Professional Documents
Culture Documents
1
المستوى :السنة أولى جذع مشترك علوم إنسانية .
السداسي :الثاني
المادة :مدارس ومناهج
عنوان الدرس :المدرسة الماركسية
الدرس رقم 02 :
األستاذة المكلفة بتدريس المادة :د /سنوسي فضيلة
تمهيد :من المدارس التي ساهمت في إثراء مناهج البحث في العلوم االجتماعية واإلنسانية ،
نذكر المدرسة الماركسية ،بفرعيها التقليدية والمحدثة ،فماذا نقصد بالماركسية ؟ ومن هم
روادها ؟ وما هي أهم مبادئها ونظرياتها ؟
أ -الماركسية التقليدية :ظهرت الماركسية كمذهب وكتيار فكري في النصف الثاني من القرن
التاسع عشر ،مؤسسها هو كارل ماركس ( ) 1883 – 1818وهو فيلسوف واقتصادي وعالم
اجتماع ومؤرخ صحفي واشتراكي ثوري ألماني « مارس العمل الصحفي وشارك في االعمال
السياسية الثورية بما في ذلك تكوين الرابطة الدولية للعمال ( )...عرض ماركس رؤيته للواقع
االجتماعي في مجموعة من المؤلفات األساسية من أشهرها ،البيان الشيوعي الذي صدر
باالشتراك مع زميله إنجلز فردريك عام ، 1848ورأس المال ، 1» 1867ولقد لعبت أفكاره
دو ار مهما في تطوير الحركات االشتراكية كما ساهمت في تأسيس علم االجتماع .
والماركسية تمثل النظرية الثورية للبرولتاريا العالمية ،حيث كان كل من ماركس وانجلز يقومان
بنشر أفكار الماركسية وسط الطبقة العاملة ،وكانا يدعوان إلى ضرورة تحرر المجتمعات من
االستغالل الرأسمالي ،والتحرر من االستيالب االقتصادي واإليديولوجي لذلك دعت الماركسية
إلى بناء المجتمع الشيوعي ( خالي من الطبقات ) .
1
-السيد الحسيني :أسس علم االجتماع دار المعارف ،االسكندرية (د،ط) (د،س) ص 134
2
عوامل ظهور الماركسية :
هناك مجموعة من الظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية والفكرية ،دفعت كارل ماركس
إلى وضع نظريته يمكن إجمالها فيما يلي :
-01الصراع الطبقي خلفته الرأسمالية خالل القرن التاسع عشر ( ) 19من طبقة المالك
الرأسماليين وطبقة العمال الكادحين .
-02ظهور بعض النظريات العلمية في القرن التاسع عشر والتي ساهمت في بناء النظرية
المادية الجدلية ،حيث أن هذه النظريات بدأت في دراسة األشياء من خالل الربط بينهما أي
على أساس دياليكتيكي ( مثل نظرية تركيب الكائنات الحية من خاليا ).
-03االضطهاد الكنيسي الذي مارسته على المجتمع األوروبي .
-04تأثر كارل ماركس بالفلسفة األلمانية خاصة بجدل الفيلسوف فردريك هيغل ،وكذلك
بمادية فيورباخ حيث كون كارل ماركس من فلسفيتهما مذهبه الفلسفي الذي أطلق عليه اسم
المادية الجدلية ( الديالكتيكية ) .
-05تأثره باالشتراكية الفرنسية في القرن التاسع عشر .
