You are on page 1of 37

‫جامعة قاصدي مرباح – ورقلة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫محاضرات في مقياس المخدرات والمجتمع‬


‫ثالثة عيادي‬
‫د‪ .‬بريشي‬

‫لمحة تاريخية عن المخدرات‪:‬‬


‫إن تاريخ استخدام اإلنسان للمخدرات يمتد آلالف السنين‪ ،‬فاإلنسان كان يتناول نبات الخشخاش "نبات‬
‫األفيون" منذ مدة طويلة قبل أن توجد مواد المخدرات مثل "المورفين والهروين"‪ ،‬وكان اإلنسان يمضغ‬
‫أوراق نبات الكوكا‪ ،‬وذلك منذ مدة طويلة قبل أن يستخلص الكوكايين من نبات الكوكا في أمريكا الجنوبية‪.‬‬
‫ولجأ اإلنسان إلى تجفيف نوع من الصبار في أمريكا يحتوي على مادة مخدرة يعرف بنبات صبار البيوت منذ‬
‫مدة طويلة قبل تصنيع عقاقير الهلوسة‪ ،‬وقد استخدمت المخدرات في هذه العصور ألغراض طبية ودينية‪،‬‬
‫وكال هذين اإلستخدامين كان بغرض التنشيط الجسمي ولرفع الخبرات الدينية (الهوارنة‪ ،2018 ،‬ص‪.)8‬‬

‫تعريف المخدرات ‪:‬‬


‫يقصد بالمخدرات من جهة‪ ،‬مواد التخدير الخاضعة للرقابة الدولية وفقا التفاقية عام ‪1961‬م كما أكدته‬
‫اتفاقية عام ‪ 1971‬م‪ ،‬والمادة المخدرة ذات تأثير دعائي‪ ،‬حيث تنبه الشخص المتعاطي آلن يطلب اللذة والنشوة‬
‫واالنعزال التام عن مجريات الحياة اليومية وعوامل الخطر من جراء تناولة مرتبطة بالمخدر نفسه‪.‬‬
‫فالمواد الكيماوية الموجودة في المخدر والكمية أو أضافه مواد أخرى إليها تعتبر جميعها مصدرا‬
‫لعوامل الخطر‪ ،‬عالوة على ذلك تصبح شخصية المتعاطي غير قادرة على المواجهة ويعزل نفسه تبعا لذلك‬
‫عن محيطة ومجتمعة وثقافته‪.‬‬
‫والمخدر في اللغة من الخدر وهو الضعف والكسل والفتور واالسترخاء‪ ،‬يقال تخدر العضو إذا‬
‫استرخى فال يطيق الحركة‪ .‬وعرف الفقهاء المخدر أو المفسد بأنه تغطية العقل‪ ،‬أي هو ما غيب العقل‬
‫والحواس‪ ،‬وذكروا الحشيش مثاال عليه‪ .‬والحقيقة أن هذا التعريف ال ينطبق تماما على واقع المخدرات‪،‬‬
‫واألو لى أن تعرف بأنها ما يشوش العقل والحواس بالتخيالت واألهالس بعد نشوة وطرب وتؤدي باإلعتياد‬
‫عايها إللى اإلذعان لها (المشرف والجوادي‪ ،2011 ،‬ص)‪.‬‬
‫وتعرف كذلك‪ ،‬أنها مواد مخدرة يتعاطاها الشخص بصورة منتظمة‪ ،‬وتقود إلى كثير من المشكالت‬
‫الصحية والنفسية واالجتماعية لما تحدثه من تأثير شديد في وظائف الجهاز العصبي المركزي‪ ،‬ولما تحدثه‬
‫من اإلضطرابات في اإلدراك أو المزاج أو السلوك‪ .‬وهي مواد وعقاقير تختلف وظائفها وتأثيراتها باختالف‬
‫مكوناتها الكيميائية في الجهاز العصبي‪ ،‬وتسبب اعتمادا جسميا أو نفسيا عليها (الهوارنة‪ ،2018 ،‬ص ‪.)11‬‬

‫وتعرف علميا بأن‪ :‬المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين‬
‫األلم‪ ،‬وكلمة مخدر ترجمة لكلمة "‪ "Narcotic‬المشتقة من اإلغريقية "‪ "Narkosis‬التي تعني يخدر أو يجعل‬
‫مخدرا‪ .‬لذلك ال تعتبر المنشطات وال عقاقير الهلوسة مخدرة وفق التعريف العلمي(الدمرداش‪،1982 ،‬‬
‫ص‪.)10‬‬

‫وتستخدم "منظمة الصحة العالمية" تعبير "المواد النفسية" بدال من المخدرات ألن األخير يشمل مواد‬
‫واستخدامات علمية أو أخرى عادية غير محظورة أو خطرة‪ .‬عندما نستخدم تعبير "المخدرات" نعني به‬
‫المواد التي تحدث االعتماد (اإلدمان) والمحرم استخدامها إال ألغراض طبية أو علمية‪ ،‬أو إساءة استخدام‬
‫المواد والعقاقير المتاحة للحصول على التأثيرات النفسية‪ .‬وبعض المخدرات مواد طبيعية وبعضها مصنعة‪،‬‬
‫وتشمل المهدئات والمنشطات والمهلوسات أو المستخرجة من نباتات طبيعية الحشيش واألفيون والهيروين‬
‫والماريخوانا والكوكايين أو المواد التي تستنشق مثل‪" :‬األسيتون" و "الغازولين"(المشرف والجوادي‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص)‪.‬‬

‫أنواع المخدرات بحسب إنتاجها‪:‬‬


‫يتناول هذا العنصر تصنيف المخدرات حسب كيفية إنتاجها‪ ،‬ويساعد هذا التصنيف على تبيان بعض‬
‫األبعاد العلمية في تكوين المخدرات كما يتيح لنا تغطية كامل أنواع المخدرات‪ ،‬وتنقسم حسب هذا التصنيف‬
‫إلى‪ :‬مخدرات طبيعية‪ ،‬ومخدرات مصنعة‪ ،‬ومخدرات تخليقية (كيمياوية)‬

‫المخدرات الطبيعية‪:‬‬

‫هي المواد الطبيعية أو المصنعة التي تحتوي على عناصر منبهة أو مسكنة والتي من شأنها إذا‬
‫استعملت بشكل متكرر في األغراض الطبية الموجهة أن تؤثر بحكم طبيعتها الكيميائية على بنية الجسم‬
‫ووظائفه إلى اإلدمان‪ ،‬وتسبب أضرار بدنية وعقلية وتغير في السلوك اإلنساني الطبيعي ومزاجه وانفعاالته‬
‫وعواطفه وأحاسيسه وأسلوب تفكيره‪ ،‬وتنتج من نباتات طبيعية مثل الحشيش واألفيون والكوكا والقات‪ ،‬والتي‬
‫تحتوي أوراقها وأزهارها وثمارها على المادة الفعالة المخدرة‪ ،‬كما يمكن أن يتم تناول هذه األوراق واألزهار‬
‫والثمار مباشرة‪ ،‬ومن هذه المخدرات الطبيعية (المشرف والجوادي‪ ،2011 ،‬ص‪ )27‬مايلي‪:‬‬

‫الحشيش (القنب)‪:‬‬
‫عرفت الشعوب القديمة الحشيش وصنعوا من أليافه الحبال واألقمشة وأسماه الصينيون "واهب‬
‫السعادة" وأطلق عليه الهندوس اسم "مخفف األحزان" ‪ ،‬أما كلمة "القنب" فهي كلمة التينية معناها‬
‫"ضوضاء"‪ ،‬وقد سمي "الحشيش" بهذا االسم ألن متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى‬
‫ذروة مفعولها‪ .‬ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش‪ ،‬ومعناه في اللغة العربية "العشب" أو‬
‫النبات البري‪ ،‬ويرى بعض الباحثين أن كلمة "حشيش" مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح‪،‬‬
‫انطالقا ً مما يشعر به المتعاطي من نشوة وفرح عند تعاطيه الحشيش (المشرف والجوادي‪ ،2011 ،‬ص‪.)28‬‬

‫بعض الصور التوضيحية لنبات القنب (الحشيش) (المصدر‪)google image :‬‬

‫والقنب نبات طبيعي ويتم تعاطيه في ثالثة أشكال أساسية‪ .‬وأكثر األنواع استخداما ً يسمى‬
‫بالصمغ "‪ "resin‬الذي يأتي في شكل كتل أو قطع صلبة ذات لون غامق‪ .‬ويتمثل النوع األقل استخداما ً منه‬
‫في أوراق وسيقان النبات المسماة بالحشيش " ‪ .weed"grass or‬والنوع الثالث‪ ،‬الذي يسمى زيت‬
‫القنب "‪ ."cannabis oil‬عادة ما يتم لف القنب مع التبغ في سيجارة تسمى "سيجارة حشيش" ويدخن‪ ،‬لكنه‬
‫يمكن أيضا ً طبخه وأكله(برنامج تقديم المعلومات والدعم بشأن المخدرات والكحول باللغة العربية‪ ،‬بتصرف)‪.‬‬

‫آثار وأضرار الحشيش‪:‬‬

‫‪ ‬نتيجة تأثيره على بعض الموصالت العصبية في الدماغ مما يسبب االكتئاب‪ ،‬والتأثير على قدرة التذكر‬
‫والتركيز واالنتباه‪.‬‬
‫‪ ‬تعاطي الحشيش لسنوات طويلة يؤدي إلى ضمور في الدماغ‪.‬‬
‫‪ ‬يعاني المتعاطي من أعراض التسمم بعد زوال التأثيرات قصيرة المدى أي بعد أيام أو حتى أسابيع من‬
‫التعاطي‪.‬‬
‫‪ ‬تكرار تعاطي الحشيش مع التبغ يؤدي إلى نقصان حامض المعدة واإلصابة بالتهابات في المعدة واألمعاء‬
‫وتدهور في وظائف الكبد‪.‬‬
‫‪ ‬اإلصابة بالهلوسة السمعية والبصرية وفقدان اإلدراك بما حوله (المطيري والغضوري‪ ،‬د س)‪.‬‬

‫األفيون (الخشخاش)‪:‬‬

‫ألفيون( بالالتينية )‪: Opium‬هو مادة مخدرة‪ ،‬تستخرج من نبات الخشخاش‪ ،‬وتستخدم‬
‫لصناعة الهيروين ‪.‬وطبقا لمصادر األمم المتحدة‪ ،‬تشكل أفغانستان حاليا المصدر األول لالفيون‪.‬‬

‫يطلق عليه الخشخاش أو أبو النوم‪ .‬عصيره به مادة األفيون التي تسبب اإلدمان‪ .‬وعادة يصنع األفيون‬
‫على هيئة قوالب أو عصي أو أقماع‪ .‬وأجود أنواعه اليوغسالفي ألن به نسبة عالية من المورفين المسكن‬
‫لآلالم‪ .‬ويستخرج األفيون من كبسولة النبات عن طريق تشريطها في الصباح الباكر‪ ،‬وهي على الشجرة‬
‫لتخرج منها مادة لبنية لزجة تتجمد وتغمق في اللون‪ .‬ويحتوي على مواد قلويداتية كالمورفين‬
‫والكودايين والناركوتين( نوسكوبين) والبابافارين‪ .‬ومن المورفين يحضر الهيروين‪ .‬ويستخدم األفيون في‬
‫التخدير وكمسكن قوي لآلالم والسيما في العمليات الجراحية والسرطانات ولوقف اإلسهال‪ .‬ومادة الكودايين‬
‫به توقف السعال‪ .‬واألفيون يسبب الهلوسة واإلدمان‪.‬‬
‫بعض الصور التوضيحية لنبات الخشخاش (األفيون) (المصدر‪)google image :‬‬

‫أول من اكتشف الخشاش (األفيون) هم سكان وسط آسيا في األلف السابعة قبل الميالد ومنها انتشر إلى‬
‫مناطق العالم المختلفة‪ ،‬وقد عرفه المصريون القدماء في األلف الرابعة قبل الميالد‪ ،‬وكانوا يستخدمونه عالجا ً‬
‫لألوجاع‪ ،‬وعرفه كذلك السومريون وأطلقوا عليه اسم نبات السعادة‪ ،‬وتحدثت لوحات سومرية يعود تاريخها‬
‫إلى ‪ 3300‬ق‪.‬م عن موسم حصاد األفيون‪ ،‬وعرفه البابليون والفرس‪ ،‬كما استخدمه الصينيون والهنود‪ ،‬ثم‬
‫انتقل إلى اليونان والرومان ولكنهم أساؤوا استعماله فأدمنوه‪ ،‬وأوصى حكماؤهم بمنع استعماله‪ ،‬وقد أكدت‬
‫ذلك المخطوطات القديمة بين هوميروس وأبو قراط ومن أرسطو إلى فيرجيل‪ .‬واستطاعت الواليات المتحدة‬
‫األميركية الدخول إلى األسواق الصينية ومنافسة شركة الهند الشرقية في تلك الحرب‪ ،‬فوقعت اتفاقية‬
‫مماثلة عام ‪ ، 1844‬وكان من نتائج تلك المعاهدات االنتشار الواسع لألفيون في الصين‪ ،‬فوصل عدد المدمنين‬
‫بها عام ‪ 1906‬على سبيل المثال خمسة عشر مليوناً‪ ،‬وفي عام ‪ 1920‬قدر عدد المدمنين بـ ‪ %25‬من مجموع‬
‫الذكور في المدن الصينية‪ .‬واستمرت معاناة الصين من ذلك النبات المخدر حتى عام ‪ 1950‬عندما أعلنت‬
‫حكومة ماوتسي تونغ بدء برنامج فعال للقضاء على تعاطيه وتنظيم تداوله‪.‬‬

