ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.525-96‬‬


‫‪ -2‬ميخائيل شاروبيـ بؾ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.325‬‬
‫‪74‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫معالجة طبية باستخداـ السحر‪ 2،1‬ولـ يقتصر التحنيط عمى اإلنساف فقط بل تعداه إلى بعض‬

‫الحيوانات السيما المحبوبة والمقدسة منيا كذلؾ بعض النباتات‪ ،‬وقد شمل التحنيط عمى المموؾ‬

‫واألمراء وحاشية الببلط الممكي واألغنياء مف الناس أما البقية مف الناس فمـ تحنط جثمانيـ‬

‫بسبب التكاليف الباىظة‪ ،‬وقد استعممت مواد وعقاقير مختمفة منيا‪:‬‬

‫* النطرون‪ :‬وىو مادة بيضاء مف الممح استعممت كمادة أساسية في تجفيف الجثث مف‬

‫الداخل والخارج‪.‬‬

‫* القار‪ :‬ويقصد بو الزفت الطبيعي ‪،‬يممئ بو جوؼ اإلنساف لمحفاظ عميو مف التفسخ‬

‫والتحمل‪.‬‬

‫* المواد الراتنجية‪ :‬عبارة عف زيت تخيف‪ ،‬مف أنواعو الصمغ والمر إللصاؽ لفائف الكتاف‬

‫الذؼ تمف بو المومياء‪ ،‬أما المر فيو صمغ راتنجي ذو رائحة طيبة‪ ،‬يمسح بو كامل الجسـ‪ ،‬كما‬

‫يستعمل كبخور في المعابد‪ ،‬إضافة إلى مواد عطرية أخرػ‪.‬‬

‫* شمع النحل‪ :‬استخدـ لغفل العيف واألنف والفـ ولصق الجرح‪.‬‬

‫* خيار شنبر والقرفة‪ :‬ىما بيارات تستخدـ كمواد مجففة‪.‬‬

‫* النباتات‪ :‬مجموعة مف الخضروات والفواكو‪ ،‬كالبصل الذؼ يستخدـ في الحفاظ عمى‬

‫الجثة مف التعفف‪.‬‬

‫‪ -1‬السحر‪ :‬ىو عمل ييدؼ عمى التغمب القوػ التي تتصرؼ في مصير اإلنساف‪ .‬أدولف أيرماف‪ :‬الديانة المصرية القديمة‪،‬‬
‫(دط)‪ ،‬تر‪ :‬عبد المنعـ أبو بكر ودمحم أنور شكرؼ‪ ،‬مكتبة مدبولي القاىرة‪ ،5994 ،‬القاىرة‪ ،‬ص‪.294‬‬
‫‪ -2‬جورج ىارت‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪77‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كذلؾ نبيذ التمر كمادة حمضية تستخدـ في تجويف جوؼ الجثة‪ ،‬كذلؾ استخدمت بعض‬

‫أنواع األزىار والخضروات بقصد تعطير الجثة‪ ،‬وىذه النباتات توضع بيف أكفاؼ لفائف‬

‫المومياءات‪.‬‬

‫كذلؾ زيت العرعر استخدـ في مسح الجثة مف الخارج بعد التحنيط مف اجل الحفاظ عمى‬

‫طراوة الجمد كذلؾ مواد نباتية أخرػ دخمت في عممية التحنيط ىي نشارة الخشب والكتاف والمتاف‬

‫استخدمتا لحشو جوؼ الجسـ بعد عممية تنظيفو مف األحشاء الداخمية‪ ،‬إضافة إلى الحناء‬

‫لغرض التجميل‪.1‬‬

‫* العقاقير‪ :‬ذات الروائح الزكية استخدـ لمتعطير يمسح بيا الجسـ لتحنيط ومنيا زيت‬

‫الزيتوف‪ ،‬وفي أثناء مراسيـ التعطير والدفف واألعياد كاف يستخدـ أيضا كبخور لمتعطير‪.‬‬

‫* الملح‪ :‬يستخدـ كمادة مجففة بديمة عف النطروف‪.2‬‬

‫أما عف طريقة التحنيط فكانوا إذا حنطوا الجثة اخرجوا دماغ القحف مف المنخاريف‬

‫واخرجوا األمعاء إال القمب‪ ،‬مف ثقب في الخاصرة يـ يغسمونيا بخمر الخل ويردونيا إلى جوفيا‬

‫ويممؤونيا بالمر والقرفة وكل أنواع األطياب والعطور ويدىنوف الجسد بزيت مف الزيوت العطرية‬

‫مدة ‪ 22‬يوما ثـ يوضع في ماء النطروف مدة ‪ 52‬يوما ثـ يمف بمفائف مغموسة بالمر مدىونة‬

‫‪ -1‬جماؿ ندا صالح السمماني‪ :‬التحنيط في مصر القديمة‪ ،‬مجمة كمية اآلداب‪ ،‬العدد ‪ ،525‬كمية اآلداب‪ ،‬قسـ التاريخ‪ ،‬جامعة‬
‫بغداد‪ ،‬ص ص‪.222-223‬‬
‫‪ -2‬نفسو‪ ،‬ص ص ‪.252-229‬‬
‫‪76‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مف الخارج بماء الصمغ لموقاية مف اليواء ثـ يوضع في تابوت مف الخشب أو الحجر ويسمـ‬

‫ألىمو فإما أف يبقوه في بيوتيـ أو يدفنوه‪.1‬‬

‫أما السحر فقد كاف يدرس في دور الحياة‪ ،‬وكاف لمسحرة مركز ومكانة مرموقة‪ ،‬حيث تقمد‬

‫البعض منيـ أعمى مناصب الدولة أو مستشاريف وعمماء وأطباء يفخروف بحمل لقب الساحر‬

‫بجانب مينتيـ األصمية‪ ،‬ولـ يقتصر السحر عمى السحرة مف الرجاؿ فقط بل كاف لبعض النساء‬

‫معرفة تامة لمسحر‪ ،‬فبعضيف حممف لقب "عرافة المعبد"‪ ،2‬كما اشتغمف في الطب‪ ،‬وقد عالج‬

‫الطب المصرؼ القديـ مرض الصرع‪.3‬‬

‫كما عرفوا الفف‪ ،‬الذؼ ارتبط بالديف والذؼ بدوره لعب دو ار كبي ار في نشؤه وتطور تطوره‬

‫ومف الفنوف الرسـ والتصوير والنحت‪ ،4‬فقد استعمل المصريوف في الرسـ أصباغا بقيت زاىرة‬

‫بمضي السنيف عمييا‪.‬‬

‫وقد حاؾ النحاتوف مف الطبيعة بنقوشيـ مناظر مدىشة‪ ،5‬فقد ساروا عمى كل مف فني‬

‫التصوير والنقش وتأث ار بالعقائد الدينية فكاف منيا التماثيل فبعضيا ضخمة وبعضيا اآلخر‬

‫متوسطة‪ ،‬وقد وضعت التماثيل في المعابد قصد التقديس‪ ،‬ووقد نحتت التماثيل في أوضاع‬

‫مختمفة‪ ،‬كالوقوؼ والجموس والسجود‪ ،‬وبعض التماثيل بييئة كاممة‪ ،‬وبعضيا نصفية وبعضيا‬

‫‪ -1‬ميخائيل شاروبيـ بؾ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.327-324‬‬


‫‪ -2‬سيد كريـ‪ :‬لغز الحضارة المصرية‪( ،‬دط)‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،5997 ،‬ص‪.527‬‬
‫‪ -3‬ميخائيل شاروبيـ بيؾ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.322‬‬
‫‪ -4‬نعيـ فرح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.523‬‬
‫‪ -5‬شارؿ نسيوبوس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.35-32‬‬
‫‪71‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اآلخر راسية فقط‪ ،‬وكانت منيا البشرية مذكرة ومؤنثة والحيوانية‪ ،‬ولنحت استخدموا الحجر‬

‫والخشب والطيف الفخارؼ‪،‬وفي عيد اليكسوس استخدموا مادة البرونز لمنحت‪.‬‬

‫وقد عرفت مصر في عيد اليكسوس أيضا الشادوؼ والنوؿ والقيثارة التي استخدمت في‬

‫المعازؼ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجانب الديني‬

‫كاف المجتمع المصرؼ مف اشد المجتمعات تدينا ودليل ذلؾ أنيـ عبدوا آلية كثيرة‪ .2‬وقد‬

‫حاوؿ اليكسوس أف يستوعبوا بقدر ما استطاعوا الكثير مف الجوانب الحضارية المصرية‪،‬‬

‫وربطوا أنفسيـ لمعض العقائد الدينية المصرية فنجدىـ قد عبدوا اآللية المصرية بوجو عاـ‪ ،‬واف‬

‫ابدوا اىتماما كبي ار باإللو "سوتخ"‪ ،3‬التي شبيوىا بمعبودىـ القومي فمزجوا بينيما وعبدوا كمف‬

‫منيما في شخص اآلخر‪ ،4‬واإللو سوتخ ىو صورة مف اإللو المصرؼ ست احد أقدـ اآللية في‬

‫مصر‪ ،‬وىو عضو في ناسوع آلية ىيبوبوليوس (عيف الشمس المصرية حاليا)‪ ،‬واف ست كاف‬

‫إليا لمشر طبقا لمعقائد المصرية القديمة‪ ،‬دخل في صراع مع اإللو أوزيريس الو الخير ومعو ابنو‬

‫حورس مف بعده‪ ،‬والذؼ أحرز نص ار نيائيا عمى عمو اإللو ست وبذلؾ كتب لمخير أف ينتصر‬

‫عمى الشر حسب األسطورة‪.5‬‬

‫‪ -1‬زكريا رجب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.379‬‬


‫‪ -2‬شارؿ نسوبوس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميـ نور الديف‪ :‬المرجع السابق ص ص‪.22-39‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز صالح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 313‬‬
‫‪ -5‬األسطورة‪ :‬ىي حكاية تقميدية تمعب الكائنات الماورائية أدوارىا الرئيسية‪ .‬فراس السواح‪ :‬األسطورة والمعنى‪ ،‬ط‪ ،3‬دار عبلء‬
‫الديف‪ ،‬دمشق‪ ،3225 ،‬ص ص‪.6-7‬‬
‫‪79‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كاف اإللو ست يعبد منذ العصور األولى واتخذه بعض المموؾ إليا لمصر‪ ،‬وكاف احد‬

‫المعبودات الرئيسية في شرؽ الدلتا منذ الدولة القديمة‪ ،‬والظاىر أف اليكسوس قد وجدوا في ىذا‬

‫اآللة صورة مف اإللو األسيوؼ بعل ذؼ الطابع الحربي القتالي بفمسطيف وسوريا‪ ،1‬فعبدوه األمر‬

‫الذؼ اغضب المصرييف عمى اعتبار أف ست ىو قاتل الو الخير أوزيريس‪ ،‬كما أف اليكسوس‬

‫كانوا يبدوف اىتماـ بالحمار فدفنوه في مقابر‪ ،‬ربما اعتبروه مف بيف رموز اإللو ست‪ ،‬أو ربما ناؿ‬

‫قدسية لسبب آخر ال نعممو‪.2‬‬

‫كما أف اليكسوس قد أقاموا معبد لآللية ست في أواريس‪ ،‬ىذا ما ذكرتو لوحة األربعمائة‬

‫‪3‬‬
‫إلى عاـ (‪.)522‬‬

‫أما المصرييف فقد عبدوا مئات اآللية وأىميـ اآللو رع (الشمس) كما أنيـ صوروا اآللية‬

‫في أشكاؿ‪.‬‬

‫وفي عيد الدولة الوسطى عندما تصبحت مدينة طيبة عاصمة لمدولة أصبح اإللو المحمي‬

‫آموف إليا رسميا لمدولة‪ ،‬وامتزج بو الو الشمس رع‪.4‬‬

‫ومع أنيـ كانوا كثيرؼ اآللية والمعبودات فقد كانوا أمة موحدة‪ ،‬أما ما نراه مف كثرة‬

‫معبودات وتعدد لآللية فكميا رمز يرجع إلى وحدانية وذات هللا العالية‪ ،‬وقاؿ المؤرخ "شمبميوف"‪،5‬‬

‫‪ -1‬ياروسبلؼ نشرؼ‪ :‬الديانة المصرية القديمة‪ ،‬ط‪ ،5‬تر‪ :‬احمد قدرؼ‪ ،‬مر‪ :‬دمحم ماىر طو‪ ،‬دار الشرؽ‪ ،5997 ،‬ص‪.564‬‬
‫‪ -2‬زكية يوسف طبوزادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -3‬إبراىيـ نمير سيف الديف وآخروف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.323‬‬
‫‪ -4‬نعيـ فرح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.552‬‬
‫‪62‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫"شمبميوف"‪ ،1‬وقد استنتجنا مما ىو منقوش عمى اآلثار المصرية‪ ،‬أف اآللية المصرية كانت امة‬

‫موحدة عبدوا هللا غير أنيـ يظيروف صفاتو العميا مشخصة في بعض المحسوسات‪ ،‬وأنيـ لما‬

‫تغمغموا في سبيل التوحيد وقطعوا آخر مرحمة عمموا أف الروح أبدية واعتقدوا بصحة الحساب‬

‫والعقاب‪ ،‬وعميو يكوف آموف‪ ،‬ست (سوتخ) ‪ ....‬وغيره أسماء لصفات اإللو‪.‬‬

‫كما أف اليكسوس ربما كانوا ليـ نفس نظرة التوحيد‪ .2‬ألنيـ امنوا بحياة ما بعد الموت إلى‬

‫الخمود والدليل تحنيط جثث موتاىـ إذ حنط انتف لحد مموؾ اليكسوس ودفف مع المتاع‬

‫الجنائزؼ الخاص بالمقاتميف‪.3‬‬

‫* المعابد وملحقاتها‪ :‬عرفت مصر القديمة نوعيف مف المعابد األولى اعتبرت منازؿ‬

‫لآللية والثانية معابد جنائزية حيث خصص إلقامة الشعائر لممموؾ بعد وفاتيـ‪ ،‬وتشيد المعابد‬

‫الجنائزية‪ ،‬أما اليرـ الذؼ يسجف فيو جثماف المتوفى (الممؾ)‪ ،‬وتوضع تماثيل عمى ىيئة الممؾ‬

‫في المعبد ومف خبلؿ الطقوس كانت التماثيل تطر وتمس الثياب وتمسح بالزيت العطرة‪ ،‬وتزيف‬

‫وتوضع أماميا القرابيف فوؽ المائدة المجاورة لمباؿ الوىمي‪ .‬وبذلؾ يسيل عمى المتوفى االنتقاؿ‬

