Professional Documents
Culture Documents
وتعرف علميا بأن :المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين
األلم ،وكلمة مخدر ترجمة لكلمة " "Narcoticالمشتقة من اإلغريقية " "Narkosisالتي تعني يخدر أو يجعل
مخدرا .لذلك ال تعتبر المنشطات وال عقاقير الهلوسة مخدرة وفق التعريف العلمي(الدمرداش،1982 ،
ص.)10
وتستخدم "منظمة الصحة العالمية" تعبير "المواد النفسية" بدال من المخدرات ألن األخير يشمل مواد
واستخدامات علمية أو أخرى عادية غير محظورة أو خطرة .عندما نستخدم تعبير "المخدرات" نعني به
المواد التي تحدث االعتماد (اإلدمان) والمحرم استخدامها إال ألغراض طبية أو علمية ،أو إساءة استخدام
المواد والعقاقير المتاحة للحصول على التأثيرات النفسية .وبعض المخدرات مواد طبيعية وبعضها مصنعة،
وتشمل المهدئات والمنشطات والمهلوسات أو المستخرجة من نباتات طبيعية الحشيش واألفيون والهيروين
والماريخوانا والكوكايين أو المواد التي تستنشق مثل" :األسيتون" و "الغازولين"(المشرف والجوادي،
،2011ص).
المخدرات الطبيعية:
هي المواد الطبيعية أو المصنعة التي تحتوي على عناصر منبهة أو مسكنة والتي من شأنها إذا
استعملت بشكل متكرر في األغراض الطبية الموجهة أن تؤثر بحكم طبيعتها الكيميائية على بنية الجسم
ووظائفه إلى اإلدمان ،وتسبب أضرار بدنية وعقلية وتغير في السلوك اإلنساني الطبيعي ومزاجه وانفعاالته
وعواطفه وأحاسيسه وأسلوب تفكيره ،وتنتج من نباتات طبيعية مثل الحشيش واألفيون والكوكا والقات ،والتي
تحتوي أوراقها وأزهارها وثمارها على المادة الفعالة المخدرة ،كما يمكن أن يتم تناول هذه األوراق واألزهار
والثمار مباشرة ،ومن هذه المخدرات الطبيعية (المشرف والجوادي ،2011 ،ص )27مايلي:
الحشيش (القنب):
عرفت الشعوب القديمة الحشيش وصنعوا من أليافه الحبال واألقمشة وأسماه الصينيون "واهب
السعادة" وأطلق عليه الهندوس اسم "مخفف األحزان" ،أما كلمة "القنب" فهي كلمة التينية معناها
"ضوضاء" ،وقد سمي "الحشيش" بهذا االسم ألن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى
ذروة مفعولها .ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش ،ومعناه في اللغة العربية "العشب" أو
النبات البري ،ويرى بعض الباحثين أن كلمة "حشيش" مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح،
انطالقا ً مما يشعر به المتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه الحشيش (المشرف والجوادي ،2011 ،ص.)28
والقنب نبات طبيعي ويتم تعاطيه في ثالثة أشكال أساسية .وأكثر األنواع استخداما ً يسمى
بالصمغ " "resinالذي يأتي في شكل كتل أو قطع صلبة ذات لون غامق .ويتمثل النوع األقل استخداما ً منه
في أوراق وسيقان النبات المسماة بالحشيش " .weed"grass orوالنوع الثالث ،الذي يسمى زيت
القنب " ."cannabis oilعادة ما يتم لف القنب مع التبغ في سيجارة تسمى "سيجارة حشيش" ويدخن ،لكنه
يمكن أيضا ً طبخه وأكله(برنامج تقديم المعلومات والدعم بشأن المخدرات والكحول باللغة العربية ،بتصرف).
نتيجة تأثيره على بعض الموصالت العصبية في الدماغ مما يسبب االكتئاب ،والتأثير على قدرة التذكر
والتركيز واالنتباه.
تعاطي الحشيش لسنوات طويلة يؤدي إلى ضمور في الدماغ.
يعاني المتعاطي من أعراض التسمم بعد زوال التأثيرات قصيرة المدى أي بعد أيام أو حتى أسابيع من
التعاطي.
تكرار تعاطي الحشيش مع التبغ يؤدي إلى نقصان حامض المعدة واإلصابة بالتهابات في المعدة واألمعاء
وتدهور في وظائف الكبد.
اإلصابة بالهلوسة السمعية والبصرية وفقدان اإلدراك بما حوله (المطيري والغضوري ،د س).
األفيون (الخشخاش):
ألفيون( بالالتينية ): Opiumهو مادة مخدرة ،تستخرج من نبات الخشخاش ،وتستخدم
لصناعة الهيروين .وطبقا لمصادر األمم المتحدة ،تشكل أفغانستان حاليا المصدر األول لالفيون.
