Professional Documents
Culture Documents
إسم المادة:
1
المحتويات:
-1المقدمة.
2
المقدمة:
.
من المتوجب علينا أن نفرق بين العصور الوسطي في العالم األسالمي والعصور الوسطي في أوروبا وفي أوروبا وشهدت هذة الفترة
عصر التخلف والرجعية والركود الفكري وفي خالل هذة الفترة التي قاربت االربعة عشر قرنا ً من الزمان لم يشهد العلم أدني تقدما ً
ملحوظا ً أوحاسما ً في أي مجال ولم يظهرتغيير جديد في مفهوم العلم بل علي العكس لقدإحتفظت هذة العصور بأسوأ عناصرالمفهوم
اليوناني للعلم وعملت علي تحويلها الي عقيدة اليمكن 1المساس بها التناقش والتقبل الجدال
وفي فترة عصور الظالم انحدر مستوى التفكير فى أوروباوإنحدرت الثقافه و انتشر التخلف ،و أخد اإليمان بالغيبيات مكان التفكير
العلمى و المنطقى السليم ،و صارت الثقافه وقف على رجال الدين و أتباعهم ،هم من يحددوا كيف يعيش الناس والعوام
{كان إنسان العصور المظلمة أحادي التفكير ،ومتعصب دينياً ،ومعتدي على من يخالفه الرأى ،ويحتقر النساء ويعتبرهم عيبا ً كبيراً،
ويؤمن بالغيبيات ،ويكره التطور والعلم ،ويفسر ظواهر الحياة تفسير خرافي ال أساس علمي له}.
أثرت الحضارات اليونانية والرومانية القديمة بشكل ملحوظ ،مما جعلت كل من الحضارات ذات عدد من المساهمات في التقدم
اإلنساني ،ال سيما في مجاالت العلوم ،والحكومة ،والفلسفة ،والهندسة المعمارية .
بعض العلماء يرى أن سقوط أوروبا في الظالم كان نتيجة لسقوط اإلمبراطورية الرومانية في حوالي 500م وكثيرا ما يقال إن
العصور الوسطى مرت بعصر الظالم بسبب النقص في التقدم العلمي والثقافي .
وقد أطلق المؤرّخون على مرحلة العصور الوسطى بالعصر المظلم ،حيث كان مستوى التعليم والثقافة في غاية االنحطاط ،وكBBانت
كثBBيراً من المعتقBBدات تعتمد على األسBBاطير والروايBBات الخياليّة والخرافBBات ،وبBBدأت العصBBور الوسBBطى من سBBقوط اإلمبراطوريّة
الرومانية العظيمBBBة ،وال توجد تBBBواريخ محBBBددة عن نهاية اإلمبراطوريّة الرومانيّة الBBBتي كBBBانت أكBBBبر قBBBو ٍة على سBBBطح األرض،
خالل هذا الوقت ،كان إقطاع النظام السياسي هو النظام السائد .النظام اإلقطاعي في العمل ،عمل على إعاقة الحراك االجتمBBاعي
الصاعد ،وهو ما يعني انتشار الفقر ،وضBBعف فBBرص تحسBBين الحيBBاة .وكBBانت الخرافBBات الدينية أيضا منتشBBرة على نطBBاق واسع
خالل هذه الفترة .كانت الكنيسة الكاثوليكية المؤسسBية للغاية والBتي تعBارض التقBدم العلمي والثقBافي وكBان اإلغريق والرومBان هم
.الرائدين في كثير من األحيان
وفي مقابل الظالم الدامس الذي خيم على غرب أوروبا ،كانت الحياة أكثر إشراقًا في جهات أخرى من العالم ،فقد كان المسلمون في
األندلس في نفس الوقت يعيشون ثراء حضاريًا وثقافيًا وارتقوا في كل المجاالت العلمية كالطب والهندسة والبصريات والرياضيات
والفلك …إلخ .ثم إن iهذه العلوم والمعارفانتقلتمنأسبانيا إلى الغرب فيما بعد وامتد Bنور العلم العربي اإلسالميمنالصين شرقًا
حتىحدود أوروبا غربًا.
3
وقد سادا ألعتقاد بأن العلم بلغ أقصي زروتة لدي أرسطو وأن ماقال11ه ه11و الكلم11ة النهائي11ة في أي إتج1اه من إتجاه11ات العلم وعلي
الرغم منأن تاعاليم أرسطوالفلسفية قد ظهرت في صورة تعاليم وثنية إال أنه قد حدث تح11الف بينه11ا وبين معتق11دات الكنيس11ة ونتيج11ة
لذلك قد إكتسبت أراء أرسطو مايشبه القداس11ة الديني11ة وأص11بح األع11تراض عليه11ا نوع11ا من التج11ديف والزندق11ة أص11بح العلم ليس إال
ترديداً لهذه األراء أما النقد والتجديد فقد كان يعرض صاحبه ألشد أنواع األخطار
والعصور الوسطي في التاريخ األوروبي هي تلك الفترة التي امتّBBدت من القBBرن الخBBامس حتّى القBBرن الخBBامس عشر الميالدي .حيث
بدأت بانهيار اإلمبراطورية الرومانية الغربية واستمرّت حتى عصر النهضة واالستكشاف .وتعتبر فترة العصور الوسطى هي الفBBترة
الثانية بين التقسيمات التقليدية للتاريخ الغربي :الفترة القديمة ،والوسطى ،والحديثة .وتنقسم العصور الوسطى نفسها إلى ثالثة فَBBترات:
الفترة ال ُمب ّكرة ،والمتوسّطة ،وال ُمتأ ّخرة.
{حوالي عام ,800شارل العظيم وبمساعدة الراهب اإلنجليزي ألكوين ،قام بما أصبح يعرف باسم النهضة الكارولنجية ،وهو
برنامج من التنشيط الثقافي واإلصالح التعليمي .الجانب العلمي الرئيسي من عملية إصالح التعليم كان دراسة وتدريس علم الفلك،
كالهما باعتبارها فن عملي يتطلبه رجال الدين لحساب تاريخ عيد الفصح واالنضباط النظري .من سنة ، 787صدرت مراسيم
توصي بترميم المدارس القديمة Bوتأسيس مدارس جديدة في جميع أنحاء اإلمبراطورية .مؤسسيا ،هذه المدارس الجديدة إما تحت
مسؤولية الدير ،الكاتدرائية أو البالط الملكي}.