‫مف عالـ الموتى إلى عالـ األحياء‪ ،‬لتناوؿ الطعاـ‪.4‬‬

‫‪ -1‬شامبميوف‪ :‬ىو جاف فرونس شامبميوف حل رموز الكتابة المصرية القديمة وكاف عالـ الطبيعيات توماس جورج قد اكتشف‬
‫أسماء بطميموس وكميوبت ار مكتوبة بالييروغميفية وعميو استعاف شامبميوف بيذيف اإلسميف أف يحدد أصوات إثنا عشر مف‬
‫العبلمات التي ثبت أنيا عبلمات أبجدية‪ ،‬توفي سنة ‪5123‬ـ‪ ،‬لكنو قبل ذلؾ استطاع أف يكتب أجرمية صغيرة وأف يعد قاموسا‬
‫صغي ار لمغة الييروغميفية‪ .‬جيمس ىنرؼ بريستد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.559-551‬‬
‫‪ -2‬ميخائيل شاروبيـ بيؾ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.327‬‬
‫‪ -3‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.357‬‬
‫‪ -4‬دومينيؾ فالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪65‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما الخدمة اليومية في المعابد تعتمد عمى أشخاص مستعديف؛ الف ييتموا بشؤوف‬

‫الموتى‪ ،1‬وتتمثل في إقامة الشعائر مرتيف يوميا وىي تنسق مع الوجبتيف المتيف كاف الممؾ‬

‫المتوفى يتناوليما في حياتو‪ ،‬ثـ تزييف التماثيل وتق أر الطقوس ويطير المكاف مرات ويرش‬

‫بالماء‪ ،‬كذلؾ إلحضار القرابيف واعدادىا‪ ،‬وتتكوف مف بعض الطيور‪ ،‬واطراؼ العجوؿ والخبز‬

‫والعجة‪ ،...‬وكذلؾ توزيع المؤونة المقدسة لمممؾ وأعماؿ حواسة المبنى ومحتوياتو وينقسـ‬

‫العامموف في المعابد إلى خمسة مجموعات يباشرىا خمسة رؤساء تقوـ كل منيا بالخدمة‬

‫بالتناوب وفقا لجدوؿ مازاؿ بعضيا باقيا حتى يومنا ىذا ‪،‬وتنقسـ كل مجموعة إلى قسميف‬

‫يقودىا مسؤوؿ‪ ،2‬والى جانب ىؤالء لخدمة المعبد ىناؾ المظيروف والحرفيوف ومصففو الشعر‬

‫والفخاريوف والطباخوف ومنظفو المبلبس والمبلحوف‪ ،‬والحمالوف واألطباء والمنشدوف‪ ،‬بحيث يبمغ‬

‫مجموعيـ الكمي ثبلثمائة فرد‪.3‬‬

‫أما المعابد الجنائزية في طيبة كانت في منزلة تجمع بيف المعابد اإلليية مف ناحية أخرػ‪،‬‬

‫وتضـ ىذه المعابد قص ار مصغ ار إلقامة االحتفاالت‪ ،‬واضافة إلى ذلؾ أف المعابد تمثل المركز‬

‫االقتصادؼ واإلدارؼ‪ ،‬كما كانت المعابد اإلدارية الكبرػ مراكز المؤسسات شاسعة متنوعة‬

‫االختصاصات‪ ،‬لذا اختص كل معبد ذو شأف بقصة الخمق كما تخيميا الكينة‪ ،‬منذ األزمنة‬

‫وتشيد في نفس المكاف الذؼ ولد فيو العالـ طبقا ليذه القصة‪ ،‬ويوضع فيو تمثاؿ اإللو ويبقى‬

‫‪ -1‬يا روسبلؼ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.543‬‬


‫‪ -2‬دومينيؾ فالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -3‬سيرج سونيروف‪ :‬كياف مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬زينب الكردؼ‪ ،‬مر‪ :‬احمد بدوؼ‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪،5941 ،‬‬
‫ص ص ‪.31-37‬‬
‫‪63‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حبيس الناووس‪ ،1‬وال يحق ألحد أف يفتح أبواب الناووس إال أعظـ الكينة مرتبة‪ ،‬ويشوؼ عمى‬

‫تزييف التمثاؿ والباسو ووضع الحمي مف حولو واطبلؽ البخور‪ ،‬وتقديـ أشيى األطعمة الطازجة‬

‫وترتفع أصواتيـ بتبلوة الشعائر المقدسة اليومية‪ ،‬وفي نفس الوقت تجرؼ مراسيـ أخرػ كحمل‬

‫التمثاؿ أو مركبة اإللو والطواؼ بو فوؽ سطح المعبد أو خارجو وتصدر الموسيقى واألناشيد‬

‫لطقوس‪.2‬‬

‫أما المقابر فتنوعت عمارتيا باختبلؼ الزماف والمكاف والبيئة االجتماعية‪ ،‬ففي ىذه المقابر‬

‫دلت اآلثار عف الرغبة التي دفعت المصرؼ إلى نقل أىـ العناصر الضرورية لحياتو عمى‬

‫األرض إلى المقبرة ضمانا الستمرار الحياة األخرػ‪.3‬‬

‫وشيدت أولى المصاطب‪ 4‬بالطوب والمبف‪ ،‬وأحيطت بصور لو دخبلت رأسية عميقة‬

‫متعاقبة‪ .‬واخذ فف بناء المقابر وتخطيطيا يتطور‪ ،‬إذ تبدو عمارة المصطبة ككتمة ضخمة تضـ‬

‫الجزء العموؼ مف البناء وتتكوف مف صفة صغيرة تفضي إلى البناء وتتكوف المقصورة الجنائزية‬

‫مف عدد مف الحجرات لكل منيا وظيفتيا الخاصة‪ ،‬وكاف السرداب المغمق يحتوؼ عمى تمثاؿ‬

‫قريب الشبو بالمتوفى‪ ،‬وأسفل ىذا الجزء العموؼ مف المقبرة توجد حجرة دفف واحدة أو أكثر نصل‬

‫إلييا مف خبلؿ بئر وكاف ىذا البئر عمودؼ تقع فوىتو عمى القمة ويمؤل باألحجار بعد الدفف‪.5‬‬

‫‪ -1‬الناووس‪ :‬مقصورة ليا باب يغمق تحتوؼ عمى تمثاؿ اإللو الرئيسي لممعبد‪ .‬دومينيؾ فالبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -2‬نفسو‪ ،‬ص ص‪.23-25‬‬
‫‪ -3‬نعيـ فرح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.521‬‬
‫‪ -4‬المصاطب‪ :‬ىو اسـ اصطبلحي أطمق عمى المقابر الممكية في بداية األسرات وعمى مقابر األفراد في الدولة القديمة‪.‬‬
‫باروسوالؼ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.557‬‬
‫‪ -5‬باروسوالؼ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.545-557‬‬
‫‪62‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما المقابر الصخرية فيتقدميا فناء أو فناءاف إذ توفر المكاف‪ ،‬وقد يوجد عبلوة عمى ذلؾ‬

‫درج فحم كمدخل لممقبرة‪ ،‬وقد اعتمد المصريوف ىاذيف النمطيف المعمارييف مع عبر مختمف‬

‫عصور التاريخ المصرؼ‪ ،‬كما ظيرت مقابر أخرػ جمعت بيف النمطيف‪.‬‬

‫أما عف جدراف المقابر فقد كانت تخمو مف مناظر تقديـ القرابيف أو مناظر طقوس‬

‫الشعائر الجنائزية‪ ،‬بل كانت تسجل وفقا لقواعد العصر بنص أو بصورة مرفقة وتعميق قصير‬

‫ألمبلؾ المتوفى واألنشطة الوظيفية وغيرىا‪ ،‬ىذا باإلضافة لبعض مظاىر سمطتو وسمطانو وما‬

‫شارؾ فيو أو عاصره مف أحداث ميمة‪ ،‬كما كاف يصور أفراد أسرتو وأصدقاؤه و رؤساؤه‬

‫ومرؤوسيو‪.‬‬

‫وكانت المقبرة تعبر عف ثراء صاحبيا‪ ،‬وذلؾ نظ ار لمساحتيا ورسوميا ونصوصيا‪ .‬ومع‬

‫بداية الدولة الحديثة كاف أثاث المقبرة متكوف مف عناصر جنائزية كالتوابيت‪ 1‬واألحشاء‬

‫وتماثيل المجاوب‪ 2‬وكتاب الموتى‪ 3‬وما يحتاج المتوفى مف أثاث ومبلبس‪.1‬‬

‫‪ -1‬التابوت يوضع فيو جسد الميت بعد التحنيط ‪ ....‬الصندوؽ تصور فيو األبواب واألعيف حيث أف المتوفى لما يوضع في‬
‫التابوت يعتقد انو في بيتو وتستطيع روحو مغادرة التابوت عف طريق األبواب المرسومة عندما يرغب في زيارة العالـ الخارجي‪،‬‬
‫أما األعيف فكانت تساعده في معرفة القرابيف الموضوعة ورؤية العالـ الخارجي‪ ،‬كما كانت تزيف بنقوش أخرػ مختمفة وليا‬
‫أشكاؿ كذلؾ مختمفة‪ .‬وفاء الصديق‪ :‬رحمة إلى الخمود‪( ،‬دط)‪ ،‬تق‪ :‬زاىي حواس‪ ،‬طباعة المجمس األعمى لآلثار‪( ،‬دت)‪،‬‬
‫ص‪.55‬‬
‫‪ -2‬التمثاؿ المجاوب‪ :‬ويسمى اوشاوبتى‪ ،‬وىي تماثيل الخدـ التي تسير عمى خدمة المتوفى‪ .‬نفسو‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬كتاب الموتى‪ :‬ىي نصوص تزود المتوفى بكل ما يمكف أف يساعده في حياة ما بعد الموت‪ .‬ازىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪. 69‬‬
‫‪65‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مف جيتيا األىرامات عرفت تطورات بتطور فف اليندسة المعمارية‪ ،‬وعميو تطور شكل‬

‫المقبرة الممكية مف المصطبة إلى اليرـ‪ .2‬وكاف لميرـ ست مستويات‪ ،‬وعرؼ باسـ اليرـ المدرج‬

‫وصمـ بيذا الشكل ليكوف بمثابة سمـ ضخـ يصعد عميو الممؾ حتى يمتحق بالو الشمس في‬

‫السماء‪ ،‬كما كاف اليدؼ منيا أيضا حماية جثث المموؾ الفراعنة المدفونة في أعماقو الداخمية‪،‬‬

‫وقد كانت األىرامات تزود بأبواب مف الجرانيت والممرات الوىمية‪ ،‬وذلؾ لتمويو لصوص‬

‫الكنوز المدفونة مع المموؾ‪.3‬‬

‫وبمطمع عيد الدولة الحديثة انتيى عيد بناء األىرامات‪ ،‬حيث قرر الممؾ تحوتمس األوؿ‬

‫ترؾ تقاليد المقبرة اليرمية وأمر بأف يدفف في مكاف مجيوؿ عف الناس في باطف األرض‬

‫فأصبح وادؼ المموؾ غربي طيبة مدفننا لمموؾ األسرة الثامنة عشر حتى العشريف‪.4‬‬

‫وقد امنوا بخمود الروح واعتبروا أف الحياة تمتد بعد الموت شبيية بالحياة فوؽ األرض‪،5‬‬

‫فقد اعتقدوا بالخمود والبقاء بعد الموت وعميو اعتبروا الحفاظ عمى الجسد أىـ طقس جنائزؼ مف‬

‫اجل المحافظة عمييا‪ ،6‬وربما جاءت ىذه الفكرة عف طريق فيضاف نير النيل الذؼ يأتي كل‬

‫عاـ يجمب معو الحياة لؤلرض‪ ،‬وأيضا الشمس في شروقيا وغروبيا‪ ،‬وعميو يتغير عالـ األحياء‬

‫و في الميل يتغير عالـ الموتى‪.‬‬

‫‪ -1‬دومينيؾ فالبيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.19-14‬‬


‫‪ -2‬نيقوال جيرماف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.526-527‬‬
‫‪ -3‬جورج ىارت‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.35-32‬‬
‫‪ -4‬نعيـ فرح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.521‬‬
‫‪ -5‬أبكار السقاؼ‪ :‬الديف في مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تق‪ :‬ميدؼ مصطفى‪ ،‬مطبعة العصور الجديدة‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ -6‬وفاء الصديق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪64‬‬
‫المظاهر الحضارية لمصر خالل عهد الهكسوس‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما رأػ المصرؼ أف النيل يفصل بيف عالمي األحياء والواقع عمى الضفة الشرقية لمنيل‪،‬‬

‫فبنو فييا مساكنيـ ومعابدىـ‪ ،‬وعالـ األموات الواقع لمضفة الغربية لذلؾ جاءت زاخرة باألىرامات‬

‫والمقابر‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلؾ التعاويذ الدينية التي توضع في المقابر‪ ،‬في محاولة لتغمب عمى الموت‪،‬‬

‫لكف العكس تماما فيـ لـ يخشوا الموت‪ ،‬ولكف أرادوا الخمود في العالـ اآلخر‪ ،‬لذا أرادوا حفع‬

‫جثمانيـ فزودوا أنفسيـ بالعديد مف الكتب الدينية التي تساعد عمى التغمب عمى الصعاب التي‬

‫تواجو المتوفى حتى الوصوؿ إلى "جنة الخمود"‪ ،‬كما تخيموا أف ىذه الرحمة شاقة مميئة باألخطار‬

‫والعقبات فصوروىا مميئة بكائنات غريبة يجب التغمب عمييا‪.‬‬

‫لذلؾ نجده مف عصور الدولة القديمة يسجل مجموعة مف التعاويذ والنصوص الدينية‬

‫عرفت باسـ متوف األىرامات‪ ،‬وأوؿ ظيور ليا كاف عمى جدراف وحجر الدفف‪ ،‬وكانت قاصرة‬

‫عمى المموؾ فقط‪ ،‬ثـ بداية مف عصر الدولة الوسطى وتبعا لمتغيير في الممكية وقمة ىيبة‬

‫المموؾ‪ ،‬أصبحت تمؾ النصوص متاحة لكافة طبقات المجتمع‪ ،‬وكانت تسجل عمى التوابيت‬

‫وليذا سميت بمتوف التوابيت‪ .1‬وتطوره إلى كتاب الموتى‪.‬‬

‫‪ -1‬زاىي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66‬‬


‫‪67‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻃﺮﺩ ﺍﳍﻜﺴﻮﺱ‬

‫‪ ‬ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ‪ :‬ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬

‫‪ ‬ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺍﻟﺘﺤﺮ‪‬ﺭ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬


‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مراحل التحرير‬

‫المطلب األول‪ :‬المرحلة األولى‬

‫م ػػريام ػ ػ ـااألس ػػر فاالخ مس ػػشا و ػػراسالس دس ػػشا و ػػر ادسفامفا ك ػػسفا ػ ػ فاالمم ػػر فام ػػفا‬

‫س ط عامق سمشااليكسسس‪،1‬اخ مشاانوالـا كفاب ق ػ امػفاممػراالمسػ قمشاسػسطاوػر فا ػ ا ػ ا‬

‫ممػػرااليم ػ ا م ػػعا نػػسعامػػفاا سػ قاؿاالػػذا اس خ ػػعانسػ النذػػسذاط بػػش‪،‬اسقػػداام نيػساا ػػفاد ػػعا‬

‫الجز شاس دساامنيـااس يممساامسا دساا االيملا مػ ا رر ػؾارػرلااليمػ ب ي‪،‬اس م ػداىػذااالوػر فا‬

