‫المدرسة العليا لألساتذة ببوسعادة‬

‫مقياس تاريخ العلوم‬ ‫قسم العلوم الدقيقة‬

‫محاضرة العلوم عند اليونان‬

‫لم يتوقف تطور العلم عند الشروق‪ ،‬فقد أذن للغرب أن يأخذ مشعل الحضارة ليساهم بدوره في بناء‬
‫الحضارة‪ ،‬وتطوير العلم‪ .‬وهو ما تزعمته في البداية جملة من المدارس الطبيعية‪ ،‬لتتأسس في ما بعد‬
‫العلوم النظرية المادية والرياضية على يد جملة من العلماء‪ ،‬لكن قبل هذا فقد ظهر نقاش حول أصالة‬
‫العلوم اليونانية‪ ،‬حول عودتها للشرق واستفادة اليونان من هذا المصدر في بناء وتطوير علومها‪ ،‬أو أن‬
‫منطلق هذه العلوم يوناني خالص؟‬

‫أصل العلم‪ :‬فيذهب أصحاب الرأي القائل بأن منشأ العلم يوناني إلى تبرير موقفهم من خالل القول‬
‫بالمعجزة العلمية اليونانية‪ ،‬حيث يسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى أن يمجدوا الحضارة اليونانية ‪ -‬حضارة‬
‫أجدادهم‪ ،‬فتحدثوا طويالا عن ذلك اإلنجاز الهائل الذى حققه اليونانيون فجأة دون أي مقدمات تذكر‪ ،‬ودون‬
‫أن يكونوا مدينين ألى شعب أو حضارة سابقة عليهم‪ .‬وهؤالء هم أكثر الناس إيمانا بأن أقدم الحضارات‬
‫كانت مزدهرة وناضجة كل النضج بالقياس إلى عصرها‪ ،‬ومن ثم فقد كان من الضروري أن ترتكز في‬
‫نهضتها على أساس من العلم‪.‬‬

‫إال أن هذا العلم في نظر دعاة المعجزة العلمية اليونانية كان يعتمد على الخبرة والتجربة المتوارثة؛ وأن‬
‫تلك الحضارات كانت تكتفى بالبحث عن الفائدة العملية أو التصرف الناجح دون سعى إلى حب‬
‫االستطالع الهادف إلى معرفة أسباب الظواهر‪ ،‬كما أن تلك الحضارات لم تملك نفس القدر من البراعة فى‬
‫التحليل العقلي " النظري" لهذه المعارف ‪.‬‬

‫أما الحضارة التى توصلت إلى هذه المعرفة النظرية‪ ،‬والتى توافرت لإلنسان فيها القدرة التحليلية التى‬
‫تتيح له كشف المبدأ العام من وراء كل تطبيق عملي فهي الحضارة اليونانية‪.‬‬

‫فمثالا قالوا أن المصريين القدماء قد استخدموا الرياضيات في مسح األرض وشق الترع وغيرها من‬
‫األهرمات التي مازالت تتحدى الزمن‪ ،‬أقاموها لحفظ‬
‫ا‬ ‫أغراض عملية‪ ،‬استعانوا بها وبالميكانيكا علي إقامة‬
‫الجثث المحنطة‪ ،‬اعتقادا منهم في خلود النفس وحساب اليوم اآلخر‪ ،‬وتوسلوا بعلم الكيمياء في تحنيط‬
‫الجثث واستخراج العطور واأللوان‪ ،‬وغير هذا من أغراض دينية‪ .‬ولكن اليونان هم الذين أنشأوا هذه العلوم‬
‫‪1‬‬
‫في صورتها النظرية الخالصة‪ ،‬وتجاوزوا في الرياضيات مرحلة األمثلة الفردية المحسوسة إلى مرحلة‬
‫التعاريف والبراهين‪ ،‬فتوصلوا إلى القوانين والنظريات التي تستند إلى البرهان العقلي ‪.‬‬