العمل العلمي من فترة ما بعد شارلمان لم يكن معنيا كثيرا بالتحقيقات األصلية مع الدراسة النشيطة والتحقيق في النصوص العلمية
الرومانية القديمة .Bهذا التحقيق مهد الطريق فيما بعد لجهد الباحثين الغربيين إلى التعافي وترجمة النصوص اليونانية القديمة في
الفلسفة والعلوم.
ق وا ِس ٍعاتّحدت ُمعظَم ال َممالِك في الغَرب بالمؤسّسات السياسية الرومانية القليلة التي كانت موجودةً آنذاك .وقد بُنيَت األديرة على نِطا ٍ
ت لتنصير أوروبا الوثنيّة .كما ظَهرت في أوا ِخر القرن الثامن وبدايات القرن التا ِسع اإلمبراطورية الكارولنجية تحت سُاللَة كحمال ٍ
4
ب األهليّة إلى جانِب الغزوات
انهارت على َوقع الحرو ِ
َ الكارولنجيون اإلفرنج ،وقد غطّت ُمعظَم أراضي أوروبا الغربيّة ،ولكنّها
الخارجيّة من فالفايكنج في الشمال والمجريّون من الشرق والسارسيون من الجنوب.
الفترة المتوسطة من العصور الوسطى ( 1300-1000ميالديا) :
تزايد عد ُد ُس ّكان أوروبا بشكل كبير ِخالل الفترة المتوسّطة التي بدأت بعد عام 1000ميالديّا ً بسب ِ
ب اإلبتكارات التكنولوجية
والزراعية التي سمحت بازدهار التجارة متصاحبة بحقبة القروسطية الدافئة التي سمحت بإزدياد المنتوج الزراعي .وقد كانَت
المانورالية -وهي عملية تنظيم الفالحين في قرى مدينة Bبالعمل واإليجار للنبالء -واإلقطاعيّة -وهي النظام السياسي حيث كان
الفرسان والنبالء من المستوى المتندني مدينون بالخدمة العسكرية لألسياد في مقابل الحق بإستئجار األراضي والضيع -كانَ هَذان
ال َمذهبان ال ُمتّبعان في تنظيم المجتمعات خالل افترة ال ُمتوسّطة من العصور الوسطى.
ابتداء من حوالي سنة 1050العلماء األوروبيون بنوا على معرفتهم الحالية من خالل السعي إلى العلم القديم في النصوص اليونانية و
العربية التي ترجموها إلى الالتينية .واجهوا مجموعة واسعة من النصوص اليونانية الكالسيكية التي سبق ترجمتها إلى اللغة العربية،
يرافقها التعليقات واالعمال المستقلة من قبل المفكرين اإلسالميين.
هذه الفترة شهدت أيضا والدة الجامعات في القرون الوسطى ،والتي حققت أقصي إستفادة مادية من النصوص المترجمة وتوفير بنية
تحتية جديدة للمجتمعات العلمية .بعض هذه الجامعات الجديدة تم تسجيلها كمؤسسة من التميز الدولية من قبل اإلمبراطورية
الرومانية المقدسة ،و هذه كانت تعتبر أرقى أماكن التعلم في أوروبا .هذه القائمة نمت بسرعة كجامعات جديدة أنشئت في جميع أنحاء
أوروبا .في وقت مبكر من القرن ال ، 13تم تشجيع العلماء إلعطاء المحاضرات في المعاهد األخرى في جميع أنحاء أوروبا وتبادل
الوثائق ،وهذا أدى إلى الثقافة الدراسية الحالية الموجودة في الجامعات األوروبية الحديثة.
اعتقد العلماء في التجريبيه ودعم المذاهب الكاثوليكية الرومانية من خالل الدراسة العلمانية والعقل والمنطق .وكان األكثر شهرة
توماس األكويني (المعلن في وقت الحق "طبيب الكنيسة") ،الذي قاد التحرك بعيدا عن األفالطونية و اغسطينوس نحو األرسطية
{قدم بيكون مساهمة كبيرة في تطوير العلوم في أوروبا في القرون الوسطى عن طريق الكتابة إلى البابا لتشجيع دراسة العلوم
الطبيعية في الدورات الجامعية وتجميع عدة مجلدات لتسجيل حالة المعرفة العلمية في العديد Bمن المجاالت في ذلك الوقت .ووصف
التصميم المحتمل للتلسكوب ،ولكن ليس هناك أدلة قوية على أنه بنى واحدا}.
ت
عبارة عن ُمحاوال ٍ
َ تخلّلت تلك الفترة كذلك ما يُعرف اآلن بالحمالت الصليبيّة B،وكانَت بدايةُ التبشير بها عام ،1095وكانَت
ب أوروبا لل َسيطَرة على األراضي ال ُمق ّدسة الشرق أوسطية من المسلمين .أ ّما الحياةُ الفكريّة فقد تأثرت
عَسكريّة من مسيحيي غَر ِ
بالفلسفة المدرسية القائمة على ربط العقل باإليمانيات .ومن أب َر ِز إنجازات ومشاهير تلك الفترة كان الهوت وفلسفة توما األكويني،
ّ
والفن ال ِمعماري القوطي الجلي في هندسة الكاتدرائيات ِمث َل ولوحات جوتو ،وأشعار دانتي وتشوسر ،ورحالت ماركو بولو،
كاتدرائية شارتر.
العصور الوسطى المتأخرة ( 1500-1300ميالديا).
شهد النصف األول من القرن الرابع عشر عمال علميا من كبار المفكرين .دراسة المنطق من قبل وليام أوكام أدى به إلى صياغة
مسلمة معينة في مبدأ نصل أوكام ،المعروفة اليوم باسمه .هذا المبدأ هو واحد من أهم االستدالالت المستخدمة من قبل العلم الحديث
في االختيار بين اثنين أو أكثر من النظريات ناقصة االثبات.
بتحول علماء الغرب ليصبحوا أكثر وعيا وقبوال للأطروحات العلمية المثيرة للجدل للأمبراطوريات البيزنطية واإلسالمية ،أثارت هذه
القراءات رؤى جديدة .حيث ألهمت األعمال المبكرة للباحث البيزنطي يوحنا النحوي الباحثين الغربيين مثل جان بوريدان والذي
5
ألهمته للتشكيك في حكمة ميكانيكية Bأرسطو .وضع بوريدان نيوتن نظرية الدافع والتي كانت خطوة نحو المفهوم الحديث للقصور
الذاتي.