‫يشا م مػ الميكسػسسا ػ ا‬ ‫مفاالقسم شا امر ظشامس سطاال امثميامقم اجي ياممراالخ‬

‫ممػػراالسسػػط اسر ػ االذ ػ ف‪،‬اسلكػػفام ػ ال ػ امم ػ ار اط بػػشامفاوػػيرساا نػػسعامػػفاالقػػس ا ػػدمساا ػ ا‬

‫ال ر لفامعاج رانيـا االوم ؿاسالجنسل‪،‬اكم ا مدسااإل اك بػشاامسػم هيـا ػ اخػراط شامسػ سقشا‬

‫ب أللق لاالممك ش‪ .2‬ا‬

‫االركػ ػ ـاا‬ ‫اان ي ػػزاىػ ػ‬ ‫ممػ ػ امخ ػػذيااقػ ػسايااليكس ػػسسا ػ ػ اال ػػيفاسس ػػطس يـا ػ ػ اال ػػدا‬

‫الط سفاالذرمشا دمساااليملا اس لااسػ ردادارر ػشا مػدىـا اس سػيسفال خمػ صاسطػنيـامػفاذلػؾا‬

‫الدخ ل‪،‬اسقداك لاليـاهللااالذسزاسالنج حابيداررلاطس مش‪ .‬ا‬

‫‪،‬اصاص‪ .318-311‬ا‬ ‫‪-1‬اد كسؼاكسن ل ف‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪ .13‬ا‬ ‫‪-2‬ا داالرم ـانسراالد ف‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪87‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لك ػػفا انػ ػػدر اب ل ػػبفااألسػ ػػب لاالمب وػ ػػر ال ػػد اا ر ك ػ ػ ؾا ػ ػ فااليكس ػػسساسرك ػ ػ ـاط بػ ػػشا‬

‫سمر سلشااليكسػسساالق ػ ا مػ اركػ ـاط بػشاق ػلامفا قػسطاوػسك يـ‪،‬ارغػـا ثسرنػ ا مػ ا ػددامػفا‬

‫السث ه ا س حاالدسراالذ اليبوامم ار اط بشا اطردااليكسسسا راالمرارلاالثاثش‪ .1‬ا‬

‫المرحلةةة األولةةى‪:‬ا ػػدميا زمػ ياال رر ػػرامػػفاإقمػ ـاط بػػش‪،‬اسكػ فاقػدااسػ لابيػػدامسقيػػوا ػ ا‬

‫قمػػلاالمػػي د‪،‬اس م ػػعا نػػسعامػػفاا س ػ قاؿاالػػذا ‪،‬اس مقػػيابهذى ػ نيـاممج ػ دىـاالقد مػػشا ػ االدسلػػشا‬

‫السسػط ‪،‬اكمػ ااسػ ط عاكبػ رارك مػوامفا مػدساانذػسذىـار ػ ام ػدسساسم ازرػساانذػسذااليكسػسساإلػ ا‬

‫الوم ؿار اردسداالقسم ش‪،‬اسا رساامنذسيـاالخمذ االمب ور فالممػسؾاالدسلػشاالسسػط ‪،‬اس ر ػيا‬

‫مسر يـاالم لكشاب سـااألسر االس بيشا وراالسطن شاس مرياآخراممسؾااليكسػسس‪،‬اسكػ فاسػقنفا‬

‫االث ن )اسسلدهاك مساسمرمسامىـاالممسؾاالمق سم فالميكسسس‪ .2‬ا‬ ‫رعا(‬

‫ا ن ػ سر ا‬ ‫ػ يـا رد ػػشاسػ ل و‪ 3‬ك يػ اط لػػلاممػػر ا ػػد‬ ‫سقػػدامػػسرياطر ػ امػػفا دا ػػشاان ذ‬

‫خاؿاالقرفا‪35‬ؽ‪.‬ـام ابيداخرسجااليكسسسامفاممرا ثاثشاقرسف‪ .‬ا‬

‫رسيانمسصاال رد شامفاممراك نيا هفا رياسطه االسب اسانوالـا كفاىن ؾاممػؾاقػس ا‪،‬ا‬

‫قفاالث ن )ا امد نشاط بشاالجنسب شارلاالسب ا امد نػشاع ػ مسعا‬ ‫نم اركـاالممؾاسقنفارع(ا‬

‫ياال رد ػشامفا‬ ‫اممؾااليكسسسا ارشاس ر اسم‬ ‫(اليكسسسا)‪،4‬اسبمين اآخرااس قراالممؾاا‬

‫‪،‬اص‪.272‬‬ ‫‪-1‬ازكر ارجلا داالمج د‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪ .272‬ا‬ ‫‪-2‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬
‫ا ن ساخاؿاالقرفا‪31‬اؽ‪.‬ـ‪،‬امفا يداالممؾامرن خ‪.‬ا‬ ‫‪-3‬ا رد شاس ل وارقـا‪:3‬اى ا ب ر ا فا م ر فاك ي اط للاممر ا د‬
‫‪،‬اص‪.27‬‬ ‫زك شا سسفاط سزاد ‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪،‬اص‪ .6‬ا‬ ‫‪-4‬ا دؿاالس دا دااليز ز‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪87‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اىذاا يملالممي اسداعسس خعا(سي)اسلػـا قػدراالػواسػساه‪،‬اسمقػ ـالػوامي ػدا ظػ ـاالوػهفا ج نػلا‬ ‫ا‬

‫قمػره‪،‬اسكػ فا سم ػ ا قػػدـالػػوابػ لق ار ف‪،‬اكمػ اا ػ دارجػ ؿار وػ وامفا رممػساالػػواالزىػػسرا قم ػػدالمػ ا‬

‫ك فا جػر ا ػ امي ػداالمي ػسداالممػر االك ػر‪،‬ا ػ ارػ فان مػراسػقنفارعاممػؾاط بػشاا لػواامػسفا‬

‫رعاسنمرسهاسا رسهاك رااآلليش‪ .1‬ا‬

‫سلػػـا ق مػػرااألمػػرا م ػ ااخػ اؼاالمػػذى فا ػػلاك نػػياس ار ها ر ب ػ ياممػ اػر شامس ػ ر ا مػػلا‬

‫ا ػ ػ امم ػػؾااليكس ػػسس‪،‬ا مػ ػ ااسػ ػ ذزازاالمم ػػؾاالمم ػػر اس ػػقنفارعاإلػ ػ ار ػػرلام ػػر رشاق ػػلامفا‬

‫س ػ كملا د ػػوالي ػ ‪،‬اسك ػ فاالممػػؾام ػػسا ػ سا بر ػ ا ػ امس ػػسعالخم ػ االوػػج را نػػواسب ػ فاالممػػؾا‬

‫ا د ام ـا م اذلؾاممراالممؾام ػسا ػ سا ضر ػ را‬ ‫سقنفارعامم راالمد نشااالجنسب ش‪,‬اسبيداانق‬

‫بػػهفا جيػػلا ػػرساالبرػػرا ػػرؾاالبر ػاػر ‪،‬اسبػػذلؾاسػ رطاجال ػػؾاقمػػشام سانػػواألنػػوا ا م ػػلالهلػػوا ػ ا‬

‫األرضاكميػ اإ اممػسفارعاممػػؾااإلليػش‪...‬اسبيػدامػػرسرا ػد ام ػ ـا مػ اذلػؾامرسػلاالممػػؾام ػسا ػ سا‬

‫إلػ امم ػر االمد نػشاالجنسب ػػشا‪....‬ا قػ ؿاالذر ػسفالرسػسؿ‪:‬القػػدامرسػلالػؾاالممػؾام ػػسا ػ سابقػسؿ‪:‬امػػرا‬

‫بهفا يجرا رساالبررابر ر واال ا ا ن سعاالمد نشاط بػشاألنػوا ػرساالنيػر‪2‬اا ا سػمحاالنػسـامفا‬

‫و ال اامساني رااإذاامفاممسا وامز جشا امذن اس ندهذابق امم راالمد نشاالجنسب شامػ م ‪...‬ا‬

‫سلػػـا كػػفا يػػرؼاك ػػفا مػػسغاجساب ػ ارسػػسؿاالممػػؾام ػػسا ػ سا ق ػ ؿامم ػػراالمد نػػشاالجنسب ػػش‪:‬امرجػػعا‬

‫ا ق اسلواسه يموا ندم ا ه ‪....‬ا ي دارسسؿاالممؾام سا س‪ .‬ا‬ ‫الممؾام سا ساس دؾ‪...‬ام او‬

‫‪،‬اص‪.1‬‬ ‫‪-1‬امي لادرس ش‪:‬االمرجعاالس‬


‫موابود ا‬
‫ّ‬ ‫‪-2‬ا رساالنير‪:‬اىسار سافا ّذطا م االنب ياساأل و لاسالثم ر‪،‬اسىسامدا عاقس ا م ّعابين ا خـاسقس ا ضذاا حا‬
‫افاسمقسس فامدّب فا نداالقمش اغم ظ فا نداالق د ا مغا‬
‫ّ‬ ‫لمس شا فاالذك فا مغامكثرامفام ر‪،‬اسب لذؾاالسذم ان ب فاطس‬
‫‪،‬اص‪ .32‬ا‬ ‫طسؿاالن لارسال ا‪18‬اسـ‪.‬اإ راى ـا سسفاالو م ‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪78‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫رياىػذهاال رد ػشا ػفامػدطاال مػزؽاالس سػ ا ػ اممػراسمفاا يػ ـاالسا ػحاالػذ اسجيػوا‬

‫م سا ساممؾااليكسسس‪1‬األم راط بشاسق فارعاغ رارق قػ اس وػؾامنػواكػ فاإوػ ر ارمز ػشاسقمػشا‬

‫مخ مذػػشا ك ػػفا سػػمحام ػراساالنيػػرا ػ ابر ػػر اط بػػشا ػ االجنػسلا نػػدامسار ػػساوػػم ؿاوػػرؽاالػػدل ا‬

‫رامه يااألم ؿ‪,‬ا هرادا يذاامفا ط للااألم رابط بشامفا كفا فا مػؾاا سػ يدادايااليسػكر شا‬

‫ال ػ امرػػسا سجسدىػ اممػػؾااليكسػػسساساآل ػػشامػػفاجنػػسلاالػػباداالبي ػػد ا ػػفاسػ طر واساد اركػ امنػػوا‬

‫خطسر يػ ‪،‬اس وػػؾامفاالرسػ لشاالمسجيػػشال م ػػراط بػػشاالممػػر شاقػػدامررج ػػواسكػ فا م ػػوامفا ساجػػوا‬

‫ىػػذااالمسقػػفا د مسم سػ شارػػذر ‪،‬اكمػ ا مػػلا مػ امر ػ االرسػػسؿاسد يػػوابػػواذلػػؾالجمػػعامس وػ ر وا‬

‫سرج لواألخذاال مر ا م ا جلا م وانرساىػذاااألم ػراس ػدسامفااألم ػراالط ػ الػـا مقػ ام اميسنػشا‬

‫مػفامس وػ ر واالمػػذ فاظمػساامػ م فار نمػ ا ػػرضا مػ يـاىػذهاالرسػ لش‪،‬اغ ػرامفانػػصاال رد ػشالػػـا‬

‫ػ ا م ػ امفاممػػؾااليكسػػسسالػػـا كػػفا ػ اسسػػيوامفا كػػسفاممك ػ ا‬ ‫مػػلاك ػ ما‪.‬اكم ػ ادؿاالػػنصام‬

‫مػ اممػػراكميػ ‪،‬اسافانوػ طامىػػلاط بػػشااقمقػػواسافاالط ػػسفاجيمػساامػػفااخػ اؼاالمػػذىلاالػػد ن ا‬

‫نيـاسب فااليكسسساس ب المبغاجي دىـا دىـابمػب شامقدسػش‪،‬اسرغػـامفاىػذهاال رد ػشاقػدا مػفا‬

‫ج ػز امني ػ اإ امني ػ امػػسرياكػػذلؾارمساسػػقنفارعاالػػذ ا ثػػرا م ػػوا ػ اط بػػشا ػػمفا د ػػدامػػفا‬

‫المسم سايا ـا‪3883‬ـاب لقرلامفاالد راالبرر ا‪2‬ا‪،‬ا قدا ثرا م ارمساسقنفارعا م يػ اخمسػشا‬

‫‪،‬اص‪.272‬‬ ‫‪ -1‬دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪-2‬انذسو‪،‬اصا‪.278‬‬
‫‪73‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫جػػرسحا م قػػشاب ػرب ياس ػ فاسمقميػػشاسب ػػيشاسػػي ـ‪،‬اسدؿاكػػلاجػػرحامني ػ ا م ػ ا دا ػػشاالجي ػ دا‬

‫المسمحا ا يدها‪،‬سبس ل وا االررسل‪،‬اسقدام ياسىسا ا دا شاالثاث ن يامفا مره‪ .1‬ا‬

‫س ػػذكراالنمػػسصاانػػواخػػرجا مػ ارمساج وػػوا ػ اوػػكلامسػ ر اررب ػػشاانظػػـاإل يػ االكث ػػرسفا‬

‫مػػفام ن ػ االوػػيلاالممػػر امػػفا ار ػ فاس م ػ ؿاسرػػر ف‪،‬اسمػػفاىػػـاا ػ اسػػفاالوػػب لامػػفاك ػػشا‬

‫األق ػ ػ ل ـاالمم ػ ػػر شام طػ ػػس فالاوػ ػ ػ راؾا ػ ػ اى ػ ػػواالرػ ػػرلاالمقدس ػ ػػشاال ػ ػ ا ػ ػػدمى ا ػ ػػدامي ق ػ ػػلا‬

‫اليكسسس‪،2‬اسقدارجرياميظـااآل ار امق لاسقنفارعاخاؿاالررلا دااليكسػسساس سػ دؿا ػذلؾا‬

‫رن ػ فامسم ػ هاال ػ ا ػػدسامني ػ ا مػػيا م ػ اسجػػواالسػػر شا ػػرؾاالسجػػوامنكمو ػ اسم ػ هااقم ػ اانرػػسا‬

‫ال س ػ ر‪،‬اسخػػرجالس ػ نوامػػفا مػػو‪،‬اسس ػ ؿاالمػػخا م ػ اج نػػو‪،‬امم ػ االجسػػدا قػػدا مػػف‪،‬اسىػػذاا ذس ػرامفا‬

‫رن فاجثشااألم راقدا ـا ػ اظػرسؼاغ ػرا د ػش‪،‬الػـا سػن امييػ اال رنػ فاالػذ ا ن سػلابيمم ػشا‬

‫رذظاس رن فاالجثػشابػ لمذيسـاالػد ن اسكػذلؾامػعامك نػشااألم ػراس م ػواربمػ اىػذهاجػ يا مػ اسجػوا‬

‫السر شا ا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المرحلة الثانية‬

‫بيداس اسقنفارعا سل ابيدهاا نواك مساز مشاط بش‪،‬اسمػاسرياجيػ دهاسجيػ دارج لػواثاثػشا‬

‫نمػػسص‪،‬امق مي ػ ا ػ االكرنػػؾاسدرسا ػ ر خاك بػػواط لػػلا م ػ السر ػشاخو ػ شام ػ ر اسى ػ السرػػشا‬