‫الكوكا‪:‬‬
‫إسمها العلمي )‪ )Erythroxylum coca‬وهي نبات يتواجد في أمريكا الجنوبية يمضغ أوراقه المجففة‬
‫سكان األنديز األصليين بهدف التأثير التنبيهي‪ .‬تستخرج منه مادة الكوكايين ومركبات شبه قلوية أخرى‪.‬‬
‫ارتفاع الشجيرات تترواح بين متر ومترين‪ ،‬وطول أوراق كوكا الهوانكو يتراوح بين ‪ 2.5‬إلى ‪ 7.5‬سم‪ ،‬بينما‬
‫أوراق التراكسيلو أصغر‪ .‬لها تأثير مخدر عند المضغ‪ .‬تستخدم أوراق الكوكا في الطب كمخدر مثل الكوكايين‬

‫القات‪:‬‬

‫إسمه العلمي (‪ )Catha edulis‬هو أحد النباتات المخدرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن‪ ،‬تحتوي نبتة‬
‫القات على مينوامين شبه قلوي يدعى الكاثينون وهو شبيه بأمفيتامين منشط‪ ،‬وهو مسبب النعدام الشهية وحالة‬
‫النشاط الزائد صنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة‬
‫من اإلدمان( أقل من الكحوليات والتبغ‪ .‬القات ممنوع في أغلب دول العالم ماعدا اليمن التي يشتهر تعاطيه‬
‫فيها بكثرة( ‪.)wikipedia, 2020‬‬
‫المخدرات المصنعة‪:‬‬

‫المخدرات المصنعة‪ :‬وهي مجموعة من المخدرات استخلصت من النباتات الطبيعية وعولجت كيمائيا وأهمها‪:‬‬

‫‪ -‬المورفين‪ :‬يستخرج من األفيون وتأثيره أقوى منه بعشرة أضعاف‬

‫‪ -‬الهيروين‪ :‬يستخرج من المورفين الذي هو من مشتقات األفيون وتأثيره أقوى منه بثالثين ضعفا تقريبا‬

‫‪ -‬الكوكايين‪ :‬يستخرج من أوراق أشجار الكوكا ومفعوله أقوى من مفعول األوراق بخمسين مرة‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬المخدرات الكيميائية(التخليقية)‪:‬هي المخدرات الناتجة عن تفاعالت كيميائية وهي مخدرات التي‬
‫تمتد جميع مراحل صنعها في المعامل من مواد كيميائية ال يدخل فيها أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية‪،‬‬
‫وان كانت تحدث أثارا متشابهة لها خاصة في حالة اإلدمان‪ ،‬وتكون على شكل كبسوالت ومساحيق وحقن‬
‫ومنها المنومات والمهدئات والمهلوسات واألمفيتامينات‪ ،‬الباربيتورات‪.‬‬

‫تصنيف منظمة الصحة العالمية‬

‫‪ .1‬مجموعة العقاقير المنبهة‪ :‬مثل الكافيين والنيكوتين والكوكايين‪ ،‬واألمفيتامينات مثل‬


‫البنزدرين وركسي ومئثدرين‪.‬‬

‫‪ .2‬مجموعة العقاقير المهدئة‪ :‬وتشمل المخدرات مثل المورفين والهيروين واألفيون‪،‬‬


‫ومجموعة الباربيتيورات وبعض المركبات الصناعية مثل الميثاون وتضم هذه المجموعة كذلك‬
‫الكحول‪.‬‬

‫‪ .3‬مجموعة العقاقير المثيرة لألخاييل المهلوسات (المغيبات)‪ :‬ويأتي على رأسها القنب الهندي‬
‫(الحشيش أو الماريخوانا)‪.‬‬

‫بعض الفاهيم المتداولة في مجال المخدرات‪:‬‬

‫هناك العديد من المصطلحات المرتبطة بالمخدرات حيث نجد "منظمة الصحة العالمية"‬
‫"‪ 1"OMS‬أو "‪ 2"WHO‬خصصت معجما للمصطلحات المرتبطة بالمخدرات ويحمل عنوان‬
‫"‪ "Lexicon of alcohol and drug terms‬وفيه كل المصطلحات التي لها عالقة بالمخدرات‪ ،‬فيما‬
‫يلي عرض لبعض المصطلحات األكثر تداوال‪:‬‬

‫اإلدمان ‪:Addiction‬‬

‫اإلدمان حالة تسمم مزمن نتيجة للتعاطي المتكرر والمستمر للعقاقير‪ ،‬ويعني التعاطي المتكرر لمادة‬
‫نفسية أو لمواد نفسية حتى إن المدمن يكشف عن عجزه أو رفضه لالنقطاع أو لتعديل تعاطيه‪ ،‬بل تصبح‬
‫حياته تحت سيطرة المادة المخدرة حتى استبعاد أي نشاط آخر‪ ،‬غير اإلهتمام بكيفية الحصول على المخدر ثم‬
‫تعاطيه (الهوارنة‪ ،2018 ،‬ص‪ ،)11‬ومن أهم خصائص اإلدمان التي ذكرها "مصطفى سويف" مايلي‬

‫‪Organisation Mondiale de la Santé 1‬‬


‫‪World Health Organization 2‬‬
‫(سويف‪ ،1996 ،‬ص‪:)18 ،17‬‬

‫‪ ‬ميل إلى زيادة جرعة المادة المتعاطاة وهو ما يعرف بالتحمل‪.‬‬

‫‪ ‬واعتماد له مظاهر فيزيولوجية واضحة‪.‬‬

‫‪ ‬حالة تسمم عابرة أو مزمنة‪.‬‬

‫‪ ‬رغبة قهرية قد ترغم المدمن على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأية وسيلة‪.‬‬

‫‪ ‬تأثير مدمر على الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬حدوث أعراض تعرف باسم "أعراض اإلمتناع" أو "انسحاب المخدر من الجسم" إذا ما توقف المدمن عن‬
‫التعاطي‪ ،‬فتحدث تغيرات نفسية وجسدية بسبب اعتماد خاليا الجسم المختلفة على هذا العقار للقيام بوظائفها‬
‫نتيجة لتكرار التعاطي مدة طويلة (الهوارنة‪ ،2018 ،‬ص‪.)17‬‬

‫في سنة ‪ ،1964‬أدخل خبراء منظمة الصحة العالمية مصطلح "االعتماد" "‪ 3"Dependence‬ليحل محل‬
‫المصطلحين اآلخرين "اإلدمان" "‪ "Addiction‬و "التعود" "‪."Habituation‬‬

‫االعتماد ‪:Dependence‬‬

‫يدل عموما على حالة االحتياج أو االعتماد على شيء ما أو أحد ما للحصول على الدعم أو البقاء فاعل‬
‫أفعال أو البقاء على قيد الحياة‪ .‬وبإسقاط المعنى على الكحول والمخدرات األخرى؛ يدل هذا المصطلح على‬
‫الحاجة المتكررة لجرعات من المخدر للشعور بالراحة أو تجنب الشعور السيء أو الشعور بالسوء ( ‪WHO,‬‬

‫‪ .)1994, p28‬ويعرفه "كرامر وكامرون" "‪ "Cramer & Cameron‬على أنه حالة نفسية وأحيانا عضوية‬
‫كذلك‪ ،‬تنتج عن التفاعل بين كائن حي ومادة نفسية؛ وتتسم هذه الحالة بصدور استجابات أو سلوكيات تحتوي‬
‫دائما على عنصر الرغبة القاهرة في أن يتعاط الكائن مادة نفسية معينة على أساس مستمر أو دوري (أي من‬
‫حين آلخر) وذلك لكي يخبر الكائن آثارها النفسية‪ ،‬وأحيانا لكي يتحاشى المتاعب المترتبة على افتقادها‪ .‬وقد‬
‫يصحبها تحمل ت َح ُّمل أو ال يصحبها‪ .‬كما أن الشخص قد يعتمد على مادة واحدة أو أكثر (عن‪ :‬سويف‪،‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪.)18‬‬

‫ويعرف االعتماد حسب الـ ‪ DSM IIIR‬على أنه‪" :‬مجموعة من األعراض المعرفية والسلوكية‬

‫‪ 3‬كما يمكن أن نجد مصطلح "التبعية" كترجمة لـ "‪"Dependence‬‬


‫والفيزيولوجية التي تشير إلى الشخص الفاقد للتحكم في استعمال المواد ذات التأثير النفسي ‪ ،‬ويواصل في‬
‫استعمالها رغم اآلثار السلبية الناجمة عن ذلك‪.‬‬

‫‪"A cluster of cognitive, behavioral and physiologic symptoms that indicate a person has‬‬
‫‪impaired control of psychoactive substance use and continues use of the substance despite‬‬
‫‪adverse consequences " (WHO, 1994, p28).‬‬

‫كما نجد مجموعة من التسميات المرتبطة بمصطلح "االعتماد" كـ "زملة أعراض االعتماد" (سويف‪،‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪ )19‬أو "متالزمة اإلعتماد" "‪"Dependence syndrome‬باعتبارها واحدة من فئات التشخيص‬
‫السيكياتري لمجموعة من االضطرابات المصاحبة لتعاطي المواد النفسية‪ .‬ونجد كذلك " ‪Dependence‬‬

‫‪" "potential‬إمكانية االعتماد" أو "اإلمكانية االعتمادية" (سويف‪ ،1996 ،‬ص‪)20‬؛ وأضيف ترجمة محتملة‬
‫"االعتماد الكامن" والذي يعبر عن "ميل المادة إلثارة االعتماد عليها بسبب تأثيراتها الفارماكولوجية على‬
‫الوظائف الجسمية والنفسية " )‪ .(WHO, 1994, p28‬إضافة إلى "االعتماد النفسي " "‪"psychic dependence‬‬
‫و "االعتماد العضوي " "‪ "physical dependence‬و"احتماالت االعتماد" "‪ "dependence liability‬و‬
‫"المواد المحدثة لالعتماد " (سويف‪)1996 ،‬‬

‫اللهفة ‪:Craving‬‬

‫رغبة قوية في الحصول على آثار مخدر أو مشروب كحولي‪ ،‬وللهفة بعض الخصائص الوسواسية‪ ،‬فهي ال‬
‫تفتأ تراود المدمن‪ ،‬وتكون غالبا مصحوبة بمشاعر سيئة (سويف‪ ،1996 ،‬ص‪.)18‬‬

‫جدولة المخدرات الدولي‪:‬‬


‫نظام َ‬

‫صنّفت المخدرات ومستحضراتها‬ ‫بحسب مكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة‪ُ " ،‬‬
‫الخاضعة للمراقبة الدولية وأُدرجت في أربعة جداول تبعًا لمدى قدرة المخدرات المحتواة فيها على تسبيب‬
‫اإلدمان ومدى قابليتها لسوء االستعمال وفائدتها العالجية ‪.‬وأُدرجت المخدرات الخاضعة للمراقبة بمقتضى‬
‫جدولين) هما األول والثاني(‪ ،‬تبعًا للعالقة بين فائدتها العالجية وقابليتها لسوء‬
‫اتفاقية ‪ 1961‬في واحد من َ‬
‫الجدول األول تش ّكل القواعد النمطية في‬
‫َ‬ ‫االستعمال ‪.‬فأحكام المراقبة المنطبقة على المخدرات الواردة في‬
‫الجدول الثاني فيضم المخدرات األقل قابلية لسوء االستعمال والتي هي أوسع‬
‫َ‬ ‫إطار اتفاقية ‪ 1961‬؛ أما‬
‫جدوالن إضافيان) هما الثالث والرابع (يشمالن‪ ،‬على التوالي‪ ،‬مستحضرات‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫استعماال في الطب ‪.‬وثمة‬
‫الجدولين األول الثاني التي يُقصد استخدامها في أغراض طبّية مشروعة‪ ،‬ومخدرات‬
‫َ‬ ‫المخدرات الواردة في‬
‫الجدول األول يُرى أن لها خصائص خطرة جدًّا وفائدة عالجية محدودة نسبيًا"‪.‬‬
‫َ‬ ‫مختارة من‬
‫إن نظام المراقبة المنصوص عليه في ما يتعلق بالمؤثرات العقلية يستند مبدئيًّا إلى نظام المراقبة‬
‫صنّفت في أربعة جداول‬ ‫ّ‬
‫ولكن تدابير المراقبة الضرورية في إطار اتفاقية ‪ُ 1971‬‬ ‫الخاص بالمخدرات‪.‬‬
‫منفصلة‪ ،‬تبعًا للعالقة بين الفائدة العالجية وما يسببه سوء استعمال المواد المعنية من مخاطر صحة عمومية‪.‬‬
‫فالجدول األول يعني ضمنًا وجود مخاطر صحة‬
‫َ‬ ‫سا متدر ًجا لهذين المتغيرين‪:‬‬
‫وتستخدم الجداول األربعة مقيا ً‬
‫الجدول الرابع فيعني‬
‫َ‬ ‫عمومية شديدة وفائدة عالجية منخفضة‪ ،‬وبالتالي أكثر التدابير الرقابية صرامة؛ أما‬
‫نقيض ذلك‪ ،‬أي وجود مخاطر صحية عمومية أدنى وفائدة عالجية أعلى(المفوضية العالمية لسياسات‬
‫المخدرات‪ ،‬دس)‪ .‬وسيلي عرض لهذه الجداول فيمايلي‪:‬‬
‫الجداول المنصوص عليها في اتفاقيات األمم المتحدة للمخدرات‪:‬‬
‫االتفاقية الوحيدة للمخدرات ‪:1961‬‬