والكوارث ،فالمجاعات والطاعون والحروب قد ه ّددت تعداد
ِ بالمصاعب والمعاناة
ِ الفَترة ال ُمتأ ّخرة من العصور الوسطى اتّس َمت
ب التنا ُزع لب طاعون الموت األسود حياة ثُل ِ
ث ُس ّكان أوروبا ،كما لَ ِع َ السكان في أوروبا الغربية ،فبين عامي َ 1350 - 1341س َ
والهرطقة واالنشقاق دا ِخل الكنيسة الكاثوليكية والحروب األهلية وثو َرات الفاّل حين في الممالك ،جميعُها كانَت أسبابا ً سيئة في الفترة
ال ُمتأ ّخرة .في النهاية ،أ ّدى التَطوّر التِقَني والثقافي إلى إعادة تشكيل ال ُمجتَمع األوروبي ،مما أسدَل ال ِست َ
َار عن العصور الوسطى
معلنةً بذلك بداية العصر الحديث.
وقد أطلق المؤرّخون على مرحلة العصور الوسطى بالعصر المظلم ،حيث كان مستوى التعليم والثقافة في غاية االنحطاط ،وكانت
كثيراً من المعتقدات تعتمد على األساطير والروايات الخياليّة والخرافات ،وبدأت العصور الوسطى من سقوط اإلمبراطوريّة
،الرومانية العظيمة ،وال توجد تواريخ محددة عن نهاية اإلمبراطوريّة الرومانيّة التي كانت أكبر قو ٍة على سطح األرض
أما أواخر العصور الوسطى فتميزت بالصراع فبدأت المدن والبلدات بالنمو وازدياد سكانها بأعدا ٍد كبير ٍة جدًا وأرادت الحصول
على استقاللها من التبعية ونتج عن ذلك ارتفاع مستوى التفكير االجتماعي والسياسي ،وبدأ الناس في أواخر هذه الفترة في اتخاذ
6
ت رسولي ٍة فقد ظهر ميو ٌل كبي ٌر إلى الدين والحاجة إلى اتباع
طوائف وجماعا ٍ
ٍ حياة المسيح نموذجًا ليقلدوه ونظموا أنفسهم في
.المسيح وأتباعه
لقد لعبت الكنيسة خالل العصور الوسطى دورًا كبيرًا في حياة الناس فكانت القائد الروحي والحكومي أيضًا ،أما دورها في القرن
العشرين تضاءل ولم تعد تملك تلك السلطة الكبيرة التي امتلكتها في العصور الوسطى.
{
وتم اعتبار الدولة مسيحية بشكل رسمي وتسلطت الكنيسة الرومانية الالتينية على الحياة والفكر ،وتم اعتبار البابا هو الحاكم
الروحي للعالم المسيحي الغربي ،واإلمبراطور هو الحاكم الزمني ،جاء كبت الكنيسة للحريات ،ومنعها التنوع العقائدي ،وسيطرتها
بشكل مبالغ فيه كرد فعل مسيس باألصل للقضاء على أفكار اإلمبراطورية الرومانية التي كانت تبيح تعدد Bاآللهة ،وحرية االعتقاد،
فللقضاء على الفكر المتبقي للرومان ،قرروا فرض دين موحد بلغة موحدة وهي اللغة الالتينية B،واستمر دور الكنيسة في التضخم
حتى سيطر بالكامل على اإلمبراطورية ،وتسبب في تذبذب المؤمنين بالمسيحية نفسهم ،وحدثت خالفات كبيرة داخل الكنيسة
{ موقع تسعة :كيف تخلصت أوروبا من عصور الظالم وانطلقت نحو التقدم؟ } وانقسامات.
المجتمع الBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBديني في العصورالوسBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBطى Bاألوروبية:
كانت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية مركز الحياة في جميع أنحاء أوروبا في العصBBور الوسBBطى ،وكBBانت الكنيسة أقBBوى مؤسسة في كل
أوروبا والوحيدة التي امت َّدت إلى الممالك المنفصلة ،كما كانت الكنيسة بمثابة الحارس على المعرفة والتَّعلم ،حيث حBBافظت على الكتب
ومحو األ ّمية في الوقت الذي كان فيه معظم النّاس غير قادرين على القراءة ،كما وكانت مؤسسة اقتصBBادية قوية جمعت الضBBرائب من
جميع المواطنين ،وقامت ببناء الكنائس واألديرة والكاتدرائيات الضخمة في جميع أنحاء أوروبا ،وت َّم الحصBBول على جميع المعلومBBات
حBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBول العصBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBور الوسBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBطى من منحوتBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBات وسBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBجاَّل ت الكنيسBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBة،
وكذلك كانت قد تمثلت بإعالء شأن المسيحية وتغوّ ل سلطتها ،وبما انعكس ذلك على ازدهار مؤسس1اتها وتع1اظم نف1وذ رجاله1ا وعلي1ه
فإنّ رجال الدين في العصور الوسطى في أوروبا أصبحوا ذو كلم ٍة نافذ ٍة وهيمن ٍة مطلقةٍ ،وبهذا فإن المدارس أصبحت ال تعدو كونها
أبوا ًقا تنفخ بها الكنيسة ورجالها أ ّن ا شاؤوا ،حيث ال مجال وال مكان للعلوم وال قيمة لها ،ولم يكن األمر ليقف عند ذلك إذ تحول األمر
ب طاحن ٍة تشنها الكنيسة على العلم والعلماء وفي قصة كروية األرض أكبر مثال على ذل11ك ،حيث ك11ان العلم بص1ور ٍة أو ب11أخرى
لحر ٍ
ي111111111111111111111بين للن111111111111111111111اس ك111111111111111111111ذب الكنيس111111111111111111111ة وخرافاته111111111111111111111ا في ذلك ال111111111111111111111وقت .
وقد كان كل شيء يمكن أن يسمح به رجال الدين ،وكل شBBيء يمكن أن تتسBBامح معه الكنيسBBة ،إال العقل المسBBتقل بنفسه عن وصBايتها.
وبما أن اإلنسان بطبيعته يميل إلى التفكير والتجريب ،ويكره الوصاية واإلكراه ،فقد عمد رجال الدين إلى سياسة الترغيب والترهيب ؛
لقمع أية بBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBادرة من بBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBوادر التفكBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBير خBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBارج محاضBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBBنها.
