You are on page 1of 9

‫نظرية األزمة‬

‫‪CRISIS THEORY‬‬

‫المحاضر‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمود محمد صادق‬ ‫إعداد‪ :‬منصور بن نايف الفريدي‬

‫‪1‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر "نظرية األزمة ‪ " CRISIS THEORY‬من االتجاهات الحديثة املعاصرة واألساليب العالجية املستحدثة في‬
‫املمارسة العامة للخدمة االجتماعية‪ ،‬وهي تهدف ملساعدة األفراد والجماعات واملجتمعات على مواجهة الصعوبات‬
‫واملعوقات وحل املشاكل التي تحول بينهم وبين تأدية أدوارهم ووظائفهم االجتماعية؛ وتقليل ما ينتج عنها من تأثيرات‬
‫انفعالية ونفسية على األفراد واألسر واألطفال وعلى أنماط العالقات االجتماعية املختلفة من خالل املمارسة العامة‬
‫للخدمة االجتماعية التي تهتم كمهنة بكل تلك العالقات التي تنتج عن مشكالت التكيف املتبادل فيما ببن الفرد وبيئته‪.‬‬

‫والهدف من هذه النظرية أو النموذج هو ‪ :‬مساعدة العميل على حل املشكلة (إعادة التوازن الذي فقد نتيجة وجود‬
‫األزمة)‪ .‬ويعتبر هذا النموذج من أهم النماذج أو النظريات في ممارسة الخدمة االجتماعية‪.‬‬

‫تعريف ومفاهيم األزمة‪:‬‬

‫"هي موقف ضاغط بفعل مؤثرات بيئية أو ذاتية تضعف قوى الشخص (فرد‪-‬جماعة‪-‬منظمة‪-‬هيئة‪-‬نظام‪-‬مجتمع)‬
‫ودفاعاته إلى أدنى قدر ممكن‪-‬ينشأ ويتطور بسرعة تفوق سرعة املواجهة باإلمكانات الذاتية‪ ،‬ويحتاج إلى التدخل الفوري‬
‫والسريع واملنظم‪ ،‬وتخفيف املؤثرات التي تسبب املوقف الضاغط في بداية التدخل‪ ،‬والعمل على عدة مستويات‪ ،‬حتى يتم‬
‫ً‬
‫إزالة املوقف الضاغط تماما‪ ،‬والعودة إلى املوقف السابق لألزمة"‪( .‬البربري‪)1998 ،‬‬

‫ويعرف "كابلن" ‪ Caplan‬األزمة بأنها "عملية واضحة تتطور خالل فترة زمنية (عدة أسابيع) وتصل إلى الذروة وهي األزمة"‪.‬‬

‫أما جانوسيك ‪ Janosilk‬فيرى األزمة بأنها "حالة من عدم التنظيم يحبط فيها األشخاص؛ فيما يتعلق بأهداف الحياة‬
‫الهامة أو يوجد ارتباك كبير في حلقات حياتهم‪ ،‬وطرق التكيف مع الضغوط‪ ،‬ويشير مصطلح األزمة عادة إلى مشاعر‬
‫ً‬
‫الخوف والصدمة‪ ،‬والضغط ويكون وقت األزمة محدودا حيث ال يتعدى أسابيع قليلة‪( .‬املصدر السابق)‬

‫ويعرفها روبرتس على انها‪:‬‬


‫حالة مؤقته من االضطراب وعدم التوازن تتسم في الغالب بعدم قدرة الفرد للتغلب على موقف خاص باستخدام الطرق‬
‫املعتادة لحل املشكلة‪ ،‬واحتمال نتيجة إيجابية أو سلبية كما أن الشخص الذي يعاني من أزمة يمر بخبرة متوقفة على‬
‫املصادفة او منطوية على املخاطرة او حادثة تهدد حياته‪ ،‬ويكون في تلك الحالة سريع التأثر بتلك الحادثة‪ ،‬ويفشل في‬
‫التغلب على الضغوط التي يتعرض لها او التقليل منها من خالل الطرق املعتادة‪ ،‬وبالتالي يدخل في حالة من عدم التوازن‪.‬‬
‫(السنهوري‪)1418 ،‬‬

