You are on page 1of 5

‫االتجاهات النقدية في بحوث اإلعالم واالتصال‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المحور الرابع ‪ :‬بحوث النظرية النقدية حول وسائل اإلعالم واالتصال‬

‫عناصر المحور الرابع ‪:‬‬

‫النظرية النقدية وبحوث اإلعالم واالتصال‬ ‫‪.1‬‬


‫إسقاطات أفكار النقديين على بحوث اإلعالم واالتصال‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أهداف المحور الرابع ‪:‬‬

‫التعرف على اهتمامات النظرية بوسائل اإلعالم و االتصال‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬


‫التعرف على اسهامات النظرية النقدية في بحوث اإلعالم واالتصال‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫النظرية النقدية وبحوث اإلعالم واالتصال‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يرج ع التقلي د النق دي في بح وث اإلعالم واالتص ال إلى الثالثين ات من الق رن الماض ي من‬
‫خالل التولي ف بين االقتص اد السياس ي لوس ائل اإلعالم والتحلي ل الثق افي للنص وص ودراس ات‬
‫تلقي الجمهور للتأثيرات االجتماعية واإليديولوجية للثقافة الجماهيرية واالتصال‪ .‬ودأب منظرو‬
‫هذه المدرس ة على تحلي ل منتجات الثقاف ة الجماهيري ة في سياق اإلنت اج الصناعي‪ ،‬حيث كانت‬
‫سلع الصناعات الثقافية تظهر نفس خصائص المنتجات األخرى لإلنتاج الجماهيري ‪ :‬التسليع‬
‫والمعياري ة والجمه رة‪ .‬وك ان لمنتج ات الص ناعات الثقافي ة وظيف ة مح ددة تتمث ل في إعط اء‬
‫الشرعية اإليديولوجية للمجتمعات الرأسمالية القائمة وإ دماج األفراد في إطار المجتمع والثقافة‬
‫الجماهيريين‪.‬‬

‫ومن أب رز أعم ال النق ديين في إط ار دراس ة وس ائل اإلعالم واالتص ال ومحتوياتهم ا ‪:‬‬
‫تحليالت أدورن و للموس يقى الش عبية‪ ،‬ودراس ات لوفنت ال لألدب الش عبي والمجالت‪ ،‬ودراس ات‬
‫هرزوغ حول األوبرا الصابونية اإلذاعية‪ ،‬ودراسات أدورنو مع هوركايمر للثقافة الجماهيرية‬
‫في مؤلفهما "الصناعات الثقافية"‪ ،‬وهربرت ماركيوز بمساهمته النقدية في كتابه "اإلنسان ذور‬
‫البعد الواحد" حول مساهمة وسائل اإلعالم في تشكل هذا "اإلنسان"‪.‬‬

‫وكان التركيز باألساس من النظرية النقدية على منتجات وسائل اإلعالم وانتقادها‪.‬‬

‫مجمل القول أن النظرية النقدية اهتمت بالسياق االجتماعي واالقتصادي والسياسي للبلد الذي‬
‫تجري فيه العملية االتصالية واألسئلة المحورية التي كانت تشغل بال النقديين هي ‪:‬‬

‫من يراقب االتصال ؟‬ ‫‪-‬‬


‫لمن يوجه هذا االتصال؟‬ ‫‪-‬‬
‫لفائدة من؟‬ ‫‪-‬‬

‫إسقاطات أفكار النقديين على بحوث اإلعالم واالتصال ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تعرف النظرية النقدية بأنها نظرية اجتماعية باألساس (انطلقت من معد البحث االجتماعي‬
‫بفرانكفورت)‪ ،‬بيد أن كل أفكارها كانت تعطي اهتماما خاصا لدور وسائل اإلعالم واالتصال‬
‫في ص ناعة الواق ع في المجتمع ات الص ناعية الرأس مالية‪ .‬له ذا يمكن مالحظ ة أن ك ل األفك ار‬
‫النق ديين ال تي تطرقن ا إليه ا في المحاض رة الس ابقة‪ ،‬تتن اول ض منيا وس ائل اإلعالم واالتص ال‬
‫كفاعل أساسي فيها‪.‬‬

