You are on page 1of 9

‫الجمهورٌة الجزائرٌة الدٌمقراطٌة الشعبٌة‬

‫وزارة التعلٌم العالـــــــً و البحث العلمــً‬

‫جامعة قسنطٌنة ‪2‬‬ ‫كلٌة العلوم االنسانٌة واالجتماعٌة‬


‫عبد الحمٌد مهري‬ ‫فرع علوم اجتماعٌة‬

‫عالقة األنثروبولوجيا‬
‫بالتاريخ وعلم االجتماع‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬


‫من إعداد ‪:‬‬
‫‪ -‬جباس هدى‬
‫دراجي غادة ياسمين‬
‫ديب سناء‬

‫السنة الجامعية ‪2021 - 2020‬‬


‫خطة البحث‬
‫المقدمة‬
‫الفصل االول ‪ :‬عالقة األنثروبولوجٌا بالتارٌخ‬
‫‪ -1‬تارٌخ األنثروبولوجٌا‬
‫‪ -2‬عالقة األنثروبولوجٌا بالتارٌخ‬
‫الفصل الثانً‪ :‬عالقة األنثروبولوجٌا بعلم االجتماع‬
‫‪ -1‬مفهوم األنثروبولوجٌا وعلم االجتماع‬
‫‪ -2‬عالقة األنثروبولوجٌا بعلم االجتماع‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫المقدمة‬
‫ٌرى الكثٌر من العلماء والباحثٌن أن جمٌع المجتمعات تمر من خالل عملٌة تطورٌة واحدة من أكثرها‬
‫بدائٌة إلى أكثرها تطورا وألن األنثروبولوجٌا تهتم بالمجتمعات البدائٌة أكثر‪ ،‬كانت دراسة هذه‬
‫المجتمعات تمثل مٌالد األنثروبولوجٌا‪ .‬وإن اختلف المإرخون عن مدى حٌاتها إال أن األنثروبولوجٌا‬
‫كعلم مستقل له مٌدانه ومنهجه وله طرٌقته الخاصة ومقارنته المستقلة لم ٌظهر إال فً نهاٌة القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬فاألنثروبولوجٌا كانت فً الحقٌقة فً البداٌة موجودة فً المقامات الفلسفٌة واألمثلة الشعبٌة أي‬
‫ضمن نطاق كل ما ٌدرس اإلنسان فً شتى جوانب حٌاته وعالقته مع ذاته واآلخرٌن ومع الكون وما‬
‫وراء الكون‪ .‬وألن األنثروبولوجٌا علم له صلة بمعظم إن لم نقل كل العلوم األخرى فإن له عدة فروع‬
‫متخصصة كما له مصطلحاته ومفاهٌمه الخاصة‪.‬‬

‫ما دفعنا إلى اختٌار هذا الموضوع هو المٌول لمثل هذه المواضٌع و هذا من اجل التعرف اكثر على‬
‫عالقة االنثروبولوجٌا بالتارٌخ وعلم االجتماع و منه فان اإلشكالٌة األساسٌة لبحثنا تتمثل فً ما هً‬
‫عالقة األنثروبولوجٌا بالتارٌخ ؟ وماهً عالقة االنثروبولوجٌا بعلم االجتماع؟‪.‬‬

‫وبالنظر إلى طبٌعة هذا الموضوع وإشكالٌته فقد جاءت خطته على النحو التالً إذ قسمنا بحثنا هذا إلى‬
‫فصلٌن ‪،‬جاء الفصل األول تحت عنوان عالقة االنثروبولوجٌا بالتارٌخ ‪ ،‬حٌث قمنا فً هذا الفصل‬
‫بتقسٌمه الى مطلبٌن تناولنا فً المطلب األول تارٌخ االنثروبولوجٌا‪ ,‬اما فً المطلب الثانً قمنا فٌه‬
‫بالتحدث عن عالقة األنثروبولوجٌا بالتارٌخ‪ .‬أما فً الفصل الثانً اٌضا قسمناه الى مطلب المطلب االول‬
‫كان عبارة عن مفهوم لألنثروبولوجٌا وعلم االجتماع اما المطلب الثانً فكان عن عالقة األنثروبولوجٌا‬
‫بعلم االجتماع‪ .‬وإلنجاز هذا البحث اعتمدت على مجموعة من المراجع والمصادر أهمها كتاب توماس‬
‫هٌالند "تارٌخ االنثروبولوجٌا" ‪ ،‬وكتاب د‪ .‬سعاد علً حسن شعبان "األنثروبولوجٌا الثقافٌة ألفرٌقٌا"‬