‫ويعرف قاموس الخدمة االجتماعية والخدمات االجتماعية نظرية األزمة بأنها "مجموعة من املفاهيم املرتبطة ببعضها‬
‫تتعلق بردود أفعال الناس عندما يواجهون معاناة جديدة غير مألوفة‪ ,‬وهذه املعاناة ممكن أن تأتي من كارثة طبيعية أو‬
‫فقد ش ئ ذو أهمية أو تغير في الحالة االجتماعية أو تغيرات في دورة الحياة "‬

‫‪2‬‬
‫تعريف الباحث لألزمة‪:‬‬

‫موقف غير متوقع يتعرض له الشخص فجأة يتغير معه نحو األفضل أو األسوأ‪.‬‬

‫ما الفرق بين األزمة والكارثة و المشكلة ؟‬

‫المشكلة ‪ : Problem‬عائق او مانع يحول بين الفرد والهدف الذي يسعى إلى تحقيقه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الكارثة ‪ :Disaster‬حالة حدثت فعال ونجم عنها أضرارا سواء في املاديات أو غيرها أو هما معا وقد تكون سببا ألزمة‬
‫ولكنها ليست هي األزمة‪.‬‬

‫األزمة ‪ :Crisis‬حدث مفاجئ غير متوقع يؤدي إلى صعوبة التعامل معه‪( .‬تحدث عدم توازن يؤثر على ما نطلق عليه‬
‫التوظيف االجتماعي أو (األداء االجتماعي) وهو القدرة على أداء الوظيفة بشكل ّ‬
‫جيد‪.‬‬

‫ملحوظة‪:‬‬

‫(كل أزمة مشكلة وليس كل مشكلة أزمة)‬

‫(األزمة تختلف عن املشكلة وكذلك املشكلة تختلف عن الكارثة أو (املصيبة ‪.) Calamity‬‬

‫النشأة والتطور لنظرية األزمة"‪:‬‬

‫ظهرت مجموعة من الكتابات في بدايات هذا القرن ‪،‬يمكن ان تندرج تحت ما يسمى (نظرية االزمات)‪ ،‬وكانت بداياتها األولى‬
‫فيما كتبه هانز هارتمان‪ ،‬واريك اريكسون ‪،‬وجين بياجيت والتي لفتت النظر الى ما يواجه االنسان أثناء مراحل النمو‬
‫املختلفة من مشكالت رئيسية ‪،‬واطلقوا عليها (أزمات نفسية) واثر هذه االزمات على الفرد ‪ ،‬ثم توماس اليوت الذي كتب‬
‫عن االزمات االسرية وحاول تصنيفها ‪،‬وفي عام ‪1918‬م بدأت بيرتا رينولدز في وضع وتنفيذ برنامج لتدريب االخصائيين‬
‫االجتماعيين على التعامل مع االزمات التي تواجه الجنود املصابين في الحرب‪.‬‬

‫وقد كان للكساد العاملي في الثالثينيات من هذا القرن ضحايا كثيرون من االفراد واالسر يواجهون مواقف متأزمة‪ ،‬وهو ما‬
‫جعل الخدمة تتبلور وتصقل أساليب تعاملها مع املوقف‪.‬‬

‫وقد كان لظهور املدرسة الوظيفية في خدمة الفرد أثر كبير في بلورة أساليب التدخل في االزمات‪.‬‬

‫ومن بحث أجرى في الستينات من هذا القرن تبين عدم تجاوب العمالء مع املدى الزمني الطويل لعملية املساعدة في‬
‫االتجاه التقليدي‪ ،‬حيث ظهر من هذا البحث ان ‪ %33‬من الحاالت ال تعود الى املؤسسة بعد املقابلة األولى ‪،‬وان ‪ %80‬من‬