كان الوعاظ الكنسيون في القرون الوسطى المظلمة ،يستخدمون (كل شيء) ،في
سبيل إشاعة التقوى والورع لدى عامة الناس ؛ حتى يضمنوا أنهم لن يخرجوا عن طوعهم ،وأنه سBBيبقون أوفيBBاء لمقBBوالتهم ،وخBBانعين
لنفوذهم المعنوي .إنها قصص مكذوبة B،وأحاديث ملفقة ،ودموع جارية ،وأصوات متهدجة ،يقوم بها رجال الBBدين -حقيقة أو تمBBثيال! -
لتحقيق أكبر قدر من التأثير في قلوب وعقول الجماهير ،التي تصبح مدمنة Bعلى مثل هذا التخدير ،الذي تظن أنه طريقها إلى رضا هللا،
وأنها بهذا تحقق الخالص ،الذي تضمن به النعيم األبدي في اآلخرة
7
تتحدد Bمكانة رجل الدين في السلم الكنسي ،بمقدار ما يحقق من تطويع الناس للتعاليم الكنسية .والناجح منهم في هذا المضمار،
تصبح كلمته مسموعة بين الناس ،ورأيه هو الرأي المبارك .وألجل هذه المكانة العالية لرجال الدين في قلوب الناس البسطاء،
وألجل أن يتوفر لإلنسان رزق مضمون من موارد الكنيسة ،أصبح الناس يتمنون أن يصبح أبناؤهم رهبانا في األديرة ،بل إن
بعضهم كان ينذر ابنه للدير ؛ كي يحوز هذا االبن المكانة االجتماعية التي يحظى بها الراهب ،ويحظى األب برضوان هللا وغفرانه
.
بهذا شلت الكنيسة وعي المجتمع ،وأوقفت حركته اإليجابية ،وشرعت للجمود طوال فترة نفوذها في العصور الوسطى .لم يكن
هناك تعليم إال ما كان ملحقا بالكنيسة ،ولم يكن هناك متعلمون أحرار ،مسموح لهم بممارسة نشاطهم العلمي ؛ إال رجال الدين .بل
إن بداية نشوء المدارس ،إنما كانت حول مراكز األديرة ،أو كملحقات بالكاتدرائيات .وفي هذه الحال ،فالكنيسة هي التي أسست لما
!.تسميه :علما .ومن حقها -حينئ ٍذ -أن تحتكره لنفسها
لقد قاموا -ببسالة -بنشر المواعظ الدينية Bبكثافة هائلة ،حتى أغرقوا الوجدان العام بها .وكانت هذه المواعظ ،تمتلئ بصBور العBBذاب
الBBرهيب والجحيم السBBرمدي ،الBBذي ينتظر المتنكBBرين ألوامر هللا (أوامر هللا بBBزعمهم ،وإال فهي أوامBBرهم) ،وبصBBور النعيم الBBدائم،
والغفران الكامل للمطيعين الخانعين .وزيادة في إلهاب العواطف ،وتطويع الوجBBدان ،وتBBدعيم الBBوعي الخBBرافي الBBذي يسBBهل اقتيBBاده
وصارت واستعباده،حرم رجال الدين و توابعهم إستخدام اللغات المحليه فى الكتابه إلنهم ربطوا بين المسيحيه و اللغه الالتينيه.
الكتابه باللغات المحليه من المحرمات اللتى تتم محاربتها والمخالفون بالكتابة باللغة المحلية كانو يتهموا بأنهم كفBBرة بالBBدين وزنادقة
وق11د ك11انت الكنيسة األوربية في عصBBور ظالمهم كBBانت شBBديدة القسBBوة على
العلماء ،وكانت تقمع كل محاولة لالبتكار واالختراع والبحث في العلم؛ في سبيل أن تظل لها السيطرة الكاملة على الشBBعوب وقيBBادة
الناس ،وفي سبيل استمرار جباية األموال ،وفي سبيل أخذ القرارات المصBBيرية ،بل وفي سBBبيل أخذ قBBرار الغفBBران من عدمBBه ،لعبد
!!أخطأ أو ارتكب ذنبًا
ع بين الدين والعلم في أوربا ،وعليه فقد ُشلَّت حركة العلم في أواسط القرن السادس عشر الميالدي ولم
من هذا المنطلق حدث صرا ٌ
!!يتوقف ذلك إال عند بداية النهضة العلمية والثورة العلمية األوربية ،واالنقالب على الكنيسة
والقصص التي تصف ظلم الكنيسة األوربية الكاثوليكية ال تكاد تنتهي ،وال يخفى على أحد محاكمات كوبرنيكس ومحاكمات جاليليو،
وهذا غيض من فيض ،واألمثلة على ذلك جد كثيرة ،ولم تتوقف فقط على محاكمات كوبرنيكس وجاليليو ،حتى إنهم توسعوا في
.تشكيل محاكم التفتيش ضد العلماء
وقد حكمت تلك المحاكم على تسعين ألفًا وثالثة وعشرين عال ًما بأحكام مختلفة في الفترة ما بين سنة 1481م إلى سنة 1499م ،أي في
غضون 18سنة ،كما أصدرت قرارات تُحرِّم قراءة كتب جيوردا نويرنو ،ونيوتن لقوله بقانون الجاذبية ،وتأمر بحرق كتبهم ،وقد
[الموسوعة الميسرة في المزاهب واالحزاب أحرق بالفعل الكاردينال إكيمنيس في غرناطة 8000كتابًا مخطوطًا لمخالفتها آراء الكنيسة
المعاصرة]
وهذا الواقع الرهيب والمظلم عاشته أوربا قرونًا طويلة ،وقد رسَّخ هذا الواقع في أذهان العلماء
والفالسفة (أمثال ديكارت وفولتير) وعموم الناس أنه ال أمل في طلب العلم واالبتكار إال بهدم سلطان الكنيسة ،وإال بمحو الدين
.تما ًما من الصدور ،واالتجاه إلى اإللحاد بكل ما تعنيه الكلمة من معان
8
نهاية العصور الوسطى Bاألوروبية :بالطبع تلك الحقبة الطويلة ،صنعت تغييرات كثيرة ومتراكمة في البنية المجتمعية ونفسية
الناس ،التغييرات المتراكمة أدت في النهاية إلى انهيار النظام بالكامل ،ونهاية تلك الحقبة وبداية عصر جديد ،ونذكر في نقاط أبرز
معالم النهاية :في السنوات األولى من القرن الرابع عشر حدثت مجاعات كثيرة ،وزادت حتى تحولت لما يسمى بالمجاعة الكبرى
في عصور الظالم كان سببها تغييرات مناخية باألساس آثرت على المحاصيل واألراضي .أتبع تلك الفترة “الوباء األسود” أو
الطاعون ،وأنتشر في أوروبا في ثالث سنوات بدءاً من 1347م ،ووصل عدد الوفيات إلى حوالي 35مليون مواطن .الوباء مع
المجاعات ،دفع النبالء والحكام للحفاظ على ثروتهم ،إلى تقليل عدد العمالة ،وأنخفض مستوى المعيشة ،وتأثر الفقراء والفالحون
أشد األثر ،في حين أن األغنياء استغلوا الحدث للحفاظ على ثروتهم ،فظهرت انتفاضات شعبية متعددة ومتكررة .من أشهر
االنتفاضات آثرا ،انتفاضة الفالحين في فرنسا وتسمى بانتفاضة الجاكية ،وكذلك ثورة الفالحين في إنجلترا ،باإلضافة لثورات