-أهم نظرية المدرسية الماركسية :
-01نظرية الصراع الطبقي :
-يرى كارل ماركس أن الصراع بين الطبقات هو أساس تطور محرك التاريخ ،وان كل
مجتمع ما هو إال نتيجة لتاريخ الصراع بين الطبقات الذي اعتبره العنصر الفعال في تطور
المجتمعات ،حيث يؤكد كارل ماركس أن « الصراع القائم بين الطبقات هو صراع مصالح بين
هذه الطبقات االجتماعية التي يراها تناقضات داخلية تخرج من المجتمع وتنجم أساسا عن تأثير
عالقات اإلنتاج على حياة الناس ،وتؤثر على كيفية تفاعلها فالطبقات المالكة لوسائل اإلنتاج
تكون قادرة على استغالل الطبقات األخرى ،ومن جهة أخرى فإن الطبقات التي يقع على
كاهلها نتائج االستغالل تهتم بإحدا ث تغيرات رئيسية في ذلك النظام لتصنع حدا االستغالل ،
3
إذا صار لها وعي كافي تصبح الثورة ال مفر منها ،ومن نتائج هذه الثورة المزيد من التقدم
التكنولوجي الذي لم يكن متواجدا من قبل ».1
-نظرية المادية الجدلية :وضعها كل من كارل ماركس ،وزميله فردريك انجلز ( -1820
، ) 1895ولكن لينيين ( ) 1934 -1870هو من قام بنشرها وتطويرها ،وسميت ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
":الم ادية الجدلية" ألن مؤسسوها يؤمنون بأن جوهر العالم هو المادة ،وأنها – المادة – أسبق
من الفكر والفكر انعكاس لما يقع خارجه في العالم المادي الطبيعي ،وفي الحياة االقتصادية ،
والحياة االجتماعية ،وأن األشياء واألفكار تتفاعل معا في حركة جدلية ،وتبقى األشياء المادية
سابقة على وجود أفكارنا وهذه األشياء في تغيير وتطور مستمر .
من أين جاء ماركس بفكرة المادية الجدلية ( مصدرها ) ؟
-تأثر كارل ماركس بالفلسفة األلمانية وأخذ عن هيغل الجدل ( الديالكتيكي ) حيث كان هيغل
يبدأ جدله من الفكرة التي تنتج عنها المادة وأن الفكر اسبق من الواقع ،لكن ماركس قلب جدل
هيغل رأسا على عقب ،وأكد أن المادة أسبق من الفكر .
-وترى المادية الجدلية أن كل ما في الوجود يحتوي عناصر متناقضة ومتصارعة ،وأن
الصراع بين المتناقضين ( الشيء وضده ) ينتج عنه شيء أرقى منه وهذا يوضح طبيعة
التطور .
إن المادية الجدلية التي أسسها كارل ماركس هي نتاج مزاوجة أحدثها كارل ماركس بين مادية
فيور باخ مع مثالية هيغل التاريخية وتقوم المادية الجدلية على قوانين الديالكتيك الثالثة التي
تفسر التطور .
1
-أحمد زايد :علم االجتماع ( النظريات الكالسيكية والنقدية نهضة مصر ،للطباعة والنشر والتوزيع ،2007مصر
ص315
4
قوانين الديالكتك
(المادية الجدلية)
5
نخلص إلى :أن كارل ماركس يرى أن الصراع الطبقي ظاهرة حتمية في أي مجتمع ،وهذا
الص ارع يؤدي إلى التغيير ،فينقل المجتمع من مرحلة إلى أخرى ،وعنص ار الصراع هما طبقة
فاقدة لوسائل اإلنتاج وطبقة مالكه لها ومهيمنة على االقتصاد والسياسة والمجتمع .
االنتقادات التي وجهت للماركسية :من بين االنتقادات التي وجهت إليها ،أن الصراع الطبقي
ليس هو العامل الوحيد الذي يؤدي إلى التغيير االجتماعي ،فقد يكون التغيير االجتماعي له
أسباب سياسية كالرغبة في السلطة مثال وقد يتم عبر الحروب والثروات تقوم بها نخبة سلطوية
معينة.
-كما أن أسباب الصراع ليست فقط أسباب اقتصادية وانما قد تكون إيديولوجية .