‫وفً األخٌر نرجو أن ٌكون هذا العمل مفٌدا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪ -1‬تارٌخ األنثروبولوجٌا‬
‫منذ متى ٌوجد األنثروبولوجٌون ؟ تنقسم اآلراء حول هذا األمر‪ .‬بٌد أن اإلجابة تعتمد بصفة عامة‬
‫على ما ٌقصده المرء بكلمة "أنثروبولوجً"‪ .‬إن الناس على الدوام ٌنتابهم الفضول بشؤن جٌرانهم‬
‫واالناس األكثر بعدا‪ .‬لقد أخذوا فً القٌل والقال عنهم ‪ ,‬وحاربوهم وتزوجوهم ورووا القصص عنهم‪ .‬تم‬
‫تدوٌن بعض هذه القصص أو األساطٌر وانتقدت بعض الكتابات فٌما بعد بؤنها غٌر دقٌقة ام متعصبة‬
‫للعرق (أو عنصرٌة بشكل مطلق)‪ .‬بعض القصص قورنت بؤخرى عن اناس اخرٌن مإدٌة الى‬
‫افتراضات اكثر عمومٌة عن اناس فً مكان اخر‪ .‬على هذا النحو نشرع فً تحقٌق االنثروبولوجً فً‬
‫اللحظة التً ٌنتقل فٌها اجنبً الى شقة مجاورة‪.‬‬

‫اذ نحن قٌدنا أنفسنا باألنثروبولوجٌا باعتبارها فرعا علمٌا سوف ٌقوم البعض بإرجاع جذورها الى‬
‫حركة التنوٌر إبان القرن الثامن عشر‪ ,‬ولسوف ٌدعً اخرون ان االنثروبولوجٌا لم تظهر بوصفها علما‬
‫حتى خمسٌنٌات القرن الثامن عشر‪ .‬ومع ذلك سوف ٌدفع البعض بان البحث االنثروبولوجً بمفهومه‬
‫الحالً بدا بعد الحرب العالمٌة االولى‪ .‬وال ٌسعنا ان نتجنب هذه االلتباسات‪.‬‬

‫على أن األمر ٌتجاوز الشك أن األنثروبولوجٌا باعتبارها علم االنسان‪ ,‬نشؤت فً منطقة نسمٌها بصفة‬
‫عامة وبطرٌقة غٌر دقٌقة "الغرب" وعلى نحو ملحوظ فً ثالثة او أربعة "شعوب غربٌة" ‪ :‬فرنسا‪,‬‬
‫برٌطانٌا العظمى‪ ,‬الوالٌات المتحدة‪ ,‬وحتى الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ,‬ألمانٌا‪.‬‬

‫وتعد االنثروبولوجٌا من وجهة نظر تارٌخٌة فرعا معرفٌا أوروبٌا ومارسوه كما هو الحال مع كل العلوم‬
‫‪1‬‬
‫األوروبٌة‪ ,‬وعادة ما ٌحلو لهم ارجاع جذوره الى الٌونانٌٌن القدماء‪.‬‬