‫وكذلك كان الحال في علم الميكانيكا‪ ،‬كان اليونان فيما يقول دعاة المعجزة العلمية اليونانية – أول من‬
‫عالج دراساته بروح علمية؛ إذ كان ألرسطو الفضل في إنشاء هذا العلم النظري ‪ ،‬وإن جانبه التوفيق في‬
‫صيغة عبارته ؛ وأكمل االسكندريون من أمثال (أرشميدس) (ت‪212‬ق‪.‬م) ممن قننوا المعلومات الميكانيكية‬
‫ألول مرة في تاريخ العلم‪.‬‬

‫وفي الوقت الذي كان فيه دعاة المعجزة العلمية اليونانية يصولون ويجولون إلثبات أن نشأة العلم‬
‫يونانية خالصة‪ ،‬وأن اليونانيين قد توصلوا إلى اكتشاف ميادين العلم من فراغ كامل‪ ،‬كانت هناك طائفة من‬
‫المؤرخين والفالسفة أمناء مع أنفسهم ومع الحقيقة ومع التاريخ‪ ،‬فقالوا بما أملته عليهم ضمائرهم الحية‬
‫وروحهم العلمية الموضوعية؛ ومن ثم قرروا أن الكالم عن معجزة يونانية ليس من العلم في شئ؛ فالقول‬
‫بأن اليونانيين قد أبدعوا فجأة ودون سوابق أو مؤثرات خارجية حضارة عبقرية في مختلف الميادين ومنها‬
‫العلم هو قول يتنافى مع المبادىء العلمية التي تؤكد اتصال الحضارات وتأثيرها بعضها ببعض‪ ،‬بحيث‬
‫تؤثر الحضارة السابقة في الحضارة الالحقة وتتأثر هذه بتلك تأث ار تتعدد أبعاده تارة وتختلف مجاالته‬
‫وتتفاوت درجاته تارة أخرى‪.‬‬

‫فمن المستحيل مثالا تجاهل شهادات اليونانيين القدماء أنفسهم‪ ،‬فقد شهد أفالطون بفضل الحضارة‬
‫المصرية القديمة‪ ،‬وأكد أن اليونانيين إنما هم أطفال بالقياس إلى تلك الحضارة القديمة العظيمة‪ ،‬وذلك في‬
‫الحوار الذي أورده في محاورة " طيماوس" بين سولون وأحد الكهنة المصريين الذي قال للمشرع األثيني "‬
‫إن اليونانيين ال زالوا أطفال في مضمار الحضارة " ‪ .‬وهناك روايات تاريخية تحكي عن اتصال فالسفة‬
‫اليونانيين وعلمائهم ومنهم " أفالطون " ذاته بالمصريين القدماء وسفرهم إلى مصر وإقامتهم فيها طويالا‬
‫لتلقي العلم‪.‬‬

‫فلم تكن نشأة العلم يونانية خالصة ولم يبدأ اليونانيون باكتشاف ميادين العلم من فراغ كامل‪ ،‬بل إن‬
‫األرض كانت ممهدة لهم من بالد الشرق التي كانت تجمعهم بها صالت تجارية وحربية وثقافية‪ ،‬والتي‬
‫كانت أقرب البالد جغرافيا إليهم ‪.‬‬

‫نشأة العلوم في بالد اليونان‪ :‬لقد مرت هذه النشأة بمراحل كانت أولها مرحلة الفالسفة الطبيعيين‬
‫لتليها مرحلة المدارس الفلسفية مع أرسطو خاصة‪ ،‬ثم مرحلة العلماء والمدارس العلمية‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫المرحلة األولى‪ :‬المرحلة الطبيعية‪ :‬وقد مرت هي بدورها بمرحلتين هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬المدرسة الطبيعية أو الكوسمولوجية‪ :‬ظهرت الفلسفة اليونانية أول ما ظهرت مع الحكماء‬
‫الطبيعيين الذين بحثوا عن العلة الحقيقية للوجود الذي أرجعوه إلى أصل مادي‪ ،‬وكان ذلك في القرن السابع‬
‫والسادس قبل الميالد‪ .‬وكانت فلسفتهم خارجية وكونية أساسها مادي أنطولوجي تهتم بفهم الكون وتفسيره‬
‫تفسي ار طبيعيا وكوسمولوجيا باحثين عن أصل الوجود بما هو موجود‪.‬‬

