You are on page 1of 12

‫أ‪ -‬مفهــوم البحــث العلمــي‪:‬‬

‫هو المجهود والنشاط الفكري المنظم المؤدي إلى اكتسابنا المعرفة وتكون عبارة عن معلومات نجمعها عن الجهة‬
‫المستهدفة للبحث وفي المرحلة الثانية نقوم بمعالجة ه\ه المعلومات إواخضاعها للتصنيفات بمعنى تصنيف عناصرها‬
‫حتى نكشف خصائصها النوعية ونكشف الدلالات التي تحملها‪.‬‬
‫والبحث العلمي يتكون من كلمتين‪:‬البحث وتعني حسب الموسوعة العلمية ‪" larousse‬العمال التي لها هدف الكشف‬
‫عن معارف جديدة في ميدان علمي معين أما كلمة علم حسب نفس الموسوعة فهي تدل على معارف جديدة التنظيم‬
‫ذات العلقاة بالظواهر ولذا فإن العلم في اللغة العربية تعني المعرفة أي ما نملكه من معلومات عن الشياء وعليه فإن‬
‫البحث العلمي هو سعي منظم في ميدان معين يهدف إلى اكتشاف الحقائق والمبادئ‪.‬‬

‫الفـرق بين البحـث والعلـم‪:‬‬


‫البحث هو السعي وراء الحصول إلى المعرفة بعد معالجتها لتصبح علما‪.‬‬
‫من شروط البحث العلمي كما تجلى في التعريف السابق هو التنظيم المتسلسل للخطوات والباحثون في تعريفاتهم‬
‫المختلفة يركزون على أنه نشاط فكري في خطوات مرتبة ومتسلسلة وفق نظام معين وخطة مرسومة لنه لا يمكن‬
‫للباحث الانتقال من خطوة إلى أخرى إلا بعد التأكد من صحة الخطوات السابقة وسلمتها لن كل مرحلة في البحث‬
‫العلمي تقرر طبيعة المرحلة الثانية إن عامل التنظيم في البحث العلمي يكسب هذا الخير صفة الموضوعية المختلفة‬
‫تعبر المعلومات عن الواقاع المبحوث بمعنى أن الباحث يجب أن يستقي معلومات عن بحثه من الواقاع المدروس عبر‬
‫جميع المعلومات التقصيلية عن المشكلة المدروسة‪.‬‬
‫غاية البحث العلمي لا تتوقاف عند دراسة واقاع الظاهرة المدروسة دراسة وصفية بل إن العملية تتجاوز عملية الوصف‬
‫إلى الفهم معناه تحديد خصائص العناصر المكونة لها وطبيعة علقاتها الداخلية والخارجية تحديدا دقايقا ثم تتوصل إلى‬
‫عملية التفسير والفهم والهدف والقيام باستنتاج الدلالات في شكل تعميمات أو نظريات أو قاوانين تعبر عن العلقاات‬
‫التي تحكم الظواهر وتفسرها‪.‬‬
‫الفرق بين النظرية والقانون النظرية مرتبطة بالزمان والمكان أما القانون فيتجاوز الزمان والمكان‪.‬‬
‫من نتائج البحث العلمي التعميم وهي نتيجة تستخدم في ظواهر أخرى‪.‬‬
‫القيمة العلمية للنتائج المتوصل إليها في بحث الظواهر تساعدنا على عملية التنبؤ أي توقاع ما يحدث مستقبل في شكل‬
‫احتمال قاوي وذلك في حالة سير الظروف سي ار عاديا‪.‬‬
‫السبب تتنبأ من أجل اكتشاف ظواهر جديدة لم نتعرف عليها من قابل أو تجنب مشاكل وأخطاء وكوارث قابل وقاوعها‪.‬‬
‫يعود الفضل الول في توجيه البحث العلمي إلى المجالات الساسية إلى العرب والمسلمين لنهم صنفوا هذه العلوم‬
‫حسب الغرض الذي تطلبه مثل‪ :‬العلوم الطبيعية والرياضية والسياسية كما أنهم قااموا بتطوير استخدام المنطق في طرق‬
‫الدلة والبراهين وأخرجوهم إلى الواقاع من خلل ربطه بدراسة العلوم الفلسفية وعلم الكلم وعلم الدلة التي تشتمل جميع‬
‫العلوم العصرية الن بالرغم من المساهمة الكبيرة التي قادمها العرب في تطور البحث العلمي إلا أنهم لم يصلوا به إلى‬
‫حدود اليوم وهذا يعود حسب ما يقول أبو حامد الغزالي إلى اهتمامهم بعلوم الفقه أكثر من العلوم الخرى لن العلوم‬
‫الفقهية هي الموصلة إلى الجاه والمال والمسؤولية لكن هذه المساهمة استغلها الغربيون بعدهم في تأسيس البحث العلمي‬
‫الحديث حيث تسجل في هذا الصدد مساهمة الباحث راجر بيكور الداعي الول إلى البحث عن المعرفة من مصادرها‬
‫الصلية والخذ بالمعلومات الختبارية كما كانت كذلك مساهمة العالم فرانسيس بيكوز بمؤلفه في قاواعد المنهج‬
‫التجريبي وخطواته حاسمة في وضع أسس التفكير العلمي الحديث حيث قاام بشرح طرق جمع المعلومة وأدواتها‬
‫وأساليبها وتصنيفها ومقارنتها للوصول إلى خصائصها الذاتية بعد التحقق منها عبر عملية الختبار‪.‬‬
‫البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية للظواهر المختلفة لها والعلقاات التي تحكمها من خلل اعتماد خطة واضحة‬
‫تضمن لعمليات البحث الترتيب السليم عبر خطوات متسلسلة في إطار تكاملي لهدافها‪.‬‬

