Professional Documents
Culture Documents
الفوج 01
بحث بعنوان:
جعفر صفاء
الموسم الجامعي:
2021 - 2020
6صفحات
.1أهداف علم اآلثار
يتفق اآلثاريون باختالف تخصصاتهم بان هناك أربعة أهداف رئيسيه لعلم اآلثار:
أ .دراسIIة المواقIIع ومحتوياتهIIا في صIIياغها الزمIIني والمكIIاني ،ثم اشIIتقاق تسلسIIل الثقافIIة
اإلنسانية :ونعني بهذا إعادة بناء التاريخ الثقافي ،وبفحص مجموعه من واقع مIIا قبIIل التIIاريخ
واألدوات الموجودة فيهIIا ،يصIIبح باإلمكIIان وضIIع تسلسIIل محلي وإقليمي للثقافIات اإلنسIIانية
آلالف السنين ،ويرى بعض اآلثIIاريين أن هنالIIك جIIوانب غIIير ملموسIIة مثIIل الIIدين والتنظيم
االجتماعي ،باإلضافة إلى مشكلة الحفIIظ الضIIعيف في التربIIة لبعض األدوات ،ممIIا يقلIIل من
إمكانية هذه العملية بصورة مكتملة.
ب .إعادة بناء طرز حياة الماضي :وفي هذا المجال ،فقد تطورت دراسة الطIIرق الIIتي صIIنع
بها اإلنسان معيشته في الماضي ،وأصبحت هدفا رئيسيا منذ ثالثينات القIIرن العشIIرين ،حيث
أدرك العلماء في هذه الفترة أن اإلنسان قد عاشه في خلفية معقدة من المناخات المتعددة ،فكIIل
ثقافة إنسانية هي تكيف معقد ومتغير بظروف مناخيه معينة.
ج .دراسة عمليه الثقافة وشرح أسباب التغيير :وهنا الهIIدف أن نشIIرح لمIIاذا وصIIلت ثقافIIات
اإلنسانية في كل أنحاء العالم لهذه المراحل المتنوعة.
د .فهم السIIجل األثIIري بمIIا فيIIه من مواقIIع وأدوات والIIتي هي جIIزء من عاملنIIا المعاصIIر
وندرسها كجIزء منIه :إن مالحظاتنIا عن الماضIي نفعلهIا اليIوم ألننIا نصIف مواقIع وأدوات
نقبناها اليوم بعد أن هجIIرت لقIIرون أو آلالف السIIنين ،وهنIIا يIIأتي االختالف بين المIIؤرخين
الذين يقرأون مثال وثيقة تفصل معلومIات كتبت بواسIIطة كIاتب معاصIر ولم تتغIIير منIIذ تلIك
السنة ،أما السجل األثري فيتكون من أشياء مادية وتوزيعها في التربة والطريقة الوحيIIدة لفهم
هIIذا السIIجل هIIو أن نأخIIذ مالحظاتنIIا المعاصIIرة عن هIIذا السIIجل السIIاكن ،وأن نترجمIIه إلى
إفادات عن الماضي المتحرك ،وطرق كسب العيش والظروف التي أوجدت هذه األشياء التي
عاشت حتى اليوم ،وبالتالي علينا مالحظة الحاضر وعمل تجارب ومالحظة المعاصIIرين Iمن
الصيادين وجامعي الطعام وغيرها من الوسائل.
أما عن تفسير اآلثار فيتم من خالل جانبين:
أ .التفسير الوظيفي ( )The Interpretation of Functionحيث يعتمد اآلثاري في تحديد وظيفة اآلثار
على القواعد والمناهج بدرجة أقIIل من اعتمـاده عـلى التجربـة ،ولهIIذا السIIبب فIIإن محاولIIة
اكتشاف الغرض األساسي من اللقية أو المبنى ما تكون غير مرغوبـة ،والواضح Iأن اآلثIIاري
يكون مقيدا بمناهج دراسته للدليل ككل ،فليس كافيا أن تحدد متـى صـنعت أداة أو بIIنى مبIIنى
معينا ،وتم استخدامهما ،ولكن يجب عليه أيضا أن يقرر فيم استخدم ،وقد يفسIIر ذلIIك بصIIورة
حضارية أي تبعا للتقسيم العام للعصور Iالثالثة ،أما الطريقة الوظيفية والمعروفة باسم التفسير
الوظيفي ( )Functional Interpretationللموجودات تتم مـن خالل معرفة الوسائل واألدوات الIIتي
توجد عند الحرفيين الحاليين.