‫كػ رنر سفا‪،‬امػػسراىػذااالػػدرساالم اررػلااألسلػ المجيػ دا ػ ا يػدهاكمػ ارساىػ امنمػ ره‪،‬اسسمػذسهاانػػوا‬

‫‪،‬اصاص‪ .88-86‬ا‬ ‫‪-1‬ا دااليز ز‪:‬ام لحاالمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪.78‬‬ ‫‪-2‬امخ راالسس ق ‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪72‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ػػا‪،‬اسافااإلل ػػوارعاوػ ػ امفا جيم ػػواممكػ ػ ا يم ػ ػ ‪،‬اسسىب ػػواالجػ ػ مر ا ػ ػ االرػ ػ ‪،1‬اسقػ ػ ؿا ػ ػ ا‬ ‫ممكػ ػ ا‬

‫المجمػػس‪:‬ا(ك ػػفااقػػدرانذػػسذ اىػػذااإذااك ػ فاىن ػ ؾار ػ كـا عرػػشاس ػػر عاسر ػ كـاآخػػرا ػ اك ػ ش‪،‬ا‬

‫س زلياوػر ك الميكسػسساسزنجػ ‪،‬اسكػلامنػ ا سػ طرا مػ ارقيػشامػفاىػذهاالػباد‪،‬اإنػ ا امكػ داا مػغا‬

‫منػػف‪،‬اسقػػداس ػ طرااليػػدسا مػ امنطقػػشااألوػػمسن فاسم ػ ا ػ داارػػدا ػػهمفاب لسػػملاسالنيػػلاسالي سد ػػشا‬

‫لم ػػدسااألس ػ س ف‪،‬اسك نػػيا ر ػػشاممػػرا ػ اذلػػؾاالسقػػيامفاجيػػااالممػػؾاك ػ مسا ػ اط بػػشا ػ فا‬

‫وػ ػػق االرر ػ ػ ‪،‬ا نم ػ ػ االيكسػ ػػسسا ػ ػ االوػ ػػم ؿاسمممكػ ػػشاالنسبػ ػػشا ػ ػ االجنػ ػػسل‪،‬اسمػ ػػفاالسا ػ ػػحامفا‬

‫اليكسػػسسالػػـا ر م ػسااممػػراكمي ػ ا قػػدا سقذػػيا سر ػ يـا نػػداممػػراالسسػػط اسا ػػرياالقسم ػ شا‬

‫ممشالممق طيشاالرابيشا ورا االسجواالق م ارداا ماا فاالطر ف‪ .‬ا‬

‫س مػ اىػػذاا قػػداردامجمسػػوا‪...‬مننػ ا ػ اطمهن نػػشانممػػؾانمػ ب امػػفاممػػر‪،‬اسافاالقػػسـا ررثػػسفا‬

‫لنػ امرسػػفامر ػػيـ‪،‬اسم وػ ن ا ر ػ ا ػ امسػ نقي ياالػػدل اسالوػػي را ػػدرسالخن ز رنػ ‪،‬اسمساوػ ن الػػـا‬

‫مل‪ .‬ا‬

‫اسقدارمطاامس و ر وامنواسامفااألنسػلا ػ اظػرس يـا مػؾاإ ا بػ درسااب ليػدساس ا ػرسفام ػررا‬

‫لمق ػ ؿام ػ ادامػ اػساا ممكػػسفانم ػ يـامػػفااألرضاس ػػررسفاذلػػؾالمممػػؾامػػفااس ػ قرارامر ػساؿاالر ػ ا‬

‫سالم وػ شاس ػػدسامفاالممػػؾاكػ مسار ػػضا كػػر اا ك ذػ اب لػػد عا ػػفااألرضا نػػدم ا يػ جـاسر ػػضا‬

‫رد ثيـ‪،‬اسم مفا زموا فاالق ؿ‪ .2‬ا‬

‫‪،‬اصاصا‪ .276-272‬ا‬ ‫‪-1‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اصاص‪ .7-8‬ا‬ ‫‪-2‬ا دؿاالس دا دااليز ز‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪71‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫سبيػػذااقمػػداد ػػس امىػػلاالػػبادالمرػػرلا ق ػ ؿاليػػـااعسلسػػسؼامق ػػلااليػػدساسابقػػرابطنػػو‪،‬اسافا‬

‫امفامرػػرراممػػراساس ػ حادم ػ االي ػ مسا‪....‬عاسبيػػداىػػذااالخط ػ لااس بوػػرالرسػػفاال ػػفا‬ ‫غػ‬

‫بسساداويبوا ق ؿاألىلاالباداسسؼامر رلا مساسسسؼا ر لذن االنج ح‪ .1‬ا‬

‫انطم اك مسا ج وواالممر اسجندا ر ق امػفاال جػ س ف‪ 2‬اسالنسب ػسفاالمػذ فادانػسالػوابػ لس ‪،‬ا‬

‫ساس خدميـا اطم يشاج وواسمدؽا نوابويبوا يرعالوامىلاالوػرؽاسال ػرل‪،‬اكمػ اممػدسااج وػوا‬

‫ف‪،‬اسسمػػفامس ػ ر وامػػعاج وػػوا ػرااسبر ػراا يم ػ انمػػلا ػػذك ر امق مػػواك ػ مسا‬
‫ب إلمػػداداياسالم ػ ا‬

‫بمي داالكرنؾانصا قسؿا و‪ :‬ا‬

‫عمبرػػرياوػػم ال ػػرلااألس ػ س فا‪...‬سق ػ ياالم ػلا ػ اسػػذ ن اسقم ػ ا ػرحا‪....‬س ػربيا‬

‫اليػػدساسدمػػريامس ػساره‪....‬سك فاجنػػسد اك ألسػػسد‪....‬ع‪،‬اس ػ انػػصاآخػػرالػػواسمػػفامس ػ ر وامػػعا‬

‫ج وػوابرػراا قػ ؿاعمبرػػريا ػ ا ػزـاألجػػلااليكسػػسساس قػ األمػػراممػػسفااذ االػ مر االروػ د‪،‬اسج وػ ا‬

‫مم م امس بسلاكهنواويمشامفان رع‪ .‬ا‬

‫سبػػدمابممػػراالسسػػط ا طيرىػ امػػفااليكسػػسساس قػػلاالمخػ لذ فاليػػـا ػ ا مػػد انذرسسػ ‪،‬اثػػـا‬

‫سجػػواوػػم ؿاالػساد اسقطػػعااإلمػػداداياال ػ اك نػػيا مػػلااليكسػػسسا ػػفاطر ػ ا ػػرسعاالن ػػل‪،‬اسىنػ ا‬

‫انقسـااليكسسسا م امنذسيـاسخرجابي يـا مػ اط ػشاممكيػـ‪،‬اسمرػرزاكػ مسانمػراا ػ ابيػضا‬

‫المساقػػعاالنير ػػشاسسمػػفادخسلػػواإلرػػدطاالمػػدفا ػ امسػػمسل ل ػ اق ػ ؿ‪3:‬اعلمرػػيانسػ االيػػدسا ػػسؽا‬

‫د ػ رها طمػػعامػػفاالنسا ػػذاإل ػ االو ػ طحاسر نم ػ اسػػمين امػػس الػػـا س ػ طيفاال رػػرؾ‪...‬ر فاكنػػيا‬

‫‪،‬اصاص‪ .7-8‬ا‬ ‫‪-1‬ا دؿاالس دا دااليز ز‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪.18‬‬ ‫‪-2‬ا ال ج س ف‪:‬اىـاالمسال فالمممر فامفاالنسبش‪.‬ا داالرم ـانسراالد ف‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪،‬اصاصا‪ .276-272‬ا‬ ‫‪-3‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪73‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫من د اىذاامسامفااليجسـاىذااإنذاراسلسسؼاان مػراعسسػجلارج لػوا ػ انمسمػوابيػضااليبػ رايا‬

‫ال اك فا رددى امني ‪:‬اعسسؼا يجزامعاج وؾام ي االي مسا‪....‬اس نكوػفاظيػرؾام يػ االخ سػح‪،‬ا‬

‫اسر ؾاسس اسؼا م لااليقـانس ا مم ؾ‪،‬اسلفا نبضاقمسبيفا ام دانيفارػ فا‬


‫ي اىساج و اا‬

‫فاالقػ درالػفاادعا‬
‫سميفامرخ ياج و ‪،‬امفاا د اى االيم اسالنج حارم ذ ‪،‬ام اسر ارب اممس ا‬

‫ادسفامفااركلا سقؾاسر فا خمدامنذ سؾ‪،‬اسك فامفاقسلػوا‬ ‫لؾابق اسلفااد ؾا خطرا م اار‬

‫ك ػػذلؾاعلق ػػداخ ػػيامم ل ػػؾام يػ ػ االخ س ػػحاال ػػذ اا ػ ػ دا مػ ػ امفا ق ػػسؿامنػ ػ اسػ ػ داس امث ػػلالػ ػ ‪،‬اممػ ػ ا‬

‫مػػم ؾا سػػسؼاامر يػ اسلػػفااجيػػلاارػػدا يثػػراليػ ا مػ ااثػػر‪،‬اسسػػسؼامدمػػراقػػرطاوػػيبؾا ػػهررؽا‬

‫د رىـار ا مبحا ا ارم ار اإل ااأل د‪....‬ع‪ .1‬ا‬

‫سمػػفاخػػاؿاكػػلاىػػذاانسػػساوػػيسراك ػ مساب ػ لقس اسانػػواق ػ درا م ػ ا ػػدم رااليكسػػسس‪،‬اسكػػذلؾا‬

‫االرسحاالسطن شاال اك فا ق سـا ي ‪ .‬ا‬ ‫مدطارقدها م ااألجن االم ملام‬

‫دااك مسا ي هػشاالجمػ ى رامػفااجػلاالك ارمػشاس ػداالمر ػلاكمػ ا مػلا مػ ا طي ػراالج يػشا‬

‫الداخم شاس ػهم فاظيػرهابرممػشا مػ االنسبػشاب سػ ا اربمػ ا مػ ا ػسىفاسسمػسلواإلػ اكرمػ اجنػسلا‬

‫الجنػ ػػدؿاالث ل ػ ػ ‪،‬اانطم ػ ػ اك ػ ػ مسا ج وػ ػػواالممػ ػػر انرػ ػػساالوػ ػػم ؿا قدمػ ػػوا ر ػ ػ امػ ػػفاالمج ػ ػ س ‪،2‬ا‬

‫سر مػػرىـا ػ ا مػػم يـاالرم ػ نشاال ػ اا خػػذسى ا ػ امد نػػشام ػ ر س‪،‬اسجيميػػـا ا ج ػ ارافا م ػ ا‬

‫مجرداالخرسجامفا مؾاالمد نش‪ .3‬ا‬

‫‪،‬اصاصا‪ .276-272‬ا‬ ‫‪-1‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪ .18‬ا‬ ‫‪-2‬ازك شا سسفاط سزاد ‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪،‬اص‪ .78‬ا‬ ‫‪-3‬امخ راالسس ذ ‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪72‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫سك نيامسؿاميركشا امد نشانذرسسػ ا(المنمػسر ار ل ػ ا)ا مػ ارػدسداإقمػ ـاالس ػلاالوػم ل شا‬

‫مر ظػشاالمن ػ ‪،‬اسان مػػراكػ مساسخػػرجاالجػ شاالممػػر ا ػ امسلػ اميركػشاظػ راامن مػرااسوػػجيوا‬

‫ىذااا ن م رااألسؿاب ل قدـاسمساممشاالكذ ح‪ .1‬ا‬

‫س خ رن ػ انم ػ ااك وػػفارػػد ث ا ػ االكرنػػؾامفاممػػؾااليكسػػسساقػػداسػػي ال ر ػ لفامػػعاممػػؾا‬

‫ػػشا ػ ػ امساجي ػػشاكػ ػ مس‪.3‬ا هرس ػػلااليكس ػػسسارسػ ػ لشا ػػفاطر ػ ػ ا‬ ‫ك ػػسش‪2‬ال ر ػػعام ػػفاقد ار ػػواالد‬

‫السارػ يال كسنػساا ػ امػػهمفامػػفا ػػسفاكػ مسالكػػفا ممػساابػػهمرىـاسمرسػػلاكػ مسارسػ لشاسػػر شامػػفا‬

‫ج وػػوا رمػػدياالرسػػلاساسػ سل ا مػ االرسػ لش‪،‬اسمطمػ االرسػػلالكػ ا خ ػػلاممػػلااليكسػػسس‪،‬اسىػػذاا‬

‫ال ر لفامػعاالنسبػشا ػدؿا مػ ا ػيفااليكسػسساس ػدـاقػدر يـا مػ االمساجيػشاممػ اا ػطرىـاإلػ ا‬

‫طملااليسفاسالم امر ‪ .‬ا‬

‫رغػػـاإفاك ػ مساق ػ ا م ػ االم ػ امر اإ اانػػواخ ػ ؼامفا ي ػػدااالرم ذ ػ فاالكػػر ا س ػػعابي ػضا‬

‫سردا وا االسار ياسممراالسسط ‪،‬اسررلاىساإل االي ممشاط بش‪،‬اسمق ـاار ذ ؿا رجس و‪ .4‬ا‬

‫سمػػعاذلػػؾالػػـا ػ مكفاك ػ مسامػػفامفا ق ػ ا م ػ االيكسػػسساق ػ ام رم ػ ا طػػردىـاخ ػ رجا‬

‫الػػبادا‪ ،‬قػػداا ػػطرالميػػسد ا ج وػػواجنسبػ ال ق ػ ا مػ امػ امر ا ػػـا ػػد رى ا ػ فامم ػراالنسبػػشاسام ػػسا‬

‫س‪،‬الك ا قسـاالنسب سفاب زساالػبادامػفاجيػشاالجنػسلال وػ ياالجػ شاالممػر ا ػ فارػرلا ػ ا‬

‫‪،‬اص‪.18‬‬ ‫‪-1‬ازك شا سسفاط سزاد ‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪ -2‬مممكشاكسش‪ :‬اركمياالسسدافاخاؿا ر ام ا فاالقرف ا‪ 7‬اؽ‪.‬ـاإل االقرف ا‪ 3‬اؽ‪.‬ـ‪،‬اسمطم االكسو سف اا سـا م اكلاجز را‬
‫سوبو اجز ر االساقيش ا ف انير ا م ر ا االوم ؿ اسالن ل ااألزرؽ ا االجنسل اسنير االن ل ا االورؽ اس طم ا م ي ار ل اإقم ـا‬
‫ر اكسشاالذ ار نشاالسسدان ش‪ .‬ا‬ ‫البط لمش‪.‬امرس االسسدان شا‪:‬امجمشاإ ر ق اق ر ن ‪ ،‬ددا‪37‬ا ن را‪،2836‬اار ار‬
‫‪،‬اص‪ .383‬ا‬ ‫‪-3‬اج فا رك ز‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪،‬اصا‪ .276-272‬ا‬ ‫‪-4‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪76‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجنسلاسررلا ػ االوػم ؿ‪.1‬ا ػس اكػ مسا ػ اظػرسؼاغ م ػشاق ػلامفا ػدخلاالميركػشاالذ مػمشا‬