‫‪ -2‬عالقة األنثروبولوجٌا بالتارٌخ‬


‫ٌعد علم التارٌخ من أهم العلوم االجتماعٌة‪ ،‬نظرا ألنها تساهم فً مد علماء هذه العلوم بجذور الفكر‬
‫اإلنسانً منذ آالف السنٌن‪ ،‬وهذا ما ٌظهر بوضوح العالقة التً تجمع بٌن التارٌخ واألنثروبولوجٌا‬
‫بصورة ممٌزة‪ .‬فدراسة اإلنسان ككائن ثقافً واجتماعً وتارٌخً ال ٌمكن أن ٌتم إال من خالل انفتاح‬
‫األنثروبولوجٌٌن على تحلٌالت المإرخٌن والتً تتناول مجموعة من القضاٌا المتعلقة بالمجتمعات‬
‫اإلنسانٌة ككل ‪.‬هذا ومن المإكد أن الظاهرة اإلنسانٌة هً فً حد ذاتها ظاهرة تارٌخٌة‪ ،‬تقوم على ثالثة‬
‫أسس وهً الزمان واإلنسان والمكان‪ .‬إذ ال ٌمكن تصور الفعل التارٌخً لإلنسان خارج عن هذه األسس‪.‬‬
‫فالزمن هو الذي ٌعطً للفعل اإلنسانً صفتها التارٌخٌة‪.‬أما المكان فهو المسرح االجتماعً الذي تقوم فٌه‬
‫األحداث‪ .‬أما اإلنسان فهو محور كل شًء وهو صانع التارٌخ بهذا المعنى ‪.‬وما ٌمٌز التارٌخ أنه "ٌدرس‬
‫األحداث اإلنسانٌة الفرٌدة غٌر متكررة المرتبطة بزمان معٌن ومكان معٌن"‪ ،‬بٌنما األنثروبولوجٌا ٌمكن‬
‫لها أن تدرس الظواهر اإلنسانٌة المتكررة والمتعددة فً الماضً والحاضر وفً أي مكان ‪.‬وتمتد جذور‬
‫العالقة بٌن التارٌخ واألنثروبولوجٌا فً بروز أحد فروع األنثروبولوجٌا كاألنثروبولوجٌا التارٌخٌة‪ .‬وفً‬
‫استخدام هذا الفرع ما ٌسمى بالمنهج التحلٌلً المقارن‪ ،‬الذي ٌعتبر من أهم مناهج البحث العلمً‬
‫لألنثروبولوجٌا‪ ،‬ألنها تعمل على دراسة الظواهر االجتماعٌة واالقتصادٌة والثقافٌة بصورة عامة ‪.‬إن‬

‫‪ 1‬توماس هٌالند‪ ,‬ترجمة عبده الرٌس‪ ,‬تارٌخ األنثروبولوجٌا‪,‬ط‪ ,1‬المركز القومً للترجمة‪ ,‬القاهرة‪ ,4112 ,‬ص‪.11‬‬
‫‪4‬‬
‫األنثروبولوجٌا كباقً العلوم االجتماعٌة تسعى إلى دراسة اإلنسان فً تطوره وتغٌره فً كل المستوٌات‪،‬‬
‫فهً تبحث فً أصول اإلنسان‪ ،‬وال ٌمكن لها إال من خالل التارٌخ‪ ،‬فدراسة ماضً اإلنسان بالرغم من‬
‫تعقده ٌساهم بشكل أو بآخر فً فهم حاضره والتعرف على مستقبله‪.2‬‬

‫تتعامل األنثروبولوجٌا مع اإلنسان الذي لٌس مجرد جزء من الطبٌعة ولكنه أٌضً ا مخلوق دٌنامٌكً‬
‫من حٌث السمات البٌولوجٌة واالجتماعٌة‪ .‬إنها مشكلة نظرٌة لتحدٌد موقف األنثروبولوجٌا ‪ -‬حٌث ٌجب‬
‫وضع االنضباط ‪ -‬سواء فً العلوم أو فً طٌات العلوم اإلنسانٌة‪ .‬وقد اعتبرتها مجموعة من علماء‬
‫األنثروبولوجٌا علمًا طبٌعًٌا ‪ ،‬فً حٌن وضعها بعض علماء األنثروبولوجٌا األخرى كموضوع تحت‬
‫العلوم اإلنسانٌة ‪.‬فً القرن التاسع عشر ‪ ،‬كان بعض المثالٌٌن األلمان ‪ ،‬وقبل ذلك فً القرن الثامن عشر‬
‫‪ٌ ،‬عتبرون أنصارً ا فرنسٌٌن قلٌلٌن من األنثروبولوجٌا كفرعا للتارٌخ ‪ ،‬وبالتالً وضعوا االنضباط بشكل‬
‫صارم فً إطار اإلنسانٌة‪.‬‬