‫الجدول الرابع‬ ‫الجدول الثالث‬ ‫الجدول الثاني‬ ‫الجدول األول‬


‫المخدرات‬ ‫بعض‬ ‫المستحضرات‬ ‫قابلية‬ ‫األقل‬ ‫المواد‬ ‫مواد ذات القابلية‬
‫العالية لإلدمان وسوء‬
‫المدرجة في الجدول‬ ‫المحتوية على كميات‬ ‫وسوء‬ ‫لإلدمان‬
‫االستعمال والسالئف‬
‫ذات‬ ‫األول‬ ‫من‬ ‫منخفضة‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫اإلستعمال‬ ‫التي يمكن تحويلها‬
‫بسهولة إلى مخدرات‬
‫الشديدة‬ ‫الخصائص‬ ‫المخدرات والتي من‬ ‫المدرجة في الجدول‬
‫ذات القابلية نفسها‬
‫والقيمة‬ ‫الخطورة‬ ‫أن‬ ‫المرجح‬ ‫غير‬ ‫األول (مثال‪ :‬الكوديين‪،‬‬ ‫وسوء‬ ‫لإلدمان‬
‫(مثال‪:‬‬ ‫االستعمال‬
‫العالجية المحدودة أو‬ ‫سوء‬ ‫إلى‬ ‫تؤدي‬ ‫الديكستروبروبوكسيفن؛‬
‫األفيون‪،‬‬ ‫القنب‪،‬‬
‫(مثال‪:‬‬ ‫المغدومة‬ ‫استعمال وال تسري‬ ‫‪dextropropoxyphene‬‬ ‫الهروين‪ ،‬الميثادون‪،‬‬
‫)‬ ‫ورقة‬ ‫الكوكايين‪،‬‬
‫القنب ‪ ،‬الهيروين)‪.‬‬ ‫عليها التدابير الرقابية‬
‫الكوكا‬
‫على‬ ‫المفروضة‬ ‫واألوكسيكودون )‬
‫التي‬ ‫المخدرات‬
‫تحويها (مثال‪ :‬أقل من‬
‫‪ %2,5‬من الكودايين‬
‫و أقل من ‪ %0,1‬من‬
‫الكوكايين)‬

‫فهم أثر المخدرات على الدماغ‪:‬‬


‫ساعد التطور الكبير الذي عرفته العلوم الطبية والبيولوجية وخاصة البيولوجية العصبية وعلم النفس‬
‫العصبي والتجريبي في الكثير حول عمل الدماغ؛ وذلك في حاالت الفرد الطبيعية حيث تم إماطة الغموض‬
‫عن فيزيولوجية العمليات العقلية العديدة‪ ،‬كما ساعدت نفس العلوم في فهم التغيرات التي تطرأ على الدماغ في‬
‫حال تعاطي الفرد لمواد تساهم أو تعمل على التركيبة الكيميائية والفيزيولوجية للدماغ وبالتالي التغيير في‬
‫السلوك؛ ومن أهم هذه المواد التي تحدث تأثيرا على الدماغ المواد النفسية أو المتعارف عليها "المخدرات"‪.‬‬
‫ولقد أكدت تقارير علمية كثيرة تأثير كافة المخدرات على الدماغ وفق أنماط متشابهة‪.‬‬

‫يمكن وصف هذه اآلليات على النحو العام التالي (ماستراشي‪ ،2014 ،‬ص‪ :)17‬يتألف الجهاز العصبي‬
‫من خاليا عصبية‪ ،‬أو عصبونات‪ ،‬مكونة من جسم الخلية العصبية وامتدادات (الخيوط العصبية) واستطاالت‬
‫(الزوائد العصبونية)‪ .‬نجد بعض العصبونات متآلفة في بُنى تؤدي وظائف معينة‪.‬‬
‫تتحرك المعلومات داخل الدماغ على شكل نشاط كهربائي غالبا ما يوجهها دفق عصبي‪ ،‬متنقلة من‬
‫الزوائد العصبونية إلى جسم الخلية حيث تتم معالجتها‪ ،‬ومن جسم الخلية إلى الخيط المحوري‪ .‬بعد ذلك‪،‬‬
‫يتحول الدفق العصبي ‪-‬بغية التنقل من عصبون آلخر‪ -‬إلى رسالة كيميائية تتخذ هيئة الناقل العصبي‪ ،‬وهو‬
‫مادة يفرزها العصبون‪ .‬وهكذا يجتاز الناقل العصبي منطقة اتصال العصبونين‪ ،‬وهو ما يعرف بالمشبك‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن هناك أنواعا مختلفة من النواقل العصبية (غابا ‪ gaba‬حمض أمين البيوريتيك‪،‬‬
‫األسيتيل كولين ‪ ،Acetylecholine‬السيروتونين ‪ ،Serotonine‬الدوبامين ‪ ،Dopamine‬إلخ‪ )...‬المرتبطة‬
‫المشبكي ظاهرة في غاية التعقيد يمكن ضبطها بوسائل متعددة‪ .‬فلحدّ مدة‬
‫بمستقبالت نوعية‪ .‬إن اإلرسال ِ‬
‫أو‬ ‫أنزيم‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫العصبي‬ ‫الناقل‬ ‫يدمر‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫مثال‪،‬‬ ‫العصبي‬ ‫اإلرسال‬

‫أن يسترد من قبل العصبون المرسل‪.‬‬

‫على صعيد آخر‪ ،‬هناك المواد المسماة "المعدالت العصبية" (مثل الدوبامين أو المورفينات الداخلية‪،‬‬
‫المعروفة أيضا باألندورفين) –التي ال تحول الدفق العصبي مباشرة وإنما تسهم في تنظيمه‪ .-‬ويمكن لمادة‬
‫مؤثرة عقليا بنيتها الجزيئية شبيهة بالمادة التي يصنعها الكائن الحي أن تُث َ ِبّت نفسها مكان هذه األخيرة على‬
‫مستقبالت عصبية نوعية‪ .‬تتدخل المواد المؤثرة عقليا تحديدا في هذه العمليات‪ ،‬وعلى أصعدة مختلفة‪:‬‬

‫‪ ‬فمنها ما يَ ُحول دون إعادة التقاط العصبون الفارز للمرسل العصبي الطبيعي‪ .‬هكذا تُصعد مادة الكوكايين‬
‫كمية الدوبامين في المشبك العصبي‪ ،‬وتزيد مخدرات النشوة كميات السيروتونين والدوبامين‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها أيضا ما يقلد النواقل العصبية الطبيعية‪ ،‬فيحل محلها على صعيد مستقبالتها‪.‬تحتل مادة النيكوتين‬
‫مثال مكان مستقبالت األسيتيل كولين‪ .‬وعلى هذا النحو أيضا تؤثر مادة المورفين على األلم أو العواطف‬
‫بتثبيت نفسها على مستقبالت األندورفين‪ ،‬المسؤولة عن تنظيم األلم تنظيما طبيعيا‪.‬‬
‫تشترك كافة المؤثرات العقلية (الكوكايين‪ ،‬مخدرات النشوة‪ ،‬التبغ‪ ،‬الكحول‪ ،‬الهيروين‪ ،‬األدوية‪)...‬‬ ‫‪‬‬
‫القادرة على إيصال اإلنسان إلى حالة اإلدمان‪ ،‬بخاصية تعزيز كمية الدوبامين في مركز من الدماغ‪ ،‬المعروفة‬
‫بـ "دارة اإلثابة"‪.‬‬

‫ما منظومة اإلثابة الدماغية؟‬


‫البد لحياة األحياء من الحفاظ على الوظائف الحيوية‪ ،‬مثل التغذي أو التوالد أو الدفاع عن النفس عند‬
‫التعرض العتداء‪ ،‬لذلك توجد في الدماغ منظومات مسؤولة عن اإلثابة هذه األفعال الحيوية بجعلها تشعر‬
‫بالمتعة (ومنها جاءت تسمية "منظومة اإلثابة الدماغية"‪.)"Hedonic system‬‬

‫إن المناطق الدماغية المعنية هنا هي الباحة السقيفية البطنية "‪ ،"Ventral tegmental area‬والنواة‬
‫المتكئة "‪ ،"Nucleus accumbens‬وقشرة فص الجبهة "‪ ،"Cortex frontal‬واللوزة الديماغية‬
‫"‪"Amygdala‬‬
‫‪ -‬معايير كشف تعاطي أو إعتماد مادة‪:‬‬

‫‪ -1-7-2‬معايير كشف تعاطي مادة (مخدرات) ‪Critères de l abus d une‬‬


‫‪:substance‬‬

‫يوضح الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات العقلية الرابع (‪،)DSM IV‬‬


‫معايير تشخيص تعاطي المخدرات (مادة ‪ ،)Substance‬ويكون ذلك حسب مايلي‪:‬‬

‫(‪ )a‬نمط استعمال غير تكيفي لمادة يؤدي إلى خلل وظيفي أو معاناة دالة إكلينيكيا‪،‬‬
‫ويتميز بظهور واحدة على األقل من العالمات التالية خالل مدة ‪ 12‬شهر‪:‬‬
‫(‪ )1‬االستعمال المتكرر للمادة يؤدي إلى العجز عن الوفاء بااللتزامات الرئيسية في‬
‫العمل‪ ،‬في المدرسة أو في المنزل (مثال‪ :‬غياب متكرر أو أداء ضعيف في العمل‬
‫بسبب استعمال المادة‪ .‬غياب‪ ،‬طرد مؤقت أو كلي من المدرسة‪ .‬إهمال األبناء أو‬
‫األعمال المنزلية)‪.‬‬

‫(‪ )2‬استعمال متكرر للمادة في وضعيات يمكن أن تكون خطرة جسديا (مثال‪ :‬عند‬
‫قيادة السيارة‪ ،‬أو تشغيل آلة)‪.‬‬

‫(‪ )3‬مشاكل قانونية متكررة لها عالقة باستعمال المادة (مثال‪ :‬توقيفات بسبب سلوكات‬
‫غير طبيعية لها عالقة باستعمال المادة‪).‬‬

‫(‪ )4‬استعمال المادة رغم المشاكل الشخصية واالجتماعية المستمرة أو المتكررة‪،‬‬


‫والتي تسببت فيها أو فاقمتها اآلثار الناتجة عن استعمال المادة (مثال‪ :‬خصامات مع‬
‫الزوج حول عواقب التعاطي‪ ،‬شجارات)‪.‬‬

‫(‪ )b‬األعراض لم تصل أبدا –بالنسبة لهذا النوع من المادة‪ -‬إلى معايير التبعية‪.‬‬
‫(‪)Guelfi et Crocq, 2005, p230‬‬

‫إذن ظهور أحد األعراض على األقل الموضحة في المعيار (‪ )a‬على مدار مدة ‪12‬‬
‫شهر وعدم تجاوز هذه األعراض إلى أعراض "التبعية" يشخص تعاطي الفرد لمادة‬
‫مخدرة ما‪ .‬وفيما يلي كيفية التعرف على الشخص إن كان في حالة تبعية أم ال‪.‬‬

‫‪ -2-7-2‬معايير كشف التبعية أو االعتماد لمادة‪Critères de dépendance à :‬‬


‫‪:une‬‬ ‫‪substance‬‬
‫حسب الدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات العقلية الرابع (‪ ،)DSM IV‬تتمثل معايير‬
‫تشخيص التبعية أو االعتماد لمادة (المخدرات) (مادة ‪ ،)Substance‬في مايلي‪:‬‬
‫نمط استعمال غير تكيفي لمادة يؤدي إلى خلل وظيفي أو معاناة لها داللة إكلينيكية‪ ،‬تتميز‬
‫بظهور ثالثة أو أكثر من األعراض التالية في أي وقت خالل فترة ممتدة من ‪ 12‬شهر‪:‬‬