‫‪3‬‬
‫الحاالت تنقطع عن املؤسسة بعد املقابلة الخامسة ‪،‬مما أدى الى البحث عن نماذج عالجية أخرى أكثر نجاحا ‪،‬وهو ما‬
‫دفع الكثيرين من رواد خدمة الفرد الى تبني نمو التدخل في االزمات الذي اصبح يالقي رواجا وانتشار كبير في مجاالت‬
‫متعددة منها (املجال النفس ي‪-‬املجال األسري‪-‬املجال االحداث املنحرفين‪-‬املجال التعليمي‪-‬املجال الطبي)‪( .‬الديب‪،‬‬
‫‪1417‬هـ)‬

‫ويعتبر بحث ليندمان ‪ Lindman 1944‬عن "أعراض وإدارة الحزن الشديد" أول بحث أزمة حقيقي‪ ،‬بعد دراسته لردود‬
‫أفعال الحزن الشديد لألشخاص الذين قتل أقرباؤهم في حريق نادي بوسطون؛ حيث قدمت مالحظاته املنظمة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واملفصلة إطارا نظريا سيكوديناميكيا؛ قام "كابالن" بتطويره (‪ )1961،1964‬وبعمل نظرية كاملة تشبه نظرية ليندمان‬
‫من حيث قيامها على مفاهيم التحليل النفس ي‪ ،‬إال أنه كان على دراية بالعوامل األسرية واالجتماعية والثقافية التي لها‬
‫تأثير على نتيجة األزمات‪( .‬البربري‪)1998 ،‬‬

‫ً ً‬
‫ويرى "كيران أوهاجان ‪ )1994( Kieran O. Hagan‬أن تركيز رواد األزمات كان ضيقا جدا مقارنة بما يتحمله األخصائيون‬
‫أساس علماء في الطب النفس ي األمريكي في األربعينات والخمسينات حيث‬ ‫ً‬ ‫االجتماعيون اليوم؛ ألن هؤالء الرواد كانوا‬
‫أطلقوا عليها مصطلح التدخل في األزمة وقاموا بعدها بتطوير الطريقة‪.‬‬

‫وكذلك اتفق معه مالكوم باين ‪ )1997 (Malcolm Payne‬حيث رأى أن الصيغة الكالسيكية للتدخل في األزمة‬
‫كأسلوب هي صيغة "كابلن" في الطب النفس ي الوقائي (‪ )1965‬ولذلك فإن أصول هذه الطريقة توجد في الصحة العقلية‬
‫وفي الوقاية من املرض وليس العالج منه‪.‬‬

‫الفرضيات األساسية التي تقوم عليها نظرية األزمة‪:‬‬

‫ترى كل من "جوالن ‪ Golan‬وسليكيو ‪ Slaikeu‬أن نظرية األزمة تقوم على سبع فرضيات أساسية هي‪:‬‬

‫‪ -1‬إنه من الشائع بالنسبة لألفراد أن يمروا بحالة من عدم االتزان العاطفي الحاد وتفكك النظام االجتماعي في وجود‬
‫عوائق ضاغطة حالية وأحداث متأزمة في حياتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬يعتبر الضغط املوقفي الحاد خبرة حياة عادية وخيبة أمل في حالة عاطفية عادية ال جسمية‪ ،‬وتحتمل أن تحدث في‬
‫الغالب لجميع الناس في وقت ما من حياتهم‪.‬‬
‫‪ -3‬األشخاص الذين يمرون باختالل عاطفي يثابرون لكي يستعيدوا االتزان العاطفي (داخل حياتهم)‬
‫‪ -4‬أثناء الصراع الستعادة االتزان العاطفي فإن الفرد يكون في حالة محدودة الزمن من الضعف النفس ي‪.‬‬
‫‪ -5‬أثناء هذه الحالة من الضعف النفس ي فإن عامة األفراد يكونون قابلين للتدخل النفس ي‪.‬‬
‫‪ -6‬يمكن أن تتسم االستجابة العاطفية الناتجة بمراحل عامة لرد الفعل لهذه األزمة والذي يمر به كل األفراد بغض‬
‫النظر عن طبيعة الحدث الواقع‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -7‬يمكن ملثل هذه األزمات أن تنمو وتتطور كما يمكن أن ينتج عنها سلبيات ايضا‪( .‬املصدر السابق)‬