يطلق عليه الخشخاش أو أبو النوم .عصيره به مادة األفيون التي تسبب اإلدمان .وعادة يصنع األفيون
على هيئة قوالب أو عصي أو أقماع .وأجود أنواعه اليوغسالفي ألن به نسبة عالية من المورفين المسكن
لآلالم .ويستخرج األفيون من كبسولة النبات عن طريق تشريطها في الصباح الباكر ،وهي على الشجرة
لتخرج منها مادة لبنية لزجة تتجمد وتغمق في اللون .ويحتوي على مواد قلويداتية كالمورفين
والكودايين والناركوتين( نوسكوبين) والبابافارين .ومن المورفين يحضر الهيروين .ويستخدم األفيون في
التخدير وكمسكن قوي لآلالم والسيما في العمليات الجراحية والسرطانات ولوقف اإلسهال .ومادة الكودايين
به توقف السعال .واألفيون يسبب الهلوسة واإلدمان.
بعض الصور التوضيحية لنبات الخشخاش (األفيون) (المصدر)google image :
أول من اكتشف الخشاش (األفيون) هم سكان وسط آسيا في األلف السابعة قبل الميالد ومنها انتشر إلى
مناطق العالم المختلفة ،وقد عرفه المصريون القدماء في األلف الرابعة قبل الميالد ،وكانوا يستخدمونه عالجا ً
لألوجاع ،وعرفه كذلك السومريون وأطلقوا عليه اسم نبات السعادة ،وتحدثت لوحات سومرية يعود تاريخها
إلى 3300ق.م عن موسم حصاد األفيون ،وعرفه البابليون والفرس ،كما استخدمه الصينيون والهنود ،ثم
انتقل إلى اليونان والرومان ولكنهم أساؤوا استعماله فأدمنوه ،وأوصى حكماؤهم بمنع استعماله ،وقد أكدت
ذلك المخطوطات القديمة بين هوميروس وأبو قراط ومن أرسطو إلى فيرجيل .واستطاعت الواليات المتحدة
األميركية الدخول إلى األسواق الصينية ومنافسة شركة الهند الشرقية في تلك الحرب ،فوقعت اتفاقية
مماثلة عام ، 1844وكان من نتائج تلك المعاهدات االنتشار الواسع لألفيون في الصين ،فوصل عدد المدمنين
بها عام 1906على سبيل المثال خمسة عشر مليوناً ،وفي عام 1920قدر عدد المدمنين بـ %25من مجموع
الذكور في المدن الصينية .واستمرت معاناة الصين من ذلك النبات المخدر حتى عام 1950عندما أعلنت
حكومة ماوتسي تونغ بدء برنامج فعال للقضاء على تعاطيه وتنظيم تداوله.
الكوكا:
إسمها العلمي ) )Erythroxylum cocaوهي نبات يتواجد في أمريكا الجنوبية يمضغ أوراقه المجففة
سكان األنديز األصليين بهدف التأثير التنبيهي .تستخرج منه مادة الكوكايين ومركبات شبه قلوية أخرى.
ارتفاع الشجيرات تترواح بين متر ومترين ،وطول أوراق كوكا الهوانكو يتراوح بين 2.5إلى 7.5سم ،بينما
أوراق التراكسيلو أصغر .لها تأثير مخدر عند المضغ .تستخدم أوراق الكوكا في الطب كمخدر مثل الكوكايين
القات:
إسمه العلمي ( )Catha edulisهو أحد النباتات المخدرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن ،تحتوي نبتة
القات على مينوامين شبه قلوي يدعى الكاثينون وهو شبيه بأمفيتامين منشط ،وهو مسبب النعدام الشهية وحالة
النشاط الزائد صنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة
من اإلدمان( أقل من الكحوليات والتبغ .القات ممنوع في أغلب دول العالم ماعدا اليمن التي يشتهر تعاطيه
فيها بكثرة( .)wikipedia, 2020
المخدرات المصنعة:
المخدرات المصنعة :وهي مجموعة من المخدرات استخلصت من النباتات الطبيعية وعولجت كيمائيا وأهمها:
-الهيروين :يستخرج من المورفين الذي هو من مشتقات األفيون وتأثيره أقوى منه بثالثين ضعفا تقريبا
-الكوكايين :يستخرج من أوراق أشجار الكوكا ومفعوله أقوى من مفعول األوراق بخمسين مرة.
