Professional Documents
Culture Documents
CRISIS THEORY
1
تمهيد:
تعتبر "نظرية األزمة " CRISIS THEORYمن االتجاهات الحديثة املعاصرة واألساليب العالجية املستحدثة في
املمارسة العامة للخدمة االجتماعية ،وهي تهدف ملساعدة األفراد والجماعات واملجتمعات على مواجهة الصعوبات
واملعوقات وحل املشاكل التي تحول بينهم وبين تأدية أدوارهم ووظائفهم االجتماعية؛ وتقليل ما ينتج عنها من تأثيرات
انفعالية ونفسية على األفراد واألسر واألطفال وعلى أنماط العالقات االجتماعية املختلفة من خالل املمارسة العامة
للخدمة االجتماعية التي تهتم كمهنة بكل تلك العالقات التي تنتج عن مشكالت التكيف املتبادل فيما ببن الفرد وبيئته.
والهدف من هذه النظرية أو النموذج هو :مساعدة العميل على حل املشكلة (إعادة التوازن الذي فقد نتيجة وجود
األزمة) .ويعتبر هذا النموذج من أهم النماذج أو النظريات في ممارسة الخدمة االجتماعية.
"هي موقف ضاغط بفعل مؤثرات بيئية أو ذاتية تضعف قوى الشخص (فرد-جماعة-منظمة-هيئة-نظام-مجتمع)
ودفاعاته إلى أدنى قدر ممكن-ينشأ ويتطور بسرعة تفوق سرعة املواجهة باإلمكانات الذاتية ،ويحتاج إلى التدخل الفوري
والسريع واملنظم ،وتخفيف املؤثرات التي تسبب املوقف الضاغط في بداية التدخل ،والعمل على عدة مستويات ،حتى يتم
ً
إزالة املوقف الضاغط تماما ،والعودة إلى املوقف السابق لألزمة"( .البربري)1998 ،
ويعرف "كابلن" Caplanاألزمة بأنها "عملية واضحة تتطور خالل فترة زمنية (عدة أسابيع) وتصل إلى الذروة وهي األزمة".
أما جانوسيك Janosilkفيرى األزمة بأنها "حالة من عدم التنظيم يحبط فيها األشخاص؛ فيما يتعلق بأهداف الحياة
الهامة أو يوجد ارتباك كبير في حلقات حياتهم ،وطرق التكيف مع الضغوط ،ويشير مصطلح األزمة عادة إلى مشاعر
ً
الخوف والصدمة ،والضغط ويكون وقت األزمة محدودا حيث ال يتعدى أسابيع قليلة( .املصدر السابق)
ويعرف قاموس الخدمة االجتماعية والخدمات االجتماعية نظرية األزمة بأنها "مجموعة من املفاهيم املرتبطة ببعضها
تتعلق بردود أفعال الناس عندما يواجهون معاناة جديدة غير مألوفة ,وهذه املعاناة ممكن أن تأتي من كارثة طبيعية أو
فقد ش ئ ذو أهمية أو تغير في الحالة االجتماعية أو تغيرات في دورة الحياة "
2
تعريف الباحث لألزمة:
موقف غير متوقع يتعرض له الشخص فجأة يتغير معه نحو األفضل أو األسوأ.
المشكلة : Problemعائق او مانع يحول بين الفرد والهدف الذي يسعى إلى تحقيقه.
ً ً ً ً
الكارثة :Disasterحالة حدثت فعال ونجم عنها أضرارا سواء في املاديات أو غيرها أو هما معا وقد تكون سببا ألزمة
ولكنها ليست هي األزمة.
األزمة :Crisisحدث مفاجئ غير متوقع يؤدي إلى صعوبة التعامل معه( .تحدث عدم توازن يؤثر على ما نطلق عليه
التوظيف االجتماعي أو (األداء االجتماعي) وهو القدرة على أداء الوظيفة بشكل ّ
جيد.