‫دااليكسسس‪ .2‬ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫‪،‬اص‪.78‬‬ ‫‪-1‬امخ راالسس ق ‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪.276‬‬ ‫‪-2‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪78‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحرر ودور المرأة‬

‫المطملااألسؿ‪:‬االمررمشاالث لثشا ا‬

‫المرحلةةة الثالثةةة‪ :‬مػػياالمررمػػشااألخ ػػر امػػفاطػػردااليكسػػسسا مػ ا ػػداالممػػؾامرمػػسااألسؿ‪1‬ا‬

‫س ا زاؿا ذ م لاىذهاالمررمشاالني ه شالطػردىـا ػ ا يػدامرمػساوػر رشالقمػشاالممػ دراالميرس ػشا‬

‫ني ارغـامىم ي االب ل ش‪ .2‬ا‬

‫ركػػـامرمػػسار ػسال ااثن ػ فاس وػػر فاسػػنش‪،‬اسك ػ فا م ػػوامفا كمػػلامس ػ ر امخ ػػواالمم ػؾاك ػ مسا‬

‫سم واسقنفارعامفاق ل‪،‬اسافا خم ادسلشاجد د اسقداسلد ي االرساد اذا ي ‪ .‬ا‬

‫س قسؿاالم رخا سس ذسسانقاا فام ن سفا ندهػذاثػ راالممػسؾاالط ػسفااسمػ ابقػ امػفاممػرا‬

‫امرمػسا يزمػساا‬ ‫اثسر ا داالر ‪،‬اسنو ياررلا ظ مش‪،‬اسك نيالذ ر اطس مػشا رػياممػؾا ػد‬

‫سطرداكلامفابق امنيـا اممر‪ .‬ا‬

‫كم ػ ا ػػذكراالػػنصاك ػػفا رمػػفااليكسػػسسا ػ ا مػػم يـاالقس ػػشامسار ػػساسلػػـا خرج ػساامػػفا‬

‫ممراإ ابمسجلامي ىد اا رمسى امعاالممؾامرمسااألسؿارسلاالمم دراالكاس ك ش‪ .‬ا‬

‫كم ػ ا ػػذكرا سس ػ ذسساال يػػسد ابيػػداقػػرسفاطس مػػشامػػفاالجػػا امفااليكسػػسسام من ػسااال سػػم ـا‬

‫ألرمسابورطامفا درسااممػراامنػ فا‪.‬سخرجػساامػعامم يػ يـ‪،‬اسكػ نساا ا قمػسفارسػلاز مػوا ػفا‬

‫‪462‬املفاوخصاسىـا اال للامس دىـاسنس هيـ‪ .3‬ا‬

‫‪-1‬ار زـام دؽ‪:‬اسمطشاره ساالدسلشا فاالنظ م فاال رلم ن اسالره س ‪،‬ا(دط)‪،‬اداراالني ش‪،‬ا‪،2887‬اص‪.378‬‬
‫‪،‬اصاص‪ .32-38‬ا‬ ‫‪-2‬ا دؿاالس دا دااليز ز‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪،‬اص‪.277.277‬‬ ‫‪-‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪3‬‬

‫‪77‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كم ػ ا زك ػ االرسا ػػشاىػػذااالرػػد اانػػوا نػػدم اجػػاااليكسػػسسا ػػفاممػػراجمي ػساا مػػسليـا ػ ا‬

‫او رسى فاس رمنساا ي ‪ .1‬ا‬ ‫مد نشامفامي قميـاالقد مشاجنسلا مسط فا د‬

‫امرمػسا‬ ‫مم ارسلااآلث را قدامسراجز امفاني ػشااليكسػسساق هػدامػفاجػ شامرمػسا ػد‬

‫ػػفامب نػ امسام نػ ‪،2‬اسىػػساارػػدا ػػب طاالبرر ػػشا ذخػػرابمػ امنرػػوالػػواسػ دهاالممػػؾامرمػػسامػػفاذىػػل‪،‬ا‬

‫سارضاس دامك ه الوا م ام امظيػرهامػفاوػج شامثنػ اق لػوامػعاسػ دهاا ػدااليكسػسسا ػرس ا‬

‫نػػصاالمق ػػر ‪:....‬اسكػ فاسالػػد اجنػػد الممػػؾاممػػرااليم ػ اسالسػػذم االم جػػلاسػػقنفارعاسكػ فااسػػموا‬

‫ب نلارع‪،‬اسخدمياكجند ا د امنوا اسذ نشاالثسراالسرش‪،‬اسكػ فامػ راالكنػوااث ػيا ار ػوا ػ ا‬

‫الق ػ ؿ‪،‬اس ػ ازمػػفاس ػ داكػػاااألر ػ فاالم ػ دؽامرمػػسا نػػدم اكنػػياو ػ ب ‪،‬اسلػػـاا خػػذازسجػػش‪....‬ا‬

‫ساآلفا ندم امسسيامنز انقميا م االسذ نشاالوم ل ش‪،‬اسألن ااكنياوػج ا قػداا ػدياممػ ربشا‬

‫الممؾا م ااإلقداـالمخ رجابيرب وا‪....‬اس دسااانوا مثلاالج لاالثػ ن ا ػ اكذػ حااليكسػسسال سػ مرا‬

‫النصا اسمفاالمي رؾا ندامسار سا‪...‬عا ندم اجمسسااق لا مد امسار ػسامظيػرياوػج شا نػدا‬

‫قدـار ػر اسػ د اسرق ػيا مػ اذلػؾاإلػ اسػذ نشاالظيػسرا ػ امنػفا نػدم اوػر ساا ػ االق ػ ؿا مػ ا‬

‫الم ها االقن ا ندامسار ساسمسػريامسػ اراسمر ػريا ػدااسا نػ اذلػؾالر جػلاالممػؾ‪،‬اسقػدام طػ ا‬

‫ل ػ اذىػػلاالوػػج ش‪...‬اس س ػ مراالػػنصا ػ ا سػػج لاالمن سو ػ ياالررب ػػشا ػػفا مػػمشااليكسػػسسا‬

‫مسا ار ػػس‪.3‬اسر مػػرسى ار ػ ا ػػـااق ر مي ػ امػػفاق ػػلاالجنػػسداالممػػر فاثػػـاوػػر سااالسػػملاألسار ػػسا‬

‫‪،‬اصاص‪ .277-277‬ا‬ ‫‪-1‬ا دااليز زام لحا‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪ .67‬ا‬ ‫‪-2‬اارمدامم فاسم ـ‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪،‬اصاص‪ .32-38‬ا‬ ‫‪-3‬ا دؿاالس دا دااليز ز‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪77‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ػػدا‬ ‫سمر ػػرياىن ػ ؾاغن مػػشارجػػلاسثاثػػشانسػػس ‪،‬امجمس ػػشامربيػػشار سس‪،‬اسم ط ػ ىـاجال ػػوال ػ ا‬

‫‪...‬ع‪ .1‬ا‬

‫سمفاسردا مؾاالميركشا مكفا ػرج حامفاسػقسطامسار ػسابيػدااليجػسـاال اربػعالمقػساياالممػر شا‬

‫بيداممسداك رالممر مػر فاداخػلاالي مػمش‪.‬اسنيمػـامػفاذاياالػنصامفاالممػؾامرمػسااخػذابيػدا‬

‫ذلؾا ط ردااليكسسساخ رجاالردسداالممر شار الر ا يـ‪،‬اس بييـالم اى جرسااسػ ن ام جيػ فا‬

‫طابيػدا ػرارىـاإلػ امنطقػشاوػ رسى فاثاثػشاسػنسايار ػ امسػقطي ا‬


‫إل ا مسط ف‪،‬اسر مرىـامر امخػر ا‬

‫ػ اإفاالمي ػ رؾاداريا ػرااسبر ػرااس ذيػػـامنػػوا‬ ‫طاسق ػ ا مػ يـاني ه ػ ‪،‬اس ػػذكراالػػنصام‬


‫ىػ ااألخػػر ا‬

‫ػ ػ امني ػػـااسػ ػ سلساامس ا مػ ػ امن ػػفاث ػػـاا جيػ ػسااإلػ ػ امسار س ػػفااق رمسىػ ػ ا ن ػػس اسدمرسىػ ػ اساس ػػرساا‬ ‫م‬

‫ساج ػ ػػرسااغ ل ػ ػػشامىمي ػ ػ ا م ػ ػ االذ ػ ػراراثػ ػػـا بيػ ػػسىـا ػ ػػراس ػ ػ ن اإل ػ ػ امفا ػ ػػـارم ػ ػ رىـا ػ ػ امد نػ ػػشا‬

‫و رسى ف‪ .2‬ا‬

‫سىنػ انقػػعا ػ ااخػ اؼا ػ فاالػ مر فاسال نػ قضا ػ فاالممػػدر فا ػ فاخػػرسجيـامػػفا مػػم يـا‬

‫بمسجػػلامي ىػػد اا رمسىػ امػػعاالممػػؾامرمػػساكمػ ااد ػ ا سسػ ذسساسبػ فاسػػقسطا مػػم يـاثػػـا بػػعا‬

‫اسالق ػ ا م ػ يـاني ه ػ اسىن ػ ا‬


‫مػػسليـار ػ او ػ رسى فاسر مػػرىـاىن ػ ؾاثاثػػشاسػػنساياثػػـاسػػقسطي ا‬

‫ن س ؿ‪ :‬ا‬

‫‪ -3‬إذااا ر ػػن امػػدؽااد ػ االممػػدرااألسؿامػػفاخػػرسجااليكسػػسسام ػفا مػػم يـاسمػػفا‬

‫ممرابمسجلامي ىد ‪،‬ا مم ذاا بييـامرمساخ رجاالردسداالممر ا؟ ا‬

‫‪،‬اص‪ .383‬ا‬ ‫‪-1‬اج فا رك ز‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪ .11-12‬ا‬ ‫‪-2‬ازك شا سسفاط سزاد ا‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪78‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ا ػ او ػ رسى فاثاثػػشاسػػنساياسر مػػر يـاالق ػساياالممػػر شاإ امفا‬ ‫‪ -4‬سلم ػ ذاا رمػػفاى ػ‬

‫ا م يـ‪،‬ار ام ػـاالممػؾاالممػر امرمػساذلػؾامػفا‬ ‫كسفارغبشاقس شامفاالج نلاالممر المق‬

‫نج ح‪.‬ا ا‬

‫‪ -5‬ا ندم ادرس االي لـ ااألثر ا ا‪ f. petrie‬امسقع امسار س امث ي امف ام داد االيكسسسا‬

‫‪462222‬املفانسمشاكم ارساى االنصاالذ ا رمنساا واسخرجساامنوا ا مكفامفا س س لاىذاا‬

‫يفاالممدرااألسؿ ا م ارساها فاالمي ىد ا‪،‬سمفاالسا حامف اخرسجااليكسسسا‬ ‫اليددامم ا‬

‫ي االقساي االممر ش اال ا بيي ا مسليـ ا ر االردسدا‬ ‫مف اممر اك ف ابيد امي رؾ اورسش اخ‬

‫الممر شاالوم ل شاالورق شار الرقيا يـاجنسلا مسط فال ر مرىـامر امخرطا ا نداو رسى فا‬

‫ا م اىذااالخطرا‬ ‫ا م ابق ى ار ا ق‬ ‫سافاذلؾالـا ثن ا ز مشاالممؾامرمس امفاالق‬

‫ني ه ‪.1‬‬

‫سمفاالجد راب لذكرامف اىن ؾاممدراآخر اج امفانصا م امق ر امخرطا الق هدا سكر ا‬

‫اانخرطا اسمؾا‬ ‫امرمس ا فانخلاو رؾاىسااآلخر ا ا مؾااالميركشار‬ ‫ممر امخر ا د‬

‫ج ش االممؾ امرمس اسىس ا اسف االخ مسش ا ور امف ا مره‪ ،‬اسذكر ا امق ر و امف ا بع االممؾا‬

‫مرمس ا اررسبوا د االيكسسس ار ازاى ا(إردط االمن ط امس االمدفاالسسر شا)امم ا و را‬

‫س سحامفاالممؾامرمساذىلاابيدامفاو رسى فا امط رد والذمسؿااليكسسس‪ .2‬ا‬

‫‪،‬اص‪.32‬‬ ‫‪-1‬ا دؿاالس دا دااليز ز‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪:‬اص‪ .13‬ا‬ ‫‪-2‬ازك شا سسفاط س ازد ‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪73‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مم ا مر ا سس ذسساالذ ا قسؿامف اجا االيكسسسامفاممراىسامنيـ ااس سممسااألرمسا‬

‫األسؿ اورطامف ا ركيـاالممر فا ار ؿاس ميـاسافا درسااممراامن ف‪،‬اس ياا ـاليـاذلؾا‬

‫سخرجساابهم ي يـاسك نساا م سف امفااليددا‪ 462‬املف ا رد‪ .‬اسمفاالسا حامف ا سس ذسسامراد امفا‬

‫د ـ انظر و ابطر قش امم س ش االق همش ابهف االيكسسس ال سسا اسسط ا ن اإسراه ل اسمف اخرسجيـ امفا‬

‫ممرا جلامف ا رخابيداالممؾامرمس ااألسؿ اإ اإنن ام زلن ابي د فا فا رد دااليمراالذ ا‬

‫خرجا وامسس ا م واالساـابقسموامفاممر‪،‬اسمفامر سلشا سس ذسسال سياسسطاطر قشاسيميا‬

‫هر خااألردا ا فا مراجا االيكسسساسخرسج ا ن اإسراه لامذ رق ياك ر امفااألردا ا‬

‫ال ر خ ش‪ .1‬ا‬

‫سلم اطردامرمسااليكسسسامفاممراا جوا ج وواسسذنوانرساالجنسل‪،‬ال ي داباداالنسبشا‬

‫إل ااألرض االممر ش‪ ،‬اسذلؾابيدامف ام مني ابيضاالمن ط االنسب شاانذم لي ا فاممرامثن ا‬

‫انو لي ابررلااليكسسس‪،‬ابقمدااس رج عام ا قد واممرا اذلؾاالقطراالجنسب ‪ .2‬ا‬

‫طراب ياال اردثيا االقطراالممر ابيداسقسطاالمممكشاالسسط ا‬ ‫س ا خذ امف اا‬

‫مردثي ا هث رااسم ا االسسدافانرساممر‪،‬ا و امى ل اذلؾااإلقم ـا م االط شا م االممسؾا‬

‫لاسم رار اك ر ‪ ،‬الكفالم اان ي امرمسا‬ ‫الممر فاسام نيساامفاد عاالجز شاس س ساالي ابم‬

‫‪،‬اص‪ .337‬ا‬ ‫‪-1‬اج مساىنر ا رس د‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪.23‬‬ ‫‪-2‬امس مشارسف‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪72‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مفااليكسسساسسجواىميـانرساذلؾااإلقم ـ اسمخ يو ابسيسلش‪ ،‬اس م ااألخص ام اك فامنوا فا‬