‫‪4‬‬
‫االستراتيجيات العامة للمساعدة يف التدخل يف األزمات‪:‬‬

‫يمكن تحديد عدد من االستراتيجيات العامة التي يمكن لألخصائي االجتماعي االستفادة منها في تدخله للعمل مع حاالت‬
‫األزمة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬استراتيجية املساندة متعددة التأثير‪Multiple impact support strategy :‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تتضمن هذه االستراتيجية جهدا مكثفا وشامال للمساعدة وغالبا ما يصحبه برنامج نشط لتغيير السلوك؛ كما تتحد‬
‫املساندة البيئية مع مساندة األقارب‪ .‬ويمكن استخدام هذه االستراتيجية مع الكبار املعتمدين على أنفسهم ومع‬
‫املراهقين الذين يواجهون أزمة بدون األسرة‪..‬‬
‫وتشمل هذه االستراتيجية على فرق الوكاالت واملتخصصين وكذلك املساعدة الفردية؛ ومثال لهذه االستراتيجية هو‬
‫مساعدة الضحايا بعد األزمة مباشرة مثل املوت املفاجئ‪ ،‬واالغتصاب‪ ،‬والتعسف وأزمة املجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬بناء األمل واملحافظة عليه ‪Building and maintaining Hope‬‬


‫حيث أن االحباط واليأس واالكتئاب هي املكونات العامة للضغط واألزمة؛ فإن الناس يعتمدون على املعاونين‬
‫املساعدين بدرجة كبيرة للتعامل مع هذه الظروف بطريقة بناءة‪ ،‬فاألمل هو الترياق األساس ي لليأس بجانب أنه‬
‫مصدر الراحة من التوتر واالحباط الناتج عن األهداف غير املحققة‪.‬‬

‫‪ -3‬التجديد والنمو ‪Strategy of Renewal an d Growth‬‬


‫وتهدف هذه االستراتيجية إلى التعرف على مواطن القوى في الناس ومساعدتهم على إدراك هذه القوى‪ ،‬ثم مساعدتهم‬
‫في تطوير خطة إلطالق امكانات هذه القوى‪ ،‬وهي ليست استراتيجية ملساعدة الناس الذين مازالوا في حالة أزمة‪ ،‬ألنها‬
‫تحث الناس أو تدفعهم لحالة من عد االتزان كتمهيد للنمو؛ وتتطلب هذه االستراتيجية مهارات في تحليل القوة‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وتنظيما كامال للكفاءات لتسهيل الوعي واإلدراك‪.‬‬

‫‪ -4‬استراتيجية االرشاد العالجي‪Therapeutic Counseling Strategy :‬‬


‫تتمثل هذه االستراتيجية في فتح ومقابلة شخصية بطريقة مباشرة توضح أسباب مجيء الشخص الذي نساعده‪،‬‬
‫وإنشاء أهداف ومسؤوليات متبادلة؛ ثم يشرع في تنفيذ خطة العمل للوصول إلى أهداف الشخص الذي نساعده‪،‬‬
‫ً‬
‫وأخيرا تأتي عملية انهاء العالقة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التدخل المهني وأساليب العالج يف نظرية االزمة ‪Intervention In Crisis Theory‬‬