‫ب‪-‬تعــريف مفهوم العإلم‪:‬‬


‫كلمة إعلم قااموسيا هي فعل الخبار لكن تعريفه العلمي تطور عبر عدة مراحل ومفهوم العلم لم يستقر على مفهوم‬
‫واحد فمثل بدأ بمفهوم الذي قادمه الباحث فولي "بأنه تبادل للمعلومات والفكار والراء بين الفراد " لكنه حصر مفهوم‬
‫العلم في عملية تبادل المعلومات وأهمل الوسيلة‪.‬‬
‫وكذا الباحث فرانسيس بال عرف العلم بأنه تبادل للمعلومات بين الفراد وأضاف له عامل الوسيلة والتجهيزات التي‬
‫تجعل هذا التبادل ممكنا لكنه لم يحدد طبيعة هذه الوسائل إذ تركها عامة إذ أصبحت هذه الوسائل التي تدخل في‬
‫العلم معنية بهذا التعريف غير الدقايق ما جعل المدرسة النجلوساكسونية تتدخل لتصحيح التعريف السابق إذ نقول‬
‫أن هذه الوسائل التي أشار إليها فرانسيس بال ‪ media mass‬وسائل الاتصال الجماهيري وبذلك فإن وسائل العلم‬
‫هي وسائل الاتصال على النطاق الجماهيري‪.‬‬
‫المدرسة الفرنسية في تعريفها لوسائل العلم استخدمت ما يسمى ب ‪ entreprise de diffusion‬أي مؤسسات‬
‫النشر وهو تحديد أكثر دقاة من التعريف السابق‪.‬‬
‫عندما نقول ‪ mass media‬نحصر وسائل العلم في ‪ presse. Radio. Tv‬أما مؤسسات النشر المعلوماتي فهو‬
‫وسيلة إعلمية‪.‬‬
‫وبالرغم من كل هذه التعاريف يبقى المفهوم غامضا غير دقايق لذا نجد الباحث المصري إبراهيم إمام قادم مفهوم دقايق‬
‫للعلم من خلل ما يلي‪:‬‬
‫العلم هو النقل الموضوعي للمعلومات من مرسل إلى مستقبل وضد التأثير الواعي على عقل الفرد حتى تتيح له إمكانية‬
‫تكوين رأي على أساس الحقائق المقدمة بمعنى العلم دائما ينقل الحقائق وهذا خدمة لصاحبها ووهذا في إطار التفاهم‬
‫بين المرسل والمستقبل وبالتالي فالعلم يختلف عن الشهار‬
‫لن الشإهار هو أيضا نقل المعلومات في اتجاه واحد لكن بغرض يختلف عن العلم لن الشهار معلوماته عبارة عن‬
‫سلع وخدمات ولكن قاصد الترويج لها ودفع طرف المستقبل إلى القابال عليها أي حث المستهلك إلى تقبل هذه السلعة من‬
‫خلل توظيف العوامل النفسية والجتماعية كغريزتي الكل والجنس وبذلك فإن العإلن لا يخاطب فقط عقل الفرد مثل‬
‫العلم بل أيضا يثير غرائزه بأسلوب مبالغ فيه ولكن دائما بدرجة لا نصل إلى التزييف لن القانون يعاقاب المزيف وأيضا‬
‫يفقد ثقة الزبون‪.‬‬

‫الفـرق بيـن العإــلن والدعإـايـة‪:‬‬

‫الدعإاية هي عملية نقل المعلومات في اتجاه واحد لكنها تتناول أغلب الحالات موضوعات سياسية بطرق غير‬
‫موضوعية بمعنى نقل المعلومات يكون مزيف بصورة جزئية أو كلية وهي كما نعلم مجهولة المصدر لماذا؟ لاعتماد‬
‫الدعاية على عامل الغموض والدعاية تركز أساسا على مخاطبة غرائز وعواطف الفرد خاصة غريزة الخوف عبر‬
‫أسلوبي الترهيب والتهديد باستقلل الحداث الغامضة مثل في الزمات السياسية حيث تسود الفوضى وينتشر الغموض‬
‫ويسيطر الخوف في جو عدم الستقرار الذي يستغله رجل الدعاية فالدعاية كما نعلم لا يخاطب العقل لماذا؟ لن رجل‬
‫الدعاية أول ما يقوم به هو شل عمل العقل من خلل إرباك الفرد بتوظيف الخرافة والشاعة والكاذيب المكررة فمثل‬
‫هتلر استعمل خرافة تفوق الجنس اللماني وهذا لتثبيط العزائم والحيلولة دون القيام بعمل واعي يمكن من السيطرة على‬
‫المواقاف‪.‬‬
‫الفـرق بين النشإـر والعإــلم‪:‬‬
‫النشر يختلف عن العلم لن النشر يفيد معنى انتشار الخبار بين الناس أي ذيوعهاأي إعطاء هذا الخبر انتشار‬
‫واسع وسط الناس فالنشر هو عملية توزيع الخبار والصور والتعليقات والكتب وغيرها من المطبوعات على نطاق واسع‬
‫وبالتالي فإن العلم يختلف عن النشر كون هذا الخير هو عملية ذات تأثير فعلي في عقول الفراد‪.‬‬