عمالية إيطاليا ،وعدد متفرق من المدن في أوروبا .تلت تلك الفترة من الثورات ،ظهور العديد من الشخصيات التاريخية القائدة
التي آثرت بأشكال إيجابية وسلبية في شكل المجتمع ،منهم “جان دارك” وغيرها :واجه النظام تلك االنتفاضات بالعنف ،وطبق
أحكام اإلعدام على قادتها ،مما زاد من الغضب في أوساط الشعوب .في الوقت نفسه كانت الكنيسة تفقد سيطرتها ،الختفاء
المعتقدات الخاطئة التي نشرتها وبالقراءة والكتابة التي انتشرت في أوساط المسيحين ،بدئوا في الخروج على سلطة الكنيسة
وأفكارها الخاطئة في الدين .بين الثورات الداخلية ،حدث اقتتال وحروب بين الدول داخل أوروبا ،أشهها حرب المئة عام بين
الملوك وبعضهم البعض ،لفرض سيطرة أكبر على األراضي
لقد قدمت الحضارة اإلسالمية عدد كبير من اإلسهامات والنماذج الرائعة التي انعكست على مدى اإلثمار الحضاري الذي أحدثته في
كافة المجاالت االجتماعية والعلمية وغيرها على مستوى بعد التعديل والتشذيب وإضافة الطابع اإلسالمي عليها حتى تكون متناسبة
مع طبيعة اإلنسان السويّة ؛ وهذا ما جعلها ذو تأثير واضح في جميع المجاالت في كافة العصور سواء العصور القديمة أو الوسطى
أوالحديثة و ربما ليس من قبيل المصادفة أن تعاصر دولة اإلسالم في ذروتها ومجدها انحطاط العصور الوسطى في أوروبا ،وإن
العبرة الحق في ذلك يمكن تلخيصها فقط بإعمال العقل وإطالق عنان العلوم ،فاإلنسان في النهاية يعيش حياته في هذه األرض ومن
وعلم ،وهذا ما لم يهمله اإلسالم العظيم في
ٍ عقل
واجباته الرئيسة التي كلفه بها هللا سبحانه أن يقوم بعمارتها ،وهذا ال يكون بال ٍ
رسالته الخالدة ،بينما هناك في أوروبا وفي عصورها المظلمة تلك عمل باباوات الكنيسة على استغالل الدين وتوظيفه لخدمة
مصالحهم.
وفي خالل طول عهد الحضارة اإلسالمية ابتكر المسلمون علوما ً جديدة لم تكن معروفة قبلهم وسموها بأسمائها العربية كعلم الكيمياء
وعلم الجبر وعلم المثلثات .ومن مطالعاتنا للتراث العلمي اإلسالمي نجد أن علماء المسلمين قد ابتكروا المنهج العلمي في البحث
والكتابة .وكان يعتمد Bعلى التجربة والمشاهدة واالستنتاج .وأدخل العلماء المسلمون الرسوم التوضيحية في الكتب العلمية ورسوم
اآلالت والعمليات الجراحية .ورسم الخرائط الجغرافية والفلكية المفصلة .وقد ابتدع Bالمسلمون الموسوعات والقواميس العلمية حسب
الحروف األبجدية .وكان الكتشاف صناعة الورق وانتشار حرفة (الوراقة) في العالم اإلسالمي فضل في انتشار تأليف المخطوطات
ونسخها .وقد تنوعت المخطوطات العربية بين مترجم ومؤلف ،ولم تكن المكتبات اإلسالمية كما هي في عصرنا مجرد أماكن لحفظ
الكتب ،بل كان في المكتبة الرئيسية جهاز خاص بالترجمة وآخر خاص بالنسخ والنقل وجهاز بالحفظ والتوزيع .وكان المترجمون من
جميع األجناس الذين كانوا يعرفون العربية مع لغة بالدهم .ثم كان يراجع عليهم ترجماتهم ،علماء العرب إلصالح األخطاء اللغوية.
9
أما النقلة والنساخون فكانت مهمتهم إصدار نسخ جديدة من كل كتاب علمي عربي حديث أو قديم .وكانت أضخم المكتبات هي الملحقة
بالجامعات والمساجد الكبرى.
مثال يمكن ذكره على هذه العجالة هو صناعة
ٍ { لقد دانت أوروبا في رقيها الذي عقب العصور الوسطى إلى العرب ،ولعل أبسط
الورق ،وفي ذلك تقول زيغرد هونكة الكاتبة األلمانية في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب" :بعد اختراع الورق بعدو قرون
غدت أوروبا في حاج ٍة ماس ٍة إليه ،لكثرة ما كانت تنسخ من وثائق ،فتعرفت عليه أواًل ،واستوردته ثانيًا ...وال جرم أن هذا الورق،
ً
مشرقة لتاريخ العرب متفتحي التفكير ،دائمي النشاط} ً
صفخة حينذاك ،أضاف
10
ويُمكننا وصف الحضارة اإلسالمية وال سيما في العصور الوسطى بأنها أفضل حضارة عرفها اإلنسان على اإلطالق ؛ حيث أن هذه
الحضارة كانت بالفعل حضارة عالمية سواء من حيث المنبع الحضاري أو المصب ،كما أن المسلمين لم يهملوا تراث الحضارات
واألمم التي سبقتهم ،وإنما استفادت بشكل كبير من تناول التراث الخاص ببعض الحضارات وال سيما الحضارة الفارسية والهندية
واليونانية ،وقد نجح المسلمين في ترجمة العلوم والثقافات القادمة من هذه الحضارات ثم قامت باإلضافة والتعديل وإكمال النقص
وإقصاء ما ال يتناسب مع طبيعة الدين اإلسالمي والنفس البشرية حتى تمكنت من أن تُقدم أفضل اإلسهامات العالمية في شتى
.المجاالت بشكل أذهل العالم بأثره
وقد تميز المسلمين في العصور الوسطى أيضًا بأنهم كانوا أصحاب عقليات تمقُت التقليد وتُ َعظِّم التجديد Bواالبتكار ،ومن اثار ذلك
التقدم العلمي والمعرفي والثقافي الغير مسبوق الذي شهدته تلك الحضارة ،وقد لمع اسم وذاع صيت العديد Bمن علماء العرب
كبير من العلوم المسلمين في الكثير من المجاالت العلمية والتي كانت بمثابة القواعد األساسية لعدد
:العوامل المؤثرة في ازدهار العلم في الحضارة االسالمية في العصور Bالوسطي
الحضارة ،بمفهومها العام ،تشمل مجموعة العلوم والفنون والقوانين واآلداب والرسوم والعادات التي تميز الحالة الفكرية والسياسية
واالقتصادية والصناعية وساير المظاهر المادية والمعنوية في حياة امة من االمم ضمن حقبة معينة من الزمان .انه لمما يؤسف له
ان تكون الصورة التي لدينا عن حضارة االمة االسالمية منذ صدر االسالم حتي اآلن -باستثناء بضعة قرون -ليست المعة .