‫فً الواقع ‪ ،‬هناك عالقة وثٌقة بٌن التارٌخ واألنثروبولوجٌا التً تم العثور على الخالفات لفترة‬
‫تارٌخا حٌث ٌتم حساب وجوده حسب عامل الوقت‪ .‬هناك حاجة إلى‬ ‫ً‬ ‫طوٌلة‪ .‬كل شًء فً هذا العالم ٌقدم‬
‫نوع من التحقٌق التارٌخً من أجل فهم العوامل وعملٌات التغٌٌر ‪.‬وبما أن اإلنسان هو موضوع بحث‬
‫أنثروبولوجً ‪ ،‬ال ٌمكننا المضً قدمًا على اإلطالق دون النظر إلى البعد الزمنً‪ٌ .‬هدف كال النظامٌن‬
‫إلى كشف النقاب عن األحداث غٌر المستكشفة لحالة حٌاة اإلنسان ‪ ،‬لكنهما ٌختلفان عن بعضهما فً‬
‫معالجة المشاكل‪ .‬كل واحد منهم طور مبادئ منهجٌة خاصة به ‪ .‬التارٌخ ٌهتم بشكل رئٌسً باألحداث‪.‬‬
‫إنهم ٌحسبون األعمال والتفاعالت البشرٌة ‪ ،‬سواء فً وجهات النظر الفردٌة والجماعٌة‪ .‬بٌنما تهتم‬
‫األنثروبولوجٌا فً تحدٌد الثقافة ؛ التطور البٌولوجً ٌنهى فً الثورة الثقافٌة‪.‬‬

‫إن األنثروبولوجٌا ‪ ،‬وال سٌما األنثروبولوجٌا االجتماعٌة ‪ ،‬مدٌنة على التارٌخ‪ .‬قام علماء سابقون‬
‫مثل ‪ ، August Comte‬و ‪ ، Herbert Spencer‬و ‪ Emile Dürkheim‬و ‪Max Weber‬‬
‫فً دراسة الظواهر االجتماعٌة بتعمد استخالص الحقائق من التارٌخ‪ .‬كان السٌر جً جً فرٌزر الرئٌس‬
‫األول فً مدرسة األنثروبولوجٌا االجتماعٌة فً برٌطانٌا قد أكد على التحلٌل التارٌخً للحقائق‬
‫األنثروبولوجٌة ‪.‬فً عام ‪ ، 1911‬حاول فرانز بواس كمإسس لقسم األنثروبولوجٌا فً جامعة كولومبٌا‬
‫األولى إبراز طرق حٌاة المجتمعات البدائٌة من خالل األسالٌب التارٌخٌة‪ .‬سعى الكروبر فً ورقتٌن‬
‫هامتٌن هما "التارٌخ والعلوم فً األنثروبولوجٌا" (‪ )1113‬و "األنثروبولوجً ٌنظر إلى التارٌخ"‬
‫(‪ )1144‬إلى إنشاء أرضٌة منطقٌة مفادها أن دراسة األشخاص المسبقٌن ستكون أكثر جدوى إذا تم‬
‫تحلٌل الحقائق فً المنظور التارٌخً ‪.‬وفقا له ‪ ،‬أن األنثروبولوجٌا لٌست علمًا تارٌخًٌا بالكامل ‪ ،‬ولكن‬
‫مناطقها الكبٌرة تارٌخٌة فً االهتمام‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬كان ٌعتقد أن االختالف بٌن هذٌن المجالٌن هو‬
‫اختالف طبٌعة البصٌرة ‪ ،‬لكنها كانت مجانٌة لبعضها البعض ‪.‬فً محاضرة فً جامعة مانشستر فً عام‬
‫‪ ، 1141‬قال ‪" ، EE Evans Pritchard‬االختالفات الرئٌسٌة بٌن التارٌخ واألنثروبولوجٌا لٌست‬
‫هدف أو طرٌقة ‪ ،‬ألن كالهما ٌحاوالن فعل الشًء نفسه"‪ .‬ال شك فً أن إمكانٌة استمرار العملٌة‬
‫االجتماعٌة ٌمكن تقدٌرها بوضوح إذا تم تطبٌق أسالٌب تارٌخٌة جنبا ً إلى جنب مع األسالٌب‬
‫األنثروبولوجٌة‪.‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬سعاد علً حسن شعبان‪ ،‬األنثروبولوجٌا الثقافٌة ألفرٌقٌا‪ ،‬معهد البحوث والدراسات اإلفرٌقٌة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،4112 ،‬ص ‪14‬‬
‫ـ ‪.11‬‬
‫‪5‬‬
‫الفصل الثانً‬