ملحوظة:
(األزمة تختلف عن املشكلة وكذلك املشكلة تختلف عن الكارثة أو (املصيبة .) Calamity
ظهرت مجموعة من الكتابات في بدايات هذا القرن ،يمكن ان تندرج تحت ما يسمى (نظرية االزمات) ،وكانت بداياتها األولى
فيما كتبه هانز هارتمان ،واريك اريكسون ،وجين بياجيت والتي لفتت النظر الى ما يواجه االنسان أثناء مراحل النمو
املختلفة من مشكالت رئيسية ،واطلقوا عليها (أزمات نفسية) واثر هذه االزمات على الفرد ،ثم توماس اليوت الذي كتب
عن االزمات االسرية وحاول تصنيفها ،وفي عام 1918م بدأت بيرتا رينولدز في وضع وتنفيذ برنامج لتدريب االخصائيين
االجتماعيين على التعامل مع االزمات التي تواجه الجنود املصابين في الحرب.
وقد كان للكساد العاملي في الثالثينيات من هذا القرن ضحايا كثيرون من االفراد واالسر يواجهون مواقف متأزمة ،وهو ما
جعل الخدمة تتبلور وتصقل أساليب تعاملها مع املوقف.
وقد كان لظهور املدرسة الوظيفية في خدمة الفرد أثر كبير في بلورة أساليب التدخل في االزمات.
ومن بحث أجرى في الستينات من هذا القرن تبين عدم تجاوب العمالء مع املدى الزمني الطويل لعملية املساعدة في
االتجاه التقليدي ،حيث ظهر من هذا البحث ان %33من الحاالت ال تعود الى املؤسسة بعد املقابلة األولى ،وان %80من
3
الحاالت تنقطع عن املؤسسة بعد املقابلة الخامسة ،مما أدى الى البحث عن نماذج عالجية أخرى أكثر نجاحا ،وهو ما
دفع الكثيرين من رواد خدمة الفرد الى تبني نمو التدخل في االزمات الذي اصبح يالقي رواجا وانتشار كبير في مجاالت
متعددة منها (املجال النفس ي-املجال األسري-املجال االحداث املنحرفين-املجال التعليمي-املجال الطبي)( .الديب،
1417هـ)
ويعتبر بحث ليندمان Lindman 1944عن "أعراض وإدارة الحزن الشديد" أول بحث أزمة حقيقي ،بعد دراسته لردود
أفعال الحزن الشديد لألشخاص الذين قتل أقرباؤهم في حريق نادي بوسطون؛ حيث قدمت مالحظاته املنظمة
ً ً ً
واملفصلة إطارا نظريا سيكوديناميكيا؛ قام "كابالن" بتطويره ( )1961،1964وبعمل نظرية كاملة تشبه نظرية ليندمان
من حيث قيامها على مفاهيم التحليل النفس ي ،إال أنه كان على دراية بالعوامل األسرية واالجتماعية والثقافية التي لها
تأثير على نتيجة األزمات( .البربري)1998 ،
ً ً
ويرى "كيران أوهاجان )1994( Kieran O. Haganأن تركيز رواد األزمات كان ضيقا جدا مقارنة بما يتحمله األخصائيون
أساس علماء في الطب النفس ي األمريكي في األربعينات والخمسينات حيث ً االجتماعيون اليوم؛ ألن هؤالء الرواد كانوا
أطلقوا عليها مصطلح التدخل في األزمة وقاموا بعدها بتطوير الطريقة.
وكذلك اتفق معه مالكوم باين )1997 (Malcolm Payneحيث رأى أن الصيغة الكالسيكية للتدخل في األزمة
كأسلوب هي صيغة "كابلن" في الطب النفس ي الوقائي ( )1965ولذلك فإن أصول هذه الطريقة توجد في الصحة العقلية
وفي الوقاية من املرض وليس العالج منه.
ترى كل من "جوالن Golanوسليكيو Slaikeuأن نظرية األزمة تقوم على سبع فرضيات أساسية هي:
-1إنه من الشائع بالنسبة لألفراد أن يمروا بحالة من عدم االتزان العاطفي الحاد وتفكك النظام االجتماعي في وجود
عوائق ضاغطة حالية وأحداث متأزمة في حياتهم.