‫ويعد طاليس( ‪ 548-560‬ق‪.‬م) أول فيلسوف يوناني مارس االشتغال الفلسفي ‪ ،‬وهو من الحكماء‬
‫السبعة ومن رواد المدرسة الملطية‪ .‬وقد جمع بين النظر العلمي والرؤية الفلسفية‪ ،‬وقد وضع طريقة لقياس‬
‫الزمن وتبنى دراسة األشكال المتشابهة في الهندسة وخاصة دراسته للمثلثات المتشابهة‪ ،‬ولقد اكتشف‬
‫البرها ن الرياضي في التعامل مع الظواهر الهندسية والجبرية أو مايسمى بالكم المتصل والكم المنفصل ‪.‬‬
‫وإذا كان هناك من ينسب ظهور الرياضيات إلى فيتاغواس‪ ،‬فإن كانط يعد طاليس أول رياضي في كتابه”‬
‫نقد العقل النظري”‬

‫وعليه‪ ،‬فطاليس يرجع أصل العالم في كتابه “عن الطبيعة” إلى الماء باعتباره العلة المادية األولى‬
‫التي كانت وراء خلق العالم‪ .‬يؤكد طاليس أن” الماء هو قوام الموجودات بأسرها‪ ،‬فال فرق بين هذا اإلنسان‬
‫وتلك الشجرة وذلك الحجر إال االختالف في كمية الماء الذي يتركب منها هذا الشيء أو ذاك”‪]7[.‬‬

‫أما أنكسمندريس( ‪545-610‬ق‪.‬م) تلميذ طاليس وأستاذ المدرسة المالطية فهو يرى أن أصل العالم‬
‫مادي يكمن في الالمحدود أو الالمتناهي ‪ ،APEIRON‬ويعني هذا أن العالم ينشأ عن الالمحدود ويتطور‬
‫عن الالمتناهي‪ .‬وقد تصور امتداد هذا الالمتناهي حتى ظهور الكائنات الحية‪ .‬وقد آمن انكسمندريس‬
‫بالصراع الجدلي وبنظرية التطور‪ ،‬وقد قال في هذا الصدد عبارته المشهورة‪ ”:‬إن العوالم يعاقب بعضها‬
‫بعضا على الظلم الذي يحتويه كل منها”‪ .‬ومن أهم كتبه الفلسفية ” عن الطبيعة”‪.‬‬

‫وفي المقابل ذهب إنكسمانس في كتابه “عن الطبيعة” يذهب إلى أن الهواء هو أصل الكون وعلة‬
‫الوجود األولى‪.‬‬

‫وإذا انتقلنا إلى هرقليطس‪ ،‬فهو من مواليد ‪545‬ق‪.‬م و مؤلف كتاب”عن الطبيعة”‪ ،‬ولد في مدينة‬
‫أفسوس بآسيا الصغرى تبعد قليال عن ملطية‪ .‬وتنبني فلسفته على التغير والتحول‪ ،‬أي إن الكون أساسه‬
‫التغير والصيرورة والتحول المستمر‪ ،‬فنحن حسب هرقليطس النسبح في النهر مرتين‪ ،‬كما أثبت أن النار‬
‫هي أساس الكون وعلة الوجود‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أما بارمندس( من مواليد سنة ‪ 540‬ق‪.‬م) فقد نشأ في مدينة إيليا بمنطقة إيطاليا الجنوبية وصقلية‪،‬‬
‫وترتكز نظريته الفلسفية على الثبات والسكون كما هو موضح في كتابه “عن الطبيعة”‪ ،‬أي إن الوجود هو‬
‫ثابت وساكن ومناقض للصائر والمتغير‪ ،‬ومن ثم فبارميندس فيلسوف الوجود الثابت وقد كتب فلسفته في‬
‫قصيدة شعرية وقد قال ‪ :‬الوجود كائن والالوجود غير كائن”‪ .‬ومن هنا نستنتج أن أصل الكون الحقيقي‬
‫عند بارمندس هو الوجود‪.‬‬