‫‪ -1‬مفهوم األنثروبولوجٌا وعلم االجتماع‬


‫أ‪-‬مفهوم االنثروبولوجٌا‬
‫األنثروبولوجٌا هو مجال علمً ٌتناول الدراسة العلمٌة لإلنسان‪ .‬المواضٌع الرئٌسٌة التً‬
‫ٌستعرضها هذا المنهج هً‪ :‬ما الذي ٌعرّ ف وٌحدد حٌاة اإلنسان والمجتمع ؟ كٌف ٌتم ترتٌب العالقات‬
‫االجتماعٌة بٌن الناس؟ ما هو منبع االختالف بٌن المجموعات اإلنسانٌة؟ كٌف تطورت الحضارة‬
‫اإلنسانٌة؟ الخ‪ٌ .‬نقسم علم األنثروبولوجٌا الى أربعة أقسام مختلفة‪ :‬علم االنثروبولوجٌا الثقافً –‬
‫االجتماعً‪ ،‬علم االنثروبولوجٌا اللغوي‪ ،‬علم االنثروبولوجٌا الفٌزٌائً والبٌولوجً وعلم اآلثار‪ .‬حتى‬
‫منتصف القرن العشرٌن تناول علم االنثروبولوجٌا دراسة مجتمعات عشائرٌة او اعتٌادٌة بسٌطة‪ ،‬لكن‬
‫منذ ذلك الحٌن توسعت المجاالت التً ٌتناولها فؤصبحت تشمل دراسة المجتمعات الحدٌثة‪ ،‬المدنٌة‪ .‬اآلن‬
‫هناك تعاون وثٌق بٌن األنثروبولوجٌٌن والعلماء االجتماعٌٌن‪ .‬وسائل البحث والدراسة األنثروبولوجٌة‬
‫باختالف من تلك الخاصة بعلم االجتماع‪ ،‬تتؤسس على المشاهدات وعلى مبادئ البحث النوعً‪.‬‬

‫ب‪-‬مفهوم علم االجتماع‬


‫علم االجتماع هو علم ٌقوم بدراسة الحٌاة االجتماعٌة بشكل منهجً وٌوفر للطالب األدوات التً‬
‫تمكنهم من فهم المجتمع من كافة جوانبه المختلفة‪ٌ .‬ستخدم علم االجتماع طرق الدراسة التجرٌبٌة‬
‫والعملٌة وفق التحلٌالت االنتقادٌة حتى ٌستطٌع البحث وفهم السلوك اإلنسانً فً المجتمع‪ٌ .‬تعامل‬
‫الباحث فً علم االجتماع وجهًا لوجه مع عدة مشاكل “ملحة” ٌواجهها المجتمع‪ :‬الفقر‪ ،‬الفروق االجتماعٌة‬
‫ومشقات الحٌاة‪ ،‬الهجرة‪ ،‬العمال األجانب وعملٌة االستٌعاب‪ ،‬تعدد الجنسٌات‪ ،‬التجانس العرقً‪ ،‬قضٌة‬
‫الدٌن والدولة‪ ،‬شإون الموارد البشرٌة والسلوكٌات التنظٌمٌة‪ ،‬األزمات االقتصادٌة وتؤثٌراتها على‬
‫المجتم ع‪ ،‬قضاٌا األمن والمجتمع‪ ،‬الرأي العام والسٌاسة‪ ،‬اإلعالم الجماهٌري‪ ،‬اإلنترنت والفٌس بوك‬
‫ومواضٌع اخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬عالقة األنثروبولوجٌا بعلم االجتماع‬