بدأ علم اآلثار وصفا ً مجرداً يذكر الماضي ،وكان الدافع وراءه سبر أغوار الماضIIي ومعرفIIة
الحضارات السابقة ،فكIIان يحركIIه الفضIIول بال منهج أو إطIIار يحكمIIه ،كمIIا تركIIز االهتمIIام
بأعمال فنية قديمة بمجرد ذكرها ووصفها ،ويعتIIبر الشIIاعر الملحمي اليونIIاني هومIIيروس (
)HomerosهIIو المؤسIIس الحقيقي لعلم اآلثIIار ،فقIIد قIIدم في ملحمIIتي اإلليIIاذة واألوديسIIا وصIIفا
لبعض األماكن واألحداث الIتي سIIبقت عصIره ،تنقIIل القIارئ أو المسIتمع إلى خIارج الIزمن
حيث الماضي السحيق بعبقه وشذاه وسحره الذي يأخذ األلباب[.]1
وتأتي كتابات سترابون[ )Strabon( I]4والذي يسبق بلوتIIارك حيث عIIاش في (64ق.م19-م)،
أحد الخطوات الهامIة لوجIود علم اآلثIار الوصIIفي ،إذ قIIدم في كتابIه الجغرافيIIا()Geographica
الذي يقع في سبعة عشر كتابا ،وصفا كامال لتاريخ واقتصIIاد وجغرافيIIة البلIIدان الIIتي تقIIع في
نطاق اإلمبراطورية الرومانية ،معددا التطور التاريخي واالقتصادي ،وكل مIIا هIIو ممIIيز في
عادات الشعوب وتقاليدها وطبيعتها وحيواناتها ،وكان كتابIIه هIIذا يIIدرس في مIIدارس أوروبIIا
في العصور الوسطى ،وال يزال هذا الكتاب يمثل حجر الزاوية لألثريين المحدثين في دراسIIة
آثار بلد بعينها لما به من وصف دقيق.
وتأتي كتابات الرحالة اإلغريق في المرحلIIة الثالثIIة للنشIIأة األولى لعلم اآلثIIار ،ومن بين هIIذه
الكتابIIات تIIأتي كتابIIات الرحالIIة بوزانيIIاس[ )Pausanias( I]5الIIذي عIIاش في القIIرن الثIIاني
الميالدي ،حينما اهتم اإلغريق بتراثهم باحثين عن إنجازاتهم وإسIIهاماتهم في الحضIIارة ،بعIIد
أن فقدوا مركز الصدارة الذي تبوأته روما ،ويعتبر كتاب وصف اليونان( )Hellados Periegesis
بمثابة دليل للسياح األجانب الذين يفدون لبالد اليونان ،وقد قدم فيه بوزانياس وصفا لكثير من
بالد اليونان ،وحدد فيه األماكن الIتي تسIتحق الزيIارة ،خاصIة التماثيIل والصIور المرسIومة
والمقابر وأماكن العبادة واألساطير التي حيكت من حولها ،كما يIIذكر أيض Iا ً األنهIIار والقIIرى
والطرق ،بل ويتطرق لوصف المنتجات المحلية دونما التعرض للجوانب االقتصادية.
ولعل أهم ما يميز كتابات بوزانياس أنه يصف ما يراه بعينه خالل رحالته ،وقدم فيهIIا وصIIفا
لآلثIIار الباقيIIة من حضIIارة اليونIIان ،وجIIاء محايIIدا في وصIIفه وواقعيIIا ،خاصIIة في وصIIفه
لرسومات الفنIIان بوليجنوتIIوس ( )PolygnotusوتماثيIIل مIIايرون وفيIIدياس ،وإن مIIا ذكIIره عن
الفنان براكستليس ال يتفق مع ما قدمه ومكانته بين فناني اليونIIان ،كمIIا أنIIه لم يهتم أيضIIا بمن
جاءوا بعده من الفنانين.