‫أما أمبادوقليس فقد ولد في مدينة أجريجينتا بجزيرة صقلية‪ ،‬وعاش في النصف الثاني من القرن‬
‫الخامس قبل الميالد ‪ ،‬وتوفي تقريبا في عام ‪ 435‬ق‪.‬م‪ ،‬وكانت والدته على وجه التقريب في ‪ 490‬ق‪.‬م‪،‬‬
‫ومن مؤلفاته كتاب “التطهيرات” وهو أقرب إلى كتاب األساطير والمعاني الدينية منها إلى الفكر العلمي ‪،‬‬
‫و ألف قصيدة فلسفية في قالب شعري “حول الطبيعة” على غرار قصيدة بارمنديس‪.‬‬

‫ويثبت أنبادوقليس أن الكون أصله األسطقسات األربعة‪ :‬النار والهواء والماء واألرض( التراب)‪ .‬وقد‬
‫أضاف العنصر الخامس وهو أميل إلى اللطف والسرعة وهو األثير‪ .‬وكل عنصر من هذه العناصر تعبر‬
‫عن آلهة أسطورية خاصة‪.‬‬

‫ويذهب أكزينوفانوس المتوفى سنة ‪480‬ق‪.‬م إلى أن أصل الكون هو الت ارب أو األرض‪.‬‬

‫وقد ذهب أنكساغوراس إلى أن أصل الكون هو عدد ال نهاية له من العناصر أو البذور يحركها عقل‬
‫رشيد بصير‪.‬‬

‫أما المذهب الذري الذي يمثله كل من ديمقريطيس ولوقيبوس فيرى أن أصل العالم هو الذرات‪.‬‬

‫ويالحظ على المدرسة الطبيعة أنها مدرسة مادية تهتم بالطبيعة من منظار كوني ‪ ،‬ويتميز المنهج‬
‫التحليلي عندهم بالخلط بين العقل و األسطورة والشعر والتحليل الميتافيزيقي‪.‬‬

‫ب‪ -‬المدرسة الفيتاغورية‪ :‬تنسب المدرسة الفيتاغورية إلى العالم الرياضي اليوناني الكبير فيتاغورس‬
‫الذي يعد أول من استعمل كلمة فيلسوف‪ ،‬وكانت بمعنى حب الحكمة‪ ،‬أما الحكمة فكانت ال تنسب سوى‬
‫لآللهة‪ .‬ويذهب فيتاغورس إلى أن العالم عبارة عن أعداد رياضية ‪ ،‬كما أن الموجودات عبارة عن أعداد‪،‬‬
‫وبالتالي فالعالم األنطولوجي عنده عدد ونغم‪ .‬وتتسم الفيتاغورية بأنها مذهب ديني عميق الرؤية والشعور‪،‬‬
‫كما أنها مدرسة علمية تعنى بالرياضيات والطب والموسيقا والفلك‪ .‬وقد طرحت الفيتاغورية كثي ار من‬
‫القضايا الحسابية والهندسية موضع نقاش وتحليل‪ .‬كما أن الفيتاغورية هيئة سياسية تستهدف تنظيم المدينة‬
‫‪/‬الدولة على أيدي الفالسفة الذين يحتكمون إلى العقل والمنهج العلمي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬المرحلة الفلسفية‪ :‬حيث شهدت صعود المدارس الفلسفية ويمكن اختصارها بأنها قد‬
‫بدأت تقريبا مع سقراط لتشهد أكبر ازدهارها مع أرسطو الذي يذهب إلى أن العالم الحقيقي هو العالم‬
‫الواقعي المادي‪ ،‬أما العالم المثالي فهو غير موجود وأن الحقيقة ال توجد سوى في العالم الذي نعيش فيه‬
‫وخاصة في ال جواهر التي تدرك عقالنيا‪ .‬وال توجد الحقيقة في األعراض التي تتغير بتغير األشكال‪ .‬أي إن‬
‫الحقيقي هو الثابت المادي‪ ،‬أما غير الحقيقي فهو المتغير المتبدل‪ .‬ولقد أعطى أرسطو األولوية لما هو‬
‫واقعي ومادي على ما هو عقلي وفكري‪ .‬ومن هنا عد أرسطو فيلسوفا ماديا اكتشف العلل األربع‪ :‬العلة‬
‫الفاعلة والعلة الغائية والعلة الصورية الشكلية والعلة المادية‪ .‬فإذا أخذنا الطاولة مثاال لهذه العلل األربع‪،‬‬
‫فالنجار يحيل على العلة الفاعلة والصانعة‪ ،‬أما الخشب فيشكل ماهية الطاولة وعلتها المادية‪ ،‬أما صورة‬
‫الطاولة فهي العلة الصورية الشكلية‪ ،‬في حين تتمظهر العلة الغائية في الهدف من استعمال الطاولة التي‬
‫تسعفنا في األكل والشرب‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬وهي التي شهدت ظهور العلماء الحقيقيون ويمكن الحديث عن أبقراط وإقليدس‬
‫وأرخميدس وغيرهم كثير‪...‬‬