‫يعتمد التدخل املنهي من خالل نظرية األزمة على مجموعة من األساليب العالجية املوضوعية واملالئمة للتوقيت الزمني‬
‫والتي يظهر تأثيرها في فترة بسيطة ويمتد أثرها على املدى البعيد‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويرتبط التدخل املنهي من خالل نظرية األزمة ارتباطا جوهريا بالعالج قصير األمد‪ ،‬والذي يتطلب من خالل هذه النظرية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫التحديد الدقيق للعوامل الداخلية املؤدية واملؤثرة في مواقف األزمة وتحديد خصائصها؛ والتي تلعب دورا حيويا وأساسيا‬
‫واسع املدى في تلك الظواهر التي تؤثر على األفراد والجماعات واألسر‪( .‬همام‪)2005 ،‬‬
‫ويتضمن التدخل املنهي باستخدام نظرية األزمة عمليتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫أ) التقدير‪:‬‬
‫حيث يركز املمارس العام على املعلومات الهامة عن الحالة لتكوين صورة واضحة عن نسق التعامل وعليه أن يهتم‬
‫بالعالقة التبادلية بين الشخصية واألزمة حتى ال يقع تحت تأثير األزمة الزائفة‪ ،‬كما يجب عليه تحديد املرحلة التي‬
‫وصلت إليها األزمة‪ ،‬وماهي طبيعتها؟ ومن هم املتأثرين بها؟ ومادرجة التأثير؟‬

‫ب) التدخل العالجي‪:‬‬


‫ويمكن تصنيف األساليب التي يستخدمها املمارس العام في هذه املرحلة إلى ثالث مجموعات كما قسمها "كيرن هوجن"‬
‫‪ 1994‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ )1‬أساليب التخفيف من حدة الضغوط االنفعالية ال واقعة على النسق كالقلق والخوف وذلك من خالل استخدام‬
‫أساليب منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬التفريغ الوجداني لخفض حدة اإلحساس بالقلق والذنب‪Feeling guilty .‬‬
‫ب‪ -‬االتصال بما يساعد على اإلحساس بأهميته وأحقيته في املساعدة‪.‬‬
‫ت‪ -‬التأكيد بإعطاء األمل للنسق دون إنكار خطورة املوقف‪.‬‬

‫‪ )2‬أساليب تدعيم الذات في مواجهة األزمة للتعامل مع معارف النسق وإدراكه للموقف وتدعيم ذاته في مواجهة موقف‬
‫األزمة وذلك من خالل استخدام أساليب منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعليم والشرح لتوضيح املوقف للنسق واملعلومات التي يحتاجها لفهم أبعاد موقف األزمة‬
‫والخروج منه وتحديد األنساق األخرى التي يمكنها املساهمة في املوقف‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقبل الواقع وعدم إلقاء تبعة األزمة على اآلخرين‪.‬‬
‫ت‪ -‬التأثير املباشر لتعريف النسق بوجهة نظر املمارس العام في كيفية مواجهة موقف األزمة كأساليب‬
‫ّ‬
‫النصيحة والضغط واإليحاء ‪" Revelation‬التي تجعل العميل يستشعر مكامن الخلل وخطورة املوقف ويفكر بحل‪.‬‬
‫ث‪ -‬التوجيه للمساهمة في بلورة التوقعات املستقبلية‪.‬‬
‫ج‪ -‬االنفتاح على املحيط االجتماعي‪.‬‬
‫العالج الذاتي‪ :‬هو بأن توحي للعميل ببعض الحلول ملشكلته دون ان تصدر من املمارس‪ .‬تساؤل‪ :‬ملاذا ال تصدر من‬
‫جرب العميل الحل الذي قلته له وفشل سوف يلقي اللوم عليك‪.‬‬ ‫املمارس؟ ألن لو ّ‬
‫واساليب العالج الذاتي تعني املعونة النفسية وتعديل االتجاهات وتعديل العادات‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ )3‬أساليب استثمارإمكانات البيئة‪:‬‬
‫ويعني ذلك االستفادة من إمكانيات األنساق األخرى في البيئة غير نسق التعامل سواء كانت إمكانات مادية أو بشرية‬
‫للمؤسسة أو متخصصين آخرين إلى جانب اإلمكانات املتوفرة لكافة األنساق (فرد‪ ,‬أسرة‪ ,‬جماعة‪ ,‬منظمة‪ ,‬مجتمع‪.‬‬
‫الخ)‪( .‬مدونة علم ادارة االزمات بالتخطيط االستراتيجي‪)2017 ،‬‬
‫العالج البيئي ‪ :‬هو اعطاء العميل الخدمة ولكن بطريقة غير مباشرة‪.‬‬
‫وينقسم العالج البيئي إلى قسمين‪:‬‬
‫ب‪-‬خدمات مادية غير مباشرة‬ ‫أ‪ -‬خدمات مادية مباشرة‬
‫ً‬
‫ويستخدم األخصائيون االجتماعيون في نظرية األزمة حدا أدنى من األساليب العالجية أثناء العالج القصير األمد‪ ،‬ومن‬
‫ً‬
‫املمكن أن يدعم أيضا بالعديد من األساليب املتعددة واملتنوعة وذات التأثير الفعال؛ هذا باإلضافة إلى استخدام مصادر‬
‫البيئة االجتماعية كمدعمات تزيد من قوة األساليب العالجية املؤثرة‪( .‬همام‪)2005 ،‬‬