جـ -المخدرات الكيميائية(التخليقية):هي المخدرات الناتجة عن تفاعالت كيميائية وهي مخدرات التي
تمتد جميع مراحل صنعها في المعامل من مواد كيميائية ال يدخل فيها أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية،
وان كانت تحدث أثارا متشابهة لها خاصة في حالة اإلدمان ،وتكون على شكل كبسوالت ومساحيق وحقن
ومنها المنومات والمهدئات والمهلوسات واألمفيتامينات ،الباربيتورات.
.3مجموعة العقاقير المثيرة لألخاييل المهلوسات (المغيبات) :ويأتي على رأسها القنب الهندي
(الحشيش أو الماريخوانا).
هناك العديد من المصطلحات المرتبطة بالمخدرات حيث نجد "منظمة الصحة العالمية"
" 1"OMSأو " 2"WHOخصصت معجما للمصطلحات المرتبطة بالمخدرات ويحمل عنوان
" "Lexicon of alcohol and drug termsوفيه كل المصطلحات التي لها عالقة بالمخدرات ،فيما
يلي عرض لبعض المصطلحات األكثر تداوال:
اإلدمان :Addiction
اإلدمان حالة تسمم مزمن نتيجة للتعاطي المتكرر والمستمر للعقاقير ،ويعني التعاطي المتكرر لمادة
نفسية أو لمواد نفسية حتى إن المدمن يكشف عن عجزه أو رفضه لالنقطاع أو لتعديل تعاطيه ،بل تصبح
حياته تحت سيطرة المادة المخدرة حتى استبعاد أي نشاط آخر ،غير اإلهتمام بكيفية الحصول على المخدر ثم
تعاطيه (الهوارنة ،2018 ،ص ،)11ومن أهم خصائص اإلدمان التي ذكرها "مصطفى سويف" مايلي
رغبة قهرية قد ترغم المدمن على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأية وسيلة.
حدوث أعراض تعرف باسم "أعراض اإلمتناع" أو "انسحاب المخدر من الجسم" إذا ما توقف المدمن عن
التعاطي ،فتحدث تغيرات نفسية وجسدية بسبب اعتماد خاليا الجسم المختلفة على هذا العقار للقيام بوظائفها
نتيجة لتكرار التعاطي مدة طويلة (الهوارنة ،2018 ،ص.)17
في سنة ،1964أدخل خبراء منظمة الصحة العالمية مصطلح "االعتماد" " 3"Dependenceليحل محل
المصطلحين اآلخرين "اإلدمان" " "Addictionو "التعود" "."Habituation
االعتماد :Dependence
يدل عموما على حالة االحتياج أو االعتماد على شيء ما أو أحد ما للحصول على الدعم أو البقاء فاعل
أفعال أو البقاء على قيد الحياة .وبإسقاط المعنى على الكحول والمخدرات األخرى؛ يدل هذا المصطلح على
الحاجة المتكررة لجرعات من المخدر للشعور بالراحة أو تجنب الشعور السيء أو الشعور بالسوء ( WHO,
.)1994, p28ويعرفه "كرامر وكامرون" " "Cramer & Cameronعلى أنه حالة نفسية وأحيانا عضوية
كذلك ،تنتج عن التفاعل بين كائن حي ومادة نفسية؛ وتتسم هذه الحالة بصدور استجابات أو سلوكيات تحتوي
دائما على عنصر الرغبة القاهرة في أن يتعاط الكائن مادة نفسية معينة على أساس مستمر أو دوري (أي من
حين آلخر) وذلك لكي يخبر الكائن آثارها النفسية ،وأحيانا لكي يتحاشى المتاعب المترتبة على افتقادها .وقد
يصحبها تحمل ت َح ُّمل أو ال يصحبها .كما أن الشخص قد يعتمد على مادة واحدة أو أكثر (عن :سويف،
،1996ص.)18
ويعرف االعتماد حسب الـ DSM IIIRعلى أنه" :مجموعة من األعراض المعرفية والسلوكية
"A cluster of cognitive, behavioral and physiologic symptoms that indicate a person has
impaired control of psychoactive substance use and continues use of the substance despite
adverse consequences " (WHO, 1994, p28).