‫)‪ (1‬التحمل "‪ :"tolérance‬ويعرف بأحد األعراض التالية‪:‬‬

‫(‪ )a‬االحتياج إلى كميات أعلى بكثير من المادة للحصول على "التسمم" أو التأثير المرغوب‪.‬‬

‫انخفاض كبير في تأثير نفس الكمية المستعملة للمادة المتعاطاة منذ مدة‪.‬‬ ‫(‪)b‬‬

‫)‪ (2‬االنسحاب "‪ "sevrage‬ويتميز بأحد المظاهر التالية‪:‬‬

‫(‪)a‬متالزمة االنسحاب الخاصة بالمادة‪.‬‬

‫أخذ نفس المادة (أو مادة قريبة جدّا) لتخفيف أو تجنب أعراض االنسحاب‪.‬‬ ‫(‪)b‬‬

‫)‪ (3‬تؤخذ المادة بكميات أكبر أو لفترة زمنية أطول مما كان متوقعا‪.‬‬

‫)‪ (4‬وجود رغبة ملحة أو بذل جهود غير مثمرة في خفض استخدام المادة أو السيطرة عليها‪.‬‬

‫)‪ (5‬إنفاق الكثي ر من الوقت على األنشطة الالزمة للحصول على المادة (مثال‪ :‬التشاور أزيارة‬
‫العديد من األطباء)‪ ،‬أو التنقل (لمسافات طويلة)‪ ،‬أو استعمال المادة (مثال‪ :‬التدخين دون‬
‫توقف)‪ ،‬أو لالسترجاع من آثار المادة‪.‬‬

‫)‪ (6‬اإلنقاص أو التخلي عن األنشطة االجتماعية أو المهنية أو الترفيهية الهامة بسبب استعمال‬
‫المادة‪.‬‬

‫)‪ (7‬تواصل استعمال أو تعاطي المادة رغم علم الشخص بوجود مشكل نفسي أو جسدي مستمر‬
‫أو متكرر (مثال‪ :‬مواصلة أخذ جرعات من الكوكايين رغم اعتراف الشخص باالكتئاب المرتبط‬
‫بالكوكايين‪ ،‬أو مواصلة أخذ الكحوليات رغم اعتراف الشخص بتفاقم القرحة بسبب الكحول)‬
‫(‪.)Guelfi et Crocq, 2005, p228‬‬

‫هذه المظاهر وتواتر ظهورها تخبرنا إن كان الشخص يتعاط أو تابع للمخدرات‪ ،‬وقد يتبادر إلى‬
‫الذهن ما الذي يجعل هذا الشخص يلجأ إلى تبني مثل هذا السلوك والزج بنفسه في دوامة يصعب‬
‫الخروج منها‪ .‬فيما يلي توضيح لبعض األسباب التي تدفع بالشخص إلى براثن التعاطي والتبعية‪.‬‬
‫المخدرات في المجتمع‪:‬‬
‫أبرزت نتائج التحقيق المدرسي الذي أجراه الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وادمانها بأن نسبة تعاطي‬
‫المخدرات في الوسط المدرسي سجلت في السنوات األخيرة ارتفاعا قياسيا‪ ،‬كاشفا أن حوالي ‪ 54‬ألف تلميذ‬
‫يتعاطون المخدرات في الوسط المدرسي‪.‬‬
‫وكشفت النتائج الميدانية لهذا التحقيق حول انتشار المخدرات في الوسط المدرسي مست ‪ 426‬متوسطة‬
‫وثانوية على المستوى الوطني باستثناء واليتي إليزي وتيندوف على ما جاء في لسان المدير العام للمركز‬
‫الوطني للدراسات والتحاليل الخاص بالسكان والتنمية داود بلقاسمي في تصريح للقناة األولى أن من بين ما‬
‫زيد عن ‪ 2‬مليون تلميذ معني بالتبيان‪ ،‬تم احصاء ‪ 54‬ألف تلميذ في الجزائر يستهلكون الحشيش ومانسبته ‪8.5‬‬
‫يتعاطون الشيشة و‪ 1.95‬يتناولون الكحول ‪ 1.97 ،‬مهلوسات ‪ ،‬ونسبة ‪ 0.42‬كوكايين‪ ،‬و‪ 0.33‬مدمنين على‬
‫الهيروين‪.‬‬

‫وفي ظل هذه األرقام المرعبة التي هون المدير العام للمركز الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها محمد عبدو‬
‫بن حلة‪ ،‬من حجمها مقارنة بما كان متوقعا قبل اجراء التحقيق –حسب رأيه‪ -‬داعيا في الوقت ذاته إلى تعاون‬
‫كل القطاعات من أجل وضع استراتيجية وطنية تحمي وتطهر الوسط المدرسي من المخدرات‪.‬‬

‫من جانبهم شدد المشاركون في هذا الملتقى الذي استعرضت فيه نتائج التحقيق على ضرورة تضافر جهود‬
‫جميع الجهات الفاعلة الستئصال هذه اآلفة من المؤسسات التربوية‪.‬‬

‫لإلشارة فإن هذه الدراسة الميدانية أجريت في الفترة الممتدة بين ‪ 17‬و‪ 21‬أفريل ‪ 2016‬تم من خاللها استبيان‬
‫أكثر من ‪ 12‬ألف تلميذ وتعد أول دراسة ميدانية بهذا الحجم ‪.‬‬

‫المخدرات من منظور الشريعة االسالمية‪:‬‬

‫أجمع علماء المسلمين من جميع المذاهب على تحريم المخدرات؛ حيث تؤدي إلى األضرار في دين‬
‫المرء وعقله وطبعه‪ ،‬حتى جعلت خلقا كثيرا بال عقل‪ ،‬وأورثت آكلها دناءة النفس والمهانة‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬يا‬

‫أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون﴾‬
‫(المائدة ‪ .)90‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬كل مسكر خمر حرام"‪ ،‬والخمر هو كل ما خامر العقل أو‬
‫غطا أو ستره بغض النظر عن المسكر أو صورته وكل المخدرات مسكرة ومفترة وهي حرام‪ ،‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ما أسكر كثيره فقليله حرام"‪ .‬كما قال‪" :‬حرام على أمتي كل مفتر ومخدر" (رواه‬
‫مسلم‪ ،‬باب األشربة)‪ ،‬إن في تعاطي المخدرات اعتداء على الضروريات الخمس التي حرصت الشريعة‬
‫اإلسالمية على حمايتها والمحافظة عليها بمختلف السبل والوسائل‪ ،‬واعتبرت االعتداء على أمنها جريمة من‬
‫أشد الجرائم يستحق مرتكبها أبلغ العقوبات‪ ،‬وهذه الضروريات أو مقاصد الشريعة الخمس هي‪( :‬العقل‪-‬‬
‫النفس‪ -‬المال‪ -‬العرض) (الفنجري‪)2000 ،‬‬

‫حرم اإلسالم شرب الخمر حماية للصحة العقلية والنفسية ‪ ،‬ومحافظة على السلوك القويم لألفراد وقد‬
‫أجمعت األمة اإلسالمية على هذا التحريم لثبوته بنصوص القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وقد ورد النص بالتحريم في قوله سبحانه وتعالى ‪ .( :‬ظاهر النص أن هللا قد حكم حكما ً قاطعا ً بتحريم الخمر‬
‫فقد قرنها سبحانه وتعالى بالذبح على النصب لغيره سبحانه وتعالى وهو من مظاهر الشرك والوثنية ‪ ،‬كما‬
‫وصفها جل شأنه بأنها رجس أي خبث وشر وأنها من عمل الشيطان الذي يزين للناس شربها حتى يوجد بينهم‬
‫الخالف والشقاق والكراهية وحتى يغيب عقل الشارب فينصرف عن عبادة هللا وترك الصالة ‪.‬‬

‫األحاديث النبوية التي قيلت بشأن الخمر كثيرة منها قوله صلى هللا عليه وسلم‪ ( :‬لعنت الخمرة على‬
‫عشرة وجوه‪ ،‬لعنت الخمر بعينها‪ ،‬وشاربها‪ ،‬وساقيها‪ ،‬وبائعها‪ ،‬ومبتاعها‪ ،‬وعاصرها‪ ،‬ومعتصرها‪ ،‬وحاملها‪،‬‬
‫والمحمولة إليه‪ ،‬وآكل ثمنها)‪ .‬أي أن الخمر محرمة وأن االتصال بها على الوجوه العشرة المذكورة في‬
‫الحديث حرام‪.‬‬

‫ومنها قوله صلى هللا عليه وسلم‪ :‬وأتفق فقهاء المسلمين على أن الشريعة اإلسالمية تحرم تعاطي‬
‫المخدرات بالقياس على الخمر فالخمر لم تحرم لذاتها ولكن لألضرار الكثيرة المترتبة على تعاطيها وبوجه‬
‫خاص أضرارها بالعقل وهذا اإلضرار متحقق بالنسبة للمخدرات فينسحب حكم الخمر وهو التحريم على‬
‫المخدرات الشتراكها في علة الحكم‪.‬‬

‫كما حرمت المخدرات دفعا ً للمضار المترتبة عليها وحماية لألصول الخمسة التي يقوم عليها المجتمع‬
‫اإلسالمي القوي الصالح وهي (الدين والنفس والمال والعقل والعرض)‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق فإن متعاطي المخدرات ومدمنها ال نقول قد أحل واحدة من هذه األمور الخمسة بل‬
‫إنه أحل تلك الضرورات جميعا ً فالدين مفقود والعقل ممسوح والمال مهدور ومضيع في غير حله ‪ .‬وقد يقتل‬
‫ويستحل الدم الذي ال يحل إراقته ألنه فاقد للعقل أما العرض فحدث وال حرج فما دام أن ذلك المدمن ال يؤتمن‬
‫على محارمه بل قد يبيع محارمه مقابل شمه هيروين أو سيجارة حشيش فهل سيتوارع عن محارم وأعراض‬
‫اآلخرين‪!!! .‬‬

‫وخالصة الحديث أن الخمر وسائر المخدرات والمسكرات بكافة أنواعها وأسمائها يحرم تعاطيها بأي‬
‫وجه من وجوه التعاطي كان ‪ ،‬كما يحرم تصنيعها وزراعتها وتهريبها واالتجار فيها وبيعها وإهداؤها‬
‫والتعامل بها على أي وجه كان وعلى أي صفة واإلعانة على ذلك معصية محرمة ال شبهة في حرمتها ‪ .‬قال‬
‫هللا عز وجل ‪ ( :‬وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان واتقوا هللا إن هللا شديد العقاب )(‬
‫المائدة ‪).1‬‬

