You are on page 1of 6

‫احملاضرة الثامنة‪ :‬النموذج احللزوين ومنوذج التقارب‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النموذج احللزوين‪:‬‬

‫النموذج احللزوين لالتصال‪ ،‬الذي اقرتحه فرانك دانس يف عام ‪ ،1967‬يتحدى مناذج االتصال اخلطية التقليدية‬
‫مثل منوذج شانون ويفر‪ .‬وهو يدرك أن االتصال هو عملية ديناميكية مستمرة حيث يتبادل املرسلون واملستقبلون‬
‫املعلومات ابستمرار‪ ،‬مما يؤدي إىل فهم مشرتك وتطوير العالقات‪ .‬يف هذا النموذج‪ ،‬يُنظر إىل التواصل على أنه‬
‫تقدم حلزوين أو حلزوين‪ ،‬مع الرتكيز على ردود الفعل والسياق واخلربات املشرتكة‪.‬‬

‫تشمل العناصر الرئيسية للنموذج احللزوين ما يلي‪:‬‬


‫‪-1‬عملية دوامة ‪:‬يتم متثيل االتصال على شكل دوامة مستمرة‪ ،‬مع الرتكيز على طبيعته املتطورة‪.‬‬
‫‪-2‬أوجه التشابه واالختالف ‪:‬يتقاسم املرسلون واملستقبلون أرضية مشرتكة واختالفات‪ ،‬مما يساهم يف منو اللولب‪.‬‬
‫‪ -3‬حلقات املالحظات ‪:‬تساعد التغذية الراجعة املستمرة على ضبط عملية االتصال وحتسينها‪.‬‬
‫‪ -4‬التأثري السياقي ‪:‬إن سياق التواصل‪ ،‬مبا يف ذلك التفاعالت السابقة‪ ،‬يشكل احلوار املستمر‪.‬‬
‫‪ -5‬تطوير العالقات ‪:‬تتطور العالقات من خالل تفاعالت التواصل املتكررة‪.‬‬

‫ينظر النموذج احللزوين إىل التواصل ابعتباره دوامة ديناميكية ومتطورة‪ .‬وبدالً من اخلطوات اخلطية‪ ،‬فهو يدرك أن‬
‫االتصال هو عملية مستمرة تنمو وتتطور مع كل تفاعل‪ .‬يعتمد املرسلون واملستقبلون ابستمرار على التجارب املشرتكة‬
‫ويكيفون فهمهم مبرور الوقت‪ .‬ضمن العملية احللزونية‪ ،‬يتضمن التواصل التعرف على القواسم املشرتكة واالعرتاف‬
‫ابالختالفات بني املشاركني‪ .‬ختلق التجارب املشرتكة أرضية مشرتكة‪ ،‬بينما تساهم وجهات النظر املتنوعة يف ثراء‬
‫تفاعالت التواصل‪ .‬ويؤكد النموذج على أمهية تقدير كال اجلانبني يف االتصال‪.‬‬

‫كما تعد التغذية الراجعة املستمرة جزءا ال يتجزأ من النموذج احللزوين‪ .‬فهو يتيح للمشاركني حتسني فهمهم وتوضيح‬
‫النوااي وضبط أساليب االتصال اخلاصة هبم‪ .‬تضمن حلقات التغذية الراجعة أن يظل التواصل سريع االستجابة وقابالً‬
‫للتكيف‪ ،‬مما يساعد على جتنب سوء التفسري وتعزيز التبادل الفعال‪ .‬كذلك يتماشى النموذج مع تعقيد وديناميكية‬
‫التواصل يف العامل احلقيقي‪ ،‬مما يوفر تصويرا أكثر واقعية‪ - .‬يؤكد على التعليقات‪ :‬تعمل حلقات التعليقات املستمرة‬