‫ج‪-‬تعريف مفهوم التصــال‪:‬‬


‫التصال لغة هو علقاة شيئ بشيئ وفي اللغة الفرنسية كلمة ‪ communication‬المشتقة من كلمة‬
‫‪ commun‬مشترك معناها إقاامة رسالة مشتركة مع شخص آخر أو جماعة أخرى إذا التصال حسب المفهوم‬
‫السابق هو جعل المرسل والمستقبل يشتركان في رسالة واحدة أما دائرة المعارف البريطانية فعرفت التصال بأنه أسلوب‬
‫تبادل المعاني بين الشخاص من خلل نظام متعارف عليه من الشهارات بمعنى أن المجتمع يتفق عليها اجتماعيا‬
‫طبعا هذه الشارات التي تستخدمها في نقل المعاني حددها بعض الباحثين في طريقة الكلم في كتابة معينة أو يكون‬
‫في إشارات خاصة هذه الشارة سواء تكون في شكل إيماءات أو ذبذبات سمعية أو سمعية بصرية سلكية أو لاسلكية‬
‫مهما تعددت التعاريف لكلمة التصال فإن مفهومه يكمن دائما في العلقاة التبادلية بين الطرفين أو أكثر وهي العلقاة‬
‫القائمة بين مرسل ومستقبل يشتركان في عملية تبادل المعاني باستخدام نظام معين للشارات مفهومة من جانب‬
‫الطرفين حتى يعي كل طرف ما يقول الطرف الخر من معاني تحقيقا للستجابة المطلوبة بينهما‪.‬‬
‫يقول بعض الباحثين أن التصال أوسع وأشمل من عملية تبادل المعلومات في التجاهين المتقابلين يتعدى الوسيلة‬
‫التي تستخدمها في هذا التصال يتعدى الجمهور المستهدف بهذا التصال‬
‫يتعدى المضمون التبادلي في حد ذاته إلى عناصر أخرى تتعلق بالنسان والطبيعة وبالنسان وذاته وبالنسان‬
‫ومجموعته البشرية فيقولون أن التصال هو النسان الواعي بحركته اتجاه ذاته وهو هنا يحقق التصال الداخلي ووعي‬
‫النسان بغيره من الشخاص وهو هنا يقوم بالتصال الشخصي وبالتصال مع جمهور واسع فهنا يحقق التصال‬
‫الجماهيري‪.‬‬
‫التصال الجماهيري هو الذي يكون مصدره المؤسسة العلمية والمؤسسة العلمية هي التي لها القدرة على نشر‬
‫المعلومة على نطاق واسع ومن بين أحدث وسيلة اتصال جماهيرية هي الشبكة العالمية للمعلومات النترنت‪.‬‬
‫يميز بين الاتصال والمعلوماتية العلمية وظهر مفهوم ‪ l'informatique‬عام ‪ 1939‬على يد الباحث‬
‫‪Claude Shanon‬وهو يفيد خلية وتقنية المعالجة اللية الحصائية للمعطيات الخاصة بشكل معين‪.‬‬
‫يجب علينا أن نميز بين الاتصال وبين ‪ la cybernétique‬عام ‪ 1948‬على يد الباحث ‪Norbert‬‬
‫‪ Wiener‬وهو يفيد نظرية النظمة المعقدة الذاتية الرقاابة والاتصال في المكنة والحيوان‪.‬وفيها يتم تطوير أنظمة‬
‫التحكم اللي واللية من خلل إرسال برنامج من الخارج في شكل إشارات أو عن اللة نفسها‪.‬‬
‫بالرغم من أن ‪ cybernétique‬يهتم بالاتصال إلا أنه لا يدخل ضمن دراستنا بظواهر العلم والاتصال لنه‬
‫يتجاهل الجانب النساني في هذه العملية فهو يهتم بالجوانب اللية لا تتوفر فيه جوانب الاستماع والفهم والحوار في‬
‫التعرف على الخر‪.‬‬