‫ٌعرف علم االجتماع‪" :‬العلم الذي ٌدرس الحٌاة االجتماعٌة بجمٌع مظاهرها‪ ،‬وٌتحرّ ى أسباب‬
‫الحوادث االجتماعٌة وقوانٌن تطوّ رها ‪".‬فعلم االجتماع"‪ٌ ،‬درس العالقات بٌن األفراد والتفاعل فٌما بٌنهم‪،‬‬
‫وٌر ّكز على سلوك األفراد ضمن هذا المجتمع أو ذاك‪ ،‬وٌدرس تؤثٌر البٌئة االجتماعٌة فً تكوٌن‬
‫الشخصٌّة اإلنسانٌة ‪.‬هكذا نجد ثمّة صلة بٌن علم االجتماع واألنثروبولوجٌا‪ ،‬فكالهما ٌدرس اإلنسان ‪.‬علم‬
‫االجتماع ٌر ّكز فً دراساته على المشكالت االجتماعٌة‪ ،‬وٌدرس الطبقات االجتماعٌة‪ ،‬وٌندر أن ٌدرس‬
‫المجتمعات البدائٌة أو المنقرضة ‪.‬بٌنما تر ّكز األنثروبولوجٌا على المجتمعات البدائٌة‪ ،‬والمجتمعات‬
‫المتحضّرة ‪.‬لكنّ دراسة األنثروبولوجٌا للمجتمعات اإلنسانٌة‪ ،‬تتر ّكز فً الغالب على‪ :‬التقالٌد والعادات‬
‫والنظم‪ ،‬والعالقات بٌن الناس‪ ،‬واألنماط السلوكٌة المختلفة‪ ،‬التً ٌمارسها شعب ما أو أمّة معٌّنة‪ .‬أي أنّ‬

‫‪6‬‬
‫علم األنثروبولوجٌا االجتماعٌة ٌدرس المجتمع ككلّ‪ ،‬وٌنظر لها نظرة شاملة‪ ،‬بٌنما تكون دراسة علم‬
‫االجتماع متخصّصة إلى ح ّد بعٌد‪ .‬حٌث ٌقتصر على دراسة ظواهر أو مشكالت معٌّنة‪ ،‬كمشكالت‪:‬‬
‫األسرة والطالق والجرٌمة‪ ،‬والبطالة واإلدمان واالنتحار ‪.‬إذا كان ثمّة تباٌن بٌن العلمٌن‪ ،‬فهو ال ٌتع ّدى‬
‫فهم الظواهر االجتماعٌة وتفسٌراتها‪ ،‬فبٌنما الباحث فً علم االجتماع‪ٌ ،‬عتمد على افتراضات نظرٌة‬
‫لدراسة وضع المتغٌرات االجتماعٌة‪ ،‬وٌحاول التح ّقق منها من خالل المعلومات التً ٌجمعها بواسطة‬
‫استبٌان‪ ،‬نجد الباحث األنثروبولوجً ٌعتمد تشخٌص الظاهرة استناداً إلى فهم الواقع كما هو‪ ،‬من خالل‬
‫المالحظة المباشرة ومشاركة األفراد فً حٌاتهم العادٌة‪.3‬‬

‫ٌع ّد علم االجتماع من أحدث العلوم األساسٌة وأهم العلوم اإلنسانٌة‪ .‬لذلك‪ٌ ،‬عرّف بؤ ّنه ‪ :‬العلم الذي‬
‫ٌدرس الحٌاة االجتماعٌة بجمٌع مظاهرها‪ ،‬وٌتحرّ ى أسباب الحوادث االجتماعٌة وقوانٌن تطوّ رها‪.‬‬