‫‪1‬‬
‫على تعزيز الفهم وتقليل سوء الفهم‪ - .‬الرتكيز على العالقة‪ :‬فهو يسلط الضوء على دور التواصل يف تطوير العالقات‬
‫وصيانتها‪ - .‬الوعي ابلسياق‪ :‬التعرف على التأثري السياقي حيسن فعالية االتصال‪.‬‬

‫‪ -‬حاالت استخدام النموذج احللزوين‪:‬‬

‫‪ -1‬العالقات الشخصية‪ :‬النموذج ذو قيمة لفهم كيفية مسامهة التواصل يف تطوير وتطور العالقات الشخصية‬

‫‪ -2‬حل النزاعات‪ :‬ميكن تطبيقه يف حل النزاعات للتأكيد على أمهية التغذية الراجعة والوعي السياقي‪.‬‬

‫‪ -3‬التواصل التنظيمي‪ :‬يف املؤسسات‪ ،‬يساعد على التعرف على الطبيعة املتطورة للتواصل بني املوظفني والفرق‬
‫والقادة‪.‬‬

‫‪ -‬عيوب النموذج‪:‬‬

‫نظرا ملنظوره الدقيق‪ - .‬االفتقار إىل‬


‫‪-‬التعقيد‪ :‬ميكن أن يكون تطبيق النموذج احللزوين صعبًا يف بعض املواقف ً‬
‫توجيها من بعض النماذج اخلطية‪ - .‬تفسري خاطئ‬‫التوجيهات‪ :‬ال يوفر إرشادات حمددة للتواصل‪ ،‬مما جيعله أقل ً‬
‫حمتمل‪ :‬بدون وضوح مهارات االتصال‪ ،‬قد ال يزال املشاركون يعانون من سوء التفسري والصراعات‪ - .‬يتطلب‬
‫التكيف‪ :‬قد يتطلب تطبيق النموذج تعديل أساليب االتصال التقليدية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬منوذج التقارب‪ :‬روجرز وكينيد‪:‬‬

‫تتناول نظرية تقارب االتصال الضروري أتثري العالقات الشخصية وأتويل املعىن يف السياقات العالئقية‪ .‬وعدت هذه‬
‫النظرية بفهم الطرق اليت قد تؤثر يف سلوك األفراد يف عمليات بناء املعىن‪ ،‬كما توفر معلومات جديدة عن القوة‬
‫واهليمنة يف العالقات‪ ،‬وتساعد على حتديد أمناط االتصال فيها‪.‬‬

‫متت اإلشارة هلذه النظرية يف البداية ابلتقارب الالزم للمعىن & ‪Convergence Necessary‬‬
‫‪ Manning‬لكن مت تنقيح اسم النظرية ليستقر على تقارب االتصال الضروري ‪Necessary‬‬
‫‪ ،Communication Convergence‬وهي نظرية منبثقة عن حبوث دراسة العالقات األسرية‪ ،‬هتتم‬

‫‪2‬‬
‫ابالتصال العالئقي‪ ،‬وتركز على شرح الكيفيات اليت تؤثر هبا قوة العالقة يف أتويل املعىن ضمن أمناط التفاعالت‬
‫االجتماعية‪ ،‬وابلفعل يعد تقارب االتصال (التوافق يف اآلراء) حمورا رئيسا يف هذه النظرية وتفسرياهتا‪.‬‬

‫يشري التقارب إىل الظاهرة اليت يقوم فيها األفراد بتعديل اتصاالهتم جلعلها أكثر شبها بتواصل شريكهم يف التفاعل‪.‬‬
‫وميكن أن يكون الدافع وراء ذلك هو الرغبة يف إقامة عالقة‪ ،‬أو تعزيز القبول االجتماعي‪ ،‬أو نقل التضامن‪ .‬ميكن‬
‫لغواي أو شبه لغوي أو غري لفظي‪.‬‬
‫أن يكون التقارب ً‬