كما نجد مجموعة من التسميات المرتبطة بمصطلح "االعتماد" كـ "زملة أعراض االعتماد" (سويف،
،1996ص )19أو "متالزمة اإلعتماد" ""Dependence syndromeباعتبارها واحدة من فئات التشخيص
السيكياتري لمجموعة من االضطرابات المصاحبة لتعاطي المواد النفسية .ونجد كذلك " Dependence
" "potentialإمكانية االعتماد" أو "اإلمكانية االعتمادية" (سويف ،1996 ،ص)20؛ وأضيف ترجمة محتملة
"االعتماد الكامن" والذي يعبر عن "ميل المادة إلثارة االعتماد عليها بسبب تأثيراتها الفارماكولوجية على
الوظائف الجسمية والنفسية " ) .(WHO, 1994, p28إضافة إلى "االعتماد النفسي " ""psychic dependence
و "االعتماد العضوي " " "physical dependenceو"احتماالت االعتماد" " "dependence liabilityو
"المواد المحدثة لالعتماد " (سويف)1996 ،
اللهفة :Craving
رغبة قوية في الحصول على آثار مخدر أو مشروب كحولي ،وللهفة بعض الخصائص الوسواسية ،فهي ال
تفتأ تراود المدمن ،وتكون غالبا مصحوبة بمشاعر سيئة (سويف ،1996 ،ص.)18
صنّفت المخدرات ومستحضراتها بحسب مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمةُ " ،
الخاضعة للمراقبة الدولية وأُدرجت في أربعة جداول تبعًا لمدى قدرة المخدرات المحتواة فيها على تسبيب
اإلدمان ومدى قابليتها لسوء االستعمال وفائدتها العالجية .وأُدرجت المخدرات الخاضعة للمراقبة بمقتضى
جدولين) هما األول والثاني( ،تبعًا للعالقة بين فائدتها العالجية وقابليتها لسوء
اتفاقية 1961في واحد من َ
الجدول األول تش ّكل القواعد النمطية في
َ االستعمال .فأحكام المراقبة المنطبقة على المخدرات الواردة في
الجدول الثاني فيضم المخدرات األقل قابلية لسوء االستعمال والتي هي أوسع
َ إطار اتفاقية 1961؛ أما
جدوالن إضافيان) هما الثالث والرابع (يشمالن ،على التوالي ،مستحضرات َ ً
استعماال في الطب .وثمة
الجدولين األول الثاني التي يُقصد استخدامها في أغراض طبّية مشروعة ،ومخدرات
َ المخدرات الواردة في
الجدول األول يُرى أن لها خصائص خطرة جدًّا وفائدة عالجية محدودة نسبيًا".
َ مختارة من
إن نظام المراقبة المنصوص عليه في ما يتعلق بالمؤثرات العقلية يستند مبدئيًّا إلى نظام المراقبة
صنّفت في أربعة جداول ّ
ولكن تدابير المراقبة الضرورية في إطار اتفاقية ُ 1971 الخاص بالمخدرات.
منفصلة ،تبعًا للعالقة بين الفائدة العالجية وما يسببه سوء استعمال المواد المعنية من مخاطر صحة عمومية.
فالجدول األول يعني ضمنًا وجود مخاطر صحة
َ سا متدر ًجا لهذين المتغيرين:
وتستخدم الجداول األربعة مقيا ً
الجدول الرابع فيعني
َ عمومية شديدة وفائدة عالجية منخفضة ،وبالتالي أكثر التدابير الرقابية صرامة؛ أما
نقيض ذلك ،أي وجود مخاطر صحية عمومية أدنى وفائدة عالجية أعلى(المفوضية العالمية لسياسات
المخدرات ،دس) .وسيلي عرض لهذه الجداول فيمايلي:
الجداول المنصوص عليها في اتفاقيات األمم المتحدة للمخدرات:
االتفاقية الوحيدة للمخدرات :1961
يمكن وصف هذه اآلليات على النحو العام التالي (ماستراشي ،2014 ،ص :)17يتألف الجهاز العصبي
من خاليا عصبية ،أو عصبونات ،مكونة من جسم الخلية العصبية وامتدادات (الخيوط العصبية) واستطاالت
(الزوائد العصبونية) .نجد بعض العصبونات متآلفة في بُنى تؤدي وظائف معينة.
تتحرك المعلومات داخل الدماغ على شكل نشاط كهربائي غالبا ما يوجهها دفق عصبي ،متنقلة من
الزوائد العصبونية إلى جسم الخلية حيث تتم معالجتها ،ومن جسم الخلية إلى الخيط المحوري .بعد ذلك،
يتحول الدفق العصبي -بغية التنقل من عصبون آلخر -إلى رسالة كيميائية تتخذ هيئة الناقل العصبي ،وهو
مادة يفرزها العصبون .وهكذا يجتاز الناقل العصبي منطقة اتصال العصبونين ،وهو ما يعرف بالمشبك.