‫وٌعرّف بصورة أوسع‪ ،‬بؤ ّنه ‪ :‬أحد العلوم اإلنسانٌة الهامة التً ظهرت فً أواخر القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫وهو من العلوم التً تحاول الوصول إلى قوانٌن وقواعد تفسّر الظواهر االجتماعٌة‪ ،‬سواء كانت هذه‬
‫الظواهر فً شكل جماعات بشرٌة‪ ،‬أو نظم ومإسّسات اجتماعٌة أو إنسانٌة ‪.‬وهو بالتالً‪ ،‬العلم الذي‬
‫ٌساعد فً تكٌّف الفرد والمجتمع للعٌش معاً‪ ،‬ضمن أهداف معٌّنة ٌسعون إلى تحقٌقها‪ ،‬من أجل التق ّدم‬
‫واالستمرارٌة‪ .‬فعلم االجتماع إذن‪ٌ ،‬درس العالقات بٌن األفراد وعملٌات التفاعل فٌما بٌنهم‪ ،‬وتصرّ فاتهم‬
‫كؤعضاء مكوّ نٌن لهذه الجماعة‪ .‬فهو ٌر ّكز على سلوكات األفراد ضمن هذا المجتمع أو ذاك‪ ،‬وٌدرس‬
‫بالتالً تؤثٌر البٌئة االجتماعٌة(االقتصادٌة والثقافٌة) فً تكوٌن الشخصٌّة اإلنسانٌة‪ ،‬وتحدٌد العالقات بٌن‬
‫األفراد‪، 4.‬‬

‫إنّ ثمّة تداخالً كبٌراً بٌن علم االجتماع واألنثروبولوجٌا‪ ،‬فكالهما ٌدرس البناء االجتماعً والوظائف‬
‫االجتماعٌة ‪ ..‬وهذا ما دعا أحد العلماء إلى القول ‪ :‬إنّ علم األنثروبولوجٌا االجتماعٌة‪ ،‬هو فرع من‬
‫فروع علم االجتماع المقارن‪ .‬وهكذا نجد أنّ ثمّة صلة من نوع ما‪ ،‬بٌن علم االجتماع واألنثروبولوجٌا‪،‬‬
‫بالنظر إلى أنّ كالًّ منهما ٌدرس اإلنسان‪ .‬وٌتجاوز الترابط بٌنهما المعلومات التً ٌهدف ك ّل منهما‬
‫الحصول علٌها‪ ،‬إلى منهجٌّة البحث من حٌث طرٌقته وأسلوبه‪ ،‬إلى ح ّد تسمّى األنثروبولوجٌا عنده‪ ،‬بعلم‬
‫االجتماع المقارن‪ ،‬على الرغم أن أ ّنها تهت ّم بالجانب الحضاري عن اإلنسان ‪ ،‬بٌنما تقترب دراسة علم‬
‫االجتماع من األنثروبولوجٌا االجتماعٌة ‪ .‬فعلم االجتماع ٌر ّكز فً دراساته على المشكالت االجتماعٌة‬
‫فً المجتمع الواحد‪ ،‬كما ٌدرس الطبقات االجتماعٌة فً هذا المجتمع أو ذاك من المجتمعات الحدٌثة‪،‬‬
‫وٌندر أن ٌدرس المجتمعات البدائٌة أو المنقرضة‪ .‬بٌنما تر ّكز األنثروبولوجٌا (علم اإلنسان) فً‬
‫دراساتها‪ ،‬على المجتمعات البدائٌة (األولٌة) ‪ ،‬وأٌضا ً المجتمعات المتحضّرة (المعاصرة)‪ .‬ولكنّ‬
‫دراسة األنثروبولوجٌا للمجتمعات اإلنسانٌة‪ ،‬تتر ّكز فً الغالب على ‪ :‬التقالٌد والعادات والنظم‪ ،‬والعالقات‬
‫بٌن الناس‪ ،‬واألنماط السلوكٌة المختلفة‪ ،‬التً ٌمارسها شعب ما أو أمّة معٌّنة‪ .‬أي أنّ علم األنثربولوجٌا‬
‫االجتماعٌة ٌدرس الحٌاة االجتماعٌة (المجتمع كك ّل) وٌنظر إلٌها نظرة شاملة‪ ،‬وٌدرس البٌئة العامة‪،‬‬
‫والعائلة ونظم القرابة والدٌن‪ ،‬بٌنما تكون دراسة علم االجتماع متخصّصة إلى ح ّد بعٌد‪ .‬حٌث ٌقتصر‬
‫على دراسة ظواهر مح ّددة أو مشكالت معٌّنة‪ ،‬أو مشكالت قائمة بذاتها‪ ،‬كمشكالت ‪ :‬األسرة والطالق‬
‫والجرٌمة‪ ،‬والبطالة واإلدمان واالنتحار ‪ ...‬وإذا كان ثمّة تباٌن أو اختالف بٌن العلمٌن‪ ،‬فهو ال ٌتع ّدى‬
‫فهم الظواهر االجتماعٌة وتفسٌراتها‪ ،‬وفق أهداف ك ّل منهما‪ .‬فبٌنما نجد أنّ الباحث فً علم االجتماع‬