‫اثلثا‪ :‬مناذج أخرى يف االتصال‪:‬‬

‫‪-1‬منوذج تشارلز رايت ‪wright‬‬

‫توسع هذا املفكر يف منوذج الزويل مبتدائ ابلعناصر األساسية وهي التأثريات‪ ،‬الرسائل‪ ،‬املتلقي‪ ،‬وقدم رايت منوذجا‬
‫يشتمل على عشرة عناصر وهي‪:‬‬

‫‪-‬التأثريات‪ :‬وهي تتوقف عند التساؤالت األتية‪:‬‬

‫‪-‬املرامي املعلنة (املقصودة) – املرامي الكامنة (غري املقصودة)‬

‫‪-‬الوظائف ‪ :‬الوظائف املعيقة لالتصال اجلماهريي‬

‫‪-‬الوسائل‪ :‬اذ تقوم وسائل االتصال اجلماهريي على مايلي‪ :‬الرقابة(األخبار)‪ ،‬الرتابط (نشاط احملور)‪،‬النقل الثقايف‬
‫‪،‬الرتفيه‪.‬‬

‫‪-‬املتلقي‪ :‬وهو كل من اجملتمع أو اجلماعات الفرعية‪ ،‬االفراد‪ ،‬األنظمة الثقافية‬

‫ويؤكد رايت على أتثري وسائل االعالم‪ ،‬وماهي املهام الظاهرة والكامنة لألخبار‪ ،‬االفتتاحيات‪ ،‬املقاالت‪،‬‬
‫املوضوعات الثقافية‪ ،‬الرتفيه اليت يتم نقلها عرب وسائل االعالم وانعكاسها على اجملتمع واجلماعات الفرعية واالفراد‬
‫‪.‬‬
‫والنظم الثقافية‪ ،‬ويسمى هذا النموذج ب"النموذج الوظيفي لالتصال اجلماهريي‬

‫‪3‬‬
‫‪-2‬منوذج جرينرب‪:‬‬

‫وهو صاحب نظرية الغرس الثقايف‪ ،‬ظهر هذا النموذج سنه ‪ 1956‬على يد العامل األمريكي جورج جرينرب ‪،‬‬
‫وتتلخص وجهة نظره أبن وسائل االتصال اجلماهريية ختتلف عن وسائل االتصال الشخصي يف استخدام املؤثرات‬
‫السمعية والبصرية واملوجات الكهرومغناطيسية لنقل وسائلها ‪ ،‬لذا فإنه حدد عشرة متغريات أساسية يف عملية‬
‫االتصال وهي‪:‬‬

‫‪-1‬شخص‪ -2،‬يرى حداث‪ -3،‬يستجيب‪ -4 ،‬يف موقف أو ظرف‪ -5،‬ببعض الوسائل‪ -6،‬لتوفري مادة‬
‫متاحة‪ -7،‬بشكل ما‪ -8،‬يف إطار أو سياق‪ -9 ،‬ينقل به مضمون‪ -10،‬له نتيجة‪.‬‬

‫واملالحظ هنا‪ ،‬أن هذا النموذج يقدم تفصيالت أكثر للعملية االتصالية مثل السياق الذي تتم فيه العملية‬
‫االتصالية واملرجع‪ ،‬لكنه أمهل عنصر التشويش‪ ،‬وان كان ميكن اعتباره خاضعا يف السياق‪.15‬‬

‫‪-3‬منوذج دي فلور‪:‬‬

‫قدم "دي فلور" منوذجني لإلتصال‪ ،‬أمههما يتقارب مع منوذج "شانون وويفر"‪ ،‬لكن يضيف فلور عناصر أخرى‬
‫وهي ‪:‬‬

‫‪-‬إبراز العملية االتصالية‪،‬‬

‫‪-‬إبراز املصدر والناقل واملتلقي و اهلدف ابعتبارها مراحل منفصلة يف العملية االتصالية ‪،‬‬

‫‪-‬إبراز القناة من منطلق أهنا ميكن أن تكون وسيلة اتصال وتكون يف الوقت نفسه أداة للرجع‪،‬‬

‫لقد جعل "دي فلور" التشويش ممكنا حدوثه يف أية مرحلة من مراحل العملية االتصالية‪.16‬‬