‫الواؿااألسؿاسالث ن ‪ .1‬ا‬

‫مم امركزاالممؾار نهذا االقطراالممر ا ك فاميددااب لخطراألنو ابمجرداسمسلواإل ا‬

‫السسدافاق ـامى ل اقسـاجنسب اعالك لعا م والكنوا ملا نيـاسو ياومميـ‪،‬اسك فاميوامرمسا‬

‫ا ف امب ن ‪ ،‬اكم امف االممؾ امغدؽ ا م اجم ع اال ب ط االمذ ف ار ربسا اميو ا ا مؾ االميركش‪ .‬اكم ا‬

‫ا‬ ‫ط ا ق ؿاعجمعاالخ هفاالم مسلا م اممره االمد سا‬


‫رسطامرمس ا فامب ن اخ راخم ا نشامخر ا‬

‫داسثاثشا‬ ‫اف ‪ eti-en‬ارج لوال ر رلاجالشاالممؾا ق مو اجال واىساسخدمو‪ ،‬اسم ط ن اثاثشا‬

‫م دنشاسنمفا جيشاالك لاع‪ .2‬ا‬

‫حامف امرمس ااألسؿ انجحا اس سشاال لفامعارك ـامقس ـ اممر‪ ،‬ار ا‬ ‫سمفاىذاا‬

‫‪،‬اسمر ن ا‬ ‫جيميـا ريانذسذهاسك فا ر ا سزعا م يـاالذىلاس ر امخرطاا يلاليـاالي داساأل ار‬

‫جسدا م يـابهلق لاالورؼ‪ ،‬امم ا سا امعا قم شاالرك ـاالم رم فاب لج هاسال ذخااسرغـاالسم حا‬

‫ليـاب لمر ظشا م املق يـ اسام از يـ‪ .‬اكم امف االمذ فاانخرطسااميوا ارربوا دااليكسسسا‬

‫انخرطساا اخدمشاالركسمشاالممك ش‪،‬اسار ذظسااب لسث ه االك ر ‪،‬الكفارغـاذلؾاابق شاالكممشااليم ا‬

‫لمممؾاكم اانواس عا دها م امماكيـ اجم ي اإ ام ا خصاقسـاالك لااالذ ا ن زؿا نواليـا‬

‫ا ار اب لمس د اال اقدمي الوارك ـاىذااالقسـاسقيارربوامعااليكسسس‪ .‬ا‬

‫‪،‬اصاص‪.337-337‬‬ ‫‪-1‬اىنر ا رس د‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪-2‬انذسو‪،‬اص‪ .337‬ا‬
‫‪71‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫سقداسمحاالممؾالرك ـاالك لاا ر ذ ظابهر يـاسمماكيـ امد اج م فا قر ب اكم ا و راإل وا‬

‫اآلث ر‪ ،‬اسمف االم ي رؼ ا م و امف انذسذىـ اام د ابيد اذلؾ ا ومل امد نش امسن اسم اج سرى ا م رساا‬

‫د رسفااألق ل ـا فاط بشاسمد نشاالك ل‪ .1‬ا‬

‫س م وا بيداان م رامرمس امم ـ االيكسسساساسقفا مم يـام ر ساس رقيـار اخ رجا‬

‫ردسد اممر‪ ،‬اسر ل ااألمسر االداخم ش امع ارك ـ ااألقس ـ اساألق ل ـ‪ ،‬اان يي االذ ر اا ن ق ل ش اال ا‬

‫اس مريامكثرامفاقرن فاذاقيا يم اممرامرار اا ر اؿاسراس االنمر‪ .2‬ا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬كفاح المرأة‬

‫قنفا‬ ‫الـا ق مراالكذ ح ا م االرج ؿا قفا لار االنس امثلا و رطامـ اسقنفارعا(‬

‫انمسص ارذ دى امرمس ا مقلا‬ ‫الث ن ) اسمب ح ار ل ازسج و اسمـ اسلد و‪ ،‬اسقد اني ي امسليم ا‬

‫الي لمشامس االي ر شا قد راالقد ار ي اسمسالا مر ي اسقدا وياجز اامفا يدهاسمق ـ اب سمي اىرـا‬

‫اا فا ر ري اسمق ر ي ابط بش‪ .3‬ا‬ ‫سمقمسر ا ام دسسا‬

‫اكل االبادا‬ ‫السرش ارجر ش امف االكرنؾ ا قسؿ اع س طع ا‬ ‫مم االممكش ااع ار ل اسجمي ا‬

‫األجن ش اسى ا قسداالويسلا م االو اسف االممر شاسى اال اجميياالذ ر ف‪ ....‬اسلقد انوريا‬

‫الساـا اربسعاممرااليم اسطردياالم مرد ف‪....‬عس وؾامف اىذهااألسم ؼ ا دؿ ا م ادسرى ا‬

‫االنزاعا دااليكسسس‪،‬اسمني اس ديا م ا االرسحاالسطن شالدطاجنسداالممؾامرمس‪،‬اسمني ا‬

‫‪،‬اصاص‪.337-337‬‬ ‫‪-1‬اىنر ا رس د‪،‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اص‪.337‬‬ ‫‪-2‬اسم رامد ل‪:‬امسسس شا ر خاممر‪،‬االمرجعاالس‬
‫‪،‬اص‪.277‬‬ ‫‪-3‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪73‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مري امف اق ل اسقنف ارع ا االم داف اسربم اد ي ي اىذه اال جربش اإل امس د اا ني اك مسا‬

‫ا رق االنمر ا م ا د اا ني ااألخ را‬ ‫اق ؿ االيكسسس ار‬ ‫سرر و ا م اا س مرار ا‬

‫مرمس‪ .1‬ا‬

‫كم اك فالي اوير اخ رج شاس فاس د ي اللحاونبو م اجساراالرسضاالورق امفاالبررا‬

‫الم سسف‪ ،‬ا مكفامف اان م راياممرا ا يدامرمس اا ني اجنسب االو ـا ريامم مي اس لا‬

‫ا م ياالقد مشامعاالمسانح االذ ن ق ش‪ ،‬اسم اك فا ي ملاميي اجزراالبرراالم سسفاسقدامرادا‬

‫مىل اىذه االجزر االكر سف ا خ مش امف ا قربسا اإل االممؾ االممر االمن مر ا يدسه اسى دس امموا‬

‫سسمسى اس د االجزرا ور ذ الي ‪ .‬ا‬

‫كم امف امق ر ي اار ذظي ابآث ر اذاي ازخ رؼ ا مثل امسمسل االذف االمن س ا‪ ،‬اكم ا مريا‬

‫و رطاإل ا يدارذ دى امرمساسظميار يشاالمق ـ‪ .2‬ا‬

‫مم اآخر انس اررل اال رر ر اسى االممكش انذر ر ا اال اك ف الي االدسر االب رز ا اطردا‬

‫اليكسسس‪،3‬اسذلؾالمو رك ي ازسجي امرمسااألسؿا االركـاسخ مشالم اك فامنو اا اررلا‬

‫ش اال ا ركي ا‬ ‫ال رر ر ا ك ني اى امف ا د ر او سف االباد‪ ،‬اسقد امزالي ا ااآلث ر االس س ش االب‬

‫اليكسسس‪ ،‬اكم اق ي ا ف االقاقل اال ا ث رى ارك ـ ااألق ل ـ ابيض االخسنش اسالم ر لذ ف امعا‬

‫اليكسسس‪ .‬ا‬

‫‪،‬اص‪.31‬‬ ‫‪-1‬ا دؿاالس دا دااليز ز‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪،‬اصاص‪ .278-277‬ا‬ ‫‪-2‬ا دااليز زام لح‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪،‬اص‪ .226‬ا‬ ‫‪-3‬ادمحما م اسيداهللا‪:‬االمرجعاالس‬
‫‪72‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫س م وا مكنيامفا سر داالباداسطردااليكسسس‪،‬اساس ط يامفا سسامسر اممك شاجد د ا‬

‫ى اال امدخمياممرامفاال ر خاالممر االقد ـاإل ا مراجد داىسا مراالدسلشاالرد ثش‪ .1‬ا‬

‫ك نياميمشامرمس ا ا نظ ـاالركسمشاالممر شاسادار االباد االداخم شامخ مذشا م م ا فا‬

‫ؿا‬ ‫مينش اممنمر ل ااألسؿ‪ ،‬اسمسؿ اممسؾ ااألسر االث ن ش ا ور‪ .2‬ا ك ف الو اورؼ االنمر‪ ،‬ابيد ان‬

‫س قواإل و اوق ق واك مساسسالدهاسقنفارعاسغ رىم امفارك ـا ياط بش‪ ،‬اسمفاسراهيـاج شاقس ا‬

‫ل‪ .‬ا‬ ‫سويلامن‬

‫كسف اممر اقد انذ ي ا ف انذسي اغب ر اىذه االذ ر االمظممش امف ا ر خو‪ ،‬ا ر ا مرا‬

‫مراؿاالث ن ‪،‬اىذااالذ او ياوممي الممر ااألسل ا ا ر خي ابيدامفا سردياكدسلشاسارد ا‬ ‫ا‬

‫م ا داالممؾانيرمرا(م ن )‪ .‬ا‬

‫لقداك فاار اؿااليكسسسادرس اق س الممراسالممر فال هكدساامف االرذ ظا م اسرد ا‬

‫ار يـا طملا ن اداخم ا رق ااألمف اسالرخ اسا س قرار‪،‬اس طملامف ا كسف اىن ؾاج شاقس ا‬

‫ر ظا م اىذااال رال‪ ،‬اسمدرؾ امرمس ااألسؿ اسمفاج امفابيدهامفاممسؾاممراذلؾااألمر‪،‬ا‬

‫ع انمل ا ن ي امف ا رق اا س قرار اممرا‬ ‫كم ا جل امف ا خرج امف اا ر اؿ اقس ش او مخش ا‬

‫ر ااألمـ‪،‬اسك فامف اانطمقياالج سشاالممر شاا دا امفا يداالممؾامرمسا‬ ‫مس س ال ن ار‬

‫األسؿاسطساؿا مراالدسلشاالرد ثشال هم فاردسداممرا االمررمشااألسل ال ويراج راني ابقس ي ا‬

‫ثـاانطمقيا ا سس عاردسدى اسبن اسارد امفام ظـ اإم راطسر ي االورؽ ااألدن االقد ـ‪ ،‬اسال ا‬

‫راي‪،‬اص‪ .12‬ا‬ ‫‪-1‬امخ راالسس ق ‪:‬امـاالر‬


‫رايا ا ر خاممراالقد ـ‪،‬امك بشاو ار‪،‬اص‪.337‬‬ ‫‪-2‬ا داالمنيـام ابكر‪:‬امر‬
‫‪76‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مثل االذ ر اال ر خ ش اال انير ي اب سـ االدسلش االرد ثش اسال اام دي امنذ ااألسر االث منش ا ورا‬

‫رسال اسنشا‪3774‬اسان ييا ني شااألسر االيور فارسال اسنشا‪3282‬اؽ‪.‬ـ‪،‬اسسفاالممؾامرمسا‬

‫سنشاسا رشالمفاج امفابيدهامفاالممسؾاسى امف ا خرجا م ارمساج ووا ابيضااألر فا‬

‫ارمايا م االباداالمج سر اإوي ارالي ابقس اممر‪ .‬ا‬

‫سىكذاا خمياممرا فاس سشاالد عا فاردسدى اس نياس سشااليجسـاال اك نيااخ را‬

‫سس مشالمد ع‪ ،‬ا ك نياىذهاا ن م راياسىذهاا نج زاياال اويد ي امرضاممراطساؿا مرا‬

‫الدسلشاالرد ثش‪،‬اسال ا مثلا االكث رامفاالمي داسالمق راسالذنسفاالم رطاال انراى ا اربسعا‬

‫األرض االممر ش‪،‬سبخ مشا اط بشا ممش ااإلم راطسر ش االممر شا‪،‬س مثمياكذلؾا اال قدـا‬

‫امج ؿااليمسـاساآلدالاسىسام اار ذظيابواالسث ه اسال رد ياسغ رى امفااآلث ر‪ .1‬ا‬

‫لوالكلااألس ل ل امفااجلا خم صامر و امفاىذها‬ ‫سلـا سقفاالويلاالممر ا ان‬

‫ا م اىذاااليدساالود داالبهساسخمصاممرا‬ ‫ال زس اميم اط ؿابق ى اسك فالوام امراد اسق‬

‫سمنطقشاالورؽااألدن االقد ـامنواني ه ‪،‬اسلـا قـالميكسسسابيداذلؾاق همش‪،‬اسلـا يداليـاذكرا ا‬

‫ال ر خاسار حاالي لـاالقد ـامفاورىـ‪ .‬ا‬

‫ساذا اك فابيضاالب رث فاقداا رزساامف امفا فامسب ل ااج حااليكسسسالممراسلبيضا‬

‫االيجمشا‬ ‫مداف االورؽ ااألدن االقد ـ ابسيسلش‪ ،‬اسذلؾ االساح االذ ادخمسا ابو اسالذ ا مثل ا‬

‫الررب ش‪،‬ا كذ ااإلنس فاالممر ا خرااانوااس س لاالساحاالذ اىزـابواسطسرها ا ر اار اؿا‬

‫اليكسسس األر و اسبقدر ا هقش ااس خدـ انذس االساح الطرد االيكسسس‪ ،‬ا ل ااس خدمو ابيد اذلؾا‬

‫‪،‬اصاص‪ .37-36‬ا‬ ‫‪-1‬ا داالرم ـانسراالد ف‪،‬االمرجعاالس‬


‫‪78‬‬
‫حروب التحرير وطرد الهكسوس‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ي امف ااجل ا كس ف ااإلم راطسر شا‬ ‫اخ‬ ‫به داد اك ر اسوكل امكثر ا طسر اطساؿ اررسبو اال‬

‫الممر شاال اوممياباداسسر اس مسط فاسجزرامفاباداالنير فاسالسسدافاالقد ـاسبيضاجزرا‬

‫ا ج ‪.‬ا‬

‫لقد اخرج االويل االممر امف اىذه االمرنش امكثر اقس اساود امابش اسبرسح اسطن ش اممم شا‬

‫سث ش‪ .‬امم االممؾامرمس ابطلاال رر را قداظلاالممر فا ذكرسنواب ل قد راسا ر راـابيداس وا‬

‫يس امف اخمص اممر امف اا ر اؿ‪ ،‬اسمسس االدسلش االرد ثش اسى امف امزى ا راي اال ر خا‬

‫الممر ا‪.1‬‬

‫ا‬

‫اا‬

‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫اا‬
‫ا‬
‫ا‬

‫‪،‬اص‪ .337‬ا‬ ‫‪-1‬ا داالرم ـانسراالد ف‪:‬االمرجعاالس‬


‫‪77‬‬
‫خاتمـــة‬

‫خاتمــــة‬

‫أىميا‪:‬‬
‫عدة نتائج ّ‬
‫بعد دراستنا ألوضاع مصر قبيل وأثناء حكم اليكسوس خلصنا إلى ّ‬

‫‪ -‬شيدت منطقة الشرق األدنى القديم تحركات بشرية منذ األلف الثانية قبل الميالد‪،‬‬

‫دفعت بتلك الشعوب لالستقرار في أواسط أسيا والتي كان ليا تأثيرىا على أسيا الغربية والحدود‬