‫‪ 3‬عٌسى الشماس‪ ،‬مدخل إلى علم اإلنسان‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ,4112 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 4‬عٌسى الشماس‪ ،‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪31‬‬
‫‪7‬‬
‫ٌعتمد على افتراضات نظرٌة لدراسة وضع المتغٌرات االجتماعٌة‪ ،‬وٌحاول التح ّقق منها من خالل‬
‫المعلومات التً ٌجمعها بواسطة استبٌان أو استمارة خاصة لذلك‪ ،‬نجد – فً المقابل – أنّ الباحث‬
‫األنثروبولوجً‪ٌ ،‬عتمد تشخٌص الظاهرة استناداً إلى فهم الواقع كما هو من خالل المالحظة المباشرة‬
‫ومشاركة األفراد فً حٌاتهم العادٌة‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫وألن مشروع األنثروبولوجٌا ٌهتم بدراسة اإلنسان وثقافته من خالل البحث المٌدانً والتجرٌبً إضافة‬
‫إلى استخدام األطر النظرٌة التفسٌرٌة‪ ،‬وألن اإلنسان مرتبط ومحاط بمجموعة من العوامل البٌولوجٌة‬
‫والفٌزٌائٌة والكٌمٌائٌة والنفسٌة واالجتماعٌة والبٌئٌة‪....‬إلخ‪ .‬وألن هدف األنثروبولوجٌا هو توفٌر حساب‬
‫شامل للبشر والطبٌعٌة البشرٌة فكان علٌها الغوص فً عدة مجاالت واستخدام عدة علوم كعلم الوراثة‬
‫البٌولوجٌا‪ ،‬العلوم األثرٌة‪ ،‬الدٌانات اللغوٌات‪ ،‬الطقوس‪ ،‬الطب الرٌاضٌات‪ ،‬الفٌزٌاء‪ ،‬الكٌمٌاء‪ ،‬علم‬
‫النفس‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬الجغرافٌا‪ ،‬التارٌخ‪ ،‬علم الحفرٌات‪ ..........‬إلخ من العلوم األخرى‪ .‬لهذا ٌمكن‬
‫اعتبار األنثروبولوجٌا المرآة العاكسة للمجتمعات القدٌمة جدا وهمزة الوصل بٌن كل العلوم األخرى‬
‫وألن المجتمعات القدٌمة زالت وتغٌر العالم حتى أصبح كل البشر حتى البدائٌون منهم ٌرون شروط‬
‫حٌاتهم قد تحددت بقرارات تنتج بعٌدا عنهم وٌخضعون الى السٌطرة االقتصادٌة والسٌاسٌة والثقافٌة التً‬
‫تمارس من قبل سلطات وقوى خارجٌة وهذا ما ٌقارب بٌن المجتمعات فال ٌسعنا سوى إعادة طرح سإال‬
‫كل من االبورت تولرا وجون بٌار فارٌنً فً كتابهما األنثروبولوجٌا‪:‬‬

‫هل ستختفً األنثروبولوجٌا مع أواخر البدائٌٌن الذٌن حددت لنفسها مهمة دراستهم؟»‪..‬‬

‫‪8‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫هيالند توماس ‪ ,‬ترجمة عبده الريس‪ ,‬تاريخ األنثروبولوجيا‪,‬ط‪ ,1‬المركز‬ ‫*‬


‫القومي للترجمة‪ ,‬القاهرة‪. 4112 ,‬‬

‫د‪ .‬سعاد علي حسن شعبان‪ ،‬األنثروبولوجيا الثقافية ألفريقيا‪ ،‬معهد البحوث‬ ‫*‬
‫والدراسات اإلفريقية‪ ،‬جامعة القاهرة‪،4112 ،‬‬

‫عيسى الشماس‪ ،‬مدخل إلى علم اإلنسان‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪،‬‬ ‫*‬
‫دمشق‪4112 ،‬‬

‫‪9‬‬

You might also like