يمكن التناقض للمنهجي في تفكير كارل ماركس في توجيه االتهام للرأسمالية بأنها نظام
استغاللي وفي نفس الوقت ومن أجل إحداث التغيير ،يشجع على زرع الرأسمالية عبر
اإلمبراطوريات ،التي احتلت الشعوب الضيفة في آسيا و أفريقيا ،كما أكد على ذلك بعض
1
الماركسيون الجدد »
ب -/الماركسية المحدثة :من أبرز علماء االجتماع المعاصرين والممثلين لهذا االتجاه نذكر
رالف داهر نتورف " "dahrendarfولويس كوزر وغيرهم .
-تؤكد هذه النظرية على أهمية البنى في المجتمع ،ويؤكدون في نفس الوقت على أهمية
الصراع واالختالف داخل المجتمع ،مثل االختالف حول المصالح ،أو السلطة ،أو الثروة .
-يؤمنون أيضا بأن كل مجتمع يتألف من فئات مختلفة تسعى كل فئة إلى تحقيق مصالحها ،
مما يترتب عنه احتمال وقوع صراع بينها نتيجة سيطرة فئة منها على المصالح على حساب
باقي الفئات الضعيفة وهذا ما أكده " رالف داهر ندورف في كتابة" الطبقة والصراع الطبقي في
المجتمع الصناعي .
1
-نقال عن :د -عامر مصباح :علم االجتماع ( الرواد والنظريات ط ، 1شركة دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع ،
.118 الجزائر 2010ص
6
-أما داهر ندورف فقد ذهب إلى القول بأن ضعف قوة رأس المال وقوة العمل في المجتمعات
الحديثة ,بظهور فئات اجتماعية ،وظهور طبقة متوسطة تستند على مصادر قوة جديدة
تضاهي أو تفوق المجال االقتصادي ( اإلعالم ،االتصال ،المعلومات ،الخدمات ....الخ )
وأن الصرع والسلطة ويشكالن عنصرين أساسين في كافة التنظيمات االجتماعية ففي أي تنظيم
اجتماعي يتواجد شكل من أشكال السلطة وذلك ألن هذا التنظيم يتكون من فئتين ،أولئك الذين
يمتلكون السلطة وأولئك الذين ال يملكونها وحينما تعي كل مجموعة من هاتين المجموعتين
مصلحتها الخاصة فإنها تتحول إلى جماعات مصلحة ،أو طبقات وتزداد بالتالي احتماالت
الصراع االجتماعي بين هذه الجماعات المتعارضة المصالح ». 1
-أما كولتر :فيرى في نظريته أنه وفي كل مجتمع يسعى الناس للحصول على ( الثروة ،
القوة ،الهيمنة ) ولكل مصالحه التي يسعى إلى تحقيقها ،وبالتالي يحدث الصراع بسبب عدم
وجود توزيع عادل لهذا السلع ( الثروة ،القوة ،الهيمنة) .
أهم االنتقادات التي وجهت للماركسية المحدثة :
-1لم تخرج عن إطار افتراضات المدرسة الوظيفية والمدرسة الماركسية التقليدية ،فهي لم
تأتي بالجديد.
-2أكدت الماركسية الحديثة أن الصراع ناتج عن ظروف الواقع والمجتمع لكنها لم تحلل هذه
الظروف ».2
1
-محمود عوة :أسس علم االجتماع ،دار النهضة العربية بيروت ص .107
2
-د /خالد حامد :مدخل إلى علم االجتماع ،ط 2جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ، 2012 ،ص.112
7
المستوى :السنة أولى جذع مشترك علوم إنسانية .
السداسي :الثاني
المادة :مدارس ومناهج
عنوان الدرس :المدرسة الوضعية
الدرس رقم 03 :
األستاذة المكلفة بتدريس المادة :د /سنوسي فضيلة
1
-محمد محمد أمزيان :منهج البحث االجتماعي بين الوضعية والمعيارية ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ،فرجينيا
الواليات المتحدة األمريكية ،ط ، 1991 ، 1ص42
8
إليه هو أن أفكار أوجست كونت مثلث مبادئ المدرسة الوضعية ،وعليه فإن أفكارها هي نفسها
أفكار أوجست كونت ألنه هو مؤسسها .