-2يعتبر الضغط املوقفي الحاد خبرة حياة عادية وخيبة أمل في حالة عاطفية عادية ال جسمية ،وتحتمل أن تحدث في
الغالب لجميع الناس في وقت ما من حياتهم.
-3األشخاص الذين يمرون باختالل عاطفي يثابرون لكي يستعيدوا االتزان العاطفي (داخل حياتهم)
-4أثناء الصراع الستعادة االتزان العاطفي فإن الفرد يكون في حالة محدودة الزمن من الضعف النفس ي.
-5أثناء هذه الحالة من الضعف النفس ي فإن عامة األفراد يكونون قابلين للتدخل النفس ي.
-6يمكن أن تتسم االستجابة العاطفية الناتجة بمراحل عامة لرد الفعل لهذه األزمة والذي يمر به كل األفراد بغض
النظر عن طبيعة الحدث الواقع.
ً
-7يمكن ملثل هذه األزمات أن تنمو وتتطور كما يمكن أن ينتج عنها سلبيات ايضا( .املصدر السابق)
4
االستراتيجيات العامة للمساعدة يف التدخل يف األزمات:
يمكن تحديد عدد من االستراتيجيات العامة التي يمكن لألخصائي االجتماعي االستفادة منها في تدخله للعمل مع حاالت
األزمة على النحو التالي:
5
التدخل المهني وأساليب العالج يف نظرية االزمة Intervention In Crisis Theory
يعتمد التدخل املنهي من خالل نظرية األزمة على مجموعة من األساليب العالجية املوضوعية واملالئمة للتوقيت الزمني
والتي يظهر تأثيرها في فترة بسيطة ويمتد أثرها على املدى البعيد.
ً ً
ويرتبط التدخل املنهي من خالل نظرية األزمة ارتباطا جوهريا بالعالج قصير األمد ،والذي يتطلب من خالل هذه النظرية
ً ً ً
التحديد الدقيق للعوامل الداخلية املؤدية واملؤثرة في مواقف األزمة وتحديد خصائصها؛ والتي تلعب دورا حيويا وأساسيا
واسع املدى في تلك الظواهر التي تؤثر على األفراد والجماعات واألسر( .همام)2005 ،
ويتضمن التدخل املنهي باستخدام نظرية األزمة عمليتين أساسيتين هما:
أ) التقدير:
حيث يركز املمارس العام على املعلومات الهامة عن الحالة لتكوين صورة واضحة عن نسق التعامل وعليه أن يهتم
بالعالقة التبادلية بين الشخصية واألزمة حتى ال يقع تحت تأثير األزمة الزائفة ،كما يجب عليه تحديد املرحلة التي
وصلت إليها األزمة ،وماهي طبيعتها؟ ومن هم املتأثرين بها؟ ومادرجة التأثير؟
)2أساليب تدعيم الذات في مواجهة األزمة للتعامل مع معارف النسق وإدراكه للموقف وتدعيم ذاته في مواجهة موقف
األزمة وذلك من خالل استخدام أساليب منها:
أ -التعليم والشرح لتوضيح املوقف للنسق واملعلومات التي يحتاجها لفهم أبعاد موقف األزمة
والخروج منه وتحديد األنساق األخرى التي يمكنها املساهمة في املوقف.
ب -تقبل الواقع وعدم إلقاء تبعة األزمة على اآلخرين.
ت -التأثير املباشر لتعريف النسق بوجهة نظر املمارس العام في كيفية مواجهة موقف األزمة كأساليب
ّ
النصيحة والضغط واإليحاء " Revelationالتي تجعل العميل يستشعر مكامن الخلل وخطورة املوقف ويفكر بحل.
ث -التوجيه للمساهمة في بلورة التوقعات املستقبلية.
ج -االنفتاح على املحيط االجتماعي.