‫المخدرات من المنظور القانوني‪:‬‬


‫التعريف القانوني للمخدرات‪ :‬المخدرات مجموعة من المواد تسبب اإلدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر‬
‫تداولها أو زراعتها أو صنعها إال ألغراض يحددها القانون وال تستعمل إال بواسطة من يرخص له بذلك‬
‫(الدمرداش‪ ،1982 ،‬ص‪)11‬‬
‫وفيما يلي عرض حرفي لقانون الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية‪ ،‬وهذا حسب ما جاء في‬
‫الجريدة الرسمية‪:‬‬
‫قانون الوقاية من المخدرات‪:‬‬
‫قانون رقم ‪ 18-04‬مؤرخ في ‪ 13‬ذي القعدة عام ‪ 1425‬الموافق ‪ 25‬ديسمبر سنة ‪ ،2004‬يتعلق بالوقاية من‬
‫المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع االستعمال و االتجار غير المشروعين بها ‪.‬‬
‫إن رئيس الجمهورية‪،‬‬
‫‪-‬بناء على الدستور‪ ،‬ال سيما المواد ‪ 119‬و ‪ 120‬و ‪ 7-122‬و ‪ 126‬و ‪ 132‬منه‪،‬‬
‫‪-‬و بمقتضى االتفاقية الوحيدة المتعلقة بالمخدرات لسنة ‪ 1961‬المصادق عليها بموجب المرسوم رقم ‪-63‬‬
‫‪ 343‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪،1963‬‬
‫‪-‬و بمقتضى اتفاقية المؤثرات العقلية لسنة ‪ 1971‬المصادق عليها بموجب المرسوم رقم ‪ 177-77‬المؤرخ‬
‫في ‪ 26‬ذي الحجة عام ‪ 1397‬الموافق ‪ 7‬ديسمبر ‪،1977‬‬
‫‪-‬و بمقتضى بروتوكول سنة ‪ 1972‬المعدل لالتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ‪ 1961‬المصادق عليه بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 61-02‬المؤرخ في ‪ 22‬ذي القعدة عام ‪ 1422‬الموافق ‪ 5‬فبراير سنة ‪،2002‬‬
‫‪-‬و بمقتضى اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة االتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية لسنة ‪1988‬‬
‫المصادق عليه بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 41-95‬المؤرخ في ‪ 26‬شعبان عام ‪ 1415‬الموافق ‪ 28‬يناير‬
‫سنة ‪،1995‬‬
‫‪-‬و بمقتضى األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬الموافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬و المتضمن‬
‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعدل و المتمم‪،‬‬
‫‪-‬و بمقتضى األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬الموافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬و المتضمن‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬المعدل و المتمم‪،‬‬
‫‪-‬و بمقتضى األمر رقم ‪ 211-66‬المؤرخ في ‪ 2‬ربيع الثاني عام ‪ 1386‬الموافق ‪ 21‬يوليو سنة ‪ 1966‬و‬
‫المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر‪،‬‬
‫‪-‬و بمقتضى القانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 26‬شعبان عام ‪ 1399‬الموافق ‪ 21‬يوليو سنة ‪ 1979‬و‬
‫المتضمن قانون الجمارك‪ ،‬المعدل و المتمم‪،‬‬
‫‪-‬و بمقتضى القانون رقم ‪ 05-85‬المؤرخ في ‪ 26‬جمادى األولى عام ‪ 1405‬الموافق ‪ 16‬فبراير سنة ‪1985‬‬
‫و المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها‪ ،‬المعدل و المتمم‪،‬‬
‫‪-‬و بمقتضى القانون رقم ‪ 17-87‬المؤرخ في ‪ 6‬ذي الحجة عام ‪ 1407‬الموافق أول غشت سنة ‪ 1987‬و‬
‫المتعلق بحماية الصحة النباتية‪،‬‬
‫‪-‬و بمقتضى القانون رقم ‪ 14-01‬المؤرخ في ‪ 29‬جمادى األولى عام ‪ 1422‬الموافق ‪ 19‬غشت سنة ‪2001‬‬
‫و المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق و سالمتها و أمنها‪ ،‬المعدل و المتمم‪،‬‬
‫‪-‬و بمقتضى القانون رقم ‪ 10-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى عام ‪ 1424‬الموافق ‪ 19‬يوليو سنة ‪2003‬‬
‫و المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪،‬‬
‫‪-‬و بعد مصادقة البرلمان‪،‬يصدر القانون اآلتي نصه‪:‬‬
‫الفصل األول‬
‫أحكام عامة‬
‫المادة األولى‪ :‬يهدف هذا القانون إلى الوقاية من المخدرات و المؤثرات العقلية و قمع االستعمال و االتجار‬
‫بها‪.‬‬ ‫المشروعين‬ ‫غير‬