-أفكار أوجست كونت ( تحليله) :
« -01تقوم نظريته على أن الجسم االجتماعي تحكمه لحمه تتكون األسرة كوحدة مجتمعية
تربط بين األفراد في وحدة عضوية متماسكة تتعدى التجاور والتجمع بين أجزاءها وهذا ما جعله
يستعبد الفرد من الدراسة إذ انه يرى يجب االنطالق من الكل إلى األجزاء وليس العكس أي من
األسرة إلى الفرد »1
-2وجب أن يكون الهدف من التح ليل هو اكتشاف القوانين المتحكمة في النظام االجتماعي
الذي يحافظ على ثبات المجتمع وذلك يتم من خالل الدراسات العلمية ( الفكر الوضعي) .
-3مر اإلفراد عبر جهودهم المتداولة لفهم وتفسير العالم المحيط بهم بثالث حاالت هي :
أ -/الحالة الالهوتية :وهي تقسم إلى مراحل فرعية منها المرحلة الوثنية ،مرحلة تعدد اإللهة ،
ومرحلة التوحيد وتتسم هذه المرحلة من الناحية الفكرية بغلبة الفكر الديني ومن الناحية المادية
بسيادة االتجاهات العسكرية.
ب -/المرحلة الميتافيزيقية :سادت فيها االتجاهات الميتافيزيقية حيث تفسر األحداث والوقائع
بردها إلى مبادئ غيبية ،ويغلب في هذه المرحلة االتجاه التشريعي وتصبح الدولة هي الوحدة
األساسية ويقوم التنظيم على أساس جمعي .
ج -/المرحلة الوضعية :فسرت فيها الظواهر االجتماعية تفسي اًر علميا ألن الظواهر
االجتماعية في رأي أوجست كونت تخضع لقوانين ومبادئ عامة هي قوانين طبيعية ومن نمة
فهي تخضع للبحث العلمي .
-ومن أفكاره أيضا ،أن المجتمع ال يمكن أن يفهم أجزاءه منفصلة عن بعضها وانما في
وحدتها ،ألن الظواهر االجتماعية متساندة كالنظم والمعتقدات واألخالق .....الخ .
1
-د /خالد حامد :مدخل إلى علم االجتماع ،ط 3جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ، ،2012ص70
9
-االنتقادات التي وجهت إليه :
« لقد سبقه في الدعوة إلى ضرورة دراسة الظواهر االجتماعية دراسة عملية ،ابن خلدون الذي
أشار إلى هذا في مقدمة كتابه المشهور المتضمن لمعالجة علم العمران .
-دعا أوجست كونت إلى التزام الموضوعية العلمية في تحليل الظواهر االجتماعية لكنه لم
يلتزم بها فصياغته لقانون المراحل الثالثة هي صياغة فلسفية مبنية على التحليل ليس لها دليل
علمي ». 1
-ال يمكن تطبيق مناهج العلوم الدقيقة بشكل مطلق على الظواهر االجتماعية نظ ار لمميزاتها
المتمثلة في كونها متغيرة ويصعب التحكم فيها .
-أفكاره نابعة من المجتمع الفرنسي في مرحلة زمنية معنية وال يمكن تعميم سمات وخصائص
هذا المجتمع على باقي المجتمعات األخرى .
1
-د /عامر مصباح :علم االجتماع الرواد والنظريان ط 1شركة األمة للطباعة والنشر والتوزيع الجزائر ، 2010 ،ص ص
95، 94
10
المستوى :السنة أولى جذع مشترك علوم إنسانية .
