Professional Documents
Culture Documents
يبدأ عصر األسر الفرعونية بالنسبة لكثيرين في مصر القديمة من نحو 3100عام قبل الميالد ،ويضم األسرتين األولى والثانية اللتين يبدأ
بهما التاريخ المدون لعصر هذه األسر ،ولكن قبل ذلك بفترة طويلة ازدهرت شعوب العصر الحجري الحديث (نحو 4000-9300قبل
الميالد) ،غير أن هذه الشعوب لم تتم دراستهم مقارنة بخلفهم من قدماء المصريين.
واليوم تتواصل االكتشافات المذهلة لآلثار والقبور القديمة ،التي تخبرنا بأساليب حياة القدماء ،وبعض أسرار التطور الذي عرفته اإلنسانية
عبر العصور.
ويذكر موقع "سوبر كوريوسو" ( )Super Curiosoاإلسباني أن من بين هذه الحضارات األكثر إثارة للفضول لدى العلماء وعامة الناس
الحضارة المصرية القديمة ،التي كانت تتميز بمجتمع منظم بطرق مذهلة ،وشيدت أبنية عمالقة تخطف األبصار ،وطورت نظم حياة فريدة
من نوعها ،إال أن التساؤالت ال تزال مطروحة حول األصول العرقية للمصريين.
التحليل الجيني
للبحث عن أصول المصريين الجينية ،يقول الموقع إن أغلب النظريات والتفسيرات المشار إليها أعاله تم استخالصها من الرسوم في الكهوف
والكتابات على ورق البردي والحفريات في المواقع األثرية ،ولكن هناك مصدرا آخر مهما لحل ألغاز المصريين القدامى ،وهو "المومياء"،
وهي أجسام الموتى التي تم حفظها وقتا طويال عبر عملية التحنيط.
وشاركت مجموعة من العلماء من مختلف التخصصات في مشروع ،بدعم من جامعة توبنغن ومعهد ماكس بالنك في ألمانيا؛ في محاولة
لتحليل بقايا المومياوات واستخراج حمضها النووي .وهذا األمر ّ
مث ل تحديا كبيرا بسبب المواد والتقنيات المستخدمة لتحنيط الموتى ،ودرجات
الحرارة والرطوبة المرتفعة التي حُفظت فيها المومياوات ،وهو ما صعّب عملية أخذ العينات .إال أن هؤالء العلماء تمكنوا من استخراج
الحمض النووي "للميتوكوندريا" من 90مومياء ،وتمكنوا من تحديد تسلسل الجينوم الكامل لـ 3مومياوات.
وكان الهدف األساسي من هذه الدراسة هو معرفة إذا كان المصريون مرتبطين بأعراق أخرى قد تبدو معزولة عنهم ،مثل العرق القوقازي
السائد في أوروبا وشمال أفريقيا وآسيا؛ ولهذا الغرض قاموا بمقارنة الحمض النووي الموجود في المومياوات المصرية مع الحمض النووي
للسكان الحاليين لمصر ،من أجل تحديد الفروق في تطور هذا العرق وتحديد االختالطات والتالقح الذي حدث بين األجناس بسبب الهجرة؛
والنتيجة كانت مذهلة.
حيث أصيب العلماء بالدهشة بعد أن تبين أنه رغم مرور 5آالف سنة من التطور ،وهي مدة طويلة فصلت بين المصريين القدامى والحاليين،
فإنه لم تحدث تغيرات كبيرة في الحمض النووي؛ وهذا يعني أن سكان مصر حافظوا على خصائصهم منذ تلك الفترة ،رغم وجود فرق بسيط
في الجينات التي تشير إلى األسالف؛ إذ وجد العلماء أن المومياوات القديمة ظهرت فيها جينات الشرق األوسط بشكل واضح ،في حين كان
المصريون الحاليون أكثر ارتباطا بأفريقيا جنوب الصحراء.