اننا في هذه العجالة نركز انظارنا علي الفترة الالمعة المذكورة لدراسة العوامل التي ادت الي ظهورها ولالعتبار بعظمة الماضي
ودروسه في سبيل التقدم نحو اقامة حضارة اسالمية عالمية تتناسب و عصرنا الحاضر
لقد تسلم المسلمون القيادة العلمية في العالم طوال ستة قرون
خالل فترة ازدهار الحضارة االسالمية كانت جميع العلوم المتداولة تحظي بالعناية ،والمجتمعات االسالمية لم تكن متقدمة في العلوم
.والفلسفة فحسب ،بل في الفنون واالبداع Bالفني ايضا
ثمة عدد من العوامل كان لها تاثير في ازدهار Bالعلوم والفنون في دار االسالم
. :وفيما يلي اهم هذه العوامل
تشجيع القرآن و السنة اكتساب العلم 1.
و غيرها هو وصية ان الدافع االول الذي حمل المسلمين علي تعلم العلوم المختلفة من شتي المصادر اليونانية والمصرية والهندية
،االسالم بذلك في جميع االحوال ،والتقدير الذي اواله الهل العلم
11
العامل اآلخر الذي لفت انظار المتدينين Bالي علم الهيئة هو ما جاء في القرآن من آيات تتحدث عن الفوائد التي اودعها هللا في«
االجرام السماوية وحركتها لمصلحة جميع الناس ،داعية الناس الي ان يتفكروا بعمق في الفيض الرحماني والحكمة االلهية الكامنة
) .فيها
التحريض علي اكتساب العلم حيثما وجد 3.
يستنبط من القرآن والسنة االسالمية ان علي المرء ان ياخذ العلم والحكمة حيثما وجدها .يقول القرآن« :فبشر عباد الذين يستمعون
القول فيتبعون احسنه » (الزمر). 18/
باختصار ،من اهم مميزات الثقافة والحضارة االسالمية هو انفتاحها علي تقبل علوم اآلخرين وجعلها منسجمة مع نظرة االسالم
.التوحيدية
إعظام العلماء 4
توكيد القرآن والسنة اعظام العلماء في ذلك العصر الذهبي كان له تاثير كبير ،بحيث ان اهل الكتاب كانو موضع االكبار واالجالل
ايضا .كثير من القادة وكبار رجال عالم االسالم يومذاك كانوا يجتذبون العلماء اليهم بطرق متنوعة ،ولم يكونوا يبخلون بشي ء في
:سبيل تكريمهم .اليكم امثلة من ذلك
كانت مدن االندلس مليئة بالشعراء واالدبا واالطباء وعلماء الطبيعة معروفين بحيث ان اسماءهم كانت تمال ستين صفحة بحسب
بعض الروايا
ب 5إعانة العلماء ماليا
.في تلك االزمنة كان قضاء حاجات العلماء المالية او االعانات التشجيعية من االمور الجارية في محافل العلم واالدب
إنشاء المدارس 6-
من االجراءات المفيدة التي قام بها االمراء ورجاالت البلد لترويج العلم كان انشاء المدارس والحوزات العلمية .وهكذا ظهرت في
عالم االسالم حوزات علمية كبري في اصفهان ونيشابور وجرجان وشيراز وبغداد و حلب والموصل ودمشق والقاهرة وقرطبة
وغيرها .
:وهذه امثلة منها
أسس المامون ،الخليفة العباسي ،بيت الحكمة جمع فيه عددا من المترجمين لترجمة الكتب الفلسفية كجزء من سياسته ،وخصص
انشا الفاطميون جامعة االزهر في مصر ،وهياوا االمكانات لكل اصحاب المذاهب االسالمية لتدريس كتبهم .ومن اهم ما قاموا به هو
.انهم تكفلوا بدفع مصاريف المعيشة للعلماء لكي ينصرفوا الي علومهم بفراغ بال
كانت المدارس االسالمية في االندلس حلقة وصل بين اوروبا والعالم االسالمي ،و قد درس عدد كبير من رجال العلم االوروبيين في
.تلك المدارس
12
من اهم الواردات المالية التي كانت تصرف علي توفير حاجات الحوزات العلمية كانت الموقوفات،اذ كان كثير من االثرياء يوقفون
.امالكهم لالمور الخيرية وخدمة العلم .وفي ذلك يقول بروكلمان في تاريخ الملل االسالميه
الشعور بالمواطنة العالمية عند العلماء المسلمين 5.
من العوامل االخري التي ادت الي دعم العلم ورواجه في العالم االسالمي في تلك الحقبة هو الشعور بالمواطنة العالمية لدي رجال
العلم المسلمين .كانوا يعتبرون لبلدان االسالمية كلها وطنا لهم ،فاذا لم يجدوا البقاء في مكان ما يتفق واهدافهم ،او اذا شاؤوا التعلم
من احد االساتذة او مدرسة خاصة ،انتقلوا فورا الي مكان آخر من داراالسالم ،كانوا يرون تقديم الخدمات في اية نقطة كانت خدمة
لدار االسالم برمته .لقد كانت هذه النظرة ذاتها هي التي تحمل رجال العلم وطالبيه علي تحمل عناء السفر وهجر الديار لكسب العلم،
فيحطون رحالهم حيثما وجدوا المكان مناسبا للدرس والبحث واعتبروه وطنهم .جاء في مقدمة ابن خلدون :ان السفر لنيل العلوم
العلوم وللقاء كبار العلماء كان الزما لطالب العلم ال شك في ان اي عالم حكيم ال يمكن ان يستوعب العديد Bمن الفروع العلمية ،او ان
يعرف جميع مسائل علم من العلوم ،لذلك ،فلكي يتزود طالب العلم بعلم واسع عميق البد له من السفر ولقيا كبار العلماء علي قدر ما
.يستطيع
13
اإلنسان وذلك في كتابه "شكوك حول جالينوس"
وقدم نصير الدين الطوسي إصداراً مبكراً لقانون حفظ الكتلة ،مشيرا إلى ان جسم المادة قابل للتغير ،ولكنه ال يستطيع أن يفنى.