السداسي :الثاني
المادة :مدارس ومناهج
عنوان الدرس :المدرسة الوظيفية
الدرس رقم 04 :
األستاذة المكلفة بتدريس المادة :د /سنوسي فضيلة
-من المدارس االجتماعية نذكر أيضا " المدرسة الوظيفية" ،وقد قدمت تعاريف عدة حول
معنى الوظيفية نذكر منها أنها « :طريقة تحليل نظامية حيث البنى التي يتكون منها النظام
والوظائف التي تؤديها تلك البنى ....يفترض هذا المنهج أن ألي نظام سياسي وظائف معنية
ينبغي تأديتها إذا أريد أن يستمر النظام ثم تجدد البنى التي تؤدي تلك الوظائف ويفحص
أسلوب أدائها ثم تؤسس صالت بين أسلوب أداء هذه الوظائف األساسية ونوع الثقافة السياسية
الموجودة في المجتمع »1
وهناك من عرفها بأنها « تركز على األغراض أو المهام ،خاصة تلك المنجزة من طرف
التنظيمات ،بعض النظريات فسرت تطور المنظمات خاصة المنظمات الدولية كاستجابة لزيادة
في عدد المهام المطلوبة االنتباه ».2
وقد عرفها الدكتور عامر مصباح في قوله « :هي مصطلح يشير إلى نظرية كبرى في علم
االجتماع ،ثم طبقت في علوم أخرى كعلم السياسة وعلوم اإلعالم واالتصال وعلم النفس ،
وعلم اإلدارة وغيرها من العلوم اإلنسانية ،وهي تدرس الظواهر االجتماعية من خالل تحليل
وظائفها ،أو تدرس المنهج من خالل تحليل وظائف أنظمته النسقية وهي تيار محافظة ال ينشد
التغيير الراديكالي وانما إذا كان والبد من التغيير فيجب أن يكون تغيي اًر جزئيا في األنظمة
1
-جوفر روبرت وآليستار ادواردز :المعجم الحديث للتحليل السياسي ،تر :سمير عبد الرحيم الجلبي الدار العربية
للموسوعات ،بيروت ، 1999 ،ص .435
2
-نقال عن :د /عامر مصباح :علم االجتماع ( الرواد والنظريات) شركة – دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر
، 2010ص . 212
11
الفرعية للنظام الكلي ،لكي ال يختل النظام الكلي ،وتؤكد الوظيفية على فكرة التكامل بين
أنظمة المجتمع الفرعية للحفاظ على النظام الكلي وبتحقق التكامل داخل النظام الكلي عبر
عملية التنشئة االجتماعية والمعايير االجتماعية واألفكار والرموز الثقافية ».1
-أهم رواد المدرسة الوظيفية :
من روادها :مالينوسكي برونسلوا ،روبرت ميرتن ،دون فان برج ،ليفي ماريون ،ألفن
كولدتر ،أرنست نيكل ....الخ .
-أفكار المدرسة الوظيفية ( :منهجها التحليلي )
يمكن تلخيص أفكارها فيما يأتي :
البناء االجتماعي يتكون من مجموعة من أنظمة مترابطة مع بعضها بنائيا ووظيفيا -1
ومتكاملة فيما بينها في شكل اعتماد متبادل من أجل أداء الوظائف واشباع الحاجات ضمن
األنساق االجتماعية الفرعية وضمن النسف العام .
يتكون النظام االجتماعي الكلي من مجموعة أنساق فرعية هي في حالة اعتماد متبادل -2
وظيفي .
-3يتكون النسق االجتماعي الفرعي من مجموعة أنماط تتدخل في تحديد طبيعة التفاعل
الوظيفي .
-4لكل نظام نسقي حاجات تعكس وظائفه ومن خاللها تحدد تكامله وتكافله االجتماعي .
-5التوازن االجتماعي في التفاعل الوظيفي فيما بين األنساق الفرعية ضمن النسق الكلي
أمرهم ويقصد بالنسق « مجموعة من أنماط سلوكية تحدد وتوجه تصرف الفرد نحو إشباع
حاجات يبحث عنها ويحتاجها ».2
-6من الناحية المنهجية بدرس التحليل الوظيفي ( الكل) أي النظام االجتماعي الكلي وأنساقه
الفرعية .