‫ماذا نبحث في العلم والاتصال؟ ما هي الموضوعات؟ هل العلم والاتصال علم قاائم بذاته؟‬
‫معنى كلمة علم هو"المعرفة المنظمة ذات العلقاة بفئات معينة من الحداث والظواهر" معناه العلم أن العلم المعرفة‬
‫التي خضعت إلى المعالجة العلمية عن طريق البحث والاستدلال في إطار موضوعي وأيضا خضعت لتصنيف دقايق‬
‫لموضوعاتها وهذا انطلقاا من نظم فكرية لها مفاهيمها وطروحاتها وأيضا مقاييسها والعلم بذلك يتكون بمجموعة من‬
‫المبادئ والقوانين والنظريات التي تتسق في كل موحد‪.‬‬
‫لا بد أولا من التعرف على أن أبحاث العلم والاتصال مرت بمرحلتين على غرار البحاث الخرى‪:‬‬
‫أ‪ -‬المـرحلـة الفـلسفيــة‪:‬‬
‫تبدأ المرحلة الفلسفية في أي علم بحصول تراكم معرفي كبير على مستواه ويؤدي إلى عجز أدواته التحليلية )مناهج‬
‫وأدوات البحث( تصبح عاجزة عن معالجة هذا الكم من المعلومات تبدأ المرحلة الفلسفية في التفكير ليجاد أدوات‬
‫تحليل بديلة للقيام بالمهمة التحذيرية وهنا يدخل العلم المرحلة الفلسفية بالنسبة للعلم الذي سيظهر حيث يتم في هذه‬
‫المرحلة التركيز على تحديد مجالات إهتمام جديدة عبر تكوين مفاهيم عامة بمعنى ليست محددة إواعادة النظر في‬
‫الافتراضات الساسية المعروفة وكذا في مناهج البحث وأدواتها فإذا كللت خطوة المراجعة باتفاق الباحثين أولا على‬
‫طبيعة الموضوعات التي تم وضعها وكذا على نوعية المناهج والدوات التي تستخدم في بحث هذه الموضوعات‪.‬‬
‫ب‪ -‬المـرحلـة التجـريبيـة‪:‬‬
‫يتم فيها اختبار مضمون هذا الاتفاق ميدانيا من خلل القيام بتطبيق أدوات التحليل الجديدة في بحث الموضوعات‬
‫الجديدة أيضا وهذا قاصد جمع المعلومات والحقائق لتثبيت صحة أو خطأ ما اتفق عليه في المرحلة الفلسفية فإذا تمكنا‬
‫من الوصول في شكل نظريات وقاوانين من خلل هذا الجمع للمعلومات فإننا نشهد بميلد هذا العلم الجديد فإذا حصل‬
‫تراكم معرفي جديدوعجزات المناهج والدوات عن معالجة هذا الكم الهائل من المعلومات معناه الدخول في مرحلة‬
‫فلسفية جديدة‪.‬‬
‫كيف تجسدت المرحلة الفلسفية والتجريبية في أبحاث العإلم والتصال؟ إذا طبفنا هذا النموذج التطوري على أبحاث‬
‫العلم والاتصال فنجد أن هذه الخيرة خضعت في مفهومها الواسع إلى مرحلة فلسفية ارتبطت فيها بالبحاث‬
‫الانسانية التي تناولت بشكل عام نشاط الانسان مثل ما قاام به أرسطو في محاولة تفسير عملية الاتصال بين الفراد‬
‫والجماعات في كتابه فن البلغة قاسم أرسطو الاتصال إلى الشخص المتحدث والحديث والمستمع‪.‬‬
‫عرف الاتصال "بأنه جميع وسائل القاناع المتوفرة"لن الخطابة في زمن أرسطو والزمن الذي بعده قابل ظهور المطبعة‬
‫كانت الداة أو الطريقة الساسية في عملية الاتصال حتى في الحضارة العربية السلمية‪.‬‬
‫تنتهي سيطرة الخطابة كأداة اتصال بعد ظهور المطبعة بالحروف المتحركة في أوربا في القرن ‪ 15‬ميلدي مما مهد‬
‫إلى ظهور الدوريات في القرنين السابع والسادس عشر‪.‬‬
‫أدت الصحافة إلى نشر الخبار وقايام الثورتين الفرنسية والمريكية التي أعطت للمواطن الغربي الحريات الساسية‬
‫وحسنت أوضاعه الجتماعية على مستوى الشغل التعليم والرعاية الصحية مما جعله يرتقي ثقافيا إواجتماعيا وسياسيا‪.‬‬
‫وأصبح ناد ار على قاراءة الجرائد ومتابعة أحداثها الشيئ الذي دعم مركز وسائل العلم داخل المجتمع وارتباط هذه‬
‫الخيرة بالجماهير من حيث توجيه الرأي العام خاصة أثناء الحملت الانتخابية وبذلك أصبحت الدوريات التي أطلق‬
‫عليها بدءا من ‪ 1939‬وسائل الاتصال الجماهيري الدوات الساسية داخل المجتمعات‪.‬‬
‫بالرغم من التطور الكبير الذي عرفته الصحافة المكتوبة منذ اختراع المطبعة سنة ‪ 1939‬إلا أن أبحاث العلم‬
‫والاتصال لم تواكب هذه النهضة ولم تحاول الاستقلل بنفسها كعلم مستقل بل استمرت في شكل دراسات تغلب عليها‬
‫الطابع التاريخي والفلسفي والقانوني والدبي ضمن البحاث الانسانية معتمدة على الحدس والتخمين لكن هذا الوضع لم‬
‫يستمر طويل لنه في بداية القرن ‪ 20‬برزت بعض المحاولات قاام فيها أصحابها بتطبيق أساليب جديدة أكثر‬
‫موضوعية في عملية البحث للموضوعات العلمية مثلما قاام به الباحث دانيال ستارش ‪DANIEL STRACH‬‬
‫عن العلن والذاعة خلل الفترة ‪ 1927-1922‬والتي قاام فيها بتطبيق أساليب القياس الكمي كما أن نشرولتر‬
‫ليبمان في كتابه "الرأي العام" سنة ‪ 1922‬كان من المحاولات الساسية لتأسيس البحث في العلم والاتصال في إطار‬
‫مستقل لكن هذه المحاولات فشلت لاعتماد أصحابها على مفاهيم غامضة‪.‬‬
‫المـرحلـة التجـريبيـة لبحـاث العإـلم والتصـال‪:‬‬
‫نقصد بالمرحلة التجريبية لبحاث العلم والاتصال مرحلة تطبيق مناهج البحث العلمي الحديثة في معالجة الظواهر‬
‫العلمية قابل التطرق إلى هذه النقطة لابد من التطرق إلى نقطة هامة كان لها الثر البالغ في تطور أبحاث العلم‬
‫والاتصال والتي تتمثل في انتقال البحث العلمي في العلوم الاجتماعية خلل القرن العشرين من طور التخمين والحدس‬
‫والتأمل العقلي إلى طور الدراسات التجريبية وحصل هذا التطور أولا على مستوى علم الاجتماع بعد التحول الكبير‬
‫الذي أحدثه التصنيع في الدول الغربية وظهور مجتمعات المدن الكبيرة وتعقد العلقاات الجتماعية داخلها من خلل‬
‫ظهور مشاكل متنوعة مثل النمو السكاني والبطالة والسكن والتموين والفات الجتماعية أما على مستوى نشاط البحث‬
‫العلمي فإن العلوم الطبيعية خلل هذه الفترة حققت نزعة نوعية على مستوىتطور مناهجها وأساليب بحثها مما أثر على‬