‫المادة ‪ :2‬يقصد في مفهوم هذا القانون بما يأتي‪:‬‬


‫‪ -‬المخدر‪ :‬كل مادة‪ ،‬طبيعية كانت أم اصطناعية‪ ،‬من المواد الواردة في الجدولين األول و الثاني من االتفاقية‬
‫الوحيدة للمخدرات لسنة ‪ 1961‬بصيغتها المعدلة بموجب بروتوكول سنة ‪.1972‬‬
‫‪ -‬المؤثرات العقلية‪ :‬كل مادة‪ ،‬طبيعية كانت أم اصطناعية‪ ،‬أو كل منتوج طبيعي مدرج في الجدول األول أو‬
‫الثاني أو الثالث أو الرابع من اتفاقية المؤثرات العقلية لسنة ‪.1971‬‬
‫‪ -‬السالئف‪ :‬جميع المنتجات الكيماوية التي تستخدم في عمليات صنع المواد المخدرة و المؤثرات العقلية‪.‬‬
‫‪ -‬المستحضر‪ :‬كل مزيج جامد أو سائل به مخدر و مؤثر عقلي‪.‬‬
‫‪ -‬القنب‪ :‬األطراف المزهرة أو المثمرة من نبتة القنب (و ال يشمل البذور و األوراق غير المصحوبة‬
‫بأطراف) التي لم يستخرج الراتينج منها‪ ،‬أيا كان استخدامها‪.‬‬
‫‪ -‬نبات القنب‪ :‬أي نبات من جنس القنب‪.‬‬
‫‪ -‬خشخاش األفيون‪ :‬كل شجيرة من فصيلة الخشخاش المنوم‪.‬‬
‫‪ -‬شجيرة الكوكا‪ :‬كل نوع من أنواع الشجيرات من جنس إريتروكسيلون‪.‬‬
‫‪ -‬االستعمال غير المشروع‪ :‬االستعمال الشخصي للمخدرات أو المؤثرات العقلية الموضوعة تحت الرقابة‬
‫بدون وصفة طبية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدمان‪ :‬حالة تبعية نفسانية أو تبعية نفسية جسمانية اتجاه مخدر أو مؤثر عقلي‪.‬‬
‫‪ -‬العالج من اإلدمان‪ :‬العالج الذي يهدف إلى إزالة التبعية النفسانية أو التبعية النفسية الجسمانية اتجاه مخدر‬
‫او مؤثر عقلي‪.‬‬
‫‪ -‬الزراعة‪ :‬يقصد بها زراعة خشخاش األفيون‪ ،‬و جنبة الكوكا‪ ،‬و نبتة القنب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتاج‪ :‬عملية تتمثل في فصل األفيون و أوراق الكوكا و القنب و راتينج القنب عن نباتاتها‪.‬‬
‫‪ -‬الصنع‪ :‬جميع العمليات‪ ،‬غيراالنتاج‪ ،‬التي يتم الحصول بها على المخدرات و المؤثرات العقلية و تشمل‬
‫التنقية و تحويل المخدرات إلى مخدرات أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التصدير و االستيراد‪ :‬النقل المادي للمخدرات و ‪ /‬أو المؤثرات العقلية من دولة إلى دولة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬النقل‪ :‬نقل المواد الموضوعة تحت المراقبة داخل اإلقليم الجزائري من مكان إلى آخر أو عن طريق‬
‫العبور‪.‬‬
‫‪ -‬دولة العبور‪ :‬الدولة التي يجري عبر إقليمها نقل المواد غير المشروعة و المخدرات و المؤثرات العقلية و‬
‫المواد الواردة في الجدول األول و الجدول الثاني غير المشروعة و التي ليست مكان منشئها األصلي و ال‬
‫مكان مقصدها النهائي‪.‬‬
‫المادة ‪ : 3‬ترتب جميع النباتات و المواد المصنفة كمخدرات أو مؤثرات عقلية أو سالئف بقرار من الوزير‬
‫المكلف بالصحة في أربعة (‪ )4‬جداول تبعا لخطورتها و فائدتها الطبية و يخضع كل تعديل لهذه الجداول إلى‬
‫األشكال نفسها‪.‬‬
‫تسجل النباتات و المواد بتسميتها الدولية‪ ،‬و إذا تعذر ذلك بتسميتها العلمية أو التسمية المتعارف عليها‪.‬‬
‫المادة ‪ :4‬ال يسلم الترخيص بالقيام بالعمليات المذكورة في المواد ‪ 17‬و ‪ 19‬و ‪ 20‬من هذا القانون‪ ،‬إال إذا كان‬
‫استعمال النباتات و المواد و المستحضرات موجها ألهداف طبية أو علمية‪.‬‬
‫و ال يمنح هذا الترخيص إال بناء على تحقيق اجتماعي حول السلوك األخالقي و المهني للشخص طالب‬
‫الرخصة‪.‬‬
‫و ال يمكن أن يمنح هذا الترخيص لشخص حكم عليه بسبب الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬
‫المادة ‪ :5‬ال يسلم الترخيص المذكور في المادة ‪ 4‬أعاله‪ ،‬إال الوزير المكلف بالصحة‪.‬‬
‫تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التدابير الوقائية و العالجية‪:‬‬
‫المادة ‪ : 6‬ال تمارس الدعوى العمومية ضد األشخاص الذين امتثلوا إلى العالج الطبي الذي وصف لهم إلزالة‬
‫التسمم‬
‫و تابعوه حتى نهايته‪.‬‬
‫و ال يجوز أيضا متابعة األشخاص الذين استعملوا المخدرات أو المؤثرات العقلية استعماال غير مشروعا ذا‬
‫ثبت أنهم خضعوا لعالج مزيل للتسمم أو كانوا تحت المتابعة الطبية منذ حدوث الوقائع المنسوبة إليهم‪.‬‬
‫و في جميع الحاالت المنصوص عليها في هذه المادة يحكم بمصادرة المواد و النباتات المحجوزة إن اقتضى‬
‫األمر‪ ،‬بأمر من رئيس الجهة القضائية المختصة‪ ،‬بناء على طلب النيابة العامة‪.‬‬
‫تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫المادة ‪ : 7‬يمكن أن يأمر قاضي التحقيق أو قاضي األحداث بإخضاع األشخاص المتهمين بارتكاب الجنحة‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 2‬أدناه‪ ،‬لعالج مزيل للتسمم تصاحبه جميع تدابير المراقبة الطبية و إعادة‬
‫التكييف المالئم لحالتهم‪ ،‬إذا ثبت بواسطة خبرة طبية متخصصة‪ ،‬أن حالتهم الصحية تستوجب عالجا طبيا‪.‬‬
‫يبقى األمر الذي يوجب هذا العالج نافذا‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بعد انتهاء التحقيق‪ ،‬و حتى تقرر الجهة القضائية‬
‫المختصة خالف ذلك‪ .‬المادة ‪ :8‬يجوز للجهة القضائية المختصة أن تلزم األشخاص المذكورين في المادة ‪7‬‬
‫أعاله‪ ،‬بالخضوع لعالج إزالة التسمم و ذلك بتأكيد األمر المنصوص عليه في ذات المادة أعاله‪ ،‬أو تمديد‬
‫آثاره و تنفذ قرارات الجهة القضائية المختصة رغم المعارضة أو االستئناف‪.‬‬
‫و في حالة تطبيق أحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 7‬أعاله و الفقرة األولى من هذه المادة‪ ،‬يمكن الجهة القضائية‬
‫المختصة أن تعفي الشخص من العقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 12‬من هذا القانون‪.‬‬
‫المادة ‪ :9‬تطبق العقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 12‬من هذا القانون على األشخاص الذين يمتنعون عن‬
‫تنفيذ قرار الخضوع للعالج المزيل للتسمم‪ ،‬دون اإلخالل بتطبيق المادة ‪ 7‬أعاله من جديد‪ ،‬عند االقتضاء ‪.‬‬
‫المادة ‪ :10‬يجري عالج إزالة التسمم المنصوص عليه في المواد السابقة إما داخل مؤسسة متخصصة و إما‬
‫خارجيا تحت مراقبة طبية‪.‬‬
‫يعلم الطبيب المعالج بصفة دورية السلطة القضائية بسير العالج و نتائجه‪.‬‬
‫تحدد شروط سير العالج المذكور بقرار مشترك بين وزير الداخلية و الجماعات المحلية و وزير العدل‪،‬‬
‫األختام‬ ‫حافظ‬
‫و الوزير المكلف بالصحة‪.‬‬
‫المادة ‪ : 11‬إذا أمر قاضي التحقيق أو الجهة القضائية المختصة متهما بإجراء مراقبة طبية أو الخضوع لعالج‬
‫مزيل للتسمم‪ ،‬فان تنفيذ هذه اإلجراءات يخضع ألحكام المواد من ‪ 7‬إلى ‪ 9‬من هذا القانون‪ ،‬مع مراعاة أحكام‬
‫‪125‬‬ ‫المادة‬
‫مكرر ‪( 1‬الفقرة ‪ )7-2‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫األحكام الجزائية‬
‫المادة ‪ :12‬يعاقب بالحبس من شهرين (‪ )2‬إلى سنتين (‪ )2‬و بغرامة من ‪ 5000‬دج إلى ‪ 50000‬دج أو‬
‫بإحدى هاتين العقوبتين كل شخص يستهلك أو يحوز من اجل االستهالك الشخصي مخدرات أو مؤثرات عقلية‬
‫مشروعة‪.‬‬ ‫غير‬ ‫بصفة‬
‫المادة ‪ :13‬يعاقب بالحبس من سنتين (‪ )02‬إلى عشر (‪ )10‬سنوات وبغرامة من ‪ 100000‬دج إلى ‪500000‬‬
‫دج كل من يسلم أو يعرض بطريقة غير مشروعة مخدرات أو مؤثرات عقلية على الغير بهدف االستعمال‬
‫الشخصي‪.‬‬
‫يضاعف الحد األقصى للعقوبة إذا تم تسليم أو عرض المخدرات أو المؤثرات العقلية حسب الشروط المحددة‬
‫في ال فقرة السابقة على قاصر أو معوق أو شخص يعالج بسبب إدمانه أو في مراكز تعليمية أو تربوية أو‬
‫تكوينية أو صحية أو اجتماعية أو داخل هيئات عمومية‪.‬‬
‫المادة ‪ :14‬يعاقب بالحبس من سنتين (‪ )02‬إلى خمس (‪ )05‬سنوات وبغرامة من ‪ 100000‬دج إلى ‪200000‬‬
‫دج كل من يعرقل أو يمنع بأي شكل من األشكال األعوان المكلفين بمعاينة الجرائم أثناء ممارسة وظائفهم أو‬
‫المهام المخولة لهم بموجب أحكام هذا القانون‪.‬‬
‫المادة ‪ :15‬يعاقب بالحبس من خمس (‪ )05‬إلى خمسة عشر (‪ )15‬سنة و بغرامة من ‪ 500000‬دج إلى‬
‫من‪:‬‬ ‫كل‬ ‫دج‬ ‫‪1000000‬‬
‫‪ -1‬سهل للغير االستعمال غير المشروع للم واد المخدرة أو المؤثرات العقلية بمقابل أو مجانا‪ ،‬سواء بتوفير‬
‫المحل بهذا الغرض أو بأي وسيلة أخرى‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لكل من المالك والمسيرين والمديرين‬
‫المستغلين بأية صفة كانت لفندق أو منزل مفروش أو نزل أو حانة أو مطعم أو ناد أو مكان عرض أو أي‬
‫مكان مخصص للجمهور أو مستعمل من الجمهور‪ ،‬الذين يسمحون باستعمال المخدرات داخل هذه المؤسسات‬
‫أو ملحقاتها أو في األماكن المذكورة‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع مخدرات أو مؤثرات عقلية في مواد غذائية أو في مشروبات دون علم المستهلكين‪.‬‬
‫المادة ‪ :16‬يعاقب بالحبس من خمس (‪ )05‬إلى خمسة عشر (‪ )15‬سنة و بغرامة من ‪ 500000‬دج إلى‬
‫من‪:‬‬ ‫كل‬ ‫دج‬ ‫‪1000000‬‬
‫‪-‬قدم عن قصد وصفة طبية صورية أو على سبيل المحاباة تحتوي على مؤثرات عقلية‪.‬‬
‫‪ -‬سلم مؤثرات عقلية بدون وصفة أو كان على علم بالطابع الصوري أو المحاباة للوصفات الطبية‪.‬‬
‫‪ -‬حاول الحصول على المؤثرات العقلية قصد البيع أو تحصل عليها بواسطة وصفات طبية صورية بناءا‬
‫‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫عرض‬ ‫ما‬ ‫على‬
‫المادة ‪ :17‬يعاقب بالحبس من عشر (‪ )10‬سنوات إلى عشرين (‪ )20‬سنة و بغرامة من ‪ 5000000‬دج إلى‬
‫‪ 50000000‬دج كل من قام بطريقة غير مشروعة بإنتاج أو صنع أو حيازة أو عرض أو بيع أو وضع للبيع‬
‫أو حصول وشراء قصد البيع أو التخزين أو استخراج أو تحضير أو توزيع أو تسليم بأي صفة كانت‪ ،‬أو‬
‫سمسرة أو شحن أو نقل عن طريق العبور أو نقل المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية‪.‬‬
‫و يعاقب على الشروع في هذه الجرائم بالعقوبات ذاتها المقررة للجريمة المرتكبة‪.‬‬
‫و يعاقب على األفعال المنصوص عليها في الفقرة األولى أعاله بالسجن المؤبد عندما ترتكبها جماعة‬
‫إجرامية منظمة‪.‬‬
‫المادة ‪ : 18‬يعاقب بالسجن المؤبد كل من قام بتسيير او تنظيم او تمويل النشاطات المذكورة في المادة ‪17‬‬
‫أعاله‪.‬‬
‫المادة ‪ : 19‬يعاقب بالسجن المؤبد كل من قام بطريقة غير مشروعة بتصدير أو استيراد مخدرات أو مؤثرات‬
‫عقلية‪.‬‬
‫المادة ‪ : 20‬يعاقب بالسجن المؤبد كل من زرع بطريقة غير مشروعة خشخاش األفيون أو شجيرة الكوكا أو‬
‫نبات القنب‪.‬‬
‫المادة ‪ : 21‬يعاقب بالسجن المؤبد كل من قام بصناعة أو نقل أو توزيع سالئف أو تجهيزات أو معدات‪ ،‬إما‬
‫بهدف استعمالها في زراعة المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية أو في إنتاجها أو صناعتها بطريقة غير‬
‫مشروعة و إما مع علمه بان هذه السالئف أو التجهيزات أو المعدات ستستعمل لهذا الغرض‪.‬‬
‫المادة ‪ : 22‬يعاقب كل من يحرض أو يشجع أو يحث بأية وسيلة كانت على ارتكاب الجرائم المنصوص عليها‬
‫في هذا القانون‪ ،‬بالعقوبات المقررة للجريمة أو الجرائم المرتكبة‪.‬‬
‫المادة ‪ : 23‬يعاقب الشريك في الجريمة أو في كل عمل تحضيري منصوص عليه في هذا القانون بنفس عقوبة‬
‫الفاعل األصلي‪.‬‬
‫المادة ‪ : 24‬يجوز للمحكمة أن تمنع أي أجنبي حكم عليه بسبب ارتكابه إحدى الجرائم المنصوص عليها في‬
‫هذا القانون‪ ،‬من اإلقامة في اإلقليم الجزائري إما نهائيا أو لمدة ال تقل عن عشر (‪ )10‬سنوات‪.‬‬
‫يترتب بقوة القانون على المنع من اإلقامة في اإلقليم الجزائري طرد المحكوم عليه إلى خارج الحدود بعد‬
‫انقضاء العقوبة‪.‬‬
‫المادة ‪ :25‬بغض النظر عن العقوبات المنصوص عليها بالنسبة للشخص الطبيعي‪ ،‬يعاقب الشخص المعنوي‬
‫الذي يرتكب جريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في المواد من ‪ 13‬إلى ‪ 17‬من هذا القانون بغرامة‬
‫تعادل خمس (‪ )5‬مرات الغرامة المقررة للشخص الطبيعي‪.‬‬
‫وفي حالة ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في المواد من ‪ 18‬إلى ‪ 21‬من هذا القانون‪ ،‬يعاقب الشخص‬
‫المعنوي بغرامة تتراوح من ‪ 50000000‬دج إلى ‪ 250000000‬دج‪.‬‬
‫و في جميع الحاالت‪ ،‬يتم الحكم بحل المؤسسة أو غلقها مؤقتا لمدة ال تفوق خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬
‫المادة ‪ :26‬ال تطبق أحكام المادة ‪ 53‬من قانون العقوبات على الجرائم المنصوص عليها في المواد من ‪12‬‬
‫إلى ‪ 23‬من هذا القانون‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا استخدم الجاني العنف أو األسلحة‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان الجاني يمارس وظيفة عمومية و ارتكب الجريمة أثناء تأدية وظيفته‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا ارتكب الجريمة ممتهن في الصحة أو شخص مكلف بمكافحة المخدرات أو استعمالها‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تسببت المخدرات أو المؤثرات العقلية المسلمة في وفاة شخص‪ ،‬أو عدة أشخاص أو إحداث عاهة‬
‫مستديمة‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا أضاف مرتكب الجريمة للمخدرات مواد من شانها أن تزيد في خطورتها‪.‬‬
‫المادة ‪ : 27‬في حالة العود‪ ،‬تكون العقوبة التي يتعرض لها مرتكب األفعال المنصوص عليها في القانون كما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬السجن المؤبد عندما تكون الجريمة معاقب عليها بالحبس من عشر (‪ )10‬سنوات إلى عشرين (‪ )20‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬السجن المؤقت من عشر (‪ )10‬سنوات إلى عشرين (‪ )20‬سنة‪ ،‬عندما تكون الجريمة معاقبا عليها بالحبس‬
‫من خمس (‪ )5‬سنوات إلى عشر (‪ )10‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف العقوبة المقرر لكل الجرائم األخرى‪.‬‬
‫المادة ‪ :28‬العقوبات المقررة في هذا القانون غير قابلة للتخفيض حسب الشكل اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬عشرون (‪ )20‬سنة سجنا‪ ،‬عندما تكون العقوبة المقررة هي السجن المؤبد‪.‬‬
‫‪ -‬ثلثا (‪ )3/2‬العقوبة المقررة في كل الحاالت‪ .‬المادة ‪ :29‬في حالة اإلدانة لمخالفة األحكام المنصوص عليها‬
‫في هذا القانون‪ ،‬للجهة القضائية المختصة إن تقضي بعقوبة الحرمان من الحقوق السياسية و المدنية و العائلية‬
‫من خمس (‪ )5‬سنوات إلى عشر (‪ )10‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬و يجوز لها‪ ،‬زيادة على ذلك‪ ،‬الحكم بما يأتي ‪: -‬المنع من ممارسة المهنة التي ارتكبت الجريمة بمناسبتها‬
‫لمدة ال تقل عن خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬المنع من اإلقامة وفقا لألحكام المنصوص عليها في قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬حب جواز السفر و كذا سحب رخصة السياقة لمدة ال تقل عن خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬المنع من حيازة أو حمل سالح خاضع للترخيص لمدة ال تقل عن خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬
‫‪-‬مصادرة األشياء التي استعملت أو كانت موجهة الرتكاب الجريمة أو األشياء الناجمة عنها‪.‬‬
‫‪ -‬الغلق لمدة ال تزيد عن عشر (‪ )10‬سنوات بالنسبة للفنادق و المنازل المفروشة و مراكز اإليواء والحانات‬
‫و المطاعم و النوادي و أماكن العروض أو أي مكان مفتوح للجمهور أو مستعمل من قبل الجمهور‪ ،‬حيث‬
‫ارتكب المستغل أو شارك في ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في المادتين ‪ 15‬و ‪ 16‬من هذا القانون‪.‬‬
‫المادة ‪ : 30‬يعفى من العقوبة المقررة كل من يبلغ السلطات اإلدارية أو القضائية بكل جريمة منصوص عليها‬
‫في هذا القانون‪ ،‬قبل البدء في تنفيذها أو الشروع فيها‪.‬‬
‫المادة ‪ : 31‬تخفض العقوبات التي يتعرض لها مرتكب الجريمة أو شريكه‪ ،‬المنصوص عليها من ‪ 12‬إلى ‪17‬‬
‫من هذا القانون إلى النصف‪ ،‬إذا مكن بعد تحريك الدعوى العمومية من إيقاف الفاعل األصلي أو الشركاء في‬
‫نفس الجريمة أو الجرائم األخرى من نفس الطبيعة أو مساوية لها في الخطورة‪.‬‬
‫و تخفض العقوبات المنصوص عليها في المواد من ‪ 18‬إلى ‪ 23‬من هذا القانون إلى السجن المؤقت من عشر‬
‫(‪ )10‬سنوات إلى عشرين (‪ )20‬سنة‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫القواعد اإلجرائية‬
‫المادة ‪ : 32‬تأمر الجهة القضائية المختصة في كل الحاالت المنصوص عليها في المواد ‪ 12‬وما يليها من هذا‬
‫القانون‪ ،‬بمصادرة النباتات و المواد المحجوزة التي لم يتم إتالفها أو تسليمها إلى هيئة مؤهلة قصد استعمالها‬
‫بطريقة مشروعة ‪.‬تحدد كيفيات تطبيق أحكام هذه المادة عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫المادة ‪ : 33‬تأمر الجهة القضائية المختصة في كل الحاالت المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬بمصادرة‬
‫المنشآت و التجهيزات و األمالك المنقولة و العقارية األخرى المستعملة أو الموجهة لالستعمال قصد ارتكاب‬
‫الجريمة أيا كان مالكها‪ ،‬إال إذا اثبت أصحابها حسن نيتهم‪.‬‬
‫المادة ‪ : 34‬تأمر الجهة القضائية المختصة في كل الحاالت بمصادرة األموال النقدية المستعملة في ارتكاب‬
‫الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون أو المتحصل عليها من هذه الجرائم‪ ،‬دون المساس بمصلحة الغير‬
‫حسن النية‪.‬‬
‫المادة ‪ :35‬يمكن أن تتابع و تحاكم الجهات القضائية الجزائرية كل من يرتكب جريمة منصوص عليها في هذا‬
‫القانون سواء كان جزائريا أو أجنبيا مقيما بالجزائر أو موجودا بها‪ ،‬أو كل شخص معنوي خاضع للقانون‬
‫الجزائري‪ ،‬و لو خارج اإلقليم الوطني‪ ،‬أو يكون قد ارتكب فعال من األفعال المكونة ألحد أركان الجريمة‬
‫داخل اإلقليم الجزائري حتى و إن كانت األفعال األخرى قد تم ارتكابها في بلدان أخرى‪.‬‬
‫المادة ‪ :36‬زيادة على ضباط الشرطة القضائية المنصوص عليهم في المادة ‪ 12‬و ما يليها من قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬يمكن أن يقوم المهندسون الزراعيون و مفتشو الصيدلة المؤهلون قانونا من وصايتهم‪،‬‬
‫تحت سلطة ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬بالبحث عن الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون و معاينتها‪.‬‬
‫المادة ‪ :37‬يج وز لضباط الشرطة القضائية إذا دعت ضرورات التحقيق االبتدائي المتعلق بالبحث عن الجرائم‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون و معاينتها‪ ،‬أن يوقفوا للنظر أي شخص مشتبه فيه لمدة ‪ 48‬ساعة‪.‬‬
‫و يتعين عليهم تقديم الشخص الموقوف للنظر إلى وكيل الجمهورية قبل انقضاء هذا األجل‪.‬‬
‫و بعد أن يقوم وكيل الجمهورية باستجواب الشخص المقدم إليه يجوز له بإذن كتابي أن يمدد حجزه إلى مدة ال‬
‫تتجاوز ثالث (‪ )3‬مرات المدة األصلية بعد فحص ملف التحقيق‪.‬‬
‫و يجوز‪ ،‬بصفة استثنائية‪ ،‬منح هذا اإلذن بقرار مسبب دون تقديم الشخص إلى النيابة‪.‬‬
‫المادة ‪ :38‬تلغى جميع األحكام المخالفة لهذا القانون‪ ،‬ال سيما المواد ‪ 190‬من ‪ 241‬إلى ‪ 259‬من القانون رقم‬
‫‪ 05-85‬المؤرخ في ‪ 26‬جمادى األولى عام ‪ 1405‬الموافق ‪ 16‬فبراير سنة ‪ 1985‬و المذكور أعاله ‪ .‬المادة‬
‫‪ :39‬ينشر هذا القانون في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية‪.)2004 ،‬‬