‫ولقد حدد جوالن ‪Golan‬مراحل التدخل املنهي عام ‪ 1972‬كالتالي‪:‬‬


‫أ‪ -‬مرحلة البداية‪ :‬تتضمن تحديد املوقف الحالي وتحديد األزمة وكيفية العمل ملواجهة تلك الزمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة الوسط‪ :‬وتتضمن تلك املرحلة تحديد االجراءات أو الخطوات الخاصة بكيفية حل األزمة وكذلك االجراءات‬
‫التي يجب اتباعها‪.‬‬
‫ت‪ -‬مرحلة النهاية‪ :‬وتتضمن تحديد كافة االمكانات واالتصاالت الجديدة التي من شأنها أن تساعد على مواجهة وحل‬
‫ً‬
‫األزمة مع االستعانة بالبيئة االجتماعية‪ ،‬وأخيرا فإن‪:‬‬
‫األزمة يجب أن تنتهي في موعد أقصاه ‪ 6-4‬أسابيع‪( .‬املصدر السابق)‬

‫أهم المفاهيم المرتبطة بنموذج األزمة‪:‬‬

‫‪ -1‬التوازن ‪: Balance‬‬
‫ويعني محاولة الفرد االحتفاظ باستقراره النفس ي وتوازنه االجتماعي وسط مجموعة من املتغيرات أو املؤثرات‬
‫"صعوبات" تتعارض مع بعضها‪.‬‬
‫‪ -2‬القلق ‪: Anxiety‬‬
‫احساس بعدم الراحة واحساس بأن هناك خطر يهدد الحياة؛ فيبقى الشخص في قلق دائم على نفسه وأبنائه‪.‬‬
‫‪( -‬التفرقة بين القلق الصحي والقلق املرض ي)‬
‫َ‬
‫الجيد هو الق ِل ْق)‬
‫‪ -‬في الخدمة االجتماعية (نسق التعامل ّ‬

‫‪ -3‬التوتر‪:‬‬
‫يستعد العميل او نسق هنا لتغيير سلوكه حتى يواجه التهديد‪ .‬والتوتر نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬داخلي ‪ Internal‬ب‪ -‬خارجي ‪Outside‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -4‬الجيل الدفاعية‪:‬‬
‫تسمى في علم النفس (ميكانزمات)؛ وهي عبارة عن أساليب يستخدمها العميل للفت انتباه اآلخرين؛ أو نمط سلوكي‬
‫يحاول الفرد (نسق التعامل) االستجابة إلى الضغوط‪.‬‬

‫‪ -5‬مرحلة نشاط األزمة‪:‬‬


‫هي املرحلة التي نقول عندها أن الزمة موجودة ووصول الشخص لدرجة عالية من التوتر وتكون الحيل الدفاعية التي‬
‫يستخدمها غير فعالة؛ ويبدأ عندها عدم التوزان بالظهور؛ وعندها نقول أن األزمة قد بدأت وتتطلب التدخل بعدما‬
‫يأتي نسق التعامل للمارس ويطلب املساعدة‪.‬‬