والجدير بالذكر أن هناك أنواعا مختلفة من النواقل العصبية (غابا gabaحمض أمين البيوريتيك،
األسيتيل كولين ،Acetylecholineالسيروتونين ،Serotonineالدوبامين ،Dopamineإلخ )...المرتبطة
المشبكي ظاهرة في غاية التعقيد يمكن ضبطها بوسائل متعددة .فلحدّ مدة
بمستقبالت نوعية .إن اإلرسال ِ
أو أنزيم، قبل من العصبي الناقل يدمر أن يمكن مثال، العصبي اإلرسال
على صعيد آخر ،هناك المواد المسماة "المعدالت العصبية" (مثل الدوبامين أو المورفينات الداخلية،
المعروفة أيضا باألندورفين) –التي ال تحول الدفق العصبي مباشرة وإنما تسهم في تنظيمه .-ويمكن لمادة
مؤثرة عقليا بنيتها الجزيئية شبيهة بالمادة التي يصنعها الكائن الحي أن تُث َ ِبّت نفسها مكان هذه األخيرة على
مستقبالت عصبية نوعية .تتدخل المواد المؤثرة عقليا تحديدا في هذه العمليات ،وعلى أصعدة مختلفة:
فمنها ما يَ ُحول دون إعادة التقاط العصبون الفارز للمرسل العصبي الطبيعي .هكذا تُصعد مادة الكوكايين
كمية الدوبامين في المشبك العصبي ،وتزيد مخدرات النشوة كميات السيروتونين والدوبامين.
ومنها أيضا ما يقلد النواقل العصبية الطبيعية ،فيحل محلها على صعيد مستقبالتها.تحتل مادة النيكوتين
مثال مكان مستقبالت األسيتيل كولين .وعلى هذا النحو أيضا تؤثر مادة المورفين على األلم أو العواطف
بتثبيت نفسها على مستقبالت األندورفين ،المسؤولة عن تنظيم األلم تنظيما طبيعيا.
تشترك كافة المؤثرات العقلية (الكوكايين ،مخدرات النشوة ،التبغ ،الكحول ،الهيروين ،األدوية)...
القادرة على إيصال اإلنسان إلى حالة اإلدمان ،بخاصية تعزيز كمية الدوبامين في مركز من الدماغ ،المعروفة
بـ "دارة اإلثابة".
إن المناطق الدماغية المعنية هنا هي الباحة السقيفية البطنية " ،"Ventral tegmental areaوالنواة
المتكئة " ،"Nucleus accumbensوقشرة فص الجبهة " ،"Cortex frontalواللوزة الديماغية
""Amygdala
-معايير كشف تعاطي أو إعتماد مادة:
( )aنمط استعمال غير تكيفي لمادة يؤدي إلى خلل وظيفي أو معاناة دالة إكلينيكيا،
ويتميز بظهور واحدة على األقل من العالمات التالية خالل مدة 12شهر:
( )1االستعمال المتكرر للمادة يؤدي إلى العجز عن الوفاء بااللتزامات الرئيسية في
العمل ،في المدرسة أو في المنزل (مثال :غياب متكرر أو أداء ضعيف في العمل
بسبب استعمال المادة .غياب ،طرد مؤقت أو كلي من المدرسة .إهمال األبناء أو
األعمال المنزلية).
( )2استعمال متكرر للمادة في وضعيات يمكن أن تكون خطرة جسديا (مثال :عند
قيادة السيارة ،أو تشغيل آلة).
( )3مشاكل قانونية متكررة لها عالقة باستعمال المادة (مثال :توقيفات بسبب سلوكات
غير طبيعية لها عالقة باستعمال المادة).
( )bاألعراض لم تصل أبدا –بالنسبة لهذا النوع من المادة -إلى معايير التبعية.
()Guelfi et Crocq, 2005, p230
إذن ظهور أحد األعراض على األقل الموضحة في المعيار ( )aعلى مدار مدة 12
شهر وعدم تجاوز هذه األعراض إلى أعراض "التبعية" يشخص تعاطي الفرد لمادة
مخدرة ما .وفيما يلي كيفية التعرف على الشخص إن كان في حالة تبعية أم ال.
( )aاالحتياج إلى كميات أعلى بكثير من المادة للحصول على "التسمم" أو التأثير المرغوب.
انخفاض كبير في تأثير نفس الكمية المستعملة للمادة المتعاطاة منذ مدة. ()b
أخذ نفس المادة (أو مادة قريبة جدّا) لتخفيف أو تجنب أعراض االنسحاب. ()b
) (3تؤخذ المادة بكميات أكبر أو لفترة زمنية أطول مما كان متوقعا.
) (4وجود رغبة ملحة أو بذل جهود غير مثمرة في خفض استخدام المادة أو السيطرة عليها.
) (5إنفاق الكثي ر من الوقت على األنشطة الالزمة للحصول على المادة (مثال :التشاور أزيارة
العديد من األطباء) ،أو التنقل (لمسافات طويلة) ،أو استعمال المادة (مثال :التدخين دون
توقف) ،أو لالسترجاع من آثار المادة.