‫اليوناني ِة‪ ،‬وتلّقى تعليمه‬

‫ّ‬
‫ِ‬
‫الميالد عام ‪460‬ق‪.‬م في جزيرِة كوس‬ ‫ِ‬
‫الخامس قبل‬ ‫أوال‪ :‬أبقراط‪ُ :‬ولِد في القرِن‬
‫أما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أبرزهم جورجياس ليونتيني‪ّ ،‬‬ ‫اصل مع الفالسفة‪ ،‬و ُ‬‫الطب ِي على يد والده‪ .‬كما كان على تو ُ‬‫في المجال ّ‬
‫ِ‬
‫مدينة الريسا في ثيساليا عام ‪370‬قم‪.‬‬ ‫وفاته فقد كانت في‬

‫يعتبر الطب التخصص الذي برز فيه أبقراط‪ ،‬وتعتبر نظرية السوائل األربعة باإلضافة إلى قسمه من‬
‫أهم إنجازاته في مجال الطب‪.‬‬

‫السوائل األربعة لدى أبقراط‪ :‬طور أبقراط أنظرية السوائل األربعة‪ ،‬والتي تعد نظرة مختلفة عما كان‬
‫سائدا قديما حول المرض‪ ،‬وذلك عن طريق ر ِ‬
‫بطه بالبيئة‪ ،‬وما يحدث داخل الجسم‪ ،‬فالسوائل األربعة هي‪:‬‬
‫صفراء الكبد‪ ،‬والسوداء التي يفرزها الكبد‪ ،‬والدم‪ ،‬والبلغم‪ ،‬حيث تنص النظرية على أن هذه السوائل تحدد‬
‫الصحة الجسدية‪ ،‬والعقلية‪ ،‬والنفسية لإلنسان‪ .‬إذ يكون الجسم في صحة جيدة عندما تكون هذه السوائل‬
‫الطبية‬
‫ّ‬ ‫سيتعرض للمرض‪ ،‬ومن أفكار أبقراط‬
‫ّ‬ ‫األساسية األربعة متوازنة‪ ،‬أما إذا اختل توازنها فإن الجسم‬

‫‪5‬‬
 ‫أيضا أن األمراض تتسبب بها البقايا غير المهضومة الناتجة من نظام غذائي ِ‬
‫غير مناسب؛ إذ تفرز هذه‬
‫البقايا األبخرة التي تنتقل إلى الجسم‪ ،‬وتتسبب في المرض‪.‬‬

‫ذكر فيها عدة موضوعات تتعّلق باألخالقي ِ‬

‫ات‪،‬‬ ‫دونة أخالق قديمة لألطب ِ‬
‫اء‬ ‫قس ُم أبقراط وضع أبقراط ُم َّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين في‬ ‫األطباء إلى عد ِم استخدا ِم الس ّك ِ‬
‫ّ‬ ‫وتدعو‬ ‫ِّ‬
‫الطب‪،‬‬ ‫ط ّال ِب‬
‫مجانية ل ُ‬
‫الطبية‪ ،‬وإعطاء دروس ّ‬ ‫ّ‬ ‫والمبادئ‬
‫حد ِ‬ ‫الجر ِ‬
‫ثة؛ حيث ُيطلب من ِّ‬
‫خريجي‬ ‫الم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫الطب بقس ِم أبقراط في صورته ُ‬ ‫يات‬
‫تستعين ُكّل ُ‬
‫ُ‬ ‫احة‪ ،‬وغيرها‪ ،‬واليوم‬
‫ممارسة ِ‬
‫ِ‬ ‫األخالقي ِة أثناء‬ ‫للتمس ِك بالمبادئ‬ ‫الكّل ِ‬
‫ِّ‬
‫الطب‪.‬‬ ‫مهنة‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ية قراءةُ قس ِم أبقراط كعهد‬ ‫ُ‬