‫عوامل الخطر وعوامل الوقاية‪:‬‬


‫الخطر‪:‬العوامل التي تزيد من احتمالية تعاطي المخدرات‪.‬‬ ‫عوامل‬
‫وتعرف كذلك عوامل الخطر على أنها خصائص فردية (‪ )caractéristiques individuelles‬أو حاالت‬
‫ظرفية (‪ )conditions situationnelles‬أو سياق بيئي (‪ )contexte environnemental‬يزيد من احتمالية‬
‫االستخدام أو سوء االستخدام‪ .‬وهي تشير إلى وجود خلفية أو تاريخ من الظروف السلبية التي تخلق الهشاشة‬
‫(‪ ، )la vulnérabilité‬إلى جانب وجود سلوكيات أو تجارب سلبية مبكرة تؤدي إلى مشاكل سلوكية‪ .‬وفيما‬
‫يلي قائمة بهذه العوامل‪:‬‬

‫فردية‬ ‫مرتبطة بالبيئة المعيشية‬ ‫ذات الصلة بالسياق(البيئة)‬

‫االضطرابات السلوكية‬ ‫وجود خالفات أو صراعات عائلية‬ ‫المعايير المتساهلة وتقييم نماذج استهالك معينة‬

‫سلوك أبوي غير الئق‬


‫روح التمرد‬ ‫السياسات أو التشريعات‬
‫‪Des conduites parentales‬‬
‫‪)inadequate‬‬

‫المزاجات الصعبة‬ ‫األقران المنحرفون‬ ‫االستبعاد أو الرفض أو النبذ االجتماعي‬


‫فردية‬ ‫مرتبطة بالبيئة المعيشية‬ ‫ذات الصلة بالسياق(البيئة)‬

‫يمكن للسياسات أو التشريعات التي تؤثر بشكل‬


‫عدم أو نفص االهتمام‬ ‫أحد أفراد األسرة يتعاطى (الخمر‪،‬‬
‫مباشر أو غير مباشر على الوصول المالي والمادي‬
‫بالمدرسة‬ ‫المخدرات) بشكل غير الئق‬
‫والقانوني إلى المواد أن تساهم في تفاقم المشكلة‬

‫الفشل الدراسي‪ ،‬أو‬


‫الفقر‬
‫التسرب المدرسي‪.‬‬

‫سن االستخدام األول ‪،‬‬


‫تفكك األحياء‬
‫بمفرده أو مع أقرانه ‪،‬‬
‫هو مؤشر تنبؤي‪.‬‬

‫العوامل التي تقلل من احتمالية تعاطي المخدرات‪.‬‬ ‫عوامل الوقاية‪:‬‬


‫تساعد عوامل الوقاية أو الحماية في تقليل احتمالية إصابة الشخص باإلدمان ؛ يمكنهم (عوامل‬
‫ضا تحفيز قدرته على التكيف مع التوتر والصعوبات الشخصية‪ .‬تتواجد عوامل الحماية هذه بشكل‬
‫الوقاية) أي ً‬
‫خاص خالل السنوات األولى من الحياة وتساهم في النمو الصحي للشباب‪.‬‬
‫ً‬
‫أطفاال يتمتعون بالصحة والقدرة على‬ ‫حيث تنتج العائالت التي تتبع أسلوب حياة صحي عمو ًما‬
‫ضا بعض عوامل حماية خاصة بالمجتمع؛ على سبيل المثال ‪ ،‬يكون أداء الشباب‬
‫الصمود ‪ ،‬ولكن هناك أي ً‬
‫أفضل إذا كان بإمكانهم تقديم مساهمة ذات مغزى لمجتمعهم ولديهم شعور باالنتماء‪ .‬يساعد الوصول إلى‬
‫ضا على دعم مشاركة الشباب‪ .‬مرة أخرى ‪ ،‬يمكن لسياسات الجودة‬
‫األنشطة ذات الصلة وبأسعار معقولة أي ً‬
‫والبرامج الحكومية والخدمات االجتماعية أن تدعم عوامل الحماية المهمة للنمو الصحي لألطفال والشباب‪.‬‬

‫فردية‬ ‫مرتبطة بالبيئة المعيشية‬ ‫ذات الصلة بالسياق(البيئة)‬

‫مزاج إيجابي عند األطفال‬ ‫التعلق الوالدين ‪ -‬الطفل‬ ‫ذخيرة كافية من المهارات االجتماعية‬

‫وجود بالغ مهم للطفل أو‬


‫قدرة جيدة على حل المشكالت ‪ ،‬مرتبطة‬ ‫وجود بيئة عائلية جيدة‬
‫أقران مساعدين (داعمين)‬
‫بسياق الفعالية الشخصية‬

‫مواجهة الضغوط )‪ : (Coping‬القدرة على‬ ‫ن يكون لديك هدف ودور واعتراف في‬
‫التأقلم ‪ ،‬والتكيف مع موقف معين ‪ ،‬خالل‬ ‫المجتمع وإحساس باالنتماء إلى المجتمع‬
‫وجود بيئة عائلية جيدة‬
‫فترة زمنية معينة ‪ ،‬واستخدام الموارد‬ ‫والتمسك بقيمه‪.‬‬
‫الداخلية أو القدرة على طلب المساعدة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫فردية‬ ‫مرتبطة بالبيئة المعيشية‬ ‫ذات الصلة بالسياق(البيئة)‬

‫تقدير الذات والثقة بالنفس‬

‫القدرة على االختيار واالستقاللية‪.‬‬

‫الصمود أو المرونة؛ عملية التطور الطبيعي‬


‫على الرغم من الظروف الصعبة‬

‫آثار المخدرات على الفرد والمجتمع‪:‬‬

‫‪ -1‬ما من شك في أن تعاطي المخ ِدّرات فيه دمار للفرد والمجتمع‪ ،‬دمار للفرد؛ حيث تقضي عليه تما ًما‪،‬‬
‫صا ال جدوى منه‪ ،‬عياالً على أسرته والمجتمع‪.‬‬
‫وتنهك قواه‪ ،‬وتصيبه بالعديد من األمراض‪ ،‬فيصبح شخ ً‬
‫‪ -2‬تفسد معاني اإلنسانية فيه‪ ،‬ويفقد الحماسة في الدفاع عن وطنه؛ بل تكسل نفسه عن اكتساب الفضائل‬
‫والخلق الجميل‪.‬‬
‫‪ -3‬إن اإلدمان قد يؤدي إلى السرقة‪ ،‬فالمدمن يريد الحصول على المخدر‪ ،‬وإذا لم يتوفر له المال‪ ،‬فإنه‬
‫يسعى إليه بكل الطرق‪ ،‬حتى لو سرق أقرب المقربين إليه‪ ،‬وإذا لم ينجح قد يدفعه ذلك إلى ارتكاب الجرائم‪،‬‬
‫من أجل المال‪ ،‬لدرجة أن االبن قتل أباه؛ ألنه في هذه اللحظة مسلوب اإلرادة‪ ،‬فاقد العقل‪ ،‬كل ما يسيطر عليه‬
‫هو الرغبة في الحصول على المخدر‪.‬‬
‫‪ -4‬وإلدمان المخ ِدّرات أثر ضار على الدخل القومي؛ نتيجةَ المبالغ الضخمة التي تُهرب إلى الخارج‬
‫سموم اقتصادَ المجتمع‬
‫بالعُملة الصعبة غالبًا؛ الستجالب تلك السموم الفتاكة إلى داخل المجتمع‪ ،‬فتفترس هذه ال ُّ‬
‫وتخربه‪.‬‬
‫‪ -5‬وأسوأ ما في اإلدمان أنه قد يُؤدي بصاحبه إلى اإلصابة بأخطر أمراض العصر‪ ،‬وهو‪ :‬اإليدز‪ ،‬الذي‬
‫يدمر جهاز المناعة في جسم اإلنسان‪ ،‬فيصبح الجسم فريسة لكل األمراض‪.‬‬
‫كثيرا من األضرار لمن حوله‪ ،‬من أفراد أسرته‬
‫ً‬ ‫‪ -6‬وتحت تأثير المخ ِدّرات يكره المدمن ذاته‪ ،‬ويسبب‬
‫وأصدقائه وزمالئه‪ ،‬أضرار مادية ومعنوية‪ ،‬وقد يدفعه اإلدمان إلى التفكير في االنتحار‪.‬‬

‫أسباب اإلدمان من الناحية النفسية‪:‬‬

‫هناك العديد من األسباب التي قد تدفع بالفرد إلي الوقوع في دائرة اإلدمان منها‪:‬‬

‫‪ ‬أزمة المراهقة‪ :‬هي المرحلة العمرية التي تبدأ فيما بين ‪ 15 : 13‬سنة وتستمر تقريبا حتى عمر ‪ 18‬سنة‬
‫وتتميز بوجود مجموعة كبيرة من التغيرات التي تطرأ علي الفرد سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية أو‬
‫االجتماعية ‪ .‬وتدل العديد من الشواهد علي أن مشكلة اإلدمان تبدأ في تلك المرحلة نظرا لطبيعة شخصية‬
‫الفرد وسماتها والتي تميل غالبا إلي االندفاعية والتهور والرغبة في مخالفة اآلباء والكبار بوجه عام والتمرد‬
‫علي كل القيود التي كانت مفروضة خالل مرحلة الطفولة باإلضافة إلي عدم اكتمال نمو التفكير بالشكل‬
‫المنطقي العقالني وسهولة االستثارة والقابلية لإليحاء‪.‬‬
‫‪ ‬وجود بعض المشكالت الشخصية مثل الخجل والخوف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬وجود بعض المشكالت األسرية أو إدمان أحد أفراد األسر‪.‬‬
‫‪ ‬تبني بعض األفكار الخاطئة عن المخدر‪.‬‬
‫‪ ‬الرغبة في الهروب من الواقع المحبط‪.‬‬
‫‪ ‬الفشل الدراسي أو المهني أو العاطفي‪.‬‬

‫بعض العالمات النفسية الدالة علي اإلدمان‪:‬‬

‫هناك مجموعة من العالمات التي قد تشير إلي وقوع الفرد في مشكلة تعاطي المخدرات منها‪:‬‬
‫‪ ‬التغير الحاد في السلوك دون سبب واضح‪.‬‬
‫‪ ‬الميل لالنطواء والعزلة‪.‬‬
‫‪ ‬العصبية الزائدة أو االنفعال السريع وغير المناسب‪.‬‬
‫‪ ‬الكذب واختالق المبررات‪.‬‬
‫‪ ‬التغير في عادات النوم دون سبب‪.‬‬

‫المضاعفات النفسية الناتجة عن اإلدمان‪:‬‬

‫إن وقوع الفرد في دائرة اإلدمان يؤدي للعديد من اآلثار النفسية السيئة منها‪:‬‬

‫‪ ‬الالمباالة وفقدان أغلب االهتمامات ‪.‬‬


‫‪ ‬الشعور باإلجهاد النفسي وفقدان النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬شرود الذهن وضعف القدرة علي التركيز واالنتباه‪.‬‬
‫‪ ‬التمركز حول الذات (األنانية)‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة التحكم في االنفعال‪.‬‬
‫‪ ‬التخلي عن معظم القيم والمعايير وتبني قيم جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬الخجل والخوف االجتماعي‪.‬‬