كما قدم وصفا لمسرح إبيداوروس ( )Epidaurusومعبد باساي( ، )Bassaeوخصص كIIل كتIIاب
من كتبه العشIIر إلحIIدى المIIدن أو المقاطعIIات ،الكتIIاب األول خصصIIه إلقليم أتيكIIا (،)Attica
والثIIاني لميجIIارا ( )MegaraوالثIIالث لكIIونث( ، )CorintوالرابIIع لميسIIينا ( )MessiniaوالخIIامس
والسادس ألليس ( )Elisوالسابع آلخايا ( ،)Achaiaوالثامن ألركاديا ( )Arcadiaوالتاسع لبوشيا (
،)Boetiaوالعاشر لفوكيس( ، )Phocisومما ال شك فيه أن ما كتبIIة بوزانيIIاس هIIو بمثابIIة اللبنIIة
األولى الحقيقية في صIIرح علم اآلثIار ،فضIIال عن كونهIا أحسIIن مIا وصIIل إلينIIا من كتابIات
األقدمين عن شبه الجزيرة اليونانية.
بنفس المنـظور والمنهج الوصIIفي الIIذي بـدأ بIIه علم اآلثـار جIIاءت الكتابIIات الرومانيIIة
الكالسيكية ،ويأتي على رأس الكتابات ما كتبه الكاتب الروماني فيتروفيوس[)Vitrovius( I]6
حيث كتب كتابIIا عن العمIIارة ( )De ArchitecturaيقIIع في عشIIرة كتب ،اسIIتعرض فيIIه تطIIور
هندسة البنIIاء من مIIواد وطIIرق بنIIاء وتقنيIIات ،كمIIا تنIIاول أيضIا ً نظم تغذيIIة وصIIرف الميIIاه
والميكانيكا والساعات المائية والمزاول ،كما تعرض أيضIا ً للمبIIاني المختلفIIة وعمارتهIIا مثIل
المسارح والمنازل والمعابد والمواقع وغيرها من المعلومات التي تتعلق بالبناء والعمارة.
ومIIا قدمIIه المIIؤرخ الرومIIاني بليIIني األكIIبر[ )Gaius Plinius Secundus( I]7في كتابIIه التIIاريخ
الطبيعي ( )Naturalis Historiaيأتي في نفس اإلطار ،إذ قدم فيه موضIIوعات متعIIددة من بينهIIا
الفنانين وأعمالهم الفنية في مجاالت النحت والفنون الصغرى والرسم.
وإذا كان هوميروس ( )Homerosهو أبو علم اآلثار ،فإن اإلمIIبراطور الرومIIاني هادريIIان هIIو
أول من أسس متحفIIا في العIIالم ،حيث بIIنى قصIIره على الطIIراز اليونIIاني ،كمIIا بIIنى مدرسIIة
وأكاديمية ورواقا لحفظ الرسومات ،ومسرحا إغريقيIIا وملعبIIا محاكيIا سIائر مظIاهر العمIIارة
اإلغريقية التي كان شغوفا بها وزارها فعشقها ،كما بنى متحفا حيث جمع العديIIد من األعمIIال
اليونانيIIة الفنيIIة األصIIلية ،والIIتي اسIIتطاعت البعثIIات األثريIIة في العصIIور الوسIIطى العثIIور
عليها ،عندما اهتم تجار العاديات باقتناء األعمال الفنية واالتجار فيهIIا لمن يIIرغب في أرجIIاء
األرض ،فكان أن تفرقت هذه اآلثار في متاحف العالم خاصة في أوروبا[.]8
بدأ االهتمام بعلم اآلثار يزداد خالل القرن الرابع عشر ،وأن كانت بدايتIIه من أفIIراد ،وتركIIز
االهتمام باآلثار الكالسيكية ،ويمكننا القول إن هذه الفترة كانت فترة اهتم فيها أفراد بعلم اآلثار
دونمIIا منهج علمي ينظم عملهم ،أي أنIIه كIIان هنIIاك أثريIIون ولم يكن هنIIاك علم لآلثIIار ،وفي
مقدمة هؤالء يأتي الخطيب اإليطالي كوال دي ريانزو[1310( I)Cola di Rienzo( I]9ـ،)1354