‫ومهندسا‬
‫ا‬ ‫أرخميدس‪ :‬ان أرخميدس سيراكيوز ‪ 212-287‬قبل الميالد عالم رياضيات يوناني فيزيائي‬
‫ومختراعا‪ ،‬وعالم الفلك‪ .‬من أهم إنجازاته‪:‬‬

‫مبدأ أرخميدس‪ :‬ارتبط اسم أرخميدس بأعظم إنجاز له واألكثر شهرة وهو مبدأ أرخميدس والذي يساعد‬
‫على قياس حجم جسم غير منتظم‪ ،‬وينص هذا المبدأ على أن أي جسم مغمور في السائل كليا أو جزئيا‪،‬‬
‫ال يذوب فيه وال يتفاعل معه‪ ،‬يواجه قوة طفو مساوية لوزن السائل الذي يزيحه الجسم عند غمره وهذا‬

‫القانون يعد من أهم قوانين الفيزيائية التي تعد ا‬

‫أساسا لميكانيكا الموائع‪.‬‬

‫أقليدس‪ :‬عاش في الفترة ما بين القر الثالث و الثاني قبل الميالد اسمه إقليدس بن نوقطرس بن‬
‫برنيقس اإلسكندري‪ ،‬وهو يوناني األصل‪ ،‬وهو عالم رياضيات تم تلقيبه بأبي الهندسة‪ ،‬والذي ساهم في‬
‫شهرته هو كتابه العناصر‪ .‬يعرف نسق إقليدس بالنظام البديهي االستنباطي‪ ،‬الذ يتكون من مجموعة من‬
‫المبادئ التي أسس عليها رياضياته‪.‬‬

‫المسلمات الخمسة القليدس‪:1 :‬يمكن توصيل خط مستقيم واحد فقط بين أي نقطتين مختلفتين‪.‬‬

‫‪ :2‬يمكن مد مستقيم واحد من كلتا طرفيها إلى ما النهاية‪.‬‬

‫‪ :3‬تتساوى جميع الزوايا القائمة‪.‬‬

‫‪ :4‬في حال قطع مستقيمين مستقيم ثالث بحيث يكون مجموع الزوايا الداخلية على نفس الجانب أقل‬
‫من ‪ 180‬درجة‪ ،‬فأن المستقيمان يلتقيان عند نقطة معينة في حال تم مدهما‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫‪ :5‬ترسم الدائرة إذا علم مركزها و نصف قطرها‪.‬‬

‫البديهيات‪ :‬وعددها خمس وهي‪:‬‬

‫‪ :1‬إذا أضيفت كميات متساوية ألخرى متساوية فإن الناتج يكون متساوي‪.‬‬

‫‪ :2‬إذا طرحت مقادير متساوية من أخرى متساوية يكون الناتج متساوي‪.‬‬

‫‪ :3‬الكل أكبر من جزء‪.‬‬

‫‪ :4‬األشياء المتماثلة متساوية‪.‬‬

‫‪ :5‬المقادير المساوية لغيرها متساوية في ما بينها‪.‬‬

‫التعريفات‪ :‬لدى إقليدس جملة كبيرة من التعريفات يمكن ذكر بعضها‪:‬‬

‫‪ :1‬الخط هو طول ال عرض له‪ :2 .‬النقطة هي ما ال جزء له‪ :3 .‬المربع هو شكل رباعي األضالع‬
‫أضالعه متساوية وجميع زواياه قائمة‪ :4 .‬المثلث هو شكل ثالثي االضالع يكون قائم إذا وجد زاوية‬
‫قائمة‪ ،‬ويكون حاد إذا وجد زاوية أقل من القائمة‪ ،‬و يكون منفرجا إذا وجد زاوية أكبر من القائمة‪.‬‬

‫‪7‬‬