1
-المرجع السابق ،ص 212
2
ص.255 -الغروي فهمي سليم وآخرون :المدخل إلى االجتماع دار الشروق عمان ، 1992 ،
12
س :1ما هي المناهج التي استخدمتها الوظيفية في تحليلها للظاهرة االجتماعية ؟
ج -اعتمدت على مناهج عملية معتمدة في البحوث االجتماعية وهي :
-01المنهج المقارن :أي المقارنة بين الظواهر التي تحدث في المجتمع مما يسمح باكتشاف
المتغيرات الجديدة في الظواهر التي ال تدرك إال عن طريق التفسير المقارن .
-2المنهج الوصفي :يعتمد فيه على وصف الظاهر المدروسة وتصنيفها وتحليلها ،من أجل
معرفة أسباب حدوثها والعوامل المحتكمة فيها ويعتمد في هذا المنهج على جمع البيانات
وتنظيمها وتحليلها .
-03المنهج الوظيفي :ويعني تحليل الوظائف المترتبة عن األنساق أو الموضوعات محل
الدراسة مع التركيز على تحليل طبيعة هذه الوظائف في عالقتها بإشباع الحاجات المختلفة ».1
أهم االنتقادات التي وجهت للمدرسة الوظيفية :
من بين االنتقادات التي وجهت لها نذكر ما يلي :
-/01إن هذه المدرسة تهتم فقط بإحداث مقارنة بين الظواهر االجتماعية وتحديد أوجه
االختالف واالتفاق ودون أن تفسرها ،وبالتالي نتائج بحثها غير علمية .
-/02لم تهتم النظرية الوظيفية بظاهرة الصراع الطبقي وأكد تحليلها أنه ال وجود للصراع في
المجتمع .
1
-د /عامر صباح :علم االجتماع ( الرواد والنظريات) مرجع سابق ،ص – ص( 242-241-239بالتصرف)
13
المستوى :السنة أولى جذع مشترك علوم إنسانية .
السداسي :الثاني
المادة :مدارس ومناهج
عنوان الدرس :المدرسة البنيوية
الدرس رقم 05 :
األستاذة المكلفة بتدريس المادة :د /سنوسي فضيلة
يعرف أندريه الالند البنيوية في موسوعته قائال ..... « :يطلق على علم النفس البنيوي اسم
بنيوية ،فهو العلم الذي يعتمد على منهج تحليل الظواهر النفسانية إلى عناصر أحاسيس
خيالت ،نزعات ...الخ ،والى تحديد أبعادها ( كثافة ،توتر ديمومة ) « إن النفسانيات
البنيوية تحليلية ،فهي تصب أنظارها على تركيب المسارات العقلية ،والمقصد هو إجراء عملية
عقلية في نشاط ما حول تقنية هذا النشاط فهي تهتم بكيفية الظواهر بكيفية دالالتها أو أجهزتها
الجوانية.»1
وهناك من يرى أن كلمة « بنيوية sstructuralismeهي مشتقة من كلمة بنية ، structure
وهي بدورها مشتقة من الفعل الالتيني struereأي بني :وهو يعني بذلك الهيئة أو الكيفية
التي يوجد الشيء عليها ،وفي اللغة العربية ،بنية الشيء تعني ما هو أصيل فيه وجوهري
وثابت ال تبدل بتبدل األوضاع والكيفيات». 2
ويرى ليفي ستروس levy shtroseأن « البنية تحمل أوال وقبل كل شيء طابع النسق أو
النظام ،فالبنية تتألف من عناصر إذا ما تعرض الواحد منها للتغيير أو التحول ،تحولت باقي
1
-أندربه الالند :موسوعة الالند الفلسفية ( المجلد األول ) ط 2تغريب خليل أحمد خليل ،إشراف أحمد عويدات ،منشورات
عويدات ،بيروت ،باريس ، 2001ص .1340
2
-نقال عن :د /عامر مصباح :علم االجتماع ( الرواد والنظريات ) ط ، 1شركة دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع ،
الجزائر 2010ص306
14
العناصر األخرى وذلك أنه رغم التنافر الظاهري الذي نالحظه بين البنى والظواهر في المجال
اإلنساني فإن هناك قواسم مشتركة وروابط مشتركة وروابط تربط بينها .»1
مفردات التحليل عند المدرسة البنيوية :
-1تؤكد البنيوية على ضرورة الظواهر االجتماعية بدقة وبصرامة علمية ،حتى تكون نتائج
التحليل االجتماعي لها مصداقية علمية .