الذي كان يبتغي توحيد إيطاليا اعتمادا على الثقافة الالتينية القديمة ومخلفات الحضارة القديمة
من عمارة وفنون ووثائق .جاء بعده سيرياك دانكون ( )1451-1397وكIIان يجIIوب المراكIIز
الحضارية القديمة في اليونان وإيطاليا وكان شغوفا ً بالكتابات والنصIIوص القديمIIة وقIIد سIIجل
ما وجده في ست مجلدات جميع مالحظاته وترجمة وشIرح كIIل مIا رآه لكن ولألسIIف الشIIديد
احترق مع مكتبته[.]10
بينما في القرن السادس عشر ساد اهتمام في األوسIIاط الراقيIIة في المجتمIIع االيطIIالي باقتنIIاء
مجموعات من العاديات والتحف الفنية التي صارت فيما بعد نواة للمتاحف المختلفة ،كما شهد
هذا القرن اهتماما بالغا بطبوغرافية روما القديمة .تبقى الريادة الفعلية في هIIذا القIIرن للعلمIIاء
الفرنسيين ،وكانت أولى االسهامات الفعلية على يد نيكوال كلود فابرن يرسيك[1580( I]11ـ
)1637والذي كان مهتما بشتى فروع العلم والمعرفة ،فهو قانوني بIIارع عضIIو برلمIIان يهتم
بIIالعلوم الطبيعيIIة وعلم اآلثIIار ،وكIIان من أرقى أفIIراد المجتمIIع الفرنسIIي ،أنفIIق الكثIIير على
البعثات العلمية التي سIIافرت إلى اليونIIان وقIIبرص وآسIIيا الصIIغرى وإفريقيIIا خاصIIة مصIIر
وبالد الحبشة.
تأتي بعد ذلك البعثة الفرنسية التي أرسIIلها لIIويس الثIIالث عشIIر ملIIك فرنسIIا إلى بالد اليونIIان
برئاسة العالم الفرنسي لويس ديشاي ،والتي ظلت تعمل حتى عصر لويس الرابع عشر ،ولعل
أبرز االسهامات الفرنسية في مجIال اآلثIIار تلIIك الرسIIومات التسIIجيلية النحت الجIIداري على
معبد البارثنون ،وإن كان لم يبق منها غير بعض الكروكيIIات ،كمIIا رسIIمت خرائIIط تسIIجيلية
لمدينة أثينا .
وتبدأ تلك المسألة عندما كIIان العIIالم الفرنسIIي جIIاك سIIبون ( ،)Jacob Sponفي القIIرن السIIابع
عشر (1685-1647م) ،والذي كان مولعا باقتناء العاديات والمتاجرة فيهIIا ،وقIIام برحلIIة إلى
الشرق بمرافقة عالم إنجليزي يدعى جورج ويلر Wheler) (GeorgeسIIجال خاللهIIا مIIا شIIاهداه
وجمعاه في رحلتهما ،وكان عنوان كتابIIه "رحلIIة إلى إيطاليIIا ودلماسIIيا واليونIIان والشIIرق"[
،]12كان جاك سبون حائراً أمIIام لفIIظ أركيولIIوجي ( )L'ArchaeologieللتعبIIير عن علم اآلثIIار
قاصدا ذلك العلم الذي يهتم بدراسIIة جميIIع األشIIكال الماديIIة والملموسIIة الIIتي تحفIIظ لنIIا آثIIار
النشاط البشري ،سواء أكIIانت هIIذه اآلثIIار جميلIIة أم لم يهتم اإلنسIIان بتجميلهIIا ،فكIIان منIIه أن
رجح استخدام كلمة ( ،)Archaeologyوالتي اصطُلح عليها ـ فيما بعد ـ في سائر اللغات الحديثIIة
لتنسحب على ذلك العلم الذي يهتم بدراسة الحضارات القديمIIة الIIتي تعكس مIIدى التقIIدم الIIذي
حققه هذا اإلنسان ،واقترح فيIIه تقسIIيم الدراسIIات القديمIIة إلى ثمانيIIة أنIIواع وهي أول دراسIIة
تصنيفية نوعية معروفة في التاريخ .