) (6اإلنقاص أو التخلي عن األنشطة االجتماعية أو المهنية أو الترفيهية الهامة بسبب استعمال
المادة.
) (7تواصل استعمال أو تعاطي المادة رغم علم الشخص بوجود مشكل نفسي أو جسدي مستمر
أو متكرر (مثال :مواصلة أخذ جرعات من الكوكايين رغم اعتراف الشخص باالكتئاب المرتبط
بالكوكايين ،أو مواصلة أخذ الكحوليات رغم اعتراف الشخص بتفاقم القرحة بسبب الكحول)
(.)Guelfi et Crocq, 2005, p228
هذه المظاهر وتواتر ظهورها تخبرنا إن كان الشخص يتعاط أو تابع للمخدرات ،وقد يتبادر إلى
الذهن ما الذي يجعل هذا الشخص يلجأ إلى تبني مثل هذا السلوك والزج بنفسه في دوامة يصعب
الخروج منها .فيما يلي توضيح لبعض األسباب التي تدفع بالشخص إلى براثن التعاطي والتبعية.
المخدرات في المجتمع:
أبرزت نتائج التحقيق المدرسي الذي أجراه الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وادمانها بأن نسبة تعاطي
المخدرات في الوسط المدرسي سجلت في السنوات األخيرة ارتفاعا قياسيا ،كاشفا أن حوالي 54ألف تلميذ
يتعاطون المخدرات في الوسط المدرسي.
وكشفت النتائج الميدانية لهذا التحقيق حول انتشار المخدرات في الوسط المدرسي مست 426متوسطة
وثانوية على المستوى الوطني باستثناء واليتي إليزي وتيندوف على ما جاء في لسان المدير العام للمركز
الوطني للدراسات والتحاليل الخاص بالسكان والتنمية داود بلقاسمي في تصريح للقناة األولى أن من بين ما
زيد عن 2مليون تلميذ معني بالتبيان ،تم احصاء 54ألف تلميذ في الجزائر يستهلكون الحشيش ومانسبته 8.5
يتعاطون الشيشة و 1.95يتناولون الكحول 1.97 ،مهلوسات ،ونسبة 0.42كوكايين ،و 0.33مدمنين على
الهيروين.
وفي ظل هذه األرقام المرعبة التي هون المدير العام للمركز الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها محمد عبدو
بن حلة ،من حجمها مقارنة بما كان متوقعا قبل اجراء التحقيق –حسب رأيه -داعيا في الوقت ذاته إلى تعاون
كل القطاعات من أجل وضع استراتيجية وطنية تحمي وتطهر الوسط المدرسي من المخدرات.
من جانبهم شدد المشاركون في هذا الملتقى الذي استعرضت فيه نتائج التحقيق على ضرورة تضافر جهود
جميع الجهات الفاعلة الستئصال هذه اآلفة من المؤسسات التربوية.
لإلشارة فإن هذه الدراسة الميدانية أجريت في الفترة الممتدة بين 17و 21أفريل 2016تم من خاللها استبيان
أكثر من 12ألف تلميذ وتعد أول دراسة ميدانية بهذا الحجم .
أجمع علماء المسلمين من جميع المذاهب على تحريم المخدرات؛ حيث تؤدي إلى األضرار في دين
المرء وعقله وطبعه ،حتى جعلت خلقا كثيرا بال عقل ،وأورثت آكلها دناءة النفس والمهانة ،قال تعالى﴿ :يا
أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون﴾
(المائدة .)90قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :كل مسكر خمر حرام" ،والخمر هو كل ما خامر العقل أو
غطا أو ستره بغض النظر عن المسكر أو صورته وكل المخدرات مسكرة ومفترة وهي حرام ،قال رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم" :ما أسكر كثيره فقليله حرام" .كما قال" :حرام على أمتي كل مفتر ومخدر" (رواه
مسلم ،باب األشربة) ،إن في تعاطي المخدرات اعتداء على الضروريات الخمس التي حرصت الشريعة
اإلسالمية على حمايتها والمحافظة عليها بمختلف السبل والوسائل ،واعتبرت االعتداء على أمنها جريمة من
أشد الجرائم يستحق مرتكبها أبلغ العقوبات ،وهذه الضروريات أو مقاصد الشريعة الخمس هي( :العقل-
النفس -المال -العرض) (الفنجري)2000 ،
حرم اإلسالم شرب الخمر حماية للصحة العقلية والنفسية ،ومحافظة على السلوك القويم لألفراد وقد
أجمعت األمة اإلسالمية على هذا التحريم لثبوته بنصوص القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى هللا عليه وسلم.