‫الشمالية الشرقية لمصر‪ ،‬فاندفعت نحو وادي النيل ىروبا من الظروف وطمعا في خيرات‬

‫مصر‪.‬‬

‫‪ -‬لم تزحف ىذه اليجرات دفعة واحدة بل تسللت على مجموعات في صورة زحف على‬

‫الحدود المصرية‪ ،‬وانتشرت في البداية قرب الحدود الشرقية المصرية وبقوة لفترة من الزمن ثم‬

‫اخترقوا الحدود‪ ،‬ربما ىذا راجع إلى الضغط الناتج عن توافد مجموعات آرية جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬تضاربت اراء المؤرخون في تحديد أصل اليكسوس فيناك من أغلبيتيم من األسيويين‪،‬‬

‫وىناك من يرجح أنيم ساميون‪ ،‬وىذا حسب علماء األنثروبولوجيا والدراسات الحديثة‪ ،‬وىناك من‬

‫يعتبرىم مزيج من الساميون والعنصر اليندواري والحيثيون والحورانيون واآلراميون‪ .‬كما أن ىناك‬

‫من يعتبرىم من المحاربين اليونانيين‪ ،‬وىناك من يرى أنيم من أصول عربية‪ ،‬وآخر من أصول‬

‫ىندواوروبية‪ .‬وىناك رأي ضعيف يقر بان أصوليم ييودية‪ ،‬ورغم اختالف اآلراء مزال األصل‬

‫الجنسي لليكسوس مشكلة قائمة والرأي المقبول نسبيا ىو أن ىجرة اليكسوس ليا صلة بيجرات‬

‫من السيول الوسطى ألسيا تحت ظروف مجيولة إلى الشرق ناو من ناحية األناضول واليالل‬

‫‪011‬‬
‫خاتمـــة‬

‫الخصيب من ناحية أخرى‪ ،‬حيث كانوا منتشرين حول نير الفرات‪ ،‬ثم توجيوا إلى الجنوب إلى‬

‫الشام‪ ،‬ثم فلسطين‪ ،‬واخذوا يقتربوا من الحدود المصرية الشمالية الشرقية‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن ىناك اختالف في تسميتيم فسماىم البعض باسم عام باآلريين أو اليندوآريين‪،‬‬

‫وعرفتيم بالد ما بين النيرين باسم الااشيين‪ ،‬وعرفتيم شواطئ الفرات العليا والمناطق السورية‬

‫الشمالية الشرقية باسم الحوريين‪ ،‬أما المصادر اإلغريقية سمتيم اآلخيين‪ ،‬أما المصادر المصرية‬

‫سمتيم حقاوخاسوت الذي تحرف إلى اليكسوس‪.‬‬

‫‪ -‬أما األوضاع المصرية فقد عرفت تذبذب وذلك من توحيد مصر على يد الملك مينا‬

‫فترات قوة وضعف وخاصة على عيد األسرة الثانية والثالثة عشر‪ ،‬حيث تردى الوضع السياسي‬

‫فقد وصلت فترة حكم ملوك ىذه األسرة إلى يومين أو ثالثة أيام أحيانا‪ ،‬ولم يقتصر الضعف‬

‫على الجانب السياسي فقط بل شمل جميع الجوانب‪.‬‬

‫‪ -‬تشتت مصر سياسيا وانقسمت إلى األسرة الثالثة عشر في الجنوب‪ ،‬وأمراء سخا استقلوا‬

‫بأقاليميم غرب الدلتا واليكسوس كانوا متواجدين شرق الدلتا‪ ،‬وىذا ما سيل وميد ليم دخول‬

‫مصر‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن األوضاع الخارجية أيضا كان ليا دور في غزو اليكسوس لمصر وتمثلت في‬

‫ضغط القبائل بعضيا على بعض صوب المناطق المتاخمة ليا‪ ،‬وكانت تربطيا عالقات تجارية‬

‫ودية في معظم األحيان‪ ،‬وربما كان ىذا سبب أيضا في تخطي الحدود المصرية والتعرف على‬

‫الحضارة المصرية وخيراتيا‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫خاتمـــة‬

‫‪ -‬لم يستطع اليكسوس السيطرة على كامل مصر فقد ااتفوا بحكم الدلتا ومصر الوسطى‬

‫مع فرض الضرائب واألتاوات على باقي األقاليم المصرية‪ ،‬وعليو بقيت المظاىر الحضارية‬

‫المصرية كما كانت عليو بل حدث العكس‪ ،‬حيث أن اليكسوس تمصروا وسموا ملوكيم‬

‫باألسماء المصرية وعبدوا اآللية المصرية وكتبوا بالييروغليفية‪ ،‬وعليو حدث تمازج بين الطرفين‬

‫حيث استفاد المصريين من الخبرة العسكرية لليكسوس كما ادخلوا ليم األسلحة الجديدة أىميا‬

‫العربة الحربية‪.‬‬

‫‪ -‬انقسمت مصر أواخر عيد اليكسوس إلى أقسام الدلتا ومصر الوسطى تحت حكم‬

‫اليكسوس ومصر العليا كانت مستقلة جزئيا وتابعة ليم‪ ،‬ومن جية أخرى استعادت النوبة‬

‫حريتيا‪ ،‬وعليو أصبح وضع البالد مقسم إلى ثالث أقسام مشابو لما كامن عليو الوضع إبان‬

‫دخول اليكسوس‪.‬‬

‫‪ -‬لما دخل اليكسوس مصر لم يجدوا مقاومة فعلية من طرف المصريين لان بعد مرور‬

‫األسرتين الخامسة عشر والسادسة عشر فقد ظير نوع من المقاومة‪ ،‬وذلك عندما شعر أمراء‬

‫طيبة بنوع من القوة فبادروا بتحالف مع جيرانيم في الشمال والجنوب وكتبوا أسمائيم في‬

‫خراطيش مسبوقة بأسماء ملاية‪.‬‬

‫‪ -‬مرت حرب التحرير بثالث مراحل المرحلة األولى تزعميا سقنن رع‪ ،‬المرحلة الثانية‬

‫بزعامة كامس‪ ،‬والثالثة بقيادة احمس‪ ،‬الذي حدث على يده النصر وتحرير مصر‪ ،‬كما أن للمرأة‬

‫دور كذلك في الافاح ضد اليكسوس‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫خاتمـــة‬

‫‪ -‬رغم أن اليكسوس دخلوا مصر بصفة غازي ومحتل أجنبي إال أن ىذا الغزو كانت لو‬

‫أثاره السلبية‪ ،‬كما لو أثار ايجابية فاألثر السلبي ىو وقوع مصر تحت حكم األجنبي ‪ ،‬أما األثر‬

‫االيجابي فان ىذا الغزو لم يعطل المسار الحضاري لمصر فقد وقع تمازج بين المصريين‬

‫واليكسوس‪ ،‬حيث أن اليكسوس تأثروا بكل مظاىر الحضارة المصرية وطبقوىا في كل مجاالت‬

‫حياتيم مع احتفاظيم بعاداتيم وتقاليدىم التي دخلوا بيا‪ ،‬وعليو انصيروا في بوتقة الحضارة‬

‫المصرية العظيمة‪ ،‬وىذا طبعا ألنيم اقل تحض ار من المصريين وىذا لم يمنع ااتسابيم ميارات‬

‫وخبرات عسكرية لم يكن المصري على دراية بيا من قبل ‪.‬حيث لم يكن لمصر جيش منظم‬

‫وأسلحة متطورة كافية لرد ىذا الغزو األجنبي‪ ،‬لان السيطرة األجنبية علمت المصري انو لحماية‬

‫البالد البد من جيش منظم وأسلحة متطورة‪ ،‬واابر دليل على استيعاب المصري ألسلحة‬

‫اليكسوس واالستفادة في المجال العسكري أنيم طردوا اليكسوس بنفس السالح الذي دخلوا بو‬

‫مصر واألاثر من ذلك طوروا ىذه األسلحة التي بفضليا انفتحت مصر على العالم الخارجي‪،‬‬

‫حيث ازدىرت مصر اقتصاديا بفضل عوائد الحروب إلى أن أصبحت إمبراطورية ليا ىيبتيا‬

‫العسكرية والسياسية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪012‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :10‬التقسيم الجغرافي لمصر إبان محنة الهكسوس‬

‫‪ -1‬عالء الدين شاهين‪ :‬المراجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬


‫‪501‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :12‬فخار من عصر الهكسوس‬

‫‪ -1‬عالء الدين شاهين‪ :‬المراجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪501‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :10‬أسمحة من عصر الهكسوس‬

‫‪2‬‬
‫الملحق رقم ‪ :10‬خنجر من أسمحة الهكسوس‬ ‫الملحق رقم ‪ :10‬رأس بمطة لمممكة‬

‫‪3‬‬
‫إعح حتب أم الممك أحمس‬

‫‪ -1‬عالء الدين شاهين‪ :‬المراجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪ -2‬إبراهيم نمير سيف الدين و آخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميم نور الدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪501‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :10‬جعارين من عصر الهكسوس‬

‫‪ -1‬عالء الدين شاهين‪ :‬المراجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪501‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :17‬عجمة حربية يجرها حصانان‬

‫‪ -1‬عبد الحميم نور الدين‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪501‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :18‬نموذج من الحمى المصري عهد الهكسوس‬

‫‪2‬‬
‫الملحق رقم ‪ :19‬نموذج من الحمى المصري عهد الهكسوس‬

‫‪ -1‬زاهي حواس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -2‬إبراهيم نمير سيف الدين و آخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪550‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :01‬خريطة أهم المدن القديمة بمصر‬

‫‪ -1‬زكية يوسف طبوازدة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪555‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :00‬رأس الممك سنقنن رع‬

‫‪ -1‬زكية يوسف طبوازدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫‪557‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :02‬قدوم وفد من الهكسوس الي مصر‬

‫‪ -1‬إبراهيم نمير سيف الدين و آخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪554‬‬
‫المــالحق‬
‫‪1‬‬
‫الملحق رقم ‪ :00‬نموذج من حصون الهكسوس (حصن تل اليهودية)‬

‫‪ -1‬إبراهيم نمير سيف الدين و آخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 14‬‬


‫‪551‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫أوال المصادر ‪:‬‬
‫‪ .1‬تتميف‪ :‬تاريخ روما العتيقة‪ ،‬ج‪( ،1‬دط)‪ ،‬تر‪/‬تع‪ :‬المصطفى الحميامو‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .2‬ىيرودوت‪ :‬ىيرودوت يتحدث عن مصر‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬دمحم صقر خفاجة‪ ،‬دار القمم‪،‬‬

‫‪.1966‬‬

‫ثانيا المراجع ‪:‬‬


‫أ ـ المراجع المترجمة للعربية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أبي بكر عبد المنعم‪ :‬محاضرات في تاريخ مصر القديمة‪(،‬دط)‪ ،‬مكتبة شب ار‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .2‬أبو بكر احمد المان‪ :‬النظافة في الحياة اليومية عند المصريين القدماء‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبة‬

‫مدبولي‪ ،‬القاىرة‪.1999 ،‬‬

‫‪ .3‬أديب سمير‪ :‬تاريخ الحضارة المصرية القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬

‫‪.1997‬‬

‫‪ .4‬أديب سمير‪ :‬موسوعة الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العربي لمنشر‪ ،‬القاىرة‪،‬‬

‫‪.2222‬‬

‫‪ .5‬أميز محمود‪ :‬في تاريخ الشرق األدنى القديم‪( ،‬دط)‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪.2212 ،‬‬

‫‪ .6‬السقاف أبكار‪ :‬الدين في مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تق‪ :‬ميدي مصطفى‪ ،‬مطبعة‬

‫العصور الجديدة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .7‬السواح فراس‪ :‬األسطورة والمعنى‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار عالء الدين‪ ،‬دمشق‪.2221،‬‬

‫‪116‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .8‬السويقي مختار‪ :‬أم الحضارات مالمح ألول حضارة صنعيا اإلنسان‪( ،‬دط)‪ ،‬تق‪ :‬دمحم‬

‫إبراىيم بكر‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬القاىرة‪.2222 ،‬‬

‫‪ .9‬السيد رمضان‪ :‬تاريخ مصر القديمة منذ بداية األسرة الخامسة عشر حتى دخول‬

‫اإلسكندر األكبر ‪،‬ج‪( ،2‬دط)‪( ،‬د‪.‬م‪.‬ن)‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .12‬الصديق وفاء‪ :‬رحمة إلى الخمود‪( ،‬دط)‪ ،‬تق‪ :‬زاىي حواس‪ ،‬طباعة المجمس األعمى‬

‫لآلثار‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .11‬الحزين سميمان‪ :‬حضارة مصر‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الشرق‪.1966 ،‬‬

‫‪ .12‬األنصاري ناصر‪ :‬المجمل في تاريخ مصر‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الشروق القاىرة‪.1997،‬‬

‫‪ .13‬الناضوري رشيد‪ :‬دراسات في بعض معالم تاريخ وحضارة منطقة الشرق األدنى‬

‫القديم ‪،‬المكتبة المصرية‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.1958 ،‬‬

‫‪ .14‬جمال نجوى‪ :‬الدور السياسي والحضاري لمصر الفرعونية‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة‬

‫العربية‪ ،‬لبنان‪.2211،‬‬

‫‪ .15‬حازم صادق‪ :‬سمطة رئيس الدولة بين النظامين البرلماني والرئاسي‪( ،‬دط)‪ ،‬دار‬

‫النيضة‪.2229 ،‬‬

‫‪ .16‬حجازي دمحم عبد الواحد‪ :‬العسكرية المصرية من طرد اليكسوس إلى طرد الييود‪،‬‬

‫(دط)‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬اإلسكندرية‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .17‬حسن احمد‪ :‬موسوعة تاريخ مصر‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الشعب‪ ،‬القاىرة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .18‬حسن أسامة‪ :‬مصر الفرعونية‪( ،‬دط)‪ ،‬دار األمل‪.1998 ،‬‬


‫‪117‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .19‬حواس ازىي‪ :‬مائة حقيقة من حياة الفراعنة‪ ،‬مكتبة األسرة‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة‪،‬‬

‫مصر‪.2212 ،‬‬

‫‪ .22‬دلو برىان الدين‪ :‬حضارة مصر والعراق‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الفرابي‪.1989 ،‬‬

‫‪ .21‬رزقانة إبراىيم وآخرون‪ :‬حضارة مصر والشرق األدنى القديم‪( ،‬دط)‪ ،‬دار مصر‬

‫لمطباعة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .22‬زايد عبد الحميد‪ :‬مصر الخالدة‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .23‬زايد عبد الحميد‪ :‬مقدمة في تاريخ مصر الفرعونية‪( ،‬دط)‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬

‫‪.1992‬‬

‫‪ .24‬زايد عبد الحميد‪ :‬آثار المنيا الخالدة‪( ،‬دط)‪ ،‬صورة عابرة في تاريخ مصر القديم‪ ،‬دار‬

‫اليناء لطباعة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .25‬سعد هللا دمحم عمي‪ :‬تاريخ مصر القديمة‪ ،‬جامعة الزقازيق‪( ،‬دط)‪ ،‬مركز اإلسكندرية‬