‫متطلبات تنظيمية إدارية أثناء األزمة‪:‬‬


‫‪ -‬تفعيل سياسة الباب املفتوح بتقديم الخدمة على مدار ‪ 24‬ساعة‬
‫‪ -‬تبسيط االجراءات االدارية واختصارها‬
‫‪ -‬البعد عن قوائم االنتظار‬
‫‪ -‬تفويض السلطة ‪Devolution‬لسرعة االجراءات ومساعدة نسق التعامل (العميل تحت األزمة) بأقص ى مايمكن‪.‬‬

‫نظرية األزمة مالها وما عليها‪:‬‬


‫تتمتع به هذه النظرية باإليجابية من حيث نظرتها التفاؤلية لإلنسان‪ ،‬وتؤكد على إمكانية النمو والتطور للفرد بشكل‬
‫ال نهائي في مواجهته لألزمات‪.‬‬
‫ولكنها لم تسلم من بعض االنتقادات املنهجية والتطبيقية مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم تحديدها للموقف ما إذا كان أزمة أو أنه مشكلة عادية بالنسبة لنسق التعامل‬
‫‪ -2‬اتهم أسلوب التدخل في األزمات بالسطحية والالعمق‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -3‬انتقدت فكرة العقد أو التعاقد في هذا التدخل حيث أنها تعطي إحساسا خاطئا باملساواة بين األخصائيين‬
‫االجتماعيين والعمالء بينما السلطة األكبر في العالقة لألخصائيين االجتماعيين‬
‫‪ -4‬أن هذا االتجاه ليس بجديد فهو خليط غير متجانس من النظريات األخرى كالنظرية البنائية الوظيفية‬
‫واملدرسة السلوكية ومفهوم الذات ونظرية الدور‪ ،‬لنجد أنفسنا أمام اتجاه ليس له بناء نظري مستقل‪.‬‬
‫يعالج هذا االتجاه األعراض فقط دون العالج الجذري للمسببات التي أحدثت األزمة ومن‪ ،‬وبالتالي فإن هذا‬
‫النوع من العالج هو عالج جزئي وليس عالج كلي‪( .‬مدونة علم ادارة االزمات بالتخطيط االستراتيجي‪)2017 ،‬‬

‫‪8‬‬
‫مراجع‬
‫أحمد حسن البربري‪ .)1998( .‬نظرية التدخل في األزمات في محيط الخدمة االجتماعية‪ .‬المؤتمر السنوي الثالث إلدارة الكوارث واألزمات‪ .1 .‬عين شمس‪:‬‬
‫جامعة عين شمس‪.‬‬

‫أحمد محمد السنهوري‪ .) 1418( .‬مداخل ونظريات ونماذج الممارسة المعاصرة للخدمة االجتماعية‪ .‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫سامية عبدالرحمن همام‪ 1( .‬أكتوبر‪ .)2005 ,‬استخدام نظرية األزمة في خدمة الفرد في التخفيف من أحداث أعراض الحياة الضاغطة لمحدودي الدخل‪ .‬مجلة‬
‫دراسات في الخدمة االجتماعية والعلوم االنسانية‪ ،‬الصفحات ‪.49-94‬‬

‫محمد نجيب الديب‪1417( .‬هـ)‪ .‬الخدمة االجتماعية المدرسية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة االنجلو المصرية‪.‬‬

‫مدونة علم ادارة االزمات بالتخطيط االستراتيجي‪ 23( .1 ،‬يونيو‪( .)2017 ,‬هشام عوكل) تاريخ االسترداد ‪ 28‬سبتمبر‪ ،2019 ,‬من ‪Writeup the‬‬
‫‪magazine: http://hichamoukal.blogspot.com/2017/06/blog-post_23.html‬‬

‫‪9‬‬

You might also like