وقد ورد النص بالتحريم في قوله سبحانه وتعالى .( :ظاهر النص أن هللا قد حكم حكما ً قاطعا ً بتحريم الخمر
فقد قرنها سبحانه وتعالى بالذبح على النصب لغيره سبحانه وتعالى وهو من مظاهر الشرك والوثنية ،كما
وصفها جل شأنه بأنها رجس أي خبث وشر وأنها من عمل الشيطان الذي يزين للناس شربها حتى يوجد بينهم
الخالف والشقاق والكراهية وحتى يغيب عقل الشارب فينصرف عن عبادة هللا وترك الصالة .
األحاديث النبوية التي قيلت بشأن الخمر كثيرة منها قوله صلى هللا عليه وسلم ( :لعنت الخمرة على
عشرة وجوه ،لعنت الخمر بعينها ،وشاربها ،وساقيها ،وبائعها ،ومبتاعها ،وعاصرها ،ومعتصرها ،وحاملها،
والمحمولة إليه ،وآكل ثمنها) .أي أن الخمر محرمة وأن االتصال بها على الوجوه العشرة المذكورة في
الحديث حرام.
ومنها قوله صلى هللا عليه وسلم :وأتفق فقهاء المسلمين على أن الشريعة اإلسالمية تحرم تعاطي
المخدرات بالقياس على الخمر فالخمر لم تحرم لذاتها ولكن لألضرار الكثيرة المترتبة على تعاطيها وبوجه
خاص أضرارها بالعقل وهذا اإلضرار متحقق بالنسبة للمخدرات فينسحب حكم الخمر وهو التحريم على
المخدرات الشتراكها في علة الحكم.
كما حرمت المخدرات دفعا ً للمضار المترتبة عليها وحماية لألصول الخمسة التي يقوم عليها المجتمع
اإلسالمي القوي الصالح وهي (الدين والنفس والمال والعقل والعرض).
ومن هذا المنطلق فإن متعاطي المخدرات ومدمنها ال نقول قد أحل واحدة من هذه األمور الخمسة بل
إنه أحل تلك الضرورات جميعا ً فالدين مفقود والعقل ممسوح والمال مهدور ومضيع في غير حله .وقد يقتل
ويستحل الدم الذي ال يحل إراقته ألنه فاقد للعقل أما العرض فحدث وال حرج فما دام أن ذلك المدمن ال يؤتمن
على محارمه بل قد يبيع محارمه مقابل شمه هيروين أو سيجارة حشيش فهل سيتوارع عن محارم وأعراض
اآلخرين!!! .
وخالصة الحديث أن الخمر وسائر المخدرات والمسكرات بكافة أنواعها وأسمائها يحرم تعاطيها بأي
وجه من وجوه التعاطي كان ،كما يحرم تصنيعها وزراعتها وتهريبها واالتجار فيها وبيعها وإهداؤها
والتعامل بها على أي وجه كان وعلى أي صفة واإلعانة على ذلك معصية محرمة ال شبهة في حرمتها .قال
هللا عز وجل ( :وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان واتقوا هللا إن هللا شديد العقاب )(
المائدة ).1
االضطرابات السلوكية وجود خالفات أو صراعات عائلية المعايير المتساهلة وتقييم نماذج استهالك معينة
مزاج إيجابي عند األطفال التعلق الوالدين -الطفل ذخيرة كافية من المهارات االجتماعية
مواجهة الضغوط ) : (Copingالقدرة على ن يكون لديك هدف ودور واعتراف في
التأقلم ،والتكيف مع موقف معين ،خالل المجتمع وإحساس باالنتماء إلى المجتمع
وجود بيئة عائلية جيدة
فترة زمنية معينة ،واستخدام الموارد والتمسك بقيمه.
الداخلية أو القدرة على طلب المساعدة
الخارجية.
فردية مرتبطة بالبيئة المعيشية ذات الصلة بالسياق(البيئة)
-1ما من شك في أن تعاطي المخ ِدّرات فيه دمار للفرد والمجتمع ،دمار للفرد؛ حيث تقضي عليه تما ًما،
صا ال جدوى منه ،عياالً على أسرته والمجتمع.
وتنهك قواه ،وتصيبه بالعديد من األمراض ،فيصبح شخ ً
-2تفسد معاني اإلنسانية فيه ،ويفقد الحماسة في الدفاع عن وطنه؛ بل تكسل نفسه عن اكتساب الفضائل
والخلق الجميل.
-3إن اإلدمان قد يؤدي إلى السرقة ،فالمدمن يريد الحصول على المخدر ،وإذا لم يتوفر له المال ،فإنه
يسعى إليه بكل الطرق ،حتى لو سرق أقرب المقربين إليه ،وإذا لم ينجح قد يدفعه ذلك إلى ارتكاب الجرائم،
من أجل المال ،لدرجة أن االبن قتل أباه؛ ألنه في هذه اللحظة مسلوب اإلرادة ،فاقد العقل ،كل ما يسيطر عليه
هو الرغبة في الحصول على المخدر.