وجاء بعده الراهب مونتوكون[ ]13صاحب كتاب العصور القديمة قIIدم فيIIه شIIرحا وصIIورا
وهو أول مؤلف يجمع الحضارتين اليونانية والرومانية معIIا ،ويعتIIبر اللبنIIة األولى في مجIIال
علم اآلثار الكالسيكية .
كما صار علم اآلثار يستخدم للتعبير عن دراسة القديم ،وصار موصوال بأصله ويتعدى نطاق
دراسة تاريخ الفنون ليشمل سائر نشاطات اإلنسان وكافة مظIIاهر حضIIارته المختلفIIة ،ولعIIل
تطور الحضارات واندحارها واختفاء األعمال الفنيIIة الجميلIIة ،فضIIال عن العوامIIل الطبيعيIIة
وفعل الزمن وعواديه ،ذات التأثير السيئ والمدمر أحيانا على اآلثار ،فال تترك مجاال لدراسة
تاريخ الفن ،بل تبقى األطالل والخرائب مادة درسها علماء اآلثار في مختلف المجاالت.
إن علم اآلثIIار ال يقتصIIر على عمليIIات البحث والتنقيب ،بIIل يمتIIد إلى مجIIال النشIIر العلمي
للمكتشفات األثرية والدراسIIات المتخصصIIة ،الIIتي تميIIط اللثIIام عن ماضIIي مجهIIول ،وتقIIدم
معلومات جديدة من المادة القديمIIة ،وتعتIIبر عمليIIة التسIIجيل العلمي الIIدقيق لمراحIIل الكشIIف
األثIIري أهم مراحIIل التنقيب وهي الIIذاكرة الحقيقيIIة لهIIذا العمIIل ،فIIإن علميIIة التنقيب هي في
الواقع تدمير للطبقات ال يمكن إعادتها لشأنها األول وال تحتمل الخطأ ،ذلIIك ألن الخطIIأ يIIدمر
حقبة من تاريخ أمة وحضIIارتها ،لIIذا فإنIIه على األثIIري أن يكIIون على درايIIة وعلم يؤهالنIIه
للحفIIاظ على هIIذه األمانIة الIIتي أودعتهIا األمIIة إيIIاه ،وتعتIبر مهمIIة المنقب من أسIمى وأجIل
الوظائف البشرية التي تستوجب النزاهة والخبرة.
مجمل القول :إن كل ما خلفه نشIاط إنسIاني في مكIان مIا خالل حقبIة مIا من الIزمن هIو أثIر
يخضع لدراسة علم اآلثار ،أي أن علم اآلثار هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة كل مIIا خلفIIه لنIIا
اإلنسان من قبيح وجميل في مكان ما خالل حقبة ما.
وواقع األمر إن قوام ما خلفه اإلنسان بصفة عامة ينقسم إلى قسمين رئيسIIيين :األول هIIو تلIIك
المخلفات المادية الملموسة ،والثاني هو تلك الكتابات والنصIIوص الIIتي تركهIIا ،لIIذا جIIاء علم
دراسIIة األشIIياء الماديIIة وهIIو علم اآلثIIار توأمIIا لدراسIIة اللغIIة والنصIIوص والكالم ،والIIذي
يصIIطلح عليIIه باسIIم فيلولIIوجي ( ،)PhilologyويIIأتي تالزم هIIذين العلمين لدراسIIة نIIواحي
الحضارة المختلفة أمرا ضIIروريا ،فمن المسIIتحيل دراسIIة العمIIارة الرومانيIIة القديمIIة دونمIIا
الرجوع للكتاب الذي تركه لنا المهندس الروماني فيIIتروفيوس[ )Vitrovius( I]14بعنIIوان :عن
العمارة( ، )De Architecturaكما أنه يتحتم لدراسة النحت اليونIIاني الرجIIوع لمIIا كتبIIه المIIؤرخ
الروماني بليني األكIIبر[ )Gaius Plinius Secundus( I]15في كتابIIه التIIاريخ الطIIبيعي (Naturalis
)Historiaوالذي خصصت فيه أجزاء للمعادن والفنون كما أدرج به جدوال بالفنIIانين اإلغريIIق
القدامى وأعمالهم التي ذاع صيتها في العالم القديم.