{يعتبر الكسندر فون همبولت وويل ديورانت الكيميائيين المسلمين في العصور الوسطى ،أنهم مؤسسي الكيمياء}.
الرياضيات:
من بين انجازات علماء الرياضيات المسلمين خالل هذه الفترة ,تطوير علم الجبر والخوارزميات وذلك بواسطة عالم الرياضيات
العربي المسلم محمد بن موسى الخوارزمي ،واختراع علم المثلثات الكروية ،وإضافة العالمة العشرية إلى األرقام العربية ،واكتشاف
جميع وظائف علم المثلثات باإلضافة إلى الوظيفة السينية ،ومقدمة الكندي في تحليل الشفرات وتحليل التردد ،ومقدمة الكرجي في
حساب التفاضل والتكامل واإلثبات عن طريق الحث الرياضي ،وتطوير ابن الهيثم للهندسة التحليلية ووضعه ألقدم صيغة عامة
لحساب التفاضل والتكامل المتناهي في الصغر والذي ال يتجزأ ،وبداية الهندسة الجبرية بواسطة عمر الخيام ،والتفنيدات األولى من
نصير الدين الطوسي للهندسة اإلقليدية والمسلمة المتوازية ،وأول محاولة من صدر الدين في الهندسة الغير اإلقليدية ،وتطوير علم
الجبر الرمزي بواسطة أبو الحسن علي بن محمد القلصدي ،والعديد Bمن التطويرات األخرى في الجبر والحساب وحساب التفاضل
والتكامل والترميز والهندسة ونظرية األعداد وعلم المثلثات.
الطب:
كان الطب اإلسالمي نوعا ً من أنواع الكتابة الطبية التي تأثرت بالعديد Bمن األنظمة الطبية المختلفة .فقد كان ألعمال األطباء اليونانيينB
والرومان القدماء مثل أبقراط ودايوسكوريدس وسورانوس وسلسوس وجالينوس ،تأثير دائم على الطب اإلسالمي.
أيضا ً قدم األطباء المسلمون مساهمات متميزة كثيرة في الطب ،وذلك في التشريح والطب التجريبي وطب العيون واألمراض والعلوم
الصيدالنية Bوالفيزيولوجيا والجراحة ،الخ.
كما أنشؤوا أوائل المستشفيات المتخصصة ،بما في ذلك أول مدارس طبية ومستشفيات لألمراض النفسية.
وقد كتب الكندي "رسالة في معرفة قوى األدوية المركبة" ،والذي أظهر أول تطبيق للقياس الكمي والرياضيات في الطب والصBBيدلة،
مثل المقياس الرياضي لقياس قوة األدوية والتنبؤ بأخطر أيام المرض لدى الشخص المصاب.
وقدم العالم الفارسي ابن سينا الطب التجريبي واكتشف األمراض المعدية وابتكر الحجر الصحي وتجربة األدوية ،ووصف العديBBد من
مواد التخدير والعقاقير الطبية والعالجية ،وذلك في كتابه "القانون في الطب".
ساعد ابن سينا في إرساء أسس الطب الحديث وذلك من خالل كتابه "القBBانون في الطب" ،والBBذي كBBان مسBBؤوال عن إدخBBال التجBBريب
المنظم والكمي في علم وظائف األعضاء ،واكتشاف األمراض المعديBBة وإدخBBال الحجBBر الصBBحي للحBBد من انتشBBارها ،وإدخBBال الطب
التجريبي ،والعالج المبني على األدلة ،وتجربة األدوية ،والتجارب العشوائية المحكومBBة ،واختبBBارات الفعاليBBة ،والصBBيدلة السBBريرية،
والوصف األول للبكتيريا والكائنات الفيروسية.
الفيزياء:
ويشمل علم الفيزياء علم الحيل وعلم البصريات ،في علم الحيل اشتهر أوالد موسى بن شاكر في القرن التاسع الميالدي ،وقد ألفوا
كتاب "الحيل النافعة" وكتاب "القرطسون" -القرطسون ميزان الذهب -وكتاب "وصف اآللة التي تزمر بنفسها صنعة بني موسى بن
شاكر" .ومن مختراعاتهم آلة رصد فلكي ضخمة وكانت تعمل في مرصدهم وتدار بقوة دفع الماء وكانت تبين كل النجوم في السماء
وتعكسها على مرآة كبيرة وإذا ظهر نجم رصد في اآللة وإذا أختفى نجم أو شهاب رصد في الحال وسجل.وقد أثبت ابن الهيثم أن
كان ابن الضوء يسافر في خطوط مستقيمة
14
الهيثم أول من استخدم الغرفة المظلمة لرصد الخسوف ،ونقـد نظريـة أن الشعاع ينبعث من العين بنظرية تقول :إن األجسام هي التي
تبعث ضوءها الخاص أوالمنعكس في كل اتجاه ،وما تتلقاه العين هو الذي يجعلها تبصر
مع هذه النهضة العلمية ظهرت الجامعات اإلسالمية ألول مرة بالعالم اإلسالمي قبل أوروبا بقرنين .وكانت أول جامعة بيت الحكمة
أنشئت في بغداد Bسنة 830م ،ثم تالها جامعة القرويين سنة 859م في فاس ثم جامعة األزهر سنة 970م في القاهرة .وكانت أول
جامعة في أوروبا أنشئت في "سالرنو" بصقلية سنة 1090م على عهد ملك صقلية روجر الثاني .وقد أخذ فكرتها عن العرب هناك.
ثم تالها جامعة بادوفا بايطاليا سنة 1222م .وكانت الكتب العربية تدرس بها وقتها .وكان للجامعات اإلسالمية تقاليد متبعة وتنظيم
.فكان للطالب زي موحد خاص بهم ولألساتذة زي خاص .وربما اختلف الزي من بلد إلي بلد ومن عصر إلي عصر .وقد أخذ
األوربيون عن الزي الجامعي اإلسالمي الروب الجامعي المعمول به اآلن في جامعاتهم .وكان الخلفاء والوزراء إذا أرادوا زيارة
الجامعة اإلسالمية يخلعون زي اإلمارة والوزراة ويلبسون زي الجامعة قبل دخولها .وكانت اعتمادات الجامعات من ايرادات
األوقاف .فكان يصرف للطالب المستجد زي جديد وجراية لطعامه .وأغلبهم كان يتلقى منحة مالية بشكل راتب وهو ما يسمى في
عصرنا بالمنحة الدراسية .فكان التعليم للجميع بالمجان يستوي فيه العربي واألعجمي واألبيض واألسود.