-4وإلدمان المخ ِدّرات أثر ضار على الدخل القومي؛ نتيجةَ المبالغ الضخمة التي تُهرب إلى الخارج
سموم اقتصادَ المجتمع
بالعُملة الصعبة غالبًا؛ الستجالب تلك السموم الفتاكة إلى داخل المجتمع ،فتفترس هذه ال ُّ
وتخربه.
-5وأسوأ ما في اإلدمان أنه قد يُؤدي بصاحبه إلى اإلصابة بأخطر أمراض العصر ،وهو :اإليدز ،الذي
يدمر جهاز المناعة في جسم اإلنسان ،فيصبح الجسم فريسة لكل األمراض.
كثيرا من األضرار لمن حوله ،من أفراد أسرته
ً -6وتحت تأثير المخ ِدّرات يكره المدمن ذاته ،ويسبب
وأصدقائه وزمالئه ،أضرار مادية ومعنوية ،وقد يدفعه اإلدمان إلى التفكير في االنتحار.
هناك العديد من األسباب التي قد تدفع بالفرد إلي الوقوع في دائرة اإلدمان منها:
أزمة المراهقة :هي المرحلة العمرية التي تبدأ فيما بين 15 : 13سنة وتستمر تقريبا حتى عمر 18سنة
وتتميز بوجود مجموعة كبيرة من التغيرات التي تطرأ علي الفرد سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية أو
االجتماعية .وتدل العديد من الشواهد علي أن مشكلة اإلدمان تبدأ في تلك المرحلة نظرا لطبيعة شخصية
الفرد وسماتها والتي تميل غالبا إلي االندفاعية والتهور والرغبة في مخالفة اآلباء والكبار بوجه عام والتمرد
علي كل القيود التي كانت مفروضة خالل مرحلة الطفولة باإلضافة إلي عدم اكتمال نمو التفكير بالشكل
المنطقي العقالني وسهولة االستثارة والقابلية لإليحاء.
وجود بعض المشكالت الشخصية مثل الخجل والخوف االجتماعي.
وجود بعض المشكالت األسرية أو إدمان أحد أفراد األسر.
تبني بعض األفكار الخاطئة عن المخدر.
الرغبة في الهروب من الواقع المحبط.
الفشل الدراسي أو المهني أو العاطفي.
هناك مجموعة من العالمات التي قد تشير إلي وقوع الفرد في مشكلة تعاطي المخدرات منها:
التغير الحاد في السلوك دون سبب واضح.
الميل لالنطواء والعزلة.
العصبية الزائدة أو االنفعال السريع وغير المناسب.
الكذب واختالق المبررات.
التغير في عادات النوم دون سبب.
إن وقوع الفرد في دائرة اإلدمان يؤدي للعديد من اآلثار النفسية السيئة منها:
الوقاية من المخدرات:
يقصد بالوقاية منع حدوث شيء غير مرغوب ،والوقاية من المخدرات هو منع الوقوع في فخ
المخدرات أو التعاطي ،وتعتبر "الوقاية من اإلدمان مسؤولية مجتمعية شاملة تتضمن مكافحة إنتاج مواد
التعاطي وتقليل العرض ومقامة الطلب .والوقاية من اإلدمان من أهم مسؤوليات األسرة والمدرسة واإلعالم
ومجال العمل .ففي األسرة يجب االكتشاف المبكر والتعامل مع المشكلة بحكمة .وفي المدرسة يجب التوعية
بأخطار التعاطي واإلدمان ،مع االستعانة بالمتخصصين النفسيين واالجتماعيين ،والتعاون مع األسرة من
خالل مجالس اآلباء والمعلمين.
ويوجد ثالث حلقات لمنظومة الوقاية في مجال اإلدمان وهي" :األهداف – اإلجراءات – والتقييم"،
والحلقات الثالث للمنظومة متكاملة ودينامية ويؤثر كل منها في األخرى بطريقة التغذية المرتدة نجاحا وفشال.
والحلقات الثالث للمنظومة تشتمل على مجاالت معرفية " تتعلق بمعرفة الحقائق والمفاهيم الخاصة
باإلدمان" ،وأخرى مهارية "وتشتمل المهارات الالزمة للتعامل مع مشكلة اإلدمان" وثالثا وجدانية "تشتمل
على كل ما يتعلق باالتجاهات والمعتقدات المتعلقة باإلدمان" (الهوارنة ،2018 ،ص .)207