‫العلوم الجتماعية في هذا الوقات ظهرت الدولة القومية في أوربا التي أصبحت تهتم أكثر بالبرمجة الصناعية والتخطيط‬
‫الجتماعي الشيئ الذي شجع الروح العلمية التي تمتد أكثر بالحقائق والبيانات في شكل أرقاام وانتشرت لغة الحصاء‬
‫في معالجة مشاكل‪.‬‬
‫كل هذه العوامل سمحت للمثقفين الذين ازداد عددهم بفعل انتشار التعليم باستخدام أساليب البحث التجريبي المطبعة‬
‫آنذاك في العلوم الطبيعية في بحث الظواهر الجتماعية‪.‬‬
‫ج‪-‬مجـال أبحـاث العإـلم والتصـال‪:‬‬
‫ظاهرة العلم والاتصال كما رأينا سابقا هي نشاط إنساني واسع المجال حيث نجده مرتبطا بمختلف أوجه الحياة‬
‫الخاصة للفراد والمجتمعات وهي حاضرة في كل النشاطات النسانية وبالتالي علقاتها وثيقة بكل العلوم التي تبحث‬
‫هذه النشاطات‪.‬‬
‫إن ارتباط ظاهرة العلم والاتصال بالنشاطات المتنوعة بالنسان والمجتمع جعلها موضع العديد من الهتمامات‬
‫العلمية أي موزعة على أكثر من تخصص علمي هذا جعل أبحاث العلم والاتصال تواجه صعوبات كبيرة تمثلت في‬
‫الغموض المنهجي والنظري هذا الغموض تسبب في عدم امكانية تحديد مفهوم علمي لها على نحو يسمح للباحثين من‬
‫تحديد موضوعاتها بصورة مستقلة إوايجاد المناهج والدوات الخاصة بها‪.‬‬
‫بالرغم من الصعوبات المشار إليها فإن الدور الذي تقوم به وسائل العلم والاتصال داخل المجتمعات في كل‬
‫المجالات الحياتية منذ ظهورها حتى الن هذا الدور الكبير أدى إلى ميلد وعي متزايد بمشكلت وقاضايا الرسائل التي‬
‫تبثها وسائل العلم وتجلى هذا الوعي في شكل اهتمام سلطات الدول بوسائل الاتصال الجماهيري بفعل الدور الكبير‬
‫الذي تؤديه خاصة على مستوى تكوين الرأي العام وأيضا الترويج السلعي والخدماتي وهذا ما جعل السلطات العمومية‬
‫تهتم بها كما تجلى أيضا الهتمام بوسائل العلم والاتصال خلل الخمسينيات من القرن الماضي في تأسيس العديد‬
‫من المعاهد والكليات ومراكز التدريس والتدريب والبحث المتخصصة في العلم والاتصال وهذا إلى جانب الجهود‬
‫البحثية التي بذلت على مستوى تخصصات علمية مثل العلم السياسي وما قاام به لزويل‬
‫من جهود أسفرت عن ميلد أسلوب تحليل المضمون بمفهومه الكمي الحالي إلى جانب البحوث العلمية التي تناولت‬
‫دراسة وسائل العلم والمجتمع مثلما قاام به عالم النفس الجتماعي بول ل زار سفيلد ‪PAUL LAZARSFELD‬‬
‫منذ سنة ‪ 1933‬التي ركز فيها على دراسة "الرأي العام وتأثير وسائل العلم الجماهيرية" وهذا إلى جانب الجهود التي‬
‫بذلها كل من الباحثين كارل هوفلند ‪ KARL HOFLEND‬الذي ينتمي إلى نفس التخصص والذي بحث "علقاة‬
‫الاتصال بتغيير الاتجاهات داخل الجماعة و كرت لوين ‪ KURT LEWIN‬على مستوى بحث "التأثيرات التي تحدثها‬
‫جماعة الضغط على تصرفات أعضائها"‬
‫بالرغم من الفشل الذي منيت به أبحاث العلم والاتصال من حيث استقللية مواضيعها وأدوات بحثها إلا أن الاهتمام‬
‫الذي حظيت به وسائل العلم كما رأينا أدى إلى ميلد أبحاث في مجال أبحاث العلم والاتصال وبالتالي حاول‬
‫الباحثون تقديم تعريف شامل لما يحدث من موضوعات في الصدد المذكور كان كما يلي‪:‬‬
‫إن البحاث العإلمية هي الطإار الموضوعإي الذي يضم العمليات في العإلم والتصال الجماهيري كما أنها تمثل‬
‫الجهود المنظمة الحقيقية التي تستهدف البيانات والعمليات والنتائج الهامة والتفصيلية التي تستخدم كأساس‬
‫لتخاذ الق اررات وتخطإيطإ الجهود العإلمية والتصالية الفعالة‪.‬‬
‫كما أن مهمتها تبدأ قبل بداية الجهود العإلمية وتستمر هذه الجهود وتقيس فعاليتها في كل خطإوة أو موقف‬
‫إعإلمي أو اتصالي قياسا مرحليا شإامل‪.‬‬
‫د‪ -‬اتجـاهـات أبحـاث العإـلم والتصـال‪:‬‬
‫توزع أبحاث العلم والاتصال على أكثر من علم أدى إلى ظهور العديد من الاتجاهات لنه داخل كل علم من هذه‬
‫العلوم ظهر اتجاه معين أو تيار محدد هذه الاتجاهات والتيارات كانت كالتالي‪:‬‬
‫‪/1‬التجاه السياسي لبحاث العإلم والتصال‪ :‬ظهر هذا الاتجاه على يد الباحث المريكي هارولد لزويل منذ سنة‬
‫‪ 1930‬حيث قاام هذا الاتجاه على دراسة وسائل العلم في المجتمع من خلل تحليل ما تنشره وسائل العلم من‬
‫مواضيع ومضامين لاستخدام تحليل المضمون بأسلوبه الكمي إلى جانب اهتمامه بدراسة القائمين بالاتصال من رجال‬
‫السياسة وبكل ماله علقاة بالمواضيع السياسية ذات الصلة بوسائل العلم‪.‬‬
‫‪/2‬التجاه السيكولوجي الجتماعإي‪:‬ظهر هذا الاتجاه في أحضان علم النفس الجتماعي ورواده هم‪:‬بول ل زار سفيلد‬
‫و كرت لوين و كارل هوفلند قاام هذا الاتجاه على الدراسات القياسية الميدانية لراء جماهير وسائل العلم خاصة‬
‫آراء جمهور الراديو أو دراسة الاتصال داخل الجماعة أو الدراسات التي تناولت تغير الاتجاهات‪.‬‬
‫‪-1‬التيـار الصلحـي‪:‬يهتم هذا التيار بالتنظيم والتكوين والسلطة على وسائل العلم وبكل ما له علقاة بالسياسة‬
‫العامة لهذه الوسائل وهي الجوانب المأخوذة مباشرة من تقرير لجنة حرية الصحافة المريكية المشكلة سنة ‪ 1949‬وكان‬
‫مضمون تقرير هذه اللجنة وما تضمنه من نتائج محل اهتمام معاهد العلم‪.‬‬
‫‪-2‬التيـار التـاريخـي‪:‬يشمل هذا التيار كل الدراسات التي قاامت بالتأريخ لحياة رجال الصحافة والعلم وقاام به الباحث‬
‫هارولد إينيس ‪ HAROLD INNIS‬وديفيد رايسمان ‪DAVID RAISMAN‬‬
‫‪-3‬التيـارالصحفـي‪:‬ظهر التيار الصحفي على مستوى معاهد الصحافة ومراكز أبحاث الاتصال التي ساعدت في‬
‫نشاطها البحثي على وسائل العلم وعلى خصائص القائم بالاتصال مثل ما قاام به الباحث ولبر شإرام‪.‬‬
