‫السنة األولى جذع مشترك‪ :‬علوم اجتماعية‬

‫مقياس‪ :‬مجاالت العلوم االجتماعية‬

‫المحاضرة‪ :3‬موقع العلوم االجتماعية في تصنيف! العلوم‬

‫*ملخص‬

‫غالبا ما يلفت انتباهنا ذلك االلتباس الذي يتعلق بالتسميات المختلفة لحقل العلوم االجتماعية‬

‫‪,‬تارة يطلق عليها علوم إنسانية وفي بعض الحاالت علوم اإلنسان ناهيك عن التسميات‬

‫األخرى التي تنفرد بها العلوم االجتماعية –العلوم اإلنسانية‪ -‬وتميزها عن علوم الطبيعة‬

‫‪.‬مثل ‪ :‬علوم الفكر وعلوم التاريخ والثقافة‬

‫بإمكاننا الرجوع إلى مختلف األدبيات في حقل العلوم االجتماعية أي لدى المختصين و‬

‫المهتمين بها حتى نتعرف على مختلف التسميات التي تطلق على حقل العلوم‬

‫االجتماعية‪.‬فنجد على سبيل المثال‪ -‬مادلين قرافيتز ‪ -‬تستعملها بصور ودالالت مختلفة‬

‫ونجد بالمقابل في مقال ل‪ -‬جورج قوسدورف‪ -‬يتكلم فيه عن تالشي وحدة المعرفة التي‬

‫كانت مندرجة ضمن الفلسفة وعوضتها ثالث أقطاب ابستمولوجية منها ‪:‬العلوم الصارمة‪,‬‬

‫‪.‬البيولوجيا ‪ ,‬علوم التاريخ والثقافة‬

‫يتحدد موضوع علوم اإلنسان في ‪–:‬الكائن الحي والمفكر‪ -‬معنى ذلك أنها تأخذ بعين‬

‫االعتبار مجمل الظروف الطبيعية والمادية للنشاطات اإلنسانية كسيرورات عقلية وفي هذا‬
 ‫االطار فهي تشمل العلوم االجتماعية‪-‬اإلنسانية‪ -‬وبعض تخصصات العلوم الطبيعية التي‬

‫‪.‬تهتم باإلنسان ككائن حي مثل ‪:‬البيولوجيا‪ ,‬علم السالالت‪..‬الخ‬

‫يتكلم‪ -‬موريس أنجرس‪ -‬عن ميادين العلوم اإلنسانية ويصل به المطاف إلى عدم تحديد‬

‫هويتها و مجاالتها بدقة فيسترسل في الكالم كي يبين في آن واحد أنه ال يوجد تعريف‬

‫‪ .‬مقبول عالميا للفروع التي يحتويها قطاع العلوم االجتماعية أي العلوم اإلنسانية‬

‫يرى ‪-‬ميشال فوكو‪ -‬أن العلوم اإلنسانية متمركزة في القطب الذي يشمل البيولوجيا‬

‫واالقتصاد واللغة وعليه تندرج باقي تخصصات العلوم االجتماعية –العلوم اإلنسانية‪-‬‬

‫‪.‬مقارنة بالتفكير الفلسفي من جهة والعلوم الفيزيائية والرياضية من جهة أخرى‬

‫يقترح‪ -‬جون بياجي‪ -‬تصنيفا للعلوم التي تهتم باإلنسان حيث يدرج بعض الميادين التي‬

‫تتعلق بالعلوم االجتماعية في خانة‪ -‬العلوم النوموتيتيكية‪ J-‬بينما يتعلق الصنف الثاني‬

‫بالعلوم التاريخية ويشمل الصنف الثالث العلوم المعيارية بينما ينفرد الصنف الرابع بالعلوم‬

‫‪.‬الفلسفية‬

‫يبين الفيلسوف األمريكي‪ -‬جون ديوي‪ -‬في تصنيفه للعلوم أن هناك علوم إنسانية معيارية‬

‫وبالمقابل توجد علوم إنسانية تقريرية وهذه األخيرة تنقسم إلى العلوم اآلتية ‪ :‬علم النفس ‪,‬‬

‫‪.‬علم االجتماع ‪ ,‬والعلوم االجتماعية التي تنفرد بميادين خاصة بها‬

 ‫يفرق‪ -‬كلود ليفي ستروس‪ -‬بين العلوم االجتماعية والعلوم اإلنسانية وفلق مبدأ تقسيم‬

‫العمل في كون أن األولى تنفرد بالطابع التطبيقي وتقبل أن تثبت نفسها في قلب المجتمع‬

‫من أجل تحضير التالميذ لنشاط مهني محدد تحت غطاء التدخل التطبيقي‪.‬أما الثانية فهي‬

‫تتموضع خارج كل جماعة تتصف بالبعد النظري ولها توجهات في الغالب بيداغوجية‬

‫‪.‬وتعليمية أكثر‬

‫مجمل القول أن هناك فريق من المفكرين والمهتمين بحقل العلوم االجتماعية من يرى أن‬

‫العلوم اإلنسانية هي نفسها العلوم االجتماعية باعتبار أن اإلنسان اجتماعي بالطبع بل أن‬

‫الطابع اإلنساني ما هو إال خاصية من خصائص العلوم االجتماعية التي تميزها عن علوم‬

‫الطبيعة‪ ,‬بينما يرى الفريق الثاني أن هناك اختالفا بين القطبين مبرزين تبريراتهم‬

‫المختلفة والمتعددة بخصوص وجه المقارنة التي ترجع في األساس إلى طريقة رؤيتهم‬

‫للموضوع وكيفية التعرف عليه‪ ,‬ظروفهم ومدارسهم التي تأثروا بها والحالة الخاصة‬

‫‪.‬بالمعارف وتطورها‬

‫‪:‬مالحظة *‬

‫يمكن للطالب أن يتوسع في فهم الملخص اعتمادا على بعض المراجع على سبيل‬

‫االختصار‬
1-Bernard Valade et Renaud filleule : introduction aux sciences

sociales.

2-Grawitz madeleine : méthodes des sciences sociales.

3- Georges Gusdorf : introduction aux sciences humaines.