العالج الذاتي :هو بأن توحي للعميل ببعض الحلول ملشكلته دون ان تصدر من املمارس .تساؤل :ملاذا ال تصدر من
جرب العميل الحل الذي قلته له وفشل سوف يلقي اللوم عليك. املمارس؟ ألن لو ّ
واساليب العالج الذاتي تعني املعونة النفسية وتعديل االتجاهات وتعديل العادات.
6
)3أساليب استثمارإمكانات البيئة:
ويعني ذلك االستفادة من إمكانيات األنساق األخرى في البيئة غير نسق التعامل سواء كانت إمكانات مادية أو بشرية
للمؤسسة أو متخصصين آخرين إلى جانب اإلمكانات املتوفرة لكافة األنساق (فرد ,أسرة ,جماعة ,منظمة ,مجتمع.
الخ)( .مدونة علم ادارة االزمات بالتخطيط االستراتيجي)2017 ،
العالج البيئي :هو اعطاء العميل الخدمة ولكن بطريقة غير مباشرة.
وينقسم العالج البيئي إلى قسمين:
ب-خدمات مادية غير مباشرة أ -خدمات مادية مباشرة
ً
ويستخدم األخصائيون االجتماعيون في نظرية األزمة حدا أدنى من األساليب العالجية أثناء العالج القصير األمد ،ومن
ً
املمكن أن يدعم أيضا بالعديد من األساليب املتعددة واملتنوعة وذات التأثير الفعال؛ هذا باإلضافة إلى استخدام مصادر
البيئة االجتماعية كمدعمات تزيد من قوة األساليب العالجية املؤثرة( .همام)2005 ،
-1التوازن : Balance
ويعني محاولة الفرد االحتفاظ باستقراره النفس ي وتوازنه االجتماعي وسط مجموعة من املتغيرات أو املؤثرات
"صعوبات" تتعارض مع بعضها.
-2القلق : Anxiety
احساس بعدم الراحة واحساس بأن هناك خطر يهدد الحياة؛ فيبقى الشخص في قلق دائم على نفسه وأبنائه.
( -التفرقة بين القلق الصحي والقلق املرض ي)
َ
الجيد هو الق ِل ْق)
-في الخدمة االجتماعية (نسق التعامل ّ
-3التوتر:
يستعد العميل او نسق هنا لتغيير سلوكه حتى يواجه التهديد .والتوتر نوعين:
أ -داخلي Internalب -خارجي Outside
7
-4الجيل الدفاعية:
تسمى في علم النفس (ميكانزمات)؛ وهي عبارة عن أساليب يستخدمها العميل للفت انتباه اآلخرين؛ أو نمط سلوكي
يحاول الفرد (نسق التعامل) االستجابة إلى الضغوط.
8
مراجع
أحمد حسن البربري .)1998( .نظرية التدخل في األزمات في محيط الخدمة االجتماعية .المؤتمر السنوي الثالث إلدارة الكوارث واألزمات .1 .عين شمس:
جامعة عين شمس.
أحمد محمد السنهوري .) 1418( .مداخل ونظريات ونماذج الممارسة المعاصرة للخدمة االجتماعية .القاهرة :دار النهضة العربية.
سامية عبدالرحمن همام 1( .أكتوبر .)2005 ,استخدام نظرية األزمة في خدمة الفرد في التخفيف من أحداث أعراض الحياة الضاغطة لمحدودي الدخل .مجلة
دراسات في الخدمة االجتماعية والعلوم االنسانية ،الصفحات .49-94
محمد نجيب الديب1417( .هـ) .الخدمة االجتماعية المدرسية .القاهرة :مكتبة االنجلو المصرية.
مدونة علم ادارة االزمات بالتخطيط االستراتيجي 23( .1 ،يونيو( .)2017 ,هشام عوكل) تاريخ االسترداد 28سبتمبر ،2019 ,من Writeup the
magazine: http://hichamoukal.blogspot.com/2017/06/blog-post_23.html
9