‫‪-4‬التيـار الذي يدرس فلسفة اللغة والمعاني‪:‬اهتم هذا التيار بموضوعات نظرية المعلومات على الاتصال النساني‬
‫وكانت هذه الدراسات محل اهتمام العديد من الباحثين المنتمين إلى تخصصات متعددة مثل الفلسفة‬
‫والنتروبولوجيا‪،‬اللغة‪،‬علم النفس‪،‬الرياضيات‪.....‬‬
‫‪-5‬تيـار شإبكـات التصال‪:‬يتخصص هذا التيار في دراسة موضوع البث العلمي عبر الجو منطلقا في ذلك المبدأ‬
‫نظام التوزيع العصبي في جسم النسان‪.‬‬
‫هـ‪-‬أنـواع اتجـاهـات العإـلم والتصـال‪:‬‬
‫لم يتفق الباحثون على تقسيم واحد لبحاث العلم والاتصال وهذا لاعتماد كل باحث على أسس خاصة به في القيام‬
‫بهذا التقسيم ومن هنا نسجل وجود العديد من التقسيمات منها ما كان أساسها المجال الذي تناولته هذه البحاث مثل‬
‫القول أبحاث اجتماعية ‪،‬أبحاث طبيعية ‪،‬أبحاث إنسانية‬
‫أيضا من هذه التقسيمات ما كان أساسها الوسائل المستخدمة في إنجازها مثل القول أبحاث كمية وأبحاث نوعية ومنها‬
‫ما كان أساسها المنهج المطبق في إجرائها وبالتالي توزعت هذه البحاث إلى تاريخية ‪ ،‬تجريبية ‪ ،‬إحصائية ‪،‬‬
‫مسحية‪.......‬إلخ‬
‫بالرغم من عدم الاتفاق المسجل إلا أن الباحثين لم يختلفوا في تصنيف البحث العلمي إلى ثلث مستويات وفق ما قاام‬
‫به الباحث موريس دوفرجين ‪ MAURICE DUVERGER‬هذه المستويات هي كالتالي‪ :‬المستوى الاستكشافي‬
‫المستوى الوصفي والمستوى التفسيري‪.‬‬
‫‪(1‬البحـاث الستكشإـافيـة‪:‬التي تعرف أيضا بالبحاث الاستطلعية أو بالبحاث الولية التي يلجأ إليها الباحث لتذليل‬
‫الصعوبات التي يواجهها على مستوى استكشاف الظواهر أو التعرف عليها بصورة جيدة بعد استكشافها الغير الكامل‬
‫كما نستخدم هذا النوع من البحاث في تحديد إشكالية البحث وأيضا في اختيار الفرضيات دون الذهاب إلى أكثر من‬
‫ذلك وهي تكون في شكل إجابة على شكل سؤال واحد يتناول نقطة واحدة لا غير وبالتالي فإن بناءها الفني يتم بصورة‬
‫مرنة لا يتطلب الكثير من الجراءات البحثية أو التصميم الهيكلي المعقد أيضا البحاث الاستطلعية لا تتطلب‬
‫استخدام التساؤلات والفرضيات لكونها تعالج نقطة واحدة في شكل إجابة على سؤال واحد وبالتالي لا يخشى الباحث‬
‫الخروج عن مسار البحث‪.‬‬
‫نستخدم البحاث الاستكشافية في مجالات العلوم التي تعاني عدم توفر الرصيد المعرفي ونحن على مستوى أبحاث‬
‫العلم والاتصال نستخدم هذا النوع من البحاث بصورة كبيرة لن أبحاث العلم والاتصال تعاني عدم وجود نظريات‬
‫وقاوانين تساعدنا في عملية البحث خاصة على مستوى صياغة الفرضيات‪.‬‬
‫‪(2‬البحـاث الـوصفيـة‪:‬بعد استكشاف الظاهرة تنتقل إلى وصفها أي التعرف على العناصر المكونة لها والعلقاات‬
‫السائدة داخلها‪.‬البحاث الوصفية ضرورية لنها تدرس الوضع الراهن للظاهرة دراسة تصويرية دقايقة أي أن الهدف‬
‫الول والخير للبحاث الوصفية هو جمع معلومات كافية ودقايقة عن الموضوع المدروس كما هو في الحيز الواقاعي‬
‫وهنا لا بد من الشارة ألى أن الدراسات الوصفية ليست مجرد معلومات عن الواقاع المدروس بل هي أيضا عملية‬
‫تصنيف هذه البيانات إلى عناصرها الرئيسية والفرعية وتفسيرها تفسي ار شامل من أجل استخلص النتائج في شكل‬
‫دلالات تساعدنا على الوصول إلى تعميمات حول الموقاف المدروس وبالتالي فإن تصميمها يتطلب عناية كبيرة من‬
‫حيث البناء الهيكلي وجوانب التعبير عن البيانات حتى تكون تامة غير منقوصة ومن هنا كان المنهج المسحي‬
‫والساليب الكمية هي الدوات التحليلية الكثر ملءمة في هذه الدراسات لكونها أدوات تعتمد على المسح الدقايق‬
‫للمعطيات والتعبير عن النتائج بطرق خاصة نستند فيها طرق القياس الكمي التي نقوم فيها بتسجيل المعطيات وعدها‬
‫في المرحلة الولى ثم اعتماد الطرق الحصائية في تبويبها وتحليلها لاستخراج المؤشرات التي تحتويها‪.‬‬
‫أبحـاث العـلقـات السببيـة بيـن المتغيـرات‪:‬‬
‫يقوم هذا النوع من البحاث على اختبار علقاات التأثير والتأثر بين متغيرات الظاهرة الواحدة أو الظواهر المختلفة وهي‬
‫أبحاث تمثل مرحلة النضوج العلمي لن الباحث لا يكتفي فيها باستكشاف الظاهرة أو تصويرها بل يذهب إلى أبعد من‬
‫ذلك لدراسة العوامل التي أوجدتها على الشكل الذي هي عليه عملية دراسة أبحاث اختبار العلقاات السببية في العلم‬
‫والاتصال عملية معقدة لنها تتناول ظواهر مرتبطة بنشاط النسان وحركة المجتمع وبالتالي تعدد العوامل المتحكمة في‬
‫هذه الظواهر وتتشعب لدرجة يصعب العثور على العوامل المؤثرة في الظاهرة في البحاث السببية نستخدم الفرضيات‬
‫التي نحتمل فيها مسبقا العوامل الكامنة وراء حدوث الظاهرة في شكل نتائج للبحث حتى نضمن لنفسنا إختيار التوجيه‬
‫السليم من حيث اختيار نوع المعلومات ذات العلقاة بالبحث إواجراء التحليل وفق مساره الصحيح‪.‬‬
‫إن تصميم البحاث الاستدلالية يتطلب دقاة علمية متناهية من حيث تحديد الشكالية بصورة دقايقة واضحة حتى يتمكن‬
‫من ضبط ما هو في صدد البحث عنه على مستوى صياغة الفرضيات كما أن الباحث في تحقيقه للصياغة الدقايقة‬
‫الواضحة للشكالية يجب عليه اعتماد خطة علمية واضحة يتمكن من خللها البرهنة بصورة واضحة على الفرضية‬
‫التي وضعها مدعما جهده بتقديم البيانات والحقائق بأسلوب تحليلي واضح مقنع للقراء غير متناقاض الطرح وبتقديم‬
‫البراهين والدلة العلمية الكفيلة بإبعاد كل أنواع الشك والغموض عن النتائج المتوصل إليها نعتمد بصورة أساسية على‬
‫المنهج التجريبي في إجراء هذا النوع من الدراسات لنه يمكننا من التحكم في المتغيرات المدروسة أثناء اختبارها‪.‬‬