‫‪-4‬منوذج ماك لوهان‪:‬‬

‫يستند منوذج ماك لوهان اىل رؤية فلسفية للعملية االتصالية‪ ،‬اليت تعتمد فرضية أن الوسيلة هي الرسالة‪ ،‬وتربز أمهية‬
‫االتصال من خالل طبيعة الوسيلة ومؤثراهتا وانعكاساهتا يف التواصل مع املستقبل‪ ،‬يف حدود التلقي بقوالب جاهزة‬
‫فحسب‪ ،‬فتكون ساخنة ألنه ليس هناك للمستقبل أثر يف إكماهلا وتوجيهها ألهنا بلغته كامله‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويرى ماك لوهان أن مضمون الرسالة اإلعالمية ال ميكن النظر اليه مستقبال يف تقنيات الوسائل اإلعالمية‪ ،‬فطبيعة‬
‫وسائل االعالم اليت يتصل هبا االنسان تشكل اجملتمعات أكثر مما يشكلها مضمون االتصال‪.‬‬

‫ومراحل التطور اإلنساين يف عملية االتصال تتشكل لدى ماك لوهان على النحو التايل‪:‬‬

‫‪-1‬املرحلة الشفوية‪ :‬مبعىن اخر مرحلة ما قبل التعلم‪ ،‬أي املرحلة القبلية‪.‬‬

‫‪-2‬مرحلة كتابة النسخ‪ :‬اليت ظهرت يف اليوانن القدمية‪.‬‬

‫‪-3‬مرحلة الطباعة‪ :‬من سنة ‪ 1456‬اىل ‪ 1900‬تقريبا‪.‬‬

‫‪-4‬عصر وسائل االعالم االلكرتونية‪ :‬من سنة ‪ 1900‬اىل يومنا احلايل‪.‬‬

‫ولقد قسم "ماك لوهان "وسائل االعالم اىل وسائل ساخنة وأخرى ابردة انطالقا من انعكاساهتا على اجلمهور‬
‫املتلقي وهي‪:‬‬

‫أ‪/‬الوسائل الساخنة‪ :‬ويقصد منظومة الرسائل اجلاهزة احملددة هنائيا اليت ال حتتاج من املشاهد أو املستمع اىل جهد‬
‫يبذله أو مشاركة واقعية للتجربة‪ ،‬فهي تقدم له مضمون إعالمي يف قوالب جاهزة‪ ،‬ال حتتاج منه بذل جهد يف‬
‫التفكري‪ ،‬فيكون املتلقي مستلب أمام تلك الوسائط‪ ،‬ومن مناذج تلك الوسائل الساخنة جند الكتاب‪ ،‬املطبوع‪،‬‬
‫اإلذاعة‪ ،‬السينما‪.‬‬

‫ب‪/‬الوسائل الباردة‪ :‬و يقصد هبا تلك اليت تتطلب من املستقبل جهدا إجيابيا يف املشاركة و املعايشة واالندماج‬
‫فيها‪ ،‬فهو جزء مهم يف إكمال الفكرة ومن الوسائل اليت يراها ماك لوهان ابردة جند التلفزيون واهلاتف‪.‬‬

‫ويؤكد ماك لوهان على مفاهيم مثل "القرية العاملية" الناشئة من االعالم اإللكرتوين‪ ،‬واعتبار عصر الثورة‬
‫االلكرتونية‪ ،‬هو عصر القلق ألهنا أجربت األفراد على املشاركة بعمق ‪.‬‬

‫ومن مميزات العصر اإللكرتوين‪:‬‬

‫‪-‬أنه حتول اىل الالمركزية‪،‬‬

‫‪-‬التفاعل املفتوح بدون حدود مكانية أو زمانية‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬تفتيت اجلماهري‪،‬‬

‫‪.17‬‬
‫‪-‬الشيوع واالنتشار‬

‫‪6‬‬

You might also like