‫ويمكن الربط بين تلك األفكار ووسائل اإلعالم كما يلي ‪:‬‬

‫وس ــائل اإلعالم والعقالني ــة األداتي ــة ‪ :‬يعت بر النق ديون أن تقني ات اإلعالم س اهمت في‬ ‫أ‪.‬‬
‫الس يطرة على الطبيع ة وح تى على اإلنس ان لتفرغ ه من محت واه الجم الي‪ .‬فهابرم اس‬
‫يرى أن العقالنية األداتية يجب أن تكون تواصلية والتي تعني ذلك التفاعل الذي يحدد‬
‫طبيع ة العالق ات االجتماعي ة أو اإلنس انية في حقب ة تاريخي ة م ا بواس طة الرم وز وال تي‬
‫تخضع للمعايير التي تحدد تطلعات أفراد المجتمع وتصوغ فهم هؤالء لذواتهم‪ ،‬ويتحدد‬
‫ذلك في المج االت األخالقية والجمالي ة والسياس ية‪ ،‬قصد تحقيق التف اهم واالتفاق‪ .‬لهذا‬
‫يتم اس تبعاد اإلك راه والعن ف والس يطرة ألن الفع ل التواص لي عن ده يرتك ز على مقارب ة‬
‫تهدف إلى تحقيق اتفاق مبني على قناعات متداول بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫وس ــائل اإلعالم والتش ـ ّـيؤ ‪ :‬ت رفض النظري ة النقدي ة فك رة تش ّيؤ المعرف ة اإلنس انية‪،‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫كالثقاف ة واألدب‪ ،‬لتص بح س لعة تفق د قيمته ا التبادلي ة‪ .‬وق د تح دث تي ودور أدورن و عن‬
‫مفهوم تسليع الثقافة الذي يرى بأنه مع ظهور المجتمعات الرأسمالية‪ ،‬أصبحت منتج ات‬
‫الصناعة الثقافية "كلها سلعة والربح هو كل شيء"‪ ،‬وهذا ما يشير إلى مفهوم الترابط‬
‫التشيؤ في ما‬
‫ّ‬ ‫بين الثقافة الجماهيرية وصناعة الثقافة‪ ،‬وهو ما يعبر عن فرض لمفهوم‬
‫يتعلق بتعطيل العقل وإ نعاش الجوانب الغريزية في اإلنسان (من خالل وسائل اإلعالم‬
‫واالتصال)‪.‬‬
‫وس ــائل اإلعالم واالغ ــتراب ‪ :‬رك زت النظري ة النقدي ة على فك رة االغ تراب الثق افي‬ ‫ت‪.‬‬
‫بخالف النظري ة الماركس ية ال تي رك زت على االغ تراب االقتص ادي‪ .‬ف االغتراب س مة‬
‫المجتمع المعاصر‪ ،‬والنظائم القائم يلجأ إلى آليات عديدة منها خلق ما يسمى بالحاجات‬
‫الكاذب ة أ‪ ,‬الزائف ة ل دى البش ر‪ ،‬وهي حاج ات تص نعها وس ائل اإلعالم واالتص ال‬
‫الجم اهيري‪ .‬واإلنس ان ال ذي يح رص على إش باع حاجات ه األساس ية‪ ،‬سيش كل من نفس ه‬
‫إنسانا ذا بعد واحد "يستغيض بالحرية وهم الحرية"‪.‬‬
‫الثقافة الجماهيرية‪ :‬وهي جملة قيم الثقافة التي تروج عبر وسائل اإلعالم من صحافة‬ ‫ث‪.‬‬
‫وتلفزيون وإ ذاعة وسينما‪ ،‬بين الفئات العريضة من السكان‪ .‬وتقترن الثقافة الجماهيرية‬
‫ع ادة بس يكولوجية المس تهلك وتك ون ح افزا إض افيا له ا‪ ،‬وتنش ر مع ايير بس يطة وقيم ا‬
‫نمطية وارتباطات رمزية غير مباشرة‪ .‬هذه الثقافة الجماهيرية تنتقص من قيمة الثقافة‬
‫وتفرغه ا من مض موناها الحقيقي‪ ،‬وتفككه ا لتجعله ا مج رد ن وع من التس لية الخالص ة‬
‫واالستهالك المتعي‪ ،‬بل وتهبط بها أحيانا إلى مستوى إلهاب الغرائز واستثارة نزعات‬
‫العن ف والجنس‪ ،‬ومن ثم ة تخل ق إنس انا نمطي ا‪ .‬وهي به ذه الكيفي ة تش كل أداة للت أثير‬
‫اإليديولوجي والنفسي على الجماهير العريضة بغرض غرس النزعة االستهالكية‪.‬‬
‫وســـائل اإلعالم وصـــناعة اإلنســـان ذو البعـــد الواحـــد ‪ :‬ي رى هرب رت م اركيوز في‬ ‫ج‪.‬‬
‫كتابه ‪":‬اإلنسان ذو البعد الواحد" (‪ )1964‬أن وسائل اإلعالم واالتصال تزيف الوعي‬
‫في المجتمع الصناعي المتقدم وتعاظم خطرها وذلك بفعل التكنولوجيا حيث تلعب اآللة‬