‫تعـريـف المشإكلـة وأدوات التعـرف إليهـا‪:‬‬


‫البحث العلمي كما رأينا سابقا هو مجهود فكري منظم يقوم على دراسة المشاكل التي يعانيها النسان والمجتمع دراسة‬
‫موضوعية أساسها تعبير البيانات عن الواقاع بصورة صحيحة بعيدة عن التحيز ورأينا أيضا أن أساس ضمان النجاح‬
‫لهذه البحاث يكمن في توفيرعامل التنظيم المحكم وهنا عبر تقسيم هذا المجهود الى مراحل متعددة في شكل خطوات‬
‫متسلسلة متكاملة الهداف‪.‬‬
‫إن الباحث في القيام بكل ذلك لا يجب عليه أن ينطلق من لا شيئ بل لابد له من معرفة ما هو في صدد البحث عنه‬
‫حتى يتمكن من ضبط الخطوات والدوات اللزمة لذلك في إطار الخطة المناسبة واختيار الدوات البحثية الكفيلة‬
‫بذلك‪.‬‬
‫قابل معرفة مراحل البحث لابد أن نعرف أولا تعريف المشكلة‬
‫تعـريـف المشإكلـة‪:‬‬
‫هي عبارة عن إشكال في حاجة إلى حل لذا يعرفها الباحثون بأنها تلك المشاكل النسانية والمادية التي يعانيها الفرد‬
‫والمجتمع والقابلة للدراسة قاصد حلها علميا كما عرفها باحثون آخرون بأنها تلك المشكلت الطبيعية والنسانية‬
‫والاجتماعية التي يعانيها النسان والمجتمع والقابلة للبحث عن طريق جمع المعلومات والحقائق والبيانات‪.‬‬
‫إن حصة تعريف المشكلة العلمية في حل المشاكل التي نعانيها يبقى تعريفا ناقاصا لن البحث العلمي لا يهتم فقط‬
‫بالبحاث التطبيقية الميدانية الخاصة بهذا النوع من المشكلت بل أيضا بالبحاث النظرية التي تحقق في مدى صحة‬
‫المعرفة المتوصل إليها في شكل نظريات وقاوانين علمية وتعمل على اكتشاف الجديد منها‪.‬‬
‫يمكن أن نعرف المشكلة كما يلي‪":‬تتمثل في كل المشكلت الانسانية والاجتماعية والطبيعية التي يعانيها الفرد والمجتمع‬
‫أو ذات الصلة بالمجالات النظرية للبحث والقابلة للدراسة من أجل حلها عن طريق جمع البيانات والحقائق"‬
‫إن التعرف على المشكلة في مجالها الطبيعي مهمة صعبة تتطلب من الباحث مجهود شخصي كبير وتجربة بحثية‬
‫طويلة وملحظة دقايقة حتى يتمكن من فصل موضوع المشكلة المبحوثة عن المشكلت الخرى خاصة وأننا نعلم أن‬
‫الظواهر تتداخل فيما بينها في علقاات بالغة التعقيد خاصة الظواهرالانسانية والاجتماعية بفعل تمحورها حول دراسة‬
‫السلوكات المتعددة للكائن الواحد الذي هو النسان والنشاطات المختلفة للكائن الواحد الذي هو المجتمع لذا يجب على‬
‫الباحث أن يتحلى بالصبر وأن لا يتسرع في اتخاذ قارار الاختيار النهائي قابل الفراءة الوافية لكل ما كتب عن الموضوع‬
‫للستفادة من تجارب الخرين ومراجعة المعطيات الميدانية المتوفرة واستشارة الساتذة ذوي الخبرة الكبيرة في البحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬في بعض الحالات الدراسية يجد الباحث نفسه أمام مشكلة علمية لا تتوفر المراجع حولها بالقدر الكافي مثل‬
‫علوم العلم والاتصال كونها علوم حديثة‪.‬‬
‫‪ ‬ماذا يفعل في هذه الحالة؟ هنا يضطر إلى الاعتماد على مجهوده الشخصي للحصول على معلومات تمكنه‬
‫من كشف المشكلة والتعرف عليها في الحيز الذي ينتمي إليه مستعينا بأداتي الملحظة والتجربة‪.‬‬