‫الوقاية والعالج من إدمان المخدرات‪:‬‬

‫الوقاية من المخدرات‪:‬‬
‫يقصد بالوقاية منع حدوث شيء غير مرغوب‪ ،‬والوقاية من المخدرات هو منع الوقوع في فخ‬
‫المخدرات أو التعاطي‪ ،‬وتعتبر "الوقاية من اإلدمان مسؤولية مجتمعية شاملة تتضمن مكافحة إنتاج مواد‬
‫التعاطي وتقليل العرض ومقامة الطلب‪ .‬والوقاية من اإلدمان من أهم مسؤوليات األسرة والمدرسة واإلعالم‬
‫ومجال العمل‪ .‬ففي األسرة يجب االكتشاف المبكر والتعامل مع المشكلة بحكمة‪ .‬وفي المدرسة يجب التوعية‬
‫بأخطار التعاطي واإلدمان‪ ،‬مع االستعانة بالمتخصصين النفسيين واالجتماعيين‪ ،‬والتعاون مع األسرة من‬
‫خالل مجالس اآلباء والمعلمين‪.‬‬
‫ويوجد ثالث حلقات لمنظومة الوقاية في مجال اإلدمان وهي‪" :‬األهداف – اإلجراءات – والتقييم"‪،‬‬
‫والحلقات الثالث للمنظومة متكاملة ودينامية ويؤثر كل منها في األخرى بطريقة التغذية المرتدة نجاحا وفشال‪.‬‬
‫والحلقات الثالث للمنظومة تشتمل على مجاالت معرفية " تتعلق بمعرفة الحقائق والمفاهيم الخاصة‬
‫باإلدمان"‪ ،‬وأخرى مهارية "وتشتمل المهارات الالزمة للتعامل مع مشكلة اإلدمان" وثالثا وجدانية "تشتمل‬
‫على كل ما يتعلق باالتجاهات والمعتقدات المتعلقة باإلدمان" (الهوارنة‪ ،2018 ،‬ص ‪.)207‬‬

‫دور وسائل اإلعالم في الوقاية من اإلدمان على المخدرات‪:‬‬


‫لوسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة دور طليعي في عمليات مكافحة المخدرات‪ ،‬ألن لها‬
‫القدرة على الـتأثير في الرأي العام بهدف خلق الوعي بخطر اإلدمان‪ ،‬وتكوين رأي عام مناهض له‪ ،‬وهو‬
‫تعبئة الرأي العام ضد خطر المخدرات (الهوارنة‪ ،2018 ،‬ص‪.)208‬‬
‫وفي دراسة أجريت على طالب وطالبات الجامعات في مصر تبين أن وسائل اإلعالم تأتي في مرتبة‬
‫بعد األصدقاء مباشرة كمصدر يستمد منه الشباب معلوماتهم عن المخدرات بجميع أنواعها‪ ،‬في الوقت نفسه‬
‫تبين وجود رابط قوي بين تعرض الشباب لهذه المعلومات واحتمال تعاطيهم المخدرات‪.‬‬
‫غن مثل هذا الدور الذي تؤديه وسائل اإلعالم في الترويج لهذه الظاهرة يمكن استخدامه كذلك في منع‬
‫والقضاء على اإلدمان من خالل التوعية بجميع مستوياتها المالئمة لألفراد بدرجات ثقافتهم المتنوعة وإبراز‬
‫ما يمكن أن تسببه المخدرات من أضرار كبيرة على الفرد والمجتمع واالستفادة من كل التقنيات الممكنة‪.‬‬
‫دور األسرة في الوقاية من اإلدمان على المخدرات‪:‬‬
‫إن لألسرة دورا مهما في التصدي لخطر المخدرات‪ ،‬فاألسرة الصالحة تقدم للمجتمع أبناء أصحاء‬
‫وقادرون على مقاومة اإلغراءات الخارجية لإلتجاه نحو التعاطي‪ ،‬وبإمكان األسرة الوصول لهذا الهدف من‬
‫خالل مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬توعية وتبصير األبناء بخطر المخدرات عليهم وعلى أسرهم وعلى مجتمعهم‪.‬‬
‫‪ ‬على األسرة أن تساعد أبناءها في حل مشكالتهم‪ ،‬ومرافقتهم‪.‬‬
‫‪ ‬المحافظة على صحتهم النفسية وتجنيبهم الصراعات النفسية والعائلية والتي قد تدفع بهم إلى البحث عن سبل‬
‫للهروب ما قد يوصلهم مباشرة إلى بداية اإلدمان‪.‬‬
‫‪ ‬على الوالدين تثقيف أنفسهم بالمعلومات الحديثة عن المخدرات‪ ،‬حتى يتمكنوا من تثقيف أوالدهم والحديث‬
‫عن المخدرات ما يساهم في مناعة األبناء من فضول التجريب أو ضغط األصدقاء‪.‬‬
‫‪ ‬على األسرة مراقبة ومتابعة األبناء في سلوكهم العام‪ ،‬وأن تتقصى حول أي تغير قد يطرأ على تصرفات‬
‫وسلوكات وعادات أبنائهم‪.‬‬
‫أفضل وسيلة لمنع اإلدمان على المخدرات هي بعدم تناول المخدرات على اإلطالق‪ ،‬واستخدام الحذر‬
‫عند أخذ أي دواء يسبب االدمان فقد يصف الطبيب أدوية لتخفيف األلم أو البنزوديازيبين لتخفيف القلق أو‬
‫األرق‪ ،‬أو الباربيتورات للتخفيف من التوتر أو التهيج‪ .‬يصف االطباء هذه االدوية بجرعات آمنة ويتم مراقبة‬
‫استخدامها بحيث ال يحصل المريض على جرعة كبيرة جدًّا أو لفترة طويلة جدًّا‪ .‬إذا كان المريض يشعر‬
‫بحاجة إلى أخذ جرعة أكبر من الجرعة الموصوفة من الدواء‪ ،‬فإنه يجب التحدث مع الطبيب‪.‬‬
‫الوقاية من سوء تعاطي المخدرات لدى األطفال ‪:‬‬
‫‪ .1‬التواصل‪ :‬التحدث مع األطفال حول أخطار تعاطي المخدرات وإساءة استعمالها‪.‬‬
‫‪ .2‬االستماع‪ :‬االستماع الجيد عند تحدث األطفال عن ضغط أصدقائهم عليهم لالستخدام الخاطئ للمخدرات‪،‬‬
‫ودعم جهودهم لمقاومة ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬القدوة الحسنة‪ :‬يجب على اآلباء واألمهات أن يتجنبوا إدمان المخدرات والكحول ليكونوا قدوة حسنة‬
‫ألبنائهم؛ حيث إن األطفال من اآلباء واألمهات الذين يتعاطون المخدرات معرضون بشكل أكبر لخطر‬
‫اإلدمان ‪.‬‬
‫‪ .4‬تقوية العالقة‪ :‬العالقة القوية المستقرة بين اآلباء وبين أطفالهم تقلل من أخطار استخدام الطفل للمخدرات‪.‬‬
‫عالج اإلدمان على المخدرات‪:‬‬
‫يعرف اإلدمان على المخدرات بأنه اعتماد اإلنسان نفسيًا وجسديًا على مادة مخدرة سواء كانت‬
‫ّ‬
‫مشروب كحولي أو عقاقير مخدرة‪ ،‬حيث أن تعاطي هذه المواد المخدرة بشكل مستمر يؤدي إلى حدوث‬
‫ضرر كبير بالجسم وبالحالة العقلية‪ ،‬وينتج عن التوقف عن تعاطي هذه المخدرات خلل في تأدية الفرد‬
‫لوظائفه الحيوية وواجباته اليومية يدفعه لطلب المزيد منها‪.‬‬
‫بالرغم من صعوبة عالج إدمان المخدرات إال أن العديد من تجارب ووسائل عالج اإلدمان قد أثبتت‬
‫نجا ًحا مع العديد من الحاالت في العالج من اإلدمان بصورة نهائية‪.‬‬
‫ولكي يتم عالج اإلدمان يجب علينا أن نتأكد ً‬
‫أوال من وجود الرغبة الحقيقية لدى المدمن لإلقالع عن‬
‫اإلدمان‪ ،‬سواء بشكل ذاتي أو عن طريق استخدام الطبيب المعالج بعض األساليب لزيادة الدوافع والرغبة في‬
‫عالج المخدرات‪.‬‬
‫هناك ‪ 6‬خطوات للعالج من اإلدمان يمكن من خاللها أن يعود المدمن لطبيعته ويتوقف عن تعاطي‬
‫المخدرات نهائيًا‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة نزع السموم من الجسم‪:‬‬
‫وهي أولى الخطوات التي تستخدم في عالج المخدرات‪ .‬في هذه المرحلة يتم تخليص الجسم من‬
‫السموم التي أصبحت جز ًءا منه وإزالتها بشكل كامل من الدم‪ .‬برغم أهمية هذه المرحلة حيث ال يمكن‬
‫استكمال العالج بدونها‪ ،‬إال أنها ال تعد عال ًجا متكامالً وال يجب التوقف عند هذه المرحلة كما يظن البعض‪.‬‬
‫‪ -2‬عالج األعراض االنسحابية‪:‬‬
‫األعراض االنسحابية هي مجموهة من األعراض النفسية والجسدية التي تصاحب عملية نزع السموم‬
‫من الجسم‪ ،‬مثل اضطرابات النوم واألرق ويصاحب ذلك آالم في البطن وارتفاع ضغط الدم والتعرق وارتفاع‬
‫درجة حرارة الجسم‪ .‬كما يقترن بذلك حدوث هلوسات عقلية ورغبة في االنتحار مع بعض االضطرابات‬
‫النفسية الشديدة كاالكتئاب الحاد‪.‬‬
‫في تلك المرحلة يتم حجز المدمن في مستشفى أو في أحد مراكز عالج اإلدمان ليسهل السيطرة عليه وإبعاده‬
‫عن أماكن المخدرات‪ .‬تبلغ مدة هذه المرحلة ما بين األسبوعين إلى الشهر‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة التأهيل‪:‬‬
‫هي المرحلة المركزية في عالج إدمان المخدرات‪ ،‬وقد تستمر مدتها ما بين شهور إلى عدة سنوات‬
‫حسب حالة المريض وقدرته على تحمل العالج‪ .‬يتم من خاللها تعليم المريض عدد من المهارات التي تساعده‬
‫على عدم االنتكاسة مرة أخرى من خالل جلسات العالج النفسي والسلوكي‪ .‬كما يمكن إعطاء المريض بعض‬
‫األدوية التي تساعده على العالج النفسي واجتياز الرغبة في العودة للمخدر مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة االستشارات النفسية‪:‬‬
‫تعتمد هذه المرحلة على جلسات العالج النفسية التي تتم بشكل جماعي أو فردي‪ ،‬حيث يتم منح‬
‫المريض فرصة للتعبير عن ما عانى منه خالل محاولته التوقف عن اإلدمان‪ ،‬واكتشاف أي مؤثرات أو‬
‫ضغوط نفسية كانت دافعًا له إلدمان المخدرات منذ البداية‪ ،‬مما يساعد الطبيب المعالج على حل هذه‬
‫المشكالت بشكل جذري‪.‬‬
‫‪ -5‬العالج المجتمعي‪:‬‬
‫يساعد المجتمع المدمن على العالج من اإلدمان عن طريق إيجاد حلول مناسبة للمشاكل األسرية‬
‫واالجتماعية المحيطة به التي ربما أدت لوقوعه في فخ اإلدمان‪ ،‬كما يجب خالل هذه المرحلة الشد من أزر‬
‫المريض ودعمه نفسيًا‪.‬‬
‫‪ -6‬منع االنتكاس‪:‬‬
‫يمكن للمتعافي تناول بعض األدوية بإشراف من الطبيب للمساعدة فى إعادة تنشيط وظائف المخ‬
‫الطبيعية وتقليل الرغبة في التعاطي‪ .‬كما يجب متابعة المتعافي بشكل مستمر عبر إجراء التحاليل الدورية‬
‫للتأكد من عدم تعاطيه للمخدرات مرة أخرى حتى يعود إلى ممارسة حياته بصورة طبيبعة تما ًما‪.‬‬
‫كما يمكن اتباع بعض الخطوات لمنع االنتكاس والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ .1‬تجنب الحاالت عالية األخطار مثل عدم الذهاب مرة أخرى إلى الحي الذي تم استخدامه للحصول على‬
‫المخدرات واالبتعاد عن أصدقاء السوء‪.‬‬
‫‪ .2‬الحصول على الفور على مساعدة إذا تم استخدام المخدرات مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬االلتزام بخطة العالج الخاصة‪ :‬قد يبدو وكأن المريض يتعافى وأنه ال يحتاج للحفاظ على اتخاذ خطوات‬
‫للبقاء خاليًا من اإلدمان‪ ،‬ولكن ال ينبغي التوقف عن رؤية الطبيب النفسي‪ ،‬والذهاب إلى اجتماعات فريق‬
‫الدعم الخاص به أو تناول الدواء الموصوف؛ حيث إن الفرصة في البقاء خاليًا من اإلدمان كبيرة إذا تمت‬
‫متابعة العالج بعد الشفاء (منقول)‪.‬‬

You might also like