‫دورا أساس يا وب ارزا في ه ذه المجتمع ات‪ .‬وهن ا تلعب ثقاف ة المجتم ع التكنول وجي دورا‬
‫هام ا في أحادي ة تفك ير اإلنس ان‪ .‬فمن خالل الق درات الكب يرة لتكنولوجي ا االتص ال‬
‫الجم اهيري‪ ،‬أص بحت ل ديها الق درة على التخفي ف من ح دوث التن اقض بين ال واقعين‬
‫الثق افي واالجتم اعي من خالل دمج قيم األول بالث اني وإ ع ادة توزيعه ا على نط اق‬
‫تجاري واسع‪.‬‬
‫الفضــاء العمــومي ‪ :‬ي رى هابرم اس أن الفض اء الع ام تح ول إلى ص ناعة رأي ع ام‪،‬‬ ‫ح‪.‬‬
‫وانتقلن ا ب ذلك من الفض اء الع ام إلى ص ناعة رأي ع ام مهيمن علي ه‪ .‬الفض اء الع ام ه و‬
‫مج ال للعق ل والتفك ير الح ر وتوس يع النق اش بحري ة وعقالني ة والق ائم على الحجج‬
‫وال براهين الموض وعية ب دون ت دخل أي س لطة‪ ،‬بحيث يجع ل المجتم ع موجه ا حس ب‬
‫قناعاته‪ ،‬هذا الفضاء هو مساحة متوسطة بين الدولة والمجتم ع‪ .‬غير أن هذا الفضاء‬
‫أصبح تحت سلطة رجال السياس ة واإلعالم واالتصال‪ ،‬وانتقل الح يز العام من الثقافة‬
‫التقليدية إلى مجتمع اإلعالم واالتصال الجماهيري واالستهالك‪ .‬واشار هابرماس إلى‬
‫الدور المتزايد لالتصال واإلعالم في السياسة والحياة اليومية‪ .‬فبعد أن كانت المقاهي‬
‫والن وادي فض اءات لاللتق اء بين األدب اء والمثقفين ويس ودها النق اش العقالني الح ر عن‬
‫األوضاع‪ ،‬انتقل الرأي العام من اإلجماع العقالني النابع من المجادلة والنقاش والتأمل‬
‫إلى ح يز مص نع من قب ل اس تطالعات ال رأي وخ براء اإلعالم‪ .‬وي رى هابرم اس أن‬
‫التراب ط ال داخلي بين مج ال المن اظرة العام ة والمش اركات الفردي ة ق د انكس رت بس بب‬
‫وس ائل اإلعالم واالتص ال وتح ول إلى مج ال للتحكم السياس ي واالس تعراض‪ ،‬بحيث‬
‫يس تقبل الف رد الفاع ل المس تهلك ويمتص بص ورة س لبية م واد التس لية والمعلوم ات ل ذا‬
‫تحول المواطن الفاعل إلى مشاهد لبرامج وخطابات وسائل اإلعالم‪ .‬يقول هابرماس ‪:‬‬
‫"طالما أن وسائل اإلعالم تتحكم اليوم في المعلومات وتستخدمها كأشكال قابلة للتسويق‬
‫للخدمات العامة المقدمة من ثقافة للمستهلكين‪ ،‬فإن المعنى األصلي قد انقلب رأسا على‬
‫عقب"‪.‬‬
‫وســائل اإلعالم كــأداة لتكــريس الهيمنــة ‪ :‬رك زت النظري ة النقدي ة على مفه وم الهيمن ة‪.‬‬ ‫خ‪.‬‬
‫فوس ائل اإلعالم تعم ل على من خالل الص ناعة الثقافي ة على ترس يخ األفك ار الخاص ة‬
‫بسيطرة الطبقة المالكة أو المهيمنة على المجتمع الرأسمالي‪.‬‬
‫مراجع المحور الرابع ‪:‬‬

‫إبراهيم قاسمي‪ ،‬وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرية من منظور مدرسة فرانكفورت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجلة العلوم االجتمعية لجامعة األغواط‪ ،‬المجلد‪ ،08‬العدد ‪ ،01‬جانفي ‪.2014‬‬
‫الس عيد بومع يزة‪ ،‬أث ر وس ائل اإلعالم على القيم والس لوكيات ل دى الش باب – دراس ة‬ ‫‪-‬‬
‫اس تطالعية بمنطق ة البلي دة‪ ،‬أطروح ة مقدم ة لني ل دكت وراه دول ة في عل وم اإلعالم‬
‫واالتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫آلن ه او‪ ،‬النظري ة النقدي ة‪ :‬مدرس ة فرانكف ورت‪ ،‬ترجم ة ث ائر ديب‪ ،‬منش ورات وزارة‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافة السورية‪ ،‬دمشق‪.2005 ،‬‬
‫دبلة عبد العالي ‪ :‬مدخل إلى التحليل السوسيولوجي‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like