‫تعــريف المشإكلـة العلميـة‪:‬‬


‫إن تحديد المشكلة العلمية يتطلب من الباحث التعرف أولا‪ :‬المكان الذي توجد فيه هذه الخيرة وبالتالي فإن أول سؤال‬
‫يطرحه على نفسه في هذا الصدد يتمثل في "أين أبحث على المشكلة " وللجابة على هذا السؤال يقودنا حتما إلى‬
‫تعريف المشكلة مرة ثانية هذه الخيرة التي "هي عبارة عن مشكلت إنسانية أو اجتماعية أو طبيعية أو ذات العلقاة‬
‫بالمجالات النظرية للبحث العلمي"‬
‫ومن هنا فإن الباحث المهتم بدراسة نشاط معين لهذا النسان أو ذاك المجتمع في إطار تخصص علمي معين نصادف‬
‫بعض المواقاف الغامضة التي تسترعي انتباهنه مما يستدعي تسليط الضواء عليه حيث نطلق هذه المواقاف الغامضة‬
‫مصطلح موقف مشإكل الذي هو عبارة عن وضع غامض غير محدد العناصر المكونة له والعلقاات التي تحكمه‬
‫والعوامل المؤثرة فيه بمجرد مصادفة الباحث لهذا الموقاف المشكل فإنه اكتشف المجال الذي توجد فيه المشكلة وليس‬
‫هذه الخيرة في حد ذاتها أي أنه حقق ما يسمى في البحث العلمي الحساس بالمشإكلة ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية‬
‫من العمل المتمثلة في تحليل هذا الموقف الغامض للتعرف أولا على العناصر المكونة له والعلقاات التي تحكمه‬
‫والعوامل المتسببة فيه على الشكل الذي هو عليه‪.‬‬
‫ومن اجل تبسيط هذه العملية تفترض اننا امام موقاف غامض يتمثل في احساس الباحث بضعف الصحافة الجزائرية‬
‫ينتقل إلى مرحلة معرفة أسباب الضعف‪ .‬إن شرح الموقاف الغامض يبدأ ‪:‬‬
‫أول‪ :‬قاراءة كل ما له صلة بشرحه وهذا بقراءة كل ما كتب حول الموضوع لكن كما نعلم هذه القراءة تتم وفق وضع‬
‫الباحث لتفسيرات أولية لها علقاة مباشرة بما يبحث عنه وتستمر القراءة حتى يقتنع الباحث من الاستيعاب التام لكل ما‬
‫كتب حول الموضوع وحصل لديه الفهم الواضح لكل جوانب الغموض للمشكلة فإذا توصل الباحث إلى ذلك ينتقل إلى‬
‫الخطوة الثانية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬فحص المعلومات التي جمعها مع التفسيرات التي وضعها حتى يتمكن من معرفة علقاة هذه المعلومات‬
‫بالتفسيرات الموضوعة ومدى صلة التفسير الذي لع علقاة بالمشكلة‪.‬‬
‫إن الفحص المشار إليه يمكن الباحث من التعرض بصورة جيدة على العامل المسبب للمشكلة بعد النتهاء ومن‬
‫الخطوة الثانية ينتقل إلى الخطوة الثالثة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحديد ما يجب الوصول إليه من أهداف على مستوى بحثه حتى يتحكم في شساعة الموضوع ومدة البحث‬
‫إوامكانيات النجاز هذه العوامل يجب أن تتطابق مع المكانيات المتوفرة لدى الباحث‪.‬‬
‫إذا انتهى الباحث من إنجاز متطلبات البحث الثالثة يكون قاد وصل إلى المرحلة الرابعة والخيرة من تحليل المشكلة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬وضع اللمسات الخيرة على مستوى التوضيح العام والمفصل لكيفية معالجة المشكلة )مراجعة كل ما قاام به‬
‫الباحث(‪.‬‬

‫صيــاغة المشإكلـة‪:‬‬
‫إن القصد بصياغة المشكلة هو إبرازها في قاالب نظري بمعنى لغوي يساعد على دراستها وفق ما تم التخطيط له في‬
‫تحديدها يجب أن تكون هذه الصياغة واضحة دليلة من حيث التعبير السليم عن ما نبحث ومن أجل أي غرض‪.‬‬
‫إن أفضل أسلوب لصياغة المشكلة بصورة واضحة دقايقة هو طرحها في شكل سؤال يتطلب منه إجابة محددة لا بد‬
‫منها تكون ذات صلة مباشرة بالهدف المنشود وبالتالي القيام من خلل هذا السؤال يحصر الغرض المستهدف من‬
‫الدراسة بكيفية دقايقة لا مجال فيها للحياد عنه بطريقة أو بأخرى مثل‪:‬أسباب ضعف الصحافة الجزائرية تكون‬
‫الشكالية‪":‬ما هي أسباب ضعف الصحافة الجزائرية؟" لكن إذا أردنا دراسة ظاهرة الضعف في حد ذاتها أي جوانب‬
‫الضعف هنا دراسة وصفية نصيغ الشكالية‪":‬ما هي مظاهر ضعف الصحافة الجزائرية؟"‬

‫تحـديــد المصطإلحــات‪:‬‬
‫إن تحديد المشكلة لا يتوقاف عند نقطة صياغة المشكلة بل أيضا بضبط الموضوع من حيث المصطلحات التي‬
‫تضمنها هذا السؤال مثل‪:‬ماهي أسباب ضعف الصحافة الجزائرية؟‬
‫هنا تحديد مصطلحين‪ :‬الصحافة والجزائرية‪.‬‬
‫بمعنى ضبط المعنى المستخدم لهذا المسطلح في البحث لننا نجد المصطلح الواحد أكثر من معني اصطلحي إلى‬
‫جانب معناه العام لذا وجب على الباحث تحديد المعنى الجرائي لهذا المصطلح في البحث‪.‬‬
‫إن تحديد المصطلح يبدأ أولا بتحديد إطاره النظري من خلل مراجعة القواميس والمعاجم والموسوعات لعطاء التعريف‬
‫العام الشائع لدى الباحثين ثم يقوم بتحديد معناه الجرائي المستخدم في البحث‪.‬‬
‫في بعض الحيان يتعثر على الباحث تعريف أو إيجاد تعريف إجرائي للمصطلح لن هذا المصطلح مرتبط بمجال لم‬
‫يكتب فيه مثل‪:‬دراسة التراث الشعبي نجد بعض المصطلحات التي لم تعرف من قابل‪.‬‬

You might also like