-2المفتاح الرئيسي في التحليل البنيوي هو اللغة حيث وجب بناء أسس التحليل البنيوي على
أساس االرتباط الرمزي بين الرموز ودالالتها ومدلوالتها ،وفهم الظواهر انطالقا من التفريق بين
الطبيعة والمعنى .
-3في التحليل البنيوي العنصر يتم تحليله في عالقته بالعناصر األخرى أي ال يمكن تحليل
الظواهر االجتماعية في جزيئاتها دون الرجوع إلى الكل ( أي التركيز على الشكل الكلي للظاهرة
من أجل فهم جوهرها ) .
-4التفسير البنيوي قائم على الكشف عن النسق الثابت للظواهر االجتماعية ،والنسق يعني
دراسة الظواهر من خالل ترابط عناصرها فيما بينها وتحليلها في شكلها الموحد وليس منعزلة
عن بعضها .
-5وهناك مفهومان عرفت بهما البنيوية وهما :
-وجب مالحظة الظواهر وهي في حالة سكون وليس في حالة حركة وقد أطلق البنيويون على
هذا اسم التزامن .synchronic
-ال وجود للتناقضات داخل النسيج البنيوي ألن البنية تعني مجموعة العالقات الثابتة والمجردة
فالظواهر هي نفسها في حالة الصيرورة ويسمى هذا ب التعاقب .diachranic
1
-المرجع السابق ،ص.307
15
-6اهتمام ليفي ستروس بدراسة الرموز الثقافية ليس لغاية إيديولوجية معنية ،وانما الغرض من
ذلك هو الكشف عن نمط التفكير في المجتمعات البشرية ،ومن ثمة تحديد إن كانت هذه
الرموز قابلة ألن تتحمل تفسيرات متعددة ومختلفة .
-7وجب دراسة اللغة فهذه األخيرة لها خاصية بنيوي بمعنى أن الكلمة مكونة من حروف ال
معنى لها إال في عالقتها بباقي الحروف األخرى في الكلمة ،والحال نفسه بالنسبة للجملة هي
مكونة بنية تتمثل في الكلمات وال يمكن فهم معناها إال في عالقتها بالكلمات األخرى المتضمنة
في الجملة وهكذا دواليك ،لذلك وجب االهتمام بدراسة اللغة قبل أن ندرس عالقتها بالنظم
التاريخية واالجتماعية والنفسية .
-االنتقادات التي وجهت للمدرسة البنيوية :
من بين أهم االنتقادات التي وجهت لهذه المدرسة ما يلي :
-1نظرت إلى اللغة على أنها بنية فقط وأهملت وظيفة اللغة التواصلية والتفاعلية ،فاللغة أداة
تواصل ،وتفاعل واتصال اجتماعي .
-2إن البنيوية تدرس الظاهرة االجتماعية في حالة سكونها ،وليس في حالة حركتها وتطورها،
فالتحليل الجيد يتطلب منا أن ندرسها ( الظاهرة) وهي في حالة حركة حتى تكون دراستنا معمقة
وتمكننا من التنبؤ بحدوث الظاهرة مستقبالً .
-3أهملت البنيوية التطور التاريخي للظاهرة ،أي إنها وفي تحليلها للظاهرة االجتماعية ال
تدرس تطور الظاهر عبر المراحل التاريخية التي مرت بها والتغيرات التي طرأت عليها ،
فالتحليل المعمق بتطلب تتبع مراحل تطور الظاهر المدروسة .
16