{
وبجامعات العالم اإلسالمي في العصور الوسطي كان يوجد المدن الجامعية المجانية لسكني الغرباء وكان يطلق عليها األروقة.
والطلبة كان يطلق عليهم المجاورون لسكناهم بجوارها .وكان بالجامعة الواحدة أجناس عديدة من األمم والشعوب اإلسالمية يعيشون
في إخاء ومساواة تحت مظلة اإلسالم والعلم .فكان من بينهم المغاربة والشوام واألكراد واألتراك وأهل الصين وبخارى وسمرقند.
وحتى من مجاهل أفريقيا وآسيا وأوروبا .وكان نظام التدريس في حلقات بعضها يعقد داخل الفصول .وأكثرها كان في الخالء
بالساحات أو بجوار النافورات بالمساجد الكبري .وكان لكل حلقة أستاذها يسجل طالبها والحضور والغياب.ولم يكن هناك سن
للدارسين بهذه الجامعات المفتوحة .وكان بعض الخلفاء والحكام يحضرون هذه الحلقات.وكانوا يتنافسون في استجالب العلماء
المشهو رين من أنحاء العالم اإلسالمي ،ويغرونهم بالرواتب والمناصب ،ويقدمون لهم أقصى التسهيالت ألبحاثهم .وكان هذا يساعد
على سرعة انتشار العلم وانتقال الحضارة اإلسالمية بديار اإلسالم .ويمكن القول أن ظهور الحضارة مفهوما ً إسالميا ً قد ترجم الرحمة
التي بعث بها األنبياء على أرض الواقع}.
ومن المعروف أن الدولة اإلسالمية في عصور ازدهارها كانت تعطي أهمية قصوى لمرافق الخدمات العامة مثل المساجد ودواوين
الحكومة والحمامات والمطاعم الشعبية واستراحات المسافرين والحجاج .وبديهي أن تكون أهم هذه المرافق المستشفيات ..فقد كانت
تتميز باالتساع والفخامة والجمال مع البساطة .ومن بين هذه المستشفيات التراثية اليوم مستشفي السلطان قالوون ومستشفي أحمد بن
طولون بالقاهرة والمستشفي السلجوقي بتركيا .وكانت مزودة بالحمامات والصيدليات لتقديم الدواء واألعشاب .والمطابخ الكبيرة
لتقديم الطعام الطبي الذي يصفه األطباء للمرضي حسب مرضهم .ألن الغذاء المناسب للمرض كانوا يعتبرنه Bجزءا من العالج ..
15
الدولة العربية خصوصا ً مدارس مدن "الرها ونصيبين وجند يسابور وإنطاكية واإلسكندرية" المسيحية والتي خرجت هناك فالسفة
وأطبّاء وعلماء ومشرّعون ومؤرّخون وفلكيّون وحوت مستشفى ،مختبر ،دار ترجمة ،مكتبة ومرصد.واشتهر من المترجمين شمعون
الراهب وجورجيوس أسقف حوران وجوارجيوس وجبريل بن بختيشوع الذين اشتهروا في الطب خصوصاً ،وبقيت أسرتهم آل
بختيشوع مسؤوله عن الطب في الدولة العباسية طوال ثالثة قرون وخدمت كاطباء خاصين للخلفاء العباسيين ،وعيّن المأمون يوحنا
بن ماسويه الذي ترجم وألف خمسين كتابا ً رئيسا ً لبيت الحكمة.
وأسهم األقباط بدورهم في التطور العلمي ،فهم الذين قاموا بالدور األساسي في بناء األسطول العربي في بداية العصر األموي ،وهم
الذين أقاموا دار الصناعة في اإلسكندرية ،ودار الصناعة في تونس ،وذهب عدد من العمال الفنيين Bاالقباط إلى الشام للهدف نفسه
نهاية العصور الذهبية للعلم في الحضارة اإلسالمية :
فيالقرن الثالث عشر َعزت اإلمبراطورية المغولية معظم األراضي الب ّرية ألوراسيا ،بما في ذلك الصين في الشرق والكثير من
أراضي الخالفة اإلسالمية القديمة في الغرب ،ويرى البعض أنّ تدمير بغداد 1وبيت الحكمة عام 1258م من قبل هوالكو كان نهاية
العصر الذهبي اإلسالمي،
كما أن الغزو العثماني للشرق األوسط الناطق بالعربية والذي يُع ّد قلب العالم اإلسالمي وضع العالم اإلسالمي تحت السيطرة
التركية وكان ذلك في الفترة بين 1516م 1717 -م ،ورغم السيطرة التركية إاًل أن العلوم العقالنية استمرت في الشرق األوسط،
أما العوامل التي أ َّدت إلى انهيار الحضارة اإلسالمية فهي ال تزال نقطة جدال.
{يرى المؤرّ خ االقتصادي جويل موكير بأن الفيلسوف اإلسالمي أبو حامد الغزالي كان الشخصية الرئيسة في تدهور العلوم
اإلسالمية ،حيث أسهمت أعماله في تصاعد التصوّ ف والمذهب الظرفي في العالم اإلسالمي ،ويرى آخرون أن سبب تراجع العلوم
اإلسالمية يعود إلى إحياء السُّنة في القر َن ْين الحادي عشر والثاني عشر والتي أسفرت عن سلسلة من التغيّرات المؤسسية والتي
بدورها قلَّصت من اإلنتاجات العلمية لصالح إنتاج المعرفة الدينية التي ُتع ّد أكثر ربحً ا ،إاّل أنه ت َّم تفنيد هذه اآلراء بسهولة حيث كان
علماء العصور الذهبية لإلسالم ُخبرا ًء في المجالَيْن الديني والعلمي ،كما أن العديد 1من مدارس الفكر اإلسالمي ت َّم إنشاؤها في
العصر الذهبي ،والسؤال الذي يطرح نفسه دائمًا :هل ستعود العصور الذهبية لإلسالم ،وهل سيخرج المسلمون من سباتهم الذي
طال؟ هذا ما س ُتجيب عليه األجيال القادمة}.
المراجع:
-2 -1
-3
-4
-5
-7 -6
-8
16
-9
17
i