‫لمكتاب‪.2221 ،‬‬

‫‪ .26‬سعد هللا دمحم عمي‪ :‬دراسات في تاريخ الشرق األدنى القديم ومصر‪ ،‬ج‪( ،1‬دط)‪،‬‬

‫مركز اإلسكندرية لمكتاب‪. 2221 ،‬‬

‫‪ .27‬سميم احمد أمين‪ :‬دراسات في تاريخ األدنى القديم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النيضة العربية بيروت‪،‬‬

‫(دت)‪.‬‬

‫‪ .28‬سيف الدين إبراىيم وآخرون‪ :‬مصر في العصور القديمة‪ ،‬ط‪ ،2‬تر‪ :‬دمحم شفيق‬

‫غربال‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪( ،‬دت)‪.‬‬


‫‪118‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .29‬شاوربيم بيك ميخائيل‪ :‬الكافي في تاريخ مصر القديمة‪ ،‬ج‪ ،1‬مر‪ :‬عبد النبي دمحم‪،‬‬

‫مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪.2226 ،‬‬

‫‪ .32‬شاىين عالء الدين‪ :‬تاريخ وحضارة مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬

‫القاىرة‪.2226 ،‬‬

‫‪ .31‬صادق مجدي‪ :‬التاريخ الحقيقي لمصر القديمة‪ ،‬ط‪( ،1‬د‪.‬م‪.‬ن)‪.2222 ،‬‬

‫‪ .32‬صالح عبد العزيز‪ :‬الشرق األدنى القديم‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة االنجل المصرية‪.2226 ،‬‬

‫‪ .33‬طبوزادة يوسف زكية‪ :‬تاريخ مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬مر‪ :‬دمحم إبراىيم عمي‪ ،‬القاىرة‪،‬‬

‫‪.2228‬‬

‫‪ .34‬عبد العزيز عادل السيد‪ :‬مصر تواجو أول احتالل أجنبي ليا في التاريخ‪( ،‬دط)‪،‬‬

‫مكتبة اإلسكندرية‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .35‬عبد المجيد زكريا رجب‪ :‬في التاريخ المصري القديم‪ ،‬ج ‪( ،1‬دط)‪ ،‬دار المعرفة‬

‫الجامعية‪.2229 ،‬‬

‫‪ .36‬عبد الحميم نور الدين‪ :‬كفاح شعب مصر ضد اليكسوس‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬

‫القاىرة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .37‬عبد المطمب طو إسالم‪ :‬اليكسوس وكفاح الشعب المصري‪( ،‬دط)‪ ،‬مر‪ :‬زكية‬

‫يوسف طبوزادة‪ ،‬المكتبة االلكترونية‪.2229 ،‬‬

‫‪ .38‬عبده رمضان‪ :‬حضارة مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تق‪ :‬زاىي حواس‪ ،‬دار النيضة‪،‬‬

‫(دت)‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .39‬عمي سعيد إسماعيل‪ :‬التربية والتعميم في حضارات الشرق األدنى القديم‪ ،‬عالم‬

‫الكتاب‪ ،‬القاىرة‪.1999 ،‬‬

‫‪ .42‬عصفور أبو المحاسن‪ :‬معالم تاريخ الشرق األدنى منذ أقدم العصور حتى مجيء‬

‫اإلسكندر‪( ،‬دط)‪ ،‬مطبعة المصري‪.1961،‬‬

‫‪ .41‬غربال دمحم شفيق‪ :‬تاريخ الحضارة المصرية‪ ،‬ج‪( ،2‬دط)‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪،‬‬

‫(دت)‪.‬‬

‫‪ .42‬غربال دمحم شفيق‪ :‬تكوين مصر عبر العصور‪( ،‬دط)‪ ،‬الييئة المصرية العامة‬

‫لمكتاب‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .43‬غربال دمحم شفيق وآخرون‪ :‬تاريخ الحضارة المصرية‪ ،‬العصر الفرعوني‪ ،‬ج‪( ،1‬دط)‪،‬‬

‫مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬القاىرة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .44‬فرح نعيم‪ :‬موجز تاريخ الشرق األدنى القديم‪( ،‬دط)‪ ،‬دار الفكر‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .45‬فرزات دمحم حرب ومرعى عيد‪ :‬دول وحضارات الشرق العربي القديم‪ ،‬ط‪ ،2‬دار‬

‫طالس لمنشر‪.1994 ،‬‬

‫‪ .46‬كريم السيد‪ :‬لغز الحضارة المصرية‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪.1996 ،‬‬

‫‪ .47‬موسى سالمة‪ :‬مصر أصل الحضارة‪( ،‬دط)‪ ،‬شركة كممات عربية‪ ،‬القاىرة‪.‬‬

‫‪ .48‬نافع دمحم مبروك‪ :‬عمى ضفاف النيل‪( ،‬دط)‪ ،‬مكتبة ىنداوي مصر‪.2212 ،‬‬

‫ب ـ المراجع المعربة‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬البرمان أدولف‪ :‬الديانة المصرية القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬عبد المنعم أبي بكر‪ ،‬دمحم أنور‬

‫شكري‪ ،‬مكتبة مدبولي القاىرة‪.1995 ،‬‬

‫‪ .2‬بيكي جيمس‪ :‬اآلثار المصرية في وادي النيل‪ ،‬ج ‪( ،1‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬لبيب حبش وشفيق‬

‫فريد‪ ،‬مر‪ :‬دمحم جمال الدين مختار‪.1993 ،‬‬

‫‪ .3‬برستد جيمس ىنري‪ :‬تاريخ مصر منذ أقدم العصور إلى الفتح الفارسي‪ ،‬ط‪ ،2‬تر‪:‬‬

‫حسين كمال‪ ،‬مر‪ :‬حسين العمزاوي بيك‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪.1996 ،‬‬

‫‪ .4‬برستد جيمس ىنري‪ :‬انتصار الحضارة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬احمد فخري‪ ،‬تق‪ :‬ممدوح دمحم‬

‫الدماضي ‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪.2211 ،‬‬

‫‪ .5‬جاردنر النسير‪ :‬مصر الفرعونية‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬ميخائيل إبراىيم‪ ،‬مر‪ :‬عبد المنعم أبي‬

‫بكر‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪.1973 ،‬‬

‫‪ .6‬جيرمان نيقوال‪ :‬تاريخ مصر القديمة‪ ،‬ط‪ ،2‬تر‪ :‬ماىر جويجاتي‪ ،‬مر‪ :‬زكية يوسف‬

‫طبوزادة ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪ .7‬جيمز‪.‬ت‪.‬ج‪ :‬الحياة أيام الفراعنة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬احمد أمين زىير‪ ،‬مر‪ :‬محمود ماىر‬

‫طو‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪.1996 ،‬‬

‫‪ .8‬دياكوف‪ ،‬كوناليف‪ :‬الحضارات القديمة‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬تر‪ :‬نسيم البازجي‪ ،‬دار عالء‬

‫الدين‪.2222 ،‬‬

‫‪ .9‬سيل شتيبروف‪ :‬عندما حكمت مصر الشرق‪ ،‬تر‪ :‬دمحم العزب موسى‪ ،‬مر‪ :‬محمود‬

‫ماىر طو‪ ،‬مكتبة مدبولي‪.1992 ،‬‬


‫‪121‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .12‬سونيرون سيرج‪ :‬كيان مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬زينب الكردي‪ ،‬مر‪ :‬احمد بدوي‪،‬‬

‫الييئة المصرية العامة لمكتاب‪.1958 ،‬‬

‫‪ .11‬فالبيل دومنيك‪ :‬الناس والحياة في مصر القديمة‪ ،‬ط‪ ،2‬تر‪ :‬ماىر جويجاتي‪ ،‬مر‪:‬‬

‫زكية يوسف طبوزادة‪ ،‬دار الفكر‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .12‬فيركتيز جان‪ :‬مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬ماىر جويجاتي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاىرة‪،‬‬

‫‪.1992‬‬

‫‪ .13‬قمدوزي سيردم‪ :‬الحياة االجتماعية في مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬حسن دمحم جوىر‪،‬‬

‫عبد المنعم عبد الحميم‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪.2222 ،‬‬

‫‪ .14‬كارولوزيورد‪ :‬التاريخ المصور لمصر القديمة‪ ،‬تر‪ :‬ابتسام دمحم عبد المجيد‪ ،‬مر‪ :‬دمحم‬

‫ماىر طو‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪.2229 ،‬‬

‫‪ .15‬لوكاس الفريد‪ :‬المواد والصناعات عند قدماء المصريين‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬زكي اسكندر‬

‫دمحم زكريا غنيم‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاىرة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .16‬ماكميش جون‪ :‬العدد من الحضارات القديمة حتى عصر الكومبيوتر‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪:‬‬

‫خضر األحمد‪ ،‬مر‪ :‬عطية عاشور‪ ،‬عالم المعرفة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .17‬موسكاتي‪ :‬الحضارات السامية القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬تر‪ :‬يعقوب بكر‪ ،‬دار الرقي‪ ،‬بيروت‪،‬‬

‫‪.1986‬‬

‫‪ .18‬نسيوبوس شارل‪ :‬تاريخ حضارات العالم‪ ،‬ط‪ ،2‬تر‪ :‬دمحم كرد عمي‪ ،‬العالمية لمكتاب‬

‫والنشر‪ ،‬مصر‪.2212 ،‬‬


‫‪122‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .19‬ىارت جورج‪ :‬الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬ط‪ ،1‬تر‪ :‬ىالة حسانين‪ ،‬نيضة مصر‬

‫لطباعة‪. 2227 ،‬‬

‫‪ .22‬يارسوالف نشرني‪ :‬الديانة المصرية القديمة‪ ،‬ط‪ ،1‬تر‪ :‬احمد قدري‪ ،‬مر‪ :‬دمحم ماىر‬

‫طو‪ ،‬دار الشرق‪.1996 ،‬‬

‫ثالثا المقاالت ‪:‬‬


‫‪ .1‬مياب درويش‪ :‬الجيش المصري القديم‪( ،‬دط)‪ ،‬جامعة ستة أكتوبر‪ ،‬مكتبة‬

‫اإلسكندرية‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .2‬مياب درويش‪ :‬صفحة مصريات‪ ،‬سقنن رع‪( ،‬دط)‪ ،‬رائد التحرير‪ :‬عبد الحميم نور‬

‫الدين‪ ،‬جامعة القاىرة‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫‪ .3‬جمال ندا صالح السمماني‪ :‬التحنيط في مصر القديمة‪( ،‬دط)‪ ،‬مجمة كمية اآلداب‪،‬‬

‫قسم التاريخ ‪ ،‬جامعة بغداد‪( ،‬دت)‪.‬‬

‫رابعا الدراسات األكاديمية ‪:‬‬

‫‪ .1‬ميا عيساوي‪ :‬المجتمع الموبي في بالد المغرب القديم‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬

‫بأشراف‪ :‬دمحم الصغير غانم‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتورة‪2229 ،‬ـ‪.22212‬‬

‫المجالت ‪:‬‬
‫‪ .1‬السودانية مروة‪ :‬مجمة إفريقيا قارتنا‪ ،‬عدد ‪ 19‬يناير ‪ ،2216‬ارث حضارة كوش‬

‫الفراعنة السود‪.‬‬

‫‪ .2‬طو احمد منذور‪ :‬مجمة الحضارة المصرية‪ ،‬العدد ‪.33‬‬

‫‪123‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

:‫ الكتب األجنبية‬:‫خامسا‬

1. Flavius josephusuovrescompletes/ imprimer editeur/auguste


desres/paris.
2. Strabon/geographie de strabon /

124
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫فهرس املالحق‬
‫الصفحة‬ ‫العنـــوان‬ ‫الرقم‬

‫‪501‬‬ ‫انتقسٍى اجلغرايف ملصر إتاٌ حمنح اهلكسىس‬ ‫‪21‬‬

‫‪501‬‬ ‫فخار يٍ ػصر اهلكسىس‬ ‫‪22‬‬

‫‪501‬‬ ‫أسهحح يٍ ػصر اهلكسىس‬ ‫‪23‬‬

‫‪501‬‬ ‫رأس تهطح نهًهكح إػح حتة أو املهك أمحس‬ ‫‪24‬‬

‫‪501‬‬ ‫خنجر يٍ أسهحح اهلكسىس‬ ‫‪25‬‬

‫‪501‬‬ ‫جؼارٌٍ يٍ ػصر اهلكسىس‬ ‫‪26‬‬

‫‪501‬‬ ‫ػجهح حرتٍح جيرها حصاٌ‬ ‫‪27‬‬

‫‪550‬‬ ‫منىرج يٍ احلهً املصري ػهذ اهلكسىس‬ ‫‪28‬‬

‫‪550‬‬ ‫منىرج يٍ احلهً املصري ػهذ اهلكسىس‬ ‫‪29‬‬

‫‪555‬‬ ‫خرٌطح أهى املذٌ انقذميح مبصر‬ ‫‪12‬‬

‫‪551‬‬ ‫رأس املهك سنقنٍ رع‬ ‫‪11‬‬

‫‪551‬‬ ‫قذوو وفذ يٍ اهلكسىس إىل يصر‬ ‫‪12‬‬

‫‪551‬‬ ‫منىرج يٍ حصىٌ اهلكسىس (حصٍ تم انٍهىدٌح)‬ ‫‪13‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫فهرس املوضوعات‬
‫الصفحة‬ ‫العنـــوان‬

‫شكر وػرفاٌ‬

‫أ‬ ‫يقـــــذيـــــح‬

‫انفصم األول‪ :‬اهلكسىس قثٍم استٍالئهى ػهى يصر‬

‫‪1‬‬ ‫املثحث األول‪ :‬انتؼرٌف تاهلكسىس‬

‫‪51‬‬ ‫املثحث انثاًَ‪ :‬األوضاع انؼايح ملصر قثٍم دخىل اهلكسىس‬

‫انفصم انثاًَ‪ :‬املظاهر احلضارٌح ملصر خالل حكى اهلكسىس‬

‫‪11‬‬ ‫املثحث األول‪ :‬املظهر انسٍاسً وانؼسكري‬

‫‪11‬‬ ‫املثحث انثاًَ‪ :‬املظهر االقتصادي واالجتًاػً‬

‫‪11‬‬ ‫املثحث انثانث‪ :‬املظهر انثقايف وانذٌين‬

‫انفصم انثانث‪ :‬حروب انتحرٌر وطرد اهلكسىس‬

‫‪11‬‬ ‫املثحث األول‪ :‬يراحم انتحرٌر‬

‫‪11‬‬ ‫املثحث انثاًَ‪ :‬انتحرر ودور املرأج‬

‫‪500‬‬ ‫خامتح‬

‫‪501‬‬ ‫املالحق‬

‫انفهارس‬

‫‪551‬‬ ‫‪ -‬قائًح املصادر واملراجغ‬

‫‪511‬‬ ‫‪ -‬فهرس املالحق‬

‫‪511‬‬ ‫‪ -‬فهرس املىضىػاخ‬

‫‪126‬‬

You might also like